مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الخنساء .
جنــــون
08-09-2011, 10:38 PM
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟ اِذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ
فابْكي أخاكِ لأيْتامٍ وأرْمَلَة ٍ، وابكي اخاكِ اذا جاورتِ اجناباَ
وابكي اخاكِ لخيلٍ كالقطاعُصباً فقدْنَ لَّما ثوى سيباً وانهاباَ
يعدُو بهِ سابحٌ نهدٌ مراكلهُ مجلببٌ بسوادِ الَّليلِ جلباباَ
حتى يُصَبّحَ أقواماً، يُحارِبُهُمْ، أوْ يُسْلَبوا، دونَ صَفّ القوم، أسلابا
هو الفتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ، مأْوى الضّريكِ اذّا مَا جاءَ منتابَا
يَهدي الرّعيلَ إذا ضاقَ السّبيلُ بهم، نَهدَ التّليلِ لصَعْبِ الأمرِ رَكّابا
المَجْدُ حُلّتُهُ، وَالجُودُ عِلّتُهُ، والصّدقُ حوزتهُ انْ قرنهُ هاباَ
خطَّابُ محفلة ٍ فرَّاجُ مظلمة ٍ انْ هابَ معضلة ً سنّى لهاَ باباَ
حَمّالُ ألويَة ٍ، قَطّاعُ أوديَة ٍ، شَهّادُ أنجيَة ِ، للوِتْرِ طَلاّبا
سُمُّ العداة ِ وفكَّاكُ العناة ِ اذَا لاقى الوَغَى لم يكُنْ للمَوْتِ هَيّابا
جنــــون
08-09-2011, 10:38 PM
يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ
يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ كلؤلؤٍ جالَ في الأسْماطِ مَثقوبِ
انّي تذكَّرتهُ وَالَّليلُ معتكرٌ ففِي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مشعوبِ
نِعْمَ الفتى كانَ للأضْيافِ إذْ نَزَلوا وسائِلٍ حَلّ بَعدَ النّوْمِ مَحْرُوبِ
كمْ منْ منادٍ دعا وَ الَّليلُ مكتنعٌ نفَّستَ عنهُ حبالَ الموتِ مكروبِ
وَ منْ اسيرٍ بلاَ شكرٍ جزاكَ بهِ بِساعِدَيْهِ كُلُومٌ غَيرُ تَجليبِ
فَكَكْتَهُ، ومَقالٍ قُلْتَهُ حَسَنٍ بعدَ المَقالَة ِ لمْ يُؤبَنْ بتَكْذيبِ
جنــــون
08-09-2011, 10:38 PM
لهفي عَلَى صخرٍ فانّي اَرَى لهُ
لهفي عَلَى صخرٍ فانّي اَرَى لهُ نوافلَ منْ معروفهِ قدْ تولَّتِ
وَلهفي عَلَى صخرٍ لقدْ كانَ عصمة ً لمولاهُ إنْ نَعْلٌ بمولاهُ زَلّتِ
يَعُودُ على مَوْلاهُ مِنْهُ برَأفَة ٍ اذا مَا الموالي منْ اخيهَا تخلَّتِ
وكنتَ إذا كَفٌّ أتَتْكَ عَديمَة ً ترجي نوالاً منْ سحابكَ بلَّتِ
وَمختنقٍ راخَى ابنُ عمرٍو خناقهُ وَغمَّتهُ عنْ وجههِ فتجلَّتِ
وظاعِنَة ٍ في الحَيّ لَوْلا عَطاؤهُ غداة َ غدٍ منْ اهلهَا ما استقلَّتِ
وكُنْتَ لَنا عَيْشاً وَظِلَّ رَبَابَة ٍ إذا نحنُ شِئْنا بالنّوالِ استَهَلّتِ
فتًى كانَ ذا حِلْمٍ أصيلٍ وتُؤدَة ٍ اذَا مَا الحبَى منْ طائفِ الجهلِ حلَّتِ
وَما كرَّ الاَّ كانَ اوَّلَ طاعنٍ ولا أبْصَرَتْهُ الخيلُ إلاّ اقْشَعَرّتِ
فيُدْرِكُ ثأراً ثمّ لم يُخطِهِ الغِنى فمِثْلُ أخي يَوْماً بِهِ العَينُ قَرّتِ
فإنْ طَلَبُوا وِتْراً بَدا بِتِرَاتِهِمْ وَيَصْبِرُ يَحْميهِمْ إذا الخَيلُ وَلّتِ
فلستُ ازرَّا بعدهُ برزَّية ٍ فاذكرهُ الاَّ سلتْ وَتجلَّتِ
جنــــون
08-09-2011, 10:38 PM
أعينيّ جودا ولا تجمُدا
أعينيّ جودا ولا تجمُدا ألا تبكيانِ لصخرِ النّدى ؟
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ ألا تبكيانِ الفَتى السيّدا؟
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِمِ إلى المَجدِ مدّ إلَيهِ يَدا
