مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الفقيه عبدالله المبارك


جنــــون
07-24-2011, 02:22 PM
عبد الله بن المبارك

ولد في مدينة (مرو) سنة 118هـ ونشأ بين العلماء نشأة صالحة، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة العربية، وحفظ أحاديث كثيرة من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرس الفقه، وأنعم الله عليه بذاكرة قوية منذ صغره، فقد كان سريع الحفظ، لا ينسى ما يحفظه أبدًا، يحكي أحد أقربائه واسمه (صخر بن المبارك) عن ذلك فيقول: كنا غلمانًا في الكتاب، فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب، فأطال خطبته، فلما انتهى قال لي ابن المبارك: قد حفظتها، فسمعه رجل من القوم، فقال: هاتها، أسمعنا إن كنت حفظتها كما تدَّعي، فأعادها عليه
ابن المبارك وقد حفظها ولم يخطئ في لفظ منها.
وفي الثالثة والعشرين من عمره رحل عبد الله إلى بلاد الإسلام الواسعة طلبًا
للعلم، فسافر إلى العراق والحجاز.. وغيرهما، والتقى بعدد كبير من علماء عصره فأخذ عنهم الحديث والفقه، فالتقى بالإمام مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة النعمان، وكان عبد الله كلما ازداد علمًا، ازداد خوفًا من الله وزهدًا في
الدنيا، وكان إذا قرأ كتابًا من كتب الوعظ يذكره بالآخرة وبالجنة والنار، وبالوقوف بين يدي الله للحساب، بكى بكاء شديدًا، واقشعر جسمه، وارتعدت فرائصه، ولا يكاد يتكلم أحد معه.
وكان عبد الله يكسب من تجارته مالا كثيرًا، وها هو ذا يعطينا درسًا بليغًا في السلوك الصحيح للمسلم، وذلك حين أتاه أحد أصدقائه واسمه (أبو علي) وهو يظن أن الزهد والتجارة لا يجتمعان قائلاً لعبد الله: أنت تأمرنا بالزهد، ونراك تأتي بالبضائع من بلاد (خراسان) إلى (البلد الحرام) كيف ذا ؟! فقال له عبد الله بن المبارك: يا أبا علي، إنما أفعل ذا لأصون وجهي، وأُكْرِم عرضي، وأستعين به على طاعة ربي، لا أرى لله حقًّا إلا سارعت إليه حتى أقوم به، وكان عبد الله بن المبارك لا يبخل على أحد بماله، بل كان كريمًا سخيًّا، ينفق على الفقراء والمساكين في كل سنة مائة ألف درهم.
وكان ينفق على طلاب العلم بسخاء وجود، حتى عوتب في ذلك فقال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث، فأحسنوا طلبه لحاجة الناس
إليهم، احتاجوا فإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا أعلم بعد النبوة أفضل من بثِّ العلم.
وكان ابن المبارك يحبُّ مكة، ويكثر من الخروج إليها للحج والزيارة، وكان كلما خرج من مكة قال:
بُغْضُ الحياةِ وخوْفُ اللَّهِ أخرجنَـِـي
وَبيعُ نَفْسي بما لَيسَتْ لَهُ ثمَنَـــــا
إنــي وزنْتُ الَّذي يبْقَـــي لِيعْدلَــه
ما ليس يبْقي فَلا واللَّهِ مـا اتَّزَنَـــا
وكان عبد الله بن المبارك يجاهد في سبيل الله بسيفه، حتى إن كثيرًا ممن أتوا ليستمعوا إلى علمه، كانوا يذهبون إليه فيجدونه في الغزو، وكان يرى أن الجهاد فريضة يجب أن يؤديها المسلمون كما أداها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويروى عنه أنه أرسل إلى صاحبه الفضيل بن عياض يحثُّه على قتال الأعداء، ويدعوه إلى ترك البكاء عند البيت الحرام قائلاً له:
يــا عابِدَ الحرَميْن لـو أبْصَــرْتَنا
لَــعلِمْتَ أنَّكَ في العبَادةِ تَلْعَبُ
من كان يَخْضِبُ خـدَّه بدُمُـــوعِه
فنحوُرنـــا بدمائِنا تتخضَّب
أوْ كــان يُتْعب خيلَه فــي باطل
فخيولُنا يوم الصبيحــة تَتْعبُ
ريح العبير لكـم، ونحن عبيرُنا
رَهَجُ السَّنَابك والغبارُ الأطيبُ
وأحبَّ عبد الله بن المبارك أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حبًّا عظيمًا وكان لا يجيب أحدًا يسأله عن حديث منها وهو يمشي، ويقول للسائل: (ليس هذا من توقير العلم) وكان حفَّاظ الحديث في الكوفة إذا اختلفوا حول حديث قالوا:
مروا بنا إلى هذا الطبيب نسأله (يقصدون عبد الله بن المبارك).
ولقد اجتمع نفر من أصحابه يومًا وقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر، والفصاحة والزهد، والورع، والإنصاف، وقيام الليل، والعبادة، والفروسية، والشجاعة، والشدة في بدنه، وترك الكلام في ما لا يعنيه.. حتى أجهدهم العدُّ.
ولقد قدر الناس عبد الله بن المبارك وزادت مهابته لديهم على مهابة
هارون الرشيد.. رُوي أن هارون الرشيد قدم ذات يوم إلى (الرقَّة) فوجد الناس يجرون خلف عبد الله بن المبارك لينظروا إليه، ويسلموا عليه، فنظرت زوجة
هارون الرشيد من شباك قصرها، فلما رأت الناس قالت: ما هذا ؟! قالوا: عالم من خراسان قدم (الرقَّة) يقال له (عبد الله بن المبارك) فقالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بالشرطة والأعوان.
وفي يوم من أيام شهر رمضان سنة 181هـ توفي عبد الله بن المبارك وهو راجع من الغزو، وكان عمره ثلاثة وستين عامًا، ويقال: إن الرشيد لما بلغه موت عبدالله، قال: مات اليوم سيد العلماء.

