نَـوًّاَفْ
06-02-2015, 04:44 PM
http://store2.up-00.com/2015-06/1433248766091.jpg
بهجة العدّاء
من الأمور المألوفة لكل من يمارس التمارين البدنية بانتظام (الجري، ركوب الدراجة، السباحة ..).. تلك الحالة التي تغمره بعد التمارين بنحو ساعة إلى ساعتين .. حالة من "البهجة" .. و"السرور" .. و"النشوة" .. و"السلام النفسي" .. و"السكينة" .. مع دفعة من "الشعور بالنشاط والخفة" !..
...
كلنا يعلم فوائد التمارين والحركة البدنية المنتظمة لكامل الجسم .. لكن التمارين البدنية المنتظمة .. التي تجعل عضلاتك تتقلّص وتستنفد المزيد من الجلوكوز .. ورئتيك تطلب المزيد والمزيد من الأوكسجين لحرق هذا الجلوكوز .. هذه التمارين تعمل على إطلاق "بعض المواد" في الدماغ .. نواقل عصبية neurotransmitter (مسؤولة عن نقل الإشارات الكهربية بين الخلايا العصبية) .. فالخلايا العصبية مغموسة في وسط مائي في الدماغ .. وهي لا تتصل فيما بينها بشكل مباشر كما تتصل الأسلاك .. وبدلاً من ذلك هناك "فجوة" بين كل خليتين .. فراغ دقيق .. يُدعى بالتشابك العصبي synapse .. تعبره "مركبات" .. هي ما يحفّز انتقال النبضات العصبية عبر خلايا الدماغ .. من هذه المواد الإندورفينات endorphins .. وخصوصاً إندورفين بيتا beta-endorphin .. هذه المواد (وخليط معقّد غيرها) .. هي ما يقدح زناد "دارات" البهجة والسرور في الدماغ .. بعد التمارين البدنية .. مما حدا بالعلماء لتسمية هذه الحالة التي تعقب التمارين ببهجة العدّاء runner's high .. ولكن الكيفية التي تؤمّن هذا "الشعور" بالضبط لا تزال مجهولة .. فكيف يحصل هذا "الرضا" و"البهجة" .. من مجرّد انتقال مواد عبر فراغ اتصالات الخلايا العصبية .. هذا سر من الأسرار التي تقبع "هناك" .. في أعماق الدماغ ..
بجانب هذا "الشعور" .. تحفّز التمارين البدنية نمو الحُصين .. ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن معظم خزن الذكريات .. مما يعزّز الذاكرة .. كما تعزّز التمارين نمو الاتصالات العصبية .. وهكذا .. فالتمارين البدنية تؤمّن السلامة والنشاط العقلي ..
هذا غيض .. من فيض النعم التي غمرنا الله –جل شأنه- بها ..
سبحانه كلما "تقلّصت" عضلة .. واحترق جزئ سكر ..
سبحانه مع كل "نَفَس" يغمر رئتيك ..
سبحانه مع كل "دفقة" تعبر التشابك العصبي ..
سبحانه كما ينبغي لجلاله .. وعظمته ..
.. في أمان العظيم .
نــواف
بهجة العدّاء
من الأمور المألوفة لكل من يمارس التمارين البدنية بانتظام (الجري، ركوب الدراجة، السباحة ..).. تلك الحالة التي تغمره بعد التمارين بنحو ساعة إلى ساعتين .. حالة من "البهجة" .. و"السرور" .. و"النشوة" .. و"السلام النفسي" .. و"السكينة" .. مع دفعة من "الشعور بالنشاط والخفة" !..
...
كلنا يعلم فوائد التمارين والحركة البدنية المنتظمة لكامل الجسم .. لكن التمارين البدنية المنتظمة .. التي تجعل عضلاتك تتقلّص وتستنفد المزيد من الجلوكوز .. ورئتيك تطلب المزيد والمزيد من الأوكسجين لحرق هذا الجلوكوز .. هذه التمارين تعمل على إطلاق "بعض المواد" في الدماغ .. نواقل عصبية neurotransmitter (مسؤولة عن نقل الإشارات الكهربية بين الخلايا العصبية) .. فالخلايا العصبية مغموسة في وسط مائي في الدماغ .. وهي لا تتصل فيما بينها بشكل مباشر كما تتصل الأسلاك .. وبدلاً من ذلك هناك "فجوة" بين كل خليتين .. فراغ دقيق .. يُدعى بالتشابك العصبي synapse .. تعبره "مركبات" .. هي ما يحفّز انتقال النبضات العصبية عبر خلايا الدماغ .. من هذه المواد الإندورفينات endorphins .. وخصوصاً إندورفين بيتا beta-endorphin .. هذه المواد (وخليط معقّد غيرها) .. هي ما يقدح زناد "دارات" البهجة والسرور في الدماغ .. بعد التمارين البدنية .. مما حدا بالعلماء لتسمية هذه الحالة التي تعقب التمارين ببهجة العدّاء runner's high .. ولكن الكيفية التي تؤمّن هذا "الشعور" بالضبط لا تزال مجهولة .. فكيف يحصل هذا "الرضا" و"البهجة" .. من مجرّد انتقال مواد عبر فراغ اتصالات الخلايا العصبية .. هذا سر من الأسرار التي تقبع "هناك" .. في أعماق الدماغ ..
بجانب هذا "الشعور" .. تحفّز التمارين البدنية نمو الحُصين .. ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن معظم خزن الذكريات .. مما يعزّز الذاكرة .. كما تعزّز التمارين نمو الاتصالات العصبية .. وهكذا .. فالتمارين البدنية تؤمّن السلامة والنشاط العقلي ..
هذا غيض .. من فيض النعم التي غمرنا الله –جل شأنه- بها ..
سبحانه كلما "تقلّصت" عضلة .. واحترق جزئ سكر ..
سبحانه مع كل "نَفَس" يغمر رئتيك ..
سبحانه مع كل "دفقة" تعبر التشابك العصبي ..
سبحانه كما ينبغي لجلاله .. وعظمته ..
.. في أمان العظيم .
نــواف