فنالَ الذي فوْقَ أيديهِمِ من المجدِ ثمّ مضَى مُصْعِدا
يُكَلّفُهُ القَوْمُ ما عالهُمْ وإنْ كانَ أصغرَهم موْلِدا
تَرى المجدَ يهوي الَى بيتهِ يَرى افضلَ الكسبِ انْ يحمدَا
وَانَ ذكرَ المجدُ الفيتهُ تَأزّرَ بالمَجدِ ثمّ ارْتَدَى
جنــــون
08-09-2011, 10:38 PM
ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ
ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ فانحَدَرَ الدّمعُ مني انحِدارَا
وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها شليلاً ودمَّرتُ قوماً دمارا
تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارَا
فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارَا
يقينَ وتحسبهُ قافلاً إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارَا
فذلكَ في الجدِّ مكروههُ وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارَا
وهاجِرَة ٍ حَرّها صاخِدٌ جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارَا
لتُدْرِكَ شأواً على قُرْبِهِ وتكسبَ حمداً وتحمي الذّمارَا
وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ كَمِرْجَلِ طَبّاخَة ٍ حينَ فارَا
وتغشي الخيولَ حياضَ النَّجيعِ وتُعطي الجزيلَ وتُردي العِشارَا
كانَّ القتودَ اذا شدَّها على ذي وسومٍ تباري صوارا
تمكّنُ في دفءِ ارطائهِ أهاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارَا؟
فدارَ فلمَّا رأي سربها احسَّ قنيصاً قريباً فطارا
يشقّقُ سربالهُ هاجراً منَ الشّدّ لمّا أجَدّ الفِرارَا
فباتَ يقنّصُ ابطالهَا وينعصرُ الماءُ منهُ انعصارَا
جنــــون
08-09-2011, 10:39 PM
كنَّا كانجمِ ليلٍ وسطها قمرُ
كنَّا كانجمِ ليلٍ وسطها قمرُ يجلو الدُّجى فهوى َ منْ بيننا القمرُ
يا صَخرُ! ما كنتُ في قوْمٍ أُسَرّ بهِمْ إلاّ وإنّكَ بَينَ القَوْمِ مُشْتَهَرُ
فاذهبْ حميداً على ما كانَ منْ حدثٍ فقَد سلَكْتَ سَبيلاً فيهِ مُعْتَبَرُ
جنــــون
08-09-2011, 10:39 PM
بَني سُلَيْمٍ! ألا تَبكُونَ فارِسَكُم؟
بَني سُلَيْمٍ! ألا تَبكُونَ فارِسَكُم؟ خلَّى عليكمْ اموراً ذاتَ امراسِ
ما للمنايا تغادينا وتطرقنا كانَّنا ابداً نحتزُّ بالفاسِ
تَغْدو عَلَيْنا فتَأبَى أن تُزَايِلَنا للخيرِ فالخيرُ منَّا رهنُ ارماسِ
ولايزالُ حديثُ السّنِّ مقتبلا وفارساً لا يرى مثلٌ لهُ راسِ
منَّا يغافضهُ لوْ كانَ يمنعهُ بأسٌ لَصَادَفَنا حَيّاً أُولي باسِ
جنــــون
08-09-2011, 10:39 PM
أقْسَمْتُ لا أنْفَكّ أُهْدي قَصِيدَة ً
أقْسَمْتُ لا أنْفَكّ أُهْدي قَصِيدَة ً لصَخْرٍ أخي المِفْضالِ في كلّ مجمَعِ
فدتكَ سليمٌ كهلها وغلامها وجدّع منها كلُّ انفٍ ومسمعِ
جنــــون
08-09-2011, 10:39 PM
آلا ليتَ أمّي لمْ تلدني سويَّة ً
آلا ليتَ أمّي لمْ تلدني سويَّة ً وكنتُ تُراباً بَينَ أيْدي القَوابِلِ
وخَرّتْ على الأرْضِ السّماءُ فطبّقتْ وماتَ جَميعاً كلُّ جافٍ وناعِلِ
غداة َ غدا ناعٍ لصخرٍ فراعني و أورثني حزناً طويلَ البلابلِ
فقلتُ لهُ: ماذا تَقولُ؟ فقالَ لي: نعى ما ابنُ عمرٍو اثكلتهُ هوابلي
فأصبحتُ لا التذُّ بعدكَ نعمة ً حياتي ولا ابكي لدعوة ِ ثاكلِ
فشأنَ المنايا بالاقاربِ بعدهُ لتُعْلِلْ عَلَيْهِمْ عَلّة ٌ بَعدَ ناهِلِ
