تجيش الخواطر وتحلق بأجنحتها وكل ما حاولت اصطيادها أفلتت مني
|
"رأيته من بعيد.. يحتفل بعيد ميلاده وحده، تصوره نادلة المقهى بهاتفه، ومن حوله بقية الموظفين، مما يوهم مُشاهد الفديو، أنهم أصدقاؤه.
كانَ وحدهْ.. غيرَ أنَّ اليأسَ بادٍ في أسى عينيهِ في جَفنيهِ في كلتا يديهْ أظهرتْ بسْماتُهُ الصفراءُ ما أخفى وأبدتْ ما وراءَ القلبِ من حزنٍ دموعٌ أفلتت من مُقلتيهْ عيدُ ميلادٍ لعُمرٍ فارغٍ ما لهُ في الحُلمِ مأوى وعليهِ ما عليهْ كانَ وحده.. قبس.. |
الرّافعي مغرمًا يقول: "لا يتصل بروحها شيءٌ إلا نبتَ واخضرّ ثم نوّر وأزهر، كأن طبيعة الجمال خبّأت في قلبها سرُّ الربيع"
ويكمل قائلًا: "تستطيع تشعرني أنها فيّ، وإن كان بيننا من الهجر بُعد المشرقين، وأن تنزل السلام على قلبي وإن كانت هي نفسها الحرب، وأن تجعلني أحبّها" قبس.. |
"حين نبكي نحن النساء
لا ننزل للشارع ولا نختار حانة رخيصة للشرب لا نكسر الكؤوس بروؤسنا أو قبضاتنا نحنا فقط نخفي وجودنا المحترق ونستمر بجلي صحون الغذاء نسقي أصيص الورد على الشرفة ونمسح بلور المرآة في الحمام إنه الجهد الذي نبذله بعناية أمومية كي يصبح وجعنا مثاليًا حين نبكي لا نغص لا نشهق كي لا تسمعنا جداتنا الحكيمات لا نسحب المناديل الورقية من جيب الحقيبة الملقاة كيفما شاءت صدفة بدلًا من ذلك نكتب على صنارة الصوف لنحيكّ شالًا سميكًا للعائلة السعيدة أو نصنع قوارب ورقية للأحفاد الصغار أما حين يبكي الرجال تصمت النساء وكأن العالم بدأ بالانهيار!" قبس.. |
ليتك تكن …كما كنت بالسابق ..لاشيء اخر
|
يوم بدونك
كحديقة من غير أزهار يوم بدونك لا يمكن أن أسميه يومًا يوم بدونك هو يوم بدون ضوء لذلك هو بدون وجه البيت فارغ وبارد إذا لم أسمع صوتك طاولة الأكل.. الكراسي.. السرير لا تعني شيئًا بدونك كشجرة بدون أوراق كسماء بدون زرقة حياتي.. ذلك يومها بدونك. تون هيرمانس |
"خوفٌ من أن ينفد المال مرةً أخرى، من الجوع، من الفشل، من أن أريد شيئًا باستماتةٍ فيدمرني حينما لا استطيع الحصول عليه، من أن أحب شخصًا لا استطيع أن أتمسك به، من أن أشاهد أختي تفلت من يدي كما الرمل، من أن أرى شيئًا يتحطم دون أن أعرف كيف أصلحه.
