مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر/ سعود الصاعدي


جروح العمر
07-06-2011, 10:14 PM
لغة القنابل
والمدافع
في خطاب بني اليهود!
قد أحرقت بالنار
مجدا سلّمته لنا الجدود!
وأنا أنادي
يابلادي
يابلادي
أين أفواج الجنود؟!
لكنّ قومي
في زمان الذلّ
ناموا
واستفاقوا خاضعين
يخيفهم صوت الرعود!
فمتى يفيق صلاح (حطينٍ)
وينفض عنه
أرطال التراب من اللحود؟!!
ومتى تمزّق أمتي الشماء
أوراق الوعود؟!
قد آن أن نحيا وأن تفنى
سلالات القرود!
فالمسجد الأقصى يئنّ
وقد تسربل بالحديد ؛فصار يرسف
في القيود
وأنا أنادي: يابلادي يابلادي
غير أنّي لاأٌجاب
وليس ثمّ سوى الصدى المخنوق
يرجف من بعيد!!
يا من تنادي
من تريد ؟!
وماتريد؟!!
قد مااااااااااااااااااااات أبطال الجهاد
وضااااااااااااااااااااااااااع سيف ابن الوليد!!!
بالأمس (سطرٌ) هزّ (نقفورا)
وزعزع ملكه
وقضى على البأس الشديد
لمّا أتى من أرض (هارون الرشيد)!
واليوم آلاف الرسائل
لاتحرّك (شعرة) في رأس (شارون)
المدجج بالسلاح وبالبنود!!
***
هذا هو (الأقصى)
تصاعد في الدخان إلى السماء
وقد تعفّر في الرماد!!
فمن ينادي؟!!
هل ينادي من يجيب قنابل التلمود
بالألحان أوصوت النشيدْ
سحقا لها من زمرةٍ
تبكي على المجد التليد!!
إن لم نحرر( قدسنا)
بالموت تحت قذائف القصف العنيد
إن لم نحرر (أرضنا)
بكتاب خالقنا المجيد
فلننتظر في كل عامٍ (نغمةً) أو (دمعةً)
تبكي على جرحٍ جديدْ!!!

جروح العمر
07-06-2011, 10:15 PM
أجل - أفديك - ياوطني
عشقتك منذ أن صادقتُ بيت الطينِ
والأيّام تصفعني
شربتك كوب ماءٍ
في هجير الصيفِ
محمولاً على زمني
وقد أفنيتُ عمري فيك:
روحي ترتدي بدني
فلا أبغيك لي وثناً
ولستُ بعابد الوثنِ
ولا أبغيك شبراً
من ترابٍ فاقدِ الإحساسِ يا وطني !
ولا وطناً لكذّابٍ ومحتالٍ
إذا نابتك نائبةٌ
وقد أغرته أطماعُ الهوى
ألقاك "تاريخاً" بلا ثمن !
***
أجل - أفديك - يا وطني
فأنتَ " الظلّ " أتبعُهُ
وأنت "الظلّ " يتبعني
وأنت "الصوتُ " ما أحلاه منطوقاً!
وما أحلاه في أُذني !
***
أجل - أفديك - يا وطني
أنا طيرٌ نما حتّى اكتسى ريشاً
فطار إليك من فَننٍ إلى فَننِ
أنا طفلٌ تهادى واستوى رجلاً
وقد أشقاه ما تلقاه من مِحَنِ
ومن صوتٍ عَذولٍ غير مؤتمنِ
وماذا بعدُ يا وطني ؟!
سيصبح كلُّ أفّاقٍ
كذوباً في محبّته !
ويصبح كلُّ دجّالٍ قريباً من "عصابته " !
ولن تلقى سوى من باع دنياه
وجاءك يبتغي كفناً
إذا ما جئتَ بالكفنِ !
***
أجل - أفديك - يا وطني
أتسمعني ؟!
سيصبح كلُّ صوتٍ غير صوت الحقّ مخنوقاً
صَدىً يرتدُّ مجهولاً
بلا وطنِ !!َ!

