مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر محمد خضر الغامدي


جنــــون
09-29-2011, 05:57 PM
http://www.adab.com/photos/342.jpg

محمد خضر الغامدي
ولد عام 1976 في ابها جنوب السعودية
بكالوريوس لغة عربية .
أصدر مجموعاته الشعرية التالية :
- مؤقتا تحت غيمة عام 2002 (أزمنة – عمان )
- صندوق أقل من الضياع 2007 ( فراديس – البحرين )
- المشي بنصف سعادة 2008 ( فردايس – البحرين )
- تماما كما كنت أظن 2009 ( التنوخي – المغرب )
شارك في الملتقيات الشعرية التالية :
*ملتقى المورد الثقافي البحرين عام 2005
*مهرجان الشعراء الشباب في اليمن عام 2006
*ملتقى قصيدة النثر الأول القاهرة 2008
*ملتقى مدد الأول عام 2008 دمشق
* ملتقى قصيدة النثر العربية القاهرة 2009
- محرر الملحق الثقافي في جريدة الاتحاد الاماراتية منذ العام 2009
- مؤسس ملتقى مدد الثقافي 2005
- تحكيم جائزة الانشاد والشعر في نادي القادسية السعودي الرياضي
- أمسيات شعرية مختلفة في عدد من النشاطات الثقافية محليا
- عضو جماعة شتّا الفنية الأدبية 2004

جنــــون
09-29-2011, 05:57 PM
اكتشاف




الذي ترك كفه مائلة على خده لساعات
كان يجتاز خيالاته ليدخل في سرحان طويل وعشوائي
لماذا الحياة ثقيلة إلى هذا الحد ؟
لماذا لايستطيع أحد ما أن يتكهن بم كان يفكر ؟
الذي ترك كفه ...
قضى ساعات أخرى .. هناك
دونما حزن أو فرح
أو ملامح محددة
إنه يجهز أفكاره الآن
لنوم عميق ...
لذة
البراري التي يركض فيها الدفء
البراري الجرداء
دونما نتوءات أو تجاعيد
المكتنزة بينابيع متدفقة
بهضاب وتضاريس واحافير
وآثار ...
البراري الناعمة الملساء أضيع فيها لمحض ارادتي
واقطعها الآن
ظامئاً وسعيداً ..

جنــــون
09-29-2011, 05:58 PM
ذهول




ولدت عام 1976
في بلدة أقصى الجنوب
نفس العام الذي بدأ فيه البث التلفزيوني في بلدتنا
العام ال أنتهت به حروب صغيرة
واندلعت أخرى !
وأنا مذهول من كل شيء
استقبلت عائلتنا المهنئين والمباركين
في حفلة " العقيقة "
كلهم قالوا : أنني هادئ ووديع وجميل
وهي نفس العبارة التي تقال
لكل الأطفال حتى يبلغوا الرابعة
إحداهن أهدت أمي قلادة مطلية بالنحاس
ولها رنين الأمطار
على الأرصفة البعيدة
لم يستخدمها أحد إلى اليوم
إحداهن قالت لأمي إنه ولد مبروك
وغسلوني بشيء غامض ولزج
يجعل المرء يتكيف مع أي مكان
وأنا مذهول من كل شيء
قرأ الجميع في أذنيِ
سورة الفاتحة
والمعوذات القصيرة
وأشعلوا البخور
ذو الرائحة الساحرة
جاء شيخ الحارة
وجاءت النساء بطناجر وصينيات وصحون كبيرة
وامتلأ الطابق العلوي والسفلي على حد سواء
بجموع من الأهل والناس
أقاموا لي طقسا سموه الطهارة
وأنا مذهول من كل شيء
قالت واحدة لأمي سموه ( بكر( أو (جمعة) أو( سعد (
وكان صراخي رفضا بحتا
لكن العائلة اجتمعوا في وقت مبكر
ليفسروا رؤيا جدتي
(أريد أن يكون له نفس اسمي (
لذا كان تفسير الحلم
أن يسموني محمد
ولازلت منذ ذلك اليوم مذهول من كل شيء

جنــــون
09-29-2011, 05:58 PM
صورة طبق الأصل




أقضي أياماً طويلة
وحيداً وبلا ضجرِ أكيد
أفتح الباب صباحا
لأعود عند الظهيرة
أجد أني نسيت النافذة مفتوحة
لكني سرعان ما أغلق الباب
وابتسم للمشهد كاملاً
هناك صورة تعودت أن أراها كل يوم
كنت ألصقتها على باب الثلاجة في أواخر الصيف الماضي
الآن اقترب الصيف مرة أخرى ؛
النافذة التي ُتركت مفتوحة
أدخلت الهواءَ وريحَ الشارع العتية
خصوصاً أن شقتي
في الطابق 3
تطل على عمارتين
كبيرتين نسبياً
يقطعهما شارعٌ متفرع
أرى آخره في نهارِ الإجازة المزدحم
من خلال رؤوس المارة
وتلويحاتهم الطيبة
حسناً ,
الصورة سقطت على الأرض
بسبب كل هذا ..
تدحرجت لتقترب من طاولة الصالة
الصمغ الذي قاوم سنة كاملة
لم يكن مؤهلاً للصمود أكثر
........................
سأعلق صورة أخرى
ستلعب ذات الدور
وبأهلية أكثر
ستكون صورة للمنتخب
في كأس العالم
أو صورة لــ بريخت
أو أحد أغلفة مجلة people
أو ...
أو ...
أو...
لكنها حتماً لن تكون الصورة الأولى
التي ستسقط أرضاً
بسبب نافذة مفتوحة !

