إرتواء نبض
02-05-2015, 05:20 PM
للحرف التقليدية اللبنانية ميزتان متكاملتان على تعارضهما- التقنيات الفريدة القديمة التي تعود إلى العصر الفينيقي والنظرة اللبنانية في التصميم ممّا جعل هذه المنتوجات جديدة ومبدعة على مر ّالعصور.
يفخر لبنان الآن بمزيج خاصّ من الحرف التقليدية المصنوعة يدويّاً، بما فيها الصواني النحاسية المطروقة والمزيّنة بالزخرفة العربية، والسكاكين ذات القبضات المصنوعة من قرون الحيوانات، والعلب الخشبية والمفروشات المحفورة، والحلي، وألواح صابون زيت الزيتون، والفخّار، والمصنوعات النحاسية، والأقمشة، والبياضات، غيرها من المنتجات.
تشتهر مناطق لبنانية مختلفة بمساهمتها الفريدة في الحرف والفنون التراثية التقليدية وحفظها لها.
لذا، لا تنسَ الإستفسار عن الإختصاص المحلّي عندما تتنقل بين المناطق. في بيروت، تستطيع أن تجد منتوجات حرفية تقليدية من كلّ أرجاء البلاد في متاجر الحرف التراثية أو الأرتيزانا الخاصة، مثل أرتيزانا لبنان (في شارع كليمنصو قرب سنتر الجفينور) وفي المتجر الذي تحتضنه وزارة السياحة،
"لا ميزون دو لارتيزان" أو بيت الحرفي (في الطرف الشرقي من الكورنيش في عين المريسة).
لا تنسّ أيضاً أن تكتشف أسواق صور وطرابلس، واسأل عن المتاجر الحرفية المختصة أينما أخذتك جولتك في لبنان.
صناعة الصابون
يكتسب الصابون المصنوع من زيتِ الزيتون، صابون لبنان التقليدي، شعبية عالمية بفضل نقاوته وميزاته الترطيبية الطبيعية.
إذ كان يصنع تقليدياً من الزيت الخاص الذي تعصره كلّ عائلة من أشجار الزيتون التي تملكها، ينقش إسم العائلة على ألواح الصابون بالعربية أو غيره من الرموز، دلالة على نوعية الزيت المستخدم، ومهارة صانع الصابون، أو وصفته السرية.
من بين المناطق اللبنانية التي تشتهر بصناعة صابون زيت الزيتون نذكر الكورة، وحاصبيا، وصيدا، والشوف. إنّما يمكن شراء ألواح صابون زيت الزيتون من المتاجر الصغيرة أو الأسواق الموجودة في أرجاء البلاد.
وبحسب التراث اللبناني، يشفي صابون زيت الزيتون غير داء، بدءاً بتساقط الشعر، مروراً بالقشرة، ووصولاً إلى الإكزيما (حساسية جلدية).
ويصنع صابون خاص في طرابلس، تمزج فيه تقليدياً أنواع مختلفة من الزيوت النباتية، بواسطة تقنيات مستوحاة من تقليد شرق أوسطي شمالي في صناعة الصابون.
كما تشتهر معامل إنتاج الصابون الطرابلسية بالزيوت الخاصة للتدليك والمنتجعات الصحية التي استخدمتها الحمامات التركية.
ألأملاح البحريّة
يُعدّ استخراج الملح من البحر الأبيض المتوسط من التقاليد القديمة في غير مدينة لبنانية ساحلية.
ومن بينها، لا أشهر من قرية أنفة اللبنانية الشمالية، الموقع التاريخي والحالي لإنتاج الملح.
وينتج أهمّ وأجود نوع من الملح، فلور دو سيل، موسميّاً - وهو منتج نادر بكميّة محدودة ينصح باستعماله في الطبخ.
يستخدم الملح البحري اللبناني في الحمامات لفوائده على البشرة والجسد.
وغالباً ما تعطّر الأملاح بالزيوت الخاصة لاستخدامها في علاجات المنتجعات الصحية أو الأكياس المعطّرة التي توضع بين الثياب وفي الخزائن.
