مشاهدة النسخة كاملة : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل


صمت القمر
04-19-2015, 12:34 AM
من الآيات المفتاحية في القرآن الكريم ما جاء في آخر سورة الكهف، وهي قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} (الكهف:110)، هذه الآية الكريمة بينت أن ثواب الله عز وجل لا يُنال إلا بالعمل وَفْق ما شرعه الله سبحانه، والإخلاص له تعالى. ونفصل القول في هذه الآية فيما يلي:

رُوي في سبب نزول هذه الآية أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله! إني أحب الجهاد في سبيل الله، وأحب أن يُرى موطني، ويُرى مكاني، فأنزل الله عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}. رواه الحاكم والطبراني ، وفي رواية : (وإني أعمل العمل، وأتصدق، وأحب أن يراه الناس).

وقد وردت أحاديث وآثار توضح المراد من هذه الآية، من ذلك:

روى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنبيت عنده، تكون له الحاجة، أو يطرقه أمر من الليل، فيبعثنا. فكثر المحتسبون وأهل النوب، فكنا نتحدث، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما هذه النجوى؟ ألم أنهكم عن النجوى)، فقلنا: تبنا إلى الله، أي نبي الله، إنما كنا في ذكر المسيح، وفَرِقنا منه -أي: خفنا-، فقال: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟)، قلنا: بلى. قال: (الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي لمكان الرجل).

وروى أحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه، أنه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: شيء سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، فذكرته، فأبكاني، سمعت رسول الله يقول: (أتخوف على أمتي الشرك، والشهوة الخفية). قلت: يا رسول الله! أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: (نعم، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً، ولا حجراً ولا وثناً، ولكن يراؤون بأعمالهم، والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائماً، فتعرض له شهوة من شهواته، فيترك صومه).

وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه عن ربه عز وجل، أنه قال: (أنا خير الشركاء، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك).

وروى أحمد عن محمود بن لبيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر). قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟! قال: (الرياء، يقول الله يوم القيامة، إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

وروى الطبري بسنده، قال: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت، فسأله فقال: أنبئني عما أسألك عنه، أرأيت رجلاً يصلي يبتغي وجه الله، ويحب أن يُحمد، ويصوم ويبتغي وجه الله، ويحب أن يُحمد، فقال عبادة: ليس له شيء، إن الله عز وجل يقول: أنا خير شريك، فمن كان له معي شريك، فهو له كله، لا حاجة لي فيه.

وروى أحمد عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة، ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً، فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك).

وروى أحمد أيضاً عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمَّع سمَّع الله به، ومن راءى راءى الله به).

وروى البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله يوم القيامة: أنا خير شريك، من أشرك بي أحداً، فهو له كله).

وروى البزار أيضاً عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل، يوم القيامة في صحف مختومة، فيقول الله: ألقوا هذا، واقبلوا هذا، فتقول الملائكة: يا رب، والله ما رأينا منه إلا خيراً. فيقول: إن عمله كان لغير وجهي، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي).

وروى أبو يعلى عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحسن الصلاة حيث يراه الناس، وأساءها حيث يخلو، فتلك استهانة استهان بها ربه، عز وجل). حسَّنه الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية".

هذه الأحاديث تبين أن أمر الرياء خطير؛ إذ إنه مناقض لحقيقة الإيمان، ومباين له غاية التباين، ومن ثم جاء التحذير منه، والوعيد لفاعله.

والآية الكريمة تفيد -كما ألمحنا بداية- إلى أن ثواب الله والفوز برضوانه لا يحصل إلا إذا توافر في عمل العبد شرطان رئيسان:

الأول: أن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى، وليس فيه شيء لأحد، وهذا ما دلَّ عليه قوله سبحانه: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}، أي: ولا يجعل لهي شريكاً في عبادته إياه، وإنما يكون جاعلاً له شريكاً بعبادته، إذا راءى بعمله الذي ظاهره أنه لله، وهو مريد به غيره. روي عن سعيد بن جبير، قال: لا يشرك: لا يرائي بعبادة ربه أحداً. قال الماوردي: جميع أهل التأويل على أن معنى قوله تعالى: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} إنه لا يرائي بعمله أحداً.