جروح العمر
07-06-2011, 10:16 PM
( * )
عذراً لمثلك يا سُميّة
كَذِبٌ : عروبتنا الأبيّة
كَذبٌ : عروبةُ أُمّةٍ
بين الدفاتر و المنابر و الهتافات الغبيّة
كَذبٌ : عروبتنا التي لا تنزوي
إلاّ إذا التقت الشظيّة والشظيّة
( * )
عذراً :
فقد سئمتْ محافلُنا هُتافَ الأدعياء
وتقيّأت أوراقنا حبر البطولةِ
منذ أن صارت بطولاتُ الرجال
قصائداً ما بين أحضان النساء !
منذ انتصرنا في المراقص
................................... والمسارح
واستعدنا كُلَّ تاريخ الملاحمِ
بالخواصر والغناء !
منذ افترقنا
........ وانكسرنا
...................... وانحصرنا
بين صوت العندليبِ
وصوت طير الببّغاء
قولي - بربّك - يا سُميّة :
مَن نحن لولا قِصّةٌ في الغارِ
ضجّت قبلها
وتفتّحت سُجُف السماء
( * )
هل نحن إلاّ أُمّةٌ
سهرت على كتف الظلام!
وتململت قَلقاً
تصفّق للمنامِ
ولا تنام !
هل نحن - لولا قصّة الغار الشريفةُ -
غير تاريخٍ قديم ؟!
و قصائدٍ منثورةٍ
ما بين زمزم والحطيم ؟!
هل نحن إلاّ بعضُ أسمالٍ قديمةْ !
ومفاخرٌ كانت سقيمةْ !
مَن نحن لو لم نرتوِ
من نهر من حضنت حليمة ؟!
( * )
فإذا عروبتنا
حديثٌ ملهمٌ
نطقت به شفتا عُمر
وإذا عروبتنا
تهبّ مع النسيم
وتمتطي ضوء القمرْ
وتسير سير المدلجين
وفي قوافلها :
المروءة والبطولة والمحبّة والسور
وإذا عروبتنا غمامٌ ممطرٌ
يهمي فينتعش الشجَر
( * )
عُذراً لمثلك يا سُميّة
أنا لا أريد عروبةً
كالناقة العشراءِ
ما بين المبارك!
أنا لا أريد عروبةً تنأى
إذا نزفت جراحُ أحبّتي
وتجىء في زمن الرخاءِ
لكي تُشارك !
أيُّ افتخارٍ بالعروبة
حينما تصحو
على عزف الهوى
وتنام عن قصف المعاركْ !!
أيُّ افتخارٍ بالعروبةِ
حينما تخطو جوازاً حائراً
بين الجماركِ والجمارك !!
( * )
عذراً لمثلك يا سُميّة
أنا لن أقاتل بالسيوف الجاهليّة
فليبقَ سيف أبي فوارسهم مكانهْ !
لا تذكري لي : سيف عنترةٍ
ولا حتّى حِصَانهْ
أنا يعربيٌ مُسلمٌ
سأسلّ سيف أبي دُجانةْ !
سأسلّ سيف أبي دُجانةْ !

