مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر عبدالرحمن السعد


جنــــون
08-07-2011, 04:28 AM
من هو الشاعر حمد السعد ؟

جنــــون
08-07-2011, 04:28 AM
نَ قَ شْ



قولوا لصاحبتي المقيـلُ ثقيـلُ
والفجرُ هجرٌ والمساءُ طويـلُ
والوقتُ مقتٌ والحديقةُ ضيقةٌ
والدربُ حربٌ والخليلُ بخيـلُ
والوجدُ نجدٌ غيرَ أنَّي بلا صَبَا
والشرقُ برقٌ والهطولُ قليـلُ
والصوتُ موتٌ إذْ تكون بعيدةً
والصمتُ نبتٌ يَصْطَفِيْهِ عليلُ
وأنا هنا مُسْتَقْبِـلٌ ومُـوَدِّعٌ
فالصبحُ حفلٌ والمساءُ رحيـلُ
فكأنني حـادٍ تأبَّـطَ حلمَـهُ
وغفى فأغـرقَ عِيْسَـهُ نيـلُ
وأنا أحبكِ، تستميحكِ أحرفي
عذراً لأهوي في الهوى وأميلُ
لي في معذبتي الذي أَحيـا بِـهِ
ولها الذي يُمْلِيْ الهوى ويُطِيْلُ
ولها فُتَاتُ الصَّبْرِ في جَنَبَاتِ مَنْ
يُؤْوِيْ الحروفَ بجوفِهِ ازميـلُ



__________________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الولايات المتحدة، 14/08/1993

جنــــون
08-07-2011, 04:28 AM
خَفْق


(تَعِبْتُ يا وَرْدَةَ الرّبِيْع. تَعِبْتُ، وَلَمْ أسْتَطِعْ أنْ أكونَ فيما يُشْبِهُ الوقوْف. يَهْوِيْ رَأسِيَ، ثُمّ يَهْوِيْ جَسَدي، وأعُوْدُ لا أسْتَطِيْع شَيْئَا.
وهل تشَائيْنَ أنْ تَشِي، حَبِيْبَةَ الموَاسِم، بما كُنْتِ فيهِ قَبْلَ "آمين" تَفَوّهَ بِهَا التّوق؟)


أعْلَنْتُ وَقْتيْ للعيونِ عَشِيّةَ العِيْدِ الذي لا تَعْرِفُ الأرْضُ التي أشْتَبّ فيهَا
فَاقْتَفَتْنِيْ ألْفُ عَيْنٍ كي أُفِيْقَ إلى مَسَائِي
واسْتَفَاقَ النَّخْلُ في طَقْسِيْ
ورُحْتُ إلى القُرَى، الأطْفَالِ، والصُبْح النّدِيِّ، وَوَجْه أمّي وَاحْتَفَلْتْ.
،،،،،،،،
(يَا صَوْتها، سَلّمْ على بُسْتَانِ نَخْلٍ يَسْتَظِلّ بِرُوْحِهَا)
مُلْقَىً إلى أنّاتِ فَقْدٍ
أرْتَقي صَبْرَ الجِهَاتِ
وَلَيْسَ يَرْتقُ شَجّ رُوْحِي
وَنِدَاءَاتِ جُرُوْحِي
بَعْضُ تَرْتِيْلٍ تَعِيْ.

أهْذي بِلا شَفَةٍ
وأهْمِي دونَمَا بَلَلٍ
وألعَقُ أدْمُعِي.

أنتِ خَفْقُ اللّهْفَةِ الثُّكْلَى
تَشَتّتُ أضْلُعي.

لُمّي إليْكِ بَقِيّتي
يا أمّ وقتي
أو فَرُوْحِي
وَذَريْنيْ في جروحي
أحتَسي غَفوَات روحي
ثُمّ أدْلُفَ في مَدَاي


_____________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، 29/10/2004

جنــــون
08-07-2011, 04:28 AM
أسْوَدْ



(وماذا سأهذي بهِ في المَسَارِ الذي لستِ فيه؟)
،،،
أسودٌ
هوَ لوني
هو عشقي
ويراعي.
هو ذاتي
(كنتُ مختبئاً، زماناُ، في هراءِ الحزنِ،
أزرقَ!
مُطلقاً)
.. ألا إني سوادٌ في سوادْ!

