مشاهدة النسخة كاملة : >>عضـــو وشخصيه اسلاميه<<..


مالي شبيه
11-27-2011, 05:54 PM
بسم آلله آلرحمن آلرحيم


عندي فكره



علئ حكم هكرورك فيني تبي موضوع لقسمها الحلو وتحريكه



~~http://www.ba9bnat.com/vb/images/icons/think.gif عضضووؤ وشخخصييه إسسلآإمييه http://www.ba9bnat.com/vb/images/icons/think.gif~~



آعزائي عضوات و أعضآآء منتدانا الغالي {قصايدليل}



أدعوكم هنا



بـُ مووؤضوؤع عضوؤ وشخصيه اسلآميه http://www.ba9bnat.com/vb/images/smilies/ta7a_47.gif



نتعرف بها على شخصيات إسلامية عظيمة تركوآ بصمتهم وآمجآدهم لنآ لكي نقتدي بهم



بـ ُ موضوؤع عضوو وشخصيه إسلآميه



يجب علينآ آن نتعرف عليهم وعلى بطولآتهم وسيرتهم كي يصبحوآ خير منهج نحتذي به ونسرده لآجيآلنآ ليتعرفوا اكثر على هذه الشخصيات آلتي جعلت ملوك كسرى تنحني لهآ



والفكرة هى انى سأختار عضو/هـ من المنتدى واطلب منها أن تأتيتي او ياتي



بمعلومات عن شخصية اسلامية تاريخية ويسردهآ هنآ ومن
ثم ساختار عضو جديد

ملاحظة:
اذا لم يلبى آلعضو آلدعوه لمده 5 ايام سادعو عضو اخر أرجو التفاعل http://www.ba9bnat.com/vb/images/smilies/ta7a_16.gif



اتمنى ان تنال اعجابكم
۩۞۩

دمتم بحفظ الرحمن ..
اختار


صاحبة القسم

هكروك ياقلبي

نظرة الحب
11-27-2011, 07:09 PM
فكره حلوه مالي شبيه

وان شاء الله نشوف كل شي جديد

البرق النجدي
11-27-2011, 11:52 PM
فكره رااائعه يالغلا

وبارك الله فيك وجزيتي خيرا

وننتظر الغاليه هكرووووك

جنــــون
11-28-2011, 09:57 AM
ارسلي لها
وتسلمين ع الموضوع واذا فيه تفاعل يتثبت

جروح العمر
11-28-2011, 08:44 PM
الفكره جميله جدا

والى جانب تحريك القسم

فيها تذكير بشخصيات اسلاميه

مهمه في تاريخنا

NoOoDy
11-28-2011, 10:03 PM
فكره مرا حلوووه
وراح نستفيد بالموضوع هذا
و ي رب نشوف تفاعل

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
11-28-2011, 11:45 PM
يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز ..
لقلبَكـ طُوق الياسمين ..
موضوع مميز يً الغلا
تستاهلي احلى تقييييم

ولي بأك مع اجابتيً

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
11-28-2011, 11:49 PM
بااااااكً

.



التاريخ العالمي والإسلامي

عمر الخطـــــاب


عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين

و أول من نودي بلقب أمير المؤمنين فكان الصحابة ينادونه أبو بكر الصديق بخليفة رسول الله وبعد تولي عمر الخلافة نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله فأتفق الصحابة على تغيير الاسم إلى أمير المؤمنين ، كان من أصحاب محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلي الله عليه و سلم، اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. أمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري.
لقبه الفاروق. وكنيته أبو حفص، وقد لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق والباطل

-الهجرة إلى المدينة:-
كان إسلام عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين رجلاً، ودخل عمر في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها لمحمد وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى المدينة فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادا في جموع المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي".
وفي المدينة آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية عمر، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في المدينة.
-خلافة أبو بكر:-
تمت البيعة لأبى بكر، ونجح المسلمون: الأنصار والمهاجرون في أول امتحان لهم بعد وفاة الرسول ، لقد احترموا مبدأ الشورى، وتمسكوا بالمبادئ الإسلامية، فقادوا سفينتهم إلى شاطئ الأمان. وها هو ذا خليفتهم يقف بينهم ليعلن عن منهجه، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: "أيها الناس، إني قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني (ردوني عن الإساءة)، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندي حتى آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله" كان الإسلام في عهد النبي قد بدأ ينتشر بعد السنة السادسة للهجرة، وبعد هزيمة هوازن وثقيف بدأت الوفود تَرِد إلى الرسول معلنة إسلامها، وكان ذلك في العام التاسع!
-خلافته:-
الاختيار: رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير. وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ. وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذي يختاره للخلافة من بعده ؟ إن الظروف التي تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من الاستقرار! إن الجيوش في أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأي، والإمداد بالسلاح، والعون بالمال والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا وورعًا، فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى مثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك سارع الصديق -رضي الله عنه- باستشارة أولى الرأي من الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضي الله عنه- كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا. إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، فلتكن إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه، وكان أول من سمى بأمير المؤمنين.

-عمر كخليفة للمسلمين:-
كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام الأمة، فقد كان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم عمر يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل!
وكان عمر عفيفًا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين، في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه على المسلمين، ولا يبقي لنفسه منه شيئا.
وكان يقول: أنزلت مال الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن افتقرت أكلت بالمعروف.
وخرج يومًا حتى أتى المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه فوصف له العسل، وكان في بيت المال آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا فإنها علي حرام، فأذنوا له فيها.

-إنجازات عمر الإدارية والحضارية:-
وقد اتسم عهد الفاروق عمر بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
هذا حسب المنظور السني أما الشيعة فيجدون عليه الكثير من الأمور كتقدم الخليفة الشرعي بعد رسول الله وهو علي بن أبي طالب حسب عقيدتهم ، وغلظته ،و استبداده ، وفتحه لبلاد فارس التي ينحدر ويرجع لها الشيعة(أو ما يسمون بالروافض) واعتدائه على بيت رسول الله ولا يرون فيه تلك الشخصية المرموقة الرائعة العفيفة كما عند أهل السنة ...فتحت في عهده بلاد الشام و العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب وأذربيجان و نهاوند و جرجان. و بنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية إلى الشام.
-أولاده:-
*أنجب اثني عشر ولدا، ستة من الذكور هم:-
-عبدا لله
-عبد الرحمن
-زيد
-عبيد الله
-عاصم
-عياض،
*وست من الإناث وهن:-
-حفصة
-رقية
-فاطمة
-صفية
-زينب
-وأم الوليد.
-مماته:-
وعاش عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله لا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة. واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات. وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر المصطفى.

مالي شبيه
11-29-2011, 10:39 AM
الله يسلمكم ويعاافيكم

منوووورين لاعدمتكم

هكروك اختاري احد بعدك

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
11-29-2011, 01:21 PM
اختار ..جمانه..
أوكي الحين ارسل لها الرابط
##
تـــــــمً تـــثـــبـــيـــت الــمــوضــووعًً
##

جُمَانه
11-29-2011, 02:03 PM
,



مآلكْ شبيه :004:
شُكراً من آلآعمآقْ لطرحك آلجميلْ وَ آلقيمْ
لقلبك آلسعآده :004:
هكروك يآقلبيْ
شُكراً على آختيـآركْ لي
وَ لي عوده قريباً لـ آلرد :004:

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
11-29-2011, 02:16 PM
ننضرگ ي الغلا

مالي شبيه
11-30-2011, 11:10 PM
العفوو

جموووونتي

بانتظارك

http://www.gsaidlil.com/vb/mwaextraedit4/extra/94.gif

جنــــون
12-08-2011, 10:58 AM
بااانتظاااااااااارك

جُمَانه
12-08-2011, 03:16 PM
,




يآآآآآآوك .. عُذراً من آلآعمآآآآآآقْ :blushing:
نسيتْ آلموضوع .. :blushing:
شُكراً لـ آلتذكير وَ عُذراً مره اُخرى :blushing::31:
رآجعه آليومْ آرد بـ إذذذذذذذذنه :31:

جُمَانه
12-09-2011, 02:36 AM
,


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



سعد بن أبي وقاص
إنه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
وكان سعد قد رأى وهو ابن سبع عشرة سنة في منامه أنه يغرق في بحر الظلمات، وبينما هو يتخبط فيها، إذ رأى قمرًا، فاتبعه، وقد سبقه إلى هذا القمر ثلاثة، هم: زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، ولما طلع الصباح سمع أن رسول الله ( يدعو إلى دين جديد؛ فعلم أن هذا هو القمر الذي رآه؛ فذهب على الفور؛ ليلحق بركب الساقين إلى الإسلام.
وتظهر روعة ذلك البطل عندما حاولت أمه مرارًا أن ترده عن طريق الإيمان عبثًا، فباءت محاولاتها بالفشل أمام القلب العامر بالإيمان، فامتنعت عن الطعام والشراب، ورفضت أن تتناول شيئًا منه، حتى يرجع ولدها سعد عن دينه، ولكنه قال لها: أماه إنني أحبك، ولكن حبي لله ولرسوله أكبر من أي حب آخر.
وأوشكت أمه على الهلاك، وأخذ الناس سعدًا ليراها عسى أن يرق قلبه، فيرجع عما في رأسه، فيقول لها سعد: يا أمه، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني فإن شئت كلي، وإن شئت لا تأكلي، وعندها أدركت الأم أن ابنها لن يرده عن دينه شيء؛ فرجعت عن عزمها، وأكلت، وشربت لينزل وحي الله -عز وجل- يبارك ما فعل سعد، قال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) [لقمان: 15].
ولازم سعد -رضي الله عنه- رسول الله ( بمكة حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجر مع المسلمين ليكون بجوار رسول الله ( في محاربة المشركين، ولينال شرف الجهاد في سبيل الله، وحسبه أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله وأول من أراق دماء الكافرين، فقد بعث رسول الله ( سرية فيها
سعد بن أبي وقاص إلى مكان في أرض الحجاز اسمه سابغ، وهو من جانب الجحفة، فانكفأ المشركون على المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، فكان أول قتال في الإسلام.
ويوم أحد، وقف سعد يدافع عن رسول الله (، ويحارب المشركين، ويرميهم حتى نالته دعوة الرسول (، حين رآه فسر منه وقال: "يا سعد، ارم فداك أبي وأمي" [متفق عليه]، فكان سعد يقول: ما جمع رسول الله ( أبويه لأحد قبلي، وكانت ابنته عائشة بنت سعد تباهي بذلك وتفخر، وتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله ( يوم أحد بالأبوين.
وذات يوم، مرض سعد، فأتاه رسول الله ( ليزوره، ويطمئن عليه؛ فتساءل سعد قائلاً: إن قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ فقال له النبي (: لا، فقال سعد: بالشطر (نصفه)، قال النبي ( لا. ثم قال (: "الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيّ (فم) امرأتك" [متفق عليه]، وقد رزق الله سعدًا الأبناء، فكان له إبراهيم، وعامر، وعمر، ومحمد، وعائشة.
وقد كان رسول الله ( يحب سعدًا، فعن جابر قال: كنا مع رسول الله (، إذ أقبل سعد، فقال (: "هذا خالي، فليرني امرؤ خاله" [الترمذي والطبراني وابن سعد].
وكان سعد مستجاب الدعوة أيضًا، فقد دعا له النبي ( قائلا: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" [الترمذي].
وعين سعد أميرًا على الكوفة، أثناء خلافة الفاروق عمر -رضي الله عنه- الذي كان يتابع ولاته ويتقصى أحوال رعيته، وفي يوم من الأيام اتجه عمر -رضي الله عنه- إلى الكوفة ليحقق في شكوى أهلها أن سعدًا يطيل الصلاة، فما مر عمر بمسجد إلا وأحسنوا فيه القول، إلا رجلا واحدًا قال غير ذلك، فكان مما افتراه على سعد: أنه لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية -يخرج بالجيش- فدعا سعد عليه قائلاً: اللهم إن كان كاذبًا، فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن، فكان ذلك الرجل يمشي في الطريق، ويغمز الجواري، وقد سقط حاجباه من عينيه لما سئل عن ذلك قال: شيخ مفتون، أصابته دعوة سعد.
وذات يوم سمع سعد رجلاً يسب عليّا وطلحة والزبير، فنهاه فلم ينته، فقال سعد للرجل: إذن أدعو عليك؛ فقال الرجل: أراك تتهددني كأنك نبي؛ فانصرف سعد، وتوضأ، وصلى ركعتين، رفع يديه، وقال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقوامًا سبقت لهم منك الحسنى؛ وأنه قد أسخطك سبه إياهم؛ فاجعله آية وعبرة؛ فلم يمر غير وقت قصير حتى خرجت ناقة هوجاء من أحد البيوت، وهجمت على الرجل الذي سب الصحابة؛ فأخذته بين قوائمها، وما زالت تتخبط حتى مات.
وحينما اشتد خطر الفرس على حدود الدولة الإسلامية أرسل إليهم الخليفة
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا بقيادة سعد بن أبي وقاص، ليقابلهم سعد في معركة القادسية، واشتد حصار المسلمين على الفرس وأعوانهم، حتى قتل الكثير منهم، وعلى رأسهم القائد رستم، ودب الرعب في باقي جنود الفرس، فكان النصر العظيم للمسلمين يوم القادسية، ولم يكن لسعد هذا اليوم فقط في قتال الفرس، بل كان هناك يوم مجيد آخر للمسلمين تحت قيادته، في موقعة المدائن؛ حيث تجمع الفرس في محاولة أخيرة للتصدي لزحف المسلمين، وأدرك سعد أن الوقت في صالح الفرس، فقرر أن يهاجمهم فجأة، وكان نهر دجلة قد امتلأ عن آخره، في وقت الفيضان، فسبحت خيول المسلمين في النهر وعبرته إلى الضفة الأخرى لتقع المواجهة، ويحقق المسلمون نصرًا كبيرًا.
وعندما طعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، اختار عمر ستة من المسلمين ليتم اختيار خليفة منهم، وأخبر عمر أن الرسول ( مات وهو عنهم راض، وكان من هؤلاء الستة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، حتى قال عمر: لو كنت مختارًا للخلافة واحدًا، لاخترت سعدًا، وقال لمن حوله: إن وليها سعد فذاك، وإن وليها غيره فليستعن بسعد، فكان عثمان بن عفان يستعين به في كل أموره.
وحدثت الفتنة آخر أيام الإمام علي -رضي الله عنه- فكان سعد بعيدًا عنهم؛ واعتزلها، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا إليه شيئًا من أخبارها.
وعندما جاءه ابنه عامر يطلب منه أن يقاتل المتحاربين ويطلب الخلافة لنفسه، قال سعد في شفافية المسلم الصادق: أي بني، أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا؟ لا والله حتى أعطي سيفًا، إن ضربت به مسلمًا نبا عنه (أي لم يصبه بأذى)، وإن ضربت به كافرًا قتله، ولقد سمعت رسول الله ( يقول: "إن الله يحب الغني الخفي التقي" [أحمد ومسلم].
وفي سنة (55هـ) أوصى سعد أهله أن يكفوه في ثوب قديم، كان عنده، وياله من ثوب يشرف به أعظم أهل الأرض، قال لهم: لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم.
وتوفي رحمة الله عليه بالعقيق، فحمل على الأعناق إلى المدينة، ودفن بها ليكون آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة وآخر من مات من المهاجرين -رضي الله عنهم-.

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-13-2011, 10:06 AM
ج زاك الله الف خير جمانهً

العضو الثانيً >> نوديً

NoOoDy
12-13-2011, 11:07 AM
عبدالله بن عباس
حبر هذه الأمة
رضي الله عنه وأرضاه


اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل
رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللهم علمه الحكمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللهم بارك فيه وانشر منه
رسول الله صلى الله عليه وسلم

والله انك لاصبح فتياننا وجها، واحسنهم عقلا، وأفقههم في كتاب الله عز وجل
عمر بن الخطاب

ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم لأسلمت.
شقيق




هنالك، جعل من نفسه علامة استفهام دائمة.. فلا يسمع أن فلانا يعرف حكمة، أو يحفظ حديثا، الا سارع اليه وتعلم منه..

وكان عقله المضيء الطموح يدفعه لفحص كل ما يسمع.. فهو لا يعنى بجمع المعرفة فحسب، بل ويعنى مع جمعها بفحصها وفحص مصادرها..

يقول عن نفسه:

" ان كنت لأسأل عن الأمر الواحد، ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".


مواصلة القراءة





ما بلغني عن أخ مكروه قط إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به. هذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فأرض الله واسعة



لأن أقرأ البقرة في ليلة وأتفكر فيها أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة



يا صاحب الذنب لا تأمنن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته. قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب الذي صنعته، وضحكك، وأنت لا تدري ما الله صانع بك، أعظم من الذنب. وفرحك بالذنب إذا عملته أعظم من الذنب، وحزنك على الذنب، إذا فانك، أعظم من الذنب، إذا ظفرت به، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته



لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله، أحب إلي من حجة بعد حجة، ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل



: خذ الحكمة ممن سمعت؛ فإن الرجل ليتكلم بالحكمة وليس بحكيم، فتكون كالرمية خرجت من غير رام.

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-13-2011, 11:38 AM
جزاك الله الف خير نوديً

العضوه <<غراااام>>

jojo
12-13-2011, 06:58 PM
لك بااااك ان اشااء الله
:)

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-13-2011, 08:18 PM
ننتضرك ي الغلا

jojo
12-16-2011, 10:38 PM
أبو بكرالصديق رضي الله عنه


صاحبُ الشّمائل الطيّبة.... والنّفس النقيّة... واللسان الصّادق.. ذو العقل الذي يتكلّل بالوقار، والروح التي تُفيض عذوبةً ومحبّة.. إنّه أعظم البشر بعد الأنبياء، وصاحب رسول الله ورفيقه إلى أعظم هجرة. وثاني اثنين إذهما في الغار...

اشتُهر بقوّة العزيمة وحُسن الرأي، والحلم والتواضع.. والشّجاعة، والعطف على الفقراء.

كان كريماً لا يردّ السّائل والمحتاج، وبسّاماً لا يَعْبِسُ في وجوه الآخرين، ومتواضعاً ومتعاونا يعطف على الصغار ويوقّر الشيوخ الطاعنين في السنّ.