خائفةٌ أنا، دومًا، من وجعٍ أعرف أننا لن ننجو منه مرةً ثانية." — أميلي هنري، عاشقي الكتب. |
"سِردابُ الأحزان"
في منزِل جدي كان هُناك غرفة أسفل المنزِل، وكان ممنوعٌ علينا دخولها، ذات يوم تبعت عمّي حتى دخل ذاك السِرداب المُظلم، لم أرى شيء ماهي إلا ثوانٍ حتى سمعتُ صوته يَجهشُ بِالبكاء، اليوم التالي أيضًا كان أبي مسرِع نحو السُفلية أغلق الباب إقتربتُ أكثر لأسمع صوت أنين، ومِن ثم جدي وبقية ذُكور العائِلة، في كُل مرةٍ أسمعُ أصوات غريبة، بُكاء، صُراخ، تحطيم، كُل ذلك خلق في رأسي ألف علامة إستفهام، ذهبتُ إلى جدتي وأخبرتُها بِما شاهدت، مسحت على رأسي وقالت: يَبُنيّتي ماترينه هو نتائج مُعتقادات الأباء، غرسهُم في عُقول الذكور أنه مِن العيب أن تشتكي، أن تبكي، تضعف، أنت رجل والرِجال لا تَبكي، هكذا زُرِعت عقائد باطلة لا أساس لها مِن الصحة، فكونك ذكر لا يَعني أنك بِلا قلب، الحياةُ قاسية مهما كُنت صلبًا لابد أن تنهار أن تسمح لِنفسِك بإخراج أثقالها، لِذلك ياعزيزتي جدك بنى هذا السِرداب مكانًا لتفريّغ حُشود أحزانِهم خلسة خوفًا من المُجتمع الشرقي مُصدِر قانون "الرِجال لا تبكي". -شجن. |
وكأنني قد متُّ قبل الآن ....
أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأًعرفُ أَنني أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ . رُبَّما مازلتُ حيّاً في مكان ٍ ما ، وأَعرفُ ما أُريدُسأَصير يوماً ما أُريدُ سأَصير يوماً فكرة ً. لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرٍض اليبابِ، ولا كتابَ... كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ ، لا القُوَّةُ انتصرتْ و لا العَدْلُ الشريدُ سأَصير يوماً ما أُريدً سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي . كُلَّما اُحتَرقَ الجناحان ِ اُقتربتُ من الحقيقِة ، وانبعثتُ من الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين، عَزَفْتُ عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ رحلتي الأولى إلي المعنى ، فأَحْرَقَني وغاب . أَنا الغيابُ ... — محمود درويش |
الواقف هناك يا أنا ، يبحث عن شيء ما في المدينة ، توقف البارحة امامي وصار ينبش شَعري ويقول كان هنا ، ثم اشتد كفي وقال كان هنا ، وملس علي ثلاث مرات ، ومضى يخلع خفه وينظر عبره كالذي يرى خلال الباب ، ويستغفر بأعلى صوته كان الله لا يسمعه هامسا ، ويمشي يسأل الناس ان رأوه ولا احد يقف ، ويمضي المجنون حتى يصل لتمثال سعد زغلول ويتهامس خلسة مع الرجل حتى يثب عليه ، وانا لم ار قبلُ رجلًا غاضبًا هكذا على تمثال بعد ابراهيم ، ولم يخبرني احد ابدا عمَّ بحث الرجل ، حتى أتى اليوم الذي صادفت فيه مذكراته مدفونة قرب البئر الأعظم ، ويقول فيها : اذكر بوضوح انني قلت الكثير منذ ولادتي ، ورغم ذلك لسبب ما لا أرى كلماتي وانا بحثت في كل صورة واغنية ، ولم اجد كلماتي ، والله كلمة!
الله كلمة! كيف يقف ايماني الممتد الى الحياة الابدية؟ وكيف يقف ينبوع الحياة على قبري ان لم يكتب على شاهده شيء؟ اين الكلمات يا الله؟ يقول صاحب قهوة متاتيا ان سعد زغلول كان يقول الكلمة فتشق الأرض ويزلزل الجبل ، ربما اختلس نصيبي السالف من الكلمات لعن الله سعد زغلول لعن الله سعد زغلول صوفي. |
الجو غيم وينتظر طلة الشوق ..