ألفخّار والخزفْ
يتعذر تحديد تاريخ ظهور صناعة الخزف بدقّة, فمنذ أن اكتشف الإنسان خصائص الطين و أدرك أنّ بامكانه أن يقولبه بيده ويجعله صلباً على النار، بدأت صناعة الخزف وإن بشكلٍ بدائي. إنّ لبنان غنيّ بهذه المادّة وما على الفاخوري إلاّ أن يتعرّف عليها ويستعملها، سمراء كانت أو صفراوية أو مائلة إلى الرمادي، في الساحل أو في الجبل.
المحطّة الأولى في لبنان هي قرية آصيا. تتميّز هذه القرية، التي تبعد 30 كلم عن جبيل، بفخّار بدائي.
إنّ فخّار آصيا حرفة تقتصر على النساء و صناعته يدوية محضة.
تتولّى النساء الحرفيات تحضير مختلف الصفائح-القعر و الجوانب الداخلية- اللازمة لتكوين الوعاء ثمّ تثبيتها بضغط الطين بالأصابع من أسفل إلى أعلى.
أمّا تحديد الشكل، فيتمّ من خلال التربيت على الطين بواسطة مطرقة من الداخل و الخارج.
تعمل النساء الحرفيات في فصل الصيف فقط و تتجمعن أمام عتبة أحد البيوت لابتكار أواني الحساء و الأطباق و الصحون البنية اللون المشهورة بمتانتها ونقاوة أشكالها.
تشهد قرية بيت شبات، الواقعة على بعد 20 كلم من بيروت، استمراراً خجولاً لحرفةٍ عرفت ازدهاراً طويلاً فيما مضى إذ لا تزال عائلة من الحرفيين تصنع جراراً بارتفاع متر كانت تستخدم قديماً لحفظ الزيت و الزيتون و الخلّ و العرق و القورما و تساعد فلاّحينا على قضاء فصل الشتاء.
في الجنوب و على مسافة70 كلم من صيدا، تقع راشيا الفخّار التي نجد فيها ال"دواق" و هي عبارة عن أباريق من الفخّار تحمل رسوماً هندسية درج اقتناؤها في المنازل لتبريد المياه.
ألزجاج المنفوخ
تعود حرفة نفخ الزجاج لصناعة أباريق تقديم الشراب، وأباريق المياه والكؤوس الملوّنة إلى العصر الفينيقي، وقد عثر على بعضها من بين آثارات المدن الساحلية وهي معروضة في المتحف الوطني.
ويقال أنّ مهارة نافخي الزجاج الفينيقيين ضاهت ونافست مهارة الحرفيين البندقيين.
إحدى أشهر القرى بهذه الحرفة هي الصرفند، حيث يصنع الزجاج المنفوخ من مواد مكرّرة، ويتوفّر بالأزرق، والأخضر، والبني، والألوان الشفافة.
وفي يومنا هذا، يمكن الحصول على ألوان جديدة عبر مزج التقنيتين التقليدية والحديثة، كما يمكن صقل الشكل والحجم حسب التصميم المراد تنفيذه.
لوازم المائدة
إنّ الصواني النحاسية المطروقة من الأساسيات في لبنان، إذ تصادفها في كلّ الأماكن بدءاً بالأسواق القديمة ومروراً بالمقاهي العصرية ووصولاً إلى أرقى المجالس في أفضل المنازل. وترمز هذه الصواني، إلى جانب القهوة، أو الشاي أو الحلويات التي تقدّم عليها، إلى ثقافة الإسترخاء اللبنانية مع ما يصاحبها من فنّ معقّد للترفيه.
ويقوم النحّاس بطرق صوانٍ نحاسية حمراء وصفراء بأحجام وأشكال مختلفة وزخرفة أطرافها برسوم عربية.
وتشتهر لوازم المائدة من النحاس الأحمر والفضة التي تصنع في قرية القلمون بطرازها الشرقي، وزينتها التي تطرق يدوياً.
أمّا أهمّ لوازم المائدة كالسكاكين فتصنع في قرية جزين الجنوبية. وتطعّم السكاكين الجزينية المميزة بقبضاتها المصنوعة من العظم بقطع من الذهب، والفضة، وغيرها من المعادن الثمينة.
