مشاهدة النسخة كاملة : ديوان سامر هشام سكيك


جنــــون
07-16-2011, 10:55 PM
http://aklaam.net/samer/images/samer03.jpg
سامر هشام سكيك ولد في مدينة غزة بفلسطين 1979، ونشأ في بيئة مسلمة محافظة تشبعت بالعادات والتقاليد الغزية، وكان مغرما باللغة العربية وعلومها المختلفة منذ صغره، وكانت له بدايات مبكرة في كتابة المقالة ونظم القصيدة العمودية، وله محاولات تجديدية في بحور الخليل.

حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية، ويعمل حاليا في إدارة المشاريع الإنشائية في إحدى الشركات الهندسية الكبرى في الإمارات العربية المتحدة.

مؤسس ورئيس تحرير مجلة أقلام الثقافية الرقمية، ويشرف على تحريرها ومتابعتها بصورة دائمة، مع عدد من المبدعين العرب، كما ويتولى الإدارة العامة لمنتدياتها الثقافية

نشرت له العديد من القصائد في صحف ومجلات محلية وعربية مثل "مجلة كل الناس المصرية، القدس والأيام والحياة والصباح الفلسطينية، الخليج والبيان الإماراتية، العرب اليوم والرأي الأردنية" وفي المواقع الأدبية الالكترونية المعروفة, وشارك في عدد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات الثقافية في مصر والأردن وفلسطين والإمارات، كما أجريت معه عدة لقاءات عن مسيرته الشعرية ومجلة أقلام مع قناة فلسطين الفضائية وقناة النيل الثقافية المصرية وقناة الشارقة الفضائية وإذاعة صوت فلسطين وإذاعة إيران، وصحف ومجلات محلية وعربية مثل جريدة الشعب الليبية وجريدة الوحدة الإماراتية وصوت الجامعة الفلسطينية ومجلة تحت العشرين الكويتية، ومجلة زهرة الخليج الإماراتية ومجلة المنبر الجامعي الإماراتية وغيرها.

عمل في وزارة الشباب الفلسطينية في غزة ورام الله كمتطوع في إدارة المعسكرات الشبابية في مجال الإشراف الثقافي، و إدارة الحوارات المفتوحة، وإعداد وتقديم الأمسيات الثقافية، كما أنه تطوع في عدة مؤسسات غير حكومية تهتم بالتوعية الثقافية والمجتمعية مثل مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ومهرجان غزة الثقافي الأول، كما عمل كمشرف ومحرر ثقافي مع أكثر من مجلة محلية، كما تعاون مع موقع إسلام أون لاين في نقد الأعمال الأدبية في نادي المبدعين.

فاز ممثلا عن الجامعة الإسلامية بكأس المسابقة الثقافية الرمضانية التي أقيمت بين جامعات و معاهد و مؤسسات قطاع غزة عام 1999، وله اهتمامات رياضية متعددة فقد فاز في بطولة قطاع غزة للشطرنج للمدارس الثانوية و الإعدادية عام 1997، و هو وصيف بطل الجامعة الإسلامية لعام 1998، كما فاز بلقب بطل الجامعة في لعبة تنس الطاولة لعام 1999، كما لديه ميول واهتمامات في تصميم صفحات الإنترنت والتعامل مع برامج الكمبيوتر المختلفة.

صدر له عام 2006 مجموعته الشعرية الأولى بعنوان أجواء عابثة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتم التوقيع على المجموعة في المعرض في احتفالية ثقافية، وقامت بتغطية الحدث قناة الشارقة الفضائية التي أجرت لقاءا مباشرا مع الشاعر في استوديو المعرض، وقد ضمت المجموعة العديد من القصائد المتنوعة لخصت تجربته الشعرية الشابة، كما احتوت على عدد من القصائد نظمت على بحرين جديدين من ابتكار الشاعر أسماهما النقاد السامر والمؤتلف، وهي متاحة على شبكة الإنترنت على موقع فرات للكتب (اضغط هنا).

من أبرز اهتماماته تكوين شبكة صداقات واسعة مع أصدقاء متميزين من مختلف أنحاء العالم، و المساهمة في تنوير الرأي العام العالمي بالقضية الفلسطينية بتفاصيلها ، والمساعدة في خلق جيل جديد مسلم واعٍ يحمل ثمار الأجداد و بذور الرواد..

طموحاته المستقبلية أن يكون له مكان وسط الشعراء الكبار المتواجدين على الساحة العربية، وأن يتنفس دون أن يمر هذا الهواء الذي يتنفسه بنقطة تفتيش صهيونية، وأن يسافر من الشام إلى المغرب برا دون أن يعترضه أحد يسأله عن التأشيرة وجواز السفر..

وهو يأمل في الوصول إلى قلوب الناس عن طريق فكره وقلمه ، وهذا الموقع يحتوي على مجموعة متنوعة من قصائده ومقالاته الفكرية والتي يسعى من خلالها إلى الوصول إلى القلوب والنهى..

جنــــون
07-16-2011, 10:55 PM
خربشات شاعر مغمور

في بلدي تختنقُ الكلماتْ
من فرطِ الزحامْ
أكوامٌ أكوامْ
إن أطلقَ شمعونُ قذيفة
كتبتْ ألفُ ألفُ قصيدة

في بلدي أطفالٌ
من ضرعِ السياسةِ قد شبعت
تنتقدُ العم سامْ
ولا تسلمُ منها قصورُ الحكامْ
هجرت كلَّ الالعابْ
وابتاعت لعبةَ ثعبانْ

في بلدي تصادرُ البسمة
إن ضُبطت عالقةً بشفاهْ
وإن وُرِّد شعبي من شيءٍ
وُرِّدْنا شحناتِ جراحْ

في بلدي تعيشُ أناسٌ
لا تحلمُ أبداً
لا تحلمْ
و إن حلمت
تحلمُ أنها لا تحلمْ

في بلدي الحجرُ عزيزٌ
إن وُجد يوما في الطرقة
يعلنُ على الفورِ (طوارئ)
و تُستدعى لهُ الشُّرطة.

في بلدي والينا للعمِّ وفيٌّ
كسائرِ حكامِّ العربِ
إن جُرح شعورُ (بنيامين)
شكتِ السجونُ من الزحمة

في بلدي الحرُّ غريبٌ
إن عاد يوماً حارتنا
يرتابُ رُوَّادُ القهوه
ماشٍ يتبخترْ
في ثوبِ الشرطه

في بلدي الليلُ يأتي بلا نجمٍ
ولا قمرٍ
خشيةَ تقريرِ العسسِ
إن ضُبط نجمٌ بالصدفه
تصادرُ نورَهُ السُّلطه
تنويرِ العوامِ هي التهمه

في بلدي الكلُّ نيامْ
عدا اثنينِ
الزانيةِ و كلبِ السلطان..

جنــــون
07-16-2011, 10:56 PM
و مضى زمن السلام

هل كانَ يجدي الساكرينَ المشرَبُ

يا أيها السِّلمُ الزهيدُ الخائــبُ
و العهد ولى مثل شمسٍ تغـرُبُ

كيف احترمنا عهدَ جنسٍ خائنٍ

كانت أنوفُ العزِّ نصراً تطلـُبُ

يا ليتنا كُنَّا عَقِلْنا قبلهــــا

والقدسُ فينا تصطلي "لا تتعبُوا"

كُنَّا سبقنا الريحَ نبغي مجدنــا

قد سلَّمت، أسيادُها هم يَعـرُبُ

قدسٌ سيبقى عطرُها إسلامَهـا

في القلب دوماً أنتِ أنتِ المرغبُ

يا مهجتي، طيفَ السنا، أنشودتي

جنــــون
07-16-2011, 10:56 PM
بؤسٌ وحلمٌ وصومعة
"وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله، فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهييء لكم من أمركم مرفقا" الكهف 16