جنــــون
08-09-2011, 10:39 PM
منْ لامني في حبِّ كوزٍ وذكرهِ
منْ لامني في حبِّ كوزٍ وذكرهِ فلاقى الذي لا قيتُ إذا حَفَزَ الرَّحمْ
فيا حَبّذا كوزٌ إذا الخَيْلُ أدبَرَتْ وثارَ غبارٌ في الدَّهاسِ وفي الاكمْ
فنِعْمَ الفَتى تَعشوا إلى ضَوءِ نارِهِ كُوَيزُ بنُ صَخرٍ ليلة َ الرّيحِ والظُّلَمْ
اذا البازلُ الكوماءُ لاذتْ برفلها ولاذَتْ لِواذاً بالمُدرّينَ بالسِّلَمْ
وقد حالَ خيرٌ من أُناسٍ ورِفْدُهُمْ بكفَّي غلامٍ لا ضنينٍ ولابرمْ
جنــــون
08-09-2011, 10:40 PM
الا لا ارى في النَّاسِ مثلَ معاويهْ
الا لا ارى في النَّاسِ مثلَ معاويهْ إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللّيالي بِداهِيَهْ
بداهِيَة ٍ يَصْغَى الكِلابُ حَسيسَها وتخرُجُ منْ سِرّ النّجيّ عَلانِيَهْ
الا لا ارى كالفارسِ الوردِ فارساً إذا ما عَلَتْهُ جُرْأة ٌ وعَلانِيَهْ
وكانَ لِزازَ الحَرْبِ عندَ شُبوبِها اذا شمَّرتْ عنْ ساقها وهي ذاكيهْ
وقوَّادُ خيلٍ نحو اخرى كانَّها سَعالٍ وعِقْبانٌ عَلَيْها زَبانِيَهْ
بلينا وما تبلى تعارٌ وما ترى على حدثِ الايَّامِ الاَّ كماهيهْ
فأقسَمْتُ لا يَنفَكّ دمعي وعَوْلَتي عليكَ بحزنٍ ما دعا اللهَ داعيهْ
جنــــون
08-09-2011, 10:40 PM
ابنتُ صخرٍ تلكما الباكيهْ
ابنتُ صخرٍ تلكما الباكيهْ لا باكيَ اللّيْلَة َ إلاّ هِيَهْ
اودى ابُو حسَّانَ واحسرتا وكانَ صَخْرٌ مَلِكَ العالِيَهْ
وَيْلايَ! ما أُرْحَمُ وَيْلاً لِيَهْ، اذْ رفعَ الصَّوتَ النَّدى الناعيهْ
كَذّبْتُ بالحَقّ وقد رابَني حتَّى علتْ ابياتنا الواعيهْ
بالسّيّدِ الحُلْوِ الأميِ الّذي يَعْصِمنا في السّنَة ِ الغادِيَهْ
لكِنّ بَعْضَ القَوْمِ هَيّابَة ٌ في القوْمِ لا تَغبِطهُ البادِيَهْ
لا يَنْطِقُ العُرْفَ ولا يَلْحَنُ م العزفُ ولا ينفدُ بالغازيهْ
انْ تنصبِ القدرُ لدى بيتهِ فغَيْرُها يَحْتَضِرُ الجادِيَهْ
لكنْ اخي اروعُ ذو مرَّة ٍ مِنْ مِثْلِهِ تَسْتَرْفِدُ الباغِيَهْ
لا يَنْطِقُ النُّكْرَ لدى حُرّة ٍ يبتارُ خالي الهمّ في الغاويهْ
انَّ اخي ليسَ بترعيَّة ٍ نكسِ هواءِ القلبِ ذي ماشيهْ
عَطّافُهُ أبيَضُ ذو رَوْنَقٍ كالرَّجعِ في المدجنة ِ السَّاريهْ
فَوْقَ حَثيثِ الشدّ ذو مَيْعَة ٍ يَقْدُمُ أُولى العُصَبِ الماضيَهْ
لا خَيرَ في عَيشٍ وإنْ سَرّنا، والدَّهرُ لا تبقى لهُ باقيهْ
كلُّ امرىء ٍ مرَّ بهِ اهلهُ سوْفَ يُرَى يَوْماً على ناحِيَهْ
يا مَنْ يَرَى مِنْ قَوْمِنا فارِساً في الخَيْلِ إذْ تَعْدو بِهِ الضّافِيَهْ
تحتَكَ كَبْداءٌ كُمَيْتٌ كَما أُدْرِجَ ثَوْبُ اليُمْنَة ِ الطّاوِيَهْ
اذْ لحقتْ منْ خلفها تدَّعي مثلَ سَوَامِ الرّجُلِ العادِيَهْ
يَكْفَأها بالطّعْنِ فيها كَما ثَلّمَ باقي جَبْوَة الحابِيَهْ
تهوي اذا ارسلنَ منْ منهلٍ مثلَ عُقابِ الدُّجْنَة ِ الدّاجِيَهْ
عارضُ سحماءَ ردينَّية ٍ كالنّارِ فيها آلَة ٌ ماضِيَهْ
اشربها القينُ لدى سنّها فصارَ فيها الحمة َ القاضيهْ
انَّى لنا اذْ فاتنا مثلهُ للخيلِ اذْ جالتْ وللعاديهْ
أُقْسِمُ لا يَقْعُدُ في بَلْدَة ٍ نائِيَة ٍ عَنْ أهْلِهِ قاصِيَهْ
فأقْصَدُ السّيرِ على وَجْهِهِ لمْ ينههُ النَّاهي ولا النَّاهيهْ