فزولهآ
03-13-2016, 05:52 PM
قصة
"شرنقة قلب في مهب الرقة"
كان يا ما كان , في ثالث العصور والأزمان ,عقب الأحداث والمكان , في عصر
النبض والكتمان ,أيام التدفق والهذيان, بعيدا عن النور والرياح..., يعيش في كهوف مشيجة وأنفاق متوغلة وأبار غارقة , قلب يافع من كيان بشري بإحدى ضواحي ذات بقرية معزولة تدعى "القفص الصدري" ,في هدوء وطمأنينة واستقرار الأوضاع ينعم بالحرية والراحة والخفة بين ضلوع متماسكة مليء مرح وحيوية,متمتع بسلام وسكينة ,راض بوحدته الغراء التي يجهل معناها الحقيقي, وحيد بين ثناياه ,أمير بمملكته ,محسن لجواره , يهدي بسخاء ,عادل في وسطه,ينبض بخفة وتناسق يؤدي مهامه بسرعة متناهية و بانتظام مستمر دون كلل ولا ملل لا يثنيه شيء ,مدلل خالي من ظواهر خارجية مغرية قد تثيره أو تشغله أو حتى تنغص عليه ,تلك الظواهر لا يعرف عنها سوى الإطار الذي هو فيه أي كهفه الحصين.
في يوم من الأيام بينما هو كذلك يخفق كالمعتاد وأثناء التجوال عبر نزهة بين هواء الطلق الفسيح, في لحظة أمل شاردة والغوص في قطر الكون ودائرة الطبيعة نقلت له العين صورة رمقتها بنظرة خاطفة ,التصقت للتو بين مراياه المعكوسة بالأعماق , وجود عالم اَخر به ضوء وشيء ذات ألوان متناسقة وملامح ملائكي يتلألأ إشراقا, وطيف روح سماوية كوحي تتحرك بخفة و رشاقة, منظرها في غاية اللطف والجمال, هيئتها بأجمل الحسن والكمال , صفتها أروع استحياء وحشمة , شكلها أحسن وصف وجاذبية , زيها أبدع لياقة و الزينة, سلبت أحاسيسه وحركة مشاعره ,شلت قدراته على النبض, خل توازنه ,فقد سيطرته, تضاربت عواطفه وهواجسه,اهتزت مكامنه وجوارحه ,استعلت صميمه وداخله ,فاضت نابعه وفؤاده ,ارتفعت دقاته وأهازيجه ,زادت تنفساته وشهقاته ,تغيرت أساريره وابتهاجه ,لم يعد يتسع له المكان ولا الزمان ,تبدلت أحواله وانقلبت أطواره ,صار مهموما بالإنشغال سارح بالتفكير غائب بالوعي شريد البال تائه الأحوال ,فقد سيطرته تكاسل عن مهامه وأخفق في تنظيم عمله ,فبدأت علامات استفهام تدق ناقوس الخطر أدخلته في حالة الغيبوبة والهذيان , أثقلت همومه وأفكاره وفاضت عيونه ونفسيته التي أوصلت به لحد عدم التصديق, مما راى وعاش من خلال انقلاب الأوضاع والفوضى العارمة التي سادته في ظرف أقل من ثانية...,فصار يبحث في كل مكان ويعاود المرور للتدقيق من نفس الوضع والزاوية عبر العيون التي صارت وكأنها أصبحت منذار بطيء أو كنسر يطير حول موضع الفريسة ويحوم بتكرار يتربص تجديد رؤية الصورة للبزوغ مرسومة للرقة,وكأنها مصدر الهواء الذي يتنفسه أوالروح التي تسكنه أو الحياة التي يحياها أو النور الذي يبصر به الجنة الموعود بها
منذ دالك اليوم ,صارت الاجواء غير الأجواء ,الأيام غير الأيام, الشهور غير الشهور,السنين غير السنين , الحال غير الحال,المكان غير المكان,والزمان غير الزمان والبلاد غير البلاد..., تغيرت أوضاعه تفاقمت مشاغله كثرة حساسيته اتسعت حالة السرحان نقصت نسبة صبره ,حتى أثر على اتزانه المعهود وأعماله المواظبة ثم نسبة نبضاته الخافقة ,مما ضاق عليه المكان واستوحش تلك الأنوار التي تخللت كهفه وأحرقت ظلماته وأشعلت لمعنى حروف الهيجاء (ا ل و ح د ة) "الوحدة" التي عاشها سنين جهلها وناعما بالاستقرارها...
