مشاهدة النسخة كاملة : مجهولون في الأرض معروفون في السماء!


فزولهآ
04-01-2015, 08:29 AM
http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/14/04/14/M3N4NET-107685-1.jpg

مجهولون في الأرض معروفون في السماء







هم البعيدون عن الأضواء، المكتفون بأضواء قلوبهم، الواثقون من خطاهم كذاك الطائر في طريقه من أعالى الجبال ليصطاد سمكة تلامس سطح المحيط، لا يضيره اتجاه الرياح.

إنهم دائما يعيشون حولنا، وكأنهم في كوكب، قد لا يرتئيه البعض كوكبًا حسنًا للعيش فيه، ربما لنقص مقومات الترف، أو قلة الراحة، أو قله المال بين أيديهم، إلا إنه بالرغم من ذلك فكوكبهم يحوي أسرارًا لا يعلمها إلا قاطنوه، فالأحلام عليه بسيطة، والآمال صالحات، والأرض مساجد، والهوية طهارة ونقاء، أنهاره دموع من خشية الله، العمل فيه مهمة مقدسة، الاستغفار أنشودته، والتسبيح تمتماته، والرضا أسمي معاني الفرحة على أرضه.

عادة فالشخص المجهول، قليل الأتباع، فقير المتاع، اسمه لا يثير المسامع إذ نُطق، ولا يُسمع إذا تكلم، تتكتل على ظهره هموم الوحدة، ومآسى التفرد، وصعوبة معاناة الحياة، يعاني الحزن المزمن، والقلق الدائم .. هكذا تفسيرنا بمنطقنا وواقع عالمنا.

إلا أن هناك من لا يرى بذلك المنظور الدنيوي، فهو مجهول، لكنه كعابر سبيل، لا يأبه إن كان معروفًا أو مجهولاً، مشهورًا أو مغمورًا، لا يكمن فرحه في ذكر اسمه بين أهل الأرض..بل غايته ورجاؤه أن يُذكر في السماء.

إنه ذاك التقي الذي يعيش في الدنيا بجسده، بينما روحه معلقه بالآخرة، يرى فيها حياته ومماته وخلوده، يري الحلم في أسمى معانيه حينما يكون بعيدًا عن أنظار الناس.

هو من غرس سكينه في قلب الرياء، ومزق رداء الكبر بيدين خشنتين من العمل، وسقى نبتة الإخلاص على عينه بدموع الخشية من الله، والرغبة في الجنة، والصمود في وجه رياح الفتن العواتي في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر.

لو ماج الناس وغووا، ما أثر ذلك في عزيمته بشيء، ولو انغلقت أمام الناس الأبواب بنى بنفسه بيتًا خاصًا بأبواب عديدة، بل حتى لو انشغل الناس أجمعون، لم يشعر بالوحدة ولا تفرد الطريق، إذ كان مستأنسًا بالله، ولو غربت كل الشموس لظل حيًا في نورانية بصيرة بيضاء.

إنَّ الغربة الصالحة في الدنيا لهي من سمات أصحاب القلوب الربانية، وهكذا هم الربانيون، قلة في مجتمع يموج بالفتن، عَنْ أبِي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"[1].

أتحدث هنا عن أناس غلبت قلوبهم شهوات أنفسهم، وتوطنت بداخلهم لذة العبودية، واستبدلت لذة المعصية، فكانوا جند الله في الأرض، مصلحين مستغفرين، ليس عليهم سيماء سوى أثر الباقيات الصالحات، مجهولون في الأرض لا يأبه لهم الناس، فلكأنهم في شفافيتهم ونقائهم سكان السماء، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

إن استصغار الدنيا في العيون وفي القلوب، وتقليل آثارها من الرغبة في مباهجها، لهو ذخر من النعم قد وهبها الله للقليلين المجهولين، نعمة قد لا يحسدهم عليها أحد بل يشفقون عليهم، بينما هم من يشفقون على الناس حيرتهم وجشعهم الذي يأكل نفوسهم كما يأكل السوس.

الحرية الحقة التي يملأ الشعور بها جنباتهم، لطالما رآها الناس سجنًا، بينما هي الحرية في أسمى معانيها، حرية العبودية للخالق عز وجل، لا قيود مزورة تأسره، ولا زخارف تقيده، ولا منالات تختطف أمله، فقط ما يرضي ربه سبحانه.

ولا غرو، فالإيمان الساكن في القلوب لا يفصله عنها تقلبات الحياة، وما يزيد من ارتباطه بالقلب هو ترك كل يُشغل عن الله، كذلك سمات القلوب الراقية المشرئبة إلى المنازل السامية والجنات العالية، من يتقنون فن إشباع القلب بالإيمان، ويبدعون في أعمالهم غيظًا للشيطان، بينما هم سائرون خطوة بخطوة على سبيل قائدهم عليه الصلاة والسلام.

إنَّ تغير الأسماء والمسميات لهي من سمات آخر الزمان، حتى تبدلت المعاني، واصطبغت الأشياء بعكس ألوانها، فبدا الصالح منغلقًا، والعابد منطويًا، والمتفكر واهمًا، بل بدت الذنوب في ثياب التحضر والحرية، والمعاصي في ثياب المواعظ!

فماذا ننتظر من أيام بدلت كل شيء، وزيف فيها كل حق، وحرّفت في قاموسها كل معان الحياة الربانية الخالصة، واستبدلت أحرفها بزخرف القول المختبئ وراءه حالك العتمة، والوجوه الزائفة ؟!

الارتباط بالناس والانخراط في المجتمع وعرك الحياة، ومكابدة المشاق طبيعة الحياة، ولا حياة بغير اجتماع الناس والتآلف معهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، بل لا حياة للمصلحين إلا بين الناس، يصلحون أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم وأمتهم.

فحياة المؤمن فيها التفاعل والاجتماع والتعاون، لإقامة الخير، قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:2]؛ وقال: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين}[التوبة:119]، وقال صلى الله عليه وسلم: "المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"[2]، فالوضع الطبيعي أن يكون المسلم اجتماعيًا مخالطًا لا منعزلاً.

ولكن هذا لا يعني أن يجعل كل وقته مع الناس، بل لا بد للمؤمن أن يجعل في كل يوم وقتاً يختلي فيه بربه، قال - صلى الله عليه وسلم - ذاكراً من السبعة الذين يظلهم الله في ظله: « ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" متفق عليه

بل كان صلى الله عليه وسلم يحب التفرد في أحيان، ويعتزل مخالطتهم في أحيان أخرى، لا يحتاج من الدنيا إلا إلى سماء يناجي بها، وأرض يسجد عليها.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏"‏سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ فِيهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ"‏‏[3].

وجاء في حديث أبِي سعيد الخدرِي رضى الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏"‏يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ"‏‏[4].

‏يقول التابعي وهب بن منبه لمن سأله عن اعتزال الناس: "لا بد لك من الناس وللناس منك؛ لك إليهم حوائج، ولهم إليك حوائج ، ولكن كن فيهم أصم سميعا أعمى بصيرا سكوتا نطوقا، إني وجدت في حكمة آل داوود: حق على العالم أن لا يشغل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحسب فيها نفسه ، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يصدقونه عيوبه وينصحونه في نفسه ، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذاتها مما يحل ويجمل. فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات ، واستجمام للقلوب، وفضل، وبلغة، وعلى العاقل أن يكون عارفا بزمانه، ممسكا بلسانه ، مقبلا على شأنه"

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"[5].

غرباء إذن هم المجهولون فليست الدنيا هي موطنهم، ولا يأبهون إن كان لهم نصيب منها ام لم يكن، لا يطمعون في مال أو جاه، لا يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، غناهم في قلوبهم، يكتفون بالرضا، والقليل من الزاد، إلا إن زادهم الحقيقي هو ذكر الله، وموطنهم الأصلي هو السماء!

