البرق النجدي
04-10-2014, 12:53 AM
فيليب العربي" هو الشخصية السورية الأكثر أهمية والتي وصلت عنجدارة إلى قمة الحكم في إمبراطورية روما الواسعة الأرجاء.
ولد فيليب العربي عام 204 في شهبا وهي بلدة صغيرة قريبة من بصرىتقع في الولاية العربية Provincia Arabia، وكان والده أحد شيوخ العرب رئيساً لقبيلةاتسع نفوذها وازداد عدد أفرادها حتى أصبحت قوة لها دورها في دعم الإمبراطورية، التيأصبح رعاياها على اختلاف انتماءاتهم مواطنين لهم جميع الحقوق، وهذا التحول كان قدأجراه "كاراكالا" الإمبراطور السوري الذي حكم روما 211-217م، حمل والد فيليب اسمجوليوس مارينوس وحمل ابنه اسم فيليب الذي شب في بيئة عربية صرفة تؤمن بالحريةويدفعها الطموح إلى العمل والنشاط. وعندما أصبح فيليب ضابطاً في الجيش استطاع أنيثبت ذاته كقائد ناجح، حتى أصبح قائداً للحرس الإمبراطوري. وعندما تمرد جنود جيشالشرق على الإمبراطور جورديان الثالث أصبح فيليب إمبراطوراً 242-249م. باشر إنجازاتهامة في تحسين الجيش لمتابعة قتال الفرس أو لعقد معاهدة صلح معهم وهذا ما حصل،وتعلق بمبادئ الشرعية فقوى من سلطة مجلس الشيوخ وحاول أن يضع حداً لتدخل الجيش فيالسلطة والتمرد على الإمبراطور. وناصر الحرية الفردية. وكان ابنه فيليب الثاني قدنما على أخلاق ومثل أبيه، فشاركه في الحكم عندما شب ونضج، حتى بدا اسم الابنمقترناً باسم الأب على نقود الإمبراطورية، كما أن زوجته مارينا سيفير ولعلها منأسرة سيفيروس الحمصية قد ساعدته في حكمه، وظهرت نقود تحمل صورتها تمجيداًوتكريماً.
ومع أن الوثنية هي عقيدة روما، إلا أن فيليب العربي كان من مناصريالمسيحية، مكرراً ما فعله سلفه كاراكالا. كان فيليب العربي شديد الولاء لوالده، حتىأنه رفع من شأنه إلى مرتبة الإله، وعلى نقود عثر عليها يبدو نسرٌ باسط جناحيه يرفعصورة الأب إلى مصاف وناصر الأرباب. وإثر فتن المتمردين قتل فيليب العربي عام 249مفي معركة ضدهم قرب مدينة فيرونا. وكان في حياته شديد الاهتمام بمدينته الأولى،فأنشأ فيها كثيراً من المباني التي ماتزال حتى اليوم ومنها مدفن الفيليبيوم الذي لميدفن فيه.
نظرة تاريخية على الزعامة الشعبية في منطقة شهبا
تشير جميع الدراسات التاريخية أن آل الحمدان هم أقدم أسرة نزلت الجبل وهم من سلالة الأسرة الحمدانية التي حكمت حلب في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي والتي أخذت على عاتقها حماية الأمة العربية في ذلك التاريخ من هجمات الروم عبر الثغور الحدودية مع تركيا من جهة حلب شمالاً وحين جاؤوا إلى لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني والذي كان حكمه يمتد من حلب إلى عريش مصر وكان الأمير علي وبأمر من والده قد عين حمدان الحمدان أميراً على عجلون عام 1622م وحين استقروا في جبل حوران بعد فترة حملوا لقب شيخ مشايخ جبل حوران وكانت الدولة العثمانية قد كلفتهم في جباية الضرائب من السكان وهذا الأمر كان سائداً لدى السلطة العثمانية على أن يزودوها بما يجمعونه وكان مقر الشيخ الحمداني في السويداء مركز قضاء جبل حوران وشيخ آخر يقيم في قرية عرى إلى الغرب من السويداء ويعتمد شيخ السويداء مسؤولاً عن جميع الرعايا الأهليين. ويتفاوض مع السلطة العثمانية باسم سكان الجبل.