عذراً يـا ليلي إذ أنـي

نافستُك قسراً بظـلامي

فنجومي بـاتت خافتـةً

و تجسَّد بؤسي بكـلامي

وغدوتُ أرمِّم أفكـاري

مرتقباً إطلالَ صبـاحي

ليقضَّ مضاجعَ ديجـوري

و يخطَّ رثـاءً لجراحـي

قد بتُّ غريبـاً في منفى

ويعجُّ بصوتِ الغربـانِ

لا ذكرى عذبةَ أرشفُها

فتبثُّ الروحَ بأركــاني

والشَّمسُ السارِحَةُ بعيداً

لم تشرق بعـدُ بأوطـاني

يا وطني المثخنَ كم أدعو

لو كفَّت أيـدي المحتـلِّ

ولكم صَلَّيتُ بلا نصَبٍ

من أجلِ النُصـرةِ و الحلِّ

لتعود لغزَّةَ طلَّتهـــا

ولعرشِ الضـادِ المعتـلِّ

يا ربِّ لقد غطَّت فِكَري

هربـاً تتشبَّثُ في الحُلُمِ

فلعلِّي أبصـرُ زيتونـاً

أو أُلْفـي البلسـمَ للألمِ

لو كنتُ طليقاً من يأسي

لأخِيطَ على الفورِ جفوني

و أروحَ مقاماً منسيـاً

كي أنشدَ حُلْماً بسكـونِ

يا عينَ الشرقِ أيا قدسُ

قد دنَّسَ عِفَّتَـكِ الرِّجسُ

من فكَّر يأتيكِ بعطــرٍ

فالمأوَى مشفىً أو حَبـسُ

أممٌ ما عادتْ تفديـكِ

إلا بقصـائدَ ترثيــكِ

أو شَطريْ بيتٍ من غزلٍ

فعسَـاهُ قليلاً ينسيــكِ

يا قدسُ كفاكِ استنجَـادا

عينُ الأعرابِ وقـد فُقئت

ونداؤكِ ما عادَ سيجدي

أذنُ الأعرابِ و قد قطعت

أدعوكِ مراراً آسِـرتي

صبراً وصموداً لسنينــا

فسآتي حتماً بِصَــلاحٍ

ليدقَّ الطبـلَ لحطِّينــا

فدعوني أعملُ في صمتٍ

معتزلاً ألـزمُ صَوْمَعـتي

قد يبدو ركني منتقـداً

و يُجنُّ الشـكُّ لمعـزلتي

لتقولوا أني منهـــزمٌ

أو حسِّي القومي منعـدمٌ

وأذيعـوا أني مختــلٌ

و العُزلةُ جُبنٌ بل سَقَـمُ

كتبا ً خُطُّوها في شجبي

واقضوا أعوامـاً في سبِّي

باقٍ و ستبقى صومعـتي

وسيلحقُ في الغدِ بي شعبي

جنــــون
07-16-2011, 10:56 PM
في حب فلسطين

عَهِدْتُ بلادي لا تَطِيبُ لغاصبٍ

و عندَ الوغى أن تُفْتَدى بِشَبَابِها

فِلَسطينُ جمرٌ في الكفوفِ عَصِيَّةٌ

و طيرُ حِماهـا طائفٌ بِقِبَابِهـا

تحُدُّ سيوفـاُ والحَمَامُ يظُلُّهـَـا

وفوقَ الروابي يُنْتَشَى بربابِهــا

تسافرُ عَينُ الكونِ صَوْبَ فُتُونها

فيدرأُ عينَ الكونِ سِتْرُ ضَبَابِها

أُطِلُُُُُُّّ فخـوراً أستضيءُ بمسقَطي

وأَعسِلُ شعراً من روائعَ ما بهـا

أقولُ و ربِّي لن أجـانبَ فيَّها

ألوكُ القوافي مُنشِـداً لرحابهـا
فبدرُ الفيـافي و الرياضُ ملاهمٌ

ودوحُ البوادي و البراري بغابِها

لها في تباشيـرِ الخريفِ نضـارةٌ

فكيفَ إذا يشدو الربيعُ ببابِهـا؟

أحبُّ بلادي حبَّ ليلٍ لِبـَدْرهِ

و أجملُ شِعري يَحْتَفي بتُِرابِهَـا

جنــــون
07-16-2011, 10:56 PM
إلى بيت ريما

في بيتِ ريما تُحَنَّى الأرضُ من دَمِنَا

فالدمُّ طُهْرٌ على تَدْنيسِ مُغتَصِـبِ

يا أهلَ ريما حُماةَ الأرضِ لم تهنـوا

العِزُّ يَغْبِطُكُمْ يا سادةَ النُّجُــبِ

كُنتم على موعـدٍ مع شرِّ مجزرةٍ

جاءت على غَرَّةٍ نفَّاثةَ اللهَـــبِ

كأنَّها لم تكنْ إلا الجرادَ فَمـَـا

أبْقَتْ سوى صرْخةٍ من أمِّ مُحْتَسَبِ

تبكي الزَّمانَ تنادي كلَّ ذي صممٍ

ديارُنا حُرِّقتْ يا أمــَّـةَ العجبِ

ماذا صنعتم لنا بل أين جندُكُـمُو ؟

غابَ النصيرُ و هذا الجورُ لم يَغِـبِ

أماهُ صبراً فإنَّ النَّصرَ مقتــربٌ

و الحق مستعرٌ من جذوةِ الغضـبِ

و النورُ آتٍ ليمحو الظُّلمَ عن غَدِنا

والفرحُ سيفٌ على أعناقِ ذي الكربِ

جنــــون
07-16-2011, 10:56 PM
وحيدا تكابدوحيداً تكابدُ شرَّ القضــاءِ

وكيدَ الأفاعي ونعقَ الفناءْ

وليس بأرضِكَ مأوًى لطفـلٍ

و كسرةُ خبزٍ و شربةُ ماءْ

خيامٌ ديارُك في كلِّ شبــرٍ

و هذا مَتَاعُكَ رهنَ العراءْ

وكم من أخٍ لكَ شادَ القصورَ

أغاثكَ رفقاً بطيبِ الدعاءْ

تُرِكتَ تُدَمَّـرُ في كلِّ فـجٍّ

ولكنَّ أنفَكَ صوبَ السماءْ

عزيزاً ترابطُ في أرضِ طُهـرٍ

و تدرأُ بالصَّبرِ مُرَّ البـلاءْ

ولستَ تهابُ ورودَ المنايــا

وقهرَ الطعانِ و بذلَ الدماءْ

أَلِفْتَ المعاركَ يا بْنَ السِّـلامِ

و لقَّنْتَ كونَكَ معنى الفداءْ

فحسبُكَ جيشٌ ببأسِ الأسودِ

يُكِنُّ لتُِربـِكَ صدقَ الولاءْ

يصيحُ: سنقبرُ رجسَ الأعادي

بصوتٍ يجلجلُ ملءَ الفضاءْ

جنــــون
07-16-2011, 10:57 PM
حكاية طفل
من عيوني الدامعاتِ
ودروبي المعتماتِ
لم أزل أروي الحكايه
عند أعتابِ الزمانِ
عن شجوني وانشطاري
عن مراري وانكساري
كلما أبصرتُ طفلاً
يمضغُ الأشواكَ قهرا
يقذف الأحجار حتى
لا تضيعَ الأرضُ منا
أي طفلٍ في البلادِ؟
يحصد الآهات مثله؟!!
يرتدي زي القتالِ
يصرع الأوغادَ وحده ؟!!
كلُّ طفلٍ في البلادِ
يملأ الأرجاءَ لهوا
في سكونِ الليلِ يغفو
يسمع الألحان حلما
في شروق الصبح يغدو
يطلق الضحكات ألفا
غير طفلي الليث يزأرْ
يشبع الأعداء رعبا
في سكون الليل يمضي
يزرع الثكناتِ نارا
في شروق الصبح يعدو
يقذفُ الأحجارَ جمرا
هل تضيعُ الأرض منا
طالما ينداحُ طفلٌ
يصنعُ التاريخَ بؤسُهْ؟!
هل جنودُ العُربِ فيها
بؤسُ قلبِ الطفلِ هذا؟
أو ملوكُ الأرضِ ضمُّوا
بعضَ عزِّ الطفل هذا؟
فلْتسجلْ يا زماني
أنَّ في التاريخِ طفلاً
داس بالإقدامِ قوماً
كي يصير الحلم حقاً
في تفاصيلِ الحكاية
عند أعتابِ الزمانِ
فلتسجل يا زماني

جنــــون
07-16-2011, 10:57 PM
عيد التضحيات

يا عيدُ لا تقربْ مساكننا غداً

فالدارُ دارُ الكربِ والذلِّ المهينْ

يا عيدُ نحن الأضحياتُ لأمةٍ

مثل الخرافِ

يهلِّلُ الأعرابُ عند فدائنا

وتصفقُ الأطفالُ:

ما أزكى الدِّماءْ

يا عيدُ ما أدركتَ غُصَّتنا هنا؟!!

في ثالثِ الأعوامِ نحن الأضحياتْ..

خرفانُ غزةَ تقتفي عُشب الحياتْ

في ثالثِ الأعوامِ نحن الأغنياتْ

ثوراتُ عزٍّ في حُلوقِ المطرباتْ

يا عيدُ فارحم حالنا واهتف معي:

اللهُ أكبرُ يا بلاداً من خواءْ

وافتح لموتِ حيائهم باب العزاءْ

جنــــون
07-16-2011, 10:57 PM
الله أكبرُ يا عراقْ


الله أكبرُ يا عراقْ
الله أكبر
ذا قلبي المكلوم يصرخ في الفضاء
تباً لنا نحن العرب
تباً لذلٍّ قد طوانا في كهوف الأشقياء.
تباً لجيشٍ قد تنادى كي يولول كالنساء
ضربوا عراقْ
هتكوا الحضارة والأصالة والمساجد والإباء.
الله أكبر يا عراق.
لا تملكين عروبتي إلا الدعاء.
لا تملكين سوى القصيدة والرثاء
هُنّا فهان الكبرياء
ضعنا وغاب الأتقياء
تباً لنا من أمة
رقصت على أناتِ طفلٍ في جِنينَ وفي العراق
يا أمتي
إني بريء من صفاقة أمركم
إني بريء من دناءة فعلكم
هذي الضمائرُ جيفةٌ
لا تستحيْ
لا تنتفضْ
إلا بأمرِ العاهراتْ
تباً لكم يا أشقياء
بلْ أنتمو كلُّ الشقاءْ
وصفاتكم ذلٌّ ذليلٌ مستذلٌّ بالزلل
تباً لكم
سحقا لكم
لكنني في لحظِ هذي الغضبةِ
لا أرتجي من أمتي
غيرَ الصلاةْ
صلُّوا معي
ولتشعلوها شمعةً
بدلاً من اللعنِ المطولِ للحياة.
ولتهتفوا
وتكبروا
الله أكبر يا عراق

جنــــون
07-16-2011, 10:57 PM
يوم الأرض

في يوم الأرض يحن دمي
للأرض الحرةِ من قدمِ
لثراها الذهبي الغالي
والبحر الراكدِ في الألمِ
يا ويح بعادي كم أرنو
للحجرِ الضاربِ من يدهم
أطفالُ الأقصى ما انفكوا
يطأوون الدربَ إلى غَدِهم
أحرارا أنتم رغم الجورِ
ورغمَ القهرِ الملعونِ
اتقدوا شررا وانتفضوا
حمما في عمقِ الصهيونِ
فالأرضُ الأرضُ تناشدنا
أن نقلع جذرَ الطغيانِ
ليعود ترابك يا قدسي
طهراً موصولَ الإيمانِ
في يومكِ أرضي احتفلُ
بصمود الثائر في وطي
ولروض الزيتون قصيدي
ولأم شهيدٍ لم تَـهُـنِ

جنــــون
07-16-2011, 10:57 PM
القدس قلعة النجب
وزن جديد من ابتكار الشاعر

القدسُ قلعةٌ شمخـت فخرَ الإباءِ تحتكرُ
فيها ترى ذوي عزٍّ وعلى الجهادِ قد فُطِروا
يَصِلونَ ربَّهم طمـعاً أرواحَهُم لــهُ نذروا
يا جنَّـةً بها رغدٌ ما حلَّ فيكِ محتضِـرُ
و إذا غزاكِ مغتصـبٌ فيه الشهيدُ ينفجرُ
فَيُشِعُّ حقُّنَا شمساً تغشى عيونَ من فَجَروا
أنتِ الفدا ودمتِ لنـا صَرْحاً لِمجدِنا يَقــرُ

جنــــون
07-16-2011, 10:58 PM
لغزة أشكو غربتي


وزن جديد من ابتكار الشاعر
حبيبةَ قلبي يا تُرى
أظلُّ طريداً للنوى؟
أُمَنِّي نفسيَ كاذباً
غداً سأعودُ لِغَزَّتا
أتوقُ وكم أهفو إلى
لقاكِ ولستُ مصابرا
تحجُّ إليكِ قصائدي
وتُصليني حسَراتها
وأعلمُ أنِّي لا أفي
هواكِ الحقَّ ولا الوفا
فكوني ملهمتي التي
رهنتُ الشعرَ لوصفها
فأنت الشمسُ مليكتي
وعنكِ همى أبهى ضيا
ولولا عطرُكِ في دمي
لما أمطرتُ قصائدا
لغزَّةَ أشكو غربتي
عسى يتدانى رَدُّها!!!