جروح العمر
07-06-2011, 10:19 PM
..لاتعذليه فقد أودى به الأرِقُ
ولا تلومي مُحبّا ضمّه الغَسَقُ!
..طغت عليه بنات الفكر،وانفتقت
قريحة الشعر؛فالأبيات تستبقُ!
..تناثرت في طروسٍ من صحائفه
كما تناثر فوق السبسب الغَدِقُ!
..تفتّقت منه أزهار الرُبى وبكت
بمدمع الشوق في أكمامها الحُدُقٌ
..لاتعذليه ففي أحشائه ألمٌ
يروي سباسبه ما ضمّه الورقُ
..ولاتقولي:رفيق الليل في كبَدٍ
فهل تداوي سجين الأحرف الخِرَقُ؟!
..دعيه حتى إذا ما ديمةٌ هطلت
لينبت الفلّ والريحان والحَبَقُ
..ولاتقولي فتىً تغريه فاتنةٌ
غيداءُ ينضح منها الطيّبُ العَبِق
..ظريفةٌ كاعبٌ في ثغرها بَرَدٌ
تبدي سناه لُماها وهي تنفتق
..حوراءُ تنفث سحرا من محاجرها
ميّاسة القدّ يهواها الفتى النَزِقُ
..دعيه يرفُ لبيت الشعر أرديةً
يزهو بها، فهو في الظلماء محترقُ
..فمن شواظ ضياءٍ لاح مؤتلقا
من القريحة ،بيت الشعر يأتلق
..دعيه حتى ينام البدر في غسقٍ
فقد شواه وحيداً قلبُهُ الحَرِقُ
..دعيه حتى ولو مالاح شاطئه
فلا يُلامُ إذا ما طمّه الغرقُ
..فتىً يصوغ من الأيام قافيةً
تدكّ من بزلال الحق قد شرقوا
..فليس في قلبه للعشق خردلةٌ
وفي سويدائه الآلام تصطفق
..لم تُصبِهِ في الهوى ألحاظ غانيةٍ
كما صبت قبله قوماً فلم يفقوا
..يراقب النجم لاعشقا يسامره
ومابه دَنَفٌ أو قلبه خَفِق
..لم يبق للعشق إلا رسمُ دارسةٍ
في عُوج أضلاعه والصدر مختنق
..فعوّذيه من الدنيا،فلو بقيت
لذي ثراءٍ لما أزرى به المَلَق
..فتىً تحسّى كؤوس الشعر مترعةً
فما تبقّى له من راحها رَمَق
..إذا تثنّت بثوب التيه أحرفه
فما عليه إذا ما ثوبُهُ خَلِقُ
..لو كان يمشي وفي أسماله تَفَلٌ
ففي محيّاه يطوي ليلَه الفلقُ
..يفتضّ بكر معانٍ غاب خاطبها
وردّه عن هواها العيُّ والغَلَقُ
..فهي الصبوح إذا ماشاء صبّحها
وهي الغبوق إذا ماشاء يغتبق
..إذا نواعس ذات الحسن ترمقه
بنظرةٍ تجعل الألباب لا تفِق
..فليس في لبّه من طرفها أثَرٌ
ولو تطاير منه الشائك المَرِقُ
..أقضّ مضجعه خودٌ تسامره
وما تصرّم منها حبلها الوَثِق
..خريدةٌ تطرق الألباب موهنةً
متى ينام بعسعاس الدجى الخَرِق
..صُداقها من نثار الدرّ يخطبها
من الدهاقنة الغوّاصة اللبِقُ
..ومَن يراعته إن سلّها جَذِلاً
تبسّمت شفةٌ قد حاكها القلق
..وإن براها غضوبا أمطرت شهبا
يكاد منها بياض الطرس يحترق
..إذا تلاها محبٌّ قد سلا رجعت
له الصبابة واستهواه من عشقوا
..وإن تنفّس ريّاها ذوو خوَرٍ
إذا الوطيس غشى ،لم يثنهم فَرَقُ
..وإن تلاها أسارى الحزن لاح لهم
وميضُ برقٍ بقفر البيد فانطلقوا
..وتملأ الكون أنغاما معتّقةً
يشدو بها للزمان الشاعر الحَذِقُ

جروح العمر
07-06-2011, 10:20 PM
قم يا أبي
إني اتّخذت الليل مركب همّتي
منذ ارتمى هذا الظلام
على مبادرة الشفقْ
منذ ارتوى هذا الغلام
وقد تصبّح واغتبق
قم يا أبي
إنّ السُّرى
قد مدّ كفاً للمسافر
والطريق مضرّجٌ بدمائنا
في كلّ زاويةٍ نشمّ روائح الأشلاء
يفضحها العَبَقْ
مازلت أبحث في زوايا الليل
عن حضن الفلق
مازلت أقرأ عزمتي سطراً
يطلُّ ويختفي
في صفحةٍ بيضاء ينشرها الأفق!
.. قم يا أبي:
فالنوم ليس لمثلنا
حتى وإن رفعتْ لك الأحلامُ
بارقةَ الألق
حتى وإن حثّت خطاك السيرَ نحو الصبح
ليس الصبح إلاّ ليلنا الثاني الطويل المستفيق على مصافحة الأرق
ستفيق حتماً يا أبي؛
ولسوف يصفعك الغسق!
لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق!
لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق!
**********
.. طفلٌ أنا!
لكنّ قلبي
صار أكبر من ملامح كلّ وجهٍ مستتر!
.. طفلٌ أنا!
لكنّ كفّي
لا تصافح كفّ شارونٍ
ولاتهوى مصافحة السلام المنتظر!
.. طفلٌ أنا !
في داخلي قلبانِ:
قلبٌ للحياة !
وثاني القلبين: قلبٌ للبشر!
..وغداً ستبدأ قصّتي
وملامحُ الوجه الصغير
ستشرب الألوان من لغة الصور
وغداً ستكتب كلّ أقلام الورى:
( طفلٌ يصفُّ حجارة الزمن الجديد
على تراب بلاده
بزناده
وزنادُهُ قدح الحجرْ)