وقد قاد الشيخ يحيى الحمدان انتفاضة جبل حوران عام 1838 ضد إدارة محمد علي باشا في بلاد الشام وسياستها في فرض التجنيد وجمع السلاح بالنسبة للجبل واستمر الحمدانيون يتمتعون بمشيخة في الجبل ويسيطرون على جبل حوران بالكامل. لكن مشيختهم قد تحولت من التقرب إلى الشعب وحمل هموم المواطنين ومعاناتهم والدفاع عن قضاياهم إلى الاستبداد بهذا الشعب وامتلاك أراضيه والتحكم بضعفائه والضعفاء بالمفهوم السائد الذي لا يمتلك أرضاً ومن لا يمتلك الأرض فهو ضعيف. وكان هؤلاء الضعفاء يعملون فلاحين لصالح مالك الأرض وأكثرهم من آل الحمدان والعائلات المتنفذة مقابل شيء زهيد. حتى أن شيخ القرية يمكن أن يطرد هذا أو ذاك من أهالي القرية حين يغضب على أحدهم متى شاء وحسب مزاجه لهذا كان يظل الفلاح راضخاً خائفاً من الطرد فيبقى ذليلاً مقابل أن يكسب شيئاً مما زرع.
وكانت هذه المعاملة القاسية الظالمة من زعامة آل الحمدان واحدة من الأسباب التي أدت بهم إلى زوال مشيختهم التي استمرت حوالي قرن من الزمن لكنها انتقلت إلى آل الأطرش في الجزء الجنوبي من الجبل أما الجزء الشمالي فتوزعت زعامته بين عائلات متعددة وقد برز إسماعيل الأطرش في القريا جنوب السويداء مستغلاً أخطاء الحمدانيين في أمور عديدة منها: - أظهر إسماعيل الأطرش دفاعه عن الدروز ضد هجمات البدو أمام أعين الحمدانيين. - استغل إسماعيل الأطرش عدة مناسبات أخطأ فيها الزعيم الحمداني.. من هذه الأخطاء التي عالجها إسماعيل: أن درزياً لبنانياً كان يبيع زيتاً في المزيريب فتعرض للنهب والاعتداء عليه. فقصد الزعيم الحمداني وشكا أمره فقال له ساخراً: اذهب إلى ابن عمك إسماعيل الأطرش. وفعلاً ذهب اللبناني إلى إسماعيل الأطرش وحين سمع منه شكواه هب لنجدته مع جماعته وأعاد إليه ما نهب منه.
تمتع الشيخ وأكد الحمدان من مساعدة إخوانه دروز لبنان أثناء حوادث عام 1860 في حين انطلق إسماعيل الأطرش مع مجموعة من رجاله وعدد من أبناء الجبل لنصرة إخوانه هناك.
قصة أخرى ذكرها المؤرخ تركي الزعبي في كتابه جبل الدروز في العهد العثماني، أدت نتائجها إلى سلب مشيخة عرى من الشيخ واكد الحمدان وتسلمها الشيخ إسماعيل الأطرش ملخص هذه القصة أن تاجر لبنانياً يبيع أمواس حلاقة جاء إلى عرى المركز الثاني لمشيخة آل الحمدان فلما عرف ما يحمله ضحك وقال للرجل أن بضاعتك لا تباع إلا في القريا فهناك إسماعيل الأطرش يقضي حاجتك. فذهب الرجل على بساطته ونزل ضيفاً على الشيخ إسماعيل وأعلمه بما جرى معه في عرى فغضب إسماعيل الأطرش وجميع أقاربه وقدم لكل واحد منهم موساً للحلاقة وقال لهم هذا الموس الكبير لي. وها أنتم قد تسلمتم هديتكم من آل الحمدان شيخ عرى وحين أخبرهم بالقصة فغضبوا وثارت ثائرتهم وسار بهم إسماعيل إلى عرى فانتزع المشيخة منه بالقوة وحل شيخاً عليها وكان عامة الشعب قد تهيأ لهذا الأمر وكذلك شارك أهل السويداء إبراهيم الأطرش ابن إسماعيل وعين أميراً على السويداء بدلاً من واكد الحمدان وتقرب إسماعيل الأطرش من الرحالة الإنكليزي بورتر الذي زار الجبل وحمله رسالة إلى القنصل في دمشق عام 1853.