الثاني: أن يكون العمل موافقاً لما جاء به الشرع، وهذا ما دلَّ قوله عز وجل: {فليعمل عملا صالحا}، قال السعدي: وهو الموافق لشرع الله، من واجب ومستحب. وقال الرازي: أي: من حصل له رجاء لقاء الله، فليشتغل بالعمل الصالح، ولما كان العمل الصالح قد يؤتي به لله، وقد يؤتى به للرياء والسمعة لا جرم اعتبر فيه قيدان: أن يؤتى به لله. وأن يكون مبرأ عن جهات الشرك.

فهذان الشرطان هما قِوام العمل الصالح، ولا يوصف العمل بـ (الصلاح) إلا بتوافرهما، فإذا ما جمع العبد في عمله بين الإخلاص والمتابعة، نال ثواب الله، وفاز برضونه، وأما من عدا ذلك، فإنه خاسر في دنياه وأخراه، وقد فاته القرب من مولاه، ونيل رضاه.

أخيراً نذكر بخصوص هذه الآية أمرين اثنين:

الأول: روى الطبراني عن عمرو بن قيس الكوفي، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان، يقول: هذه آخر آية أنزلت. قال الهيثمي: رجاله ثقات. وقد عقَّب ابن كثير على هذا الأثر بقوله: هذا أثر مشكل، فإن هذه الآية هي آخر سورة الكهف، والسورة كلها مكية، ولعل معاوية أراد أنه لم ينـزل بعدها ما تنسخها، ولا يغير حكمها، بل هي مثبتة محكمة، فاشتبه ذلك على بعض الرواة، فروى بالمعنى على ما فهمه.

الثاني: روى الدارمي عن الأوزاعي عن عبدة عن زر بن حبيش رضي الله عنه، قال: (من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقوم من الليل، قامها). قال عبدة -أحد رواة الأثر- فجربناه، فوجدناه كذلك.

اسلام ويب

فزولهآ
04-19-2015, 12:43 AM
طرح يعتلي قمم الجمآل
وآبدآع وتميز هو متصفحك
طرحت فأبدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92150.gif

عـــودالليل
04-19-2015, 02:11 AM
جذبني
هذا الطرح على التواجد هنا

وطبع تواجدي البسيط
على هذا المتصفح العذب المليئ بالجمال

كنت هنا وسأكون بإذن الله




http://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gifhttp://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gif



احترامي

محمد الحريري




http://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gifhttp://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gif

عازفة القيثار
04-19-2015, 02:42 AM
جزاك الله خير الْجزاء
وشكرا لَطـــرحك الْهادف وإختيارِك الْقَيِم
رِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك
لك أرق التحيـآآ

هدوء
04-19-2015, 04:49 AM
سلُمت عَ الجلبْ
لِ رُوحك يشَمرُ الَ فرح عنْ أكمَامِه
إنِحناءةْ حَرفْ

:

:
..

الغنــــــد
04-19-2015, 08:18 AM
الله يجزاااك الجنه ووالديك

طهر الغيم
04-19-2015, 10:05 AM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

http://www.design-warez.ru/uploads/posts/2009-09/1252935855_765718n62xldrmj1.gif

جنــــون
04-19-2015, 10:07 AM
طرح رائع
سلمت اناملك
ويعطيك العافيهه

متمرده
04-20-2015, 10:54 AM
موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الإختيار

دمت لنا ودام تألقك الدائم

تعبت أسافر
04-20-2015, 03:30 PM
احسنت الطرح

حفظك الله ورعاك

ننتظر المزيد من الجديد المفيد

دمت بحفظ الله

مجنون قصايد
04-21-2015, 12:27 AM
عافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