جنــــون
07-24-2011, 02:22 PM
أبإذْنٍ نَزَلْتَ بِي يَا مَشِيبُ
أيُّ عَيش ـ وَقَد نَزَلْتَ ـ يَطيبُ
وكفى الشيبَ واعظاً غيرَ أني
آملُ العيشَ والمماتُ قريبُ
كم أنادِي الشبابَ إذْ بانَ منِّي
وندائي مولياً ما يُجيبُ

جنــــون
07-24-2011, 02:22 PM
ألا إنَّ تقْوى الله أكرمُ نسبَة
يسَامي بها الفخارِ كريمُ
إذَا أنتَ نَافَستَ الرِّجَالَ عَلَى التُّقَى
خَرجتَ مِنَ الدُّنَيـا وَأنتَ سَليـمُ
أرَاك امْرأً تَرجُـو مِن الله عَفـوَهُ
وأنتَ على ما لا يحبّ مقيمُ
وإنَّ امرَأً لا يَرتَجِـي النَّاسُ عَفـوه
ولمْ يأمَنوا منهُ الأذَى للئيمُ

جنــــون
07-24-2011, 02:23 PM
أرَى أناساً بأدنى الدينِ قدْ قنعُوا
ولاَ أراهمْ رضُوا في العيشِ بالدونِ
فاستغنِ بالله عنْ دنيَا الملوكِ كمَا
استغنَى الملوكُ بدنياهمْ عنِ الدينِ

جنــــون
07-24-2011, 02:23 PM
أرَى النَّاسَ يَبكونَ مَوتَاهمُ
وما الحيُّ أبقَى منَ الميتينا
أليسَ مصيرهمُ للفنا
وإنْ عَمَّرَ القَومُ أيضَاً سِنينَا
يساقونَ سوقاً إلى يومهِم
فهمْ السياقِ ومَا يشعُرونا
فإنْ كنتِ تبكينَ منْ قدْ مضَى
فَبكّي لِنفسِكِ فِي الهَالِكينَـا
فإنَّ السبيلَ لكمْ واحدٌ
سيتبِعُ الآخرُ الأوَّلينا

جنــــون
07-24-2011, 02:23 PM
أفي الجنانِ وفوز لاَ انقطاعَ لهُ
أمْ الجَحيـمِ فَمَـا تُبِقـي وَلا تَدعُ
تهوي بهلكاتهَا طوراً وترفعهُمْ
إذَا رَجَوا مخرجَا مِن غَمِّهـا وَقَعُـوا