الا يابعد كل البشر في عيوني .. قوم وخل نظرتك للسماء فوق .. شوف جنون الغيم يشبه جنوني |
خلك أول قلب يعرفني صحيح
وخلك آخر ظن يفهمني خطأ |
ظ؛عاال غرد في خفوقي
غˆ ظ؛غنى غˆارسم ملاامح بهجظ؛ي غˆ اشظ؛ياقي لحن على ككيفک غˆ اخذ ما ظ؛منى اناا وقلبي لك وكل ما ظ؛لااقيي |
أرنو إليك بكل سمعي منصتاً
وإلى حديثك كم أحنُّ وأطربُ |
بعض البشر حتى بـ صمته تعشقه
ولا مـن حكى حكيه يجيب العافيه يطرب سماعكـ في سكوت وتسمعه شوفته صامت او بيحكي كــافــيـه |
لك في مقامّات الغلا دار وقصور
ومايسكن قصور الغلا غير غالي |
يسبقني القـلب قـبل الشوق بـ النظرھ
وأغض نبضي قبل لا يفضح أسراري وأفتح شبابيك سمعي . لا طرى ذكرھ وأقول مـدري ..وأنا في ذمتي داري |
غلاك في القلب ومسكنك في العين
ولو طالت المدهـ ؟ محلك محلك |
النفوس الوافية رغم المصاعب ماتميل
والسماء كثر السحب مـايغطـي نورهـا الوافي لاجل الوفـاء مـايذلھہَ مستحيل والثقھہَ بالنفس حصن القلوب وسورها |
سلام الله على ناس يحب القلب طاريهم
غلاهم دوم في قلبي عسى ربي يخليهم |
ما غاب حبك ولا طيفك ولا ذكرك
حتئ لو انك بعيد مسجل حضورك لا زاد فيني الحنين أرش من عطرك لو أنه مايشبهك بس يشبه شعورك |
فيني شعور اكبر واعمق من البوح
بس الكلام اصغر من اللي احسه |
من كـان حـبه صدق يتعب عشانـك
يـدق باب الـوصـل لو كـان مـقفـول ! |
علموني كيف ابكي مع زماني
ليتهـم على البكا ما علموني ليتني متعلمٍ حــــب الأماني كان ما احزن ولا تبكي عيوني |
من يقول الزين مايكمل حلاه
كل شئ في حبيبي اكتمل الله اللي كمله والله عطاه مابقى للزين في خلّي محل |
من مد لي يمناه مديـت لـه خمــــــس
ومـن صـد عني عفـت شيـفت بــلاده لأني عزيز وعـزتـي تـحـــكم النفــس والنفـس ماترضى بهــــون المكــاده |
عيون الحب لا يمكن تناظر
عيوب الخل لو هو عيب كله |
نساير الوقت ونقيسه بمقياسه
ونوآجهه النفس بالوآقع ونقنعها |
انا الميعاد ونفس اليوم والساعه
انا ي غايبي حتى ثواني الوقت تذكرني انا ظل المكان المُنتظر والحزن والحاجه انا ي صاحب الذكرى حنيني صمت يوجعني |
يتحدث الناس عن مشاهدة الطيور ومشاهدة المارة، لابد أن يضيفوا لهذه الهوايات مشاهدة السحب. استلقي بجانب نافذتي الكبيرة، على الحافة، أفرش بطانية في بقعة شمس، أجيء بمكيفي الصغير، واستلقي. اشاهد السحب تمر، ببطء وروية، لكنها أيضًا تعبر بسرعة بالغة، إن سهوت عنها، فستتغير سماؤك. يقول المثل الإنجليزي لكل سحابة حاشية من فضة، أتأمل السحاب وأمعن النظر بأطرافها النيرة، أفتح القواميس وأتصفح بحثًا عن ترجمة هذه العبارة. حينما تأتي الغيمة بظلامٍ وعواصف، تأتي مظلمة، تحجب النور وتقف بينك وبين الشمس، لكن لكل غيمة، طرفٌ فضيّ، طرف نيّر، يذكرك أن بعد هذا الظلام دومًا نور.
