قال شاعر حكيم:

الرزقُ يأتي وإن لم يَسْعَ صاحبُه
حتما ولكـن شقاء المرء مكتوبُ

وفي القناعة كنز لا نفاد له
وكلُّ ما يملك الإنسانُ مسلوبُ

قد أكتمُ الشوقَ لا يدري بهِ بشَرٌ
لكنّ دمعَة عيني كيفَ أُخفيها؟!

وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ
وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ

الكون في عينيك خبأ نفسه
لما سباه من العيون جمال
عيناك لو مس المحيط جفونها
فالماء في كل المحيط زلال
عيناك لو مرت بدوح يابس
فالدوح من بعد اليباس ظلال
هذي عيونك سوف أرشف درها
وتهون دون نوالها الأهوال
إن شئت قتلي فاقتلي وتدللي
فلعل قتلي في هواك حلال

وأِحسنِ الظنّ لا تَجزَعْ لِنائبةٍ
إنّ البلاءَ بحُسنِ الظنِّ ينفَرِجُ

كم مِن قُلوبٍ تَبيتُ الليلَ في وَجعٍ
وفي الصباحِ لها مِن ضِيقها فَرَجُ

سيصْدُقُ الغَيمُ لا تعجَل بشارتهُ
وإن تأخّرَ عن ميعادهِ المطرُ

ويفتَحُ اللهُ أبواباً مُغلّقَةً
كم بِتّ تطرُقُها يأساً وتنتَظِرُ

هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ
بأنّ آمالانا يوماً ستنتَصرُ

لا بُدّ للنفسِ مِن يومٍ تُسرُّ بهِ
والبِشرُ يومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ

ألا إِنَّ عين المرءِ عنوانُ قلبهِ
تُخبِّرُ عن أسرارهِ شاءَ أمْ أبى

وَدَّعتُهُ وبَوُدِّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفو الحَياةِ وأَنِّي لا أودِّعُهُ

أعاتبها ويلمع دمعها واغير الموضوع
أنا الغلطان دام السالفه تاصل مدامعها ..


بدر عبدالمحسن..

‏لا تَيأَسَنَّ من اِنفِراجِ شَديدَة
قَد تَنجَلي الغَمَراتِ وَهيَ شَدائِد
كَم كُربَة اِقسَمَت اِن لَن تَنقَضي
زالَت وَفَرجُها الجَليلُ الواحِد

‏كم قامَ ليْلاً بَاكياً وحَزِينَا
ملأ الفضاء تضرُّعاً وأنينا
يدعو الإلهَ يقولُ ربّيَ أمّتي
اغفرْ لَها حتى تَحوزَ نعيما
يا أيها الراجُونَ وصْلَ حبيبِكم
صلّوا عليْهِ وسلّموا تسليما.

حاشا لمجدك أن تقنِّط عاصيا
الفضل أجزل و المواهب أوسع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن طردت فأي باب أقرع
بالذل قد وافيت بابك عالما
ان التذلل عند بابك ينفع.

حِيَلُ الخَلاصِ منَ الحنينِ مُخاطرَة
ومُجازَفاتٌ ... ضِدّ روحٍ ثائرَة !

فدعي التّحَايُل واقبضي جمرَ الهوى
فالحربُ ضدّ الشَّوقِ حربٌ خاسِرَة

‏ويَظنُ أنَّي قد أمِيلُ لِغيرهِ
إنَّي وقلبي بإِسمهِ مَكتوب
أنَا مَا شَرِبتُ الحُبَ إلا مَرَّةً
والكُل بَعدَك كأسُهُ مَسكوبُ

قالوا: غداً نأتي ديارَ محمّدٍ
فقلتُ لهم: هذا الذي عنه أفحَصُ
:
إذا صحّ منكَ القُربُ يا خيرَ مُرسَلٍ
عن أيّ شيءٍ بعد ذلك أحرِصُ!

يَا قاضيَ الحَاجاتِ جِئتُكَ راجيًا
كم حَاجةٍ أطوِي عَليهَا أضلعِي

أنتَ العَليمُ بمَا طويتُ وكلَّما
ناءتْ بهِ شَفتايَ نابتْ أدمعِي

جُدْ بالرِّضَا فرضاكَ أعظمُ حَاجةٍ
هوَ مُنتهىظ° أمَلي وغَايةُ مَطمعِي

لو سَلَّ كلُّ الخَلقِ كلَّ سيوفِهمْ
لم أخشَهمْ كلَّا فخَالقُهمْ معِي

كَشَفَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِهَا
في لَيلَةٍ فَأَرَتْ لَيالِيَ أَربَعا

وَاِستَقبَلَتْ قَمَرَ السَّماءِ بِوَجهِها
فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا


المتنبي..

