شروق آلشـريف
02-23-2016, 02:34 AM
http://3.bp.blogspot.com/-Y-W-HISTRPk/U8yAjOpM6pI/AAAAAAAAC9I/jQCxbQBxsVw/s1600/lepenseur.jpg
ليس كل من تخرج من الجامعة يعتبر مثقفا ً و ليس كل من كسب معارف ومعلومات كثيرة يعتبر مثقفا و ليس كل من تعلم و قرأ الكثير من الكتب مثقفا .. إنما المثقف الحقيقي هو كل من له تفكير علمي نقدي يكشف به عن المسلمات و البديهيات الزائفة السائدة في المجتمع و يطرح الحلول و يقارب مسائل و قضايا مجتمعه باعتماد العقل و المنطق بعيدا عن التحيز و العواطف و قيود السائد و يكون دو نصيب واسع من المعارف و العلوم المرتبطة بالمجال الذي يقاربه و تكون غاية أفكاره الاصلاح و التصحيح و التطور و المنفعة العامة للمجتمع و يتقبل النقد و الافكار و الاراء المخالفة بصدر رحب دون تشنج و بذلك هو يختلف اختلافا كبيرا عن اشباه المثقفين من المتعلمين و أصحاب الشهادات المؤدلجين الذين يتعصبون و يتحيزون لافكار معينة و لاديولوجية معينة بغض النظر عن ضررها حيث تكون غاية جدالاتهم هي الانتصار لتلك الافكار و الدفاع عنها و ليس الاصلاح و التطوّر .
الفرق بين الانسان المثقف و الانسان المتعلم
هناك فرق شاسع بين الانسان المثقف و بين الانسان المتعلم .. يقول عالم الاجتماع العراقي الذكتور علي الوردي في هذا الصدد " ينبغي ان نميز بين المتعلم و المثقف ، فالمتعلم هو من تعلم امورا لم تخرج عن نطاق الاطار الفكري الذي اعتاد
عليه منذ الصغر . فهو لم يزد من العلم إلا ما زاد في تعصبه و ضيّق من مجال نظره . هو قد آمن برأي من الاراء او مذهب من المذاهب فاخد يسعى وراء المعلموات التي تؤيده في رايه و تحرضه على الكفاح في سبيله . اما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه و باستعداده لتلقي كل فكرة جديدة و للتأمل فيها و لتملي وجه الصواب فيها . "
كيف يمكن تمييز المثقف عن المتعلم صاحب الشهادات
يضيف الذكتور علي الوردي " و مما يؤسف له أن المثقفين بيننا قليلون و المتعلمين كثيرون . و متعلمونا قد بلغ غرورهم بما تعلموه مبلغا لا يحسدون عليه . و هذا هو السبب الذي جعل احدهم لا يتحمل رأيا مخالفا لرأيه . يقال إن مقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما هو مبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه ، فالمثقف الحقيقي يكاد لا يطمئن الى صحة رأيه ، ذلك لان المعيار الذي يزن به صحة الاراء غير ثابت لديه ، فهو يتغير من وقت لآخر . و كثيرا ما وجد نفسه مقتنعا برأي معين في يوم من الايام ثم لا يكاد يمضي عليه الزمن حتى تضعف قناعته بذلك الرأي . . و قد تنقلب ضده أحيانا إنقلابا شنيعا . "
المثقف الحقيقي يتصف بشجاعة فكرية و يقتحم التابوهات و لا يتلقى ما يسمع و يقرأه كالاسفنجة و لا يستظهر كل ما قرأه كالببغاء و لا يعتمد الافكار الجاهزة مثل العوام و جل المتعلمين بل يعتمد التمحيص و البحث و التحري و يراعي الموضوعية و النزاهة حين التعبير عن رايه بعيدا عن التعصب و التحيز ..و حين يقرأ فهو يقرأ قراءة الناقد لا قراءة الشارب المتلقي الاعمى .فالمثقف الحقيقي حين يقرأ لا يلغي عقله و يتشرب أفكار المؤلف مثل الاسفنجة ..بل يقرأ قرأة تمحيص و نقد و لا يثق بدون حجج و لا يصدق بسهولة و لا يقع ضحية الأدلجة والتغييب.
غالبية المثقفين الحقيقين منبودين في مجتمعاتهم
المثقف الحقيقي في الغالب يكون في البداية منبودا في مجتمعه بسبب افكاره غير المألوفة و غير المتحيزة لمسلمات المجتمع و بديهياته السائدة الزائفة و هذا لا يعني ان المثقف ليس له مؤيدين بل يكون له مؤيدين لكنهم قلة في البداية.
فالمثقف الحقيقي لا يفكر مثل العوام و المتعلمين بل يفكر بتحرر اكثر من قيود الافكار المألوفة السائدة في المجتمع و يكسر كل الأطر و المسلمات الخاطئة (إن دعت لذلك ضرورة) ..و لا لرأي الاخرين .. بل قد يطرح أفكار تكون مجنونة في نظر العوام ..لكنه يرى صوابها .
