نَـوًّاَفْ
06-06-2015, 03:05 PM
http://store2.up-00.com/2015-06/1433587771081.jpg
هل بالإمكان العيش بنصف الدماغ ؟!..
كانت جودي ميلّلر Jody Miller طفلة في الثالثة من العمر .. كغيرها من الأطفال المقبلين على الحياة .. مرحة ومحبوبة .. باستثناء أنها كانت تعاني من نوبات صرع شديدة .. تقطّع نياط قلب من يشاهدها .. كما أنها فقدت السيطرة على الجانب الأيسر من جسدها .. وقد وجد الأطباء أن الحل لهذه النوبات وما رافقها هو إزالة الجزء الأيمن من الدماغ (عملية إزالة أحد نصفي الكرة المخية Hemispherectomy ) .. فقد كانت المشكلة تكمن في اضطراب عصبي هناك .. وفي عام 1993م دخلت جودي إحدى غرف العمليات في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور (ميرلاند) بالولايات المتحدة الأمريكية.. ومكثت نحو 11 ساعة لإزالة نصف الكرة المخية اليمنى .. ولأنه من المعروف (من حقائق علوم الدماغ) أن الجانب الأيمن من الدماغ يسيطر ويتحكم بالجانب الأيسر من الجسم وأطرافه .. والعكس بالنسبة للجانب الأيسر من الدماغ .. فقد كان المتوقّع أن تفقد جودي السيطرة على الجانب الأيسر من جسمها وأطرافه .. لكن الذي حدث كان عجيباً .. عاشت جودي حياتها بعد ذلك بشكل طبيعي تقريباً ولم تفقد القدرة على التحكم في جانبها الأيسر وأطرافه .. باستثناء خلل بسيط في كف اليد اليسرى .. وبالنسبة "لمكان" النصف الأيمن من الدماغ .. فقد امتلأ بالسائل الدماغي الشوكي cerebral spinal fluid ..
تعجّب العلماء من هذه النتيجة .. وخلصوا إلى أن الجانب الأيسر من الدماغ عوّض عن نقص نصف الدماغ الأيمن كاملاً .. وكان هذا مثالاً حياً لقدرة الدماغ على التكيّف والمرونة Plasticity و"تعويض" النقص بتكوين "اتصالات" جديدة بين الخلايا العصبية المتبقية .. (الخلايا العصبية نفسها لا تتجدّد .. ولكن تنشأ اتصالات بين الخلايا القائمة)..
لم تكن حالة جودي هي الوحيدة لإزالة نصف الدماغ .. فهناك العشرات من الحالات المشابهة .. وكانت النتائج في الأطفال بالذات مشابهة .. حيث تختفي الأعراض والنوبات المرضية .. ويستمر الأطفال في حياتهم بشكل طبيعي تقريباً .. وتتطوّر الذاكرة والشخصية لديهم بشكل عادي ..
ما الذي يحدث فعلاً في هذا "الدماغ" .. وكيف "عوّض" دماغ جودي (وغيرها من الحالات المشابهة) نقص أحد شقيه .. بدون أعراض تذكر .. مالذي حدث في "أعماق" تلك الكتلة الرمادي الدبقة وخلاياها العصبية الرقيقة التي زادت "اتصالاتها" بماحولها من خلايا.. ليعوّض نقص شق كامل من الدماغ ..
لا أحد يعلم بالتحديد ..
ولا يزال ذلك سراً "مغلقاً" .. من أسرار الدماغ .. و"قدرته" المذهلة .. الدالة على عظمة خالقه .. سبحانه جل شأنه ..
سبحانه .. كما ينبغي لجلاله .. وكماله .. وعظمته ..
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..
في أمان العظيم
نــــواف
هل بالإمكان العيش بنصف الدماغ ؟!..
كانت جودي ميلّلر Jody Miller طفلة في الثالثة من العمر .. كغيرها من الأطفال المقبلين على الحياة .. مرحة ومحبوبة .. باستثناء أنها كانت تعاني من نوبات صرع شديدة .. تقطّع نياط قلب من يشاهدها .. كما أنها فقدت السيطرة على الجانب الأيسر من جسدها .. وقد وجد الأطباء أن الحل لهذه النوبات وما رافقها هو إزالة الجزء الأيمن من الدماغ (عملية إزالة أحد نصفي الكرة المخية Hemispherectomy ) .. فقد كانت المشكلة تكمن في اضطراب عصبي هناك .. وفي عام 1993م دخلت جودي إحدى غرف العمليات في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور (ميرلاند) بالولايات المتحدة الأمريكية.. ومكثت نحو 11 ساعة لإزالة نصف الكرة المخية اليمنى .. ولأنه من المعروف (من حقائق علوم الدماغ) أن الجانب الأيمن من الدماغ يسيطر ويتحكم بالجانب الأيسر من الجسم وأطرافه .. والعكس بالنسبة للجانب الأيسر من الدماغ .. فقد كان المتوقّع أن تفقد جودي السيطرة على الجانب الأيسر من جسمها وأطرافه .. لكن الذي حدث كان عجيباً .. عاشت جودي حياتها بعد ذلك بشكل طبيعي تقريباً ولم تفقد القدرة على التحكم في جانبها الأيسر وأطرافه .. باستثناء خلل بسيط في كف اليد اليسرى .. وبالنسبة "لمكان" النصف الأيمن من الدماغ .. فقد امتلأ بالسائل الدماغي الشوكي cerebral spinal fluid ..
تعجّب العلماء من هذه النتيجة .. وخلصوا إلى أن الجانب الأيسر من الدماغ عوّض عن نقص نصف الدماغ الأيمن كاملاً .. وكان هذا مثالاً حياً لقدرة الدماغ على التكيّف والمرونة Plasticity و"تعويض" النقص بتكوين "اتصالات" جديدة بين الخلايا العصبية المتبقية .. (الخلايا العصبية نفسها لا تتجدّد .. ولكن تنشأ اتصالات بين الخلايا القائمة)..
لم تكن حالة جودي هي الوحيدة لإزالة نصف الدماغ .. فهناك العشرات من الحالات المشابهة .. وكانت النتائج في الأطفال بالذات مشابهة .. حيث تختفي الأعراض والنوبات المرضية .. ويستمر الأطفال في حياتهم بشكل طبيعي تقريباً .. وتتطوّر الذاكرة والشخصية لديهم بشكل عادي ..
ما الذي يحدث فعلاً في هذا "الدماغ" .. وكيف "عوّض" دماغ جودي (وغيرها من الحالات المشابهة) نقص أحد شقيه .. بدون أعراض تذكر .. مالذي حدث في "أعماق" تلك الكتلة الرمادي الدبقة وخلاياها العصبية الرقيقة التي زادت "اتصالاتها" بماحولها من خلايا.. ليعوّض نقص شق كامل من الدماغ ..
لا أحد يعلم بالتحديد ..
ولا يزال ذلك سراً "مغلقاً" .. من أسرار الدماغ .. و"قدرته" المذهلة .. الدالة على عظمة خالقه .. سبحانه جل شأنه ..
سبحانه .. كما ينبغي لجلاله .. وكماله .. وعظمته ..
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..
في أمان العظيم
نــــواف