نَـوًّاَفْ
05-13-2015, 01:23 AM
http://store1.up-00.com/2015-05/1431465613531.jpg
لغز الوَعي
تستيقظ من النوم .. ترى الموجودات من حولك .. غرفة نومك .. أثاثها .. الجدران .. فتدرك أنك في "غرفتك" .. مكان مألوف .. لا تفكّر ماذا ستعمل .. بتلقائية تتوجّه إلى الحمّام .. وأنت تعرف طريقك ..
تستقل سيارتك .. تسير إلى عملك .. والمشاهد والطرقات والناس والموجودات من حولك "تلتقطها" شبكية عينيك .. وتختزل إلى إشارات كهربية تسير عبر العصب البصري .. إلى "مناطق" محدّدة من دماغك .. ثم .. تستجيب بضغطة فرامل .. أو زيادة سرعة (للحاق بالإشارة!) .. أو ببسمة .. أو بتكشيرة (أو س...باب!) .. أو بتعليق (بينك وبين نفسك!) ..
وهكذا .. في عملك .. مع زملائك .. في تقليبك للأوراق .. أو النظر في شاشة الحاسب .. ويديك "تنقر" بتلقائية على لوحة المفاتيح ..
كل شئ من حولك "مألوف" لك .. وتستطيع التعامل معه بتلقائية .. وخبرات متراكمة ومخزنة في "تلك الأعماق" في دماغك ..
باختصار .. حياتك في اليقظة .. منذ استيقاظك .. وحتى تأوي إلى الفراش .. هي حالة من "الإدراك" .. والتواصل الحسي .. والتعامل .. والتفكير بما تراه "منطقي" فتتخذه .. وبمعنى أكثر تحديداً .. أنت "واعٍ" بما حولك ..
فما هو "الوعي" ..
لن تجد في التعاريف أكثر من "وصف" لما سبق .. يُقال لك أن "الوعي" : حالة يكون فيها العقل مدرك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي .. الحواسّ ..
ويُقال لك : أن "الوعي" هو ما يكون لديك من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن كل ما حولك ..
ولكنك لن تجد .. أبداً .. من يخبرك عن "كيفية" ذلك الوعي .. كيف يحقق دماغك التكامل بين المعلومات الواردة إليه مما حولك عبر الحواس .. وكيف يستخدم هذه المعلومات للتحكم في السلوك .. وكيف تستطيع التعبير بالكلام عن حالتك الداخلية وما تشعر به إزاء أي متغير حولك .. أو حتى بالتفكير مع ذاتك ..
حتى مع الإلمام التفصيلي بآليات عمل الدماغ .. سيفشل كائن من كان في سبر تلك الأغوار .. والإجابة عن ذلك اللغز .. ما هو الوعي .. وهذا ليس كلامي .. بل ما يقرره أعتى مختصي العلوم العصبية .. فالأمر يتجاوز حدود "القدرة" البشرية على الفهم والاستنباط .. يتجاوزها إلى حدود نائية جداً .. لماذا ؟..
لأن "تعقيد" الدماغ .. (ذلك التعقيد الذي يجعلك واعٍ) .. أبعد من أن "يفسّر" في حدود التركيب والوظيفة لكرة من التلافيف الدبقة اللزجة موجودة داخل الجمجمة ..
إنه "بحرٌ " من الأسرار .. يقف البشر على شاطئه .. وجل ما يحصلون عليه .. شئٌ من الرذاذ .. لا يُنبئ عما تكتنفه أغوار ذلك البحر الهائج ..
سبحان عالم الأسرار .. سبحانه كما ينبغي لجلاله .. وعظمته .. وقدرته ..
في أمان العظيم
نــواف
لغز الوَعي
تستيقظ من النوم .. ترى الموجودات من حولك .. غرفة نومك .. أثاثها .. الجدران .. فتدرك أنك في "غرفتك" .. مكان مألوف .. لا تفكّر ماذا ستعمل .. بتلقائية تتوجّه إلى الحمّام .. وأنت تعرف طريقك ..
تستقل سيارتك .. تسير إلى عملك .. والمشاهد والطرقات والناس والموجودات من حولك "تلتقطها" شبكية عينيك .. وتختزل إلى إشارات كهربية تسير عبر العصب البصري .. إلى "مناطق" محدّدة من دماغك .. ثم .. تستجيب بضغطة فرامل .. أو زيادة سرعة (للحاق بالإشارة!) .. أو ببسمة .. أو بتكشيرة (أو س...باب!) .. أو بتعليق (بينك وبين نفسك!) ..
وهكذا .. في عملك .. مع زملائك .. في تقليبك للأوراق .. أو النظر في شاشة الحاسب .. ويديك "تنقر" بتلقائية على لوحة المفاتيح ..
كل شئ من حولك "مألوف" لك .. وتستطيع التعامل معه بتلقائية .. وخبرات متراكمة ومخزنة في "تلك الأعماق" في دماغك ..
باختصار .. حياتك في اليقظة .. منذ استيقاظك .. وحتى تأوي إلى الفراش .. هي حالة من "الإدراك" .. والتواصل الحسي .. والتعامل .. والتفكير بما تراه "منطقي" فتتخذه .. وبمعنى أكثر تحديداً .. أنت "واعٍ" بما حولك ..
فما هو "الوعي" ..
لن تجد في التعاريف أكثر من "وصف" لما سبق .. يُقال لك أن "الوعي" : حالة يكون فيها العقل مدرك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي .. الحواسّ ..
ويُقال لك : أن "الوعي" هو ما يكون لديك من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن كل ما حولك ..
ولكنك لن تجد .. أبداً .. من يخبرك عن "كيفية" ذلك الوعي .. كيف يحقق دماغك التكامل بين المعلومات الواردة إليه مما حولك عبر الحواس .. وكيف يستخدم هذه المعلومات للتحكم في السلوك .. وكيف تستطيع التعبير بالكلام عن حالتك الداخلية وما تشعر به إزاء أي متغير حولك .. أو حتى بالتفكير مع ذاتك ..
حتى مع الإلمام التفصيلي بآليات عمل الدماغ .. سيفشل كائن من كان في سبر تلك الأغوار .. والإجابة عن ذلك اللغز .. ما هو الوعي .. وهذا ليس كلامي .. بل ما يقرره أعتى مختصي العلوم العصبية .. فالأمر يتجاوز حدود "القدرة" البشرية على الفهم والاستنباط .. يتجاوزها إلى حدود نائية جداً .. لماذا ؟..
لأن "تعقيد" الدماغ .. (ذلك التعقيد الذي يجعلك واعٍ) .. أبعد من أن "يفسّر" في حدود التركيب والوظيفة لكرة من التلافيف الدبقة اللزجة موجودة داخل الجمجمة ..
إنه "بحرٌ " من الأسرار .. يقف البشر على شاطئه .. وجل ما يحصلون عليه .. شئٌ من الرذاذ .. لا يُنبئ عما تكتنفه أغوار ذلك البحر الهائج ..
سبحان عالم الأسرار .. سبحانه كما ينبغي لجلاله .. وعظمته .. وقدرته ..
في أمان العظيم
نــواف