ثمّ ألا يكون صحابي هذه صفاته مبشراً بالجنّة ؟ بلى.. إنه من المبشّرين بالجنّة

نعم هو عبد الله بن أبي قُحافة التيميّ القرشيّ الذي وُلد بمكة سنة إحدى وخمسين قبل الهجرة.

- وهو أول من أسلم من الرجال، كما أسلمَ على يده الكثير من الصّحابة.
- والد أم المؤمنين عائشة، والصحابية الجليلة أسماء ذات النطاقين.

- كان ماشياً ذات يومٍ في طرقات مكّة فأبصر أميّة بن خلف يعذّبُ بلالاً تعذيباً لا يُطاق، فقال لأميّة: "ألا تتّقي الله في هذا المسكين؟ قال: أنت الذي أفسدتَه فأنقِذه مما ترى، فقال أبو بكر: أفعلُ، عندي غلام أسود أجلَد منه وأقوى، على دينك، أعطيكه به، قال: قد قبلت، فقال: هو لك، فأعطاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه غلامه ذلك، وأخذه فأعتقه".

- لقّبَ بالصّديق لأنه صدّق الرسول برسالته، وصدّقه في خبر الإسراء والمعراج.
- لما أخبره رسول الله أنه انتفع بماله كثيراً، بكى وقال: أنا ومالي لك يا رسول الله!
- تولّى خلافة المسلمين بعد رسول الله.
- فأرسلَ جيش أسامة لقتال الروم في بلاد الشام.
- وقاتلَ المرتدّين، وانتصرّ عليهم.
- ثمّ أمر بجمع القرآن خوفاً عليه من الضّياع.
- وليس ذلك فحسب ولكنّ الفتوحات الإسلامية في العراق والشام بدأت في عهده

- ويكفيه فخراً أنّ عليّا عندما سُئلَ من خيرُ الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلّم

أشار إليه رضوان الله عليهم أجمعين..

هذه هي أبرزُ أعمال الغصن المزهر والقلب العاطر والداعية الحكيم والصّادق الصّدوق أبو بكر الصّديق.. الذي قدّم للإسلام أسمى وأغلى مايملك... وقدّم في سبيل صاحبه رسول الله كلّ غالٍ ونفيس.. وظلّ يمضي الصحابي الجليل في رحلة النور حتى وافته المنية عام ثلاث عشرة للهجرة،
ودُفن بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلّم عن عمر يناهز ثلاثة وستين عاماً.
رضي الله عن أبي بكر، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

وتظل هذه نبذه من حياته
والحديث يطول في أفضاله رضي الله عنهـ


واسفهـ على التاخير :)

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-16-2011, 10:52 PM
جزاك الله الف الف خير غرومه
عضواتناالجديده >>صاحبه الموضوع<<
مالي شبيه

مالي شبيه
12-17-2011, 09:30 PM
بااااااااك



عثماان بن عفاان:0353404::0353404:

نسبه

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي.

أمه: أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها: أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي البيضاء توأمة عبد الله بن عبد المطلب فهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأم أم حكيم: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهي جدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقبه

http://www.islamstory.com/images/stories/articles/787/11404_image002.jpgلُقب عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين، والمراد بالنورين ابنتا النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما؛ حيث زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، وحين توفيت زوجه ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنهما، وفي ذلك يقول عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي: قال لي خالي حسين الجعفي: يا بني، أتدري لما سمي عثمان ذا النورين؟ قلت: لا أدري. قال: لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خُلِق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان، فلذلك سمي ذا النورين.

كنيته

كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله، واكتنى به، فكناه المسلمون أبا عبد الله.

مولده

ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح

صفته الخلقية

كان رضي الله عنه رجلاً ليس بالقصير ولا بالطويل، رقيق البشرة، كث اللحية عظيمها، عظيم الكراديس[1]، عظيم ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، يصفر لحيته، أضلع[2] أروح الرجلين[3] أقني[4، خدل الساقين[5] طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه، جعد الشعر أحسن الناس ثغرًا، جمته[6]أسفل من أذنيه، حسن الوجه، والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل أسمر اللون.

زوجاته وأبناؤه

تزوج عثمان رضي الله عنه ثماني زوجات كلهن بعد الإسلام وهنّ: رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أنجبت له عبد الله بن عثمان، ثم تزوج أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة رقية، وتزوج فاختة بنت غزوان، وهي أخت الأمير عتبة بن غزوان، وأنجبت له عبد الله الأصغر، وتزوج أم عمرو بنت جندب الأزدية، وقد أنجبت له عمرًا وخالدًا وأبان وعمر ومريم، وتزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية وأنجبت له الوليد وسعيد وأم سعد، وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، وأنجبت له عبد الملك، وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة الأموية وأنجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو، وقد أسلمت رملة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوج نائلة بنت الفَرافصة الكلبية وكانت على النصرانية وقد أسلمت قبل أن يدخل بها وحسن إسلامها.

أبناؤه: كانوا تسعة أبناء من الذكور من خمس زوجات، وهم:

- عبد الله: ولد قبل الهجرة بعامين، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أوائل أيام الحياة في المدينة نقره الديك في وجهه قرب عينه، وأخذ مكان نقر الديك يتسع حتى مات في السنة الرابعة للهجرة، وكان عمره ست سنوات.

- وعبد الله الأصغر: أمه فاختة بنت غزوان.

– وعمرو: وأمه أم عمرو بنت جندب، وقد روى عن أبيه وعن أسامة بن زيد وروى عنه علي بن الحسين وسعيد بن المسيب وأبو الزناد، وهو قليل الحديث، وتزوج رملة بنت معاوية بن أبي سفيان، توفي سنة ثمانين للهجرة.

- وخالد: وأمه أم عمرو بنت جندب.

- وأبان: وأمه أم عمرو بنت جندب كان إمامًا في الفقه يكنى أبا سعيد، تولى إمرة المدينة سبع سنين في عهد الملك بن مروان، سمع أباه وزيد بن ثابت، له أحاديث قليلة.

- وعمر: وأمه أم عمرو بنت جندب.

- والوليد: وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية.

- وسعيد: وأمه فاطمة بنت الوليد المخزومية، تولى أمر خراسان عام ستة وخمسين أيام معاوية بن أبي سفيان.

- وعبد الملك: وأمه أم البنين بنت عينية بن حصن، ومات صغيرًا.

وأمَّا بناته فهن سبع من خمس نساء، منهن: مريم: وأمها أم عمرو بنت جندب، وأم سعيد: وأمها فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية، وعائشة: وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة، ومريم: وأمها نائلة بنت الفرافصة، وأم البنين: وأمها أم ولد.

زواجه من رقية بنت رسول الله

وقصة ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوج رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة المسد: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}[المسد: 1-5]. قال لهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما، كرامةً من الله تعالى لهما، وهوانًا لابنَيْ أبي لهب.

وما كاد عثمان بن عفان رضي الله عنه يسمع بخبر طلاق رقية حتى استطار فرحًا وبادر، فخطبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منه، وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعة، وكانت هي تضاهيه قسامة وصباحة، فكان يقال لها حين زفت إليه:

أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان.

زواجه من أم كلثوم بنت رسول الله

عرفت أم كلثوم -رضي الله عنها- بكنيتها، ولا يعرف لها اسم إلا ما ذكره الحاكم عن مصعب الزبيري أن اسمها (أمية)، وهي أكبر سنًّا من فاطمة رضي الله عنها.

قال سعيد بن المسيب: "تأيم عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأيمت حفصة بنت عمر من زوجها، فمر عمر بعثمان، فقال: هل لك في حفصة؟ وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه، وذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ أَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ وَأُزَوِّجُ عُثْمَانَ خَيْرًا مِنْهَا: أُمَّ كُلْثُومُ".

وعن أم المؤمنين بنت الصديق -رضي الله عنها- قالت: لما زوج النبي ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن: "هَيِّئِي ابْنَتِي أُمَّ كُلْثُومٍ، وَزِفِّيهَا إِلَى عُثْمَانَ، وَاخْفِقِي بَيْنَ يَدَيْهَا بِالدُّفِّ". ففعلت ذلك، فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة، فدخل عليها فقال: "يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟" قَالَتْ: خَيْرَ بَعْلٍ".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند باب المسجد فقال: يَا عُثْمَانَ، هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صَدَاقِ رُقَيَّةَ، وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا". وكان ذلك سنة ثلاث من الهجرة النبوية في ربيع الأول، وبنى بها في جمادى الآخرة.

ولما توفيت أم كلثوم -رضي الله عنها- في شعبان سنة تسع هجرية تأثر عثمان رضي الله عنه، وحزن حزنًا عظيمًا على فراقه لأم كلثوم، "ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وهو يسير منكسرًا، وفي وجهه حزن لما أصابه، فدنا منه وقال: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَجَّنَاكَهَا يَا عُثْمَانُ".

وهذا دليل حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان، ودليل وفاء عثمان لنبيه وتوقيره، وفيه دليل على نفي ما اعتاده الناس من التشاؤم في مثل هذا الموطن، فإن قدر الله ماضٍ وأمره نافذ، ولا راد لأمره.

كان رضي الله عنه في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه، فهو عريض الجاه ثري، شديد الحياء، عذب الكلمات، فكان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه، لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، ولم يقترف فاحشة قط، فلم يشرب خمرا قبل الإسلام، وكان يقول: إنها تذهب العقل، والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان، وعلى الإنسان أن يسمو به، لا أن يصارعه.

يقول عن نفسه رضي الله عنه: "مَا تَغَنَّيْتُ وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، وَلاَ زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ فِي إِسْلاَمٍ".

وكان رضي الله عنه على علم بمعارف العرب في الجاهلية ومنها: الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، وساح في الأرض، فرحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواما غير العرب، فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره. واهتم بتجارته التي ورثها عن والده، ونمت ثروته وأصبح يعد من رجالات بني أمية الذين لهم مكانة في قريش، فقد كان المجتمع المكي الجاهلي الذي عاش فيه عثمان يقدر الرجال حسب أموالهم، ويُهاب فيه الرجال حسب أولادهم وإخوتهم وعشيرتهم وقومهم، فنال عثمان مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة.

يروي ابن إسحاق: لما أسلم أبو بكر رضي الله عنه أظهر إسلامه، ودعا إلى الله وإلى رسوله، وكان أبو بكر رجلاً مؤلفًا لقومه محببًا سهلاً، وكان أنسب قريش، وكان رجلاً تاجرًا ذا خُلُق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته، وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، فانطلقوا ومعهم أبو بكر، حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام وبما وعدهم الله من الكرامة، فآمنوا وأصبحوا مقرين بحق الإسلام، فكان هؤلاء النفر الثمانية -يعني مع علي وزيد بن حارثة- الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلوا وصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء من عند الله تعالى.

كان عثمان رضي الله عنه قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، ولم يعرف عنه تلكؤًا أو تلعثمًا بل كان سبَّاقًا أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين، فكان بذلك رابع من أسلم من الرجال، ولعل هذا السبق إلى الإسلام كان نتيجة لما حدث له عند عودته من الشام، وقد قصه رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل عليه هو وطلحة بن عبيد الله، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإسلام، ووعدهما الكرامة من الله، فآمنا وصدقا، فقال عثمان: "يا رسول الله، قدمت حديثًا من الشام، فلما كان بين معان والزرقاء، فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبُّوا، فإن أحمد قد خرج بمكة. فقدمنا فسمعنا بك".

لا شك أن هذه الحادثة تترك في نفس صاحبها أثرًا عجيبًا لا يستطيع أن يتخلى عنه عندما يرى الحقيقة ماثلة بين عينيه، فمن ذا الذي يسمح بخروج النبي قبل أن يصلي إلى البلد الذي يعيش فيه، حتى إذا نزله ووجد الأحداث والحقائق تنطق كلها بصدق ما سمع به، ثم يتردد في إجابة الدعوة؟ فقد تأمل في هذه الدعوة الجديدة بهدوء كعادته في معالجة الأمور، فوجد أنها دعوة إلى الفضيلة ونبذ الرذيلة، دعوة إلى التوحيد وتحذير من الشرك، دعوة إلى العبادة وترهيب من الغفلة، ودعوة إلى الأخلاق الفاضلة وترهيب من الأخلاق السيئة، ثم نظر إلى قومه فإذا هم يعبدون الأوثان ويأكلون الميتة، ويسيئون الجوار، ويستحلون المحارم، وإذا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم صادق أمين يعرف عنه كل خير ولا يعرف عنه شر قط، فلم تُعهد عليه كذبة، ولم تحسب عليه خيانة.

أسلم رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومضى في إيمانه قدمًا، قويًّا هاديًا، وديعًا صابرًا عظيمًا راضيًا، عفوًّا كريمًا محسنًا رحيمًا سخيًّا باذلاً، يواسي المؤمنين ويعين المستضعفين، حتى اشتدت قناة الإسلام.

صبره على التعذيب وهجرته إلى الحبشة

أوذي عثمان وعُذب في سبيل الله تعالى على يد عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية الذي أخذه فأوثقه رباطًا، وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين. فقال عثمان: والله لا أدعه أبدًا، ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه، وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والثانية، ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عـــودالليل
12-18-2011, 01:32 AM
جزاكم الله خير
واصلوا

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-18-2011, 03:02 PM
ماليً شبيهً الله يجزاكً الف خيرً

عـود اليلً مشكور على المرور. والله يعطيك الف عافيهً

العضوً التاليً :: سعودي وافتخر ::

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-22-2011, 02:12 AM
بماً ان. اخوناً سعوديً تأخر
نختار عضو. ثاني

غاليتنا::جنووون::

جنــــون
12-23-2011, 03:57 PM
اي شخصيه اتكلم عنها ؟

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-23-2011, 04:53 PM
ايوه حبيبتي اي شخصيهً تبينهاً
ننتضرك ي ذووووقً

جنــــون
12-23-2011, 05:04 PM
طيب


ثواني وراجعه

جنــــون
12-23-2011, 05:20 PM
مولده واسمه ونسبه :
ولد محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 571 م،ويعرف عام مولده بعام الفيل وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي أن يهدم الكعبة فأهلكهم اللّه كما ثبت ذلك في سورة الفيل.
والده: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف مات قبل أن يولد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك ولد يتيماً صلى الله عليه وسلم
وأمه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة.
فلما ولدته أمه أرسلت إلى جدِّه تبشره بحفيده، فجاء فحمله ودخل به الكعبة ودعا له وسماه محمداً. قال تعالى: { ومُبَشِراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِنْ بَعْدِي اسْمهُ أَحْمَدُ } (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_3.htm#1)).
فنسبه صلى الله عليه وسلم من جهة والده هو: (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان) وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ويلتقي نسب أبيه مع أمه في كلاب بن مرة.

رضـاعتـه :
كان من عادة أشراف قريش أن يدفعوا بأطفالهم إلى مراضع من البادية ليعيش الطفل في هواء البادية الصحي في السنوات الأولى من عمره، فيقوى جسمه لذلك التمس عبد المطلب المراضع لمحمد صلى الله عليه وسلم حينما قدم من بني سعد نسوة إلى مكة يلتمسن الرضعاء، وكان من بينهن حليمة السعدية، فما بقيت واحدة منهن إلا أخذت طفلاً إلا حليمة فلم تجد سوى محمد صلى الله عليه وسلم فامتنعت عن أخذه لأنه يتيم الأب أولاً، ولكنها كرهت أن ترجع من غير رضيع مما جعلها تأخذه إذ لا يوجد سواه. فلما أخذته وجدت من بركته صلى الله عليه وسلم شيئاً كثيراً، فمكث صلى الله عليه وسلم في بني سعد سنتين، مدة الرضاعة. ثم ذهبت به حليمة إلى أمه لتطلب منها أن يبقى عندها مدة أخرى. ولما بلغ الخامسة من عمره وقعت حادثة شق الصدر. فقد جاء جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه وصرعه وشق صدره واستخرج قلبه واستخرج منه علقة ، فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده كما كان.
قال أنس راوي الحديث "وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره" (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_3.htm#2)) فلما علمت حليمة بهذه الحادثة خافت عليه فأرجعته إلى أمه.
موت أمه وكفالة جده:
أصبح صلى الله عليه وسلم عند أمه بعدما أرجعته حليمة إليها، فلما بلغ السادسة من عمره ذهبت به إلى يثرب لزيارة أخواله من بني النجار ومعها حاضنته أم أيمن، وفي طريق العودة ماتت أمه في مكان يسمى (الأبواء) بين مكة ويثرب فرجعت به أم أيمن إلى مكة فكفله جدُّه عبد المطلب.