جنــــون
07-24-2011, 02:23 PM
إلَى الله أشكُو لا إلى النَّاسِ أنَّني
أرَى صالح الأخلاقِ لا أستطيعُها
أرَى خَلَّة ً في إِخْوَة ٍ وَعَشِيرَة ٍ
وَذِي رَحِمٍ مَا كُنتُ مِمنْ يُضِيُعهَا
فَلو طَاوَعَتني بِالمَكَارِمِ قُدْرَة ً
لجادَ عليْها بالنوالِ ربيعُها

جنــــون
07-24-2011, 02:23 PM
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه
فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا
وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ
أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُـوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ
عليهِم منْ سكينتهمْ خشوعُ

جنــــون
07-24-2011, 02:24 PM
إذَا صَاحَبتَ فِي الأسفَارِ قَوماً
فكنْ لهمُ كذِي الرحمِ الشفيقِ
بعيبِ النفسِ ذو بصرٍ وعلمٍ
غنيُّ النفسِ عنْ عيبِ الرفيقِ
ولا تأخذْ بعثرة ِ كلِّ قومٍ
وَلَكنْ قُلْ : هَلمَّ إلى الطَّريق
فَإنْ تَأخُذْ بِهَفوَتِهمْ تُمَلُّ
وَتَبقَى فِي الزَّمَانِ بِلا صَديِق

جنــــون
07-24-2011, 02:24 PM
إنْ تلبستَ عنْ سؤالكَ عبدَ الله
ترجع غداً بخفـيّ حنيـنِ
فاعنت الشيخَ بالسؤالِ تجدهُ
سَلِساً يلتقيكَ بالراحتينِ

جنــــون
07-24-2011, 02:24 PM
إنها دار بَلاَءٍ
وزوالٍ وغرورِ
كَمْ لَعَمْـري صرعتْ قَبـ
ـلَكَ أصحَــاب الــقُصُورِ
وذوي الهيئة ِ في المجـ
ـلِسِ وَالجَمْــعِ الكَثيــــرِ
أخرجُوا منهَا فمَا كا
ن لَدَيْهــــمْ مِنْ نَكيِـــرِ

جنــــون
07-24-2011, 02:24 PM
الصمت ُ أزيـنُ بالفتـى
منْ منطقٍ في غيرِ حينِه
والصدقُ أجملُ بالفتَى
فِي القول عندي من يمينه
وعلى الفتـى بوقــاره
سمة ٌ تلوحُ علَى جبينِه
فمن الذي يخفى عليـ
ـك إذا نظرت إلى قرينه
رُبَّ امـرىء متيقـن
غلب الشقاء على يقينه
فأزالهُ عنْ رأيهِ
فابتاع دنيـاه بدينـه

جنــــون
07-24-2011, 02:25 PM
بُغْضُ الحَيَاة ِ وَخَوفُ الله أخرَجَنِي
وَبَيـعُ نَفسِي بِمَـا لَيسَتْ لَهُ ثَمَنَـا
إنِّـي وَزَنتُ الـذِي يَبقَـى لِيَعدِلَهُ
مَا لَـيسَ يَبقَـى فَلا والله مَا اتَّزَنَـا

جنــــون
07-24-2011, 02:25 PM
تَذَكَّـرتُ أيَـامَ مَن قَدْ مَضَى
فهاجَ لي الدمْع سحاً هتُونا
فرددتُ في النفسِ ذكراهمُ
ليحدثَ ذلكَ للقلبِ لِينا
وإخوان صدقٍ لحقنَا بهمْ
فقد كنتُ بالقرب منهُم ضنينا
وَأوحَشَت الدَّارُ مِنْ بَعدِهم
أظَلُّ عَلى ذكرِهـم مُستَكينـا
وَإن كُنتِ بالعَيشِ مُغَتَّرة ً
تُمنِّيك نَفسُكِ فِيهَا الظُنِونَـا
فنادي قبورك ثمَّ انظري
مصارعَ أهلك والأقربينا
إلى أينَ صَارُوا وَمَاذَا لَقُوا
وَكَانُوا كَمثْلكِ فِي الدُّورِ حِيناً
وأينَ الملوكُ وأهلُ الحجَا
ومنْ كنت ترضين أو تحذرينَا؟
وَأينَ الذينَ بَنَوا قَبلَنَا
قروناً تتابعُ تتلُو القرونا؟
أتيتُ بسنين قد رمتا
منَ الحِصنِ لما أثاروا الدفينا
على وزنِ منين إحداهما
تقلُّ به الكفَّ شيئاً رزينا
ثَلاثينَ أخرى َ عَلَى قَدرِها
تَبـارَكتَ يَا أحسَنَ الخَالِقينَــا
فَمَاذَا يَقُومُ لأفْوَاهِهِمْ
وما كانَ يملأ تلكَ البطُونا
وَكلّ عَلَى ذَاكَ لاقَى الرَّدَى
فبادوا جميعاً فهمْ خامدونا

