جنــــون
08-24-2011, 11:42 PM
اسمه : أبو العباس أحمد بن محمد بن ثوابة ( .....- 277هـ )
تعليمه :
ليست بين أيدينا معلومات واضحة عن نشأة أبي العباس ، ولكن لا بد أن أباه وكان يشتغل بالدواوين أخذه مبكراً بالدرس والتحصيل ، بادئاً معه بالكتاب ، ومنتهياً به إلى حلقات العلماء في المساجد ، حتى إذا غزرت ثقافته تحول به إلى الدواوين الرسمية ونراه متألقاً فيها منذ عصر المهتدي .
وما زال نجمه في صعود حتى اختير لرياسة ديوان الرسائل لأوائل عصر المعتمد ، وكانت لا تعقد إلا لمن أثبت كفاءته وعُرفت بلاغته .
كثرت الصلات والمودات بينه وابن حميد وغيره من كتَّب عصره وشعرائه ، ولابن الرومي فيه مدائح كثيرة ، وكذلك البحتري .
ظل على ديوان الرسائل حتى تولى إسماعيل بن بلبل الوزارة للمعتمد سنة 265 هـ .
محطات :
- أبو العباس أحد كتاب العصر وبلغائه ، وفي أخباره أنه كان شديد العناية بأناقته وبكل ما يتصل بحياته شديدة التكلف ، ويضرب الرواة لذلك مثلاً بعبارات له شديدة الغرابة ، وأنه قال يوماً وقد استمع إلى حاجم : عليَّ بماء الورد أغسل فمي من كلام الحاجم .
- يروى له توقيع وقع به قصيدة للبحتري ، استمنحه قضاء حاجة على هذا النحو : مقضية ولو أتلفت المال ، وأذهبت الحال ، فقل – رعاك الله – ما شئت منبسطاً ، وثق بما أنا عليه لك مغتبطاً ، إن شاء الله تعالى .
ما قاله النقاد : قال عنه ( أحمد حسن الزيات ) : إن إبراهيم بن مدبر أنكر عليه في رسالته العذراء التي وجه بها إلى الكتَّاب أن يقولوا في رسائلهم " جعلت فداك " وإنما أنكر العبارة لاشتراك معناها كما يقول واحتمالها أن تكون فداء من الخير وفداء من الشر ، ويقول أن كتَّاب العسكر وعومهم قد أولعوا بهذه اللفظة .... وكأنما صدر أبو العباس عن روح هذا النقد ، إذ كتب للوزير عبيدالله بن سلمان رسالة خالية منها ، فعاتبه عبيدالله ، ولم يكد يسمع عتابه ، حتى كتب إليه برسالة ثانية يصور فيها نقد إبراهيم بن المدبر وفيها يقول : الله يعلم -وكفى به عليماً -لقد أردتك بالتفدية فرأيت عيباً أن أفديك بنفسٍ لا بد لها من الفناء ، ولا سبيل لها إلى البقاء ، ومن أظهر لك شيئاً يظمر خلافه فقد غش ، والأمر إن كانت الضرورة توجبه ، وتحقق أنك ملك لا يتحقق ، وعطاء لا يتحصل ، لم يجز أن يخاطب به مثلك ، وإن كان عند قوم نهاية من نهايات التعظيم ، ودليلاً من دلالات الاجتهاد ، وطريقلاً من طرق التقرب . وقد التمس أبو العباس بن ثوابة لإنكار التفدية علة غير علة ابن المدبر ، لعلها أكثر منها تعبيراً عما أصاب الذوق الأدبي في العصر من رقة بالغة عند بعض الكتاب ، حتى لتؤذيه الكتابة بالتفدية بنفس فانية غير باقية ، وهو إفراط في الحس والشعور والرقة والدماثة . وبذلك نفهم عبارة ابي العباس السابقة حين استمع إلى كلام حاجم ، فقال : علي بماء الورد أغسل فمي من كلام الحاجم ، وكأن سماع الكلام الذي لايعجبه لا يؤذي أذنه فحسب ، بل يؤذي فمه ، وإنه لإيذاء غريب ، ولكن لا غرابة أن يصدر من أبي العباس ، فقد كان يتكلف الدماثة والحس المفرط والشعور الحاد . وفاته :
توفي سنة 277هـ
تعليمه :
ليست بين أيدينا معلومات واضحة عن نشأة أبي العباس ، ولكن لا بد أن أباه وكان يشتغل بالدواوين أخذه مبكراً بالدرس والتحصيل ، بادئاً معه بالكتاب ، ومنتهياً به إلى حلقات العلماء في المساجد ، حتى إذا غزرت ثقافته تحول به إلى الدواوين الرسمية ونراه متألقاً فيها منذ عصر المهتدي .