وطن
04-21-2015, 01:24 AM
الله يجزاك خير

شموخ
04-21-2015, 01:25 AM
جزاك الله خير الجزاء واغدق عليك من فضله ورزق جنة الفردوس
اثابك الله عليها ل روحك سعاده دائمه

ديمه
04-21-2015, 01:58 AM
طَرحْ رآئع
رَبِي يِعْطِيكْ ـاَلعَافْيَةْ
سَلمت وَ سلمتْ يمْنَاكْ ..
لْرَوعَة طَرحُكْ العُطْر
,’
لِرُوحكْ الوَردْ..؛’
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/divider19/WebPageContent/2464113lykon44f8o.gif

مْلكَة زمْانــْے
04-21-2015, 03:57 AM
ما شاءالله وكفى
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف
وإختيارك القيّـــــــــم
أسأل الله لك كثرة الهبات
وتحقيق الأمنيات ودخول الجنات
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخـــرة وأجــــــزل لك العطـــاء
لك تقديري وخإأإأإالص دعاآآآآآآئي
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif
حروف الثناء والشكربكتبها لك قلم :
رِوْحَ الآنوٍثـِـِہ
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif

http://www.gsaidlil.com/vb/images/like_share/share.gif (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=74271&page=3#)

صمت القمر
04-23-2015, 01:28 AM
حياكم الرحمن
شاكره لكم مروركم الجميل
تقديري لكم

شموخي بعثرهم
04-23-2015, 04:36 PM
جزاك الله خير الْجزاء
وشكرا لَطـــرحك الْهادف وإختيارِك الْقَيِم
رِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك
لك أرق التحيـآآ
http://www.noor-alyaqeen.com/vb/imgcache/5186.imgcache.gif

رووح لايمسها عابر
04-24-2015, 03:13 PM
جَملْ الله قَلبكْ بِنوٌرْ الَإيمَآنْ..وُمتعكْ بِروٌعةُ الجِنَآنْ
وُكتبَ لَك الَأجرْ وٌالثوُآبْ
لَكِ جَزيِلْ الشُكرْ وٌخَآلصْ الدُعَآءْ بِ التوُفيِقْ
وُجعلكِ الله كَمَآ تُحبِْ وٌترضَىَ وٌكُتِبَ لَك الرِضىَ
[ حَمَآك ِربيِ:~
http://4.bp.blogspot.com/-zHKlWm0P97g/UTT_w8jyplI/AAAAAAAAH5Q/rFndJGrYTMo/s320/etoi15%D9%82.gif

صمت القمر
04-27-2015, 04:16 AM
حياكم الرحمن
شاكره لكم مروركم الجميل
تقديري لكم

نبض القصيد
04-28-2015, 11:52 AM
جعله الله في ميزآن حسنـآإتك ..
عسـآإآك على القوة وربي يعطيك الع ـآإآفية
ولاحرمك الله الأجر والمثوبه
ووفقك الله دنيـآإ وـآإآخره ..
ربي يرزقك الجنة و راحه البال للأبد

سلطان الغرام
04-28-2015, 09:11 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنور الايمان
أحترآمي لــ/سموك

شموخي بعثرهم
04-28-2015, 09:15 PM
جزاك آلِلِه خيًرٍ آلِجزآء وَنفعّ بگْ،،
عّلِى آلِطرٍح آلِقيًم وَجعّلِه فيً ميًزآن حسّنآتِگْ
وَألِبسّگْ لِبآسّ آلِتِقوَى وَآلِغفرٍآن
http://up.1sw1r.com/upfiles2/sa959571.png

نسمات اشتياق
04-28-2015, 09:53 PM
جعله الله في ميزآن حسنـآإتك ..
عسـآإآك على القوة وربي يعطيك الع ـآإآفية
ولاحرمك الله الأجر والمثوبه
ووفقك الله دنيـآإ وـآإآخره ..
ربي يرزقك الجنة و راحه البال للأبد

صمت القمر
04-28-2015, 10:21 PM
حياكم الرحمن
شاكره لكم مروركم الجميل
تقديري لكم