البيلسان
01-03-2016, 03:59 PM
آيات تحتاج وقفة مع الذات
في حياتنا وحواراتنا سواء كانت حوارات شخصية أو اجتماعية أو حتى دينية
كثير منا يعتقد إنه على صواب دائما وغيره على خطأ
ويتعصب لرأيه أو رأي شيخه ويحتد النقاش ويعلو الصوت وتبدأ المعركة وقد تصل للخصام
وكل طرف ليس لديه استعداد أن يتوقف ولو للحظة ليفكر في رأي خصمه
لأنه من الممكن أن يكون رأي خصمه هو الصواب أو حتى فيه بعض الصواب
وتأخده العزة بالإثم
وتأملوا قول الإمام الشافعي - رحمه الله رحمة واسعة -: "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب"
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
لحظة من فضلكم نعيش فيها مع آيات القران الكريم
نتفكر فيها بكل جوارحنا
وهذه الآيات من أكثر الآيات التي تهزني كلما قرأتها
يقول تعالى :
( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )
( كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. )
وقال الله تعالى فيمن حسن قصده وساء عمله ﴿ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾
إنها آيات مرعبة لمن يعتبر
إن أخطر شيء على العبد أن ينقلب قلبه، وينتكس فهمه فيرى سوء العمل حسنا، ويرى الباطل حقا، والضلال هدى، والخطأ صوابا. إن هذا هو أحط دركات الجهالة، وهو أشد أنواع الخذلان، وهو أفدح الخسران.
ما أدراك أن ما تقوله هو الصواب وليس من تزيين النفس أوالشيطان؟
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
إن مفتاح الشر كله.. أن يزين الشيطان للإنسان سوء عمله فيراه حسنا.
أن يُعجب بنفسه وبكل ما يصدر عنها.
ألا يفتش في عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه؛
لأنه واثق من أنه لا يخطئ! متأكد أنه دائما على صواب! معجب بكل ما يصدر منه! مفتون بكل ما يتعلق بذاته. لا يخطر على باله أن يراجع نفسه في شيء، ولا أن يحاسبها على أمر. فلا يطيق أن يراجعه أحد في عمل يعمله، أو في رأي يراه!
وهو تزيين من الله تعالى؛ فإن الصادق معه سبحانه، الباحث عن الحق، المتجرد من الهوى يوفقه الله تعالى للحق والصواب، ويحبب له الخير، ويُكَرِّه له الشر؛ فيتبع الرسل، ويأخذ عن العلماء، ويقبل نصح المؤمنين. قال الله تعالى في هذا الصنف ﴿وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7] فبين سبحانه أنه زين الإيمان في قلوب المؤمنين، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان.
وفي مقابل ذلك فإن العبد إذا كان ميّالا لهواه، ولم يصدق مع الله تعالى، ولم يقصد الحق والصواب؛ يخذله الله تعالى، فيزين له شيطانه ونفسه الخبيثة سوء عمله فيظنه حسنا ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا ﴾ [فاطر: 8].
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
والكفر هو أسوأ السوء، وهو مع سوئه مزين لأصحابه، ﴿ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122] وفي آية أخرى ﴿ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الرعد: 33].
لقد أصيبوا بالعمى والضلال، وحاق بهم الخذلان، وفارقتهم هداية الرحمن، فتسلطت عليهم الشياطين، فأرتهم السوء حسنا، والباطل حقا، والضلال هدى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [النمل: 4]
فتزيينه سبحانه للعبد عمله السيئ عقوبة منه له على إعراضه عن توحيده وعبوديته، وإيثار سيء العمل على حسنه؛
فإنه لا بد أن يُعَرِّفَه سبحانه السيئ من الحسن، فإذا آثر القبيح واختاره وأحبه ورضيه لنفسه؛ زينه سبحانه له، وأعماه عن رؤية قبحه بعد أن رآه قبيحا.
وكل ظالم وفاجر وفاسق لا بد أن يريه الله تعالى ظلمه وفجوره وفسقه قبيحا، فإذا تمادى عليه ارتفعت رؤية قبحه من قلبه فربما رآه حسنا عقوبة له.
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
لابد من وقفة مع النفس
لابد من مراجعة أفكارنا وآرائنا
فالخسران كل الخسران لمن كان يدافع عن باطل وهو يظن انه على حق
إن بعض من يحاربون الإسلام يظنون أنهم يفعلون الصواب
وبعض المسلمين الذين يحاربون تعاليم الإسلام من حجاب وحدود وأخلاق
وبعض من يتشددون في الدين وتطرفوا في أفكارهم وأراءهم
وبعض من يتحدث بدافع الغرور أو الثقة بالنفس والرأي
كلهم قد يتحدثون بدافع المصلحة و الغيرة على الدين أو المجتمع وانهم على صواب رغم انهم على باطل
نسأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يمن علينا باتباع الهدي القويم، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يلبسه علينا فنضل، إنه سميع مجيب.