كفالة عمه أبي طالب ورحلته الأولى إلى الشام
بقي صلى الله عليه وسلم في كفالة جدِّه عبد المطلب حتى بلغ الثامنة من عمره، فتوفي جده وقبل وفاته أوصى عمَّه أبا طالب بكفالته صلى الله عليه وسلم، لأنه يعلم حُبَّ أبي طالب لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقد ساعد عمه في العمل بالتجارة، وصحبه في رحلته إلى بلاد الشام، وكان صلى الله عليه وسلم في الثانية عشرة من عمره، وفي مكان يسمى بُصْرى- بين الشام والحجاز- قابلا راهباً يُدْعى بُحَيْرَا الذي عرف محمداً صلى الله عليه وسلم بخاتم النبوة بين كتفيه، وأنه يتيم وأمر عمَّه أن يرجعه إلى مكة خوفاً عليه من اليهود.
زواجه بخديجة رضي اللّه عنها :
عرفت خديجة رضي اللّه عنها عن محمد صلى الله عليه وسلم الصدق والأمانة فطلبت منه أن يتاجر لها، فوافق صلى الله عليه وسلم فذهب بتجارة لها إلى بلاد الشام وعاد من هذه الرحلة بربح كبير، وحكى لها مَيْسَرَةُ غلامها ما رآه من حُسْنِ خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان معه في هذه الرحلة فأعجبت به فخطبها إليه عمه أبو طالب وزوجه إياها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حينذاك في الخامسة والعشرين من عمره، بينما هي في الأربعين من عمرها، وهي أُوْلَى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ولدت له من البنين- القاسم وبه كان يكنى، وعبد الله الذي يلقب (بالطيب والطاهر) ومن البنات زينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم.
البعثة (الرسالة)

عُرِفَ محمد صلى الله عليه وسلم في مكة بالأمانة والصدق والرأي السديد انصرف عن حياة الجاهلية، فلم يشرب الخمر، ولم يسجد لصنم ولم يحلف بالآلهة، وقد حُبّبَ إليه الخَلْوةُ والعُزْلَةُ والتفكير والتدبر في غار حراء الليالي ذوات العدد، كل ذلك قبل البعثة.
ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الأربعين من عمره أُوحِيَ إليه، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح (وهي الرؤيا الصادقة) وكان هذا أول ما بدئ من الوحي.
وفي يوم الاثنين من شهر رمضان فجأه جبريل لأول مرة داخل الغار فقال له: اقرأ. فقال صلى الله عليه وسلم : "ما أنا بقارئ. فأخذه فغطّه حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال: اقرأ. فقال صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ. فأخذه فغطّه الثانية ثم أرسله فقال له: اقرأ: فقال ما أنا بقارئ فأخذه فغطه ثم قال له: {اقْرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَق } (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_4.htm#1)). فرجع بها ترتعد بوادره حتى دخل على خديجة رضي اللّه عنها. فقال: زَمِّلُوني. زَمِّلُوني. فزملوه حتى ذهب عنه الخوف. ثم أخبرها الخبر. فذهبت معه إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان عنده علم من النصرانية فأخبره "أن هذا المَلَك الذي نزل على موسى".
وكان هذا أول ما نزل من القرآن الكريم، ثم انقطع عنه الوحي فترة من الزمن فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، ثم نزلت عليه سورة المدثر، فأخذ صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى التوحيد، ويحذرهم من الشرك.
فكان أول من آمن به من النساء خديجة رضي اللّه عنها. ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه. وأول من آمن من الموالي زيد بن حارثة رضي اللّه عنه. وممن أسلم في وقت مبكر أهل بيت أبي بكر، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد اللّه والزبير بن العوام وخالد بن سعيد بن العاص.
مراحل الدعوة:
بعد أن نزل عليه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى{يَا أَيُّها الْمُدَّثِرُ. قُمْ فَأَنذِر } (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_4.htm#2))
أخذ صلى الله عليه وسلم يدعو سراً فبدأ يدعو من يثق بهم واستمر على ذلك ثلاث سنوات.
ثم أُمِرَ صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة إذْ نزل عليه قوله تعالى:{ وأَنذر عشيرتك الأقربين}(3 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_4.htm#3)).

http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/0018%20GIF%20copy.gif
شكل رقم (2) جبل النور الذي يقع فيه غار حراء


فصعـد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا فصاح. ياصباحاه. فاجتمعت إليه قريش فقـال: يابني فلان، يابني عبـد منـاف. يابني عبـد المطلب "أرأيتكـم لو أخبـرتكـم أن خيلاً تخـرج بسفـح هذا الجبـل. أكنتم مصدقي؟ قالوا: ماجَرَّبنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكـم بين يدي عذاب شديد.

فقام إليه عمه أبو لهب فقال له تباًّ لك. ألهذا جمعتنا فنزل قوله تعالى:{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }


الهجرة إلى الحبشة


بعد أن جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة اشتدّ عليه أذى المشركين فناصبوه العداء بوسائل مختلفة منها: الافتراءات الكاذبة والتهم الباطلة فوصفوه بأنه ساحر وأنه مجنون وأنه كاهن. وكذلك طعنوا في القرآن الكريم فقالوا إنه أساطير الأولين. وكذلك اشتدّ العذاب على المسلمين فأمرهم صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة لأنْ فيها ملكاً لا يُظْلَم عنده أحدٌ فكانت الهجرة إلى الحبشة.
1- هجرة الحبشة الأولى:
وكانت في السنة الخامسة من البعثة وبلغ عدد المسلمين أحد عشر رجلاً وأربع نسـوة وكان عثمان بن عفان رضي اللّه عنه وزوجته رقية بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من أصحاب الهجرة الأولى.
2- هجرة الحبشة الثانية:
سمع أهل هجرة الحبشة "الأولى" أن أهل مكة دخلوا في الإسلام فرجعوا إلى مكة ومنهم عثمان بن مظعون فلم يجدوا الخبر صحيحاً فرجعوا مرة أخرى إلى الحبشة وسار معهم جماعة من المسلمين حتى بلغ عددهم ثلاثة وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة فأرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ملك الحبشة تطلب منه أن يردهم إليها في مكة ولكنه رفض بعد أن تبين له صدق المسلمين

http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/0022.gif


خريطة رقم (3) موقع الحبشة من الجزيرة العربية

وقد هاجر معظم مهاجرة الحبشة إلى المدينة بعد استقرار الإسلام فيها وتأخر جعفر بن أبي طالب ومن معه إلى فتح خيبر في السنة السابعة للهجرة .

رحلته صلى الله عليه وسلم إلى الطائف
في العام العاشر للبعثة مات أبو طالب الذي كان يحمي الرسول صلى الله عليه وسلم من كفار قريش وماتت زوجه خديجة رضي اللّه عنها. التي كانت خير مُعين للنبي صلى الله عليه وسلم .
ونتيجة لذلك ازداد أذى المشركين على الرسول كيف حتى من أقرب الناس إليه فبدأ يتصل بالقبائل المجاورة لمكة فذهب إلى الطائف لدعوة قبيلة ثقيف ومعه مولاه زيد بن حارثة رضي اللّه عنه لكنه لم يجد استجابة لدعوته، بل وجد منهم عذاباً وتكذيباً أشد مما وجده من قبيلة قريش فعاد إلى مكة مرة أخرى فدخلها في جوار المطعم بن عدي.
الإسراء والمعراج :بعد أن تعرض صلى الله عليه وسلم لكثير من الأذى، والمِحَن، والشدائد، في سبيل الدعوة إلى اللّه سبحانه وتعالى، فكذبه قومه وَوَجَدَ ما وجد من قبيلة ثقيف من العذاب، جاءت حادثة الإِسراء والمعراج، تثبيتاً له صلى الله عليه وسلم ، ورفعاً لمكانته، ولقد أسرى به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، قال تعالى: { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بعَبْده لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنا حَوْلَهُ لَنُرِيَهُ مِنْ آياتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_7.htm#1))
وفي هذه الرحلة المباركة فرضت عليه الصلوات الخمس، فقد فرضت عليه أولاً خمسون صلاة ثم سأل ربه التخفيف حتى صارت خمس صلوات وأجرها بخمسين صلاة، وقد أسري به صلى الله عليه وسلم يقظة بجسده وروحه.

دعوة القبائل في موسم الحج:
أخذ صلى الله عليه وسلم يعرض الإسلام على القبائل في موسم الحج وفي العام الحادي عشرِ للبعثة التقى صلى الله عليه وسلم ستة رجال من يثرب من قبيلة الخزرج فدعاهم للإسلام فأسلموا ووعدوه أن يعرضوا الإسلام على أهليهم إذا رجعوا إليهم.
بيعة العقبة
أولاً: بيعة العقبة الأولى:
في العام الثاني عشر للبعثة التقى النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلاً من يثرب وبعد أن دخلوا في الإِسلام بايعوه على :
1- ألا يشركوا باللّه شيئاً.
2- أن يأتمروا بما أمر اللّه به.
3- أن ينتهوا عما نهى اللّه عنه.
وأرسل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وعمرو بن أم مكتوم رضي اللّه عنهما ليعلِّموا الناس أمور الدين الإسلامي وقراءة القرآن والصلاة وغيرها.
ثانياً : بيعة العقبة الثانية:
في العام الثالث عشر للبعثة جاء مصعب بن عمير رضي اللّه عنه ومعه من الذين أسلموا من أهل يثرب ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان (نسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمرو بن عدي) والتقوا الرسول صلى الله عليه وسلم عند العقبة ليلاً وجاء مع النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس بن عبد المطلب وكان مشركاً إلا أنه أراد أن يأخذ عليهم الأمان لابن أخيه، وكان العباس أول متكلم، ثم تكلم الرسول صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى اللّه ورغّب في الإِسلام، فبايعوه على :
1- السمع والطاعة في المنشط والمكره.
2- النفقة في العسر واليسر.
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- ألاَّ تأخذهم في اللّه لومة لائم.
5- أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم.
وبعد البيعة رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة، واستمر في الدعوة، فاشتد أذى قريش على المسلمين، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى يثرب، فهاجر المسلمون فرادى وجماعات سراً، حتى لا يعلم المشركون بالهجرة، وكان أول من هاجر أبو سلمة بن عبد الأسد ومصعب بن عمير وعمرو بن أم مكتوم، ثم بلال بن رباح وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر وعمر بن الخطاب في عشرين من الصحابة، وبقى صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعلي بن أبي طالب وبعض الصحابة.
الهجرة إلى المدينة المنورة
مؤامرة دار الندوة:
رأى صلى الله عليه وسلم في النوم أن دار هجرته هي المدينة، فأمر أصحابه بالهجرة إليها.
ثم أُذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، فاجتمع المشركون في دار الندوة لمنعه صلى الله عليه وسلم من الهجرة، واتفقوا على أن يأتوا بشاب قوي من كل قبيلة فينتظرون محمداً صلى الله عليه وسلم أمام داره فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، فلا يكون أمام بني هاشم إلا قبول الدّية، قال تعالى: { وإذْ يَمْكُرُ بكَ الّذِينَ كَفَروا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّه والله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_9.htm#1)).
فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأمرهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علياً أن ينام في فراشه، وخرج إلى بيت أبي بكر وأخبره أن اللّه أذن له بالهجرة، فقال أبو بكر: "الصحّبة يا رسول اللّه " ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيته وخرج منه وشباب المشركين ينتظرونه، فأخذ حفنة من التراب ونثره على رؤوسهم وهو يتلو آيات من سورة "يس " من أولها إلى قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ }(2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_9.htm#2))
ثُم ذهب إلى بيت أبي بكر وخرجا إلى غار ثورٍ ، قال تعالى: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا في الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبهِ لا تَحْزَنْ إنَّ الله مَعَنَا. فَأَنْزَلَ اللّه سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجِنودٍ لَم تَرَوْهَا} (3 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_9.htm#3)) واختفيا فيه لمدة ثلاثة أيام. وبعد أن عرفت قريش أن محمداً صلى الله عليه وسلم خرج وأن النائم على فراشه هو عليّ. أخذوا يبحثون عنه في كل مكان، لكن اللّه أخفاه عن العيون، ثم جعلت قريش مائة ناقة لمن يأتي به هو وصاحبه حياً أو ميتاً.
صوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :
خرج صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه والدليل عبد اللّه بن أُرَيْقِط- وكان رجلاً خِرِّيتاً أميناً (4 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_9.htm#4))- من غار ثور، وفي الطريق عرض لهم سراقة بن مالك رغبة في الحصول على الجائزة، إلا أنه لم يستطع ذلك ورجع حامياً لهم بعد أن كان طالباً لهم في أول النّهار. واستمروا في السير فوصلوا إلى قباء يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ونزل صلى الله عليه وسلم في قباء على بني عمرو بن عوف، وأقام في قباء مدة أربعة عشر يوماً أسس خلالها مسجد قباء.
ثم سار صلى الله عليه وسلم وصحبه إلى المدينة، وكلما مرَّ بدار من دور الأنصار طلبوا منه النزول عندهم، وهو يقول "دعوها فإنها مأمورة"- أي الناقة-


http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si34.gif
شكل رقم (4) جبل ثور..جنوب شرقي مكة


فسارت حتى بركت في مكان مسجده الآن ، ثم نزل في المدينة على أبي أيوب الأنصاري مدة سبعة أشهر حتى بنى مسجده وحجرات أمهات المؤمنين .
ونظراً لأهمية المسجد في الإسلام ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ به سواء في قباء أم في المدينة لأنه هو مكان اجتماع المسلمين وهو المدرسة الأولى في الإسلام ولا يزال كـذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ما بعـد الهجرة :
بعـد الهجـرة سُمي من جاء من مكة من المسلمين المهاجرين وسُمي من أسلم من أهل المدينة الأنصار . وسميت يثرب دار الهجرة، والمدينة النبوية، ومدينة الرسول.
غزوة بدر الكبرى (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_12.htm#1))
(رمضان من السنة الثانية للهجرة)
سبب الغزوة:
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقطع على قريش طريق قوافلهم التجارية مع بلاد الشام ليضعفهم مادياً، فعلم صلى الله عليه وسلم أن قافلة تجارية بقيادة أبي سفيان ابن حرب قادمة من بلاد الشام تحمل أموالاً عظيمة ويحرسها ثلاثون أو أربعون رجلاً، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه "هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل اللّه أن ينفلكموها" (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_12.htm#2)).
فخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة ومعه 314 رجلاً من الصحابة ومعهم سبعون بعيراً يتعاقبون ركوبها وَفَرَسان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو لبابه وعلى بن أبي طالب يتعاقبون على بعير واحد، وكان صلى الله عليه وسلم لا يريد قتالاً.
خبر القافلة:
لما علم أبو سفيان بخروج المسلمين غيَّر طريق سَيْره إلى الساحل وأرسل إلى قريش ضمضم بن عمرو الغفاري يطلب منهم الخروج للمحافظة على تجارتهم وحماية رجالهم، عند ذلك أعدت قريش جيشاً من ألف رجل ومعهم سبعمائة بعير ومائة فرس، ثم أرسل إليهم مرة أخرى يخبرهم بأنه نجا بقافلته إلا أن قريشاً استمروا في سيرهم حتى وصلوا إلى بدر.

الاستعداد للقتال:
عندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج قريش لقتاله استشار أصحابه إذ أنه لم يخرج للقتال، قال تعالى:{ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُون} (3 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_12.htm#3)).
وقال تعالى: { وإِذْ يَعِدُكُمُ اللّه إِحْدىَ الطَّائِفَتَيْن أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ الله أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ويَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرين}(4 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_12.htm#4)). فوجد منهم استعداداً للقتال وأنهم باعوا أرواحهم للّه فأخذ صلى الله عليه وسلم ينظم الصفوف ويبشرهم بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
بداية المعركة:
في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة التقى الجيشان في بدر، وقد بدأت المعركة بالمبارزة، فقد خرج ثلاثة من المشركين وطلبوا المبارزة وهم: عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة بن ربيعة، فخرج إليهم من المسلمين: عبيدة بن الحارث وعلي ابن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنهم، فبارز عبيدة الوليد. وبارز حمزة عتبة فقتله، وبارز علي شيبة فقتله، أما عبيدة والوليد فقد ضرب كل منهما الآخر، ثم اجتمع حمزة وعلي على الوليد فقتلاه وحملا عبيدة إلى معسكر المسلمين، ثم التحم الجيشان وأمدّ اللّه المسلمين بالملائكة وكتب لهم النصر.

نتائج المعركة:
1- انتصر المسلمون وهُزِمَ المشركون، قال تعالى: { وَلَقدْ نَصَرَكُمْ الله ببَدْر وأنتُمْ أذِلَّةٌ فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(5 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_12.htm#5)).
2- اسَتشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً.
3- غنم المسلمون غنائم كثيرة.
4- قُتِلَ من المشركين سبعون. واُسِرَ منهم سبعون وممن قتل أبو جهل، فرعون هذه الأمة.
5- عرف المشركون أن المسلمين أصبحوا قوة عظيمة.

معركة أحد (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_13.htm#1))
(يوم السبت النصف من شوال سنة 3هـ)
سبب المعركة:
رغب كفار قريش في الثأر لهزيمتهم في غزوة بدر، واسترجاع مكانتهم بين العرب، التي فُقدت في بدر وتأمين طرق قوافلهم التجارية القادمة من بلاد الشام، فأعدّوا جيشاً بلغ ثلاثة آلاف رجل خرجوا به من مكة حتى وصلوا إلى المدينة، وعسكروا قرب جبل أحد.
خروج المسلمين من المدينة:
لما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج قريش استشار أصحابه في البقاء في المدينة أو الخروج لقتال المشركين عند جبل أحد، فأشار أكثرهم بالخروج وخاصة الذين فاتهم الخروج لغزوة بدر، فخرج صلى الله عليه وسلم وتبعه المسلمون، وكان عددهم ألف رجل، وفي منتصف الطريق عاد عبد اللّه بن أبي بن سلول بثلث الجيش.
بداية المعركة:
عندما وصل المسلمون إلى جبل أحد قسم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه قسمين، فجعل قسماً على جبل- عُرفَ بجل الرُّماة- لحماية المسلمين مِنْ خَلْفِهم، وأمرهم بعدم النزول من أماكنهم، والقسم الآخر أمام المشركين، ثم بدأت المعركة وقاتل المسلمون قتالاً شديداً حتى فر المشركون وتركوا الغنائم، فنزل الرّماة لمشاركة إخوانهم في جمع الغنائم ظناً منهم أن المشركين قد ولوا الأدبار وابتعدوا عنهم، فالتف خالد بن الوليد من خلف المسلمين وتغيرت أحداث المعركة، وكان مما حدث:

1- استشهد من المسلمين سبعون رجلاً منهم حمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنه عمّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير رضي اللّه عنه.
http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si0048.gif
خريطة رقم 7

2- جرح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم .
3- قتل من المشركين اثنان وعشرون رجلاً.
وأصدق مصدر تستمد منه المعلومات عن هذه الغزوة القرآن الكريم وذلك في سورة آل عمران، قال اللّه تعالى: { وإذْ غَدَوتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّؤ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتالِ واللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_13.htm#2)).
وقال تعالى: { إِنْ يَمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثلُهُ وَتلْكَ الأيَّامُ نُدَاولُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله الَّذينَ آمَنواْ وَيَتَّخِذَ مِنْكُم شُهَدَاءَ وَالله لا يُحب الظَّالِمينَ } (3 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_13.htm#3)).
وقد اشتملت هذه الغزوة على كثير من الحِكم منها:
1- تنبيه المؤمنين على سوء عاقبة المعصية ومخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله علية وسلم .
2- أن الأنبياء قد يُبْتَلون ويضاعف لهم الأجر كما ثبت في الصحيح "أشد الناس بلاءً الأنبياء".

