مشاهدة النسخة كاملة : رواية:: نار الغيره تحرق رجل واطيها


نظرة الحب
03-28-2011, 05:30 PM
لسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مساء الخير للجميع روايه كامله قريتها وحبيت انقلها لكم




هذي اول محاول لي في الكتابه واتمنى انها تعجبكم ,نزلتها بمنتدى ثاني باسم ثاني وهو bwidow
ملاحظه قبل قراءة القصه "القصه تجري بين عائلتين كويتيه وسعوديه وبما اني كويتيه فاللهجه السعوديه لا شك بتكون فيها اغلاط , فأرجو من الأخوات السعوديات انهم يتحملوني "
إذا اعجبتكم ان شاء الله راح انزل البارت الثاني اليوم




المقدمه
السعوديه
ام خالد "موضي" كأي ام حنونه وتخاف على ابنائها
عيالها خالد 35 : شخصيه قويه جدا جدا , متحكم بأعصابه ما احد يقدر بطلعه من اعصابه إلا شخص واحد بنتعرف عليه بالقصه,وقت الجد جد وقت المزح مزح مسك شركات ابوه بعد ما كبر وشال الحمل عنه ,امه تعتمد عليه كثيرا خاصه انه بكرها,خاطب بنت عمه سمر ,دايم يتردد على الكويت خاصه انه تلقى درس فيها أدراة اعمال بكليه علوم ادرايه وبنفس الوقت تلقى تدريبه على كيفيه مسك الشركات عند صديق ابوه محمد ,يركب الخيل دايم و مزرعته كبيرة كلها خيل,عنده صديق اسمه عمر ما احد يحس فيه ولا يفهمه إلا هو
من ناحيه الشكل هو وسيم ,طويل ,وجسمه حلو,احلى ما فيه عيونه الكبيرة ,شعرة كثيف متى شال الشماغ ودك لو تحط يدك فيه
فاطمه 30 متزوجه ومستقره مع زوجها ولها منه ولد سالم وبنت ريهام
سارة 21 هي مملوحه ووايد نعومه ,شكلها ما يوحي على شطانتها ,القعده معها ما تنمل ابدا
بدر 15 ولد شقي وله مستقبل من ناحيه الوسامه يشبه اخوه خالد
حمد "بو ريم" صاحب شركات ومو فاضي ابد لبيته ,وعنده بنت وحده ماله غيرها ويظهر اهتمامه فيها بالفلوس وتنفيذ طلباتها الماديه ,دايم مسافر ودايم مشغول.
نهلة "ام ريم" متطلقه من حمد ,بعد ما ولدت الريم ,وتزوجت وسافرت مع زوجها لبرى وما لها اي علاقه مع بنتها , رمتها على حمد زوجها الأولي ولا عاد اسألت فيها
ريم 24سنه , بنت غايـــــــــــــــــــــــــــه بالجمال ,عيونها كبار وسود ,شعرها اسود فاحح وناعم كثير,جسمها عجيب ,شفايفها كنها مسويه عمليه تفخ لهم ,وسمراء بس لونها يعقد , متعقده من عدم وجود ابوها معاها وانشغاله عنها ومن سفر امها ,عندها عيال عم راح نتعرف عليهم بالقصه,كثير اللي خطبوها ولكنها دايما ترفض.
الكويت :
سعود عنده من العيال 8 :
سالم ,رشيد ,راشد ,فهد ,غانم ,ضاري ,وحنان , وعمر
ونركز على بس اثنين من العيال واللي هم حنان اللي توفت من 18 سنه وكانت متزوجه من محمد ولد عمها وصديق جاسم, كانت جميله وجمالها الخليجي مو طبيعي يتناقض مع لون عيونها الزرقه الغامقه اللي خذتها من جدتها الأنجليزيه ورثت بنتها مها هالجمال كله ,بنتها مها
مها 24 جميله طولها حلو وجسمها احلى ,بيضاء ,وشعرها طويل لنصف الظهر ,عيونها كبيرة ورموشها طوال ,فمها صغنون وحلو وخشمها سله سيف , امها حنان توفت بحادث سيارة وهي كانت توها 5 سنين ,كانت معاها بالسياره والحادث خلف في فخذها جرح باين لحد الحين مدلعينها اخر دلع ,متزوجه
عمر35 ارمل , شاب من اوسم ما يمكن ,وسامته من النوع الخشن ,طويل و عريض لكن جسمه متناسق ,قعدته ما تنمل ,شخصيه غامضه ,لكن لما تقعد معاه تحس انه ما ودك تقوم ,اجتماعي ويحس الكل انه صديقهم عنده اصدقاء بكل دول الخليج ,وساعده في هذا سفراته المتعدده ,يعزف على العود وصوته حلو ,ويركب الخيل بكل مهارة, ساخر ,ما تعرف صجه من سخريته ,الناس دايم تحب انه تكون حوله ,دايم يكون موجود إذا احتاجه احد , يموت على مها بنت اخته الوحيده ومدللها اخر دلال, واقرب اصدقائه خالد بن جاسم وصداقتهم صارلها تقريبا 15 سنه ,لأنه عمر كان يدرس بعلوم ادرايه و يتدرب على ايد نسيبه بنفس الوقت . صحيح ان واحد منهم كويتي والثاني سعودي إلا انه علاقتهم من أقوى ما يمكن وكل واحد يحس الثاني اخوه واكثر.
باقي الشخصيات بنعرف عليها بالقصه ...
__________________


البارت الأول
***اذا عندك بعادي عيد ترى عندي جفاك اعياد ...وعسى طول الجفا مني يلين قلبك الجامد ***





الرياض ,بأحد قاعات الزواج :
معقوله هذي متزوجه
اي ماشاء الله عليها ويقولون صار لها 6 سنين متزوجه
باين انها صغيرة ,الظاهر زوجوها صغيرة
فستانها الاحمر حلو مرة, بس مو كنه حق حمل
لا ذي الموضه ,هالأيام كل الفساتين كذا
عيونها عذاااااب ,كبيرة ورموشها طوال ولونها غريب
ليه وش لون عيونها
زرقه
لا وين ذي خليجيه من وين لها عيون زرقه ,اظن انه عدسات
لا والله زرقه انا قربت منها ودقتت من عينها
شوفي بياضها ولا شعرها الغجري الأسود وطولها وجسمها حلو
جميله ,ملكه جمال,غطت على البنات كلهم
عاد من ذي ما عرفتوها
يقولون انه اسمها مها بنت محمد أل..
كويتيه مهي بسعوديه جت من طرف العروس يقولون صديقتها

سمعت كل هالكلام وهي تمر من عند الحريم بالعرس ,و تضحك بنفسها والله الحريم ما يتغيرون ابد بأي دوله نفس السوالف و نفس الحكي ما شاء الله عليهم ,وراح فكرها للي يشغل بالها دايم ومن اول ما طرى على بالها قالت بنفسها
الله يعين بس و تعدي زيارتي للرياض على خير بدون ما يدري..
وانا والله مصدقه عمري من وين راح يدري
وفجأة قطع افكارها صراخ رزان "مهوي قمر والله قمر خفي علينا يا شيخه ,و الله انه لك وحشه ,مشتاقين لك مرة"
لفت على رزان بسرعه ياحلوها هالبنت تعقد ,ضمتها بقوة ,وقالت لها بضحكه
"ههههههههههههه والله انا اكثر رزونه ,الله يعافي روان اللي جمعتنا "
"هذا الشي الوحيد الزين اللي سوته من انخطبت"
"ههههه اهم شي ,حرام عليكي مسكينه.."
اهني رزان اشتطت "لو سمحتي مها انتي ما كنتي موجوده معانا ,من اول ما انخطبت واهي بعالم خاص فيها ,عالم حمد باشا ,والله ولا كني اختها ما غير تكلم بالتليفون ,تسولف مع حمدها "
مها بغت تموت من الضحك "ياربي رزان ,بموت من الضحك ,ذبحتيني"
وهنا قربت منهم بنت مملوحه ,اول ما شافتها مها ارتاحت لها ويهها برئ وايد وتحس انه وجهها مألوف كنها شافته من قبل ,وقالت البنت لرزان "ها رزونه ما راح اتعرفينا على الحلوة "
"عيونك الحلوة " وصار ويهها احمر من الأحراج ,مها ما تعرف تتعامل مع المديح دايما تنحرج
"مها محمد أل..صديقه روان جايه من الكويت خصيصا للعرس, وهذي سارة بنت خالتنا وبنت خالة المعرس"
وهنا اعلنت الطقاقه "بنات المعرس بيدخل , تغطوا"
عقب ما سمعوا هالكلمه بعض البنات تغطوا وبعضهم لأ ,ومها تغطت بشالها وحطت لفتها على شعرها ,لأنها متحجبه لكن ما البست عباة وعشان جذي كان شكلها باين خاصه وانه فستانها احمر وهي واقفه بالصف الأول ,وحتى وهي مغطيه شعرها تظل جميله خاصه انه بياضها وعيونا الغريبه واضحه كثير



عند الرجال :



"خالد طلبتك شوف عبدالله كيف خايف هههههههه"
"مسكين عبــــود ,انته ما سمعته امس وهو متصل علي و يقول انه نسى يجيب له بشت ,والله داق علي الساعه 3 الفجر ,لو كان قدامي كان ذبحته هههههه"
عند مدخل الخيمه الكبيرة اللي بنوها خصيصا للعرس في بيت جدهم دخلوا يزفون المعرس وسمع خالد عيال خواله المراهقين اللي وراه يقولون "شوف يا راشد شوف الغزال الأحمر باليمين ,وش ذي انسان و لا ملاك"
"يا شيخ ذي تطيح الطير من السما "
كان ناوي يزفهم وبرفعته لراسه تلقائيا شافها
مو بس تفاجأ إلا انصدم , وبعدين استوعب انه
الغزال الأحمر
الغزال الأحمر هو مها
مها
مها هنا بالرياض وش تسوي , هنا بعرس ولد خالته
ولف على وراه و صرخ فيهم "غض بصرك انته وياه "
طبعا عيال خاله اخترعوا من صرخته واستحوا ,غضوا بصرهم على طول
بغى يذبح اللي وراه و يذبحها
كيف تطلع قدام الرجاجيل كذا ؟كيف ؟
كيف يطالعون لها ,كيف يشوفون زينها ,كيف تسمح لهم؟
كيف يتجرأوون يطالعون لها ؟
ما يدرون انها له ,له هو بس,حلاله ما أحد له حق يناظرها
خرج من القاعه بعد ما سلم بسرعه, وطلع جواله بسرعه واتصل على خطها بالكويت طبعا ما فيه رد وهذا اللي جننه اكثر ,فكر بمن يتصل ,واتصل على الشخص الوحيد اللي يدري انه بينفذ امره بهدوء ,ساره
اتصل فيها مرة مرتين ماكو رد ,لما ردت اخيرا ,ما انتظر انه يسمع الألو قال لها بصوت حاول انه يكون هادي "سارة شوفي المرأه اللي لابسه الفستان الأحمر بالسطر الأول قوميها بسرعه وطلعيها لي "
"ما سمعت وش اللي تقوله " وبسرعه اطلعت من الحفله وجلست بمكان بعيد عن الأغاني
"سارة ركزي معاي ,ماني ناقص غبــــــاء, المرأه اللي لابسه احمر ,الحلوة , طلعيها "
"اطلعها وين وليه" وهي تتكلم ببرود لأنها مهي فاهمه شالسالفه
"لا تتكلمين بهالبرووووووووووود ,طلعيها برة الخيمه ودخليها البيت ,اما بالنسبه لليه مالك دخل انتي بس طلعيها "
"بس يا خالد ما اقدر عيـــــــــــب "
"انتي جالسه تعلميني العيب !! ها ناويه تعلميني " هدوءه افزعه اكثر مما لو كان يصرخ ,قالت بصوت واطي من الخوف "طيب يا خالد وش اقول"
"قولي اللي تقولينه ,المهم انها تكون برة بأسرع وقت ممكن ,لك خمس دقايق ان ما اظهرت والله لأدخل اظهرها "
وسكر التليفون قبل ما يسمع الرد ,وداخله يغلي ,يغلي ,وش تسوي بالسعوديه ولا جالسه الحلوة جدام الرجاجيل بدون عباة او غطوة ,يلااااا يا سارة يلااااا جيبيها , بدي يتحرك كنه اسد محبوس بقفص .
عند سارة كانت خايفه ومتوترة شلون تظهر وحدة من البنات لأخوها ,اصلا وش تقول لها خاصه انها ما تعرفها عدل ما تمون عليها,بتروح وتتوكل على الله .
راحت لمها خطوة تجيبها وخطوة توديها , مها اول ما شافتها ابتسمت لها ,وهذا زاد من احساس الذنب عند سارة اللي ابتسمت "مها ممكن اطلب مساعدتك بحاجه ؟"
"امري يا قلبي ؟"
"انا ابغى وحده تجي معاي للبيت نسيت شغله مهمه ,والبنات كلهم مشغولين و.." سارة شوي وتصيح من تأنيب الضمير ,مها لما شافت الدموع بعينها كسرت خاطرها
"اكيد مافي مانع حبيبتي ,انا مستعده اساعدج ,لكن البيت بعيد ؟؟"
"لا ابدا هو قريب مرة "
"خلاص يلا مشينا عيل"
راحت معاها للبيت ولما اوصلوا ادخلت سارة ورراها مها ,طبعا مها كان قاعده اتلفت وتشوف البيت الفخم "تحس بمتعه لما تدخل بيت جديد عليها بس عشان تشوف الأثاث" ,لما التفتت على سارة شافتها متوترة , ما تدري ليش حست بالخوف "سارة اشفيج ,روحي يبي أغراضج "
ما ردت عليها ,خافت اكثر "سارة تحركي ولا والله برد الحفله !"
لما اخيرا تكلمت قالت لها "مها انا جد اسفه بس انا ما عندي اغراض ابغاها من هنا ,اخوي قال انه لازم اطلعك برة ,انا ..."
"شنوووووووووووو اخوج ,انتي اشايفتني ,لو .."
اسمعت رقعه الباب اللي وراها ,وبدى قلبها يدق مليون دقه بالثانيه ,ما قدرت تلف من الخوف, وفجأة حست ابيد على زندها وشخص يلفها عشان تواجهه ,وانصدمت هذا الشخص كان خالد
ما قدرت تتكلم من الصدمه ,لأ مو معقول من بين كل الناس ,خالد هو اللي تشوفه بهالعرس , خالد ومعصب الله يعين ,أبيـــــــــــــــــــــه شأسوي ياربي.
"مساء الخير" ما قدرت ترد على تحيته
"ما راح ترحبين فيني يا غزاله " قال هالكلام من بين اسنانه وهو يزيد الضغط على زندها وهي بدت تشهق من الألم ,كلمه غزاله اللي قالوها عيال خاله جننته ,من كثر ما تكررت بعقله بدى يرددها,وده يذبح الغزاله اللي تكلموا عنها , وجودها جدامه سهل عليه هالموضوع .
كل هذا وسارة تشوف واستغربت انه اخوها يعرف مها مو بس يعرفها معرفه سطحيه الواضح انه بينهم معرفه قويه ,لأنه مها من الواضح انها ما استغربت من شخص اخوها اللي استغربته وجوده.
بدى يهز فيها لما تذكر كيف شافوا الرجاجيل هالزين كله ,هالوجه الممتلي بالمكياج ,هي بدون مكياج وجمالها يخبل الواحد وشلون بالمكياج ,طاحت اللفه عن شعرها وهو يهزها لما شاف جمالها بكامل قوته فقد اعصابه وبدى يصرخ فيها "انا كم مرة قلت لك هالوجه لازم تغطينه ها ,كم مرة , كم مرة قلت لك انه بالعرس تلبسين عباة وغطوة وتجلسين ورى مهو بقدام مرتزة ,الرجاجيل كلهم شافوك " هي كانت تحاول تفلت من بين ايدينه مهي قادره , وبدأت تتكلم لأول مرة من شافته بصوت هامس "هد ايدي قاعد تعورني هدني "
وقف هزه لها وقربها منه "ما سمعت وش قلتي ؟ انتي رديتي على سؤالي" وهو يدري انها ما ردت على شي
قالت بصوت أقوى "قاعد تعورني هد ايدي " ,قال بصوت منخفض " راح اعورك اكثر اني ما جاوبتيني ,انا قلت لك تغطي لما يدخلون الرجاجيل لو لأ؟"
رفعت عينها والتقت بعيونه ورجعت خفضتهم من قوة نظرته ورجعت تقول بصوتها الهامس "اي قلت" الصدمه مو مخليتها تعامله بالطريقه اللي كانت مقررة انها تعامله فيها عقب اخر لقاء بينهم
"وليه ما نفذتي الكلام "
"لأن مالك كلمه علي ألحين لأنه انا وانت.."
ضغط على ايدها بقوه اقرب خلتها تشهق "اه ه ه "
قطع كلامها ضحكته الساخرة " ههه شكله الكلام مطول ,سارة شوفي لي غرفه بعيده ما يستعملونها اليوم ؟"
لفت مها على سارة كنها اول مرة تشوفها لأنها توها تذكر وجودها من اول ما دخل خالد
"ان شاء الله , تعال معايه" ومشت قدامهم ,بعد ما عطت مها نظرة
(هذا اللي ناقصني ,البنت هذي تعطيني نظرة ,اهي اللي يابتني هني ,انا مو كافي علي هالوضع اللي انا فيه عشان هذي تعطيني نظرات ,ومحد معطي راي اي اهميه ,محد استشارني ,انا لازم اوقفهم عند حدهم)
لما اوصلت ليه هالفكرة حاولت تسحب يدها من يده "انا ماني رايحه معاك اي مكان ,انته ما..."
وقف خالد فجأة وقربها منه بقسوة لما صار ويهها قريب من ويهه وانفاسه تختلط بأنفاسها "لا تجربين صبري ,لأنه صبري نفذ ,إذا ما تبغين تجين معاي بغرفه نتكلم فيهاعلى انفراد فأنا مستعد اتفاهم معاكي الحين وهنا قدام اللي داخل واللي طالع ,ها وش قلتي يا غزالة ؟"
لما شاف انها مافي رد منها قال "هذا اللي توقعته ,والحين امشي وانتي ساكته "
كل اللي قاعد يصير يصدم سارة اكثر, مها من بالنسبه لأخوها ,كيف لها قدرة انها تطلع اخوها عن تماسكه ,خالد معروف بينا انه مافي حد يقدر يخترق سيطرته على نفسه ,وش فيه يكلمها و يسحب فيها ,ياربي هالمها جميلة جمال مهو بطبيعي بس وش علاقتها مع اخوي ,والله لو شافتها سمر كان ماتت من قهرها .
كملت طريقها معهم ودخلتهم لغرفه بعيدة عن مدخل البيت ,دخلت معهم للغرفه ,واخوها كنه ما صدق على الله ترك مها اللي كان ماسكها ورماها رمي داخل الغرفه و كنه مو طايق يلمسها ,المسكينه بغت تطيح من الكعب للي لابسته ومن قسوة دفته لها لكنها قدرت تتماسك بأخر لحظه ,وكان ظهرها لخالد و مبين انها مفزوعه , وحاطه يدها على بطنها .
خالد "سارة طلعي برة ,استني عند الباب لا تخلين احد يدخل "
مها بدت تشوف سارة بنظرات رجاء كنها تقول لها لا تطلعين ,
خالد ما استنى انه اخته تطلع وجه كلامه لمها "من متى وانتي بالرياض؟"
مها وجهها كان خايف وشوي وتبكي ,بس كانت اتحاول انها تتماسك وتبين انها مهي بمتأثرة وتفاجأت سارة بشلون تغير وجهها واقدرت تخبي تعابيرها , وكيف لفت على خالد وقالت "مالك دخل فيني.."
خالد بسخريه قاسيه بدى يضحك "ههه بالله كيف ؟ انا مالي دخل !! " وتغيرت نبرته فجأة من السخريه للغضب "غزاله اخلصي علي من متى انتي بالرياض"
مها اعرفت انه خالد مزاجه ما يسمح بالطوالة بالكلام ,سكتت و بعدين قالت ببرود مغرور "من امس الصبح"
"ما شاء الله ,من امس الصبح ,وش تسوين هنا يا غزالة ؟" طبعا السخريه والبسمه الجانبيه حقت خالد كانت مفزعه مرة
على الأقل كانت مفزعه لاخته اللي قامت اتسحب لما وصلت للباب طلعت ووقفت قريب منه إلا انه اصواتهم كانت واضحه
مها افقدت اعصابها من هي غزاله هذي اللي قاعد يناديها بأسمها هذي ثاني مرة يناديها بهالأسم, صرخت فيه "انا اسمي مو غزاله ,الظاهر انك نسيت اسمي من كثر الحريم اللي تعرفهم انا مو غزاله "
رد عليها بهدوء مفزع "جاوبي سؤالي" وكنه ما اهتم بالكلام اللي قالته او بالصراخ اللي صرخته
هي خافت منه لكن حاولت تخفي خوفها بأن قالت بأسلوب مغرور "إذا كان لازم تعرف ,انا هنا عشان العرس ,لا تفكر انه عشانك اصلا نسيت انك ساكن بالرياض و.."
قاطعها وقال "وبأذن من سافرتي ؟ "
"بأذن بابا سعود"
جدها سعود بيطلع له قرون ,مدلعها اخر دلع ,ما يدري جدها المزعج ذا انه لازم تطلب اذنه هو "المفروض تطلبين اذني اناااا"
"من انت عشان اطلب اذنك ,انت .."
"انا زوجك"
سارة اللي كانت عند الباب انصدمت اخوهااا متزوج , سمر اكيد بتموت ,شلون و كيف ما قال لهم ,كيف خبى عنهم هالشي.

ردت مها عليه بسرعه "انا وانت منفصلين صارلنا سنه تقريبا"
"منفصلين لكن ما طلقت, وغلط معلومتك مهو من سنه او نسيتي من ثلاثه اشهر وش صار يا غزالة"
عطته نظرة احتقار من فوق ليه تحت ولفت عنه
مع جراءة الحركه اللي سوتها إلا انها بقلبها ما كانت مصدقه انها سوتها جد ,وماتت من الخوف على جرأتها
وخوفها كان بمحله لأنه خالد اللي كان ماسك اعصابه بالقوة ,فقد اعصابه وسحبها من زنودها بعصبيه وهو يقول "مو انتي اللي تعطيني هالنظرة وتكلميني بهالأسلوب يا ..." ولصق جسمه بجسمها وهذا خلاه يسكت فجأة لأنه حس انه فيه شي مو طبيعي, جسمها اللي يعرفه حق المعرفه ,جسمها الكامل كان فيه شي غير ,ومحاولتها انه تبعد روحها عنه خلاه يشك اكثر ,حط يده على بطنها وزاد الشك وهي تحاول تبعد يده وتقول "بعد ايدك عني ,وخر"
"حامل يا غزاله " اهو ما كان متأكد بس حاول يجرب حظه ونطر رده فعلها اللي اكدت ظنه ,طبعا سارة اللي عند الباب سمعت الكلمة وشهقت
"قلت لك لا تناديني غزاله ,و وخر عني ,اشفيك ما تفهم " وشوي وتبكي " انته اشفيك ما تفهم وخر" اهي ما علمت احد عشان اهو يكتشف هالشي باردة مبرده ,حتى بابا سعود ما قالت له ولا خالها عمر ,اصلا كيف عرف بطنها ما باين لهالدرجه .
ونست انه بالنسبه لجسمها الروعه اي زيادة بتكون واضحه للي يعرفها.
هو بغى يجن يعني كان بيصير ابو وهو ما يدري ,كانت بتخبي عنه ,هذا مو اي سر ,هذي حياة كامله كانت بتجي للعالم وهو ما يدري "من متى تدرين وليه ما قلتي لي ؟"
ردت مها عليه وهي تحاول تتماسك عشان ما تبكي وقالت بعناد " هذا بيبيي انا, انته مالك دخل فيه ,روح لخطيبتك وقول لها تييب لك بيبي ,لأنه هذا لي بروحي"
"لا يا غزالة هذا ولدي مثل مهو ولدك لا تظنين انه الأنفصال بيحرمني منه , ولا خطبتي لوحده ثانيه ,تسمعين هذا الولد انا رح اربيه واكبره واصرف عليه"
حاول يتماسك لأنه صوته بدى يعلا ويعلا مع كل كلمه ورد قال " انا وانتي اللي خلينا هالبيبي موجود مو انتي بس "
حست بالأحراج فصرخت فيه "اكرهك تسمع اكرهك " لما حست انه كلامها ما أثر فيه قالت "طلقني ,تسمع طلقني "
كلماتها اللي مثل السم تخش بالشرايين خلته يرد بقسوة اكبر
"تبغين الطلاق على عيني وراسي ,لكني مارح اطلق إلا عقب ولادتك ,وعلى ما يجي وقت الولادة بتبقين عندي بالرياض وتعيشين معي ومع اهلي ,واشوف ولدي يكبر ببطنك ..."
قاطعتنه بصراخ "ما راح ابقى معاك دقيقه وحدة , واشوفك واشوف خطيبتك الجيكرة ,موكيفك تسمع مو على كيفك"
وبهدوءه المعتاد "تظنين انه السلطات السعوديه بتسمح لك تطلعين من الرياض وانتي حامل من غير اذن زوجك السعودي"
سكت شوي يشوف ردت فعلها على كلامه وبعدين كمل "بتظلين عندي لما تولدين وصدقيني انا بعد ابغى الفرقا اليوم قبل باكر لكن ولدي بينولد بالسعوديه "مها هنا بدى تنفسها يزيد ويطلع صوت "وعقب الولادة بنتفق على الترتيبات ,ونشوف إذا بترضين تنحرمين من ولدك مثل ما ودك تحرميني من ولدي"
"شنو يعني ؟ما فهمت ,بتحرمني من البيبي " لما ما رد عليها ,قالت "لأ ما اسمح لك واصلا ما راح اقعد ,بكلم بابا سعود ,ماراح يرضى وراح تشوف "
"بابا سعود ماراح يقدر يسوي شي ,انتي حرمتي واللي ببطنك ولدي "
(لــااااااااااااااااااا ما اقدر اعيش معاه ست اشهر ,راح اضعف وانا ما قدر اضعف ,ما اقدر,ما اقدراشوفه هو وخطيبته ,ما اقدر راح اموت من الغيرة ,انا ومو شايفته معاها بغيت اموت واشلون الحين )
تغير الأسلوب من التحدي ليه الرجاء " خالد الله يخليك خلني ارد الكويت ,الله يخليك ما اقدر اعيش اهني ما اقدر "
"توه الحين بابا سعود يقدر ويقدر,اشوف الأسلوب تغير ,على العموم بتعيشين هنا ,وكلمتني مارح اثنيها "ونادى "سارة "...."سارة"
دخلت سارة اللي نقلت نظرها ما بينهم وشافت عيون مها المليانه دموع ما نزلت ويد اخوها اللي لسه ماسكه مها ولفت على وجه اخوها العنيد وقالت "امر يا خالد ناديتني"
مها زادت الدموع اللي بعينها وبدأت تنزل بصمت ,عشان تتحكم بروحها مسكت ذراعه بيدها الثانيه وقالت "خالد ,الله يخليك ,خالد ما ابي ما ابي .."
"سارة روحي نادي امي وفاطمه عشان يتعرفون عليها "
سارة راحت وهي مستعجله تنادي امها وفاطمه اللي الحمدلله قدرت تلقاهم بسرعه
وقالت لهم "خالد يبغاكم " طبعا بعد اقناع رضت امها وفاطمه انهم يجون
اول ما دخلوا الغرفه ,مها تخبت ورى خالد اللي سحبها عشان تواجههم ,ام خالد قالت اول ما شافته "من ذي البنت اللي معاك يا خالد؟"
فاطمه كانت ساكته وواضح عليها الصدمه
"يما هذي مرتي مها محمد ال..وهي حامل الحين ,بتظل معانا بالبيت "
امه كان باين عليها الصدمه مثل ما كان متصور ,والصرخه اطلعت من اخته فاطمه اللي قالت "وشووووووووووووو"
مها اللي سمعت رد فعل اخته تمسكت بيدها الحرة بدشداشته بدون وعي, خالد لف على امه "يمه ما راح تقولين شي

نظرة الحب
03-28-2011, 05:30 PM
البارت الثاني
***لو صرخت في حشايا توصل لفمي...لأزعج بها الأرض واللي سكن فيها ***






"مو وقته نتكلم ,نروح البيت احسن ونتفاهم " ام خالد تكلمت بالغصب ,مهي قادرة تجمع افكارها ,متزوج ,ولدها بكرها اللي تعتمد عليه ,كيف وليه ما قال لنا ,من هذي البنت ,كنها الكويتيه اللي كانت بالعرس , ولدي متزوج كويتيه بدون لا ياخذ شوري ولا رأيي , وانا اقول زياراته للكويت وراها شي ,اسمها مر علي من قبل بنت محمد ال...مو معقول بنت صديق جاسم
خالد طول ما كانت عينه على امه كان يلاحظ تعابير وجهها اللي تتغير كل ثانيه ,وعارف انها معصبه عليه كثير ,لف على مها وقال "جيبي عباتك وتعالي ومثل ما قلت لك تغطي " كان ودها تصرخ انه مو كيفه يأمرها ,انها ما تبي اتروح معاه لأي مكان ,بس خافت تتكلم ,خافت من الفضيحه, خاصه انه الأشياء قاعده تصير اسرع من قدرتها على الأستيعاب
ووجه كلامه للكل "استناكم بالسيارة "
وهو يمشي لسيارته هموم الدنيا فوق راسه, اه يا مها وانا اللي ظنيت انك طلعتي من حياتي الظاهر انك بتظلين فيها دايم ,والحين امه وكيف راح يشرح لها الله المستعان بس
مها راحت تدور على عبايتها وهي مو مركزة ابد ,اتحس كل شي صار بسرعه ,مو مصدقه انه هالشي صار , لما لقت العبايه اخيرا ,حست بيد على ظهرها وهالشي خلاها تنتفض مفزوعه , وشافت اللي وراها وطلعت رزان اللي باين عليها القلق "مها وش السالفه ,وش كانت تبغى منك سارة "
حاولت تبتسم و ما تدري إذا انجحت و لا لأ "لا ابد ما في سالفه ولاشي ,سلميلي على روان وخالتي ,واعذريني انا مضطرة استأذن "
طبعا رزان ما خش بمخها ابدا انه ماكو سالفه وباين عليها هالشي خاصه انها شافت سارة تطلع مع مها والحين مها وسارة رجعوا للخيمه والوجه متغير مرة, لكنها ما حبت تضغط عليها ,لمتها وسلمت عليها وقالت "اتصلي علي ,طمنيني "
"ان شاء الله , مع السلامه "
مها انتبهت انه ام خالد , واخواته ينتظرونها ,و باين عليهم الضيق والكدر ,تمنت بهاللحظه انه الأرض تنشق وتبلعها .ومشت معاهم بدون كلام ,ولحقتهم بعد ما غطت وجهها وكل خمس دقايق يختل توازنها إلا دايسه على عباتها ولا فستانها وموقادرة اتشوف جدامها بس ما تقدر تشيل الغطا ,مالها خلق مشاكل اللي جاها اليوم يكفيها , حست فيها اخته سارة اللي مسكت يدها بأبتسامه وعاونتها على دخول السيارة,لما دخلت السيارة هفت بوجها الريحه اللي تحبها موت , سبحان الله خالد بأي مكان هذي ريحته ,ما تتغير ,ماليه السيارة , يا الله شكثر احب هالريحه ,
(انا شقاعده اقول هذا وقته ,انا بمشاكل وهموم وابي اتطلق من هالريال واخر شي اقعد اتغزل بريحته لو هو الحين يسمع اللي في بالي جان تطنز علي لما قال بس , الظاهر هذا الحمال واللي يسويه بالمراة ......لا مو الحمال انا احب هالريحه من قبل الحمال,..........لا انا موصاحيه ابد ...) لما تذكرت هي شلون قاعده تشم ريحته ردت للواقع وانقمت قلبها بعد كل اللي سواه فيها لما الحين قاعده تفكر فيه بهالطريقه .
"لا تحاتين احنا ما ناكل البشر " شافت مها الأبتسامه الحلوة والرقيقه اللي كانت على شفاة سارة وبغت تبجي , كانت جد خايفه , وحطت سارة ايدها على ايد مرة اخوها وشدت عليها .
مها كانت مغتاظه من سارة بس كانت محتاجه لحد , اي احد .
وصل خالد فاطمه لبيت رجلها وراح وكمل طريقه للبيت ,وهو مهو مصدق وش فيه الطريق مطول للدرجه ذي. اول ما وصل للبيت امه اطلعت من السيارة وسكرت الباب وراها بقسوة , غمض عينه وتنهد قال لساره "لا هنتي حضري الغرفه اللي جنب جناحي لل..هه للمدام " كلمة مدام قالها بأسلوب بايخ ,مها تعرف هالأسلوب عدل وتكرهه واستعجلت تطلع بعد سارة
"لحظه " صوته الفخم عبى السيارة
"قاعد اتكلمني"
"شايفه انه في غيرك بالسيارة "
ما حبت انها ترد عليه بمثل أسلوبه الوقح , خاصه انها تعبانه "نعم"
"امي امرأة حساسه , واكيد بتقول كلام ما تقصده لأنها مجروحه انه ابنها البكر تزوج من غير شورها ومن غير لا تدري ,اللي ابغاه منك انك تحترمينها ,هي والكل ,فاهمه "
"انت تبي تعلمني الأدب حضرتك " ما تصورت انه احد بيقول لها هالكلام بيوم من الأيام
وقالت "انا اعرف احترم الناس قبل لا انته تدخل حياتي.."
قاطعها "اللي اوله شرط اخره نور ,يلا نزلي " نزلت بسرعه من دون ما تلتفت له ,او تكلمه ,تبي اتكون بروحها بأسرع فرصه
ظل بمكانه لحظات يتابعها بنظره وهي تمشي وخش وراها البيت الكبير ,المكان اللي بتكون فيه المواجهه مع امه , شاف مها واقفه عند الباب وهي متوترة ما تدري وين تروح ,دخل وقالها بدون لا يلتفت عليها "الحقيني " مشت وراه بهدوء صعد الدرج وهي تلحقه ,لما وصل لجناحه بأخر البيت أشر عليه "هذا جناحي" وفتح الباب القريب من بابه "هذي غرفتك" ,لما ادخلت الغرفه كانت ساره توها مخلصه من تجهيز الفراش او السرير ,الغرفه كانت واسعه والوانها ما بين الأزرق الفاتح والأخضر والخشب ,شافها تشوف الباب اللي على اليسار فقال "الباب على اليسار هو الحمام " , وراح فتح لها الباب ورجع سكره ,سارة بعد ما خلصت من تحضير السرير استأذنت وبقى اثنينهم بالغرفه , هي شالت اللفه عن شعرها ,وعطته ظهرها وفصخت العباة بمحاوله منها انه تبين له انها مو مهتمه بوجوده لكن جرأتها ما وصلت لدرجه انها تنزع الشال عن فستانها العاري,وهو كان متسند على باب الحمام ومتكتف , "مع مين جيتي الرياض؟ مع عمر" راحت للتسريحه ,وبدت تشوفه بالمرايه (المنظرة) " ايه ييت مع عمر ,خالي عمر" وحمدت ربها انها ما يت بروحها لأنها لو يت بروحها مثل ما كانت ناويه, كان الخلاف بيبدي من يده ويديد (من جده وجديد) وهي مالها خلق ,تبي تقعد بروحها ,تستوعب اللي صار كله ,ودها لو تقوله اطلع برة, "اهاا" (لما جابت طاري عمر فز قلبه ,و خطر في باله شي ما فكر فيه , عمر, خاب ظنه فيه لدرجه مو طبيعيه , هذا عدو مهو صديق ؟ كيف ,كيف يخبي عني هالشي, كيف يخبي عني انها حامل واني بصيـــــــــــــــــر ابو , كيف يرضى انها تسوي فيني هالسواة , كيف يرضي اني اكون اخر من يعلم , الجيه للسعوديه بدون اذن شي بسيط بالنسبه للشي الثاني
وبدى يشوفها قدامه وده يذبحها وده يصفقها كف ,كانت تتخطرف قدامه وهو يشوف بطنها اللي يحمل جزء منه الحين ,لو الطفل اللي في بطنها كان .. )
سحبه من افكاره ايدها وهي تلعب بشعرها الغجري وتفله من الربطه اللي كانت مقيده حريته, سرح بشعرها الحلو الكثيف ,دايما لعبها بشعرها يثير اهتمامه ويشغل عينه وعقله وقلبه, لما انتبهت انه تصرفاتها لقطت عينه , ,توترت ووقفت لعبها بشعرها , والتقت عينها بعينه بالمرايه ,عينه كانت مليانه حقد وشي ثاني, وزاد تنفسها .
طق طق طق
رحبت مها بالمقاطعه وعلى طول قالت "منو؟"
"انا سارة "
"حياج اتفضلي " وهي تحمد ربها انه سارة يت بهاللحظه المتوترة
لما ادخلت سارة وانتبهت لوجود خالد ولكون مها فاصخه عباتها ,انحرجت "انا اسفه ما كان قصدي ازعجكم لكني جبت لمها البيجاما وفرشاة الأسنان"
قال بأبتسامه سخريه وهو منزعج من نفسه انها اقدرت تشتت انتباه بحركه من شعرها ,حس بنفسه كنه مراهق "هه ازعاج ,لا ازعاج ولا شي ,انا رايح لأمي ,تدرين وينها؟"
"اظن انها بغرفتها " طلع من بعد ما سمع اجابة اخته من دون ولا كلمه , راحت مها وراه بعد ما طرى ببالها شي "خالد ,خالد"
لف عليها وقال لها ببرود "نعم"
وقفت قريب من باب دارها من دون عباة ولا حجاب "تبيني اروح معاك لخالتي بعد ما ابدل ولاا.."
"لا ما احتاج لأحد " وقال لها بصوت واطي خاصه انه هو كان قريب منها "هذي اخر مرة تطلعين من غرفتك من دون حجاب لا تنسين ان بدر موجود ,وهو رجال الحين ,فاهمة "
اصطبغ ويهها بالأحمر من الأحراج ,خاصه انه سارة كانت قريبه وتسمع الكلام "اي فاهمه " وقالت له بصوت كانت حريصه انه ما يسمعه الا هو "انا بس انطر اليوم اللي افتك منك ,ومن اوامرك " ودخلت الغرفه ورقعت الباب وراها
كان بيدخل وراها (ويعلمها كيف تتكلم معاه بأدب ,يعلمها كيف تحترمه ,يعلمها كيف تشتاق له.. ) عند هالفكرة ووقف حاله , (يـــــــالله وين راحت افكاره ,انا وش اللي قاعد اقوله ,هذا وانا خاطب وبطلقها ,لازم اروح لأمي ,اكيد هي الحين تغلي من اعصابها)
بالنسبه لمها بعد ما ادخلت للغرفه وسكرت الباب ,تسندت عليه بخوف كنها بتمنعه من الدخول لو حاول ,وبعدين انتبهت انها مو بروحها بالغرفه ,رفعت راسها والتقت عينها بعين سارة المستغربه , ابتسمت مها ما جنها مسويه شي وتحركت بالغرفه تحاول تكون طبيعيه " قلتي لي انج يبتي لي بيجاما وفرشاة اسنان ,مشكورة سارونه ,تعبتج معاي, انا مضطرة اروح للحمام " مها حست انه كلامها حده مو بمحله فما بالك سارة , على طول ردت سارة بإحراج "انا استأذن ,إذا تبغين اي شي انا بالخدمه "
اول ما طلعت سارة,هي كانت عارفه انه ما عاقبها للأن على اخفائها البيبي عنه ,كانت تدري انه عقابها على ايديه جاي بصورة اكيده ,بدى البكي اللي كانت تقاومه من اول ما شافت خالد.




بمكان ثاني من الرياض بأحد الشركات :



قام من النوم وما استوعب اهو وين ,حاول يرفع راسه وصحصحه الألم اللي في رقبته الناتج عن النوم الغلط ,حط ايده على رقبته وبدى يدلكها ,ولف ويه على المكان اللي هو فيه ,واغتاض من نفسه ,هذي المره المليون اللي يكرر فيها هذا التصرف ,من سنه وهو على هالحال ,ينام بالمكتب ومايستوعب انه نام إلا بوقت متأخر .
خرى الساعه 3 ومها ما ادري عنها خلصت من الحفله ولا لأ ,افـــــــــــــــــــــــ ,شالحاله , بدى يدور على موبايله من بين الأوراق ,وما حصله إلا بطلعه الروح, بعد ما تنرفز ووصل حده .
على طول خذى شماغه وحطه على كتفه وطلع من المكتب ,وركب سيارته الرانج روفر السيارة الوحيده الموجوده بالمواقف, سند راسه على الكشن ,من اول ما وصل السعوديه وهو مشغول ما مداه يقعد مع ربعه , المكتب ماخذ كل وقته ,كان يبي يتأكد انه كل شي صح وقانوني خاصه بعد اللي صار لهم بفرع شركتهم بمصر من تحايل وسرقه, مع انهم يثقون بالمدير اللي معينينه بالرياض إلا انه الحذر واجب.
بعد ما انتبه من سرحانه لاحظ انه ايديه اطبعت الرقم اللي دايم يطبعه على الموبايل كلما كان متوتر, هذي العادة اكتسبها من 9 سنين وظن انه تركها من سنه لكن من الواضح انه لأ ,نفس الرقم دايما ,بدى يسب روحه ,يكره الرقم ويكره صاحبه ,حتى بعد ما تزوج ما قدر يوقف هالعاده .
مسح الرقم ودق على مها ,ونطر الرد ,اللي جاه متأخر , "الو" لو كان عمر مو تعبان كان لاحظ انه صوتها مبحوح اكثر من بحته الطبيعيه
"ليش ما تردين اسرع ,وينج خلصتي من العرس ,تبيني امرج الحين "
"لا ما في داعي ,انا......" وسكتت
"شنو اللي مافي داعي ,انتي بالفندق يعني "
"لا عمر انا مع خالد .." وردت اسكتت
"مع خالد ! يعني شنو دقيتي عليه وقلتي له انج بالسعوديه ولا شنو ؟"
"ما قلت له, شافني بالعرس و..." وعاد السكوت ,بس تداركت نفسها وعلى طول قالت "عمر انا الحين اببيتهم وراح اظل فترة ,فيه جم شغله لازم انتفاهم عليها انا وخالد ,وحوسه ,المهم انا بعدين اكلمك ,انته ارتاح ,يلا تصبح على خير " وسكرت قبل ما تسمع الرد.
ما لاحظ انها تقريبا سكرته بويهه لأنه بدى يفكر بالمشكله اللي حطته فيها (اكيد خالد اللحين متنرفز مني, اوووووووووووه هذا اللي ناقصني ,كله منهم ,اهم يتهاوشون وانا ابتلش ,كان المفروض اني اوقف ضد هالزواج ,ماكان المفروض اني اخليهم يتزوجون عشان ما احط نفسي بهالمواقف)
ومرة ثانيه اضطر انه يمسح الرقم اللي اكتبه على الموبايل بنرفزة اكبر هالمرة ,وكتب رقم خالد ,اللي عطاه مشغول .
(وليـــــــــــــــــــــــــن هذا شكله امعصب)
رد يدق وخالد يعطيه مشغول .
احتار يرد يدق ولا ينطر لما يهدى ,وهو بهالحاله سمع صوت المسج ,اللي فتحه بسرعه ولقاه من خالد اللي كاتب له



احسابك معي بعدين
انا مشغول دحين , لا تستعجل على رزقك
بكرة نتفاهم , نلتقي قبل ما تروح للمزرعه




( فيها تفاهم السالفه لابالله رحنا وطي ,رزقي شكله بيكون كبير !!)
شغل سيارته وطلع من المواقف وفتح المسجل ,اللي غنى بصوت اصيل ابوبكر :




ايه احبك هذا حظي اللي انكتب ... ودربي اللي امشيه وادري به تعب
ايه احبك وانته في عيوني سهر ...وانته وسط القلب حرات القهر
بس احبك وهذا حظي اللي انكتب ودربي اللي امشيه وادري به تعب
اشوف الناس بعيوني ومن بدهم اشوفك غير
واحس مثلك في هالدنيا فدنيا ابد ما يصير
في عينك سحر ياخذني ويخليني معاك اسير
واحس عمري وقف عندك وايامي وراك تسير
ايه احبك هذا حظي اللي انكتب ودربي اللي امشي وادري بأتعب
يا دمعه عين في فرحي ويا دمعه عين فأحزاني
يا حب تالي العمر اهلا
نطرته سنين ليه جان...



اطلعت صورتها في خياله ما جنه ماشافها صار له 3سنين ,ما جنه ما شافها من تزوج
,ما جنه كرها وكره طاريها .
بدى يسمع دقات قلبه من قوتها ,الشوق لها بيذبحه
الحقيرة ,الحقيرة ,لا مو الشوق اللي ذابحه ,رغبته بالأنتقام اهي اللي بتذبحه ,ما كفاه اللي سواه فيها ,يبي يضرها اكثر,يبي يعذبها اكثر .
تمسكنت لما تمكنت.
طلع الشريط من المسجل بقسوة ,وحذفه وصفق بالدريشه الجانبيه وطاح على المقعد كره هالشريط اللي ذكره فيها ,كره الأغنيه.
وفكر بزوجته ,هي اللي تستاهل انه يفكر فيها مو ذيك ال....
الظاهر من رحلته باجر لمزرعتهم ,هذي الروحه قاعده تضغط على اعصابه المفروض ما يوافق , بس ما قدر يرد بوحمد , الشيخ الكبير خاصه انه هو اللي اتصل عليه وصمم على وجوده بعد ما درى انه بالسعوديه من عمه حمد .
انا الظاهر ينيت وقعدت ولا واحد صاحي يروح لمزرعه جد طليقته , اللي يضحك اكثر انه لازال بينه وبين ابوها حمد اتصال , وبينهم اعمال , على قولت ابوها الشغل شغل .
وصل للفندق وراح لغرفته ورمى حاله على السرير على امل انه ينام ,لكن النوم كان بعيد عنه بعيد كثير.



في القصر عند خالد



"يما كلميني ,ردي علي طلبتك " صار له نص ساعه تقريبا يحاول يقنع امه انها تكلمه وتفتح له الباب ,وكل محاولاته باءت بالفشل ,امه الشخص الوحيد اللي ما يقدر يكون قدامها رئيس مجلس ادراة "يمه لازم انتفاهم" كان حاط راسه على الباب اللي فجأة فتح وكاد انه يطيح ,وظهرت امه المعصبه عليه .
"ادخل "
دخل وهو يحس بالتعب والأنهاك وده له بس يحط راسه بحضن امه وينام بس الواضح انه امه ما تفكر نفس التفكير.
ظل واقف وامه جلست على فراشها "اشرح"
"وش تبيني اقول"
"خالد صارلك ساعه قدام داري ,تبغى تتفاهم ,والحين تبغاني اقولك وش تقول ؟!....,إذا ما عندك شي تقوله فأطلع بره"
"لا عندي ...انا اسف .."
"اســـــــــــــــــــــــــــــــف" امه صوتها علا بعدم تصديق "هذا اللي عندك ,انت اسف, هذا اللي تقدر عليه " ..........."اسمع يا خالد ,انا ام توها تدري انه ولدها متزوج ,من غير شورها ,من غير اي اعتبار لها...إلا ما قلت لي من متى انت متزوج بالضبط ؟ يا بكري "
هذا السؤال اللي كان خايف منه ,ما عنده جواب مناسب لهالسؤال , نزل راسه وظل ساكت
موضي اعرفت بهاللحظه انه الجواب ما راح يعجبها ردت قالت السؤال بصراخ "من متى؟"
"جــــــــــــــــاوب ....سنه ....سنتين...كم جاوب؟؟"
"يما ما في داعي تعرفين ,المسأله انه انا وهي راح ننفصل وخلاص "
"إلااااااااااا فيه داعي ,وألحين راح تقولي من متى ؟"
"7 سنين" موضي خذت نفس عميق وقالت " اطلع برة"
الكلمه و النفس العميق اللي خذته امه خلاه يقرب منها وينزل على ركبته قدامها بسرعه وهي جالسه على السرير وحط ايد على ركبتها و يتكلم وهو منزل راسه ما وده انه امه تقرى عيونه والرغبه اللي فيها وقال بصوت عميق "يما سمعي شرحي طلبتك قبل ما تطرديني ,سمعيني , يما ما ابغاك تعصبين علي "
"ما تبغاني اعصب عليك ايش ذي نكته ... تنكت انت , متزوج من غير علمي وما تبغاني اعصب , تكلم طفله انت, هااا , تكلم بزر قاعد " وصوتها مع كل كلمه يعلى " روح عن وجهي لأعصب اكثر , ماني طايقه اشوفك , اطلع...اطلع "
اول مرة يشوف امه بهالعصبيه
بدى يترجاها بصوت هامس "يما انا ما كنت راح اخليها تطير مني ,هي لي ,لي لحالي ,ما ابغى اي رجل يمتلكها ,هي لي من صغرها ..."
امه قاطعته, كان باين عليها الصدمه , صدمة سماعه يتكلم عن شي يبغاه هدت شي فيها ,هي اتعرف ولدها ,صوته وهو يقول انه يبغاها عور قلبها, ولدها هذا ما عمره قال انه يبغى شي , اول مرة يعترف, وصوته ...صوته كان فيه شي تحس كنه اول مرة تسمعه,غيرت نبرتها معاه وقالت له بصوت هادي بس باين فيه العصبيه "خالد تبغاها ,هي باين عليها انها بزر ,كم كان عمرها لما تزوحتها "
"كان عمرها 17 " شاف امه تعطيه نظرة انت من جدك متزوج بنت عمرها 17,قال بلهجه دفاعيه "هي اصغر دفعتها ,كانت مخلصه الثانويه ,كثير تقدموا لها مو بس انا "
" انا مالي دخل بالناس ,انا لي دخل بولدي , خالد كيف ...الفرق بينك وبينها 11 سنه !! كيف ابوها محمد وافق انك تتزوج بنته من دون ما تقول لأهلك ,لا يكون فلس وكان.. "
قاطع امه قبل ما تقول كلمتها "يما هو وافق لأنه واثق فيني ولا تخافين هو ما يحتاج لفلوسنا ,لا تنسين انه صديق ابوي الله يرحمهم جميع وانا قلت له اني راح اقولكم بأسرع وقت " سكت وقال بلهجه هاديه "اضطريت اني اخذ هالخطوة ,تزوجتها وكنت ابغى اقولكم " لما شاف عدم التصديق بنظرات امه "والله كنت بقولكم على طول , بس ما قدرت ,ابوي جته الجلطه بعد زواجي ,واضطريت اني ارد للسعوديه ,ما كنت اقدر اقولك <يما على فكره انا تزوجت> , بعد كذا زاد المرض على ابوي وتوفى ,واضطريت اني اجابل الحلال ,كلما مر الوقت كان يصعب علي اني اقول لكن قسم بالله كنت بقولك,لكن من سنه صار بيني وبينها خلاف وكنت بطلقها وقتها فقلت خلاص انا وهي انتهينا فما له داعي اضيق صدرك بالموضوع " ونزل راسه "لكن انشغلت وراحت عن بالي فكرة الطلاق" هو من سنه وهو متغير ,وهي ملاحظه هالشي ,ما صدقت كلمه من كلامه عن انشغاله اللي ماخلاه يطلقها ,هو ما طلقها لأنه ما يبغى يطلقها ,صوته وهو يقول انه يبغاها بين لها هالشي .
"انت متاكد انك تبغى اتطلقها ؟"
رفع راسه "ايــــــه متأكد"
"وش هو سر خلافك معاها ؟"
"مافي داعي تضيقين صدرك بالموضوع ,المهم اني بنفصل عنها بعد ما تولد "
"مو انت قلت انه خلافك معاها من سنه ,اجل كيف حملت ؟"
واضح على ويهه الصدمه ما توقع انه امه بتسأل هالسؤال "يمه ,وش ذا السؤال الغريب ؟ كيف احملت يعني "
"انت قلت .."
قاطع امه "انا رحت للكويت من ثلاثه اشهر تقريبا "
"وينها ما حملت طول السبع السنين ؟"
"يما هذا خارج الموضوع" وقام من مكانه لأنه اسألة امه بدأت تصير غريبه مرة "المهم ان حنا بنتطلق واني خاطب بنت عمي "
"وش راح تقول لسمر, وش راح تقول لعمك "
التقت عينه بعين امه "لا تفكرين بالموضوع ,انا راح اشوف حل للمسأله " وباس راس امه "المهم انتي راضيه عني ,الحيـن " وكان باين عليه القلق ,موضي قلبها ما كان يطاوعها انها اتنام وهو قلبه يحاتي ,لأنه تعرف هالولد بالذات ماراح ينام وهو يدري انها متضايقه ,بس ما رح اتعديها له بالساهل .
"خالد انته تدري انه لو ام غيري كان ما كلمتك مليون سنه اصلا ما كانت ناقشتك .."
"بس انتي يا امي ,انتي احن قلب بالدنيا " وضم امه ,بعدته عنها
"خلني كم يوم استوعب فيهم ,ما اقدر اقول شي الحين ,الموضوع مو سهل, خالد انا ماني قادرة اطالعك من دون ما اغتاض ,فاحسن انك تطلع الحين "
"يما .."
قاطعته امه "خالد اطلع "
كان عارف انه هذا افضل عرض راح يحصل عليه ,باس امه اللي كان وجهها صاد عنه واستأذن
الحمدلله انه ما ضغطت عليه عشان تعرف سبب خلافه مع مها ,والحمدلله انها ما لاحظت انه يخبي نص الحقيقه بالنسبه لسبب زواجه ,هو قال لها نص والنص الثاني بينه وبين مها .
بكرة لازم يشوف عمه وصل ولا لأ ,اللي يذكره انه عمه بيوصل من السفر بعد اسبوعين لكنه مو متأكد ,الله يعين.
عقله مو مستوعب للأن انه بيكون ابو "ابو" فيه واحد جاي بالطريق بيربطه بهالمرأة على طول ,طفل بيقول له "يبا" ,طفل بيعاني من اول ما يجي من انفصال امه وابوه .
راح حق جناحه وهو يدعي ربه انه هالأيام الجايه تعدي على خير .

نظرة الحب
03-28-2011, 05:30 PM
البارت الثالث
***الجرح لا جا من اغراب عادي...بس الجرح موت الجرح لا جا من احباب***









عمر بعد ما يأس انه ينام قرر انه يقعد بالبالكونه ويشوف الشمس تنشر نورها وتقاوم الظلام, تمنى بهاللحظه انه النور يمتد لداخله ,يحس انه بظلام من اول ما راحت المرحومه , نورة , زوجته ,صار له سنه وثلاثه اشهر يصد اي محاولات من اهله ومن اصدقائه انه يتكلم ويفضض باللي بقلبه , سنه وهو كاتم بقلبه اللي شافه بأمريكا ,حتى انه مع مرور هالفتره ما بكى ,وده يبكي بس مو قادر ,حاس قلبه بداخله يتقطع ,يحاول ينسى الألم لفراقها وتأنيب الضمير وكره لنفسه .



من ثلاث سنين (الكويت):



"مها ,مها "
شاف مها طالعه من غرفه الأستقبال من البيت العود (بيت ابوه سعود) اللي قاعده فيها مع زوجها خالد اللي رد الكويت بعد غيبه اسبوع , اليوم يمعه الأسرة عند ابوه سعود , لكن بهالوقت الكل راح لبيته , واكيد ابوه سعود راح للمكتب يراجع بعض الأوراق للشغل .
"نعم عمر ,شفيك قاعد تصرخ !" وابتسمت بويهه "قبل لا تقول تعال سلم على صديقك "
دش عمر معاها بعد ما سلم على خالد لف على مها اللي اول ما انتهى السلام حطت راسها على صدر خالد وخالد قاعد يلعب بشعرها,هو ملاحظ شلون متعلقه بريلها (رجلها) , وشلون فراقه يأثر على نفسيتها ,لما يكون خالد موجود لازم تكون بمكان قريب منه وحوله ,هي تعشق خالد وهذا الشي واضح وضوح الشمس ,بس خالد ما يحب يبين مشاعره تجاه مها ,ما كان يبين حبه , بس فيه تصرفات معينه تبين انه مها شي مهم (بس يمكن هي شي مهم لأنها زوجته مو لشي ثاني ) قال لها "ابي اتزوج "
لو اهو كان بنفسيه غير ,جان كانت الصدمه اللي على وجوهم ضحكته ,بس اهو اتخذ هالقرار بعد تفكير طويل خلال سفرة النقاهه اللي خذاها عقب طلاقه , وعزم على قرار الزواج عقب ما صلى الأستخارة وارتاح والحين ما احد راح يثنيه عن قراره
,كان اول من تكلم خالد اللي قال "انت جاد بالمسأله ذي ,ترى المسأله مهي لعب " خالد اللي كان يعرفني عدل خاف اني قاعد اسوي هالحركه كردة فعل للطلاق ,يمكن اهو تحليله صح (ليش لأ) يمكن انا الفكرة يت براسي عشان ارد لها الجرح والخيانه اللي حسيت فيهم من اللي سوته و اللي قالته ,لكن ألحين انا مقتنع فيها زما راح اترجع عنها .
فحاولت اتجنب عيون خالد وقلت لمها
"ها اشقلتي بتخطبين لي ولا لأ"
قال خالد مرة ثانيه "عمر فكر بالمسأله عدل ,قبل ما تدخل فيها ,ما يصير تأذي بنت الناس معك بعد ما تكتشف انك تسرعت "
كنت ادري ان خالد وده يسحبني برة ويتكلم معاي بجديه ,من غير لا يحاسب على كلامه جدام مها ,من امساعه وهو قاعد ينقز على اني المفروض ما اتسرع
"خالد انا فكرت بالقرار ,وراح اتخذه ,ها اشقلتي يا مها ولا تبيني اطلب من فجر تدور لي "
طبعا مها تغير ويهها , لأن طليقتي المحترمه كانت صديقتها , صاروا رفيجات بسرعه من اول ما تزوجتها , صار بينهم صداقه قويه.
"اشدعوه جذي مستعيل ...انته توك مطلق ,فكر قبل ما تتخذ اي خطوة , استقر على الأقل"
"اوووووووه وبعدين يعني ,ما راح اتساعديني "
"لا تقول جذي انا الحين قاعده اساعدك " لفت على ريلها اللي باين عليه انه مو عاجبه الوضع , و ردت لفت علي وقالت "انزين شنو المواصفات اللي تبيها ؟"
"اللي ابيه انها تكون قريبه من عمري ,ابيها تكون 27 ,28 ملامحها غربيه ,المواصفات المعتادة انها تكون خوش ابنيه وطيبه وحبوبه وهالسوالف ,انطرج اخر الأسبوع ,بتقدم لأحد بمساعدتج ولا بدونها " السالفه ما كانت عاجبتها و ما كانت مرتاحه وهذا باين عليها ,وتعابير خالد المعصبه والمتنرفزه حسستها بعدم الراحه اكثر , قالت لي "عمر ما ابي ابلش بنت الناس معاك..., اخاف هذا رد فعل روح لفجر"
خالد ومها لاحظوا انه المواصفات اللي اختارها عمر كانت مناقضه لمواصفات طليقته بس ما علقوا على شي (مثلاا طليقته صغيرة واهو يبي كبيرة , ومها لاحظت انه يبي البنت ملامحها غربيه وطليقته ملامحها شرقيه بحته )
لما سمع عمر كلمتها قاطعها "ما راح تبلشين احد " طلع خالد صوت جنه مو مصدق كلام صديقه ,عطاه عمر نظرة وقام وهو قايم سمع مها تقول لخالد "خالد انا خايفه عليه "


(اه يا مها لو تدرين اني كنت خايف من اللي بجبل عليه بعد الفشل اللي صابني بتجربتي الأولى)
لحقني خالد عمر ونادى "عمر ,عمر "
"مو وقته يا خالد ,مو وقته "
"إلا وقته متى تبغى نتكلم عن هالشي بعد ما تتزوج وتتعذب وتعذب بنت الناس معاك "
لف عليه عمر وقاله "خالد انا ما اقدر على جذي ,خلاص ما اقدر ,افهمني ,لازم اتخذ هالخطوة عشان اثبت لحالي اني اقدر اعيش ,عشان اتأكد اني مارح افقد عقلي ,ان استمريت بالحاله راح اجن"
وركب عمر سيارته وراح



(ومن وقتها وانا حاط حاجز بيني وبين الكل ,حتى بيني وبين خالد اعز اصدقائي ,جني احاول اني امنع الناس من انها تجرحني مثل ما جرحتني اللي كنت اسميها حبيبتي.)


عدا اسبوع بالضبط صار مثل ما كان يبي بالضبط , تقدم للبنت اللي شافها ,نورة , اللي بعد ما شافها حس بالراحه ,حس بالراحه لأنه انها كانت غير ,كانت على الرغم من جمالها ورقتها , وعرف انه عرف يختار لأنه من الواضح انها طيبه وحنونه وناضجه وهذا اللي كان يبيه, وتمنى انها ما تشكل خطر عليه.


بعد ما قبلت فيه
فيه (قعد يتساءل ,اصلا الحين يتساءل ليش وافقت عليه ,كان حاس انه مكتوب على جبهته انسان فاشل بالزواج , مسلم قلبه لجهة لا تستحق )


المهم انها قبلت .
خالد سانده مثل ما يسوي دايم لكن عمر كان حاس انه مو راضي .
بعد ما قبلت فيه, تحدد الزواج عقب اسبوعين ,اهو اللي قرر وهم وافقوا ,وهذا الشي اللي ريحه اكثر و اكثر.
من بعد ما طلقها ما سمع منها شي , ما دقت عليه ولا شي , جنها ما اهتمت , ولا هو اتصل , لما قبل العرس بيومين وارسل لها




بعد بكرة زواجي
و ما اوصيج استانسي بحياتج مثل ما انا راح استانس



ما نطر ثانيه بعد ما ارسل هالرساله إلا جاه اتصال منها ,ما رد عليها ,مرة ثانيها مارد ,وبعد الثالثه ارسلت له رساله :


عمر رد


ردت اتصلت وما رد :


عمر ارجاك ,رد علي لازم انتفاهم


اتصلت ومارد :


عمر ما تقدر تسوي فيني كذا ,عمر ما ينمزح بذي الأشياء


كان يشوف المسجات (الرسايل) ويحس بقلبه يقسى ,ألحين لما درت انه ما راح يردها وانه تركها ,قررت انه تتوسل له, حس انه وده يشوف لي اي درجه بتوصل ,فلما اتصلت رد بس ما تكلم .
هي كنها ما توقعت انه يرد ,تكلمت بشك وبصوت مهزوز كنها ترجف " الوووو "
"عمر اه اه انته تمزح صح ؟ تبغى اتعلمني درس " لما ما اسمعت رد بدى يسمع شهقات " عمر هذي المزحه بايخه اه ترى ابد ما تضحك "
واشتغل البكي " عمر الله يخليك لأ ,لأ ,لا تتزوج ,الله يخليك ,ما أقدر اعيش كذا رح اموت ..."
"عمر رد علي قولي انك ما تتزوج ..."
"اوكي شرايك نتفق انا بسوي اي شي تبغاه ,اي شي , انته بس قول انك ما رح تتركني "
قال بس كلمه وحده "انتهينا "
بدت اتكلم بهستيريه وببكي "لأ ,لأ ما اسمح لك ,ما تقدر ,انا رح اموت بدونك ما تفهم ,انا احبك آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ ما اقدر اعيش من دونك ما اقدرررررررررررر ما اقدر ما اقدر آآآآآآه "
وصوت البكي علا اكثر واكثر ,اهني هو بدى يعصب ,يعصب من جد .
بس تكلم ببساطه "الحين قررتي انج ما تقدرين تعيشين بدوني , تأخرتي وايد ,انا باجر زواجي ,وانا وانتي انتهينا ,تسمعين انتهينا ااا"
"بس انا احبك ,انته حبيبي , لا تذبحني عمر لا تذبحني ,لا تتزوجها ,انته ما تحبها صح ,ما تحبها ,انته تحبني انا ,تحبني ,ما راح تتركني ,خلاص قلت انا اسفه آآآآآآآآآآآ" والبكي زاد
ما يدري ليش طرى بباله بذيك الحزه هذاا البيت بالذات من قصيده حامد زيد :
دخليك وفر دموعك ترى هدر الدموع اذلال
"رد قول ان هذا درس وخلاص انت سامحتني "
رد ببساطه "بس انا قمت احبها هي " سمع شهقتها
حست انها بتجن هالكلمه ما قد قالها لها , وألحين بيقولها حق غيرها بتموت ,قالت بشراسه "اسكت يا كذاب اسكت انا اللي تحبها ,اناااا بروحي "
بنبرة استفزازيه قال "اشرايج ايـــبها لج بالسعوديه تشوفينها ,وتشوفين جمالها "
صرخت فيه بأعلى صوتها "والله ان جبتها للسعوديه راح اذبحها واذبحك ,يالحقير ,يا السافل , يا الخاين...."
"تأدبي بالكلام معاي ,هذي اخر مرة تكلميني جذي تسمعين ,اخر مرة "
وكمل "استأذن هي على الخط الثاني وما ابي انطرها على شي ما يسوى" طبعا كان يكذب ما كان فيه احد على الخط الثاني بس ما كان يقدر يمثل البرود لوقت اطول. ولما كان بيسكره سمعها تقول
"انا بعد بتزوج" هالكلمه اللي قالتها بسرعه جنها كانت تحاول توقفه من انه يسكر التليفون ,نجحت ,بأنها تثير نيران بقلبه ,وقال من بين ضروسه "شقلتي ؟!!"
"قلت انا راح اتزوج واحد احسن منك "
"تزوجي " وسكت وقال بصوت جنه واحد يهمس "عشان بليله زواجج ,هديتي لعريسج شرايط مرته وهي تقول لطليقها انا احبك وتتوسل له انه ما يتزوج ,انا بسكر الحين حبيبتي على الخط الثاني"
وسكره وحذف موبايله على الطوفه وكسره وتفتت الموبايل و تكسر ,كان وده لو هي اللي جدامه كان كسرها مثل هالموبايل ,تقول بتزوج تقول ,لو ظل اكثر يكلمها جان وضح غيرته اكثرواحساسه بالتملك تجاهها فاضطر يسكره قبل ما تحس اكثر انها مهمه عنده ,اصلا اهو ما يدري شلون قال لها هالكلام ,ما عنده تسجيل لها ولا شي ,بس قال اول شي خطر اباله عشان يمنعها من الزواج,واللي طلع معاه كان اسخف تهديد طلع معاه بحياته ,ذيك الليله ما قدر ينام الا لما تأكد انه ما احد متقدم لها .

نظرة الحب
03-28-2011, 05:31 PM
البارت الرابع
*** هونتهـــــــا ولكنهـــــا عيت تهـــون ...لا قلت راح الهم الاقيه جـــــدام ***








وتزوج ومرت سنه الزواج وهو مرتاح مع نورة ,نوره كانت مثل النسمه الصافيه ,حس انه مرتاح ما يقدر يقول انه عشقها لكنها اكسبت تعاطفه واحتلت مكان من قلبه ,حاول يحسسها انه يحبها ,حاول ,ويتمنى انه قدر ينجح.
كان يحاول و زوجته ينجبون طفل , ماكان متحمس للفكره بعد تجربته الأولى بس كان وده يسوي اللي يرضيها عشان ما تحس انه فكره يسافر ملايين الأميال لشخص ثاني ,عشان يخفف من تأنيب الضمير اللي يغمر قلبه من ناحيتها ,إلا انه كل محاولاتهم افشلت فشل ذريع وبدى الخوف يتسلل لنورة .
اهو ما كان ناوي يروح للطبيب لأنه عارف انه عنده قدره على الأنجاب وما كان يبي نورة تعرف انه ما فيه شي عشان ما تحس بالنقص ان كان منها إلا انه بعد الحاح منها توجهوا للطبيب عشان تتأكد نورة انه ما فيهم شي , ظهرت تحاليل عمر قبل والحمدلله كان كل شي سليم ,لكن الغريب انه تحاليل نورة تاخرت ولما اظهرت طلب الطبيب من عمر الحضور شخصيا وبروحه ,الخوف تملك قلب نورة وبدت تحاتي ,لكن عمر حاول انه يطمنها مع انه هو كان يحتاج لأحد يطمنه, لكنهم ما توقعوا اللي صار.


يوم المقابله مع الطبيب قبل سنتين :

كان عمر ينطر بعياده الطبيب , الدكتور دخل عليه بوجه صارم وقلق , جلس الطبيب وقال بصوت قمة بالبرود "انا اسف اني اقولك ,انه عندي اخبار سيئه للغايه " قلب عمر بدى يدق بقوة " انته انسان مؤمن ,وتدري انه كل شي قضاء وقدر" عمر كره هالمقدمه ,كرها من قلب ,لأنه قلبه كان بيوقف شالمقدمه السخيفه ,ليش ما يدش بالموضوع فقال بسرعه "إذا المسأله انه احنا ما نقدر نيــــــــــــيب عيال ,فعادي "
الدكتور شاف عمر وقال "المسأله مو انكم ما تقدرون تيبيون عيال ,المسأله ليش المدام ما تقدر تيـــيب عيال "
ولما شاف انه عمر سكت قال "الموضوع صعب علي ,لكن انا مجبور اني اقوله ,وتذكر انه العلم الحديث تطور و..." قاطعه عمر وقاله "شرايك تدخل بالموضوع على طول"
"المدام فيها (لوكيميا), سرطان الدم ,والمشكله انه بمرحلة متطورة"
اكيد انه ما سمع عدل ,هذا اشقاعد يقول , نورة توها صغيرة "ما فهمت "
كان يبي الدكتور يغير كلامه ,كان يبي يكون بكابوس ,يبي نورة تقعده من النوم وتقوله عمر اسم الله عليك هذا كابوس
الدكتور كان مقدر ظرف عمر فقال "يا اخ عمر , لازم المدام تدخل المستشفى بسرعه ,والحكومه راح اتسفرها على احسابها ,انا راح اطلب تشكيل اللجنه بصورة مستعجله , وان شاء الله خير"
وشرح الدكتور كل شي ,لكن عمر وده يصرخ بالدكتور ,يطلب منه انه يسكت ,وده يقوله انه كذاب, وده و وده و وده ...بس ولا شي من اللي كان يتمناه صار
لما سلم عليه الدكتور ورافقه للباب ,بدت مرحله يديده من حياته.


مرحلة امريكا :

اتخذ عمر كافه الأجراءات وبصورة مستعجله , لما وصلوا لأمريكا جرى كل شي بسرعه , خذوا نورة لغرفه خاصه واجروا التحاليل من جده وجديد , كانت نورة قويه وانسانه مؤمنه ,كبرت بعينه ,لما قال لها الخبر سكتت ثم ابتسمت وضمته وقالت له راح نقدر انتغلب عليه مع بعض بإذن الله .
امها ما كانت تقدر اتسافر ,الناس كان يروحون ويجون لعندهم بأمريكا ,لكن اغلب الوقت يكون بروحه معاها , يدير باله عليها .
بعد التحاليل بلشوا الدكاترة بالكيماوي ,كانت حالتها تتطلب انه يبلشون بالكيماوي قبل عمليه النخاع, الكيماوي اللي اضافه للضرر الجسدي كان يسبب لها ضرر معنوي ونفسي ,صارت نفسيتها سيئه , ما كان يقدر يخليها ,ما يخليها إلا إذا راح للحمام او مقابله الطبيب ,كان دايم ينام عندها ,يشوف ويهها لما اتنام عشان يتأكد انها تتنفس ,ان تركها لحظه يحس بتأنيب الضمير, يحاول يتماسك لأنه نفسيته اهو بعد كانت مو زينه , كم مرة بعد الكورس اللي تاخذه تطرده من الغرفه وتنهار بكي ,واتحسس من كل كلمة يقولها ,غير الترجيع وسقوط الشعر , وانعدام الشهيه للأكل بس اهو يحاول يبتسم بويهها ويقرى عليها قرآن او يقص عليها قصص تضحك صارت معاه بطفولته أو يتكلم عن امه او اخته ,وهي كانت تسمع وان كانت نفسيتها زينه تبتسم او تضحك او تنام بنص السالفه , بعد يوم من الكيماوي او يومين تتعدل النفسيه شوي تسولف وتبتسم ترد تاخذ الكورس ويرد الوضع على قبل.
يذكر لما بدى تساقط شعرها يأثر على نفسيتها كيف سوى لها حفله عزم المرضى والممرضات والدكاترة بغرفتها و خلى نورة تقرع شعره, وكان يسمع تأوهات الممرضات ( شعره كان طويل شويه وكثيف وناعم) ,فقامت تضحك بفرح لما شافها جذي ارتاح وضحك معاها , لف عليها بعد ما خلصت والتقت عينها بعينه وقال لها "اشرايج نقرعج انتي بعد "
جنها تفاجأت من الفكرة ,لكن فجأة حست بروح المغامرة و ابتسمت له وقالت "يلاا "
وقرعها ,يشوف شعرها الحلو يطيح وبدى يقول نكت لها ويضحك عشان ما تحس بالألم ,وأهي كانت معاه على الخط ,لما خلص شاف ويهها ,كانت جميله ,جميله وايد ونقل لها على طول احساسه وقال لها بصدق منقطع النظير "انتي حلوة " وعطاها المنظرة
لما قال لها جذي ظنت انه يمزح وبغت تتطنز على شكلها بس لما شافت عينه عرفت انه صادق , دمعت عينها
وضمها لصدره وده لو يقدر يحميها ويخبيها داخله ويبعد عنها الألم .
وكان هذا من احلى ايام امريكا .
لكن بعد الحفله انتكست حالتها , بعد ما تحسست من الكيماوي الجديد اللي قدموه لها ,ودشت العنايه المركزه ,كان طول هالفترة عند راسها يقرى عليها ,بعد مرور شهرين بالعنايه ,الله ردها لهم وله هو بالذات .
لما طلعت من العنايه المركزة ,ظلت معاه كانت صحتها مو ذيك القوة لكن احسن , والطبيب قاله ان عمليه النخاع هذا وقتها.
كان اهو متحمس وهي بعد كانت متحمسه للعمليه ,من الحماس ما كانت تقدرتنام فظلوا يسولفون مع بعض طول الليل ,كانت تقوله الأماكن اللي تبي تزورها معاه بعد ما تتعافى ,كان يقولها عن الأماكن اللي هو زارها ,يوصفها لها وشنو اكثر شي عجبه , لكن بعدين التعب تغلب عليها وقدرت تنام ,وجلس يتأمل تعابير ويهها الحلو .
كان مرضها سبب في تقريبهم من بعض كان ندمان على اللحظات اللي اضطر انه يشتغل فيها او يبتعد عنها حتى لو بفكره ,وقرر انه بعد العمليه راح يغير وايد اشياء بحياته معاها .
وما حس بعمره لما غفى على سريرها ,لكنه قام على لمسات مثل رفرفات الفراشه على خده ,لما فتح عينه شافها قاعده تناظره وقالت الشي الوحيد اللي ما يقدر ينساه " احبك " ابتسم وغورقت عيونه ,ابتسمت له , قالت له " انته نعمه من رب العالمين , وجودك معاي كان نعمه"
"نورة شالكلام "
حطت ايدها على حلجه ما تبيه ينطق بشي , وقالت " ما تدري شنو راح يصير بالعمليه حبيبي " شافته بيقاطعها " لأ يا عمر لازم انتوقع الأحسن والأسوأ, لكن ابيك تدري انك كنت قوتي بوقت كنت فيه جد ضعيفه , ما احد كان راح يصبر علي طول هالفترة إلا انت ,مشكــــــــــــــــــــور عمر, حسيت اني محظوظه "
"لا تقولين هالحجي , انا مهما اسوي ما راح اقدر اوفيج حقج , نورة انتي اسعدتيني بلحظه كانت حياتي فيها ظلمه , عرفت من اللحظه الأولى اللي شفتج فيها اني عرفت اختار, تدرين انتي لما تقومين بالسلامه انا راح اغير كثير اشياء بحياتنا , نورة انا ..انا اسف على ...."
نزلت دمعه من عينه لأول مرة بحياته ,مسحتها بأصبعها وحضنت وجهه بأيدها الثنتين "لا تعتذر عن شي , حياتنا ما كانت راح تكون احلى من جذي , حسيت بحبك بكل لحظه من حياتي معاك "
وهذا اللي حسسه بتأنيب الضمير ,ابتسم , بهاللحظه دخلوا الممرضات ,فباسها وخذوها , مرت الثانيه جنها ساعه عليه ,كان يلاحظ انه الساعه ما تتحرك حتى انه شك انها تشتغل ,كان يحاول يشغل عمره ويرد يشوف الساعه يكتشف انها تحركت بس دقيقه , كان الأنتظار قاسي على قلبه ما عاد فيه , تمنى انه يطلع له الدكتور ,لكن لما طلع ندم انه تمنى هالأمنيه
نقل له خبر من اسوأ الأخبار بحياته , ما بكى وقتها وما بكى بعد هاللحظه ,اصلا ما يذكر شنو صار عليه بعد هالخبر ,كل ذكرياته بعد هاللحظه ضبابيه بس يذكر انه اتصل على الناس اللي المفروض يتصل عليهم وعمل الأجراءات اللازمه ,ردته للكويت و العزا وغيره ما يذكر منه شي ,كانت الأشياء تصير جدامه ويحس جنه بره الحدث قاعد يشوفه من مكان ثاني .
بعدين غرق روحه بالشغل ,صار شغله عماد حياته ,كل رحلات المتعلقه بالعمل في الوقت الحالي هو اللي يقوم فيها .
رجع للحاضر على صوت منبه الساعه ,الحين الساعه 6 لازم يتزهب قبل ما يجي خالد ويشخله على التأخير ,بروحه معصب عليه ,ماله خلق يزيد النار حطب .