جنــــون
07-16-2011, 10:58 PM
وطني والهوى

قلمي سلاكَ أم الهوى يا مَوطنـي

احتلَّ قلبي حيثُ كنتَ تُقيــمُ؟

فأتى على الأشعارِ ينهلُ طِيبَهــا

ونُهيتَ عنها فالحبيـبُ غريـمُ

لا من جراحِكِ كان قلبي مُنصِفـاً

وبلا ضَميـرٍ باتَ فيـه يَهيـمُ

ربـَّاهُ أنجدني فَقَلْبـي بالهـَـوى

قد ضلَّ عن وطني فأنتَ رحيـمُ

أشتاقُ لو أرثي شهيدي أو أفـي

بطلاً غضنفرَ حقَّـهُ و أُديــمُ

وأودُّ لو أهجو تخـاذلَ أُمـَّـةٍ

أُشفي غَليلي فالحَيـَاءُ عَديــمُ

قبل احتلالِ القلبِ صُغتُ قصائدي

فخراً ووصفاً فالجهـادُ عظيـمُ

لكنني -إذ ضلَّ قلبي- تائـــهٌ

عن وحي أَرْضي والشُّعورُ أليـمُ

قد تُهتُ يا وطني لأني شَاعــرٌ

والصِّدْقُ في الأشعارِ عنكَ لزيـمُ

والشِّعرُ ليسَ بفكرةٍ موزونــةٍ

بل نبضُ قلبٍ قد هباهُ كريــمُ

والقلبُ حُرٌ حيث جـاءَ بشعـرهِ

يلقي عليكَ سؤالَـهُ: أتقِيـمُ ؟

لا تخشَ من ذاك الهوى فلهيبُــهُ

قد باتَ برداً والمقـامُ سليــمُ

جنــــون
07-16-2011, 10:58 PM
صدى ذكراك

صدى ذكراكَ يُنَسِّـمُ

على الوجدانِ ويرسُمُ

على الأطلالِ مآذنـاً

و أجراسـاً تترنـَّمُ

رثتْكَ القُدْسُ وشمسُها

وأقصَاهَـا والأنجُـمُ

رثاكَ أديمُ بلادِنـَـا

و فيهِ اليَـومَ تُكَـرَّمُ

أيا شيخاً يمشي بِنـَا

إلى وطنٍ ، لا يَسْـأمُ

على نورٍ من فكـرِهِ

و هَدْيٍ فيه المسلمُ

لذا ترثيـكَ قصيدتي

بأدمُعِهـا تترحَّـمُ

بكتكَ قلوبُ خِيارِنا

و كيف بها لا تألَمُ ؟

فمنكَ عزيمتُنَـا التِّي

بها المِشْوارُ سَيُحْسَمُ

ولولا إرثُكَ ما لنـَا

غداً سَيُطِلُّ و يَبْسُـمُ

ولولا سِيرتُـكَ التي

تهزَُ الشعبَ و تُلهِـمُ

لما كُنَّـا لعدوِّنـَـا

بَراكيـناً تتضـَـرَّمُ

وما قضَّتْ أَوْكارَهم

نُسُورُ القُدْسِ الحُوَّمُ

فَعَهدُك فِينا رَاسِـخٌ

ومنهُ يُطـَـالُ المَغْنَمُ

أَبِيّـاً كُنتَ و لم تزَلْ

أُسُودَ المَجْـدِ تعلِّـمُ

زئيرَ الحقِّ بأرضِهَـا

لِترْهِبَ من لا يَرْحَمُ

فليتكَ فينـا سيِّدي

فداك الفلذةُ و الدمُ

جنــــون
07-16-2011, 10:58 PM
لظى الاغتراب

للأرضِ وَجْدي هَتونُ

سَحٌّ ودَومَـاً حزينُ

فليسَ لي في اغتِـرابي

إلا اللَّظى و الأَنينُ

وليتَ أَلقَـى ثَراهَـا

حتى يَخِرَّ الجَبيـنُ

يَلتَـاعُ تَوقـاً فُؤادي

يَصْليهِ هذا الحَنيـنُ

في وَحْشَـةٍ مزَّقتني

تُحَدُّ فيها الشُّجونُ

أَلْفَيتُ شِعْري بِبُعْـدي

أحْلامُهُ لا تُعيـنُ

فَعِفْتُ بُؤسـَـاً يَراعي

وقد غزاني الجنونُ

وصِحتُ في وَجْهِ حِبري

غُرْ وانكَفِئْ يا قرينُ

رُحْماكَ رَبـِّي بحـالي

إن قلتَ كُنْ فأكونُ

اجمـعْ فـؤادي بِرَبْعي

في غزَّتي يا مَتيـنُ

جنــــون
07-16-2011, 10:58 PM
تبت يداك

تبَّت يداكَ..
كسرت فينا شوكة المجد التليدْ..
ومسحتَ خارطةَ الكرامةِ كي نَضِلَّ ولا نعودْ..
أعدمتَ شعلتنا الوحيدة في سراديب الغدِ..
وغدا لقيظكِ ينتحبْ..
طلُّ الرياضِ وسعفُ أوتاد النخيل..
فتكورت أحلامنا وتشرنقت..
ورمى صغاري كُلَّ جمرٍ في الطريق..
تبت يداكَ..
كما سرقتَ الأرضَ حتى لا تصادر من جديد..
وكما رتقتَ ثغورَ عِزَّتِنا بأيدٍ من حديد..
حتى تقيَّحَتِ الأناملُ فوق أَتربَةِ الزِّناد..
وأخذتَ تبتاعُ الصقيعْ ..
ذاك الذي –تبت يداكَ- سكبتَهُ في كلِّ فجِّ كان يزأرُ باللهيبْ..
تبت يداكَ..
نلوكُ وهماً من صَنيعِكِ مُذ جَنْحنا للسَّلام..
فتكشَّفت سوءاتنا..
وتكسَّرت أفكارُنا فوقَ السؤال..
لِمَ يَجنحُ المغبونُ دوماً للسَّراب؟
تبَّت يداكْ
شَعْوذتَ في أفيائِنَـا
فَتَسَاقطَ الوَرَقُ المخَضَّبُ بالدِّماء وبالفِداءِ..
وشابها عُريٌ ذليلٌ وانكفاء..
وأتت رياحُك تكنسُ الأوراقَ حتى لا تخيفَ الأصدقاء..
تبت يداكَ..
كما تصافحُ بالحرارةِ كفَّ حفَّارِ القبور..
وكما توقِّعُ كُلَّ يومٍ إذنَ تَقْنيصِ النُّسُورْ
وكما تلوِّحُ بالوعيدِ لكلِّ من فتحَ الثغور..
وكما وأدْتَ جَنِينَنَا جُوراً وزور..
تبت يداك..

جنــــون
07-16-2011, 10:58 PM
أيام الانتحابات


اللافتات على الجباه، على الجراح ترفرفُ..
والملصقات على الجدار تشي بشيء لا يسر العابرين..
وأنا أحملق في الوجوه الباسمات على الجدارِ
سمعت صوتا في الجوار..
"صلبوا أخاهم ها هنا قبل المغيب..
والشمسُ تشهد قبل غفوتها النحيب.."
ومشيتُ أرفلُ في الأسى حتى ارتطمتُ بسائلين..
تُرى سيبزغ فجرنا؟
وتمر عاصفة القلاقلِ دون أن تحنى الظهور؟!
وذكرت مصر وما جرى..
الناخبون الناحبون..
الناحبون الناخبون..
وشرعتُ أكتبُ في ارتعاش مفرطٍ..
للناخبين مراثياً قبل الأوان..

جنــــون
07-16-2011, 10:59 PM
مليارُ الذلة

"إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" حديث صحيح.*



بيروتُ تطفو فوقَ بحرٍ من رَمَادْ..

والجمرُ كانَ قَوامَ طفلٍ ناعمٍ أو نرجسٍ أو عندليبْ

والبومُ في بيروتَ يبصُقُ ألفَ شمسٍ في الخرابْ.

وتجوبُ عينُ العاجزينَ رُكامَ غزَّةَ والجنوبْ.

فيثورُ في العُرْبِ التباكي والمراثي والنحيبْ..

قومٌ من الأنذالِ نحنُ ومن قضى واللهِ فاز!

لوحرَّقوا مِصرَ العروبةَ والرياضَ ومكَّتَا

لو قَطّفوا الأطفالَ في عمَّانَ والخُرطومِ

أو في المغرِبِ الأزَليِّ

أو في الشَّامِ والبحرَينِ

أو بَغدادَ وطْرابُلسَ وفلسطينْ

ستظَلُّ يا مليارُ صفراً في الورى

ستظلُّ كالبيداءِ جدْباً من فُراتِ العزِّ أو نبتِ الإبا.

حسبي أراكَ معزياً ومندِّداً ومولوِلا

بحروفِكَ..

بدعائِكَ..

بنقودِكَ..

ما أكثرَ الأشعارَ في قذفِ العدا

وهل استقمنا كي نُلَّبى في النِّدا؟

وإذا اغتنينا، سوف نُسْلبُ بعد عقدٍ أو يزيدْ!

الذلُّ كأسٌ نحتسيها كلَّ آه..

الذلُّ في الرئتينِ

في النافوخِ والأطرافِ

في العينينِ والأُذنينِ

في الأقوالِ والأفعالِ

في الأشعارِ والموَّالِ

في الأبدانِ والأموالْ.

في نُطفة الأرحامِ، فينا كالدماءْ!

الذلُّ جلدُك ملبَسٌ

لا ينسلخْ..

الذلُّ نبضُكَ

والرداءُ المتَّسخ..

الذلُّ باقٍ ما بقينا في اغترابٍ مُقفرٍ عن ديننا!!

فلتسمعوا!

فلترجعوا!

كي تنـزعوا هذا البلاء!

جنــــون
07-16-2011, 10:59 PM
مأساة عاشق

رياضي في الهوى تـذوي
و حُمّى الشوقِ تكويني
أنيني ها هنــا يعـلو
و جرح ُ العشقِ يدميني
و حولي تصطلي نــارٌ
فمن بالمــاءِ يأتيني ؟
أخافُ الليلَ أن يــدنو
فيلقى سهدَ أجفـاني
فلا فجري رثا ضعفـي
و لا الأسقامُ تنسـاني
و أمضي في الهوى قهـراً
أداري بؤسَ أحـزاني
تراني كنتُ في الماضـي
أبيعُ الحبَّ وجـداني
فلا قلبي شرى حبــاً
و لا الأسواقُ ترضاني
لعلي لم أبِـعْ شيئــا
خَلا وسواسِ شيطانِ

جنــــون
07-16-2011, 10:59 PM
عذابات الحب

لم أُنشِدْ يا عُمري أبـَدَاً
أشعـاراً إلا في سحرِكْ
ضُمِّيـني إنِّي مرتعشٌ
ودعيني طيفاً في صدرِكْ
فكياني أصبحَ مرهونـاً
بالهمسِ يَلُوحُ على ثغرِكْ
* * *
وَجَعي قد كان لهُ سَبَبٌ
حُلُمٌ يتحرَّقُ من وجدي
و يطوفُ بعينيكِ وئيـداً
و يعودُ ينامُ على زندي
* * *
يا أوَّلَ حوَّا في الدنيـا
تسبي عينيَّ بطلَّتِهـا
أحكي للخلِّ شقاوتَهـا
فيذوبُ الخلُّ بحضرتهـا
* * *
تبـّاً للحبِّ و ذِكْـراهُ
أودى بالمـرءِ و أرداهُ
يهديكَ الرشفةَ من خمـرٍ
وستذوي عطْشاً لولاهُ
* * *
كالشَّمعةِ تحترقُ الدُّنيـا
وستغرقُ حتماً في الظُّلَمِ
وستكفرُ بالحبِّ الأعمى
و بكلِّ أكاذيبِ الحُلُمِ

جنــــون
07-16-2011, 10:59 PM
الحب المسافر

فلتحزَنْ و لْتغرقْ حُزناً

فالحبُّ الآنَ على سَفَرِ

وسيمضي دونكَ يا قلبي

لن يتركَ شيئاً من صُـوَرِ

سفرٌ لا يُبْقي في الدنيـا

غيرَ التنهيدةِ و الضَّجَـرِ

ستكونُ وحيداً ثانيــةً

لا نشوةَ حبٍّ في السَّهَـرِ

في الصيفِ ستحصي أياماً

وتلوكُ الذكرى في المطـرِ

أتراهُ سيرجعُ في يــومٍ

و يعودُ اللحنُ لذا الوترِ؟

قد كُنَّا كالطيرِ الشادي

في دنيا الحبِّ و في الفِكَرِ

لا قيدَ يكبِّلُ فرحتَنَـا

نتوارى ، ننأي عن بَشَـرِ

صَلواتُ الليلِ تُبَاركُنـا

و يداعِبُنا طيفُ القَمَــرِ

ونروحُ ونغدو في مرحٍ

و نهامسُ بعضاً في السَّمَرِ

لِتُسَافِرْ لكنْ جسِّدني

في الشَّمسِ وفي ظلِّ الشَّجرِ

عتِّقْ بالحلْمِ لياليــكَ

لأحُجَّ إليهِ أيـا قَدَري

لن يمنعَ بعدُكَ لُقيانـا

بالرُّوحِ على شطِّ السَّحَرِ

وسنبحِرُ فيهِ بلهفتِنــا

و سنَنْفي البعدَ إلى سَقَـرِ

جنــــون
07-16-2011, 10:59 PM
قولوا لها لا تقترب


قولوا لها لا تقتربْ
ما عاد في صدري مزيدْ
قد بتُّ يصفعُني اللهيبْ
كنتُ النجومَ بليلها
كنتُ الضحى، كنتُ الغروبْ
إني على قلبي حزينْ
لا ليسَ يسلوني الأنينْ
قولوا لها لا تقتربْ
تباً لأني مغرمٌ
فالدمعُ بحرٌ في العيونْ
رَحَلَتْ وغابَ شهابها
والفكرُ جُنَّ من الظنونْ
قولوا لها لا تقتربْ
حُلمي وبات هشاشةً
حبي وصار خرافةً
والقلبُ أضنته الشجونْ
قولوا لها لا تقتربْ
قلبي الذي صانَ العهودْ
وازدانَ من ألقِ الحبيبْ
أنف الحياةَ لسقمهِ
قد ملَّ من وجه الطبيبْ
قولوا لها لا تقترب
الشوكُ يكسو ساحتي
والسورُ عالٍ كالجبين
فالحبُّ مات بلحظةٍ
والدمعُ جفَّ لعزةٍ
قولوا لها لا تقترب
تلك التي ساقت مُنًى
تلك التي باعت هوًى
ما ذابَ يوما قلبُها
ما ذاق وجداً حِسُّها
قولوا لها لا تقتربْ
ما عشتُ يوما من هوًى
إلا لها ولقلبها
ما صُغتُ بيتاً من غزلْ
إلا وزُيِّنَ باسمها
قولوا لها لا تقترب
هل كان كذباً همسُها؟
إذ كنتُ من أوفى البشرْ
هل كان زيفاً حزنها؟
يوماً نويتُ على سفرْ
قولوا لها لا تقترب
سأعودُ يوماً للدُّنى
وأطيرُ نسراً في السَّما
لا شيءَ يربطني بها
إلا قصائدَ ساجيَه
نُظِمَت وعيني غافيه
قولوا لها لا تقتربْ
لا تقتربْ
لا تقتربْ

جنــــون
07-16-2011, 11:00 PM
لن نلتقي


نامي على جمرٍ
فعيني لم تزلْ تدمعْ
ما زالَ في القلبِ الأسيفِ صبابةٌ
ما زال يركعْ
هل في الفضاءِ مساحةٌ للهائمين؟
للراقدينَ على النصالِ
المنهكينَ اليائسينْ ؟
هذي النجومُ السابحاتُ كمثلنا
لن تلتقي..
كالهاربينَ من الشباكِ إلى الشراكْ
الخوفُ يطوي وجدَنا
واليأسُ يغزو حُلمَنا
ونلوذُ بالكهفِ الغريبْ
بقصيدتي
وخواطرٍ من حرفِكِ الملتاعِ تصرخْ
هذي الجروحُ جراحُنا
روحي وأنتِ ولا أحدْ
أنت التي استحضرتُها
عند احتضارِ مدائني
أنتِ القلاعُ
وفيكِ يبتسمُ الغضبْ
لكنْ..
سنبقى نجمتين على السماءِ الداكنة
لا حقَّ لي في لمسةٍ
في بسمةٍ تعلو شفاكِ برفقتي
في طلةٍ تسبي الزهورَ بعطرِها
لا حقَّ لي..
خطَّ الزمانُ كتابَهُ للعاشقينْ :
لن يلتقي قلبانِ يوماً
فاحذروا نصلَ النهايةِ
واحذروا غدري
فإن الغدرَ من شيمِ الزمانْ.

جنــــون
07-16-2011, 11:00 PM
غارقٌ حتى الحب

قد حان دورُكَ يا فؤادُ لترتوي من نهرِ حب
وتسافر الأشعارُ منك لطيفها
لا تنزفُ الأشواقَ إلا كي تعمّدَ حُبَّها
فتقول هيا للغرام
هيا نعانقُ حلمنا
هيا نجمِّلُ في الأماني عشَّنا..
إن قلتُ يوما يا صديقي لا أتيهُ بسحرِها
أو قلت كبراً أنني أحببتُ ألفا قبلها
كَذِبٌ كلامي يا صديقي
لا تصدقْ ما أقول
أحببتها وأقولُ شعراً لم أقلهُ بأيِّ حالْ
سأقول أني عاشقٌ حتى النخاع
وأقولُ أني هائمٌ حتى الضياع
وأقول أني ذبتُ توقاً عندما
همس الفؤادُ بخاطري
إذ قال لي:
تلك الفتاةُ سعادتكْ
لا تنتظر!!
أقبلْ وبدّد كلَّ صعبٍ في الطريق
إن الحبيبةَ (يا متيمُ) درةٌ
لا تستعر إلا لها
لا تكتب الأشعارَ إلا كي تخلِّدَ ذكرها
أتحبها؟!
فاصدح بأمرك يا متيمُ في الهوى
هل رُمتَ يوماً من غرامٍ دونها؟
لن تلتقي إلا بها
لن تترك الموتورَ قلبُك آمنا
إلا ويرتعُ في جنانِ حنانِها..
وقع بحبرٍ من وفا وعداً لها
وقِّع هنا
طيبُ الحياة بقربها
وبلاطُ عشُُِّك في الغرام سيحتفي يوما بها
ستخالُ عشكَ هامساً في أذنها
طال انتظاري في المدى
وأتيتِ أنتِ على بساطٍ من شذى
ليتيه حباً صاحبي
كم هام وجداً يرتوي من نهرِ حبِّك في الرؤى..
وأخالُ نفسي أنني سأضمُ كفكِ في يدي
وأصوغُ لحنا دافئا
مثل البلابلِ في الضحى
وأضوعُ عطراً في رباكِ وأرتجلْ
غزلاً عفيفاً أو صريحاً متصلْ
وأراكِ بدري بل نجومي في الدجى..
وأراكِ فجري بل عصارات الندى
وأخالُ نفسي من شفاهكِ تستقي..
عمراً جديداً أو قصائد أو رؤى
يا سادتي!!
هل أفتري إن قلت خوفا أنني
أرتابُ من عينِ الورى؟

جنــــون
07-16-2011, 11:00 PM
ماذا تراني فاعلاً؟


ماذا تراني فاعلاً؟
والنجم أمسى آفلاً
فُجِعَ الفؤادُ
وقُدَّ إرسالُ الودادْ
ما انفكَّ يُدميه العذابْ

ماذا تراني فاعلاً؟
وحصانُ قلبي صامَ عن عزفِ الصهيلْ
فاللبُّ صاح بأمرهِ
ضدَّ الفؤادِ وحُلْمهِ
(قد آن للحبِّ الرحيلْ).

