هدوء
09-18-2015, 09:34 PM
التعلق بغير [/URL]الله (http://vb.llssll.net/helm133280)(شرك المحبة)
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه، و نستهديه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا. من يهدهالله (http://vb.llssll.net/helm133280)فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله (http://vb.llssll.net/helm133280)وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبدُه و رسولُه .
" يآ أَيُّهَا الِّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ~ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ"آل عمراhttp://vb.llssll.net/images/smilies/new/166.gif (http://vb.llssll.net/helm133280)02
" يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ ~وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " . (النساء1)
"يَا أَيُّهَا اَّلِذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولاً سَديداً(70) يُصلِحْ لَكُمْ أَعْمَا لَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ الَّلهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً(71)" (الأحزاب70:71)
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و خير الهدي هدي محمد صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله محمد و إن شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار، و بعد.
التعلق
لغة: هو مأخوذ من مادة: (عَ-لِ-قَ)، و هو مصدر"تعلق" (أي) نشب و استمسك.
يقال: تعلق الشوك بالثوب: (أي) نشب فيه و استمسك.
و يقال: )تعلق( بالشيء: (أي) أحبه.
(المعجم الوجيز) ص430:431
اصطلاحا: *هو مرض قلبي يتعلق فيه القلب بكل ما هو دون الله (http://vb.llssll.net/helm133280)ورسوله من شهوات الدنيا وصحبة الناس والارتباط بهم.
و قد ذكر ابن القيم-رحمه الله-أن هناك خمسة مفسدات للقلب
و هي كثرة الخلطة و التمني و التعلق بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)
و الشبع و المنام.
فقال في التعلق بغير الله:
وهو من أعظم مفسدات (القلب) على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)وكله الله (http://vb.llssll.net/helm133280)إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل... قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً) (مريم:82،81)،
وقال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ . لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ) (يس:75،74).
فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه، أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات..".
(تهذيب مدارج السالكين) 207:208
أقسام التعلق بغير الله
الأول : ما ينافي التوحيد من أصله ، وهو أن يتعلق بشيء لا يمكن أن يكون له تأثير ، ويعتمد عليه اعتماداً معرضاً عنالله (http://vb.llssll.net/helm133280)، مثل تعلق عباد القبور بمن فيها عند حلول المصائب ، ولهذا إذا مستهم الضراء الشديدة يقولون : يا فلان! أنقذنا ، فهذا لا شك أنه شرك أكبر مخرج من الملة.
*تنبيه: لا يجوز أن نحكم على شخص معين بالشرك فلابد من توافر شروط و انتفاء موانع ، وهذا من اختصاص أولي الأمر.
الثاني : ما ينافي كمال التوحيد ، وهو أن يعتمد على سبب شرعي صحيح مع الغفلة عن المسبب، وهو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)- عز وجل - ، وعدم صرف قلبه إليه ، فهذا نوع من الشرك ، ولا نقول شرك أكبر ، لأن هذا السبب جعله الله (http://vb.llssll.net/helm133280)سبباً .(مثل تناول الدواء مع الاعتقاد أنه هو الذي يشفي)
الثالث : أن يتعلق بالسبب تعلقاً مجرداً لكونه سبباً فقط، مع اعتماده الأصلي على الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، فيعتقد أن هذا السبب من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، وأن الله (http://vb.llssll.net/helm133280)لو شاء لأبطل أثره ، ولو شاء لأبقاه ، وأنه لا أثر للسبب إلا بمشيئة الله (http://vb.llssll.net/helm133280)- عز وجل ـ ، فهذا لا ينافي التوحيد لا كمالاً ولا أصلاً ، وعلى هذا لا إثم فيه .
ومع وجود الأسباب الشرعية الصحيحة ينبغي للإنسان أن لا يعلق نفسه بالسبب ، بل يعلقها بالله .
فالموظف الذي يتعلق قلبه بمرتبه تعلقاً كاملاً ، مع الغفلة عن المسبب ، وهو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، قد وقع في نوع من الشرك .أما إذا اعتقد أن المرتب سبب ، والمسبب هو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)- سبحانه وتعالى - ، وجعل الاعتماد على الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، وهو يشعر أن المرتب سبب ، فهذا لا ينافي التوكل . وقد كان الرسول صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه وسلم يأخذ بالأسباب مع اعتماده على المسبب ، وهو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عز وجل.