حبيت انهي لكم هالمرحله من حياة عمر اليوم , ان شاء الله راح نبدي بمراحل اخرى قريبا

نظرة الحب
03-28-2011, 05:31 PM
البارت الخامس
***فينى الم ما مر فى قلب مطعــــــــون ...فينى حزن ما مر فى عيون ايتـــــــام***









صحت مبكر مثل عادتها دايم لما تكون بالمزرعه عند جدها ,الكل نايم من بنات عمها , اعيال عمها مو في , الحمدلله ما كان لها خلق دوشه العيال, راحت تسبحت ولبست بنطلون جينز وبدي ضيق وجاكيت , تدري جدها مثل ابوها ما يعارض على لبسها او يعلق عليه , نزلت وهي فرحانه تحب المزرعه كثير خاصه انها بتكون مع خيلها (الجوهرة) , شافت جدها يفطر وسرحان , فقالت له "صباح الخير جدو" وباست راسه , هو تنحنح وقال بصوته القوي " صباح النور" وكان شكله بيقول حاجه لكنه تراجع , فبادرته "كنت بتقول شي جدي "
"في ضيف بيجيني اليوم "
" حيا الله الضيف , تبغاني اوصي الخدم على حاجه "
تنهد وقال " لا انا قلت لهم " وسكت شوي ورد قال " سمعي يا بنتي , انا ما ابغاك تنصدمين لما تشوفين الضيف اللي جاي " والتقت عينه بعينها , ما تدري ليه بدى قلبها يخفق بقوة وقالت " ليه انصدم ؟ جدي, انا وش دخلني بالضيف !"
"الضيف هو عمر بن سعود ال....."
طاحت من يدها الملعقه اللي كانت ماسكتها بقوة على الصحن وطلعت صوت مزعج , لكنها تمالكت نفسها بسرعه ,وخذت الملعقه وبدت تاكل , ورفعت راسها لجدها وابتسمت " فاجأتني يا جدي ,عمر , عمر وش جابه لهنا "
جدها لما شاف الأبتسامه كنه ارتاح , وتناسى ردة فعلها الأوليه وقال " انا لما دريت انه بالسعوديه قررت اني اعزمه , انا عازمه من قبل ما أدري انكم جايني انتي وبنات عمك "
كل كلمة من جدها طعنه توجه لقلبها , جدها قرر يعزمه , جدها قرر انه يعزم عمر على المزرعه , جدها يحب عمر .
كنه مو كافي انها اكتشفت لما اشتغلت عند ابوها في الشركه انه ما قطع علاقته التجاريه معه , حتى يجي جدها ويقول انه عزمه .
ما حبت تسأل اي شي , ما حبت تعرف شي ,بس كانت تتمنى انه الصحن اللي قدامها يفضى من الأكل عشان تستأذن وتروح .
بعد ما خلصت من حشو الأكل بفمها , استأذنت من جدها , لما اظهرت من الغرفه وظنت انها ابتعدت عن مرمى نظر جدها بدت تجري
جرت
جرت بأقوى ما عندها تبغى توصل للأسطبل قبل ما تموت .
ما حست بأنظار الرجال الكبير اللي تلاحقها من الدريشه .
ركبت (الجوهرة) وجرت فيها , ما حست انها تبكي إلا لما حست بطعم مالح على شفايفها ,
سمعت صوت امها الجاي من نبع الذكريات العميق :
القطرة الأولى من النبع : طفله عمرها 6 سنين تسمع امها تكلم جارتها "عنود وش تبين بالبزران , انا عندي وحده وطايحه بكبدي, اتصدقين احس اني كرهت البزران, البنت لصقه فيني أعوذ بالله "
القطرة الثانيه : طفله بعمر 7 سنين بمجلس للحريم"الأطفال سنتين وبس خلاص تمليــــن منهم ,بعد السنتين يصير دمهم ثقيل "
القطرة الثالثه : طفله بعمر8 سنين تلعب حول امها بالبيت اللي نادر تتواجد فيه "ريم كفايه لا تلعبين حولي ,جد قلق "
القطرة الرابعه : طفله بعمر 10 سنين نادتها امها لغرفتها "ريم يا قلبي اياك تربطين نفسك بالعيال مع اي رجل , انا امي قالت لي انك تكسبين رجلك بالأطفال ,شوفي حالي لا كسبته ولا حاجه , الطفل بيقيدك ويربطك ويغثك "
القطرة الخامسه : طفله 10 سنين تسمع امها تتخانق مع ابوها " اسمع يا حمد بنتك ما ابغاها , خذها لك , انا بس الطلاق اللي يهمني"
القطرة السادسه : طفله 10 سنين واقفه عند الباب تشوف امها لأخر مرة "انا وابوكي رح ننفصل , انا ما استحمل اكون مع رجل ما اشوفه غير بالسنه مرة ,و ما ادري إذا كان ودي اشوف اي شخص يذكرني فيه او بحياتي معه"
اطلعت من نبعها الخاص بصرخه "خلص يمه خلص, حرااام عليكي خلااص " , نبعها كان ممتلي جروح من أمها , ممتلى قطرات ممزوجه بدم قلبها .
هالذكريات جت بس من طاري اسمه , تعقيداتها الطفوليه كانت السبب الغير مباشر لأنفصالها عنه , كانت السبب الغير مباشر بأتخاذها لقرارت خاطئه , الدموع بدت تنزل بكثافه , مافيه احد يقدر يتحملها إذا امها وابوها وزوجها ما تحملوها كيف الغير.
كرهت الضعف اللي تحسه كلما جابوا طاريه , تكره الدموع اللي تنزل من عينها لفرقاه .
ليه جدها وابوها ما يحطون لها اعتبار , ما يفكرون بمشاعرها , ما يحاولون يفهمونها .
حرام عليهم اللي يعملونه فيها , حــــــــــــــــــرام .
كيف يخلونها تواجه شخص ما يحبها ,ما يشتهي يشوفها وهي ميته عليه.
وصلت لمكانها المفضل بالمزرعه كلها , البحيرة الصناعيه , هناك نزلت من على ظهر (الجوهرة) وبدت تبكي قهرها و الذل اللي حست فيه لما قال لها جدها هالكلام .
الذل لأنه قلبها فرح من سمع طاريه وفز لما درى انه فيه احتمال انها تشوفه .
هي كانت تدري انه جدها وابوها يدرون انها السبب بالطلاق , انها الغلطانه , كانوا حاضرين المشهد اللي انهى زواجها , كانوا حاضرين لما قال لها الكلمه اللي انهت علاقته فيها.
من بعد ما عدت الأيام الأولى من الصدمه ,الطلاق صحاها من اللي اهيه فيه , وبين لها ان عندها مشاكل لازم اتعالجها , راحت لطبيبه نفسيه طلبت منها انها تساعدها , تساعدها بالتخلص من مشاكل طفولتها , من مشاكل مراهقتها الأولى قبل معرفتها بعمر , راحت للطبيبه عشام تبين لنفسها ولعمر انها خلاص بتتغير وانها بتكون احسن ,عشان تكسب ثقته مرة ثانيه ويردون لبعض .
لكن جتها مسج (الرساله منه) قبل انتهاء عدتها بأنه خلاص بيتزوج غيرها ,احلامها بأنه قاعد ينطرها وانه بيكون موجود تلاشت ,انتهت , كانت بتسويها له مفاجأة انها خلاص قررت تواجه الماضي وانها راحت لطبيبه نفسيه على الرغم من معارضه اهلها لذا الشي, ما صدقت الكلام اللي بالمسج مو معقول شخص كان معاها مدة تسع سنين بيتخلى عنها بهالسهوله , كانت متأكدة انه عقاب لها على اللي سوته واللي قالته ,كانت واثقه انه كلامه مو حقيقي , كان زوجها من كان عمرها 15 سنه , إلا انه ثقتها ما كانت بمحلها لأنه زواجه كان حقيقه مو خيال , المكالمه الأخيره انهتها .
ماله حق يرجع يدخل بحياتها كذا , ماله حق.



بيت المزرعه :



لما شافها تجري ,عورت قلبه , درى انه جرحها وتأكد من كذا لما شافها تنطلق بسرعه بخيلها "الجوهرة" , عادتها تبدي صباحها بهدوء مو زي كذا .
كان يتمنى انها وزوجها يرجعون لبعض , وإلى الأن يتمنى هالشي , لكن الحياة علمته صدق كلام الشاعر اللي قال
ما كل ما يتمناه المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لكن لازم احد يحاول , وضع بنت ولده ما ينسكت عليه .
يشوفها تعاني و تظن انه ما احد يحس فيها , تظن انه ما احد قادر انه يشوف انها تكابر وانها تتألم بصمت .


القصر :

كان يناظر بالسقف من اول ما تمدد البارح بعد مواجهته مع امه , ما يدري هو نام ولا لأ ؟
يحس انه غفى ثم صحى ثم غفى ,وكذا لما صلاة الفجر , اللي بعدها ما قدر يحايل النوم .
كيف يقدر ينام وهو بهالمشاكل , وعلى راسه حمول لو انحطت على جبل كان هدته , اكيد هي نايمه ولا همها , وش ايهمها ؟ كانت تدري انها حامل وكانت جايه للسعوديه وهي تدري انه فيه احتمال انها تشوفه , حس انه تفكيره مو منطقي , اكيد هي خايفه بعد , بس ما حب يفكر من وجهة نظرها , ما يبغى انه غضبه يهدى من ناحيتها .
شاف الساعه للمرة المليون لما شاف انها صارت 6 تحرك للحمام وبعد ما لبس ,طلع من جناحه .
ما التفت ناحيه غرفتها ابد ماله نفس , حاقد عليها , ويحس ان ناظر جهة الغرفه بيدخل وبيسوي شي يندم عليه من الأعصاب .
نزل بسرعه للدور السفلي من البيت اللي كان هادي , الكل نايم , مين بيكون صاحي يوم العطله
مبكر , خاصه انه امس كان فيه حفله ,راح لغرفه الطعام لأنه امه دايم تصحى بكير مهما كان وقت نومتها بس استغرب انها مو موجوده .
راح للمطبخ على امل انها تكون هناك لكنه شاف الشغاله فقال لها
" ماري وين ماما ؟"
"ما كو هني بابا ,يقول ما يبي فطور"
"اهااا " اه يا امي ليه كذا , يعني وش فيها لو جيتي فطرتي معي .
"بابا انته يبي فطور "
"لاا ما يبي"
وطلع وهو مو طايق عمره .
وصل الفندق اللي فيه عمر بسرعه قياسيه , وصعد لعمر اللي كان معطي الأستقبال خبر , توه بيدق الباب تفاجأ انه الباب انفتح وعمر مستقبله بابتسامه شاقه الحلق , دخل بدون لا يرد الأبتسامه , ولف على صديقه اللي قال " شدعوه ماكو سلام ولا كلام " كان لما الحين مبتسم
"كيف تسمي حالك صديقي وانته ما قلت لي ؟"
" كاك دريت يا اخي , اشصار يعني ؟ "
بان على خالد التعصيب بزود .
" عمر لا تنرفزني , تستهبل حضرتك "
اهني عمر اهو اللي تنرفز , و رد مرة ثانيه احساس انه كان لازم يمنع هالزواج .
"خالد انا قايل لك و لها , اني ما راح اتدخل بشي بعلاقتكم , انته صديقي المفضل واهي بنت اختي المفضله , انا حذرتك وحذرتها "
كان بينفجر من عمر , هذا وش يقول , معقوله مسأله حملها ماخذها بالبساطه ذي " بس هذي مسأله حياة , اشفيك انت ما عندك احساس "
" اوف الحين السفرة حق السعوديه صارت مسأله حياة او موت , اشوف قلبنا فيلم هندي "
اهني عرف خالد انه هو وعمر يتكلمون بمسألتين مختلفتين .
من اول ما دخل خالد وهو رايح راد بالغرفه من الأعصاب اللي جاته , وهنا بس وقف وقال بنرفزة " اي سفرة اي بطيخ , السفرة بدون اذني ما تسوى بالنسبه للسالفه الثانيه "
علاا صوته وقال " ليه ما قلتي لي ....ليــــــــــــــــــه ؟"
"لا تتكلم معاي بالألغاز شأقــــــــــولك ؟!!!!!" وجه عمر كان مثال للحيرة " اي سالفه ؟"
قال من بين اسنانه " بنت اختك المحترمه حامل , هذا اللي كنت ابغاك تقوله لي , انها حامل ........انت كيف اتخليني اخر من يعلم ,كيف يا عمر , هذي المسأله مهي سهله , هذي حياة تفهم وش يعني حيـــــــــــــــــاة ,حياة ولدي"
عمر كان يناظره بأنصدام "مهــــــــــــــــا "
"انت تقصد انه مها حامل !!! "
"رد علي مها حامل ؟؟؟؟"
قال خالد بعصبيه " يعني تبي تقنعني انك ما تدري , انكم ما تدرون انها حامل بثلاث اشهر "
" خالد انته شتــــــــــــقول قسم بالله ما كنت ادري , والله العظيم ,بس اه شلون ....شلون "
"يعني انت ما عندك خبر ؟؟؟"
"لا والله , قسم بالله ما عندي , يعني تهقى لو دريت كنت خشيت عنك موضوع هالكبر؟؟"
تنهد خالد هنا من قلب "بنت اختك خلتني اشك بنفسي مو بس انت " يحس انه الحين ارتاح على الأقل شويه انه صديقه ما كان مخبي عنه شي بذي الأهميه ,هذا الشي خفف عنه بطريقه ماا " ايه حامل , تخيل , حامل , وانا اخر من يعلم .......... اخر من يعلم " و قعد يحس كنه ما عنده قوة وانها استنزفت منه بالكامل .
" لااااااااااا بهالحالة مو انت اخر من يعلم , انا اخر من يعلم , شلووووووووون ما قالت لنا, شلوووووووون ما قالت لي ؟؟" وصوته كل ما له ويعلى , "اصلا ليش خشت السالفه عنا , ليش خشتها عن ابوي سعود ....ابوي سعود يدري ولا شنو ؟؟"
" والله ما ادري , ما أدري عن شي "
" انته امس دريت ؟"
" ههه هذا اللي يضحك , تخيل دريت امس بالليل " وسكت بغيض "ولااا بالصدفه بعد , يعني الحلوة ما كانت ناويه تعلمني ... تدري ايش قالت لي !!"
ما كان ينطر رد من عمر , قال "تقول ست الحسن والجمال انه هالببيبي لها لوحدها وانه مالي دخل فيه .....تخيل ابوه ومالي دخل فيه "
شتقصد مها من هالكلام ,هذي الظاهر مو صاحيه , ولا فيه احد عاقل يقول جذي , ما عرف شيقول , اهو و وده يذبح مها انها ما قالت له وهو خالها , فما بالك خالد اللي هو ابو الطفل اكيد وده يقطعها تقطيع , شلون مها تسوي جذي فيهم كلهم , شلون تخش موضوع بهالأهميه , معقوله كانت تبي اتطيح الياهل , ما كان حاب ينرفز خالد اكثر مما كان متنرفز فمسك اعصابه وخش ظنونه , كان يدري انه علاقه خالد بمها فجأة توترت ومها قررت فجأة انها تبي الطلاق ومو راضين يتكلمون عن سبب خلافهم وهذا خلى اللي حولهم يتوترون ومو عارفين يصلحون بينهم , ولما ألحين هو ما يدري من المسكين خالد ولا مها .
لكن بالوقت الحالي يدري انه مها غلطانه وانه إذا تكلم الحين بيسب مها على اللي مسويته.
" تصدق كلما اتذكر كيف كنت قريب اني اصفقها كف من اول ما عرفت , استغرب كيف مسكت اعصابي " خالد كان وده يفضض.
بس سكت
ما قدر , وكتم الكلام بصدره مثل ما يكتم هالأشياء دوووم.
عمر كان يشوف صاحبه وعوره قلبه عليه , هالغبيه مهااااااااا , لازم يكلمها بأقرب وقت ممكن هالزفته , هذا الشي ما ينسكت عنه .
" خلني اطلب لك ريوق و قهوة واطلب لي , احس راسي صدع من المفاجأة "
" انا وش أقول , ما قدرت انام امس يا اخي من التفكير "
"يا معود شوف الجانب الإيجابي من السالفه , الحمدلله انك دريت الحين , وانك بتكون بحياة ولدك من البدايه" قال هالكلام وهو رايح يتصل عشان يطلب.
ابتسم خالد ,هذا من احلى الأشياء بعمر ,إذا قلت له سالفه تطلع الواحد من طوره يلقى لك الشي الإيجابي على طووووووول .
"ايه وانت الصادق , الحمدلله "
فجأة طرى على عمر شغله نساها مع المفاجأة " وخالتي درت " وعرف الإجابه من نظرات خالد "شصار ؟ "
" زعلانه علي " وبضكحه ساخره قال " تخيل درت عن ابنها انه متزوج ولاااااا مو بس كذا وحرمته حامل , الله يعين بس"
وسكتوا كل واحد فيهم غارق بأفكاره لما دق الباب الروم سيرفيز .
وهم يشربون القهوة بدون كلام ,قال عمر فجأة " انا رايح لمزرعه بوحمد "
خالد نزل القهوة من يده , وقعد يشوف عمر كنه ينطر انه يقوله انه يمزح او انها نكته سخيفه او اي شي بهالمعنى.
خالد كان يدري انه عمر بيروح مزرعه بس مزرعه من ما يدري و ألحين درى !
قال له عمر بصوت هامس "ما ادري اشلون صار هالشي ,لا تسأل" بعد ما التقت عينهم
رجع خالد يشرب قهوته وقال " ما راح اسأل"
وهم يشربون القهوة قال عمر فجأة "اسأل "
ظل خالد ساكت وقال بهدوء وصوت عميق "شلون قررت انك تروح ؟"
" والله ما ادري , هو كان يدق علي من انفصلت عن ..." غص بالأسم وقال " عنها ,المهم , هو دايم يعزمني على المزرعه وانا اتعذر بشغلي , لما دق علي اخر مرة وهزئني" وبدى يضحك بسخريه من نفسه " هههههه وقالي إذا ما جيت ما راح تعرفني ولا اعرفك "
بدى يشوف ويه خالد ينطر تعليق وماكان فيه شي قال " ما ادري ليش وافقت بس كسر خاطري ما حبيت ارده , انا من كنت مع.... معاها وكانت له معزة خاصه هالريال ,يذكرني بيدي , نفس طريقته واسلوبه .."
قاطعه خالد " انت متأكد انه عشان ذا السبب ولا في سبب ثاني ؟"
عمر فهم عليه على طول بس قال " اشتقصد ؟؟ "
" يعني انت مو فاهم "
"لا , لا تخاف , هي ما لها علاقه بقراري اني اروح المزرعه "
" متأكد ؟"
"ايـــه متأكد , هي صفحه وانطوت بحياتي "
"على العموم إذا كنت مقتنع بقرارك ,فهذا هو المهم "
كل واحد فيهم يفكر بالخبر الجديد اللي جابه له الطرف الثاني ,قام خالد بعد ما شرب قهوته وقال " يالله انا مضطر اروح البيت الحين , بس ابغى قبل ما اروح , اخذ اغراض بنت اختك "
عبس عمر وقال " اهي مطوله عندك , انا برد الكويت عقب باجر , ما في داعي تاخذ جنطتها "
قست نظرات خالد لدرجه مو طبيعه " بنت اختك بتظل قدام عيني , طول فترة حملها , وراح نتفاهم على كل حاجه بعد الولادة "
" لهدرجه مو مشتهي تقول اسمها , مو ملاحظ انك من اول ما دخلت ما قلته !"
" ما احب اقول اسمها بهاللحظه مثل ما انت تكره انك تقول اسم ذيك "
انتفض عمر مثل الملدوغ " خالد إذا المسأله وصلت ليه هالدرجه خلها تييي معاي الكويت , لا تخلي الوضع صعب عليك وعليها , و لا تنسى انك متكلم على بنت عمك "
" لا تتدخل بيني وبين حرمتي ....اظن انه هذا السبب اللي منعك انك تقولي انها بالسعوديه "
"لا والله عرفت اتسكتني , بس تأكد يا خالد اني ما ارح اسكت ان انضرت بأي شكل من الأشكال "
ما رد خالد على هالكلام وقال " وين شنطتها"
"قول وين جناطها مو جنطتها !"
راح عمر بدون كلام للغرفه الثانيه , والحمدلله انه ما كان مضطر انه يدخل اشياء كثير ,سكر الجناط وعطاها صديقه
خالد جلس يناظر الشنط وهو مو مصدق عينه "ثلاث ! جايبه معاها ثلاثه "
"هههه الله يهداك خالد يعني ما تعرف مرتك"
"هه بس يا عمر ما توصل لثلاثه شنط لثلاثه ايام "
شاف عمر الجناط وقال "لا عادي انا متعود عليها "
"وانا الغبي ظنيت اني قدرت اوقف هالشي !!"
"هههههههه لا يمكن كانت تجاملك ,لأنك زوجها "
عطاه خالد نظره " لا يا شيخ !!" وكمل بعد ما شاف الشنط كلهم " اتصل على الأستقبال يجيبون لنا عامل يحملهم , يا اخي ما اقدر انا لحالي "
عقب ما جى العامل قال له عمر قبل ما يروح " دير بالك عليها يا خالد"
تنهد خالد وقال " مع السلامه "


القصر :

ساره من صحت من النوم وهي مهي متأكد ان كان اللي صار امس حلم ولا علم , البنت الحلوة بالعرس , اتصال اخوها , اكتشاف انه اخوها متزوج , وانه مرته حامل , انه جابها معاهم للبيت و انها نايمه بالغرفه اللي جنب جناحه .
كل ذي الأشياء مو منطقيه او بالأصح كنها مو حقيقيه , ما قط تخيلت انه خالد يسوي هالشي .
طلعت من غرفتها بعد ما البست وتعدلت وراحت للغرفه اللي قاعده فيها الغريبه اللي اسمها على حسب الحلم مها .
كانت بتفتح الباب بس ترددت بأخر لحظه , إذا كان اللي صار البارح حقيقه مو حلم , راح تزعج الحرمة .
لأ انزل تحت اتفطر قبل ما اتهور وادخل وافزعها .
لانها استوعبت ان اللي صار امس مو معقوله انه يكون حلم .
نزلت لطاوله الفطور ولأول مره بحياتها ما تشوف امها وخالد جالسين يفطرون مع بعض , كانت امها جالسه وباين عليها السرحان وعدم التركيز وكان بدر جالس يفطر وشكله حاس بالجو المتوتر اللي حوله .
قالت سارة بصوت عالي " صباخ الخير "
بدر شافها كنها حبل النجاة , رد عليها " صباح النور يا هلا والله "
رفعت حاجبها " وش هالترحيب الحار اليوم , عسى ما شر استاذ بدر "
باست راس امها اللي باين عليها انها توها انتبهت لها وجلست تفطر , خمس دقايق ودخل خالد
بكل هيبته ,وقال " السلام عليكم " وعينه كانت على امه اللي ردت السلام بغير نفس.
راح وباس راسها لكن امه صدت عنه , قامت كنها مو طايقه عمرها , بدر شاف انصراف امه وهو متفاجأ ولف على سارة اللي عيونها كانت على امها ومليانه قلق والتفتت على خالد اللي باين انه متضايق و تعبان .
لف خالد على بدر و قال " كيفك يا بدر ؟"
بدر وهو لما الحين متوتر ومتفاجأ " الحمدلله بخير " وسكت ورجع ناظر سارة اللي كانت ساكته من اول ما ردت السلام .
هز خالد راسه بحركه زين وقال " الحمدلله , انا ما سألتك امس متى امتحاناتك النهائيه لذا الفصل ؟"
"بعد اسبوعين ان شاء الله"
"إذا تبغى اي شي يا بدر انا موجود , وانت تدري بهالشي "
" ادري الله يخليك لنا"
لف خالد على سارة وقال لها "سارة ,تدرين إذا صحت ولا لأ؟"
عرفت عن من يتكلم لأنه امهم كانت جدامها وما عندهم مؤنث ممكن يهتم فيها خالد إلا مها
اشارت له بدون ما تتكلم انه (ما أدري )
" زين , يلا انا استأذن "
اول ما طلع خالد رد بدر ناظر في سارة وقال لها
"ايش فيها امي على خالد اليوم , اول مرة اشوفها زعلانه عليه ؟"
" فيهم اللي فيهم يا بدر ."
"ايش فيهم اللي فيهم , انا ابغى اعرف , ماني بزر ,انا واحد منكم وفيكم ؟!"
سكتت سارة محتارة تقوله ولا لأ , وقررت تقول لأنه مصيره بيعرف خاصه انه مها موجوده معاهم بالبيت مو معقول راح يكون الموضوع سر .
" وش اقولك يا اخوي , امس صار الغير متوقع "
" وش صار ؟"
"امس ما لاحظت انه خالد بعد ما زف المعرس اختفى "
قال بعد تفكير " ايه الكل لاحظ بس هو دق على عمي بو عبدالله واعتذر منه بشي متعلق بشغل , والله ماأدري, بس اعتقد بشي زي كذا , ليه تسألين "
"امس خالد كان معانا يودينا للبيت وكان معانا بنت "
" بنت وش بنته؟" و غمز بعينه " حلوة ؟"
صرخت فيه سارة وقالت "اسكت لا يذبحك خالد"
عرف من اسلوبها انه خالد له علاقه فيها " فيه علاقه بين البنت وخالد ,لا يكون تقصدين بالبنت سمر "
تنهدت وفقالت " لأ مهي سمر ,خالد طلع متزوج "
حس انه عينه بتطلع من الصدمه " ايـــــــــــــــــــــــِش , خالد متزوج , كيف ومتى وشلون "
" ايه طلع متزوج كويتيه بنت عمي محمد صديق ابوي , احنا ما ندري شالسالفه بالضبط , وطلعت حامل , المهم انهم كانوا بيتطلقون لكن صار الحمل وفركش الطلاق على الأقل بالوقت الحالي ,وهي بتعيش معانا , إلى ان تولد , اما بالنسبه لأسلئتك كيف ومتى وشلون , فما اعرف اجابتها "
طبعا بدر كان جد منصدم , هالشي مو متوقع خاصه من شخص مثل خالد ,بس بنفس الوقت حس بالفرح , هو بيصيرعم .
"يعني انا بصير عم ؟؟؟"
"وهذا اللي هامك انك تصير عم اقولك خالد متزوج بدون علم امي , وبدون لا ندري احنا وانت تقول بتصير عم , ما فكرت وش بيصير حق سمر بنت عمي لما تدري , يالله بعض المرات احس انك بزر "
وقامت تاكل بشهيه اقل بعد ما أثر فيها الكلام اللي قالته لبدر , فعلا خافت وش بيصير إذا درت سمر , معقوله العلاقات العائليه بتأثر , من الواضح انه علاقه امي وخالد متوترة بالوقت الحالي , ان شاء الله ما يتأثر شي ثاني .
بالنسبه لبدر فكلامها ما أثر فيه ابد وما ازال من الفرح ولا شعرة , انه يصير عم هذا الأهم اما بالنسبه للباجي فما يهمه .




الكاتبه black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:32 PM
البارت السادس
*** يفز له قلبي كما فزة الطير ... والرجل كن اللي تحتها غدرها ***






الكويت :

بأحد اهم الشركات بالكويت , بعد ما خلص الأجتماع , ناظر الساعه واستغرب انه دلوعته ما اتصلت عليه , دايما بهالوقت تتصل عليه بس عشان تصبح عليه , وتقوله عن خططهها ليومها .
اتصل على خطها اللي فاتحته حق زيارتها للسعوديه ونطر ولكن ما في رد ,معقوله نايمه ليلحين و اتصل على ولده عمر اللي رد عليه بعد رنتين بس .
عمر استغرب اتصال ابوه مو عوايده يدق عليه إلا عشان الشغل حاول يراجع ذاكرته عن مواعيد الإجتماعات او غيره من الأشياء المتعلقه بشغلهم ما لقى شي بهالأهميه
"صبحك الله بالخير يبا "
" هلاا صبحك الله بالنور" وقعد يسمع صوت الشارع والسيارة فقال حق ولده " انته وينك الحين"
ابوه ما يسأل عن هالسوالف ,غريبه
"والله يا طويل العمر انا بالطريج حق مزرعه واحد من الربع , امر ؟"
" انت كيف تروح حق مزرعه واحد من ربعك وتخلي مها بروحها , ما تخاف على بنت اختك , انت شنو ما عندك احساس , انا الغلطان اللي سمحت لها تروح معاك ؟"
بغى يضحك اشلون نسى مها , المها اهي الشخص الوحيد اللي ابوه يبين اهتمامه لها , اما هم عياله فتربيتهم على حسب تفكير ابوه تحتاج لحزم . "يبا الله يهداك هد اعصابك , مها الله يسلمك بالحفظ والصون " وسب مها بداخله لأنها من الواضح ما قالت حق ابوه عن شوفتها لريلها , والحين صارت مسؤوليته اهو انه ينقل الخبر حق ابوه .
"كيف بالحفظ والصون وانت مخليها ورايح ؟؟ هاا ما تقول "
" يبا المرأة مع ريلها .."
قاطعه سعود وقاله " كيف تسمح لريلها ياخذها , انت ما تدري انه بينهم خلافات , مو انه صديقك , ترمي بنت اختك عليه "
" يبا يعني تظن اني برمي بنت اختي على صديقي , شالكلام طال عمرك , اهي اللي راحت معاه , اتصلت علي امس وقالت لي , واهو اليوم زارني وخذا جناطها "
ما حب يقول حق ابوه انه مها طلعت حامل وانها خشت هالموضوع على الكل , ما حب يزيد السالفه عل ابوه ,وخاصه انه ما يدري إذا ابوه يدري ولا لأ.
سكت ابوه لفترة طويله
"يبا هذا احسن لها , انت شايف شلون كان وضعها بالسنه اللي طافت حالتها ما كانت تسر لا عدو ولاصديق , خلها تحل مشاكلها معاه بطريقتها "
"تبي تعلمني انت , انا اعرف شنو احسن لبنتي وشنو مو احسن لها , يلاا السلام"
" مع السلامه طال عمرك"
بالنسبه لسعود المها غير, حفيدته الغاليه , بنت بنته الوحيده , واللي كان خايف منه صار , كان خايف انها تترك الكويت وتروح السعوديه , تروح عنه , كان يحب يشوفها ويسمعها , عشان جذي كان معارض زواجها من خالد و وقف ضد هذا الزواج مع انه خالد من الرياييل اللي ينشد الظهر فيهم ,لكن ابوها كان مصمم على انه يتمم هالزواج والبنت كانت راضيه وتبي الريال
قام من كرسيه وراح يشوف البحر من مكتبه , الله يوفقها مع زوجها ,عمر صاج حالها ماكان يسر لا عدو ولا صديق .
خاصه بالثلاث الأشهر اللي طافت .


في القصر (السعوديه) :

جبدها تقلب مو زينه من اول ما احملت وهي تكره قومت الصبح من جبدها اللي تلوع , صايره ما تستحمل شي , من اول ما قامت ما حبت تتحرك وحطت ايدها على بطنها .
وقعدت تكلمه " شفت اشلون جبدي تلوع , حبيبي ابليز مو اليوم مالي خلق "
وبدت تضحك " ههههه انا احبك بس مو لدرجه انك تقلب جبدي "
وهي قاعده تسولف لبيبيها مثل العادة , تبطل الباب بقوة فزعها , وخلاهها تفز من فراشها بحركه مفاجأة خلت جبدها تقلب بطريقه مو طبيعيه , خذت نفس عميق تخفف من اللوعه اللي جتها وصارت تقريبا احسن.
شافت خالد عند الباب ,عدلت جلستها على الفراش وغطت صدرها باللحاف, انا شسويت الحين عشان يكون معصب لهدرجه , مو من حقه يعصب انا اللي لي حق اني اعصب من دخلته علي بهالطريقه
بس ما تكلمت (خافت تتكلم تطلع اللي في جبدها وهو شكله يخوف ) التقت عينها بعينه .
خالد كان متنرفز توه راح لأمه يبغى يكلمها , ما اسمحت له يدخل وهذا الشي ضايقه لأنه امه عنده بالدنيا , وطلع حرته بالباب , ولاحظ انه افزع مها .
لما شافها كيف تناظره بفزع ,وشاف عينها الحلوة ,عينها الزرقااااا ,هذا اللي ناقصه ,عينها الزرقاء تناظره كنه تناظر كائن حي غريب.
وشاف عينها كيف انزلت للي بيده ,وكيف خذت نفس عميق وردت ناظرت بوجه .
ابتسم بسخريه لما عيونهم التقت مرة ثانيه وهذا خلاها تصد عنه , كنها مو متحمله تشوفه
كنه وجهه يقرفها .
تكلم عشان يقطع على نفسه سلسله التفكير قبل ما تشب النار اللي داخله اكثر وتحرقه وتحرقها .
"جبت لك الشنط "
ما اقدرت تلف عليه وتشوف نظره السخريه والأحتقار اللي تواجهها وقالت من غير نفس " اوكي خلهم بأي مكان."
" لا ارجوك قولي المكان اللي تبغينه , وين تبغين اشيلهم فوق راسي يا سمو الأميرة ولا تبغيني احطهم لك بالكبت , لااااا اخاف تبغيني اشيلهم لك بالحمام , انتي بس تامرين يا اميرتنا "
ما تصدق شلون قاعد يتطنز عليها ,شلون قاعد يهزئها , حراااام عليه .
وهم عاندت نفسها وما لفت عليه ما ارح ترضيه بأنه يشوف دموعها مرة ثانيه , اهي ما تعودت احد يكلمها بهالطريقه و ما تعودت هالأسلوب يتوجه لها منه اهو بالذات , كانت تسمعه يكلم غيرها إذا عصب بهالطريقه ولكن اهي لأ.
"لا تتكلم معاي بهالطريقه لو سمحت " ولعنت نفسها مليون مرة على صوتها اللي يرجف .
رد عليها بكل براءه " وليه وش فيها طريقتي بالكلام !....مهي عاجبتك ....يمكن تبغين توجهيني عشان اعرف اتكلم مرة ثانيه ! "
مسكت الغطا " اللحاف" بقوة بدون ما تحس وما ردت .
لما شاف ردة فعلها الغير كلاميه ,تكلم ببراءه ساخرة "يالله انا معصبك لهالدرجه لااا ما اصدق هذا انا احاول ادللك واقولك تامرين ويا سمو الأميرة , اجل لو انا مكلمك بالأسلوب اللي كلمتيني فيه , يعني كلمتك كنك تشتغلين عندي , وش كانت ردت الفعل بتكون هاا يا سمو الأميرة " ما لفت عليه وهذا الشي نرفزه كان يبغى يشوف عيونها وراح لها لما صار مقابلها حط يده على حنكها ولف وجهها له والتقت عيونها الزرقاء الحلوة بعيونه السوداء .
الدموع اللي تارسه عينها خلته يتركها بس مو قبل ما يقول لها
"هالمرة سكت عن اسلوبك الحلو لكن وربي يا مها ما رح اسكت المرة الجايه " وترك شنطتين وطلع , اول ما طلع ما اهتمت تسكر الباب.
راحت جري للحمام جلست على الأرضيه الباردة وبدت تستفرغ اللي بكبدها ودموعها على خدها .
اكتشفت انه مع كل اللي سواه فيها مازالت تحبه وتموت فيه , اكتشفت بهاليومين اللي شافته فيهم انها كانت تخدع نفسها لما كانت بالكويت وتقول انها ما تحبه وانها تبي الطلاق , اكتشفت انه تصرفاته تأثر فيها عشان جذي الغيرة بتحرقها من خطيبته , وانها تبي تعيش معاه العمر كله ,اه يا ليتها ما يت للسعوديه , يا ليتها ما شافته , يا ليتها ما اكتشفت انها تعشقه مع كل اللي سواه فيها .
لما نزل يحمل الشنطه الثالثه , وصل لغرفتها ودخل الغرفه بهدوء وحط الشنطه ,ما شافها بالغرفه ,ما اهتم , ماله خلق مشاكل معاها , صاير كلما شافها تزيد المشاكل وتبادل الكلمات , جا بيطلع , سمع صوت الأستفراغ والأنين اللي طالع من الحمام المفتوح .
راح للحمام وشافها جالسه على الأرض تستفرغ ,اختبص ,ما عرف وش يسوي ,قرب منها على طول وحط يده على راسها يمسكه لها و اول ما حط يده على راسها حس فيها تحاول تقاوم يده فقال لها بنبرة أمرة "اهدي "
ما قدرت تقاومه اكثر لأنه رجعت تستفرغ , حست بجسمها تعبان وراخي عقب ما خلصت اللوعه والأستفراغ ورمت راسها بدون ما تحس على صدره اللي كان وراها وقالت له " ابعد عني "
"لازم نروح للطبيب" هو قال هالكلام وهو لسه ماسكها
لما حست بصوته قريب من اذنها استوعبت انها متكيه عليه ,بعدت عنه وحطت ايدها على راسها المعرق "لا ما في داعي كل شي طبيعي " وبعدت شعرها عن عينها " لو سمحت خلني ابروحي "
"كيف طبيعي وانتي كنتي تستفرغين ,قومي يلاا.. خلصي" جا بيوقف ويوقفها معه ,لكن هي بعدت يدها عنه
"والله طبيعي ..كلمت الطبيبه بالكويت وتقول طبيعي ..كل مرأة ...اممم ..حا...حامل احتمال يصير فيها جذي ...حتى اسأل امك "......."ألحين اتركني بتعدل واطلع" وهي منحرجه ما تبي تشوفه عقب ما اكتشفت انها ما وقفت عن حبه , تكره تحس انه هو ما اعتنى فيها لأنه يحبها , ولكن لأنه واجب عليه انه يسوي جذي .
" انا راح استنى عند الحمام إذا تبغين اي شي ناديني "
فجاة لفت عليه (عقب ما كانت صاده عنه طول الوقت ) وحطت حرتها فيه " خالد لا تبين جنك مهتم , انا وانت نعرف انك ما تهتم فيني ..... يا كره التمثيل " وردت صدت عنه .
قاطعهاااا وهو يشوفها من فوق لأنه واقف وهي لساتها قاعده " لا انا من ناحيه مهتم فأنا مهتم" لما سمعت كلمته حست بالأمل ,لكنها ما لفت عليه , وكمل " لا تنسين اللي في بطنك ولدي , وصحتك من صحته ,بنتظرك بسرعه خلصي"
اما اهي حست كنه سجاجيــــــــــــن بصدرها , بغت ترد تبكي إلا انها امنعت نفسها.
يعني انا مو مهمه , هذا اللي كنت اعرفه من كنت في الكويت , شنو فرق الحين لما سمعته يقولها بصراحه, ليش حسيت جني بموت ليش ؟.
هو طلع يستناها بره الحمام ,يبغى يتأكد انها بخير ,عقب اللي شافه خاف انه يرجع لها الأستفراغ


المزرعه :

عمر وصل للمزرعه ,دخل من البوابه الكبيرة , وشاف البيت اللي قدامه والساحه الوسيعه ,بدى يتردد هل القرار اللي اتخذه صحيح ولا لأ
هل كان المفروض يتعذر .
جلس بالسيارة يشوف المزرعه , ما تغيرت من شافها اخر مرة .
نزل من السيارة لما شاف بوحمد يطلع له من الخيمه الكبيرة الموجوده بالساحه , الظاهر انه سمع صوت السيارة .
"يا الله حيااا , نورت المزرعه يا بوسعود"
"هلا والله ,الله يحيك يا عمي ,منورة بوجودك " وسلم على الرجال الكبير اللي يحسه مثل جده الله يرحمه .
دخل معاه للخيمه وما جلس إلا لما شاف عمه يجلس
"جيب القهوة يا ولد"
ولف على عمر "اخيرا جيت !! يعني كنت تنطر اهددك يالله تجي "
والله هالشايب يدخل القلب "ههههههه اللي يهداك يا عمي تدري انه ابوي يعتمد علي بالشغل ما اقدر اخليه "
" ايــــــــــــــــه وانت الصادق إلا وش اخبار ابوك ؟"
"الحمد لله بخير , علومه تسرك "
وصرخ بوحمد فجأة " يا صبي القهوه" وعلى طول نزل عمر راسه قبل لا يشوف بوحمد ابتسامته , واثنينهم اسمعوا الصبي يقول "حاضر يا عمي جايتك القهوة جايتك "
"والله هل صبيان صايرين ابد .....ايـه على ايام قبل " ولف على عمر "إلا قلي اخبارك ؟"
لما سمع النبرة اللي نطق فيها السؤال تغيرت نفسيته,كان يعرف هالنبرة زين ,من اول ما توفت نورة وهو يسمعها, رفع راسه وقال "بخير عساك بخير"
"لا تكذب "
اهني رفع عمر حواجبه بأستغراب وما قط احد قال انه يكذب لما يقولهم انه بخير ,يمكن اهم حاسين انه مو بخير بس ما احد تجرأ انه يواجهه , وخالد كان يسأله بس إذا قاله انه بخير يعطيه نظرة (انا مو مصدقك) و ما يعلق , وهذا الشي مريحه .
"لا ترفع لي حواجبك , انا سامع انك ما انت بخير"
قال بقوة وبلهجه الواثق "مو كل شي تسمعه تصدقه , بس من باب الفضول من اللي وصل لك هالكلام ؟" وتسائل ان كان هالكلام وصلها بعد .
بوحمد " المهم انك بخير , مو المهم اللي نقل الخبر "
القهوه خلته يسكت وقرر انه ما يطول الموضوع
" تدري ليه انا عازمك اليوم على المزرعه ؟"
"ليش فيه سبب غير انك تبي تشوفني ؟" قال هالكلام وهو مبتسم وجا الصبي يعرض عليه القهوة إلا انه اشرله انه ما يبي زود .
" ايــــــــــــــه قوم معي يا بوسعود؟ "
قاموا مع بعض وكان واضح على العم بوحمد " فهد" انه متحمس لشي راحوا مع بعضهم لخلف بيت المزرعه مكان الأسطبلات والحظيرة , وكلما قربوا كان العم فهد يمشي اسرع من الحماس ,لما قربوا من الحظيرة ,إلي من شاف عمر الموجود فيها غيب عن الدنيا وبدى يقرب اكثر واكثر ,كان فيها خيل من احلى الخيول اللي شافهم بحياته , جميل جمال مو طبيعي , اسود سواد الليل وشعره طويل ,يركض ما يبي يتقيد , كان باين انه عمال المزرعه مو عارفين يمسكونه ويهدونه , لأنه الخيل كان جامح مو راضي بالقيد.
اه ياهو اشتاق للخيل من سنه وشي ما قعد مع خيوله القعده اللي ترضيه , اصلا هذي اول طلعه له برة الشغل من زمان , قرب للحظيرة وعينه مهي راضيه تخلي الخيل .
وسمع صوت العم فهد من وراه يقول " كنت ادري انه بيعجبك ,وانه ما احد راح يقدره غيرك"
قال عمر من غير لا يوخر عينه عن الخيل " لا احسنت الأختيار يا عم فهد , وين لقيته هذا "
كان يدري انه عمر الوحيد اللي راح يحس بنفس مشاعره تجاه هالخيل واللي كان يغيض بو حمد انه ولا واحد من اعياله او احفاده مرتبط بالخيل مثل ما اهو مرتبط فيه , وارتبط بعمر عشان حبه للخيول ,اللي يحس يذكره بنفسه لما كان شاب
"المهم اني لقيته , تقدر تروضه لي ,الصبيان اللي عندي احسهم ما يعرفون يقدرون قيمته , وراح يكونون قاسين عليه ,خاصه انهم جدد ,ها وش قلت "
" لويت ذراعي يا عم ,لويت ذراعي "
"هههههههه ,ها وش قلت "
اهني لف عمر عليه وقال " المشكله انك تعرف الرد ,هذي المشكله " ورجع شاف الخيل " احتاج حق يومين ,خلني اخذه معاي للكويت وارده لك احسن ما يكون "
" لا إذا بتروض هالخيل بتروضه هنا ,بالمزرعه ذي , ها وش قلت ؟"
" صعبه "
" لا مهي صعبه , نام عندي هنا "
"هههه اشوف فكرت بكل شي "
" تنام ببيت الضيافه ها وش قلت ؟"
سكت عمر فترة بعدين قال "شسمه الخيل؟"
ابتسم فهد لأنه عرف انه كسبه خلاص وقال "اسمه قايد الريم "
هذا الأسم خلى عمر يلف على بوحمد بسرعه ولف عليه بوحمد بنفس الوقت
"اعجبك الأسم ؟"
قال عمر بسخريه "كثير !"
ورجع يشوف الخيل , هالخيل جد يسحر , شوفته لقايد الريم رجع حبه للخيل بصورة رهيبه , وحس انه انشغاله خلاه يهمل خيوله ,القعده مع الخيول كانت تعطيه احساس ثاني وغير عن احساسه بأي شي ,وقرر انه اول ما يرجع للكويت يعوض خيوله عن الأهمال


عند البحيرة :

صحت من سرحانها ,و شافت تليفونها ,عندها 4 مس كول "مكالمات لم يرد عليها " ,معقوله كيف ما سمعت تليفونها ,وتذكرت انها كانت حاطته على الصامت ,خذت تليفونها وناظرت الساعه وفزت بسرعه من مكانها , معقوله الساعه 11 مو معقول , توها تنتبه انه الشمس تغير مكانها يالله كيف الوقت مر بسرعه , غسلت وجهها من ماي البحيرة , اتصلت على جوري بنت عمها اللي متصله عليها .
بنت عمها اللي اول ما شالته قالت "يا حمارة وينك انتي ؟؟؟, صار لنا سنه نحاول نتصل فيك "
"سوري ادري والله ادري بس انا بالبحيرة و بدون لا أدري سرحت "
" رحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــتي البحيرة , انتي ما تدرين انه جدي مانعنا منها ؟؟ , كيف اتروحين "
انا غبيه اكيد غبيه ,كيف اقولها انا وين ؟؟ كيف ؟؟
حاولت تصرف " المهم انا كاني جايه ,اوصل الجوهرة للعم حسن واجيكم "
سمعت صوتها تقول "بس .."
ما كان لها خلق تسمع كلام جوري عن زيارتها للبحيرة الممنوعه !
فقاطعتها " لا بس ولا شي انا احس بالجوع , قولي لسانديا تسوي لي سلطه ما تفطرت عدل اليوم "
وسكرت التليفون وراحت (للجوهرة) وحطت يدها عليها ووضمتها بحيث راسها صار على رقبه الخيل .
وقالت لها بهمس " شكرا لوجودك معي بوقت ضيقي "
ركبت الخيل وركضت فيه للحظيرة بأسرع وقت ممكن وهي تدعي ربها انه محد يلاحظ انها كانت تبكي قبل


بالقصر :

بعد ما طلع من حمامها ,اتصل على اخته فاطمه
بعد السلام حس بأسلوبها الجاف معاه وهو بصراحه ما يقدر يلوم احد بس جد كان تعبان.
"فاطمه ابغى اسألك عن الحمل " وسكت ما يدري كيف يكمل "المرأه الحامل كيف تكون بالصباح؟"
سكوت على الطرف الثاني وبعدين سمع اخته وعرف انها مبتسمه من نبرة صوتها ولعن نفسه انه ما عرف يصيغ سؤاله " كيف تكون يعني بالصباح و ما فهمت السؤال ؟"
تغير نبرة صوتها من سؤاله احرجه
" اقصد يعني يجيها غثيان وكذا ولا إذا صار هالشي لازم اوديها للمستشفى ؟"
هنا سمع ضحك بصوت عالي و هذا للي ناقصه سخريه اخته عليه " الحمدلله اني فرحتك اخت فاطمه و الحين ممكن تجاوبين على سؤالي"
اخته الظاهر حست انها مصختها فجاوبت وهي تحاول تكتم الضحكه " وحرمتك اش قالت لك ؟"
" هي قالت انه ما عليها باس و لكن انا حبيت اتأكد "
"لا تطمن هي بخير وهذا الشي طبيعي , وعشان ترتاح خلها تاكل قبل ما تقوم من فراشها بسكوت جاف او توست , يمكن هذا يهدي كبدها شوي "
" اممم وش الأشياء الثانيه اللي لازم تسويها الحامل ؟"
" ما أدري .....احسن انك تاخذ لها موعد مع دكتورة وتخليها تراجع كل شهر وكذا , احسن لك ولها , وكمان عشان الدكتورة تعرف حالتها واي شي يصير من مضاعفات او خطورة ممكن تتعرض لها "
شافها تطلع من الحمام فقال لأخته "شكرا ما قصرتي ,اتصل فيك بعدين "
"لحظه يا خالد لازم انتكلم .. "
"صدقيني بعدين ,انا بعد ودي اتكلم معك , يلا مع السلامه"
لما طلعت من الحمام , اللي ما كانت ناويه تفارقه , عورها قلبها لما شافته قاعد ينطرها واول ما شافها فز و جنه ما صدق على الله طلعت ويبي يروح يفتك منها .
"رح اخذ لك موعد مع دكتورة اتابع حمالك "
سكتت لأنها عارفه انه اللي في باله راح يسويه وكلامها ما راح يزيده إلا عناد .
" الفطور إلى الأن تحت ,إذا تبغين شي نزلي , سارة موجوده وبتساعدك "
" لأ ابي اكل بالغرفه" شافت ويهه وقالت بسرعه "احس اني تعبانه بعد ...بعد اللي صار..يعني اللوعه وكذا" تدري انها ما تقدر تظل محبوسه بغرفتها طول قعدتها بالسعوديه (اللي تتمنى انها قصيرة) جنها طفله معاقبه , إلا انها ألحين مو قادرة تواجه احد , منحرجه وايد من اللي صار امس وتحس انه ما احد يبي يشوفها خاصه امه .
اقتنع بكلامها فقال " على راحتك , راح اقول للخدم يحضرون الفطور ويجيبونه لك , انا الحين بروح عندي شغل اقضيه , إذا تبغين اي شي اتصلي علي تعرفين رقمي صح ؟"
هزت براسها إن (ايــــــــــه)
" تمام "
توه بيطلع شاف شنطها ورد لف عليها " ثلاث شنط كبار لسفرة لمده ثلاث ايام مو خاشه مخي ,وش كنتي ناويه عليه ؟"
إحمر ويهها بطريقة (كاد المريب ان يقول خذوني) ردت فعلها خلته يرفع حاجب ويعدل وقفته " قولي وعليك الأمان "
عظت برطمها " راح تعصب "
"لا ما راح اعصب , غردي "
"شفت انته من ألحين معصب "
" قلت لك ماني معصب و لا تخليني اعصب جد "
قالت كل شي بسرعه " عمر كان ناوي يروح حق مصر وانا كنت ابي اقنعه انه ياخذني معاه ..وبس"
شافت ويهه فقالت " انته قلت انك ما راح تعصب "
تنهد يفرغ الشعله اللي بداخله "ما عصبت"
مشى للباب وتوه بيطلع سمعها تقول له " خالد " لازم يمنعها انها تقول اسمه ,وقف ايده على مسكت الباب بدون ما يلف عليها و لما شافته وقف قالت "لازم نتكلم"
"عن "
"عن قعدتي بالسعوديه , انته اكيـــــــــــد مو جاد بكلمتك صح؟ انته بس تبي تخوفني لأني خشيت عليك اني حامل صح"
"لأ غلط " ولف عليها "بتقعدين بالسعوديه على اتفاقنا وما راح انتناقش بالموضوع مرة ثانيه"
" اتفاقنـــــــــــــا احنا ما اتفقنا انته قررت"
" والله سميه اللي تسمينه ما يهمني , المهم انك راح تبقين "
"بس هذي دكتاتوريه , مو من حقك تقرر شي متعلق بحياتي بهالطريقه "
"مثل ما انتي قررتي انك تخشين علي سالفه الحمل صح"
اهني ما قدرت ترد بولااا كلمه واهو طلع من غرفتها , دايما بكل خلافاتهم لازم اهو اللي ينتصر إلا خلاف واحد ما تحب تتذكره كانت مستعده بذاك الخلاف بالذات انها تخسر, لما تذكرت سبب الخلاف قست قلبها عليه .
لازم ما يعرف بأحساسي تجاهه .


بمكان ثاني بالقصر (موضي):

كانت قاعده بالصاله الرئيسيه بعد ما عرفت انه خالد طلع من البيت , صحيح انها اشتاقت لولدها وهي توها بدت تعاقبه على تصرفه بس لازم تتخذ هالتصرف , ولا الكل بيعتبرها الطوفه الهبيطه بالبيت و مالها راي ولا لها شور.
انها تخلي خالد يستنى على الباب او انها تصد عنه صعب عليها و لأنها اعتمدت عليه كثير بعد وفاة ابوه , واعتبرته شريكها بالمسؤوليه اكثر من اعتبارها له انه ولدها اللي فقد ابوه .
جت لها الشغاله "ماما تليفون"
"منو يا ماري ؟"
"انتي بنتي فاتيما"
"جيبي تليفون "
جابت الشغاله التليفون وراحت لشغلها
"الو "
" السلام عليكم ,صبحك الله بالخير يمه, اخبارك يا الغاليه ؟"
"تدرين بأخباري يا فاطمه "
" يما هو ما كلمك امس"
"إلا كلمني "
"اجل وش مضيق صدرك" فاطمه كانت تحاول تلين صدر امها على اخوها , اخوها اللي ما قصر تجاههم من قبل وبعد وفاة ابوهم , هو كان ولا زال الصخرة اللي يتمكسون فيها متى ما خافوا الغرق, حاولت تهون السالفه على امها وتلين قلبها على خالد علها ترد جزء من جمايله عليهم , نبرة صوته والكدر اللي مغلف صوته عورت قلبها وخلاها تتراجع عن سياستها انها تكلمه بحفاف.
"يعني انتي منتي شايفه انه الموضوع يكدر الخاطر ويضيق الصدر"
" إلا , بس ما نقدر انغير شي بالزعل , وبعدين هذا خالد يا يما "
" هذا اللي ماني قادرة استحمله انه خالد , لو من غيره كان عادي لكن منه اهو بالذااات...آآه " وسكتت
فاطمه قررت انها ما تضغط على امها بهالموضوع و استسلمت لفضولها الأنثوي
"يما وش بيصير على حرمته ؟"
" والله على حسب كلامه انهم بيتطلقون لما تولد , ما أدري عنهم " ورجعت بفكرها لأمس كيف قال لها بصوته انه يبغاها
استغربت فاطمه من طريقه امها كنها مو واثقه بخالد " يما انتي منتي واثقه بكلمته ؟"
"فاطمه تتكلمين كنك ما شفتيها , ما شاء الله كنها قمر اربع تعش , زين و حلاة ودلع , بالعرس الكل منهبل عليها , وخالد رجال ,خوفك يضعف قدامها , خاصه بعد ما صار يربطه معاها اكثر من عقد الزواج مو بس كذا ابوها كان صديق جاسم الله يرحمه وانا خايفه هالشي يأثر عليه, يعني يحسسه بالمسؤوليه "
"ايه يمه شفتها ,.... بس ادامه قال انه بينفصل عنها فهذا يعني انه الخلافات بينهم ما لها حل , ما قالك امس وشهو سر الخلاف او كيف تزوجها ؟"
"ما قال إلا اللي يبغى يقوله ,امس بعد ما طلع عني اكتشفت اني ما طلعت منه لا بحق ولا باطل ,ما احسه قال لي الحقيقه كامله , احس كنه في اشياء مخبيها عني ... والله انا خايفه على سمر انها ما تتقبل الموضوع بكبره انك توافقين على رجل ما عنده حرمه ولا عنده ولد غير عن رجال مطلق وعنده بزر يربيه "
" لا سمر ما عليها زود جمال واخلاق وطيبه ,ان شاء الله بتملك قلب خالد و ما تخلي فيه شي لحرمته الأوليه "
والله يا خوفي إنا نظلم بنت الناس ويكون قلب ولدي بيد بنت محمد .
من الضيقه اللي كاتمه على صدرها مثل الجبل لما تفكر بالموضوع ,قررت انها تغيره فقالت "الله يعين يا فاطمه , المهم ايش اخبارعيالك ريهام وسالم ؟"
بتنهيده قالت فاطمه "اليوم الخميس ,اكيد مبسوطين "


المزرعه :

اخيرا وصلت للأسطبلات , المشكله ما شافت احد من الساسه فبدت تنادي " عم حسن "
لما ما جا احد , حاولت مرة ثانيه " يا عم حسن " وتمنت ما يطلع لها السايس الجديد (ما ترتاح له ابد .)
ما لاحظت العين اللي كانت تشوفها من الكرسي المحطوط جدام الحظيرة .
ردت تنادي بس بعصبيه "يااا عم حسن"
وفجأة شافت بطرف عينها شخص يوقف من مكانه , وفز قلبها , لفت على الشخص , و فوران المشاعر اللي جاها خلاها تحس باللوعه , الشوق والحب و الذنب والجرح , إلا انه الأحساس الأقوى كان الغيرة , احساسها انه كان لوحده غيرها وانه بعد ما تركها لقى له حرمة ثانيه وتزوجها مجننها , بس ثلاث سنوات وشهرين وثلاث اسابيع ويوم من دون شوفته قدرت خلالها انها تتحكم بمشاعرها وتخليها بالجزء البعيد من مخها لكن مواجهته وجه لوجه كانت لها تأثير على تحكمها فطلعت المشاعر المدفونه .
بالنسبه للطرف الثاني فكانت مشاعره غير , تأثير جمالها عليه نرفزه, جمالها اللي نضج صارت قمه بالأنوثه ,معقوله 3 سنوات تسوي جذي بالمرأة , حمد ربه انه انتبه لها مبجر وقدر يتعافى من صدمه شوفتها اهني بالمزرعه وقريبه منه , تفاجأ من هالمواجهه الغير المتوقعه , حس ابراكين تتفجر داخله و براكين مو قادر يطفيها , ما يبي يحلل شنو هالمشاعر اللي ثارت بداخله وهذا خلاه يحتقر نفسه لأنه مجرد شوفتها سوت فيه جذي ,المفروض ما ينسى شنو سوت فيه ,يكره كل شي تثيره داخله , وما قدر يمنع نفسه من ملاحظه ملابسها اللي عسرته بشكل ما كان متصوره , قام من مكانه عشان يتخلص من وجودها قريب منه بأسرع وقت , ولأنه مو ضامن شنو راح تكون رده فعله ان شاف واحد من الساسه قريب منها ويشوفها واهي بهالملابس .
لاحظ انها انتبهت له (اخيرا)
قرب منها ومسك اللجام وقال كلمه وحده بس "نزلي" قدرته على المحافظه على اعصابه وعلى بروده دايما تسعفه بهالمواقف .
اللي يشوفه ,راح يشوف شخص مو متأثر ولا مهتم .
لما شافها نزلت , ترك اللجام وضرب الخيل ضربه خفيفه خلته يروح تلقائيا للأسطبل , ورد لمكانه لأنه ان شافها اكثر بيذبحها على هدومها , بس ما يبي يبين اهتمامه , وقعد وهي لما الحين واقفه بمكانها ما تحركت .
شاف السايس يطلع من الأسطبل واهي لما الحين مكانها تشوفه ,فقال بسخريه " طول عمري كنت ادري انج تشوفيني حلو بس مو لدرجه تسمرين بويهي لهالدرجه "
شهقت من وقاحته وراحت بخطوات سريعه لبيت المزرعه لكن مو قبل لا تقول بصوت واطي لما قربت من كرسيه "تحلم انك تعجبني " سخريته سوت الشي اللي كان متوقعه ويبيه بانها تدش داخل قبل ما ينتبه لها السايس , على الأقل خبرة تسع سنين زواج منها ما راحت بلاش مثل ما كان متصور.
ومتأكد ان سخريتها منه سوت الشي اللي اهي كانت تبيه بالضبط انه يعصب.




الكاتبه black widow
سبحان الله
سبحان الله
سبحان الله
اللهم اني استغفرك واتوب اليك

نظرة الحب
03-28-2011, 05:32 PM
البارت السابع
***حس فيني نار الغيرة احرقت يوفي ... مدري ابكي ولا أصيح بعالي الصوت ***






بعد ما مر اليوم الأول , وانفتحت جراح كانت قديمه , وبدى يوم يديد , يوم الكل كان يطلب من الله انه ما يكون مثل اليوم الأول , كل واحد فيهم بعد مواجهته مع الطرف الثاني تجنب المواجهة الثانيه عشان يوفر على نفسه حرقة الأعصاب .

مها باليوم الأول ظلت بغرفتها طول اليوم من طلع خالد لما نامت , وتحمد ربها انها يابت معاها الروايه الأجنبيه اللي بدت تقراها p.s I love you ,وغداها وعشاها في غرفتها , كانت مستحيه من اللي صار بالحفله وما تبي تشوف احد ,لكنها قررت تتصل على يدها بالكويت باليوم الثاني لأنها ما دقت عليه اليوم , ما كانت تبي اتكلم احد .

خالد اشغاله خلته بره البيت طول اليوم مع انه اليوم كان خميس يعني يوم عطله ,عطى امه خبر وكان الصمت الرد الوحيد اللي خذاه , وتأكد انه عمه واهله ما راح يجون إلا بعد اسبوعين مثل ما كان يظن , وبعد ما خلص الشغل راح لمجلس واحد من ربعه وجلس معهم طول الليل وما رجع للبيت إلا بعد ما تأكد انه الكل نام .

اما بالنسبه لعمر فقعد مع بوحمد وبالأغلب مع قايد الريم , اللي يسحره بكل دقيقه وبدى معاه مرحلة الترويض , وهو حاس انه شخص ثاني يحتاج للترويض , اما بالنسبه للمواجهه اللي صارت اليوم فحاول يتناساها و يتناسى كلمتها له ويركز مع الخيل , ومع انتهاء اليوم كان من التعب بحيث اول ما حط راسه نام , خاصه انه ما كان نايم قبل .

الريم و ما ادرااك ما الريم , حست انها خلاص بتنهار , الكلمه كانت على الوتر الحساس , مو كافي عليها ذكريات المكالمه المذله اللي سوتها من ثلاث سنين عشان تنذل اليوم بعد , لكنها اضغطت على نفسها و قعدت مع بنات عمها اللي كانوا يدرون انه عمر موجود فكانوا يراقبونها بحذر ,إلا انها بينت انه الوضع عادي فرتاحوا وارتاحت , وتجنبت الدرايش (النوافذ) المطله على الحظيرة اللي البنات كانوا رايحين وراديين عليها يشوفون عمليه الترويض.

ام خالد طول اليوم كانت تفكر بطريقه تخليها تعرف الوضع الحقيقي بين ولدها وبين من ينقال عنها انها حرمته .

وبدى يوم جديد بكل ما يحمله من احداث جديدة يمكن تكون مفرحه ويمكن تكون حزينه .


القصر (مها) :

صحت اليوم بهدوء ممزوج بتقبل للواقع على عكس اليوم الأول , لفت ويهها للطاوله القريبه وشافت البسكوت يمها مدت ايدها وتطاولت وحده و أكلتها بحذر , وبعد تردد (ما بين انها تقوم وما تقوم) قامت من فراشها من غير حركه مفاجئه خوفا من ان البسكوت ما يعمل عمايله (البنت تعقدت صايرة تقضي كل صباح من الحمل بالحمام ) واحمدت ربها انه ما في اي اثر اليوم للغثيان الصباحي .
راحت للحمام وبعد ما غسلت ويهها , طلعت وبدت تتساءل ( هل يا ترى راح تشوفه اليوم ولا لأ , من امس الصبح ما ياها )

تبي تصير حلوة ,تبيه يحس انها حلوة وانه بعده عنها ما أثر فيها بشي عشان جذي فكرت بعنايه بشنو راح تلبس اليوم .

راحت للكبت (خزانه الملابس) واحتارت شنو تلبس تنورة , بنطلون .

وبعد تفكير قررت تلبس بنطلون جينز ازرق غامج وبلوزة طويله حمرة لفوق الركبه بشوي , راحت للمنظرة ,
ما عجبها شكلها كلش , ويهها امبين عليه تعبان , وصاير اصفر, وتحت عيونها سواد .

طق طق طق

اسمعت الباب وتوترت , ما مداها الوقت تحط مكياج إلا انها ما حبت تنطره اكثر وقالت " تفضل "

لكن الترقب انقلب لخيبه امل لأنه اللي دخل ما كان خالد , كانت الخدامه اللي جايبه معاها صينيه الفطور .
انقهرت من روحها (ما كان المفروض تحس بخيبه الأمل لأنها بالأصل مالازم اتوقع اي شي منه علشان تقدر تتكيف مع الوضع بدون ألم )

ابتسمت للخادمه ابتسامه باهته واشكرتها وبدت تاكل جدامها .

اول ما اطلعت الخادمه من الغرفه , وقفت أكل وقامت من مكانها , انسدت نفسها .

قررت تتصل على الشخص الوحيد اللي يحبها وترتاح انها تكلمه , عمر تموت عليه لكنها ما ترتاح تقوله شي بالوقت الحالي , خاصه انه رفيج خالد , حتى واهي واثقه انه ماراح يقول شي له.

اما بالنسبه ليدها فإهي تحس انها مقصره بحقه طول فترة زيارتها للسعوديه .

اول ما شاله يدها (جدها) اضغطت على نفسها عشان ما تبين مشاعرها وقالت "صباح الخير عدد ما غرد الطير , صباحك الصباحي , والورد والتفاحي , صباح يطرد الفقر وصباح يقضي الدين وصباح يقول يا بنتي اكلت اليوم قرصين "

وسمعت ضحكه من الطرف الثاني وصوت يدها يقول " ههههههه أيااااا الشيطااااانه تدرين اني امعصب عليج , على طول صففتي الحجي "

قالت بدلع "يباااااا معصب علي انااا "

"أه منج بس وانتي احد يقدر يعصب عليج "

أه يا يدي لو تدري انه فيه ناس معصبه مني مو بس معصبه إلا الأعصاب بتيننهم .

وسمعت يدها يقول " مها امس كلمت عمر وقال لي انج رديتي على ريلج !"

تنهدت وقالت " ايه يدي رديت له "

"ممكن اعرف السبب , خاصه انج لجيتيني (ازعجتيني ) تبين تطلقين طول السنه اللي طافت ,عسى ما اجبرج خالج او احد ثاني؟ "
كانت تدري انه يقصد خالد بالشخص الثاني فقالت "لا يدي ,لا حبيبي ,ماحد جبرني على شي "

وعرفت انه الجزء الصعب يه (جا ) إلا انها قوت قلبها و قالت بهدوء " يدي انا حامل "

هدوء بالطرف الثاني فقالت " ايه يبااا االلي سمعته صح , انا حامل , حامل بثلاث اشهر "

ولأول مرة يدها يصرخ عليها , اول مرة يكلمها واهو معصب " واشلوووووون ما قلتي ؟ ليش خشيتي علينا "
هالأيام الناس كلها امعصبه عليها و ما قامت تستحمل اللي قاعد يصير .

قالت "يبا الله يخليك لا تعصب " وبدى صوتها يرجف " يبا والله ما اقدر على زعلك ...إلا انته لا تزعل , واللي يخليك لا تعصب ,والله كنت منحرجه ما ادري شنو اقولكم "

كان عارف انها راح تبجي , واهو ما يستحمل هالشي , موته ودمعه من عينها تنزل , لكن قلبه عوره عليها , شلون كانت خاشه هالسر بقلبها طول هالفتره عنهم .

قال بخشونه " خلاص لا تبجين , لا تبجين , ماني معصب , ماني معصب حتى ولو رجعتي حق هالخالد "

اهني بدت تضحك يدها (جدها) ما قام يواطن خالد من اول ما تركها , كان يقول اللي يتركج ما يعرف قيمتج واللي ما يعرف قيمتج ما يستاهلج .

"انتي مرتاحه يا بنيتي عندهم "

لا والله يا يدي مو مرتاحه , احس الكل يكرهني , وخاصه اهو .

بس طبعا ما قالت هالكلام , ما كانت تبي العلاقه بين اكثر اثنين تحبهم بالدنيا تتوتر اكثر مما اهي متوترة , وقالت " الحمدلله , بس هاا من ألحين اقولك يبا , إذا احد ضايقني على طول بتصل فيك , عشان توريهم شغلهم "
و صار الشي اللي متوقعته, يدها ضحك وقال " ايـــــــه اتصلي علي على طول وعلميني , انتي تدرين بمكانتج عندي , غلاتج من غلاة امج الله يرحمها "

حست بغصه بقلبها, دايما نفس الغصه اللي تجيها كلما يابوا طاري امها , اتحس انها تحتاجها ,تبيها خاصه ألحين .

وقالت "الله يرحمها "


عند خالد :

الحمدلله اليوم امه وافقت تفطر معاه , هذا تقدم عن امس, كانوا مجتمعين كلهم مع بعض , امه واهو وسارة وبدر .

يفطرون بهدوء .

إلا انه هالهدوء ما استمر .

دخلة الخادمه وبيدها الصينيه اللي جابتها من غرفة مها , قلبت الأوضاع لأنه الصينيه كانت مليانه , كنه ما احد مس منها شي .

وهذا خلى امه تقول بعصيبه "بالأول ما فكرت تتنازل عن عرشها وتنزل تأكل معانا وقلنا ما عليه " ولفت على خالد "وفوق هذا مو عاجبها أكلنا بعد !!! "

اهو بدى يحاتي , شتقصد من هالحركه , صينيه اليوم وصواني امس , ما انمس فيها إلا القليل لا يكون تتحداني....
إلا انه ما قال اللي يفكر فيه لأمه وقال بهدوء " لا يالغاليه ,الموضوع مو كذا , هي ما تكون بعافيه اول ما تصحى , ان شاء الله رح تتغدى معنا اليوم "

امه عصبت اكثر (تحس كل معلومه يعرفها ولدها عن هالمرة (المرأه) تعتبر خيانه لها )

بعد ما خلص من فطوره راح للمكتبه وقال لسارة انها تجيه بعد ما تخلص .

شوي ودخلت عليه سارة " امر يا خالد "

تسند على الكرسي ودخل بالموضوع على طول "سارة ابغاك تروحين لها ألحين...وتقولين لها خالد يقولك الغدا اليوم معانا تحت"

"بس يا خالد انا منحرجه منها , ما أقدر"

" منحرجه منها !!! , ليه بالله !"

" يعني خالد بصراحة ....الحفله .." وسكتت ما عرفت كيف اتكمل

" سارة عن الكلام الفاضي , ما فيه احراج ولا شي , المهم انا راح استناك هنا ابغى اسمع الرد"

تنهدت وقالت " ان شاء الله "

بدت تتوجه للباب, ثم اسمعت صوت خالد اللي قال بطريقه شخص كان ناسي شي ثم تذكره " اه ساره.....سأليها ليه اكلها قليل "

قال هالكلام وهو يناظر اوراق كانت بيده .

راحت وهي تتحلطم (يعني خالد اهو زوجها ,وش دخلها هي بينهم مو كافي عليها اللي صار لها اول يوم قابلت حرمته , هو يبغى مها تجي تفطر معاهم , هو المفروض يروح لها, انا اروح , وانا اسأل , وانا انحرج )

لما وصلت لغرفه مها قررت تعتذر عن اللي صار بالحفله فطقت الباب وسمعت صوت يقولها "تفضل"

دخلت وشافت مها واقفه , هالبنت جد حلوة , كانت تظن انه خيالها هو اللي صور لها مستوى جمالها , لكن ما شاء الله عليها جمالها باهر حتى من غير مكياج .

قالت سارة " تسمحيلي ادخل "

صار ويه (وجه) مها احمر وقالت " أكيد تفضلي "

بعد ما اجلست قالت سارة بأحراج " أولا انا جايه اعتذر عن اللي صار بالحفله "

"لا ما في داعي تعتذرين , اصلا لما شفت منو اخوج , عرفت ليش ما عرفتي تردينه " وبعدين سكتت وقالت بتردد " سارة اهو دايم يطلب منج هالطلبات بحفلات العرس "

سارة افتحت عينها على وسعهم من الصدمه وبعدين بدت تضحك بصوت عالي .

مها صار ويهها احمر بشكل رسمي, وقالت بتبرير " لا تفهميني غلط يعني انا كنت خايفه على مصلحتج , يعني مو حلو انج تسوين جذي"

سارة حاولت انها توقف ضحك لكن ما انجحت, بطنها بدى يعورها , ما اعرفت ايش اللي ضحكها اكثر وجهه مها بعد ما استوعبت اللي قالته , ولا تخيلها لخالد وهو يطلب منها بحفلات العرس انها تطلع له الحريم كنه واحد من المراهقين .

مها قالت لها " بس سارة , خلاص " وطقتها على جتفها (كتفها ) , وبعدين ابتسمت وهي تشوف سارة ,كيف تضحك

وأخيراا شاركتها الضحك .

بعد فترة طويله سكتوا وكل وحده تبتسم للثانيه , وصار الجو هدوء بعد الضحكات العاليه , كان هدوء مريح , مملوء بأحساس بدايه صداقه مشتركه .

قالت سارة بعد ما تذكرت امر خالد "مها , خالد قالي اني ابلغك انه الغدا اليوم بيكون تحت "

مها تغيرت نفسيتها 180 درجه عقب طاري اسم (خالد) وقالت " اه ,اهو اللي قالج توصلين هالشي لي ؟"

" ايـــــه "

" امممم و اهو وين , ليش ما يوصله بنفسه ؟"

" هو جالس بالمكتب تحت عنده شغل !"

"ليش يبيني انزل , اهو مو خجلان يوريني لأهله "

سارة حست بقمه الأحراج والتوتر ( ما عرفت ايش المفروض تقول خاصه انه هالشي من الواضح انه متعلق بعلاقه مها مع اخوها الماضيه ) حاولت تفكر برد مناسب (ابيـــــــــخ المواقف , لما تدري انه مالك علاقه بالموضوع ويطلبون تعليقك) وكان اللي طلعت فيه اهو "لاا ما اعتقد انه خجلان منك ...يعني لو كان خجلان ما كان بيقولك انه تتغدي معنا"

غطت مها ويهها بإيدها وقالت " اعتقد اني انا المفروض اعتذر هالمرة , ما كان المفروض اكلمج بهالطريقه , انتى مالج ذنب"

ابتسمت سارة وقالت ببساطه "لا عادي ...بس مها ..ممكن اسألك سؤال "

وخرت (بعدت) مها شعرها عن ويهها وقالت " ايه ممكن ... بس على شرط ما يكون عن علاقتي بأخوج "

هزت سارة راسها بلأ "لا ما رح اسألك عن هالموضوع , اللي ابغى اعرفه , ليه ما تاكلين ؟"

نزلت مها راسها .

"الأكل مهو بعاجبك ؟؟"

" لااااا كلش الموضوع مو جذي .... انا راح اقولج بصراحه ....انا لما اتوتر أو... ما يصير الشي اللي ابيه مثل ما انا مخططه ما اعرف اكل عدل , لكن هالأحساس قاعد يخف , وبعد جم يوم بتشوفيني اكل كل شي جدامي "

ما تدري مها ليش قالت اللي بخاطرها بكل صراحه , بس اللي تدري فيه ان سارة انسانه ثقه , حتى بعد اللي صار بالعرس هالشي ما غير من احساسها انها ممكن تكون اهي وسارة صديقات .

سارة قامت بعد ما حست انه موبايلها اللي بجيبها يهز ويهز , طلعته وشافت انه الأتصال من خالد ( جد غريب خالد , جالس يتصل فيها وهي معه بنفس البيت , ليه ما يجي ويفكني )

قالت لمها " مها انا عندي مكالمه مضطرة استأذن ,بس قبل ما أروح حتتغدي معانا أو .."

قالت مها وبراسها موال "ايه ان شاء الله راح انزل اتغدى معاكم "

طلعت سارة من الغرفه وردت على التليفون اللي ما رضى انه يسكت "نعم خالد"

" وينك فيه جالس استناك صار لي مده , يلاا انا بالمكتبه "

" انا نازله , نازله "

راحت للمكتبه وشافت خالد واقف , اللي اول ما شافها " ممكن اعرف سبب التأخير , هي كلمه ورد غطاها "
"يعني خالد جد اتضحك بنات و اجتمعوا ,ما تصورت انه احنا جالسين نسولف "

عطاها خالد نظرة مو طبيعيه وقال " تسولفون ؟"

ابتسمت سارة بصدق " والله البنت جنان , جلسنا نسولف ونضحك ..."