الغنــــــد
04-01-2015, 09:06 AM
يعطيك عاااافيه على الطرح المفيد
جعلهالله فى ميزان حسناتك

جنــــون
04-01-2015, 09:43 AM
جزاك الله خير حبيبتي

عسولة القصبيه
04-01-2015, 02:07 PM
**
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك

طهر الغيم
04-01-2015, 06:23 PM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

http://www.design-warez.ru/uploads/posts/2009-09/1252935855_765718n62xldrmj1.gif

رووح لايمسها عابر
04-01-2015, 06:49 PM
http://www.mo3alem.com/vb/imgcache/8424.imgcache.gif
شكرا لك على الطرح الرآإئــع ..~
يعطيك العافيه يارب
بصمه مميزه .http://www.dreamlost88.com/vb/images/smilies/22.gif
لاعدمنا طرحك الرآئع
تحيه لك من القلب معطره..~
ولك جزيل الشكر
على هذا التميز والأبدآع..
http://www.mo3alem.com/vb/imgcache/8424.imgcache.gif

فزولهآ
04-02-2015, 12:07 AM
نورتي انثى

فزولهآ
04-02-2015, 12:07 AM
نورتي جنون

فزولهآ
04-02-2015, 12:07 AM
نورتي عسوله

فزولهآ
04-02-2015, 12:07 AM
نورتي ار تواء

فزولهآ
04-02-2015, 12:07 AM
نورتي قيثاره

مجنون قصايد
04-02-2015, 12:14 AM
عافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

نظرة الحب
04-02-2015, 12:17 AM
طرح رائع قلبي

وربي مايحرمنا من تواجدك وجديدك الراقي

عـــودالليل
04-02-2015, 02:52 AM
قيمه جدا راقيه في هذا الطرح
وهذا ان دل فإنما يدل
على ذائقة عالية المستوى
للأمانة

موضوع
يستحق المتابعه والتمعن فيه جيدآ
لكونه
يحمل كل مزايا الابداع والفائده والتألق
ويجلب القرآء سواء من داخل الموقع اوخارجه
وهذا مانبحث عنه
من جوهر فريد يعم الفائدة

استمتعت من خلال مروري وقرائتي له
اتمنى المزيد من العطاء والتألق
فذلك يسعدني ويسعد الجميع
من متابعيك


الف شكر لك

اخوك
محمدالحريري
http://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gifhttp://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gif

مْلكَة زمْانــْے
04-02-2015, 03:04 AM
ما شاءالله وكفى
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف
وإختيارك القيّـــــــــم
أسأل الله لك كثرة الهبات
وتحقيق الأمنيات ودخول الجنات
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخـــرة وأجــــــزل لك العطـــاء
لك تقديري وخإأإأإالص دعاآآآآآآئي
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif
حروف الثناء والشكربكتبها لك قلم :
رِوْحَ الآنوٍثـِـِہ
http://dc14.arabsh.com/i/02832/vr5mqgre5xjm.gif

فزولهآ
04-02-2015, 08:50 AM
نورتي روح

فزولهآ
04-02-2015, 08:51 AM
نورتي وصوف

فزولهآ
04-02-2015, 08:51 AM
نورت عود

فزولهآ
04-02-2015, 08:51 AM
نورت مجنون

♚Queen
04-02-2015, 09:07 PM
_

ذائقه جميله ي نقآء واختيار أروع ,
دمتِ سالم ,

عازفة القيثار
04-02-2015, 09:15 PM
جزاك الله خير الْجزاء
وشكرا لَطـــرحك الْهادف وإختيارِك الْقَيِم
رِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك
لك أرق التحيـآآ

فزولهآ
04-04-2015, 02:55 PM
نورتي كوين

فزولهآ
04-04-2015, 02:55 PM
نورتي عازفه

الشقي
04-04-2015, 07:44 PM
../

جَزآكــ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
جَعَلَ يومَكــ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــ
دَآمَ لَنآ عَطآئُكــ ..
دُمْت بــِ طآعَة الله ..~..

’’؛،
http://dc14.arabsh.com/i/02832/xkkityl87v71.gif (http://arabsh.com/xkkityl87v71.html)

هدوء
04-04-2015, 08:45 PM
،’

للطرح معَك معنى آخرَ :
فآختيآرَك لآيعرف سِوآ آلروعةَ وآلنقآء
دمت بعطَآء

فزولهآ
04-05-2015, 07:33 AM
نورت شموخ

فزولهآ
04-05-2015, 07:33 AM
نورتي هدوء