تغيبُ عنّي ثم تزعمُ أنني
أنسى هواكَ وَلَستُ تدري ما جرى

أما الفؤادُ ففيكَ يَحْيَا دائمًا
واللهِ ما كَذَبَ الشعورُ ولا افْتَرَى

لو كنتَ أبصرْتَ الفؤادَ وشَوْقَهُ
ما ذاقَ جفنكَ هانئًا طعمَ الكرى

ياغائبا ملأ الحياة بطيفه
أنتَ الوجود بكل عيني والورى

أفْعالُ كُلِّ اِمْرئٍ تُنْبِي بِعُنْصُرِهِ
‏وَالعَينُ تُغنِيكَ عَنْ أنْ تَطلُبَ الأثْرَا

‏وَهَلْ تَرَى قَطّ دِفْلَى أنْبَتتْ عِنَباً
‏أوْ تَذْخُرُ النَّحلُ في أوْكَارِهَا الصّبْرَا

‏- ابن حزم الأندلسي

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

أتظنُ أني قد نسيتك لحظةً
أو أن طيفك راحمٌ غفواتي؟!
لا والذي أعطى عيونك سحرها
مازلتَ تحكم روحتي وغداتي

استقبلوا عيدكم بالبِشر وابتهجوا
فليس في العيد غُصـن غيـر ميّاس

صِلُـوا أقاربكـم زوروا أحِــبتكـم
تـبـادلـوا صَفْـوَ كـاسٍ أيّما كَـاسِ

هذهِ عيونكِ أم عيون غزالةٍ؟
أم أصلُ كل غزالةٍ عيناكِ؟!

كَمْ مِنْ قَرِيبٍ لَا يُسْتَطَابُ بِهِ
وَكَمْ مِنْ بَعِيدٍ عَنْ الْعُيُونِ حَبِيبُ

هَواكَ وإن طواهُ السِّرُّ طَيًّا
يُخَبِّرُ عن تَمَكُّنِهُ السُّكُوتُ

‏تفاصيلك بعيني يالملاك أعمت قوي الشوف
مثل حلمٍ لو أصحى من منامي ماتخطِيته .

-فارس فايح . .

أَعِفُّ وَفي قَلبي مِنَ الحُبِّ لَوعَةٌ
وَليسَ عَفيفاً تارِكُ الحُبِّ سالِيا

‏إنَّ الغنِيَّ هو الغنيُّ بِنَفسهِ
ولو أنّهُ عاري المَناكِبِ حافِ

ماكُلُّ مافوقَ البسيطةِ كافِياً
فإذا قَنِعتَ فكلُّ شيءٍ كافِ

وتَعافُ لي طَمَعَ الحريصِ أُبُوَّتي
ومُروءَتي وقَناعَتي وعَفافي

ومكارِمي عدَدُ النُجومِ ومنزلي
مأوى الكِرامِ ومنزِلُ الأضيافِ
..
النبيل أبو فراس

-

‏لحقني تعب وأنا اتحّرى الظروف تزين
‏يا صبري على طـول إنتظاري ويا قوي

‏‎يرزقني رزاق الحيايا بجحرها…
لا خايلت برقٍ ولاهي بحايله…

ترى رزق غيري ياملا ماينولني…
رزقي يجي لو كل حيٍ يحايله…

حجرف الذويبي

‏كُلُّ العَداوَةِ قَدْ تُرْجى مُوَدَّتُها
إِلّا عَداوَةَ مَن عاداكَ عَنْ حَسَدِ

لَقَد زارَ مَن أَهوى عَلى غَيرِ مَوعِدٍ
فَعايَنتُ بَدرَ التَمِّ ذاكَ التَلاقِيا
وَعاتَبتُهُ وَالعَتبُ يَحلو حَديثُهُ
وَقَد بَلَغَت روحي لَدَيهِ التَراقِيا
فَلَمّا اِجتَمَعنا قُلتُ مِن فَرَحي بِهِ
مِنَ الشِعرِ بَيتاً وَالدُموعُ سَواقِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لاتَلاقِيا

هَل في تَذَكُّرِ أَيّامِ الصِبا فَنَدُ
أَم هَل لِما فاتَ مِن أَيّامِهِ رِدَدُ
أَم هَل يُلامَنَّ باكٍ هاجَ عَبرَتَهُ
بِالحِجرِ إِذ شَفَّهُ الوَجدُ الَّذي يَجِدُ


قبس..