جنــــون
04-05-2015, 09:06 PM
الحمد لله ربِّ العالمين، نزَّل القرآن، خلَق الإنسان، علَّمه البيان، اصطفى من عباده حمَلةَ القرآن، قال في محكم البيان: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [فاطر: 32].
وصلى الله على سيد ولد عدنان؛ محمد بن عبدالله، القائل في الصحيح: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه))، اللهم صلِّ على هذا النبي الأمِّي الهاشمي القرشي، وعلى آله شموس العُلَى، وأصحابه والتابعين ومَن تلا، الذين حفظوا القرآن ونقَلوه إلينا متواترًا، ومَن تبعهم بإحسان من جميع الورى.
أما بعد:
فإن الإنسان لا يَشرُف إلا بما يَعرِف، ولا يَفضُل إلا بما يَعقِل، ولا يَنجُب إلا بما يصحَب، وخيرُ صاحبٍ في هذا الزمان مقرئُ القرآن الذي تتلقَّى عنه كلامَ الله تعالى مُشافَهة، فإذا تعلَّمت منه آية من كتاب الله تعالى كانت لك خيرًا من ناقةٍ زهراءَ كوماء، وآيتان خيرٌ لك من ناقتين، وثلاثٌ خير من ثلاث، ومِن أعدادهن من الإبل.
والمعروف أن القرآن لا يؤخَذ إلا بالتلقي؛ فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "القراءة سُنَّة متَّبَعة يأخذها الآخِرُ عن الأول"، وقال العلماء: صفةُ التلاوة منزَّلةٌ من عند الله تعالى؛ لقول عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرَؤوا كما عُلِّمتم".
واعلم أخي صاحبَ القرآن أنَّ من يقرأ القرآن باجتهادٍ دون الرجوع إلى العلماء، فيلحَن فيه لحنًا جليًّا أو خفيًّا فهو آثم، حتَّى يتلقَّاه عن أفواه القراء، وله أجرانِ ما دام يَقرأ متعلمًا ويتتَعتعُ فيه، فإذا تعلَّم وأتقن التلاوة كان مع السَّفَرة الكرام البررة.
ومن أجل ذلك قام شيخُنا الفاضل، فضيلة الشيخ/ توفيق بن إبراهيم ضمرة - حفظه الله - بإعداد رسالةٍ صغيرة، وضمَّنَها أبرز الكلمات التي يَحتاج طالبُ العلم إلى معرفة وجوه التِّلاوة فيها، وطرق الوقف عليها والابتداء بها، ولكنه - حفظه الله - قصَرَ ما ذكَره في هذه الرسالة الصغيرة على رواية حفصٍ من طريق الشاطبيَّة، وقد أجازني بهذه الرسالة أخي الفاضل: صاحب البِدَر؛ أبو خبَّاب الدرعمي - حفظه الله - عن المؤلف.
ثم إنه بدا لي أن أضيف إلى هذه الرسالة بعضَ الكلمات التي لم يذكُرها المؤلف - حفظه الله - مما لاحظتُه من قراءةِ الطلاب عليَّ، كما بدا لي أن أضيف موجزًا لكلمات الخلاف عند حفص بين طرقه الثمانية والخمسين، مبينًا طريقي الفيل وزرعان من كتاب الروضة لابن المعدَّل؛ ليجتمع بذلك الأمرُ لمن يقرأ بتوسُّط المنفصل، ولمن يقرأ بقَصر المنفصل.
ثم عَنَّ لي أن أضيف أيضًا كلمةً عن اللحن، وبعض النماذج من اللحون التي تقع في بعض الأحكام، ثم رحلة القرآن من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قرَّاء هذا الزمان.
واللهَ أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع بي وبه الإسلامَ والمسلمين؛ إنه جوَاد كريم.
وصلى الله على سيد ولد عدنان؛ محمد بن عبدالله، القائل في الصحيح: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه))، اللهم صلِّ على هذا النبي الأمِّي الهاشمي القرشي، وعلى آله شموس العُلَى، وأصحابه والتابعين ومَن تلا، الذين حفظوا القرآن ونقَلوه إلينا متواترًا، ومَن تبعهم بإحسان من جميع الورى.
أما بعد:
فإن الإنسان لا يَشرُف إلا بما يَعرِف، ولا يَفضُل إلا بما يَعقِل، ولا يَنجُب إلا بما يصحَب، وخيرُ صاحبٍ في هذا الزمان مقرئُ القرآن الذي تتلقَّى عنه كلامَ الله تعالى مُشافَهة، فإذا تعلَّمت منه آية من كتاب الله تعالى كانت لك خيرًا من ناقةٍ زهراءَ كوماء، وآيتان خيرٌ لك من ناقتين، وثلاثٌ خير من ثلاث، ومِن أعدادهن من الإبل.
والمعروف أن القرآن لا يؤخَذ إلا بالتلقي؛ فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "القراءة سُنَّة متَّبَعة يأخذها الآخِرُ عن الأول"، وقال العلماء: صفةُ التلاوة منزَّلةٌ من عند الله تعالى؛ لقول عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرَؤوا كما عُلِّمتم".
واعلم أخي صاحبَ القرآن أنَّ من يقرأ القرآن باجتهادٍ دون الرجوع إلى العلماء، فيلحَن فيه لحنًا جليًّا أو خفيًّا فهو آثم، حتَّى يتلقَّاه عن أفواه القراء، وله أجرانِ ما دام يَقرأ متعلمًا ويتتَعتعُ فيه، فإذا تعلَّم وأتقن التلاوة كان مع السَّفَرة الكرام البررة.
ومن أجل ذلك قام شيخُنا الفاضل، فضيلة الشيخ/ توفيق بن إبراهيم ضمرة - حفظه الله - بإعداد رسالةٍ صغيرة، وضمَّنَها أبرز الكلمات التي يَحتاج طالبُ العلم إلى معرفة وجوه التِّلاوة فيها، وطرق الوقف عليها والابتداء بها، ولكنه - حفظه الله - قصَرَ ما ذكَره في هذه الرسالة الصغيرة على رواية حفصٍ من طريق الشاطبيَّة، وقد أجازني بهذه الرسالة أخي الفاضل: صاحب البِدَر؛ أبو خبَّاب الدرعمي - حفظه الله - عن المؤلف.
ثم إنه بدا لي أن أضيف إلى هذه الرسالة بعضَ الكلمات التي لم يذكُرها المؤلف - حفظه الله - مما لاحظتُه من قراءةِ الطلاب عليَّ، كما بدا لي أن أضيف موجزًا لكلمات الخلاف عند حفص بين طرقه الثمانية والخمسين، مبينًا طريقي الفيل وزرعان من كتاب الروضة لابن المعدَّل؛ ليجتمع بذلك الأمرُ لمن يقرأ بتوسُّط المنفصل، ولمن يقرأ بقَصر المنفصل.
ثم عَنَّ لي أن أضيف أيضًا كلمةً عن اللحن، وبعض النماذج من اللحون التي تقع في بعض الأحكام، ثم رحلة القرآن من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قرَّاء هذا الزمان.
واللهَ أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع بي وبه الإسلامَ والمسلمين؛ إنه جوَاد كريم.