قبس.. |
ثُم يغمرك الصَمت
والرغبة في التواري ثُم يعتليك الضياع وأنتَ في بِلادك ثُم بين جموعك ثُم في غرفتِك وبعدها تُصبح ضائعًا في ذاتِك حائِرًا ما إن كنت أنت؛ أنت ثُم ترغب في أن تنام أن تُزيح من على عاتِقك ثِقل الأحلام والأوهام والأيام. قبس.. |
ها نحنُ نشربُ قهوتَنا بهدوءِ أميرينِ
لا يملكان الطواويس، انتِ أميرةُ نفسِك سلطانةُ البر والبحر، من أخمص القدمين الى حيرةِ الريحِ في خصلة الشعر. في ضوء يأسكِ من عودة الأمسِ تستنطقين حياةً بديهيةً. وبلا حرسٍ تحرسين ممالكَ سريَّةً. وأنا، في ضيافةِ هذا النهار، اميرٌ على حصَّتي من رصيفِ الخريفِ. وأنسى مَن المُتّكلِّمُ فينا لفرطِ التشابه بين الغيابِ وبين الإيابِ اذا اجتمعا في نواحي الكمنجات لا أتذكّر قلبي الا اذا شقَّهُ الحبُّ نصفين، او جفَّ من عطش الحب، او تركتني على ضفة النهر احدى صفاتك — محمود درويش |
ولا تعرف إن كنت تسكن الخريف أم هو الذي يسكنك، حتى لو تذكرت أنك الآن في خريف العمر، حيث يتقنُ العقلُ والقلب الإنصات إلى الزمن بتناغمِ التواطؤ بين المتعة والحكمة. إيقاع نبيل يرفع الجسد إلى مرتبة الانتباه لما ينقص، فيزداد امتلاء بما يفد إليه من جماليات الصحو والغيم. ويستعدُّ، كمرصدٍ جويّ، لرصد المناخ المناسب لحوار عابر: هذا النهار جميل، أليس كذلك؟
إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نحتسي القهوة معاً ؟ لرائحة القهوة أبواب تفضي إلى سفر آخر: إلى صداقة، أو حب، أو إلى ضياع لا يؤلم... — محمود درويش |
لاعُمْرَ يكفي كي أَشُدَّ نهايتي لبدايتي
أَخَذَ الرُّعَاةُ حكايتي وتَوَغَّلُوا في العشب فوق مفاتن الأنقاض ، وانتصروا على النسيان بالأَبواق والسَّجَع المشاع ، وأَورثوني بُحَّةَ الذكرى على حَجَرِ الوداع ، ولم يعودوا …. — محمود درويش |
أنمشي نحن في الزَّمَنِ
أم انّه الماشي ونحن فيه وقوفُ! أين أولهُ؟ وأين آخرُه؟ هل مرَّ أطوَلهُ، أم مرَّ أقصره الممتدُّ في الشَّجَنِ؟ - السيّاب |
ذكّرينا يا بقايا الأمسِ فينا آه ما أقسى الحَنينَ زادَنا الشوقُ أنينا
حدِّثينا ما لَها الجُدْرَانُ خَرْسا هل تُرى تَجْفو وتَنسى غُرْبَةُ الأرواحِ أقسى أرجعينا لِنَرى عَذْبَ السِّنينَ نَذكُرُ الماضي الثمينَ حَيَّنا والسَّاكِنينَ خبّرينا عن حكاياتِ الطُّفولة والبداياتِ الخَجولة كيف زارَتْنا عَجُولة لَمْلِمينا مِن شَتاتٍ يَحتوِينا واسأَلي البيتَ الحزينَ هل لَقِيتَ كمَا لَقِينا واسألينا كيفَ ثارَ الشوقُ لمَّا أذَّنَ الشيخُ وأَمَّ فسَكَبْتُ الدَّمْعَ مِمَّا جاوبينا أخبري القلبَ المُعنَّى هل مضَى الآباءُ عنَّا كلُّ ما في الحيِّ حَنَّ ذكِّرينا مَنزِلاً مِنَّا وفينا قد سكنَّاهُ سِنينا بسَلامٍ آمِنينا. قبس.. |
لي حُرِّية القولِ