جروح العمر
07-06-2011, 10:21 PM
(1)
-ياسيدي...
أوراقنا تجشّأت
من هذه المحابرْ
أسماعنا تقيّأت
فلم تعد
تصافح الحناجرْ!
-فهذه الخناجر التي
تمتصّ نزف المحبرةْ
وهذه الحبائل التي
تغوص
في أعماقنا
كي تنفض الحمائم المعبّرةْ!!
تمرّ مرّاً كالصدى
لكنّها
لاتنبت الحقول
أو تعيد من في المقبرةْ
(2)
-ياسيدي...
إذا شربنا ذلّنا
أو غيّرت ملامحَ الوجوه
تلك الأقنعةْ
إذا رضينا ب(الخُوار)!!
لاتقل لي : إنّه الحوارُ
- إنّها القضية الممزّعةْ!
أدوارها موزّعةْ!
حتى وإن بدت
تميسُ في الطيالس المرصّعةْ!
-ياسيدي...
لقد سئمنا ذلك الحوارَ
لاتلمني
إنّني : آليت ألا أسمعهْ
(3)
- ياسيدي...
زماننا
لاتستفزّه حضارة اللغاتْ
ولاتعيش فيه سنبلاتْ
زماننا
يعانق الفضاءَ
كي يحرّر الإنسانَ
من حياته
لعالم الأمواتْ
زماننا
لايصنع الحياةْ!
(4)
- ياسيدي...
قم وانتفض
فربما ينام في أعماقنا (المثنّى)
فسيفه الذي قد ضاع منّا
زمناً
في غمده!!
هيّا امتشقه !
لاتقل (كأنّه...)
ولا تقل (كأنّا...)!!
- هلاّ فهمت سيدي!!
هذا هو الحوارُ
إن أردت أن تعيدَ (هيبة المثنّى)!!

جروح العمر
07-06-2011, 10:22 PM
ما هزّ قلبي لا وجدٌ ولا غزلُ
ولا رمته بألحاظ الهوى مُقلُ
ذاك امرؤ القيس يبكي في الثرى دِمناً
وتلك أفئدة العشاق يا طلل
ما الحبُ إلا أحاديثٌ منمّقةٌ
قد حاكها من قميص الليل من غفلوا
ولا الصباباتُ إلا خدُ فاتنةٍ
تصوغها عن أحاديث الهوى القُبَلُ
سحقاً لمن مجده في وصلِ غانيةٍ
تكسو مفاتنها الأثواب والحللُ
***
***
لكن في أضلعي شوقاً أكابدهُ
وليس تسعفُ إلا الشاعرَ الجملُ
يا حادي الركب في درب العلا شرُفتْ
بك المعالي ودرب الدين متصلُ
لم يثنِ سيرك في البيداء ذو ظفر
ولا ثنى العزم لا يأسٌ ولا مللُ
سر فالمطايا بها شوقٌ يسيّرها
وفي النفوسِ أزيز الشوق يشتعلُ
سر في رحابٍ إلى الرحمن ما بقيتْ
بك السنون وما أبقى بك الأجل
سر واطّرح كلَّ أرزاء الهوى، فلنا
يلوحُ في سبسب الديجورة الأملُ
لا تهمل العيس دعها فهي جامحةٌ
ما صدّها في المسير الوهنُ والكللُ
وإن تبدّت لك الأضواء في بلدٍ
به الحطيم فقل : يكفيك يا جملُ
وإن رأيت شعاع البيتِ مؤتلقاً
يفيض بالنور والأرواحٌ تبتهلُ
فاقصد بنا البيت واروِ غلّتي كرماً
من ماء زمزم فهو الطاهرُ الزللُ
وسر بنا في شعابِ نام سالكها
لعل عيني بأرض الطهر تكتحلُ
***
***
يا حادي الركب ما كلّت عزائمنا
ولا تولّت بنا الأهواء والمللُ
فليس إلا هدى الرحمن غايتنا
وليس إلا الذي قالت لنا الرسلُ
جئنا نلبّي نداء الحق تسبقنا
قلوبنا فهي للرحمن تمتثلُ
جئنا فأرواحنا قد حلّقت شرفاً
إلى السماء فلا بدرٌ ولا زحلُ
يا قاصد البيت طب نفساً برؤيتهِ
ويا حجيج بلاد الله فابتهلوا
تعطّلتْ لغة الأقوال فانهمري
بالدمع عند مقام الركن يا مقلُ