..بدأت دنياه تعرف اضطرابات ومواقف غريبة وتصرفات طائشة لدرجة التحول حاله انقلبت أموره ازدادت أشجانه غرق في همومه ,تقلصت بالنسبة للقلب حجم قفصه الصدري واكتنف واكتفى مما تغدق به . كل صباح كلما استفاق يروح بالتجوال بين الكر والفر, الذهاب والإياب ,الجلوس والوقوف و المد والجزر ,بمكان الذي شاهد فيه "الرقة" دون جدوى لملاقاتها أو حتى مشاهدتها ولو من بعيد حتى يريحه ولو الجزء الذي يرمشه بالنبض, لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ,تراجعت مستواه في الأداء ,قلل موارد طاقته , تكاسل عن واجباته, تهاون بالزفير والشهيق , ومما زاد الطين بله داوم عوالم الخيال الغير المنتهي ليتوه بين محطات الترقب والشرود , وتعاطي لمخدر الأغاني الحزينة التي تذمل لها الجفون ولكحول الأفلام الرومانسية التعيسة ولسجائر الأشعار الحب القديمة الغير المكتمل, ولأقراص خرجات للشواطئ البحر سيرا على جنباتها المهدئة والخاطفة للذهن...
توالت الأيام على هدا الحال ولا تغيير ولا تحسن بل انغمس أكثر وأكثر بالشرود والتخيلات والاحلام اليقظة ولبحث الغير المجدي,حتى انعكف الى العزلة والوحدانية والهروب من مواجهة اي طرف الاخر,اي دخل شرنقة بما يطلق عليها "العقدة النفسية" هدا مما عكس على انطباعه دون ادراك وساقه الى فيض من الرومانسية والحب الجارف لحد التغزل بكل "الرقة" عبر الخطوط ربما بحثا عن صورتها أو مجرد معاني تكدست ورسمت على شكل عبارات مما امتلأ وفاضت به الهواجس وامتلأت منه الشرايين, وسالت عليه الدماء بين مجاري لخليط متجانسة تغدقت بها الأحاسيس وشربتها النبضات الرهيفة التي ملأت الأرجاء, كدالك مما تشبعت به فحوى الصدر وتغدت منها المشاعر وتدفقت عبرها الاوعية الدموية وعمرت العروق وسالت مع نزيف الدم, وعششت بين الدماغ وترجمة بالكلمات عبر الأوراق...
تدور السنين والأعوام ومازال القلب على ما هو عليه ضائع يبحث ويبحث ويستجلي عن صورة تراسمت بين الأعماق واتخدت سبيلا في الذات وصارت كالروح والحياة ,وانشدت داخله فبدأ لسان حاله يتغنى بليلاه بين جدار السطور وعلى رقعات الورق, ومن حبر قلم حبره الحب الغادق تدفقت سيوله وانفجرت براكينه وهاجت أمواجه واشتدت رياحه ,رغم انه في الواقع كتوم مستحيي محتشم يلود دوما للصمت من غير العيون التي تتكلم بحرارة وشوق وحنين واسترسال بالنظر....
"شرنقة قلب في مهب الرقة"
كان يا ما كان , في ثالث العصور والأزمان ,عقب الأحداث والمكان , في عصر
النبض والكتمان ,أيام التدفق والهذيان, بعيدا عن النور والرياح..., يعيش في كهوف مشيجة وأنفاق متوغلة وأبار غارقة , قلب يافع من كيان بشري بإحدى ضواحي ذات بقرية معزولة تدعى "القفص الصدري" ,في هدوء وطمأنينة واستقرار الأوضاع ينعم بالحرية والراحة والخفة بين ضلوع متماسكة مليء مرح وحيوية,متمتع بسلام وسكينة ,راض بوحدته الغراء التي يجهل معناها الحقيقي, وحيد بين ثناياه ,أمير بمملكته ,محسن لجواره , يهدي بسخاء ,عادل في وسطه,ينبض بخفة وتناسق يؤدي مهامه بسرعة متناهية و بانتظام مستمر دون كلل ولا ملل لا يثنيه شيء ,مدلل خالي من ظواهر خارجية مغرية قد تثيره أو تشغله أو حتى تنغص عليه ,تلك الظواهر لا يعرف عنها سوى الإطار الذي هو فيه أي كهفه الحصين.