والله ممتاز , والله شي جميــــــــــــل , جالسه تضحك وتسولف مع سارة , وهو ما تبغى تشوفه , ما تبغى تكلمه وإن كلمته كنها مغصوبه, وإن ناظرته ..ناظرته..وبدى يسخر من نفسه اصلاااا ما تناظره إلا إن جبرها , تعوذ بالله من ابليس على هالأفكار وسمع اخته تقول

"خالد انت تسمعني و لا لأ"

قال بهدوء " لا تقولين بنت "

سارة ناظرته باستغراب عن ايش جالس يتكلم " وشوو؟"

قالها خالد " البنت كلمه تنقال لغير المتزوجه , قولي مره (امرأة) ,هي متزوجه لا تنسين " لما شاف نظرة الأستغراب بوجه اخته قال "انا جالس اصحح لك هالكلمه لأجل ما تغلطين فيها قدام الحريم وينقدوا عليكي"

سبحان الله اليوم , الكل حريص عليها اليوم , اول مها , والحين خالد .

" امممم اوكي"

رجع قالها " بلغتيها باللي قلته "

قالت " ايــــــــــه بلغتها"

تسند على المكتب وكتف ايده "طيب اش قالت .... ابغى كلامها بالتفصيل "

ناظرت اخوها وقالت " هي قالت ...آ آ .. قالت ليه يبغاني انزل هو مو خجلان يشوفوني أهله "

غمض عيونه وقال بنرفزه " اللــــــــــــهم طولك يا روح" رجع فتح عينه وقال بنرفزه اكبر " يعني ألحين كيف؟ , حتنزل و لا لأ ؟"

" هي قالت حتنزل "

" الحمدلله ......طيب واكلها , ليه قليل ؟"

ما حبت تقول كلام مها بالضبط , تحس إن سوت كذا كنها رح تخونها فقالت الكلام بمعناه " لا تقول عادي مهي مشتهيه و انها متى ما بغت تاكل حتاكل , واني المفروض ما اضيق صدري بالسالفه ذي"

"زين , زين " بيشوف اخرتها معاها , متى راح تشتهي تاكل .

قال لسارة " شكرا سارونه " ناظر ساعته وقال "انا الحين لازم اروح للمسجد يلاا سلام"

وترك سارة تناظر بظهره وهي تتساءل يا ترى ايش بيصير بعلاقته بمها بالمستقبل.


المزرعه:

اليوم من صحى الفجر وهو مع قايد الريم , صار هالخيل مطواع بيده , وعشان جذي قرر يمتطيه ويمشي فيه لمسافات طويله , هذي الطواعيه كانت نتيجه تكثيف عمليه الترويض من امس ,كان عنده هدف واحد , انه يروض هالخيل و يخلص عشان يرجع للكويت , يحس هالمزرعه مثل السجن اللي حاكره (حابسه).

جرى بالخيل وتوجه للبحيرة اللي يحس انها احلى شي بهالمزرعه كلها ( بعد قايد الريم طبعا)

لما قرب شاف زول شخص , ولما قرب اكثر عرف منو هالشخص القاعد بكل بساطه وراحه , كره انه يشوفها مرتاحه , حس انه وجوده مثل عدمه بالنسبه لها , تروح وترد جنه (كأنه ) مو موجود, واهو على عكسها مجهد روحه من امس عشان ينسى انه قابلها من الواضح انه اهو مو هامها قابلته ما قابلته عادي , ما تحس بالخجل من اللي سوته فيه , ما تحس بتأنيب الضمير , لاااااا طبعا ليش تحس بهالشي , اهي وحده بدون مشاعر , اشلون يتوقع من وحده مثلها تحس .

قرب منها واهو على الخيل , ونزل من قايد الريم بهدوء .

سمع ضحكتها , وانتبه انها تتكلم بالتليفون .

"هههههه لا حبيبي , لا تقول كذااا "
.........

" انا اموت عليك تروكي ...ههه طيب من عيوني يا الغالي "
.........

لآآآ مو معقول اللي يسمعه , قعد يقرب منها يبي يتأكد انه هالكلام قاعد يطلع منها اهي .

"ايـــــــــــه قول حق امك انك تحبني , وانك تبغاني "

صوتها , ضحكها , كلامها , بدت النار تشتعل بقلبه اللي ضخها لباقي الأعضاء بشراسه ,بدى يتعوذ من أبليس , حاول ياخذ نفس عميق , حاول يركز تفكيره على شي ثاني , كل محاولاته كانت فاشله .

احتار يذبحها ولا يلف ظهره ويروح قبل ما يرتكب جريمه فيها

لكن ضحكتها الأخيرة قررت عنه , وبكل بساطه ما عاد فيه يقرر لأنه فقد .

وما حس بعمره إلا اهو ماسكها بزندها وموقفها وسمع شهقت الخوف اللي طالعه منها , خذا التليفون منها بالقوة وقال بوحشيه " ألووووووووو" ما كان فيه رد على الطرف الثاني , ما كان منتبه لمقاومتها ولا منتبه لعصبيتها وصراخها ومطالبتها أنه يرد لها التليفون , لأنه ما كان بهالعالم , كان بعالم ثاني , عالم قاعد يحترق فيه حرق " ألووووو يا ..." .

وقبل لا يكمل كلمته سمع صوت بكي طفل " أأأأأأأأأأ انته مين ....آآآآآآآ ليه تصرخ علي ...ايش سويت , آآآ بأعلم امي عليك"

اهو حس جنه ماي انكت عليه , انتقل من قمه العصبيه إلى قمة الإحراج .

تركها فجأه وعطاها التليفون , اما هي فخذته منه بعصبيه , وتكلمت بالتليفون وهي تحاول تتحكم بروحها " حبيبي لا تبكي .... لا يا قلبي انته ما سويت حاجه , اهو الشرير "

وعطت عمر نظرة احتقار وهو قابلها برفعه حاجب " ايه حبيبي ما لك دخل فيه هو شرير لاهو مو حلوو , وع وع ... لا ما فيه احد حيضربك ... بس يا قلبي ...ايه انت قول لأامك انك تبغى تجييني ....."

عطاها ظهره وونزل على ركبته للأرض بحيث صارت ركبه على الأرض وركبه ثانيه فوق خذى ماي وغسل ويهه فيه , انتقل بثواني من قمه العصبيه للهدوء , اصلا انه يخلي عصبيته تتحكم فيه كان شي غريب عليه , كان غالبا يطلع عصبيته بالسخريه والبرود , هالمرة ما قدر يسوي جذي , حس بمشاعره متمدده لدرجه انه ما قدر يغلفها بالسخريه أو البرود.

بعد ما سكرت التليفون , صرخت باللي جالس ما كنه مسوي شي " انت اشتقصد بحركتك ؟"

وقف بهدوء ولف عليها بابتسامه جانبيه وبسخرية موجها له اهو قبل ما تكون موجها لها .

وقال "تقدرين تقولين اني كنت ابي أتأكد انه البنت اللي ربيتها قاعده " وكمل بسخريه وباللغه العربيه " تسير على الطريق المستقيم "

رددت بعصبيه الكلمه اللي قهرتها أكثر شي " البنت اللي ربيتــــها ! اللي ربيتها !"

قال بهدوء " ايــــه اللي ربيتها ! عندج شك بهالموضوع " وسكت ثم قال " فكري فيها متزوجج وانتي صغيرة , جم كان عمرج بالضبط ؟ ...ايه عمرج 15 سنه , يعني كنتي اقرب للطفوله منها للأنوثه..فتقدرين تقولين ربيتج "
شاف نظرتها له وعرف لو النظرة تقتل جان نظرتها اقتلته .

غير الموضوع وقال "منو تركي ؟ "

ما صدقت لما سمعت السؤال وردت تقول بعصبيه " انتـــــــــــــه مالك دخل , تســــــمع مالك دخل , مالك حق تسألني عن اي حاجه , انت طليقي منت بزوجي , يعني تخليت عن حقوقك فيني "

وراحت لحصانها اللي كان واقف ورا عمر .

قال لها "ولد العنود؟ "

انقهرت منه ,ولفت عليه بعصبيه لما قال اسم وحده من صاحباتها وقالت من بين اسنانها " لأ ولد منورة " جاوبت على سؤاله لأنها ما كانت تبغى يذكر اسم صاحباتها وحده ,وحده على لسانه .

لكن صار ما لم يكن بالحسبان وصارت المصيبه , عمر ما انتبه للأسم اللي انذكر و نطق الأسم المحرم ,نطق الأسم ! , الأسم اللي يفجرر براكين ويحرق سهول , نطق الأسم اللي مااحد يتجرى ينطقه جدامها , نطقه بصوت حالم (من وجهه نظرها ) وهامس " ولد نورة !"

اهي حست انها مثل البنزين اللي انرمى عليه عود ثقاب مشتعل , فاحترق بسرعه وبقوة وغطــــــــــــــــــــت الحريق كل قطعه بروحها وبجسمها وبعقلها , تتلفها وتترك ندب .

غمرتها النيران لدرجه حست بالأختناق .

الفكرة الوحيده اللي خطرت في بالها (هذا إذا كانت تفكر بذيك الحزة اصلاا) إنها تذبحه , تنهيه من هالوجود , تأذيه .
اتجهت لتنفيذ قرارها بسرعه وبصرخه قهر رفعت ايدها وحاولت تكفخه كف ,مسك عمر ايدها قبل لا تحوش هدفها , لكن هذا الشي ما اثناها انها تستخدم يدها الثانيه عشان تضربه فيها ولكن عمر بالرغم من الأستغراب اللي ماليـه كان متحضر هالمرة ومستعد , لما شافت انه ايديها الثنتين مقيده استخدمت ريلها وحاولت ترفسه .

عمر حالته ما تنوصف كان منصدم , ما يدري شالسالفه وشنو اللي سبب هالردة فعل , كان يحاول يتحكم فيها عشان ما تحاول تفلت منه , لأنها كانت مثل القطوه المتوحشه , ما كان عارف مشاعره تجاه هالهجوم ,كان مستغرب على فيه ضحكه على معصب , لكن من بدت تستخدم ريلها بالهجوم تغلب الغضب على المشاعر الثانيه وبثواني قدر يتحكم فيها وبطريقه معينه قدر يلفها وهو ماسك ايدها الثنتين بحيث صار ظهرها لازق بصدره .

وقال بعصبيه واهو يتكلم من بين اسنانه "انا تبين تطقيني ! , انا تبين تكفخيني كف " وفقد اعصابه للمرة الثانيه بهاليوم وقال بصراخ " يا حمــــــــــــــــــارة , اذا رياييــــــــــــل بشوراب يخافون يقلون علي كلمه , انتي تبين تكفخيني كف "

الواحد يظن انه بهالحاله الريم المفروض تهدى لكنها كانت بعيده عن الهدوء, اهي خافت لكن الخوف ما تغلب على احاسيسها الثانيه , الغيرة ,والغضب والخيانه , فحاولت تفلت من ايده مو لشي غير انها تنتقم منه , تحدث فيه الضرر اللي كانت ناويه عليه .

اما اهو فكان يحاول يتحكم بأعصابه ويفهم اللي صار , حاول يسترجع الأحداث اللي صارت معاهم بدقه , يحاول يفهم ليش اهو بهالموقف .

مخه كان يشتغل بسرعه قياسيه وبسرعه قام بتحليل الأحداث وصل للنقطه المهمه بالحديث (نورة)
هذا أخر شي صار قبل الأنفجار.

هدت اعصابه وابتسم بسخريه وقرب فمه من أذنها واهو يحس بمقاومتها قال " يا ترى يا الريم شنو سبب هالأنفجار !"

وقفت المقاومه وضغطت بأظافرها على ايده بقسوة ,تحاول تمنعه من التفكير , تحاول تمنعه من معرفه شنو اللي كان في بالها .

ماكان مركز بالألم اللي قاعده اظافرها تسببه لايده ,لأنه تركيزه كان على تسلسل افكاره .

ضحك بهدوء وكمل كلامه "شرايج احلل كل شي صار , وانتي قولي إذا نتيجتي صح ولا غلط"

ما نطر رد كمل " اسم نورة "

غرزت اصابعها بأيده لدرجه انه حس انها ادخلت بلحمه , ابتسم لنفسه المرأه دايما تغار من المرأة اللي تظن انها خذت مكانها , او غلبتها حتى لو ما كانت تحب الريال لازم تنقهر من اللي تكون معاه بعدها .

كان حاس بنشوة بفرحه متوحشه من الألم اللي قاعد يسببه لها خلته يزيد من الجرعه ويقول " يمكن لأني تزوجت وحده اسمها نورة "

اشهقت بصوت مسموع وطلعت صوت من اعماقها "آآآآآآآآآ" واضافرها تحركت على ايده تنزع معاها اللي يوقف بطريقها .

كان حاس بالألم اللي قاعده تسببه اظافرها له لكن الأنتقام كان له طعم حلوو وهو غايب فيه.

" او يمكن لأنه اسم نورة يذكرج انها قضت معاي سنه وشوي "

بس خلاص ما قدرت تستحمل اي كلمه اكثر كل شي فيها رخى , اصابعها , ايدها , ريلها , حس اهو بالي قاعد يسويه بعد ما رخت ريلها لأنه حس بثقل جسمها على ايده , واستوعب عقله اللي كان محتل بحلاوة الأنتقام ,انه ماسك وحده مو حلاله , مو له , تركها فجأه جنه ملسوع .

وطاحت اهي على ركبتها وبدت تنوح .

رجع شعره بأيده الثنتين لورى و مررهم على راسه لما وصلت ايده لرقبته واهو يقول " يا الله "

مو قادر يستوعب اللي سواه , عقله كان يردد (انا اشسويت , اشسويت , اشلون امسكها واهي مو لي ) , مو قادر يقعد بهالمكان لازم يروح ,صوت بكاها , حسسه انه خاين , انه خان الريال الشايب اللي قاعد ببيت المزرعه , الريال اللي يعتبره حسبة ولده .

تركها وراح لقايد الريم , وامتطاه , وركض فيه بأقصى سرعه لبيت المزرعه , لازم يطلع خلاص , عقله ما يستحمل هالمكان , ما يستحمل .




الكاتبه black widow
((لااله الا الله وحده لاشريك له الملك وله
الحمد يحي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير))

نظرة الحب
03-28-2011, 05:33 PM
البارت الثامن
*** والله إن لولا العقل توّه معاي ... كنت أعرف أعلّمه وأعلّمك ***








القصر (مها) :



صار لها , من اطلعت سارة وهي تفكر , (ليش ما يا (جا)
اهو ؟, لهدرجه مو مشتهي يشوفني )

( يعاملني جني غلطانه و اهو الغلط راكبه من راسه ليه ساسه )

( اهو الغلطان وانا اللي اهني احترق ابي اشوفه )

( اذا اهو مو مشتهي يشوفني , انا مو مشتهيه اشوفه اكثر )

(ايــــــــــه انا ما ابي اشوفه بعد , اصلا فرقاااه عيد , اهو وقوانينه )

(راح اوريه )

حطت لها مكياج خفيف , ما يبين إلا للي يدقق (المخالفه الأولى للقانون , خالد ما يرضى انها تحط مكياج إلا له اهو , او بمناسبه كلها حريم )

ما غيرت اهدومها تمت بالأحمر والبنطلون الجينز الكحلي (المخالفه الثانيه , خالد ما يرضى انها تلبس احمر او التايقر (tiger ) إلا له اهو او بمناسبه كلها حريم )

وطلعت لها لفه كحليه فيها ستراس (المخالفه الثالثه , خالد اللفه اللي فيها ستراس دم ضروسه )

شافت روحها بالمنظره , وبدت تتنفس بصوت عالي ( أبيييييه , شكلها كله مخالفات ,بس ما راح يعصب , يعني اهو تقريبا الموجودين كلهم حريم واهو , بس بدر !! , راح يعتبره ريال غريب ولا لأ )

( يعتبره ولا ما يعتبره , كيفه انا مالي شغل )

(واصلا يعصب ولا ما يعصب ....شنو يعني , ما يهمني )

انطق الباب واخترعت بدى قلبها يطق , حلاته يدخل ألحين كل خطتها انها تبين انها مو مهتمه فيه وبقوانينه تروح وطي , كان ودها تنخش بس لأ لازم تكون قويه.

وقالت بصوت عالي "منوووو ؟"

ياها صوت من ورى الباب " انا سارة ممكن ادخل "

ارتاحت وقالت من تأثير الراحه " هلاااا والله هلاااااا , هلااا بسارة , حياج , حياج "

دخلت سارة على ويهها علامات استفهام " هلا فيكي "

راحت لها مها ولمتها (ضمتها ) من تأثير الراحه بعد " اشتقت لج يا سارة , واااي ما تصدقين اشكثر "

ساره بدت تضحك "هههههه مها وش السالفه ؟ ما صارلي إلا ساعتين تقريبا من شفتك ! "

مها بدت تصرف الموضوع , وتكلمت بلهجه جديه واهي تقاوم البسمه " المرأة الحامل دايما مشاعرها جياشه , هذا الشي اكتشفته , من صرت حامل "

وسارة بدت تهز راسها بجديه كنها تسمع هالمعلومه لأول مرة بحياتها وقالت " معلومه مثيرة للأهتمام ! "
وبعدين امسكت ايد مها وقالت لها " يلا نزلي معي , حطوا الغدا "

وحست بمقاومه من مها و ان ايدها ترجف فلفت عليها بجسمها كله وقالت " مها لا تخافين , انا بكون معك "

بلاااج ما تدرين يا سارة , انا شنو مسويه ! , انا قاعده اتحداه ويا خوفي من ردة الفعل .

اهي ما كانت تحب المواجهه , كله مشاعرها تغلبها فما تعرف تتكلم , وما اضطرت انها تستخدمها إلا قليل , اما العاده فهي تلجأ لوسائل ثانيه عشان تحصل اللي تبي ودايما الوسائل الثانيه تكون ناجحه ودايما بالنهايه تحصل اللي تبي ,اما الوقت الحالي فتحس انه المواجهه اهي الشي الوحيد اللي بيدها , خاصه انها مو غلطانه فما لازم تكون ضعيفه جدامه .

مها ابتسمت برجفه وقالت " منو اكو تحت ؟"

" امي , خالد , وبدر ...يلاا ما نبغاهم يستنون اكثر "

هزت مها راسها بأوكي , ونزلت مع سارة .

خايفه من مواجهه امه اللي ما شافتها من الحفله و خايفه من مواجهته اهو .

وصلت لتحت و..




المزرعه (عمر):

صلوا الظهر جماعه , وبعد ما صلى راح لبيت الضيافه وزهب (جهز) جنطته وحطها بسيارته وقعد مع بوحمد , ايده تحره (تألمه) يحس انها ملتهبه , ومرت ساعات من شافها عند البحيرة , مو قادر يحط عينه بعين الشايب اللي معاه , وقاعد يفكر متى يقدر يستأذن ويروح بدون ما يبين انه قليل ادب .

بس المشكله انها ما ردت , خيلها مكانه فاضي , وبدى يحاتي انه صار لها شي , ما كان المفروض يتركها اهناك بروحها , كان المفروض يرجعها معاه.

ما يقدر يطلع من المزرعه إلا لما يتأكد انه ما حاشها شي وانها بخير , لأنه ان صار فيها شي بيحس انه منه.
و رجع يشوف الأفق , الطريج اللي اهي المفروض ترد منه و لما الحين ماكو احد .

بوحمد كان فرحان لأنه عمر روض قايد الريم , وخلاه مطواع للخيال القوي الشديد , لأنه قايد الريم ما كان يسمح للخيال الضعيف انه يركبه بالعكس يطيحه من على ظهره , على عكس عمر اللي من يركبه يصير مطواع , كنه الخيل يحترم عمر , وعمر يحترم الخيل , لف وجهه لعمر وحس بتوتره اللي كان ملازمه من خذا قايد الريم ومشى فيه لمسافه طويله .

"فيك شي يا بوسعود ؟"

لف عليه عمر وقال " لاا يا عمي ما فيني شي , بس كان عندي اجتماع وطوفته وابوي دق واهو معصب " هذا الكلام صحيح بس ما كان هذا السبب الأساسي , السبب كان المرأة اللي لما ألحين ما ردت .

كان وده يمتطي واحد من الخيول ويتأكد انها بخير ما يبي يحمل ضميره اكثر من اللي فيه .

" هههههه حب الخيول دايم يحط الواحد بمشاكل "

ابتسم عمر ابتسامه الأستهزاء من نفسه " ايه وانت الصاج , حب الخيول دايم يحط الواحد بمشاكل "

دق تليفون بوحمد , وطلعه من مخباه وقعد يشوف فيه واهو يبعده ويضيق من عينه , عشان يعرف من المتصل , بدى يحرك الموبايل يمين ويسار ويضيق من عينه اكثر .

وعمر يشوفه .

لما طولت السالفه قاله "عمي اشرايك ترد وبعدين بتعرف منو المتصل ؟"

" لا ما ابغى ارد إلا ان عرفت من , ما أبغى اكلم واحد غثه "

" أه .. خلاص عيل عطني اشوف لك منو "

" لا , لا انا ما ابغى اتعبك معي "

ابتسم عمر " لا , لا تعب و لاشي "

وخذى التلفون وقال للعم "عمي جوري المتصله"

" جوري ليه متصله !!"

قلبه نقزه , لا يكون حاش ريم شي .

" هلا يا بنتي , خير فيكم شي ؟"
...........

"ما ترد عليكم ؟؟"
...........

"طيب ليه تبكين ؟ هي ما ترد على حد ان كانت على خيلها "

عمر كان مركز مع المكالمه بكل جوارحه .

وانتبه انه ويه بوحمد تحول فجأه للقلق .

" طيب , طيب , انا ان صارت الساعه 3 وما جات بروح اشوف وينها "
...........

عمر شاف ساعته وانتبه انها ثلاث إلا ربع يعني عقب ربع ساعه واهو مايقدر ينطر خاصه انه كان شايف شكلها شلون كان, و حس انه الربع الساعه جنها دهر.

قام وقف , وأشر بيده لبو حمد , انه راح يركب الخيل .

اشر له بوحمد ان ايــه , ورجع ركز مع المكالمه .

راح للأسطبل بسرعه وطلع (قايد الريم) .

وصل للبوابه وتوه بيمتطيه لما شافها .

وحس بالراحه اغمرته , وبعدين حس بالغضب .

ما عندها احساس , اهلها اهني مخترعين , والشايب مخترع واهي ولا همها , ترجع ببرود اعصاب .

الشخص اللي ما عنده احساس ما تقدر تعلمه الأحساس .

اما عندها , فإهي نفسها ما تدري كيف قامت من مكانها , كيف وقفت على رجلها ومشت , بس اللي تعرفه انه ما كان لها قدرة انها تمتطي خيلها .

خيلها اللي جت لها , ولاطفتها لما كانت على الأرض تبكي , قهرها , ألمها , وجرحها .

شافت الأسطبل وشافت سبب جروحها واقف , يناظرها بغضب .

ما كانت تبي تواجهه مرة ثانيه , كانت تعبانه تحس انه روحها انسحبت منها عقب مواجهتهم الأولى .

بدت تحس بالأغماء , حاولت تركز على الطريق قدامها و على انها تمسك الخيل , لكن ...


القصر (مها وخالد) :

انزلت من الدري (الدرج) بخوف مع سارة , شافت خالتها اللي كانت تشوفها بعيون عدم الرضا , وشافت بدرمن غير تركيز لأنه شخص واحد بس استحوذ على اهتمامها (خالد) اللي رفع راسه لما سمع صوتهم واهم ينزلون الدري .

لما رفع راسه وشافها .

شافها من راسها اللي فيه لفه (اهو يكره هالنوع من اللفات) وشاف بلوزتها (وبدى يحس بأول شراره للأعصاب ) .

كل ملابسها ما يوافق عليها , كل قطعه كانت تتحدى فيها سلطته , جالسه تعانده , اهو من بدايه زواجهم اتفق معاها على اشياء وطلب منها انها تتقيد فيها ما دامها زوجته, كان ناوي يرجعها غرفتها , بس ما يقدر يسوي كذا قدام امه ما كان يبغى يبين اهتمامه , ندم انه قرر انها تجي تتغدا معهم .

سمع صوت اخوه يقول بأنبهار " مــــــــــا شاء الله "

لف خالد عليه بسرعه .

فزع بدر من نظرة اخوه الكبير اللي كان باين عليه الغضب .

فقال " اق ...اقص..اقصد ..اه ..اه ..اقصد ما شاء الله مهو اباين عليها الحمل "
تبريره من الواضح ما اثر على اخوه اللي عصب اكثر .

خالد كان جالس يغلي , حس بنفسه راح يذبح اخوه ان سمع حسه اليوم فقال له " اسكت اخير لك"

بدر قال بخوف "حاضر"

شافت خالد يتكلم مع اخوه وبعدين ياخذ نفس وينزل راسه , ما اهتمت وايد , وراحت لخالتها , راحت تسلم عليها , وقالت " شلونج خالتي ؟" وحبت راسها .

موضي شافتها من طرف عينها من فوق ليه تحت وقالت بطريقه وحده مجبورة ترد "بخير "

الكل حس بالتوتر من طريقه الرد , ومها حست بالأحراج , اكرهت عمرها , تمنت لو ترد غرفتها وخلاص , عادي عندها لو تقضي ست اشهر بغرفتها اهون عليها من الأحراج , ابتسمت بتوتر , وبدت تلف ويهها على الحضور , بعدين نزلت راسها .

خالد بالنسبه له كان مستانس على رد امه , كان معصب من مها لدرجه انه كان ناوي يضحك عليها , بس عشان يحرجها ويحطها بموقف محرج اكثر , لكن منظرها وهي تبتسم بتوتر وتلف ويهها كنها طفله , خلته يتراجع عن قراره .

لكنه ندم على هالقرار , لما شافها ترفع راسها وتكلم اخوه واهي تبتسم "انت بدر صح ؟"

بدر لف على خالد , وبعدين لف عليها وقال " ايه انا بدر "

ابتسمت له بحرارة وقالت "تشرفنا اخ بدر "

مها اول ما شافت بدر ارتاحت له , كانت مشاعرها نفس المشاعر اللي حست فيها تجاه ساره .
حاسه بالطيبه تنبع منه .

قام خالد بهاللحظه وقال " الغدا "

راح لأمه و وقفها ومشى معاها , وتجاهل الكل .

كلهم مشوا لغرفه الطعام .

لما قعد الكل على طاوله الطعام , كان خالد على راس الطاوله , خالتها على يمينه , وسارة يسار امها , واهي (مها ) يسار سارة .

اما يسار خالد فكان بدر.

كان الأكل محطوط على الطاوله .

والكل بدى ياكل بصمت , لما مها قررت تبدي الكلام مع بدر "بدر "

بدر رفع عينه واهو مبتسم "هلا "

"انته جم عمرك , شكلك كبير ؟"

ماحبت تقول انه شكله صغير عشان ما تحرجه .

خالد حس انه اللي يناظره ألحين, بيناظر الدخان يطلع من مخه .

بدر بدى يضحك ونسى تحذير اخوه له بعد ما سمع كلمه انه شكله كبير "انا عمري طال عمرك 15 سنه"
"ما شاء الله , العمر كله يا رب"

بدر تحمس يسولف معها خاصه انه هي بتكون السبب اللي بيخليه عم .

"انا بعد حاب اسألك سؤال من اول ما شفتك ؟"

خالد بدى يطق برجله على الأرض بتوتر .

موضي كانت متفاجأه من الوضع اللي قدامها , ولدها الصغير متبسط بالكلام مع الغريبه , اغتاظت منه , وذي وش سالفتها تتكلم مع اخو رجلها , براحه .

مها ما كانت منتبهه للأجواء كانت تتكلم مع بدر بأهتمام الأخت بأخوها , واشتاقت تتكلم مع احد بعد يوم من السكوت ما تكلمت فيه إلا مع ساره وخاصه انه امس تقريبا كانت قاعده بروحها .

وقالت " اكيد تفضل !" وردت تاكل من صحنها .

" انا ملاحظ انه عينك لونها غريب , وش لونها "

ابلعت اللي في فمها وقالت بضحكه " لونها أزرق "

"اصقع , من جدك انتي ! يعني مهي بعدسه"

"ههههههه اي والله جد مو عدسه "

"غريــــــــــب , اجل ما عندك اخت لي ؟"

" هههه لا والله ما عندي اخت , بس البنات في عايلتنا كلها عيونهم زرق , فاللون مو نادر عندنا " وقالت بمزح "احجز لك وحده ! "

موضي من سمعت كلمتها جنت , مو كافي على هالغريبه انها ماخذه ولدها الكبير ,تبغى تاخذ ولدها الصغير بعد , وكانت بتقول لها هاكلام لولا ان الجميع تفاجأ بصوت يقول بعصبيه " بس انتي وياه , اكلوا بهدوء , اعوذ بالله , ما نقدر ناكل من غير ازعاج "

خالد ما كان قادر يسكت اكثر , كانت كل ثانيه تنطق فيها شفايفها , يحس كنه ابر تنغرز فيه , كان يحس انه إن طول وسمع تبادل الحديث من غير لا يسكتهم بيصير عزا عندهم بالبيت .

ورجع ياكل , او بالأصح يتظاهر بالأكل .

موضي كان تشوفه , تحس هالأنسان غريب ما تعرفه , ولدها يقدر يتحكم بحاله لدرجه انها بدت تكره هالصفه فيه , كانت بأحيان تتمنى تشوف ردت فعل منه لكن ولا شي كان يجيها .

اما هذا الغريب فاعصابه يفقدها بسهوله غريبه .

كانت تدري انه هذا تاثير المرأه اللي جالسه معهم على الطاوله , ما تدري المفروض تشكرها ولا المفروض تعصب عليها .

مها عيونها غورقت بالدموع , كانت حاسه بالأحراج , يعني اهو امناديها تتغدى معاهم عشان تتهزا منه ومن اهله , صاير الوضع كلما بطلت حلجها بكلمه تتهزأ واهي مو متعوده على جذي ,خالد قهرها مهما كانت علاقتهم مع بعض ما يكلمها جذي جدام اهله , لازم يتعامل معاها بأحترام مو جنه يكلم ياهل ما يفهم .

شافت بدر يستأذن من الطاوله , متعلل انه وراه امتحان ومضطر يدرس له .

كانت تشوفه وتتمنى اتكون مكانه , كانت حاسه انه ودها تطلع من هالغرفه , بس ما حبت تستأذن ورى بدر على طول عشان ما يفطن احد انها مدقورة .

خالد كان منتبه انها جالسه تلعب بأكلها مو جالسه تاكل , وهذا الشي وتره , وبعدين مع قله الأكل اللي مهي راضيه توقف , صايرة ما تاكل شي ابد .

"مو عاجبك الأكل يا مدام "

رفعت راسها وألتقت عينها , بعينه وانتبهت انه خالتها وسارة باين عليهم ينطرون ردها ,سارة بتوتر , وخالتها بأنتباه شديد ,فقالت "امبلا عاجبني "

أشر على اكلها براسه وقال " ايـــــه اشوف من زود الأكل اللي انتي ماكلته "

قالت بلهجه قويه " انا قاعده اكل "

" قولي تلعبين اقتنع , بس تاكلين ذي قويه !"

لو ما كانت امه موجوده جان قامت ورمت القفشه (الملعقه) وراحت غرفتها بس كرامتها ما تسمح لها انها تقوم بدون ما ترد عليه .

" ألعب او اكل هذا شي راجع لي "

خالد توه بيرد سمع امه تقول "ما اعتقد انه الوقت مناسب للخلاف بينكم , تبغون تختلفون ,اختلفوا بس مو قدامنا "
خالد كان متنرفز من الوضع كله ,لازم يسيطر على اعصابه بوجودها .

مها رجعت تاكل , وتحس عينها بدت تغزها من الدموع اللي تبي تنزل واهي تمنعها .

سارة كانت تشوف الوضع وكاسره خاطرها مها , وتمنت لو تقدر تضمها بقوة ,بس ما تقدر وظلت ساكته .

خلصت الوجبه الكارثه وراح الجميع للصاله ومن الواضح لمها انه الكل كان متوقع قدومها معاهم .

توها قعدت , وانتبهت انه خالد ما قعد .

قالت له امه "خالد ما تبغى شاي ؟"

"لا يالغاليه , ابغي أقيل " ولف على مها وقال " قومي ابغاك بحاجه ؟"

امه اخترعت وقالت " وش تبغاها فيه ؟ "

بدون لا يلف على امه وعينه عليها "ما عليه يا الغاليه ,ذا الشي بيني وبينها ! ....قومي يلاا " كان فيه اشياء هو فارضها عليها ما التزمت فيها , ولازم يذكرها لأن باين عليها ناسيه.

قامت بدون لا تقول ولا شي ,ما تقدر تتكلم بالوقت الحالي من دون ما تبجي , احراج اكثر من هذا ماكو.
اشر لها ان تمشي قدامه ,توترت وحاولت تمشي بهدوء .

بس بعدوا عن نظر امه وساره , حست بيده على زندها تسحبها معاه لفوق الدرج ,جنه يبي يزيد من سرعه مشيها .
لما اوصلوا لغرفتها , دخلوا مع بعض وترك ايدها .

وراح بدون ولا كلمه لكبتها (لخزانه الملابس ) واهي مستغربه تصرفاته .

لما شافته يبطل (يفتح) الكبت , ويشوف اهدومها (ملابسها) , ويدور ما بينهم ويطلع اشياء ويرميها على الأرض .

قالت " اشقاعد تسوي ؟"

ما كلف على نفسه انه يرد عليها , كمل شغله بهدوء ظاهري .

"خالد شنو قاعد تسوي !"

بعد ما خلص شغله لف عليها " فيه ملابس غير ذي الملابس "

شافته وشافت اهدومها المرميه على الأرض اهني بدت تفهم الوضع بس ما حبت تصدق اللي قاعد يصير, وقالت " لأ ما فيه غيرها , فرغت جناطي امس بالليل "

"امممم طيب "

جمع الملابس اللي بالأرض وكان ناوي يطلع , وقفت بطريجه وقالت "وين راح تاخذ اهدومي"

قال ببساطه "للجان الخيريه "

"شنــــــــــــــــــــــــو اللجان الخيريه " اهودمها يديده ما قط لبستهم .

شاف اهدومها اللي لابستها وجنه فطن لشي "اقلعي بلوزتك "

ويهها صار احمر " انته ينيت!!!!"

قرب منها وقال "قسم بالله ان ما قلعتيها لحالك , لقلعهالك تسمعين "

قالت بصوت معصب "ليـــــــــــــش ؟"

صرخ فيها "تبغين تجنيني , هذا اللي تبغينه , ما تدرين ليه يعني , انا كم مرة قلت الملابس الحمرة ممنوعه , كم مرة ؟ , كم مرة قلت ملابس التايقر ممنوعه ؟ , لازم كل شي تحدي , ما يصير تنفذين حاجه بهدوء , واش كنتي حتخسرين لو نفذتي هالشي بدون وجع راس , اغيب عنك فترة , اشوف كل الخزانه مقلوبه احمر وتايقر, وش معنى هالكلام ,هــــــــــا قولي وش معناه ؟ "

ردت عليه بعصبيه "لا اتكلم جني (كأني) وحده ما تسمع كلمة زوجها , انا كنت دايم انفذ طلباتك واعتبرها اوامر لكن الحين المفروض هذي القوانين ما تنطبق علي , وبعدين انت شعليك البس اللي البسه , لا تتدخل ,و تصرفاتي ألحين معناتها اني انا وياك كنا بنتطلق , هذا معناه , انا مو مجبورة انفذ اوامرك لما نتطلق , لو مو هالبيبي جان انا وياك متطلقين وخالصين , مو معناته اني اهني معاك يعني انه لك الحق انك تفرض اوامرك علي "

تخيله انها بعد الطلاق بتنفذ اللي تبغاه وتلبس اللي يعجبها ما عجبته ابد , وقال :
" الطلاق ,الطلاق , الطلاق , ما على لسانك غيره , انا زوجك , تفهمي ايش يعني زوجك ,مادام ينادونك بزوجتي واسمك مقترن بأسمي ,فكلامي يتنفذ بالحرف الواحد "

"ليش تكلمني بهالأسلوب , انا موجوده بهالمكان عشان اتهزأ , جدام اهلك تكلمني جني ياهل , تسكتني , وتقلل من احترامي , وألحين تبي تتحكم فيني , مو كيفك تتحكم فيني , ومو كيفك تقلل من احترامي "

قعد يفكر باللحظه اللي قلل فيها من احترامه لها , يعني كيف تتوقع منه انه يسكت وهي تكلم اخوه براحه وبطبيعيه أكثر مما تكلمه اهو , بس كان المفروض انه ما يصرخ فيها قدام اهله وهو يدري بذا الشي .

"اتحكم فيك بكيفي " اجبر نفسه انه يكمل " ان صرتي حرة نفسك ذاك الوقت سوي اللي تبغينه" اغتاظت منه وبان هالشي من ويهها اما اهو فكمل كلامه جنه ما شاف تعابير ويهها "اما بالنسبه التقليل من احترامك قدام اهلي حاولي ما تستفزيني عشان مايصير هالشي"

وكمل طريقه للباب , لكنها وقفت في طريقه و قالت بعناد "ابي ملابسي ؟ عطني اياهم "

"احلمي انك تشوفين وحده منهم , عطيني بلوزتك ؟"

خذت نفس عميق "خالد خلنا نتفاهم "

تكلم بهدوء "على ايش تبغين تفاهمين , الملابس ذي ما تنلبس , ولا تخافين حعطيك مصروف تروحين انتي وسارة تشترين لك ملابس غيرهم "

"ما أبـــــــــــــــــــــــي منك شي , ابي اهدومي " ما شافت على ويهه اي تغير قربت لاشعوريا وحطت ايدها على صدره وببكي (بس خلاص ما تقدر تمثل القوة وعدم الأهتمام) "والله ما راح البسهم لغير الحريم والله ,خلاص ما راح اطلع فيهم , ظنيت انه بدر راح يكون عادي ,يعني مثل أخوي ... والله اسفه "

كانت قريبه منه حيل , وجهها قريب من وجهه , وكانت رافعه راسها له تناظره وعيونها حمرة من الدموع , قال بهدوء ما كان حاسه من قربها منه " ما تدرين انه الحمو الموت " هذا كل اللي قدر يقوله , اصلا هو خجلان يقول او يلفت نظرها أنه في لحظه حس بالغيرة من اخوه المراهق ومن كل شخص يتكلم معاها , يكفي عليه انه يبين انه معصب من مخالفة القوانين , ما يبي انه يبين انه معصب من الغيره .

صارت شفايفها مثل (الساد فيس ) وما فارق صوتها البكي ,فعلا نست هالشي , وبدلعها الطبيعي " امبلاا بس كنت ناسيه "

ما قدر يمنع نفسه من الأبتسامه من طفوليتها , كل تصرفاتها تلامس جزء منه ما قط لامسه احد قبلها ولا يظن انه فيه بعدها احد بيقدر يلامسه " طيب ان شفتك لابستهم ,لطلعه او قدام الرجاجيل وش اسوي "

لما حست انه فيه امل تنقذ ملابسها اللي صارت مسأله انقاذها مسأله مهمه بالنسبه لها , مو من أهميه الملابس اللي تقدر تشتري ألف غيرهم , بس كانت قاعده تكافح عشان استقلالها , كانت كل قطعه من هالقطع اللي بيده شرتهم واهي تفكر انه حياتها معاه انتهت ما تبي تتخلى عنهم عشان ما تتخلى عن فكره انها تبتعد ,قالت بسرعه " احرقهم , شققهم , اخذهم للجهات الخيريه ,سو اللي تبي "

"اممم طيب وش اسوي فيك انتي ؟"

استوعبت قربها منه وبعدت لورى , ما ردت عليه واهو سكت , رمى ملابسها على الأرض ,بعدم اهتمام ,جنه حس انه طول معاها زيادة عن اللزوم "اخذي ملابسك , بس احذرك من الحين ان خالفتي كلمتي , ما تلومين غير نفسك "

وقبل ما يطلع قال " راح افتح لك حساب بالبنك و ابغاك تروحين للسوق مع سارة او فاطمه تشترين لحالك وللبيبي " رفع ايده يمنعها من الكلام لما شافها بتتكلم " لا تعارضين , انا مانعك من هالملابس فلازم اعوضك بغيرها "

"بس انا ما.."

قاطعها وقال " مها لا تعاندين , اظن انك وصلتي لمرحله تعرفين انه التحدي ما يمشي معي "

وطلع وسكر الباب .

اهو دايم كريم , وسخي يعطي من نفسه وان طلبت ما يقول لأ (وهي ما تطلب لأنه مو مقصر معاها من هالناحيه) , بس هالمره غير , هالمره , احساسها اهي غير .

احساس المرأه انه ريلها يعطيها مو حبا فيها , يجرح حيل , حيل على الأقل بالنسبه لها.

فصخت لفتها ورمتها على السرير ,حركت شعرها يمين ويسار تنشطه بعد القيد اللي كان فيه ,و قعدت على الأرض تشوف اهدومها وتفكر انها بتعطي نفس قيمتها لأحد اللجان الخيريه .

((اللهم اني استغفرك واتوب اليك))

الكاتبه
black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:33 PM
البارت التاسع
*** علامــك نـاويـن تـرحـل وتتركني مـع الاوهـام ... ترى بعدك علي اكبر من الدنيا وما فيها ***








المزرعه :

بالحركه البطيئه جدا جدا شاف ايدها تفلت من اللجام وشلون بدى يختل توازنها ,وشلون ماقامت تمشي بخط مستقيم , شلون طاحت من طولها للأرض , وبدون شعور صرخ "ريـــــــــــم , ريـــــــم"

ما يدري ليش صرخ يناديها , يمكن يبي يصحيها , يبيها تنتبه أو اي شي ,امتطى الخيل و حس بالطريج طويل ,قاعد يركض ,يركض مو قادر يوصل , وشاف بعينه شلون طاحت على الأرض بقسوة .

أخيـــــــــرا لما وصل لها ,نزل بسرعه, وشاف اشلون طايحه , تحرك تلقائيا وعمل لها الإسعافات الأوليه بسرعه ,حتى تأكد ان مافيها كسور وتتنفس بشكل طبيعي , حاول يصحيها لكن ما استجابت له ,فشالها على طول وحطها على الخيل ورجع فيها للمزرعه .

لاحظ انه الكل كان ينطره عند البوابه , وعرف انه صرخته بأسمها اجذبت الأنتباه وكان فيه صوت بكي.
ركض بالخيل لي سيارته , والكل كان وراه , ما كان يبي يضيع اي لحظه بالتفسير , نزل ونزلها وهو شايلها ,بيدخلها للسيارة.

صوت البكي كان قاعد ينرفزه ,صرخ فيهم " وحده منكم تروح تيـــــــــب لها عباتها ولفتها "

بوحمد كان من الواضح مو فاهم شنو اللي قاعد يحصل , كان مخترع , لما عمر شاف ويهه عرف انه لازم يقوله شي لا ينهار عليه الشايب بعد , قال له " لا تخاف يا عمي , ما فيها إلا العافيه ان شاء الله , انا راح اوديها المستشفى , تعال معاي عشان تتأكد "

أشر بو حمد براسه (بنعم) .

وعلى وصول وحده من البنات معاها العباة والغطى , وقالت هالبنت "انا بكون معاكم "

ما ناقش لأنه ماله خلق نقاش , ركب السيارة وانطلق فيها لأقرب مستشفى .

كان جد خايف عليها , انهيارها خرعه , بس كان يتماسك يحاول لأنه الشايب اللي يمه كان ساكت ومو قايل ولا كلمه وهو بدى يحاتيه بعد .

لما وصلوا للمستشفى وقف عند الباب الخاص بالطوارئ , ونزل بسرعه , شالها ودخل فيها للمستشفى , الثواني كانت تمر عليه ساعات واهو بالطريج , ما صدق وصل للمستشفى , بدى يصرخ , يصرخ بأحساس الشخص اللي خايف يفقد انسان يحبه , كان يصرخ من قلبه , كان حاس انه ما احد منتبه له , ما احد شايفها بأيده غايبه عن الوعي" احد يساعدني اهني , ساعدوني "

وصار كل شي بسرعه , خذوها من ايده , وشاف يدها والبنت اللي معاهم يروحون معاها , واهو مو قادر غير انه يبقى مكانه ,ماله حق انه يكون معاها بهاللحظه .

بعد ما بعدت عنه , نادى البنت اللي معاهم " لو سمحتي "

لفت عليه وشافته بصمت , وكان باين عليها القلق وانها تبي تلحقهم .

"بس ابي منج شي واحد لما تصحى قولي لي , انا راح انطر بالسيارة برة "

" ليــه ما تستنى هنا !"

" لازم احرك السيارة اموقفها عند باب الطوارئ , راح انطر بالسيارة , طلبتج اول ما تصحى اوكي ؟"

شافت عينه وقالت " اوكي"

وراحت جدامه , واهو يتبعها بعينه , مو قادر يستحمل ريحه المستشفى اكثر , ريحتها تلوع له جبده , طلع بسرعه منها , وخذى نفس عميق من الهوا اللي برى ,ارتاح شويه .

المستشفيات و ريحتها الخايســـه تذكره بأشياء يتمنى ينساها , المستشفى مرتبط بأحداث تعيسه بحياته , مرتبطه بوفاة اخته , ودخول مها المستشفى معاها لما كان عمرها خمس سنين , لما ادخلت ريم المستشفى قبل طلاقهم و... وحول افكاره بنفسه وطرى على باله وفاة محمد نسيبه , و وفاة نو...

أه ه ه ه ه ه ه ه ه

يا نورة

والله قلبي يعورني والله , كلما طريت اسمج .

تنهد وراح لسيارته وحركها من مكان الطورائ , وصفطها بمكان قريب .

رمى راسه على المقعد كانت ايده تألمه من الخدوش اللي سببتها له القطوة المتوحشه اليوم , ورجعت ذاكرته لطيحة الريم يم الخيل , انهيارها من طولها كان مفزع للي يشوفه , غمض عينه لعله يخدع ذاكرته وينسى هالمشهد .

طق طق طق

فتح عينه وشاف اللي واقفه عند دريشته , فتح الدريشه .

وشافها بصمت , وقلبه يرقع .

تكلمت وابتسامه بعينها واضحه من تحت النقاب " هي بخير , فتحت عينها بعد الدرب , والدكتورة تقول انه هبوط بالضغط لا غير , بتطلع اول ما تخلص الدربات"

حس بدقات قلبه تهدى لمعدل طبيعي و هز راسه وقال "الحمدلله " شافها بتروح ابتسم وقال "لا هنتي قولي لعمي اني ناطركم اهني , اول ما تخلصون "

" ان شاء الله " غابت عن نظره واهو قعد ينطر , كان وده يسأل وايد اسئله عن كلام الطبيبه لريم بس خايف يفسر اهتمامه بشي ثاني , واهو مو ناقص .



المستشفى " جوري ,ريم" :

" كيف حالك دحين ؟"

لفت عليها ريم بتعب " تعبانه , متى يخلص الدرب "

"حيخلص قريب "

رمت راسها على المخده " افــــــــ ذا ثاني درب اليوم مو معقول يعني , ما يقدرون يعطوني واحد وبس "

"ريم "

شافتها ريم , فقالت جوري " ريم ايش صار لك ؟ ليه نزل ضغطك كذا ؟ "

غورقت عيون ريم ووقبل لا تشوفها جوري صدت وهي تغمض عينها " ما أدري , ضغطي بالثلاث سنين اللي فاتوا يلعب على كيفه , اش قالت الدكتورة ؟"

" قالت انه ما فيك إلا العافيه , بس اسألت جدي إن كان عندك مشاكل بحياتك ؟"

" جد , وايش قال جدي ؟"

" قال يمكن انك تمرين بالسنوات الثلاث اللي فاتوا بضغوط عائليه "

" أمممم "

" هي قالت انك ان استمريتي كذا , احتمال يكون عندك مرض الضغط , يعني بشكل دائم "

بعدم اهتمام حقيقي قالت " جــد ! , أجل لازم انتبه على حالي "

وافتحت عينها , اللي من شافتهم جوري حست بغصه بأعماقها , لأنه عين الريم كانت مطفيه , ما فيها حياة , مثل الليله اللي تطلقت فيها ونفس الليله اللي درت فيها انه طليقها تزوج .

حبت تفهم وشصار لريم وقالت لها بهدوء "طيب ريم , وش صار معك ؟"

كانت تعابير ويه ريم مرتبكه ثم قالت " تصدقين ما اذكر وش الل حصل بالضبط , اصلا ما اذكر كيف وصلت لمكان قريب منكم ؟ اللي اذكره اني كنت تعبانه "

"امممم " ونزلت جوري راسها .

"جوري قولي لي , ايش اللي حصل ؟"

قالت لها جوري بصراحه بدون ما تخبى حاجه وبدون تردد , لأنها تبغى تعرف وش صار من ردات فعل ريم " ما ادري بالضبط ايش اللي حصل ,لكن الكل سمع صوت يصرخ بأسمك ,جرينا نشوف وش الموضوع , ولما وصلنا كان عمر شايلك على الخيل ,يركض فيك للبوابه حقت الحظيرة , ومن ثم لسيارته من غير ما يتكلم البنات جد فزعوا وبدى البكى , وصل لسيارته وصرخ فينا عشان نجيب العباة والغطوة حقتك , وقررت انا وجدي انه نروح معه ولما وصلنا للمستشفى "

وسكتت تحاول تدرس تعابير ريم اللي كانت تشوف قدامها , بدون تعليق .

" حملك هو بعد كذا , ودخل للمستشفى , ونادى على العاملين بالمستشفى , اللي حملوك , وظهر هو من المستشفى واستنى بسيارته ,وانا طمنته عليكي , وبس , دحين هو يستنى بسيارته , هو اللي بيوصلنا للمزرعه "

يقتل القتيل ويمشي بجنازته , ذي كانت ردة فعل ريم الأوليه على الأحداث اللي جالسه جوري تقولها.

لكن ما قالت اللي فكرت فيه " همممممممم "



عند عمر :

الأنتظار صار له تقريبا ساعتين , لما شافهم يطلعون من المستشفى , طلع من سيارته بسرعه وفتح الباب لعمه فهد , وللبنات .

عرف الريم على الرغم من انها متغطيه , لما دخلوا و دخل اهوه .

قال له عمه بوحمد " وينك يا عمر ؟ ليه ما دخلت معنا "

كان ملاحظ انه ريم كانت حاطه راسها على جتف (كتف) البنت اللي معاهم , وكانت هذي اخر مرة يشوفها بالمنظره , تجنب النظر الى المقعد الخلفي وركز نظره على الطريج وعلى الشايب اللي يمه .

قال بأبتسامه " موجود يا عمي , بس ما احب المستشفيات "

جوري حست بأيد الريم اتشد على ايدها بقوة , اول ما حست فيها بغت تصرخ من الألم لكن امسكت حالها وحطت ايدها على ايد ريم بهدووء و عشان تنبها للألم اللي تسببه لها.

عند الريم لما سمعت كلمته اغتاظت , اول ما خطر لها كان حرمته , الكريه , التعبـــــــــــان يقول هالكلام قدامها , كانت تعرف انها المفروض ترحم حرمته , لكن مهي قادره , ما تقدر , وهذا الشي يغيظها اكثر .

لما حست بأيد الجوري على ايدها , خففت من ضغطها على يد المسكينه .

وسمعت جدها يقول بعفويه " ايـــــــــه صحيح , نسيـــت يا ولدي , انت كنت جالس بالمستشفى اغلب وقتك لما كانت حرمتك مريضه "

عمر توتر من الطاري , ما حب يسمع عنها , اليوم انذكرت وايد جدامه وجدام الشخص اللي قاعد ورى .

ردت اضغطت على ايد الجوري لأنه إذا ما سوت جذي كانت راح تصرخ بجدها وتقوله (اسكت , لاتقول زوجته , انا الوحيده زوجته )

غير عمر الموضوع وبأبتسامه مصطنعه قال " إلا يا عمي ما قلت لي , من وين شريت قايد الريم ؟"

"ههههههه هذا من اسرار المهنه , عجبك ؟"

" ايه والله يا عمي , خيل ما عليه كلام , اصيــــــــل , وقوي .."

وبدوا يتكملون عن الخيول , وجمالهم , واحسن الأماكن لشرائها , اما البنات اللي ورى فكانوا يتواصلون من غير كلام , جوري حاسه بقهر الريم , اللي ما كانت قادره تتنفس , فقالت الجوري فجاة وبصوت هامس " جدي لو سمحت افتحوا الدرايش الجانبيه "

عمر على طول فتح الدرايش .

وصلوا للمزرعه , يا (جاء) احد العامليــــن وكلم بوحمد بسريه وخلاا بوحمد يستأذن ويلحق العامل بسرعه , عمر نزل وفتح الباب للبنات اللي ورى , نزلت البنت الأولى ,وبقت الريم , إلي قبل لا تنزل قالت له بأحتقار" ذي اخر مرة راح اسمح انك تشوفني ضعيفه " رفع راسه بعد ما كان غاض بصره وكملت بحقد " انتظر وراح تشوف كيف راح ابدي حياتي من جديد , مع شخص ثاني وهالمرة رح اكون سعيده " , جوري شهقت من بنت عمها , وقالت لعمر " عمر لا تسمع كلامها ..." عمر كان يشوف ريم اللي ما كان اي جزء من ويهها باين له , كان ساكت ما كان يبي يتكلم او حتى يتحرك خوفا من ان الحركه تكون سبب في انه يضربها واهو اللي ما قط مد ايده على مره (امرأه) ما يبي يبدي اليوم , ريم كلما تمت رمت بويهه زواجها من شخص ثاني , واهو خايف ( خايـــف لا مو خايف انها تاخذ غيره , خايف على الريال المسكين ) .

كان متاكد انها تبي تغيظه , وتحرق اعصابه فبدى يردد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ليس الشديد بالصرعة ، انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب )) عدة مرات عل وعسى يشغل نفسه عن اللي حوله .

بشرارة من عينها لفت الريم على بنت عمها وقالت " لا تكلمينه" لكن جوري ما كانت بتسكت وتخلي بنت عمها مع طليقها يتهاوشون فلفت جوري عليه وقالت " ارجاك روح , هي ما هي بوعيها , ومغتاظه من الدكتوره اللي طولت معاها "

ريم تجاهلت الجوري و لفت على طليقها وقالت بأحتقار أكبر " ما تفهمين هو شخص ما عنده احساس بارد , حجر , كيف تتكلمين مع حجر "

وراحت لبيت المزرعه بشموخ , لما مرت منه كان عنده دافع انه يمد ايده ويمسكها ويهزها لما تحس ,لكنه قدر يتماسك لما تذكر اشصار اليوم معاها, فلف للبنت اللي معاهم وقال " مشكور يا ..." بعدين ابتسم ابتسامه اصطناعيه وقال لها " اسف ما عرفت اسمج !! "

البنت كان باين عليها منحرجه من تصرفات بنت عمها فقالت
" انا جوري "

جوري كان عمرها 17 سنه بس معتبرة ريم مثل اختها , لأنها اهي بعد وحيده بين صبيان , وريم معتبرتها نفس الشي .

"ما شااااااء الله جوري , كبرتي والله , على العموم مشكورة يا جوري , بس ابي منج خدمه اضافيه , لا هنتي قولي لعمي بوحمد اني مضطر اروح , طيارتي بعد 4 ساعات تقريبا , و وصلي له شكري للعزيمه وتحمدي له على سلامه ري...حفيدته , انزين ؟ "

شافته "ان شاء الله "

قبل لا يركب السيارة قال "ايـــــه جوري , انا اسف انج حضرتي هالمشهد اللي مساعه ما كان المفروض تشوفينه ...... وألحين يلاا دشي داخل , خليني اتطمن عليج قبل لا أروح "

" عمر " لما شافها قالت بتوتر " ترى هي ما تقصد , عطوها بالمستشفى دربين وتعبانه فطلعت غيظها فيك "
ابتسم بسخريه " جوري لا تبريرين لها , اهي تقصد كل كلمه قالتها وانا ادري بهالشي وانتي بعد تدرين , يلاا توكلي على الله و وتذكري اللي قلته لج "

" حاضر , مع السلامه "

وراحت لداخل البيت وشافها ادخلت , تنهد اهو (حجر وما عنده احساسه إذا الحجر جذي يصير فيه عيل يبي يكون انسان احسن له ).

بعد ما ادخلت جوري لبيت المزرعه , شافت الريم واقفه قرب الدريشه " ليه قلتي اللي قلتيه ؟"

والريم لسه واقفه في مكانها قالت " ايش تقصدين ؟"

" ريم انتي تدرين وش اقصد , اول مرة اشوفك وقحه كذاا , كيف قدرتي تتكلمين مع الرجال بذي الطريقه ؟"

والله يا جوري انك ما تدري ايش فيني , وايش سوى , أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه يا جوري , اليوم ذبحني بكلامه وذبحني بكل تصرف من تصرفاته , كيف تتوقعين من شخص مذبوح يفكر بالوقاحه وقله الأدب .

" لا تخافين عليه ما انجرحت احاسيسه هو مثل الحجر ما يحس ابد "

سكتت جوري واهي مغتاظه من بنت عمها .

قالت ريم " ايش يبغى منك ؟"

" ما لك دخل "

حاولت تخفي غيرتها بأن قالت " يعني جالسه تتكلمين مع رجل مهو بمحرم لك , وبعدين تناقشيني "

صار ويه (وجه) جوري احمر وقالت " هو اللي وقفني يبغى منى حاجه "

ريم بالرغم من الغليان الداخلي من وجه جوري الأحمر ومن عمر ردت ببرود " وايش ذي الحاجه "

" كان يعتذر من تصرفك قدامي , وكان يبغاني اوصل سلامه لجدي طيارته بعد كم ساعه , خلاص حترتاحين منه راجع لديرته "

قالت من ورى قلبها "باللي ما يحفظه " (يا رب احفظه لي سالم غانم , يا رب احفظه )

جوري عطتها نظره عصبيه وطلعت تدور على جدها .

ردت فعلها بعد ما طلعت الجوري كانت مختلفه , اللي يناظرها ألحين يقول ذي شخص ثاني , وراحت جري لغرفتها قبل لا تشوفها بنات عمها ويسألونها عن بكاها , تركها للمرة الثانيه بحياتها , تركها واهي محتاجه له , ما كان مهتم , يبين للجميع انه مهتم وهي اكثر وحده تعرف انه هي اقل شخص ممكن انه يهتم فيها , بعد اللقا بالبحيرة , املها انه بيوم يرجع لها , انتهى .

صرخ قلبــها : ليه ما بقى معاها؟ , ليه ؟ , ليه ذبح الأمل اللي كانت عايشه فيه لمده 3 سنوات ليه ؟
صرخ قلبها المتعب للمرة الثانيه : تعــــــــــــــال طلبتك , تعـــــــــــــــال رجع لي الأمل تـعـــــــــــال

واهو بالطريج وكلامها يتكرر بعقله مليون مره , تريليون مره , ياله اتصال من بوحمد .

كان متردد يرد عليه ولا لأ ؟

بس رد وقاله " هلا عمي بوحمد "

وسمع "وش هالكلام اللي وصلني من الجوري "

ابتسم وقال " اي كلام يا عمي ؟"

"وينك فيه انت ؟"

" رايح للفندق وبعدين للمطار "

" عمر كيف تروح كذا من غير ما نشكرك او نودعك يا رجال "

لو تدري يا عمي جان ما شكرتني , جان حذفت عقبي ثلاث صخرات .

"لا شكر على واجب طال عمرك , ما سويت شي يستاهل , ومافي داعي تودعني اليايات اكثر من الرايحات ان شاء الله "

" إلا سويت , بس ما ابغى اناقشك بالموضوع "

"على العموم يا عم الحمدلله على سلامة بنتكم , أجر وعافيـه"

قال بوحمد بصوت عميق " صارت بنيتكم يا عمر ؟ "

سكت وما حب يتكلم , وبعدين قال " الحمدلله على سلامتها طال عمرك , انا وصلت للفندق "

"على راحتك يا ولدي , يلا في امان الله , لا تقاطعنا "

"ابشر يا عمي بالوصل ,في امان الكريم "



القصر (مها , سارة) :

مها وسارة كانوا قاعدين بغرفه سارة , سوالف وضحك ولعب , اللي يشوفهم يقول صداقه سنين مو يوم او يومين .
واهي قاعده تلعب مع سارة لعبه اسمها guess who ?
لما جاها مسج (رساله ) من عمر تقول :


انا راجع الكويت

انصدمت من قصر الرساله , تنزل تحت ما فيه شي , تصعد فوق ما تلقى غير :


انا راجع الكويت

استأذنت من سارة واتصلت على عمر , اللي رد عليها بجفاف "نعم "

تفاجأت من الأسلوب بس قالت " نعم الله عليك , منت ياي (جاي) تودعني ؟"

ومع استمرار الأسلوب الجاف قال " لأ ما في داعي "

" ممكن اعرف ليش !!!!! هذا وانت مو مكلمني من قبل امس ولا شايفني !"

"والله المفروض انتي اتعرفين ليش قاعد اكلمج بهالأسلوب اظن انه المسأله واضحه "

فهمت, ألحين فهمت " دريت صح ؟"

" وتدرين من منو دريت ؟"

قالت بخوف " لأ " وكانت تتمنى انه من يدها (جدها) مو من خالد .

"دريت من خالد , دريت من صديقي , مو من بنت اختي اللي انا قاعد معاها طول ثلاث اشهر "

" انزين تعال ونتكلم "

" ما اقدر اتكلم بألحق على طيارتي "

"عمر.."

قاطعها وقال "خالي عمر مو عمر "

اهني عرفت انه معصب ومعصب حيل ,لأنه إذا عصب حيل يقولهم بتلقائيه بدون ما ينتبه انه ينادونه بصفته خالي أو عمي عمر ,وكلهم اعيال اخوانه يستفيدون من هالتلقائيه لأنهم يعرفون مزاجه بالضبط شلون , اما بالأوقات العاديه ينادونه عمر

"انزين خالي عمر والله اسفه , والله كنت مستحيه اقولكم , انته ويدي خاصه اني كنت لاجتكم (مزعجتكم) بسالفه الطلاق "

سمعت سكوت الطرف الثاني وبعدين صوته يقول " مها بس سؤال واحد , انتي كنتي ناويه اتطيحين البيبي "

ردت بتلقائيه وبخرعه " لا طبـــــــــعا لأ , هذي فكرتك عني , كنت بسكت فترة بس بعدين كنت راح اقول, اصلاا راح يبين كل شي عقب جم شهر , ما كنت راح اسوي جذي ابنفسي و بالبيبي "

" هذا المهم " ردها ريحه , ما كان يبي تجربته تتكرر مع صديقه ومع بنت اخته.

لما حست انه هدى قالت " عمر ما راح تيي "

"لا وراي شغل "

"تدري اني احبك صح "

سمعت ضحكته الهاديه " ايــه ادري يا قمري "

راحت لسارة تكمل اللعب .

اما عند عمر بالمطار , فكان قاعد يسمع المكالمه بهدوء , وبعد ما انتهت , لف على صديقه وقال " انته كنت شاك.. انها تبغى تنزل الطفل "

شافه عمر وقال " ايــه كان فيه احتمال , حبيت اتأكد " وكمل " إلا قولي شلونها معاك"

ضحك خالد السخريه " شلونها معاي !! يا شيخ خلها على الله "

ابتسم عمر بتعب " ليش ؟"

"حتى الأن اسلوبها معي التحدي, يعني ان قلت لها ابيض قالت اسود "

" خالد ما كو امل بينكم "

شاف شلون تحول ويه صاحبه للعناد وسمعه يقول " لأ , ما فيه امل , ما فيه مستقبل بيني وبينها "

عمر شاف القهوة اللي بيده وبعدين ورفع راسه وقال بجديه " خالد لا تغلط مثل غلطتي "سكت وبعدين قال "لا تبني حياة يديده وانته ما رتبت امور حياتك مع مها ...خطبتك لبنت عمك على عيني وراسي , لكن شوف حالك ألحين ,انت خاطب بنت عمك وتبي تتطلق من مرتك الأولى وفي ياهل ياي بالطريج ومرتك اللي تبي تطلقها ألحين معاك في البيت وما احد فاهم اهي ليش موجوده ...يعني بأختصار حوســـــــــه ...صدقني يا خالد بتتعب وبتتعب وايد , وراح تبلش بنت عمك معاك , اسأل مجرب , فكر بالموضوع قبل لا تجدم على اي شي, انا قاعد اقولك هالكلام لأني خايف انك تمر باللي مريت فيه وانا مابي اشوفك بنفس وضعي"

خالد كان ساكت يسمع واهو يشوف اللي رايح واللي راد بعدين قال عشان يسكر الموضوع "ايـه ادري , على العموم اشصار عليك بالمزرعه ؟"

عمر توقع تغير الموضوع لكن اللي ما توقعه اهو هالسؤال, سكت , ما كان يبي يفكر باللي صار , شنو المفروض يقول ,شفتها , بغيت اذبحها لما شكيت انها كلمت غيري ,صارت بينا مواجهه , طاحت علينا وخذيتها للمستشفى , قالت لي انها بتتزوج واحد غيري وبغيت اذبحها للمرة الثانيه لكني راجعت حديث حافظه بالأبتدائي عشان ما اقتلها .
لكن بالأخير ابتسم بسخريه وقال " قابلتها ,إذا كان هذا سؤالك"

خالد اللي لف على صاحبه بصدمه , كان يبي يستجوبه لكن نظرة صاحبه علمته انه ما فيه يتكلم عن الموضوع .
وقطع كلامهم (نداء اخير على الساده الركاب على متن طائرة الخطوط الجويه الكويتيه المتوجه للكويت التوجه للبوابه رقم .. ) .

قال عمر بأبتسامه "يلا هذي طيارتي " ووقفوا والتقت نظراتهم , وضموا بعض , كان كل واحد منهم مشتاق للثاني , وكانت ضمتهم تعبير عن هالشوق , كانوا فاقدين جلستهم مع بعض ,فاقدين طلعاتهم من غير مشاكل او عوار قلب , هموم الدنيا بدت تاخذهم من بعض .

واهو لما ألحين ضام صاحبه قال عمر بصوت هامس " خالد ادري اني مقصر , بس استحملني هالفترة ,طلبتك , احس اني ماني عارف اشفيني , ما أبي اخسرك انته بعد , طلبتك استحملني "

كان رد خالد الوحيد ان ضمه بقوة , وغمض عينه , صديقه يعاني والمشكله انه ما احد عارف يطلعه من اللي اهو فيه إلا شخص واحد , وهو نفسه عمر .

تركوا بعض , وعمر راح للبوابه اللي بعدها بيروح للكويت وخالد واقف يناظره لما ابتعد عن عيونه تحرك واهو يردد كلمه عمر (لا تغلط مثل غلطتي).

ومر اسبوعين عليهم , اسبوعين من حياتهم بهدوء نسبي ..

عمر ,رجع يداوم بشغله , وتناسى وعده لنفسه انه يرجع لخيوله , رجع للكويت يومين وثم راح لمصر , يتابع اعمال الشركه , اللي من الواضح كانت تحتاج لأهتمامه الشخصي , وأبوه كلفه بهالمهمه ووصاه انه ما يرجع للكويت إلا بعد ما يكون كل شي على ما يرام .

الريم , بعد اللي حصل معاها وانهيارها بالمزرعه , أحاطت مشاعرها بغلاف حمايه , رجعت للرياض وتركت المزرعه , وما رجعت لها من يومها , وبدت تحضر كل حفلات الزواج وحفلات بنات عمها , بس تبغى تشغل حالها عن وضعها الحالي , وبدت فكرة انها تتزوج مرة ثانيه تدخل في عقلها إلا انه قلبها مو مقتنع بالموضوع ,إلأا انه عقلها غلب بالنهايه ! .

كانت مها عايشه حياتها , ما تشوف خالتها او خالد إلا وقت الوجبات , تقضي اغلب وقتها مع سارة , فاطمه كانت تجي بأيام لأمها بس مها ما عرفتها عدل , كانت تنزل تسلم وتصعد لفوق تتجنبها خاصه عقب ما عاملتها بنفس الجفاف اللي تعاملها فيه خالتها , واحرصت انه إن دخل خالد غرفه ,اطلعت اهي منها , وان طلع , ادخلت , الكل لاحظ هالشي وخاصه خالد , علاقتها مع خالتها على حالها , ان كلمت خالتها تلقت الصد ,فقلت محاولاتها بالكلام معاها

خالد , علاقته مع امه تحسنت على الأقل , كان مقهور من مها ومن تصرفاتها , صاير ما يشوفها إلا نادر ما كنها معاه بنفس البيت , وشاغل باله اللقاء اللي بيجمعه مع عمه ,و مع سمر اللي كل ماله ويقرب .

وجا يوم المواجهة الكبيرة .

جا اليوم اللي بيقابل فيه عمه و بنت عمه .



الكاتبه
bwidow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:34 PM
البارت العاشر
*** تودعني وانا ضايق ودمعي بــلــل الأكـــمـــام ... عسى ليلة وداعك ما يعيد الوقت ماضيها ***





الكويت قبل اسبوعين من الثلاث اشهر :

كانت توها راده من السوق مع بنات خوالها , بالسوق اشترت كل اللي نفسها فيه , من احمر و تايقر و غيره من الممنوعات كوسيله انتقام من خالد اللي ما يا ( ما جا ) ولا زارها من اخر مرة اختلفوا فيها مع بعض , كانت ملاحظه انه زعلها ورضاها كان عادي عنده مو مأثر ابــد , اصلا بنات خوالها كلهم مستغربين منها , لأنها كانت واضحه بأنها تستقصد اللون الأحمر والتايقر , حتى فجر قالت لها " مها مو جنج شريتي احمر والتايقر زياده عن اللزوم , اشتري غيرهم , قطعه وحده من كل لون تكفي " , لكن مها ما عطتها ويه , وكملت تشتري بهاللون , لما ردوا لبيت ابوهم سعود , كانت مها تعبانه , ومنهكه , خلت كل طاقتها بالتسوق , والتشري وألحين اتحس بالخواء بروحها , ابيت ابوها سعود , اللي صارلها 8 اشهر فيه كانوا بنات خوالها قاعدين يسولفون بس اهي مو معاهم كانت تفكر بالثمان أشهر .

8 أشهر واسبوعين من خلافها مع خالد , مرت عليها بصعوبه , لجأت فيه لبيت يدها ,تطالب بكل لحظه بالطلاق , ويدها (جدها ) كان موافقها على كل قرار متخذته ادامه يريحها , خاصه انه شاف شلون يته (جته) منهارة بعد هوشتها مع خالد .

كانت بكل ثانيه تمر عليها تكرهه اكثر وتشتاق له بنفس الوقت, تحس انه كرامتها مجروحه لأقصى درجه .

كانت اليوم قاعده معاهم بجسمها , وعقلها بمكان ثاني .

اللي عرفته عنه حسسها انها غبيه ,حسسها بعدم الثقه بروحها .

واهي قاعده بين بنات خوالها , دخل عمر عليهم , كان تعابير ويهه جديه بس هذا الشي ما كان غريب عليهم , لأنه بالفتره اللي فاتت كان اغلب الوقت جذي , تعابير ويهه جنها افقدت المرح او جنه نسى شلون يبتسم .

راحوا البنات يسلمون عليه , اهي ظلت مكانها ,ما تدري ليش حست انه ريلها (رجلها) مو شايلتها , تعابير ويهه كانت تقول لها انه فيه شي و شي خطير , وبعدين قومت نفسها وسلمت بعد ما خلصوا البنات .

قال لها بحنان "تعالي يا قمري ,ابي اقولج شي "

سكتت وبعدين قالت بهمس "عن خالد ,صح ؟"

كانت خايفه تسمع الكلمه اللي كانت تطالب فيها بالأشهر اللي طافت , واللي خالد كانت معاند يعطيها اياه , يدها كان يوصل له طلباتها لكن خالد لا حياة لمن تنادي .

قال لها " ايه عنه , يلاا تعالي "

"ما ابي , ابي اقعد مع البنات "

شاف نظرات مها , بعدين قال للبنات " بنات ولا عليكم امر , ابي اكلم مها بموضوع مهم , روحوا وخلونا بروحنا "
"لأ قعدوا لا ترحون , ابي اسمع سوالفكم "

"مها خلاص , بنات يلاا روحوا , فجر تأكدي انه ولا وحده تدخل قبل ما اطلع انا"

ردت عليه بنت اخوه "حاضر عمي"

طلعوا البنات ,قالت مها بخوف "انته ليش تبي اطلعهم , ما ابي اسمع عنه شي , يدي لو درى عنك جان ذبحك"

"مها ابوي امسافر ألحين ما راح يدري , وانا ألحين لازم اقولج عن شي مهم"

لما طلعت اخر وحده وسكرت الباب , بدت مها ترجف وعمر قعد يمها ومسك ايدها اللي كانت بارده وترجف ,وقال " ما ابي هالشي يوصل لج من بره ابي تعرفينه مني انا "

زادت فيها الرجفه لكن ما قالت شي .

كمل كلامه وقال " خالد , خطب "

ردت فعلها على كلامه ,كان انها تجمدت فجأة والدموع اللي كانت باديه تنزل انشفت وعيونها بدت كأنها صارت اكبر من ويهها, هذا اللي ظاهر لكن مها بالواقع كانت تتحطم ,لقطع صغيرة , كانت قاعده تشوف عمر مو مصدقه اللي قاعد يقوله لكن عمر ما له اي مصلحه انه يجذب عليها , واهو قاعد يشوفها كان من الواضح انه ينطر انها تقول شي , تسوي شي ,يبيها تتكلم , ما يبيها تخفي مشاعرها بصدرها , تكلمت و كل شي يرجف فيها لكن أقدرت تقول " انا ل.. ل.. ل ..ازم ا..ا..اروح بيتي " (انا لازم اروح بيتي)

عمر زادت ملامحه حنيه وقال " قمري اهو مو موجود بالكويت , ليش تروحين بيتكم , ما في داعي "

"ع..مر... انا ل..ازم ارو....ح بي...تي " (عمر انا لازم اروح بيتي ) اهي نفسها ما تدري ليش لازم انها تروح بيتها, لكن تحس انها بتروح اهناك , بس تقعد في البيت وخلاص , وتفكر او تسوي اي شي و ما تقدر تقعد اهني
" مها ما اقدر اخليج تروحين البيت , وانتي تدرين بهالشي "

اهي كانت بوضع ما تقدر تسمح لاحد انه يمنعها , قالت فجأة بصراخ " مـــــا احد راح يمنعني , راح أروح لبيتــــــــــــــي تسمع , راح اروح "

واطلعت بره الغرفه ودموعها على خدها , راحت لغرفتها , والنار تحس فيها تحاوطها , ودها لو تصرخ تطلع اللي في صدرها بس مو قادره , خالد لها هي وبس مو معقول يسوي فيها جذي , حرام عليه ,حتى لو ما كان يحبها ....تناقض مشاعرها كان موترها , كانت مقتنعه بالشهور اللي مضت انها تكره خالد و مو معقول تسامحه , اما ألحين قما تدري شنو مشاعرها .

خذت مفتاح سيارتها , بنات خوالها كلهم كانوا يشوفونها , مستغربين لكنها ما كانت منتبها لهم , عمر كان واقف جدامها , حاولت تعدي منه تخطره , لكن للأسف ما اقدرت ,كانت كلما تحركت وقف جدامها حاولت تدزه " عمر وخر عن طريجي "

"ما راح اوخر "

قالت بصرخه " قلت لك وخر "

عرف انها راح تسوي اللي في بالها على الأقل اهو يوصلها احسن وقال "مها راح اخليج تروحين , لكن على شرط انا اللي راح اسوق السياره واوديج اوكي "

خذا المفتاح من ايدها , مهما كان ما راح يسمح لبنت اخته انها تسوق واهي بهالوضع الذهني , خذى مفتاحها ومشى قبلها .

ماكان مهم عندها منو يوصلها كان المهم عندها انها توصل .

لما وصلت كانت مقتنعه انه خالد موجود وانه هذي حركه منه ومن عمر عشان تيي البيت , دخلت لبيتها بسرعه وهفت عليها ريحته اهي كانت تدري انه يزور الكويت , بس ما تدري عنه ولا يوصل لها خبر بهالشي , اصلا من خلافهم واللي قالته له ما ياها اتصال منه او حتى زيارة , كانت تبيه يثبت عكس اللي قالته بس كل شي يثبت صحته , حتى خلال زواجهم ما قدرت تكسب حبه , ياما اطلبت من يدها وخالها انه يوصلون له رغبتها بالطلاق , لكن الرد اللي يوصلها من خالد كان دايما الرفض, عمر اللي اهو خالها ما كان قادر يكلمها بروحها , لأنه يدها ما كان يسمح بهالشي إلا نادرا.

عينها كانت تدور عليه بكل مكان لكن ما كان موجود وادركت بهاللحظه انه كلام عمر اللي كانت تحاول انها ما تصدقه صحيح .

راحت لغرفتهم ورمت حالها على الفراش ببكي وانهيار , كان صوت بكاها يقطع القلب , كان بكاها كله قهر وحرة ,منقهرة وبكاها والدموع اللي قاعده تطلع منها ما كانت تطفي النار , ما حست بخالها لما دش الغرفه , راح لها على السرير , وضمها .