فلتلبثوا في البُعْدِ
مني
ومن ثوبِ الحدادْ

.. أنا، المواتُ
وفي ممراتي
مزارات الجرادْ
.........
في الأسودِ استنهضتُ وقتي
قلتُ: ألبسُ أسوداً
"غترةً" بيضاء جداً، و..عِقال!
ومضيتُ صوبَ الضوءِ
أرفلُ بالدعاباتِ وأستدني المُحالْ
فاستوقفتني خفقةُ القلبِ و.. ضِعتُ
فـ ما عُدتُ سوياً بعدها!
.....
(سَألتُ وَعْيَكِ: هل من مَفَرٍ آمِنٍ من هكذا صيرورةٍ!)
قولي..
تشظى الوعيُ فيّ
الحلمُ فيما كانَ فيّ
غدوْتُ مهترئاً
كما أيقونةٍ لا روح فيها
أو كما نصٍّ بلا قراءَ
أو موتٍ عَيّيّ
..
أسوَدٌ حلمي
وأرفلُ بالحياةِ
إذا ما لوّنتْ خصلاتُها حدقي

وينحسرُ السوادُ
إذا ما كانَ فيّ تقافزٌ صوبَ عداها
وأراها
فيّ
في أرقي
وفي قلقي
وفي غرقي

وكلّ هُنيهةِ تستاكُ لحظتها
وفي نزقي
وبعض توزعي في الموتِ
في أشلاءِ مفترقي
وفي تشتيتها طُرُقي

وفي عرقي
وفي الما فاءَ صوبَ حديقةِ الدّفلى
وفيما ضاعَ من طرقي

أيا حدقاتِ قلبِ المولعِ احترقي

أنا أجّ السوادِ
تعالي، أبّنِي مزقي
..
أيا حدقاتِ قلبِ المولعِ احترقي
تعالي، أبّنِي مزقي
تعالي، أبّنِي مزقي
تعالي، أبّنِي مزقي
تعالي، أبّنِي مزقي.
_______________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، 19/09/2004 (02.15 pm)

جنــــون
08-07-2011, 04:29 AM
أَزْرَقْ!


أنا الأزْرَقْ!
أنا كُلُّ التَّفَاصِيْلِ الخَبِيْئَةِ
والمَدَى المُطْلَقْ
أنا تَارِيْخُ حُزْنٍ هَائِجٍ أَخْرَقْ
أنا كُلُّ الفُجَاءَاتِ التي لا تَقْتَفِي المنْطِقْ!
..
وأنا بُسْتَانُ مَوْتٍ مُهْمَلٍ
يَنْتَابُهُ طيْرُ رِثَاءٍ
وأَعَاصِيْرُ أُفُوْلْ
أنا طَاعُوْنُ الحُقُوْلْ
وأنا جَدْبٌ يُعَرِّي مَا تُخَبِّئُهُ السُّهُوْلْ
أنا (مُذْ أهْمَلْتِنِي) شخْتُ
وفَرَّتْ مِنْ محَطَّاتي مَوَاعِيْدُ الوُصُوْلْ
وتَوَزَّعْتُ عَلَى أَلْفِ احْتِمَالٍ للتَّشَظِّي
لا تُبَدِّلهَا الفُصُوْلْ!
_______________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، 30/04/2004 (07pm)

جنــــون
08-07-2011, 04:29 AM
احْتِفَالْ!


أَلْقِي بِبَعْضِي فَوْقَ صَدْرِكِ
ثُمَّ رُوْحِي فِي جُرُوْحِي.

ثَمَّ نَزْفٌ،
ضَمّدِي شَفَتَيْهِ
والْتَمِّيْ بِصَمْتِي سَاعَةً
زَمَناً
لَعَلّي بَعْدَ هَذَا أصْطَلِي وأُفِيْقُ.

أنْتِ قَصَيْدَتِي
زَمَنِي
وَمِيْقََاتُ الهَوَى؛
لَوْنِي
وَنَبْضِي،
حِيْنَ يَهْمِسُ خَافِقِي في دِفْءِ صَدْرِكِ
أَنْبتُ مَرّةً طِفْلاً
أَلُمُّ شَتَاتَ قَوْلِي
كَيْ تَمُرَّ الرّيْحُ بِي وَتَصُوْغَ اسْمَكِ.