ليس كل من تخرج من الجامعة يعتبر مثقفا ً و ليس كل من كسب معارف ومعلومات كثيرة يعتبر مثقفا و ليس كل من تعلم و قرأ الكثير من الكتب مثقفا .. إنما المثقف الحقيقي هو كل من له تفكير علمي نقدي يكشف به عن المسلمات و البديهيات الزائفة السائدة في المجتمع و يطرح الحلول و يقارب مسائل و قضايا مجتمعه باعتماد العقل و المنطق بعيدا عن التحيز و العواطف و قيود السائد و يكون دو نصيب واسع من المعارف و العلوم المرتبطة بالمجال الذي يقاربه و تكون غاية أفكاره الاصلاح و التصحيح و التطور و المنفعة العامة للمجتمع و يتقبل النقد و الافكار و الاراء المخالفة بصدر رحب دون تشنج و بذلك هو يختلف اختلافا كبيرا عن اشباه المثقفين من المتعلمين و أصحاب الشهادات المؤدلجين الذين يتعصبون و يتحيزون لافكار معينة و لاديولوجية معينة بغض النظر عن ضررها حيث تكون غاية جدالاتهم هي الانتصار لتلك الافكار و الدفاع عنها و ليس الاصلاح و التطوّر .
الفرق بين الانسان المثقف و الانسان المتعلم
هناك فرق شاسع بين الانسان المثقف و بين الانسان المتعلم .. يقول عالم الاجتماع العراقي الذكتور علي الوردي في هذا الصدد " ينبغي ان نميز بين المتعلم و المثقف ، فالمتعلم هو من تعلم امورا لم تخرج عن نطاق الاطار الفكري الذي اعتاد
عليه منذ الصغر . فهو لم يزد من العلم إلا ما زاد في تعصبه و ضيّق من مجال نظره . هو قد آمن برأي من الاراء او مذهب من المذاهب فاخد يسعى وراء المعلموات التي تؤيده في رايه و تحرضه على الكفاح في سبيله . اما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه و باستعداده لتلقي كل فكرة جديدة و للتأمل فيها و لتملي وجه الصواب فيها . "
كيف يمكن تمييز المثقف عن المتعلم صاحب الشهادات
يضيف الذكتور علي الوردي " و مما يؤسف له أن المثقفين بيننا قليلون و المتعلمين كثيرون . و متعلمونا قد بلغ غرورهم بما تعلموه مبلغا لا يحسدون عليه . و هذا هو السبب الذي جعل احدهم لا يتحمل رأيا مخالفا لرأيه . يقال إن مقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما هو مبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه ، فالمثقف الحقيقي يكاد لا يطمئن الى صحة رأيه ، ذلك لان المعيار الذي يزن به صحة الاراء غير ثابت لديه ، فهو يتغير من وقت لآخر . و كثيرا ما وجد نفسه مقتنعا برأي معين في يوم من الايام ثم لا يكاد يمضي عليه الزمن حتى تضعف قناعته بذلك الرأي . . و قد تنقلب ضده أحيانا إنقلابا شنيعا . "
المثقف الحقيقي يتصف بشجاعة فكرية و يقتحم التابوهات و لا يتلقى ما يسمع و يقرأه كالاسفنجة و لا يستظهر كل ما قرأه كالببغاء و لا يعتمد الافكار الجاهزة مثل العوام و جل المتعلمين بل يعتمد التمحيص و البحث و التحري و يراعي الموضوعية و النزاهة حين التعبير عن رايه بعيدا عن التعصب و التحيز ..و حين يقرأ فهو يقرأ قراءة الناقد لا قراءة الشارب المتلقي الاعمى .فالمثقف الحقيقي حين يقرأ لا يلغي عقله و يتشرب أفكار المؤلف مثل الاسفنجة ..بل يقرأ قرأة تمحيص و نقد و لا يثق بدون حجج و لا يصدق بسهولة و لا يقع ضحية الأدلجة والتغييب.
غالبية المثقفين الحقيقين منبودين في مجتمعاتهم
المثقف الحقيقي في الغالب يكون في البداية منبودا في مجتمعه بسبب افكاره غير المألوفة و غير المتحيزة لمسلمات المجتمع و بديهياته السائدة الزائفة و هذا لا يعني ان المثقف ليس له مؤيدين بل يكون له مؤيدين لكنهم قلة في البداية.
فالمثقف الحقيقي لا يفكر مثل العوام و المتعلمين بل يفكر بتحرر اكثر من قيود الافكار المألوفة السائدة في المجتمع و يكسر كل الأطر و المسلمات الخاطئة (إن دعت لذلك ضرورة) ..و لا لرأي الاخرين .. بل قد يطرح أفكار تكون مجنونة في نظر العوام ..لكنه يرى صوابها .