في يوم من الأيام بينما هو كذلك يخفق كالمعتاد وأثناء التجوال عبر نزهة بين هواء الطلق الفسيح, في لحظة أمل شاردة والغوص في قطر الكون ودائرة الطبيعة نقلت له العين صورة رمقتها بنظرة خاطفة ,التصقت للتو بين مراياه المعكوسة بالأعماق , وجود عالم اَخر به ضوء وشيء ذات ألوان متناسقة وملامح ملائكي يتلألأ إشراقا, وطيف روح سماوية كوحي تتحرك بخفة و رشاقة, منظرها في غاية اللطف والجمال, هيئتها بأجمل الحسن والكمال , صفتها أروع استحياء وحشمة , شكلها أحسن وصف وجاذبية , زيها أبدع لياقة و الزينة, سلبت أحاسيسه وحركة مشاعره ,شلت قدراته على النبض, خل توازنه ,فقد سيطرته, تضاربت عواطفه وهواجسه,اهتزت مكامنه وجوارحه ,استعلت صميمه وداخله ,فاضت نابعه وفؤاده ,ارتفعت دقاته وأهازيجه ,زادت تنفساته وشهقاته ,تغيرت أساريره وابتهاجه ,لم يعد يتسع له المكان ولا الزمان ,تبدلت أحواله وانقلبت أطواره ,صار مهموما بالإنشغال سارح بالتفكير غائب بالوعي شريد البال تائه الأحوال ,فقد سيطرته تكاسل عن مهامه وأخفق في تنظيم عمله ,فبدأت علامات استفهام تدق ناقوس الخطر أدخلته في حالة الغيبوبة والهذيان , أثقلت همومه وأفكاره وفاضت عيونه ونفسيته التي أوصلت به لحد عدم التصديق, مما راى وعاش من خلال انقلاب الأوضاع والفوضى العارمة التي سادته في ظرف أقل من ثانية...,فصار يبحث في كل مكان ويعاود المرور للتدقيق من نفس الوضع والزاوية عبر العيون التي صارت وكأنها أصبحت منذار بطيء أو كنسر يطير حول موضع الفريسة ويحوم بتكرار يتربص تجديد رؤية الصورة للبزوغ مرسومة للرقة,وكأنها مصدر الهواء الذي يتنفسه أوالروح التي تسكنه أو الحياة التي يحياها أو النور الذي يبصر به الجنة الموعود بها
منذ دالك اليوم ,صارت الاجواء غير الأجواء ,الأيام غير الأيام, الشهور غير الشهور,السنين غير السنين , الحال غير الحال,المكان غير المكان,والزمان غير الزمان والبلاد غير البلاد..., تغيرت أوضاعه تفاقمت مشاغله كثرة حساسيته اتسعت حالة السرحان نقصت نسبة صبره ,حتى أثر على اتزانه المعهود وأعماله المواظبة ثم نسبة نبضاته الخافقة ,مما ضاق عليه المكان واستوحش تلك الأنوار التي تخللت كهفه وأحرقت ظلماته وأشعلت لمعنى حروف الهيجاء (ا ل و ح د ة) "الوحدة" التي عاشها سنين جهلها وناعما بالاستقرارها...
..بدأت دنياه تعرف اضطرابات ومواقف غريبة وتصرفات طائشة لدرجة التحول حاله انقلبت أموره ازدادت أشجانه غرق في همومه ,تقلصت بالنسبة للقلب حجم قفصه الصدري واكتنف واكتفى مما تغدق به . كل صباح كلما استفاق يروح بالتجوال بين الكر والفر, الذهاب والإياب ,الجلوس والوقوف و المد والجزر ,بمكان الذي شاهد فيه "الرقة" دون جدوى لملاقاتها أو حتى مشاهدتها ولو من بعيد حتى يريحه ولو الجزء الذي يرمشه بالنبض, لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ,تراجعت مستواه في الأداء ,قلل موارد طاقته , تكاسل عن واجباته, تهاون بالزفير والشهيق , ومما زاد الطين بله داوم عوالم الخيال الغير المنتهي ليتوه بين محطات الترقب والشرود , وتعاطي لمخدر الأغاني الحزينة التي تذمل لها الجفون ولكحول الأفلام الرومانسية التعيسة ولسجائر الأشعار الحب القديمة الغير المكتمل, ولأقراص خرجات للشواطئ البحر سيرا على جنباتها المهدئة والخاطفة للذهن...
توالت الأيام على هدا الحال ولا تغيير ولا تحسن بل انغمس أكثر وأكثر بالشرود والتخيلات والاحلام اليقظة ولبحث الغير المجدي,حتى انعكف الى العزلة والوحدانية والهروب من مواجهة اي طرف الاخر,اي دخل شرنقة بما يطلق عليها "العقدة النفسية" هدا مما عكس على انطباعه دون ادراك وساقه الى فيض من الرومانسية والحب الجارف لحد التغزل بكل "الرقة" عبر الخطوط ربما بحثا عن صورتها أو مجرد معاني تكدست ورسمت على شكل عبارات مما امتلأ وفاضت به الهواجس وامتلأت منه الشرايين, وسالت عليه الدماء بين مجاري لخليط متجانسة تغدقت بها الأحاسيس وشربتها النبضات الرهيفة التي ملأت الأرجاء, كدالك مما تشبعت به فحوى الصدر وتغدت منها المشاعر وتدفقت عبرها الاوعية الدموية وعمرت العروق وسالت مع نزيف الدم, وعششت بين الدماغ وترجمة بالكلمات عبر الأوراق...
تدور السنين والأعوام ومازال القلب على ما هو عليه ضائع يبحث ويبحث ويستجلي عن صورة تراسمت بين الأعماق واتخدت سبيلا في الذات وصارت كالروح والحياة ,وانشدت داخله فبدأ لسان حاله يتغنى بليلاه بين جدار السطور وعلى رقعات الورق, ومن حبر قلم حبره الحب الغادق تدفقت سيوله وانفجرت براكينه وهاجت أمواجه واشتدت رياحه ,رغم انه في الواقع كتوم مستحيي محتشم يلود دوما للصمت من غير العيون التي تتكلم بحرارة وشوق وحنين واسترسال بالنظر....