مشاهدة النسخة كاملة : فضل الصبر والعفة


فزولهآ
01-04-2015, 01:08 AM
” عن أبي سعيد رضي الله عنه قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
“وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعفّه اللَّهُ. وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغنه اللَّهُ. وَمَنْ يَتَصَبَّر يُصّبِّره اللَّهُ. وَمَا أعطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأوسع من الصبر”

متفق عليه.

هذا الحديث اشتمل على أربع جمل جامعة نافعة.

إحداها: قوله: “ومن يستعفف يعفه الله”
والثانية: قوله: “ومن يستغن يغنه الله”

وهاتان الجملتان متلازمتان، فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين،

فعليه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال، ويعمل كل سبب يوصله إلى ذلك، حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق المخلوقين.

وذلك بأن يجاهد نفسه عن أمرين: انصرافها عن التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما في أيديهم.

فلا يطلبه بمقاله ولا بلسان حاله. ولهذا قال صلّى الله عليه وسلم لعمر:

“ما أتاك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه. ومالا فلا تتبعه نفسَك”

[ رواه البخاري ]

فقطع الإشراف في القلب والسؤال باللسان، تعففاً وترفعاً عن مِنن الخلق، وعن تعلق القلب بهم،

سبب قوي لحصول العفة.
وتمام ذلك: أن يجاهد نفسه على الأمر الثاني: وهو الاستغناء بالله، والثقة بكفايته، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه.

وهذا هو المقصود. والأول وسيلة إلى هذا.

فإن من استعف عما في أيدي الناس وعما يناله منهم: أوجب له ذلك أن يقوى تعلقه بالله، ورجاؤه وطمعه في فضل الله وإحسانه،

ويحسن ظنه وثقته بربه.

والله تعالى عند حسن ظن عبده به إن ظن خيراً فله: وإن ظن غيره فله.

وكل واحد من الأمرين يمد الآخر فيقويه. فكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقه بالمخلوقين وبالعكس.
ومن دعاء النبي صلّى الله عليه وسلم:

“اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”

[ رواه مسلم ]

فجمع الخير كله في هذا الدعاء.
فالهدى: هو العلم النافع.

والتقى: العمل الصالح، وترك المحرمات كلها.

وهذا صلاح الدين. وتمام ذلك بصلاح القلب، وطمأنينته بالعفاف عن الخلق، والغنى بالله.

ومن كان غنياً بالله فهو الغني حقاً، وإن قلت حواصله. فليس الغني عن كثرة العَرَض، إنما الغنى غنى القلب. وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة، والنعيم الدنيوي، والقناعة بما آتاه الله.
والثالثة قوله: “ومن يتصبر يصبره الله”.
ثم ذكر في الجملة الرابعة: أن الصبر إذا أعطاه الله العبد فهو أفضل العطاء وأوسعه وأعظمه، إعانة على الأمور.

قال تعالى:

{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}

[البقرة:45] ,

أي: على أموركم كلها.
والصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها.

فلهذا قال: “ومن يتصبر” أي: يجاهد نفسه على الصبر “يصبره الله” ويعينه وإنما كان الصبر أعظم العطايا،

لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته وكل حالة من أحواله تحتاج إلى صبر.

فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله، حتى يقوم بها ويؤديها.

وإلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله وإلى صبر على أقدار الله المؤلمة، فلا يتسخطها.

بل إلى صبر على نعم الله ومحبوبات النفس، فلا يدع النفس تمرح وتفرح الفرح المذموم، بل يشتغل بشكر الله،

فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر.

وبالصبر ينال الفلاح. ولهذا ذكر الله أهل الجنة فقال:

{وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}

[الرعد:23-24] ,

وكذلك قوله:

{أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا}

[الفرقان:75] ,

فهم نالوا الجنة بنعيمها، وأدركوا المنازل العالية بالصبر.

ولكن العبد يسأل الله العافية من الابتلاء الذي لا يدري ما عاقبته، ثم إذا ورد عليه فوظيفته الصبر.