وفي عام 1882 أصبح إبراهيم الأطرش قائمقام على الجبل. فإن عملية انتقال أضعفت الزعيم الأول وقوة الثاني وقد لاحظ القنصل الفرنسي ذلك التطور فكتب قائلاً: "إن عائلة الحمدان بوجه عام هي العائلة الأولى في المنطقة وإن بدأت تفقد نفوذها بسبب حالة الفقر التي ألمت بها وقلة مشاغل شيوخها إلا أنها ما زالت في أذهان الناس العائلة الأولى في الجبل".
بلم يستطع آل الأطرش أن يمدوا نفوذهم أو مشيختهم إلى المنطقة الشمالية من الجبل كما كان الحمدان مسيطراً وذلك لأن آل عامر كانوا قد نزحوا من الجبل الأعلى في حلب واستقروا بادي الأمر إلى الغرب من جبل الشيخ والمنطقة الشمالية من فلسطين منطقة اسمها دير حنيفة لكنهم لم يستقروا هناك فنزحوا مرة ثانية إلى الجبل منطقة شهبا وتوضعوا في قرية أم الزيتون إلى الشمال من شهبا على مسافة ثلاثة كيلومتر. وقد اشتهرت هذه العائلة في حروبها ضد الوهابيين عام 1811 تقريباً وكان يتزعمهم الشيخ فارس عامر وأخوه الشيخ أسعد وكانا على جانب كبير من الثراء وبدأ الشيخ فارس يخطط للوصول إلى المركز الأول في زعامة الجبل وخاصة حين أحس أن آل الحمدان أخذوا يتراجع في أماكن عديدة.
وبدأ يخسر مواقع من مشيخته فتحالف مع الحمدان أثناء تزعمه الانتفاضة عام 1838 ضد الأطرش وخاصة حين وزع آل الأطرش أبناء عمومتهم على قرى المنطقة الجنوبية وأخذوا يستثمرون الأراضي ويمتلكون نصف أراضي القرى وحرموا الناس من التملك ليظلوا ضعفاء يقومون على خدمتهم وانطلقت الانتفاضة من قرى صلخد امتان وعرمان وملح وأخذ فارس عامر يقف إلى جانب الفلاحين في انتفاضتهم والذين أخذوا يطالبون بالأراضي التي امتلكها الأطرش على أن يعطي له في القرية نصف الربع فقط وتوزع الأراضي على الفلاحين. وكان الشيخ فارس عامر يخطط من خلال وقفته هذه إلى الزعامة الأولى للجبل وأصبح التنافس واضحاً بينهم وبين آل الأطرش لكنهم احتلوا المركز الثاني بعدهم هذا المركز الذي كان يتمتع به آل أبو فخر أثناء زعامة الحمدان. وكان آل عامر يدفعون بالانتفاضة ويشجعونها ويقفون إلى جانبها علهم في حال نجاحها يأخذون المركز الأول وإن فشلت لم يخسروا شيئاً لأنهم تمكنوا من المركز الثاني. لكنهم حققوا من خلالها مكاسب منها أصبح الشيخ وهبي عامر مدير ناحية شهبا وعضوية مجلس إدارة جبل حوران وجاءت هذه الوظائف رداً على آل الأطرش الذين حاولوا إبعادهم عنها. وكان آل عامر يتقربون من القنصل الفرنسي الذي كان على اتصال مستمر معهم وكانت بينهم مراسلات.
وكان آل الأطرش يحثون بعض العائلات في منطقة شهبا ويستقودنهم مع آل عامر ومنهم آل هنيدي والشيخ قاسم الحلبي ومشايخ آل أبو عساف. واستطاع قاسم الحلبي أن يشغل مدير ناحية لاهثة وقد سيطر آل عامر على عدد من قرى منطقة شهبا وصل إلى عشر قرى أما الباقي فتوزعوا في زعامتهم إلى بعض العائلات منهم آل المغوش قريتي خلخلة وأم حارتين وآل زهر الدين في الصورة الكبيرة وآل الحلبي في لاهثة والخالدية وآل السمان قرية ال وآل القلعاني شقا ونمرة وآل شرف وآل أبو عساف أم ظبيب وآل القنطار وغيرهم وقد صدر في جريدة المقتبس العدد 454 تاريخ 22/8/1910 أسماء شيوخ قرى الجبل وإليك أسماء الشيوخ الذين في منطقة شهبا والجدير ذكره أن الجرائد الصادرة في ذلك التاريخ وقبله وبعده محفوظة لدى الصرح الكبير في مكتبة الأسد قسم الأفلام.