وهي تبكي قالت " ع..م....مر ...س..س...و شي , اي شي " (عمر سوو شي , اي شي)

"ان...ا ع..بالي ...انك ات..قول جذ...ي آآآآآآآآآآآآ عش..ان اي..ي ,وانه اهو را..ح ي..كون ..مو..جود" (انا عبالي انك تقول جذي ,عشان أيي (أجي) , وانه راح يكون موجود)

"آآآآآآآآآآ ..م...اني قا....درة ...ا..حس ...بنار ...ن..ار ,ت..حرقني " (ماني قادرة احس بنار تحرقني )

عمر ما كان عارف شيقول , هذي بنت اخته وذاك صديقه , ما يدري منو فيهم الغلطان على الثاني .

قال لها "أشششششش خلاص , خلااص يا قمري ما يستاهل الموضوع اهو بس خاطب ما تزوجها "

"ه ...هذا ..ال...لي ...يق....هر.., انا ..ما..ني ...قادرة ..اس..تحم..ل واهو خاطب اشل..ون إذا تز..وج...ها " (هذا اللي يقهر , انا ماني قادرة استحمل واهو خاطب , اشلون إذا تزوجها)

"مها انتي كنتي تبين تنفصلين عن الريال , كنتي تطلبين الطلاااق , والحين تبجيـــن لأنه راح يتزوج "

اهني قالت بعناد والبجي يكذب كل كلمه من كلامها "ايـه... اب..ي الطلاق , ما ابي...ه تسم..ع ما ابيه " (ايه ابي الطلاق , ما ابيه تسمع ,ما ابيه)

اهي ما تدري شنو تبي بالضبط , لكن ألحين الطلاق خلاص صار الحل , ردت فعلها على خطبته كان صدمه لها .
ردت تبجي بدون ما تتكلم لما نامت على صدر خالها والدموع على عينها , سدحها على الفراش وراح برى الغرفه .
دق على خالد "هلاا عمر اخبارك ؟"

"خالد , قلت حق مها عن خطبتك "

خالد عوره قلبه الحاله بينه وبينها كانت صعبه , كيف ألحين , بس اهو يدري انها بتعرف بتعرف , تدري من عمر احسن من انها تدري من جدها ولا شخص ثاني, قال " وش كانت ردت فعلها ؟"

قال بهدوء "تبي الطلاق اكثر من قبل , وانا لازم اقول اني معاها بهالشي "

بعصبيه قال خالد "انت وش تقول , انا ما راح اطلق تسمع يا عمر ما رح اطلق "

" مثل ما دخلت بالمعروف اطلع بالمعروف "

ما حب يعرف انه حليفه الوحيد انقلب ضده , فقال بسرعه "لا تقول كذا عمر,لا تقول , اسمع انا جاي الكويت , ما أدري متى بس راح اجي و نتفاهم وقتها , طلبتك بس وقتها نتكلم "

عمر راح لغرفه من الغرف القريبه وانسدح بس ماكان قادر ينام .

بالفترة الأخيرة كان غارق بمشاكله وما كان يدري بمشاكل اللي حوله .

لما نام , صحى على صوت بكي عالي بالغرفه اللي يمه (بقربه) , كان يدري انه ما يقدر ايسوي شي او يوقف القهر اللي تحسه بداخلها , لكنه قام وصب ماي وراح لها .

ما انتبهت لدخوله للمرة الثانيه اليوم , قرب منها وعطاها الماي اللي هدى نفسها , شوي ورجعت انسدحت ,واهي معطيته ظهرها "شنو تسوي اهني ؟"

" ما اقدر اخليج بروحج "

"لا عادي , لا تخاف علي , ياما قعدت بالبيت بروحي لما كان يروح للسعوديه "

"بس ما كان جذي وضعج "

لفت عليه بغضب "اشفيه وضعي ما فيني شي , بس منقهرة اني لما ألحين على ذمته واهو خاطب "

طبعا اهو ما كان مقتنع ابهالكلام "اوكي , ادامج تقولين جذي "

" يعني شنو ما تصدقني "

"ما قلت شي , ما تبين تاكلين شي "

"لأ ما ابي ,شبعانه ."

وجلست على فراشها "عمر مافي داعي تقعد معاي بالبيت انا بخير , صدقني "

اهو كان خايف عليها كان يدري انها منهارة وتتظاهر انها قويه .

اول ليله بكل شي اهي اصعب ليله عشان جذي قال "انا راح ابقى الليله اهني وباجر راح اروح "

"اكيـــــــد عمر ماكنت راح اخليك تروح ألحين "

سكتوا اثنينهم وبعدين اهي قالت بضحكه مصطنعه "شكلي اكيد يلوع الجبد , متفخه من البجي "

خله عمره قاعد يركز على شكلها وبعدين قال "لأ لما الحين قمر "

ابتسمت بصدق وانسدحت , لما شافها قال "تصبحين على خير "

وطلع , لكنها تدري انها ما راح تنام الحين , راح تقعد تتعذب, سمعت أذان الفجروقامت صلت ودعت الله سبحانه وتعالى "رب انـــــي قد مسني الضر وانت أرحم الراحمــــــين " ورجعت تبجي بحرقه .

مر عليها اسبوعين واهي بالبيت كل يوم فيه كان اطول من الثاني , كانت تقوم ودموع على خدها وتنام ودموع على خدها , عمر راح من ثاني يوم , لأنه كان يدري انها مو مرتاحه بوجوده حولها .


نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله


[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]
black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:34 PM
خالد كان يحاول يوصل للكويت المسأله تعقدت اكثر مما كان يبغى , كان يحاول يقابلها في اول خلافهم لكن الرد دايما كان (مها ما تبي تقابلك) , كان يحصل على اخبارها طول الثمانيه اشهر اللي طافت من خالها , وخذا وعد من عمر انه ما يوصلها هالشي لكن بالأسبوعين اللي فاتوا عمر تجنب يذكر له شي عنها.

مشاكل بالشغل ومشاكل بالبيت منعته من الجيه للكويت ابكر .

لما وصل للكويت الساعه وحده ونص الفجر ,راح لبيتهم واهو متضايق ,ما يدري وش يسوي ,لكن لازم يشوف عمر, انشغاله بأفكاره خلته ما يحس بالتغير اللي في البيت من اخر مرة زاره فيها (الريحه , الدفئ الإنساني اللي استقبله وغيره من الأشياء ).

راح لغرفتهم , اللي كانت مظلمه إلا من ضو القمر , بدى يفصخ دشداشته .

"اممممم"

انتبه على هالصوت ولف ويه على مصدره , وانتبه على الشخص اللي نايم بالسرير .

قرب من هالشخص ,وبدى يتأمله ,نسى تعبه وضيقه , بدون ما يحس خذا كرسي التسريحه وقعد يشوف الوجه اللي انحرم منه اشهر طوال , كان نور القمر داخل للغرفه , من الدريشه القريبه المفتوحه , زاد جمالها جمال , جمالها مبهر لكن شخصيتها اكثر ابهار بالنسبه له , لما يقعد معاها ما قط حس بملل , لكن الوضع ألحين بينهم لا يطاق ,لما شافها ما عرف كيف قدر يبعد عنها أشهر .

جلس يتأملها ويتأمل تحركاتها وهي نايمه , لدقايق او يمكن لساعات , هو نفسه ما يدري كم .

فجأة تبطلت عينها النجلا , شاف عينها تتبطل للنور وله هو , قالت له بصوت نعسان " أخيرا يــيـت "

كلمتها دمرت مقاومته ,ما قدر يقاوم اكثر, كرامته كانت مانعته انه يقرب او انه يراضيها بعد ما رفضت مقابلته عدة مرات ,لكن ألحين كان مثل العطشان اللي لقى الماي , قرب منها وبدى يروي عطشه اللي دام 8 اشهر طوال , ما ردته او مانعت مثل ما كان متوقع , بالعكس رحبت فيه بشوق.

نسى نفسه فيها , نسى مشاكله , اهمومه , تعبه .

كان قاعد يشوفها واهي نايمه بهدوء على صدره , اشتاق لوجودها قربه كل صبح , واشتاق لكل شي فيها , لكن اللي سواه جنون ,جنــــــــــون , كيف سوى اللي سواه ما عنده كرامه , بعد اللي قالته له و بعد رفضها لمقابلته كلما جا للكويت بالأشهر الماضيه المفروض يكون عنده كرامه ومايقرب منها , كان مستبعد الطلاق ويأجله كلما فاتحوه فيه , بدى يلعب بشعرها ورمى راسه للخلف بأسترخاء وبعدين استوعب وبخرعه هذي اول مرة من زواجهم ما ياخذ احتياطاته , كان دايم يحرص انها ما تحمل , عشان ما يصعب المصارحه اللي لابد منها , اهله راح يتقبلونها اكثر بدون اطفال , تخيل نفسه يقول لأهله انه متزوج واب بنفس الوقت ,كان يبغى اهله يتقبلونها , ما كان هالشي بس اللي راده عن الأطفال كان حريص على دراستها ويفكر مليــون مرة قبل ما يصعبها عليها بالحمل والولاده , هذا مو معناه انه ما يبغى اطفال منها بالعكس لكن ما كان الوقت مناسب لهم بالفترة اللي طافت , لكن فكر انه احتماليه الحمل صغيره .

صحت وراسها وايدها مرتاحين على شي صلب , مختلف عن مخدتها المعتاده , على شي يرتفع وينزل بهدوء مريح , شي كانت فاقدته لأشهر , كانت تفتح عينها بهدوء , مو مصدقه اللي عقلها قاعد يقوله , يعني اللي صار بينها وبينه ماكان حلم .

افتحت عينها بفرح , يا لها (جالها) اخيرا , تصور انه راح يكون لمره (امرأه) ثانيه ألمتها حيل لدرجه ما كانت تقدر تتخيلها , مو شرط يقول انه يحبها عشان تعرف , ييته (جيته) اليوم كانت اكبر دليل على حبه لها .

وقالت بصوتها الناعس " خالد انته تحبني صح , تركتها عشاني , كنت عارفه انك راح ترجع لي "

حست بجسمه يتصلب تحت ايدها .

وفجأة ابعدها عنه ,قام من السرير ,لما شافته جذي شكت بأستنتاجها قعدت على سريرها وقالت بخوف "انت تركتها صح ؟"

وبخوف وانفعال "رد علي انته تركتهااااااااا صح "

لف عليها بعد ماكان معطيها ظهره , واهو نفســــه متفاجأ اشلون نسى خطبته , الظاهر انه لما يشوفها ينسى الدنيا وما فيها , قال بهدوء " لأ ما تركتها "

انصدمت , ما تركها , ما ترك المرأه اللي خاطبها , يعني شنو , شنو معنى اللي صار بينهم عيل .

قالت بصوت هامس "شنو يعني , ما فهمت شنو يعني ما تركتها "

شافها بعدم اهتمامه ظاهري (اما بالباطن فالله يعلم) يحاول انه يثأر فيه لكرامته اللي اهانتها بأخر لقاء لهم " يعني اللي فهمتيه ,ما تركتها "

" عيل اللي صار بينا ألحين , اشمعناه ؟"

كمل بنفس الأسلوب " عادي , انا مو اول واحد يتزوج على مرته ولا أخر واحد "

رددت كلامه بهمس " انت مو أول واحد يتزوج على مرته ! يعني انته استغليتني ! اللي صار بيني وبينك ماله اي اعتبار عندك "

" استغليتك !!!!!!! , مها لا تنسيــــن انتي حرمتي "

وقفت وقالت بصراخ الكلمه اللي بتحدد مصيرها معاه ( بالنسبه لها ) " اختار بيني وبينها , ألحيــن قول لي من تبي يا أنا يا إهي ؟"

ابتسم ابتسامته الجانبيه الساخره , بدون لا يجاوب اجابه واضحه " وهذا يحتاج سؤال !!"

صرخت بغيض لأنه الأجابه اوصلت لها "آآآآآآآآآآآآآآآآآآ " وقالت له " اطلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع "

وصرخت مرة ثانيه "اطلــــــــــــــــع , ما أبي اشوفك ,ما أبـــــــــــــــــيك "

رد عليها بسلطته التلقائيه "بــــــــــس خلاص عن الصراخ "

"إذا ظنيت اني راح ابقى معاك عقب زواجك فأنت غلطان , مو انا اللي يحطون علي ضرة ,مو انا "

الطلاق كان رافضه رفض تام لكن كل لحظه مع بعض تقنعه انه الحل الوحيد و قال "مها اقصري الشر , واكتمي "

عشان تثأر لكرامتها المجروحه منه ,قالت بثقه "انا ما أبيــــــك من أول, فما بالك ألحين وانت بتتزوج ! ,لايعه جبدي منك , طلقنــــي "

كل كلمه منها كانت تجرحه أكثر , وتطعن كرامته , صارت عادة عندها .

فقال بغضب كبير الشي الوحيد اللي حس انه حينقذ كرامته كان قاصد كل حرف من الجمله لأنه الطلاق دخل في عقله خلاص ,لازم يطلق يبغى يثبت لها ولنفسه انه يقدر على هالخطوة ,بدى يحس انها تستغل احتياجه لها وصار واجب عليه يوقفها عند حدها لا تتمادى " الطلاق حطلق لكن متى ؟ , ذا الشي راجع لي "

اهو بايعها , بايعها برخيص بعد , كل تصرف منه دليــــل على هالشي .

اتحس عينها بدت تغورق من الدموع ووقفت مكانها من غيـــــــــر ولا كلمه , اتحس انه الدموع اهي الشي الوحيد اللي من الممكن انه يهدي نفسها , لكن النار اللي قايده بصدرها ما أحد يقدر يطفيها .

اهو لف عنها , وعطاها ظهره , , وراح لخزانه الملابس , طلع له ملابس وراح للحمام ياخذ له شاور , كانت تشوف هدوءه بالحركه المناقض لأحساسها بالأنفجار , رمت عليه المخده بغيض ولكنه سكر الباب قبل لا تحوشه, بدت ترمي كل شي بالغرفه على الأرض , تبي تنتقم من الغرفه اللي ضمتهم مع بعض , وبدت تصرخ عشان يسمعها داخل الحمام " ما احبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك , ما أحبـــــــــــــــــــك , طلقنـــــــــي"

وبدت تضرب الباب بأيدينها الثنتين لأنه التجاهل من طرفه كان سيد الموقف , قالت " اشتبي مني , اشتبــــــــــــــي , رووووووووووح تزوج مــــــــــــا أبيــــــك "

اهو كان يسمع كلامها من داخل الحمام ويحس بالأرهاق ما لـه نفس يطلع ويكلمها ألحين وكان يقول في نفسه ( بس الطلاق اهو الحل , ما يقدر يستحمل , كل كلمه منها تضربه بالصميم , بس الله يقدره على هالخطوة , بس مو ألحين , ما يقدر يطلق ألحين , بعدين لما يهدى ويفكر عدل )

اما اهي والبجي زايد عندها , خاصه بعد تجاهله لها بدلت ملابسها وخذت موبايلها ومفتاح سيارة خالد اللي دايما تكون بالكويت ما اهتمت بالوقت ولا اهتمت بشي , لأنه دمها كان حار لدرجه ما تقدر انها تقعد معاه لمده اطول.

كان خالد بعده ما طلع من الحمام , دخلت السيارة واهي تسوق اسرع ما يكون لبيت يدها .

خالد بعد ما خلص من الأستحمام , راح للغرفه واهو مقرر أنه يتكلم معاها بجديه عن الوضع ككل .

لما ما لقاها بغرفتهم بحث عنها بكل البيت , راح لمكانها المفضل وهو حمام السباحه لكن ما لقاها ,اتصل على جوالها ما فيه رد و رجع اتصل ما فيه رد , بدى الفزع يملاا قلبــه وين بتكون ؟ , وين راحت ؟.

ما يدري وينها , لو يدري ما كان فزع , لأنه كان خايف انها تكون بأي مكان طايحه او مصابه او شي .

سمع صوت جرس الباب و راح افتحه سريع , ولقى عمر عند الباب .

اللي من شاف صاحبه قال له " عسى ما شر خالد اشفيه ويهك اصفر !"

" مها ما أدري وينها ؟ غبت خمس دقايق بالحمام ورجعت ما لقيتها و ما ترد على اتصلاتي و .."

قاطعه عمر " خالد , مها في بيت ابوي , هذا اللي انا ياي اقوله لك , خذت سيارتك وانا ألحين رديت السيارة"

بعصبيـــه قال "في بيــــــــت ابووووووك , وانا هنا جالس وقلقان عليهااااااا "

" خالد هد اعصابك يا اخي "

رد عليه بعد ما مسك اعصابه بقوه ولف يسير للمطبخ , ( والله ولعبتي فيني يا مها لعب ) " انا هادي , ماني معصب و لا شي "

عمر بهدوء مختلط بسخريه محببه " عاد تصدق خدعتني , طول الوقت وانا عبالي انك معصب ! "

خالد ابتسم بتعب .

" اشصار بينكم عشان ترجع اهي لبيت ابوي بهالطريقه "

يعني وش اقوله , إلا انه قال " ما صار شي بس اتفقنا على الطلاق "

سكت عمر وبعدين قال "متأكد , ما كان هذا كلامك اخر مرة كلمتك فيها "

" ايــه أمتأكد , ما فيها روح وتعال "

عمر ما كان يقدر يقول شي لأنه قايل بالأتصال اللي صار بينهم انه مؤيد للطلاق .

تسند خالد ورمى راسه على الكنبه , وقال " عمر انا طيارتي الساعه 6 المغرب , توصلني ؟"

خالد ما كان له نفس يسوق , متكدر , حاس نفسه في خشمه , سمع صوت عمر يقول " ابــشر من عيوني "

"عمر انفصالي عنها بيأثر بعلاقتنا ؟ "

تنهد عمر بصوت عالي " ما أدري يا خالد , بس بالنسبه لي راح احاول اني ما اخليـــه يأثر , الباجي عليك انته "

" الله كريــــــم يا أخوي الله كريــــــم"

قبل لا يسافر وهو بالطيارة , والكدر محاوطه من كل جهه , كان يبي يعطيها كلام بالعظم ومن قلبه ما تذكر إلا ابيات كان قايلها له واحد من ربعه , وارسلها لها :



أنــا أبرحـل وتـركـك وتـنـاســـــاك
وأتـركـك مـع ناس تحسبهم يبـونـك

ولا تحسب إني بيوم بحن لـذكراك
والـلـه مـارجـع للجـروح وطعونك

ولا تحسب إني ما اقدر أعيش بلياك
ولا اقدر أكمل رحله العمر بدونك

والـلـه ثـم والـلـه لـحـرق حـشـــاك
وارد لـك كــل الـجـروح وطعـونك

اعـرف أنـا طـبـك واعــرف دواك
واعرف اذوقك العذاب باقي سنونك

والـيـوم أبـرحــــل عـنـك وأتـحـداك
مـا تـحـن لـشـوفـتـي وتـدمع عيونك



(احقاقا للحق :(هذي مقاطع من شعر للأخ احساس انسان , في منتديات غرام , قسم الشعر والقصايد)


مها اللي كانت منهارة , لما شافت المسج انهارت اكثر , وصوت بكاها كان واصل لبرى الغرفه لكن الله ستر عليها وما احد كان موجود , حست كل كلمه منه طعنه لقلبها المسكيـــن اللي ما عاد يتحمل اكثر , ما تدري شنو تسوي , راحت الحمام , تتسبح, عل وعسى الماي البارد يطفي النار اللي تكويها من بعده وفرقاه , لكن في الحمام ما كانت قادره تصلب طولها , الماي كان ينزل على راسها واهي قاعده على الأرض مخبيه راسها بين ركبتها وتهز روحها جدام و ورى وادموعها تختلط بالماي, ما تدري ليـــش هذا احساسها واهي المفروض تكرهه عقب اللي سواه كله , كانت تدري انه عقلها قاعد يناقض قلبها (كل واحد فيهم له حكم).

كانت الأبيات اللي طرشها لها تردد بعقلها واهي بالحمام , مهي قادره تتخلص منها , تدري انها خلاص انتهت بالنسبه له , لأنها تدري انه كلمته وحده , متى ما قال خلاص يعني خلاص بيرحل .

ردت على ابياته بقلبها (تودعني وانا ضايق ودمعي بــلــل الأكـــمـــام ... عسى ليلة وداعك ما يعيد الوقت ماضيها)
مها كانت نفسيتها سيئه مر عليها شهر ويدها يحاول يطلعها من الوضع الكئيـــب اللي اهي فيه , و اهي لا حياة لمن تنادي .

انتشرت اشاعات انها تطلقت من ريلها لأنها بقت في بيت يدها طول هالفترة , وكل من يسألها عن ريلها تصرف الموضوع او تقوم من مكانها ما جنه احد مكلمها عنه , بس اهي ,الإشاعات ما كانت توصل لها , ولا كانت تدري عنها , يدها ما قام يسمح لعمر بالكلام مع حفيدته إلا بوجوده لأنه إلي يعرفه انه كلامه معاها أخر مرة كانت السبب باللي اهي فيه.

كانوا بنات خوالها كل يوم يزورونها , لأنهم عارفين بنفسيتها لكن ما يعرفون شنو سببها غير انه الموضوع متعلق بزواجها لكن ما كانوا يدرون إذا فيه طلاق أو لأ او شنو الموضوع بالضبط.

فكانوا يتيمعون عندها لأنها رافضه الطلعه كليا , تحس انه عيون الكل تسخر منها وتطعن بكرامتها وتقول لها (ريلج خطب وحده ثانيه ورح يتزوجها) ,غير الغيرة اللي تحسها مقيدتها وباللي بتفجرها بويهه اي شخص يشوفها بنظرات الشفقه.

بعد ما طلع الكل بأحد الأيام وبقت بس فجر بدوا يسولفون سوالف عامه , لأنه فجر بدت تعرف انه موضوع خالد وزواج بنت عمتها شي محرم الدخول فيه .

وقالت مها بتعب " تصدقين جوجو الدورة متأخرة ما شرفت هالشهر , هذي اول مرة , اففففف خايفه من الألم لما تيــــــي"

"مها روحي الطبيب ,ترى مو زين جذي , لا تسكتين عنها "

الطلعه برى البيت كانت بالوقت الحالي شي مفزع " لااا ما فيني إلا العافيه , اعتقد من نفسيتي الزفت , اصلاا تخيلي من النفسيه كل يوم تلوع جبدي قبل لا اقوم من الفراش احس كله من الرباده بالبيت هالأيام "

" ترى تخرعيـــــن , اخاف فيج شي , روحي الطبيــــــــــب "

ومر الشهر الثاني و مها ما تطلب الطلاق ولا تفتح هالسيرة لجدها او لعمر إلا انها مستغربه انه خالد ما طلقها ليلحين , وبدت تطلع من البيت بطلعات مع بنات خوالها , مع انه النفسيه لما ألحين موزينه , بس لما لاحظت انه يدها تعبان معاها , قررت تطلع وتبين له انه كل شي عادي عندها .

إلا انها النفسيه حدها مأثره على دورتها لأنها للشهر الثاني ما تشرف , غير اللوعه اللي ملازمتها كل صبحيه .
راحت للطبيب لأنه فجر بدت تخوفها إنه يمكن فيها شي مو طبيعي . بعد ما قالت للدكتورة كل الأعراض , قالت لها الدكتورة " امممم اخت مها مافيه احتمال تكونيـــــن حامل ؟"

مها جنه احد كفخها كف على ويهها قالت بهمس "حامل"

قالت الدكتورة بهدوء " انا ما اقول انه الحمل أكيد , لكن انا شايفه اعراض الحمل , وعشان جذي بسوي لج تحليل عشان نتأكد "

"بس دكتورة انا ما أبي اسوي تحليل حمل , انا متأكده انه من النفسيه وبس , عطيني مهدئ او اي شي وخلاص "

الدكتورة قالت بهدوء " مها , زوجج ما يبي اعيال ؟"

بدت مها تبجي وانفجر البركان اللي كاتمته صار لها شهرين بقهر وبصوت عالي ,انصدمت الدكتور و يت يمها وضمتها "بس يا مها , بس "

" دك...تو...ر..ه , انا خ...ايفه ..اكون حا....مل " (دكتورة انا خايفه اكون حامل )

"هدي اعصابج , هذا الشي مو اكيد "

احيانا تحسيـــن لما تشكيـــن حق الغريب اريح من انج تشكيـــن للشخص القريب وهذا اللي صار لمها " ب....س اهو ما يبي , من أو....ل ما ت...زوجنا واهو ..مأج ..ل الفكر...ه ,فما..ب...الج ..ألحيـــــن ....واحنا بنت....طلق" (بس اهو ما يبي , من اول ما تزوجنا واهو مأجل الفكرة ,فما بالج ألحين واحنا بنتطلق ) وبقلب يخفق مثل العصفور الخائف "اب....يـــــــــــــــه , يا ....حسرتي ,شل.....ون ألحين...شل...ون أربي ....البيبي بروحــــــي " (أبيــــــــــــه يا حسرتي ,شلون ألحين , شلون اربي البيبي بروحي )

" مهاااا انا الحين بسوي لج التحليل ,وترى الموضوع مو اكيــــــــد , إذا صار اكيــــد ذيج الساعه نشوف لنا دبره (الكلمه جايه من تدبير الأمور ) , اتفقنا ؟"

هزت مها براسها ان نعم .

كملت الدكتورة بوسط شهقات مها اللي كانت تحاول تتحكم بروحها خاصه عقب الأنهيار " شوفي مها هذي أوراق التحليل وان شاء الله خير, ولا تخافـــــــــين عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم , خلي ثقتج بالله كبيرة "

"ونعمه بالله " سكتت مها وبعدين كملت بأحراج بوسط شهقات بعد البكي "اسفه دكتورة على اللي صار "

ابتسمت لها الدكتورة بحنان وقالت " لا تتأسفين يا قلبي , حياج الله بأي وقت "

راحت مها تسوي التحاليل بالمستشفى كانت حاسه بالتوتر , وتطلب من رب العالمين انه يكتب كل ما فيه خير وصالح لها .

كانت خايفه انه يطلع كلام الدكتورة صح وترتبط فيه طول عمرها , بعد ما ذلها واهانها .

سوت التحليل وطلعت النتيجه :



حامل

نظرة الحب
03-28-2011, 05:34 PM
اول ما شافت النتيجه بدى قلبها يطق حيل لدرجه انها حست انه صوته بأذنها , قعدت على الكرسي وهي تفكر شنو تسوي ألحين , الهستيريه اللي حاشتها عند الدكتورة ما طلعت مرة ثانيه . وعقلها بدي يقولها يمكن في خطأ يمكن انا بحلم والحين اقعد والدكتوره راح تقول اني مو حامل, ومع مرور اللحظات بدى عقلها يتقبل فكره الحمل , وانها احتمال تكون حامل .

ولما دخلت على الدكتورة وقالت " مها انتي.....اه انتي حامل "

تنهدت مها وقالت بتقبل للواقع " الحمدلله "

ابتسمت لها الدكتورة وقالت " فعلاا الحمدلله , مها في غيرج يتمنون الأطفال , ومو قادرين يحصلون ,الأطفال نعمه من رب العالمين "

"اممم صاجه " وبعدين كملت " دكتورة انا يحوشني لوعه جبد عقب ما اقوم من النوم الصبح , ماأدري هالشي طبيعي , ولا لأ , وشنو اقدر اسوي عشان امنعه ؟"

" ايــــه اكيــد طبيعي يا قلبي , تقدرين تاخذين لج اشياء جافه مثل البسكوت او غيره من الأشياء "

" امم ما قصرتي دكتورة , يلا استأذن "

" بحفظ الله , لكن مها لازم تسوين مراجعه للطبيب , بصورة دوريه عشان نتأكد من ان كل شي سليم , وهاج بعض الفيتامينات اخذيها من الصيدليه"

" ان شاء الله , مع السلامه "

خوفها من ان يكون هالطفل رابط بينها وبين الشخص اللي اهانها ونزل من كرامتها انقلب لفرح بأنها راح تكون ام , ام لطفل جديد راح ايي لهالحياة , ما كان في بالها انه تكون ام خاصه انه خالد كان مأجل الفكره , لكن ألحين حاسه بفرح , لكن هالفرح كان مختلط بخوف , خوف من المستقبل , خوف من الخطوات اللي مضطره تتخذها , ردت بيت يدها , بعد ما تمشت على البحر وقررت انه ما تعلم احد بالوقت الحالي , خاصه انها منحرجه تقول للناس انها حامل , تضطر تبرر لهم ليش كانت تحن تطلب الطلاق من قبل .

صار الليل , كان النوم مو طايل عيونها من الإثارة .

قامت من سريرها وراحت للمنظره الموجوده بخزانه الملابس الطويله , ورفعت بلوزتها وبدت تشوف بطنها , وتصور الطفل اللي ينمو بأحشائها حطت ايد وحده على بطنها علها تحس بالبيبي , تحس انه فيه كائن حي يعيش بوسط احشائها .

أما خالد من رد من الكويت للسعوديه وشغله ماخذ كل وقته بالسابق كان ينقد على عمر ألحين اهو صار ألعن منه , صار ما يقدر يعيش بدون ما يكون جدوله مزحوم من أوله لي آخره , لاحظ انه كلما كان بوقت فراغ تفكيره يروح لها , لطريقتها بالكلام , لإبتسامتها , لأنفعالاتها , لكيف تنام وكيف تصحى , والمشكله انه اخر ليله بينهم بدال ما تطفي ناره شعللتها اكثر .

والخطبه زايده مشاكله مشاكل , صار كلما شافته امه , بدت تضغط عليه انه يكلم عمه بموعد الملكه واهو ما يرد على امه بالسالفه ذي , دايما رده عليها يكون الصمت .

مها قبل سفرتها للسعوديه لحضور حفلة زواج روان كانت قادرة تتماسك , وتقدر تقول انه بداخلها فرح من نوع معين , خاصه انها اقنعت نفسها انها تخطت خالد وانها الحين بسلام داخلي بين عقلها وقلبها , وخلاص اهي تكرهه .


الكاتبه

black widow
((اللهم اني استغفرك واتوب اليك))

((اللهم اني استغفرك واتوب اليك))

نظرة الحب
03-28-2011, 05:35 PM
البارت الحادي عشر
*** قلب يحبك كيف يقدر يجافيك ... و شلون يقدر و أنت بالحيل غالي ***





السعوديه ( الوقت الحالي) بأحد البيوت الفاخرة بالرياض:

قالت لها امها انه خطيبها وولد عمها جاي اليوم يسلم على ابوها , وامها تتوقع انه بيحدد موعد الملكه , كانت متحمسه مرة , ولد عمها ما تزوج والكل كان عينه عليه , واهي حست بالغرور لما قالت لها امها انه خطبها من بد البنات كلهم , وانه اكيــد كان ينتظرها تكبر لأجل يتقدم , بس هذ ما منعها من التوتر من هالخطبه , كانت خايفه من ان زواجها يأثر على دراستها .

كانت تشوف حالها بالمرايه , جمالها كان واضح للكل إلا لنفسها , كانت دايما تتصور نفسها عاديه الجمال إلا إن الناس يقولون انها حلوة , شعرها قصير ليه كتفها مدرج كثيف , عيونها عاديه لكن المميز فيها هو الحور والرموش الطوال , بشرتها صافيه , ابتسامتها تبين الغمازات بشكل حلوو .

هي بصراحه ما كانت منتبهه لوجوده كخطيب مستقبلي , كانت دايم تخاف منه , عنده سلطه وهيبه ترهب الواحد , وتخليه على اعصابه, كانت تسمع عنه كيف الرجال يفزون له بالمجالس , لكن لما تقدم لها حست بأنها مميزه , وبدت تحس بالتملك تجاهه مختلط بخشيه , شعور رقيق تجاه زوج المستقبل .

ابوها كان يصلي المغرب بالمسجد , وحيدخل المجلس من بابه اللي يطل على الحديقه , ولأنها تحس بالفضول تسمع خطيبها وش يبغى قررت انها تجلس قريب من الباب الداخلي بمكان ما تشوف فيه و لاتنشاف بس تقدر تسمع اللي يدور بالمجلس.

وسمعت حس الصبي وهو يرحب بأحد الضيوف ويدخله المجلس , وعرفت انه هذا هو خطيبها لأن ابوها ما يتوقع غيره اليوم.

خالد بعد ما خلص من شغله , اللي استمر لي قبل المغرب , توجه لبيت عمه بعد ما صلى المغرب جماعه, وش يقول للرجال الطيب , كيف يبرر الموضوع له , للعم اللي وقف معاه بعد وفاة ابوه .

كان جالس ينطر عمه بالمجلس .

دخل عمه حامد للغرفه , وقف خالد على طول , وقرب من عمه وباس راسه وهو يقول " الحمدلله على سلامتك يا عمي وتقبل الله طاعتك"

ابتسم له عمه بحنان " اللي يسلــــــــمك يا ولد اخوي , منا ومنك صالح الأعمال "

قعدوا , قال خالد " كيف عمرتكم يا عمي ؟ عسى ما تعبتوا "

" والله انه القعده بقرب الحرم ما تنمل , لولا امتحانات الأولاد كان ما تحركت وكان ما شفتني السنه ذي ابد "

ابتسم خالد " الله يعطيك الصحه والعافيه , وما تكون هالزيارة اخر عهدك بالحرم يا عمي "

ودخل الصبي بالقهوة , وقدمها , بعد ما شرب خالد القهوة , جلس بتوتر داخلي ما كان واضح للي يناظره .

وبعدين قال بهدوء وجديه "عمي وش رايك فيني كرجال ؟"

هذي الكلمه خلت قلب البنت اللي تسمع يرفرف لأنها عرفت انه راح يتكلم عن ملكتهم , فأبتسمت بفخر.

تنحنح عمه وقال " والله نعم الرجال انت , ينشد الظهر فيك , رافع راس ابوك الله يرحمه ورافع راس العايله "

وعشان يأكد على وجهة نظره قال " يعني يا عمي انت تثق بحكمي على الأمور "

استمراريه الأسئله وترت سمر , وخلتها على اعصابها .

قال عمه بثقه " أيــــــــــــه والله اثق بحكمك , اكثر من ثقتي بحكم اولادي إللي من صلبي ....بس ليه تسأل يا ولدي"

" وصلنا خير يا عمي " قال بصوته الفخم والواثق " يا طويل العمر , بنت عمي جوهرة ثمينه , ما لها مثيل , والكل يشهد لها بذا الشي ..وانا كنت عارف بل واثق من هالشي ما دام ابوها حامد الرجال الطيب , بنت رجال وتربيه رجال ما عليه خلاف , وتستاهل اللي يقدرها ويحفظها ويصونها , ومحظوظ اللي بتكون من نصيبه "

عمه كان طول الفتره منزل راسه , يسمع الكلام بتركيز وفهم مقصد ولد اخوه ,فقال " يعني هي مهي من نصيبك ؟ "

" يا عمي انا ان خذيتها بظلمها معي " سكت خالد وبعدين قال "اللي ما تعرفه يا عمي ولا تعرفه اغلب العايله اني متزوج .."

عمه حامد تفاجأ , انصدم , انصعق , خالــــــــــــد , خالد متزوج .

لكن ما احد منهم كانت مدرك للأنسانه اللي جالسه تسمع كل كلمه وتحس بكل كلمه طعنه لكرامتها لكن لما سمعت انه متزوج هنا حست بالطعنه الأقوى , حست انه المرأة الثانيه خذت منها خطيبها , ما خطر لها بذيك اللحظه انه من المعقول انه هي اللي خذت الرجال من حرمته.

ورجعت ركزت بتكمله الحديث " من بنت محمد ال.. صديق ابوي "

حامد اللي من سمع بأسم محمد قال تلقائيا " والنعم "

" الله ينعم بحالك ,و هي حامل بعد ........ عمي , انا عارف اني ما استاهل بنتكم , انا رجال متزوج و بيجيني ولد , وهي تستاهل اللي احسن مني "

عمه جحظت عينه من الصدمه لكن قدر يتماسك ويقول " ليه تقدمت لها يا خالد دامك حاس انك بتظلمها "

خالد احتار كيف يجاوب هالسؤال , اللي هو امتأكد منه انه ما يقدر يجاوب عليه بصراحه , ما يقدر يقول لعمه ( اسف يا عمي بس انا ما تقدمت لأحد)

قال " اسف يا عمي ما عندي إجابه لهالسؤال "

هز عمه راسه بتفهم وقال "يمكن لأنه إجابتك راح تحرج ناس غاليــن عليك"

خالد ما كان عنده رد لهالكلام أصلا عمه ما كان ينتظر منه رد وكمل يقول " اسمع يا خالد , يمكن انت متفاجأ من ردة فعلي للموضوع ,و كيف اني تقلبت اللي قلته بهدوء " وابتسم لخالد وقال ", لكني استخرت بكل يوم وبكل لحظه لبنتي وطلبت من رب العالمين ان يقدم اللي فيه خير وصالح لها ولك , .... وجيتك ألحين , اثبتت لي انك ما انت صالح لها , مو انتقاص من قدرك ابدا , انت تدري ان شهادتي فيك مجروحه وانك بحسبه ولدي , والحمدلله انك جيت قبل ما تقع الفاس بالراس وقبل فوات الأوان " كمل حامد كلامه وقال " يا خالد انا ما راح اسألك ليه تزوجت من غير علمنا كيف صرت بالموقف ذا ككل , لأني عارف انك رجال وانك ما سويت اللي سويته إلا لشي بنفسك , وواثق فيك ثقه عميه يا ولد اخوي "

خالد كانت كل لحظه مع عمه تكبره بعينه اكثر , عمه انسان حكيــم ومافي خلاف على هالشي " يا عمي اني اناسبك كان بيكون وسام على صدري , وموقفك اليوم بيظل بذاكرتي للأبد كدليل ما عليه خلاف على حكمتك ورايك السديد , يا طويل العمر القرار ألحين بيدك وبيد بنتك , وانا ما علي إلا السمع والطاعه "

حامد كان عارف ان الجمله الأخيرة كانت طريقه مؤدبه من ولد اخوه يحاول يحافظ فيها على كرامة بنت عمه وكرامه عمه , بأن يبين كأنه قرار فسخ الخطبه بأيدهم والفكره فكرتهم قدام الناس والأهم قدام انفسهم .

ابتسم حامد لولد اخوه وقال " ان شاء الله " وغير الموضوع وقال " كيف حال الوالده ؟ وكيف حال بدر وساره عساهم بخير ؟"

خالد ارتاح نسبيا وقال " كلهم بخير , ما يسألون إلا عنك "

وبدى حامد يسأل عن الشغل والرجاجيل وغيرها من الأشياء لما أستأذن خالد وراح .


خالد (السيارة) :

حس بأرتياح بعد ما طلع من مجلس عمه , كان متوقع صراخ , غضب , لكن حكمه كان غلط , لأنه بنى حكمه على نوع الموقف , مو على طبيعه عمه .

عمه حامد طول عمره حكيم , وياخذ الأمور برويه , يفكر قبل لا يتكلم , وهذا اللي سهل الأمور عليه .

يـــــــــــــــــا الله احساس انك رميت ثقل عن ظهرك احساس حلووووو .

ألحين اقدر اتنفس بطريقه احسن , حمل من الحمول انرمى عن صدري , باقي الحمول الباقيه , الله المستعان .

اتصل على ساره وقال لها بعد السلام " سارة لا هنتي قولي لمها انها تلبس , نص ساعه بالكثير بنروح لموعد مع الطبيبه اللي بتباشر مراحل حملها , طيب ؟ "

سارة كانت بتقول ( خالد انته اتصل) , لكن تراجعت وقالت الكلمه المعتاده " حاضر"

سكرت التليفون من اخوها وقالت لمها اللي كانت منسدحه على الفراش وتقرى مجله " مها , خالد يقولك ألبسي بتروحي معه لموعد للدكتورة "

مها بعد ما خلصت ساره كلامها نزلت راسها تكمل قراءه المجله , لجوءه لساره وعدم كلامه معاها كانت تغيظها , وعشان جذي راح تردها له , سارة استغربت وقالت " مها سمعتي كلامي !!!"

"ايــه سمعته" وكملت تصفح المجله .

" مها , خالد على وصول تحضري "

" ما أبي (ما ابغى) قولي له ياخذج مو اهو اتصل عليج , ما ابي اروح معاه "

" انتي من جد تتكلمين !!!!"

"ايـــــــــه من صجي "

سارة لما شافت التصميم بتصرفات مها ,اتصلت على خالد وقالت له " خالد هي تقول ما تبغى تروح معك "

خالد رد بهدوء مخيف " كـــــــــــــيــــــــــــــــف !!! "

اغضبه انه تجنبها له وصل لدرجه انها ما تبغى تروح للطبيب دامه هو اللي يوصلها .

ساره قالت بسرعه " خالد هي تقول خذني انا , دامك اتصلت علي , وربي ما أدري ايش اللي تفكر فيه !!!! "

سكت وبعديــــــن ضحك بصوت عالي " هههههههه , طيب , طيب "

كان تفسيره لتصرفها خاطئ ومعرفته للسبب الحقيقي ضحكه .

سارة بعد ما انهت المكالمه , استأذنت من مها لأنها بيتروح تسلم على اختها .

مها تركت المجله واهي متوتره هل التصرف اللي سوته صح , هل تلبس وتخلص من السالفه ولا تعاند .

واسمعت صوت عبدالمجيد عبدالله النابع من تليفونها الدال على اتصال معذبها :



كأن أحبك ليه أنا مادري ليه أهواك أنا مادري
أحبك ليه أنا مادري ليه أهواك أنا مادري
لو مرت علي ذكراك يهتز النبض في صدري
لو مرت علي ذكراك يهتز النبض في صدري

كأن ما افترقنا يوم
ولا سهرنا مع الهجران
أنا اللي اخترت نسيانك
وذكرني بك النسيان
كأن ما افترقنا يوم
ولا سهرنا مع الهجران
أنا اللي اخترت نسيانك
وذكرني بك النسيان
لكن ده قدر عمري
أحبك ليه أنا مادري...



اقطعت صوت الأغنيه اللي مختارتها خصيصا له , وردت بكل ما تقدر من ثقه بالنفس " ألوو "

سمعت التسليه اللي بصوته مغلفه بالسخريه " يلا ألبسي ورانا موعد مع الدكتوره يا الأميرة "

لأنها حست انه مو من حقه يتصل ويعطيها اوامر بدون سلام ولا سؤال عن احوالها ,ومو من حقه يستعمل الأسم اللي كان يناديها فيه بأيام سعادتهم بسخريه , واستعماله للأسم بهالأسلوب تكرر مرتين وهذا الشي يغيظ , فقالت ببرود متعمده انها تستفزه " عفواا بس من معاي ؟ "

سكوت بالطرف الثاني وبعدين " مها مو وقته , اخلصي وألبسي اهدومك , لبسي عباه راس وغطوة وعشان ما تطولين السالفه , السعوديه غير , الحريم اللي مغطين وجوهم كثيرين , فكشفك لوجهك بيكون بارز "

" اممم وين بنرووح ؟ "

"الطبيب "

قالت واهي تمد بالكلمه بدلع يبط الجبد " لـــــــــيـــــــش "

قال بهدوء وطولة بال " نبغى انتأكد انه كل شي بخير "

" اهاااااا , اوكي ألحين راح ألبس ...خالد "

قال بنرفزة لأنه السالفه طالت اكثر من اللازم "نعم "

" اشرايك نقول حق سارة تيي (تجي) معانا "

قال بصرامه " لأ , ويلاا حنتأخر على الموعد "

بعد ما سكرته منه ,البست عباة راس والغطوة مو لشي غير انه كلمها بأحترام وشرح لها ليش يبيها تلبس هاللبس , وانزلت تحت تنتظره لأنها تدري انها استفزته وايد ليوم واحد .


الريم :

ريم كانت زايره صديقتها العنود اللي كانت تتنفس في بيت اهلها , كانت القعده فله , سوالف وضحك وغشمرة , محاوله من ريم نسيان كل اللي صار معاها من اسبوعين والظاهر انها انجحت , كانت تشغل عمرها لأقصى درجه عشان ترتاح , شوفتها للعنود ولولدها كان يحرك فيها احاسيس مختلطه لكن الأكيد اهو احساس الفرح لصديقتها اللي صارت ام , واحساس بالحزن كتمته على طول على تضييعها للفرصه انها تكون ام وسعيده .

واهم قاعدين دخل عليهم جراح اخو العنود واللي اكبر منها , توترت الريم وخذت لفتها ورمتها على شعرها , جراح شخص غير مريح ابدا ,دايما تحسه يشوفها بنظرات مو طبيعيه , سلم " السلام عليكم " وهو يشوف الريم , ردت اهي بصوت هامس ومن غير نفس " وعليكم".

العنود عصبت وقالت " جراح ما كان المفروض تدخل كذا , البنت ماخذه راحتها "

رد بقله ادب " بس الريم مهي متحجبه , وهالجمال حرام ننحرم منه "

ريم عفست ويهها منأرفه من قله ادبه , وقالت " يلاا العنود انا لازم علي اني اروح ألحين , اشوفك بعدين يا الغلا "

بس العنود وقفت وقالت " لا ريموو لا تروحين , ما شبعت منك "

وجراح قال بسخافه " ولا انا شبعت من شوفتك "

العنود لفت على اخوها بغضب " لو سمحت جراح تفضل روح "

قال جراح وعينه ما انزلت عن الريم "ليـــه يا العنود وترضين اخوك يطلع وينحرم من هالجمال "

الريم ضربت عندها مليون , وقالت " خلاص يا العنود مع السلامه "

وقفت تنطر جراح يبعد عن الباب , و هو ما بعد على طول بالعكس وقف لأطول فتره ممطنه في طريقها ,العنود طبعا هالمرة ما قدرت تمنع الريم من الطلعه لأنه اخوها قل ادبه كثير .

طلعت الريم من المكان واهي مفوله للأخر , اخو العنود قليل أدب مرة وما يحترم الناس ابد .

لما وصلت لبيتهم , الفاضي دايما إلا من الناس العاملين فيه , راحت لغرفتها وسمعت صوت مسج فتحته واستغربت:



الموت
ماهو لا تكفنت بتراب
الموت
لا فارقت حي تحبه



المسج كان من تليفون غريـــــب , ما تعرفه , رمت جوالها , وجاها مسج ثاني , قرته وكان من نفس الرقم :


اسألك بالله وش سويت فيني
وش سرهالشوق اللي يجيني

قلبي طول وقته معك
مايبيني
أسألك باللي عطاك
هالعيون

أسألك بالله يالقلب الحنون
كانك تعرف سر هالشوق
إنك تقول وش يكون؟
هوغرام
أوإحترام
أومرحلةحب
أوجنون.



هذا اكيد غلطان , جاها مسج ثالث والغريب اكثر انه الرقم نفسه :


الريم كل مالك وتحلوين .


اسمها , من هذا؟

بس هي ما شافت اليوم غير شخص واحد .

لأ مو معقول ما توصل فيه الوقاحه للدرجه ذي ؟.

ولا معقــــــــول !! .

ما يصير تظلم احد , بتغض النظر عن الموضوع مو مهم .

وبدت تفكر بالخطوه المجنونه اللي اتخذتها , لكن كان لازم عليها تتخذ هالخطوه , راح تكسر هالحاجز اللي يمنعها من الأستمرار بحياتها , عمر مو من حقه يظل حاجز بحياتها , اهي نفذت تهديدها له , خلاص بكره خطبتها بتكون معلنه , ابوها ما صدق لما قالت له انها موافقه على الخاطب .

تذكرت كيف جاها ابوها من يومين :

دخل ابوها حمد , انصدمت من دخوله لغرفتها أو بالأصح انصدمت من وجوده بالسعوديه , جلس عندها وهي ترسم , وهي حست بالريب من وجود ابوها , قال لها ابوها " كيفك يا ريم ؟ "

شافته بأستغراب (مو معقول ابوها جاي لها بس عشان يسألها كيفها ) بس قالت " بخير , انت كيفك يبا ؟"

هز ابوها راسه بأنه انا بخير .

وبعدين قال " ريمي , انا أعرف شخص اسمه فيصل , وهذا الشخص رجال غانم , عنده شركه ممتازه "

" طيب وش يعني هالكلام ؟"

" هو تقدم لك "

بعدت عينها عنه , وكانت اول رد فعل لها انها ترفض , وانتبهت انه ابوها متوقع الرفض بعد , لكن تذكرت اللي وعدت نفسها وقالت بصوت مخنوق " انا موافقه "

حست بجسم ابوها القريب منها يهدى وقال بصوت الشخص اللي خايف انه ان تكلم بصوت عالي راح يفزع بنته ويخليها تتراجع عن قرارها وبهمس نطق " طيب راح نعلن الخطبه في يومين بالكثير "

ابتسمت بأرتجاف " امممم سو اللي تبغاه يبا "

قام بشويش من قربها , وبخوف انه حركه عنيفه منه بتنبها لقرارها اللي اتخذته .

وقال بنفس الهدوء " طيب تبغين تشوفينه "

بهالثواني سرحت , سرحت بعمر , لما سمعت صوت ابوها قالت " لأ ما في داعي "

طلع ابوها بسرعه من الغرفه.

ورجعت للواقع , امس لما جا لها ابوها عن الخاطب قررت انها توافق عليه , ما تقدر تضيع حياتها اكثر من كذا , وعلى شخص ما يحبها ومهو معقول يفكر فيها .

ومن اللي سمعته انه فيصل انسان واعي وممتاز , وتتمنى انه يملك قلبها , ويشغلها عن اللي صار معاها بالماضي .



يتبع ...




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}
black wido

نظرة الحب
03-28-2011, 05:35 PM
--------------------------------------------------------------------------------




التابع ....





سمر :

سمر كانت بحاله ما يعلم فيها إلا الله سبحانه , كانت متفاجأة من اللي صار معاها وفي البدايه بدت تبكي وتبكي , بعد ما كانت مخطوبه لولد عمها ألحين لا هي مخطوبه ولاهم يحزنون .

بدت تفكر بالمرأة اللي اختطفت ولد عمها منها , وحست بالغيض , كيف تدخل لحياتها وتخربها.

وبعد ما هدت الدموع صدمها اكثر احساس الراحه اللي غمرها من انهاء هالموضوع (موضوع الخطبه) , كانت خطبتها لواحد مثل خالد مصدر توتر لها , لكن مهما كان ما تقدر ما تحس انها انهانت .

خالد ما كان مهم بحياتها , كان شي بعيد المنال , ما كانت تفكر فيه إلا بعد خطبته لها , ألحين ببساطه يتركها ,هي ما تبي اللي ما يبيها , دراستها ألحين راح تستحوذ على اهتمامها وهذا المهم عندها.

حلم زواجها من خالد كان حلم امها , وامها ما لازم تدري بفسخ الخطبه , مو ألحين , بالوقت الحالي امها مريضه ما يدرون ايش فيها, ولازم تكلم ولد عمها يأجلون الفسخ لحد ما يدرون ايش علة امها الحبيبه .

انفتح باب دارها , شافت ابوها الحبيب واقف عند الباب , حست بغصه لأنها عارفه ليه ابوها جاي لعندها بالغرفه .

راحت لأبوها وقالت " حيا الله ابوي , يبا لو كنت تبغاني كنت جيتك يالغالي ما في داعي اتعب حالك "

حامد كان متقطع قلبه على بنته , لكنه يدري ان الشي اللي حصل كان لمصلحتها , ما راح تكون سعيده مع رجال متزوج وعنده طفل جاي بالطريق , حتى لو كان هالشخص خالد .

جلس على فراشها وقال " لا يا سمر , جيتي لك ما تتعبني ابد , كيف حالك يا بنتي ؟ "

"بخير يبه دامك بخير ؟ "

" يا بنتي انا جاي اكلمك عن خطبتك " ناظرها بعيونه الحنونه .

فقالت " لا يبه ما ابغى اتكلم عن هالموضوع إلا بعد ما انعرف وش مشكلة الوالده , يبا طلبتك مو ألحيــن , امي تعبانه وما ندري وش فيها , لما نعرف وانتطمن عليها نتكلم عن الموضوع "

قال ابوها بتفهم " صادقه يا بنتي , ما أدري كيف راح موضوع امك عن بالي , خلاص اول ما نعرف ايش فيها , نتكلم عن الموضوع "

طلع من عندها و اهو محتار كيف راح عن باله مرض حرمته الحبيبه , اهم صحيح ما قالوا لأحد عن مرضها إلا انه كان المفروض يقول لخالد عنه .

سمر لما خرج ابوها من غرفتها , فكرت انها لازم تتكلم مع خالد عن الموضوع .


عمر (مصر) :

الشغل كان اكثر مما توقعه , بمصر وضع الشركه بعد الأختلاس كان مزري , اضطر يشتغل بجديه اكثر , ولجان عمل اكثر وحوســه وعماة عين , الوقت الوحيد اللي يكون فيه وحيد اهو الليل , ودايما يروح فيه للنيل , يقعد يشوف النيل ويفكر, يسوي اتصالاته مع مها وخالد واما ابوه سعود فأهو على طول معاه لأنه بعض المشاكل تتطلب استشارته .

واهو قاعد على النيل , ياله اتصال , من امريكا , لما شاف من منو ابتسم , هالرقم اهو رقم الممرضه اللي كانت مشرفه على حالة نورة , اتصالهم مع بعض استمر حتى بعد وفاة نورة على فترات متقاطعه لكن بالفترة الأخيرة سمانثا زادت من اتصالاتها , اما أهو كنوع من الوفاء لكل شخص اجتهد لمساعده نورة كان يرد عليها .

" hello"

" ? Hi Omar, how are you" (اهلا عمر, كيف حالك)

"I'm fine thank you Samantha, how is you? And how is your work?" (انا بخير سمانثا , شلونج وشلون شغلج ) سألها هالسؤال لأنه يدري انها تتعرض لمعاكسات من وايد اشخاص لأنها صغيرة بالسن وكانت اشتكت له من هالأشياء بمكالمات سابقه , إلا انه حبها لشغلها يهون عليها كل شي .

"Well actually I'm fine and about the work I'm in a vacation right now but you know I love my job so every thing is fine" (بالحقيقه انا بخير وبالنسبه للشغل انا في اجازة بالوقت الحالي لكن انت تدري اني احب شغلي فعشان جذي كل شي زين)

"I'm glad to hear that, then what are you doing in your vacation ?" ( انا سعيد بسماع ذلك , على العموم شنو بتسوين بإجازتج)

وبتردد قالت "I'm thinking about traveling " (قاعده افكر اسافر)

"Well that’s nice, where to ?" ( هذا شي لطيف , وين؟)

سكوت على الطرف الثاني بعدين تكلمت بتردد اكبر " I was thinking ….a..mmm… I was thinking about Kuwait " ( انا افكر اني ازور الكويت )

عمر انصدم شالطاري عليها زياره الكويت "Kuwait ,waaaaw you are more than welcome but tell me before you come so I tell my familly to meet you at the airport " ( الكويت وااااااو , انتي اكثر من مرحب فيج , لكن علميني قبل لا تيين عشان اقول لأهلي يستقبلونج بالمطار)

بخيبه امل قالت " ohhhhh , your familly !!!, Why aren’t you in Kuwait?" ( اووووه عائلتك , ليش انته مو بالكويت)

عمر على غرابه السؤال ما حط في باله شي , فقال " no unfortunately I wont be there , I'm in Eygpt right know" ( لأ للأسف انا مو بالكويت , انا بمصر بالوقت الحالي)

"ohhhh is that so , waaaw Eygpt is great , I always thought about visiting this great country , so since you are in Eygpt I can come and you can show me around , can't you ?" ( اوووه مصر عظيمه , كنت افكر دايما بزيارة هذا البلد العظيم , وبما انك بمصر فأنا اقدر ايي , انت تقدر تلف فيني بمصر , تقدر صح ؟)

عمر تفاجأ بس خذا الموضوع بحسن نيه , خاصه انه مصر حلم وايد ناس بأمريكا و اوروبا فقال " sure , I can help with that " ( اكيــد , اقدر اساعدج بهالشي)

وبفرح زياده عن اللزوم قالت " that's great , really great , I will see you soon then , bye" ( هذا عظيم فعلاا عظيم , اشوفك قريبا عيل )
سكر التليفون وبخمس دقايق نسى سمانثا وزيارتها وبدى يفكر بأشياء ثانيه , اشياء كان يفكر فيها من قالت له اللي ما تتسمى انها بتتزوج مرة ثانيه .

بنت اللذين تقول بتتزوج .

اهي تبي تستفزه ولا من صجها , بس اهي قالت هالكلام لما تزوج من نورة وما تزوجت , بس المرة اللي طافت كانت تتكلم بهستيرها , هالمرة شكلها جاده .

خره فيها اشغلت عقله , الشغل اللي كان ياخذ منه نص يوم صار ياخذ منه يوم كامل .

قام من الكرسي اللي مجابل النيل .

ماكو غير انه يردها له , يتأكد من إن ما احد راح يتقدم , ويريح باله .

بيشوف باجر ابوها بيي (بيجي) مصر عشان اجتماع الشركه , وبيتكلم معاه بالموضوع .

بدى يضحك من نفسه بسخريه ( هذي اخرتها , انته رديت لها بكلمه منها , رديت مثل الأهبل تبيها تكون لك)

عمه حمد صاير ما يواطنه صج بينهم شغل لكن يشوفه بنظرات كريهه من أول ماصار الأنفصال , صج بينهم شغل , لكن عمه بغير هالشي مو مواطنه .


ام خالد (موضي ) :

كانت موضي على اعصابها , جالسه مع فاطمه , اليوم كان اليوم اللي يقابل فيه خالد , عمه .

قالت لبنتها " والله اني على اعصابي , ما أدري كيف بيتقبل حامد الموضوع "

" ليــــــه اليوم هو اليوم اللي بيفاتح فيه خالد , عمي "

وقامت تصب لأمها الشاي , خذته موضي وهي تناظر ساعتها , وتحاول تخمن الوقت اللي من المعقول يطول الحوار فيه , ما حبت تتصل بخالد وتزعجه ان كان لازال جالس مع عمه .

" الله يستر بس يا بنتي "

وبدوا يشربون الشاي بهدوء , إلى ان شافوا من ينزل من الدرج , كل وحده فيهم توترت , خاصه انه توهم كانوا جالسين يتكلمون عن كلام خالد مع عمه .

مها اللي نزلت وشافتهم ثنتينهم قاعدين , اضطرت انها تنزل وتسلم على فاطمه , وكانت تبي تستأذن وتقعد بالحديقه بس صوت فاطمه وقفها واهي تقول " مها , ليه ما تجلسين معانا , نسولف مع بعض "

مها تفاجأت من العرض واقبلت فيه , صبت لنفسها جاي (شاي) وقعدت , قالت لها فاطمه " اخبارك يا مها ؟ "

ابتسمت مها برقه " بخير , الحمدلله , انتي بشرينا عنج ؟"

ابتسمت فاطمه بتصنع " انا بخير , إلا زرتي الدكتورة لأجل تشوفين كيف الحمل معاك "

" لا ما رحت بعد "

ضحكت فاطمه بأستفزاز وقالت " عاد خالد سألني من اسبوعين تقريبا ولما ألحين ما خذالك موعد , الظاهر انك ابد منتي مهمه , ما خذا لك موعد مع طبيب بعد "

شربت مها الباقي من الجاي (الشاي) وقالت بتظاهر عدم اهتمام " لا خالد توه متصل ويقول انه اليوم موعدي مع الدكتورة "

كرهت كلام فاطمه اللي تتعمد انها تستفزها فيه عشان جذي ردت عليها بأستفزاز .

وفاطمه اللي قاعده تظهر غيضها من المسأله ككل على مها قالت " بس تدرين وين كان زوجك ؟"

مها كرهت الموضوع وكانت عارفه انه وراه طعنه بس ما تقدر تتجنبها وقالت "لأ ما أدري ,ومو مهتمه ادري "

ابتسمت فاطمه بغرور " ايــه بس إذا كنتي مهتمه ومستحيه تقولين فهو عند زوجته المستقبليه "

ساره قالت بفزع بعد ما وصل الكلام لهالمواصيل " فاطمه خلااااااص " , صداقتها مع مها زادت قوة لكنها حاسه برفض امها وفاطمه لهالصداقه , حاسه كنها بصداقتها تخونهم و تخون بنت عمها و لكن ما تقدر تمنع نفسها من انها ترتاح لها .

مها اللي كان بيدها استكانه الجاي (كوب الشاي) كانت على وشك ترمي الباجي منه على ويه فاطمه المغرور , لكنها تماسكت وداست على نفسها , اخر وحده راح تسمح انه تشوفها ضعيفه اهي فاطمه .

" ههههههه , لا عادي سارة , الله يهنيه فيها " ( يعلهم ما يتهنون , يا رب ينقث منها ومن شكلها ومن كلامها , يا رب يتهاوشون ويذبحها وبعدين ...وبعدين يصيدونه وقبل لا يذبحونهم اييه العفو من عمه ويصير لي انا بروحي ..)

كانت ماسكه موبايلها بأيدها وتنطره يرن , فأول ما رن شالته على طول "ألووو "

وسمعته يقول بسخريه " ما شاء الله سريعه , المهم طلعي انا بره "

"اوكي "

وقامت بسرعه ونزلت الغطا على ويهها , وقالت " مع السلامه "

مشت سريع عشان ما ينطرها أكثر وعشان تفتك من هجوم فاطمه عليها , شافت سيارته واقفه قبال البيت , كان يشوف جدامه , دخلت وقالت ببرود عقب اللي سمعته من فاطمه مو طايقه وجودها معاه لكن مجبرورة " السلام "
لف عليها ورد " وعليكم السلام والرحمة "

شافها وما علق اليوم نفسيته ممتازه , ووجودها اليوم ما يضغط على جروحه مثل كل مره .

حرك بالسياره , وكان الجو داخل هدووء إلا من صوت انفاسهم اللي تدفي السيارة وتملاها .

كل واحد فيهم حاس بوجود الثاني قربه , القرب اللي اهم مانعين نفسهم عنه , شغل الراديو وكان فيه برنامج إذاعي تافه .

مر عليهم وقت و فجأة ما عاد فيها تستحمل سكرت الراديو , فلف عليها , وقالت بصوت قاسي " وين كنت فيه اليوم "

قال بأستغراب " ما أظن من حقك تسألين سؤال زي ذا ! "

قالت " حقي مثل الحق اللي خلاك تجبرني ما ألبس اهدومي اليديده "

ابتسم وقالت " طيب يا اميره , اليوم كنت مشغول لوقت المغرب تقريبا , ثم رحت لمجلس عمي وجلست معاه وبعدين خرجت "

طلعت نفس عميق وبعدين قالت " شفت غير عمك ؟"

حاول يعقد حواجبه لكن الأبتسامه غلبته , وابتسم , القصد من السؤال كان مفضوح " وش افهم من هالسؤال يا مها , غيرة "

قالت بعصبيه " خالد جاوب على السؤال ؟ "

وبصبر رد عليها " لأ ما شفت غير عمي , ارتحتي ألحين "

خالد يدري لو كان بمزاجه العادي , كان عاملها مثل ما يعاملها مؤخراا بقسوة عقابا لها على تصرفاتها من خلافهم الأول إلى اليوم إلا انه لقائه مع عمه ريح باله , واهو ما يبغى يعكر مزاجه بخلاف معاها , يبغى يعاملها اليوم على راحته بدون تحفظ .

جوابه ريح بالها , على الأقل ما شافها , صج شاف ابوها بس ما شافها وهذا مهم عندها .

قال بصوت هادي " طيب انا ماني فاهم , تتجاهليني صارلك اسبوعين تقريبا , تتجنبيني كني مرض , واليوم تبغين تعرفين وين كنت و اش سويت "

" المرأه الحامل لها تصرفات غريبه " واهي تقول بنفسها (والله, الله يعين الحمل , كل شي بحياتها بالوقت الحالي ترميه على الحمل ).

ضحك ضحكته العميقه اللي تحبها وبعدين قال " الله يعينا على هالحمل "

توها كانت بتقوله احبك لكن تذكرت انها لازم تستمر تتجاهله , وسندت راسها على الدريشه واهي تشوف السيارات اللي تمر بقربها وبعدين بدت تشوف حبيبها واهي متأكده انه ما يدري.

وقلبها بدى يهمس بأحساسها له :



يامن ملــكت الروح...

واصبحت رهينتــــه...

يامن اوقدت اصابعي له شمعدانا..

لجنـــا بــكــ..

كيف اقول انني احبك وانا اتجاهلك!!!!



انني قتــيلة عينـــاك...

اسيرة لواحـــــظــــك...

كيف لي ان اعترف لك بحبي..!!!

مادمت ... اتجاهلك!!!!



يامذوب كل القلوب....

بل... قلب القلوب...

اود لو ارتمي بين احضانك..

لكي اركن راسي على كتفك..

واقول لك ااني احــــبك..

كيف لي...!!!

مادمت,,, اتجاهلك..!!!!


كم حلمت بان تحررني من قيودي..

تنتشلني من عالمي الى عالمك..

لكي اتذوق طعم حنانك..

وانا بجانبك,,!

كيف لي...كل هذا وانا اتجاهلك!!!!


عندما اردد اسمك بيني وبين نفسي,,

ذالك المكون من اربعة حروف..الذي..

في كل حرف.. من حروفه.. قصة واقعي,,

عشقي.... واملي المستحيـــــل..

كيف لي...وانا اتجاهلك....!!!!!



هل سمعتني ياسيدي..؟؟!!

اود ان تكون الان قد فهمتني...


اتدري ياحبي الغالي,, متى لن اتجاهلك..؟؟

عندما.. ....؟؟؟؟



( احقاقا للحق هذه الخاطرة الرائعه لصمت الورد
وهي احدى المشاركات بمنتدى الجو.... )



رن تليفونه وشاف رقم عمه حامد رد وقال " السلام عليكم يا عمي "

مها كانت تتساءل اي عم هذا , وتحاول تركز على المكالمه .

" وعليكم السلام يا ولدي "

" أمر يا عمي بغيت شي "

" اسمع يا ولدي انا ما أقدر افاتح سمر هالأيام بالموضوع ,خاصه انه امها مريضه و..."

" طال عمرك شالكلام هذاا انا قلت لك ان الشور شورك ورايك , وانا ماني بمستعجل , افاااا بس يا عمي , انت راس المال " وبعدين استوعب انه عمه قال انه خالته ام قتيبه مريضه فقال " عسى ما شر وش فيها خالتي ام قتيبه ؟"

" والله احنا ألحين ما ندري وش فيها , بنسوي الفحوصات اللازمه ويصير خير"

" عاد ما أوصيك يا عمي , بشرنا عن احوالها واخبارها لا هنت , خالتي ام قتيبه عزيزه على الوالده , مكانتها من مكانة اختها "

" بس ما عليه يا خالد لا تقول لأحد بمرض ام قتبيه إلا بعد ما نعرف أش فيها طيب ؟"

" ابشر يا عمي , غالي والطلب رخيص "

مها ما عرفت منو من عمامه ابو قتيبه , هل اهو ابو خطيبته او لأ , شافته يسكر التليفون .

وصلوا للمستشفى , نزلت مها من السيارة وكانت بتطيح لو ما انها مسكت الباب بقوة , ولما مشت خطوتين عاقتها العباة خاصه انها مو قادره تشوف شي من الغطا اللي مو متعوده عليه , وكانت بتطيح مرة ثانيه , قرب منها بدون لا تنتبه ومسك ايدها البارده وقال بهدوء وبتبرير لمسكه لأيدها " ما نبغاك تطيحين " سكتت وسمحت له يمسك ايده , خالد ومها توجهوا للعياده وعند الباب كشف لها ويهها وقال " انتبهي لخطواتك " واستناها بره , ودخلت هي على المكان المخصص للحريم وعلى طول على الدكتوره , وارتاحت لها على طول لأنه الدكتورة كانت اكبر من مها يعني بالخمسينيات .

اسألتها الأسئله المعتاده وغيرها من الأشياء .

بعد ما انتهى الفحص ,وقفت مها بتطلع , قالت لها الدكتورة " تفضلي يا بنتي " مها شافت ايد الدكتورة وقالت " شنو هذا دكتورة "

كان بيد الدكتورة ورقه وبالألوان .

قالت الدكتورة " ورقه توعيه عاملتها المستشفى لكل الأزواج اللي حريمهم حمل للمرة الأولى , فلا هنتي عطيها لزوجك "

شافت الورقه الممليه قلوب حب و ورود واطفال , وقرت الورقه وبسرعه و خذت قرارها " انا ما راح اعطي زوجي هالورقه "

تخيلت ويهه خالد واهو يشوف هالورقه , واستحت اكثر .

شافتها الدكتورة وقالت " يا قلبي هالورقه لمصلحتك , لازم يقراها زوجك , فلو سمحتي خليه يشوفها " .

ما قالت شي وطلعت.

طلعت من عند الدكتورة قبل لا تطلع من باب العياده لبست الغطا , وطلعت , كانت تلفت تشوف وينه تحركت وبغت تطيح , تعسرت من نفسهااااا " افــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "

فجأة قرب منها واحد ومسكها , اخترعت ولفت عليه وشافت زوجها , تذكرت الورقه اللي بأيدها واحمدت ربها للغطا لأنه ما راح يشوف ويهها , سحبت ايدها منه ومشت , اهو استغرب من تصرفها , ما مانعت من اول ألحين تمانع , بس ما علق , وسألها " وش قالت لك الدكتورة ؟ "

كانت ماسكه الورقه بأيدها بحرج , بس قالت " قالت كل شي اوكي "

وبغت تطيح , وقفت بعصبيه , فقال "مسكي ايدي وخلينا نخلص من المستشفى من غير اصابات " ,ترددت فشاف ايدها وقال "وش هالورقه ؟ دوا "

بأحراج قالت " لأ " و كملت بهمس "هالورقه لك "

"لي !!! طيب عطيني اياها "

" الورقه ترى سخيفه , ما في داعي تقراها "

" مها انا اللي لازم احكم على هالشي"

قالت بعصبيه " خلاص كيفك اقراها , بس ترى انا مالي شغل فيها "

مسك ايدها وخذا بأيده الثانيه الورقه , اول ما شافها عرف ليه مها ما كانت تبغاه يشوف الورقه, الورقه كان كلها قلوب حب وحركات .

بدى يضحك "ههههههههه "

" لا تضحك , لاتضحك "

"خلينا نروح للسيارة يا اميره , ابغى اقرى الورقه على رواءه "

كان ودها تخمط (تسحب) الورقه من ايده وتشقها بس كملت معاه , لما اوصلوا للسيارة ما شغل السيارة على طول بدى يقرى بجديه لأنه يدري انه الورقه لمصلحتها ومها قاعده تتأفف لأنه مو عاجبتها الورقه السخيفه كلش .
هذي نسخه من الورقه


زوجي الحبيب

بما اننا على ابواب تجربه جديده في حياتنا , تجربه ستغير حياتنا ككل , لدخول ضيف جديد علينا .

فإن علي لفت نظرك إلى ان حملي سيتطلب الأتي :

1-لا يجب عليك التدخين بقربي ابدا , فإن التدخين مضر لصحتك وصحتي وأخيرا لصحه طفلنا بالمستقبل .

2-مشاعري كأمرأه حامل تكون متوتره لذلك فأنا اطلب منك التفهم ومراعاة حساسيتي في هذه الفتره .

3- لا تتسبب في بكائي فالبكاء مضر بي وبالجنين.

4-لا تقلل من أهميه مراجعاتي للطبيب لما فيها من أهميه لصحتي وصحه جنيني .

5-يجب الأبتعاد عن ال.ج.م.ا.ع وخاصه في الأسابيع الأولى للحمل او في الحالات الأتيه :

1-تشخيصي كحامل بما يسمى Placenta previa أي أن المشيمة تسد الرحم كليا أو جزئيا .
2-تشخيصي بما يسمى Placenta abruption أي أن المشيمة غير المكتملة النمو منفصلة عن جدار الرحم.
3-إن كنت حامل بأكثر من جنين واحد.
4-إن كنت أعاني من طلق مبكر أو أية إشارات أخرى بأني سأتعرض لذلك .
وبالنهايه اتمنى ان يكون هذا الطفل مباركا ويجمع بيننا على خير


زوجتك المحبه


بعد ما قراها حطها بمخباته , فقالت اهي لما شافته خلص القراءه " ترى الرساله مو مني , من الدكتورة , اصلا ولا ادري عن هوا دارها , شالكلام ما أدري , مو انااا اللي قلت هالخرابيط "

ابتسم وقال " ادري انك ما قلتي هالكلام , ولا انتي وش دراك ب placenta previe "

" ايـــــه صح , يعني , عشان ما تقول " سكتت ولفت ويهها للدريشه , شغل السيارة , متوجهه للبيت



الكاتبه

black widow

اتمنى لكم قراءه ممتعه , لا تحرموني من تعليقاتكم

نظرة الحب
03-28-2011, 05:36 PM
البارت الثاني عشر
*** أمشي وقلبي بين همك وطاريك ... وطيفك يباريني وكنه ظلالي ***





خالد ومها :


وصلوا للبيت , مها ووجودها معاه كان صعب عليها , هالأيام صايره حساسه واللي زاد حساسيتها عدم فهمها اليوم ليش يعاملها زين .

خايفه من معاملته الزينه الليله , انه يكون قاسي اهون عليها من ألحين , مقهورة لأنها مو عارفه شالسالفه , اول ما وقفت السيارة , نزل اهو قبلها وشافته متوجه لها بيفتح لها الباب , ولأنها تبي تطلع بسرعه فتحت الباب و نزلت وبغت اتطيح للمرة المليون هذا اليوم ,مسكها قبل لا تطيح , لما مسكها وتأكدت انها بخير البجوه اللي كانت كاتمتها بالسيارة انفجرت وبدت اتصيح " ما اعرف حق الغطا اهئ اهئ اهئ "

ضمها لصدره لأنه درى انه زاغ قلبها من الخوف واهو ما يدري شالسالفه بس اللي يعرفه انه مو زين للحامل البكي فقال "ادري" ما يدري ليه دايم معاها يحس انه مع مره (امرأه) وطفله بنفس الوقت ما يدري متى تكون المرأة ومتى تظهر الطفله .

"ما اعرف له اهئ اهئ بغيت اطيح "

يهديها وهو وده لو يهدي روحه "ما عليه بتتعودين "

"وإذا ما تعودت وطحت "

كاد انه ينفجر من الضحك لكنه تماسك ما وده يبين لها ,طفله وربي طفله .

قال بعفويه قبل لا يفكر بالكلمه "انا راح اكون قريب منك دايما عشان ألقفك "

رفعت راسها بعد ما قال كلمته وناظرت عيونه من تحت الغطا وقالت بكل عاطفيه "لا تقول كلام ما راح توفي فيه "

فلتت من ايده وراحت وهي تتعثر بسرعه لداخل البيت .

ندم على الكلام اللي قاله , الكلام اللي ما كان منتبه له , اللي نطق فيه لسانه وفاجأها وفاجأه اهو , كيف يقول كذا , كيــــــــــــــــــــــــــــــــــف .

دخل للبيت بعدها وتوجه لأمه , وهو حاس بالتعب , لما دخل عليها في غرفتها و باس راسها كان باين عليه الضيق فما قالت له شي مع انها حاسه انه قلبها مو صافي اميه بالميه له , جلس على الفراش اللي كانت امه جالسه عليه وحط راسه على حضنها , وغمض عينه .

قالت له امه بحنان كان مفتقده بصوتها صار له فترة " ايش فيك يا خالد ؟ "

" اه يا امي تعبــــــــــــان "

عورها قلبها عليه , ولدها تعبان فقالت " ايش اللي متعبك يا روح امك ؟ "

تنهد وقال " قلبي , قلبي متعبني يا امي "

كانت عارفه انه ما يقصد ألم جسدي ,قلبه متعبه من وشو ! من حرمته القديمه ولا من خطيبته , يا خوفها من انه يكون هالقلب تعبان من مها , حطت ايدها على شعر ولدها وبدت تمشي ايدها عليه بحنان .

" اش صار معاك ؟"

ضحك بتعب "هههه ارتاحي يا طويله العمر , ما طردني بره المجلس إذا كان هذا اللي خايفه منه "

" وقته مزحك يا خالد , قلت له انك متزوج "

" إيــــه يمه قلت له "

"طيب ايش اللي متعبك ,صار لك شي عند عمك , سمعك كلام ما يعجبك ؟ "

" لا والله ما قال كلمه ضيق فيها صدري ابد , عمي حامد كلامه دايما يشفي ما يجرح ابد "

" راح تستمر الخطبه يا ولدي ؟"

" عمي ما فاتح بنته لي ألحين , ولما يفاتحها أقولك "

هزت راسها وقالت له " طيب الحمدلله " وعطته نظره وقالت " على الله تقبل فيك بعد اللي صار"

" يما انا لهدرجه طايح بكبدك "

امه انحرجت " لا ما اقصد كذا .."

رد ضحك بتعب وقال " هه ادري يا طويله العمر "

وبعد فتره من السكوت , خالد اللي حس انه محتاج يسمع كلمه من زمان ما سمعها من احد فقال لأمه " يما تحبيني ؟ "

وكان لسه مغمض عينه , باست الام راس ولدها اللي صاير غريب , غريب مرة , وهذا الولد اللي تشوفه قدامها كان معور قلبها , كان تعبان ومتضايق ويحتاج انها تطمنه .