غزوة الأحزاب 5 هـ
سبب تسميتها بهذا الاسم:
لاشتراك قبائل كثيرة فيها من المشركين واليهود لحرب المسلمين، وقد جاءت تفاصيل هذه الغزوة في القرآن الكريم في سورة الأحزاب، قال تعالى: { يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اْذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُم جُنُودٌ فَأَرسَلْنَا عَلِيْهم رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ الله بمَا تَعْمَلُونَ بَصيراً} (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_14.htm#1)).
عدة الفريقين:
بلغ عدد الأحزاب عشرة آلاف رجل، بينما كان عدد المسلمين ثلاثة آلاف رجل.
حفر الخندق:
تسمى هذه الغزوة الخندق وذلك لأنه عندما علم المسلمون بقدوم الأحزاب أشار سلمان الفارسي رضي اللّه عنه على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر خندق حول المدينة ليصعب على الأحزاب دخولها، وعندما وصل الأحزاب إلى المدينة وجدوا الخندق أمامهم فعسكروا أمامه أكثر من عشرين يوماً.

هزيمة المشركين :
أرسل اللّه سبحانه وتعالى على الأحزاب ريحاً شديدة قلعت خيامهم وقذفت الرعب في قلوبهم فتفرقوا وعادوا إلى ديارهم، قال تعالى: { وردّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهم لم يَنَالُوا خَيْراً وَكَفى اللّه المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ الله قَوياً عَزِيزَاً } (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_14.htm#2))
وبعد غزوة الأحزاب تغيّرت الخطط العسكرية الإسلامية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

صلح الحديبية 6 هـ (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_15.htm#1))
في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة خرج صلى الله عليه وسلم من المدينة ومعه ألف وأربعمائة من المسلمين قاصداً مكة للعمرة، ولما وصل إلى الحديبية علم أن قريشاً ستمنعه من دخول مكة.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي اللّه عنه إلى مكة ليخبر قريشاً أنه لم يأت لقتال.
فبعثت قريش سهيل بن عمرو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فتم الاتفاق على صلح عُرِفَ بصلح الحديبية، وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذا الحدث في سورة الفتح قال تعالى: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_15.htm#2)).
وكانت شروط الصلح هي:
1- أن توقف الحرب بين الطرفين لمدة عشر سنوات.
2- أن يرد المسلمون كل شخص يأتيهم من قريش مسلماً بغير إذن قريش.
3- أن لا تَرُدَّ قريش من يعود إليها من المسلمين.
4- من أراد من القبائل أن يدخل مع المسلمين دخل معهم ومن أحب أن يدخل مع قريش دخل معها، فدخلت خزاعة مع المسلمين ودخل بنو بكر مع قريش.

5- أن يعود المسلمون في هذا العام ويأتوا للعمرة في العام القادم. بشروط هي:
(أ) أن يدخلوا مكة معتمرين بدون سلاح إلا السيوف في أغمادها.
(ب) أن يدخلوها بعد أن تخرج منها قريش.
(جـ) ألاَّ تزيد إقامتهم على ثلاثة أيام.
وكانت نتائج الصلح:
1- تفرُّغُ الرسول صلى الله عليه وسلم لحرب اليهود وفتح خيبر.
2- تفرُّغُ الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة ومكاتبة الملوك والأمراء.
3- اعتراف قريش بالمسلمين وأثر ذلك في القبائل العربية الأخرى.
4- حصول المسلمين على المغانم، كما قال تعالى: { وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هِذِهِ وَكَفَّ أيدي النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً للْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} (3 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_15.htm#3)).

5- خروج شباب من قريش إلى المدينة بعد أن أسلموا فلم يسمح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقاء فيها، فذهبوا واستقروا بالعيص وقطعوا طريق التجارة بين مكة وبلاد الشام، فطلبت قريش من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسمح لهم بالإقامة في المدينة،
http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si0055.gif

موقف النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود
لما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة كان بها ثلاث قبائل من اليهود هم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، واليهود من طبعهم الغدر والخيانة فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمن خيانتهم فعقد معهم معاهدة أَمْنٍ وتعاون، إلا أنهم سرعان ما خانوا هذه المعاهدة.
أولاً: خيانة بني قينقاع :
وهم أول من خان العهد من اليهود وذلك بسبب إخلالهم بالأمن ومجاهرتهم بالعدوان بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر، فجمعهم الرسول صلى الله عليه وسلم في سوقهم وقال لهم "يا يهود أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشاً في بدر فقالوا له إنك قابلت أناساً لا يعرفون القتال ولو قاتلتنا لعرفت إنا نحن الرجال " (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_16.htm#1)). فأظهروا العداء للمسلمين، فسار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة وحاصرهم خمسة عشر يوماً حتى قذف اللّه الرعب في قلوبهم. فنزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بإخراجهم من المدينة، فخرجوا إلى بلاد الشام.
ثانياً: خيانة بني النضير:
ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم يطلب مساعدتهم في دفع دية قتيلين قتلهما عمرو بن أمية الضمري خطأ، فقالوا: نعينك يا أبا القاسم، ثم تآمروا على قتله بإلقاء حجر عليه من على سقف منزل كان يجلس إلى جنب جداره فأخبره اللّه بذلك، فرجع إلى المدينة وجمع المسلمين ثم سار إليهم وكان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة وحاصرهم فامتنعوا بحصونهم ولكن اللّه قذف في قلوبهم الرعب فوافقوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسألوه أن يسمح لهم بالخروج ويترك لهم أموالهم ودماءهم وما حملت الإبل. ففعل الرسول صلى الله عليه وسلم فخرجوا من المدينة بعد أن خرّبوا بيوتهم بأيديهم، إلى خيبر وبلاد الشام قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِين كَفَروا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِن ديارِهِمْ لأوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظنَنتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللُه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهُمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنينَ فَاعْتَبِروا يا أُولي الأبْصَارِ }(2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_16.htm#2)).

ثالثاً: خيانة بني قريظة:
وذلك باتفاقهم مع الأحزاب على مهاجمة المسلمين من الخلف،وبعد نهـاية غزوة الأحزاب أمر اللّه سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسير إلى بني قريظة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للذين معه "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فساروا إليهم وحاصروهم خمساً وعشرين ليلة حتى أتعبهم الحصار وشق عليهم، ثم نزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة. فشفعت لهم الأوس، فقال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأوس "ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم " قالوا: بلى فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " فذلك إلى سعد بن معاذ ". فجيء بسعد رضي اللّه عنه، وقد أصيب بسهم في غزوة الأحزاب، فقال: إني أحكم فيهم:


1- أن تقتل الرجال 2 - وتقسم الأموال.
3- وتُسْبي الذراري والنساء فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبع سماوات) وبذلك انتهى وجود اليهود في المدينة.

غزوة خيبر في المحرم سنة 7 هـ
موضع خيبر ومكانتها الاقتصادية:
خيبر واحة زراعية تقع شمال المدينة المنورة، وتبعد عنها حوالي 165كم وامتازت خيبر بخصوبة أرضها ووفرة مياهها فاشتهرت بكثرة نخيلها، وما تنتجه من الحبوب والفواكه لذلك كانت توصف بأنها قرية الحجاز ريفاً ومنعة، وكان بها سوق يعرف بسوق النَّطاة تحميه قبيلة غطفان التي تعتبرخيبر ضمن أراضيها، وكان بها نشاط واسع للصيرفة.
سبب غزوة خيبر:
بعد صلح الحديبية وجد صلى الله عليه وسلم الوقت المناسب لحرب اليهود لأنهم أظهروا العداء للمسلمين ودخلوا مع الأحزاب في حرب المسلمين في السنة الخامسة من الهجرة، قال تعالى: { وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ، وَمَغَانِمَ كَثِيرةً يأْخُذُونَهَا وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً } (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_17.htm#1)).
فتح خيبر:
سار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في المحرم من السنة السابعة للهجرة ومعه الذين كانوا في صلح الحديبية، فصلى الصبح بخيبر، وقد خرج عدد من اليهود إلى مزارعهم فلما رأوا المسلمين هربوا إلى ديارهم، فقال صلى الله عليه وسلم "اللّه أكبرخربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ". وحاصر صلى الله عليه وسلم يهود خيبر وقاتلهم قتالاً شديداً حتى تم للمسلمين فتح خيبر.

بقاء اليهود في خيبر:
عندما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم إخراج اليهود من خيبر طلبوا منه البقاء فيهاعلى أن يدفعوا للمسلمين نصف ما تنتجه الأرض، فقبل صلى الله عليه وسلم ، بشرط أن يخرجهم المسلمون منها متى أرادوا، وقد وافقهم الرسول صلى الله عليه وسلم طمعاً في إسلامهم فقال لعلي رضي اللّه عنه " فو اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النّعم " وتمّ إخراجهم منها في عهد عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
النتائج:
1- استشهد من المسلمين عشرون رجلاً.
2- قُتِلَ من اليهود ثلاثة وتسعون.
3- غنم المسلمون غنائم كثيرة وأزالوا خطر اليهود الذي كان يهددهم.
4- مسارعة أهل فدك في شمال خيبر إلى طلب الصلح. فكانت خالصة لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم .

فتح مكة 8 هـ
سبب فتح مكة :
في العام الثامن للهجرة نقضت قريش صلح الْحُدَيْبِيَة وذلك عندما أمدت بني بكر بالمال والسلاح للاعتداء على خزاعة الذين دخلوا مع المسلمين في صلح الحديبية.
فقدم عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشاً خانوا العهد.
خروج المسلمين إلى مكة :
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعداد سراً حتى لا تعلم قريش بذلك، فاجتمع إليه عشرة آلاف رجل، سار بهم صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة حتى (مَرُّ الظهران) قريبا من مكة الذي يسمى الآن بوادي فاطمة.
خروج أبي سفيان وإسلامه :
خرج أبو سفيان (صخر بن حرب) من مكة يتحسَّس الأخبار فالتقاه العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم وسار به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب له الأمان فأمنه صلى الله عليه وسلم ودعاه إلى الإِسلام فأسلم، ثم قال: العباس للنبي صلى الله عليه وسلم " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً" فقال صلى الله عليه وسلم "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن " ولم يسمح الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان بالعودة إلى مكة حتى يرى جيش المسلمين، ولما رجع أخبر قريشاً أن محمداً قد جاءهم بما لا قدرة لهم على مقاومته.

دخول المسلمين مكة:
بعد ذلك قسّم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه أربع فرق وجعل على كل فرقة قائدا.
1- الفرقة الأولى بقيادة الزبير بن العوام تدخل مكة من أعلاها.
2- الفرقة الثانية بقيادة خالد بن الوليد تدخل مكة من أسفلها.
3- الفرقة الثالثة بقيادة أبي عبيدة بن الجراح تدخل مكة من الشرق.
4- الفرقة الرابعة بقيادة قيس بن سعد بن عبادة تدخل مكة من الجهة الأخرى.
فدخلوا جميعاً مكة دون مقاومة، وتم للمسلمين فتح مكة.
ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة، متواضعاً للّه، وهو يردد سورة الفتح حتى وصل إلى البيت، وطاف بالكعبة سبعة أشواط واستلم الركن بمِحْجَنِه كراهة أن يزاحم الطائفين وتعليماً لأمته. وأخذ يكسر الأصنام وكان عددها ثلاثمائة وستون صنماً وهو يتلو قوله تعالى: { وَقُلْ جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً} (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_18.htm#1)). ثم دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة وصلى بها .

http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si0067.gif
خريطة رقم 10
ما بعد الفتح:
بعد أن صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالكعبة وقف على بابها وقريش صفوف في المسجد ينتظرونه، ثم قال: "يا معشر قريش ما تظنون إني فاعل بكم " قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: صلى الله عليه وسلم "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وبقي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوماً، بعث خلالها السرايا لتحطيم الأصنام ونشر الإسلام.
وكان لفتح مكة أثر كبير في نفوس العرب فقد شرح اللّه صدر كثير منهم للإِسلام وصاروا يدخلون في دين اللّه أفواجا. قال تعالى: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّه والفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِين اللّه أَفْوَاجا. فَسَبحْ بِحَمْدِ رَبكَ واسْتَغْفرْه إِنَّهُ كَانَ تَواباً } (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_18.htm#2)).

غزوة حُنَيْن 8 هـ
سبب الغزوة :
بعد فتح مكة دخل الناس في دين اللّه أفواجا، إلا بعض القبائل ومنها قبيلة هوازن، فقد قام سيدها مالك بن عوف النضري يدعو لحرب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأجابته قبيلة ثقيف من الطائف فخرج بالقبيلتين وساق معه النساء والأطفال ليقاتل كل رجل بقوة عن أهله، وسار بهم حتى وصل إلى وادي حنين.
خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حنين :
لما علم صلى الله عليه وسلم بذلك خرج من مكة ومعه عشرة آلاف من الذين خرجوا معه من المدينة وألفان من أهل مكة، حتى وصل إلى حنين في العاشر من شوال سنة ثمان من الهجرة.
بداية المعركة:
سبق المشركون إلى وادي حنين وتفرقوا في شعاب الوادي وجباله واستعدوا للحرب، فوصل المسلمون ودخلوا الوادي قبل طلوع الشمس، فبدأت المعركة بهجوم من المشركين فتراجع المسلمون إلى الخلف.

ثبات النبي صلى الله عليه وسلم:
عندما تراجع المسلمون ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه ومعه عدد قليل من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلىّ والعباس، ثم أمر صلى الله عليه وسلم عمه العباس أن ينادي يا معشر الأنصار والمهاجرين فاجتمعوا مرة أخرى، فأخذ صلى الله عليه وسلم حفنة من التراب ورمى بها إلى الأعداء وقال "اللهم أنزل نصرك " فبدأ القتال وشد المسلمون على المشركين ففروا وتركوا خلفهم الغنائم والنساء والأطفال، وفي ذلك نزلت قوله تعالى: { لَقَدْ نصَرَكُم الله فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة وَيَوْمَ حُنَينٍ إِذ أَعْجَبَتْكُم كَثرَتُكُم فَلَمْ تُغن عَنكُم شيئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرضُ بمَا رَحُبَت ثُمَّ وَليتم مُدبِرِينَ ثم أَنزلَ اللّه سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولهِ وَعَلَى الَمُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوهَا وَعَذَّبَ الذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ } (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_19.htm#1)).
وأمر الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالغنائم والسَّبي أن تجمع في الجعْرانة، وكان عدد شهداء المسلمين في هذه الغزوة أربعة رجال.
http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si0072.gif

غزوة الطائف
بعد انتصار المسلمين في حنين فرّ المشركون إلى الطائف وأغلقوا عليهم أبوابها، فتبعهم المسلمون وحاصروهم أكثر من خمسة عشر يوماً، ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالرجوع إلى الجِعْرانة، فأخذ يوزع الغنائم فَقَدِمَ عليه وفد من قبيلة هوازن يطلبون النساء والأطفال، فرد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم النساء والأطفال بعد إسلامهم ثم قدم مالك بن عوف مسلماً فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أهله وماله وأكرمه بمائة من الإبل وأمّره على قومه (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_20.htm#1)). ثم اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ودخل مكة، ومنها خرج إلى المدينة بعد قضاء عمرته

حجة الوداع 10 هـ
الحج هو الركن الخامس من أركان الإِسلام فُرِضَ في السنة التاسعة من الهجرة، فأمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يحج بالناس في هذا العام، - ويجب الحج والعمرة مرة في العمر على المسلم البالغ العاقل الحر إذا استطاع إليه سبيلا- وفي العام العاشر من الهجرة عزم نجد على الحج وأعلن للناس أنه حاج فبلغ عدد من حج معه قرابة مائة ألف حال.
خروجه صلى الله عليه وسلم :
خرج صلى الله عليه وسلم للحج في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة، ووصل إلى مكة في اليوم الرابع من شهر ذي الحجة، وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وأمر الذي لم يكن معه هدي بالتحلل.
أعمال الحج:1- وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة (يوم التروية) (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_21.htm#1)) خرج من مكة إلى منى وصلى بها الصلوات المفروضة قصراً دون جمع..
2- بعد شروق شمس اليوم التاسع توجه صلى الله عليه وسلم إلى عرفات وكان يوم جمعة. فلما زالت الشمس خطب وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام وهدم قواعد الجاهلية، وقرر تحريم الدماء والربا والأموال وأوصاهم بالنساء خيرا، وفي ذلك اليوم نزلت عليه قوله تعالى.{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ } (2 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_21.htm#2)). ووقف صلى الله عليه وسلم في عرفة حتى غربت الشمس بعد أن صلى بها الظهر والعصر جمع تقديم، ثم سار صلى الله عليه وسلم إلى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء جمع تأخير.

3- وقبل شروق شمس اليوم العاشر خرج صلى الله عليه وسلم إلى منى فرمى جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات ثم نحر الهدي ثم حلق رأسه وأفاض إلى مكة فطاف طواف الإفاضة ثم رجع إلى منى.
4- أيام التشريق: بعد أن رجع إلى منى بات فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر. فكان يرمي الجمرات الثلاث في كل يوم بعد الزوال.
5- بعد نهاية مناسك الحج طاف صلى الله عليه وسلم طواف الوداع وخرج من مكة إلى المدينة بعد أن علّم الناس مناسك حجهم.

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
بداية المرض:
بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج ظهرت عليه علامات التعب. وفي أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة مرض صلى الله عليه وسلم . وقد بدأ مرضه في بيت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي اللّه عنها.
الرسول صلى الله علية وسلم يصرف أمور المسلمين في مرضه :
عندما كان صلى الله عليه وسلم في مرضه كان يُصرف أمور المسلمين ومن ذلك تجهيز جيشه أسامة بن زيد رضي اللّه عنه لحرب الروم. وكان ينتقل في كل ليلة إلى بيت من بيوت أزواجه.
الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة:
لما اشتد عليه مرضه استأذن نساءه أن يُمرَّضَ في بيت أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها فَأَذِنَّ له.
دخل صلى الله عليه وسلم بيت أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها فلما حان وقت صلاة العشاء ثقل عليه المرض حتى أنه لم يستطع الخروج للمسجد. فكان يقول "أصلى الناس " ويقولون لا هم ينتظرونك يا رسول اللّه. فأغمى عليه وعاوده الإِغماء ثلاث مرات وفي كل مرة يسأل "أصلى الناس " ويقولون له لا هم ينتظرونك يا رسول اللّه.
صلاة أبي بكر بالناس :
لمّا لم يستطع أن يصلي صلى الله عليه وسلم بالناس أمر أبا بكر أن يصلي بالناس. وفي أحد أيام مرضه خرج صلى الله عليه وسلم على الناس وهو بين رجلين لصلاة الظهر فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأشار إليه أن يبقى مكانه فصلى أبو بكم قائماً والرسول صلى الله عليه وسلم جالساً .
وفي يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول خرج صلى الله عليه وسلم على الناس فنظر من تحت ستر حجرة عائشة رضي اللّه عنها، وأبو بكر يصلي بهم وهم صفوف خلفه في المسجد فتبسم صلى الله عليه وسلم ثم دخل الحجرة وأرخى الستار.
وفي نصف النهار من يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر صلى الله عليه وسلم توفي في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة.
موقف أبي بكر رضي الله عنه :
لما سمع الصحابة خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصدق أكثرهم بذلك، وكان أبو بكر رضي اللّه عنه في مسكنه بالسنح فجاء فدخل حجرة عائشة وكشف عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقبله ثم قال: "بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتاً" ثم خرج إلى الناس وخطب الناس فقال: بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه، أما بعد: فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كار يعبد اللّه فإن اللّه حي لايموت، ثم تلا قوله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ علَى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ الله شَيْئاً وَسَيَجْزى اللّه الشَّاكِرينَ } (1 (http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si3_22.htm#1)) . عند ذلك عرف الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات. ثم غُسلَ وكُفن ودُفن في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها في المكان الذي قبض فيه.