ولد فيليب العربي عام 204 في شهبا وهي بلدة صغيرة قريبة من بصرىتقع في الولاية العربية Provincia Arabia، وكان والده أحد شيوخ العرب رئيساً لقبيلةاتسع نفوذها وازداد عدد أفرادها حتى أصبحت قوة لها دورها في دعم الإمبراطورية، التيأصبح رعاياها على اختلاف انتماءاتهم مواطنين لهم جميع الحقوق، وهذا التحول كان قدأجراه "كاراكالا" الإمبراطور السوري الذي حكم روما 211-217م، حمل والد فيليب اسمجوليوس مارينوس وحمل ابنه اسم فيليب الذي شب في بيئة عربية صرفة تؤمن بالحريةويدفعها الطموح إلى العمل والنشاط. وعندما أصبح فيليب ضابطاً في الجيش استطاع أنيثبت ذاته كقائد ناجح، حتى أصبح قائداً للحرس الإمبراطوري. وعندما تمرد جنود جيشالشرق على الإمبراطور جورديان الثالث أصبح فيليب إمبراطوراً 242-249م. باشر إنجازاتهامة في تحسين الجيش لمتابعة قتال الفرس أو لعقد معاهدة صلح معهم وهذا ما حصل،وتعلق بمبادئ الشرعية فقوى من سلطة مجلس الشيوخ وحاول أن يضع حداً لتدخل الجيش فيالسلطة والتمرد على الإمبراطور. وناصر الحرية الفردية. وكان ابنه فيليب الثاني قدنما على أخلاق ومثل أبيه، فشاركه في الحكم عندما شب ونضج، حتى بدا اسم الابنمقترناً باسم الأب على نقود الإمبراطورية، كما أن زوجته مارينا سيفير ولعلها منأسرة سيفيروس الحمصية قد ساعدته في حكمه، وظهرت نقود تحمل صورتها تمجيداًوتكريماً.
ومع أن الوثنية هي عقيدة روما، إلا أن فيليب العربي كان من مناصريالمسيحية، مكرراً ما فعله سلفه كاراكالا. كان فيليب العربي شديد الولاء لوالده، حتىأنه رفع من شأنه إلى مرتبة الإله، وعلى نقود عثر عليها يبدو نسرٌ باسط جناحيه يرفعصورة الأب إلى مصاف وناصر الأرباب. وإثر فتن المتمردين قتل فيليب العربي عام 249مفي معركة ضدهم قرب مدينة فيرونا. وكان في حياته شديد الاهتمام بمدينته الأولى،فأنشأ فيها كثيراً من المباني التي ماتزال حتى اليوم ومنها مدفن الفيليبيوم الذي لميدفن فيه.
نظرة تاريخية على الزعامة الشعبية في منطقة شهبا
تشير جميع الدراسات التاريخية أن آل الحمدان هم أقدم أسرة نزلت الجبل وهم من سلالة الأسرة الحمدانية التي حكمت حلب في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي والتي أخذت على عاتقها حماية الأمة العربية في ذلك التاريخ من هجمات الروم عبر الثغور الحدودية مع تركيا من جهة حلب شمالاً وحين جاؤوا إلى لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني والذي كان حكمه يمتد من حلب إلى عريش مصر وكان الأمير علي وبأمر من والده قد عين حمدان الحمدان أميراً على عجلون عام 1622م وحين استقروا في جبل حوران بعد فترة حملوا لقب شيخ مشايخ جبل حوران وكانت الدولة العثمانية قد كلفتهم في جباية الضرائب من السكان وهذا الأمر كان سائداً لدى السلطة العثمانية على أن يزودوها بما يجمعونه وكان مقر الشيخ الحمداني في السويداء مركز قضاء جبل حوران وشيخ آخر يقيم في قرية عرى إلى الغرب من السويداء ويعتمد شيخ السويداء مسؤولاً عن جميع الرعايا الأهليين. ويتفاوض مع السلطة العثمانية باسم سكان الجبل.