(مجموع فتاوى و رسائل محمد بن صالح العثيمين- كتاب التوحيد- باب ما جاء في الرقى و التمائم- التعلق بغير الله- ج9-ص:173:174)
فإن من تعلق قلبه بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)فإن الله-عز و جل- يجعل ذلك سبب عذابه و شقائه فهذا فرعون تعلق بملكه، فكان سبب شقائه...و هذا هامان تعلق بوزارته فكانت سبب شقائه و هذا قارون تعلق بماله (فَخَسَفْنَا بِهِ~ وَ بِدَارِهِ الْأَرْضَ) سورة القصص: 81
وهذا أمية بن خلف تعلق بتجارته، فلم يسلك طريق الهداية...و هذا أبو لهب تعلق بنسبه...،و هذا أبو جهل تعلق بجاهه و مكانته...و هذا...و هذا...فالأمثلة كثيرة و كلها تدل أنه من تعلق بالله، أعزه الله، و من تعلق بغير الله، جعل الله (http://vb.llssll.net/helm133280)ذلك سبب عذابه و شقائه.
(لا تحزن و ابتسم للحياة) للشيخ محمود المصري ص:45
*و من صور التعلق بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)التعلق بالأشخاص أو العشق و هو من أشهر صور التعلق و يعد مرضا مضاد للتوحيد، قال تعالى: (وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَتَخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادَاً يُحِبُونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوآ أَشَدُّ حُبَّاً لله ) سورة البقرة: 165.
و لذلك سمي أيضا بشرك المحبة.
و ليس في هذه الدنيا و هذا الكون شيء يحب لذاته إلا الله (http://vb.llssll.net/helm133280)سبحانه و تعالى. حتى المخلوقين تقول: أنا أحب فلانا لأنه عبد لله، لأن القرب منه يؤدي إلى القرب من الله، لكن ليس لذات الشخص، لكن لأن محبة الشخص و التقرب منه تؤدي إلى تحصيل أجر مثلا، فأنت تحبه، لكن الذي يحب لذاته فقط، هو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عزوجل، فإليه منتهى المحبة و التعظيم سبحانه و تعالى.
(قاعدة في المحبة) لشيخ الإسلام ابن تيمية -من القاعدة العشرين- تلخيص الشيخ
محمد بن صالح المنجد
*فجدير بنا أن نخص هذا النوع من الشرك أو التعلق بالبحث لأهميته و انتشاره بين أفراد المجتمع خاصة بين الشباب.
أسباب شرك المحبة
قال ابن القيم: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله (http://vb.llssll.net/helm133280)تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله (http://vb.llssll.net/helm133280)والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ~كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ~ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (يوسف:24)
فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته، فصرف المسبب صرف لسببه، ولهذا قال بعض السلف، العشق حركة قلب فارغ، يعني: فارغاً مما سوى معشوقه. قال تعالى: (وَ أَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغَاً) (القصص:10)، إن كادت لتبدي به أي: فارغا من كل شيء إلا من موسى لفرط محبتها له، و تعلق قلبها به.
(الطب النبوي) ص:202
*فينشأ التعلق بالأشخاص بسبب ضعف الإيمان, قال النبي صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله و سلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين" متفق عليه. و بسبب عدم امتلاء القلب بحب الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و رسوله صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله و سلم، فقال صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله و سلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و رسوله أحب إليه مما سواهما، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار". متفق عليه. و بسبب الجهل بتوحيد الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و تعظيمه و أيضا بسبب الغفلة عن ذكر الله (http://vb.llssll.net/helm133280)بالقلب و الجوارح، قال تعالى: ( وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الَّرَحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ~ شَيْطَانَاً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف:36
علامات شرك المحبة
ذكر ابن القيم علاماته تحت مسمى العشق الشركي الكفري فقال:
أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على ربه، و إذا تعارض عنده حق المعشوق و حظه و حق ربه و طاعته، قدم حق معشوقه على حق ربه و آثر رضاه على رضاه، و بذل له أنفس ما يقدر عليه، و بذل لربه- إن بذل- أردأ ما عنده، و استفرغ وسعه في مرضاة معشوقه و طاعته و التقرب إليه، و جعل لربه –إن أطاعه- الفضلة التي تفضل من معشوقه من ساعاته.