جروح العمر
07-06-2011, 10:24 PM
(1)
...في هزيع العمرِ
تحبو
فوق أشلائي
بقايا من سنيني!!
.وحنينُ النأي
في صدري
وطعمُ الموتِ
في أطراف جسمٍ يحتويني!
وبقايا ذكريات الأمسِ
تخطو
فوق رأسي
وأنا أشرب كأساً يرتويني!
وأنادي!!!
وأنادي!!!
وأنادي بعيونٍ
دمعها بوحٌ
وسرُّ البوحِ
أنداءُ الجبينِ!
: إيهِ يانفسُ
أجيبي!
إنّني بين اغترابٍ واقترابٍ
أتلظّى....
وحشتي في الطينِ تبدو....
وحبوري
أن يعود الطيرُ في أقفاص طيني!!
(2)
... لاتلمني
فأنا أصعدُ
والليل جناحي
وسلاحي
في يميني
أتخطّى لجج الموتِ
على نور يقيني
...بيتك الطينيُّ هذا!!!
لايقيني
بيتك الطينيُّ هذا!!!
ضيّقٌ لايحتويني!

جروح العمر
07-06-2011, 10:25 PM
. أعتقيني، فأنا ما عدت صبّا
لم يعد يغري هواك شفتيّا
.. لا تقولي: مات قلبي ، إنّه
لم يكن – مذ ذاق طعم الحبّ- حيّا!
.. أثملته رشفة الحب، فلمّا
غادرته، عاد بالحبّ إليّا !
.. رجفة الشوق التي تسكنه
سكنت ، والليل أغفى مقلتيّا!
.. وشواظ النّار في أحشائه
خمدت تحت رماد العمر فِيّا
.. نزق العمر تولّى، وانطوت
صفحةٌ كانت غراماً عامريا!
.. واستفاقت شعرةٌ في لُمّتي
قتلت في داخلي طفلاً صبيا!
.. أسفرت من خلف شَعْري وانثنتً
كفتاةٍ ضحكت- منّي- عليّا
.. وأقامت عرسها في مأتمي
فاستسلّ الغيظ سَيْفَيْ حاجبيّا
.. هذه صفحة وجهي فاقرئيها
كلّ سطرٍ ،هو في الصدر لديّا
.. فأنا قلبي ، وقلبي لغةٌ
كتبت أحداثها في ناظريّا
********
*******
.. كان قلبي في الهوى معتزلاً
رفقةَ العقل ؛ فأرداه شقيّا
..فتخلّى عن هواه واهتدى
لم يعد يحوِ من الأدواء شيّا
.. لغة العشّاق لا تطربه
لو أتت شهْداً و سحراً بابليّا
..وإذا ما صافحته نظرةٌ
بمساس الحسن كان السامريّا
..فاتركيني في حياتي، إنّه
لم يكن قلبي طليقاً في يديّا
..أتسلّى ، والليالي سلوةٌ
للذي لم يتّخذ خِلاً صفيّا
.. وحديث الصمت في أعماقنا
صوته يسري إلى العقل جليّا
.. كحداء الركب في أذن الدجى
يمتطي الّليل ويطوي الأرض طيّا
.. وينادي راكباً ضاقت به
سبل الأرض ، إلى متن الثريّا
..فا عذريني إن نأى الشوق الذي
كان يدنيني إليكِ يا سُميّا!

