مشاهدة النسخة كاملة : نبذة حول الأديب: أبو علي الحاتمي


جنــــون
08-27-2011, 04:56 AM
اسمه : هو أبو علي محمد بن الحسن المظفر الكاتب اللغوي البغدادي ( 310 – 388هـ)

مولده :
ولد نحو سنة 310هـ = 922م

تعليمه :
أخذ الحاتمي عن أبي عمر الزاهد وأدرك ابن دريد .
يقول الحاتمي عن نفسه إنه اتصل بسيف الدولة ونال عنده حظوة جعلته في مرتبة أبي علي الفارسي وابن خالويه وأبي الطيب اللغوي وسنه لم تكن جاوزت بعد على تسع عشر .غير أن الحاتمي لم يبلغ إلى المنزلة العليا التي صارت له في السياسة والأدب إلا بعد أن اتصل بأبي محمد الحسن بن محمد المهلبي الذي أصبح كاتباً لمعز الدوله بن بويه .
ثم زادت منزلته اما أصبح المهلبي يدبر الوزارة للخليفة المطيع من غير تسميته بلقب وزير .

كان واسع الاطلاع ومن حذاق أهل اللغة والأدب وكثير الحفظ شديد العارضة ( في الجدل والمناظرة ) ، وكان شاعراً قديراً حسن التصرف في فنون الشعر، ثم جرت مناظرة بينه وبين المتنبي .

محطات :
الذي شهر أبا علي الحاتمي في تاريخ الأدب فهو لقاؤه للمتنبي في بغداد سنة350هـ - عندما ورد المتنبي إلى بغداد - ومناظرته في معاني شعره ثم تأليفه الرسالة الموضحة وهي المشهورة بالرسالة الحاتمية( وفيها شرح ما جرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته وإبانةعيوب شعره ) والتي تدور على الشبه المملوح بين معاني المتنبي في الحكمة وبين الأقوال التي كانت رائجة في ذلك الحين ومنسوبة إلى الفلسفة اليونانية وإلى أرسطو خاصة أو غير منسوبة .

ما قاله النقاد :
قال عنه( ياقوت ) : كان فيه إعجاب شديد بنفسه وغرور مع شيء كثير من البغض لأهل العلم والجرأة عليهم .

قال ( عمر فروخ ): لكننا لا نوافق ياقوتاً في قوله أن الحاتمي أخذ عن ابن دريد .
وقال أيضاً : كما كان يجمع بين البلاغة في النثر والبراعة في الشعر ، غير أن شعره كان كشعر سائر العلماء قليل الرونق .

مؤلفاته :
كان مصنفاً وله :

-كتاب حلية المحاضرة
-كتاب الهلباجة
-كتاب الصناعة
-كتاب الحالي والعاطل
-كتاب المجاز
-الرسالة الناجية
-كتاب مختصر العربية
-كتاب الشراب
-كتاب منتزع الأخبار ومطبوع الأشعار
-كتاب المغسل ( في خصال أبي الحسن البتي ) -كتاب الموضحة في مساوئ المتنبي ( وهو المعروف بالرسالة الحاتمية )
وفاته :
توفي في 26-4-388هـ = 26-4-998م

جنــــون
08-27-2011, 04:57 AM
من الرسالة الحاتمية


.... وقد ثبت عند ذوي العقل والتمييز أن الإنسان إنما فضل عن سائر الحيوانات بالعقل المتناول علم ما غاب عن الحواس ، وثبت أن النظر الفكري في النفس مفصح عما تناول علمه العقل ، وهو على ضربين : ضرب منثور الألفاظ مثبوت المعاني تتصرف النفس في اجتلابه من حيث يسنح ، وضرب منظوم موجز مفهوم .
ووجدنا أبا الطيب المتنبي قد أتى في شعره بأغراض فلسفية ومعان منطقية . فإن كان ذلك منه عن فحص ونظر وبحث فقد أغرق في درس العلوم ، وإن يك ذلك منه على سبيل الاتفاق فقد زاد على الفلاسفة بالإيجاز والبلاغة والألفاظ الغريبة . وهو في الحالين على غاية من الفضل وسبيل نهاية من النبل . وقد أوردت من ذلك ما يستدل به على فضله في نفسه وفضل علمه وأدبه واغراقه في طلب الحكمة مما أتى في شعره موافقاً لقول أرسطوطاليس في حكمته .
قال أرسطو : إذا كانت الشهوة فوق القدجرة ، كان هلاك الجسم دون بلوغها .
فقال المتنبي :
وإذا كانت النفوس كبارا : تعبت في مرادها الأجسام
.... قال أرسطو : بالغريزة يتعلق الأدب لا بتقادم الميلاد .
فقال المتنبي :
وإذا الحلم لم يكن عن طباع : لم يحلم تقدم الميلاد


قال أبو علي الحاتمي يصف الثريا قبيل طلوع الفجر :
وليل أقمنا فيه نعمل كأسنا : إلى أن بدا للصبح في الليل عسكر
ونجم الثريا في السماء كأنه : على حلة زرقاء جيب مدنر