جنــــون
12-23-2011, 05:23 PM
الشخصيه اللي تكلمت عنها هو سيد الخلق / محمد عليه افضل الصلاه والسلام

والف شكر على دعوتكم لي ..،

احترامي

http://i1.tagstat.com/image02/e/db4f/002B002bJJf.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-23-2011, 05:55 PM
الله عليك جنوووونً
الله يجزاك الف الف خيييييير
جداً طرحك رااااااقً لي ي مبدعه
شكرًا من الاعمااااااق. ي ضيً

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-23-2011, 05:56 PM
العضوًه الجديدْه :: انفاسگ دفآي ::

*http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

أنفاسك دفاي
12-24-2011, 09:03 AM
يسلمو ع الموضوع الرائع
و ع الإستضاف الحلوة
ولـي بـــــاك بإذن الله

أنفاسك دفاي
12-24-2011, 05:46 PM
http://www.alnabkvb.net/vb/uploaded/1073_1193307575.jpg
نسب سعد وحياته

هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الاشهل, كنيته: اباعمرو , وامه كبشه بنت رافع بن معاويه ابن الابجر , زوجته: هند بنت سماك بن عتيك بن رافع بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الاشهل وهي عمة( اسيد الخضر ) الصحابي المعروف واحد سادات الاوس.

مولده: ولد سعد في السنه التاسعه عشرة قبل البعثه وهو اصغر من الرسول عليه الصلاة والسلام باحدى وعشرين سنه.

اسلامه: اسلم على يد مصعب بن عمير قبل الهجرة بعامين وقال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام0

صفاته: كان سعد بن معاذ رضي الله عنه جسيما جميلا طويلا ابيض اللون, مححب الى النفس وكان هادئا قليل الكلام.عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة آخي بين سعد بن معاذ ، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

سعد بن معاذ في غزوة بدر: حمل رضي الله عنه لواء الأنصار ، وخطب أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث على الجهاد وقال : "فوالذي بعثك بالحق نبياً لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك" . بنى - رضي الله عنه - في بدر عريشاً للنبي صلى الله عليه وسلم ليشرف منه على المعركة ، وقام على باب العريش شاهراً سيفه دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم .

سعد بن معاذ في غزوة احد:كان رضي الله عنه من الأبطال ، وكان في طليعة المجاهدين ، وعندما اضطرب الموقف ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل دونه.

سعد بن معاذ في غزوة الخندق: أصيب سعد رضي الله عنه، فكانت إصابته طريقاً إلى الشهادة إذ لقي ربه بعد شهر متأثراً بجراحه ولكنه لم يمت حتى شفي صدراً من بني قريظة حيث حكّمه رسول الله صلــى الله عليه و سلم فيهم فحكم بأن يقتل مقاتليهم وتسبى ذراريهم. وتقسم أموالهم0 فقال رسول الله صلــى الله عليه و سلم:" لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع" أي سبع سموات.

وفاته: عندما انقضى شأن بني قريظة انفجر بسعد بن معاذ جرحه واستجاب الله لدعوته , وقد شهد مصير بني قريظة وجعلها الله له شهادة وقد ذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام قال وقد ذكر الحمى: من كانت به فهي حظه من النار, فسألها سعد ربه, فلزمته فلم تفارقه حتى فارق الدنيا, واجابه الله على سؤاله وسمع دعائه.

اعيد سعد الى قبته التي ضربها له رسول الله في المدينه, فحضره رسول الله عليه الصلاة والسلام وابو بكر وعمر , قالت عائشه: فو الذي نفس محمد بيده اني لاعرف بكاء ابي من بكاء عمر وانا في حجرتي. واخذ الرسول عليه الصلاة والسلام راس سعد ووضعه في حجره , وسجي بثوب ابيض , فقال رسول الله: اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك, وصدق رسولك,وقضى الذي عليه, فتقبل روحه بخير ماتقبلت به روحاً.فلما سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثم قال : السلام عليك يارسول الله, اما اني اشهد انك رسول الله , ولما راى اهل سعد ان رسول الله قد وضع راسه في حجره ذعروا واعتقدوا ان اجله قد حان , وقال سعد: جزاك الله خيراً يارسول الله من سيد قوم , فقد انجزت الله ماوعدته , ولينجزنك الله ماوعدك.

وقد روي ان جبريل عليه السلام اتى رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قبض سعد من جوف الليل معتمرا بعمامة من استبرق , فقال: يامحمد من هذا الميت الذي فتحت له ابواب السماء واهتز له العرش؟ فقام الرسول عليه الصلاة والسلام يجر ثوبه الى سعد فوجده قد مات.
وكانت امه تبكي وتقول:
ويل سعد سعدا صرامة وحدا
وسؤددا ومجدا وفارسا معدا
سد به مسدا يقد هاما قدا

فقال عمر بن الخطاب : مهلا ام سعد لا تذكري سعداً فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : كل نائحة تكذب الا نائحة سعد بن معاذ

وحمل الناس جنازته و فوجدوا له خفة مع انه كان رجلا جسيما فقالوا ذلك , فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ان له حملة غيركم, والذي نفسي بيده , لقد استبشرت الملائكه بروح سعد واهتز له العرش. فلما دفن سعد تغيروجه الرسول عليه الصلاة والسلام فسبح, فسبح الناس معه ثم كبر وكبر الناس معه فقالوا: يارسول الله مم سبحت؟ قال: لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرجه الله عنه.

وروت عائشة رضي الله عنها ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال:ان للقبر لضمة لو كان احد منها ناجياً لكان سعد بن معاذ. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام لام سعد:الا يرقأ دمعك ويذهب حزنك ان ابنك اول من ضحك الله له واهتز له العرش. واتى رسول الله عليه الصلاة والسلام بثوب من حرير فحعل اصحابه يتعجبون من لينه فقالل الرسول عليه الصلاة والسلام : لمناديل سعد بن معاذ في الجنه الين من هذا .

وروي عن الرسول عليه الصلاة والسلام انه قد حضر جنازة سعد بن معاذ سبعون الفاً من الملائكه نزلوا الى الارض لاول مره . وذكر من حضر قبره ان رائحة المسك كانت تفوح من ذلك التراب .

دفن رضي الله عنه بالبقيع وكان عمره سبعا وثلاثين سنة في سنه خمس من الهجره

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-24-2011, 08:18 PM
چ ـزآگ الله الفْ خير ي الغلا
بارك الله فيك على هالرد

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-24-2011, 08:19 PM
عضوتناً الجديدهْ ...؟!

** جروح العمر **

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

جروح العمر
12-24-2011, 08:46 PM
لي عودة قريبه

باذن الله

جروح العمر
12-25-2011, 08:58 PM
سعد بن ابى وقاص

سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيُّ
وَاسْمُ أَبِي وَقَّاص هوٍ: مَالِكُ بنُ أُهَيْبِ
أَحَدُ العَشَرَةِ، وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَأَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْراً، وَالحُدَيْبِيَةَ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى.

اسلامه
كان سعد بن أبى وقاص من أوائل من أسلم بالله و رسوله
عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: سَمِعْتُ سَعْداً يَقُوْلُ:
مَا أَسْلَمَ أَحَداً فِي اليَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَ لَيَالٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ

ثورة أمه
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّ سَعْداً قَالَ:
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيَّ: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا}
قَالَ: كُنْتُ بَرّاً بِأُمِّي، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ، قَالَتْ:
يَا سَعْدُ! مَا هَذَا الدِّيْنُ الَّذِي قَدْ أَحْدَثْتَ؟ لَتَدَعَنَّ دِيْنَكَ هَذَا، أَوْ لاَ آكُلُ، وَلاَ أَشْرَبُ حَتَّى أَمُوْتَ، فَتُعَيَّرَ بِي، فَيُقَالُ: يَا قَاتِلَ أُمِّهِ.
قُلْتُ: لاَ تَفْعَلِي يَا أُمَّهُ، إِنِّي لاَ أَدَعُ دِيْنِي هَذَا لِشَيْءٍ.
فَمَكَثَتْ يَوْماً لاَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْرَبُ وَلَيْلَةً، وَأَصْبَحَتْ وَقَدْ جُهِدَتْ.
فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أُمَّهُ! تَعْلَمِيْنَ - وَالله - لَوْ كَانَ لَكِ مَائَةُ نَفْسٍ، فَخَرَجَتْ نَفْساً نَفْساً، مَا تَرَكْتُ دِيْنِي، إِنْ شِئْتِ فَكُلِي أَوْ لاَ تَأْكُلِي.
فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ، أَكَلَتْ.

أول سهم فى الاسلام
قَالَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ:
وَإِنِّي لأَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ رَمَى المُشْرِكِيْنَ بِسَهْمٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقَ السَّمُرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي.
عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ: سَعْدٌ، وَإِنَّهُ مِنْ أَخْوَالِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً فِيْهَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى جَانِبٍ مِنَ الحِجَازِ، يُدْعَى: رَابِغٍ، وَهُوَ مِنْ جَانِبِ الجُحْفَةِ، فَانْكَفَأَ المُشْرِكُوْنَ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، فَحَمَاهُمْ سَعْدٌ يَوْمَئِذٍ بِسِهَامِهِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ قِتَالٍ فِي الإِسْلاَمِ.
فَقَالَ سَعْدٌ:
أَلاَ هَلْ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي * حَمَيْتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي
فَمَا يَعتَدُّ رَامٍ فِي عَدُوٍّ * بِسَهْمٍ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَبْلِي

( إرم فداك أبى و أمى )
عَنْ بَعْضِ آلِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّهُ رَمَى يَوْمَ أُحُدٍ.
قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُنَاوِلُنِي النَّبْلَ وَيَقُوْلُ: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي).
حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُنِي السَّهْمَ مَا لَهُ مِنْ نَصْلٍ، فَأَرْمِي بِهِ.
قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: كَانَ سعد جَيِّدَ الرَّمْي، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: جَمَعَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدٍ.
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ: سَمِعْتُهَا تَقُوْل: أَنَا ابْنَةُ المُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُوْلُ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ بِالأَبَوَيْنِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْداً يُقَاتِلُ يَوْمَ بَدْرٍ قِتَالَ الفَارِسِ فِي الرِّجَالِ.

مكانته عند رسول الله
عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَنْ أَنَا؟
قَالَ: (سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ).
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
أَرِقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ
فَقَالَ: (لَيْتَ رَجُلاً صَالِحاً مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ).
قَالَتْ: فَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلاَحِ.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ: (مَنْ هَذَا؟).
قَالَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ! جِئْتُ أَحْرُسُكَ.
فَنَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيْطَهُ.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَقْبَلَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ).
قُلْتُ: لأَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زُهْرِيَّةٌ، وَهِيَ: آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، ابْنَةُ عَمِّ أَبِي وَقَّاصٍ.
قَالَ سَعْدٌ بن ابى وقاص: اشْتَكَيْتُ بِمَكَّةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعُوْدُنِي، فَمَسَحَ وَجْهِي وَصَدْرِي وَبَطْنِي، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً).
فَمَا زِلْتُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي أَجِدُ بَرْدَ يَدِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَةَ.

رجل من أهل الجنة
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَدْخُلُ عَلَيْكُم مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ).
فَطَلَعَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ.

الدعوة المجابة
عَنْ قَيْسٍ، أَخْبَرَنِي سَعْدٌ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ).
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: (اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
عَنْ إِسْحَاقَ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَلاَ تَأْتِي نَدْعُو اللهَ -تَعَالَى-؟
فَخَلَوْا فِي نَاحِيَةٍ، فَدَعَا سَعْدٌ، فَقَالَ:
يَا رَبّ! إِذَا لَقِيْنَا العَدُوَّ غَداً، فَلَقِّنِي رَجُلاً شَدِيْداً بَأْسُهُ، شَدِيْداً حَرَدُهُ، أَقَاتِلُهُ وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي الظَّفَرَ عَلَيْهِ حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ سَلَبَهُ، فَأَمَّنَ عَبْدَ اللهِ.
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غَداً رَجُلاً شَدِيْداً بَأْسُهُ، شَدِيْداً حَرَدُهُ، فَأُقَاتِلُهُ وَيقَاتِلُنِي، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي وَأُذُنِي، فَإِذَا لَقِيْتُكَ غَداً قُلْتَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! فِيْمَ جُدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنَاكَ؟
فَأَقُوْلُ: فِيْكَ وَفِي رَسُوْلِكَ.
فَتَقُوْلُ: صَدَقْتُ.
قَالَ سَعْدٌ: كَانَتْ دَعْوَتُهُ خَيْراً مِنْ دَعْوَتِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ، وَإِنَّ أَنْفَهُ وَأُذُنَهُ لَمُعَلَّقٌ فِي خَيْطٍ.
عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
شَكَا أَهْلُ الكُوْفَةِ سَعْداً إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا:
إِنَّهُ لاَ يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّي.
فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِم صَلاَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلاَتَي العَشِيِّ، لاَ أَخْرِمُ مِنْهَا، أَرْكُدُ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ.
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
فَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ بِالكُوْفَةِ، فَكَانُوا لاَ يَأْتُوْنَ مَسْجِداً مِنْ مَسَاجِدِ الكُوْفَةِ إِلاَّ قَالُوا خَيْراً، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِداً لِبَنِي عَبْسٍ.
فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سعدَةَ: أَمَا إِذْ نَشَدْتُمُوْنَا بِاللهِ، فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَسِيْرُ بِالسَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟
يَقُوْلُ: كَبِيْرٌ مَفْتُوْنٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
و يروى أَنَّ سَعْداً خَطَبَهُمْ بِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! أَيُّ أَمِيْرٍ كُنْتُ لَكُم؟
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لاَ تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَلاَ تَقْسِمُ بِالسَّوِيِّةِ، وَلاَ تَغْزُو فِي السَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْ فَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى عَمِيَ، فَكَانَ يَلْتَمِسُ الجُدُرَاتِ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ، وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ المُخْتَارِ، فَقُتِلَ فِيْهَا.
خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ، عَلَيْهَا قَمِيْصٌ جَدِيْدٌ، فَكَشَفَتْهَا الرَّيْحُ، فَشَدَّ عُمُرُ عَلَيْهَا بِالدِّرَّةِ، وَجَاءَ سَعْدٌ لِيَمْنَعَهُ، فَتَنَاوَلَهُ بِالدِّرَّةِ.
فَذَهَبَ سَعْدٌ يَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ الدِّرَّةَ، وَقَالَ: اقْتَصَّ.
فَعَفَا عَنْ عُمَرَ.
عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ:
أَنَّ رَجُلاً نَالَ مِنْ عَلِيٍّ، فَنَهَاهُ سَعْدٌ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَدَعَا عَلَيْهِ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَ بَعِيْرٌ نَادٌّ، فَخَبَطَهُ حَتَّى مَاتَ.

القادسية
وَمِنْ مَنَاقِبِ سَعْدٍ أَنَّ فَتْحَ العِرَاقِ كَانَ عَلَى يَدَيْ سَعْدٍ، وَهُوَ كَانَ مُقَدَّمَ الجُيُوْشِ يَوْمَ وَقْعَةِ القَادِسِيَّةِ، وَنَصَرَ اللهُ دِيْنَهُ.
وَنَزَلَ سَعْدٌ بِالمَدَائِنِ، ثُمَّ كَانَ أَمِيْرَ النَّاسِ يَوْمَ جَلُوْلاَءَ، فَكَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدِهِ، وَاسْتَأْصَلَ اللهُ الأَكَاسِرَةَ.
وَكَانَ فِي جَسَدِ سَعْدٍ قُرُوْحٌ، فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِعُذْرِهِ عَنْ شُهُوْدِ القِتَالِ.
ودخل سعد بن أبي وقاص ايوان كسرى وصلى فيه ثماني ركعات صلاة الفتح شكرا لله على نصرهم

إمارة العراق
و بعد هذا النصر الكبير ولاه عمر بن الخطاب على العراق
و لكن أهل الكوفة اشتكوه الى عمر بن الخطاب
عن جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: قَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلاَةِ.
قَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَمُدُّ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَمَا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ كَذَاكَ الظَّنُّ بِكَ.

الشورى
عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ عُمَرَ:
أَنَّهُ لَمَّا أُصِيْبَ، جَعَلَ الأَمْرَ شُوْرَى فِي السِّتَّةِ. الذين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض و أحدهم سعد بن أبي وقاص
وَقَالَ عمر: مَنِ اسْتَخْلَفُوْهُ فَهُوَ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي، وَإِنْ أَصَابَتْ سَعْداً، وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي، فَإِنَّنِي لَمْ أَنْزَعْهُ -يَعْنِي: عَنِ الكُوْفَةِ- مِنْ ضَعْفٍ وَلاَ خِيَانَةٍ.

