مشاهدة النسخة كاملة : ايليا أبو ماضي


جنــــون
06-29-2011, 09:45 AM
(( ايليا أبو ماضي ))

شاعر مهجري وأحد رجال النهضة الأدبية في المهجر الأمريكي وأحد أركان الرابطة القلمية في نيويورك .

ولد أبو ماضي في المحيدثة بلبنان عام 1889 وتوفي في 23 نوفمبر عام 1957 . هاجر إلى مصر وهو حدث في الحادية عشرة من عمره ليعمل بالتجارة في تلك السن المبكرة وأخذ لنفسه دكاناً لبيع السجائر والتبغ مستغلاً أوقات فراغه في المطالعة والدراسة وهناك بدأ محاولاته الأولى في نظم الشعر ووقع عليه نظر انطوان الجميل ورآه يكتب شعراً في الدكان فقرأه وأعجبه ونشر شيئاً منه في مجلة " الزهور " التي كان يصدرها ثم طبع أبوماضي في مصر ما تجمع من شعره في ديوان سماه " تذكار الماضي " لكن النقاد هاجموه متخذين ما يشوب لغته من ضعف حجة عليه . وبعد أن قضى في مصر أحد عشر عاماً شد رحاله إلى أمريكا في سنة 1911 فأقام في مدينة سنسناتي أولاً وفيها عمل بالتجارة بضعة أعوام كان خلالها يقرأ الشعر ويتأمل في الوجود ويرنو إلى الآخرة ويسجل خطرات نفسه وومضات روحه في شعره . وفي سنة 1916 انتقل إلى نيويورك وهناك اتصل بأدباء المهجر الذين سبقوه إليها كجبران ونعيمة ونسيب عريضة وفيها طبع الجزء الثاني من ديوانه مصدراً بمقدمة كتبها جبران . ويعد هذا الجزء الثاني من ديوان إيليا أبي ماضي مرحلة جديدة مرّ بها شعره قبل أن يزدهر شعره في " الجداول " .

وظل أبوماضي في نيويورك يسهم في جهود الرابطة القلمية ويساعد في تحرير جريدة " زحلة الفتاة " وينشر شيئاً من شعره وفيها تزوج ابنة نجيب دياب صاحب جريدة " مرآة الغرب " فأخذ يحرر في هذه الجريدة ثم أصبح رئيساً لتحريرها وكان ينشر أكثر شعره في جريدة " السائح " التي كانت لسان الرابطة القلمية ولاسيما في أعدادها السنوية الممتازة . وفي سنة 1927 صدر ديوانه " الجداول " فكان ذلك حدثاً مهما في أدب المهجر . وفي هذا الديوان الذي كتب مقدمته ميخائيل نعيمة تظهر شخصية أبي ماضي الحقيقية في قوتها وصفاتها وفيه تخلص من أغلب نقاط الضعف التي تؤخذ على دواوينه في السابق ومن أشهر ما ضم ديوان الجداول قصيدة " لست أدري " التي انتشرت كثيراً ولاقت شهرة واسعة . وبعد مرور 18 عاماً على صدور " الجداول " صدر لأبي ماضي ديوان آخر باسم " الخمائل " في سنة 1945 وكان آخر دواوينه . ورغم أن إيليا أبو ماضي كان من أعلام مدرسة المهجر الفريدة فإنه يجب أن يقرأ ويدرس كاستثناء من اتجاهها العام المتسم بالرومانسية المفرطة والتشاؤم فهو يمتاز عن شعراء هذه المدرسة بفلسفته الواقعية وتفاؤله ولعل خير ما يلخص فلسفة أبي ماضي ونظراته إلى الحياة هو قوله : " كن جميلاً ترى الوجود جميلاً " .