وقد قاد الشيخ يحيى الحمدان انتفاضة جبل حوران عام 1838 ضد إدارة محمد علي باشا في بلاد الشام وسياستها في فرض التجنيد وجمع السلاح بالنسبة للجبل واستمر الحمدانيون يتمتعون بمشيخة في الجبل ويسيطرون على جبل حوران بالكامل. لكن مشيختهم قد تحولت من التقرب إلى الشعب وحمل هموم المواطنين ومعاناتهم والدفاع عن قضاياهم إلى الاستبداد بهذا الشعب وامتلاك أراضيه والتحكم بضعفائه والضعفاء بالمفهوم السائد الذي لا يمتلك أرضاً ومن لا يمتلك الأرض فهو ضعيف. وكان هؤلاء الضعفاء يعملون فلاحين لصالح مالك الأرض وأكثرهم من آل الحمدان والعائلات المتنفذة مقابل شيء زهيد. حتى أن شيخ القرية يمكن أن يطرد هذا أو ذاك من أهالي القرية حين يغضب على أحدهم متى شاء وحسب مزاجه لهذا كان يظل الفلاح راضخاً خائفاً من الطرد فيبقى ذليلاً مقابل أن يكسب شيئاً مما زرع.
وكانت هذه المعاملة القاسية الظالمة من زعامة آل الحمدان واحدة من الأسباب التي أدت بهم إلى زوال مشيختهم التي استمرت حوالي قرن من الزمن لكنها انتقلت إلى آل الأطرش في الجزء الجنوبي من الجبل أما الجزء الشمالي فتوزعت زعامته بين عائلات متعددة وقد برز إسماعيل الأطرش في القريا جنوب السويداء مستغلاً أخطاء الحمدانيين في أمور عديدة منها: - أظهر إسماعيل الأطرش دفاعه عن الدروز ضد هجمات البدو أمام أعين الحمدانيين. - استغل إسماعيل الأطرش عدة مناسبات أخطأ فيها الزعيم الحمداني.. من هذه الأخطاء التي عالجها إسماعيل: أن درزياً لبنانياً كان يبيع زيتاً في المزيريب فتعرض للنهب والاعتداء عليه. فقصد الزعيم الحمداني وشكا أمره فقال له ساخراً: اذهب إلى ابن عمك إسماعيل الأطرش. وفعلاً ذهب اللبناني إلى إسماعيل الأطرش وحين سمع منه شكواه هب لنجدته مع جماعته وأعاد إليه ما نهب منه.
تمتع الشيخ وأكد الحمدان من مساعدة إخوانه دروز لبنان أثناء حوادث عام 1860 في حين انطلق إسماعيل الأطرش مع مجموعة من رجاله وعدد من أبناء الجبل لنصرة إخوانه هناك.
قصة أخرى ذكرها المؤرخ تركي الزعبي في كتابه جبل الدروز في العهد العثماني، أدت نتائجها إلى سلب مشيخة عرى من الشيخ واكد الحمدان وتسلمها الشيخ إسماعيل الأطرش ملخص هذه القصة أن تاجر لبنانياً يبيع أمواس حلاقة جاء إلى عرى المركز الثاني لمشيخة آل الحمدان فلما عرف ما يحمله ضحك وقال للرجل أن بضاعتك لا تباع إلا في القريا فهناك إسماعيل الأطرش يقضي حاجتك. فذهب الرجل على بساطته ونزل ضيفاً على الشيخ إسماعيل وأعلمه بما جرى معه في عرى فغضب إسماعيل الأطرش وجميع أقاربه وقدم لكل واحد منهم موساً للحلاقة وقال لهم هذا الموس الكبير لي. وها أنتم قد تسلمتم هديتكم من آل الحمدان شيخ عرى وحين أخبرهم بالقصة فغضبوا وثارت ثائرتهم وسار بهم إسماعيل إلى عرى فانتزع المشيخة منه بالقوة وحل شيخاً عليها وكان عامة الشعب قد تهيأ لهذا الأمر وكذلك شارك أهل السويداء إبراهيم الأطرش ابن إسماعيل وعين أميراً على السويداء بدلاً من واكد الحمدان وتقرب إسماعيل الأطرش من الرحالة الإنكليزي بورتر الذي زار الجبل وحمله رسالة إلى القنصل في دمشق عام 1853.