وما زال نجمه في صعود حتى اختير لرياسة ديوان الرسائل لأوائل عصر المعتمد ، وكانت لا تعقد إلا لمن أثبت كفاءته وعُرفت بلاغته .
كثرت الصلات والمودات بينه وابن حميد وغيره من كتَّب عصره وشعرائه ، ولابن الرومي فيه مدائح كثيرة ، وكذلك البحتري .
ظل على ديوان الرسائل حتى تولى إسماعيل بن بلبل الوزارة للمعتمد سنة 265 هـ .
محطات :
- أبو العباس أحد كتاب العصر وبلغائه ، وفي أخباره أنه كان شديد العناية بأناقته وبكل ما يتصل بحياته شديدة التكلف ، ويضرب الرواة لذلك مثلاً بعبارات له شديدة الغرابة ، وأنه قال يوماً وقد استمع إلى حاجم : عليَّ بماء الورد أغسل فمي من كلام الحاجم .
- يروى له توقيع وقع به قصيدة للبحتري ، استمنحه قضاء حاجة على هذا النحو : مقضية ولو أتلفت المال ، وأذهبت الحال ، فقل – رعاك الله – ما شئت منبسطاً ، وثق بما أنا عليه لك مغتبطاً ، إن شاء الله تعالى .
ما قاله النقاد : قال عنه ( أحمد حسن الزيات ) : إن إبراهيم بن مدبر أنكر عليه في رسالته العذراء التي وجه بها إلى الكتَّاب أن يقولوا في رسائلهم " جعلت فداك " وإنما أنكر العبارة لاشتراك معناها كما يقول واحتمالها أن تكون فداء من الخير وفداء من الشر ، ويقول أن كتَّاب العسكر وعومهم قد أولعوا بهذه اللفظة .... وكأنما صدر أبو العباس عن روح هذا النقد ، إذ كتب للوزير عبيدالله بن سلمان رسالة خالية منها ، فعاتبه عبيدالله ، ولم يكد يسمع عتابه ، حتى كتب إليه برسالة ثانية يصور فيها نقد إبراهيم بن المدبر وفيها يقول : الله يعلم -وكفى به عليماً -لقد أردتك بالتفدية فرأيت عيباً أن أفديك بنفسٍ لا بد لها من الفناء ، ولا سبيل لها إلى البقاء ، ومن أظهر لك شيئاً يظمر خلافه فقد غش ، والأمر إن كانت الضرورة توجبه ، وتحقق أنك ملك لا يتحقق ، وعطاء لا يتحصل ، لم يجز أن يخاطب به مثلك ، وإن كان عند قوم نهاية من نهايات التعظيم ، ودليلاً من دلالات الاجتهاد ، وطريقلاً من طرق التقرب . وقد التمس أبو العباس بن ثوابة لإنكار التفدية علة غير علة ابن المدبر ، لعلها أكثر منها تعبيراً عما أصاب الذوق الأدبي في العصر من رقة بالغة عند بعض الكتاب ، حتى لتؤذيه الكتابة بالتفدية بنفس فانية غير باقية ، وهو إفراط في الحس والشعور والرقة والدماثة . وبذلك نفهم عبارة ابي العباس السابقة حين استمع إلى كلام حاجم ، فقال : علي بماء الورد أغسل فمي من كلام الحاجم ، وكأن سماع الكلام الذي لايعجبه لا يؤذي أذنه فحسب ، بل يؤذي فمه ، وإنه لإيذاء غريب ، ولكن لا غرابة أن يصدر من أبي العباس ، فقد كان يتكلف الدماثة والحس المفرط والشعور الحاد . وفاته :
توفي سنة 277هـ