جنــــون
07-24-2011, 02:25 PM
تعصى الإله وأنت تُظهر حبه
هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إنَّ المحب لمن يحب مطيعُ

جنــــون
07-24-2011, 02:25 PM
تنعَّمَ قومٌ بالعبادَة والتقَى
ألَذَّ النَّعِيـمِ ، لاَ الَّلذَاذة َ بالخَمرِ
فقرَّت بهمْ طولَ الحياة ِ عيونهمْ
وكانتْ لهمْ والله زاداً إلى القبرِ
على برهة ٍ نالوا بهَا العزَّ والتُّقى
ألا وَلَذِيذَ العِيش بِالبرِّ والصبَّرِ

جنــــون
07-24-2011, 02:25 PM
دنيَا تداولهَا العبادُ ذميمة ً
شِيبَت بأكرَهَ مِن نَقيـعِ الحَنْظَـلِ
وَبَنَـاتُ دَهـرٍ لا تَزَالُ مُلِمَّـة ٌ
فيها فجائِع مثلَ وقعِ الجندلِ

جنــــون
07-24-2011, 02:26 PM
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ
ويُتْبِعُهـا الــذُّلَّ إدمَانُهــا
وتركُ الذنوبِ حياة ُ القلوبِ
وخيرٌ لنفسكَ عصيانُها

جنــــون
07-24-2011, 02:26 PM
رَأيتُ أبَا حَنيفَة َ كُلَّ يَومٍ
يزيدُ نبالة ً ويزيدُ خيرا
وينطقُ بالصوابِ ويصطفيهِ
إذا ما قالَ أهلُ الجورِ جُورا
يقايسُ منْ يقايسهُ بلبٍّ
فَمَن ذَا يَجْعلُون لَهُ نَظيرَا
كَفَانَا فَقْد حَمَّادٍ وَكَانَت
مصيبتنَا به أمراً كبيرا
فردَّ شماتَة الأعداءِ عنَّا
وأبدَى لعبدهُ علماً كثيرا

جنــــون
07-24-2011, 02:26 PM
غاية ُ الصبْر لذيذٌ طعمهَا
ورديءُ الذوقِ منهُ كالصبرْ
إنَّ فِي الصَّبرِ لَفِضلا بَيَّنَاً
فاحملِ النفسَ عليه تصطبِر

جنــــون
07-24-2011, 02:26 PM
قدْ يفتحُ المرءُ حانوتاً لمتجرهِ
وقدْ فتحتَ لكَ الحانوتَ بالدينِ
بينَ الأساطينِ حانوتٌ بلاَ غلقٍ
تَبتَاعُ بِالدينِ أموَالَ المَسَاكِيـنِ
صَيَّرت دِينَكَ شَاهِيناً تصيدُ به
وليس يُفلِحُ أصحابُ الشَواهِينِ

جنــــون
07-24-2011, 02:26 PM
قص أيَضمَنُ لِي فَتى ً تَرْكَ المَعَاصِي
وأرهنهُ الكفالة َ بالخلاصِ
أطَاعَ الله قومٌ فَاستَراحُوا
ولمْ يتجرعُوا غصصَ المعَاصي

جنــــون
07-24-2011, 02:27 PM
كلُّ عيشٍ قد أراهُ نكداً
غَيـرَ رُكنِ الرُّمحِ فِي ظِلِّ الفَرَسْ
وقيامٍ في لَيالٍ دجُنٍ
حَارساً للناس فِي أقصى َ الحَرَسْ