ولَمْ أرَ كالصَّنيعَةِ مِنْ غِراسٍ
تَطيبُ بكَفِّ غارِسِها الثِّمارُ
سعيد يعقوب

عنترة وقع في حب عبلة وقوعًا شديدًا،
غيّر حاله تمامًا فقال:
"قلتُ كُفّي الدُموعَ عنكِ فَقَلبي
ذابَ حُزنًا ولوعتي في إزدِيادِ

وَيحَ هذا الزمانِ كيفَ رَماني
بِسهامٍ صابت صَميمَ فُؤادي!"

‏عَلَىظ° ثِقَةٍ بِوَعدِ اللَّـه عِشْنَا،
بِلَا يَأْسٍ وَمَا زِلنَا نَعِيشُ
تَجِيشُ قُلُوبُنَا حُزنًا وَلَكِن،
بِذِكرِ اللَّـه يَهدَأ مَا يَجِيشُ
وَمَا غَيرُ الدُّعَاءِ إذَا عَجَزنَا،
فَإِنَّ سِهَامَهُ لَيسَتْ تَطِيشُ"

"إني رأيتُ هُوِيَّتي في رايةٍ
‏خضراءَ فيها العِزُّ وَسْمٌ ظاهرُ

‏فيها الشهادةُ بالهُدى خَفّاقةٌ
‏وبها لِنصر الحقِّ سيفٌ باتِرُ

‏يا أيُّها الوطنُ الذي انقادت له
‏آمالُه وتقَدَّمتْه مَآثِرُ

‏لو لم تكن وطني لكنتَ لِخافقي
‏وطنًا أَتِيهُ بمجده وأُفاخِرُ"

وما الدَّهرُ يومًا واحدًا في اختِلافِهِ
وما كلُّ أيامِ الفتى بسواءِ
.
وما هو إلا يومُ بؤسٍ وشدّةٍ
ويومُ سرورٍ مرّةً ورخاءِ
.
•أبو العتاهية

وعرَفتُ أيَّامَ السُّرورِ فَلَم أجِدْ
كرجوعِ مُشتاقٍ إلى مُشتاقِ.

لأنك اللهُ لا أشكو إلى بشرٍ
و أرتجيكَ لِجبرِ الروحِ رباهُ

لأنك اللهُ لا أخفيكَ ضائقتِي
وما يخبئُ قلبي مِنْ خَطاياهُ

تعبتُ ياربِّ حتى أرهقتْ صِفَتِي
فظاظتي وجفا حدسي خباياهُ

إليكَ أشكو وأنتَ اللهُ ماغَفِلتْ
عيناكَ عن تائهٍ باللطفِ ترعاهُ

سكن فؤاداً من هواكَ تصدعا
وأعد بريق الأمنيات ليسطعا
وداوِ روحيَ من بعاد مرهق
أذاقها مرّ العذاب وأوجعا
ورد لي وهجَ الحياةِ مجددا
بسمات أمسٍ كان ثُمّةَ ودعا
ووارِ سوءةَ حاضر أزرىظ° به
بعداً فشتته فبات موزعا

وكل بابٍ وإن طالت مغالقهُ
يومًا له من جميلِ الصبرِ مفتاحُ
كم من كروبٍ ظننا لا انفراجَ لها
حتى رأينا جليلَ الهم ينزاحُ
فاصبر لربك لا تيأس فرحمتهُ
للخلقِ ظلٌ وللأيام إصباحُ

فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها
وإذ هي تذري الدمع منها الانامل

عشية قالت في العتاب قتلتني
وقتلي بما قالت هناك تحاول

فقلت لها جودي فقالت مجيبة
أ للجد هذا منك أم أنت هازل?

لقد جعل الليل القصير لنا بكم
علي لروعات الهوى يتطاول


جميل بثينة..

لها خال على صفحات خد
كنقطة عنبر في صحن مرمر

لم تَبْتَعِد مَازِلْت تَسْكُن دَعْوَتِي
مابين كَفِّي وَالسَّمَاء السَّابِعَة.

ونصمُتُ ليسَ يعني أن رضِينا
ولكن ليسَ يُجدي ما نقولُ

فَلا أنا مُفصِحٌ عَمّا أُعاني
ولا وَجعِي عَلى صَمتِي يَزولُ ..