بوزياد
01-20-2016, 02:43 PM
حكاية النحوي والملاح
http://www.islamtime.net/ar/resimler/haberler/300/91.jpg
كان أحد النحاة راكبًا في سفينة، فاتجه ذلك المغرور نحو الملاح وقال: (هل درست شيئًا من النحو؟)، فقال الملاح: (لا)، فقال النحوي: ( لقد ضيعت نصف عمرك سدى).
فانكسر قلب الملاح حزنًا، ولكنه سكت في تلك اللحظة عن الجواب. وألقت الريح بالسفينة في دوامة، فعلا صوت الملاح مخاطبًا النحوي: (قل لي: هل تعرف السباحة؟)، فقال النحوي: (لست أعرفها أيها المليح البارع الجواب!).
فقال الملاح: (فقد ضاع كل عمرك أيها النحوي! ذلك لأن السفينة ستغرق في هذه الدوامة).
فأعلم أن المحو هو المطلوب -في هذا المقام- وليس النحو، فإن كنت محوًا فاقفز إلى اليم بدون خوف.
إن ماء البحر يجعل الميت فوق سطحه. أما من كان حيًّا فكيف يخلص من البحر ؟
فإن ماتت فيك أوصاف البشر، فإن بحر الأسرار يضعك فوق رأسه، فيا من دعوت الخلق حميرًا، ها أنت ذا قد بقيت الآن فوق هذا الثلج (فتجول) كالحمار!
فإن كنت في هذه الدنيا عالم زمانك، فانظر إلى فناء هذه الدنيا وهذا الزمان!
لقد ربطنا قصة الرجل النحوي بهذا الباب، حتى نعلمك (نحو) المحو. وإنك أيها الصديق العظيم لواجد جوهر الفقه، وجوهر النحو، وجوهر الصرف، سبلاً مؤدية إلى النقص.
إن إبريق الماء رمز لعلومنا، وأما الخليفة فهو دجلة علم الله. وها نحن أولاء نحمل إلى دجلة جرارًا ممتلئة بالماء، فلو أننا لم نعرف الحمير لحسبنا أنفسنا حميرًا.
ولعل هذا الأعرابي كان معذرورًا، لأنه لم يكن ذا معرفة بدجلة ولا بالنهر. فلو كان مثلنا عارفًا بدجلة، لما حمل هذا الإبريق من مكان إلى مكان!
إنه لو كان عارفًا بدجلة، لألقى بهذا الإبريق فوق إحدى الصخور.
http://www.islamtime.net/ar/resimler/haberler/300/91.jpg
كان أحد النحاة راكبًا في سفينة، فاتجه ذلك المغرور نحو الملاح وقال: (هل درست شيئًا من النحو؟)، فقال الملاح: (لا)، فقال النحوي: ( لقد ضيعت نصف عمرك سدى).
فانكسر قلب الملاح حزنًا، ولكنه سكت في تلك اللحظة عن الجواب. وألقت الريح بالسفينة في دوامة، فعلا صوت الملاح مخاطبًا النحوي: (قل لي: هل تعرف السباحة؟)، فقال النحوي: (لست أعرفها أيها المليح البارع الجواب!).
فقال الملاح: (فقد ضاع كل عمرك أيها النحوي! ذلك لأن السفينة ستغرق في هذه الدوامة).
فأعلم أن المحو هو المطلوب -في هذا المقام- وليس النحو، فإن كنت محوًا فاقفز إلى اليم بدون خوف.
إن ماء البحر يجعل الميت فوق سطحه. أما من كان حيًّا فكيف يخلص من البحر ؟
فإن ماتت فيك أوصاف البشر، فإن بحر الأسرار يضعك فوق رأسه، فيا من دعوت الخلق حميرًا، ها أنت ذا قد بقيت الآن فوق هذا الثلج (فتجول) كالحمار!
فإن كنت في هذه الدنيا عالم زمانك، فانظر إلى فناء هذه الدنيا وهذا الزمان!
لقد ربطنا قصة الرجل النحوي بهذا الباب، حتى نعلمك (نحو) المحو. وإنك أيها الصديق العظيم لواجد جوهر الفقه، وجوهر النحو، وجوهر الصرف، سبلاً مؤدية إلى النقص.
إن إبريق الماء رمز لعلومنا، وأما الخليفة فهو دجلة علم الله. وها نحن أولاء نحمل إلى دجلة جرارًا ممتلئة بالماء، فلو أننا لم نعرف الحمير لحسبنا أنفسنا حميرًا.
ولعل هذا الأعرابي كان معذرورًا، لأنه لم يكن ذا معرفة بدجلة ولا بالنهر. فلو كان مثلنا عارفًا بدجلة، لما حمل هذا الإبريق من مكان إلى مكان!
إنه لو كان عارفًا بدجلة، لألقى بهذا الإبريق فوق إحدى الصخور.