فزولهآ
12-23-2014, 09:06 PM
~
المجتمع الوحيد في العالم الذي يخاف من العين و الحسد ..
حد الرهاب المرضى و الوسواس , ومع هذا
يبالغ في أسلوب حياته بإظهار كل ما من
شأنه يستدعي العين و الحسد !!!
الناس هنا تقترض و تتحمل فوق قدرتها المادية من
أجل أن تقيم حفلاً باهراً يخلب العقول , على حد
زعمها , لزواج أو نجاح أو ( مِلكة ) أو تخرج أو مسكن جديد ..
وطوال فترة الإعداد لحفلها تبدو متوجسة و مشغولة من طريقة التصدي
للعين الحساد و المحرومين ومن لا يذكرون الله و غيرهم ممن سيُشّرِفون الحفل !!
فتعمد إلى توصية العاملات أثناء الحفل بجمع غسيل فناجين القهوة
للضيوف المحترمين , وتشدد على الطقاقه بالإعلان كل خمس ثوانٍ
أثناء زفة العروس , التي لا تختلف عن ملايين العرائس , و بأعلى صوت جهوري
كمن يهدد ((اذكروا الله ياحريم !!!.. اذكروا الله !!!.. اذكروا الله ياحريم !!!..
ياحريم قلنا اذكروا الله!!!! ))
حتى يبادرك الشعور بأنك مُهزأ لا محالة , متهمفي كل الأحوال ..
وأن المدعوين ليسوا سوى مجموعة من الأشرار الحسدة
الحقودين !!
الناس هنا في كل إجازة رسمية او مسروقة يستعرضون
تذاكر سفرهم إلى اسطنبول وزيلامسي ولندن وبروفايلات لجوالاتهم
قبل السفر بشهر , ويزعجون خلق الله بصور ولقطات تفاصيل رحلتهم طوال
أيام السفر , ومع هذا , يظلون متوجسين طوال الوقت من أعين الحّساد ,
يحيلون كل ضياع جواز سفر, أو نكد , أو خلاف, أو مرض أحد الأفراد
و تعطيل برنامج السفرية إلى العين التي ما صلّت على النبي !!
الأطفال في هذا المجتمع هم الأكثر توافراً في البيوت , و المناسبات ,
و الأسواق , و المطاعم , و الشوارع ,وفي كل مكان ..
ومع هذا تكتظ بروفايلات الجوالات بصور ( البزارين ) كأنهم عملة
نادرة أو ثروة مهددة بالإنقراض , حتى يتوهم الغريب عن المجتمع
بأن الناس هنا لا تنجب إلا من خلال دعم الأنابيب , أو بحدوث
معجزة , و الكارثة الأكثر غرابة حين تأتيك رسائل كل يوم
تحذر من السحرة أو العين التي تفتك بصور الأطفال
في البروفايلات !!!
النساء هنا هنّ الأكثر مباهاة بتصوير جلسات العائلة في المطاعم
ولمَّة الأهل بالإستراحات , و الشاليهات , و صحبة رومانسية في مقهى
, أو سفر مع الزوج , وهنّ , في الوقت نفسه , الأكثر تشاؤماً و توجساً من
العين؛ فكل اضطراب معوي مفاجئ أو ارتفاع حرارة للصبي, في تلك الليلة
, مرجّح أن يكون من عين (منيرة) المحرمة من الأطفال , وكل
مشاجرة مع الزوج من عين ( هيلة ) المطلقة , وكل مخالفة من ساهر
من عين (نورة) الحقودة .. وهلّم جرا من أسماء الصديقات و القريبات
المجتمع الوحيد الذي يبالغ في ظهور ثرائه ووجاهته وزينته ومفاتنه,
ومع هذالا يريدك أن تمتدحة !! بل يرتاع من ثنائك خوفاً من العين !!!
المجتمع الوحيد الذي مقرراته الدراسية و رسائله على الواتس
و تغريداته على تويتر و خطاباته الإعلامية و سواليفه في المجالس
تعزز مجملها علاقة العبد بربه , ومع هذا لا يثق معظم أفراده بأن عين الله
ورعايته , عز وجل , أقوى حصناً من عين البشر , و التوسل برعايته , و التوكل
عليه , جلّت قدرته , أقوى فتكاً من شر كل حاسد !!!
ولأن الفرد نتاج بيئته؛ فإن مجمل الناس هنا يعيشون تحت يقين
أن العين واقعة , واقعة , لا محالة !! إنما المسألة مسألة وقت ,
وعلينا أن نقضي حياتنا في التخمين و الاجتهاد فيمن كان وسيكون
العائن الحقود !!!
~
مقال " بين التمظهر الزائف و الخوف من العين ".