وفي عام 1882 أصبح إبراهيم الأطرش قائمقام على الجبل. فإن عملية انتقال أضعفت الزعيم الأول وقوة الثاني وقد لاحظ القنصل الفرنسي ذلك التطور فكتب قائلاً: "إن عائلة الحمدان بوجه عام هي العائلة الأولى في المنطقة وإن بدأت تفقد نفوذها بسبب حالة الفقر التي ألمت بها وقلة مشاغل شيوخها إلا أنها ما زالت في أذهان الناس العائلة الأولى في الجبل".
بلم يستطع آل الأطرش أن يمدوا نفوذهم أو مشيختهم إلى المنطقة الشمالية من الجبل كما كان الحمدان مسيطراً وذلك لأن آل عامر كانوا قد نزحوا من الجبل الأعلى في حلب واستقروا بادي الأمر إلى الغرب من جبل الشيخ والمنطقة الشمالية من فلسطين منطقة اسمها دير حنيفة لكنهم لم يستقروا هناك فنزحوا مرة ثانية إلى الجبل منطقة شهبا وتوضعوا في قرية أم الزيتون إلى الشمال من شهبا على مسافة ثلاثة كيلومتر. وقد اشتهرت هذه العائلة في حروبها ضد الوهابيين عام 1811 تقريباً وكان يتزعمهم الشيخ فارس عامر وأخوه الشيخ أسعد وكانا على جانب كبير من الثراء وبدأ الشيخ فارس يخطط للوصول إلى المركز الأول في زعامة الجبل وخاصة حين أحس أن آل الحمدان أخذوا يتراجع في أماكن عديدة.
وبدأ يخسر مواقع من مشيخته فتحالف مع الحمدان أثناء تزعمه الانتفاضة عام 1838 ضد الأطرش وخاصة حين وزع آل الأطرش أبناء عمومتهم على قرى المنطقة الجنوبية وأخذوا يستثمرون الأراضي ويمتلكون نصف أراضي القرى وحرموا الناس من التملك ليظلوا ضعفاء يقومون على خدمتهم وانطلقت الانتفاضة من قرى صلخد امتان وعرمان وملح وأخذ فارس عامر يقف إلى جانب الفلاحين في انتفاضتهم والذين أخذوا يطالبون بالأراضي التي امتلكها الأطرش على أن يعطي له في القرية نصف الربع فقط وتوزع الأراضي على الفلاحين. وكان الشيخ فارس عامر يخطط من خلال وقفته هذه إلى الزعامة الأولى للجبل وأصبح التنافس واضحاً بينهم وبين آل الأطرش لكنهم احتلوا المركز الثاني بعدهم هذا المركز الذي كان يتمتع به آل أبو فخر أثناء زعامة الحمدان. وكان آل عامر يدفعون بالانتفاضة ويشجعونها ويقفون إلى جانبها علهم في حال نجاحها يأخذون المركز الأول وإن فشلت لم يخسروا شيئاً لأنهم تمكنوا من المركز الثاني. لكنهم حققوا من خلالها مكاسب منها أصبح الشيخ وهبي عامر مدير ناحية شهبا وعضوية مجلس إدارة جبل حوران وجاءت هذه الوظائف رداً على آل الأطرش الذين حاولوا إبعادهم عنها. وكان آل عامر يتقربون من القنصل الفرنسي الذي كان على اتصال مستمر معهم وكانت بينهم مراسلات.
وكان آل الأطرش يحثون بعض العائلات في منطقة شهبا ويستقودنهم مع آل عامر ومنهم آل هنيدي والشيخ قاسم الحلبي ومشايخ آل أبو عساف. واستطاع قاسم الحلبي أن يشغل مدير ناحية لاهثة وقد سيطر آل عامر على عدد من قرى منطقة شهبا وصل إلى عشر قرى أما الباقي فتوزعوا في زعامتهم إلى بعض العائلات منهم آل المغوش قريتي خلخلة وأم حارتين وآل زهر الدين في الصورة الكبيرة وآل الحلبي في لاهثة والخالدية وآل السمان قرية ال وآل القلعاني شقا ونمرة وآل شرف وآل أبو عساف أم ظبيب وآل القنطار وغيرهم وقد صدر في جريدة المقتبس العدد 454 تاريخ 22/8/1910 أسماء شيوخ قرى الجبل وإليك أسماء الشيوخ الذين في منطقة شهبا والجدير ذكره أن الجرائد الصادرة في ذلك التاريخ وقبله وبعده محفوظة لدى الصرح الكبير في مكتبة الأسد قسم الأفلام.