في حياتنا وحواراتنا سواء كانت حوارات شخصية أو اجتماعية أو حتى دينية
كثير منا يعتقد إنه على صواب دائما وغيره على خطأ
ويتعصب لرأيه أو رأي شيخه ويحتد النقاش ويعلو الصوت وتبدأ المعركة وقد تصل للخصام
وكل طرف ليس لديه استعداد أن يتوقف ولو للحظة ليفكر في رأي خصمه
لأنه من الممكن أن يكون رأي خصمه هو الصواب أو حتى فيه بعض الصواب
وتأخده العزة بالإثم
وتأملوا قول الإمام الشافعي - رحمه الله رحمة واسعة -: "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب"
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
لحظة من فضلكم نعيش فيها مع آيات القران الكريم
نتفكر فيها بكل جوارحنا
وهذه الآيات من أكثر الآيات التي تهزني كلما قرأتها
يقول تعالى :
( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )
( كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. )
وقال الله تعالى فيمن حسن قصده وساء عمله ﴿ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾
إنها آيات مرعبة لمن يعتبر
إن أخطر شيء على العبد أن ينقلب قلبه، وينتكس فهمه فيرى سوء العمل حسنا، ويرى الباطل حقا، والضلال هدى، والخطأ صوابا. إن هذا هو أحط دركات الجهالة، وهو أشد أنواع الخذلان، وهو أفدح الخسران.
ما أدراك أن ما تقوله هو الصواب وليس من تزيين النفس أوالشيطان؟
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
إن مفتاح الشر كله.. أن يزين الشيطان للإنسان سوء عمله فيراه حسنا.
أن يُعجب بنفسه وبكل ما يصدر عنها.
ألا يفتش في عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه؛
لأنه واثق من أنه لا يخطئ! متأكد أنه دائما على صواب! معجب بكل ما يصدر منه! مفتون بكل ما يتعلق بذاته. لا يخطر على باله أن يراجع نفسه في شيء، ولا أن يحاسبها على أمر. فلا يطيق أن يراجعه أحد في عمل يعمله، أو في رأي يراه!
وهو تزيين من الله تعالى؛ فإن الصادق معه سبحانه، الباحث عن الحق، المتجرد من الهوى يوفقه الله تعالى للحق والصواب، ويحبب له الخير، ويُكَرِّه له الشر؛ فيتبع الرسل، ويأخذ عن العلماء، ويقبل نصح المؤمنين. قال الله تعالى في هذا الصنف ﴿وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7] فبين سبحانه أنه زين الإيمان في قلوب المؤمنين، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان.
وفي مقابل ذلك فإن العبد إذا كان ميّالا لهواه، ولم يصدق مع الله تعالى، ولم يقصد الحق والصواب؛ يخذله الله تعالى، فيزين له شيطانه ونفسه الخبيثة سوء عمله فيظنه حسنا ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا ﴾ [فاطر: 8].
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
والكفر هو أسوأ السوء، وهو مع سوئه مزين لأصحابه، ﴿ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122] وفي آية أخرى ﴿ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الرعد: 33].
لقد أصيبوا بالعمى والضلال، وحاق بهم الخذلان، وفارقتهم هداية الرحمن، فتسلطت عليهم الشياطين، فأرتهم السوء حسنا، والباطل حقا، والضلال هدى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [النمل: 4]
فتزيينه سبحانه للعبد عمله السيئ عقوبة منه له على إعراضه عن توحيده وعبوديته، وإيثار سيء العمل على حسنه؛
فإنه لا بد أن يُعَرِّفَه سبحانه السيئ من الحسن، فإذا آثر القبيح واختاره وأحبه ورضيه لنفسه؛ زينه سبحانه له، وأعماه عن رؤية قبحه بعد أن رآه قبيحا.
وكل ظالم وفاجر وفاسق لا بد أن يريه الله تعالى ظلمه وفجوره وفسقه قبيحا، فإذا تمادى عليه ارتفعت رؤية قبحه من قلبه فربما رآه حسنا عقوبة له.
http://files2.fatakat.com/2014/12/14184628461043.gif
لابد من وقفة مع النفس
لابد من مراجعة أفكارنا وآرائنا
فالخسران كل الخسران لمن كان يدافع عن باطل وهو يظن انه على حق
إن بعض من يحاربون الإسلام يظنون أنهم يفعلون الصواب
وبعض المسلمين الذين يحاربون تعاليم الإسلام من حجاب وحدود وأخلاق
وبعض من يتشددون في الدين وتطرفوا في أفكارهم وأراءهم
وبعض من يتحدث بدافع الغرور أو الثقة بالنفس والرأي
كلهم قد يتحدثون بدافع المصلحة و الغيرة على الدين أو المجتمع وانهم على صواب رغم انهم على باطل
نسأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يمن علينا باتباع الهدي القويم، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يلبسه علينا فنضل، إنه سميع مجيب.