مشاهدة النسخة كاملة : حسن كامل الصيرفي


جنــــون
07-13-2011, 08:34 PM
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/sairafi/sairafi.jpg

جنــــون
07-13-2011, 08:34 PM
نبذة عن حياة حسن كامل الصيرفي

حسن كامل الصيرفي
( 1908- 1984)
ولد حسن كامل الصيرفي بمدينة دمياط بدلتا مصر سنة 1908م، وتلقَّى دراسته الأولية والابتدائية بمدارسها ، وبعد استكمال دراسته بمدرسة الفنون والصنائع المتوسطة عمل بعدة وظائف في القاهرة ثم انضم لجماعة "أبولّو" (1932- 1934) التي أسسها الدكتور أحمد زكي أبو شادي.
نشر بمجلة أبولو بواكير شعره الأولى، وأصدر بمساندتها ديوانه الأول " الألحان الضائعة" سنة 1934، حيث لاحظ النقاد غلبة طابع الحزن والتشاؤم على قصائده، وبرَّر حسن كامل ذلك بقوله:" لقد بليت في حياتي الأدبية بصنوف من الجحود ساعد عليه انزوائي عن عالم التهريج وعزوفي عن الجري وراء شهرة لا يتكسبها الإنسان إلا بأشياء لا تريح ضميره " بله ضمير الناقد النزيه".
وبالفعل عاش الشاعر بقية حياته منزوياً بعيداً عن الأضواء حتى رحل عن الحياة.
ثم توالى إصدار دواوينه الشعرية بعد ديوانه الأول فأصدر ديوان "الشروق" (1947)، ثم ديوان " صدى ونور ودموع"، و"عودة الوحي"، و"شهرزاد"، و"زاد المسافر"، و"النبع"، و"نوافذ الضياء"، و"صلواتي أنا".
وقد تزوج إحدى قريبات د. أحمد زكي أبو شادي.
شارك في تحقيق العديد من كتب التراث ودواوين الشعر العربي منها تحقيقه لديوان البحتري .
وإذا كان حسن كامل الصيرفي قد نشر شعره ودراساته النقدية في مجلة أبوللو ( 1932 – 1934 ) فقد امتد نشاطه في بداية شبابه ليعاون في تحرير مجلة العصور التي أصدرها إسماعيل مظهر في أواخر العشرينيات من القرن العشرين, ونشر فيها قصائده الأولى, ثم تابع نشر إنتاجه في مجلة المقتطف في أوائل الثلاثينيات وأسهم في تحرير الصفحات الأدبية في بعض الصحف مثل الجهاد والضياء والوادي.
ظل الصيرفي يتابع جهوده في المجال الأدبي حتى انتدبته وزارة الإرشاد القومي ( الثقافة الآن ) سنة 1956 للمشاركة في إصدار مجلة " المجلة " مع د. حسين فوزي وعلي الراعي ويحيى حقي.
ظل حسن كامل الصيرفي في السنوات العشرين الأخيرة من حياته بعيداً عن الحياة الثقافية حتى قيضت له الظروف السياسية من اهتم بشعره فاصدر ستة دواوين شعرية مرة واحدة عن دار المعارف في نهاية السبعينيات من القرن العشرين.
رغم ترشيحه لجائزة الدولة التقديرية في الشعر أكثر من مرة إلا انه لم يظفر بها مما زاد في كآبته, فقضى أعوامه الأخيرة مريضاً ينتقل من مستشفى إلا مستشفى حتى رحل عن الحياة في 20 مايو سنة 1984 بعد أن ترك لنا أعماله الأدبية العديدة التي عوضته عن عدم إنجابه للأولاد.

جنــــون
07-13-2011, 08:35 PM
حسن كامل الصيرفي
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/sairafi/sairafi2.jpg