تأخذ أحياناً القبضات شكل طاووس أو طائر وتطلى بألوان زاهية.
وتحظى هذه السكاكين بسمعة طيبة إلى درجة أنّها قدمت هدية إلى أهمّ الشخصيّات العالمية وهو تقليد بدأ في القرن الثامن عشر مع أوّل هدية من السكاكين الجزينية التي قدمت إلى سلاطنة عُمان .
ألنسيج والأقمشة
تتميّز منسوجات لبنان ببساطة نقوشها وشكلها الهندسي ورموزها المستوحاة من الطبيعة.
كاد النسيج اليدوي (النول) ان يختفي من لبنان إلى أن قامت مؤخراً حركة لتنشيط النساء القرويات وتمكينهن كي يرجعن صناعة هذه الحرفة ويعتشن منها.
وبدعم من المنظمات الإجتماعية، أنشئت تعاونيات نسائية لإحياء هذا التراث، الذي يساهم في إحياء نمط الحياة التقليدية مع مربي المواشي ورعاته الذين يوفرون المواد الأولية للناسجات.
وتشتهر بلدتا عرسال و الفاكهة في البقاع بصناعة المنسوجات من بسط معقودة و سجاد حيث يُصبغ صوف الحمل و الماعز بصباغٍ خفبف ويُغزل بعدها و يبدأ النسيج.
ألحفر في الخشب
يصنع الحرفيون اللبنانيون منتوجات جميلة من خشب أشجار الزيتون، المشهور بطول عمره وحبوبه الطبيعية الجميلة.
ينقش حرفيو الصناديق والمفروشات الخشبية المصمّمة بعناية ويطعّمونها بالصدف أو بقطع صغيرة من الخشب الداكن أو الفاتح اللون.
من المنتجات الشعبية المسابح وأباريق الماء، التي تمثّل تذكارات عملية تحمل بركات جبال لبنان القديمة.
صناعة القش
نشأ تقليد صناعة القشّ القروي من الحاجة لاستعمال المواد المحلية لصناعة بعض المنتوجات العمليّة للإستخدام اليومي.
وما زال هذا التقليد سارياً في عدّة مناطق لبنانية لصناعة بعض المنتجات بأشكال وأحجام مختلفة.
وقد نشأت في السنوات الماضية حركة متنامية هدفها إعادة إحياء تقنيات صناعة القشّ التي تصل الإبداعات الحديثة بالجذور اللبنانية.
في بلدة عمشيت، تقوم إحدى المحترفات بإحياء تقنية قديمة جداّ تقوم على صناعة أوراق النخيل لإنتاج قطع مفروشات بغاية الجمال تناسب المفروشات العصرية.
وفي عكّار، يستعمل بعض السكّان النباتات المزروعة محليّاً لصناعة بعض المنتجات الحرفية. فيما تصنع في قرى أخرى السلال من البامبو المحليّ المسمّى بالعود.
تتضمن بعض المنتجات اللبنانية المصنوعة محليّاً سلالاً، وقبعات، وبسط من القصب وأوراق النخيل...
ألتطريز
يتعذر تحديد تاريخ ظهور صناعة الخزف بدقّة, فمنذ أن اكتشف الإنسان خصائص الطين و أدرك أنّ بامكانه أن يقولبه بيده ويجعله صلباً على النار، بدأت صناعة الخزف وإن بشكلٍ بدائي.
من العلامات المميزة في التراث اللبناني، مفارش المائدة والأسرّة المطرّزة بإتقان.
تعدّ أعمال التطريز من الحرف المنزلية التي تناقلتها أجيال النساء، وطوّرنها طوال أشهر وسنين من مواسم الشتاء في قرى لبنان الجبلية.
في بعض القرى، يسري تقليد انتهاء الشابات من تطريز أغطية أسرّتهن دليلاً على جهوزيتهن للزواج.
تتنافس النساء لإنتاج أفضل الإبداعات، والتشكيلات والتقنيات في التطريز.
