مشاهدة النسخة كاملة : كرهــت ابـي . ؟


المسآفــر
06-13-2009, 03:02 AM
لست أدري هل يمكن أن تكره ألبنت أباها ؟

. وقد سألت نفسي وأنا أسمع قصة هذه ألفتاة أليوم ..

هل العلاقه ألتي تنشأ بالدم تستلزم حتما ألحب والوفاء وألتضحيه ، أم أن علاقة الدم لاتحمل هذه الخلال حتما ، وأن وجودها الحقيقي قائم على ألمعامله ألحسنه والتبادل في ألعواطف والإحساسات
.
.

قالت ألفتاة : منذ طفولتي وأنا أكره أبي ..... لست أدري لماذا ؟ كان قاسيا علي أنا وأخواتي ألبنات . كان متجهما . لايرانا إلا قسا في ألعباره . لم نسمع منه إلا الأوامر وألنواهي ...

كان إذا دخل ألبيت دخلنا غرفنا وإنكمشنا فيها كأننا قطط ..ألغى شخصياتنا وقضى على تفكيرنا . لم نر منه تصرفا رقيقا ولا كلمه فيها حنان أو عطف . كنت أخافه كأنه (دراكولا) أو شبح مخيف . .

ولما تزوجت خرجت من بيته وأنا سعيده . كنت مغتبطه لأنني سأخرج من ألسجن إلى ألحريه ... لم أتصور أن يكون هناك سجن أخر أقسى من هذا السجن .
ولكن حدث مالم أكن أتوقعه ... رأيت في زوجي صورة أبي ... لست أعني بذلك أنه كان قاسيا في معاملتي أو كان يحول بيني وبين
حريتي ... كلا ، لقد منحني من هذه ألناحيه كل ما أريد بل أكثر مما أريد ... ولكني أعني أنني كرهته . . . كان أبي هو الشخص ألوحيد

، ألرجل ألوحيد ألذي عرفته . . تمثلت لي فيه ألرجولة كلها ، ألصنف كله . . من سوء حظي أن عيون زوجي كانت مثل عيون أبي ..

كان إذا نظر لي تصورت أنه أبي ، وكان يدهش وأنا أقول له صارخه أبعدهم عني أنت بتفكرني بابـي . . . ويقول ولكنني لست ابآكي ...

وأبعد وجهي عنه وأقول : ولكنك مثله . . . . أنت من صنف ألرجال تكونت عندي عقده قاسيه ضد ألرجال كلهم .. لم أحب أحدا .. لا زوجي ولا غيره . . . .

ثم حدث تطور صغير في حياتي . . . . خالي . . . لست أدري كيف حدث هذا؟ أحببته على ألرغم من أنه رجل .

. . كان عطوفا رقيقا كثير ألفكاهه والمرح .. كنت أرتاح له وأجد في نفسي الرغبة أن أفضي إليه بكل متاعبي ... أعطاني عواطف الأبوه

ألتي حرمت منها .. كان بالنسبة لي أبا . كنت أشعر معه كما لو كنت طفله صغيره .. وجهت إليه كل عواطفي .. الطاقه التي كانت مكبوته

إنطلقت ..

ثم مات خالي ،......

أصبت بصدمة شديده . ما زلت ألبس السواد عليه ... لقد مات منذ أربع سنوات .. أنت لا تتصور ألحزن ألذي دخل

قلبي ... الحزن والوحده والضياع .طاقة ألحب التي في قلبي، كان لا بد أن أجد شخصا أمنحها له . . . .

وأعطيتها لأبي،... لست أدري كيف

حدث هذا؟ ربما كان نوعا من ألمصالحه بين نفسي وبين ألرجال...وربما لأن خالي عدل فكرتي عن ألرجال...ألمهم أنني أحببت أبي حبا

جنونيا. . . أصبحت أخاف عليه وأكره أن أسمع كلمة تمسه. . .إرتفع أمام عيني إرتفاعا كبيرا. كان أنموذجا للرجل الكامل . . كان

يصلي ويتلو ألقرأن ويحرص على السلوك ألحسن أو هكذا تصورت.!!!