ماذا تراني فاعلاً؟
فالجمرُ قبل أوانه أضحى رمادْ
والليلُ فُضَّ رداؤه
زفَّ الحدادْ
والقلبُ جُنَّ بكاؤهُ
واللبُّ قاسٍ لا يلينْ

ماذا تراني فاعلاً؟
وقصائدي خُلقت لها
تلك التي صوَّرتها أفقاً رحيبْ
ولحُسنِها نصَّبتها
تاجاً على قلبي
وشمساً في سمائي لا تغيبْ

ماذا تراني فاعلاً؟
ولقاؤنا سارٍ غداً
في باحةِ البيتِ القديمْ
قلبي ويسبقني هناك
لُّبي ويهتفُ (لا حراكْ)
(فالعقلُ حسنٌ والهوى
شرٌ.. فلا تذهبْ)

ماذا تراني قائلاً؟
ما ذنبُها
حتى يمزِّقَها البعادْ؟
يا قاتلي
لو كلُّ ميلٍ للفؤادِ مُحرَّمٌ
كلُّ الأنامِ لكافرونْ

جنــــون
07-16-2011, 11:00 PM
نيسان قلبي
حلوتي
نيسانُ قلبي
في حنايا خاطري جُنَّ الرجاءْ
ضَيِّفيني في رياضِكْ
بلبلاً عذباً هفا
كي يُغَنِّي في رحابِكْ
اتركيني قربَ بابكْ
هائماً ألقي التحايا
في غداتِك أو رواحكْ
اغرسيني في فؤادكْ
نبتةً تحيا وتُروى
من معيني في غرامكْ
لا تغيبي عن شرودي
عن سهادي
عن دروبي
هدهدي قلبي المغشَّى بالعذابْ
يا سكوني وارتحالي
يا يقيني واحتمالي
لا أرى في الكونِ نجماً ساطعاً إلا بنورِكْ
أو ربيعاً ساحراً إلا وغافٍ في عيونكْ
كيف أرنو للصبايا
للغوادي الفاتناتِ
وانشغالي في فتونِكْ
في قصوركْ
في عيونِكْ
دائمٌ مثل اشتياقي
بل جنوني واحتراقي
في أتونكْ

جنــــون
07-16-2011, 11:00 PM
عودي


يا من سموتُ بطهرِكِ
وأنارَ عُمري حُبُّكِ
يا من رَحلْتِ
وغابَ بدرُكِ عن سمائي بغتةً
إني أنادي فاسمعي
قلبي الذي ما انفكَّ يشدو الأمنياتْ
أملاً بنوركِ يصبغُ الليلَ المقيمْ
أملاً بكفكِ تمسحُ الدَّمع الأليمْ
لم تسمعي!!
فغدوت أبحثُ في البراري والرياضِ البارحاتْ
عن زهرةٍ ألفى بطيبِ أريجها
أثراً لعطرِكِ أو شذى..
عن بصمةٍ لحذائكِ الذهبيِّ
ترشدُني إلى عينِ الهوى..
لا لستُ أبحثُ في المكانِ الأنسبِ
فرفعتُ رأسي عالياً
وسألتُ سرباً من حمامٍ حائمٍ
هل مرَّ حبي من هنا؟!
نظر الحمامُ لبعضهِ متعجباً
فشرعتُ أهتفُ قائلاً:
عصفورتي!!
قد غادرت حضني ولا أدري لأين..
سمراءُ تحلو في عيونِ الصائدينْ
شفَّافةٌ غمرت فؤادي بالحنين..
هربتْ لأني قد صدحتُ بحبها!!
هل مرَّ حبي من هنا؟
فبكي الحمام لحالِ قلبي
واختفي خلفَ السحابْ
فاستلَّ صوتي حرفَهُ:
عصفورتي
عِفْتُ الحياةَ بدونِكِ
عودي وحُطِّي في فؤادي وامرحي
بين الزهورْ..
عودي ولا تخشي عتابي واسكني
أبهى القصورْ..
لم تسمعي!!
آهٍ لأناتِ البعادِ تسومُني سوءَ العذابِ
كأنني أحبو على شوكٍ بدربي المعتمِ
رُحماكَ يا ربي بقلبي المثخنِ
رُحماكَ إني قد وَهِنْتُ فعافِني
رُدَّ الحبيبةَ..نجِّني
فالدَّربُ شوكٌ هدَّني
والليلُ ثاوٍ في جفوني دون بدري الغائبِ
والوجدُ يُدمى من جنوني دون حضني الفارغِ
لكنني عندي عزاءٌ لا يغيبُ بأنهُ:
لو يعلم المحبوبُ حالي
ما جفاني أو تنكَّرَ للحبيبْ

جنــــون
07-16-2011, 11:01 PM
لو تعلمين!!

فجوابكِ المبتورُ ضيَّعَ فكرتـــي

لو كان سؤلي قد رماكِ بحيـــرةٍ

والريحُ تحكمُ سيرَها بالقـُـــوَّةِ

فبدوتُ مثلَ سحابةٍ مغبونــــةٍ

ألقي فؤادكِ في النَّـوى والظلمـةِ

ما كنتُ أدري أنني ببساطتـــي

ودفاتري البيضاءُ عافتْ نشوتـي

إني مضغتُ مرارةً بقراءتــــي

حطَّتْ بقلبي فاكتوى بالرعشــةِ

نسماتُ طيري المرسلاتُ كما الندى

عادتْ إليّ تجرُّ ذيلَ الخيبــــةِ

تباً لشُهْبي الفاشلاتِ فإنهــــا

فأتيتُ بابكِ أستظلُّ بسمعتـــي

وحسبتُ أني قد أنالُ مرادَهـــا

فلجأتِ مني خيفةً بالقلعــــةِ

ورجوتُ قلبكِ أن يرقَّ لحالتــي

علَّ الرجاءَ يعودُ يحيي مهجتــي

فشرعتُ أنشدُ من قصيدي عذبـهُ

ومبشراً كالشُّهْبِ لي بالحســرةِ

لكنَّ صمتَكِ قد أتاني صاخبـــاً

وأخالُ نفسي تُبتلى بالكــــرَّةِ

إني قُتِلتُ بحظِّ قلبي مـــــرةً

هل لي سواكِ يسوقُ عذبَ البسمةِ؟

من لي سواكِ يعي سهادَ مشاعري

تمثالَ نورٍ كي يُجيزَ محبتــــي

قد كنت أنقشُ مُذْ عرفتكِ في الهوى

هتفتْ بإسمِ أميرةٍٍ كالـــوردة

وأخذتُ أبني في العلاءِ مدائنـــاً

فهو الفداءُ وفيهِ لحنُ الجوقـــةِ

إن كان سيفي قد دنـا بصليلــهِ

بأميرتي الحسناءِ ذاتِ الرأفـــةِ

فدعي يدي تبني وشعري يحتفــي

منها إليَّ، ودونَ ذلك نكبتـــي

يوما سآتي للقلاعِ بدعـــــوةٍ

جنــــون
07-16-2011, 11:01 PM
أهديكِ سلاماً من شوقٍ


أهديكِ سلاماً من شوقٍ
وطروداً من نبضِ حنيني
يا أحلى وجهٍ في وطني
أشتاقُ لدفئكِ ضُمِّيني
فحياتي مُذْ بتُّ وحيدا
عن لثمِ يديكِ وخدَّيكِ
لا طعمَ بها..لا لونَ لها
لا حباً فيها أو عيدا
فهنا أجترُّ هوى الماضي
وكأني قد غِبتُ عقودا

أماهُ رباطك مع أبتي
وبقيّةُ أهل فلسطينا
إيمانٌ يسمو ووسامٌ
يملأني فخرا محزونا
فأنا في الغربةِ يا أمي
أستجدي أيام رباطي
وأطاردُ أمسي في الذكرى
أسترجعُ طيبَ الأوقاتِ
ما بين فداءٍ وتحدي
وثباتٍ عندَ النوباتِ
أشتاقك أمي بل أهفو
لسماع صياحِك في الدارِ
في الصبحِ تناديني "قم قم"
ويكون حنانُك إفطاري
وأروحُ بشوشاً للعملِ
ويبارك ثغرُك مشواري
آه كم أهفو للأمسِِ
وأطوف بجنَّاتِكِ توقا
في الحلمِ ألوذُ بأحضانكْ
ودعائي أن يصبح حقا
فالطيبةُ من نهركِ تسري
لتروِّي جسدي المحترقا
أستيقظ من نومي غصباً
فأحايلُ عقلي المنغلقا
ليعيدَ الحلمَ إلى فكري
فالواقعُ مرٌّ وجديبُ
آهٍ من بعدي يا أمي
لكنَّ الوجدانَ قريبُ.

جنــــون
07-16-2011, 11:01 PM
فضفضة أمير بالشعر

تعالوا أنصتوا هيا لفضفضتي
على ولعي وطوفاني
تعاتبني فأدنيها
وأسدلُ في الهوى قلبي
وأغفو في أناملها..
وأحلم بالندى عَطِرا
يهامسُ وجهها الفتانْ
وتبزغُ في محبتها
شموسُ قصائدي الحبلى
بأشواقي
فتطربها وتأتيني
تقبِّلُ وجنتي جزلاً
وتدعوني لعالمها
فأرتجفُ!!
وأُدعى في منارتها
أميرَ العشق والشعرِ
وأسكنُ بين جفنيها
كبدرٍ غاب في السحبِ
وألهو في مدائنها
أقبل أرضها شَغِفاً
فتطربني بلابلها
وأغزِلُ من زهور الفلِّ
عقدا كلُّه توقٌ
لجيد حبيبتي الفارع
وأهديها..
بحضرتها يصيرُ الشعرُ أشرعةً
لأبحرَ في حناياها
وأنسَابُ..
كيختٍ عافَ سِكْنَتَهُ
على المرسى..
وحانَ الوقتُ للرَّقصِ
على أمواجِ ضحكتها..
تُطِلُّ على عيونِ الشِّعرِ في ذاتي
وتُلهمُها
معينا من خيالات الهوى حينا
ودفقا من عصارات الندى حينا
فأنطلقُ..
وأنشرُ شعر أشواقي
على آثارِ خطوتها..
وأحدو بالغد الآتي
على أنغامِ همستها
فتاتي..
غادةَ الغاداتِ والحلواتِ في حُلُمي
تعالي وازرعي البسماتِ في أرضي
وتحت سمائنا تيهي
كما الاطفالُ والأقمارُ والطيرُ
أحب شقاوةَ العينين يا عمري
وأرجوها بلقيانا
ليخفق قلبيَ المسحورُ ولهانا
فأُنْشِدُها
أرقَّ قصائدي لحنا
تلاطفُ قلبها الغضَّا
برعشاتٍ تراقصها
فتزهو في مخيلتي
وقد توجتها أبدا
مليكة عمري الآتي..
وما سبقا
لأجلِ مليكتي الغيداءِ أغنيتي
وفضفضتي بأشعاري!!

جنــــون
07-16-2011, 11:01 PM
هل تذكرين؟


حورِيَّتي، شعري اصطفاكِ مليـكتي

والقلبُ قد أهــداكِ نبـعَ محبتي

ما عدتُ أحسبُ أن قلبي سالــمٌ

فغرامُكِ الملهـوفُ أنهـكَ مهجتي

هل تذكرينَ قصائدي كيف انتشتْ

بمديحِ حرفكِ إذ عجبـتِ لحضرتي!

كيف انطلقتُ كشاعرٍ جاب الدُّنى؟!

واحتار أمرُكِ من ذياعِ الشهــرةِ

فبدوتِ في روضِ القلوبِ فراشــةً

رِفقاً تحلقُّ ثم تنشــــدُ زهرتي

فيصيبها سُكرُ القصيدِ برشفـــةٍ

فتذوبُ بعد الرَّشفِ مثلَ الشمعـةِ

ومتى استفاقــت تشتكيني للورى

كوني سأمنعُ غَدْوَهـا بالقــوةِ

أَوَلَم تعــاني من قصيـدي مرة ؟!