الفـتــنـة
اعتزل سعد بن أبى وقاص الفتنة و نأى بنفسه و دينه عنها و لم يكن مع أى الفريقين فلا حضر الجَمَلَ،ولا صِفِّيْنَ، ولا التحكيم، و لقد كان أهلاً للإمامة كبير الشأن - رضى الله عنه و أرضاه

عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْداً قَالَ: مَا أَزْعُمُ أَنِّي بِقَمِيْصِي هَذَا أَحَقُّ مِنِّي بِالخِلاَفَةِ، جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرَفُ بِالجِهَادِ، وَلاَ أَبْخَعُ نَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلاً خَيْراً مِنِّي، لاَ أُقَاتِلُ حَتَّى يَأْتُوْنِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ، فَيَقُوْلَ: هَذَا مُؤْمِنٌ، وَهَذَا كَافِرٌ.

عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ:
أَنَّ أَبَاهُ سَعْداً كَانَ فِي غَنَمٍ لَهُ، فَجَاءَ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ.
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ، قَالَ: يَا أَبَةِ أَرَضِيْتَ أَنْ تَكُوْنَ أَعْرَابِياً فِي غَنَمِكَ، وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُوْنَ فِي الملْكِ بِالمَدِيْنَةِ.
فَضَرَبَ صَدْرَ عُمَرَ وَقَالَ: اسْكُتْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ، الغَّنِيَّ، الخَفِيَّ).

و روى أَنَّهُ جَاءهُ ابْنُهُ عَامِرٌ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! أَفِي الفِتْنَةِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَكُوْنَ رَأْساً؟ لاَ وَاللهِ، حَتَّى أُعْطَى سَيْفاً، إِنْ ضَرَبْتُ بِهِ مُسْلِماً نَبَا عَنْهُ، وَإِنْ ضَرَبْتُ كَافِراً قَتَلَهُ.
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الغَنِيَّ، الخَفِيَّ، التَّقِيَّ).

عَنْ حُسَيْنِ بنِ خَارِجَةَ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، أَشْكَلَتْ عَلَيَّ الفِتْنَةُ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَرِنِي مِنَ الحَقِّ أَمْراً أَتَمَسَّكُ بِهِ.
فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ بَيْنَهُمَا حَائِطٌ، فَهَبَطْتُ الحَائِطَ، فَإِذَا بِنَفَرٍ، فَقَالُوا: نَحْنُ المَلاَئِكَةُ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ الشُّهَدَاءُ؟
قَالُوا: اصْعَدِ الدَّرَجَاتِ.
فَصَعَدْتُ دَرَجَةً، ثُمَّ أُخْرَى، فَإِذَا مُحَمَّدٌ، وَإِبْرَاهِيْمُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا - وَإِذَا مُحَمَّدٌ يَقُوْلُ لإِبْرَاهِيْمَ: اسْتَغْفِرْ لأُمَّتِي.
قَالَ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُم اهْرَاقُوا دِمَاءهُم، وَقَتَلُوا إِمَامَهُم، أَلاَ فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيْلِي سَعْدٌ؟
قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا، فَأَتَيْتُ سَعْداً فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، فَمَا أَكْثَرَ فَرحاً، وَقَالَ:
قَدْ خَابَ مَنْ لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيْمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَلِيْلَهُ.
قُلْتُ: مَعَ أَيِّ الطَّائِفَتَيْنِ أَنْتَ؟
قَالَ: مَا أَنَا مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا.
قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟
قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ غَنَمٍ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: فَاشْتَرِ غَنَماً، فَكُنْ فِيْهَا حَتَّى تَنْجَلِي.

دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ بِلقب أمير المؤمنين.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْ شِئْتَ أَنْ تَقُوْلَ غَيْرَهَا لَقُلْتَ.
قَالَ: فَنَحْنُ المُؤْمِنُوْنَ، وَلَمْ نُؤَمِّرْكَ، فَإِنَّكَ مُعْجَبٌ بِمَا أَنْتَ فِيْهِ، وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي عَلَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، وَأَنِّي هَرَقْتُ مِحْجَمَةَ دَمٍ.

وفاته
عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ:
كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حجْرِي، وَهُوَ يَقْضِي، فَبَكَيْتُ.
فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! مَا يُبْكِيْكَ؟
قُلْتُ: لِمَكَانِكَ، وَمَا أَرَى بِكَ.
قَالَ: لاَ تَبْكِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُنِي أَبَداً، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.
قُلْتُ: صَدَقَ وَاللهِ، فَهَنِيْئاً لَهُ.
و روى أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ لَمَّا احْتُضِرَ، دَعَا بِخَلَقِ جُبَّةِ صُوْفٍ، فَقَالَ:
كَفِّنُوْنِي فِيْهَا، فَإِنِّي لَقِيْتُ المُشْرِكِيْنَ فِيْهَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَإِنَّمَا خَبَأْتُهَا لِهَذَا اليَوْمِ.
وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:
لَمَّا مَاتَ سَعْدٌ، وَجِيْءَ بِسَرِيْرِهِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهَا، جَعَلت تَبْكِي وَتَقُوْلُ:
بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
النُّعْمَانُ بنُ رَاشِدٍ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ:
كَانَ سَعْدٌ آخِرَ المُهَاجِرِيْنَ وَفَاةً.

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-30-2011, 03:02 AM
جروح
الله يجزاگ الف خيييرْ ي الغلا
ومشكووووره. على نقلك
الله يجعله في موازين حسناتكمً

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-30-2011, 03:03 AM
العضوهً الجديدهً
:: بسمه غلا. ::
http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

بسمة ملاك
12-30-2011, 03:43 AM
أبو بكر الصديق ( رضي الله عنة )

اسمه – على الصحيح - :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .

كنيته :
أبو بكر

لقبه :
عتيق ، والصدِّيق .
قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :
= كان جميلاً
= لعتاقة وجهه
= قديم في الخير
= وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
وقيل غير ذلك

ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته

مولده :
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

صفته :
كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

فضائله :
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه

• فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .

وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .

فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .

• وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

• ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .

• وهو أول الخلفاء الراشدين

وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

• وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها
فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .

وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

• وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

• وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .

• وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي .

• ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

• ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

• ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

• وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

• ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

• ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

• ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟!فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .

• وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله
قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

• ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه
قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟
قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .
وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .

قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :
ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

• وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام
فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة ، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها

قال ابن الجوزي رحمه الله :
أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أبو قحافة
وابنه أبو بكر
وابنه عبد الرحمن
وابنه محمد

أعماله :
من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام أحمد وغيره .

وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .

وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

زهـده :
مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

ورعـه :
كان أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقوم به من أعباء الخلافة

قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .

وفاته :
توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة .

فرضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به في دار كرامته

أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه

فقد أتعب من بعده حتى من ترجموا له ، فكيف بمن يقتطف مقتطفات من سيرته ؟

هكروك
تشكرين غلاتي
على الطرح المميز والاستضافة الجميلة

بسومة

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-30-2011, 07:53 PM
:: بسمه غلاً ::

الله يجزاك الف الف خير ي الغلا
وبارك الله فيك على المعلوماتً
أثابكْ الله.
http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
12-31-2011, 02:27 AM
:: عضوتنا الغاليه ::

:: الفرآشه- وصووووفْ - ::


http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

عـٍشْقيے جُـنـَـَونك
12-31-2011, 07:13 AM
فكره رااائعه يالغلا

وبارك الله فيك وجزيتي خيرا

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
01-11-2012, 11:47 AM
،،

بِمَا آنٓ وصوفٓ تآخرتً نختارً
العضوهً :: عشقيْ جنونگ ::

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

جُمَانه
01-20-2012, 08:10 PM
,




بآرك الله فيكُمْ
وَ بِ إنتظآرْ عشقي جُنونك

عـٍشْقيے جُـنـَـَونك
01-20-2012, 11:38 PM
لي*عوده*باذن*الله

عـٍشْقيے جُـنـَـَونك
01-21-2012, 12:55 AM
على بن أبى طالب

اسلامه

سبب إسلامه أنه دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم ومعه خديجة رضي اللّه عنها وهما يصليان سواء، فقال: ما هذا؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "دين اللّه الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسوله، فأدعوك إلى اللّه وحده لا شريك له، وإلى عبادته والكفر باللات والعزى"

فقال له عليٌّ: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلستُ بقاضٍ أمراً حتى أحدث أبا طالب.

وكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: "يا عليّ! إن لم تُسلم فاكتم هذا".

فمكث عليٌّ ليلته، ثم إن اللّه تعالى هداه إلى الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأسلم على يديه، وكان عليٌّ رضي اللّه عنه يخفي إسلامه خوفاً من أبيه، إلى أن اطلع عليه وأمره بالثبات عليه فأظهره حينئذٍ. أما أبو طالب فلم يرض أن يفارق دين آبائه، وتقول الشيعة: إنه أسلم في آخر حياته.

عن أنس بن مالك قال: بُعث النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء، وهو ابن عشر سنين، وقيل: تسع، ولم يعبد الأوثان قط لصغره



ليلة الهجرة

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة، ينتظر مجيء جبريل عليه السلام وأمْرَه له يخرج من مكة بإذن اللّه له في الهجرة إلى المدينة، حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي وأرادوا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما أرادوا، أتاه جبريل عليه السلام وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجَّى بِبُرد له أخضر ففعل، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على القوم وهم على بابه. وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يُفتن في دينه عليّ بن أبي طالب.

ولما أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يضطجع على فراشه قال له: إن قريشاً لم يفقدوني ما رأوك، فاضطجع على فراشه.

وكانت قريش تنظر إلى فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيرون عليه عليّاً فيظنونه النبي صلى اللّه عليه وسلم، حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليّاً. فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعليٍّ معه، فحبسهم اللّه بذلك عن طلب النبي حين رأوا عليّاً.


هجرته الى المدينة

قال عليٌّ رضي اللّه عنه: "لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس، ولذا كان يسمى الأمين، فأقمت ثلاثاً فكنت أظهر ما تغيبت يوماً واحداً.

ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهِدم، وهنالك منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم".

خرج عليّ رضي اللّه عنه قاصداً المدينة، فكان يمشي الليل ويُكمن النهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قدومُه قال: "ادعوا لي عليّاً".

قيل: يا رسول اللّه لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دماً، فتَفَل النبي صلى اللّه عليه وسلم في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية، فلم يشتكهما حتى استشهد رضي اللّه تعالى عنه.



ابو تراب

دخل عليٌّ على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع في المسجد، ثم دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فاطمة، فقال لها: "أين ابنُ عمك؟"

فقالت: هو ذاك مضطجع في المسجد، فجاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول: "اجلس أبا تراب"، فواللّه ما سمَّاه به إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وواللّه ما كان له اسم أحبَّ إليه منه.



غزواته فى سبيل الله

شهد عليٌّ رضي اللّه عنه الغزوات مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فكان له شأن عظيم، وأظهر شجاعة عجيبة، وأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة.

في غزوة بدر الكبرى، كان أمام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رايتان سوداوان، إحداهما مع عليٍّ يقال لها (العقاب) والأخرى مع الأَنصار. وأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يبارز في هذه الغزوة الوليدَ بن عتبة، فبارزه وقتله وكان من أشد أعداء رسول اللّه.

وفي غزوة أحد قام طلحة بن عثمان فقال: يا معشر أصحاب محمد! إنكم تزعمون أن اللّه يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد يعجله اللّه بسيفي إلى الجنة، أو يعجلني بسيفه إلى النار؟؟

فقام إليه عليٌّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال: والذي نفسي بيده، لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار، أو تعجلني بسيفك إلى الجنة، فضربه عليٌّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته.

فقال: أنشدك اللّه والرحم يا ابن عم، فتركه، فكبَّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقال لعليٍّ أصحابُه: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييتُ منه.

وفي غزوة خيبر أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله" فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليّاً، وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء

وأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليّاً والزبير بن العوام في أثر المرأة التي أعطاها حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش وذلك لمَّا أجمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسير إلى مكة. فخرجا وأدركاها بالحليفة فاستنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئاً. فقال لها عليُّ بن أبي طالب: إني أحلف ما كذب رسول اللّه، ولا كذبنا، ولتُخْرِجِنَّ إليَّ هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجدَّ منه، قالت: أعرض عني، فأعرض عنها. فحلَّت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منه. فدفعته إليه، فجاء به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

وكان عليٌّ رضي اللّه عنه ممن ثبت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة حنين حين انهزم المسلمون كما ثبت في غزوة أحد، وفي غزوة تبوك خلَّف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم. فأرجف المنافقون بعليٍّ وقالوا: ما خلَّفه إلا استثقالاً له وتخففاً منه. فلما قال ذلك المنافقون أخذ عليٌّ سلاحه، ثم خرج حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بالجُرْف - موضع على ثلاثة أميال من المدينة - فقال: يا نبيَّ اللّه زعم المنافقون أنك لمَّا خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني. فقال: "كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك. أفلا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، ألا أنه لا نبيّ بعدي"فرجع عليٌّ إلى المدينة ومضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على سفره.



منزلته عند رسول الله

من الاحاديث التى وردت فى فضل على بن أبى طالب كرم الله وجهه

"اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه".‏

" عليٌّ مني وأنا من عليٍّ"

"أنت أخي في الدنيا والآخرة"

"من آذى عليّاً فقد آذاني".

"من أحب عليّاً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب اللّه، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه"‏

"عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ، لا يفترقان حتى يردا الحوض"‏



قضاؤه

عن أنس رضي اللّه عنه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "أقْضَى أمَّتي عليٌّ". وعن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: أقضانا عليُّ بن أبي طالب.

وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعليٍّ: "تختصم الناسَ بسبع، ولا يحاجك أحد من قريش، أنت أولهم إيماناً باللّه، وأوفاهم بعهد اللّه، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند اللّه مزية".

عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى اليمن قاضياً وأنا حديث السنِّ. فقلت: يا رسول اللّه تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء.

قال: "إن اللّه سيَهدي لسانك، ويثبت قلبك".

قال: فما شككت في قضاء بين اثنين. وفي رواية: "إن اللّه يثبت لسانك، ويَهدي قلبك" ثم وضع يده على فمه.

وبعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى اليمن، فوجد أربعة وقعوا في حفرة حفرت ليصطاد فيها الأسد، سقط أولاً رجل فتعلق بآخر، وتعلق الآخر بآخر حتى تساقط الأربعة فجرحهم الأسد وماتوا من جراحته، فتنازع أولياؤهم حتى كادوا يقتتلون. فقال عليٌّ: أنا أقضي بينكم فإن رضيتم فهو القضاء، وإلاَّ حجزت بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليقضي بينكم. اجمعوا من القبائل التي حفروا البئر ربع الدية وثلثها ونصفها ودية كاملة، فللأول ربع الدية لأنه أهلك من فوقه، وللذي يليه ثلثها لأنه أهلك من فوقه، وللثالث النصف لأنه أهلك من فوقه، وللرابع الدية كاملة، فأبوا أن يرضوا. فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلقوه عند مقام إبراهيم فقصُّوا عليه القصة. فقال: "أنا أقضي بينكم" - واحتبى ببردة - فقال رجل من القوم: إن عليّاً قضى بيننا، فلما قصوا عليه القصة أجازه.



صدقته و زهده و تواضعه

عن عمَّار بن ياسر رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعليٍّ: "إن اللّه قد زيَّنك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب منها، هي زينة الأبرار عند اللّه، الزهد في الدنيا. فجعلك لا ترزأ من الدنيا ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووصب لك المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً"



وعن عليٍّ عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "يا عليّ، كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا، وأكلوا التراث أكلاً لَمّاً، وأحبوا المال حبّاً جمّاً، واتخذوا دين اللّه دَغَلاً، ومال اللّه دُوَلاً؟"

قلت: أتركهم حتى ألحق بك إن شاء اللّه تعالى.

قال: "صدقت، اللّهم افعل ذلك به"

أذن بلال بصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل. فأعطاه عليٌّ خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا، الَّذِينَ يُقِيْمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُوْنَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُوْنَ}

اشترى عليٌّ رضي اللّه عنه تمراً بدرهم فحمله في ملحفته فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟ قال: أبو العيال أحق بحمله.

وعوتب في لباسه، فقال: ما لكم وللباسي! هذا هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم



خلافته

لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى

ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم



معركة الجمل

خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0



مواجهة معاوية

قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا , فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري )

وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية



الخوارج

أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة النهروان عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية



استشهاده

اجتمع ثلاثة رجال: عبد الرحمن بن مُلجم، والبُرك بن عبد اللّه، وعمرو بن بكر التميمي فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم. ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً. فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا.

فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليُّ بن أبي طالب وكان من أهل مصر.

وقال البُرك بن عبد اللّه: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان.

وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص.

فتعاقدوا وتواثقوا باللّه لا ينكص رجل منا عن صاحبه الذي توجَّه إليه حتى يقتله أو يموت دونه.

فأخذوا أسيافهم فسمُّوها واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجَّه إليه. وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب.

فأما ابن ملجم المرادي فكان عداده في كندة. فخرج فلقي أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئاً من أمره. فإنه رأى ذات يوم أصحاباً من تيم الرباب، وكان عليٌّ قتل منهم يوم النهر عشرة، فذكروا قتلاهم ولقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها: قَطام ابنة الشجنة وقد قتل أباها وأخاها يوم النهر، وكانت فائقة الجمال. فلما رآها التبست بعقله، ونسي حاجته التي جاء لها. ثم خطبها. فقالت: لا أتزوجك حتى تشفي لي. قال: وما يشفيك؟

قال: ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة وقتل عليٍّ بن أبي طالب

قال: هو مهر لك، فأما قتل عليٍّ فلا أراك ذكرته لي وأنت تريدينني.

قالت: بلى، التمس غرته؛ فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنأك العيش معي، وإن قُتلتَ فما عند اللّه خير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها.

قال: فواللّه ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل عليٍّ. فلك ما سألت. قالت: إني أطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك.

فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له: وَرْدان فكلمته، فأجابها، وأتى ابن ملجم رجلاً من أشجع يقال له: شبيب بن بَجَرة، فقال: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك؟ قال: قتل عليِّ بن أبي طالب. قال: ثكلتك أمك لقد جئت شيئاً إدّاً كيف تقدر على عليٍّ؟ قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة. شددنا عليه فقتلناه. فإن نجونا شفينا أنفساً وأدركنا ثأرنا، وإن قُتلنا فما عند اللّه خير من الدنيا وما فيها (فقد كان ابن ملجم يحسب أنه بقتل عليٍّ يتقرَّب إلى اللّه تعالى!!).