جروح العمر
07-06-2011, 10:26 PM
ضاق ذرعاً بسلطة الأسماء
فاستطالت ثقافةُ الأدعياء!
غاض بحر الخليل فاهتزّ ذعرا
كيف تروي حثالةٌ في إنائي؟!
ليس إلاّ مُخادعٌ ودعيٌّ
كلُّهم يبحرون في شبر ماءِ!!
وعييٌّ يعالج اللفظ عاماً
والمعاني سقيمةٌ في العراءِ!
يحرث الأرض في سنينٍ ويسقي
أرضه من لقائط الشعراء!
مكّنته من البيان عجوزٌ
قد حواها فصار في الأثرياء!
فتثنّى كأنّه غصنُ بانٍ
وتدلَّى كنجمةٍ في السماء!
صوته يسبق الرياح ويمشي
في المعاني كمشية السلحفاء!
يتغنّى بشعره كلُّ فدمٍ
يتهجّى قراءة الأسماء!
ودخيلٍ تهزّه كلُّ ثكلى
لم تذق من مراضع البلغاء!
في زمانٍ تفاصح العِيُّ فيه
وتحدّى منابر الخطباء!
واذا تقدّم العييُّ خطيباً
صار نبلاً تقهقري للوراء!
إنّما الشعر خفقةٌ من فؤادٍ
حرّكته دوافع الأحشاء
ولسانٌ اذا تحدَّث أصغت
كلُّ أذنٍ، ونظرةٌ في الفضاء
إنّما الشعر نفخةٌ في أديمٍ
كان ميْتاً فصار في الأحياء
****
*****
أيّها الشعر لا تلمني فإنّي
أتسلّى بوحدتي وانزوائي!
وأراني ملكت نفسي لأنّي
لا أراها تسير في الأضواء
فهي تحكي فراشة الحقل تهوى
لجّة الضوء ،والردى في الضياء!
أيّها الشعر لاتلمني فإنّي
طعنتني خناجر السفهاء!
ورمتني بوابلٍ من غثاءٍ
فاعتنقني بزلّتي وغثائي
أو فدعني ألملم الجرح حيناً
كي تغذّى قريحتي من دمائي
فإذا النور حاكه الفجر دوّت
صرختي بالقصيدة العصماء

جروح العمر
07-06-2011, 10:28 PM
.. أعد عليّ أحاديث المحبّينا
وانشر ذُكاك من الأشذاء نسرينا
فعطرك العطر ، لا باريس تنفحه
ونورك النور ، والأضواءُ تغرينا !
فأنت أيقظت في صدري لواعجه
وكلُّ ما فيك يا نجل التّقى فينا
قاسمتك الحبَّ يا بن الغرّ في زمنٍ
باتت محبّته زوراً وتلوينا
نعم أحبّك ، والإيمان يدفعني
إليك ممتطياً حُبّ النبيّينا
عذراً إذا الشعر أعياني فمابرحت
أشواق قلبي تناديه ليأتينا
حتّى شرقتُ بدمعي كيّ أطوّعه
رسول بوحٍ فيُسقاه ويسقينا
فما أتاني بما أبغيه من شَجَنٍ
وقد عييتُ ، فقلت : الحبُّ يكفينا
أجدادك.. الفخر يزهو حين يصحبهم
والنصر يذكرهم عزّاً وتمكينا
فمن كسعدٍ إذا نادوا لمفخرةٍ؟!
ومَن كحنظلة الإيمان يحيينا؟!
فلا وربّك ، والأيام شاهدةٌ
وكلُّ سطرٍ حمى "التاريخ" تدوينا
لم يعرف المجد في الأسفار ملحمةً
إلاّ ويذكرهم غُرّاً ميامينا
هم الرجال إذا نار الوغى اضطرمت
وهم مصابيحنا بالنور تهدينا
بيضٌ كأنّ سناء البدر أشعلهم
وعلمهم منهلٌ يُروى فيروينا
ويؤثرون على جوعٍ ومسغبةٍ
كأنّهم خُلقوا للنّاس تأمينا
ويرتقون ، وقد ضمّ الهوى نفرٌ
إلى الصدور ، وهم قد بايعوا الدّينا
وإن تعالى حبيس الطّين مابلغت
آفاقُه شبر مَن لم يعشق الطّينا !!