وكانت أمي أحيانا تشكو منه فكنت أدافع عنه وأنا مغمضة العين . . لا أطيق أن أسمع اتهاما يوجه إليه وكانت أمي تقدم الأدله الكافية

لاتهامه،ولكنني لم أكن أسمعها أو أقبلها ،، إن ألحب أعمى كما يقولون. . .كنت في هذه ألفتره أحب أبي أكثر كثير من أمي ..ووقع في

حياتي حينئذ ماحول حياتي تماما.لم أكن أحب زوجي. كان قلبي من هذه الناحيه فارغا. والتقيت برجل اسرني برجولته وقوته ودهشت

لأنني شعرت أن قلبي يتحرك له وينبض به...لقد تمثلت فيه رجولة أبي أو تمثلت فيه ألجنس ألذي منه أبي . ..

لماذا لم أحب زوجي مثلا بدلا من هذا الرجل..؟...

سؤال لم أستطع أن أجيب عليه، ولا أستطيع ألأن...ربما لأن زوجي تمثل لي أول الأمر في صورة أبي ألذي كنت أكرهه.....وربما لأن

زوجي تمثل لي أول الأمر في صورة أبي الذي كنت أكرهه . . . وربما لأنه لم يعرف كيف يعاملني. . .كان يؤثر الجانب ألجسدي

على ألجانب ألروحي وأنا أكره الجسد . ..وربما لأسباب أخرى. .

وماتت أمي، فتركز الحب كله في أبي. أصبحت أحبه بشكل جنوني ولو مات أبي قبل أمي لجننت...والأن مات خالي ،وماتت أمي

فأصبحت طاقة ألحب كلها موجهه إلى أبي،سهرت عشر ليال كامله بجوار سريره حتى شفي من ألصدمه ألتي أصابته بموت أمي.

كنت أبذل له نفسي راضيه.لم يكن يهمني شئ في الدنيا إلا هو ،إلا أن يشفى ويعيش،،،طول عمري لم أقبل يده،ولكني في هذه الايام كنت

أمسك بيده ومن غير مناسبه أقربها إلى فمي وأضمها وأقبلها كأنني أقبل كنز ألحياة والخلود..
ثم وقع التطور ألعجيب ألخطير ..

بدأت أكره أبي .بدأت أرد عليه، وأكاد أقول أشتمه.إنهار المثل الاعلى فيه عرفت بحكم إتصالي الكثير به بعد موت أمي أنه لم يكن أمينا

لها،وأنه ليس أمينا بعد وفاتها، كانت الأمانه أعظم صفة فيه . كنت أدافع عنه إذا إتهمته أمي...والأن أشعر بذنت قاس لأنني كنت أفعل هذا ...

عرفت إن كل إتهاماتها له صحيحه...إنهارت الصوره الجميله..تدهورت الافكار..واختلطت في داخلي الشرور كلها. وأصبحت أعتقد أن الدنيا كلها شر ..وكيف لا أتصور هذا والرجل الذي جعلته المثل الاعلى أراه يتدهور أمامي ويتعرى...وبدأت أكره ألرجل ألذي أحببته.اضطربت كلها في قلبي وعقلي وتفكيري.. لا بد أنه مثل أبي غير أمين وغير صادق،، لا يفكر إلا في شهواته وملاذه ومتعته،،كنت أجد في هذا الحب بعض العزاء،،كان حبا روحيا لا جسد فيه، ولكنه تدهور هو ألأخر، تحطم...وأصابتني هزه خطيره جعلتني في مفترق الطرق ...

وأصبح توجد فضيله أو لا توجد. ؟ هل يوجد رجل أمين أو لا يوجد؟؟ وكان الجواب الذي ألح على إلحاحا أنه لا يوجد ولا يمكن أن

يوجد...وأصبحت في خطر شديد أن أنحرف أنا الأخرى انحرافا كاملا . .
إن ما يعصمنا من الخطأ أنه توجد مقاييس ويوجد ناس يتبعون هذه المقاييس،فإذا تبين لك أن أعظم من كنت تعتقد فيه أنه بعيد عن الانحراف،منحرف شديد الإنحراف،كيف يكون تفكيرك في الأخرين وتقديرك لهم ....إنني في خطر شديد ..وليس أمامي إلا واحد من طريقين، أما أن أنقلب قديسه زاهده ساخطه على ألدنيا وما فيها ومن عليها، وإما أن أنقلب شيطانا أنطلق من كل القيود وحطم كل ألقيود وليس له من هم ألدنيا إلا أن يسخر من الدنيا ، وينتقم للمثل التي عاش من أجلها والفضائل التي آمن بها..

