بيني وبينك أشعارٌ منمقةٌ
والروح في كونها ضد وأشباه

وسم الغرام له في طرفنا أثر
والطرف يبلِغُ من بالقلب نهواه!

لا المَالُ يَبقَـى وَلَا الأروَاحُ خَالِدَةٌ
لَا شَيءَ يَبقَى سِوَى ذِكرَاكَ والأَثَرِ

‏سأحفظُ العهدَ إن طال البعادُ بنا
وأكتمُ الشوقَ في قلبي وأخفيهِ
لأنّ روحكَ في جنبيّ ساكنةٌ
فليحفظ اللهُ قلبي والذي فيهِ

لو يعرف الورد من جبته عشانه

كان قبل اشريه يسبقني عليك
ومن يلوم الورد لوني في مكانه
كان اخلي كل هالعالم واجيك..

إِنَّ الكَرِيمَ إِذَا نَادَيْتَ قَالَ : نَعَمْ
فَكَيْفَ بِاللهِ ذِي الإِنْعَامِ وَالكَرَمِ؟

فَابْسُطْ لَهُ الكَفَّ لَنْ تَأْتِيكَ فَارِغَةً
فَقَدْ سَأَلْتَ الذِي سَوَّاكَ مِنْ عَدَمِ.

‏‎وإذا نطقتُ فأنتَ لفظُ مقالتي
وإذا سكتُّ فأنتَ سرُّ الخاطرِ

صُوْنِي جَمَالَكِ عنّا إنَّنا بَشَرٌ
مِنَ التُرابِ وهذا الحُسْنُ رَوحانِي

— أحمد شوقي

في صوتها ذابَ الجمالُ عذوبةً
لله درُّ الصوتِ ما أحلاهُ

واصْنَعْ لِنَفْسِكَ أَمْجَاداً تَلِيْقُ بِهَا
فَلَيْسَ للمَرءِ غَير المَجْدِ يُنْصِفُهُ

واصْعَدْ بِهِمَّتِكَ العُلْيَا ذُرَى شَرَفٍ
فَخْراً سَتُذْكَرُ مِمّنْ لَسْتَ تَعْرِفُهُ

وطني حمتك عناية الرحمن
من كل وغد خائن وجبان
من قصيدي

إِني أُطيلُ حديثنا إذ يبْتدِي
وأنا بِطَبعي لا أطيلُ كلامِي
خيرُ الكلام أقلُّه في مذهَبي
إلا حديثُك ملجَئي وسَلامِي

لبيه ياقاب ملكته زانت وجدانه
لبيه يامنهو على اسنيني ينسيني

طَمئِن فُؤَادَك فَالأقدَارُ حَانِيَةٌ
وَفِي الحَيَاةِ سُرُورٌ يَعقِبُ الألَمَا.

فَلا تَبْتَئِسْ بِالأَمْرِ تَخْشَى وُقُوعَهُ
فَقَدْ يَأْمَنُ الإِنْسَانُ مِنْ حَيثُ يَفْرَقُ
فَمَا كُلُّ مَا تَهْوَاهُ يَأْتِيكَ بِالْمُنَى
وَ لا كُلُّ مَا تَخْشَاهُ فِي الْدَّهْرِ يَطْرُقُ
وَ كُنْ وَاثِقًا بِاللّهِ فِي كُلِّ مِحْنَةٍ
فَالَلّهُ أَوْلَى بِالْعِبَادِ وَ أَرْفَقُ

"أقبِل على التَّقوى وعِش متفائلًا
‏واقنع بقسمتِهِ وسَلْهُ المغفِرة

‏واصبر على الدنيا فعمركَ منقضٍ
‏قد قيل إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة

‏واعْتد على صمتٍ سوى عن ذِكرهِ
‏سبحانهُ واجعل حياتكَ عامِرة "

وإذا دَهَتكَ نَوائبُ الأيَّامِ قُل
حَسبي إلهي، إنَّهُ لا يُغلَبُ
ودَع التَّشكي للضِّعافِ وقُل لَها
يا نفسُ صَبراً، فالكريمُ يُهذَّبُ
واجعَل شِعاركَ في الحياةِ تَوكُّلاً
فَبِهِ النُّفوسُ إلى العُلى تَتَقرَّبُ
إنَّ البلاءَ يُزيلُ عَنكَ غَشاوَةً
ويُريكَ ما كانت الحياةُ تَحجُبُ

ان كان تغليني على ابنفس مره
ترى غلاك يفوق بالوصف تعبير

إِذا لم يعنك الله فِيمَا تريده
فَلَيْسَ لمخلوق إِلَيْك سَبِيل
وَإِن هُوَ لم يرشدك فِي كل مَسْلَك
ضللت وَلَو أَن السماك دَلِيل

السيفُ في الغُمدِ لا تُخشى مضارِبه
وسيفُ عينيكِ في الحالتين بتارُ

إن التفاؤل نبراس ومرحمة
واليأس ليس سوى ضرب من الدجل

ما عزم مريم؟والرحمن قال لها
هزي إليك بجذع النخل ثم كلي

ما عزم موسى وموج البحر ملتطم
ينوشه بالعصا فانشق في عجل

ما عزم نوح وقد فاضت منافذها
والفلك تمخر فوق السهل والجبل

ما عزم يعقوب والأحزان قد عبثت
في إثر يوسف بالوجدان والمقل

أبشر بنور إذا ما الليل أرهقنا
فالخير يأتي إذا الأقدار تكتبه
لا تيأس وإن ضاقت بك الحيل
إن الكريم على العسرى ييسره
صبرا جميلا ففي الصبر انتصار غد
والله أكرم من يرجى ويطلبه

يُحَرِّكُ وَجدي في الأَراكَةِ طائِرٌ
وَيَبعَثُ شَجوي في الدُجَنَّةِ بارِقُ

أيا شيخَ الهوى ما حُكمُ صومي
شربتُ مدامعي من دونِ قَصْدِ!
و قل لي ما نِصابُ الدّمعِ منّي
إذا ما ســــالَ وضّاءً بـ خدّي؟!
و ما حُكمي إذا أطلقتُ طَرفي
إلى طيفٍ . . أتاني بعدَ بُعدِ؟!
و هل أنا إنْ طربتُ بنبضِ قلبي
على شوقي له .. جاوزتُ حدّي؟

لا تَبتَئِس إنْ نَّابَ قَلبُكَ كُربَةٌ
وَعَثَىظ° بِهِ مَوجُ الهُمومِ العَاتِي

فَالفَجرُ يُولدُ ضَاحِكاً مُستَبشِراً
مِن جَوفُ لَيلٍ حَالكِ الظلُمَاتِ

حبيب القلب لولا العشق فينا
لما كان لسهر الليل داعي
اعيش الليل في رجوى وصاله
دواء الوصل مربوط بدائي
فأنا والله لم انوي فراقاً
يميت القلب لحظات الوداعِ
فصبرًا كان للاشواق صبراً
فلا زالت على البيدا مساعي

لا تحسبي أني نسيتُكِ لحظةً
ولتسألي وجدي وطولُ بُكائي

واللهِ مالهجَ اللسانُ بدعوةٍ
إلا ذكرتُكِ في حروفِ دُعائي"

وسيرجع الصوت الحزين مغردًا
وستنجلي الظلمات بالإصباحِ
وتعود شمس الدفء في مشكاتنا
وبضوءها ترمي سما الأشباحِ

‏أراكَ بداخلي قُرباً عميقاً
وفي الأميال ما أقصاكَ عني

شطرًا يُتمِّم شطرَ روحي قُربهَا
لا فرَّق الله القلوبَ إذا التقت