جروح العمر
07-06-2011, 10:29 PM
...ما لي أطاوع قلبي وهو يدفعني
إلى حياض الردى والعقل ينهاني؟!
...إنّي سئمت فقلبي كلما ضحكت
لي الحياةُ بطيب العيش أبكاني!
...هذا أنا..أسكب الألحان من شفتي
وليس يسعدني شدوي بألحاني
...وأمتطي من أحاديث الدجى لغةً
تطوف بي في فضاء العالم الثاني
...يحاول القلب أن ينأى بصومعةٍ
عن الحياة فقد أشقته أحزاني
...والليل يرسم في عينيّ أخيلةً
يشفّها من أحاديثي وأشجاني
...كأنّ عينيّ في أجفانها شَرَكٌ
والنوم طيرٌ رأى ما بين أجفاني
...هذا أنا..أشعل الأبيات، في لغتي
نارٌ قبَست لها من نور إيماني
...هذا أنا..أنتقي للناس فاكهةً
من سلّةٍ ذات أشكالٍ وألوان
...وأقطف الورد من أغصان دوحته
فلا تدلّى بغير الورد أغصاني
...كأنّني نسمةٌ في الفجر قد عبقت
أو بسمةٌ قد حواها ثغر نيسان
...أو أنّني نبضةٌ في القلب قد خفقت
يضمّها في الحنايا صدر إنسان
...لكنّني في زمانٍ كلما زرعت
أناملي أنكروا وردي وريحاني
...هذا أنا.قد كسوت الناس من حللي
لكنّ ثوبي من الأحزان أكفاني
...وضقت ذرعا بأرجائي التي وسعت
من يملؤون بزرع الشوك ودياني
...من أين أبدأ تمزيق الدجى؟ فأنا
نورٌ كليلٌ وليل الهمّ أضواني
...وكيف أزرع بيدائي وقد يبست
كفّي من الغرس والرمضاءُ ميداني
...إذا تخاصم أهل الحب في وطنٍ
كتبت في دفتري نهجي وعنواني:

جروح العمر
07-06-2011, 10:32 PM
إن جاءك اللّيل ،واستوحشت ظلمته
فقل لها: جاء بي من ها هنا القمرُ
وإن سئمت حديث النّاس وانطفأت
كلُّ الزوايا ، فقل ماقاله عمرُ
واقبس به جذوة الإيمان في زمنٍ
ضاقت به زمرٌ ، واستبشرت زمرُ
فأمّتي غاب حاديها وقد شربت
كأس المذلّة ، والأعداء تأتمر
جاؤوا يؤمّون أرض الخير تسبقهم
جحافلٌ أُمرت ، يابئس من أَمروا
وأمّتي بئس ما تخفيه من عٌدَدٍ
لمّا استنامت وطاب الفيءُ والثمرُ
وهي التي في زمانٍ مرّ: قسْورَةٌ
إن صاح منها زئيرٌ: فرّت الحُمُرُ!
أستغفر اللّه كم أقسو! ففتيتنا
البيت ،في عامهم، حجّوه واعتمروا
والّليل ضاق من الألحان ..مزدحماً
فصار للّه حتّى : الرقص والسََّمَرُ !!
ما الغربُ إلاّ أحاديثٌ وأخيلةٌ
فقد عمرْنا من الأجواءِ ماعمروا !
إن قيل : هم رصدوا الأقمار معجزةً
فنحن جاء إلى أبوابنا " الأَمَرُ"!
وإن أرادوا بنا شرّاً ومسغبةً
وطاف طائفهم باللّيل ، واختمروا!
فأمّتي جمعت "أوراق" غَضْبتها
وكلّما اهتزّ جذعٌ طاح مؤتمرُ!!