واليوم ، تتداخل الفنون التطريزية في الهندسة المنزلية الداخلية، من خلال بعض الأغراض كالوسائد واللوحات الجدارية، أو كقطع الملابس، والحلى، والحقائب اليدوية، وغيرها من أغراض الزينة.
يفخر لبنان الآن بمزيج خاصّ من الحرف التقليدية المصنوعة يدويّاً، بما فيها الصواني النحاسية المطروقة والمزيّنة بالزخرفة العربية، والسكاكين ذات القبضات المصنوعة من قرون الحيوانات، والعلب الخشبية والمفروشات المحفورة، والحلي، وألواح صابون زيت الزيتون، والفخّار، والمصنوعات النحاسية، والأقمشة، والبياضات، غيرها من المنتجات.
تشتهر مناطق لبنانية مختلفة بمساهمتها الفريدة في الحرف والفنون التراثية التقليدية وحفظها لها.
لذا، لا تنسَ الإستفسار عن الإختصاص المحلّي عندما تتنقل بين المناطق. في بيروت، تستطيع أن تجد منتوجات حرفية تقليدية من كلّ أرجاء البلاد في متاجر الحرف التراثية أو الأرتيزانا الخاصة، مثل أرتيزانا لبنان (في شارع كليمنصو قرب سنتر الجفينور) وفي المتجر الذي تحتضنه وزارة السياحة،
"لا ميزون دو لارتيزان" أو بيت الحرفي (في الطرف الشرقي من الكورنيش في عين المريسة).
لا تنسّ أيضاً أن تكتشف أسواق صور وطرابلس، واسأل عن المتاجر الحرفية المختصة أينما أخذتك جولتك في لبنان.
صناعة الصابون
يكتسب الصابون المصنوع من زيتِ الزيتون، صابون لبنان التقليدي، شعبية عالمية بفضل نقاوته وميزاته الترطيبية الطبيعية.
إذ كان يصنع تقليدياً من الزيت الخاص الذي تعصره كلّ عائلة من أشجار الزيتون التي تملكها، ينقش إسم العائلة على ألواح الصابون بالعربية أو غيره من الرموز، دلالة على نوعية الزيت المستخدم، ومهارة صانع الصابون، أو وصفته السرية.
من بين المناطق اللبنانية التي تشتهر بصناعة صابون زيت الزيتون نذكر الكورة، وحاصبيا، وصيدا، والشوف. إنّما يمكن شراء ألواح صابون زيت الزيتون من المتاجر الصغيرة أو الأسواق الموجودة في أرجاء البلاد.
وبحسب التراث اللبناني، يشفي صابون زيت الزيتون غير داء، بدءاً بتساقط الشعر، مروراً بالقشرة، ووصولاً إلى الإكزيما (حساسية جلدية).
ويصنع صابون خاص في طرابلس، تمزج فيه تقليدياً أنواع مختلفة من الزيوت النباتية، بواسطة تقنيات مستوحاة من تقليد شرق أوسطي شمالي في صناعة الصابون.
كما تشتهر معامل إنتاج الصابون الطرابلسية بالزيوت الخاصة للتدليك والمنتجعات الصحية التي استخدمتها الحمامات التركية.
ألأملاح البحريّة
يُعدّ استخراج الملح من البحر الأبيض المتوسط من التقاليد القديمة في غير مدينة لبنانية ساحلية.
ومن بينها، لا أشهر من قرية أنفة اللبنانية الشمالية، الموقع التاريخي والحالي لإنتاج الملح.
وينتج أهمّ وأجود نوع من الملح، فلور دو سيل، موسميّاً - وهو منتج نادر بكميّة محدودة ينصح باستعماله في الطبخ.
يستخدم الملح البحري اللبناني في الحمامات لفوائده على البشرة والجسد.
وغالباً ما تعطّر الأملاح بالزيوت الخاصة لاستخدامها في علاجات المنتجعات الصحية أو الأكياس المعطّرة التي توضع بين الثياب وفي الخزائن.
ألفخّار والخزفْ
يتعذر تحديد تاريخ ظهور صناعة الخزف بدقّة, فمنذ أن اكتشف الإنسان خصائص الطين و أدرك أنّ بامكانه أن يقولبه بيده ويجعله صلباً على النار، بدأت صناعة الخزف وإن بشكلٍ بدائي. إنّ لبنان غنيّ بهذه المادّة وما على الفاخوري إلاّ أن يتعرّف عليها ويستعملها، سمراء كانت أو صفراوية أو مائلة إلى الرمادي، في الساحل أو في الجبل.
المحطّة الأولى في لبنان هي قرية آصيا. تتميّز هذه القرية، التي تبعد 30 كلم عن جبيل، بفخّار بدائي.
إنّ فخّار آصيا حرفة تقتصر على النساء و صناعته يدوية محضة.
تتولّى النساء الحرفيات تحضير مختلف الصفائح-القعر و الجوانب الداخلية- اللازمة لتكوين الوعاء ثمّ تثبيتها بضغط الطين بالأصابع من أسفل إلى أعلى.
أمّا تحديد الشكل، فيتمّ من خلال التربيت على الطين بواسطة مطرقة من الداخل و الخارج.
تعمل النساء الحرفيات في فصل الصيف فقط و تتجمعن أمام عتبة أحد البيوت لابتكار أواني الحساء و الأطباق و الصحون البنية اللون المشهورة بمتانتها ونقاوة أشكالها.
تشهد قرية بيت شبات، الواقعة على بعد 20 كلم من بيروت، استمراراً خجولاً لحرفةٍ عرفت ازدهاراً طويلاً فيما مضى إذ لا تزال عائلة من الحرفيين تصنع جراراً بارتفاع متر كانت تستخدم قديماً لحفظ الزيت و الزيتون و الخلّ و العرق و القورما و تساعد فلاّحينا على قضاء فصل الشتاء.
في الجنوب و على مسافة70 كلم من صيدا، تقع راشيا الفخّار التي نجد فيها ال"دواق" و هي عبارة عن أباريق من الفخّار تحمل رسوماً هندسية درج اقتناؤها في المنازل لتبريد المياه.
ألزجاج المنفوخ
تعود حرفة نفخ الزجاج لصناعة أباريق تقديم الشراب، وأباريق المياه والكؤوس الملوّنة إلى العصر الفينيقي، وقد عثر على بعضها من بين آثارات المدن الساحلية وهي معروضة في المتحف الوطني.
ويقال أنّ مهارة نافخي الزجاج الفينيقيين ضاهت ونافست مهارة الحرفيين البندقيين.
إحدى أشهر القرى بهذه الحرفة هي الصرفند، حيث يصنع الزجاج المنفوخ من مواد مكرّرة، ويتوفّر بالأزرق، والأخضر، والبني، والألوان الشفافة.
وفي يومنا هذا، يمكن الحصول على ألوان جديدة عبر مزج التقنيتين التقليدية والحديثة، كما يمكن صقل الشكل والحجم حسب التصميم المراد تنفيذه.
لوازم المائدة
إنّ الصواني النحاسية المطروقة من الأساسيات في لبنان، إذ تصادفها في كلّ الأماكن بدءاً بالأسواق القديمة ومروراً بالمقاهي العصرية ووصولاً إلى أرقى المجالس في أفضل المنازل. وترمز هذه الصواني، إلى جانب القهوة، أو الشاي أو الحلويات التي تقدّم عليها، إلى ثقافة الإسترخاء اللبنانية مع ما يصاحبها من فنّ معقّد للترفيه.
ويقوم النحّاس بطرق صوانٍ نحاسية حمراء وصفراء بأحجام وأشكال مختلفة وزخرفة أطرافها برسوم عربية.
وتشتهر لوازم المائدة من النحاس الأحمر والفضة التي تصنع في قرية القلمون بطرازها الشرقي، وزينتها التي تطرق يدوياً.
أمّا أهمّ لوازم المائدة كالسكاكين فتصنع في قرية جزين الجنوبية. وتطعّم السكاكين الجزينية المميزة بقبضاتها المصنوعة من العظم بقطع من الذهب، والفضة، وغيرها من المعادن الثمينة.
تأخذ أحياناً القبضات شكل طاووس أو طائر وتطلى بألوان زاهية.
وتحظى هذه السكاكين بسمعة طيبة إلى درجة أنّها قدمت هدية إلى أهمّ الشخصيّات العالمية وهو تقليد بدأ في القرن الثامن عشر مع أوّل هدية من السكاكين الجزينية التي قدمت إلى سلاطنة عُمان .
ألنسيج والأقمشة
تتميّز منسوجات لبنان ببساطة نقوشها وشكلها الهندسي ورموزها المستوحاة من الطبيعة.
كاد النسيج اليدوي (النول) ان يختفي من لبنان إلى أن قامت مؤخراً حركة لتنشيط النساء القرويات وتمكينهن كي يرجعن صناعة هذه الحرفة ويعتشن منها.
وبدعم من المنظمات الإجتماعية، أنشئت تعاونيات نسائية لإحياء هذا التراث، الذي يساهم في إحياء نمط الحياة التقليدية مع مربي المواشي ورعاته الذين يوفرون المواد الأولية للناسجات.
وتشتهر بلدتا عرسال و الفاكهة في البقاع بصناعة المنسوجات من بسط معقودة و سجاد حيث يُصبغ صوف الحمل و الماعز بصباغٍ خفبف ويُغزل بعدها و يبدأ النسيج.
ألحفر في الخشب
يصنع الحرفيون اللبنانيون منتوجات جميلة من خشب أشجار الزيتون، المشهور بطول عمره وحبوبه الطبيعية الجميلة.
ينقش حرفيو الصناديق والمفروشات الخشبية المصمّمة بعناية ويطعّمونها بالصدف أو بقطع صغيرة من الخشب الداكن أو الفاتح اللون.
من المنتجات الشعبية المسابح وأباريق الماء، التي تمثّل تذكارات عملية تحمل بركات جبال لبنان القديمة.
صناعة القش
نشأ تقليد صناعة القشّ القروي من الحاجة لاستعمال المواد المحلية لصناعة بعض المنتوجات العمليّة للإستخدام اليومي.
وما زال هذا التقليد سارياً في عدّة مناطق لبنانية لصناعة بعض المنتجات بأشكال وأحجام مختلفة.
وقد نشأت في السنوات الماضية حركة متنامية هدفها إعادة إحياء تقنيات صناعة القشّ التي تصل الإبداعات الحديثة بالجذور اللبنانية.
في بلدة عمشيت، تقوم إحدى المحترفات بإحياء تقنية قديمة جداّ تقوم على صناعة أوراق النخيل لإنتاج قطع مفروشات بغاية الجمال تناسب المفروشات العصرية.
وفي عكّار، يستعمل بعض السكّان النباتات المزروعة محليّاً لصناعة بعض المنتجات الحرفية. فيما تصنع في قرى أخرى السلال من البامبو المحليّ المسمّى بالعود.
تتضمن بعض المنتجات اللبنانية المصنوعة محليّاً سلالاً، وقبعات، وبسط من القصب وأوراق النخيل...
ألتطريز
يتعذر تحديد تاريخ ظهور صناعة الخزف بدقّة, فمنذ أن اكتشف الإنسان خصائص الطين و أدرك أنّ بامكانه أن يقولبه بيده ويجعله صلباً على النار، بدأت صناعة الخزف وإن بشكلٍ بدائي.
من العلامات المميزة في التراث اللبناني، مفارش المائدة والأسرّة المطرّزة بإتقان.
تعدّ أعمال التطريز من الحرف المنزلية التي تناقلتها أجيال النساء، وطوّرنها طوال أشهر وسنين من مواسم الشتاء في قرى لبنان الجبلية.
في بعض القرى، يسري تقليد انتهاء الشابات من تطريز أغطية أسرّتهن دليلاً على جهوزيتهن للزواج.
تتنافس النساء لإنتاج أفضل الإبداعات، والتشكيلات والتقنيات في التطريز.
واليوم ، تتداخل الفنون التطريزية في الهندسة المنزلية الداخلية، من خلال بعض الأغراض كالوسائد واللوحات الجدارية، أو كقطع الملابس، والحلى، والحقائب اليدوية، وغيرها من أغراض الزينة.