جنــــون
07-24-2011, 02:27 PM
لله دَرُّ القُنُوعِ مِن خُلُقِ !
كمْ منْ وضيعٍ بهِ قد ارتفَعا
يَضيقُ صدَرُ الفَتَى بِحاجَتِه
ومنْ تأسَّى بدونهِ اتسَعا

جنــــون
07-24-2011, 02:27 PM
لاَ خيرَ في المالِ لكنازهِ
إلاَّ جوَاد الكفِّ وهابهِ
يَفعَلُ أحيانـاً بِزُوَّارِهِ
ما يفعلُ الخمرُ بشرابهِ

جنــــون
07-24-2011, 02:27 PM
ما بـال ديـنك ترضى أن تدنـه
وثوبكَ الدهرَ مغسولٌ منَ الدنسِ
ترجو النجاة ولم تسلك طريـقتها
إن السفينـة لا تجري على اليـبس

جنــــون
07-24-2011, 02:27 PM
منْ كانَ ملتمِساً جليساً صالحاً
فَليَـأتِ حَلقَـة َ مِسعَـر بن كِدَامِ
فيهَا السكينَة ُ والوقارُ ، وأهْلها
أهـلُ العَفَـاِف وَعليَـة ُ الأقـوَامِ

جنــــون
07-24-2011, 02:28 PM
همومكَ بالعيشِ مقرونة ٌ
فمَا تقطع العيشَ إلاَّ بهمْ
إذا تمَّ أمرٌ بدَا نقصهُ
ترقبْ زوالاً إذا قيل تمْ
حلاوة ُ دنياكَ مسمومة ٌ
فمَا تأكلُ الشهدَ إلاَّ بسَمْ
وكان الـذي نالهم كالحلـم
صلوا بالجحيم وفـات النـعيم

جنــــون
07-24-2011, 02:28 PM
وَمِن البَلاءِ وَللَبلاءِ عَلاَمة ٌ
أنْ لا يرَى لك عنْ هواكَ نزوعُ
العَبدُ عَبدُ النَفسِ فِي شَهَوَاتِها
والحرُّ يشبعُ مرة ً ويجوعُ

جنــــون
07-24-2011, 02:28 PM
وَفَتـى ً خَلاَ مِنِ مَالَـه
ومنَ المروءة ِ غيرُ خالِ
أعطاكَ قبلَ سؤالهِ
وكفاكَ مكرُوه السؤالِ

جنــــون
07-24-2011, 02:28 PM
وهلْ أفسدَ الدينَ الملوكُ
وَأحبــارُ سُوءٍ وَرُهبانُهـــا
فباعُوا النفوسَ ولمْ يربحَوا
ولمْ تغلُ في البيعِ أثمانهُا

جنــــون
07-24-2011, 02:29 PM
يا جاعلَ العلمِ لهُ بازياً
يَصِيــدُ أمـوَالَ المَساكِيــنِ
احتلتَ للدنيَا ولذاتهَا
بحيلــة ٍ تَذهَبُ بالديــــنِ
وَصِرتَ مَجنُونـاً بِهَـا بَعدَمَـا
كُنتَ دَوَاءً لِلمَجانِيـــــنِ

جنــــون
07-24-2011, 02:29 PM
يا عابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ
لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَة ِ تَلْعَبُ
منْ كانَ يخضبُ جيدهُ بدموعِه
فَنُحورُنَا بِدِمَائنَـا تَتَـخَضَّبُ
أوْ كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطلِ
فخيولُنا يومَ الصبيحة ِ تَتعبُ
ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا
رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقدْ أتانَا منْ مقالِ نَبينَا
قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ
لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِي
أنْفِ امرِىء وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ
هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِق بَيْنَنَا
ـ لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ ـ لاَ يَكْذبُ

جنــــون
07-24-2011, 02:29 PM
يا طالب العلمِ بادرِ الورعَا
وَهَاجر النَّومَ وَاهجُر الشبَعَا
يا أيهَا الناسَ أنتمُ عشبٌ
يحصدهُ الموتُ كلَّما طلَعا

جنــــون
07-24-2011, 02:29 PM
يَدُ المَعرُوف غُنمٌ حَيثُ كَانَت
تَحمَّلَهَا شَكُورٌ أو كَفُورُ
ففي شكرِ الشكورِ لها جزاءٌ
وعندَ الله ما كفرَ الكفور