طهر الغيم
12-14-2014, 05:12 PM
http://1.bp.blogspot.com/-CHhmJbNotYs/TuD-9vSV9yI/AAAAAAAAABI/XUwd5xtcypc/s1600/7.jpg
جمع الملك حكماء بلاطة ، ثم طلبَ منهم طلباً واحداً
عبارة تُكتب فوقَ عرشه ، ينظر إليها كل آن وحين ليستفيد منها
قال لهم موضحاً : أريدُ حكمة بليغة ، تُلهمني الصواب وقت شدتي ،وتُعينني على إدارة أزماني
وتكون خير موجّه لي في حالة السعادة والفرح والسرور ..
فذهب الحكماء وقد احتاروا في أمرهم ، وهل يمكن أن تصلح حكمة واحدة لجميع الأوقات والظروف والأحوال ..
إننا في وقت الشدة والكرب ، نريدُ من يهّون علينامصائبنا وبلاءنا .
وفي حال الرخاء والسعادة نطمح إلى من يبارك ويدعو بدوام الحال .
وعاد الحكماء بعد مدة وقد كتبوا عبارات وعبارات فيها من الحكمة والعظة الشيء الكثير ؛
لكنها كلها لم تُرق للملك
إلى أن جاءه أحد حكماء مملكته برقعة مكتوب عليها " كل هذا حتماً سيمر " ..
نظر الملك مليَّا في الرقعة ؛ بينما أخذ الحكيم الحديث : يامولاي الدُنيا لاتبقى على حال ..
ومن ظنّ بأنه في مأمن من القَدر فقد خاب وخسر ..
أيام السعادة آتية ؛ لكنها ستمر ..
وسترى من الحزن مايؤلم قلبك .. ويدمي فؤادك .. لكن الحزن أيضاً سيمر ..
سيأتي أيام النصر لتدق باب مملكتك وسيهتف الجمع باسمك الميمون ؛
لكنها يا مولاي أيام ، طالت أم قصرت .. ثم ستمر ..
سترى بعينك رفقة الشأن ، وبلوغ المكانة العالية ؛ لكن سُنة الله في الكون أن هذا سينتهي ويمر ..
البعض يا مولاي لا يفقهُ هذه الحكمة ؛ فيملأ الدنيا صراخاً وعويلاً حال العثرة ،
ويظن بأن كبوته هي قاصمة الظهر ونهاية المطاف ؛فيخسر من عزيمته الشيء الكثير ،
ويأبى أن يرى مابعد حدود رؤيته الضيقة ..
يحتاج حينها لمن يُثبت عزيمته ، مؤكداً أن هذا حتماً سيمُر ؛ فلا يجب أن يرى العالم
ذلّ إنكساره ، وضعفه وهوائه .
[ همسه ]
لا تجعل غيوم الماضي ، تغطي شمس الحاضر
من كتاب : كم حياة ستعيش
جمع الملك حكماء بلاطة ، ثم طلبَ منهم طلباً واحداً
عبارة تُكتب فوقَ عرشه ، ينظر إليها كل آن وحين ليستفيد منها
قال لهم موضحاً : أريدُ حكمة بليغة ، تُلهمني الصواب وقت شدتي ،وتُعينني على إدارة أزماني
وتكون خير موجّه لي في حالة السعادة والفرح والسرور ..
فذهب الحكماء وقد احتاروا في أمرهم ، وهل يمكن أن تصلح حكمة واحدة لجميع الأوقات والظروف والأحوال ..
إننا في وقت الشدة والكرب ، نريدُ من يهّون علينامصائبنا وبلاءنا .
وفي حال الرخاء والسعادة نطمح إلى من يبارك ويدعو بدوام الحال .
وعاد الحكماء بعد مدة وقد كتبوا عبارات وعبارات فيها من الحكمة والعظة الشيء الكثير ؛
لكنها كلها لم تُرق للملك
إلى أن جاءه أحد حكماء مملكته برقعة مكتوب عليها " كل هذا حتماً سيمر " ..
نظر الملك مليَّا في الرقعة ؛ بينما أخذ الحكيم الحديث : يامولاي الدُنيا لاتبقى على حال ..
ومن ظنّ بأنه في مأمن من القَدر فقد خاب وخسر ..
أيام السعادة آتية ؛ لكنها ستمر ..
وسترى من الحزن مايؤلم قلبك .. ويدمي فؤادك .. لكن الحزن أيضاً سيمر ..
سيأتي أيام النصر لتدق باب مملكتك وسيهتف الجمع باسمك الميمون ؛
لكنها يا مولاي أيام ، طالت أم قصرت .. ثم ستمر ..
سترى بعينك رفقة الشأن ، وبلوغ المكانة العالية ؛ لكن سُنة الله في الكون أن هذا سينتهي ويمر ..
البعض يا مولاي لا يفقهُ هذه الحكمة ؛ فيملأ الدنيا صراخاً وعويلاً حال العثرة ،
ويظن بأن كبوته هي قاصمة الظهر ونهاية المطاف ؛فيخسر من عزيمته الشيء الكثير ،
ويأبى أن يرى مابعد حدود رؤيته الضيقة ..
يحتاج حينها لمن يُثبت عزيمته ، مؤكداً أن هذا حتماً سيمُر ؛ فلا يجب أن يرى العالم
ذلّ إنكساره ، وضعفه وهوائه .
[ همسه ]
لا تجعل غيوم الماضي ، تغطي شمس الحاضر
من كتاب : كم حياة ستعيش