فالعافية هي المطلوبة بالأصالة في أمور الابتلاء والامتحان.

والصبر يؤمر به عند وجود أسبابه متعلقاته.

والله هو المعين.
وقد وعد الله الصابرين في كتابه وعلى لسان رسوله أموراً عالية جليلة.

وعدهم بالإعانة في كل أمورهم، وأنه معهم بالعناية والتوفيق والتسديد، وأنه يحبهم ويثبت قلوبهم وأقدامهم،

ويلقي عليهم السكينة والطمأنينة، ويسهل لهم الطاعات،

ويحفظهم من المخالفات، ويتفضل عليهم بالصلوات والرحمة والهداية عند المصيبات.

والله يرفعهم إلى أعلى المقامات في الدنيا والآخرة. وعدهم النصر، وأن ييسرهم لليسرى ويجنبهم العُسرى.

ووعدهم بالسعادة والفلاح والنجاح، وأن يوفيهم أجرهم بغير حساب،

وأن يخلف عليهم في الدنيا أكثر مما أخذ منهم من محبوباتهم، وأحسن،

يعوضهم عن وقوع المكروهات عوضاً عاجلاً يقابل أضعاف أضعاف ما وقع عليهم من كريهة ومصيبة.

وهو في ابتدائه صعب شديد.

وفي انتهائه سهل حميد العواقب كما قيل:

والصبر مثل اسمه مُرٌّ مذاقته … لكن عواقبه أحلى من العسل”

دلع
01-04-2015, 01:23 AM
طرح رائع جداً
راق لي متصفحك
تحيااتي

http://www.imageslove.net/ar/photo/img_1374239489_827.gif

فزولهآ
01-04-2015, 01:28 AM
نورتي دلع

عـــودالليل
01-04-2015, 01:31 AM
الله عليك إبداع كم يشبه النور .. ابصرت من روعة حروفك وطرحك
M hariri


شي راقي جدآ وجاذبيه
إهتمام و..

اجتهاد واضح في الطرح
وذائقة عالية المستوى

استمعت النفس بما مرت عليه هنا،،،
فبهذا العطاء سنرقي

من أعماق القلب أشكرك

اخوك
محمد الحريري

http://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gifhttp://img.el-wlid.com/imgcache/282050.gif

إرتواء نبض
01-04-2015, 01:56 AM
زَآدك الله نُوراً
أَسأل الله أَن يُثيبِك عَلى كُلِ حرفٍ ..حَسَنةٍ
,’
لِرُوحكْ جَنائِن الفَردوسِ’,,,.؛’ ♥
؛/



http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13931052591.gif (http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_13931052591.gif)

ريم الغلا
01-04-2015, 02:09 AM
جَزآك رَب ألعِبَآدْ خٍيُرٍ آلجزآء
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ آلتًقُوِىَ وً آلغفرآنَ
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله
وً عٍمرً آلله قًلٍبًكَ بآلآيمٍآنَ وَ أغمَركْ بِ فَرحةٍ دَآئِمة
علًىَ طرٍحًكْ آلًمَحِمًلٍ ب ِ النُورْ يَ نُور

جنــــون
01-04-2015, 02:18 AM
طرح رائع
نآل إعجابي بما فيه من فآدة
دليل على ذائقتك وقدرتك على إمتاع
كل متابع لك

باقات ورد لك


http://files.maas1.com/images_cache/120426132800htyb.gif

أختك
جنون "نبض قصايد"

مْلكَة زمْانــْے
01-04-2015, 03:41 AM
سبحانك اللهم وبحمدك اني كنتُ من الظالمين .
اللهم اجعلنا وياكِ من المقيمين في جنات النعيم .