قالت له بكل حنان " ايـــه احبك "

"حتى بعد اللي سويته ؟"

" حتــــــــى بعد اللي سويته ,تظل ولدي يا خالد , راح تعرف قيمه الولد لما الله يرزقك بواحد , وتصير اب " سكتت وبعدين قالت " إلا ما قلت لي اش قالت الطبيبه لحرمتك "

فز قلبه لما سمع امه تقول له انه بيصير اب , يا الله بيصير اب , ما يصدق , ابتسم وهو مغمض عينه وبعدين قال " قالت لها ان كل شي بخير , وسلمتنا ورقه عن الممنوعات اثناء الحمل "

ابتسمت امه وقالت " وش احساسك وانت بتصير اب ؟ "

قال بصوت ناعس " ههه والله ما أدري يمه , احس بفخر , واحس بخوف وقلق , واحس بفرح , اصلاا انا لسه ماني مستوعب اني بصير اب , تمر علي لحظات اظن اني بحلم , اتصدقين يما من زمان ما نمت , ههه ما أدري متى نمت اخر مرة "

ولأول مرة من اسابيع ينام , ايه ينام , طول الأسابيع اللي فاتت كان النوم صعب , شي بعيد المنال .

نام بحضن امه اللي من شافته نايم رق قلبها له رقه ما يحس فيها إلا قلب الأم , كانت عارفه انها احد الأسباب اللي مخليته سهران .


اشرقت شمس يوم جديد (عمر) :

كان عمر قاعد بمكتبه يحضر اوراقه قبل الأحتماع و بتركيز شديد لما دخل عليه السكرتير وقال "استاز عمر , الساده اعضاء مجلس الإداره يستنونك بغرفة الإجتماعات "

رفع راسه عن الأوراق وشاف الساعه وانصدم انه الوقت حان للإجتماع قام بسرعه وخذا الأوراق وراح لغرفه الإجتماعات , سلم على الموجدين واعتذر عن التأخير لكن انتبه انه عمه حمد ما حضر ويا (جا) بدل عنه ناصر (ولد اخوه) .

بعد ما انتهى الإجتماع , وقف ناصر (اللي كـــــــــــان صديقه , ألحين حتى السلام يصير غصب ) وقال له " ناصر اخبارك ؟"

" بخير , وانت اخبارك ؟"

ابتسم عمر ببرود وقال " تمام , إلا ما قلت لي يا ناصر عسى ما شر وين عمي حمد ؟"

عدل ناصر وقفته وقال بأستهزاء وبسخريه " ليه ما دريت ؟ "

عمر نقزه قلبه من طريقة ناصر بالكلام وقال " لأ , شنو ؟"

وبأبتسامه تفوق قال " عمي حمد عنده خطبه لازم يحضرها "

وبسخريه قال عمر " من متى عمي حمد يجدم المناسبات الإجتماعيه على الشغل !!!"

" ههههههههه لكن خطبة بنته ولازم يكون موجود "

عمر ابتسامة السخريه اختفت من ويهه وبعدين قال "اي بنت ؟ "

رفع ناصر حاجب وقال " ليه..؟! عمي حمد ماعنده غير بنت وحده !!"

مد ايده الثنتين ومسك قميص ناصر وتله (وجره) عنده بعنف شديد وقال بعنف يماثل مسكته " والله ان كنت تجذب لا يكون هذا اخر يوم بحياتك "

" عمر نزل ايدك " وحاول ينزل ايد عمر , لكن عمر شد من ايده اكثر وبعدين دزه عنه بقسوة وابتسم بمحاوله منه انه يهدي حاله , فقال ناصر باستهبال " كل هالعصبيه لأنه عمي حمد ما حضر الإجتماع "

استفزاز ناصر وصل له فقال ببرود " تقدر تقول جذي , مشتاق لعمي حمد , تدري عمي حمد غالي , وعدم شوفتي له بالإجتماع كان مأثر على نفسيتي " ورفع عمر حاجبه وقال " عندك اعتراض !! "

طلع ناصر من عنده وعمر حس انه راح اين (يجن) , سوتها , سوتها فيه , مو قادر يستحمل , نار , نار بقلبه راح تذبحه .

اتصل على المطار وحجز لنفسه على اول طياره متوجهه للسعوديه ما خذا شي معاه توجه للمطار بدون شي ما عنده وقت .

بعد اربع ساعات كان بالسعوديه , وبسيارته اللي استأجرها من المطار توجه لبيتها وعفاريت تنط فوق راسه , بيذبحها , بينهيها .

كانت البوابه مغلقه وقف بعصبيه وضرب هرن طلع له البواب اللي عرفه ,وفتح له البوابه وحياه بحماس .
دخله الصبي للمجلس , قال له عمر " لو سمحت ناد لي عمي حمد ضروري , ضروري تسمع ما ترد لهني إلا واهو معاك "

راح الصبي للبيت , وبلغ الشغاله , اللي بلغت الريم (انه في واحد يبغى بابا حمد ضروري ), استغربت من هذا اللي يبغى ابوها ضروري وجاي للبيت, قالت للشغاله " بلغوه انه ابوي مهو هنا , وإذا يبغى اي شي , يروح لأبوي بالشركه " , وراحت تتحضر لروحتها لبيت عمها , مسوين لها حفله بسيطه بمناسبه الخطبه .

وصل الصبي هالكلام لعمر اللي ويهه قلب لون ثاني لما قال له الصبي انه بنت العم حمد قالت هالكلام , طلع بغضب من المجلس متوجه لشركه عمه حمد , وبطلعته صادفها وكان باين عليها انها راح تظهر من البيت ,كانت منشغله بتليفونها النقال , حس بغضب ما له مثيل , ما كان مستحمل شوفتها , هذي اللي وافقت تكون لغيره , وقف و نطر لما قربت منه رفعت راسها , وشافتــــــــــــــه

شوفته بعد غيبه اسبوعين كانت صادمه لها , ومفاجأه جيته بوقت اعلان خطبتها كان ضاغط على اعصابها .
قال لها ببرود " مبروك يا ريم سمعت انج انخطبتي "

شافته من غير لا تتكلم وبدت تنقل نظرها بالحديقه , قال لها " قعدي ليش واقفه " و أأشر على الكرسي الموجود بالحديقه .

قدرت تلم اللي تقدر عليه من شجاعتها وقالت بغرور " ما ابغى اقعد معاك , ابعد عن طريقي , مستعجله "

" لا , لاااا هذا كلام ينقال , ألحين انا ضيف وياي ابارك لج بالخطوبه , تقولين لي جذي "

" شفت كيف , ألحين ابعد عن طريقي "

" إلا ما قلتي لي شسمه ؟"

طبعا البرود اللي قاعد يتكلم فيه عمر , كان الهدوء قبل العاصفه .

الريم من اول ما شافته واهي حاسه انه وراه سالفه , وجوده كان مخرعها لأقصى درجه , وطريقته بالكلام كان شي ثاني , مفزعه , هي سمعت ابوها يكلم احد امس ويقوله انه عمر بمصر او شي زي كذا والحين هو عندها هنا بالسعوديه .

راحت اقعدت على الكرسي القريب خوفا من ان رجلها ما تحملها وحطت رجل على رجل " اسمه فيصل بن ... "

عرف اسمه , هذا من الشباب اللي بدى اسمهم يلمع بعالم الأعمال .

والجليد بدى يتكسر شوي شوي تحت البراكين اللي تغلي.

اهو ما تحرك من مكانه وقال " شفتيه ؟ "

اكذبت عشان تغيظه وقالت بثقه " ايــه شفته "

الجليد بدى يتكسر اكثر واكثر .

وبصوت فيه من التهديد ما فيه, وقال " شوفي يا حلوة , هذي اللعبه راح تنتهي بس خليتج جم ساعه تستانسين بلعبتج اليديده , لكن الحين خلااص يا شطورة اللعبه انتهت "

بثقه قالت " اش تقصد ؟"

" اقصد انه الخطبه ماراح اتم , ما راح تستمر , راح تقولين لأبوج انج راح تفسخينها "

" ما راح افسخ شي , انا أبغى اكمل بالخطبه , وابغى اتزوج , وانت مالك حق تجي هنا , وتقول لي ايش اعمل في حياتي "

" ارفضيه وانا راح اتقدم لج وراح انتزوج "

قلبها فرح بالكلمه لكن كرامتها صرخت فيها وخلتها تنطق " ومن قال اني رح ارد لك , فيصل اهو اللي ابغاه "

قامت من مكانها ومرت بقربه تبي تطلع من المكان والجليد ذاب , مسكها من ذراعها ورماها على الكرسي القريب , وهي اشهقت , حط ايده على كل الطرفين من الكرسي وقال " سمعيني عدل , والله ثم والله ثم والله , وهذي ثلاث حلوف , هذي الخرابيط عن الخطبه والزواج ان ما انتهت اليوم , خطيبج هذا ما راح يدري شصار فيه , راح انهيه , تسمعين شنو يعني انهيه "

كان صدرها يطلع وينزل من الخوف ومن قوه النفس " ما راح تقدر تسوي شي "

"جربيني "

وبهمس مرتجف " أكرهـــــــــــــــــــك "

بعد عن كرسيها وقال " اتمنى اني اقول ان هالشي يهمني " شافها وبعدين قال " انا قلت اللي عندي وانتي لج الخيار"

قالت بعنادها المعتاد " بكمل بالخطبه "

ابتسم بسخريه " بنشـــوف "

وطلع من الحديقه تاركها ترجف بمكانها , نفسها بدى يزيد ويزيد , صدرها بدى يرتفع وينزل بصورة غير طبيعيه , نفسها يطلع بشهقه ( لأ , لأ , لأ اللي صار مو حقيقه , مو حقيقه ) حاولت تقوم لكن ما قدرت , ما قدرت تتحرك ( هو كان هنا , كان عندها , ما توقعت انها بتشوفه بهالسرعه , الوقت كان اقرب مما هي متصورة , بس انها تشوفه كان حلم لها , كل لحظه فراق بينهم يتبعها حلم لها بأنها تشوفه بأقرب فرصه مهما كانت نتيجه لقاهم ) ما تدري ليه سوى اللي سواه بس اللي متأكده منه انه اللي سواه ما كان منبعه الحب .

عمر طلع وساق سيارته بجنون , بجنون يحاول يفرغ الطاقه , كتمه لمشاعره واظهاره لها ببرود وبسخريه يحرق ,يحرق , يحرق .

زاد من سرعته , اكثر واكثر , ووصل فيها لمكان غير مسكون من الرياض , نزل من سيارته وصرخ بأقوى وأعلى ما يمكن , صرخ لما ما عاد فيه يصرخ اكثر من جذي , تعب من الصراخ , لما قعد على الأرض بتعب , سند راسه على سيارته ( بدى يضحك على نفسه لأنه الأكيد اهو شي واحد , وجوده اهني بمكان مقطوع , بعد ما صرخ لما تعب حاله , كل هذا يعني شي لعين واحد , انه ما عرف يتغلب على مشاعره تجاهها ) بدى يرقع (يضرب) براسه على السياره اللي وراه بتعب منقطع النظير , ما كان طبعه التهديد لكن كلما كان حولها يحس انه هذي الوسيله الوحيده اللي بيده , ما يقدر يسمح انها تكون لغيره , يمكن هذي انانيه , بس ما يقدر , ما فيه يستحمل اكثر تعب , تعب .

عمر بهاللحظه سمح لنفسه بهالضعف اللي ماكان راح يسمح فيه بوقت ثاني ,و قام من مكانه بعد فتره طويله , توجه للمطار راجع لمصر.

مر هاليوم وعمر بعالم ثاني اللي يشوفه امس ما راح يعرفه اليوم , اليوم كان انسان عنده هدف وخطه يمشي عليها , كان ينطر الأتصال اللي راح يجيه من عصام (الريال اللي اهو معينه يراقب له هالسالفه بالذات) يعلن فيه فسخها لخطوبتها , لكن العنيده ما فسخت الخطبه وبالتالي عصام ما اتصل .

فأتخذ اول خطوه له في خطته بأنهاء خطيبها من حياتها والوسيله الوحيد اللي اهتدى لها اهي بتدمير أعمال خطيبها لأنه يدري انه عمه حمد اهم شي عنده بالمتقدم لبنته الفلوس .

وجه له ضربه بسيطه بالسوق ما تعور كثر ما تحذر , ونطر.

الريم من امس واهي على اعصابها ما تبي تصدق اللي صار مع انه ما فيه شي يثبت عدم صدقه , ما تدري اش يقصد عمر من انه ينهي خطيبها , والظنون تروح وتجي لها ,جوري اول ما انعلنت الخطبه توجهت لبيت عمها حمد , كان خطبة الريم وموافقتها عليها شي غريب للكل , لأنه صار لها 3 سنين ترفض الخطاب اللي يجونها توجهت لبنت عمها واختها اللي ما ولدتها امها .

و أول ما ادخلت بيت عمها ما كان فيه احد , البيت هذا دايم السكون غامره , مافيه احد كنه بيت اشباح , ما تحب بيت عمها حمد كثير , لو ما ريم الموجوده فيه كان ما جت له ابد .

راحت لغرفه الريم على طول وشافتها نايمه , الساعه كانت وحده الظهر , وبنت عمها لسه نايمه , راحت لها وقربت من فراشها وحست فيها تبكي , ما كانت نايمه مثل ماهي متصورة .

جلست على السرير من الجهة الثانيه المواجهه لبنت عمها وقالت لها " هذا شكل بنت توها مخطوبه يا ريم "

وزاد صوت البكي الصادر من بنت عمها .

مالت عليها الجوري وحبت راسها وقالت " ريم ايش فيه يا قلبي ؟"

ريم قامت عن السرير ورمت حالها على صدر بنت عمها وقالت " جوجو كان موجود , جا , جا وهددني "

بخوف قالت لها جوري " ميــــــــــن , مين هددك ؟"

" اهووو هددني , والمشكله اني ما كنت مهتمه بالتهديد كثر ما انا مهتمه بأني شفته , كان يتكلم وانا انرفزه بس ابغاه يبقى معاي اطول فترة ممكنه اشوفه "

لمتها الجوري " مين ؟"

رفعت وجهها المبلل بالدموع وقالت " عمر "

شهقت جوري بصدمه " ريم الكلام اللي مساعه كان موجه لعمر , انتي لسه اتحبينه "

رجعت الريم وحطت راسها على صدر بنت عمها " اممممم "

تركتها الجوري ووقفت وقالت " كيف تقبلين بشخص ثاني وانتي لسه تحبينه كيف ؟ حراااام عليكي يا ريم "

قالت ريم دموعها تنزل " وشو الحرام , انا ما سويت شي حرام انا ابغى اتزوج " وشهقت من الدموع وبعدين قالت " هو اللي حرام عليه مو انا "

جوري تحاول تهدي اعصابها وتتكلم بأكبر قدر من الهدوء وقالت " طيب يا ريم , سؤال واحد انتي بتتزوجين فيصل لأنك تبينه هو ولا لأنك تبين تثيرين غيرة احد ؟ حلفتك بالله تجاوبين على سؤالي بكل صراحه "

صدت ريم بوجهها عن بنت عمها , وعرفت الجوري الجواب .

وبعدين قالت الريم " انا ما انكر اني بالأساس كنت ابي اثير عمر لكن بعدين تقبلت الفكره انا ابي اتزوج , واوريه اني ما احتاج له بحياتي , واني اقدر ابدي حياة جديده من غيره , واقدر اكون سعيده فيها ."

هزت الجوري راسها بالرفض وبعدين قالت " سمعتي حالك يا ريم , سمعتي الجمله اللي قلتيها , ريم كل هدفك هو عمر , كل هدفك من الزواج اهو عمر "

" أوووووه يا جوري لا تجلسين تحققين معاي وتدققين على كل كلمه اقولها , انا احتاج لأحد يوقف معي , طلبتك لا تجيبين طاري عمر , طلبتك "

سكتت الجوري وقالت " على راحتك يا ريم , لكن اخر حاجه اقولها لك بهالموضوع انه فيصل ماله ذنب تاخذينه وانتي تحبين واحد ثاني , وانتي تدرين اني احبك واخاف عليك مرة , لكن ان كنتي مقتنعه بقرارك فخلاص ما راح اكلمك فيه ابد "

مرت الأيام والضربات اللي تتوجه لخطيبها تكون اكبر واكبر , والتحطيم اللي قاعد يجيه من عمر (بصورة غير مباشره ) يكون اكبر واكبر وهي ماتدري .

لكن جا اليوم اللي تدري فيه .

كانت بالفتره الأخيره تباشر عملها بالمكتب المخصص لها من ابوها (هذا الشغل على كيف كيفها متى ما بغت اتداوم تدوام , ومتي ما بغت تتركه تركته ) ,كانت متوجهه لمكتب ابوها , ادخلت عليه واهى تسمعه يتكلم بالتليفون بعصبيه " يا فيصل كيف تخسر هالعمليه انت تدري اني وثقت فيك بهالمسأله"

...........

" من تقصد يعني ؟؟؟؟ ما احد مستقصدك ؟؟ وش يبون فيك يستقصدونك ؟؟؟"

...........

"فيصل عن الكلام الفاضي , يعني مو معقول الخساير فجأة تجي وتتراكم مرة وحده بعد اعلان الخطوبه "

........

"والله اقصد اللي اقصده , المهم يا فيصل دير بالك , لا تدخل بمغامرات راح تنهيك "

الريم كانت تسمع واهي مهي مصدقه , خساير , فيصل , راح تنهيه , اسم واحد جا براسها (عمـــــــــــــر) .

عمر هددها ان ما انهت الخطبه راح ينهي خطيبها , وهذا اهو فيصل قاعد ينتهي , شغله , قاعد ينتهي , من عيشتها مع ابوها ادركت انه رجل الأعمال ينتهي متى ما انتهت اعماله , ابوها دايم يقول كذا.

بعد ما خلص ابوها مكالمته , كان واضح انه معصب , قال لها " خير يا ريم ايش فيه ؟ "

ريم ما استوعبت انه ابوها جالس يكلمها ولما انتبهت قالت " يبا وش السالفه ؟ "

شافها ابوها بعصبيه وبعدين قال " فيصل خسايره كل يوم تزيد عن اليوم اللي قبله , على هالمعدل بيطلع بره السوق خلال هالسنه , والله ما ادري وش سالفه هالرجال, من اعلنا الخطبه والخساير صايره تهف عليه "

ريم على طول حطت ايدها على فمها بصدمه , لأنه كلام ابوها اثبت لها جزئيا صحه ظنها .

بس ردت اسألت " يبا تدري وش هي الأسباب ؟"

" هو الغلطان , هذا اللي اقدر اقوله , راح اسوي بحث عشان اعرف وش هي المشكله ... المهم ايش تبغين , قاصرك فلوس او شي "

انا خايفه يبا , خايفه من اللي قاعد يصير حولي .

بس هزت راسها بخوف وقالت " لأ مو قاصرني شي " وقامت من مكانها ولفت على المكتب لأبوها وضمته وبسرعه بعدت وقالت " يبا انا راجعه لمكتبي ألحين "

طلعت من مكتب لأبوها وبسرعه لمكتبها , بدت تبحث بالكمبيوتر عن اسم شركات عايله عمر , وبدت تبحث منها على رقم الشركه الموجوده بالرياض , تبغى تكلمه , واخر مرة شافته كان بالرياض مو مثل ما كان ابوها متصور بمصر .

لما لقته بعد بحث طويل اتصلت .

ما كانت راح تسمح انه تخترب حياة انسان بسبتها , راح تنهي هالمسخرة بأسرع وقت ممكن .

بعد ما اتصلت ردوا عليها الأستقبال , وقالت لهم " استاذ عمر بن سعود موجود ؟ "

رد الرجال وقال " لا مهو موجود "

" ممكن اعرف متى يكون موجود "

" لا اسف ما املك اعطيك هالمعلومات "

قالت بنرفزه " طيب من اللي ممكن يعطيني هالمعلومات ان كنت ما تملك تعطيني اياها"

" لو سمحتي انتي جالسه تضيعين وقتي .."

قاطعت كلامه بعد ما تذكرت اسم احد مساعدين عمر الشخصيين وقالت بثقه " ابغى اكلم عصام ضروري "

اسلوب الثقه اللي تكلمت فيها خلاه يتردد فقال " لحظه لو سمحتي "

بعدين تم التحويل .

و رد عليها واحد غير موظف الأستقبال وقال " ألوو "

قالت بتردد بعد ما غادرتها الثقه اللي كانت ماليتها " ألوو"

" نعم , قال لي قاسم انك طالبتني بالأسم ؟ وانه حضرتك سألتي عن المعزب "

استجمعت شجاعتها لما اسمعت طاري عمر وقالت " ايه سألت عنه "

" طيب امري "

" ابغى اكلمه , هو وين ؟"

" اسف ما اقدر اقول لأحد إلا ان عرفت من معاي ؟"

سكتت وبعدين قالت " قول لمعزبك اني عارفه حركاته , ولازم يبطلها , فيصل ماله ذنب "

عصام على طول عرف من معاه من اسم فيصل , فقال " هذا رقم المعزب.......... وهو بمصر حاليا , وانا بصراحه ما أدري حضرتك عن ايش تتكلمين " طبعا اهو كان يدري عن ايش تتكلم لكن عمر كان قايل لعصام انه الأتصال اللي يجي منها أومن اي شخص من طرفها يحول له.

بعد ما سكرت الخط تفاجأت من سهولة تسلميها رقم عمر , معقوله عرف من هي , ما فكرت بالموضوع كثير واتصلت على الخط المعطي لها قبل ما تفقد شجاعتها .

سمعت صوته العميق " ألوو "

فسكرته بوجهه , وش تقدر تقول له , ما تقدر تقول شي خاصه انها ما انهت خطبتها , وش يبي منها , حرااام عليه , تبي تبدي حياتها من جديد وهو مو راضي , وش يبي منها , يمكن يبيها تموت .

بالنسبه لعمر كان متنرفز لأن ريم متمسكه بخطيبها وما قررت تتركه , وكان كل يوم يمر بدون خبر انفصالها عن خطيبها اللعين يخليه يفقد جزء من الهدوء اللي اهو يتظاهر فيه.

انتظرت ريم إلى ان حان الليل و جا ابوها يمكن ان شافت ابوها ألحين تقدر تفكر بشي , ما كانت تبي تفسخ خطبتها من فيصل مو حبا بفيصل لكن حبا بأنها تبدي حياه جديده , المشكله انه مشاعرها ما تساعدها , لما انزلت لأبوها شافته يكلم واحد من الخدم ان يجهز شنطته حقت السفر .

فجلست مع ابوها على السفرة للعشا , وقالت له بطبيعيه " يبا انت مسافر !"

"ايه , مصر "

" ليه ؟"

كان منزل راسه وما رفعه إلا انه حرك عينه جهتها وقال " عندي اجتماع مع عمر بشركتنا بمصر "

هذي اول مرة من تم الطلاق ابوها يجيب طاري عمر بهالراحه , الظاهر فكر بقبولها للخطبه انها تخطت عمر ( يبا لو تدري شكثر انت غلطان).

قالت له " وشرايك اسافر معك ؟"

قرارها كان مفاجيء لها نفسها , لكن قالت لروحها انا لازم اسافر لمصر ويمكن املك القوة اني اوقفه عن اللي يسويه بالرجال من غير لا اخسر شي .

رد عليها ابوها بعدم اهتمام " طيب تحضري , بأتصل واخذ لك تذكرة , بكره الفجر طيارتنا "

ووصلت مع ابوها لمصر .

الله يستر من الجاي



الكاتبه

black widow

تذكروا تتركون بصمتكم بأضافه تعليق

نظرة الحب
03-28-2011, 05:36 PM
البارت الثالث عشر

*** بين الصبر والهم انا محتـــــــــــار … مقدر اداري طبعي واسلوبــــــــي ***






سمر :

سمر توجهت لبيت عمها جاسم الله يرحمه بسبب عزيمة بنت عمها فاطمه اللي بتتغدى في بيت اهلها اليوم , سمر كانت حاسه انه الفرصه جتها بأن تجلس مع خالد بروحهم بدون علم احد والتفاهم معاه على كم شغله , كما انها فرصه بأن تقابل حرمته .

ولما اوصلت هناك استقلبتها خالتها وفاطمه , جلسوا يسولفون وهي حاسه فيهم منحرجين من الوضع ككل لكنهم يخبون بتعاملهم الطيب معها .

كانت قاعده على اعصابها تنتظر دخول خالد أو حرمته عليهم وعشان ترتاح من هالتوتر وتناظر اللي خذت ولد عمها , من غير علم اهله .

خمس دقايق ودخل خالد , بعد ما تنحنح لأنه امه قالت له انه وحده من بنات عمه رح تجي ,وسمحوا له بالدخول.

سلم على الجميع , و عرف مين بنت العم اللي جايتهم اليوم وتفاجأ وبنفس الوقت عصب , عمه قايل له انه ما خبرها عن زواجه , ما يبغى تصير سالفه ومشاكل اليوم لما تكتشف وجود زوجه له , فقال بوحي اللحظه " لا هنتي سمر ممكن اكلمك على انفراد "

طبعا امه وفاطمه ناظروه بنظرات غضب , لكن ما كان راح يسمح اليوم بأنه تنجرح بنت عمه , خاصه انه الموضوع جارح بما فيه الكفايه .

سمر تفاجأت وش معقول السبب اللي دفع ولد عمها انه يطلب يكلمها , غريب عليه هالتصرف , خاصه انه مو من النوع اللي يطلب يتكلم مع وحده من البنات كذا ومن غير سبب .

قامت بهدوء لأنها تبغى تستغل هالفرصه عشان تتفاهم وياه على الوضع ككل واحمدت ربها انه الطلب جا منه هو , مو منها وهذا الشي حفظ ماء وجهها .

وسمعت خالتها تقول " يا بنتي ما في داعي تروحين معه , هو ماله حق عليكي "

خالد كان لسه واقف ينتظر ردة فعل سمر , وسمعها ترد " لا خالتي , انا بعد محتاجه اني اتكلم معاه , ما فيها شي "
ارتاح من ردها وتوجه واهي وراه لمكتبه الموجود في البيت إلا انه ما سكر الباب , عشان ما يكون الوضع خلوة بينهم .

جلس على مكتبه وقال بصوت هادي " سمعي يا بنت عمي , انا ما أدري كيف ابدي الكلام معاكي , لكن ماأبغاكي تنصدمين او تنحرجين , لأنه في ضيفه عندنا هنا في البيت " وسكت وتوه بيكمل سمعها تقول " أدري يا ولد العم "

رفع راسه بصدمه " تدريــــــــن !!! تدرين بأيش ؟ "

ابتسمت لأنه كسب عطفها من تصرفه اللي حست فيه محاوله لحمايتها وقالت " ادري انه حرمتك موجوده في البيت وانها حامل "

هز راسه بهدوء " لكن عمي ما قال لي انه فاتحك بالموضوع "

"لا هو ما قال لي , انا سمعت , و انا ألحين جايه افاتحك بالموضوع "

هز راسه بهدوء وقال " تفضلي "

فقالت " اسمع يا ولد العم , انا الزواج ما كان مهم بحياتي , خاصه اني ادرس طب مثل ما انت تدري والدراسه تتطلب اهتمامي التام , لكن امي تحمست لك اكثر من غيرك ووافقت أنا عليك بناءا على حماسها ,لكن بعد معرفتي بأنك متزوج من ثانيه فتأكد انه الرفض كان حيكون مني انا " سكتت عشان تخليه يستوعب وبعدين قالت " وألحين انا ما أدري إذا ابوي قال لك ان امي تعبانه شوي و ابغى أأجل فسخ الخطبه حتى أتأكد انها بخير وبعافيه "

لما خلصت بنت عمه قال " يا بنت عمي انتي لك الحشيمه والكرامه , فسخ الخطبه ما كان موجه ضدك ابدا , واللي تطلبينه وصل , الفسخ بيدك وكلمتك وبيطلع للناس انه منك انت و مالي دخل فيه "

اهني قالت سمر بتردد " خالد ولا أحد درى عن موضوع فسخك للخطبه , اممم حتى حرمتك !"

بانت شرارة الغضب بعينه لكن قال بهدوء " أفااااا يا بنت العم وتهقين تطلع مني كلمه تنزل من مقدارك قدام اي احد حتى لو كانت حرمتي "

بان الخجل على وجهها وقالت " اسفه يا خالد ما قصدت بس كنت حابه اعرف "

وقامت من مكانها وبأحساس انه كرامتها محفوظه , وتوجهت معاه للباب , قبل ما يدخلون للغرفه اللي فيها امه واخته فاطمه وقفت هي وهو وقف معاها وبعدين قالت له " مشكــــــــــور يا ولد العم "

" كرامتك من كرامتي يا سمر "

أثنينهم ما كانوا منتبهين للمرأة اللي ظهرت من المطبخ وشافت زرجها مع امرأه غريبه اهي ما تعرفها , وامرأة حلوة بعــــــــد , حست بقهر , بقهر ما تصورته , ساره اللي كانت واقفه بقربها قالت " سمـــــــــــــر "

هذي سمر , هذي اهي سمر .

جميله , وابتسامتها كانت أحلى, ظاهره غمازتها بشكل حلووو , وقاعده تشوف خالد , وخالد يشوفها . صفقت باب المطبخ وراحت بغضب لهم .

بعد ما سمع صفقه الباب لف وجهه وشافها , كانت تتوجه لهم بنظرة غرور .

سمر اللي شافت حرمته , ما كانت مصدقه انه فيه بنت بجمالها , كان جمالها من النوع القوي اللي ما احد يقدر يتجاهله , وهذا الشي اغاظها بشكل خفيف مهما كان هذا الرجال كان لها وتخلى عنها لأجل هذي المرأة .

ولاحظت عيونها الغريبه اللي كان لها قوة عجيبه , لكن لاحظت الغضب اللي مالي عينها , على الرغم من البرود اللي جالسه تتصرف فيه .

كانت حتبتسم من الرضا اللي غمر نفسها لأنها استوعبت سبب الغضب , ما كانت متصورة انه فيه وحده بهالجمال حتغار منها , راح تستغل هالشي بأحسن طريقه ممكنه خاصه انها تدري انه خالد ما راح يقول لحرمته عن فسخ الخطبه.

راحت له مها بغضب مكبوت وابتسامه مصطنعه و وقفت واهي مكتفه ايدها بشكل اتحاول فيه تحمي نفسها بشكل عفوي .

شافها وعرف انها غاضبه , كان المفروض يتوقع انهم راح يلتقون , قالت بغرور " منو هذي ؟؟"

لازم يرد , لازم بدون ما يجرح احد , أشر بأيده على بنت عمه " سمر " ورجع أشر على زوجته وقال " مها "

" ما كنت اظن انه عادي عندكم تكلم وحده على انفراد , كنت اظن انه هالشي قله ادب "

وشافت سمر من فوق ليه تحت , سمر كانت عينها راح تطلع من محجرها من الصدمه , اش تقصد هذي , انا قليله ادب , سمعت خالد يقول بعصبيه " مهـــــا "

شافته مها بطرف عينها وبعدين شافت سمر مرة ثانيه وقالت بهمس " قلة حيا "

وراحت للدرج , وصعدته بسرعه , اهني ساره تدخلت لما شافت الوضع تأزم , خاصه انه نظرات خالد وسمر كانت غاضبه وكانت راح تبصم على العشره انه الوضع رح يزيد ان ما تدخلت , فسلمت على سمر , ورحبت فيها بمحاوله منها انها تشغل الأطراف وقالت " سمر.. يالله يا شيخه من زمان عنك , وين كنتي غايبه عنا ؟" وقبل لا تجاوب عليها سمر قالت " محلوه وربي يا سمر , صايره قمر وش عامله لحالك ؟"

سمر اللي انبسطت من الكلام بدت تسولف مع سارة وكنه ما صار شي من خمس دقايق .

خالد كان منصدم من اللي صار , لأول مرة يشوف مها تتصرف بوقاحه , كان حيلحقها يستفسر عن سبب هالتصرف , لكن جاله اتصال ,أستأذن منهم وتكلم خمس دقايق وبعدين قال لسارة " ساره قولي لأمي اني طالع "
قالت ساره " طيب و الغدا ؟ "

وهو يصعد الدرج قال " لا امي تدري اني معزوم على الغدا اليوم , يلا سلام "

وراح لغرفته يتحضر للغدا اللي معزوم عليه .

اما مها كانت رايحه وراده بغرفتها , مهي قادره تستحمل هالتصرفات حتى وقاحتها مع خطيبته ما بردت جبدها , كانت لازم تكفها كف , وفكرت بحقد انه سمر الزفت ماراح تقدر تطقني لأني حامل .

واااااااااي ماني قادره استحمل , بالسابق لما تطري خطيبته على بالها كانت مجرد خيال , يعني ما كان واقع , اما ألحين شوفتها معاه اثبتت لها انها حقيقه , لها شكل وصورة وصوت, وانه فعلا خاطب , حست بالدموع تتجمع بعيونها من القهر , خطيبته حلوه , ألحين فعلا كانت محتاجه احد يكون موجود عشان ينصحها شنو تسوي الحين , وبهاللحظه تمنت لو امها معاها , ما تدري لمنو تشكي او تسأل النصحيه , كانت حاسه بأرهاق شديد.

لكن الغيظ دفعها انها تروح لغرفته وافتحت الباب بتواجهه ومو مفكره بالنتايج , جناحه كان عباره عن صاله ومطبخ تحضيري وكان فيه باب على طرف , ما كان موجود بهالمكان فقالت تناديه بقوه " خالد , خالد "

ثواني وبدى التردد يدخل لقلبها لكن قوت قلبها , و توها بترد تنادي , شافت خالد يطلع من الغرفه بأستعجال , سمع صوتها من غرفته وهو يلبس دشداشته , فزع لأنه متأكد انها ما كانت رح تدخل لغرفته إلا لشي ضروري , أول ما فكر فيه انها حست بعوار اوشي زي كذا , طلع وهو ومبين عليه التوتر , قال " ايش فيه ؟ " وقرب اكثر واكثر وهي تشوفه واهي منصدمه من الوضع اللي حطت نفسها فيه , مسكها من كتفها و قال " فيك شي , يعورك شي , البيبي فيه شي ؟ " وتوه بيحط ايده على خصرها , مسكت ايده وارجعت على ورى .

شافها وقال بغضب " مها ايش فيه , فيكي شي ؟ "

قالت والدموع تتكون بعينها وتنزل بهدوء " وايد اشياء , فيه وايد اشياء " .

اهو اخترع اهني اكثر , السالفه فيها دموع , لا السالفه شديده .

قرب اكثر منها , توها بتبتعد , مسكها وحاوط وجهها بكفوفه , قال لها " ليه البكا ألحين ؟ , ما تدرين انه مهو زين لك "

زادت الدموع من حنيته اللي تذكرها بفتره قبل خلافهم , بس قالت بعصبيه " وخر عني " وبعدت وجهها عنه .

وبعدين قالت " انا اشسويت لك عشان تسوي فيني جذي؟ , اشسويت ؟ "

انعفس ويهه وتنهد وقال " انا وش سويت , كنت أظن انه اللي سوا اي شي فهو انتي "

" يعني ما تدري !! "

بدى يمشي لغرفته وقال " لأ ما أدري , لكن اعتقد انك حتقولين لي "

بدت تمشي وراه بعصبيه , واهو راح للمنظره يحط شماغه والعقال , قالت بعصبيه " خالد انا مو مضطره استحمل وجودها , مو مضطره استحملها , ولااااا حضرتك عازمها ومستانس بشوفتها ومتشقق , وقاعد تسولف معاها "

لف عليها بأستغراب وقال بعصبيه بعد ما استوعب اشتقصد " مها ايش شايفتني مراهق افرح عشان شوفت حرمه "

" هذي غير , هذي المرأة اللي انته تحبها "

قال بجديه " حب يا مها , وين احنا عشان احبها قبل الزواج , وعلى فكرة انا ما دعيتها , عيـــب هالكلام "

لما قال جملته ارتاحت بطريقه ما , على الأقل ما يحب خطيبته , لكن هذا ما منعها من مهاجمته بأن قالت "انا أدري فيك تحاول تقلل من احترامي"

قال بعصبيه " وبعديــــــــــن مع هالسوالف , كل يوم بيطلع شي اقلل فيه من احترامك, مها انتي حرمتي وام ولدي , اي تقليل من احترامك هو تقليل من احترامي , واظن انا وانت نعرف مين اللي قلل من احترام من ؟؟؟ "

"هذي غلطتك, شكووووووووووو اتيبها اهني , شكوووووووو , ليش تحرجني جدام الكل , ولااا حضرتك واقف, وتسولف بروحكم , وانا موجوده مثل الهبلاااا "

هدى اعصابه لأنها وايد شدت من اعصابها , وحاول يفكر فيها ويفكر بمصلحتها وقرر لذلك انه يمتص غضبها , لأنه يدري انه الوضع ضاغط عليها وهو ما يبغى هالشي "محشومه يا أميرة , للمرة المليون انا ما جبتها لهنا , لكن هذا بيت عمها يا مها وانا ما اقدر امنعها منه والبنات بنات عمها وما اقدر امنعهم عنها لأنك موجوده , صح ولا لأ ؟ "

قالت بنرفزه " خلاص عيل انا اطلع من اهني , ارد الكويت "

" مها ما خلصنا من هالموضوع , بس خلاص , لي متى نتناقش بالموضوع هذا , تقبلي الواقع وخلاص "

خالد بالنسبه له انتهى الموضوع ( وعنده طبع متى ما ظن انه الموضوع انتهى خلاص ما ينتبه على اللي ينقال بعد ماسكره ) , فبدى يركز على نفسه , وتركيزه بالتأكيد ما كان عليها و لاعلى كلامها , كانت افكاره متجهه على العزيمه , وعلى من راح يشوف من رجال الأعمال وعلى اصحابه , وعلى كل شي إلا مها , ورد يشوف حاله بالمنظره يعدل شماغه , ويضبطه ,ويحط الطيب , ولا كأنها موجوده .

اما اهي فبطلت كل المواضيع بعصبيه اللي كان بالكويت , واللي يصير ألحين , واللي بيصير بالمستقبل , ولما شافت انه مافي اي ردة فعل عرفت انه رفع الجام (يعني اذنه ما قامت تسمع اللي ينقال) , وبغت تموت من الحرة ومن غيظها , لأ مو معقول هالطبع اللي فيه بيجننها , حست انها خلاص ما تقدر تستحمل , بيذبحها بتصرفاته , اهي متأكده من هالشي بيذبحها .

صرخت فيه " انــــــــــــــــــــــــــــت اشفــــــــــــــــــــــيك , ما كو احساس , ما تسمعني شنو اقول "

لف عليها و شاف انها فاقده اعصابها , يعني ايش اللي صار ألحين هو قالها انه ما له ذنب بوجود سمر وش السالفه ألحين .

قرب منها وقال " مها ايش فيه ألحين "

"شنووووووووو فيه , كل هذا وتقول شنو فيه " حست انها داخت , واختل توزنها للحظه , مسكها لكن اهي ما استحملت مسكته بهالوقت.

دزته عنها بقسوة ولأنه ما كان متوقع هالحركه قدرت تفلت من ايده ,طلعت للصاله الخاصه بجناحه , لكن حست انها مهي قادره تمشي , حست بتعب , قعدت بهدوء على القتفه (الصوفا) الموجوده بالصاله الخاصه بجناحه, كانت حاسه بدوخه .

ظن انها راحت وضاق صدره , اوووووووووف وبعدين مع هالحاله ما توقع انه الوضع رح يتفجر كذاا , راح للصاله وهو متضايق , لكنه تفاجأ بأنه شافها مستلقيه على الصوفا , استغرب و فزع , بس الأحساس الأكبر كان القلق لأنه يدري انه مها ما كانت راح تنسدح على الصوفا اللي موجوده في جناحه بأريحيه كذا إلا إذا فيها شي , جلس قربها على الصوفا , " مها "

فتحت عينها بتعب , حاولت تقوم , فقال لها بسرعه " لا تتحركين "

" ما فيني شي يا خالد " حاولت تقوم من مكانها وجبدها اقلبت , حطت ايدها على فمها وردت انسدحت " خالد جبدي " .

قام من مكانه وشاف الزباله و ما صدق اخذها بسرعه وقربها وجت بالوقت المناسب, استفرغت في الزباله , ومسك راسها لها , بعد ما خلصت باس راسها ,اما هي فالحر بعد الأستفراغ ضايقها ودفعها انها تشيل لفتها ,ها العمل وحده كان مجهد لها لدرجه انها بعد ما انهت من فسخ اللفه رمت راسها على صدره , وقالت بهمس " لا تخاف البيبي ما فيه شي"

كان وده يقول لها ما همني البيبي , انا مايهمني الا انتي .

قالت بهمس وراسها على صدره " خالد تعبانه "

ما علق سكت بصبر وسمعها للأخر .

وبدى البكي " وبعدين يا خالد , والله تعبانه , يعني ما يصير ....آآآآآ .... انا حتى مو فاهمه ليش انا موجوده عندكم , مو فاهمه شي "

وكملت " مقهورة ,ترى انا انسانه , وعندي احساس , ما احد اهني يعاملني زين , بأستثناء سارة و بدر , اصلا بدر ما اشوفه , من ذاك اليوم وبس "

بدى يلعب بشعرها واهو يسمع ولما سكتت قال " انتي هنا يا مها لأني ابغى اكون مع طفلنا من البدايه , ابغى اشوفه يكبر فيك , ابغى اعايش الوضع ككل , مها انا محتاج اني اشوف هالشي , وربي محتاج , انتي حاسه انك بتصيرين ام لأنك تحسينه يكبر فيك , اما انا تمر علي ايام ما اصدق , تدرين وش يعني ما اصدق اني بصير اب "

قالت بهدوء " شنو بيصير لنا يا خالد ؟ "

ضحك بدون مرح " ههههه والله ما أدري بس اللي اعرفه اني ما ابغى هالوضع اللي بينا يستمر , ما أبغى المعامله الجافه , ما أبغى التجاهل , ما أبغى نجرح ببعض , ابغى انتعامل بأحترام إلى ان يكون وقت ولادتك ونتفق على كل حاجه , وبعدين كل واحد يروح في طريقه " سكت وبعدين قال " وش رايك نتفق على هالشي ؟ "

هالكلمه عورت قلبها , كل واحد بيروح بطريقه .

غمضت عينها من التعب على صدره , تعب نفسي اكثر منه جسدي , تبي ترتاح بأخر وقتها معاه .

لكن قالت ببراءه " خالد انته تقصد انه نعامل بعض مثل الأخوان "

" هههههههه اخوان يا مها , اكيد لأ , انا وانتي ما راح نكون اخوان ابد"

صار ويهها احمر على اقتراحها السخيف , ما تدري شلون قالت كلمه اخوان , وخبت ويهها اكثر بصدره .

"اسمعي يا مها , ما راح انتعامل مثل الأخوان لكن ما راح نتعامل كأزواج , أظن انه قصدي واضح "

قالت بأحراج " خااااااالد "

رفع حاجب وبأبتسامه قال " وش تبيني اقول , ابغى اريحك من الموضوع , ما أبغاك تظنين انه فيه استغلال لك بالأتفاق " وبعدين قال بأبتسامه اوسع " هاا وش قلتي ؟ "

" ايـــــــه يا خالد ايه طلبتك "

ارتاح انها وافقته على رايه ,وقف وخذاها معاه , هي مسكت الزباله معاها , ابتسم وقال " اتركيها , ماري حتجي تشيلها "

كانت حاسه بالأحراج من الوضع ككل بس اسمعت كلامه وتركتها .

صار فراقهم شي واقع ما فيه واحد منهم يتجرأ يذكر للثاني رغبته الحقيقيه .

" تدرين وش قررت يا اميرة ؟ "

المشكله انه يقول اللقب اللي معطيها اياه بكل بساطه, وعفويه , تذكرت متى اول مرة اطلق عليها هاللقب لما كانت صغيره كانت متهاوشه مع وحده من بنات عمها , وراحت لعمر وكان خالد معاه , كانت لأول مرة تشوفه , وقتها كانت قاعده تبجي لأنه بنت عمها طردتها وقالت لها انها ما راح تلعب معاهم , وانها تروح تلعب بروحها لأنه ما احد يحب يلعب معاها , وبهالوقت قالها " تعالي احنا نلعب معاك يا الأميرة " ومن وقتها واهو يسميها بالأميرة عشان يميزها عن باقي بنات عمامها .

رجعت من ذكرياتها وقالت وهي تمشي قبله للباب لكن ايدها بأيده " شنو ؟ "

كانت فكرته انه بس يفرحها , فقال فكره خطرت بباله بلحظتها وقرر انه ينفذها " راح نروح مصر لعمر , طبعا بعد ما يخلص بدر أمتحاناته و..."

ما انطرته يكمل حست بالنشاط يدب فيها , لفت عليه و قالت بلهفه " قول والله , قول والله "

ابتسم لفرحها اللي ما شافه من فتره " والله "

ابتسمت له بصدق وقالت بحماس الطفله الصغيرة " انا بقول لساره , انزين خالد طلبتك انا بقولها "

"ههههه طيب " ابتسم بويهها .

طلعت بسرعه من جناحه , راحت لدارها , كانت حاسه بسعاده من الأتفاق , وتحس انها راح ترتاح , ادامه راح يعاملها زين , فهذا المهم , مو مهم عندها الباجيــــــن , كيفهم .

الأيام بينهم بدت تتعدل .

لما طلعت من عنده , تنهد وهو يفكر انه حساب من عزم سمر على بيتهم عسيـــــــــــــــر , لازم يعرف من امه من المسؤول عن هالشي .

راح عدل شماغه وشاف الساعه وعرف انه إن ما طلع ألحين راح يتأخر .


مصر :

وصلوا بمصر , صارلهم فتره ألحين , وابوها بأجتماعات مالها اول ومالها أخر , الشقه اللي لهم بمصر كانت بالعماره المملوكه للشركه , ولعمر شقه بهالعماره ولكن ما قط صادفته , احمدت ربها انه ما شافته , كان مالها نفس تلتقي فيه إلا لما تكون متحضره لهالشي , وفي اليوم اللي اعرفت فيه انه ابوها راح للأسكندريه ,راحت لمواجهة طليقها بالشركه , لازم اتوقفه لأنه متدخل بحياتها بوقاحه , وكررت لنفسها لازم اوقفه عند احدوده , كانت تعرف انه اللي تسويه جنون وهبل بس هي ألحين بمرحله مهي عارفه وش تسوي , تعبت من وضعها , متعلقه بالماضي ولما قررت تتركه رجع لها الماضي يتعلق فيها .

وهي بالطريق احمدت ربها انه ابوها ما كان موجود بالقاهره ,اصلا استغلت هالفرصه , كانت واقفه قدام الشركه اللي موجود فيها زوجها السابق, ادخلت من البوابات وراحت من غير لا تلتفت على الإستقبال , هي زارت شغله وشغل ابوها بمصر عدة مرات , راحت للطابق اللي فيه مكتبه ,و وصلت لفوق وسمعت واحد يناديها " مدام ريم " لما لفت عليه قال " ازيك يا ست هانم "

ما كان لها نفس تلتقي بأحد " بخير "

" وحشتينا "

بس اهي ما كانت معاه , كانت مع الشخص اللي كان خلفه واللي قال واهو يرفع حاجبه وبأبتسامه جانبيه " وحشاك يا منصور!! "

والمسكين ما كان مستوعب فقال " ايوه يا استاز دهيه واحشانا أوي , واحنا نقدر نستغني عن ست الكل "

لف عمر على ريم وقال " روحي لمكتبي "

راحت بتوتر وهي مهي عارفه شنو راح يصير بين منصور وبين عمر , اوكي مو مهم وش صار معاهم , المهم انه تبين انها قويه وانها ما راح تسكت عنه , المرة الأخيره اللي شافته فيها كانت منصدمه وبالتالي ما قدرت تتكلم .

خمس دقايق ودخل عمر اللي كان باين عليه البرود , ما يحب انها تيي عنده بالمكتب , وكلام العاملين لها احد اهم الأسباب , عنصر المفأجأه كان مفقود من زيارتها لأنه درى انها موجوده بمصر لما امس شافها تدخل السياره الخاصه بأبوها بس كان متأكد انها ما انتبهت له , لكن اللي ما كان متوقعه انها راح تكون موجوده عنده .

قعد بكرسيه وقال " زايرتنا اليوم "

دخلت الموضوع على طول " وقف حركاتك مع فيصل "

تسند على الطاوله بذراعه وقال بقد ما يقدر من تمالك للأعصاب " ريم تبين تتكلمين , تكلمي بس بدون اسامي , فاهمه قصدي"

لما قالت اسم خطيبها , فار دمه , مو متحملها ابد , لا متحمل شوفتها ولا كلامها ولا خطبتها .

عرفت مزاجه عدل , عشرتها معاه إن علمتها شي فأهو شلون مزاجه يكون على الرغم من البرود الظاهر .

"طيب , بطل حركاتك مع الرجل "

رجع تسند على الكرسي وقال " اه يعني هذي طريقتج بأنج تقولين لي انج فليتي الخطبه "

" لأ بس ..."

قاطعها واهو متنرفز لكن قال ببرود " عيل ليش يايه ! "

"عمر المسأله هي .."

قاطعها للمرة الثانيه "المسأله انه كل شي بيدج , تبين الريال يكون بخير فلي الخطبه , انهيها , ما تبين تنهينها تقبلي انج راح تتزوجين ريال يعيش عاله على ابوج "

" حــــــــــــــرام عليك هو ماله ذنب باللي يصير , هذا الشي بيني وبينك , هو ماله دخل "

قال بهمس " ذنبه انه تقدم لج واهو يدري انج لي "

ردت عليه بعصبيه " انا ماني لك "

واهو رد عليها بهدوء " هذا اللي انتي تقولينه "

فقدت اعصابها وصرخت " انا ابغى اتزوج , تسمع ابغى اتزوج مالك حق تتدخل في الموضوع , ما لك حق ابد "

قال بنبرة سلطويه " تبين تتزوجين , انا مستعد اتزوجج , ما تبيني شيلي الفكره من راسج , ما كو زواج بالنسبه لج إلا إذا كنت انا الطرف الثاني فيه , فهمتي "

قالت من بين اسنانها " انت انسان ..."

قاطعها للمرة الثالثه , وبحركه من ايده " أأأأأأأأأأأ غلط , البنت المؤدبه ما تقول كلام مو زين صح , لانها راح تعاقب "

مسكت كوب الماي اللي قربها وكانت راح ترميه على وجهه , بس نظره عينه خوفتها , فرفعت الكاس على شفايفها و كأن هذي هي رغبتها الأساسيه من رفع الكاس .

وشافت ابتسامته الجانبيه , وقامت من عنده بغضب , جيتها لهني ما كان لها نتيجه ابد , كانت الدمعه بتنزل من عينها بس صمدت للنهايه , وقبل لا تظهر سمعته يقول " الضربه القاضيه لخطيبج قريبه , فحددي موقفج بأقرب فرصه ممكنه "

طلعت من وسكرت الباب بأقصى ما تقدر بهدووووء ما تبي يحس بأعصابها , تسرعت بجيتها لهنا , تسرعت مره , يعني بينت عكس اللي كانت تبغاه , بدال ما تبين قويه , بينت الضعف بعينه ( تراهن انها زادت الوضع سوء) .

كان بعده قاعد على الكرسي , يت اليوم بس عشان اتدافع عن خطيبها , يت عشان تقوله له انها راح تتزوج غيره , ما يقدر يسمح لغيره يقربها .

لما ردت الريم لشقتهم , طلعت مفتاحها وادخلت , شافت ابوها اللي كان مستنيها وقال بهدوء
"وين كنتي يا ريم ؟ "



الكاتبه

black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:36 PM
البارت الرابع عشر

*** أجامل وابتسم واضحك وانا في داخلي مقهور … احاول اكتم احزاني ورى صدري وأخبيها ***







ريم :


خذت وقتها بالدخول للشقه , وبعدين لفت لأبوها وقالت " يبا انت جيت ابكر من المعتاد , عسى خير "

"ريم وين كنتي "

سكتت وقالت "يبا انت من متى تسألني هالأسئله "

وقف قربها وقال " من ألحين , ردي على سؤالي يا بنت " وفجأة مد ايده على شعرها بقسوة وشد عليـــــــــه .

انصدمت من ردة فعل ابوها الغير متوقعه ومن الألم اللي حاسه فيــــــه ,كانت متأكده انه شعرها راح يتقطع بأيد ابوها .
قالت بألم " أأأأأأأأأأأأأأ "

و ما ردت على ابوها من الفزع مهما كان ابوها متساهل ما راح يتساهل بمقابلتها لطليقها , ما عرفت ايش تقول لأبوها .

شافها ابوها " تبغيني اقول لك وين كنتي يا ريم "

كانت مغمضه عينها من الألم , ابوها كان يضرب امها كثير, وهي صغيره , غير انه ما مد ايده عليها (هي بنته) إلا مرة وحده بعد طلاقها .

ألتقت عينها بعينه , بس ما قالت شي .

" كنتــــــــــــــــــــي بالشركه عند طليقك " ما كان فيه رد من بنته وهذا خلاه يصرخ في بنته ويحرك ايده اللي بشعرها وهي حطت ايدها على ايده تحاول تمنعه من تحريك شعرها بألم " انا ما راح اسمح لبنتي بهالتصرفات ..."

قالت بخوووف وبألم "يباا الموضوع مهو مثل ما انت متصور "

كان حاسه بالخوف يخنقها .

كان واضح انه ابوها مو سامع كلامها , لأنه كمل كلامه وايده تشد شعرها بقسوه .

" والله يا ريم ان شفتك مرة ثانيه تطلعي من غير علمي يا ويلك , هذي التصرفات مو مقبوله من وحده مخطوبه وقريب تتزوج , و ألحين روحي لغرفتك ما ابغى اشوفك ولا تطلعي منها إلا بأذني "

ترك شعرها ورماها رمي فطاحت على الأرض , واهي جالسه على الأرض قامت تتحرك بشويش وبخوف متجهه لغرفتها , وبعدين قامت من مكانها بسرعه وادخلت لحجرتها , ابوها ان غضب يتحول لوحش , بالسابق كانت تعتقد انه الرجال لازم يضرب عشان يثبت انه رجال , لكن مع العلاج اللي لجأت له عرفت انه هذا توحش , واستغلال لضعف المرأة .

حمد وصلته هالمعلومات من السايق فقد اعصابه بنته بالسنين اللي فاتت بدت تتصرف بطيش , وهو لازم يوقف كل شي عند حده .

وهي بغرفتها مو فاهمه ليه اليوم صاير غريب كذا , الخوف مو مخليها تفكــــــر بمنطقيه , وحشيه ابوها ما قط كانت موجهه لها إلا مرة وحده , ابوها صبور معاها , كان صابر على رفضها للرجال بعد طلاقها , ما تدري وش صار فيه اليوم , حطت ايدها على وجهها وبعدت الشعر عن وجهها .

ابوها ما يهتم بهالسوالف ابد , اليوم لأول مره يسألها هي وين فيه ولا أيش تسوي , ابوها ما يعمل كذا بالمرة .
أووووووووه ليه كذاااااااااا , وش بلاهم الناس .

حطت ايدها على شعرها اللي بدى يألمها , ارتجفت .

كم مرة شافته يسوي نفس الشي مع امها , وكانت تظن بالرغم من خوفها انه هالشي طبيعي .

استلقت على فراشها , وضمت حالها , وغمضت عينها بشده , تبغى تنسى اللي صار اليوم , تبغى تمحيه , وبدت تردد لنفسها ( ابوي ما شد شعري , ابوي ما ألمني , ابوي ما شد شعري , ابوي ما ألمني )

ولما ما نجحت محاولتها بالنسيان , قالت بصوت هامس ( يارب ساعدني ) .

رن موبايلها يعلن عن وصول مسج , صار وجهها احمر من وقاحه المسج , بدت تخاف من هالتليفون الغريب , كل ما له ويزيد ويزيد , المسجات اللي تجيها من هالرقم بدت تصير قليله ادب , وكل مالها وتزيد , كل يوم يجيها 6 مسجات بالقليل .

بدت مسجات سلام وتحيات وانتهت بمسجات وقاحه وقلة ادب , لكنها معتمده سياسه التجاهل , بدت من تسمع صوت المسج , تلغي الرساله على طول .

ما قالت لأبوها عن هالأزعاج لأنه ببساطه مو موجود اما ألحين فمستحيل تقول له , مستحـــــــــــــيل .

أما عند حمد فهو يدري انه فيه شي مهو طبيعي يصير حوله , كان حاس بالغضب , كان راح يذبحها , يقتلها , لكنه مسك نفسه لأنه تذكر المرة الأخيره وش صار .

بعد البحث اللي عمله بالأسبوع اللي فات كله عرف انه عمر له يد وبصوره غير مباشره بخساير فيصل , وهذا اللي خلاه يرجع من الأسكندريه للقاهرة بسرعه , لكن المشكله انه ما يقدر يعمل شي , بينه وبينهم اعمال كثير ويخاف يهدد اعماله معاهم إن كلمه ,خاصه انه شخصيه عمر قويه كثير وما يرده شي او شخص .

سكت يفكر وبعدين فكر بسعود , ابو عمر , ما احد له كلمه على عمر إلا ابوه , اصلا من كثر بره بأبوه ما يرد له طلب ابد , بس لازم يقنع سعود بالموضوع .



السعوديه (مها, خالد ) :

مها بعد ما اطلعت من غرفه خالد اليوم راحت لغرفتها ضبطت حالها وبعدين نزلت لتحت عشان تكلم ساره , لكن لما قربت من الصاله سمعتهم يسولفون ويضحكون مع سمر , فتراجعت , كلام خالد صحيح , سمر بنت عمهم ما تقدر تمنعهم عنها , راحت لغرفتها فوق , انسدحت تفكر بأنها راح تشوف خالها عمر ولو انها ودها تشوف يدها لكن هالشي هالأيام صعب المنال , لأن خالد مو متقبل فكره ردتها للكويت بالوقت الحالي .

وهي تفكر غرقت بنومه من الراحه .

مها صحت على هزه من ايد , لما افتحت عينها شافت ساره تقول لها " قومي يا قلبي "

ابتسمت وشدت اللحاف عليها تبي تحس بالدفا وهي نعسانه قالت بهمس " ليش جم الساعه ؟"

" الساعه اربع "

فزت من مكانها بخوف " ابيــــــــه راح تفوتني صلاة العصر "

راحت بسرعه للحمام تيددت وطلعت تصلي وساره كانت قاعده طول الوقت تنطرها , وبعدين انسدحت مها على السياده وقعدت تشوف ساره ,و قالت " واي تصدقين حدي دايخه , معني نايمه مده طويله "

"يلا البسي ملابسك وخلينا نجلس بالحديقه بره الجو مرة يجنن "

سرحت مها وقالت " اممم اهي موجوده " علاقتها مع ساره قوت بالفتره الأخيره لدرجه ماقامت تخجل منها .

ابتسمت ساره بحنيه " لا ... راحت "

شالت ثوب الصلاه , ولبست اهدومها ولفتها ونزلت مع ساره , شافت خالتها قاعده بروحها , ترددت لكن قالت لساره "ساره سبقيني انا لاحقتج " شافت ساره امها وقالت " طيب , تبغين شاي ولا عصير مع الكيك "

" اممم فيه عصير مانجا ؟ "

" ايـه موجود , يلا انا انتظرك "

راحت وقبل ما تتكلم سمت وقالت (بسم الله ) وقالت " مساء الخير خالتي "

موضي لما شافتها ,حست هذي هي سبب البلاوي كلها , وزاد اللي في قلبها لما تذكرت وضع ولدها وكيف قال لها انه تعبان , ردت من غير نفس " هلا "

مها كانت راح تعطيها ظهرها وتروح لكن قوت قلبها , " خالتي انا وساره بنروح الحديقه ما تبين تقعدين معانا بدال ما انتي قاعده بروحج "

" بنتي فاطمه معاي "

ردت حاولت , تحتاج تحاول عشان تكسب امه " تعالوا قعدوا معانا , تقول ساره الجو عجيب بره "

سمعت صوت فاطمه " لا , نبغى نقعد هنا "

موضي كانت سرحانه بكلام مها , بس بعد ما قالت بنتها كلمتها لفت وجهها للتلفزيون تناظر البرنامج الموجود فيه .

امسكت اعصابها وقالت " على راحتكم "

فقالت فاطمه " اكيد على راحتنا "

مها شافتها بأستغراب , يت اهني بس عشان تحرق اعصابها , طلعت وراحت لساره , وحست ببوادر المعركه تشتعل داخلها , راح تكسب خالتها , راح تكسبها غصب طيب راح تكسبها .

شافت سارة وشلون محضره لهم جلسه خاصه عصاير وكيك ومسجله , وكان قاعد معاها بدر , فراحت لهم بأبتسامه على ويهها , وحاولت تتناسى اللي صار معاها للتو , قالت " استــــــــــــاذ بدر موجود معانا ماني مصدقه "

ضحك بطبيعيه وقال " والله الدراسه مو ذنبي "

اقعدت على الكرسي اللي يم ساره " صــــــــــــــح اشصار على امتحاناتك "

عفس ويهه " ما ادري خليها على الله "

"متى تخلص امتحاناتك "

" اخر امتحان لي بعد ثلاث ايام "

قالت مها بحماس " بقولكم شي وتعطوني حلاوة الخبر "

اثنينهم ركزوا معاها وقالت ساره " قولي ولك الحلاوة "

قالت " بنـــــــــــــروح مصر بعد ما تخلص يا بدر من امتحاناتك "

قالت ساره " جـــــــــــد مين قالك ؟"

" خالد "

" والله فله , خالد عادة ما يفضى لنا في نص السنه , وناااااااسه "

مها تدري خالد شنو يسوي بنص السنه , يكون عندها اهي بالكويت .

ابتسمت وحست بالفرح لأنه واضح عليهم الحماس .

بدر قال " يالله متى أخلص من هالأمتحان "

قالت له مها " انت ما تبي تدرس , شمقعدك معانا "

عطاها نظره بمزح " ما تبغيني اقعد معاكم "

" هههههههههه لا والله مو مقصدي بس مو من مصلحتك "

" لا انا مخلص الكميه "

وبدت السوالف اللي ما كنت تنقطع إلا للصلوات وكانوا يردون لبعض بالحديقه .

خالد اللي راح بعد عزيمة الغدا مع واحد من ربعه لمجلس عمه , وهو هناك وبالسوالف قال له واحد كان جالس جمبه "شف ذاك الرجال "

خالد شاف الريال وقال "وش فيه ؟"

" هذا فيصل بن ... , خاطب بنت حمد بن فهد "

" ايــــــــش ؟"

" عرفته "

شاف الرجال وفكر بعمر , هو يدري انه حمد بن فهد ما عنده غير بنت وحده وهي طليقة صديقه .

كان الرجال اللي جمبه مكمل بالتفاصيل , وكان يسمعها بذهن ضبابي يلقط بعض المعلومات وتفلت من معلومات .
سمع مثلا انه رجل اعمال ممتاز وانه رجال خلوق وغيره , كان باله مع عمر , يدري بهالشي ولا لأ, رح يهتم ولا لأ.

وفكره تركه يتخيل نفسه بالموقف هذا .

مها تتزوج غيره .

قام من مكانه , واقف .

كل عين بالمجلس التفتت عليه لأنه قومته كانت بعنف و مفاجأة .

واللي جمبه شافه , لأنه كان يسولف معه وخالد قاطع السالفه بقومته ,لكن افكاره ما كانت معه فما انتبه بأنه قاطع شي وقال " مقعدكم ما ينمل , لكن انا مضطر استأذن , مع السلامه "

وقبل لا يطلع شاف الرجال اللي ينقال له فيصل واغتاظ منه , ما يدري ليه , يمكن لأنه حط نفسه مكان عمر.

وهو طالع اتصل على عمر بمصر , بعد فتره رد عليه عمر وبعد السلام .

قال خالد " كيف حالك ؟"

قال عمر بسخريه بسيطه " بخير , زين , ممتاز"

دخل خالد سيارته وسكر الباب وقبل لا يشغل سيارته غمض عينه وقال بهدوء عشان يهيئ لصاحبه " عمر شنو اخر شي سمعته عن بنت حمد "

قال عمر بهدوء " أدري "

خالد تفاجأ ورد قال مرة ثانيه "عمر انت تدري انها انخطبت "

سكـــــــــــوت على الطرف الثاني فقال خالد " عمر قول شي "

قال بهدوء كرد على سؤاله " لا تقول مخطوبه "

قال خالد وهو فاقد اعصابه من إجابه عمر لأنه عرف منها مشاعر عمر "ليـــه ما اقول مخطوبه بالله , هي مخطوبه "

" لا تقول هالكلمه جدامي "

مسك خالد اعصابه , بس تصور نفسه مكان عمر وكان عارف .. إلا .. يبصم بالعشره انه ما كان راح يرضى احد ينسب مها لغيره, فقال " لك ما طلبت " وشغل السياره وطلع من المكان اللي هو فيه .

تنهد عمر وقال " لا تحاتي يا خالد , انا بخير "

" اتمنى يا عمر اتمنى "

" شلون انت عرفت "

سكت خالد وبعدين قال " شفت فيصل "

عمر تكلم من بين اسنانه " شفته , اه وشلون كان شكله "

" عمر وش هالسؤال , حاله حال الرجاجيل , كيف بيكون شكله ؟"

قال عمر بعصبيه مكتومه " ابي اعرف كل شي , صغير , كبير , طويل , قصير , يعرف يتكلم ما يعرف , شنو انطباعك عنه , كل شــــــــــي "

" عمر كذا رح تحرق اعصابك على الفاضي "

حاول عمر انه يمسك اعصابه وقال بطريقه يحاول معاها انه يبين انه طبيعي " احرق اعصابي , لأ , انا عادي بس ابي اعرف "

" عمــــر .."

قاطعه عمر اللي قال " خالد إذا كان لي معزة عندك قولي "

بأستسلام للأمر الواقع , بدى يفكر كيف يوصف الرجال , وقال خالد " ما ادري شكله زين , عادي , باين عليه بال 25 او 26 , ما سمعته يتكلم ما ادري عنه بس الرجال اللي جالس جمبي مدح فيه "

عمر كانت اعصابه تلفانه , يعني سن خطيبها قريب من سنها , وخالد ما كان راح يقول عنه عادي إلا وهو شكله حلو , والناس تمدح فيه , يعني ما يتطوف , كان حاس انه راح يجن قبل ما تنتهي هالسالفه ,غيرالموضوع وقال " شلون مها معاك ؟ "

" ماشي حالها , هي تتصل فيك صح "

" ايه تتصل كل يوم , الله لا يحرمني منها "

وبدى الكلام العام لما قفلوا الخط , وخالد وصل للبيت , جلس بالسياره فتره , اليوم تخيل الوضع اللي راح يصير ان طلق مها , شوفته لخطيب طليقة عمر تركه يحاتي , يعني احتمال كبير انه بعد ما يطلقها تنخطب وتكون لغيره , هي حلوة وصغيره , وألف من يتمناها , عدل جلسته على مقعد السياره , هو ألحين والموضوع مهو حقيقه وحاس كنه قاعد على جمر ,كيف لوصار حقيقي , يا رب عطني القوه , يحس بالنار قايده بصدره , تتزوج لأ هذا الشي مستحيل يكون , استغفر ربه , واستغفر واستغفر واستغفر إلى ان حس انه الهدوء يغلفه جزئيا , اقنع نفسه انه هالشي ما صار , فمهو معقول يضيق صدره .

نزل من السياره بعد ما توكل على الله , دخل للحديقه وسمع صوت ضحكتها الهاديه المميزة , وكان فيه اصوات احتجاج , توجه لهم , كانت هي اول من شافه وارغم نفسه على الأبتسامه ما يبغى يبين ضيقه .

اما هي فلما شافته بدت تتساءل شلون المفروض تتعامل معاه بعد الأتفاق , هل تهلي فيه تكلمه عادي ,تبتسم له وهذا الشي وترها , لكن لما شافت ابتسامته ارتاحت وردتها له بأبتسامه احلى .

جلس قربها بعد ما سلم , بدر وساره كانوا فرحانين فيه لأنه صارله فتره مشغول عنهم , وما يجلس معهم , وفجأة قال بدر " خالد راح يكون بفريقي "

ردت عليه مها بأنفعال " يا سلااااااااا م , املك ما راح يصير بفريقك , من مساعه وانت مع ساره ضدي " ولفت على خالد وهو تقول " تخيل خالد , ساره طول الوقت واقفه مع بدر , وانا بروحي "

" اناااااااااااااااا يا مها !!! , اناااااا "

" اي انتي , وتعطينه بالنقاط وانا اخسر وتغشيشينه بعد , ترى طول الوقت كنت اشوفكم "

فقالت ساره " طيب ادامك تشوفين من البدايه ليه ما تكلمتي "

قالت مها "حكم القوي ما كنت راح ادري شنو راح تسوون فيني انتي وياه " ولفت على خالد " انت راح تصير بفريقي صح "

قال بدر " لااااا ما يصير بفريقك , هو اخوي انا , الرابط اللي بيني وبينه الدم "

شهقت مها وقالت " اصلا انا زوجته وام ولده , يعني اثنين في واحد "

خالد اللي كان يشوف النقاش ابتسم , وجته الضحكه , لكن هذا ما منع نقزه الألم اللي حسها لما نسبت حالها له , ما حب يلفت نظرها للي قالته بعفويتها .

وقال " اغلبتك يا بدر "

قالت مها بفرح وبضحكه الأستفزاز اللي الكل يقولها لما يفوز " هههههههههاي شفت اشلون , الحين خل ساره تنفعك "

ضحك خالد وقال " وش هي لعبتكم ؟"

قالت ساره وهي مغتاظه من انها صارت مع بدر , ومها صارت مع خالد "نلعب لعبه اغاني , كل واحد فينا يقول مقطع من اغنيه بأخر حرف من الأغنيه اللي ذكرها اللي قبله "

لكن بدر تهرب من اللعبه و قال " انا عندي دراسه لو ما كان عندي كان لعبت معاكم "

مها وساره اللي كانوا يطالعونه بنظرات صدمه لأنه قايل لهم انه مخلص الكميه قالوا بوقت واحد " يا سلام "
" ايــه تدرون الواحد لازم يصير حريص على دراسته "

مها قالت " يالنصاب اشكره خايف تنغلب "

خالد اللي ما قدر يمسك حاله بدى يضحك " هههههههه حطت ايدها عل الجرح "

قام بدر وكنه مو هامه وقال " لا جرح ولا حاجه , انا انسان اضحي في سبيل دراستي "

رد عليه خالد وقال " خلاص الوعد بعد الأمتحانات حتى ما يكون لك عذر "

شافوه يروح , واختفت ابتسامه خالد اللي مد ايده يبغى يصب لنفسه عصير , فقالت له ساره " اروح اجيبلك عصير هذا خلص "

"مشكورة"

مها طول الوقت كانت عينها على خالد و كانت حاسه انه فيه شي وضايق صدره , يمكن هالشي ما كان واضح لساره او بدر لكنها تعرف له , واحتارت شنو المعقوله اللي مضايقه , وقررت تسأله وهذا اللي سوته , فحطت ايدها على ذراعه وهو لف عليها , وشاف عينها الوساع تشوفه وقالت بهمس " عسى ما شر "

سرح بعينها وفكر شيقول , يقول اليوم سمعت خبر عفس لي كياني , خله عقلي يروح يمين ويسار وفوق وتحت , خلاني ما اعرف كيف المفروض اتصرف , خلاني احس كني قاعد على جمر يحرقني .

" ما شر "

" خالد تعلمني فيك , قولي شصار "

ضحك وبعدين قال " ما صار شي , بس اليوم سمعت انه بنت حمد بن فهد انخطبت "

ابتسمت مها وقالت بفرح " ما شاااااء الله ريم انخطبت "

شافها خالد بسخريه " وش دعوة فرحانه كذا "

قالت بحماس " اكيد افرح لها , الريم تستاهل كل خير "

" واهو خير انها تتزوج "

شافته بأستغراب وقالت " وانت ليش معصب ؟ "

وخر وجهه عنها , لأنها ما عارضت خطبة ريم فهذا معناه انها مؤيده للزواج بعد الطلاق للحريم .

" ماني معصب "

" لأنه خالد مو من حقك اتعصب , هذا حق من حقوقها انها تبدي حياتها مع واحد ثاني , وتكون سعيده "

لاااا هذا الشي طلع من حده , شتقصد هي راح تتزوج بعد ما يتركها , فقال بعصبيه " وما فكرتي بخالك "

شافته مها " شعليه عمر بالموضوع , اهو تزوج قبلها , واهي ظلت تقريبا 3 سنين مو متزوجه , لو يبيها جان ردها له , خاصه انه نورة الله يرحمها توفت من فتره ."

هو لو يبي يعترف لنفسه كان راح يعترف انه كلمتها صح , وانها مو مجبوره تستنى عمر يتكرم ويردها .

لكن المشكله انه يطبق الموضوع على نفسه وقلبه مو متحمل اللي يصير .

جت سارة وقالت " وش السالفه ؟"

وحطت العصير قال لها خالد " ما جبتي لي كاس ؟ "

وبأنفعال قالت "لاااااا , ما فيه هنا كاس ؟! , ألحين اجيب لك واحد "

" لا ما فيه داعي " شاف الكاس اللي قدام مها واللي كانت تشرب منه وبهدوء صب له العصير فيه وبدى يشرب .

مها صار ويهها احمر خاصه انه ساره انحرجت وبدت اتشوف مها بنظرات انحراج من حميمية الحركه .

فحاولت مها تشغلها بأن قالت " كنا نتناقش عن حق الوحده انها اتزوج بعد طلاقها , انا مع الموضوع واهو ضد , انتي اشرايج ؟ "

خالد كان ساكت ومتسند على الكرسي .

ساره قالت واهي اتدافع عن حقوق المرأة وبأنفعال " لا من حقها تتزوج وتخلف بعد , تفرح , ياخي ذول الرجال يبون الحريم يعيشون على الذكريات وهم يعيشون حياتهم على كيفهم "

لفت مها على خالد وقالت " شفت اشلون "

خالد قام من مكانه " والله انتو الحريم مالكم امان ابد"

اثنينهم بطلوا حلجهم بصدمه وقالت مها " احنا ما لنا امان , هذا انتوا "

شال شماغه عن راسه وحطه على كتفه , ومسك العقال بيده , كان جد معصب بس حاول يهدي روحه فقال " بس قفلوا على الموضوع " كان حاس انه متضايق لأنه الموضوع مخليه على اعصابه , بس لف على ساره وقال " مين داخل ؟ "

ساره قالت " امي وفاطمه "

" اممم طيب انا رايح لهم "

مها شافت ساعتها وبعدين قالت " احنا رايحين معاك "





يتبع .....

نظرة الحب
03-28-2011, 05:37 PM
--------------------------------------------------------------------------------




التابع..


توجهوا للبيت وهو يفكر كيف يفتح موضوع زياره سمر لبيتهم , دخل وشاف امه واخته.

دخلوا الباب الرئيسي وقال بحسه الجهوري "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "

قامت له فاطمه على طول , على كثر حبها واحترامها لأخوها على كثر ما هي حاقده على مرته .

وقال لأمه " يمه لاهنتي ابغاك بكلمه راس "

جت له امه وراح معاها بعد ما سكر الباب قالت له امه " وش فيك خالد , خرعتني "

" يما ابغى اعرف مين عزم سمر ؟"

قالت امه بعصبيه " ليه تسأل ؟"

" لأنه المسأله صارت محرجه بالنسبه لي , شكلي انا كان غلط , من باب الأحترام لي كان المفروض ما تنعزم على البيت , إلا إذا هي جت من حالها "

سكتت امه لفتره وبعدين قالت " الشخص اللي عزمها ما كان قصده يسئ لك "

هو كان معصب من الأصل فما بالك ألحين " لكن كان قصده يسيء لمها صح "

" فاطمه ما تقصد يا خالد , ما كانت تقصد "

"أه ه ه ه ه ه ه ه فاطمه المسؤوله ...... فاطمه مرة متزوجه يا يما والمفروض تعرف كيف تتصرف بهالمواقف , والمفروض بعد انك تبينين لها إن احترامها لي يكون بأحترامها لأم ولدي "

قالت امه بهدوء " بس انت قلت انك راح اتطلقها , يعني العلاقه راح تنتهي , منت شايف حالك كيف صاير مره حساس بكل شي متعلق فيها "

هدى خالد اعصابه , وهو متفاجأ انه امه حاسه بأحساسه , عارفه هو وش قاعد يمر فيه , فقال "وش دخل هذا بالموضوع , يعني ان كنت رح اطلقها أقلل من احترامها قبل !! , يما الحرمه حامل , ومن اول ما جت لبيتنا وهي نفسيتها من سيء لأسوأ " وكمل كلامه " إذا ما تبغون تفكرون فيها وبمصلحتها ومصلحة البيبي اللي في بطنها , فكروا فيني وبمصلحتي , انا ابغى ارجع البيت مرتاح بالي , من غير مشاكل "

موضي ما كانت تقدر اتناقش خالد , لأنه معاه حق " طيب يا خالد انا راح اكلم فاطمه بالموضوع "

" لا يما انا اتفاهم معاها على طريقتي "

امه ما كان عاجبها تصرف فاطمه , لكن انه خالد يكون متضايق لهالدرجه ضايقها هي , تصرفات ولدها مهى عاجبتها بالمره , لكن قالت " على راحتك "

طلعوا مع بعض من الغرفه وراحوا للصاله خالد شافها قاعده وما استأذنت حس بفرح داخلي , إلا انه كتمه لأنه عارف انها هنا لموال براسها , اهو ما يعرفه.