ثَمَّ لَوْنٌ في السَّمَاءِ
قَصَيْدَةٌ
مَطَرٌ
وَيَحْتَفِلُ المَدَى.

عُشْبٌ،
كَمَا لَوْ أنّ أرْضَ الله صَارَتْ مَوْسِمَاً خِصْبَاً
وَوَجْهكِ، يا مَلِيْحَةُ،
نَخْلَةٌ بَيْنَ الخُزَامَى والسَّمَاءْ.
_____________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، 08/06/1988

جنــــون
08-07-2011, 04:29 AM
حَــدّ!


سَيَقْتُلُنِي العَابِرُوْنَ الكُسَالَى
‏- قَابِضٌ خِنْجَرَاً صَوْبَ نَبْضِ الحُنْجُرَةْْ-
لأنّ الذينَ اخْتَفوا لَحْظةً في العُبُوْرِِ
اصْطَفوْا ذَاتَ حُلمِي القَدِيْمِ‏
الذي جَاءَ بِي.
وإنّ الذينَ اقْتَفوْا خَطْوَ هَذَا
احْتَفوْا مََرّةً بِالذِي أجَّ بِي
وارْتَموا
‏ ..كُلٌ يُلوّنُ خِنْجَرَهْ.
_____________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، 30/03/1994

جنــــون
08-07-2011, 04:29 AM
دُوَار


إذا جِئْتُ رَاحُوا
وإذْ يَصْطَفِي بَعْضَ وَقْتيْ الغِيَابُ
يُقِيْمُوْنَ لي حَفْلَةً مِنْ غَضَبْ
وقَافِلَةً مِنْ غُبَارٍ
وبَوْحَ حَطبْ.
،،،
وأَدْخُلُ في تمتَمَاتِ الجمُوْعْ
أُلوِّنُ أصْوَاتهُمْ كيْ أرَى لوْنَ ما في الضّلوْعْ
أُضِيءُ المَسَارَاتِ كي يَهْربوْا صَوْبَ
حُلْمِي الذي تَقْتَفِيْهِ الشّمُوْعْ
ولكنّهَمْ يحْرِقُوْنَ العيُوْنَ التي تَقْتَفِيْ
والسّؤَالَ الذي يخْتَفِي
والصّبَاحَاتِ إذْ تحْتَفِي
بالرّجُوْعْ.
______________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، 05/04/1995

جنــــون
08-07-2011, 04:29 AM
هَذَيَانْ

(Hallucinations)



هو الهذيانُ
نافذةُ الوحيدِ
وشهقةُ المُلقى
- بلا إيماءةٍ أولى-
إلى الوقتِ/ الجليدْ
...
هو الهذيانُ
سنبلةُ الصدودِ
لقيطُ أرصفةِ الشرودِ
ومُنتهى النبضِ البليدْ
...
هو الهذيانُ
أغنيةُ الجنونِ
وخطوُ مُنكسرٍ إلى ما لا يكونْ
تأوّهٌ في جوفِ قافية السكونْ
وموتُ صندوق البريدْ
...
هو الهذيانُ
حلمٌ شاردٌ، أو بعضُ حلمٍ
لا تساورهُ الحقيقة
أو برهةٌ فرّت من اللحظاتِ
في كفنِ الدقيقة
أو زهرةٌ وهبت نداها
لابتهالاتِ الحديقة
أو إنما هو نبضةٌ دونَ الوريدْ
...
هو الهذيانُ
قارعةٌ تلوّحُ للطريقْ
زفيرُ حرفٍ لا يراودهُ الشهيقْ
أو جذوةٌ نسيت مواعيد الحريقْ
أو إنما هو شاهدُ الوقت الجديدْ
...
هو الهذيانُ
جرحٌ ما استكانْ
وعتمةٌ تلجُ المكانْ
عصارةٌ أولى لـكانْ
وسقطةٌ الحلمِ الطريدْ
...
هو الهذيانُ
مائدةُ الجياعْ
دليلُ قافلةِ الضياعْ
جفافُ ساقيةِ اليراعْ
رحيقُ ذاكرةِ الصَّديدْ
...
...
هو الهذيانُ
مُفتتحُ الفجيعةِ في مساراتِ البنفسجِ
واحتمالاتِ السكوتْ
هو عثرةُ الإفصاحِ في شغفِ الخزامى
واختلافات البيوتْ
هو لوثةُ البوحِ الوشيجة في مواعيدٍ تموتْ
أو
ربما
خطوٌ يحيدْ!
_____________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، 04/06/2005