حاول الرجل الذي أحببته أن يعيد إلي ثقتي بالناس وبالحب فسخرت منه وقلت له : أنت مثل أبي ...لا بد أن تكون مثله . ..تخدعني وتخدع ألناس مثل ما كان يفعل أبي فيما مضى ومثل ما يحاول أن يفعله ألأن. . .

قلت له لا تتعب نفسك. كان كلامك في ما مضى غذاءا وسحرا، وهو الأن شوك يغز جنبي...كنت أتأثر منه وبه فيما مضى وهو الأن لا يثيرفي شعوري مثقال ذرة من تأثير. . .أنت مثل كل ألرجال. مثل أبي..

والأن أنا في دوامه ...في حيرة، في قلق ، في حزن.،،، هل تتصور أنني أتمنى أن يموت أبي،،،أبي ألذي عبدته يوما من الأيام....

هل تتصور إنني أشعر أنني أذنبت في حق أمي، وأتمنى لو أستطعت أن أستغفرها وأن أجثو تحت قدميها وأقول لها :حقا كنت ملاكا. . .أما أبي فهو الشيطان، إغفري لي أن دافعت عن ألشيطان يوما من ألأيام.

لماذا علمونا أنه توجد مثل عليا. . .لماذا علمونا أنه توجد فضائل وفضلاء.قل لي: هل يجب أن يكون الأب محبوبا حتى ولو لم يكن أمينا، حتى ولو لم يكن مثلا حسنا، حتى ولو كان مثلا سيئا . . . .

وأنا أيضا أخطأت ، لأنني أحببت غير زوجي، ولكن ألله يشهد أنه كان حبا شريفا،لم تدنسه لمسة من جسد او عين خائنه، ومع ذلك فقد

أفقت إلى خطيئتي وأحسست بها أقسى ما يكون الإحساس...إنني أفكر الأن في التكفير عنها ..وكثيرا ما شعرت كأن ما أنا فيه الآن ليس

إلا تكفير عن هذه الخطيئه، وإلا فما بالك بإنسانه فقدت الثقه في كل إنسان، فقدت ألثقه حتى في نفسها وحياتها.

ولم أستطع أن أقنعها بشئ .قلت إن الأب يجب أن يحب حتى ولو كان مخطئا حتى ولو ركبته ألذنوب من يمين ويسار . . إن الذين

يحتاجون إلى ألحب أكثرهم ألمذنبون ألخطاة . . أما الأطهار الأبرار فليسوا في حاجه كبيره إلى ألحب. ..ألحب الكامل المتسامح الغفور ، فلعله يرده عما هو فيه من شر. . .

قالت: هل البنت هي ألتي ترد الأب إلى ألخير ، أم الأب هو الذي ينبغي أن يردها إلى ألخير ؟.

قلت ألأقوى هو الذي يجب أن يفعل ، سواء كان هو الاب او الأبن أو البنت . . . وأنت هنا الأقوى. . .

سكتت وفرت من عينيها دمعه وقالت : أبي . . كانت هذه الدمعه إيذانا بعودة الحب. . .

الحب الذي لعله لم يذهب.

ليتني طفلة
06-13-2009, 10:57 AM
يعطيك الف عافية

✿~【Řєємi】
06-13-2009, 12:21 PM
الله يَعْطِيكِ الْعَـــآفَيَــهْ عَ رَوُعَــة اَلْطَــرْحَ،،،
بٍإنْتٍظَــار جَدٍيَدكْ بٍكُــلَ شَــوُقْ ...

المسآفــر
06-13-2009, 07:02 PM
ليتني طفلــه .. انرتي متصفحي .

المسآفــر
06-13-2009, 07:03 PM
البرنسيســه .. انرتي متصفحي .. بمرورك العطــر

عـــودالليل
06-14-2009, 01:50 AM
انتقاء جميل جدآ
جميل ماقدمت
واكتمل هذا الجمال بطرحكـ المتميز لهـ

من رقي لآخر

ربي يحفظكـ ويحميكـ

المسآفــر
06-14-2009, 11:46 PM
عود الليل
.
مرورك اسعــد قلبي .. انرت متصفحــك

ندى الورد
06-15-2009, 03:59 AM
يعطيك الف عافية

نادر الوجود
06-17-2009, 03:16 AM
ألــف شــكــر لـك علـى النـقل المــميــز . . ! !
خـالــص الــشــكــر و الــتقـــديـــــــــــــر . . ! !

http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/17/08/1xs2izl9e.gif/gif

ضحكة خجوله
06-17-2009, 03:40 AM
الله يعطيك العافيه