مها كانت حاسه انه وجودها بنفس المكان مع خالد راح يقهر فاطمه فقررت تقعد على جبدها , مع انها تعبانه, وكانت حاسه بنظرات الأستغراب من خالتها موضي , اللي ما شافتها من فتره تقعد بمكان فيه خالد من اول ما جتهم , بس ما اهتمت ألحين إللي في بالها انها تقهر فاطمه , ما تبيهم ياخذون راحتهم معاه بالكلام عن خطيبته .
لف شافها جدامه , وجهها كان مثل فلقه القمر , كان وده يمتع ناظريه فيها ,لكن بعد عينه عنها بتعمد ولف على فاطمه وقال " وين عيالك ؟ "

ضحكت فاطمه ونادت عيالها لخالهم , اللي اول ما اسمعوا اسم خالهم خالد , جوا جري , فتح ايده على وسعهم وهم روموا حالهم عليه , ما كنهم شافوه من يومين بس , بدى يسأل كل واحد بحنان ويسولف معاهم بحماس .

مها كانت أول مرة تشوف هالجانب من خالد , حست بغصه بقلبها , تمنت لو ترجع للطفوله عشان يضمها ويكون لها حق تكون بحضنه ويدللها ويعطيها من اهتمامه .

وبعدين قالهم " كل واحد فيكم يحط يده بالمخباة القريبه منه "

طبعا اليهال تحمسوا وكل واحد حط ايده بالمخباة القريبه منه , وطلع كل واحد خمسين ريال , وبحماس بدوا يناقزوون بفرح , فاطمه لما شافت الهديه قالت " خالد ما كان فيه داعي تكلف على حالك , دايما تدللهم بهداياك "
شافهم كيف متحمسين للهديه وكل واحد يفكر وش راح يشتري فيها .

لف وجهه للأخته وقال " ما كلفت على حالي ولا شي , إلا ما قلتي لي , وين بوسلوم , ما نشوفه بالمجلس صار لنا مده ؟"

كان واضح عليها الضيق وقالت " والله مشغول "

" بلغيـــه سلامـــــي "

" يوصل ان شاء الله يا اخوي "

مشاعره تجاه عيال اخته حركت شي فيها , حنان , حب , عشق لهالإنسان ما قط حست فيه من قبل , وانه يكون لوحده غيرها خله عينها تغورق بدموع مكبوته , قامت فجأة و وكل العيون شافتها , إلا عين وحده ببطئ لفت وألتقت عينها بعنيه , ولأنها خافت يقرى عيونها , وقالت بهدوء " انا أستأذن , تصبحون على خير "

راحت واهو ما شبع منها , يدري انه ما لازم يتوقع منها شي غير لحظات مسروقه يشوفها فيها , كان وده يقوم يقول لها خلك معانا , نمتع نظرنا فيك وسمعنا بسوالفك.

قالت فاطمه " ايش فيها حرمتك , ليه قامت كذا , ملت منا ست الحسن والجمال "

قال خالد بصوت صارم " فاطـــــــمه ما أسمح لك , او لأي شخص انه يقلل من احترام ام ولدي"

لكن للأسف مها ما كانت حاضره وما سمعت كلام فاطمه او دفاع زوجها عنها .

قام من مكانه و قال بلهجه تهديد " والله يا فاطمه ان تكررت تصرفاتك وكلامك اللي مالهم معنى , انا اللي راح اتصدى لك , انتي تعرفين انا وش ممكن اسوي , انتي بتصرفاتك ذي جالسه تقللين من احترامي , وانا ما اسمح بهالشي "


قالت فاطمه بعصبيه " انت اللي جبت هالشي لنفسك ؟ بأنك تزوجت وحده مانعرفها ولاندري عنها ومحنا راضين عنها "

ببرود يفزع رد خالد " من متى انتي تتدخلين بحياتي وبقراراتي "

وبخوف قالت فاطمه " ما اقصد ..."

قاطعها وبنفس البرود " تقصدين ولا ما تقصدين , ما يهمني , مو انا اللي تتكلمين معاي بهالأسلوب , واحذرك ان تكرر هالكلام لا يكون حسابك معاي عسير "

وطلع من الصاله واهو مو قادر يشوف قدامه من الأعصاب .

راح لجناحه الخاص , رمى بأهمال عقاله وشماغه على الصوفا القريبه , مهو قادر يتحكم بأعصابه , مو بس موضوع فاطمه , موضوع مها شاغله اكثر , يدري انه ان بقى هنا بقرب مها , راح يخلف بوعده لها , وراح يختلف معاها ويصير الوضع بينهم جحيم ,كلمتها انها متقبله الزواج من غيره بعد ما يطلقها قلبت كيانه , الحمدلله انه عرف من ألحين عشان يعرف كيف يتصرف , وما ينصدم .

بدى يتخيل انه طلقها , وهي انخطبت , بدى يتحرك يمين ويسار , عقله وقلبه رافض وبشده .

وبدى يصرخ قلبــــــــــــــه لأ , هي ما راح تكون لغيره .

راح يذبحه ويذبحها , ان فكرت مجرد تفكير انها تكون لغيره .

راح يفتح الثلاجه وطلع منها ماي بارد , وبدى يشرب منه , الواقع قاعد يضربه بقسوة ما راح يكون له كلمه عليها وقتها .

راح تكون حرة تسوي اللي تبغيه و بالوقت اللي تبغيه ومع من تبغيه .

وهو جالس على الصوفا تذكر انه حجز لروحتهم لمصر , قام من مكانه يبلغها بالموعد , لأنه قريب مرة , ويبغاها تحضر هي وساره للسفر .

راح لغرفتها بيشوفها , دخل على طول على الغرفه .

لكن لما دخل انسحر , اللي اسحره الحوريه الجالسه قدام منظرتها , تمشط شعرها ,اللي لما سمعت صوت الباب , ارفعت عينها الزرقا بوجل , شافته واقف عند الباب , ايدها تجمدت مكانها والمشط غارق بوسط شعرها , مشى كنه مسحور لمكانها بعد ما سكر الباب وراه وقرب منها , خذى المشط من ايدها , ما حس بمقاومتها وتمسكها بالمشط , لأنه كان غايب عن هالعالم , وبدى يمررالمشط بشعرها بهدوء وبأندماج وبتركيز منقطع النظير, كأنه اللي يسويه هو اهم عمل في الكون .

كانت حاسه كنه الزمن وقف وهم موجودين بزمن خاص فيهم .

قالت وبهمس " خالد "

كان مركز على شغله المهم , على كثر ما سافر وراح ورد , شعرها كان احلى شعر شافه بحياته كلها , كثيف وناعم على الرغم من انه غجري , يحس بعض المرات انه ايده تغرق في هالشعر .

قال " اممم"

وبهمسة خوف " انت اشقاعد تسوي "

حط المشط على الطاوله , وبدله بأيده , اللي مشاها بشعرها وفجأة شد على راسها بحنيه صارمه, ورفعه عشان تقدر تشوفه وقال " اساعدك "

ارجفت وقالت " مشكور , ألحين هدني "

ما سمع كلمتها وقال " انتي تدرين ان شعرك يسحرني "

حاولت تبعد وجهها عنه , لكن ايده اللي شاده على راسها منعتها من الحركه .

شافت وجهه كيف قرب منها .

كانت عارفه نيته لكن ما كانت قادره تبعد , وبدت دمعتها تنزل , كانت حاسه انه يستغلها , ما كانت عارفه بالخوف اللي مالي قلبه .

لما حس بدموعها المالحه على شفتية فجأة بعد عنها بقسوة وتركها .

إلتفت عليها بعد ما سيطر على نفسه وشاف دموعها اللي منعته عنها , كان المفروض ما يقرب منها , سحرته , نسته اللي يبغاه منها .

" ليه تبكين , لا تبكيـــــــــــــــــــــن " صرخ من حر ما في قلبه .

أفزعتها صرخته فزاد سيلان الدموع على خدها .

حس انه اللي سواه جنون , وحمد ربه انه ماتمادى , طلع ورقع الباب , حاس بالأحباط من الوضع ككل , يشتاق لها كثير , وبجنون , خايف من بعدها , كان تصرفه من عقله الباطن اللي حاول يثبت لنفسه انها له, ما يقدر يكون هنا , لازم يطلع من البيت يريح اعصابه , وجودها معاها وخاصه بعد الإتفاق مع انه ما مر على الإتفاق سوى ساعات , يضغط عليه .

رد لغرفته وطلع شنطته , وحط فيها اهدومه , لازم يروح المزرعه , يغير جو .

مها اللي شافته يطلع كانت دموعها نازله , لكن عصبيته خوفتها , وتذكرت حديث للرسول صلى الله عليه وسلم المتعلق بلعن الملائكه للمرأه المتزوجه ,وهذا خلاها تفز من مكانها تروح له , طقت الباب ودخلت , سمعت حوسه بداره وشافته يشيل ويحط من الكبت لجنطته , ما عطاها ويه (وجه) وكمل شغله .

كانت خايفه لكن ضغطت على نفسها وقالت بهمس " خالد وين بتروح "

" لستين داهيه , وش اللي يهمك انتي ؟ "

قالت باندفاع " بسم الله عليك " وحست باللي قالته عضت على شفتها .

عطاها نظره غضب , هذا اللي ناقصه , كمل شغله .

" انزين وين بتروح ؟ "

كمل شغله " للمزرعه "

قالت بتوتر " امممم خالد انت معصب علي "

ومهو مصدق اللي يسمعه , اللي يشوفها ألحين ما يصدق انها كانت للتو تبكي لأنه قرب منها , بغضب قال " تبغين تجننيني انتي , تبغين تجلطيني "

" لأ , لا والله ما أبي هالشي , بس انت معصب علي ؟ "

حس انه ما راح يخلص إلا ان رد عليها ,فقال بعصبيه " لأ "

" يعني ما راح تلعني الملائكه صح "

من صدمته بكلمتها ابتسم, كان المفروض يتوقع انه هذا سبب حرصها على انها تكون موجوده هنا وسؤالها عنه , وقال "لأ ان شاء الله ما راح تلعنك " تنهد وبأبتسامه سخريه من نفسه "و إن كنت معصب , فأنا معصب من نفسي "

كانت تمشي معاه من الكبت للجنطه " عيل ليش بتروح ؟ "

" ابغى اغير جو "

"أي جوو "

" مهااا خلاص قلت ماني معصب , مالك دخل فيني "

"انزين احنا راح نسافر صح "

لف عليها وقال " اتفاقنا على ما كان عليه , وكل شي على ما كان عليه طيب, اللي صار كان لحظه جنون , و عدت وخلاص "

شال جنطته وطلع واهي وراه وقالت " بس يا خالد ألحين الوقت متأخر , والمزرعه اكيد بعيده "

لف وجهه للممر يتأكد انه بدر مهو موجود وقال بعصبيه " ادخلي داخل , للمرة المليون لا تطلعين من الغرفه من غير غطا "

وقفت مكانها , وقالت " ما احد ايي اهني ما عدا ساره "

" وانتي تنطرين احد يجي يعني "

" لأ بس خالد ..."

لما شاف انها متوتره قال " مها انا رايح , ما راح ترديني عن قراري " بدت مها اتعبر , وجتها البجيه (البكيه) وهذا خلاه يسارع بأن يقول " ولما اوصل المزرعه راح اطرش لك رساله اطمنك , طيب ؟ "

عرفت انه هذا الشي الوحيد اللي راح تحصل عليه وعشان جذي قالت " قول والله "

" والله "

راح لأمه وعطاها خبر , حاولت تثنيه عن قراره لكن لا حياة لمن تنادي , لأنه خالد معزم على قراره .

وتوجه للمزرعه وما وصلها إلا بالفجر و ارسل لمها رساله :


انا بالمزرعه , بلغي امي

كانت صاحيه تنطر هالرساله طول الليل , واهي تدعي ربها انه يكون بخير ويوصل بالسلامه , لما شافت المسج ارتاحت , لكن ما ردت عليه عشان ما يدري انها على اعصابها من اول ما طلع من البيت .
لبست لفتها , اتشوف إذا خالتها قاعده ولا نايمه , فإن كانت قاعده تبلغها على طول وان كانت نايمه تترك المسأله ليه باجر .

شافت باب دار خالتها مفتوح , الضو مفتوح بعد , طقت الباب و وجاها الرد " اتفضل "

ادخلت , شافت خالتها جالسه على السجاده , تسبح بثوب الصلاه , لفت عليها خالتها ولما ناظرتها عقدت حواجبها بتساؤل واضح .

قالت مها بتوتر " خالتي , خالد وصل المزرعه "

ما علقت خالتها على الكلام , فقالت مها بسرعه " ارسل لي رساله , عشان اقولج فعشان جذي ييت اشوف إذا انتي قاعده ,و لا لأ , فلما شفت انج قاعده دخلت و قلت لج "

كانت تدري انه جملتها ما لها معنى , وانها تتكلم من غير هدف , فعشان جذي سكتت .

ولما شافت خالتها ساكته , قالت " انا استأذن "

لكن خالتها قالت " انتي ليه صاحيه لهالحين ؟ "

وبتوتر قالت مها " كنت انطر الرساله , اهو وعدني يرسل لي اياها لما يوصل "

سكتت خالتها وكملت تسبيح , فقالت مها " تصبحين على خير خالتي "

ما لقت رد على كلمتها , طلعت , وراحت غرفتها .

موضي لما طلعت مها , وقفت تسبيح , ما توقعت منها انها تكون صاحيه طول الليل عشان رساله , لكن اليوم فاجأتها .

ما استغربت انه ولدها يرسل لمها رساله , لأنه يدري انه امه مالها علاقه بالجوالات , وما تعرف لها , لكن استغربت انه مها توصل لها الرساله اليوم , ما تنطر لي بكرة , وهذا يدل على حرصها .

لكن مهما كان فهالشي ما راح يرفع من رصيدها عندها .

مهما كان هذي المراه هي اللي اخطفت خالد منهم بدون علمهم.


الكاتبه
black widow

اتمنى لكم قراءه ممتعه , لا تحرموني من تعليقاتكم الحلوة

نظرة الحب
03-28-2011, 05:37 PM
البارت الخامس عشر

*** ما يعرف الجمر مثل الذي يكتويه ... احد يدفا بناره واحد فيه يتصلى ***





اليوم الجديد اشرق نوره على الكويت و (بأحد الشركات المهمه ) :



سعود سكر التليفون للتو من حمد , الأتصال عصبه على الأخر , وهو إذا غضب فالله يعين اللي جدامه , ما صدق اللي سمعه بالأول , لكن الأدله اللي طرشها له حمد بالفاكس اثبتت كلام الريال , وهذا اضطره انه يتصل على ولده راشد .
دخل راشد على ابوه وقال "سم يبا طلبتني "
" راشد , انا بعطيك اوراق وابيك تشوف لي ان كانت صحيحه ولا لأ "
" مستعيل (مستعجل ) عليهم ولا .."
" مستعيل " وسكت بعدين قال " وراشد هذي الأوراق سريه , اياك ثم اياك احد يدري عنها "
خذى راشد الأوراق , وسعود طول الوقت قاعد على اعصابه .
بعد ساعتين وسعود خلالهم كان رايح راد بالمكتب , كافه المكالمات و الأجتماعات حولها لسالم ولده , وما كان له نفس يجامل أو يركز , إن كان كلام حمد صحيح فهذا معناه انه بينه وبين عمر كلام كبير .
دخل راشد ,وقال لأبوه بتوتر " يبا الكلام صحيح "
هز ابوه راسه يمين يسار, قعد على كرسيه وشبك ايده ببعض وسند راسه عليهم "حط لي الأوراق والنتايج اللي توصلت لها على المكتب , تفضل لشغلك"
قال راشد " يبا منو قاعد يسوي جذي , منو قاعد يهاجم هالشركه بأسمنا ؟ "
راشد ما طرى على باله عمر , لأنه عمر انسان مسؤول ويخاف ربه , وهذا اللي قاعد يصير مو معقول يصدر منه .
قال ابوه " هذا الشي اتركه لي " وكمل كلامه بأن قال " اللي طلبته منك والنتايج سريه مثل ما قلت لك , ما احد يدري عنها , حتى اخوانك سامع "
" سم طال عمرك "
اتصل على سكرتيره وطلب منه يحجز له على اقرب طياره متوجه لمصر , وبأقرب فرصه ممكنه , وقال لسكرتيره الأتي " تحصل لي على تذكره لمصر , وان قدرت تحصلها لليوم فلك مني ضعف راتبك "
السكرتير المسكين كان يحاول كل جهده يحصل هالتذكره لكن ما حصل , لأنه الوقت الحالي وقت عطله بالكويت فكثير من الناس متوجهين لمصر .
و كانت النتيجه اللجوء إلى تأجير طياره خاصه .
سعود كان يدري انه ما احد يقدر يفهم لولده هذا , هذا الولد من اصعب الناس , يخش بداخله إلى ان يتصرف تصرف معين تكتشف انه فيه شي .
لكن اهو يفهم له أو بالأصح يعرف كيف يتصرف مع هالولد, يمكن لأنه أقرب اعياله له بالشخصيه والطبايع .
وقال لعياله كلهم انه متوجه لمصر , لكن اللي قاله انه رايح سياحه , مو رايح عشان شغل مهم .
وصل لمصر العصر , وعلى طول توجه للشركه .
عمر اللي كان يحضر اوراق للمحاسبين بالشركه ويبيهم يتأكدون من صحتها , كان مستغرق بشغله , إلى ان سمع فتح الباب وقال "منصور روح نادي لي المحاسب سامي "
لما ما تلقى رد , رفع راسه من اوراقه , وكانت الصدمه .
ابوه .
قام من مكانه على طول بعد ما حس انه طول بجلوسه , راح باس راس ابوه , وقال " يا حيا الله من يا , تفضل طال عمرك "
واخفى استغرابه من وجود ابوه اهني بمصر , ومن عدم ابلاغه بخططه , ابوه ما قال شي وما رد عليه.
قعد بالكرسي الأساسي للمكتب , فقال عمر " متى وصلت يبا ؟"
ابوه كان يشوفه بنظرات عصبيه وهذا حسسه انه سبب القدوم اهو عدم رضا ابوه من شغله بمصر .
كان عارف انه ابوه فيه شي , كان يقدر يأكد من عدة علامات انه غاضب , وهالغضب متوجه له اهو بالذات .
قال ابوه بهدوء يناقض شرارات عينه " اليوم , او بالأصح ألحين "
قطع الشك باليقين .
كان عمر لما الحين واقف , لأنه ما يقعد عاده بحضور ابوه إلا ان أذن له ابوه بهالشي .
قال ابوه بصرامه " اقعد "
شاف ابوه والتقت عيونهم وقال " حاضر "
قعد على الكرسي اللي كانت قاعده عليه ريم بيوم زيارتها , وكان يشوف ابوه واهو ينطر يعرف سبب هالزيارة المفاجأه , لأنه مو غبي عشان يتصور انه سبب الزياره شوق ابوه له .
" عمر , ان واحد ضرب شخص من غير سبب , شنو ينقال عنه "
استغرب عمرهاسؤال , يعني ابوه ياي مصر عشان يقوله هالكلام , فابتسم عمر بسخريه لكن قال بهدوء " يبا شالسؤال "
بلهجة أمر غاضبه رد أبوه " رد "
سكت وبعديــن قال عمر " ما ادري , يمكن فيه سبب والناس ما تدري عنه "
نظر له ابوه بنظره طويله وقال " آه ه ه وشنو بيكون السبب "
ما يدري ليش عمر راح فكره على اللي اهو قاعد يسويه بفيصل فقال " يمكن بايق منه شي ويبي يعاقبه "
"وإذا البوقه ما صارت " واشر بصبعه " إلا في بال الضارب "
عمر شدت اعصابه وقال " امبلا صارت , لما احد ياخذ شي مو حقه وكان لغيره يعتبر بايق "
" بس الشي ما كان للضارب .......الضارب ترك هالشي من زمان واستعاض عنه بغيره "
طلع صوت عدم الاقتناع بكلام ابوه وقال " هه الضارب ما تخلى عن ملكيته "
" الضارب كان بياع والمضروب شاري "
عمر بهدوء واهو كاتم العصبيه قال "يبا اشرايك تدخل بالموضوع على طول "
سعود فتح جنطة الشغل اللي يايبها معاه , وطلع منها الأوراق ورمى الأوراق على الطاوله جدام عمر وقال " اقرا "
طالع ابوه وبعدين خذى الأوراق , قرى الصفحه الأولى ,و حط الأوراق .
قال ابوه " كمل اقرى "
تسند عمر على الكرسي , وقال " ادري شنو موجود بالأوراق , ما في داعي اقراها "
قام ابوه من الكرسي وقال واهو معلي صوته " عمر انا معلمكم انت واخوانكم على شنو ؟ قولي على شنو ؟"
كان عارف انه الحوار بيروح لمكان ما راح يعجبه فعشان جذي , قال بسخريه " على انه نلحق اللي نبيه ولو كان بأخر الدنيا "
قال ابوه بعصبيه " علمتك انه قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق , هذا اللي علمتكم اياه "
خذا الأوراق من جدام عمر وقال " مو على هذا , هذا اللي بالأوراق مو تربيتي "
كان عمر يمنع نفسه بقوة من الخروج من الغرفه و بدى يفرك بأيده من الأعصاب اللي قاعد يطلعها بهدوء وكان منزل راسه , وقال " والمطلوب ..... طال عمرك "
" ما عندك تفسير لتصرفك !!! "
" تفسيــــــــــــر !! لا ما عندي " وبعدين قال بصوت منخفض " كان المفروض ادري انك ما ييت اهني إلا عشان هالسالفه , شلون غابت عني , ما ادري "
رد ابوه للكرسي وقعد " انا ماني فاهم , ليش تسوي جذي , انت طلقتها ياعمر ,و ياي (جاي) ألحين تتدخل بحياتها "
قام عمر من مكانه واهو يحس انه على طرف سيطرته على نفسه , وقال " انا من حقي اني ادافع عن اللي ملكي "
وبهدوء ممزوج بحزم قال " شنو ملكك , انت إذا كنت شاريها بفلوسك , ذيج الساعه قول ملكك , وبعدين انا بفهم شي , انت شالأنانيه , تزوجت وبديت حياتك من يديد , تبي تحرمها من هالفرصه "
عمر اللي كان كاتم طول هالفتره وما شكا لأحد من اليوم االي درى فيه انها مخطوبه , انفجر وقال بعصبيه " شنووووو تبيها تبدي حياتها مع غيري , هذا اللي تبيه يبا , تبيها تكون لغيري "
سكت ابوه وقال بصرامه " انت كنت لغيرها , واهي ظلت مو متزوجه لمده ثلاث سنوات , نطرت لما صارت من نصيب غيرك , ألحين ما تقدر تتقدم لها وانت تدري هالشي "
قال بأستهزاء " أكيــــد ادري اني ما أقدر أخطب على خطبه , حرام , قاعد احاول اخليها ترفضه من نفسها "
" يــــــــا سلاااااام ألحين حرام تخطب على خطبه , لكن مو حرام تحطم شغل انسان "
كان يدري انه ابوه معاه حق , بس هذي الحقيقه ما اردعت المشاعر اللي كان تجويه (تكويه) .
راح للدريشه وشاف المنظر , الناس الرايحه والراده , وخذى نفس عميق "راح ارد اقول شنو المطلوب مني .....طال عمرك "
" مشروع الشرقيه "
عقد عمر حواجبه ولف على ابوه " اشفيه "
" راح يكون من نصيب فيصل , ومو بس جذي راح تعطيه دفعه من الفلوس تغطي خسايره اللي سببتها له "
قال بعدم تصديق " شنووو , يبا انت عارف شنو قاعد تقول "
" ايه اكيد عارف , والمسؤول عن هالموضوع بيكون انت , انت اللي بتسوي هالأتصالات , وانت اللي بتقابله , وانت اللي بتابع الموضوع "
عمر كان بيقول كلام وايد من الغضب , حس انه يرجف من الأعصاب اللي بتفجره , وبعدين داس على عمره وقال من بين اسنانه " سم طال عمرك , اي اوامر ثانيه "
" ايه , ألحين بتسوي الأتصال وجدامي "
شاف ابوه مدة طويله وبعدين قرب وقال بسخريه " سم طال عمرك "
ايده كان ترجف من الكبت اللي قاعد يمارسه على نفسه .
كان حاس عمره جنه طفل صغير ابوه قاعد يعاقبه على تصرفه , وقال لأبوه " ما عندي الرقم "
طلع ابوه من مخباته ورقه وعطاها ولده وقال " هذا الرقم راح يوصلك لسكرتيره على طول "
شاف الورقه اللي فيها الرقم , ابوه ما يدخل شي إلا ان كان متحضر لكل السيناريوهات , وخذا الرقم واتصل .
وبهالوقت ابوه طلع ملف المشروع وحطه جدام عمر , وقعد على الكرسي الرئيسي , يسمع ولده اللي كان يقول " معاك عمر بن سعود "
...............
" ايه نعم هذا انا , ممكن اتكلم مع الأستاذ فيصل "
.............
مد عمر ايده للملف وفتح الأوراق , يطالع فيه بسرعه .
لما سمع صوت على الطرف الثاني شد ايده على الورقه .
كان يتكلم بصرامه " اهلا أخ فيصل , معاك عمر بن سعود ............ اي نعم المسؤول عن....بالضبط " أخذ نفس عشان يتمالك نفسه , لأنه مو قادر يتصور انه قاعد يتكلم مع خطيبها , , كان حاس بطول الوقت انه عين ابوه عليه , وبعدين قال " ما يامر عليك عدو ....احنا سوينا دراسات بالشركه عندنا , لمشروع موقعه بيكون بالشرقيه , وشفنا انه شركتك ممتازه من كافه النواحي على الرغم من الخساير الحاصله بالوقت الأخير , وعشان جذي انا دقيت عليك "
..............
"قبل ما انتكلم معاك بالتفاصيل , انا ألحين بطرش لك صورة عن الأوراق الخاصه بهذا المشروع , وانت قرر , أحد العاملين عندنا بشركتنا بالرياض بيفيدك بكافه التساؤلات اللي قد تخطر في بالك , رقمه واسمه بيكون مسجل لك بأحد الأوراق اللي ببعثهم لك , على العموم فكر فيه وادرسه ورد لنا خبر "
...........
"اي نعم بالضبط , رقم الفاكس لا هنت "
قام عمر من مكانه وخذى ورقه وكتب فيها رقم وبعدين راح للفاكس , وطرش صور من الملف , بهاللحظه حس بأبوه يطلع ما رفع راسه عشان يشوفه , وكمل تركيزه مع المكالمه .
" ان شاء الله الملف على وصول , مثل ما قلت لك استاذ فيصل , راح انكون في انتظار ردك... مع السلامه "
وقرب من التليفون وسكره , ظل قرب التليفون ومن غير شعور رفع السماعه ورد سكرها ورد شالها و رقعها بقسوة وبتكرار يحاول يطلع الكتمه اللي في قلبه وحذفه على الأرض .
بعد ما طلع حرته على التليفون , قعد على الكرسي واهو مو عارف شلون يتصرف , يحس انه بيجن , دفن ويهه بكفوفه (الأبواب كلها تسكرت ) , وسمع صوت فتحت الباب , عدل قعدته عشان ما يبين عليه الأنهزام والضياع , وقال بصوت قوي فيه استهزاء من النفس " تامر على شي ثاني يبا "
قعد قبال ولده وقال بهدوء " يمكن تظن انه تصرفي قاسي "
كتم سخريته وقال " محشوم يبا "
" على العموم مو مهم هالشي ,المهم انت من ألحين بأجازه على ما يردلنا الريال خبر "
هذاااا اللي ناقصه , ألحين ما يقدر يعيش بالفراغ.. راح يموت من التفكير , لازم يشغل عمره , كان يشوف ابوه بصدمه وقال" إجازه !!!! ...بس انا احتاج للشغل "
" لا ما تحتاجه "
" لا يبا , اسمحلي انا احتاجه , تبي تحرمني من الشي الوحيد اللي يملى وقتي "
" انت تحتاج لوقت تفكر فيه بتصرفاتك " وبعدين قال " انا حاس فيك "
رفع عمر حاجب ورد على ابوه بسخريه "حاس فيني , شنو هذا !!! احساس الأب بولده المسكين "
" عن قلة الأدب "
لف عمر ويهه عن ابوه بتعب , كان يدري انه قل أدبه , لأول مرة بحياته يتواقح مع ابوه , وهذا صار بهالمقابله , فتنهد وقال " اسف " و قام من مكانه لأنه عارف ان بقى اكثر راح يزيد قلة الأدب من الحرة اللي بقلبه وقال " انا استأذن تامر على شي ثاني "
قال ابوه بقسوة " لا تكون ضعيف , انا ما احترم الضعفاء "
ضحك بسخريه, ما يصدق , ابوه يذبح الواحد ويقول لا تضعف , قال بتعب " ما يعرف الجمر مثل الذي يكتويه يبا "
فتح الباب وسمع ابوه يذبحه بكلمه اقسى " قسم بالله يا عمر , ان تدخلت بخطبه المسكينه بصورة مباشرة او غير مباشره , لا انته ولدي ولا اعرفك "
رقع عمر الباب بقسوة .
سعود بعد ما طلع عمر تنهد , كان يدري انه قسى على ولده , وحرق قلبه , بس كان لازم عليه انه يوقفه عند حده لأنه تمادى .
عمر أه با عمر .
عمر اهو اول من درى بحادث اخته واهو اللي راح شاف اخته وبنت اخته قبل ما يطلعونهم من السياره واهو اللي راح للمستشفى , واهو اللي اتصل على محمد , ووصل الخبر للكل , اهو اللي توفت مرته بأمريكا بمرض شين , واهو اللي طلق مرته من غير سبب واضح ,عمر الوحيد من عياله اللي شاف الكثير في حياته وما تكلم عن ولا شي , اصلا ما احد يدري شنو يصير بداخله , وهذا من اهم الأسباب اللي خلاه كأب ورجل اعمال يستأمن عمر على وايد اشياء بالشغل ,على الرغم من ان السخريه والبرود صاروا عماد حياة ولده , لكن اللي ما يخليه يتدخل كأب على الرغم من تدخل وايد ناس انه عمر عاجبه جذي , قوي , واهو حريص انه اعياله الشباب يكونون أقوياء .
اتصل على شقة حمد , ولما سمع صوت اهو عارفه عدل ومعاشره قال " ريم "
لما سمعت صوت عمها سعود , حست بالتأثر اهي اقطعت علاقتها بأهل عمر من بعد طلاقها , وزواجه بالذات , و قالت " عمــــــــي سعود "
" هلا ابنيتي , اخبارج ؟"
كانت راح تبكي , خذت نفس عميق , وقالت " انا بخير , انت يا عمي شلونك , بشرنا عنك ؟"
"بخير, الحمدلله ....ريم ابوج موجود "
ابوها سمح لها تطلع من غرفتها إلا ان الشقه ممنوعه من الخروج منها , راحت تدور عليه ومالقته فقالت لعمها سعود " ابوي مهو موجود , آمر يا عمي تبغى شي "
" ريم , انا ما اعرف رقم ابوج بمصر فعشان جذي ابيج توصلين له , انه الموضوع اللي هو موصينا عليه تم , انزين "
" ان شاء الله "
"اووووه اشلون نسيت مبروك ريم "
رجف قلبها , بعدين قالت برجفه " الله يبارك فيك "
" منه المال ومنج العيال "
كلمته اصدمتها , ما تدري ليش ,ما كانت مفكره انه راح يكون بينهم عيال , اسكتت , لكن قوت قلبها مو معقوله بتظل في بيت ابوها لأنها ما تقدر تتخطى طليقها , واهو ما انتبه لسكوتها وقال " لا تنسين إلي وصيتج عليه يا ريم , يلا مع السلامه "
يعد ما سكر عمها التليفون , اقعدت على اقرب كرسي , وقالت بهمس " الله يعين "
دخل ابوها الشقه ومر بقربها كنها مهي موجوده , وراح لغرفته , اتبعته ودخلت وراه ,طول الفتره اللي طافت كان يعطيها نظرات (انتي خيبتي املي) احيانا يعطيها نظرات (انا غاضب منك ) وهالمرة كان جالس يعطيها نظره ( انا مقهور منك ) , بعد ما مد ايده عليها المرة الأخيره , خافت تقرب منه , كانت تتحاشاه , تخاف انه يعصب فجأة ويضربها مثل ما كان يسوي لأمها .
فقالت له بكل ما تقدر عليه من قوة " يبا , عمي سعود اتصل كان يبغى يكلمك "
هالكلمه كانت مهمه لأبوها بطريقه واضحه , لأنه ويهه كان مهتم , وقال " ليه ما اتصل على جوالي "
" ما ادري يقول ما يعرف رقمك , المهم رسالته لك يبا انه الموضوع اللي موصيه عليه تم "
ابتسم ابوها لها لأول مره من ذيك السالفه , وقال " الله يبشرك بالخير " وقال بفرح " الحمدلله"


فيصل ( السعوديه ):

فيصل بعد ما سكر التليفون , كان يردد اسم عمر بن سعود ,بالأعمال عمر كان غني عن التعريف أحد اذكى رجال الأعمال الموجودين بالوقت الحالي بالرياض , كان يدير شركه عائليه , اهو الوحيد من عيال سعود اللي قدر يكسب علاقات قويه مع الكل بالسعوديه , اعيال سعود الثانين كانوا اقوياء لكن مو مثله , هذا انطلق بشركتهم للسما , الكل يحسب له مليون حساب من ذكائه وقوته وعلاقاته بالسوق ,اللي ما توقعه انه يتصل فيه ويطلب منه مباشره احد مشاريعهم خاصه انه طليق خطيبته .
وش يبي فيه ؟؟ معقول يكون مو مهتم بأنه خاطب طليقته .
بس من يعرف بأيش يفكرون رجال الأعمال , يمكن هو يعتمد على نظريه " الشغل شغل " .
استلم الأوراق وبدى يقراها , وبسرعه اندمج فيها , هذا المشروع حلم اي شركه ناشئه , تحمس مرة للموضوع وبعث يطلب رئيس المحاسبين , ومستشارينه .
وبقوا يدرسون الأوراق لوقت متأخر وخلال اليوم اتصلوا على الموظف اللي بشركه عمر و اللي قدر يفيدهم بعدة نقاط , سهلت عليهم اتخاذ القرار .


عمر :

عمر بعد ما طلع من ابوه قعد على النيل لما لاعت جبده , ما رد لشقته ما له نفس يصادفها بالممر او بأي مكان , لأ , يا رب لأ , شسوي , ما كان حاس بالناس اللي كانت تشوفه بشفقه , ويهه كان باين عليه الحيرة والضياع والصدمه , اللي شافه ظن انه مات له واحد , ايده ترجف.
اكيد في شي , اكيد يقدر يسوي شي .
اوكي ابوه شنو قال بالضبط , راجع الجمله في باله (ان تدخلت بطريقه مباشره او غير مباشره )
يـــــــــــــاالله , يا الله , يا الله ساعدني
أذن المغرب قام من النيل وراح لأقرب مسجد , صلى المغرب , وصلى بعدها ركعتين وبسجوده قال بصوت خاشع :
( اللهم اني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس )
أه أه
( يا أرحم الراحميــــــــــــــــــن )
(يا أرحم الراحميـــــــــــــــــــن )
(إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ ام إلى عدوووو ملكته امري ؟ )
(إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالــــــي , ولكن عافيتك هي أوسع لي , اعوووذ بنور وجهـــــــك الذي اشرقت له الظلمات , وصلح عليه امر الدنيا والأخره من ان تنزل بي غضبك , أو تحل علي سخطك )
أه
(لك العتبى حتى ترضى , ولاحول ولاقوه إلا بك )
سلم من الصلاه , بقى ينطر صلاة العشا , كان قاعد بالمسيد وشاف واحد يبكي , قال بنفسه ما شاء الله , الله يهنيه عارف يبجي , اهو على كل اللي فيه مو عارف يبجي , اصلا يبي الدمعه تنزل ومو عارف .
وبعد الصلاة طلع من المسجد و بدى يمشي بالقاهره , يمشي , لما حس بالأرهاق .
كان حاس بالوحده , وده يكون بقرب الناس , بقرب ربعه اللي من زمان عنهم , فأتصل على رفيجه عبدالله الموجود بمصر لدراسة الدكتوراه .
عبدالله اللي اول ما سمع صوت عمر , قال " ما عمري سمعت هالصوت , منو انت , انت عمر !! ولا تدري انا ما اعرف اي عمر , ما اعرف واحد اسمه عمر "
" أيا اللي مالك صاحب , ولا انا ماتعرفني "
" والله اللي يقطع اصدقائه فوق السنه , ينسونه "
بلعانه قام عمر يحسس صاحبه بتأنيب الضمير " الظروف يا صاحبي الظروف"
حس بصاحبه يتوتر ويقول " صح , أســــــــــف"
بدى عمر يضحك " ههههههه انا بخير ألحين ومشتاق لك وللشباب , وينكم ؟ "
" أيا الوسخ , تحسسني بتأنيب الضمير , بقيت اموت من الأحراج "
" هههههههه "
" وتضحك بعد يا قليل الذات , ماني قايل احنا وين , مو شرط تيي ما نبيك يالتعبان "
مسك روحه عن الضحك , عبدالله بسرعه ينحرج , ودمه خفيف , فقال " يلاااا عبيد وينكم ؟ متيمعيـــــــــن ولا لأ ؟ "
بدى يتكلم بطريقه انا زعلان عليك " اي متيمعين بشقه عبدالرحمن "
" هههههه انزين انا يايكم ألحين "
" حيـــــــــاك الله بو سعود "
وصل عندهم , الكل رحب فيه بحماس , كان الكل متيمع وعبدالله بيده العود , وقف عزفه وقال " إذا حضر الماء بطل التيمم , ما نقدر نعزف وانت موجود بوسعود "
شاف العود اللي اهو هاجره , وقال " انا من زمان عن العزف , ومالي نفس بعد "
عبدالله شاف ويه صاحبه وعرف انه تعبان , فبدى يغني اهو , وعمر يسمعه , والكل مندمج وياه وبعد ما خلص قال عبدالله " انزين يا عمر ان ما كنت تبي تاخذ العود اشرايك تقول لنا من مواويلك اللي تعرفها "
الشباب اللي يعرفونه بدوااا يصفقون ويقولون "عاااااش بوسعــــــــود "
ابتسم لنفسه , هذي احسن طريقه للتعبير عن مشاعره , وقال " ما ني رادك يا بو نجم ".
الشباب اللي يعرفونه لما سمعوه يوافق , قالوا " يلاااااا اطربنا بوسعــــود "
دوزن عبدالله العود, بدى يلعب اشويه بالعود , عزف خفيف , بدى يسلطن بالعزف , والشباب بدوا يشجعون عبدالله على العزف المحترف السلطنه العجيبه , وسكتوا كلهم لما بدى عمر يغنى الموال بصوته العذب (نص الشباب انصدموا صوتــــــــه يسحر ) :



اريد انســـــــــاك حتـى ارتـــــاح
اريـــــــــد انســـــــاك



قال واحد من الشباب " يسلـــــــــــم الصوت بو سعود" وعمر اصلااا مو معاه ابد , كان بالموال , ما سمعه , كان غايب بمشاعره اللي قاعد يعبر عنها بالمـــــــــــوال .


اريــــــــــد انســـــــــاك
حتــــــــــــى ارتـــاح
وانهي حبنا واذنبوك



قالو اثنين من الشباب " الله , الله "


وقلبي ودي اقفله واكسر المفتــــــــاح واقول من العشق توبه
اريد انســــــــــاك
اريد انســــــــــــــاك حتى ارتاح
وانهي حبنا واذنوبك



" اي والله ودي انســـــاك , ودي انساك "


وقلبي وقلبـــــــــــــي
وقلبي اريد اقفله واكسر المفتاح
واقول من العشق توبه ...توبه
وإذا عيني بجت .... عيني بجت
اعميها هاي العين



" أه ه ه ه يبتها على الجرح بو سعود"


و إذا قلبي شكى راح اطعنه بسجيـــــــــــن
إذا عيـــــــــــــني
إذا عيني بجت
اعميـــــــــــــــها هاي العين
وإذا قلبي شكــــــــا راح اطعنه بسجيــــــــــن
مليت العمر .......مليــــــــــــــت العمر كله جـــــــــراح , اريـــــــــد انســـــــاك حتى ارتـــــــاح



شاف ويوه الشباب المتأثره بالموال والأشكال الحزينه , ابتسم ما توقع انه يدششهم بالمود (بهالمزاج ) كان داش لهم ضايق صدره يبيهم يفروحونه , اهو ألحين ضيق صدرهم , فدور في باله بسرعه على اغنيه حماسيه ولقاها وقال :


دواااااااااااااااااك عندي


لقط عبدالله اللحن بسرعه و الشباب دشوا المود على طول و ردوا عليه " والأظـــــــــــــلم دايم هو البادي " , وقال :


والله لأوريك شي ٍ مابعد شفته


فردوا عليه الشباب " ماهو في صالحك .. يوم تجرب عنادي "
فقال :



الله من ريق ما ينشف ونشفته


والحلو بعبدالله انه عارف يلقط الوضع ويغير فيه بسرعه , وأشر عمر لعبدالله (انت كمل) , فكمل عبدالله عنه الغناء :


دواك عندي .. والأظلم دايم البادي
والله لأوريك شي ٍ مابعد شفته ..
ماهو في صالحك .. يوم تجرب عنادي
الله من ريق ماينشف ونشفّته !

فرقاك عادي ترى .. وأقل من عادي !
انا من الله كذا .. لا عفت احد عفته ..
مانيب من يتبع للمقفين وينادي ..
ياعنك مااقفيت .. ماعيني بملتفته!

طوّفت لك .. لين شفتك حيل متمادي !
والحين ابرد لك كل اللي طوفته ..
بخلي عقلك بوادي وقلبك بوادي



وفجأة ينطق الباب بقوة مفزعه , عبدالله وقف عزف , والشباب سكتوا وراح صاحب الشقه عبدالرحمن للباب , وهناك شافوا واحد واقف وباين عليه انه معصب على الأخر ويقول " يا عبدالرحمن ما يصير جذي , تعزفون بهالوقت و احنا علينا امتحانات وانتوا اهني تهيصون و مستانسيـــــــن ومزعجينا "
" والله اسف يا سلمان , بس خذانا الطرب , والله اسفيــــــــن "
سكت الريال وقال " حصل خيـــــــر بس طلبتك والله مو قادرين نركز "
" ما يصيــــــر خاطرك إلا طيــب "
ورد لهم واهو ويهه احمر , وقال " سمعتوا اللي صار شباب , ما راح ارد اقوله , حدي مفتشل "
عمر كان بيضحك من ويه عبدالرحمن, ولف ويهه وشاف ويه عبدالله اللي فطس من الضحك , وما قدر انفجر ضحك معاه.
عبدالرحمن شافهم بنظره احسابكم معاي بعدين , قال واحد من الشباب " اوكي تعالوا عندي بالشقه , احنا ما عندنا احد حولنا والله , نستانس , ها شقلت بو سعوود ؟ "
عمر كان وقتها متمالك نفسه من الضحك وقال " لا اعذروني , انا الحين لازم أستأذن "
كان عارف انه قاعد يخدر روحه بالضحك والأغاني و الفرح , عشان ما يفكر باللي اهو فيه , وسمع رنه رساله واصله له .
" يلاااا شباب , مع السلامه "
طلع من الشقه , وشاف المسج من امريكا :
Omar i will see you after 2 days and 13 hour :P
And by the way this is My flight number 4832
اول ما شاف المسج استغرب , شالسالفه , فشاف الرقم مرة ثانيه وبعديـــــــــن استوعب
سمانثااااااااا
شلوووووووون راحت عن باله هذي !!
ما له خلق يجابل احد , صاكه فيه الدنيا .
أوووووووف , خليها على الله .
راح للعماره و اهو كاره , كان قاعد يصعد الدرج وسمع صوت باب شقة عمه حمد ينفتح رفع عينه والتقت بعيونها , رفعت راسها بتكبر وعطته نظره , ابتسم بسخريه ولف ويهه عنها , صعد الدرج ما عطاها نظره ثانيه ولا عطاها كلمه .
اهي كانت واقفه عند الباب , لأنها سمعت خطوات وتوقعت انه طلبها للأكل جا , ما كانت تبغى العامل يطق الجرس لأن ابوها نايم , لكن لما شافت من اللي كان يصعد الدرج ظنت انه راح يكلمها فانصدمت انه تجاهلها بالكامل .
كرهت تجاهله , كانت متوقعه يذب عليها كلمه , سكرت الباب بقوه من غيظها , واتصلت على جوري وبعد السلام قالت لها " جوري تخيلي الوقح "
" الوقح , ميـــــن "
" عمـــــــــــــر بعد مين !! , مر من قربي ولا كأني موجوده , كني والحيطه واحد "
جوري ما صدقت اللي تسمعه , ريم تحتاج اللي يصحيها من اللي هي فيه , مو معقول اللي جالسه تعمله بحالها وبالرجال , فقالت بأستهزاء " صحيح انه قليل ادب , انا ما أصدق لو أنا طليقي عمل معاي كذا وانا مخطوبه لغيره , كان ذبحته , بالله علميني كيف ما ذبحتيه "
قالت ريم واهي تتعبر " تتمسخرين "
" يعني وش تبيني اقول , بالله عليكي يا ريم وش تبيني اقول , اصلا انتي وش اللي تبغينه من الرجال , ان كلمك صرختي وان ما كلمك صرختي "
غمضت عينها , هذا الواقع و هي اصلا ما تدري وش تبي منه " طيب مع السلامه "
جوري حست بتأنيب الضمير , مهما كان , ما كان مفروض تتكلم بهالطريقه القاسيه مع ريم فقالت " ريــــــــــــــــــــــم "
لكن سمعت صوت تسكيرة الخط .
كانت ريم بهاللحظه تبكي , راحت للبلكونه وجلست هناك تشوف اللي رايح واللي راد , بلكونه الشقق حقتهم كانت كبيره , وتشرح الصدر , وتذكرت أول مرة شافته فيها :



يتبع ...




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}

نظرة الحب
03-28-2011, 05:38 PM
--------------------------------------------------------------------------------




مزرعه ابوها فهد (السعوديه ) قبل 9 سنين وسبع اشهر :



ابوها حمد عازم شركاءه الجدد للمزرعه بذاك اليوم , كل عمامها وعيال عمامها و البنات كان موجودين ,جدها فهد المغرم بالخيل نظم قبل الغدا وبعد الغدا تصفيات مسابقات للخيل .
الضيوف واصحاب البيت متمكنين واضح عليهم حب الخيل , وعشان كذا كانت المنافسات حماسيه , كل وحده من البنات تشجع اللي يعجبها من الشباب , سواءا كان ابوها اخوها ولد عمها , او حتى الضيوف , البنات اللي كانوا يتابعون كل شي عن بعد , من بيت المزرعه, كانوا مستمتعين بكل الإثاره اللي تصير .
وكان شخص واحد لافت نظر الجميع .
عمر
كان ماخذ الجو عن الكل بوسامته وطوله و تمكنه من الخيل بصورة خياليه .
كان يمتطي الخيل بخفه , ويمشي فيه بأنسجام لدرجه انه الكل يحس انه هو والخيل واحد , جسدين يتحركون بتناغم واضح .
من الدريشه في الطابق السفلي اللي يطل على ميدان الخيل والأسطبل , كانت تشوفه , مبهورة بالفارس , مسحورة فيه ,كان رجل بمعنى الكلمه , كل حركه يقوم فيها تنضح بالرجوله , نست غضبها من ابوها وجدها لأنهم رفضوا مشاركتها بالسباق بمجرد ان شافته .
كانت تتبعه بنظرها , وتلاحظ كل حركه يقوم فيها , ان غاب عن عينها , تحرك برقبتها بس عشان تشوفه كانت عاضه على اصبعها متوتره من اللي حاسه فيه .
ما تدري وش في قلبها ان شافته يدق اسرع من المعتاد , كانت دايم تسخر من البنات اللي يقولون انهم انعجبوا بواحد من الشباب , ما كانت تفهم لهم .
البنات كانوا يعلقون على الكل , وعليه هو بالذات .
وجت لها شوق بنت عمها , وقفت خلفها وقالت " عاجبك الكويتي ؟ "
ريم عدلت وقفتها وقالت بسرعه " وش تقصدين ؟ , اي كويتي ؟ "
أشرت شوق عليه وقالت " ضيف عمي حمد , اشوف عيونك تلحقه بكل مكان "
وبأحساس المراهقه المتمرده قالت " ظنك مهو بمحله , عيني تتبع الخيل "
"بس هذا خيل جدي وش تبين فيه تناظرينه "
لفت عليها ريم وقالت "والله يا حبيبتي مغتاظه من جدي , هو ما يسمح لي أقرب من هالخيل , واشوف سمح للضيف انه يمتطيه "
ابتسمت شوق لها , وشافت الخيول والخياله وركزت على عمر وبعدين قالت " ان كان معجبك عمر بن سعود فأنتي عندك ذوق "
قالت ريم بهمس " عمر بن سعود " وبعدين قالت بصوت أعلى " انتي وش دراك بأسمه "
" كان جدي هنا والبنات ما قصروا اسألوا عن كل خيال وش توقعاته , وسمعته يتكلم عنه ويمدح فيه , يقول من زمان ما شاف خيال بمهارته "
ريم ردت شافت اللي نال المديح من جدها , كان واقف ألحين مع ابوها , وباين انهم يتكلمون بموضوع جدي للغايه .
وقالت " ولا لفت نظري اصلااا "
فاز عمر بالمسابقه اللي عملها جدها , فاز بجداره وبأستحقاق وشافت رجل كبير بالسن , يصفق له , لكن ما قرب له , وبعدين اعرفت انه هذا ابوه سعود.
لما حل الليل جت شوق ركض من بره لداخل البيت وقالت "لحقوا بنات , الشباب عندهم جلسه بالخيمه , وصوت اللي جالس يغني يجنن "
قالت خوله المستلقيه على الصوفا " وش نقدر نسوي "
ردت شوق عليها " العيال دايم يكون عندهم الوناسه وحنا ما نقدر نسوي شي "
رنا قالت باستهزاء " يمكن شوق تبغانا نروح هناك ونجلس ورى الخيمه و نستمع لهم "
شوق قالت بحماس لما سمعت هالكلام " ايـــــــه , فكرة ممتازه , خاصه انه الشياب مو فيه "
خوله ردت عليها بعصبيه " اهجدي يا بنت , اخر زمن نروح انتسمع على العيال , وفرضا لو حد شافنا , وش يقول عنا "
شوق جلست بضيق , ريم هي اللي كانت متحمسه للفكره قربت من شوق , أشرت براسها لشوق ان تعالي .
سبقتها ريم وراحت , جت لها شوق بالمطبخ وقالت لها بهمس (بأحساس المؤامره) " ايش فيه "
" شوق وش رايك نروح "
فتحت شوق عينها على وسعهم وقالت بصوت اعلى " وين !! ,يووووه تقصدين نروح للخيمه "
هزت راسها ريم " اسكتي , لا يسمعونك " لفت للباب تتأكد انه ما فيه حد وقالت " نروح خلف الخيمه , بشويش ونجلس نسمع , ها وش قلتي "
" اكيــــــد موافقه " بعدين شافت ريم بنظره شك وقالت " وانتي تبغين تروحين بهالملابس"
كانت ريم لابسه فستان شاريته لها عمتها , اللي اصرت انها تلبسه ريم وإلا زعلت عليها , كان فستان ابيض ليه تحت الركبه بشوي عند الأطراف كان فيه تطريز وردي حلو وناعم , نص كم مزموم على الأطراف , ومزموم عند القبه (القوله) , وكانت بعده شعرها بباند , كان شكلها نعوووووووم وايد , والفستان زايد حلاهاااا حلاااااا .
" يعني وش رايك , ما اقدر اغيره ألحين , ان غيرته بيلاحظون , خاصه انه عمتي مصره عليه "
عيون شوق انطقت بالحماس اللي تحس فيه , هزت راسها فوق وتحت بحماس .
طلعوا من الباب المطبخ الخلفي , والحماس والخوف و الأثاره , تسللوا بشويش لخلف الخيمه يعني الجهة المظلمه من المزرعه , وقعدوا , ما كانوا باينين الا للي يدقق بالنظر .
جلسوا بمكان قريب بحيث يسمعون الأغاني بوضوح وبعاد بحيث ما احد يقدر يسمعهم او يشوفهم , كانت هذي الفتره بالخيمه , فتره لعب بالعود بس ,و كانوا الشباب يقترحون اسامي للأغاني , وقال واحد " عمر طلبتك , غن هي خاربه لفيصل الراشد "
ريم لما سمعت اسم عمر فز قلبها لكن ما كانت تدري إذا هذا هو عمر اللي تكلموا عنه هي وشوق .
وركزت اكثر وسمعته يقول " تم "
قال واحد من الشباب " عاش ولد سعود "
وعرفت انه هو , طار عقلها فيه , وركزت اكثر بالصوت .
بدا يعزف لحن الأغنيه وبدى بهدوء :



هي خـــــــــــــاربه
خاربه



ردوا الشباب "خلنــــــــــــــــــــــا نعميـــــــــــــها "


يااااا ياااااا
يا رب وش هالجنون اللي سكن دمـــــــــــــي .
ما فيــــــــــه طاري غـــــير طاريها .



شوق كان طول الفتره فرحانه , تحرك شعرها مع الأغنيه , وتسوي حركات استهبال , أما ريم كانت تشوفها وتبتسم , و فكرها مع صاحب الصوت .
من أغنيه لي اغنيه , من رومانسي بصوته الحنون , لي اغنيه حماسيه .
كان عجيــــــب وفجأة اشرت لها شوق انها رايحه للداخل , قالت لها ريم بهمس " اروح معك , مالي قعده من غيرك "
قالت لها شوق " إلا اقعدي , انا جايه , بس بروح اشوف البنات عسى ما يحسون بغيابنا "
بقت واندمجت مع الأغاني اللي كل وحده فيها احلى من الثانيه .
وقفت الأغاني فجأه وسمعته يقول " شباب , يستلم عني بوشهاب "
اسمعت واحد يقول " عمر لا , انت كمل , والله بوشهاب عندنا طول السنـــــه وانت تغني بمزاج , يعني حتى وان كنت موجود مرات كثيره ما تغني , كمل "
ضحك وبعدين قال " والله طلبك على الراس , بس ما فيني , عيزت (تعبت) "
تحسفت خاصه انه صوت اللي بعده كان عادي (بالنسبه لها) مو مثل حلا صوته اسمعت الصوت لفتره قصيره , قامت من مكانها , لكن حست بأحد يجي من الجهه الأماميه , وحس رجال جاي يتكلم بالتليفون "هلا يبا سعود , وينك فيه ؟"
جااا لمكانها من غير ما ينتبه لوجودها , بدت تتلفت , تدور على طريقه للهرب , واخر شي اقعدت قبل ما ينتبه لها, سكتت حتى النفس ما تنفست . خوفا من انه يحس فيه وبوجودها .
كلما تذكرت خوفها وخشيتها بذيك اللحظه تستغرب كيف ما بكت أو كيف ما ماتت من كثر ما اكتمت نفسها .
قعد على صخره كبيـــــرة محطوطه للزينه .
" انت قاعد مع عمي حمد ,ألحين "
.........
" امممم تحتاج لوجودي "
.........
" إذا احتجتني راح تتصل علي , خلاص عيـــل "
اما هي فشافت صرصار (زهيوي) قريب منها على الأرض , بقت تموت كان يقرب منها, كانت تدعي بقلبها انه الرجال يروح , ما تقدر تصبر .
اما هو فكان توه مخلص من التليفون .
وتحركت شوي عن الصرصار وبخفه فشافت مجموعه منهم وكانوا يقربون منها , فطلعت صوت خوف " أأأأأأ " ووقفت بسرعه , ما اهتمت بهالوقت انه ينتبه لوجودها .
الصوت والحركه افزعه , وشافته شلون لف فجأة عليها , وقال " منو هناك "
اسكتت وطلعت صوت انين , قرب من مكانها بشويش وشافها , وقف لحظات يتأملها جنه ما كان مصدق عينه , وشافته يفتح فمه , ويرد يسكره ( اللي ما تعرفه ريم , انه لما شافها من أول مرة انسحر فيها ) .

اهي كانت بعد تشوفه بانبهار , نست الصراصير , واللي جاب الصراصير , صد عنها فجأة وقال " روحي للبيت يا بنت الناس "
اهنيه بس تذكرت الصراصير وانها ما تقدر تتحرك , قالت " أأأأ أأأأ "
بنفاذ صبر قال " شنو شفيج ؟ "
لما تذكرت الصراصير , ما همها انه هذا اللي كانت تشوفه بأعجاب طول اليوم , اللي همها انه الصراصير قراب .
" أ أ أ أ "
أشرت بيدها , لف عليها بعصبيه , لما شافها تأشر بدى يتلفت على شنو تأشر , وقال بهمس عصبي " شنــــو "
قالت بهمس خايف " هذاااااا , هذااااا شــــــــــوف "
شاف وين ايدها تأشر , وشاف مجموعه من الصراصير , متجمعه بشكل مقزز .
بدى يضحك .
واهي بدت تبكي .
وهي تهمس تخاف احد يمر ويسمع " بعدها عني , بعدها عن طريقي"
هو ما كان قادر يسكت من الضحك .
بدى بكيها يزيد .
قرب منها وبأبتسامه على ويهه دعس على الصراصير وذبح كل وحده منها .
لما شافتهم ماتوا قالت بقهر هامس بعد ما مسحت ادموعها من خدها " كان المفروض تذبحهم ابكر , مو تجلس تتمسخر علي "
صارت قدامه بالضبط , شاف جمالها البرئ عن قرب و رد صد .
وهي لاحظت انه طول المحادثه اللي تلت كان معتمد هالأسلوب عدم الكلام معاها وجهه لوجه , صد لجهة اليمين , او كان يلف لجهة اليسار , ما تذكر انه حط عينه عليها .
رفع حاجب وقال " ألحين بدال ما تقولين مشكور , قاعده تتحلطمين , صج مو كفوو "
وانحرجت وصار ويهها احمر وقالت " أنت بعد غلطان ليه تطلع بره الخيمه "
" ههههههههه , غلطان , حرام عليج , ترى الأعتراف بالحق فضيله "
" اش تقصد "
" اقصد انه الحق انج انتي اللي غلطانه بطلعتج من بيتج ويايه ليه ورى الخيمه "
ما عرفت شتقول , بس لما حست انها انهزمت قالت " بس كنت ابغى اسمع الأغاني "
" هههههه حتى لو ما يصير تطلعين برى بيتج , يلا روحي قبل ما ايي واحد من الشباب "
وكملت بعد ما رفعت نظرها له " و ...اممم ... أأأ مشكـــــور "
" حياج الله يا بنوته "
وكان توه بيروح ردت عليه بعصبيه " انا ماني بزر ترى , عشان تقولي بنوته "
وقف وسكت فتره , قلبها دق من تأمله الطويل وبعدين قال " ليش و جم عمرج "
رفعت راسها وقالت " 15 سنه إلا 6 اشهر "
" هذا مو عمر كبير , بعدج صغيره يا بنيه "
تحرك يكمل طريجه ,وهي سمعت صوت شباب طالعين متوجهين للجهه اللي هم فيها خافت , وشافت كيف وقف هو فجأه , سمعته يقول " خــــــــــــرى "
واعرفت انه سمع اللي سمعته .
شافته يتلفت وبعدين قال لها بهمس أمر " روحي ورى مجموعه الصخر اللي اهناك "
راحت للمكان اللي قال عليه من غير نقاش وتخبت ورى الصخور , ان واحد من عيال عمها شافها راح يقصبها وهي تدري شلون هم شديدين بهالسوالف .
وحست فيه يتحرك وعرفت بعدين انه توجه لهم , وقال واحد لعمر " عمر وينك طولت علينا "
اسمعت ضحكته " لا بس كنت اكلم الوالد "
" طيب , منت داخل ألحين "
" امبلا بس خمس دقايق بسوي اتصالات وادخل "
سمعت ابتعاد خطواتهم , لكن ما اطلعت من مكانها , إلا لما اسمعت صوته يقول " طلعي يا بنيه "
كان منزل راسه وقال " يلا روحي دخلي "
وقفت شوي وقالت "مشكـــــور للمرة الثانيه "
قال بصوت فيه غضب " توكلي يا بنت الناس بغيتي تودرينا (تمشكلينا) " (بعدين درت منه انه كان غاضب منها لدرجه مو طبيعيه , كانت سمعتها وسمعته بتروح فيها انهم شافوهم مع بعض )
" ما كنت اقصد "
قال بصوت اعلى من الهمس بشوي " لا تتهورين مرة ثانيه , لا تقربين من أماكن فيها شباب , مو كل ريال ريال , فيه بعض الرياييل ذيابه "
راح ودخل الخيمه , اما هي فراحت جري للبيت قبل ما يظهر احد ثاني .
راحت للبنات المتجمعين , شوق كان واضح انها نست بنت عمها برة , كانت جالسه تتعشى .
قالت لها خوله " ريـــــــم انا جالسه اكلمك ما تسمعيني "
انتبهت ريم انه فيه احد يكلمها فلفت على خوله " اسفه يا خوله ما سمعتك "
عطتها خوله نظره وبعدين قالت " وين كنتي طول هالمده ؟ "
بعدت ويهها عنها وقالت " لا ابد , كنت اتمشى "
عطتها خوله نظره غضب , واشرت لها على الأكل وقالت " اتفضلي ريم هانم , اكلي العشا برد "
" ما لي نفس "
راحت لشوق وبهمس غاضب قالت لها " وين كنتي ؟"
" ما قدرت ارجع , خوله كانت تراقبني طول الوقت ماقدرت , وربي "
شافتها ريم بنظره , وبعدين راحت لغرفتها .
عمر بن سعود هذا اللي كانت تفكر فيه البنت صاحبه 14 سنه .
كانت وقت روحت الضيوف بنفس اليوم بالليل ما رضوا يبقون على الرغم من انه الوقت كان متأخر مره , إلا انه جدها فهد , وقف عند الباب واهو يصر عليهم إلا انهم يقعدون لأسبوع , وعمر كان واقف ويحيط فيه جو من السلطه , تقدم لجدام وقال " يبا تسمح لي اتكلم "
قال ابوه " تفضل "
" عمي بوحمد , انتو كفيتوا ووفيتوا , وماقصرتوا معانا , وهذا مو جديد عليكم , إلا انه الدور علينا ألحين , حياكم الله عندنا بمزرعتنا بالعبدلي , ان ما شالتكم الأرض نشيلكم بعيونا "
وبكذا بدت العلاقات تتحول من علاقات عمل بس , لعلاقات عائليه .
كانت تشوفه من بعيد ويشوفها بشركه ابوها لكن نادر خاصه انه ماتتوجه لها كثير وهو ما يروح إلا إذا كان فيه اجتماع مع ابوها , لكن الأكثر تشوفه بالمزرعه , لأنه جدها حب عمر حب مو طبيعي .
لما كانت تتمشى مع البنات بالمزرعه , او إذا كانت عند الخيول , كانت تشوفه مع الشباب واقف , كانت احيان تلتقي عينها بعينه , وتصد بخوف وتوتر .
ترد نظرها له تشوفه منزل راسه وهو مبتسم .
بعدها بفتره غير بسيطه , طلبها ابوها لعنده بالمكتب , توجهت له وما كانت مفكره بالسبب ابدا , ولا خطر على بالها .
لما جلست على الطاوله .
ناظر فيها وقال بهدوء " والله وكبرتي يا بنتي "
علا وجهها نظره تعجب , فكمل ابوها يقول بفخر " يا بنتي تقدم لك شاب ممتاز , اهله من اصحاب الشركات "
قامت من مكانها وقالت " يبا طبعا ماني موافقه , انا لما ألحين ادرس "
" ريم اقعدي , واسمعي الموضوع للأخر , لا تكونين عجوله "
اجلست ريم بقلق , فكمل ابوها كلامه وقال " الشاب هو عمر بن سعود " سكت شوي وبعدين قال " وقبل ما تحددين رايك , هو قال انه بس يبغى يملك , اما العرس فبيكون لما تبلغين ال 18 سنه "
عمر , عمر تقدم لها .
بس هو قال انها صغيره بالسن , انها بنوته , ما توقعت انه راح يتقدم لها .
هل هذا معناه انه يفكر فيها مثل ماهي تفكر فيه .
ما كانت متصوره ان رجل ناضج و وسيم والكل يعتمد عليه مثله , يلتفت لمراهقه !! (هذي كلمة خوله عنها "مراهقه" ) .
ابتسمت , كانت راح تضحك , بس اخجلت من ابوها .
حست بالفرح يغمرها , يحيطها من كل جانب .
قالت بكل رزانه تقدر عليها بنت الخمس عشر سنه " انا راح افكر بالموضوع , واصلي استخاره , وارد لك خبر "
طلعت لغرفتها وهي حاسه كنها فراشه , تطير , تطير .
بلغت ابوها موافقتها وملكت على فارس احلامها .
يوم ملكتها , ما كان فيه حفله , بس بنات عمها , وعماتها أما امها فما كانت معزومه .
هي كانت لابسه فستان برتقالي , كت , وقصير للركبه , ضيق من فوق , اما التنورة فكانت منفوشه (كلوش) , مع احزام للخصر , اما شعرها فكان كيرلي ( الكسرات في الكيرلي كانت كبيره ) , ومن قدام فارقه شعرها على جنب , وظاهره منه خصلات بشكل عفوي مدروس , وشعرها ملموم عند رقبتها , وحاطه لشعرها ورده برتقاليه على جنب , اما مكياجها فكان حلو وناعم.
لما قال لها ابوها انه عمر جالس ينتظرها بالمجلس .
جت لها شوق , ووقفت معاها , وقالت " يلااا روحي له "
وقفت عند الباب بتوتر , بهدوء ادخلت ,كان يشوفها بطريقه احرجتها وبعدين ابتسم .
ما تحركت من مكانها من عند الباب من التوتر , ما تصورت بحياتها انها راح تتزوج بعمر 15 سنه , وما تصورت انها راح تتزوج رجل مثله .
لما شافها واقفه لمده طويله عند الباب , تحرك من مكانه لما وصل لها , باس راسها , وبعد عنها , صار وجهها احمر , ومد ايده لها و شافت ايده للحظه طويله ورفعت عينها له , والأبتسامه المزروعه على شفافه كانت مزروعه بعينه بعد .
رفعت ايدها له واهي ترجف وببطئ حطتها بأيده , مشت معاه للصوفا , جلست وجلس معاها .
كانت حاسه بنظراته عليها .
تحركت بمكانها بعدم ارتياح .
قال لها بهدوء " شوفيني , ابي اشوف عيونج "
رفعت عينها له والتقت بعينه و ردت نزلتهم وبعدين ردت ارفعتهم .
سكت فتره طويله بس يشوفها , يتأملها , حست كأنه دخل داخل روحها وشاف شنو فيه , واللي شافه اعجبه فابتسم لها , كانت تحس انه نظراته كلام , ابتسامته كلام , لكن المشكله انها عمرها الصغير ما كان مساعدها انه تحل لغزه .
طلع من مخباته علبة الخاتم , فتحها وشافت احلى خاتم ألماس شافته بحياتها , كان حلو بشكل خيالي , مسك ايدها وحط الخاتم , وقال بتوتر خفيف " انا شريته على ذوقي , لأنه كان عاجبني وحسيته يناسبج بجماله .. لكن ان ما كان عاجبج , فعادي , روحي بدليه , انا شريته من مجهرات الفارس بالكويت , واعتقد عندهم فرع عندكم بالرياض , اممم , ما أعرف حق سوالف الحريم و ..."
قاطعته بأندفاع " لا بالعكس , بالعكس ,الخاتم حلوو , عاجبني و عاجبنــــــــــــي مرة بعد "
ابتسم لها بفرح .
بعد فتره قال " ريم , هذا رقم تليفوني " وعطاها ورقه فيها رقمه , وكمل بلهجه حميمه مصره " انا راح اكون موجود معاج حتى ولو كنت بديره ثانيه, ابيج تتصلين علي بأي وقت , ما أبي يكون بينا حواجز , ابي نكون فاهمين بعض , وانا راح ازورج كل ما زرت السعوديه " سكت واضاف بلهجه عمليه " ما أدري إذا عمي حمد قالج , لكن انتقالج للكويت راح يكون عقب ما تصيرين 18 سنه ,اعتقد هذي راح تكون فتره مناسبه انج تتعودين على الفكره وعلي "
هزت راسها بالموافقه .
شافها لمده طويله , بعد عينه واهو مبتسم , وقال " اشوف بعيونج اسأله وايد , سألي كل اللي في بالج "
تفاجأت انه قرأها بهالسهوله , اهي فعلا كانت تتساءل ليه تقدم لها اهي بالذات .
أكد على كلامه بأن لف عليها و قال " ريم أي شي "
قالت بهمس خجل " اي شي "
قال " ايه اي شي , اي شي "
" انا " رفعت عينها له وشافت عينه تنظر لها " أممم ... اقصد يعني .." وسكتت واهي حاسه بأحباط انها ما عرفت كيف تتكلم .
خذت نفس وقالت " ليه تقدمت لي انا " سكتت وبعدين قالت " اقصد شمعنى انا "
تنهد وقال " تصدقين ما أدري " وكمل " " ما أدري "
شاف وجهها كيف احتار , وقال " ما أدري غير شي واحد , اني لما شفتج للمره الأولى , قلت بنفسي , انه هذي اللي ابيها تكون مرتي , ما أقدر اقول غير جذي "
صار ويهها احمر , ونزلت راسها .
قال " ها بعد عندج غير هالسؤال "
رفعت راسها وهي مهي خايفه هالمره من انه عيونها تكشف اعجابها له , وقالت " ابغى اعرف ايش اللي تحبه , وايش اللي تكرهه , كل شي "
" ههههههه , انا احب انج تكونين انتي , ان كرهت شي , راح اقولج , وانتي ان كرهتي شي قولي ....." تسند على الصوفا وقال " جدامنا جم ! تقريبا 3 سنوات قبل لا نعيش مع بعض , وخلال هالفتره راح نكون عارفين بعض عدل "
وقال " انا راح اروح ألحين , تامرين على شي "
قالت بأستعجال " ابقى " , وبعدين استوعبت وش اللي قالته , واسككت , من اكبر عيوبها التسرع , وبعدين التفكير .
ضحك ضحكته المميزه وقال " ريمي , مو اليوم , انا شاء يوم ثاني "
بعد هاليوم , كان يزورها كل فتره والثانيه بالسعوديه , اما المكالمات فكانت كل يوم , وهي تتصل فيه بكل لحظه , إن افرحت اتصلت وان تضايقت اتصلت , وان ما كان عندها شي اتصلت .
وبهالوقت تعرفت على مها ,لما يجيبها عمر معه , ومن مكالماتهم مع بعض ,صاروا صديقات , او بالأصح خوات , اعجابهم ببعضهم صار من أول لحظه , أرواحهم ألتقت .
عمر صار بالنسبه لها شخص مو ممكن تتخلى عنه , لكن طول هالفتره , ما قالت لزوجها وحبيبها , ماضيها مع امها , وابوها , ما قالت له عن اللي كان يصير في البيت , ما قالت له عن الكوابيس اللي تلاحقها , ما قالت شي .
وصلت لسن 18 سنه وانتقلت عنده , كملت دراستها بجامعه الكويت , كانت حياتها معاه سعيده لكن ....
قطعت على نفسها الذكريات , لأنه المنطقه اللي وصلت لها خطره , وهي مهي بناقصه .
ترن ترن ..........ترن ترن
قامت من سبات أفكارها ,أفكارها اللي بدت تتجهه للمرحله التعيسه من حياتها , على صوت جرس الباب , وراحت جري عشان تفتحه قبل ما يصحى ابوها من النوم .
خذت الأكل للمطبخ من غير نفس , حطته اهناك , وتركته من دون ما تمسه ,وراحت لغرفه نومها , تتمنى انه النوم يجي وينقذها من ذكراياتها .
وهذا اللي صار .




الكاتبه

black widow

اتمنى لكم قراءه ممتعه , راح انتظر تعليقاتكم الحلوة , لا تحرموني منها


استغفرك واتوب اليك

نظرة الحب
03-28-2011, 05:39 PM
لبارت السادس عشر

*** أحاول اكتم همومي واخبيها وأنا مجبور… واحاول قد ما أقدر أبعد عن حراويها ***






خالد ( مزرعتهم ) :


الفجر كان احلى مرحله باليوم بالنسبه له , كان يحب يشوف الشمس تظهر وتبسط اشعتها بأسترخاء .
هذا اليوم الثاني له بالمزرعه , كان حاس انه الهدوء يحاوطه , اخيرا .
هالمكان ملاه بالسكينه , والأسترخاء بعيد عن الضغوطات , بس اللي منغص عليه شوقه لها .
شوفتها رجعت كل شي من جديد , كل شي حققه خلال اشهر الفرقى انهدم من جديد .
معقول الشخص يحس بهالأحساس حتى بعد الخلافات , وحتى بعد ما تنداس كرامته .
هي اللي استسهلت تركه , هي اللي باعته برخيص , هي تركته مثل الغبي , رايح راد وعمها غانم يقول انها ما تبغى تشوفه .
لازال يبيها ترجع له من نفسها , يبغاها تقول ما أقدر على بعدك , احبك , لكن الباين انه هذا عشم ابليس بالجنه .
هو يدري انه غلط بأنه خبى عليها بعض الأمور , لكن ما يتطلب هالشي منها انها تتركه .
يالله مشتـــــــــــتاق لها , لكن ما فيه يكون بقربها ألحين لازم يستجمع قوته .


بعد مرور يومين على وجود خالد بالمزرعه وبقى يومين على السفرة :

طلع من المزرعه باليوم الثالث واهو حاس إن قراره بأنه يزور المزرعه كان من احسن القرارات اللي اتخذها بالفترة الأخيرة , رتبت أفكاره , وخلت رؤيته صافيه , وعرف ألحين كيف يتعامل مع الوضع الجديد .
وصل للبيت عند أذان العصر , صلى بالمسجد وراح لبيتهم , كان البيت هادي , دخل وتوجه لغرفة امه , اللي كانت قاعده على سجادتها , قعد بقربها ولما خلصت الصلاة , باس راسها .
ابتسمت له , قالت " ها خالد رديت "
" ايـــه يما رديت , بعد تدرين السفرة ما بقى لها غير يومين , على ما ارتب أشغالي "
" الحمدلله على سلامتك , تبغى غدا ولا شي "
قام من عندها و قال " الله يسلمك , لا مشكورة يما , اللي أبغاه اهو النوم "
راح لغرفته , وانسدح على الفراش , اللي أول ما حط راسه على المخده , تغلب عليه التعب ونام .
مها اللي غيبة خالد كانت مأثره فيها , أكثر مما كانت متوقعه , اقدرت تشغل روحها باللي تقدر عليه .
لما تحسب ايام غيبة خالد , كانت تنصدم انهم بس يومين , مو أكثر , لكن هاليومين كانوا يمرون عليها ببطئ لدرجه انها شكت انه الوقت بعالمها يختلف عن الوقت بعالم ساره .
ما كانت متصوره انها صبرت على فرقاه ثلاث اشهر , وقبل الثلاث أشهر اللي تلت خلافهم الأول .
بدت تحس بالخوف , هذا واهي معاه بنفس البيت , وما غاب إلا من فتره بسيطه وجذي احساسها عيل بعدين شنو بيصير فيها , واهي معاها ولده او بنته يذكرونها فيه بكل لحظه .
بس اهو الغلطان , اهو اللي خش عليها أشياء , وعرفتها من غيره وبطريقه موحلوه , حسستها انه ما عندها كرامه ولما واجهته باللي عرفته ما أنكر , بالعكس سكت .
والمشكله انه ما زارها بالكويت عقب خلافهم الأول , ولا كلف على عمره انه يراضيها , ولا عرفت منه شي , ما شافته ولا سمعت عنه إلا لما بيوم حملها , هذا كان اول لقاء لهم بعد هوشتهم .
ولا اللي يزيد الطين بلة , انه اهو الغلطان وما اعتذر , او حاول يستسمح منها, بالعكس راح خطب , وبيتزوج من بنت عمه , سمر .
سمر
اصلا حتى اسمها خايس , مثلها , لا اهو مو خايس
شكووووووووو اصلاااا حدا خايس .
اصلا اهي مو حلوة , ما فيها شي حلووو إلا غمازتها .
ودمها , اعوذ بالله ثقيـــــــــــــل , مبين عليها .
المفروض ألحين تكون مرتاحه , متفقه مع خالد , وبالوقت الحالي كل شي تمام ومريح .
إلا سمر .
أفففففففففففففففففففففف .
يعني بكل مكان لازم تطلع لها سمر الجيكره .
مو بس هذا اللي مضيق صدرها , تفكيرها انه المسائل بينهم معلقه , انهم راح يتطلقون منغصه عليها حياتها , لأنها حاسه انه قلبها متعلق فيه بس كرامتها ...
اه كرامتي .
لأنها ان ردت له ألحين , مو بس بتعيش مع ضره , بتعيش مع واقع انه اهله ما يواطنونها , بتعيش مع سبب خلافهم ,واللي من أهم أثاره اهتزاز ثقتها بنفسها , واهي اللي طول عمرها كانت متأكده من جاذبيتها , ألحين مو متأكده من شي وهذا كله من خالد .
شافت ساره اللي قاعده معاها تسمع درس على اللاب توب , كانت مندمجه فيه لأبعد حد , اسمه ( كيف تتلذ في صلاتك ؟ ) للداعيه الشاب مشاري الخراز .
مها اهي اللي قايله لسارة عن هالدروس وإنه هالدورة صايره قبل رمضان عملها هالشاب في المسجد الكبير وسوى ضجه بالكويت لدرجه انه عشرات الألاف كانوا مواظبين على الذهاب كل اسبوع للجزء القادم من الدورة و واضطره هذا انه يعمل الدورة مرة ثانيه للأقبال الشديد , وبعد هذا تحول هالدورة لحلقات تلفيزيونيه عرضت بتلفزيون الكويت , وألحين نزل باليوتوب .
مها كانت محتاره هل ممكن تثق بساره لدرجه تشكي لها همها , تقول لها عن اللي صار معاها ومع خالد , ولا لأ ؟
اهي تحتاج لنصيحه احد , لعقل ثاني يفكر معاها .
بس ساره اخته , هذي المشكله , مهما تكون اهي اخته , تدري انها ثقه , لكن إن قالت لها فهي تحطها بموقف محرج واهي تحبها ومو معقوله تحطها بجذي مواقف .
حكمت عقلها , واختارت انها تسكت , وتكتم اللي صار .
ورجعت تركز مع الدرس .
بعد انتهاء الدرس , شافتها سارة وقالت لها " مها , مشتهيه آكل "
انسدحت مها على الفراش وقالت " بس تونا ماكلين "
" ما أقصد اكل , اكل , اقصد كاكاو "
مها قامت من سدحتها , قالت " ويـــــــن "
اضحكت ساره وقالت " هو ما فيه كاكاو إلا في جناح خالد "
" جناااااح خالد , طبعا ما نقدر نروح جناحه بدون اذنه "
قامت سارة من فراشها , وقالت " إن رحت بروحي , فما لك نصيب من الغنيمه "
مها بدت تنزل بسرعه , وقالت " واااااااااااي يالنحيسه , ما يصير جذي "
" إلاااا يصير "
طبعا مها على طول استعملت كلمتها الوحيده " بس ساره انا حامل ما يصير تسوين فيني جذي "
ساره اللي اسمعت هالكلمه مليون مرة وتعودت عليها , رفعت حاجب , و قالت لها " والله انا قلت لك وانتى عليك الأختيار , خاصه انه خالد مو موجود بالبيت "
راحت مها لساره ولمتها (ضمتها) وقالت " سارونتي , حبوبتي , روحي انتي وانا انطرج أهني "
" انا قلت الأتفاق "
وخرت مها عنها وقالت " اففففففففففف مثل اخوج اعند منج ماكو "
ورمت لفتها على راسها , ومشت قبل ساره وراحت لجناح خالد , دخلته وريحته هفت بقوة , كانت راح تتنهد بشوق لو ما انتبهت لحالها , خصوصا لوجود ساره معاها .
ومها سرحانه بالريحه نغزتها (حطت اصبعها على خصرها) سارة على خصرها .
فتحركت مها ( لأنها تغار من هالمنطقه ) وبدت تضحك , وراحت لها ساره بتنقزها مرة ثانيه , واجهتها مها وقالت لها " لأ سارة , لأ , طلبتج هههههههههه "
بدوا يضحكون , كملت ساره , و مها تردها , وفجأة انقلبت الأيه , مها اللي قامت تنغز ساره , وساره اهي اللي تنحاش , لما حسوا انه صوتهم علاااا , وخافوا انه احد يسمعهم ويعرف انهم ادخلوا شقه خالد من غير علمه .
وراحوا للثلاجه وواهم يتسحبون وبشويش , عشان يشوفون الكاكاو.
لما صحى كانت الدنيا مظلمه , ولما انتبه على الوضع لف على طول للساعه اللي كانت تشير لقبل اذان المغرب بربع ساعه تقريبا , ولاحظ انه فيه صوت بالصاله المتصله بغرفته وعرف انه هالصوت والضحك والدوشه اهي السبب اللي خلاه يوعى , واهو يكره انه يقوم بهالطريقه .
قام من مكانه واهو عابس , ونفسه يطلع من غرفته بس عشان يعلم اللي مسوي هالأزعاج شغله , فلبس دشداشته بسرعه خاصه انه بيروح للمسجد لصلاه المغرب.
وفتح باب الغرفه بجلافه .
مها اللي كانت تقول لساره " سارة خلصي ما صارت تدورين على الكاكاو , خلينا نطلع شكله ما عنده شي "
وساره اللي كانت مدخله راسها بالثلاجه قالت " لأ انا متأكده , خالد دايما يكون عنده مخزون من الكاكاو "
" ساره مو معقوله انتعبث بشقه الريال واهو مو موجود , اخااااف احد يشوفنا "
" مين راح يشوفنا , ما في أحد يقرب من جناح خالد هنا , إلا إذا كنتي تقصدين الجنانوه "
" الينانوه بعينج لا تقوليــــــــــن جذي "
بعد ما قالت ساره الينانوه , بدت مها تتلفت بخوف وعينها طاحت على غرفه خالد .
وشافت الباب فجأة ينفتح وبحركه مفاجأة خلتها تنقز (تقفز) بمكانها فرجعت لورى , اما ساره فهالصوت خلاها تضرب راسها بأعلى الثلاجه من الداخل من الخرعه, وقالت " وجـــــــــــع مها فزعتيني " وطلعت راسها من الثلاجه وبدت تفركه (تحسس عليه ).
لفت عليها مها بسرعه وقالت " مو أنا والله كاني يمج "
اثنينهم ألتفتوا على الباب المفتوح وكل وحده فيهم ميته من الخوف ولا وحده اقدرت تتحرك من الفزع .
خالد اللي فتح الباب , تذكر انه نسى مفتاحه , فترك الباب وراح للمفتاح , وبعدين طلع من الغرفه .
شاف اللي واقفين عند ثلاجته المفتوحه كان متنرفز بس لما شاف اشكالهم تغير مزاجه , اشكالهم كانت تحفه.
كل وحده فيهم ماسكه الثانيه بخوف , وعيونهم أوسع ما يمكن , ووجوهم صفره كنه ما فيها دم , والثلاجه مخلينها مفتوحه , واهو شاك انه ساره راح تبكي من الخوف لأنه برطمها من تحت كان يرجف , اما مها فشافها بنظره سريعه , ما تروي ظما المشتاق .
وفجأة صرخت فيه ساره من الراحه اللي فجأة اغمرتها لما شافت اخوها " خـــــــــــــــالد وجع , كيف تفتح الباب كذا "
والمشكله انها تهاوشه ولا كأنها هي الغلطانه !!
قدر يمسك حاله لا يضحك ورفع حاجب , وقرب منها ومسك أذنها بيده ورفعها بشويش , وقال " ما سمعت ايش قلتي ؟ "

ساره اللي ما تحب احد يشد او يمسك إذنها قالت " خالد اترك أذني "
ابتسم , لأنه عارف انها ما تحب شي يمس أذنها , فشد أكثر وقال " ليـــــــه ؟ "
" خلاص اترك اذني خالد , ما راح اقولك (وجع) مرة ثانيه "
الضحكه اللي كان كاتمها , ظهرت بهاللحظه , وترك اذنها " تذكري ان تكرر هالأسلوب بيكون عقابك اشد "
كانت ابتسامته ماليه وجهه .
سارة واهي ماسكه اذنها قالت " اسفـه بس انا ظنيت انك جني "
رد للضحك من كلمتها " جني مرة وحده , وان كنت جني ليه اتعب حالي مع الباب , كان دخلت لكم من الحيطه وريحت حالي "
قالت بصوت ما ينسمع " انا وش يدريني , يمكن كنت جني لعين بتخرعنا "
خالد كان يشوف اخته تتحلطم , وبنفس الوقت كان حاس بنظرات مها عليه , كان قراره انه يعاملها عادي , واتفاقه معاها خلاه مجبر يعترف بوجودها .
مها الي كانت تشوفه , تشوفه بشوق , تنطر انه يكلمها , يسلم عليها , ينتبه لوجودها .
وبهالوقت لف لها , وعينها التقت بعينه , ابتسمت بخجل .
قال " كيف حالك مها ؟ "
اسلوبه كان عادي , يقضي فيه واجب , جنه بالحقيقه مو مهتم بسماع الجواب .
ما تدري ليش خاب املها , ابتسامتها اختفت فقالت " بخير , انت ؟ "
" بخير "
بأحساس انه سوى الواجب , لف لساره وقال " وش اتسوين في جناحي يالسوسه , انا متأكد انه مها مالها ذنب بهالشي "
مها نزلت راسها , كانت تبي تطلع , بس قالت لنفسها , عادي اهو قاعد يعاملني عادي , شنو ابي منه , مو هذا اللي انا ابيه , ما تجاهلني , ولا شي , بالعكس كلمني وسأل عن احوالي , شنو كنت متوقعه انه عقب الأتفاق بياخذني بالأحضان و ردت قالت لنفسها ( هذا اللي أبيه (أبغيه) انه يعاملني عادي , ليش متضايقه من هالمعامله )
بعد ما حست انه هالكلام ماأثر بنفسيتها اللي نازله , قالت لنفسها ( مهاااااا عن الملاقه , خليه يعاملج مثل ما يبي , كيفه )
ساره بتوتر قالت " ما راح تتخيل وشهو الموضوع "
قال " ايه ما ابغى اتخيل , ابغى اعرف "
" كنت انا ومها مشتهين كاكاو "
مها لأنها كانت مقهورة من لعانة ساره امساعه , لفت عليها بنظره استفزازيه وقالت " لأ مو صحيح هالكلام"
" اياااااا المجرمه , اجل كذاااا الموضوع "
قالت لها مها بصوت واطي " قلعتج على لعانتج معاي امساعه "
رفع خالد حاجب بعد ما شافهم يتهامسون راح للثلاجه وببساطه طلع الكاكاو , لما شافته ساره قالت بأحباط وصدمه " وااااااااااي يا خالد وين كنت مخبيه , صارلي سنه ادور عليه "
شاف خالد الكاكاو اللي كان بيده وقال " يعني هذا هو الكاكاو اللي تبينه ؟ "
هزت ساره راسها بحماس , اما مها فكانت مبتسمه على خفيف على ردة فعل صديقتها.
قال "أمممم ما لك فيه نصيــــــب " ورد حطه بالثلاجه , اما ساره فتابعت حركته ,و اهي مهي مستوعبه انها بتنحرم من الكاكاو اللي مشتهيته بعد ما شافته , وكذا ببساطه .
فقالت " لااااااا خالد , ما يصير كذا , ما يصير "
ما لقت تفاعل من خالد فقالت " وربي ما يصير , أصلا كذا انت راح يصير فيك بلاا لأن عينا فيه "
مها لما سمعت الكلمه قالت بقلبها (اسم الله عليه من البلا , ان شاء الله باللي يكرهونه ولا فيه )
قال لها خالد بجديه " فيه شي اسمه استئذان , ان تعلمتي الأستئذان رح تاخذين منه "
قربت سارة من اخوها وقالت بدلع حلو " اخوي , حبيبي , ابغى الكاكاو "
مها حست بالغيره , مو من كلمه ساره , لأ ابدااااا , حست بالغيره لأنه ساره تقدر تتصرف على راحتها مع خالد , اما اهي فهذا الشي ممنوع عليها من تصرفاته ومنها اهي نفسها .
حبيبي
حبيبي
حبيبي
حبيبي
هالكلمه ترددت بعقلها وبقلبها , ودها لو لسانها يقدر يرددها بهالراحه .
اكبر قهر انها مع حبيبها بنفس المكان , وتتنفس معاه نفس الهوا , لكن مع كل هذا ما تقدر تنطق بهالكلمه .
ودها لو اتمد ايدها وتمسكه وتضمه , وتحط راسها على صدره , او تحط ايده على بطنها عشان يحس بالطفل اللي يجمعهم , لكن ما تقدر .
اهو معاها لكن حواجز كثيره تفصلهم عن بعض .
كانت قاعده تشوف فم ساره يتحرك بالكلام , كانت تشوفها لكن مو قاعده تسمع شي لأنها مو مركزه .
اجبرت عقلها على الحاضر , واجبرته على التركيز , لأنه بدت تحس انها تافهه , لأنها المفروض ما تعتبر خالد حبيبها .
اصلا اهو مو معاها ألحين إلا لأنها حامل بطفله ولاّ ما كان راح يبقى معاها , ويكلمها , ويّعرفها على أهله لوما هالشي .
بينهم اتفاق وراح تتعامل بناء عليه لكن هالشي المفروض ما يمنعها انه تتعامل بتحفظ , وانه تحاوط مشاعرها وتحميها , لأنه التلف اللي صابها يكفي .
شافته يبتسم بهدوء ويقول " والله وتعرفين تتكلمين عدل يا ساره "
الظاهر ساره ادهنت سيره (يعني خلته يوافق بالمحاباة والحيله)
" ايه خالد وانا ما دخلت جناحك إلا لأني ادري انك كريم , وما راح تردني , وقلت .."
ضحك "ههههههه ” و قاطعها وقال " طيب , طيب , خوذي اللي تبينه "
افتحت الثلاجه بسرعه وخذت اللي تقدر تحمله ايدها من الكاكاو, وراحت بحماس لبره الغرفه وهي تقول لمها " الكاكاو لي , وما راح تطولين منه ولا شي "
خالد ومها بقوا مع بعض بالغرفه , كان ملاحظ انه طول فتره كلامه مع ساره , مها ما كانت معاهم , سرحانه بعالم ثاني , وفاجأه انه هالشي وتره .
احساسه بعدم الأمان معاها خلاه على اعصابه , كل تصرف منها يثير تساؤله , وكل تصرف يعصبه , وكل شي تعمله وده يعرف ليه عملته والسبب وراه , كلامها , نظراتها , سكوتها يثير فيه شي .
كانت عينها اتابع رحيل ساره , ولما ردتها لخالد شافت انه كان يتأملها بنظره غريبه .
قالت بصوت هامس " خالد "
ما تدري ليش انطقت بأسمه .
كانت تسأله بطريقة نطقها , تسأله وايد اسأله , ما لها عد ولاحصر .
لكنه ما جاوب على ولا سؤال .
قال بهدوء بعد ما تنهد " تأخرت على الصلاه "
مشى ومشت وراه ,و تذكرت موضوع مهم , استجمعت شجاعتها , اوقفت وقالت بقوه " خالد ؟ "
قال بطريقه عاديه واهو يكمل مشيه " نعم "
مشت وراه " اممم ودي اروح للطبيبه "
وقف واهو عاقد حواجبه " ليه ؟ فيكي شي ؟ حاسه بشي"
وشافت عينه تروح لبطنها .
حست انه ويهها احمر , وحطت ايدها على بطنها , وهزت راسها قالت " لا ما فيني شي , بس انا سمعت وحده تقول انه لازم الحامل تستأذن من الطبيبه قبل ما تسافر "
قال بأستهزاء طلع منه بعفويه " والله طلعت الطبيبه اهم من الزوج "
ما علقت على الرغم من الكلمه نرفزتها , لأنها تدري انه نقزة عليها (ذبه) وقالت " المهم خالد , موافق ولا لأ "
فكر بالشغل اللي عليه انه يسويه اليوم وقال " انا مشغول اليوم ما يصير يوم ثاني "
ماكان لها خلق تأجل هالشي ليوم ثاني , خاصه انه الموضوع توه طرا على بالها, ومو ضامنه روحها تذكره بوقت ثاني , ما تدري ليش ما تذكرت مع انها كانت رايحه للدكتورة بالكويت قبل سفرتها للسعوديه " عادي , اروح مع ساره وكومار "
شاف ساعته بسرعه وقال " لأ خلاص خلاص , عطيني ساعه او ساعتين بالكثير وان شاء الله خير "
ما عنده حل إلا انه يخلص جزء من شغله اليوم والباقي بكره.
كمل طريقه قالت له بأستعطاف " ابي سارة تكون معانا "
قال " طيب "
فقالت تبرر له خوفا من انه يكون معصب " يعني انا قلت تيي (تجي) معانا عشان .."
واهو ينزل الدرج قال " قلت لك طيب"
واهي كملت الجملة " بنروح السوق عقب "
لما سمع كلمة سوق قال بصوت باين فيه الضيق " ضروري السوق "
" إيـــــه إلا إذا كان عادي عندك ألبس الهدوم اللي يبتها من الكويت "
ما علق على كلمتها بس قال " تحضروا "
قالت له " خالد قبل ما تخلص شغلك , طرش مسج لساره عشان نتزهب "
انطرت رد يسأل فيه عن السبب , وليش ما يطرش لها اهي ,لكنه للمرة الثانيه ما علق وقال " طيب"
كمل طريجه .
اهي ردت لغرفتها واهي تفكر , المرة اللي طافت كان رافض وجود ساره وألحين مو مهتم , عادي عنده , يعني اشمعني كان رافض ذيج المرة , واهي اللي كانت محضره نفسها لرفض طلع مو مهتم .
شافتها ساره بالممر وقالت لها بأسلوب تحاول فيه انها تغيظ مها " كليت الكاكاو وما خليت لك ولا وحده , موتي " وطلعت لها لسانها .
قالت لها مها بجديه " عليج بالعافيه "
استغربت ساره كلمتها بس مها كملت " أه وساره , انا وياج وخالد بنروح حق الدكتورة ومنها للسوق "
قالت ساره " اوكي " وكملت " مها فيكي شي "
لفت عليها مها واهي تمشي لغرفتها " لأ عادي , ما فيني شي , بس ساره نطري مسج من خالد يقولنا فيه نتزهب , اوكي , انا بروح امد ظهري , خاصه انه ورانا روحة سوق"
" يعورك ظهرك "
وصلت لبابها و وقفت عنده واهي تشوف سارة " لأ بس خايفه يعورني , هالأيام ان قعدت لمدة طويله او مشيت لمده طويله , يبدي ظهري ينقزني شويه "
" انت بأي شهر ألحين "
" دخلت الرابع من اسبوع تقريبا "
ساره قالت بحماس مفاجئ " واااااو يعني انا بعد خمس اشهر بصير عمة "
ابتسمت لها مها بحنيه وقالت " إذا الله عطانا عمر وعشنا لي ذاك الوقت "
ادخلت غرفتها , وراحت لفراشها , انسدحت , ما وعت إلا على فتحت باب دارها , شافت ساعتها وعرفت انها غفت , قامت من فراشها , شافت ساره تدخل فقالت لها " ها اتصل خالد "
قالت لها ساره " ايــه "
مها فركت عينها بطفوليه " خلاص اوكي "
تحضرت للروحه , لبست لفتها , وتوها بتحط الغطا وقفت .
وبقرار مفاجئ تركته من ايدها ولبست النقاب , بتشوف وأخرت البرود اللي قاعد يتصرف فيه .
لما وصل خالد يت لها ساره وقالت لها , واهي كانت محضره نفسها للمواجهه , كانت متأكده أنه بيزفها ويرجعها البيت تلبس الغطا , لكن لما ادخلت السياره شافها وما علق , ولا قال شي .
بالعكس ظل ساكت وهادي .
مها كانت قاعده جدام (قدام) بقرب خالد , وساره ورى .
وتطل عليهم كل شويه عشان تقول سالفه , او تعلق على شي , خالد معاها على الخط , لكن مها كانت بمكان ثاني , تطبخ من الغليان .
حاولت انها تبين انها مو مهتمه بتصرفاته بأن تكلمه عادي .
ولما وصلوا للمستشفى كان واصله لأقصى درجات الأحتمال, وراحت مع سارة للعياده خطواتها كانت سريعه وساره المسكينه كانت تحاول تجاريها, مو مستحمله خالد , كانت متعسرة , اسلوبه صاير ينرفز , ان كلمته يرد عليها بكلمه هاديه ويرد على قد السؤال , او يبتسم بطريقه مجامله .
تعمدها اليوم انها تلبس نقاب من غير غطا , مر مرور الكرام , مافيه تعليق ولا كلام .
ما تدري ليش قاعد يتصرف هالتصرفات ,اصلا اهي نفسها ما تدري ليش قاعده تحاول تستفزه.
لكن اكتشفت انها تبيه يرد لأسلوب قبل الأتفاق , على الأقل قبل كانت حاسه انه متأثر فيها ولو بطريقه معينه ألحين , كلش , جنها وحده مو مهمه عنده , مو فارقه معاه , إن سوت او ما سوت اللي يبيه ما عنده مانع .
دخلت على الدكتورة لما صار دورها , اما ساره فكانت تنطرها عند بالأستراحه , بعد ما خلصت الدكتورة من فحصها ومن شوفة التحاليل , قالت لها :
" تحاليك ممتازة وكل شي ممتاز , ما أشوف مانع ابدا من انك تسافرين "
طلعت من غرفه الدكتورة , وراحت مع ساره للسياره , كانت ساره ساكته بطريق الروحه للعياده وبطريق الرده , لأنها حاسه انه مها فيها شي مضايقها , وكانت حاسه بهالشي من ردت من غرفه خالد لحالها , وما حبت تسأل لأجل ما تحرجها وماحبت تتكلم لأنه مها باين عليا غارقه بأفكارها ,أما خالد فكان يستناهم بالسياره ,و قال بهدوء أول ما أدخلوا " ها قالت لك الدكتورة شي عن السفر "
ردت عليه عادي وبأختصار " لأ ما قالت "
وسكتت , اهو كان ينطر انها تكمل , لما لاحظ انه ما لها نيه قال " طيب شلون نتائج التحاليل "
" زينه "
وردت سكتت .
فأهو بعد سكت , وبعدين قال كلام عام " اي مجمع ودكم فيه "
مها كانت ساكته اما سارة فجاوبته .
توجهوا للمجمع اللي ذكرته ساره ,ومها حاولت انها ترد لطبيعتها عشان ما تخرب الطلعه على ساره , فطول الطريق تسولف مع ساره وتتكلم عادي مع خالد لكن نادر , وقاعده تتصرف بطريقه طبيعيه على قد ما تقدر .
بعد ما شروا اللي يبونه , ودخلوا بكل محل , توجهوا لمحل يبيع نظرات شمسيه وعدسات , ومن هالسوالف .
مها لاحظت وجود محل لفات وشيلات قرب هالمحل , وراحت له من غير ما يحسون فيها , شرت لها لفات ما فيها زينه (ساده ) لكن بألوان مختلفه .
لفتت نظرها شيله لونها اسود مطرزة على الأطراف بطريقه حلوة , وناعمه , ترددت تشتريها ولأ , ولما حست انها تأخرت , شرتها , وطلعت .
وفي بالها سؤال واحد بس , هل راح تقبلها ولا لأ ؟
راحت للمحل اللي فيه خالد وساره ونفسيتها متعدله 180 درجه , لأنها حاسه بالأنجاز , بشرائها للشيله السودا , تتمنى انها تنقبل الهديه !
شافتهم بجهة من المحل , فراحت لجهة ثانيه تشوف لنفسها نظاره شمسيه .
خالد كان واقف مع ساره يشوف نظاره عاجبتها , ولف وجهه بيناظر مها وش رايها , لكن مها ما كانت واقفه قربه , بدى يدورها بالمحل , اليوم حاس فيها غريبه , ليه ما يدري
وشافها , كان ظهرها له , وباين من حركاتها انها تناظر البضاعه , وهذا طبيعي .
أما وجه العامل اللبناني فكان مقابله واهو اللي كان مو طبيعي , وكان وجهه , كنه واحد مسحور , او كنه واحد شايف شي ما قط شاف مثله .
كان يدري ان النقاب مبين حلاة عينها , وما له نيه يتناقش بالموضوع معاها, فعدى السالفه وبكيفه , بس ما توصل الوقاحه بالعامل انه يناظرها كذا .
راح لها , عشان يوقف العامل عند حده .
لكن شاف الطامه الكبرى .
ان الحلوة , كانت كاشفه وجهها , وتجرب وحده من النظارات الشمسيه , كاشفه وجهها للعامل , خذى نفس عميق يهدي حاله.
اما مها فكانت شايله نقابها , لأنه بمنطقها اهي مو متنقبه , وبالتالي عادي تشيل النقاب , وما فكرت بنظره العامل لها و وجهة نظره ان هي فصخت نقابها جدامه , لأنها بالنسبه له متنقبه .
كانت بتشوف اشلون النظاره الشمسيه عليها , وببرائتها ما فكرت بغير جذي.
العامل قال لها " إنتي من وين ؟ , من السعوديه ؟ "
كانت تشوف روحها بالمنظره , وتحكم على النظاره , قالت بذهن غايب " لأ من الكويت "
قال بغزل واضح "يا أهلا وسهلا بأهل الكويت ,نورتوا يا أهل الكويت , ما أحلى أهل الكويت , لو كنا بنعرف ان اهل الكويت هيك كنا رحنا عالكويت "
وهو مكمل يشوفها واهي مو منتبهه له , ولا منتبهه لكلامه , ولا لغزله , ما وعت إلا بأيد ماسكتها من زندها .
شهقت بخوف , ولكن لما شافت خالد , ابتسمت له وقالت " وااي خالد خرعتني "
ولفت على المنظره (المرايه) وقالت " ها خالد اشرايك فيني , النظاره حلوة "
اهو ما ابتسم , لكن كشر عن انيابه ( بإيحاء انه ابتسم ).
وقال بكل ما يقدر من هدوء نفس " ايــه حلوة , تبغينها ؟ "
قلبت ويهها يمين ويسار تشوف عمرها من كل الجهات بالمرايه " لأ بجرب وحده ثانيه "
(اللهم طولك يا روح ) هذا اللي كان يدور في بال خالد , اللي كان قاعد يمسك اعصابه بالقوة .
وتوها بتمد ايدها للثانيه , اهو شدها وقال " ما راح تجربين غيرها , غطي وجهك , يلا بنروح "
قالت ببراءه " بس خالد هذي شكلها بتكون احلى "
قال العامل السمج " ما عليه يا استاز , خليها تجرب , شو فيا (فيها) ؟"
خالد عطاه نظره وقال بسرعه لمها " خلاص اشتريها لك بعد "
طبعا العامل اول ما شاف نظرة خالد , بعد عنهم وراح لزباين (زبائن) ثانين .
سحبت ايدها منه وقالت " بس انا مابي أثنين , ابي وحده "
من غير ما يرد عليها , مد ايده ورفع النقاب , وسحبها معاه بشويش لجهة ساره وقال لساره " ساره اعجبك شي من النظارات ؟ "
هزت راسها بأحباط وقالت " لأ "
قال لهم " طيب روحي انتي ومها لبرة المحل على ما أحاسب , ونروح البيت "
مها استغربت تصرفه , اشدعوه ما يقدر ينطر خمس دقايق على ما تجرب النظاره الثانيه , بس ما قالت شي غير كلمة " ان شاء الله "
طلعوا ينتظرونه عند الباب .
اما اهو فلما رد لمكانهم ما شاف العامل , راح حاسب عند الكاشير عشان ما تستغرب مها وساره انه ما شرى النظارات .
وتوه بيطلع شاف طريدته



يتبع ....




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}

نظرة الحب
03-28-2011, 05:39 PM
--------------------------------------------------------------------------------




شاف طريدته , شاف العامل الزفت اللي كان يعاكسها , توجه لو بسرعه قبل ما يغيب عن نظره مرة ثانيه , وبغضب مسكه من قبة قميصه , ما اهتم بوجود الزباين (الزبائن ) اللي كانوا يناظرون اللي يصير بخوف , خاصه انهم حريم , وقال " انت تعاكس حرمتي وانا موجود "
البياع اللي ما كان يدري انه خالد لما ألحين موجود , قال بسرعه "ما كنت بعرف انها حرمتك , كنت بزن (بظن) انا (انها) بنت جايه تشتري "
عذره اللي كان أقبح من ذنب بالنسبه لخالد لأنه شايف اشلون ويهه كان منبهر وشلون تصرفاته معاها , عصبه أكثر , خلاه يشد على القبه بأيده .
" وان كانت بنت جايه تشتري تجي انت تعاكسها " وبدى يهز فيه من قبه القميص
البياع اللي حس بالأختناق , قال " إزا بتريد اتركني "
قربه خالد له أكثر إلا انه الطاوله كانت حاجز بينهم , فصار نص جسم العامل على الطاوله " لا والله ما أريد , وش راح تعمل انت "
البياع اللي ما عرف يرد سكت وهذا خلى خالد يقول بعد ما قرب ويهه بتهديد " والله لو ما خوفي من الله كان موتك راح يكون بأيدي يا ابن ال...."
تركه بقسوة وخلاه يطيح على الأرض .
شافهم ينطرونه عند المحل , قال لهم بهدوء " يـلا "
كان طالع من المحل واهو كاتم اللي بصدره , مهما كان انه يشوف واحد يعاكس حرمته وقدامه شي ما ينطاق .
مها كانت بتمشي ولكن شافت نظرات البنات اللي طالعين من المحل موجهه لخالد بأعجاب , والمشكله كانوا كاشفين وجوهم .
لفت راسها لزوجها تبي تشوف إذا شايفهم أو لأ .
لكن من الواضح انه ما كان منتبه لهم , لأنه بيده الكياس كلها , وعاقد حواجبه بغضب , ويمشي قبلهم للسياره , لو ما الحيا والأصول كانت راحت تهاوشت معاهم , قليلات الأدب .
الحمدلله انه ما انتبه لهم , ولا صج ما كانت راح تكون مسؤوله عن تصرفاتها , واشدعوه يشوفونه جذي , ما قط شافوا ريال .
مشت ورى خالد وساره , طريق الرجعه للسياره بالنسبه لها كان طويل , ما كانت حاسه بهالشي لما يت للسوق , اففففف كل هالطريج اهي كانت ماشيته .
اما ساره فكانت تماشي اخوها وتسولف معه.
وفجأة وقفت ولفت عليها , وقالت " يلا يا مها , استعجلي بمشيتك "
" انتوا قاعدين تمشون بسرعه , ما أقدر امشي بسرعه , مالي خلق تعبانه "
ساره اضحكت وقالت " ههههه كنك عجوز "
مها بحره (بغيض) خاصه انه خالد موجود , واهي ما تحب شي مو زين ينقال عنها جدامه
" انتي العيوز "
قالت لها ساره واهي تتعمد انها تغيظها " لا انتي العجوز , انا شوفي ما أحلاني , امشي عادي "
وكملوا خلافهم الطفولي طول طريق الرجعه للسيارة .
وفجأة قال لهم بعصبيه "بس خلاص انتي وياها , حشى ماخذ معي بزران مو حريم كبار " ولما دخلوا السياره قال " قسم بالله ان تكرر هالشي انتي وياها لا يكون هذا اخر عهدكم بالسوق , لا مو بس السوق هذا بيكون أخر عهدكم بالطلعه من اصله "
حس خالد انه بصراخه طلع شي من اللي بنفسه , وركز على الطريج .
مها وساره اسكتوا , ما حبوا يتكلمون معاه .
ومها فسرت عصبيته بانه صوتهم كان عالي بالسوق , وانهم مصخوها عشان جذي عصب و زفهم .
لأنه ما فيه تفسير لعصبيته الغريبه غير جذي , واهي تعرف زوجها وتدري انه خالد ما يتغير مزاجه إلا لسبب يعني اهو طبعه مو مزاجي .
كان السكوت بالسيارة سيد الموقف لما فجأة قالت سارة بطريقه دراميه ماليها الخوف كنه ناوي يسوي فيهم شي " خالد هذا مو طريق البيت ؟!"
رفع خالد حاجبه وقال بأستهزاء " أيــــــه ناوي أذبحكم بالصحراء ,وأرد البيت "
مها ابتسمت لطريقه رده على ساره , وساره بدت تضحك .
اهو كان طول الطرق يتعوذ من أبليس من الغضب اللي فيه , وقدر يتماسك .
و قرر يروح لباسكن روبنز يشتري ايسكريم (برد) عل وعسى يبرد على قلبه .
قالت ساره " لا جد خالد انت وين ناوي تروح ؟ "
قال " باسكن روبنز " ولما وصل لهناك قال قبل ما ينزل" تبون شي "
قالت مها "ايـــه ابي رين بو "
اما ساره فما كانت مشتهيه , كانت دايخه وفيها النوم بعد الدوارة والحوسه اللي حاستها .
روحته وردته من المحل للسياره هدت اعصابه أكثر وأكثر وخلته مسترخي , ويراجع نفسه , ويقول ( ما عليه يا خالد اصبر ما فيها شي , أصبر , تعامل بطريقه عاديه وش وراك , اصبر)
بعد ما رد السياره , عطى مها الأيسكريم وحط بقربه الأيسكريم حقته .
مها لما شافت البرد (الأيسكريم) اللي عند خالد اشتهته , اصلا اهي استغربت من نفسها , مشتهيه الأيسكريم اللي عند خالد لدرجه مو طبيعيه , اهي اصلا بالكويت ما تحب هالنوع .
وبدت تقول لنفسها (شفيني جذي مشفوحه , عندي اكل وقاعده اشوف أكل الريال )
بدت تاكل الأيسكريم اللي عندها , بس مو قادره تاكله , كانت تبي اللي عند خالد , ما كانت قادره تقاوم .
واهي قاعده تحاول تصبر عمرها , قال خالد " ليه ما تاكلين ؟ "
كان يشوفها موقفه أكل , واتفكر وسرحانه وهذا خلاه يسألها لأنه اهو لو كان بحالته الطبيعيه كان راح يسأل بعد.
لفت عليه مها وقالت " ها "
اشر بوجهه على اللي بأيدها وهو يسوق وقال " ليه ما تاكلين ؟ "
شافت اللي بيدها وقالت " ايــــــه , لا قاعده اكل , بس انت مو قاعد تشوفني " وقاعده تقول على كثر ما تقدر من طبيعيه " انت شلون بردك ؟ (ايسكريمك) "
لف عليها وقال يصرف النظر عن ايسكريمه " هذا اللي انتي ما تحبينه "
كانت تدري انها ما كانت تحب هذا البرد , بس ألحين تبيه , وهذي المشكله فقالت " لأ من قال ما احبه , بالعكس انا أحبه "
شافها بأستغراب لأنه يدري انه ياما انتقدت ذوقه بأختيار هالبرد بالذات ,و لف على الطريق .
قالت بسرعه " ابي اذوقه "
ابتسم بأستغراب وقال " أكيــد , خذي راحتك "
حطت ايسكريمها براحه , وخذت ملعقتها , حطتها بأيسكريمه , وخذت كميه كبيرة , اكبر من الحجم اللي ياخذونه الناس للذواقه .
واهو كان يشوفها بأستغراب , تصرفاتها فيها حماس زياده عن اللزوم .
رفعت نقابها وحطت مقدمه الملعقه بفمها وبشويش بدت تذوقه , كانت راح تقول أمممممممم , بس احترمت نفسها , وما قالت شي , خذت وقتها بالأكل عشان ما تخلص الكميه اللي عندها بسرعه , لأنها مستحيه تطلب منه مرة ثانيه .
كان طعم العسل ,و البندق اللي فيه عجيـــــــــــب , كانت مغمضه عينها عشان تركز على الطعم أكثر .
وسمعت صوته يقول " تبينه , إذا تبينه أخذيه "
حست بويهها احمر وقالت " لأ عادي , ما أبيه "
قال لها " متأكده "
كانت بتقول لأ مو متأكده , اصلا ابي اخذه منك , بس قالت عن الفشله " اي متأكده "
كانت طول الطريج قاعده تدعي انها بوصلون البيت , كانت تشوف الطريق عشان ما تشوف اللي بيده .
اخترعت من نفسها وااااااااي شالشفاحه اللي فيني .
لما وصلوا للبيت راحت لغرفتها , اما خالد فشال الأكياس وحطهم بغرفه مها .
وقبل ما يطلع من الغرفه ,تذكر شغله مهمه , لأنه يدري انه مها إن ما قال لها هالشي ماراح تحط حد لنفسها , فقال لها " مها "
لفت عليه فقال " مها بس هاند باق وحده , ما أبي شنط كثيره وكبيرة"
مها كانت بتضحك لأنها تظن انه يمزح " يعني تقصد بس اخذ هاند باق وحده وبس بالسفره , ما في شي معاها , جنطه كبيره مثلا "
" ايـــــــه هذا قصدي "
لما تأكدت انه جاد , قالت " لأ خالد , لأ " لما شافت انه ويه (وجهه ) جاد قالت " خالد بس ثلاث جناط ما راح اخذ شي غيرهم بس ثلاث "
" لأ , هاند باق وحده , اوكي مها "
" لا طبعا مو اوكي , انزين بس جنطتين "
" لأ شنطه وحده "
" انزين جنطه وحده وهاند باق "
" أوكي اتفقنا "
وهذا حالتهم بكل سفرة اهي وياه , قبل خلافهم , والظاهرهذي حالتهم بعده .
بعد ما طلع من عندها بدت تفرز بالأغراض , اللي شرتهم , حطت اللي لها جهة واللي لساره بجهة ثانيه , واهي تتحلطم من تحكم خالد , يعني اشفيها ان خذت معاها ثلاث جناط , شفيها .
و اشفيها إذا قالت لأحد انها تبي ثلاثه اكواب برد بطعم العسل والبندق اممممم
اقطعت تفكيرها وردت تركز على اللي قاعده تسويه .
واهي تفرز الأغراض , مسكت بأيدها اللفة (شيله ) اللي شرتها ومن السوق من فلوسها مو من فلوس خالد ومن غير ما أحد ينتبه لها .
انزين اهي تقدر تشتري نفس الأيسكريم اللي عند خالد بفلوسها وبدون لا أحد يدري عنها انها مشفوحه .
اففففف انا وين وأفكاري وين !!
خذت الشيله وحطتها بمكان منعزل , وكل ثانيه رافعه راسها وشايفتها , وتفكر هل تاخذها ألحين للأنسانه اللي شرتها عشانها ولا تأجل المسأله لبعدين .
انزين تروح تييب لها ايسكريم ألحين ولا تأجل الموضوع .
بدت تطق جبهتها بأصابعها بمعنى ركزي , ركزي.
تركيزها كان غايب عنها , كانت تركز لخمس دقايق وفكرها بعدين يروح لطعم الأيسكريم , والقرمشه اللي كانت بالبندق , والعسل واهو يذوب بالفم مع الفانيليا .
لاااااا انا مو طبيعيه اليوم , انا مو طبيعيه , اشصاير فيني

عمر (مصر) :


كانت واقف بالمطار بمصر , ينطر طياره سام (سمانثا ) , شاف ساعته , ورد شاف البوابه ,تأخرت .
كان المطار زحمه , وايد ناس واقفين ينطرون , لكن اهو طوله وجسمه كان بارز .
وسمع اسمه بلكنه اجنبيه : Omaaaar ""
شاف المرأة النعومه الشقراء والقصيره , صاحبه العيون العسليه الفاتحه .
بمجرد ان طاحت عينه عليها حس بالذكريات تتفجر جدامه , كل ذكرى تألم , وتحزن وتجرح , ما توقع ان شافها بيصير فيه جذي , ما توقع ان شافها , بيمر شريط الذكريات فيه بهالطريقه .
لمحات حياته بأمريكا مرت عليه بسرعه خياليه :
لما دخلتهم سام على الطبيب وظلت معاهم , بأول مقابله له اهو ونورة بأمريكا .
وبسؤالها عنه وعن نورة , وعن قعدتها معاهم .
وعن الوقت اللي جت فيه له , عشان تخليه يوقع تنازل عن المسؤوليه لأنهم بيستخدومون على نورة عقار يديد , لما كانت بالعنايه المركزه , وهذا العقار مو مصرح فيه بالولايات المتحده , واهو وقع والحمدلله صحت نورة عقب استعماله .
وتذكر لما يت مع الطبيب له عشان يبلغونه انه نورة راحت , توفت .
يـــــــــــــــــــــــــــــا الله , ما كان متوقع انه هالذكريات بترد ألحين وبنفس القوه , والمشكله انه يحس بهالوقت نفس احساسه بذاك الوقت , احساس الضيقه , والهم , والعجز .
احساس العجز هذا اللي كاسر ظهره .
لما حسها قربت , رفع راسه وداس على نفسه و ابتسم لها "Sam"
تفاجأ انها رمت حالها عليه , ضمته حيل , ردت فعله الأولى اهو انه يضمها , لكن تدارك نفسه وحط ايده عليها , وبعدها عنه برقه , وقال " how was your flight ?" (شلون كانت رحلتج ؟)
قالت " nice flight " ( رحلة لطيفه )
فقال :
" I'm glad to hear that " (انا فرحان لأني سمعت هالشي )
تثاوبت وقالت "I'm pretty tired , I feel sleepy " ( وايد تعبانه , احس بالنعاس)
نادى على حمالي ياخذ الشنط , وكمل طريقه معاها لخارج المطار , وطول طريقهم متوجهين للسيارة كانوا اللي يسوقون التاكسي ينادونهم فتسمع وانت بطريجك ( يا باشا عاوزين تاكسي )
( سعاده البيه التاكسي )
كان واضح على سام الأستغراب والأنبهار بهالمكان الجديد عليها , وقالت بفرح :
"finally in Egypt " ( اخيرا في مصر )
" dream come true , isn't it ? " ( حلم واصبح حقيقه , صح ) هذا اللي قاله لها عمر بعد ما شاف حماسها .
لما صاروا بالسيارة , كانت متسنده على الدريشه مغمضه عينها من التعب ,ما حب يكلمها لأنه التعب واضح عليها ولأنه اهو نفسه تعبان ,لكن قال لها :
"where did you book ?" ( وين حجزتي؟ )
فتحت عينها وقالت "what ?" (ماذا)
"in which hotel you booked" (في اي فندق حجزتي ؟)
قالت اسم فندق ما أعجبه عقد حواجبه وقال لها :
" I don't like it " ( انا ما احب هالفندق )
ناظرته بأستغراب , هذا الأنسان عادي عنده يقول إذا ما أعجبه الشي ,جتها الضحكه كردة فعل على تلقائيته لكن قالت :
" I'm sorry " (عفوا )
" don't worry about it , I will choose a better hotel (on me) , you are my guest " ( لا تحاتين هالموضوع , انا راح اختار فندق احسن , وعلى حسابي , انتي ضيفتي )
سام ما صدقت اللي سمعته , يعني خذى المسؤوليه على عاتقه على طول , وبدون استشاره , وهذا الشي يعجبها فيه , كانت دايما تحسه ريال يعتمد عليه , لكن ما تقدر توافق انه يدفع لها ثمن سكنها .
" "on you ! well I don't like that ( على حسابك ! لأ الموضوع مو عاجبني )
اهو استغرب رفضها وقال .
"why not ?! " ( ليش لأ)
قالت " because I said so" ( لأني قلت جذي )
ابتسم لها وقال "please Sam trust me " ( ارجوج سام وثقي فيني )
قالت بعناد " then I will pay you " ( إذا كان جذي , عيل انا راح ادفع لك )
رد عقد حواجبه وقال بطريقه دراميه :
" you just insulted me" ( انتي اهنتيني للتو )
صار ويهها أحمر لأنها تدري من كلامها معاه وتعاملها مع العرب اللي بالمستشفى عندهم انهم متى ما قدموا شي كهديه يحسون بالأهانه إن انردت هديتهم , فقالت " I'm sorry I didn't mean it ,but Omar I can't let you do it " ( انا أسفه , ما كنت اقصد , لكن عمر ما أقدر اخليك تعمل هالشي )
قال بهدوء واهو مبتسم :
" yes you can " ( امبلا تقدرين )
سكتت ما حبت تناقشه أكثر , قعدت تتأمل ويهه , كان ويهه مركز بشده على الطريج , لأنه فعلا الطرق بمصر تحتاج لتركيز ,وشافت الطريق والسيارات , وكم مرة صرخت بخرعه وبخوف من الأصطدام , وردة فعل عمر الوحيده على ردات فعلها اهو الضحك أو الأبتسام , لأنها صج كانت خايفه .
قالت بخوف وبصوت عالي " how could you drive in this place " (كيف تقدر تسوق بهالمكان )
ضحك وقال " by miracle " (بمعجزة)
وصلوا لفندق هيلتون النيل , والريال اللي عند البوابه , مرر الكلب على سيارة عمر مثل العرف اللي جاري بذاك المكان لكن لما شاف عمر , وقف عمله , وخلاه يمر من باب الأحترام.
دخل معاها للأستعلامات , وعمل كافه المعاملات , شركتهم عندها غرف على مدار السنه بهالفندق وبفندق ماريوت القريب منه , وهذا كله تحسبا للطوارئ , هو خذى غرفه من الغرف لكن الدفع بيكون من أحسابه مو من حساب الشركه , وحجز لها غرفه على النيل بالضبط المنظر من غرفتها كان من أبدع ما يمكن .
لما وصلها لغرفتها , وقف عند الباب , كان يشوفها اشلون مستانسه على غرفتها , ما دخل , واهي كانت تكلمه من داخل الغرفه وبعدين جت لعند الباب وقالت " why don't you come in " (ليش ما تدخل داخل ؟ )
ابتسم بهدوء وقال " i can't " (ما أقدر ) ولما شافها بتحاججه قال يصرفها "maybe another time" (ربما في وقت ثاني )
عطاها علبه قبل ما يروح , مسكتها وشافتها وبعدين شافته وقالت
" what is it ? " (شنو هذا ؟)
" this is mobile and in it an Egyptian line " ( هذا موبايل (جوال) وداخله خط مصري )
وكمل كلامه بأن قال " I saved my number in it , so you can call me when you are ready to make the tour "
( انا حفظت رقمي عندج عشان تتصلين علي لما تكونين مستعده للجوله )
ما كان ملاحظ نظرة التعجب على ويهها وكمل يقول " how long would you stay here " ( جم الفتره اللي راح تقعدين فيها اهني )
"I'm not staying if you keep doing this" (انا ما راح ابقى إذا كملت تتصرف جذي)
"What did I do?" ( شنو سويت )
كان بيضحك , تصرفاته مو عاجبه أحد هالأيام .
"You are paying for everything, and that's un acceptable"
( انت قاعد تدفع لكل شي , وهذا غير مقبول )
شافها بتعب وقال " please let me do this , Sam I need to do it "
( ارجوج خليني اسوي اللي ابيه , سام انا احتاج لهالشي )
شافت ويهه وتوها تلاحظ التعب والحزن اللي فيه , فقالت " why ? " ( ليش ؟ )
غمض عينه ورد فتحهم وقال " because I need it " ( لأني احتاج لذلك )
كان يحتاج يحس انه مسؤول عن احد , متحكم بالوضع حوله , على الأقل على جزء منه , لأنه حاس انه الأشياء بالوقت الحالي خارجه عن سيطرته .
ابتسمت وقالت بتقبل للواقع " I will call you tomorrow " ( راح اتصل فيك باجر )
" I will wait for your call " ( راح اكون بأنتظار اتصالج )
وراح من عندها .



مها ( السعوديه ) :

طلعت من غرفتها بعد ما صبرت وايد على نفسها , راح تاخذ الأيسكريم اليوم , راح تاخذه , ما تقدر , اتحس ان ما حصلته اليوم بيصير شي , استحت تطلب من خالد , خاصه عقب حركتها بالسياره .
وشافت بدر , اللي حست فيه مثل هديه من السماء , شافته توه يطلع من الصاله , وراحت له واهي تمشي بسرعه , كان معطيها ظهره فقالت بطريقه افزغتــــــه " بــــــدر"
اخترع وحط ايده على قلبه , خاصه انه ما كان منتبه لها وقالت ببراءه واستغراب " شفيك "
قال بعصبيه , لأنها اقدرت تخرعه " يعني ما تدرين , كنتي بتوقفين قلبي "
قالت بأستعجال لأنها تفكيرها بالأيسكريم " مو مهم ...."
قاطعها بعد ما عطاها نظره " مو مهم انك توقفين قلبي , إلا مهم "
قالت له مها " أوووووووووه يا بدر , والله مو وقته " لما شافت ويهه قالت بعصبيه " اسفه انزين , ألحين ابيك بخدمه ضروري"
لاحظ كيف نبرة صوتها تغيرت من عاليه الى هامسه , هذا الشي خلاه يقرب أذنه ويقول " أيـــش هي "
قالت بهمس جنها تقول سر من أسرار الدوله " أبي برد باسكن روبنز "
" ألحيـــــــــــن ؟! "
" وط صوتك , ايــه ألحين , والله إذا يبته لي , راح تكون خدمه ما انساها لك طول العمر "
جته الضحكه , بس قال " مالي نفس اظهر من البيت "
غورقت عينها وقالت برجاء " الله يخليك بدر , الله يخليك "
" تعبان والله مالي نفس "
قالت بعصبيه هامسه " ألحين , ألحين تروح تيب لي , انت اشفيك ما عندك احساس , والله ابي ايسكريم "
لما شاف حالتها كذا , جته الضحكه مرة ثانيه وقال " انتوا يا البنات حالة غريبه , ألحين وش يبكي "
شافته بحرة , لأنها تدري انه عينها غورقت , بدر اهو املها الوحيد .
قال بعد ما كسرت خاطره " طيب , طيب , اي نوع تبين ؟ "
شرحت له الأيسكريم اللي تبيه , واللي اهو ايسكريم خالد , وقالت له " ابي منه اثنين , وكل كوب فيه كرتين , انزين "
قال بأستغراب " لك , لحالك؟! "
وقال بنفسه (مسكينه الظاهر تبيه من جد , واهو كان يعذبها )
"أيـــه لي بروحي , عندك مانع " قالت هالشي بطريقه دفاعيه , لأنها صج كانت حاسه انه تبي هالشي , وحاسه انه كثير بس شتسوي هذا اللي ودها فيه .
كان كل هذا , خالد شاهد عليه , كان قاعد يشوف شلون مها قاعده تتهامس مع بدر , كان شايف اللي يصير والنار قايده بصدره .
ما يدري شالموضوع , وهذا اللي حارقه .
ما يصدق وش بلاها اليوم , كل تصرفاتها مستفزة .
كان متوقع انه كل شي بيكون ممتاز , خاصه انه بينهم اتفاق , وخاصه انه راد من المزرعه واهو مسترخى واعصابه تمام التمام .
لكن من جا واهو يحس انها تتصرف تصرفات مهي طبيعيه .
ولا ليه بدلت الغطا الكامل بالنقاب بس , وبعدين ليه تفسخ النقاب واهي بالسوق , وألحين جالسه تتهامس مع اخوه .
واهو اللي كان قايل انه بيصير هادي , ويتقبل كل شي بهدوء , كيف الواحد يهدى وهو يشوف مثل هالتصرفات .
نطرها لما راحت , لازم يتفاهم مع اخوه من دون ما تكون موجوده , لأجل ما يفقد اعصابه وينتهي اتفاقهم , والحبر ما جف .
طلع من مكانه وقرب من أخوه إلي من شافه , ابتسم بتوتر , خاصه انه شكل خالد ما كان مطمن .
وقال بدر بمحاوله انه يهدي يبعد ملامح الغضب عن اخوه " كيف حال المزرعه و ال.."
قاطعه خالد , ودخل بالموضوع على طول " وش كانت تبي منك ؟"
بدر ما كان متأكد إذا يحق له يقول , ولا ما يحق له .
يعني مها لو كانت تبي خالد يعرف , كانت راحت له .
ولا لأ !!
فقال بدر " ليه تسأل ؟ "
ابتسم خالد بسمه ترعب , وقال ببرود " بدر قسم بالله , انا جاي من المزرعه ومزاجي مافي أحلى منه , قعدت هنا كم ساعه , ومزاجي ما كو ألعن منه , فلا تطولها وهي قصيرة , قولي وش كانت تبي منك "
نطق بدر مخاوفه وقال بتساؤل "بس ما أدري اخاف انها ما تبيك تعرف "
اهني خالد فيوزاته ضربت , ما تبيه يدري , ما تبيه يدري .
اخوه يدري شي عنها واهو ما يعرفه .
قال بدر لما شاف ملامح اخوه تتغير بطريقه مفزعه " تبي ايسكريم أثنين , وكل كوب فيه كورتين من باسكن روبنز "
خالد حس كنه انكت عليه ماي بارد , استغرب من طلبها .
توه جايب لها ايسكريم من باسكن روبنز ما كلت منه شي .
طيب وان كانت تبي الأيسكريم ليه ما تجي له هو , ليه راحت لأخوه , اشمعنى تلجأ لأخوه , هدت نفسه لكن هذا ما منع الغيره اللي صابته لأنها لجأت لأخوه ما لجأت له .
قال بكل ما يقدر من هدوء " عندك فلوس "
قال بدر " ايه عطتني , ألحين بروح مع كومار لباسكن واجيب لها طلبها "
خالد طلع الفلوس من بوكه , وعطاها بدر وقال " خذ هالفلوس , ورد لها اللي عطتك اياه , عط طلباتها لسارة او لماري , مو انت تعطيها اياها "
بدر استغرب من الطلب وقال " طبعا هذا شي بديهي "
راح خالد لأمه عشان يتفاهم معاها على خطة السفر , لأنها تحب تكون على أطلاع دايم بمجريات السفر , واهو متنرفز من تصرفات مها وكاتم لدرجه انه امه ما حست فيه .
وكان خالد عند امه لما دخل عليهم بدر ,شافت امه الساعه و قالت له امه " بدر وين كنت ؟ "
راحت عينه على أخوه الكبير اللي كان يناظره وباين عليه مو ناوي يتكلم , قال بسرعه " كنت عند باسكن روبنز "
" وش تسوي فيه !!! "
" اشتري لي ايسكريم , اشتري لمها اثنين "
امه ما استغربت رغبة ولدها بالأيسكريم , اللي استغربته رغبة مها فيه, لأنه تدري انه مها اكلها مثل أكل العصفور , ما تاكل كثير وخاصه الحلا .
هذا اللي لاحظته , من مراقبتها لحرمة ولدها , تشوف وش تسوي وش اللي ما تسويه .
وساره قالت لها انهم مروا على هالمحل بطريق ردتهم , وانه مها طلبت وخالد بعد.
قالت بصوت ما سمعه غير خالد " الظاهر تتوحم "
رفع خالد راسه وقال " أيش "
ابتسمت امه وقالت " الظاهر تتوحم "
شافها بدهشه وسرح شويه , اكلها لأيسكريم هي بالأصل ما تحبه , طلبها من بدر انه يروح لباسكن روبنز كله أدله على كلمة امه , كيف ما فطن للموضوع , وقال " تتوحم ! "
حس بمشاعر رقيقه تغمره , مها تتوحم , هالكلمه , غسلت ضيقه من كلامها لأخوه .



يتبع ...




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 05:40 PM
--------------------------------------------------------------------------------




يوم السفرة لمصر :

ما تكلم خالد مع مها عن تصرفاتها الغربيه ولابين لها ضيقه , يتصرف عادي معاها واقل من عادي , لكن اللي بقلبه شي ثاني ما يعلم فيه إلا رب العالمين .
اما مها فصار عندها بالثلاجه مخزون من برد باسكن روبنز , موفره لها خالد , وبالصباح بيوم السفره , كانت قاعده , على الطاوله والكل كان يفطر واهي تاكل البرد .
رفع خالد عينه وشافها , قلنا تتوحم بس مو لهالدرجه , وقال بهدوء " مها ما تبين , تفطرين فطور عدل "
رفعت مها راسها من الأيسكريم اللي مهي قادره تشبع منه , " انا قاعده افطر فطور حلووو "
قال خالد بهدوء وجديه " مها لو سمحتي الأيسكريم كفطور وبعدين غدا وبعدين عشاء امس , أظن هذا كافي , خليه على جنب ألحين , إكلي أكل صحي "
خلت الأيسكريم بهدوء قربها , واهي متفشله لأنه كلمته صح , واللي خلاها تنحرج اكثر انه سارة كانت تضحك بشويش , طقتها مها بكوعها وقالت لها بشويش " سكتي , مليقه "
واحمدت ربها انه خالتها ما كانت موجوده , خالتها افطرت قبلهم كلهم , وراحت تتأكد انه كل شي سليم قبل ما تسافر ( حركات حريم كبــار , اللي ما يثقون انه احد يسوي الشغل كامل وعلى احسن وجه إلا هم )
لما شافها ما كلت شي , ولا مدت ايدها , كل اللي سوته إنها وقفت أكل ايسكريم .
قال " ها يا مها وش تبين تاكليـــن؟ "
خلت حالها تفكر, قال لها خالد " بيض ؟ "
بيض اممممم , مو مشتهيه بيض فقالت " لأ "
" طيب تبين جبنه وزيتون "
" لأ "
" كرواسون عسل وزبده "
" لأ"
قال بهدوء وهو متماسك على الأخر " أجل وش تبين ؟ "
كانت بتقول ابي الأيسكريم بس سكتت .
" امممممم"
قال خالد وكنه يكلم طفله " أيـــــــه "
" أبي كورن فليكس النمر وحليب "
شافها مدة طويله , مو مصدق كل هالتفكير وأخر شي تبي كورن فليكس وحليب .
جاها طلبها وبدت تاكله .
خالد قام بعد ما شافها تاكل كل الكورن فليكس , لأنه يدري ان قام يمكن تترك الأكل وتروح للأيسكريم , راح لمكتبه يتابع مع الشركه بالتليفون عن اخر المستجدات , امس كان طول اليوم عندهم , وظلت كم مسأله تحتاج لأهتمامه , وان شاء الله ينهيها قبل السفر.
بعد ما خلصت من وجبتها راحت فوق لغرفتها , تسكر جنطتها , وشافت الجيس اللي اهي حاطته على الطاوله , موجود بهالمكان صار له يوم , موّترها وجود الكيس اللي فيه لفه (شيله ) سودا ومطرزه تطريز خفيف , على الأطراف , هذي اللفه شرتها قبل امس من السوق لخالتها , لكن من وقتها ما لقت الشجاعه تروح لها وتعطيها , كان ابوها دايم يقول تبين تكسبين الناس , سلمي عليهم , وطبقي حديث الرسول ( تهادوا تحابوا )
تنفيذها لنصحيه ابوها وثقتها فيه اللي خلتها تشتري هالهديه , راحت لغرفة خالتها وطقت الباب .
ومرت ثواني قالت لنفسها (خلاص ما فيه احد , ما في داعي اعطيها اللفه , خاصه ان عندها لفات وايد ما شاء الله )
سمعت خالتها تقول " ادخل "
خالتها اللي شافتها اول ما ادخلت , ما قالت شي .
وكملت تراجع الورقه اللي بيدها , تتأكد انه كل شي فيها , فقالت لها مها " خالتي "
" نعم "
لما شافتها مشغوله قالت " خلاص شكلج مشغوله , بعدين اكلمج "
رفعت خالتها راسها وقالت " لأ قولي وش تبين ألحين "
لو خالتها ما تكلمها جذي , جان قدرت و تشجعت تتفاهم معاها.
قالت بتسرع " هذا لج !! " طريقتها السريعه بالكلام خلت كلامها اقرب للسؤال منه للكلام الطبيعي .
فقالت خالتها بأستغراب بعد ما شافت الكيس " لأ مو لي "
مها استوعبت ان خالتها ما فهمت عليها فقالت " لا , لأ قصدي انه هذي لج خالتي , انا شريتها قبل امس , تنقصتها لج من السوق "
" أه ه مشكورة "
مها قربت شوي وعطتها الجيس , وحطت ايدها على رقبتها بتوتر , وقالت " اممم ان شاء الله تعجبج "
اسكتت خالتها وما علقت , ومها قالت " بروح اكمل ....يعني تدرين جنطتي , استأذن "
وراحت لغرفتها , والأحراااج ماليها , واهي تدعي ربها ان الشيله تعجب خالتها .
خالتها اللي افتحت الكيس اول ما ظهرت مها , وشافت اللي داخلها , أه ه ه ه يا مها وش ورى تصرفاتك هذي .
على الساعه وحده الظهر توجهوا للمطار , بسيارتين , سياره فيها خالد وام خالد , ومها , وساره
وسيارة فيها السواق وبدر , وبس.
خلص خالد وبدر المعاملات بسرعه و الكل انتقل لداخل الطياره , سارة صارت بقرب امها , وبدر كان قاعد بمكان , ومها بمكان ثاني , وخالد كان لسه يتكلم مع شخص اهو يعرفه بأول الطياره .
مها كانت مطلعه كتاب تقرى فيه , وفجأة يا (جا) واحد لابس دشداشه وشماغ وجلس جمبها ,خالد وبدر ولا واحد منهم كان لابس دشداشه , كانت صج منحرجه
خالد بعد ما تكلم مع صاحبه , مشى بالقرب من مقعد مها وماكان منتبه لها , راح لمكانه , وشاف بدر جالس قربه , عقد حواجبه , لف وجهه وشاف امه وساره مع بعض , عرف انه مها اهي الجالسه بالمقعد بروحها و راح لمكانها .
وشاف اللي يحرق الدم , كان قاعده قرب واحد , رافعه راسها كنها بتكلمه , كان حاس مثل الماي اللي تغلى صار لها كم يوم , ألحين راح تطفح .
اما هي فأرفعت راسها وقالت بثقه " أخوي لو سمحت ممكن تقوم " , شافها الرجال , واستوعب ثم قال " أكيــــد اختي "
خالد اللي كان متوجهه لهم , شاف الرجال يقوم , ويطلع , ولما طلع من مكانه , قامت وطلعت هي , كان خالد واقف بالممر يناظرها , بعد ما برد اللي فيه , جت له وارفعت عينها له وقالت " خالد اشفيك مسكر الممر "
ابتسم لأنه يدري انها لو ما ظهرت كان بيصير شي مو زين بس قال بهدوء واهو يشوفها " ما فيني شي "
قربت أكثر منه وقالت " انزين تحرك "
تحرك , وبعدين وقف على جنب عشان تمشي هي , وتبعها .
كان يتابعها بنظره ويمشي وراها , ولما وصلوا للمكان اللي جالس فيه بدر , قال له خالد "بدر روح اقعد جنب الرجال لاهنت "
ما يدري ليه حاس انه مزاجه قلب للسخريه , كان يطلع من شنطته اوراق خاصه بالعمل , شافها ترفع راسها لأعلى , شافته , وعيونها ألتقت بعينه خاصه انها كانت لابسه نقاب .
قامت تلبس النقاب لأنه خالد ما مانع , ما كانت تدري انه خالد بيذبحها على هالحركه بس ساكت بكيفه .
ابتسم بهدوء وبسخريه , ولما جلس قال " عندنا كثير اشياء نتناقش فيها يا أميره " ولف عليها وردت العيون تلتقي " كثير اشياء تصير مو عاجبتني , راح انتفاهم عليها أول ما نوصل لمصر "
ما قدرت تسكت , قالت " ألحين قول شنو ؟ , انا مسويه شي ! "
قال بهدوء " مو ألحين " وناظر اوراقه و قال " وانا عندي اوراق اخلصها "
قالت بعصبيه خفيفه " يعني خالد ما يصير تقول كلمه توترني وبعدين تسكت وتقول بعدين انتفاهم , شنو هذا "
" قلتها ألحين , وخلصت , وهذا ما يغير من واقع انه ما نقدر نتفاهم هنا "
لفت ويهها عنه بغضب , وافتحت كتابها واهي معصبه حدها .
جت لها ساره قبل هبوط الطياره بساعه وقالت لها " مها انا رايحه الحمام , اشيل النقاب والعباة , تبغين تجين معاي "
خالد لأول مرة من تزوج مها , واهو يفكر انه لازم يفرض عليها النقاب , الحجاب مو كافي .
لكن مو ألحين يتكلم بالموضوع أكيد في وقت مناسب وراح يفاتحها .
شافها تقوم من غير ما تشوفه أو تكلمه .
لما ردت كانت لابسه جينز ابيض , وبلوزه طولها للركبه , خامتها طايحه لونها بنفسجي , وفيها ربطه على الخصر , كانت حلوه وراقيه شاريتها من محل French collection
ولفتها كانت اوف وايت ساده , طلعتها من شنتطها البنفسجيه , وكان لابسه فلات (حذاء من غير كعب) بنفسجي .
كان شكلها مبهر , راقي وحلو , هذا اقل شي ينقال عنه .
كان يشوفها واهو محترق دمه , كان مغتاظ من حاله , مو عارف اشفيه , احساس الغيره متحكم فيه , يغار من أي شي , ومن اي فعل .
صاير غيور بشكل اهو ما كان متخيل انه ممكن يوصل له .
قبل ما تنتبه لنظراته , نزل راسه لأوراقه , وسمع صوت المضيفه تقوله " استاذ قهوة ولا شاي " واهي تبتسم بدلع , قال لها بهدوء "لأ , شكرا "
فردت عليه " متأكد "
" إيـــه متأكد ".
مها تنرفزت ووقفت تنطر المضيفه تبعد عشان تدخل لمكانها , فلما شافتها مطوله بدلعها وابتساماتها الماصخه قالت " أظن الريال قال لج انه ما يبي شي , صح حبيبي "
خالد ما كان متأكد ان كانت تكلمه ولا لأ , لكن شاف نظراتها عليه قال يوافقها "أمممم " خاصه انه ماله نفس تطول السالفه واهو وراه شغل كثير , وبعد ما قالها رد تركيزه للأوراق اللي تحتاج اهتمامه .
حطت مها ايدها على خصرها وقالت " ألحين لو سمحتي ممكن ادخل "
المضيفه عطتها نظرة ضيق , وبعدين ابتسمت بمجامله وقالت " اكيــد "
لما راحت المضيفه , كان مها لسه حاسه بحره , خاصه انه خالد ما نزر (خانق , زف) المضيفه وقالها ( روحي , أو شي من هالقبيل ) بالعكس كان يبتسم ويجاملها , وهذا الشي يبط الجبد , خاصه انه طول الوقت متجاهلها اهي مها , جلست قربه قالت له برغبه منها انه يعطيها من اهتمامه " ممكن نسولف ولا لما ألحين مشغول "
طول السفرة واهو ساكت ما يكلمها إلا إذا جت المضيفه تسأل عن طلباتهم ( او بالأصح عن طلباته ) , ويا كثر ما تجي هالمضيفه , مها احقدت عليها وعلى تصرفاتها , تتدلع زياده عن اللزوم , وتلصق بخشة الواحد , والمشكله انها تلصق بوجه خالد بطريقه مستفزة , اما خالد فكان يرد عليها عادي ويجاملها , واهي تزيد بالتميع , والضحك اللي ماله معنى .
قبل ما يرد قالت " مو عن الموضوع "
كان يناظر اوراقه وقال " تكلمي , اسمعك ؟ "
وبغيض لأنه لما كانت المضيفه تكلمه قدر يرفع عينه عن هالأوراق " اشدعوه لي هالدرجه الأوراق مهمه , ما تقدر ترفع عينك عنهم ؟ "
رفع عينه وشافها وقال " يلا سولفي "
كان ودها تقول عن شنو كنت تتكلم للتو , لكن قالت " ما أدري انت ما عندك سوالف ؟ "
رد يطالع الأوراق وقال " لأ ما عندي "
اففففففف منه لما يتصرف جذي .
قالت له " انزين , خالد ! "
" هممم "
" عمر يدري انه احنا يايين مصر "
" لأ انا مخليها له مفاجئه "
ردوده تقهر , ساكت طول الوقت , لما حاولت تكلمه كانت النتيجه انه يرد عليها واهو ماله نفس, وخلتها تقول بهمس عشان تقهره " ياليتني قاعده قرب ساره او حتى بدر "
رفع راسه عشان يفتك من الحنه , وقال " ساره , ساره "
ساره اللي كانت بالمقعد اللي قدامهم ألتفتت عليه وقالت " سم "
قال " تبين تغيرين مكانك "
مها كانت تشوفه بقهر, وفكرت انه يبي هالشي من الله عشان المضيفه (مسكين خالد ما كان يفكر ولا يدري عن هالمضيفه , غير انها مضيفه مزعجه !!) , فقالت لساره من بين اسنانها " لأ يا ساره ما فيه داعي اتعبين روحج , قعدي مكانج "
ما راح تخلي المضيفه الخايسه يخلى لها الجو .
واستحت انه خالتها قاعده تسمع هالحوار , اللي باين كنه خالد مو مشتهي يجلس معاها .
لف عليها وقال بأستهزاء هامس " اشوف غيرتي رايك , وين اللي تقول يا ليتني قاعده قرب ساره "
عينها غورقت من أسلوبه البايخ ولفت ويهها عنه , ونست انه اسلوبها اللي نتج منه هالرد .
اما اهو فكمل يطالع أوراقه وبعدين قال بهدوء " بس خلينا نوصل وانتفاهم اهناك "
قالت بعناد " ومن قال أبي اتفاهم معاك , ما ابي "
ما لف عليها و بقلمه خط على كم سطر وكتب تعليقات على الأوراق اللي عنده .
وبعدين قال " اتركي عنك حركات البزران "
اسكتت لأنه ان كملوا على هالمنوال راح تصك بينهم هوشه وبالطياره وهالشي اهي في غنى عنه , لأنها تدري انها ان اختلفت معاه اهني راح تكون اهي الخسرانه .
جت لهم المضيفه , وكلمت خالد " استاذ ... الأن وقت ربط الأحزمه , إذا تريد مساعده في ربط حزام الأمان فأنا ..."
لااااااااا هذا مصختها , قالت مها بعصبيه قبل ما يرد خالد ,و قبل ما تكمل المضيفه جملتها "لااااااااااااا ما يحتاج مساعده , لا تخافين عليه اهو ريال كبير , إذا يبي مساعده فأنا زوجته...سمعتي انا اللي أقدمها له , مو انتي " وكملت " وألحين تفضلي , روحي كملي شغلج يا أنسه "
خالد تفاجأ من البركان اللي انفجر للتو , هالتصرف غريب على مها , اهي بعادتها تستحي وبقوة , بالسابق إذا صار موقف زي كذا , كانت ترد البيت وتقلبها مناحه وبكي , من غير ما تواجه الحرمه بالواقع , وطول الليل تقوله ( كان المفروض اقول كذا , وكان المفروض اقول ذاك ) وما تخليه ينام .
مسح الأبتسامه عن وجهه قبل ما تشوف التسليه على وجهه , وقال بسخريه " ألحين ارتحتي لما زفيتي (هاوشتي) المره (المرأة) "
عطته نظره , يعني ملاحظ تصرفاتها , ملاحظ دلعها وحركاتها ,قالت بعصبيه " عاجبتك حركاتها صح ؟ "
تسند على كرسيه " هي بس كانت تعرض المساعده "
" مالت عليها وعلى مساعدتها , قليله الأدب اللي ما تستحي "
خالد اهني ضحك من قلبه .
عطته نظره , وما كلمته باقي الرحله .
اما اهو فكان مبتسم واهو يسوي شغله , الغيره معناتها تحس بشي تجاهه
ضوت أشاره ربط احزام الأمان , ووصلت الطياره , ولما مروا من عند البوابه حقت الطياره كانت المضيفه واقفه عند الباب , خالد حس بش يتعلق بذراعه , وشاف مها , اللي كانت تشوف المضيفه من فوق لي تحت , وماسكه ذراعه بتملك .
ما قدر يكتم بسمته على تصرفاتها .
اول ما غابوا عن نظر المضيفه اتركت ذراعه كنها مشمئزه وراحت لساره , كان حاس بنظرات اهله المستغربه لهم , لكن بسمته الجانبيه ما غابت .
خلصت معاملات المطار بسرعه , وراحوا للفندق وطول الطريق السواق كان يكلم خالد , وخالد يرد عليه بأختصار , المهم انهم وصولوا لفندقهم ومثل المطار بالضبط المعاملات انتهت براحه .
خالد كان حاجز ثلاث غرف وكل غرفه فيها فراشين .
غرفه صار فيها اهو وبدر , وغرفه فيها امه وساره وبينها وبين غرفة مها باب مفتوح.
خالد بعد ما تأكد انه الشنط كلها وصلت لأماكنها , شاف امه منسدحه تريح , وبدر على طول اول ما حط شنطه نزل اللوبي , اما ساره فقاعده تفرغ شنطتها , و مها جالسه بالبلكونه .
راح لها وطق باب البلكونه عليها عشان ينبهها لوجوده , لفت شافته وصدت عنه لجهة النيل .
قعد بالكرسي الثاني , وقال بضحكه " ممكن افهم ليه هالصد !! "
قالت له " يعني ما تدري "
ريح عمره اكثر بالجلسه وقال " لا يكون تقصدين المضيفه "
تدري انه ملاحظها , وهذا زاد غيظها غيظ فقالت بعصبيه " أكيد عاجبتك , أكيد , واهي تضحك وتتدلع "
قال واهو مستمتع بمنظر غيرتها " بس هي ما سوت شي " .
فقالت " يعني لو مضيف كلمني جذي , جان صار عادي عندك صح "
وكانت بتقوم بس اهو مسكها من ايدها و قعدها ثم سحبها لقربه , هي حاولت تفلت ايدها من ايده , وقال بهمس و وجهه قريب من وجهها بحيث انفاسه اختلطت بأنفاسها " كنت ضربته مثل ما ضربت غيره "
لما شاف الصدمه بوجهها , ابتسم وقال " تدرين من ضربت !! "
ما ردت .
فقال " ضربت البياع اللي عاكسك بمحل النظارات "
ردت له كلامه بأن قالت " طقيت الريال , بس هذا صج ما سوى شي " حاولت تتذكر شنو قال الريال بس ما تذكرت وبعدين قالت بهمس " وتقول لي بالطياره ما عندك سوالف "
الغريب انه حوارهم كان كله بالهمس .
مرر أصبعه على خدها وقال " إلا سوا " فجأة قرص خدها , توسعت عينها من الألم , كانت بترفع ايدها عشان تغطي ايده لكنه مسك ايدها الثنتين بأيد وحده .
" والسوالف تجي بوقتها "
كانت ساكته تشوفه بعيونها اللي مثل البحر بجماله , اللي ما شاف البحر يشوف عيونها وبيعرف وش معنى البحر .
" وألحين نجي لموضوع النقاش "
حاولت مرة ثانيه انها تفلت من ايده بس مو قادره , وقالت " خالد هدني "
قرصته ما كانت مؤلمه بس كانت مقيده ان تحركت تألمت .
تجاهل كلامها معاه " انا ما قلت لك دايما بالمملكه تغطي هالوجه كله , ما يبان منه شي , كنت أقدراقولك ألبسي النقاب وأخلص , لكني حددت وقلت لك غطا , سكت المرتين اللي فاتوا لكن بكيفي , كنت اقول كل مرة لنفسي بشوف وش أخرتها , لكن الظاهر انك خذيتي تصرفاتي على انها موافقه , وألحين جاي احط النقاط على الحروف , وعلى فكره النقاب ما ينشال كذا وبوسط المحل بالسوق "
وقف عن قرصها , ولاحظ البقعه الحمرا الناتجه عن قرصته واضحه ببشرتها البيضا , نسى انه خدها ناعم ويبان الأثر فيه بسرعه , قرب وجهه اكثر وباس البقعه , سمع شهقتها , وقرب فمه من اذنها وقال " نسيت انه بشرتك من ألين وانعم ما خلق ربي , وانها تترك اثر بسرعه "
وكمل " ذكريني وش كانت تقول جدتك عنها ؟ "
بعدت ويهها عنه وصار ويهها مواجه ويهه , وقريب منه وقالت بهمس " غضه , نضرة , ان قعد البرغوث على خدج يقضه " (يقضه يعني يعمل فيه فتحه , دليل على لين الخد )
ابتسم وقال "بالضبط "
وفجأة سمعوا اثنينهم شهقه .




يتبع ...

نظرة الحب
03-28-2011, 05:40 PM
التابع...