جنــــون
08-07-2011, 04:29 AM
شُ رُ وْ د


"صَوْبَ نَخْلَةٍ في الزّمَان"


صُبّي لنا قَدَحَاً يُقيمُ شُرُودَنَا
نامَتْ حَديْقَتُنا
فَقُوْمِي
والسّمَاءُ تَوَزّعَتْ فِينَا إلى عِشْرينَ نَجْمٍ
والمَدَى شَفَةٌ
فَصُبّي.
،،
،،
لَوْنُنَا مَاءٌ
وَزَفْرَتُنَا دُخَانٌ
ثُمّ،
يَغْشَى ليْلَنَا عَطَشٌ
"تَوَرّمَ بَطْنُهَا"
: حُبْلَى!
فقُلْنَا: جَاءَ فَاتِحُنَا،
.....
فَأَوْرَدَهَا المَخَاضُ إلى نُعَاسٍ
وَاسْتَوَتْ حُلْمَاً
فـَ.. صُ بّ ي!
،،
لَوْنُنَا مَاءٌ
وَزَفْرَتُنَا دُخَانٌ
قَالَ: شُبّي نَارَ قَهْوَتِنَا
وصُبّي،
نَصْطَلِي حِيْنَاً
وَنَلْعَقَ شِعْرَنَا
حَتّى يُفِيْقَ الفَجْرُ
يُوْقِظَ أَرْضَهُ
ويَصُبّ فِيْنَا:
حَجَراً فَنَجْفَلُ
صَرْخَةً فَنَعُوْدُ نَهْذِي!
،،
،،
وَ ا ل مَ دَ ى
شَ فَ ةٌ
فـَ صُ بّ ي
لَ وْ نَ نَ ا
كَـ يْمَا
نُ فِ يْ قْ!
______________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض، فبراير 1988

جنــــون
08-07-2011, 04:30 AM
فقط!


تعبتُ،
المَدى ليسَ في وِسْعِهِ أنْ يُمَوْسِقَ زَفْرَات رُوْحِي،
ولا أن يُسَمّي جُرُوْحِي.
،،،
لسْتُ الذي كُنْتُ
ولسْتُ الذي لمْ أكُنْ!
،،،
ولكنّنِي لمْ أعُدْ قَابِلاً للصّدَأ
___________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض
18/02/2005

جنــــون
08-07-2011, 04:30 AM
تِيْه


مَسَارٌ عَلى سَفْحِ َتلْ
ورودٌ إلى طَوْقِ فُلْ
،
عَبَقٌ مُتَّصِلْ
،
،

وَحِيْدٌ يُلَوِّنُ أَحْلامَهُ بِالغِنَاءِ
وَيَكْتُبُ فِيْ أَوَلِ السِّطْرِ

تُ هـْ تُ

وَلَيْسَ يُرَاوِدُنِي أَنْ أَصِلْ
___________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض
مايو، 2004

جنــــون
08-07-2011, 04:30 AM
صَبَـا



كالبرق في بصري وفي سمعي كما الرعدِ
تهوي بوابلها علـى أشلائِـيَ الجُـرْدِ
فيقولُ طقـسٌ حاضـرٌ: "هـا أنـذا
في جانبيكَ أسَـوِّي حفلـةَ الـوَردِ"
يروحُ، يأتـي، مَوْجَـةً فـي مَوْجَـةٍ
يقومُ، يقعـدُ، لا يُعمـي ولا يَهْـدي
وتقـولُ هادئـةَ الفـؤادِ: "ألا تعـي
ما كنتَ فيهِ وما قد كان فـي نَجـدِ
أمْ هالَـكَ الألـقُ البعيـدُ فُجَـاءَةً
فأقَمْتَ ترجو أن تحُطّ إلـى البُعـدِ؟"
: لا يا ربيعَ الوقـتِ، إنّـي مُتعَـبٌ
والوقتُ يتلو علـيّ قصيـدةَ الفقْـدِ
وَتروحُ في وَجَعِ الحـروفِ سحائبـي
ويَسِيلُ ماطرُها نحـو الـذي أُبْـدِي
أَهَـبُ الشـوارعَ ساعـةً فتسوقنـي
صوباً يمزِّقُ مـا أُريـدُ ومـا عنـدي
للناسِ حفلتهم ولـي مـا أصطفـي
ولبوحِ سيدتي ما اشتبّ فـي الوعـدِ
ولمـا يقاسمنـي الطريـقَ حـدائـقٌ
ودبيبُ ذكرى الماثليـنَ إلـى الوجـدِ
يا أهلَ روحي لا يـروحُ بـي النَّـوى
عنكـمْ، فمـا أنتـم بـه بعـدي؟
إذا استـدارَ الكـونُ صوبـاً آخـراً
يمَّمْتُ وجهـي شطركـمْ وحـدي
يا أيهـا الوطـنُ الجميـلُ قصائـدي
تلتمُّ فيكَ كمـا ألتـمّ فـي جِلْـدِي
صَبَاكَ بـردي فـي لهيـبِ مواجعـي
وبِدِفءِ شمسِكَ مُتّقـايَ مـن البَـرْدِ




شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الولايات المتحدة، 1993

جنــــون
08-07-2011, 04:30 AM
زَيْف!


جَثَوْتُ إلى بهْجَةٍ كُنْتُ في إثْرِهَا قَبْلَ عِشْرِيْنَ عَاماً
فَوَلّتْ بلا نَظرةٍ أو... عُبُوْسْ!
كأنِّيَ لمْ أكُنْ!
أوْ كأنِّي وَمِيْضٌ بِبَحْرِ شمُوْسْ!
..
..

بِالأمْسِ،
في غَمْرَةِ الفَقْدِ
في ذرْوَةِ الجَدْبِ
فيْمَا يكوْنُ عَليْهِ القَتِيْلْ
هَزَزْتُ إليَّ بجِذْعِ النّخِيْلْ
فرَاوَدَني هَاجِسٌ مُسْتَحِيْلْ!
..
أُزَيِّفُ رَأْسِي!
أُزَيِّفُ حُلْمِي
أُزَيِّفُ طقْسِي
أُزَيِّفُ كأْسِي!
أُزَيِّفُ نبْضَاتي الخَائِفَةْ.
أُوَارِي شُرُوْدِي قَلِيْلاً
وألبَسُ وَجْهَ الصّبَاحِ المُضِيءِ
وَأُخمِدُ أوْجَاعِيَ النّازِفَةْ.
..

أَرَدَّدُ أَهْزُوْجَةَ العَابِرِيْنَ
أرَافِقُ حَفْلَةَ المَمْشَى
أَحَاذِي نَبرَةَ الإيْقَاعِ
أَتْلُو، مَرَّةً أَوْلى، مُدَوَّنةَ الزّوَابِعِ
واحْتِدَامَ العَاصِفَةْ.

و.. أُسْدِلُ حُزْني مَلِيّاً
لِيَدْلفَ طفْلُ الزّمَانِ الجمِيْلِ:
أَنَاشِيدُ وَرْدٍ
عَنَاقِيْدُ حَلوَىً
مَدَىً منْ فَرَاشٍ
تُطوِّقُ خفْقَاتيَ الرّاجِفَةْ.
..
..
رَأيْتُ كأَنّي امْتَثَلْتُ لحُلْمِي
سَكنْتُ إلى هَاجِسِي المُسْتَحِيْلْ
عَقَرْتُ المَطايَا
وكُلَّ احْتمَِالٍ يَشِي بالرّحِيْلْ
وأَذْعَنْتُ للبَهْجَةِ الزّائِفَةْ.
..
..
ألا إنما كُنْتُ أهْذِي
ألا إنما كُنْتُ أذْرُو عَلى وِحْدَتي وَابِلاً منْ غُبَارْ
..عَلى صَحْوِ حُزْني النُّعَاسَ، الشُّرُوْدَ، الدُّوَارْ.
ألا إنما كُنْتُ أحْثُو على سُحْنةِ الصَّمْتِ بعْضَ الهُتَافْ
لكيْلا أُفِيْقَ إلى جُثَّتي،
أُيَمِّمَ شَطرَ الأُفُوْلِ المُهَيّأِ،
أقْضِي وَحِيْدَاً!
و..
.. كيْلا.. أَخَافْ!
___________________
شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح
الرياض
8.30م. 24/10/2006