(الداء و الدواء ) ص:302:303
أضرار شرك المحبة
قال ابن القيم: ومن المعلوم أنه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية ، بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف أضعاف ما يُقدّرُ فيه من المصلحة ، وذلك من وجوه :
أحدها : الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الرَّبِّ تعالى وذكره ؛ فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما الآخر ، ويكون السلطان والغلبة لـه
.
الثاني : عذاب قلبه بمعشوقه ، فإن من أحب شيئا غير (http://vb.llssll.net/helm133280)الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عُـذِّبَ به ولا بُدّ .والعشق وإن استعذبه صاحبه ، فهو من أعظم عذاب القلب .
الثالث : أن العاشق قلبه أسير في قبضة غيره يسومه الهوان ، ولكن لِسكرة العشق لا يشعر بمصابه.
الرابع : أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه ؛ فـليس شـيءٌ أضيعُ لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور،أما مصالح الدِّين فإنها منوطة بِلَمِّ شعث القلب وإقباله على الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، وعشقُ الصور أعظم شيء تشعيثا وتشتيتا له. وأما مصالح الدنيا فهي تابعة في الحقيقة لمصالح الدين ، فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه ؛ فمصالح دنياه أضيع وأضيع .
الخامس: أن آفات الدنيا و الآخرة أسرع إلى عشاق الصور من النار في يابس الحطب. و سبب ذلك: أن القلب كلما قرب من العشق، و قوي اتصاله به بعد عن الله، فأبعد القلوب من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)قلوب عشاق الصور، و إذا بعد القلب من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)طرقته الآفات، و تولاه الشيطان من كل ناحية...
السادس: أنه إذا تمكن من القلب و استحكم و قوي سلطانه، أفسد الذهن و أحدث الوسواس، و ربما ألحق صاحبه بالمجانين الذين أفسدت عقولهم فلا ينتفعون بها. ( بسبب الفكر في معشوقه).
السابع: أنه ربما أفسد الحواس أو بعضها إما إفسادا معنويا أو صوريا. أما الفساد المعنوي فهو تابع لفساد القلب فإن القلب إذا فسد فسدت العين و الأذن و اللسان. فيرى القبيح حسنا منه و من معشوقه...أما فساد الحواس ظاهرا فإنه يمرض البدن و ينهكه و ربما أدى إلى تلفه، كما هو المعروف في أخبار من قتلهم العشق.
الثامن: العشق كما تقدم هو الإفـراط في المحبة ، بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ، حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ، بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس عن استخدام القوى الحيوانية و النفسانية فتتعطل تلك القُوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ، فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ، ويختلُّ جميع ذلك، فتعجـز البشر عن صلاحه.
(الداء و الدواء) ص304:307 باختصار
علاج شرك المحبة
قال ابن القيم: ودواء هذا الداء القتال أن يعرف أن ما اُبتُليَ به من هذا الداء المضاد للتوحيد ؛ إنما هو مِن جهله وغفلة قلبه عن الله، فَعَلَيْهِ أن يعرف توحيد ربِّه وسُننه وآياته أولا ، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه ويُكثر اللجأ والتضرع إلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)سبحانه في صرف ذلك عنه ، وأن يرجع بقلبه إليه وليس لـه دواء أنفع من الإخلاص لله ، وهو الدواء الذي ذكره [URL="http://vb.llssll.net/helm133280"]الله (http://vb.llssll.net/helm133280)في كتابه حيث قال : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ~ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) (يوسف:24)
(الداء و الدواء) ص304
*فغذاء القلب و حياته في التعلق بالله و حبه و الأنس به، الأمر الذي يجعل العبد يجد للطاعة لذة و للإيمان حلاوة.
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه، و نستهديه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا. من يهدهالله (http://vb.llssll.net/helm133280)فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله (http://vb.llssll.net/helm133280)وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبدُه و رسولُه .
" يآ أَيُّهَا الِّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ~ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ"آل عمراhttp://vb.llssll.net/images/smilies/new/166.gif (http://vb.llssll.net/helm133280)02
" يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ ~وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " . (النساء1)
"يَا أَيُّهَا اَّلِذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولاً سَديداً(70) يُصلِحْ لَكُمْ أَعْمَا لَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ الَّلهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً(71)" (الأحزاب70:71)
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و خير الهدي هدي محمد صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله محمد و إن شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار، و بعد.
التعلق
لغة: هو مأخوذ من مادة: (عَ-لِ-قَ)، و هو مصدر"تعلق" (أي) نشب و استمسك.
يقال: تعلق الشوك بالثوب: (أي) نشب فيه و استمسك.
و يقال: )تعلق( بالشيء: (أي) أحبه.
(المعجم الوجيز) ص430:431
اصطلاحا: *هو مرض قلبي يتعلق فيه القلب بكل ما هو دون الله (http://vb.llssll.net/helm133280)ورسوله من شهوات الدنيا وصحبة الناس والارتباط بهم.
و قد ذكر ابن القيم-رحمه الله-أن هناك خمسة مفسدات للقلب
و هي كثرة الخلطة و التمني و التعلق بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)
و الشبع و المنام.
فقال في التعلق بغير الله:
وهو من أعظم مفسدات (القلب) على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)وكله الله (http://vb.llssll.net/helm133280)إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل... قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً) (مريم:82،81)،
وقال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ . لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ) (يس:75،74).
فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه، أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات..".
(تهذيب مدارج السالكين) 207:208
أقسام التعلق بغير الله
الأول : ما ينافي التوحيد من أصله ، وهو أن يتعلق بشيء لا يمكن أن يكون له تأثير ، ويعتمد عليه اعتماداً معرضاً عنالله (http://vb.llssll.net/helm133280)، مثل تعلق عباد القبور بمن فيها عند حلول المصائب ، ولهذا إذا مستهم الضراء الشديدة يقولون : يا فلان! أنقذنا ، فهذا لا شك أنه شرك أكبر مخرج من الملة.
*تنبيه: لا يجوز أن نحكم على شخص معين بالشرك فلابد من توافر شروط و انتفاء موانع ، وهذا من اختصاص أولي الأمر.
الثاني : ما ينافي كمال التوحيد ، وهو أن يعتمد على سبب شرعي صحيح مع الغفلة عن المسبب، وهو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)- عز وجل - ، وعدم صرف قلبه إليه ، فهذا نوع من الشرك ، ولا نقول شرك أكبر ، لأن هذا السبب جعله الله (http://vb.llssll.net/helm133280)سبباً .(مثل تناول الدواء مع الاعتقاد أنه هو الذي يشفي)
الثالث : أن يتعلق بالسبب تعلقاً مجرداً لكونه سبباً فقط، مع اعتماده الأصلي على الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، فيعتقد أن هذا السبب من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، وأن الله (http://vb.llssll.net/helm133280)لو شاء لأبطل أثره ، ولو شاء لأبقاه ، وأنه لا أثر للسبب إلا بمشيئة الله (http://vb.llssll.net/helm133280)- عز وجل ـ ، فهذا لا ينافي التوحيد لا كمالاً ولا أصلاً ، وعلى هذا لا إثم فيه .
ومع وجود الأسباب الشرعية الصحيحة ينبغي للإنسان أن لا يعلق نفسه بالسبب ، بل يعلقها بالله .
فالموظف الذي يتعلق قلبه بمرتبه تعلقاً كاملاً ، مع الغفلة عن المسبب ، وهو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، قد وقع في نوع من الشرك .أما إذا اعتقد أن المرتب سبب ، والمسبب هو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)- سبحانه وتعالى - ، وجعل الاعتماد على الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، وهو يشعر أن المرتب سبب ، فهذا لا ينافي التوكل . وقد كان الرسول صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه وسلم يأخذ بالأسباب مع اعتماده على المسبب ، وهو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عز وجل.
(مجموع فتاوى و رسائل محمد بن صالح العثيمين- كتاب التوحيد- باب ما جاء في الرقى و التمائم- التعلق بغير الله- ج9-ص:173:174)
فإن من تعلق قلبه بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)فإن الله-عز و جل- يجعل ذلك سبب عذابه و شقائه فهذا فرعون تعلق بملكه، فكان سبب شقائه...و هذا هامان تعلق بوزارته فكانت سبب شقائه و هذا قارون تعلق بماله (فَخَسَفْنَا بِهِ~ وَ بِدَارِهِ الْأَرْضَ) سورة القصص: 81
وهذا أمية بن خلف تعلق بتجارته، فلم يسلك طريق الهداية...و هذا أبو لهب تعلق بنسبه...،و هذا أبو جهل تعلق بجاهه و مكانته...و هذا...و هذا...فالأمثلة كثيرة و كلها تدل أنه من تعلق بالله، أعزه الله، و من تعلق بغير الله، جعل الله (http://vb.llssll.net/helm133280)ذلك سبب عذابه و شقائه.
(لا تحزن و ابتسم للحياة) للشيخ محمود المصري ص:45
*و من صور التعلق بغير الله (http://vb.llssll.net/helm133280)التعلق بالأشخاص أو العشق و هو من أشهر صور التعلق و يعد مرضا مضاد للتوحيد، قال تعالى: (وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَتَخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادَاً يُحِبُونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوآ أَشَدُّ حُبَّاً لله ) سورة البقرة: 165.
و لذلك سمي أيضا بشرك المحبة.
و ليس في هذه الدنيا و هذا الكون شيء يحب لذاته إلا الله (http://vb.llssll.net/helm133280)سبحانه و تعالى. حتى المخلوقين تقول: أنا أحب فلانا لأنه عبد لله، لأن القرب منه يؤدي إلى القرب من الله، لكن ليس لذات الشخص، لكن لأن محبة الشخص و التقرب منه تؤدي إلى تحصيل أجر مثلا، فأنت تحبه، لكن الذي يحب لذاته فقط، هو الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عزوجل، فإليه منتهى المحبة و التعظيم سبحانه و تعالى.
(قاعدة في المحبة) لشيخ الإسلام ابن تيمية -من القاعدة العشرين- تلخيص الشيخ
محمد بن صالح المنجد
*فجدير بنا أن نخص هذا النوع من الشرك أو التعلق بالبحث لأهميته و انتشاره بين أفراد المجتمع خاصة بين الشباب.
أسباب شرك المحبة
قال ابن القيم: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله (http://vb.llssll.net/helm133280)تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله (http://vb.llssll.net/helm133280)والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ~كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ~ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (يوسف:24)
فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته، فصرف المسبب صرف لسببه، ولهذا قال بعض السلف، العشق حركة قلب فارغ، يعني: فارغاً مما سوى معشوقه. قال تعالى: (وَ أَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغَاً) (القصص:10)، إن كادت لتبدي به أي: فارغا من كل شيء إلا من موسى لفرط محبتها له، و تعلق قلبها به.
(الطب النبوي) ص:202
*فينشأ التعلق بالأشخاص بسبب ضعف الإيمان, قال النبي صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله و سلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين" متفق عليه. و بسبب عدم امتلاء القلب بحب الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و رسوله صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله و سلم، فقال صلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عليه و على آله و سلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و رسوله أحب إليه مما سواهما، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار". متفق عليه. و بسبب الجهل بتوحيد الله (http://vb.llssll.net/helm133280)و تعظيمه و أيضا بسبب الغفلة عن ذكر الله (http://vb.llssll.net/helm133280)بالقلب و الجوارح، قال تعالى: ( وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الَّرَحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ~ شَيْطَانَاً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف:36
علامات شرك المحبة
ذكر ابن القيم علاماته تحت مسمى العشق الشركي الكفري فقال:
أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على ربه، و إذا تعارض عنده حق المعشوق و حظه و حق ربه و طاعته، قدم حق معشوقه على حق ربه و آثر رضاه على رضاه، و بذل له أنفس ما يقدر عليه، و بذل لربه- إن بذل- أردأ ما عنده، و استفرغ وسعه في مرضاة معشوقه و طاعته و التقرب إليه، و جعل لربه –إن أطاعه- الفضلة التي تفضل من معشوقه من ساعاته.
(الداء و الدواء ) ص:302:303
أضرار شرك المحبة
قال ابن القيم: ومن المعلوم أنه ليس في عشق الصور مصلحة دينية ولا دنيوية ، بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف أضعاف ما يُقدّرُ فيه من المصلحة ، وذلك من وجوه :
أحدها : الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الرَّبِّ تعالى وذكره ؛ فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما الآخر ، ويكون السلطان والغلبة لـه
.
الثاني : عذاب قلبه بمعشوقه ، فإن من أحب شيئا غير (http://vb.llssll.net/helm133280)الله (http://vb.llssll.net/helm133280)عُـذِّبَ به ولا بُدّ .والعشق وإن استعذبه صاحبه ، فهو من أعظم عذاب القلب .
الثالث : أن العاشق قلبه أسير في قبضة غيره يسومه الهوان ، ولكن لِسكرة العشق لا يشعر بمصابه.
الرابع : أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه ؛ فـليس شـيءٌ أضيعُ لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور،أما مصالح الدِّين فإنها منوطة بِلَمِّ شعث القلب وإقباله على الله (http://vb.llssll.net/helm133280)، وعشقُ الصور أعظم شيء تشعيثا وتشتيتا له. وأما مصالح الدنيا فهي تابعة في الحقيقة لمصالح الدين ، فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه ؛ فمصالح دنياه أضيع وأضيع .
الخامس: أن آفات الدنيا و الآخرة أسرع إلى عشاق الصور من النار في يابس الحطب. و سبب ذلك: أن القلب كلما قرب من العشق، و قوي اتصاله به بعد عن الله، فأبعد القلوب من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)قلوب عشاق الصور، و إذا بعد القلب من الله (http://vb.llssll.net/helm133280)طرقته الآفات، و تولاه الشيطان من كل ناحية...
السادس: أنه إذا تمكن من القلب و استحكم و قوي سلطانه، أفسد الذهن و أحدث الوسواس، و ربما ألحق صاحبه بالمجانين الذين أفسدت عقولهم فلا ينتفعون بها. ( بسبب الفكر في معشوقه).
السابع: أنه ربما أفسد الحواس أو بعضها إما إفسادا معنويا أو صوريا. أما الفساد المعنوي فهو تابع لفساد القلب فإن القلب إذا فسد فسدت العين و الأذن و اللسان. فيرى القبيح حسنا منه و من معشوقه...أما فساد الحواس ظاهرا فإنه يمرض البدن و ينهكه و ربما أدى إلى تلفه، كما هو المعروف في أخبار من قتلهم العشق.
الثامن: العشق كما تقدم هو الإفـراط في المحبة ، بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ، حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ، بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس عن استخدام القوى الحيوانية و النفسانية فتتعطل تلك القُوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ، فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ، ويختلُّ جميع ذلك، فتعجـز البشر عن صلاحه.
(الداء و الدواء) ص304:307 باختصار
علاج شرك المحبة
قال ابن القيم: ودواء هذا الداء القتال أن يعرف أن ما اُبتُليَ به من هذا الداء المضاد للتوحيد ؛ إنما هو مِن جهله وغفلة قلبه عن الله، فَعَلَيْهِ أن يعرف توحيد ربِّه وسُننه وآياته أولا ، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه ويُكثر اللجأ والتضرع إلى الله (http://vb.llssll.net/helm133280)سبحانه في صرف ذلك عنه ، وأن يرجع بقلبه إليه وليس لـه دواء أنفع من الإخلاص لله ، وهو الدواء الذي ذكره [URL="http://vb.llssll.net/helm133280"]الله (http://vb.llssll.net/helm133280)في كتابه حيث قال : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ~ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) (يوسف:24)
(الداء و الدواء) ص304
*فغذاء القلب و حياته في التعلق بالله و حبه و الأنس به، الأمر الذي يجعل العبد يجد للطاعة لذة و للإيمان حلاوة.