قال: ويحك!! لو كان غير عليٍّ لكان أهون عليَّ. قد عرفت بلاءَه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى اللّه عليه وسلم. وما أجدني أنشرح لقتله.

قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهر العباد الصالحين؟ قال: بلى. قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه، فجاءوا قَطام، وهي في المسجد الأعظم معتكفة فقالوا لها: قد أجمع رأينا على قتل عليٍّ. قالت: فإذا أردتم ذلك فأتوني.

ثم عاد إليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها عليٌّ سنة 40. فقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبيَّ أن يقتل كل واحد منا صاحبه. فدعت لهم بالحرير فعصبتم به وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السُّدة التي يخرج منها عليٌّ (الباب) فلما خرج ضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو الطاق وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه ، وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه، وهو ينزع الحرير عن صدره. فقال: ما هذا الحرير والسيف؟ فأخبره بما كان، وانصرف فجاء بسيفه فعلا به وردان حتى قتله



وصيته عند وفاته

قد نهى رضى الله عنه عن قتل قاتله أو التمثيل به فقال

"يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قُتل أمير المؤمنين. قُتل أمير المؤمنين. ألا لا يُقتلن إلا قاتلي. انظر يا حسن، إن أنا متُّ من ضربته هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور".

وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا :( ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ) وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم :( لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر ) واختلف في مكان قبره, وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين



هكروك
تشكرين غلاتي
على الطرح المميز والاستضافة الجميلة

عـٍشْقيے جُـنـَـَونك

عـٍشْقيے جُـنـَـَونك
01-21-2012, 12:55 AM
على بن أبى طالب

اسلامه

سبب إسلامه أنه دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم ومعه خديجة رضي اللّه عنها وهما يصليان سواء، فقال: ما هذا؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "دين اللّه الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسوله، فأدعوك إلى اللّه وحده لا شريك له، وإلى عبادته والكفر باللات والعزى"

فقال له عليٌّ: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلستُ بقاضٍ أمراً حتى أحدث أبا طالب.

وكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: "يا عليّ! إن لم تُسلم فاكتم هذا".

فمكث عليٌّ ليلته، ثم إن اللّه تعالى هداه إلى الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأسلم على يديه، وكان عليٌّ رضي اللّه عنه يخفي إسلامه خوفاً من أبيه، إلى أن اطلع عليه وأمره بالثبات عليه فأظهره حينئذٍ. أما أبو طالب فلم يرض أن يفارق دين آبائه، وتقول الشيعة: إنه أسلم في آخر حياته.

عن أنس بن مالك قال: بُعث النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء، وهو ابن عشر سنين، وقيل: تسع، ولم يعبد الأوثان قط لصغره



ليلة الهجرة

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة، ينتظر مجيء جبريل عليه السلام وأمْرَه له يخرج من مكة بإذن اللّه له في الهجرة إلى المدينة، حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي وأرادوا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما أرادوا، أتاه جبريل عليه السلام وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجَّى بِبُرد له أخضر ففعل، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على القوم وهم على بابه. وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يُفتن في دينه عليّ بن أبي طالب.

ولما أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يضطجع على فراشه قال له: إن قريشاً لم يفقدوني ما رأوك، فاضطجع على فراشه.

وكانت قريش تنظر إلى فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيرون عليه عليّاً فيظنونه النبي صلى اللّه عليه وسلم، حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليّاً. فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعليٍّ معه، فحبسهم اللّه بذلك عن طلب النبي حين رأوا عليّاً.


هجرته الى المدينة

قال عليٌّ رضي اللّه عنه: "لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس، ولذا كان يسمى الأمين، فأقمت ثلاثاً فكنت أظهر ما تغيبت يوماً واحداً.

ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهِدم، وهنالك منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم".

خرج عليّ رضي اللّه عنه قاصداً المدينة، فكان يمشي الليل ويُكمن النهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قدومُه قال: "ادعوا لي عليّاً".

قيل: يا رسول اللّه لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبي صلى اللّه عليه وسلم، فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دماً، فتَفَل النبي صلى اللّه عليه وسلم في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية، فلم يشتكهما حتى استشهد رضي اللّه تعالى عنه.



ابو تراب

دخل عليٌّ على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع في المسجد، ثم دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فاطمة، فقال لها: "أين ابنُ عمك؟"

فقالت: هو ذاك مضطجع في المسجد، فجاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول: "اجلس أبا تراب"، فواللّه ما سمَّاه به إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وواللّه ما كان له اسم أحبَّ إليه منه.



غزواته فى سبيل الله

شهد عليٌّ رضي اللّه عنه الغزوات مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فكان له شأن عظيم، وأظهر شجاعة عجيبة، وأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة.

في غزوة بدر الكبرى، كان أمام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رايتان سوداوان، إحداهما مع عليٍّ يقال لها (العقاب) والأخرى مع الأَنصار. وأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يبارز في هذه الغزوة الوليدَ بن عتبة، فبارزه وقتله وكان من أشد أعداء رسول اللّه.

وفي غزوة أحد قام طلحة بن عثمان فقال: يا معشر أصحاب محمد! إنكم تزعمون أن اللّه يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد يعجله اللّه بسيفي إلى الجنة، أو يعجلني بسيفه إلى النار؟؟

فقام إليه عليٌّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال: والذي نفسي بيده، لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار، أو تعجلني بسيفك إلى الجنة، فضربه عليٌّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته.

فقال: أنشدك اللّه والرحم يا ابن عم، فتركه، فكبَّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقال لعليٍّ أصحابُه: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييتُ منه.

وفي غزوة خيبر أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله" فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليّاً، وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء

وأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليّاً والزبير بن العوام في أثر المرأة التي أعطاها حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش وذلك لمَّا أجمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسير إلى مكة. فخرجا وأدركاها بالحليفة فاستنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئاً. فقال لها عليُّ بن أبي طالب: إني أحلف ما كذب رسول اللّه، ولا كذبنا، ولتُخْرِجِنَّ إليَّ هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجدَّ منه، قالت: أعرض عني، فأعرض عنها. فحلَّت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منه. فدفعته إليه، فجاء به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

وكان عليٌّ رضي اللّه عنه ممن ثبت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة حنين حين انهزم المسلمون كما ثبت في غزوة أحد، وفي غزوة تبوك خلَّف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم. فأرجف المنافقون بعليٍّ وقالوا: ما خلَّفه إلا استثقالاً له وتخففاً منه. فلما قال ذلك المنافقون أخذ عليٌّ سلاحه، ثم خرج حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بالجُرْف - موضع على ثلاثة أميال من المدينة - فقال: يا نبيَّ اللّه زعم المنافقون أنك لمَّا خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني. فقال: "كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك. أفلا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، ألا أنه لا نبيّ بعدي"فرجع عليٌّ إلى المدينة ومضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على سفره.



منزلته عند رسول الله

من الاحاديث التى وردت فى فضل على بن أبى طالب كرم الله وجهه

"اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه".‏

" عليٌّ مني وأنا من عليٍّ"

"أنت أخي في الدنيا والآخرة"

"من آذى عليّاً فقد آذاني".

"من أحب عليّاً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب اللّه، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه"‏

"عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ، لا يفترقان حتى يردا الحوض"‏



قضاؤه

عن أنس رضي اللّه عنه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "أقْضَى أمَّتي عليٌّ". وعن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: أقضانا عليُّ بن أبي طالب.

وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعليٍّ: "تختصم الناسَ بسبع، ولا يحاجك أحد من قريش، أنت أولهم إيماناً باللّه، وأوفاهم بعهد اللّه، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند اللّه مزية".

عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى اليمن قاضياً وأنا حديث السنِّ. فقلت: يا رسول اللّه تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء.

قال: "إن اللّه سيَهدي لسانك، ويثبت قلبك".

قال: فما شككت في قضاء بين اثنين. وفي رواية: "إن اللّه يثبت لسانك، ويَهدي قلبك" ثم وضع يده على فمه.

وبعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى اليمن، فوجد أربعة وقعوا في حفرة حفرت ليصطاد فيها الأسد، سقط أولاً رجل فتعلق بآخر، وتعلق الآخر بآخر حتى تساقط الأربعة فجرحهم الأسد وماتوا من جراحته، فتنازع أولياؤهم حتى كادوا يقتتلون. فقال عليٌّ: أنا أقضي بينكم فإن رضيتم فهو القضاء، وإلاَّ حجزت بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليقضي بينكم. اجمعوا من القبائل التي حفروا البئر ربع الدية وثلثها ونصفها ودية كاملة، فللأول ربع الدية لأنه أهلك من فوقه، وللذي يليه ثلثها لأنه أهلك من فوقه، وللثالث النصف لأنه أهلك من فوقه، وللرابع الدية كاملة، فأبوا أن يرضوا. فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلقوه عند مقام إبراهيم فقصُّوا عليه القصة. فقال: "أنا أقضي بينكم" - واحتبى ببردة - فقال رجل من القوم: إن عليّاً قضى بيننا، فلما قصوا عليه القصة أجازه.



صدقته و زهده و تواضعه

عن عمَّار بن ياسر رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعليٍّ: "إن اللّه قد زيَّنك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب منها، هي زينة الأبرار عند اللّه، الزهد في الدنيا. فجعلك لا ترزأ من الدنيا ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووصب لك المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً"



وعن عليٍّ عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "يا عليّ، كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا، وأكلوا التراث أكلاً لَمّاً، وأحبوا المال حبّاً جمّاً، واتخذوا دين اللّه دَغَلاً، ومال اللّه دُوَلاً؟"

قلت: أتركهم حتى ألحق بك إن شاء اللّه تعالى.

قال: "صدقت، اللّهم افعل ذلك به"

أذن بلال بصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل. فأعطاه عليٌّ خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا، الَّذِينَ يُقِيْمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُوْنَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُوْنَ}

اشترى عليٌّ رضي اللّه عنه تمراً بدرهم فحمله في ملحفته فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟ قال: أبو العيال أحق بحمله.

وعوتب في لباسه، فقال: ما لكم وللباسي! هذا هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم



خلافته

لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى

ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم



معركة الجمل

خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0



مواجهة معاوية

قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا , فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري )

وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية



الخوارج

أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة النهروان عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية



استشهاده

اجتمع ثلاثة رجال: عبد الرحمن بن مُلجم، والبُرك بن عبد اللّه، وعمرو بن بكر التميمي فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم. ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً. فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا.

فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليُّ بن أبي طالب وكان من أهل مصر.

وقال البُرك بن عبد اللّه: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان.

وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص.

فتعاقدوا وتواثقوا باللّه لا ينكص رجل منا عن صاحبه الذي توجَّه إليه حتى يقتله أو يموت دونه.

فأخذوا أسيافهم فسمُّوها واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجَّه إليه. وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب.

فأما ابن ملجم المرادي فكان عداده في كندة. فخرج فلقي أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئاً من أمره. فإنه رأى ذات يوم أصحاباً من تيم الرباب، وكان عليٌّ قتل منهم يوم النهر عشرة، فذكروا قتلاهم ولقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها: قَطام ابنة الشجنة وقد قتل أباها وأخاها يوم النهر، وكانت فائقة الجمال. فلما رآها التبست بعقله، ونسي حاجته التي جاء لها. ثم خطبها. فقالت: لا أتزوجك حتى تشفي لي. قال: وما يشفيك؟

قال: ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة وقتل عليٍّ بن أبي طالب

قال: هو مهر لك، فأما قتل عليٍّ فلا أراك ذكرته لي وأنت تريدينني.

قالت: بلى، التمس غرته؛ فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنأك العيش معي، وإن قُتلتَ فما عند اللّه خير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها.

قال: فواللّه ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل عليٍّ. فلك ما سألت. قالت: إني أطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك.

فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له: وَرْدان فكلمته، فأجابها، وأتى ابن ملجم رجلاً من أشجع يقال له: شبيب بن بَجَرة، فقال: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك؟ قال: قتل عليِّ بن أبي طالب. قال: ثكلتك أمك لقد جئت شيئاً إدّاً كيف تقدر على عليٍّ؟ قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة. شددنا عليه فقتلناه. فإن نجونا شفينا أنفساً وأدركنا ثأرنا، وإن قُتلنا فما عند اللّه خير من الدنيا وما فيها (فقد كان ابن ملجم يحسب أنه بقتل عليٍّ يتقرَّب إلى اللّه تعالى!!).

قال: ويحك!! لو كان غير عليٍّ لكان أهون عليَّ. قد عرفت بلاءَه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى اللّه عليه وسلم. وما أجدني أنشرح لقتله.

قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهر العباد الصالحين؟ قال: بلى. قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه، فجاءوا قَطام، وهي في المسجد الأعظم معتكفة فقالوا لها: قد أجمع رأينا على قتل عليٍّ. قالت: فإذا أردتم ذلك فأتوني.

ثم عاد إليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها عليٌّ سنة 40. فقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبيَّ أن يقتل كل واحد منا صاحبه. فدعت لهم بالحرير فعصبتم به وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السُّدة التي يخرج منها عليٌّ (الباب) فلما خرج ضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو الطاق وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه ، وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه، وهو ينزع الحرير عن صدره. فقال: ما هذا الحرير والسيف؟ فأخبره بما كان، وانصرف فجاء بسيفه فعلا به وردان حتى قتله



وصيته عند وفاته

قد نهى رضى الله عنه عن قتل قاتله أو التمثيل به فقال

"يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قُتل أمير المؤمنين. قُتل أمير المؤمنين. ألا لا يُقتلن إلا قاتلي. انظر يا حسن، إن أنا متُّ من ضربته هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور".

وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا :( ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ) وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم :( لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر ) واختلف في مكان قبره, وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين

جُمَانه
01-23-2012, 01:22 AM
,




بآرك الله فيك يآخَيه
وَ بِ إنتظآرْ آلشخصيه آلجديده :)

جنــــون
01-23-2012, 09:31 PM
يعطيك الف عافيه

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
02-08-2012, 06:02 PM


بمـآ آن اتعبت حسـآدي تآخرت
ارست لها مرتين بس شكله مو ناويه ترد
شكرا لك اتعبت حسادي

العضو القـآدمُ

,, توآآآقه ,,

http://www.ommahat.net/forum/imgcache/36866.jpg

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
04-04-2012, 03:25 AM
,’
العضو القـآدم وهـي ,, كـلُ الغـلآ ,,

كل الغلا
04-04-2012, 03:36 AM
لي بـــــــــــــــــــــــــــآك .. دقايق بس

كل الغلا
04-04-2012, 04:26 AM
http://www.gsaidlil.com/vb/mwaextraedit4/extra/26.gif


(أنس بن مـــــــــــالك .. رضي الله عنه )

أسمه و نسبه ...
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار(تيم الله)[1] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.A3.D9.86.D8.B3.D8.A7.D8.A8-0) بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC)[2] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.A3.D9.86.D8.B3.D8.A7.D8.A82-1) بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار[3] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.B3.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.BA.D8.A7.D8.A8. D8.A9-2).
يقال له:أبو حمزة, كناه الرسول محمد ببقلة كان يجتنيها [3] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.B3.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.BA.D8.A7.D8.A8. D8.A9-2)، ويقال: أبو ثمامة الأنصاري النجاري.
خادم الرسول محمد وصاحبه، كان يتسمى بخادم رسول الله ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو وأم عبد المطلب بن هاشم (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84% D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85) جدة الرسول محمد (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84_%D9%85%D8%AD% D9%85%D8%AF) واسمها: سلمى بنت عمرو بن زيد (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%89_%D8%A8%D9 %86%D8%AA_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D 8%B2%D9%8A%D8%AF&action=edit&redlink=1) بن أسد بن خداش بن عامر في جده عامر بن غنم[3] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.B3.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.BA.D8.A7.D8.A8. D8.A9-2).
وُلد قبل الهجرة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9) بعشر سنوات [4] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D9.82.D8.B5.D8.A9_.D8.A5.D8.B3.D9.84.D8.A7.D9.85-3),وكان عمره لما قدم النبي محمد المدينة المنورة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9) مهاجراً عشر سنين, وتوفي النبي محمد وهو ابن عشرين سنة [5] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.B3.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.BA.D8.A7.D8.A8. D8.A9_80-4).
أمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D9%85_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D9%86 %D8%AA_%D9%85%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%86), وعمه أنس ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام النجاري (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%B3_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%86 %D8%B6%D8%B1) الذي قتل في أحد (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A3%D8%AD%D8%AF) على يد سفيان بن عويف (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86_%D8 %A8%D9%86_%D8%B9%D9%88%D9%8A%D9%81&action=edit&redlink=1)[6] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D9.86.D8.B3.D8.A7.D8.A8_.D8.A7.D9.84.D8.A3. D8.B4.D8.B1.D8.A7.D9.81-5), ومن أشهر إخوته البراء بن مالك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D8%A8%D9%86_ %D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83)وزيد بن مالك (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D 9%85%D8%A7%D9%84%D9%83&action=edit&redlink=1), وكان له أخ من أمه من أبو طلحة الأنصاري (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A9_%D8%A7 %D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%8A) يقال له: أبو عمير[7] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D9.81.D8.AA.D8.AD_.D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.A7.D8.B1. D9.8A-6)، حيث كان النبي محمد يمازحه إذا دخل على أم سليم، فدخل يوماً فوجده حزيناً فقال: " ما لأبي عمير حزيناً؟ فقالت: يا رسول الله مات نغيره [8] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-7) الذي كان يلعب به، فجعل يقول: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟ " [9] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.85.D8.B4. D9.82-8)..
كان يخضب بالصفرة: وقيل: بالحناء (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D8%A7%D8%A1)، وقيل بالورس (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D8%B3&action=edit&redlink=1)، وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B0%D8%A4%D8%A7%D8%A8%D8%A9) فأراد أن يجزها فنهته أمه، وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها. وداعبه النبي محمد فقال له: " يا ذا الأذنين "[3] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.B3.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.BA.D8.A7.D8.A8. D8.A9-2).
قدم دمشق (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) أيام الوليد بن عبد الملك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_ %D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83)[9] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.85.D8.B4. D9.82-8),ثم رحل إلى البصرة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9)، يحدث الناس، وهو آخر من مات من الصحابة توفي يوم الجمعة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9% D8%A9) في سنة ثلاث وتسعين بعد الهجرة [10] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.8A.D9.85. D8.B4.D9.82131-9) الموافق لعام 712م, روى عن الرسول محمد 2286 حديثًا (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A) , اتفق له البخاري (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A)ومسلم (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين
شهد أنس بن مالك بيعة الرضوان (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B6% D9%88%D8%A7%D9%86) فكان أحد الذين قال الله فيهم (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )

حياته ...
عاش أنس بن مالك مع الرسول أبرز أيام حياته فكان لخدمة الرسول محمد أبلغ الأثر في حياة أنس, نقل من خلالها أنس للمسلمين (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86)أ خلاق (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82) نبيهم في التعامل معه ومع زوجاته ومع مواليه (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%85%D9%88%D9%84%D9%89) ومع عامة الأمه, كان الرسول محمد بالنسبة لأنس الأب والمربي (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) والقدوة والأسوة الحسنة وكان أنس حريصاً أشد الحرص في فترة خدمة الرسول على اقتفاء أثره وحفظ حديثه ومعاملته حتى مع زوجاته, لذلك أكتسب حديث أنس بن مالك أهمية بالغة بالنسبة للمسلمين حتى حزن كثير من المسلمين لوفاته حتى قال مؤرق العجلي (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D9%85%D8%A4%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9 %84%D8%B9%D8%AC%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1) لما مات أنس بن مالك «ذهب اليوم نصف العلم»[13] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.AA.D9.87.D8.B0.D9.8A.D8.A8_331-12).
وكان أنس شديد الإعجاب بشخصية الرسول محمد وكان يقول «كان رسول الله من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا قط ولا حريرا (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1) ولا شيئا كان ألين من كف (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%8A%D8%AF) رسول الله ولا شممت مسكا (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%83) قط ولا عطرا (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B9%D8%B7%D8%B1) كان أطيب من عرق (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B9%D8%B1%D9%82) النبي » [14] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.B3.D9.86.D9.86_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.B1.D9.85. D8.B0.D9.8A368-13)
ولم يكن أنس بالنسبة للرسول مجرد خادم ولكنه كان أمين سره ومساعده وتلميذه وصاحبه ومرافقة وكان يدعو له فيقول (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته)[15] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.AE.D8.A7.D8.B1.D9.8A_2336-14).
وكان أنس مجاب الدعاء (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1) فما دعا لأرض بالمطر (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%B1) إلا ثار السحاب (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8) وغشيت الأرض (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6)الأمطار (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1) حتى في الصيف ...
خدمته للرسول محمد ...
عندما قدم الرسول محمد إلى المدينة ذهبت أم سليم مع أهل المدينة لإستقباله ثم قامت إليه فقالت«يا رسول الله أن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا فاقبل مني يخدمك ما بدا لك» [17] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D9.87.D8.B0.D9.8A.D8.A8_.D8.A7.D9.84.D9.83. D9.85.D8.A7.D9.84_364-16)
خدم أنس بن مالك الرسول محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، فما عاتبه على شئ أبدا، ولا قال لشئ فعله لم فعلته، ولا لشئ لم يفعله ألا فعلته.[18] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.AF.D8.A7.D9.8A.D8.A9_.D9.88. D8.A7.D9.84.D9.86.D9.87.D8.A7.D9.8A.D8.A9_353-17)
يقول أنس بن مالك «خدمت رسول الله عشر سنين فلم يضربني ضربة قط ولم يسبني ولم يعبس في وجهي وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني اكتم سري تكن مؤمنا فما أخبرت بسره أحدا وإن كانت أمي وأزواج النبي يسألني أن أخبرهن بسره فلا أخبرهن ولا أخبر بسره أحدا أبدا» [19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18)
ويقول أنس «كان رسولُ الله من أحسن الناس خُلُقا فأرسلني يوما لحاجة. فقلتُ: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله ، فخرجتُ حتى أَمُرّ على صبيان، وهم يلعبون في السوق فإِذا برسول الله بقفاي من ورائي، فنظرت إِليه وهو يضحك. فقال: يا أُنيس، ذهبتَ حيث أمرتك؟ قال: قلتُ: نعم ،أنا أذهبُ يا رسول الله.» [ (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AC.D8.A7.D9.85.D8.B9_.D8.A7.D9.84.D8.A3.D8.B5. D9.88.D9.84-19)


وعد ومكان اللقاء بالرسول يوم القيامة
وعد الرسول محمد أنس بن مالك باللقاء مرة أخرى في يوم القيامة ووعده بالشفاعة, قال أنس بن مالك أنه سأل النبي فقال: خويدمك أنس اشفع له يوم القيامة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7% D9%85%D8%A9)، قال: " أنا فاعل ". قال: فأين أطلبك؟ قال: " اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B7)؛ فإن وجدتني وإلا فأنا عند الميزان (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86) وإلا فأنا عند حوضي لا أخطئ هذه الثلاثة المواضع "[21] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.AA.D9.81.D9.82_.D9.88.D8.A7. D9.84.D9.85.D9.81.D8.AA.D8.B1.D9.82_19-20).
وصايا الرسول لأنس في المعاملات ...





أسبغ الوضوء (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%A1) يزد في عمرك [22] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.A8.D9.8A_.D9.8A.D8.B9.D9.84.D9.89_273-21)
اذا دخلت بيتك فسلم على اهل بيتك يكثر خير بيتك [23] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.A3.D9.88.D8.B3.D8.B7_328-22)
سلم على من لقيك من أمتي تكثر حسناتك [24] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.B4.D9.87.D8.A7.D8.A8_376-23)
بت وأنت طاهر (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1) فإن مت (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%85%D9%88%D8%AA) مت شهيدا (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF) [25] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D9.83.D9.86.D8.B2_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D9.85.D8.A7. D9.84-24)
ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7% D9%85%D8%A9) [23] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.A3.D9.88.D8.B3.D8.B7_328-22)
بالغ في الغسل (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B3%D9%84) من الجنابة (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8% A8%D8%A9&action=edit&redlink=1) تخرج من مغتسلك ليس عليك ذنب (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B0%D9%86%D8%A8) ولا خطيئة[19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18).
إن قدرت أن تمسي وتصبح وليس في قلبك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%82%D9%84%D8%A8)غش (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%BA%D8%B4) لأحد فافعل[19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18).
حياته بعد وفاة النبي





لما استخلف أبو بكر على المسلمين بعث إلى أنس بن مالك ليوجهه إلى البحرين (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86) على السعاية قال فدخل عليه عمر بن الخطاب فقال له أبو بكر إني أردت أن أبعث هذا إلى البحرين وهو فتى شاب قال فقال له عمر: ابعثه فإنه لبيب كاتب.[26] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D9.87.D8.B0.D9.8A.D8.A8_.D8.A7.D9.84.D9.83. D9.85.D8.A7.D9.84371-25) وشارك أنس مع أبي بكر في حروب الردة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF% D8%A9)،وكان ممن حضر موقعة اليمامة، وشهد الفتوحات في عهد عمر، وعثمان بن عفان (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%81%D8%A7%D9%86)، ومعاوية بن أبي سفيان (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_ %D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) .
صلاته...

تعلم أنس بن مالك الصلاة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) من الرسول محمد مباشرة فكان أحسن الناس صلاة في سفره وحضره[18] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.AF.D8.A7.D9.8A.D8.A9_.D9.88. D8.A7.D9.84.D9.86.D9.87.D8.A7.D9.8A.D8.A9_353-17),وكان أنس يصلي فيطيل القيام حتى تفطر قدماه دماً[27] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.8A.D9.85. D8.B4.D9.82_192-26), وكان يصلي مابين المغرب والعشاء ويقول هذه ساعة ناشئة الليل (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%A6%D8%A9_%D8 %A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84&action=edit&redlink=1) [28] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D9.82.D9.8A.D8.A7.D9.85_.D8.A7.D9.84.D9.84.D9.8A. D9.84-27). قال أبو هريرة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A9) : «ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله من ابن أم سليم - يعني أنس بن مالك -.» [18] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.AF.D8.A7.D9.8A.D8.A9_.D9.88. D8.A7.D9.84.D9.86.D9.87.D8.A7.D9.8A.D8.A9_353-17).
وقال الزهري (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%A8_%D8%A7 %D9%84%D8%B2%D9%87%D8%B1%D9%8A): دخلت على أنس بن مالك بدمشق (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) وهو وحده فسألته وهو يبكي (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%A1)، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت.[9] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.85.D8.B4. D9.82-8)
وصايا الرسول لأنس في الصلاة





إذا قدرت أن تجعل من صلواتك في بيتك شيئا فافعل فإنه يكثر خير بيتك[19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18).
أكثر الصلاة باليل (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%84)والنهار (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1) يحبك حافظاك.[22] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.A8.D9.8A_.D9.8A.D8.B9.D9.84.D9.89_273-21)
إذا سجدت فلا تنقر كما ينقر الديك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%83) ولا تقع كما يقع الكلب (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A8) ولا تفترش ذراعيك افتراش السبع (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9) وافرش ظهر قدميك الأرض (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6) وضع إليتيك على عقبيك فإن ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك.[19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18)
صل صلاة الضحى (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AD% D9%89) فإنها صلاة الأوابين (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%A7%D8%A8) من قبلك [29] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.B4.D8.B9.D8.A8_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D9.85. D8.A7.D9.86-28)
إن أستطعت أن لا تزال تصلي فافعل فإن الملائكة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9) لا تزال تصلي عليك ما دمت تصلي.[19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18)
إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة.[19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18)
إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك وافرج بين أصابعك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B9) وارفع يديك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%8A%D8%AF) عن جنبيك فإذا رفعت رأسك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B1%D8%A3%D8%B3) من الركوع (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%83%D9%88%D8% B9&action=edit&redlink=1) فكن لكل عضو موضعه فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده.[19] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B9.D8.AC.D9.85_.D8.A7.D9.84. D8.B5.D8.BA.D9.8A.D8.B1_100-18)
مهارات الرمي ...

كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين، ويأمر أولاده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته

مكانته عند المسلمين ...
بفضل خدمة وصحبة الرسول محمد كان لأنس بن مالك مكانة عظيمة عند المسلمين حيث كان يحمل الكثير من كنوز السنة (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9)والسيرة النبوية (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9), وكان مما يميز أنس بن مالك عن بقية خدم الرسول أنه لم يكن ليحتفظ بهذا العلم (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85) الذي تعلمة من الرسول لنفسه أو يكتمه (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%83%D8%AA%D9%85) عن غيره ممن لاقاهم بعد وفاة الرسول, فاستفاد من رواياته لأحاديث (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%AB) ومعاملات وسيرة الرسول جميع المسلمين وروى عنه كثير من التابعين (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86) وحفظوا ما رواه هو عن الرسول محمد.
ومما روي في ذلك عن جميلة مولاة أنس (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9_%D9 %85%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A3%D9%86%D8%B3&action=edit&redlink=1) قالت: كان ثابت إذا جاء إلى أنس قال لها أنس: «يا جميلة ناوليني طيباً (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%B9%D8%B7%D8%B1) أمس به يدي فإن ابن أبي ثابت لا يرضى حتى يقبل (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84) يدي يقول: يدٌ مست رسول الله »[27] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.8A.D9.85. D8.B4.D9.82_192-26).
وروي أيضاً عن ثابت البناني (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%AB%D8%A7%D8%A8%D8%AA_%D8%A7%D9 %84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1) قال: «دخلت على أنس بن مالك، فقلت: رأت عيناك رسول الله ؟ قال: نعم، قال: فقبلتهما (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84). قال: فمشت رجلاك (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%82%D8%AF%D9%85) في حوائج رسول الله ؟ قال: نعم. قال: فقبلتهما ثم قلت: فصببت الماء بيديك؟ قال: نعم.فقبلتهما».[27] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.8A.D9.85. D8.B4.D9.82_192-26)
وكان مما أعلى (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89) شأن أنس بن مالك بالنسبة للمسلمين أنه سمع بعضاً من أحاديث الرسول ولم يكن بينهما أحد لذلك تفرد أنس ببعض الأحاديث التي لم يرويها سوى أنس وكان شغف كثير من الصحابة والتابعين للسماع من أنس ما كان من حديث الرسول عندما لم يكن بينهما أحد. يدل على ذلك قول عروة بن رويم (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9 %86_%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%85&action=edit&redlink=1) قال: أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_ %D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) وهو بدمشق (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) قال: فدخل عليه فقال له معاوية: «حدثني بحديث سمعته من النبي ليس بينك وبينه فيه أحد. قال أنس: سمعت رسول الله يقول: " الإيمان (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86) يمانٍ هكذا إلى لخم وجذام "».

مرضه و وفاته ...
أبتلي أنس بن مالك في نهاية حياته بمرض البهاق (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%A8%D9%87%D8%A7%D9%82), وضعف جسده حتى أنه لم يستطع الصيام فصنع جفنة من ثريد (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%AF) ودعا بثلاثين مسكينا (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A%D9%86&action=edit&redlink=1)ً، فأطعمهم.[10] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.8A.D9.85. D8.B4.D9.82131-9)
توفي أنس بن مالك في يوم جمعة من سنة ثلاث وتسعين وهو يقول: لقنوني لا إله إلا الله (http://www.gsaidlil.com/wiki/%D9%84%D8%A7_%D8%A5%D9%84%D9%87_%D8%A5%D9%84%D8%A7 _%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) فلم يزل يقولها حتى قبض[10] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.8A.D9.85. D8.B4.D9.82131-9), وكان ذلك في البصرة, وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه صلاة الميت قطن بن مدرك الكلابي (http://www.gsaidlil.com/w/index.php?title=%D9%82%D8%B7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D 9%85%D8%AF%D8%B1%D9%83_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8 %A7%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1).[5] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.A3.D8.B3.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.BA.D8.A7.D8.A8. D8.A9_80-4)
وكان عنده عصية للرسول محمد، فمات فدفنت معه بين جيبه وبين قميصه.[10] (http://www.gsaidlil.com/vb/#cite_note-.D8.AA.D8.A7.D8.B1.D9.8A.D8.AE_.D8.AF.D9.8A.D9.85. D8.B4.D9.82131-9)
قال قتاده: «لما مات أنس بن مالك رضي الله عنه قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذلك يا أبا المعتمر؟ قال: كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا: تعالى إلى من سمعه من النبي ».

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
04-04-2012, 05:08 PM
,~

بارك الله فيك يْ الغلآ
شخصيهْ رائئعهًً جزاك الله الف خير
جعلها الله فيْ موازينٓ حسنآتك
تقييييييمٓ :)

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
05-03-2012, 09:00 PM
-

عُدنآإ

العضوٍهٓ القاأإدمٓهٌ وهيّ...!

غآليتنإّ رحيلٓ المشآعرّ

رحيل المشاعر
05-03-2012, 11:19 PM
http://www.karom.net/up/uploads/13256119281.gif (http://vb.3dlat.com/showthread.php?t=32396)

رحيل المشاعر
05-04-2012, 02:01 AM
http://www.neilshare.com/upfiles/2oz17546.gif
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه

هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.

أول لقاء مع الرسول

يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)... فقلت: (إني مؤتمـن ولست ساقيكما)... فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)... قلت: (نعم)... فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)... فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: (علمني من هذا القول)... فقال: (إنك غلام مُعَلّم).


إسلامه

لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.
فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَمّ تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ).



جهره بالقرآن

وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: (والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)... فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)... فقالوا: (إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه)... فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)... فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته.
بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان، عَلّمَهُ البَيَان}... فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)... فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)... فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟!)... قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).



حفظ القرآن

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: (اقرأ علي)... قال: (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟)... فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)... قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى.
قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}... (النساء -41).
فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)... قال ابن مسعود: (فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان).
كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: (أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)... وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)... كمـا كان يقول: (من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد)...
قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)... فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).
وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: (إنّا لم نأتِكَ زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر)... فقال: (إنّ القرآن أُنزِلَ على نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد).


قربه من الرسول

وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته... أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه... وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه (صاحب السَّواد)... حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد).
كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: (إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب)... فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار... يقول أبو موسى الأشعري: (لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله).


مكانته عند الصحابة

قال عنه أمير المؤمنين عمر: (لقد مُليء فِقْهاً)... وقال أبو موسى الأشعري: (لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم)... ويقول عنه حذيفة: (ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد).
واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: (يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود)... قال علي: (نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم؟)... قالوا: (نعم)... قال: (اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة).




وعن تميم بن حرام قال: (جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود).


ورعه

كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا... يقول عمرو بن ميمون: (اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول).
ويقول علقمـة بن قيـس: (كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).


حكمته

كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان: (إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه)... كما يقول عن العمل: (إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة)... ومن كلماته الجامعة: (خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له).
وقال عبدالله بن مسعود: (لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك).


أمنيته

يقول ابن مسعود: (قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما... فدلياه إليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه... فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.

أهل الكوفة

ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله إليهم: (إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا)... ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله... حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: (أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه)... ولكنه أجاب: (إن له علي الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها).


المرض

قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: (كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا)... قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟)... قال: (إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان)... قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أشتكي ذنوبي و خطايايَ)... قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟)... قال: (أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه)... قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟)... قال: (الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).
ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: (عبدي في وثاقي)... فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال: (اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته)... فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي).


الوصية

لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: (يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها).


الحلم

لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: (رأيتُكَ البارحة، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو يقول: (يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي)... فقال عبد الله: (آللّهِ أنتَ رأيتَهُ؟)... قال: (نعم)... قال: (فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ)... فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه.

وفاته

وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم... توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان... رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين
.

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
05-04-2012, 03:20 PM
-


ويپآركٓ پعمرك. يٓ الغلآ
چژاك اللهٓ جنةْ الفردوسٓ عٓ الشخصيهٓ الرآئعه
جعلهآ الله فيْ موازينٓ حسنآتكمْ
شگرآ لكْ منٓ الاعماقّ ي نپضٓ
ودي وتقييميً

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ
05-07-2012, 10:34 AM
-


العضوْهٓ التآليههٓ

مٌپدعتنآً ` غلآ المدينهٓ `