د. أميرة الزهراني . :48:
المجتمع الوحيد في العالم الذي يخاف من العين و الحسد ..
حد الرهاب المرضى و الوسواس , ومع هذا
يبالغ في أسلوب حياته بإظهار كل ما من
شأنه يستدعي العين و الحسد !!!
الناس هنا تقترض و تتحمل فوق قدرتها المادية من
أجل أن تقيم حفلاً باهراً يخلب العقول , على حد
زعمها , لزواج أو نجاح أو ( مِلكة ) أو تخرج أو مسكن جديد ..
وطوال فترة الإعداد لحفلها تبدو متوجسة و مشغولة من طريقة التصدي
للعين الحساد و المحرومين ومن لا يذكرون الله و غيرهم ممن سيُشّرِفون الحفل !!
فتعمد إلى توصية العاملات أثناء الحفل بجمع غسيل فناجين القهوة
للضيوف المحترمين , وتشدد على الطقاقه بالإعلان كل خمس ثوانٍ
أثناء زفة العروس , التي لا تختلف عن ملايين العرائس , و بأعلى صوت جهوري
كمن يهدد ((اذكروا الله ياحريم !!!.. اذكروا الله !!!.. اذكروا الله ياحريم !!!..
ياحريم قلنا اذكروا الله!!!! ))
حتى يبادرك الشعور بأنك مُهزأ لا محالة , متهمفي كل الأحوال ..
وأن المدعوين ليسوا سوى مجموعة من الأشرار الحسدة
الحقودين !!
الناس هنا في كل إجازة رسمية او مسروقة يستعرضون
تذاكر سفرهم إلى اسطنبول وزيلامسي ولندن وبروفايلات لجوالاتهم
قبل السفر بشهر , ويزعجون خلق الله بصور ولقطات تفاصيل رحلتهم طوال
أيام السفر , ومع هذا , يظلون متوجسين طوال الوقت من أعين الحّساد ,
يحيلون كل ضياع جواز سفر, أو نكد , أو خلاف, أو مرض أحد الأفراد
و تعطيل برنامج السفرية إلى العين التي ما صلّت على النبي !!
الأطفال في هذا المجتمع هم الأكثر توافراً في البيوت , و المناسبات ,
و الأسواق , و المطاعم , و الشوارع ,وفي كل مكان ..
ومع هذا تكتظ بروفايلات الجوالات بصور ( البزارين ) كأنهم عملة
نادرة أو ثروة مهددة بالإنقراض , حتى يتوهم الغريب عن المجتمع
بأن الناس هنا لا تنجب إلا من خلال دعم الأنابيب , أو بحدوث
معجزة , و الكارثة الأكثر غرابة حين تأتيك رسائل كل يوم
تحذر من السحرة أو العين التي تفتك بصور الأطفال
في البروفايلات !!!
النساء هنا هنّ الأكثر مباهاة بتصوير جلسات العائلة في المطاعم
ولمَّة الأهل بالإستراحات , و الشاليهات , و صحبة رومانسية في مقهى
, أو سفر مع الزوج , وهنّ , في الوقت نفسه , الأكثر تشاؤماً و توجساً من
العين؛ فكل اضطراب معوي مفاجئ أو ارتفاع حرارة للصبي, في تلك الليلة
, مرجّح أن يكون من عين (منيرة) المحرمة من الأطفال , وكل
مشاجرة مع الزوج من عين ( هيلة ) المطلقة , وكل مخالفة من ساهر
من عين (نورة) الحقودة .. وهلّم جرا من أسماء الصديقات و القريبات
المجتمع الوحيد الذي يبالغ في ظهور ثرائه ووجاهته وزينته ومفاتنه,
ومع هذالا يريدك أن تمتدحة !! بل يرتاع من ثنائك خوفاً من العين !!!
المجتمع الوحيد الذي مقرراته الدراسية و رسائله على الواتس
و تغريداته على تويتر و خطاباته الإعلامية و سواليفه في المجالس
تعزز مجملها علاقة العبد بربه , ومع هذا لا يثق معظم أفراده بأن عين الله
ورعايته , عز وجل , أقوى حصناً من عين البشر , و التوسل برعايته , و التوكل
عليه , جلّت قدرته , أقوى فتكاً من شر كل حاسد !!!
ولأن الفرد نتاج بيئته؛ فإن مجمل الناس هنا يعيشون تحت يقين
أن العين واقعة , واقعة , لا محالة !! إنما المسألة مسألة وقت ,
وعلينا أن نقضي حياتنا في التخمين و الاجتهاد فيمن كان وسيكون
العائن الحقود !!!
~
مقال " بين التمظهر الزائف و الخوف من العين ".
د. أميرة الزهراني . :48: