وتمُرُّ أقدارُ الحياةِ ثقيلةً
فنُظنُّ أنّا سوفَ نهلكُ بعدَها
فإذا بلُطفِ اللهِ يهطِلُ فجأةً
ليُذيقَنا سِعةَ الحياةِ ورغْدَها
فنفوسُنا عندَ الإلهِ وديعةٌ
حاشاهُ يخذِلُ صبرَها ويرُدّها
سيُغيثُها يومًا ويجبرُ كسْرَها
حتى وإنْ طالَ البلاءُ وهدّها

‏والوردُ يأخـذ عنها بعـض رِقَّتها
وما لها في جَميعِ الخلق أشباهُ

‏‎إنِّي رأيتُ من العيونِ عجائبا
وأراكِ أعجبَ من رأيتُ عيونا

ما كُنتُ أحسبُ أنّ طَرفًا ناعِسًا
قد يُورِثُ العقلَ السّليمَ جُنونا

‏
‏من أبيات الإمام الشـافعي رحمـه الله :

‏يـا مـن يُعَـانِـقُ دنيـا لا بقـاء لهـا
‏يُمسِي ويصبـح في دُنْيَـاهُ سَـفَارا

‏إن كـنت تـبْغي جِـنَانَ الخُلُدِ تسكنها
فينبغي لك أن لا تأمن النارا

"واليوم أمضي والحياةُ تشدّني
‏وأخوضُ بحرًا كنتَ فيهِ شراعي"

يَا مَنْ لِشَرْبَةِ حَوْضِهِ نَشْتَاقُ
‏وَبِمَدْحِهِ تَتَعَطَّرُ الأَوْرَاقُ

‏صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ حَتَّى تَنْتَهيْ
‏أَنْوَارُ نَجْمٍ فِي السَّمَا بَرَّاقُ

لو كان يُدرك ما الأقدار تخفيه
ما كان يشقى الفتى في الأمل الكبير
يمضي بسعيه والأحلام تجري به
والقدر خلف الستار له المصير
يعمل بجد، وفي قلبه قنديلٌ
يضيء دروب الحياة بلا تقصير

وَلَوَ اِنَّهُ في الرَأسِ كُنتُ ضَمَدتُهُ
لَكِنَّهُ في القَلبِ لا في الراسِ

‏و أراك في كُلِّ البقاعِ كأنّما
لا جرم في فلكي يدورُ سواك
ما عدتُ أبصرُ في العوالِمِ كلّها
قمرًا سواك فجَلَّ مَن سوّاك

- أحمد شوقي

إنّا رَضِينا بِما في اللّوحِ من قَدَرٍ
ما كانَ أظهَرهُ المولى وأخفَاهُ

لأنّ حكمتهُ في الناسِ جاريةٌ
حاشاهُ يُسألُ عمّا كان أجراهُ

فإنْ جرى فضلُهُ فيما نؤمّلهُ
فالحمدُ للهِ عِرفانًا بنُعماهُ

وإنْ تأخّرَ ما نرجو لخيرتهِ
فغايةُ اللُّطفِ فيمَا اختارَهُ اللهُ

" د . ماجد عبدالله "

إليك أسيرُ فِي أثوابِ ذُلّي
وقلبِي نادِمٌ خجِلٌ كسِيرُ

أسيرُ وملءَ أرجائي رجَاءٌ
وأنتَ بكل أحوالي خبيرُ

أتَيتُ إليكَ ملهوفاً وإنّي
لما أنزلتَ من خيرٍ فقير

بان الشباب فلم أحفل به بالا
وأقبل الشيب والإسلام إقبالا
فالحمدلله إذ لم يأتني أجلي
حتى اكتسيت من الاسلام سربالا

فالعيش نومٌ والمنيّة يقظة
والمَرءُ بينهما خيال سارِ
فاقضوا مآربكم عِجالاً إنّما
أعمارُكم سفرٌ من الأسفارِ

إنِّي أجاهدُ بالدُّعاءِ بحُرقةٍ
وبداخلي ظنٌّ بربي لا يخيبْ!.