جنــــون
09-29-2011, 05:58 PM
لوحات زيتية في غرفة مغلقة


-1-
كان اسمها وردة ...
تدلعها الجارات يا "وردية"
تمازحها صديقاتها ...
بالغازات و خرطوم الري ...
كي تنمو قليلا ...
ولأول مرة سمعت
بالمثل ...
(كل شخص له من اسمه نصيب)
صارت تتخيل أن لديها بتلات
و أوراق متدلية من جانبيها
و عالم من الكلوروفيل
كان حلمها الوحيد ..
أن تذبل في أعماق النهر !!
....................................
اليوم و بعد ثمانية أعوام
أسمع خبرا عن رحيل وردة ..
......................
......................
.....................
ماتت وردة !!
تاركة قطرة ندى ضخمة
في عيون
من قطفوها كثيرا !!
-2-
سماء بالية
تحمل أوهامها
في سلة الأفكار
تسقط قطعا صغيرة
في كل مرة ..
على الأرض ال ما عادت
ترفض الزبد ..
أحيانا تكون القطعة
اكبر ..
لذا لا غرابة ..
إن خدشت العابر ..
ولا غرابة ..
إن حفرت أخدودا جيولوجيا
صغيرا .. ومجوفا
لكن يكفي
لصنع حلقة نقاش !!
هذه السماء التي صارت
تشبه جذور الفطر
من قعورها
ليست لغزا و لا حكاية
إنه سقف غرفتي ..
أيام المراهقة الجادة ..
تلك الغرفة ..
التي كبرت الآن ..
لدرجة أني
لا أرى سقفها
بالعين المجردة ..
-3-
البلدة المنصهرة
في فوضى الكهرباء والإسمنت
تغالب عشاقها القدامى
منحوها الحنين في بطاقات السفر
ومنحتهم الأغاني الشعبية ...
البلدة ذات المداخن العالية
مثل حرائق في الأساطير
تكومت بالناس المطليّين
بألوان الحياة الديناميكية
صارت البلدة تشبه ناسها
وهاهي تغني بألحان جميلة
سطّرها رجل مدفون الآن
في أحشائها

جنــــون
09-29-2011, 05:58 PM
سكن الليل




في حديقة عامة
ذات أضواء وأطفال وريح
جلست السيدة الجميلة
تغني
كلما مر عابر
قذف وردة واختفى
بقيت هناك طوال الليل
لتلقي وردة للريح
واختفت
في أوراق الأشجار
مقهى جيلاتو
عندما كنت تطوين
ورقة " المنيو "
على شكل طائرة ورقية
الطائرة الــ رسمتِ مقاعدها بأحمر الشفاه
كنتُ وقتها -فقط - قد أيقنت أن السماء لعبة كبيرة
هي الجالسة في الموسيقى
كانت تدرك ..
أن الطائرة ورقية فقط
لذا مزقتها إلى جزءين
علمتني دون أن تدري !
أن " اليود "
عنصر كيميائي
يوجد على امتداد الساحل
لكنه قد يصل من شفتيها
عبر فوهة " المعسل "
إلى الرئة المقابلة تماماً
هناك رجل يحدق من بعيد
كان يدون ملاحظات سريعة
حول الزبائن المخلصين
الذين يتركون شيئا
من ذكرياتهم على الطاولة
- حتى لو كان اندلاق كوب القهوة عمداً -
الطاولة التي تبعثرت حقلا
من هزة كتفيها الراقصين
حينما بدأت الاسطوانة
تعزف لحنا لعبد الحليم حافظ
بإيقاعات جديدة وسريعة
مع ذلك لم أنكر الأغنية
لأن رقصة كتفها
كانت أصيلة !
هي سألت عن الحب
وبالكثير من الخشوع
مررت أسئلة جيدة
تشبه الطائرة الورقية تلك
في الخفة والإتقان
أسئلة عائمة
لكنها مستقرة في عينيها
مثل رجاء وحيد !
...
..
أنا الهائم
من الدقة في الجينز
قلت كثيرا عن الحب
عن ألوان الجدران الزاهية
في المقهى
تلك الألوان الـــ تبدو
متناقضة لأول وهلة
كبدايات الحب
....
....
قلت كثيرا
عن رجل سيغيب
طويلا في السرد
ويغني يوما
في مقهى "جيلاتو "
لكن لوحده
دون طائرة
دون رقصة الكتف
ودون عناصر كيميائية