والآن تـأتي بالشكـاوى وجهـتي

حذَّرتُهــا قبـل المجيءِ بـأنَّ لي

شعراً تدوخُ بهِِِ غَـوادي بلــدتي

لكنني منذ احتفلـتُ بعشقِهــا

أطلقتُ نارَ قصائدي من فرحــتي

وعزفتُ أعذبَ أغنيات مشاعـري

وغَرِقت حتى الحبِّ مثل الصخـرةِ

ودعوتهــا جـزلاً: تعالي واسمعي

وصفي لحبِّكِ يا حليلـةَ صُحبتـي

وشهدِتُ أني ما نسجْتُ قصيــدةً

إلا بُعَيدَ دُنُـوِهَـا من زهــرتي

فأعدتُ نسجَ قصائدي من أجلهـا

غزلاً ووصفاً كي أمجِّـد حُلـوتي

هل لي بقيسٍ أو جميـلِ بُثينـــةٍ

كي يسعفاني في اندفاعِ الرغبــةِ؟

هل لي بقلبٍ غيرَ كلِّ قلوبِكُــم

يحوي هوايَ المكتوي كالجمــرةِ؟

إنِّي لـهـا بقصائدي، وحدي لهـا

مهما اكتويــتُ يردُّ شعري قوتي

جنــــون
07-16-2011, 11:02 PM
رحماكِ بقلبي

رُحماكِ يا مُهْجَتي بالدَّمعِ في المُقَــلِ

رُحماكِ يا نَجْمتي قد ضِعتُ في سُبُلي

أوَّاهُ من وجعٍ في النّفسِ مُختَنـِـقٍ

يبكي على حصَّتي من خيبةِ الأمَـلِ

هل غاضَ فيكَ الهوى يا نهرَ ملهمتي؟

لا الهمسُ منه الرَّجا، لا لهفةُ القُبَلِ ؟

أَلْفَيْتُ جَمْرَ النَّوى من صَـدِّ قَاتِلَتِـي

واشتدَّتِ النَّارُ في قَلْبي، فما عَملـي؟

قولي فها قد مَضَت أَحْوالُ مَكْرَبَـتي

تجني على صُورٍ للحبِّ في المُثُــلِ

قولي بأنَّ الهَوَى يبْقى لنا سَكَنـَــاً

لا عَصْفَ يقلعُهُ، صخرٌ من الجبـَلِ

قولي بأنَّ الجفَـا ما عادَ يقهَرُنــَـا

ولْتُعْلِني أَنـَّهُ شيءٌ من الدَّجـَــلِ

إني انتظرتُ لعلَّ الصبـرَ يُسْعِفُنـي

لكنَّهُ مَـا وَقَى نَفْسي من العِلَــلِ

أمْسيتُ مغترِباً لا حُبَّ يُؤْنِسُنــي

مثلَ السَّجيـنِ أعاني قسوةَ الحَجـَلِ

لا همسَ منهُ يعيدُ النفسَ مشرقــةً

لا شيءَ عن حلِِّهِ تأتي بـِـهِ رُسُلي

قد تُهْتُ يا قَدَري إذْ غبتِ عن أفُقي

وارتَعْتُ في وَحْشتي من وطأةِ الوَجَلِ

هاكِ الحنانَ وطعْمَ الدِّفءِ من جَسَدي

فَلْتُقبِلي هَـا هُنا ، هيَّا على عَجَـلِ

جنــــون
07-16-2011, 11:02 PM
قيسٌ هنا

محبوبَتي، مَا جرى؟ قد أُلجِمَتْ رُسُلي

وغادرتْ مُدُني الأقْـلامُ و الكُتُبُ

لا بالقَصِيــدِ أقِي قلبي مَصَائِبَـهُ

وليْسَ لي في الوَرَى إلاكِ والوَصَبُ

عَيْنَاكِ هلْ يا تُرى ما عُدْتُ أَحْسبُها

وَحْيَـاً يُسامرني أم هدَّني النَّصَبُ ؟

قدْ كنتُ فيما مَضَى قيْسا ً بأخيلتي

أُحْيي لَيَالي الهوى شِعراً كمَـا يجِبُ

هَلْ تذْكُرِينَ ليَـَالي الأُنْسِ تجْمعُنَـا

والهَمْسُ يُلهِمُنـا و الآهُ والطَّربُ

وهلْ تَعُودُ لَنا أم حظُّنـَـا عَكِـرٌ؟

آهٍ على أدمُعي إنْ خِبْتَ يـَا أَرَبُ

دنيايَ ما خطبُهـا أقفو مشَاغِلَهـا

فيَهْجُرُ الحُلْـمُ وجداني ويغتَـرِبُ

وكيفَ أسعَـدُ و الهُجـْرانُ مَزَّقَني

والضِّيقُ كَبَّلنَي و اليـَأسُ والتَّعَبُ

إنِّي على أَمَلٍ لو تهتُ في سُبلي

عَينـاكِ تسعفني بالعِشْقِ تَضْطَرِبُ

فتشرِقُ الشَّمْسُ من قلبي وتغْمُرُنـَا

شِعْراً وننْعمُ من خَيراتِ مَـا تَهَبُ

وتلكَ أرْتـَــالُ أقَلامِي ومَكْتبتي

تـَأْتي تُقَبِّلُني والحُـزْنُ يَنْسَحِـبُ

والليْلُ موعِدُنَا قد عَـادَ في شغفٍ

والحُلمُ يُؤنِسُنَا و التِّيـهُ و اللَّعِبُ

قيسٌ أنا ها هُنا مهمَـا دجَـا زَمَني

ليلى لـهُ قمـرٌ والشِّعرَ أَصْطَحِبُ

جنــــون
07-16-2011, 11:02 PM
سفـــر

وتُسَافِرينَ على جُروحي
ما حنوْتِ ولم تغبْ
عني شموسُكِ تَعْتلي ظلِّي الظليلْ..
عَرَقُ الشُّجونِ غَسيلُ حظي
ما يجفُّ ولا يزولْ..
فنِصالُ سَخْطكِ في الحنايا توغِلُ..
وهديرُ صَمْتكِ في دمي
يغلي دما..
وأنامِلي تسمو إليكِ
وترتَجِي منكِ الرِّضا..
لكنَّ طرْفكِ حارقٌ..
ومَديدَ جفوِكِ فارقٌ..
وحياةَ قلبي في الَّلظى..
أذوي..
أُصَارعُ..
أحْترقْ
بومٌ على زندي تُحَمْلِقُ في غَدي
وعُبوسُ سُهدي جمرةٌ في مرقَدي
وشموسُ تعْسي في السماءِ
ولا تغيب.

جنــــون
07-16-2011, 11:02 PM
مُرّي هنا

مُرِّي هُنا على حُلُمي

و تتَّبَعِـي خُطى أَلَمـي

وامْضِي بلا مُكابَـرةٍ

فالعَوْدُ مِنْـكِ كالعَـدَمِ

سيَّانُ نـورُ طلَّتِهــا

عندي كحُلْكةِ الظُّلَـمِ

قد عِفتُ طبعَ مُتلِفَتي

و هَجَرْتُ سَائِماً قَلَمـي

لا الشِّعرَ أمتطي شَغِفاً

و بدونهِ طَغَى سَقَمـي

فرأيتُ بالجَـوَى قَلْبي

نَجمـاً يَمُوتُ في السُّدُمِ

والأمرُ ليسَ يَعْنِيهــا

فتخالُها كمـا الصَّنـمِ

وكأنَّ قلبَهـا كهـلٌ

أعمى أُصيبَ بالصَّمـمِ

وكأنَّ حُلْوَ مَاضِينـا

سُخْـفٌ يُداسُ بالقَـدَمِ

ماذا دَهاكِ قَاتِلتـي؟

أَوَتَكْفُريـنَ بالقِيـَـمِ؟

أم أنَّ كِبْرَكِ استشرى

في القَلبِ صارَ كالوَشَمِ؟

أَوَلَيْسَ فيكِ من أَسَفٍ

عمَّا ذَرَفْـتُ من حِمَمِي

تبـاً لِذُلِّ ناصِيتَــي

تُحْنى على رَجَا كَلِمِـي

أَقْسَمْتُ في لَظَى نَصَبي

كَفـّـاً لِمُنْتَهى كَرَمي

لِيَصُولَ هَاجِسِي حُرّاً

فاليـَـومَ أقتفي قَسَمِي

جنــــون
07-16-2011, 11:02 PM
شريك الفشل

لا تَلُمْني في سكوني
وانزوائي عندَ شعري
كلما باعدتُ خطوي
راعني غُولُ البعادِ
دربك المسكون هماً
يا حبيبي
ذاك دربي
نجرع الأيام كدّا
نقتل الأوقاتَ بحثاً
عن لقاءٍ
كي نناجي فيه حُباً
قلتُ: فاصبرْ يا حبيبي
فالهوى مفتاحُ صبرِكْ..
ارتقيهِ
واعتليهِ
خذ حنيني في جناحِكْ
وانطلق صوبَ صباحكْ
قال: أخشى من سباتي
قلت فاصبر ألفَ آهٍ
لا تبالِ
بلِّلِ الوجناتِ قهراً
دون حبٍّ أو وصالِ..
قال: كلا في عنادٍ
وَبَكَى
قلتُ: فاحزِم بؤسَ قَلبِكَ
وارتحلْ مثل السَّنا..
لا تلتفتْ للخلف ِ
كي تشكو..
فقد ضقتُ أنا..