تكاثر علي الله يجازيه , كيف الحال
وانا يوم اسوق العمر له ما تكاثرته

"يا ربّ لا يأسٌ وأنت رجاؤنا
‏أنت الكريمُ وهذهِ الدعواتُ"

‏من مواطن الرفق الجميل، ورقّة الفرسان تحت رداء الصلابة:
‏«يا عبلَ ما أخشى الحمامِ وإنما
‏أخشى على عينيكِ وقت بُكاكِ»

أيَا لغةٌ منابِعُها الفَصيحُ
تَباهَى الحرفُ فيها والقَريحُ

أيَا لغةٌ كساها الذِّكرُ مَجْداً
وفي تبيانِها انْهالَ المَديحُ

منى البدراني




هذا الاسم أعرفه جيداً
كتب الله أن نفترق لا أعلم عنها أي خبر
وها أنا اليوم ألتقي بحرفها
اسأل الله لها كل خير وتوفيق وإحسان كما احسنت لي في ذاك الزمن..

لاح الصباحُ بثغرٍ مِنك مُبتسِمٌ
‏ كأنكَ الشمسُ والإشراق يزهاكَ

فأنتم مُنى قلبي وَسُؤلي وَبُغيَتي
‏وأنتم ضِيا عيني اليمين وَنورُها

وخيرُ الكلامِ قليلُ الحروف
كثيرُ القطوفِ بليغُ الأثر
فقطرةُ ماءٍ مراراً تدقُّ
على الصَّخْر ِ حتى تشقُّ الصّخر
ولو لم تهزّ الرياحُ الزهورَ
لما فاحَ عطرٌ وماتَ الزَّهَر

إنّارَضِينا بِما في اللّوحِ من قَدَرٍ
ما كانَ أظهَرهُ المولى وأخفَاهُ

لأنّ حكمتهُ في الناسِ جاريةٌ
حاشاهُ يُسألُ عمّاكان أجراهُ

فإنْ جرى فضلُهُ فيما نؤمّلهُ
فالحمدُ للهِ عِرفانًا بنُعماهُ

وإنْ تأخّرَمانرجو لخيرتهِ
فغايةُ اللُّطفِ فيمَا اختارَهُ اللهُ

لا تيأسنّ لماضٍ عزّ مطلبُهُ
واهنأ بعُمركَ إنّ العُمرَ محدودُ

فكم هو العُمرُ والأحزانُ تخنقهُ
فإنّما الحُزنُ للأعمارِ تبديدُ

وكيفَ تنعمُ بالآمالِ ترقبها
والقلبُ منك بحبلِ اليأسِ معقودُ ؟!

هوّن عليكَ فإنّ الله مُطّلعٌ
سبحانهُ بجميلِ الفضل معهودُ
د.ماجد عبدالله

‏وإذا التقينا والعيونُ روامقٌ
صمَت اللِّسانُ وطرفُها يتكلَّمُ

تشكو فأفهَمُ ما تقولُ بطرفِها
ويردُّ طرفي مثلَ ذاكَ فتفهمُ

فانسفْ جبالَ الهمِّ منكَ بدعوةٍ
إنّ الذي قصدَ المُهيمِنَ لم يَخِبْ

الصبحُ لاحَ وأقبَلَتْ نسَماتُهُ
لتُريحَنا بعدَ الأسى والياسِ

فالليلُ يطوي في القلوبِ مواجعاً
والصبحُ يأتي رحمةً للناسِ

يا واسع الُّلطفِ إنَّ الحالَ تعلمُهُ
ربِّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدرِ.

‏"يا مَن بذكرِكَ هانَ كُلُّ تَوجُّعٍ
يا سيِّدَ الثَّقَلَينِ، يا بدرًا سَطَعْ ..
صلَّى عليكَ اللهُ ما ليلٌ أتى
صلَّى عليكَ اللهُ ما فَجرٌ طَلَعْ"

لو قيل لي: أي مطلعٍ وددتَ أنّه لك؟ لقلتُ:

نامَ الخليّ وبتُّ الليلَ مُرتَفِقا
أرعى النّجومَ عَميدًا مُثبِتًا أرِقا
- الأعشى

‏يا ربّ تعلمُ ما في القلبِ مِن أملٍ
لا تحرم القلبَ مِن حُلمٍ يُناجيه

"قضيتُ بجبرانِ الخواطر رحلتي
‏ولي خافقٌ.. اللهُ يجبرُ خاطرَه"