سفراء النغم - لحسن كامل الصيرفي

سفراء النغم
أنا، والمساءُ، وهذهِ النَّجْمَـةْ
سُفَـرَاء شِعْـرٍ قد عَلوا قِمَّـة
يَتَلَقَّفُـونَ الوَحْيَ مِنْ شَفَـةٍ
تَجِرِي عَلَى هَمَسَاتِهَا الحِكْمَـةْ
شَقَّوا حِجَابَ الليلِ، وانْتَزَعُوا
أَسْـرَارَهُ، وَتَعَقَّبُـوا الظُّلْمَـةْ
فَمَحوا كَتَائِبَهَا وَمَا تَرَكَـتْ
في النَّفْسِ مِنْ يَأْسٍ وَمِنْ غُمَّـةْ
وَحَنَوا عَلَى الأَمَلِ الخَفُوقِ يَدَاً
تُحْيِي الرَّجَاءَ، فَأَمَّنْـتْ نَوْمَـهْ
صَاغوا لِهَذا الفَجْرِ رَوْعَتَـهُ
وهَدوا لِمَهْدِ جُفُونِـهِ حُلْمَـهْ
حَتَّى إِذَا طَلـعَ النَّهارُ بَـدَا
لا جهْمَـةً فيـهِ ولا غَيْمَـةْ
رَسَمُوا لأهلِ الأرضِ في نَسَقٍ
حُسْنَ الجِنَانِ، فَأَتْقَنُوا رَسْمَـهْ
وَتَأَرَّجُـوا عِطْـرَاً يُرَاوِحُهَـا
نَسْمَاً يُعَانِقُ أُخْتَـهُ النَّسْمَـةْ
وَجَلُوا عَلَى الدُّنْيَا مَحَاسِنَهُمْ
هِبَـة الفَرَادِسِ تَنْشُرُ الرَّحْمَـةْ
* * *
أنا، والمساءُ، وهذهِ النَّجْمَـةْ
كَلِـمٌ تُجَمِّعُ شَمْلَهَا نَغْمَـةْ
الحُسْنُ وَحْيٌ، وَالمَسَـاءُ لَـهُ
سِحْرٌ، وَشِعْرِي حَوْلَـهُ نَغْمَـةْ

جنــــون
07-13-2011, 08:35 PM
حسن كامل الصيرفي
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/sairafi/sairafi2.jpg


أحلام حطام - لحسن كامل الصيرفي

لا ترجُ ممَّن يضنُّ أنْ يَهَبا
فأطيبُ العمر والمنى ذهبا
وغاب خلفَ الضباب ما حَلَمتْ
بما تودُّ العيونُ واحتجبا
كلُّ الذي كنتَ أمسِ تَنشدهُ
في عالم الذكريات راح هَبَا..
* * *

يا شاعرَ الحبّ والجمال.. أما
تزال تسعى لتبلغَ القُبَبا!
تجري وراء الخيالِ تجرع مِنْ
كاساته ما يَغُلُّ من شربا
والحسنُ - يا شاعرَ الجمالِ - هنا
يمرُّ كالطيف جاوز العَتَبا
أخفقتَ يا خافقَ الفؤاد وقد
قاسيتَ فيه السَّقام والتَّعبا
أما ترى الليلَ والنهار معاً
قد حطَّما فيكَ كلَّ ما اجتذبا!
وصرتَ هذا الحطامَ من جسدٍ
يعيش وسطَ السكونِ مُضطَرِبا
إذا أحسَّ الدَّواءَ يُنعشهُ
رأى ابتسامَ الحياةِ قد هربا
أما ترى الشمسَ وهيَ جانحةٌ
تُوحي بأنَّ المغيب قد قَرُبا...!
* * *

يا شاعرَ الحبِّ!... لم تُفِق أبداً
من خمرهِ.. والشَّرابُ ما نضبا!
تعيش في حرِّ ناره ووقدتِها
وفيكَ قلبٌ بحبّه التهبا
أحلتَه جنَّةً منضَّرةً
لا لغوَ في أمنها ولا صخبا
بالطُّهر قد صنتَه وحسبُكَ من
جماله: الوحيُ طاف واقتربا
والحبُّ إنْ يملكِ الفؤادَ يَعشْ
كأنَّه للسماء قد نُسِبا..
* * *

يا تاركَ القلبِ في تَوهّمهِ
والوهمُ للقلب يُحسن الكذبا
اُرفُقْ بقلبٍ سكنتَه زمناً
وكنتَ تزهو بنبضه طَرَبا!
أحلامُه لم تزل تُعاودهُ
كأنَّما الكأسُ تُرقِص الحَبَبا
ولا تَلُمه على السَّحاب يعبرهُ
وكان من قبلُ يعبر السُّحُبا
غمامةٌ في سمائه تركتْ
ظلالَها في الفؤاد فاكتأبا
إذا رأى البرقَ وامضاً لمعتْ
خواطرٌ في الخيال فاختُلِبا
وبعد هذا الوميض راعِدُهُ
يقول: إنَّ الضياء فيكَ خبا..
لا ترجُ مِمَّن يضنُّ أنْ يَهَبا
فأطيبُ العمر والمنى ذَهَبا..!