جروح العمر
07-06-2011, 10:34 PM
..........حلم الطفولة مات في أيامه فإلى متى!؟
أقفل على زمن الطفولة لن تُعيد الميّتا!
..........فالعمرُ مات ربيعه،والصيف كفّنه الشتا!
وقوافل الأيام تُسرع بالمشيب إلى الفتى!
****
*****
..........ياأيها المتألّمُ الحيرانُ ،ما لك لا ترى!؟
هذا هو الزمن الأخير! وهذه دنيا الورى!
..........قد طال ليل السادرين وقد دُعيت إلى السٌرى!
فاقصد بوجهك قبلةً،نادتك من أم القرى
****
****
..........لاتشكُ من شوك الحقول وقد طُعنت به هنا!
أنت الذي أسقيته لغة التفاخر والأنا!
..........هذا حصادُك! أنت مَن زرع الحقول ومن جنى!
أتظنٌ أنّك من حقول الشوك تجني السوسنا!؟
****
****
..........دنيا الأنام روايةٌ تُروى على شفة المدى
ومعارك لاتنتهي بين الفضائل والعدا
..........وصحائف لا تنطوي بين الضلالة والهدى
دنيا الأنام روايةٌ كُتبت،فهل ضاعت سُدى!؟
****
****
...........قيّدت نفسك بالحبال،فكيف تمشي في الطريق!؟
ورميت غيرك بالنبال وتُهت في دنيا البريق!
..........ألهاك عن شوك الورود بها امتصاصك للرحيق!!
فمتى تُفيق من الغواية في هواك؟ متى تُفيق!؟
****
****
..........تخفي الحياة عن الغبيّ،وإن تعالم، سرّها!
وتضنٌ لكن،لوتضنٌ، فليس يطلب دُرّها!
..........ذاق اللذائذ جاهلا وغدا يُعالجُ مرّها!
ماكان أشقاه بها! لو كان يعلم ضُرّها!
****
****
.........دنياك لو أبصرتها بالقلب كنت هجرتها!
لكنّ في عينيك شوقاً كلما صوّرتها!
..........إنّي أراك لو استفقت من الغرام زجرتها!
لكنْ دعاك الشوق حتى عن سواك سترتها!

جروح العمر
07-06-2011, 10:39 PM
.. أعد عليّ أحاديث المحبّينا
وانشر ذُكاك من الأشذاء نسرينا
فعطرك العطر ، لا باريس تنفحه
ونورك النور ، والأضواءُ تغرينا !
فأنت أيقظت في صدري لواعجه
وكلُّ ما فيك يا نجل التّقى فينا
قاسمتك الحبَّ يا بن الغرّ في زمنٍ
باتت محبّته زوراً وتلوينا
نعم أحبّك ، والإيمان يدفعني
إليك ممتطياً حُبّ النبيّينا
عذراً إذا الشعر أعياني فمابرحت
أشواق قلبي تناديه ليأتينا
حتّى شرقتُ بدمعي كيّ أطوّعه
رسول بوحٍ فيُسقاه ويسقينا
فما أتاني بما أبغيه من شَجَنٍ
وقد عييتُ ، فقلت : الحبُّ يكفينا
أجدادك.. الفخر يزهو حين يصحبهم
والنصر يذكرهم عزّاً وتمكينا
فمن كسعدٍ إذا نادوا لمفخرةٍ؟!
ومَن كحنظلة الإيمان يحيينا؟!
فلا وربّك ، والأيام شاهدةٌ
وكلُّ سطرٍ حمى "التاريخ" تدوينا
لم يعرف المجد في الأسفار ملحمةً
إلاّ ويذكرهم غُرّاً ميامينا
هم الرجال إذا نار الوغى اضطرمت
وهم مصابيحنا بالنور تهدينا
بيضٌ كأنّ سناء البدر أشعلهم
وعلمهم منهلٌ يُروى فيروينا
ويؤثرون على جوعٍ ومسغبةٍ
كأنّهم خُلقوا للنّاس تأمينا
ويرتقون ، وقد ضمّ الهوى نفرٌ
إلى الصدور ، وهم قد بايعوا الدّينا
وإن تعالى حبيس الطّين مابلغت
آفاقُه شبر مَن لم يعشق الطّينا !!