http://i393.photobucket.com/albums/pp13/black_orchide/1167354yin8tsiepj.gif
جَزيِت جنَه ورضَوُآن
منْ ربَيِ المنَآن
خالق الانس والجان
ان يلبسك اللؤلؤوالمرجان
ويسكنك أعلى الجنان
بين استبرق وروح وريحان
اتمنى
ان يكون لك في الجنات قصورعاليه
وعفو ممزوج بعافيه
وقدميك على أرض المسك ساعيه
ومن السندس والاستبرق كاسيه
والقطوف منك دانيه
حيث العيش لذيذ والملك عظيم
والحياة صافيه والفردوس الاعلى هي دارك وقرارك
ويجعلك من الفائزين في الدنيا والاخره
وجَعلْ كلُ حرفَ فيِ موُآزينَ آعمْآلكِ
لآحرٌمتَ الآجَر ..
فَطبَت علىَ هذآ العطآءْ

رِوْحَ الآنوٍثـِـِہ

http://i393.photobucket.com/albums/pp13/black_orchide/1167354yin8tsiepj.gif

عازفة القيثار
01-04-2015, 04:09 AM
جزاك الله خير الْجزاء
وشكرا لَطـــرحك الْهادف وإختيارِك الْقَيِم
رِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك
لك أرق التحيـآآ

هدوء
01-04-2015, 04:56 AM
/








طَرِحْ ممُيَّز جِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائِهاْ
ودِّي

أوتآر هآدئه
01-04-2015, 07:16 AM
يعطيك ربى الف عاااافيه على الطرح المفيد
جعلهالله فى ميزان حسناتك يوم القيامه
وشفيع لك يوم الحساب.........
شرفنى المرور فى متصفحك العطر
دمت بحفظ الرحمن

http://www.vb.fll2.com/storeimg/img_1352594934_502.gif

نظرة الحب
01-04-2015, 07:30 AM
جزاك الله خيرا على هذا الطرح

مجنون قصايد
01-05-2015, 12:33 AM
عافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

http://www.girls-ly.com/vb/storeimg/img_girls-ly1370276192_436.gif

صمت الأيام
01-05-2015, 12:47 AM
بااارك الله في طرحك القيييم
وجزااك الله كل خير ع انتقائه وجلبه لناا
يسلمووو الايااادي وجعله في ميزان حسنااتك
ننتظر قااادمك وكوني بخير
مودتى..

شموخ
01-05-2015, 12:57 AM
جزاك الله خير الجزاء وأغدق عليك من فضله حبيت اضيف للموضوع انواع الصبر
اذا لم يكن لديك اي مشكله واعتذر على الاطاله

الفرق بين الصبر، والتصبر، والاصطبار، والمصابرة، والاحتمال

(الفرق بين هذه الأسماء بحسب حال العبد في نفسه وحاله مع غيره:
- فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعي ما لا يحسن؛ إن كان خلقًا له وملكة سمي صبرًا.*
- وإن كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمي تصبرًا.
*كما يدل عليه هذا البناء لغةً، فإنه موضوع للتكلف كالتحلم والتشجع والتكرم والتحمل ونحوها، وإذا تكلفه العبد واستدعاه صار سجية له.
كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:*((ومن يتصبر يصبره الله))**. وكذلك العبد يتكلف التعفف حتى يصير التعفف له سجية، كذلك سائر الأخلاق ...
- وأما الاصطبار فهو أبلغ من التصبر:
*فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب، فالتصبر مبدأ الاصطبار، كما أنَّ التكسب مقدمة الاكتساب، فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطبارًا.
- وأما المصابرة فهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر:
*فإنها مفاعلة تستدعي وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة، قال الله تعالى:*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.*[آل عمران: 200]*فأمرهم بالصبر، وهو حال الصابر في نفسه، والمصابرة وهي حالة في الصبر مع خصمه والمرابطة، وهي الثبات واللزوم والإقامة على الصبر والمصابرة، فقد يصبر العبد ولا يصابر، وقد يصابر ولا يرابط، وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى، فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى، وأن الفلاح موقوف عليها فقال:*وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*[آل عمران: 200]*فالمرابطة كما أنها لزوم الثغر الذي يخاف هجوم العدو منه في الظاهر؛ فهي لزوم ثغر القلب؛ لئلا يدخل منه الهوى والشيطان فيزيله عن مملكته)*


يعطيك العافيه وجعلها ربك شاهدة حق لك لا عليك شكرآ جزيﻵ تحياتي لسموك الكريم