جنــــون
07-16-2011, 11:03 PM
مدخل لكل قصيدة


هيا أسرِعْ يا قلمي
لَمْلِمْ ما يقطرُ من فِكْري
واكسر كلَّ قيودِ الشعرْ
فالحنقُ الهائجُ في ذاتي
مثلُ الإعصارْ
قد يقصف ورقاً
لا يحنو
بحروفٍ قُدّت من نارْ
يا قلمي السيفَ
أيا بتارْ
اذبح كلماتي في الورقِ
و اكتب بالدمِّ الأشعارْ

جنــــون
07-16-2011, 11:03 PM
أجواء عابثة

في بيداءِ المنام تأوهاتٌ جائرة
تلملمُ ذراتِ يأسٍ حارقة
تكنسُها المنى لتحدَّ من أوجاعها
و تدنو من إبطِ السماءِ سحابة
تلملمُ الشظايا المتناثرة
و تغربلُ تهكماتِ السراب
تعترضها هاماتُ الكثبان
ألا ذهبتِ السحابة!
لم تذهب!
باقيةٌ على رءوسِ طيورٍ عطشى
تداري صحنَ الشمسِ
و تنثرُ لعابَها خلسة
فتنتفضَ الرمالُ اتتعاشاً
و تنبعجُ هاماتُ الكثبان
و تذهبُ السحابة
و لا تعود
إلا مرةً كلَّ أيلول
و تتلاشى الصورة
و يتسللُ بعفوية
شتاءٌ عليل
على رأسه عمامةٌ رمادية
توشكُ على البكاء
تقضمُ وجهَ الشمس
رويداً … رويدا
لم يبقَ إلا أنفاسُها الحارة
أحدثت في العمامة
فعلا خريرُ بكائها
زاحمَ الثرى
أجهضَ الحركة
فلا مكانَ يصلحُ لخفٍ تائه
و كأنه الحدادُ
مبتلٌ بالسواد
لا يجفُّ
حتى و لو رحل الشتاء
و إن رحل
يصطبغُ الثرى بخضرةٍ خريفية
و تُزهر أشواكٌ وردية
تلمعُ كأنها أسنةُ رماحٍ هزلية
تستقطبُ صومَ البهائم
و أناتِ النحلِ الموسمية
و عبثاً تتداعى الترانيم
لتحدَّ من حشرجةِ الطيور…
على أكتاف الربا الصفراء
تسترسلُ نفحاتِها
بعيداً عن تقاعسِ الزهورِ الناعسة
و غيبوبةِ اللوتس
و عريّ الشجر
و دوماً على النقيض
رغم هذا و ذاك
تبقى شجرةُ زيتون
ساذجةً شمطاء
على كتفها حمامةٌ بيضاء
تنتظرُ بنفادِ صبرٍ
ربيعاً عجزت عن وصفه الأحلامْ
ربيعاً قد يرى في عيون الأيامى و الأيتامْ
تنتظر
تنتظر
وما برحت تنتظر!!

جنــــون
07-16-2011, 11:03 PM
لعنة

أرقٌ في قلقٍ
و هواجسُ تزأرْ
أتوقُ لراحةِ الموتي
وأفتشُ عن مأوى
في عيونِ عذراءٍ نامت
في جناحِ دوريٍّ
بعدُ ما طارا
و أعتبُ على قصائدي
خلتُها يوماً منفسي
و بها أصرعُ هاجسي
قد جنَّ زمانٌ
و قلبي منفيٌّ عني
إلى عالمٍ مشبوهْ
الهمساتُ الورديةُ فيه لم تزلْ تُسمعْ
و العاشقُ لحبيبته بَعدُ لم يركعْ
منذ سنينْ
و غيمةُ المنفى سقفي
و هي الحَجَلْ
إن أمطرت
أُصرعُ بزخاتٍ من توترٍ أبلهْ
و ألعنُ الغيمةََ بحجمِ توتُّري
لعلَّها تنقشعْ
تغدو ُ إن ثارتْ في نفسيَ الرَّغبةْ
و تروحُ طالمَا أعدمْتُ نزوةْ
و تعودُ آفةُ الذكرى تنضَحُ بأفكاري
تترحَّمُ على زمنٍ مضى
بلا غيمةٍ تلعنْ
عسى الألمُ يستبدلُ رأساً بالندمْ
فتمجُّها عقيدتي
والغيمةُ لم تزلْ
هي سقفي
و هي الحَجَلْ

جنــــون
07-16-2011, 11:03 PM
طقوس الانتظار

القطارُ على وشكِ الوصول
و محطةُ الانتظارِ هنا
تلهثُ من فرطِ السكون
على غير عادة
الوجوهُ يكسوها وجوم
تدور مع عقاربِ الساعةْ
العيون
سوى آفة الزمنِ
لا يوجدُ حضور
هاهي ذي حشرجةُ النفير
العيون تتوقفُ عن الدوران
شرعت تعدو على السِّكة
و لاحت جبهةُ القطار
تبتلعُ خطَّ المسير
تقتربُ
اقتربت بالفعل
توقف القطار
من نافذةٍ إلى أخرى
تتقافزً العيون
هنيهة
و فُغِرتِ الأَفواه
القطارُ خالٍ
مهجورْ..
إلا من السكون
خربشته آهاتُ العيون
و بدا لها القطارُ
ساخراً
شامتاً

14-12-1999

جنــــون
07-16-2011, 11:04 PM
ذاتيةكريمٌ


أنا في العزِّ ترسو مَهَابــَــتي



و عند ارتجالي تُستَطابُ مقالـَــتي

مَحَوْتُ حروفَ اليأسِ من وجهِ مُعْجَمي



وصُنتُ على الخضراءِ عرشَ مَكَانـتي

شببتُ على دحرِ الصعابِ ولم يـَزَلْ



حديثُ شَبـَابِ الحَيِّ سِرَّ براعـتي

جنــــون
07-16-2011, 11:04 PM
ما بالُكِ

حَيْرى يا نفسي؟
ما بالُكِ حَيْرى يا نفسي؟
لا مرفأَ يُغريكِ فترسي؟
يا ليتكِ مدركةً أمري!
وعذابي النازفَ من حنقي
حنقي المصلوبِ على صدري
يخنقني دوماً يرهقني
ويثبطُ ثورةَ أنفاسي
ديجورُ الجهلِ يكفنُني
أين الأنوارُ تخلِّصني؟
الليلَ أفيقُ
أنامُ الظهرَ
أطاردُ صحوةَ إحساسي
وأبيعُ اليومَ بسوقِ غدٍ
ويتابعُ أمسي إفلاسي
ما بالُكِ حيرى يا نفسي؟
قاربتُ على حبٍ يوماً
فبكت بجنونٍ غيرتُها
سألت بعيونٍ غائرةٍ
أرفيقةُ عُمرِك تسلوها؟!
قد نالت مني نظرتُها
إذ قلتُ أحابيها عطفاً
وطوال اليومِ أغازِلُها
وأراقصها وأمنِّيها
وقضيتُ الليلةَ مكروبا
أستنكرُ حظي المعهودا
وقطعتُ كما اعتدتُ عهودا
لن أدنيها وأحابيها
سأعاديها وأجافيها
وقُبَيْلَ فُراقي تلقاني
تهمسُ في أذني تشجيني
فتُرَوِّضَ عُنفي الجبَّارا
فأروحُ وأحسبُني أغدو
وأكُفُّ الحيرةِ تصفعني
من فرطِ الشدةِ تقصِمُني
أبحثُ عن حُضنٍ يأويني
فأراها تفتحُ أذرُعَها
فأقولُ لنفسي:
ضميني!!

جنــــون
07-16-2011, 11:04 PM
نشيد الشباب


وانفضوا يأسَ السنينـا

يا شبابَ اليـوم هُبـُّوا

يغرسُ الآمالَ فينــا

فالغــدُ الآتـي لعـزٍ

وانشدوا الإسلامَ دينـا

لا تغطُّـوا في سُبـَاتٍِ

مجدُكم أضحى يقينـا

إن فعلتم ، صدِّقــوني

* * *

ضيعوا بأسَ الشبـابِ

ليت شعري كم شبابـاً

أو شرودٍ و اضطرابِ

في نسـاءٍ أو مـلاهي

وانتسى يومُ الحسـابِ

غرَّهم سحرُ الضـرابِ

لارتجوا فضلَ الثـوابِ

لو وعوا وهنَ الكهـولِ

* * *

كي نحثَّ الخاملينــا

كم خطبنا، كم نظمنـا

في جمـوعِ الناصحينـا

عهدُنــا أنـا سنبقى

لن يموتَ النصحً فينـا

لو بُلينــا أو رُمينـا

غير أنَّـا مسلمونــا

ليس يذكي الصبرَ شيءٌ

جنــــون
07-16-2011, 11:05 PM
صريع الدنيا

لا تُطِلْ في العِتابِ وارْحمْ فُؤادي

لا تَزِدْ جُرحي مَاضِيـاً في البِعادِ

أَتُشِيحُ الوِجْدانَ عن بُؤسِ حَالي

و َرَجَـائي تمجُّـهُ كالأَعَـادي

فاحتَسِبْ لي ضَعفي فإنِّي صريعٌ

بين نزفي ومِحنتي و اضطِهـادي

لا تكنْ نـِـدَّاً تَقتفي خُطُواتي

فطَـريقِي مُلَبَّــدٌ بالسَّـوادِ

و أنـَـا فيهِ مُقعَـدٌ بارتِيَاعي

و مُضاعٌ في وَحْشتي و رُقـادي

كُلُّ أيَّامي أَصْطَلي يا عَذيلي

بِصُنوفٍ مِنَ الهُمُـوم الشِّـدادِ

سَلْ بني أُمِّي عن ظُروفي يرُّدُوا

أَنَّ هذا المِسْكينَ أَشقَى العِبَـادِ

كانَ كَالطَّيرِ يَعْتلي أَيَّ عَـالٍ

أو يجوبُ الزُّهورَ في كُـلِّ وادي

كانَ رَقراقاً غارِقـاً في هَواهُ

يُنشِدُ الشِّعرَ في فُتونِ الغـوادِي

ظنَّ أنَّ الدُّنيا حِصَانٌ وديـعٌ

يمتطي مُولَعَـاً بِشَدِّ القِيَــادِ

فَمَضَى جَامِحَاً يَصِيدُ الأَماني

من أَقَاحِي الرِّيَاضِ أو في البَوَادي

فَجْأَةً زَمْجرَ الحِصَـانُ فأَوْدَى

بالفتى مِثْـلَ غَـدْرَةِ الأَوْغَـادِ

فَانْزَوَى نَجْمُهُ و جَارَت سِنُوهُ

وغَـدَا حالُـهُ حَديثَ البِـلادِ

منْ تَكُ الدُّنْيَا في يَدَيْهِ فُرَاتَـاً

يُلْفِ نَاراً غَـداً و ذَرَّ الرَّمَـادِ

فَلْتُبِـنْ للمَعْذولِ وُدًّا لِيَقْوى

فَصَريعُ الدُّنيا أَسِيفُ الفُــؤادِ

جنــــون
07-16-2011, 11:05 PM
شراك


عبثاً تفتِّشُ في دمي
والشعرُ لملمَ ما تبقى
واختفى..
والبدرُ غاب..
عبثا تسائلُ حيرتي
وأنا السؤالُ عن القصيدِ
ولا جواب..
مهما طرقتِ جدارَ صمتي
لن يَرُدَّ الصخرُ بي.
فشراك يومي في عذابي
تحتفي بين الزحام..
وتزيدُ عمداً في امتهاني كلما
يعوي بأذني
بوقُ ساكنةِ الطريقِ..
وكلما نعق الشريفُ
بوجه شخصٍ لا يُطيق..
يأتي المساء على جفوني
عند بابِ البيتِ
موجوعَ الخطى يأتي
كما جسدي المعبَّدُ بالرضوض..
ألقي بأشلائي
وتلقيني..
عبثاً أُفتِّشُ عن منامي الشاردِ
فضجيجُ يومي مثلُ سُمِّ في دمي..
بوقٌ..
ونعقٌ..
وازدحام..
والكلُّ نام..
وحدي أصارعُ بطشَ ليلي
مثل جنٍّ تائهٍ
أطوي الوسادةَ فوق رأسي
تحترق..
وأرى الصباح بلون تعسي
باهتاً
فالهمُّ لاح
ودمي هنا مستنفراً
كي يستباح..

جنــــون
07-16-2011, 11:05 PM
يا نفسُ يا أمّارة

نادى المؤذِّنُ للفلاح..

وفي يديَّ قصيدةٌ طورَ المخاض

والنفسُ صخرٌ في العناد..

فكأن وقراً طارئاً يغزو الجسد..

ونوافذُ الغفرانِ تُوصَدُ دونَ ذاتي في المكان.

حَجلٌ يَضِجُّ به الجسدْ..

حتى السَّلامِ، وقبلما يشدو المنادي من جديدْ

كم نازعَ الشُّعارُ جِنَّ نفوسِهم..

وَمَضَوْا وطأطأةُ الرؤوسِ تُعَنوِنُ الأشعارَ والأقدارا..

أرنو إلى حالي التي ما انفكَّ يُنهِكُها الحديثُ عن القصيدة والسياسةِ والنساء..

وأظلُّ أرفلُ في ثيابِ التائهينَ ملبداً بالهمِّ حتى عودةِ الشهر الغريب

* * *

رمضانُ يشرعُ كل عامٍ ألفَ بابٍ لليقين

وبَنُو التُّرابِ تراهُمُ افترشوا المعابدَ في حماسٍ أو شرودْ..

والنفسُ في رمضانَ تأبى أن تلينْ

فالنـزغُ أمسى كلُّه حكراً على النفسِ التي بالشرِّ تلهمُ ربَّها

والربُّ يُدْميهِ الجِهادْ

ويراعُ شِعري ها هنا

ما زال ينسُجُ في الورقْ..

والخربشاتُ تَشي بما في النفسِ من سرِّ اختلاج..

* * *

نادى المؤذِّنُ للفلاح

فتسمَّرَ النَّشِطُ اليراعُ على نواصي فكرةٍ

ماءٌ على وجهِ التعبْ..

ماءٌ على قدمِ التعبْ

وحَفيفُ خُفٍّ في اتجاهِ منارةٍ

صمتٌ

ودفءٌ

وارتجاء..

والنورُ يهمي في الحنايا والجباهْ..

جنــــون
07-16-2011, 11:05 PM
في ذكرى منبع المثل

ماذا يُخَـطُّ لذِكْـرى مَنْبَـعِ المثُُـلِ
وهلْ هُنـاكَ ثَنَـاءٌ بعـدُ لـم يُقَـلِ

وهل مَضَى شُعَـراءُ المَـدْحِ قاطِبَـةً
إلا تَبَـارَوا بِذِكْـرَى خَاتَـمِ الرِّسـلِ

يا مَوْلِدَ النورِ في دَيْجُـورِ غَفْوَتِنَـا
ما زلتَ شمسَ الهُدى في لُجَّةِ النِّحَلِ

أدرَكْتَ تِيهَ الـوَرَى إذ قُـدْتَ أفئـدةً
نحوَ السَّماءِ ببُشْرى أعْظَـمِ المِلَـلِ

فانداحَ سَيْلٌ من التَّوحيدِ فـي مُـدُنٍ
فعُوفِيتْ شِيَـعٌ ضاقَـتَ مـن العِلَـلِ

لـولاكَ مـا شَغَـلَ العُبَّـادَ بارئُهـم
وما اسْتَوَى في العُلا دِينٌ مِنَ المُثُـلِ

صلَّى عليكَ الأُلى من نورِكَ اعْتَمَرُوا
ومِنْ شَمَائِلِـكَ ازْدَانُـوا بـلا كَحَـلِ

علَّمتَهُـمْ أَنَّ كِبْـرَ النَّفْـسِ غائِلُهَـا
لَكِنَّ عِزَّتهـا تَسْمُـو عـنِ الجَبَـلِ

ما بينَ وَجْهِ الرَّدَى أو وَعْدِ جنَّتِهِـم
كانَتْ بَصَائِرُهُم تَصْبُـو بـلا وَجَـلِ

أعداؤُهُ بُهِتُوا مـن بـأْسِ صُحبَتـهِ
عندَ الوَغَى فارتَمَوْا من شِدَّةِ الوَهَـلِ

وإذْ عَفَا عنهُـمُ فـي فَتْـحِ مَكَّتِـهِ
في الحَالِ قالُوا تَبِعْنا دِيْنَ ذا الرَّجُـلِ

أنتَ الفَقِيرُ الـذِّي أَغْنـى مَدَائِنَنَـا
بالطُّهرِ والمجْدِ والفُرقَـانِ والأَمَـلِ

أنتَ اليَتِيمُ الذي أَجْـرَى لنـا أدَبـاً
والنَّشْءُ يَنْهَلُهُ فـي سَائِـرِ الـدُّوَلِ

أَلَّفْتَ بيـن قُلُـوبٍ كـانَ ينزَغُهـا
جَفْوٌ وبَغْضَـاءُ تُذكي ثَورةَ الغِيَــلِ

مهْما مَضَى زَمَـنٌ فالنُّـورُ سُنَّتُـهُ
نَقْفُوهُ كَيْ نَحْتَمِي من سَـوْأَةِ الزَّلـلِ

وكيفَ تُلْتَمَسُ التَّقْـوَى بِـلا قَبَـسٍ
تَتْـرَى لآلِئُـهُ فـي حُلْكَـةِ السُّبـلِ

ما أسْـدَلَ الَّلـهُ مـن آلاءَ أكرمُهـا
مُحمَّـدٌ سَيِّـدُ الأَكْـوانِ والـرُّسُـلِ

مُحَمَّدٌ مَنْ دَنَا مـن عـرْشِ خَالقِـهِ
في سِدْرَةِ المُنْتَهى في أرْفَـعِ النُّـزُلِ

مِعْراجُهُ هِبَـةٌ لـم يُـؤتَ حَظْوتَهـا
أيٌّ مِـنَ الأنْبِيَـاءِ الـشُـمِّ و الأُوَلِ

قد شقَّ بدرَ الدُّجَى والقَوْمُ في عَجَبٍ
والمَاءُ مِنْ يَـدِهِ يَنْسَـابُ كالهَطِـلِ

أَكْرِمْ بما في خِصَالِ النُّورِ مِـنْ دُرَرٍ
فَهْوَ الأَمِينُ و فِيهِ مَضْـرِبُ المَثَـلِ

الصَّادِقُ العَاقِبُ المعْصُومُ مـن زَلَـلٍ
المُصْطَفى الحَاشِرُ الماحِي قَذَى الدَّغَلِ

أَدْلـى بمنهجِـهِ فـي بحْـرِ أُمَّتِّـهِ
ففاضَ بحرُ الوَرَى مسكا ًعلى عَسَلِ

و أَقْبَلَ الجِـنُّ فـي تَـوْقٍ لِدَعْوَتِـهِ
يُعَاهِدُونَ الهُدَى كَفّـاً عَـنِ الدَّجَـلِ

صلَّى عَلَيْكَ الضُّحى واللَّيْـلُ أَنْسُمُـهُ
والبدْرُ و البيدُ والأَغْصَانُ في الأَسَلِ

وكُلُّ ذِي نَفَسٍ في الأَرْضِ مُرْتَهَـنٌ
صَلَّى لذِكْـرِكِ فـي حِـلٍّ ومُرْتَحَـلِ

فالوجدُ يا مَوْئِلي يَهْمِي على مُدُنـي
وقلبيَ الصَّبُّ عن نَجْواكَ لـم يَمِـلِ

والحبُّ للمُصْطَفَى لا الشِّعـرُ يدرِكـهُ
ولا دٌهورٌ مـن الإنشَـادِ و الزَّجـلِ

ولو جَمَعْتَ فُحولَ القوْلِ كي يَصِفُـوا
أفضالَهُ لَمَضَوْا في مَوْكِـبِ الفَشَـلِ

صلَّى عليكَ رَجَائِي يـا فَـداك دَمِـي
وسلَّمَتْ في رِضَـا إيمَـاءةُ الرُّسُـلِ

جنــــون
07-16-2011, 11:05 PM
ترنيمةٌ للغيابْ


لماذا تموتُ طيورُ الصَّباحِ
قُبيلَ الغُدُوِّ
على بابِ قلبي؟
وكيف استفاقت خفافيشُ ليلي
وبومُ الغِيابِ
على ضوءِ فجري؟
وفي المقلتينِ
تصاويرُ همي
وخبزٌ وشعرٌ
وحُبٌّ ونار
أصبُّ الحروفَ
على جمرِ سُهدي
فتغفو الحروفُ
وأبقى كظلِّي
وسقفُ المكانِ
قريبا قريبا
على حَدِّ صدري
فأزفرُ أزفرُ
دون انقطاعٍ
وأنداح أذكرُ طفلاً
يسابقُ هِرَّ الحَوَاري
وشيئاً جَرَى
في مَهَبِّ الرِّياح
ويسرحُ
يمرحُ
بين الأزقَّة
ويكبرُ
يكبرُ
دون المآسي
ويصحَبُ ألعابَه الغَالِياتِ
فكيفَ انتهيتُ إلى قَبْوِ عُمري
وما زلتُ غضّاً
بلونِ الربيعِ
وكيفَ ذَوَيتُ
وكيفَ احترَقْتُ
وأينَ الحبيبةُ
كي تَفتَديني؟
وأينَ الرِّفاقُ؟

جنــــون
07-16-2011, 11:06 PM
لو قرأنا التاريخ....ما ضاعت القدس
و ضاعت من قبلها-الحمراء-....

يا فلسطين....لا تزالين عطشى
و على الزيت نامت الصحراء...

العباءات...كلها من حرير
و الليالي رخيصة حمراء....

يا فلسطين....لا تنادي عليهم
قد اسلوى الاموات و الاحياء...

قتل النفط ما بهم من سجايا
و لقد يقتل الثري الثراء...

يا فلسطين....لا تنادي قريشا
فقريش ماتت بها الخيلاء....

لا تنادي الرجال من عبد شمس
لا تنادي ...لم يبقى الا النساء....

دروة الدل....ان تموت المروؤات...
و يمشي الى الوارء الوراء....