وللكاهن حَقُّ القتل لي حقُّ العصافير وللقاضي حُدُودُ الأُّفق الوارفِ لي شرعيَّةُ الحُلْمِ وللجلاَّدِ أن يسمعني أو يفتح الباب لكي تهرب أحلامي ولي حُرَّيتي حريتي أن أكتب الحاء كما شئتَ وأن أقفز من حرف إلى حرفٍ وأن أقطع كفّي كي أُسمِّي زمني لا موتَ في الموت الذي يتبعني كالظلِّ, أو ينزلقُ الآن على جسمي كأنثى حرمتني لذّة الحرمانِ, لاَ يَخْرُجُ مِني حُلُمٌ إلاّ لكي يُضْحِكَني أو يُضْحِكَ الناس علَى شخص يَجُرُّ الحُلْمَ كالنَّاقَةِ في سوق الغواني ليس هذا الموت موتاً لا ولا أَعرفُ شيئاً عن بداياتي لهذا أتمني أن أُحاذي النهر حتى أصبحَ النهرَ ولا لا أستطيعُ الموت في الموتِ الذي لا موت فيهِ حَجَرٌ روحي , وأُنثايَ وَحُلْمي حَجَرٌ لا أشتهي أن اشتهيهِ حَجَرٌ لا لونَ فِيه حَجَرٌ ليلي , وظلِّي حَجَرٌ يندسُّ ما بيني وبيني حَجَرٌ خبزي نبيذي حَجَرٌ لا أستطيعُ الموتَ في الموت الذي لا موت فيه الآن.... — محمود درويش |
ماذا... لماذا كلُّ هذا
يُسَلِّي نفسه، وهو يمشي وحيداً، بحديث قصير مع نفسه. كلمات لا تعني شيئاً، ولا تريد أن تعني شيئاً ماذا … لماذا كل هذا لم يقصد أن يتذمر أو يسأل، أو يحكَّ اللفظة باللفظة لتقدح إيقاعاً يساعده على المشي بخفَّةِ شاب. لكن ذلك ما حدث. كلما كرَّر: ماذا... لماذا كل هذا؟ أحسَّ بأنه في صحبة صديق يعاونه على حمل الطريق. نظر إليه المارة بلا مبالاة. لم يظن أحد أنه مجنون. ظنّوه شاعراً حالماً هائماً يتلقّى وحياً مفاجئاً من شيطان. أما هو، فلم يَتَّهم نفسه بما يسيء اليها. ولا يدري لماذا فكَّر بجنكيزخان. ربما لأنه رأى حصاناً بلا سرج يسبح في الهواء، فوق بناية مُهَدَّمة في بطن الوادي. واصل المشي على إيقاع واحد ، ماذا... لماذا كل هذا ..؟ — محمود درويش |
صحا من النوم دفعةً واحدة. فتح النافذة على ضوء فاتر و سماء صافية و هواء معافى. تحسَّس جسده، عضواً عضواً، فوجده سليماً. نظر إلى الوسادة ولم يرَ شعراً تساقط في الليل. نظر إلى الملاءة ولم يرَ دماً. فتح جهاز الترانزستور ولم يسمع خبراً عن قتلى جدد في العراق و غزة و أفغانستان. ظنَّ أنه نائم، فَرَكَ جفنيه أمام المرآة و تعرَّف إلى وجهه بسهولة. هتف: أنا حيّ. مشى إلى المطبخ لإعداد القهوة. وضع ملعقةً من العسل في كأس الحليب الخالي من الدَّسَم. رأى على الشرفة كناريّاً زائراً يقف على حوض زهور نسي أن يسقيها. قال للكناريّ: صباح الخير، و نثر حوله فتات خبز. طار الكناريّ وحطَّ على فَنَنِ شجيرة وغنَى. مرة أخرى، ظن أنه نائم. نظر إلى المرآة ثانية و قال: أنا هو. استمع إلى نشرة أخبار جديدة. لا قتلى جدداً في أي مكان. فرح بهذا الصباح الشاذ. قاده الفرح إلى طاولة الكتابة وفي باله سطر واحد: "أنا حي بالرغم من أنني لا أشعر بالألم". كان ممتلئاً بشغف الإنشاد لصفاءٍ بِلَّوْريّ هبط عليه من مكان بعيد: من مكانه هذا! وحين جلس إلى طاولة الكتابة وجد السطر مكتوباً على ورقة بيضاء: "أنا حيٌّ على الرغم من أنني لا أشعر بالألم". لم يظن هذه المرة من أنه نائم. كان متأكداً من ذلك ..
— محمود درويش |
في عيد الحب ...
سأنتظرها في نفس المقهى... وعلى نفس الطاولة وأشعل الشمعة الوحيدة وسيجارتي... وأطلب فنجانين القهوة... وباقة ورد سأرتبك خائف كالعادة لن تأتي و أتلاشى بين تفاصيل ذاكرتي... وأسقط في وسط المنفضة المبللة ببكاء القصيدة وأغادر بهدوء على رؤوس أصابعي كم انا منسي... — محمود درويش |
الساعة الآن 11:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية