مشاهدة النسخة كاملة : آيات لكل صبار شكور


صمت القمر
07-02-2015, 01:02 PM
آيات لكل صبار شكور



هناك أربع آيات في القرآن الكريم خُتمت بقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}، الأولى: قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (إبراهيم:5).
والثانية: قوله سبحانه: {ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (لقمان:31).
والثالثة: قوله تبارك وتعالى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (سبأ:19)، والرابعة: قوله عز وجل: {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (الشورى:33).
والملاحظة الأولى التي نسجلها قبل تحليل قوله تعالى: {صبار شكور}، أن ثلاث آيات من هذه الآيات الأربع، جاءت في سياق النعم التي أنعم الله بها على عباده، في حين أن الآية الرابعة - وهي آية سورة سبأ - جاءت في سياق الحديث عن قوم سبأ الذين كفروا بأنعم الله، وجحدوا فضله.
والملاحظة الثانية التي تستدعي نفسها في هذا المقام، هي أن هاتين الصفتين: {صبار شكور}، من صيغ المبالغة، التي تفيد المبالغة في فعل شيء ما، كقولنا: فلان حماد، أي: كثير الحمد.

والملاحظة الثالثة هنا، ما روي عن عون بن عبد الله، قوله: فكم من مُنْعَمٍ عليه غير شاكر، وكم من مبتلى غير صابر. وقال قطرب - وهو أحد أئمة اللغة -: نعم العبد الصبار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر.
وأقوال المفسرين من المراد من هاتين الصفتين متقاربة غير متباعدة، ومتكاملة غير متنافرة؛ فالإمام البغوي يقول: و(الصبار): الكثير الصبر، و(الشكور): الكثير الشكر، والمراد من هذين الوصفين كل مؤمن؛ لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين.
و القرطبي يقول: صبار على البلوى، شكور على النعماء.
وقال ابن كثير : صبار في الضراء، شكور في السراء.
و الآلوسي يقول: صبار في الشدة، شكور في الرخاء؛ لأن حال المؤمن، إما أن يكون حال محنة وبلية، أو حال منحة وعطية؛ فإن كان الأول، كان المؤمن صباراً، وإن كان الثاني كان شكوراً. وهذا تنبيه على أن المؤمن يجب أن لا يخلو زمانه عن أحد هذين الأمرين، فإن جرى الوقت على ما يلائم طبعه ويوافق إرادته، كان مشغولاً بالشكر، وإن جرى ما لا يلائم طبعه كان مشغولاً بالصبر.
أما ابن عاشور فيقول: والجمع بين { صبار } و{ شكور } في الوصف؛ لإفادة أن واجب المؤمن التخلق بهذين الخُلقين: الصبر على المكاره، والشكر على النعم.
والشيخ السعدي يقول: صبار على الضراء، شكور على السراء، صبار على طاعة اللّه، وعن معصيته، وعلى أقداره، شكور للّه، على نعمه الدينية والدنيوية.
ثم وراء ما ذكره المفسرون من المراد من هاتين الصفتين، يذكر بعض أهل العلم كلاماً لا ينبغي أن يغفل عنه في هذا المقام، وهو أن سبحانه قد أنعم على الإنسان بنعم كثيرة، بحيث إنه لو أراد أن يحصي هذه النعم لما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وقد قال تعالى: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } (إبراهيم:34). وذلك أن الإلفة والعادة التي يعيش في ظلها الإنسان تجعله لا يحس بقدر هذه النعم التي أنعم الله بها عليه، ولا يعرف قيمتها إلا إذا فقدها. والأصل هو معرفة الإنسان بنعم الله عليه قبل فقدها، والتوجه إليه بكل جوارحه شاكراً لأنعمه، منيباً إليه.
وعندما تسلب هذه النعم من الإنسان - لحكمة يريدها الله - تفرض العبودية عليه أن يلتزم بالصبر الجميل، ويلجأ إلى الله طالباً كشف الضر عنه، وعليه أن لا يتصرف تصرفاً ينافي العبودية لله، والاستسلام لقضائه وقدره. وقد جاء في الحديث الصحيح: ( عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له ) رواه مسلم ، فهذا الحديث نابع من مشكاة هذين الوصفين اللذين ذكرهما القرآن الكريم.
وحُقَّ لك أن تسأل هنا: لماذا ذكر القرآن الكريم هاتين الصفتين بصيغة المبالغة؟ وفي الجواب يقال:
لما كانت لا توجد نعمة من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان صغيرة، بل كل نعمه سبحانه عظيمة وكبيرة، فأقل عضو من أعضائه يقوم من المهام التي لا يمكن إحصائها، ويحمل من النعم التي لا سبيل إلى إدراكها، وإذ الأمر كذلك، فقد استدعى من المُنْعَم عليه أن يكون كثير الشكر، عظيم الصبر.
والنبي أيوب عليه السلام (بطل الصبر) - كما يقول الشيخ بديع الزمان النورسي -، بعد أن أخذ الله منه جميع النعم الدنيوية التي أنعمها عليه، لم تتغير حاله ولا أطواره، ولم ينحرف إلى اليأس أمام المحن والشدائد التي واجهته، بل تصدى لها بعزم وثبات ورباطة جأش؛ لأنه كان يدرك المعنى الحقيقي لأسباب المحن والمشقات؛ ولأنه أيضاً كان يدرك جيداً أن وراء كل محنة منحة، وخلف كل مصيبة لطيفة؛ لذا كان قلبه مفعماً بالإيمان، ولم ينزلق إلى القلق، بل توجه إلى ربه بالشكر والصبر، { إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب } (ص:44).
ونختم الحديث بما روي عن قتادة أنه قال: نعم العبد، عبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر.

جنــــون
07-02-2015, 10:08 PM
جزاك الله خير

طهر الغيم
07-02-2015, 10:49 PM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

http://www.design-warez.ru/uploads/posts/2009-09/1252935855_765718n62xldrmj1.gif

مجنون قصايد
07-02-2015, 11:48 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

نجم الجدي
07-02-2015, 11:54 PM
يعطيك العافية طرح في قمة الروعه و نال الاستحسان
وعم الجميع بالفائده

لك الشكر والتقدير

نجم الجدي

عـــودالليل
07-03-2015, 01:32 AM
جزاك الله خير اختي صمت
مبدعه في طرحك ومفيده

هدوء
07-03-2015, 03:33 AM


ذَاْئِقَةّ مُتِرَفهِ بِـ ألجَمِاْلِ
وَ

أنِتِقَاءٌ رَائِعٌ وَمُمَيزَ يَ وَدقٌ
امْتِنَانِي لْعَطَاؤُك ألجَمَيلْ
الْوَرْد يَنْحَنِي لِرُوْحِك يَ بَياْضٌ ,:48:,‘

عازفة القيثار
07-04-2015, 03:41 AM
جزاك الله خير الْجزاء
وشكرا لَطـــرحك الْهادف وإختيارِك الْقَيِم
رِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك
لك أرق التحيـآآ

معآند الجرح
07-04-2015, 06:58 AM
جزاك الله خير

طرح قيم

بارك الله فيك
.,

برّاق
07-04-2015, 07:34 AM
الله يجزاك خير

الشقي
07-05-2015, 02:21 AM
../

جَزآكــ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
جَعَلَ يومَكــ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــ
دَآمَ لَنآ عَطآئُكــ ..
دُمْت بــِ طآعَة الله ..~..

’’؛،
http://dc14.arabsh.com/i/02832/xkkityl87v71.gif (http://arabsh.com/xkkityl87v71.html)

صمت القمر
07-05-2015, 03:36 PM
اشكرك على روعة الاطلاله
لاخلا ولا عدم

فزولهآ
07-10-2015, 12:44 AM
طرح جميــــــــــــل :~
ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..
يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..
وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك ,,~

كـــآدي
07-10-2015, 01:12 AM
بارك الله فيك والله لايحرمك الاجر والمثوبة

الوجه المليح
07-11-2015, 02:38 AM
بارك الله فيك

اميرة الثلج
07-11-2015, 12:36 PM
جزاك الله خيروأثابك
شكرا على ذوقك الراقي وطرحك القيم
سلمت ذائقتك الرائعه

عسولة القصبيه
07-13-2015, 03:15 PM
**
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك

صمت القمر
07-15-2015, 01:03 PM
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردكم الجميل ومروركم العطر
تــ ح ــياتيـ لكــم
كل الود والتقدير
دمتم برضى من الرح ــمن
لكم خالص احترامي

شموخي بعثرهم
07-21-2015, 10:48 PM
ذااائقه في قمة الروووعه تسلم أياديكـ
على ما تناثر هنا من درر ،،،
جزاك الله الف خير
أستمتعت بما بين السطور مميزه
في طرحكـ الراقي دووم هالتميز مو يووم
لا عدمنا جديدكـِ الشييق
http://www.moso3a.net/animatedbars/bar_40.gif

صمت القمر
07-23-2015, 08:02 PM
اسعد الله قلبكمـ وامتعه بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركم
ربي يسعدكم

مْلكَة زمْانــْے
07-26-2015, 03:18 AM
ما شاءالله وكفى
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف
وإختيارك القيّـــــــــم
أسأل الله لك كثرة الهبات
وتحقيق الأمنيات ودخول الجنات
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخـــرة وأجــــــزل لك العطـــاء
لك تقديري وخإأإأإالص دعاآآآآآآئي
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif
حروف الثناء والشكربكتبها لك قلم :
رِوْحَ الآنوٍثـِـِہ
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif

http://www.gsaidlil.com/vb/images/like_share/share.gif (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=79275#)

نظرة الحب
07-26-2015, 03:34 AM
طرح رائع قلبي

سمو الاميرة
07-27-2015, 10:14 PM
جزااااك الله خير

طرح رائع

تحياتي

صمت القمر
08-04-2015, 12:26 AM
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردكم الجميل ومروركم العطر
تــ ح ــياتيـ لكــم
كل الود والتقدير
دمتم برضى من الرح ــمن
لكم خالص احترامي

قصيَميَہ رٍزهہَ♚
08-09-2015, 01:27 AM
جزاك الله خيير ..
لآهنتِ ..
ودي ..

نسمات اشتياق
08-09-2015, 10:35 AM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