وفجأة اسمعوا اثنينهم شهقه .
مها ابتعدت عن خالد بسرعه واهو ما ترك ايدها , اما خالد فتحرك ولكن ببرود وبطريقه عاديه , وترك ايد مها وبهدوء.
هذا اكثر موقف محرج مر علي بحياتي , مها كانت تقول هالكلام لنفسها , وكانت حاقده على خالد لأنه باين عليه عدم التأثر والتسليه بالموقف بعكسها اهي .
سمعت صوت ساره يقول " اسفـــــــــه وربي ما كنت اقصد ادخل كذا , وربي ما أدري انكم ..." وما كملت ما اعرفت شتقول .
وكملت سارة " ما كنت ادري يعني انكم كنتوا تسوون اللي تسوونه "
وصار وجهها احمر بقوة على الكلمه اللي قالتها .
مها تمنت الأرض تنشق وتبعلها بهاللحظه , واااااااااااي مو معقول هالشي يصير , قالت بعجله " ما كان يصير شي , يا ساره , ما في شي , ما قاطعتي شي , والله "
خالد قام واهو يشوف ساره و مبتسم على مها وتوترها " وش تبين يا ساره ؟ "
قالت ساره وعينها بالأرض " ابي مها بموضوع , بس ألحين خلاص ما أبي شي "
مها قالت " يلاااا قولي , ألحين قولي , قولي موضوعج ؟ "
لما شاف سكوت سارة , ضحك خالد " ههههههه طيب , طيب يا انسه ساره , اجل تبين مها بموضوع خاص , يعني انا مالي مكان بينكم "
زاد احراج سارة احراج .
ما كانت متصورة انها بتدخل وبتشوف خالد ومها بهالوضع , جد كرهت حالها .
اما خالد فوجه كلامه لمها " مها انا رايح لعمر بعد ربع ساعه تبين تجين معاي ؟ "
مها شافت سارة ولفت على خالد بتوتر لكنها مشتاقه لخالها وقالت بتوتر" ايه "
قال " خلاص أجل أجيك قبل ما أروح "
طلع خالد , واهم الأثنين ظلوا ساكتين , كل وحده منحرجه من الثانيه , لكن وحده زايد على احساس الإحراج احساس الغضب .
وبتوتر قالت ساره " انت بترجعين لخالد "
رفعت راسها لساره بصدمه لأنه ساره كانت مغورقه عينها وقالت " جاوبي سؤالي ! راح ترجعين لخالد ؟ "
ما عرفت شتقول , ساره ماخذه الموضوع بحساسيه واهي ما تدري ليش , لكنها قالت بلهفه للأنكار " لأ , طبعا "
شافتها ساره بنظره عدم تصديق وقالت " كيف لأ , ليه كنتي قريبه منه بهالطريقه ؟ "
قامت مها من مكانها واهي مو مصدقه السؤال وقالت " ساره , هذا الشي مالج حق بأنج تسألين عنه "
قالت ساره بعصبيه " مالي حق ان أسأل عنه , إلاااا لي حق , فاطمه كانت تدري انك تبينه لك , وما راح تخلينه يطلقك و ..."
شافتها مها , سارة تقول هالكلام ساره , قاطعتها بعنف " لو سمحتي ساره , انا ما أسمح لج ..."
بسخريه قالت ساره " هه ما تسمحين لي , لا تنسين انه خالد يبغى يطلقك , انا كنت اظن انك مجبورة انك تبقين , وانك مسكينه ما أحد فاهمك , واطلعت فاطمه هي اللي فاهمه الموضوع عدل "
مها كانت راح تبجي , لكن مسكت عمرها وقالت " انا اللي ما أبي اخوج , وانا اللي قايله له اني أبي الطلاق ...."
" أيــــه واضح , لو ما شفتك للتو كيف كنتي قريبه منه , وجهك قريب من وجهه كنت صدقتك , وتظنين ما شفت وحسيت بتصرفاتك بالطياره , انتي تبينه يترك خطيبته , هذا هو الموضوع صح , ما تبين تتطلقين ؟ "
" هالكلام مو صحيح , اهو اللي قاعد يتصرف بغرابه معاي , وماني عارفه شنو يبي مني "
ساره قالت بغيظ " ان كان كلامك صحيح ليه ما قلتي لي هالكلام ,ليه سكتي , طيب ليه ما قلتي لأمي "
بتكبر وغرور تعودت تتعامل فيه مع من يجرحها قالت مها " انا مو مجبورة ابرر لج "
قلبها كان يبكي من كلام ساره , وساره كان قلبها يبكي من اكتشافها الحقيقه .
" ومن قال اني راح اصدق كلمه من اللي تقولينه , أو تسوينه "
طلعت ساره من البلكونه وراحت لفراشها , غطت وجهها بالمخده عشان تكتم صوت البكي , وبدت تبكي , تدري انه اسلوبها كان بايخ , قاسي , مع مها , وتدري بعد انه مها أكيد ما توقعت هالأنفجار , لكن هي صارلها فترة تعاني من أفكارها , أفكار تجيها وافكار توديها , غير كلام فاطمه اللي كان مثل السم ..
مها صديقتها , وتحبها , وتبيها ترجع لخالد ولكن...
لكن سمر بنت عمها بعد ..
تحس كنه جهتين يتنازعونها , ويشدون فيها وحده لجهة اليمين و وحده لجهة اليسار, تحس كنها راح تتقطع بالنص .
كانت حاسه انها مخدوعه لأنه مها ما قالت لها انها تبي ترجع لخالد , انها خبت عنها هالحقيقه .
كانت شاكه انه مها تحس بشي تجاه خالد , لكن ما توقعت انها تبي ترد له , ما تدري كيف ما فكرت بكذا .
كانت حاسه بالخيانه , المشهد الحميمي والتصرفات الحميمه المتكررة , تذكرت كره مها لسمر اللي اهي عللته انه وجود سمر كان اهانه لمها وبس , ما شافت الواضح انه مها كانت غيرانه من سمر , لأنها تبي خالد لها , وما عجبها تشوف سمر واقفه مع خالد , الزوج اللي هي ما تبيه يكون لغيرها , لأنها تبي ترده لها , كان بالنسبه لها صدمه لأنه فاطمه كانت تقول انه مها أكيد جايه ترد خالد لها , تخليه يترك سمر بنت عمهم .
وهي ساره تنكر هالشي لأنها كانت تظن انه مها ما تبغى اي علاقه بخالد , وبالتالي ما راح تضر بنت عمهم سمر .
سمر ما تستاهل اللي يصير لها .
كانت فاطمه تقول لها , تلاقينها تمسكت لما تمكنت وتزوجت خالد , لكن خالد الأكيد انه ما يحبها ولا ليه ما اعترف فيها ولما شافت انه ما منه فايده احملت وجت السعوديه لأجل تحطه امام الأمر الواقع وتجبره يرد لها , سمر مسكينه , ما تستاهل اللي يجيها , تذكرت حماسها وسؤالها لساره عن اللي يكرهه خالد واللي ما يحبه وتوترها وحفله الخطبه البسيطه اللي عملوها بنات العايله لها وفرحتها فيها .
ليه يا مها , ليه مها .
مشاعرها كانت متناقضه جزء منها يبي مها وخالد مع بعض , وجزء يبي خالد يكون مع سمر .
فاطمه وكلامها زرع شكوك بقلبي .
تحس انها تخون اهلها ان تمنت انه مها لازم تكون مع خالد , وتحس انها تخون صداقتها ان كانت تتمى انه خالد يكون مع سمر.
كانت جانب منها يدري انه مالها حق تتصرف بهالطريقه , وتقول هالكلام القاسي , لكن الجانب الثاني ما يدري ايش يعمل ومتوتر وضايع.
وزاد البكى وقلبها يقول (والله يا مها احبك وانتي بالنسبه لي مثل اختي , بس احس وانا معاك اني اخون اختي الحقيقه وامي وسمر )
مها اللي مو مستوعبه انه اللي صار للتو صار حقيقه .
حست انه الغرفه قامتتها ما تصدق انها افقدت ساره للتو .
اطلعت بره الغرفه وراحت لغرفه خالد , طقت الباب بس تبي تطلع من المكان .
فتح خالد الباب وشافها , قالت له على طول " يلاا انا زاهبه (جاهزه) , خلنا نروح لعمر "
خالد لاحظ ويهها اللي صاير شاحب , وتعبان , مسك وجهها وقال " أيش فيه ؟ "
وخرت ويهها عنه , وقالت برجفه " خالد لو سمحت لا تلمسني مرة ثانيه "
نزل ايده وتسند على اطار الباب وابتسم ابتسامه جانبيه " امممم قالت لك ساره شي "
زادت رجفتها وقالت " لأ ما قالت شي , انزين بس انا ما أبيك تلمسني "
كان يقدر يفرض عليها قربه , كان يقدر ألحين يبين لها انها ما تقدر تمنعه ان قرر لمسها , كان بكل بساطه انه يبين لها ضعفها , ويبين بنفس الوقت قوته الجسديه عليها , لكن هو ما يبغى يلمسها ألحين , راح يجي الوقت المناسب لهالشي , وهي اللي راح تطلب قربه, و لأنه يدري انه بالوقت الحالي حاصل شي لها مغير كيانها فما كان يبي يتكلم او يعلق على الموضوع لأنه باين على مها التوتر والخوف .
عدل وقفته وقال " يلا نمشي يا أميره "
اما مها كانت مو فاهمه تصرفاته بعض الأشياء ياخذها بطبيعيه وبعض الأشياء ياخذها بحساسيه , وبعدين اضحكت على حالها بسخريه , هي متى فهمت , هي ما تفهم ولا شي , هذا اللي اكتشفته بعد اللي صار مع ساره .
ودخل الغرفه وخذا مفتاح غرفه الفندق وطلع لها , كانت اهي شاحبه , اتحس انها بكابوس , نظرات ساره وتصرفاتها كانت مهينه , بالطريق بالسياره , تبلع ريقها عشان ما تنهار بالبجي من الحرقه اللي داخلها , بلاعيمها تعورها من محاولاتها المتكررة انها تكتم البكيه .
خالد كان سرحان فيها , كان حاس ان فيها شي , بس وش معقول يكون , ساره صاحبتها معقول قالت لها شي !!
وصلوا للعماره والبواب عرفهم فدخلهم على طول .
خالد كان ملاحظ سرحانها , وصلوا للشقه وطقت مها الجرس , انفتح الباب وشافت احن قلب عليها .
وقفت اشويه وبعدين رمت حالها عليــــــــه .
ما توقعت تشوفه , ما توقعت تشوفه .
ما توقعت تشوفه بهيبته وحنانه وطوله وحبه وبشعره الأبيض وبصرامته .
وبدت تنوح بحرقه , وتبكي من حرة قلبها وهذا كان واضح للكل .
ابوها سعود .
خالد انصدم صدمتين , شوفت ابوها سعود اللي علاقته معاه , كانت صفر خاصه بعد اخر مواجهتين , وبكاها كنه ميت لها احد .
اهي حست بأيد ابوها سعـــــــــــود تحاوطها بقوة وتضمها كنه بيدخلها داخله من قوة الضمه .
بدت تقول " يبا "
وتبكي " أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ " عورها قلبها وكملت بكي " أأأأأأأأأأ يبا , يبا "
خالد كان حاس بحرقه , طريقتها بالبكي ما كانت طبيعيه .
" يبا انااااااااا مشتاقه لك واااااايد , يباااااااااا "
توتر خالد و وده ياخذها من أيد جدها ويسحبها لحضنه , ويقول (ايش فيه )
ابوها سعود انصدم من وجودها وتفاجأ فيه , كانت مفاجأه حلوة له , لكن بكاها كان مفزع , وهذا خلاه يعطي خالد نظرات غاضبه , كنه يقول له انت المسؤول , وش سويت فيها .
وبحنان قال لمها " شفيج حبيبتي ؟"
وبعدين قال لها جمله اهي تحبها وايد "منو طقج ؟ منو هانج ؟ , منو شلع التراجي من اذانج ؟ " (مين ضربك ؟ مين اهانك ؟ مين قلع الحلق من أذنك ؟ "تقال للبنات الأطفال اللي يبكون ")
ما ردت والبجي يزيد وقالت " يبااااااا "
خالد قرب مو قادر يستحمل , كلن بيسحبها له , وابوها سعود انتبه فبعدها عن ايد خالد , وقاله بحركه الشفايف " احسابك معاي بعدين "
خالد كان لحظتها بيضحك , لأنه جد منصدم , ولا عمه سعود يقول " احسابك معي بعدين !!!! "
عمه سعود ما راح يعطيه براءة الشك أبدااا .
وبدون لا يسلم على خالد , خذاها ابوها لغرفه بالشقه ورقع الباب , بعد ما عطى خالد نظره أبيخ منها مافيه , سعود حبه لمها غير عن باقي حفيداته لأنها بنت بنته الوحيده والحبيبه اللي توفت بعز شبابها فاللي يحس انه يضرها , يضره .
خالد كان لما ألحين منصدم من اللي صاير كان بيروح للغرفه يدخل وراها و ورى ابوها .
لكن ما تحرك من مكانه .
وفجأة سمع صوت فتح الباب اللي هو الظاهر اغلقه .
لف وجهه وشاف عمر , اللي توسعت عينه من صدمته بشوفة اعز أصاحبه , واخوه اللي ما أولدته أمه .
ترك الباب وقال " خااااااااااااااااااالد " وراح ضم صاحبه بقوة .
" شالمفاجأه العجيبــــــــــــه يا أخي , ليــــــــش ما قلت لي كنت استقبلتك بالمطار , الحمدلله على السلامه "
ابتسم خالد بجمود , كان مشتاق لصاحبه , مشتاق لعمر وللجلسه معاه , وكان متوقع انه المفاجأة راح تكون مناسبه حلوة , لحظه لقاهم لكن الشي اللي صار كان عكس التوقع , اللي صار كان انه هو اللي تفاجأ , وقال " الله يسلمك , كنت حاب اسويها لك مفاجأة "
ترك صاحبه ودخله للصاله , وبعدين استوعب اهو وين لقى خالد بالضبط , ولاحظ جمود خالد الفرحه اللي كانت غامرته ما خلته يلاحظ هالشي .
لما جلسوا على الصوفا , قال عمر بتوقع لأنه علاقة خالد وابوه متوترة لأقصى درجات التوتر" شفت ابوي "
ابتسم خالد لأنه عمر عرف نص الموضوع بثانيه " ايه ألتقينا لثواني , لأنه خذا المفاجأة الثانيه اللي بكت فجأة كنه مذبوح لها أحد لما شافت جدها "
عمر تلفت وقال " مها , مها اهني , احلف " وقام وقف بيشوفها , حدااااااا مشتاق لها , ومتشوق يشوف الحمل عليها .
لكنه رد استوعب اللي قاله خالد وقال " مها كانت تبجي !!! ليش اشفيها "
هز خالد كتوفه " ما أدري "
ابتسم عمر بسخريه وقال " وأكيد ابوي حس بشعورها ودخلها لغرفه من الغرف "
وضغط على كلمة (حس بشعورها ) لأنه هالكلمه اهي اللي قالها له ابوه , لما طعنه المرة الأخيره .
قال له خالد " إيــه تقدر تقول هالكلام "
كان خالد متوتر وكل خمس ثواني يشوف الباب , حارقه قلبه على البكي اللي بكته وعلى انها مع جدها داخل ألحين , وش تقول ما يدري .
قال عمر" تبيني اشوف الموضوع لك ؟ "
انتفض خالد وقال " لأ مو مهتم "
هذا اللي ناقصه انها تدري انه ميت هنا وده يعرف ايش فيها وليه تبكي , دايما يحس انه مراهق معاها , تصرفاته تكون غبيه .
رفع عمر حاجب وقال " على راحتك , تبي قهوة "
هز خالد راسه وقال " أيـــه لا هنت "
بالوقت اللي عمر يسوي فيه القهوة
مرت دقيقه
ودقيقه
ودقيقه
ودقيقه
ودقيقه
خالد كان يحسهم ساعات , من دخل عمر للمطبخ واهو يتهدد انه يدخل عليهم الغرفه , ويشوف الموضوع بنفسه .
لما طلع عمه سعود واهو عاقد حواجبه , خالد وقف وما غاب عنه عصبية عمه سعود .
خالد وقف لأنه ما كان مسلم على عمه للتو وألحين الأصول انه يسلم عليه .
مد ايده , عمه سعود ناظرها كنه يتساءل يسلم ولا لأ ! , خالد اهني كان ماسك اعصابه بالقوه مو كافيه انه مها كانت تبكي ألحين , عشان جدها يتصرف بهالطريقه ,مد جدها ايده ومسك خالد , يشوفه بنظرات عدم استلطاف كلي , بنظرات تقتل , وقال له بحزم (اللي ما يعرف سعود ما كان راح يعرف انه كل حرف يقوله يقصده ) " والله يا خالد لو دريت انه لك يد في بجيتها (بكاها) جان (كان) صار هذا اخر يوم تشوفها بحياتك كلها , ما كنت راح اسمح لك بفرصه ثانيه معاها "
ابتسم خالد و شد على ايد عمه (عدم الأستلطاف كان متبادل ) لكن هذا ما يمنع وجود الأحترام وقال " أظن يا عمي انه علاقتي فيها شي خاص فينا احنا , مع كل احترامي , مافي داعي تكدر روحك في الموضوع " يعني بأسلوب ثاني مالك خص .
ألتقت عيونهم ببعض , كل واحد يحافظ على حقه فيها , ويحاول يفرضه على الطرف الثاني .
تركه سعود ثم جلس وقال " بنشوف "
خالد كانت اعصابه على الحفه لكن رد ابتسم وجلس واهو يذكر نفسه (عمي سعود رجال كبير , ما عليه لازم أستحمله ).
قال " البنت ما قالت شي , لما سألتها شنو فيها , قالت انها مشتاقه لي , فكرت اني اخذها معاي للكويت , اشقلت يا خالد ؟ "
عمه يستهبل , ولا أيش , ما صدق انه الله جابها له , ألحين عمه يبي ياخذها منه .
دخول عمر وفر على خالد الرد .
شاف الوضع المتوتر اول ما دخل الغرفه , وعرف انه ابوه أكيد قال شي .
وزع القهوة .
وقعد واهو ساكت ,تسند بأسترخاء و اهو يشرب قهوته , ما يحب يدخل بمواضيع بين ابوه وخالد , اصلا اهو من عمره ما يتدخل إلا إذا كان حاس انه الموضوع يعنيه بطريقه ما.
كان حاس بنظرات ابوه الموجهه له .
كان يلعب بسكسوكته لما أبوه وجه الكلام له , وهذا خلاه يرفع عينه مع استمرار لعبه فيها .
"تصدق ياعمر ان فيه ناس يكون عندهم جواهر ما يعرفون يقدرونها , ولا يعرفون قيمتها "
عمر يدري انه هالكلام مثل ماهو موجه لخالد , كان موجه له اهو .
فضحك بصوت عالي.
خالد رد بأن قال " كل انسان يعامل جوهرته بالطريق اللي يبيها يا عمي "
بعد ما هدى ضحكه قال " يبا , يبا "
وسكت وبعدين قال بأبتسامه " ليش هالكلام ألحين ! ماني فاهم ؟ "
" وين كنت من يوم المكتب ؟ "
تغيرت ملامح عمر من طاري يوم المكتب لكن ردت بسهوله لوضعها السابق , وقال " حولك وحواليك "
سعود كان ملاحظ غياب ولده و كان يروح من الصبح وما يرد إلا بأخر الليل , وهذا الشي كان معصبه , اليوم اهو اليوم الوحيد من يوم مواجهتم اللي ألتقوا فيه واجلسوا مع بعض .
" اشكنت قاعد اتسوي ؟ "
قال " كنت قاعد ألعب بسكسوكتي "
صوته اللي على طبقه , وتكلم بغضب واضح من أبنه " رد عدل "
عمر شاف ابوه وقال " محشوم يبا , الرد ما كان مقصود فيه التقليل من احترامك "
قال ابوه سعود " عيل شنو المقصود فيه , انك تستظرف "
قال عمر بهدوء " يبا شالسالفه , ييت مصر وقلت اللي قلته بالمكتب , وقلنا على امرك , حاضر , طلباتك أوامر " سكت وبعدين كمل " شنو تبي مني بالضبط يبا , ماني فاهم " شاف ابوه وكمل بنفس الهدوء " مو قاعد اسوي شي , قاعد احوس بمصر , لأنك معطيني اجازه ..... هذا اللي قاعد اسويه "
كان خالد بيقوم لأنه حاس ماله مكان بهالنقاش وانه النقاش راح لمكان خاص فيهم, لكن حس بأيد عمر عليه , تمسكه واتقعده , شاف صاحبه وعرف انه صاحبه بحاجته وبحاجة وجوده , فجلس .
"كلامك هذا كله ماله معنى , على منو هالكلام , على منووووو "
وكمل " انت خبز ايدي يا عمـــــــــــــر , تظن اني ما ادري انك قاعد تخطط لشي , سكوتك وتقبلك للواقع ما يمشي علي , انا اعرف ولدي , عدل , واعرف اسلوبه باللعب , اعرف اسلوبه بالتفكير , كل شي عندك حاضر بس اللي يمشي اللي انت تبيه "
أضاءت عيون عمر بلمعه غريبه , لكن ظل ساكت .
خالد كان مستغرب من اللي يصير قدامه .
كان عارف انه فيه شي صاير ومو طبيعي وانه اهو طلع من السالفه من وقت ما ضحك عمر , والمواجهه ألحين صارت بين الأبو والأبن .
قال عمر " ما راح اتدخل لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر "
وقال سعود بجديه " هذا اللي يقوله لسانك " سكت وقال " الله يستر من افعالك "
قام عمه سعود وقبل ما يطلع من الشقه قال " خالد فكر بالأقتراح اللي قلته لك , ورد لي خبر "
رد دخل غرفه مها , وبعد خمس دقايق طلع منها وطلع بره الشقه .
ما كان خالد عارف يجلس مكانه لأنه مو عارف ايش فيها , ولا أيش قايل لها جدها , لكن قبل لا يقوم لازم يعرف وش ورى صديقه , لأنه اللي صار للتو كان غريب .
" شالموضوع ؟ "
قام عمر وشال صينيه القهوة (يبي يشغل عمره وبس ) .
قال " مو وقته هالموضوع , أدري انك متحرمص تبي تروح لمرتك , بعدين انتكلم "
وراح للمطبخ بالصينيه .
لو ما كان عارف عمر كان لحقه , وأصر انه يسمع تفسير , لكن كلمة عمر يقصد فيها انه هو ما يقدر ايتكلم ألحين .
قام من مكانه وراح لغرفتها خاصه انه قلبه يذبحه من خوفه عليها .
دخل عليها بالغرفه وشافها منسدحه على جنبها اليمين , جلس قربها على السرير .
انسدحت على ظهرها وشافته ونزلت عينها .
ما لمسها .
ما أبتسم .
ما عبس .
قال بهدوء " أيش حصل بالفندق "
ارتجفت شفايفها , فعضت شفتها عشان توقف ارتجافها .
" حصل شي صح "
قالت بصوت مبحوح من البجي " خالد ما فيني شي , بس كنت مشتاقه لأبوي سعود و خاصه اني ما كنت شايفته "
" قولي هالكلام لأبوك سعود , مو لي "
ردت سدحتها على جنب وقالت " خالد بس هذا الكلام اللي عندي "
راح يعرف اللي صار بوقته اما بالوقت الحالي فراح يتقبل عذرها
قال لها بعد لحظه سكوت طويله .
" جدك سعود يقول وده ياخذك للكويت ؟ "
لفت وجهها له بحماس وسعاده , كان يراقب تعابير وجهها اللي اشرقت فجأه بنور ماله مثيل وحس بطعنه لقلبه .
لكن تذكرت كلمته لها انه وده يشوف ولده يكبر وده يحس انه بيصير ابو تذكرت اشلون كان صوته وحماسه وشغفه بالسالفه وفجأة انطفى هذا النور وتحول لكآبه وردت لفت على جنب , وقالت " أولد وان شاء الله خير"
من غير شعور سحبها من سدحتها بحركه فجائيه , وضمها لصدره بقوة , حاولت تبعد لما استوعبت انه يضمها لكن لما شد قوة الضمه وطالت مدتها استرخت , كان يشرح بضمته لها خشيته اللي حسها لما شاف بكاها , وخوفه للحظه انه ينحرم منها للمرة الثانيه , كان حاس برجفتها بين أيديه ,و تركها فجأة , وقام واقف .
اهي انصدمت من ضمته , لكن مثل ما بدت فجأة انتهت فجأة .
ما حب يسأل عن سبب قرارها انه تبقى معاه , ما حب يعرف ليه , المهم انها باقيه .
وقال بفرح كنه يكافئها على قرارها " يلااا قومي , ما راح نجلس هنا "
مها قالت " بس خالد ...."
قاطعها وقال " ما راح نروح للفندق , راح نظهر مع عمر لباسكن روبنز "
عينها فجأة نورت " باسكن روينز "
اول ما جاب سيرة الأيسكريم تغيرت ملامح وجهها , لأنه بالوقت الحالي طرى على بالها طعمه وجماله , بس الضيقه اللي بصدرها كانت كبيرة .
بس بعدين عشمت نفسها ( أملت نفسها ) انها لما تخلص ترد للفندق , ساره راح تدري انه الكلام اللي قالته كان غلط بغلط .
وراح تعتذر لها .
ساره صديقتها وتعرفها , وان ما عرفت الحقيقه منها اهي راح تحاول معاها .
وراح يصير كل شي على مايرام , ان شاء الله كل شي بيكون خير .
خاصه انها بعد الولادة بتكون بالكويت .
قامت من مكانها على هالطاري وقربت منه .
وقالت لأنها حست من طريقة ذكر الموضوع انه ما كان متطمن انها بتظل معاه " احنا اتفقنا انه راح نبقى مع بعض لما أولد , كان المفروض تقول ليدي (لجدي) هالشي وانا ما اخلف بوعدي "
ابتسم ورفع حاجب.
صارت قباله , حطت صبعها على صدره وبدت تنقز بصدره مرة وحده ومرة ثانيه , وقالت " و هذا يذكرني بشي , هذي اخر مرة تلمسني , سامع يا خالد "
تغير مزاجها من الضعف والبكي للقوة , ولهالتصرف , عجبه بقوة .
وضحك بتسليه من تصرفاتها , كانت مثل اللي يلعب بالنار وما يدري انه إذا استمر راح تحرقه ,وقرب أكثر منها لدرجه انها رجعت لورى " هههههههههههه هذا تحدي ,و لا تقرير واقع ؟ "
شافته وقالت برفعة راس " تقرير واقع "
ضحك بصوت عالي , لأنه كان عارف انها ما راح تختار التحدي ابدااااااا " هههههههههههههههههه , خيار صحيح " مسك ايدها وقال ببسمه جانبيه " صبعك الحلو ذا , ما ينمد علي يا حلوه " ورد لها نفس الكلمه " وهذي اخر مرة تلمسيني "
وطلع من الغرفه .
بعد ما طلع قالت لنفسها ( ليش ابجي , يا كثر الأشياء الإيجابيه ألحين , شفت ابوي سعود , وساره راح تفكر بتصرفاتها وخلاص بيصير كل شي زين خاصه انه خالد يعاملها زين "نوعا ما " , وخاصه انها بتشوف عمر )
عمـــــــــــــر .
اول ما فكرت فيه راحت طيران غسلت ويهها و جري لبره الغرفه .
طلعت ما لقت إلا عمر وخالد .
رمت روحها على عمر وقالت " مفااااااااااااااااااااجأة "
خالد وعمر ضحكوا , لأنه المفاجأة وابوها وامها اختربوا كلهم , ومنها اهي .
لكن عمر قال بكل حنان " وأحلى مفاجأة بعد "
وضمها بقوة .
بعد ما تركها قال " ياالدلوعه ليش كنتي تبجين "
شافته بنظره وقالت " انا مو دلوعه , الدلع هذا كله من الحمل "
خالد ضحك , لأنها دلـــــــــوعه لأقصى درجه .
قالت بعد ما سمعته يضحك , شافته بعصبيه وقالت لعمر " عمر صح انا مو دلوعه "
عمر اللي باين عليه توهق , ضمها وقال بتصريفه " ولهت عليج "
وخرته عنها وقالت " مليـــــــــــــــق "
خالد اهني دق تليفونه وشاف خط من السعوديه , شاله , وسمع صوت عمه حامد يهلي فيه ويكلمه , طبعا خالد قام من مكانه , عشان يتكلم مع عمه براحه , وبدى يسأله عن احواله واحوال الأهل وشلون خالته ام قتيبه , وكانت الصدمه .
" هذا اللي انا متصل عليك لأجله "
خالد قال " امر يا عمي ايش فيه "
" ام قتيبه راسها وألف سيف انها تسوي تحاليلها بمصر بعد ما صاحبتها مدحت مستشفى هناك , احنا خذينا مواعيد بالمستشفى , وعملنا كل التحضريات , وان شاء الله خلال يومين بنكون انا وام قتيبه وسمر وقتيبه عندكم "
خالد حس كنه انضرب على وجهه , يعني خالته ام قتيبه مالقت إلا مصر وش فيها السعوديه وش فيها لندن , وش فيها امريكا .
طبعا ما يقدر يرد عمه , لأنه عمه الطرف المتضرر من فسخ الخطبه , إلا انه متقبل وجودي ويعتمد علي , ما يقدر إلا انه يتصرف معاه بشكل عادي .
و كان عارف انه هالشي بيزيد المشاكل .
سمر وهو ومها بمصر , تذكر الخلاف اللي صار أخر مرة بينه وبين مها على سمر , وقال بنفسه (الله يعين ) , خاصه انه ما يقدر يقول لمها عن فسخه للخطبه .
كرر ( الله يعين )


الكاتبه black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:41 PM
البارت السابع عشر

*** ودي ابكــي لين ما يبقى دمــــوع … ودي اشكي لين ما يبقى كـــــــلام***





ساره :

ساره كانت بعدها تبكي لما حست بأيد حانيه تنحط على كتفها , وتقول لها " ساره ايش فيه ؟ "
قامت من مكانها ورمت حالها بحضن امها , وقالت " يما قسيت على مها , وقلت لها كلام ماله داعي, ما ادري ليه سويت كذا , ما ادري "
موضي كانت تدري وش تعني مها لساره , ولاحظت كيف علاقتهم قوت بالأيام اللي فاتت , ولكذا تفاجأت انه حصل بينهم خلاف , فبعدت بنتها وناظرت بوجهها وقالت بحزم لطيف " ما تدرين يا سارة ! , ما أظن , انا متأكده انك تدرين "
وكملت "و ألحين راح تقولين لي "
رجفت شفة سارة , وهددت ببدء مرحلة ثانيه من البكى .
موضي حطت ايدها على وجه بنتها الصغيره وقالت " تكلمي يا ساره "
" ليه انتي ما تحبينها يمه ؟"
" ساره هذا الشي خاص فيني , وفيها وفي خالد " وشافت تعابير بنتها وهذا خلاها تقول "ساره انا لما اتصرف معاها هالتصرف فلأني ام , واحساسي غير عن احساسك واحساس فاطمه , فيه شي داخلي غير عنكم ,شي انتي ما راح تفهمينه "
اللي ما راح يفهمونه بناتها , انها كلما شافت مها تتذكر انه خالد تصرف من غير شورها بموضوع غايه بالأهميه , هي ما كانت تبي غير انها تدري انه راح يتزوج ومين اختار خاصه انه بكرها و أول فرحتها واللي تعتمد عليه بعد وفاة ابوه .
كلما شافت مها تحس انه وراهم سالفه كبيره , ما تدري عنها , كلما شافتها تحس انه قدامها لغز , وانه اثنينهم يخبون عنها شي هي المفروض تدري عنه .
وكلما شافت مها يألمها قلبها وتتساءل كيف قدرت هالمرأة الصغيره انها تخلي خالد يتزوجها , أيش عملت , عدم معرفتها بالموضوع موترها كثير ومخلي الظنون تاخذها وتجيبها .
وكلما شافتها تتذكر الكذبه اللي عمرها 7 سنوات .
وكلما شافت مها تحس بتأنيب الضمير ناحية سمر, لأنها خطبتها لخالد وهو متزوج وبالتالي حطت البنت المسكينه بوضع حرج بين رفض ولد عمها وبين القبول فيه .
قطع الصمت كلمة بنتها اللي قالت .
"فاطمه قالت .."
قالت امها بحزم " ساره , فاطمه تقول اللي تقوله " تنهدت وكملت " ألحين قولي لي ليه تزاعلتي معاها "
نزلت ساره راسها وقالت " انا كنت أشوفهم هي وخالد يتصرفون تصرفات غريبه .."
موضي تفاجأت من كلمه بنتها وقالت بهدوء واهي تحاول تتمالك نفسها " تصرفات غريبه , كيف يعني ؟ "
هزت ساره راسها بتوتر " ما أدري يمه , احس انه تصرفاتهم مهي تصرفات أثنين يبون ينفصلون "
موضي حست بأعصابها تضرب مليـــــون , يعني خالد ما راح ينفصل عنها , ايش معنى هالكلام انه خالد ما راح يطلقها وانه ما كان يقول الحقيقه .
بس قالت بهدوء " يعني كيف ؟ ما فهمت ؟ "
" يمه ما أدري , يعني مثلا , لما كنا في الحديقه جلس خالد وشرب من كاسها ! , يعني اقصد حركات زي كذا , نظراته لها , نظراتها له , ما ادري .. ما أدري "
رفعت راسها وكملت " اليوم رحت لمها شفتهم جالسين مع بعض , وقراب مره , لو تأخرت خمس دقايق عن الدخول للبلكونه كنت شفتهم بوضع ..."
احمر وجهها وسكتت .
موضي سكتت وش تقول !!!
سمعت حس بنتها تكمل " ولما واجهت مها , انكرت وقالت انها تبي تتطلق , انها عند موقفها ... بس كيف يمه , كيف الوحده ترضي انه الرجال اللي تبي تنفصل عنه يتقرب منها كذا , كيف ؟ ..."
ارتاحت للي سمعته , كلام بنتها يدل على انه خالد يبي مها , لكن مها امرأه جميله , مبهرة بجمالها , واي رجال طبيعي يشوفها قدامه وهي حلاله , اكيد بيفكر فيها , كلام ساره ما يدل على انه خالد ما راح يطلق مها كانت تظن انها راح تسمع دليل اقوى من كذا .
لكن السؤال هو مها وش تبي ؟ ما فكرت وهي بالسعوديه انها تروح تواجهها او تكلمها لكن الوقت جا انهم يجلسون مع بعضهم جلسه امرأة لإمرأة .
هي ومها بينهم كلام كبير , وراح تحرص انه يكون بأقرب فرصه .
فكرت بساره , هي تدري انه ساره مرتاحه لمها مرة , وتحبها كثير.
ويشهد الله انها ما شافت من مها شي يعيب , بالعكس تتعامل بأحترام مع الكل , حتى مع فاطمه اللي تتحين الفرص لجرحها , هاديه ماقط علت صوتها , حريصه , وطيبة نفس , وباين عليها انها تحب ساره , وما كانت حابه انه ساره تتعامل مع شخص مرتاحه له وتحبه على خلفية خلافات وأمور ما تعرف شنو خباياها , وهذا خلاها تقول " ساره انتي تحبين مها ولا لأ ؟ "
هزت راسها بنعم وشفتها ترجف .
كملت " ترتاحين لها ولا لأ ؟ "
هزت راسها للمرة الثانيه بنعم .
فقالت لها أمها " اجل عامليها مثل ما يقولك قلبك انك تعامليها , مو مثل ما تقول لك فاطمه , أو غيرها ....ساره ... انتي ذكيه , وانا اثق بحكمك على الأمور , علاقتك مع مها مالها علاقه بعلاقتك معي , أو علاقتك مع فاطمه أو علاقتك مع سمر " وردت قالت " عامليها بقلبك "
"بس فاطمه تقول ..."
ابتسمت امها وقالت " فاطمه تقول كثير اشياء , هذا مو معناه انه كل كلام فاطمه صحيح "
عدلت ساره قعدتها وقالت عشان تتأكد أكثر " يمه انا ان عاملتها مثل ما يقول لي قلبي اني اعاملها , انتي راح تزعلين علي ولا .."
" لا يا سارة ما راح ازعل , وبعدين لا تنسين انها حامل بولدنا او بنتنا و احنا لازم انتعامل معاها "
" يمه وش بيكون الوضع ان خالد قرر انه يرد مها وما يطلقها .."
ساره ليه هالسؤال بالذات , ليــــــــه ؟
انا نفسي ما أدري كيف لازم تكون ردة فعلي ,وكيف المفروض اتعامل مع الموضوع .
قالت بهدوء " خليني انا أقلق على هالشي مو انتي , وان قرر خالد هالشي بيوم راح انعرف وش راح نسوي بوقتها "
ابتسمت ساره بسعاده وضمت امها , وقالت بحب " يما احبك , احبك أكثر مما تتصورين "
الراحه غمرت ساره بعد هالكلام , كانت دايم تخاف من نظرة امها لها , ان امها احتمال تكون غاضبه من علاقتها بمها , ومعرفتها انه الوضع عند امها مو مأثر كان مثل الحمل اللي انزاح عن ظهر ساره وعن مشاعرها .
امها بالوقت الحالي عطتها الضوء الأخضر انها تعامل مها من غير قيود , او تحفظات .


خالد , مها , عمر :

كانوا بشقه عمر , كانت اهي جالسه بأسترخاء على الكرسي , وساكته , كانوا ينطرون عمر اللي راح ياخذ له دش سريع ويغير ملابسه ويطلع
خالد ما كان قادر يتكلم مع احد , خالد كان متضايق من المكالمه , ويفكر فيها وبالمشاكل اللي راح تسببها له , يفكر بردة فعلها على الخبر .
اه يا مها وش معقول يكون ردة فعلك !
هه بس اللي هو متأكد منه :
جدها
جدها ان عرف بخطبته ,خالد متأكد انه هذا راح يكون اخر عهده بمها .
اما عمر كان ياخذ له دش بس عشان يغير مزاجه اللي اعتفس فجأة , من الفرح إلى شعور ما يقدر يوصفه .
كان متضايق مع اللي صار مع ابوه , والموقف كان مكدره للأخر , كان توه راد من الطلعه مع سام , وشاف خالد
كان مستانس وحس براحه انه عضيده موجود , لكن ابوه كان موجود , وقال كلام يكدر ويضيق الصدر.
صاير ما يقدر يقعد بمكان فيه ابوه , يدري ان ابوه صادق بموقفه , لكن بطريقه معينه يحس انه خانه , وقف معاها , ضده .
واهم شي بالموضوع انه اهي الجوهرة واهو الخسيس اللي ما عرف يقدرها .
مها , كانت سرحانه باللي قالته ساره , تدري انه كلامها صحيح لكن مو بهالطريقه , اهي فعلا تحبه وتموت عليه و تبيه , وتبي تكون زوجته , وتبيه يترك سمر , لكن اهي مو قاعده تسوي شي بهالموضوع , مو قاعده تحاول تجذبه لها , اهي قاعده تصده .
هل معقوله ساره راح توصل لهالنتيجه و بترد تعاملها زين و لا لأ ؟
هل قرارها انها تقعد مع خالد , إلى ان تولد صحيح !
بيئة بيتهم قاعده تضغط على اعصابها , امه من جهة , وفاطمه من جهة ,هذا غير ساره بالوقت الحالي , اشلون راح تستحمل تقعد معاهم وساره منظمه لهم بهالمعامله , ألحين صج ما صار عندها احد .
بس كلهم كوم وخالد كوم ثاني , تعبت من انها تدوس على نفسها , واهي تضغط وتسكت وتخلي عمرها عادي, واهو يحرقها بخطبته ,وبهدوءه , بمعاملته اللي مره زينه ومرة شينه , تعبت من كلامه عن انفصالهم , تعبت , تعبت .
تموت عليه وضعيفه جدامه , تحس بعمرها تبعده بأيد و تشده بأيدها الثانيه , مو قادره تتخذ قرارها .
وجهت عينها له , وشافت ملامحه الرجوليه , كان واضح عليه السرحان والتفكير , كان لابس تيشرت ازرق من ديزل مع جينز ازرق , شعره الأسود الغزير كان مبعده عن وجهه ودها تغمر ايدها فيه , وكانت لحيته بشكلها الديرتي معطيته شكل مثير, كان شكله قمه بالرجوله .
هذا كله راح يكون لسمر , كلــــــــــــه .
لأنها مو معقوله راح تكون معاه ان كان راح يتزوج غيرها , مو معقوله .
أ ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه جارحها , جارحها حيــــــــل بخطبته .
حطت ايدها على بطنها , يا الله يا رب تعيني وتعين البيبي اللي في بطني .
طلع عمر من الغرفه وقال " يلا توكلنا على الله "
شافوه اثنينهم , وقام خالد , وقرب من مها , ومد ايده بطريقه لا شعوريه يبي يعينها على القومه.
صرخ قلبها بهاللحظه احبــــــــــــــــــــــــــــــــه , والله احبـــــــه .
خذت ايده وأول ما قامت تركتها على طول .
كانوا ينزلون الدرج لأنه مها ما تحب المصعد , كانت تنزل قبلهم لأنهم كانوا يتكلمون بموضوع خاص بالأعمال ومندمجين فيه على الأخر , كانوا يتناقشون بشي متعلق بواحد من رجال الأعمال اللي مها ما تدري اهو منو ؟! , ويصفونه بالغبي اللي ضيع من ايده المحاسب اللي ما تدري شسمه ؟!
بعض المرات خالد وعمر ان اجتمعوا يكون ما في احلى من سوالفهم وبعض المرات الشخص اللي معاهم وده يصرخ بس , بهاللحظه ارفعت راسها بضجر , وما توقعت اللي شافته.
ما صدقت .
اليوم يوم المفاجأت .
اليوم شافت فيه ناس عزيزين على قلبها .
ناس ما كانت تتخيل ان يت (جت) لمصر راح تشوفهم.
ريــــــــم .
ريم صاحبتها , ريم صديقتها , ريم اللي من اللحظه الأولى عرفوا انهم بيكونون خوات , وأكثر من خوات .
ريم اللي من جت لحياتها واهي تحس انه الله كافئها وعوضها بأن عطاها اخت .
لكن الظروف فرقتهم .
الظروف كانت اقوى من مها واقوى من ريم .
من وقت الطلاق كانوا يحاولون يتواصلون لكن الوضع كان يتسم بالغرابه , كان اسلوبهم مع بعض غريب , كانوا يحاولون يكونون عادي لكن كون ريم في بلد ومها في بلد صعب هالشي أكثر وأكثر.
عمر اللي جمعهم بزواجه منها وعمر اللي فرقهم بطلاقه .
قالت بشوق , وبشك لأنها مو متأكده من ردة فعل صاحبتها ان شافتها " ريم "
ريم كانت تفتح الباب , سمعت صوت صديقتها , ما صدقت , كانت فعلا تحتاج لها , كانت فعلا مشتاقه لها , لكن ما تقدر تصدق انها موجوده , خافت تلف وجهها وتكتشف انها تتخيل .
هم اتفرقوا خاصه بعد زواجه , زواج طليقها.
كانت فاقدتها , فاقدتها من قلب ومشتاقه لها , مشتاقه لطريقتها بالكلام ,طريقتها بتخفيف الأمور , كانت ريم تدري انها اهي اللي صدت مها في بدايه الطلاق , ولما رد تزوج وبسرعه ,صار الوضع غريب بينهم .
ألتفتت ببطئ .
وكانت مها موجوده قبالها , حقيقه مو خيال , مها موجوده .
كانت تنزل بهدوء عن العتبه اللي رافعتها عنها على الدرج , بحيث ألحين صارت بنفس المستوى , وقفوا قبال بعض , يمكن لمده ثواني , لمده دقايق , لمده ساعات اهم نفسهم ما يدرون , كانت كل وحده اتشوف الثانيه كنها تتأكد انه كل شي فيها سليم وانها كامله ما انقصت عقب فراقهم .
ريم حست انه مها فيها شي غير , بس مهي عارفه تحط ايدها عليه ,لكنها متأكده من شي واحد انه مها صايره احلى .
ومن غير شعور نزلت الدموع من عيون ريم , كانت تنزل من عينها مثل السيول .
لأنها بفترة الفراق عرفت قيمة مها مثل ما اعرفت قيمة وايد امور.
ولأن ريم بهالوقت محتاجه لأحد يقولها الصح من الخطأ , أحد يقول وين تروح , ولمن تروح , و مها اعقل وحده تفكر للغير .
مها افتحت ايدها , ما تدري ليش , كانت تبي تضمها من الشوق , من الفرحه انها شافتها .
كان احساسهم مشترك , الشوق , والأحتياج للطرف الثاني , كل وحده فيهم تمر بمرحله تحتاج فيها للثانيه , والله كتب لهم انهم يلتقون , اخيرا يلتقون , وان شاء الله راح يعينون بعض , ويساعدون بعض في تخطي هالمرحله الصعبه من حياتهم .
سنيـــــــــــن مرت واحساس الصداقه والأخوه واحد ما تغير , فراقهم ما غير شي فيهم , كل وحده فيهم بأحساس داخلي نادت على الثانيه , انا فعلاااااااااااااااااا احتاجك ألحين في حياتي .
ريم شافت ذراع مها المفتوحه , هذا اللي تبغاه , هذا اللي تحتاجه , انها ترمي حالها على قلب حنون على صدر حنون وما في احن من قلب مها .
راحت لمها , راحت لذراع مها وتركت حالها , ما حطت قيود لنفسها , ما منعت نفسها , بدت تصيح , نفس الموقف اللي صار لمها فوق مع جدها , صار مع ريم .
نفس احساس مها فوق عند جدها كان عند ريم .
احساس انها محتاجه احد يحبها ويفهم اللي اهي تمر فيه , احساس انه فيه شخص ممكن انه تسند ظهرها عليه , كانت ريم بأختصار مثل اللي يغرق ولقى خشبه يتسند عليها .
ما فرق عندها انها ما شافت مها 3 سنوات , ما فرق عندها انه مها بنت اخت جارحها , ما فرق عندها غير انه مها اختها , الأخت اللي اهي اختارتها ما انفرضت عليها .
عمر اللي كان يسولف مع خالد بأندماج , لما سمع مها تقول ريم
رفع راسه وشافها , كانت لابسه فستان لي تحت الركبه بشوي , لونه اوف وايت ذكره بأول يوم شافها فيه , ذكره بالبراءه , بالحلم , ذكره بكل شي صار ذاك اليوم من 10 سنين , وألحين نفس ذاك اليوم تاركه شعرها الطويل والحلو على ظهرها بكل روعته وجماله لكن الفرق هالمره انه ما كان فيه باند يبعد شعرها عن وجهها , بالعكس متروك بكل روعته , حر .
ضحك بأستهزاء من حاله , هذا بس الفرق !!!!
الفرق أكبر من جذي بكثير .
الفرق انه ذاك اليوم كان مرتاح البال , ذاك الوقت كانت بعينه بريئه من كافه النواحي , لكن ألحين اهي مجرمه بنظره , اذبحته ذاك اليوم بمجلس بيتهم , اهي استاذه بالذبح لو كان بس اهو الضحيه كان هانت , لكن فيه طرف برئ تتضرر منها , طرف كان المفروض يقابل بالحب لكن قوبل بالذبح .
لكن للأسف مو قادر يتخلص منها , كانت مثل المرض اللي مسيطر عليه , مو قادر يلقى له علاج , سحــــــــر .
اي هذا اهو الموضوع , سحر يجذبني لها مو عارف شنو اهو , مو قادر أتخلص منه .
تذكر فجأة اهو وين !!!
اهو بالعماره وعلى الدرج ومعاه خالد !!!
خالد قاعد يشوفها , يشوف روعتها , المشكله انه وخالد صاروا واحد ألحين , صاروا بنفس المستوى بالنسبه لها , أثنينهم غرب عنها ,وصار ماله حق يناظر من كانت زوجته حلاله في يوم من الأيام .
واول شي خطر في باله بعد هالفكره انها لازم تتحجب.
وشافها كيف راحت لحضن مها و شاف دموعها .
كانت ضامه مها بقوه ومها ضامتها , كان يشوف اللي يصير , ولما هدى البكي , وسكتت , شاف عينها , عين الريم ترتفع وتشوفه .
ابتسم بسخريه مو منها , من نفسه اللي تعلقت بعينها , من مشاعره اللي اغمرته لما ناظر فيها , وشافها تنزل عينها بسرعه وتضم مها بقوة أكبر , اتسعت ابتسامته من ردة فعلها , وتسند على الحيطه يشوف المشهد اللي جدامه بسخريه وكره لنفسه ولها , كان واضح عدم راحتها لوجوده وتوترها من وجوده لأنها زادت من ضمها لمها أكثر وأكثر .
ريم اللي شافت ابتسامة عمر الساخره , حستها موجهه لها اهي بالذات , حست كنه يقول لها ادري وش اللي يجري بعقلك ألحين , وهذا اللي تركها تنزل عينها بسرعه وتبعدهم عن عيونه و ما كانت مرتاحه من وجوده , من نظراته اللي تحس فيها انها تخترق قلبها وروحها .
ما كانت قادره تستمر بالتعبير عن مشاعرها وضعفها واهو موجود , فتمالكت نفسها بسرعه وبعدت عن حضن مها واهي تضحك بتوتر , لأن ردت فعلها ومشاعرها اللي غمرتها ما كانت متوقعه بالنسبه لها , ومسحت خدها اللي عليه أثار الدموع .
اما مها فالدموع بعد انزلت بصمت من عيونها بعد ما ضمتها ريم , ما كنها بكت من نص ساعه لما قالت بس , وبدت اهي تمسح ادموعها بعد ما بعدت عنها .
ريم كانت حاسه بأستمرار نظراته الساخره , وحاولت قد ما تقدر انه ما تبين اهتمامها او تأثرها .
أما خالد فكانت عينه اولا على مها , سمع نبره صوتها اللي نادت فيها على ريم , وشاف الطريقه اللي افتحت فيها ذراعها لها , حسسته انها محتاجه لأحد وانها تعبانه , لهالدرجه يا مها وجودك معاي ومع اسرتي مضايقك وضاغط على اعصابك , ويخليك تتعلقين بأي احد خارج عن هالدائره , أولا جدك وبعدين ريم , كان وده يكون مكان ريم للحظه وحده , وده تفتح له ذراعها وتضمه وبقوة بعد , مهاااااااااا انا احتاجك اكثر ....
وللحظه استوعب شي ثاني , عمر ....
التفت لعمر بلحظه وحده , وحط عينه على صاحبه ,اللي نبهه للقا اللي صار بين مها وريم ردة فعل عمر , الطريقه اللي لف فيها لما سمع اسم طليقته كانت غريبه .
عمر وش عندك من اسرار بعد , خلافك مع ابوك , ووجود طليقتك بنفس البلد , وبعد ايش فيه ؟!
مها انتبهت للغلاف اللي بنته ريم على نفسها وبسرعه قصوى , وهذا خلاها تلفت على عمر لأنها لاحظت نظرات ريم المترتره اللي كانت توجهها للخلف , لكن لما شافت تعابير ويهه وشافت اشلون تعابيره متغيره اخترعت , ويه عمر كان عباره عن كره بارد , ساخر موجهه لشخص واحد

ريم







مها انتبهت للغلاف اللي بنته ريم على نفسها وبسرعه قصوى , وهذا خلاها تلفت على عمر لأنها لاحظت نظرات ريم المترتره اللي كانت توجهها للخلف , لكن لما شافت تعابير ويهه وشافت اشلون تعابيره متغيره اخترعت , ويه عمر كان عباره عن كره بارد , ساخر موجهه لشخص واحد

ريم

التفت لريم وشافتها , ريم قويه لكن بانت بهاللحظه ضعيفه , والجدار اللي تحاول تبنيه كان محاوله انها تتمالك نفسها , وكان واضح رغبتها بأنها تبان قويه , وسمعتها تقول بأبتسامه مرتجفه لمها " اشتقت لك مرة ..."
قبل لا تكمل كلامها , سمعت مها ضحكت السخريه اللي اقطعت الكلام بقسوة .
عمر ضحك من الكذب , كان شاك انه عندها قلب يحب ويشتاق , اهي ما عندها قلب , ما عندها غير غرورها .
ريم اللي لما سمعت الضحكه , اختفت الأبتسامه , ورفعت راسها بغرور لعمر وعطته نظره , ولفت وجهها عنه بكثر ما تقدر من احتقار .
خالد لاحظ تعبير عمر يقسى لأقصى درجه , لكن قوة عمر الداخليه مكنته انه يبتسم بسخريه .
قال خالد بهمس لعمر "يلااا عمر ننتظر مها بالسيارة "
ما التفت عليه عمر لكن قال " لحظه "
ألحين لازم يبلش بخطته اللي في باله , ما في وقت جدامه غير ألحين .
خالد لما شاف انه ما في فايده بصاحبه , وانه ما يقدر يضغط عليه خاصه بالأمر الخاص جدا , نزل وترك عمر ,و لأنه حس انه الوضع ما يتحمل وجوده , مثل ما حس لما كان عمر يتكلم مع ابوه .
لكن هالمره عمر ما وقفه , او مسك ايده ,وهذا خلاه ينزل الدرج بسرعه بعد ما قال برزانه " السلام عليكم "
راح ينتظرعمر يخلص اللي يبي يسويه , ويعرف الموضوع بالضبط .
ريم ردت بهمس على خالد " وعليكم السلام "
أما مها فتابعت زوجها بنظراتها واهو ينزل الدرج وبعدين لفت على ريم وشافت التعب اللي في وجهها ولاحظت السواد اللي تحت عينها , ملامح ريم كانت تحاكي ملامحها وهذا خلاها تحط ايدها على خد ريم بطريقه مواسيه , وقالت بحب " انا بعد اشتقت لج , شلونج ؟ شخبارج ؟ .. "
قبل لا تكمل كلامها , نزل عمر من الدرج وقال " أخبارها انها مخطوبه , لولد حبوب , وطيوب "
مها اللي شافت عمر يقرب , شافت عين الريم ترتفع لمصدر الصوت بطريقه اقل ما يقال عنها انها شوق جارف مثل ما طلع بثانيه , اختفى بالثانيه اللي وراها .
لكن مها انتبهت له , انتبهت للتعبير , ريم معقـــــــــــــــول , انتي لما ألحين مرتبطه بعمر , لما ألحين متعلقه فيه , لأ مستحيــــــــــل , انتي مخطوبه , مخطوبه , انتي كنتي الأمل اني اقدر ابدي حياتي من جديد مع شخص ثاني , الظاهر انج معاي بالهوا سوا .
ولفت على عمر اللي كان يقرب منهم , و احمدت ربها انه عمر ما كانت منتبه , لأنه عمر كان يشوفها اهي مها , ما كان يشوف ريم بهاللحظه , وخافت بنفس الوقت انه يجرح بالريم , لأنها تعرف انه لسان عمر مثل السوط متى ما قرر انه يستخدمه بهالأتجاه , قالت بخوف وبرجاء " عمر بليز بس , خلاص , خلها في حالها "
قال بهدوء وبأبتسامه " لا تخافين " وشاف طليقته اللي تعبيرها ألحين كان عباره عن غرور وتكبر وقال " بس ابي ابارك لها "
ريم ما صدقت , مو معقول , لأ مو معقول .
وش يقصد .
يبارك لها !!!
يبارك لها !!!
هو ما بارك لها بالأول ليه يبارك لها ألحين , وش معنى يبارك لها ألحين !
يقصد انه مو مهتم ألحين .
عادي عنده انها مخطوبه .
هذا قصده !!! .
يعني ما راح يتدخل !!!.
قال بهدوء " مبروك على الخطبه "
شافته وما انطقت .
ما تقدر تنطق , ما تقدر .
مها اخترعت من تعابير ريم اللي فجأة تجمدت و صار وجهها شاحب .
ومسكت ايدها .
ريم لما حست بأيد مها تغلف ايدها , استمدت قوتها منها و رفعت راسها للمرة المليون بوجه عمر بتكبر منقطع النظير .
لما شاف وجهها كيف ارتفع بوجهه بغرور , اشتهى يكسر راسها , لكنه لف على مها وقال ببرود " لما تخلصين " وأشر بويهه على ريم بعدم اهتمام , وما قال اسمها وكمل بلهجه حميمه " ابي اعرفج على بنت "
مها كانت بتطيح عينها من الصدمه , عمر وقح بصورة ما كانت متصورتها , من متى يقول ابي اعرفج على بنت .
وحست بأيد ريم تضغط على ايدها , ما حبت تلف عليها عشان ما ينتبه لها عمر , لأنه أكيد ويهها بيكون معبر .
وقال " انا متأكد انج بتحبينها , اسمها سمانثا "
وسكت وبعدين قال " على العموم , انا انتظرج بالسياره تحت "
ونزل .
ريم لما غاب عن نظرها , كانت راح اتموت .
فيه مره (أمرأه) بحياته .
فيه وحده بحياته .
فيه بحياته مره (امرأه) جديده , راح تتكرر السنه ونص اللي عاشتها بجحيم , راح تتكرر .
نفس النار اللي عاشتها , واللي هدت شوي بعد ما صار حر بترد تنقاد بنفس القوة السابقه , راح تحترق للمره الثانيه , راح تموت للمرة الثانيه .
تذكرت كيف كانت تموت باليوم ترليون مرة , بكل نفس تتنفسه تزيد النار داخلها أكثر وأكثر , لما ما عاد فيها تستحمل حياتها .
يبي يذبحها , هذا اللي يبيه , ما يبيها تعيش .
هذا إذا كان يدري عنها , هي ولا شي بالنسبه له , ولا شــــــــــــــــي
اقعدت على عتبه الدرج القريبه بتعب .
كانت حاسه انها راح تستفرغ , او راح يغمى عليها .
حست بأحد يقعد قربها , ويحط ايده حولها .
بس ما كانت قادره تركز .
وفجأة خطر في بالها شي معين , خلاها اتقوم من مكانها كنها ملدوغه , وتتدور بجنون عن مفتاحها الخاص بالشقه بشنطه ايدها , ولما ما لقته , راحت لباب الشقه , وبدت تضرب فيه بكل غيظها , وعجلتها , وهي تقول " نعيمـــــــــه افتحي الباب "
طااااااااخ طااااااااااااخ
" نعيـــــــــــــمه "
طااااااااخ طاااااااااااخ طاااااااااااااخ
وهي تقول بكل غيظ " وجع يا نعيمه "
طااااااااااااااااااااااخ
وانفتح الباب بسرعه من قبل الشغاله اللي باين عليها الفزع , وادخلت ريم اللي ما كانت مهتمه او منتبهه لوجه نعيمه الشغاله .
مها كانت اتشوف اللي يصير , واهي منصدمه , ريم توها كانت قاعده بقربها وفجأة فزت وراحت للباب بجنون .
لحقتها لأنها ما كانت تدري شنو راح تسوي بحالها , وخافت انها تسوي شي مينون .
ريم ادخلت بيتها وبدت اتدور على جوالها اللي ما قامت تاخذه معاها لأنه بدى يشكل لها مصدر ازعاج .
لما لقته بدت اتدور على اسم ابوها .
وهي تتنفس بصعوبه , لما لقته اتصلت على طول .
رد عليها على طول وقال بطريقته المعتاده " نعم "
ادخلت بالموضوع على طول " يبا , يبا , تذكر ....انت تذكر ان فيصل كان يعاني بالسوق بفتره من الفترات .." وسكتت " هااا يبا تذكر ؟!! "
" ايــــه يا ريم أذكر , ليه السؤال ؟ "
وقالت بعجله وبنفس مقطوع " يبا وألحين كيف حاله بالسوق ؟ "
ضحك ابوها وقال " لا يا ريم لا تحاتين , كل شي بالسوق تمام ,الخطر اللي كان يواجهه وقف , وألحين هو عنده مشروع ممتاز , وراح يدر عليه بالربح الوفير , تطمني , مثل ما عشتي عندي مرتاحه , راح تعيشين عنده مرتاحه "
ريم ما كانت تسمع وش يقول ابوها .
لأنها ألحين بأستنتاجها اللي اكتشفته .
يعني عمر وقف , ما عاد مهتم , ما قام يهاجم فيصل بالسوق , ما عاد مهتم ان تزوجت غيره و لأ , هو بس مهتم بالمرأه الجديده بحياته هذا اللي يهمه .
قالت الكلام المناسب لأبوها وسكرت التليفون .
لفت وجهها وشافت مها وقالت " وقف يا مها وقف "
مها ما فهمت قصد ريم بكلمة وقف , لكن تعابير ريم خلتها تقرب منها .
أما ريم فبـــــــــــدت تصيح , حست بالضيااااااااااااااااااع الكامل , وش تسوي ألحين , وين هو الطريق الصحيح .
خالد اللي كان ينطر عمر تحت عند الباب , شاف عمر ينزل وعلى وجهه علامة الرضا الكامل عن النفس .
لما شافه بهالوضع رفع حاجب , شتان بين عمر اللي كان فوق , واللي ألحين ينزل من الدرج .
عمر كان حاس ان الخطوة الأولى تمت , وبيشوف شنو أخرتها , هالفكره اخطرت في باله لما ترك سام بالفندق ذاك اليوم , يتمنى انها تنتج المفعول اللازم , لأنه ان ما نجح فيها فهذا يعني انه ريم بتكون لغيره .
رفع راسه , واكتشف انه خالد قاعد يشوفه بنظرات غريبه , بطأ بنزوله من الدرج , وعينه ملتقيه بعين صاحبه , وأثنينهم كانوا ساكتين , يدري انه خالد فاهمه , ونظراته اتدل على جذي ,وخر وجهه ومن غير اي نظره ثانيه لخالد , نزل الدرج بهروله (وشكله كان عادي ) .
وقال بسرعه " حياك السياره "
خالد راح وراه , عدم اخباره انه طليقته موجوده بمصر له مليووووووووون معنى , عمر من النوع اللي كلما زاد اهميه الشي عنده كلما خباه داخله اكثر , شافه بنظره , ومشى وراه للسياره , عمر دخل , وفجأة صارت كل تصرفاته باين عليها التوتر والعصبيه , اختفى الرضا عن النفس اللي كان ماليه لما نزل من الدرج ( لأنه بالوقت الحالي فكر بأحتماليه الفشل ).
قال خالد بعصبيه مغلفه ببرود " ممكن افهم السالفه ؟ "
وقف عمر حوسته اللي مالها معنى بالسياره , وتقليبه للأشياء بالسياره وقال كنه ما يدري شالموضوع " أي سالفه "
خالد يكره هالتصرف اللي يتخذه عمر .
عمر بأي شي لازم يتأكد انه الطرف اللي قباله فاهم عشان ينطلق ويتكلم لكن غير كذا يتصرف كنه غبي , وما يدري عن شي , قال خالد بأنفعال من تصرفات صاحبه " السالفه , السالفه , أظنك تعرف السالفه شنووو تعني , ريم السالفه ."
نطق خالد لأسمها بهالراحه شب في قلب عمر نار على نار , خاصه انه توه يفكر بأحتمال انه يفشل وبالتالي ريم راح تكون لغيره , لف عليه عمر وقال بعصبيه اتماثل عصبيه خالد " السالفه ماكو سالفه , ما كو شي "
خالد قال بأستهزاء " ما كو شي , وانت تتصرف هالتصرفات , أجل لو فيه شي , كان وش سويت "
عمر كان في باله (رديناااااااااااااااا على التعليق على تصرفاتي ) الكل يعلق على تصرفاتي وقال بطريقه عصبيه " اشفيها تصرفاتي , ما احد عاجبه تصرفاتي , لا انت , لا أبوي , لا اهي , لا مها بعد , اشفيكم ؟ ما احد قاعد يشوف تصرفاته , كلكم تشوفون تصرفاتي " سكت ياخذ نفسه وباعها , الأفكار اللي في باله كلها طلعها لخالد وقال بأنفجار " اوكي راح اقولك سبب تصرفاتي الخرى...... الله يسلمك لما قررت اردها ..."
شاف نظره خالد المتعجبه , المنصدمه .
قال بأستهزاء واضح من النفس " ايـــــــــه اردها , ما تدري صح , كنت راح اردها , كنت مثل الثور راح اردها , بروح اتقدم لها , واخليها حرمتي "
ضرب السكان (الدركسون) بأيده بقسوة وقال " لكن لااااااااااااااااا , اليوم الثاني من قراري , ناصر ...." لف على خالد وقال " تعرف ناصر , اللي كان صديقي "
لما شاف نظرة خالد قال " ايه ناصر قالي انها انخطبت ,قالها واهو يتشمت فيني "
رد ضرب السكان (الدركسون) بأيده مرة ومرتين وثلاث , وقال " تدخلت "
خالد ما كان فيه اي رد فعل , هذي اول مرة عمر يتكلم , يقول , كان بيرد طليقته , والأغرب انه تدخل لما انخطبت , هذا يدل على شي واحد بالنسبه لعمر , شي واحد .
انه ريم مهي صفحه وانطوت بالنسبه لعمر , بالعكس هي شي اكثر اهميه من كذااااا بكثيــــــــر
لكن خالد ما يبي ينطق بهالشي عشان عمر ما يفقد اعصابه .
سمع عمر يقول " وابوي تدخل عشان يمنعني , وبالنهايه ......... مهما سويت , انا تحت رحمتها , كل شي تحت رحمتها , اهي اللي تقرر , اللي بيدها تفل الخطبه "
حط راسه على السكان (الدركسون ) " أوووووووووووووف أكره هالأحساس , احساس العجز "
ألحين بس صار حوار عمه سعود وعمر كله له معنى :


" ما راح اتدخل لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر "
" هذا اللي يقوله لسانك , الله يستر من افعالك "


عمه سعود داخل بالسالفه وبوجه ولده , مانع ولده انه يتدخل بخطبتها ,لكن عمر وش يفكر فيه ألحين
قال خالد بتقرير للواقع " لكن انت لما ألحين قاعد تتدخل "
حط ايده على رقبه صاحبه وشد عليها بقوة .
رفع عمر راسه بعد ما حس انه قادر يتمالك نفسه , هو نزل راسه عشان يخبي تعابير وجهه عن خالد , كافي عليه انه خالد ألحين عارف احساسه , ما يبيه يشوف تعابير ويهه , وقعد عادي , وفكر بكلمه خالد انت قاعد تتدخل , وابتسم بأعتراف وقال "مو قاعد اتدخل بالخطبه , إذا هذا اللي تقصده !! "
خالد ضحك , مو قاعد يتدخل بالخطبه لكن اكيد قاعد يتدخل بطريقه ثانيه , شافه عمر وابتسم أكثرعلى ضحكه , وقال " غير جذي ما فيني شي , عادي "
كل هذا يا عمر وعادي , أراهن انك مو قادر تنام من التفكير , بعد خالد ايده وابتسم , قسم بالله يا عمر انت اخوي واعز , وقال تعقيبا على كلمة عمر " الحمدلله "
ابتسم عمر وقال " ايه الحمدلله " وبعدين قال بتفكير " تدري شنو اللي يقهر ؟ "
" شنو "
" انه بوقت من الأوقات يكون لك كلمه على شخص تقدر تقوله إذا ما أعجبك شي او ضايقك , و بكلمه وحده تقولها , ينتهي كل شي , ما يكون لك علاقه فيه , رايك مو مهم بحياته ,ويقدر يقولك مالك خص , و اشعليك , واشدخلك انت , يا أخي قمة القهر " لف على خالد ورفع حاجب وقال " راح تحس فيها لما تتطلقون , هذا إذا كنتوا ناووين تمشون بهالطريج "
ضحك خالد بسخريه هذا اللي خايف منه وقال " لما نتطلق !!!! , لا يا صاحبي , عندنا وعندك خير , انا من ألحين وانا مالي خص ,صحيح خففت من قولة هالكلمه بالوقت الحالي , لكن في البدايه كل ما قلت شي " وقال بقهر واهو يحاول انه يقلد مها " انت وش دخلك , احنا راح انتطلق "
شافه عمر ومات من الضحك على تعبير خالد , وعلى طريقته بالتقليد , خالد وبقمه رجولته يقلد مها القمه بالأنوثه , كان شكله يموت من الضحك .
وبعدين قال لخالد " شوف مها اشفيها تأخرت ؟! "
طلع تليفونه وأتصل على مها .
مها كانت مع ريم اللي كانت منهارة صياح , واهي والشغاله يحاولون معاها انها تشرب عصير برتقال , او ماي لكن ما في فايده .
كانت منقثه من الرياييل وخاصه عمر , مقهورة منه , يعني عمر عاجبه اللي سواه بالبنت , طلقها وقهرها بأن تزوج بعدها وبسرعه , اشيبي منها ألحين .
لما اسمعت التليفون وشافت خالد .
كانت اعصابها واصله حدها .
اطلعت من غرفه ريم .
وردت بنفسيه " نعم ! "
كانت تعامل خالد بغلطة عمر .
خالد اللي انصدم من الأسلوب قال " نعم الله عليكي , منتي جايه "
شافت ريم من الباب المفتوح على غرفتها وقال بنفس الأسلوب السئ " لأ , بقعد مع حبيبتي ريم , مشتاقه لها , بغير جو ابي استانس"
يعني بكلام ثاني , مع ريم تغير جو وتفرح ومعاهم تضيق صدرها , تغير اسلوبه من عادي لي قمة البرود الدال على تغير مزاجه " وباسكن روبنز ؟ "
تنهدت مها بتعب وحست بالبرود بأسلوبه واعرفت انها زودتها , خاصه انه ماله ذنب باللي صاير ألحين مع ريم , فقالت " خالد .."
قاطعها وقال " ولا أقولك مافي داعي تجين لباسكن روبنز , خليكي غيري جو "
سكر التليفون من غير ما يقول مع السلامه على اسلوبها الزفت .
قال له عمر " ها وينها ؟ "
قال ببرود دال على عصبيته " ما تبي تجي معانا , تبي تكون مع صديقتها ."
رفع عمر حاجب وقال " بشيــــــــــــــــــــه , بشيــــــــــه " (بشيه دلاله على الأستهزاء بالكلام ) وما علق بغير هالكلمه .
حرك سيارته وقال بعد تفكير لخالد " نسيت اقولك , سام موجوده بمصر "
طلع خالد من لفكاره وقال بصدمه بعد ما شاف عمر " تكذب !! "
ابتسم عمر وقال " لا والله العظيم "
خالد كان يدري عن اتصالات سمانثا بعمر , وكان يقول لعمر دايما ( مو كنها مزودتها ) وعمر يهز راسه بعدم اهتمام واضح .
قال ألحين " وما كنت تصدقني لما قلت لك انه وراها شي هالحرمه "
عمر ضحك لأنه كلمه حرمه على أجنبيه ما تركب وقال " ما يلوووووووووووق , حرمه و سام !!! , هذي تقول لها امرأة , انثى , لكن حرمه !!! "
ضحك خالد وبعدين فكر بالحرمه اللي راح تجي لمصر وتعقد الأمور وقال لعمر " ادامنا بيوم المصارحه العالمي , أجل بقولك انه عمي حامد واهله جايين لمصر "
اختفت ابتسامة عمر و قال بجديه " خالد , انت ماشي بموضوع زواجك ؟ "
خالد اللي ما يقدر يقول شي ألحين عن فسخه للخطبه , قال " الله كريم "
عمر كان يشوف جدامه وقال " شنو يعني الله كريم , راح تمشي بالموضوع ولا لأ ؟ "
" عمر ما أدري , يعني لو أدري كان قلت لك ! "
" تدري انه ابوي ما راح يسمح لمها بالبقاء معاك ان كنت ماخذ عليها مره ثانيه "
لف عليه خالد بعنف , لأنه حس كنه سكين انغرست بقلبه من الكلمه , هو كان يفكر بهالشي , لكن السمع له وقع ثاني , وبعدين شاف بره الدريشه وقال بهدوء " أدري "
كان السكوت غامر السياره , وقال عمر فجأة " والله يا خالد ما ادري شلون صار لك خطيبه , يعني المفروض تكون متعلم من اللي صار لي "
سكت خالد وكان في باله شي واحد (بلاك ما تدري يا عمر اني ما تقدمت )


السعوديه (خالد) , قبل خمس اشهر :

بعد فتره من خلافه مع مها خالد ما قام يروح الكويت مثل قبل , أو مثل بدايه الخلاف , بدايه الخلاف كان يروح كل يوم تقريبا للكويت يحاول يشوفها , لكن ألحين لأ .
لكن هذا ما منع انه اخبارها توصل له اول بأول من عمر , وعمر كان يدري انه فيه خلاف بين خالد ومها , لكن على شنو ما أحد يدري ( لأنه عمر كان بذاك الوقت خارج الكويت في رحلة عمل ) ورد واكتشف وجود الخلاف اللي مر عليه فتره , وكان خالد يجي الكويت من وقت لوقت , لأنه كرامته بدت تمنعه , وترده عن اراضيها .
بدى يقول لنفسه , اللي ما يبغانا ما نبغاه , وبدى يحس انه رمى حاله بزود عليها , هو عمل اللي عليه , والباقي عليها .
لكن نفسيته كانت تعكس الحاله اللي هو وصل لها .
كان تعبان من جد , تعبان وهلكان من الروحه والجيه , ومن عنادها , وغرورها .
في اليوم اللي وصل له طلبها للطلاق .
رجع للبيت بكير , وكانت امه جالسه تناظر التليفزيون .
كان مخنوق عل الأخر , كان راح يسكر الخط بوجه جدها لو ما الأصول , داق عليه يقوله (بنتنا ما تبيك , ودها بالطلاق , فلو سمحت طلق بهدوء ) طبعا اهو رفض , وقال لجدها انه هالشي مستحيل يكون .
بعد ما انهى المكالمه , كان حاس بحاله على طرف الجنون , ما كان طايق حاله وما كان طايق الملابس اللي عليه , طلع من الشركه بعد ما صرخ على احد المهندسين ونساه العافيه , وخلاه يخرج من عنده معصب , وقتها بس عرف انه لازم يطلع وبسرعه من الشركه , لأنه لو قعد مده اطول كان طرد كل اللي فيها , أو تركهم يستقيلون .
كان وده يروح لغرفته يجلس لحاله , يفكر ويستجمع افكاره , لأنه من وقت خلافه معاها وهو ما قعد في مكان واحد وفكر وش يسوي .
ما تصور انه موضوع بهالتفاهه بالنسبه له راح يوصل علاقته فيها للنهايه كذا .
سلم على امه وكان صاعد لغرفته , لما سمع امه تناديه " خاااااالد , خاااالد "
كان وده يخلي حاله ما سمع ويصعد غرفته , لأنه ما له نفس بتكلم ويتظاهر بالهدوء , والأسترخاء , لكن نزل ,وبهدوءه المعتاد قال " سمي يمه "
امه اللي شافته راد بهالوقت شكت بالوقت , لأنه خالد صار له فتره ما يرد البيت إلا نص الليل , وان سألته وينه فيه , يقول بالشغل , وهذا خلاها تسأله " خالد الساعه كم ألحين ؟ "
جاوب وهو واقف عشان يخلص بسرعه ويروح " 11,30 "
امه شافته من غير ما تصدق وقالت بخوف عليه , لا يكون حاس بشي , او مريض " خالد ليه راجع بهالوقت , تعبان , فيك شي ؟ "
ابتسم بتعب وقال " تعبان اشوي , الشغل كان كثير الأيام اللي فاتوا ,واليوم ما في شي فقررت استريح "
وامه بدت تتكلم عن كيف انه الشغل بهالطريقه مضر , وانه كذا راح يضيع عمره , وانه .. وانه ..
واهو راح فكره عن كلامها , ما غير يهز راسه كنه معاها , اهو عقله بالكويت .
بالمغرورة .
بالعنيده .
بالدلوعه .
باللي خانت العشرة , وتركته من غير سبب قوي .
يعني هذي قيمتي عندها !!.
تطلب الطلاق , ببساطه تطلب الطلاق , مهو متصور كيف عملت فيه كذا, كيف ببساطه تقول لجدها انه ودها تتطلق .
7 سنين , 7 سنين مالهم قيمه عندها .
تبغى تتطلق , هذي اخرتها , لكن ما راح يطلق , ما راح يطلقها .
واللي حارقه انه ما يبي ينفصل , ما يبي يطلق .
" ....خالد انت تسمعني ؟؟ "
رفع راسه , واهو يحاول يبين انه منتبه " ايه يمه أكيـــــــــد منتبه "
" طيب ليه ما جاوبتني , تبغى امشي بالموضوع ولا لأ ؟ , صدقني هو اللي بيريحك ؟ "
بوقتها راح فكره على انه امه تبيه ياخذ اجازة علشان يروحون للعمره , لأنه صار لها فتره ودها فيها , فقال على طول " أكيــــــــد يمه , انتي بس اعملي الترتيبات , وان شاء الله خير "
شاف الفرح يغمر امه وينور وجهها " من جدك يا خالد , من جدك ؟ "
ألمه قلبه انه امه تبغى العمره لي هالدرجه واهو ما كان منتبه لهالشي " أكيــد يمه من جدي , انتي توكلي على الله , وقولي وش يناسبك وانا حاضر "
واستأذن من أمه .
وليته كان منتبه لأنه بعدها بشهر بالضبط ,كان راد من المجلس حقته , سمع ساره تتكلم بالتليفون , وتقول " لا , لا تخافين من خالد , خالد مره طيوب , ينحط على الجرح يبرى "
.................
" لا انتي لما تتزوجينه كل شي بيكون اوكي , لا تخافين "
عصب وفقد اعصابه وقرب من التليفون وسكره .
وألتفت على ساره وقال لها بهدوءه المفزع " انتي جنيتي , فقدتي صوابك , مين هذي اللي جالسه تعشمينها بالزواج مني "
شاف ساره مخترعه , لأنه اول مرة تشوفه معصب كذا .
" قسم يا سارة انك ما تلومين إلا حالك على هالحركه ..."
قالت له بهمس " بس خالد ..هذي خطيبتك سمر "
انصدم خالد من كلام ساره ,اهو كان ملاحظ تكرر اسم سمر قدامه , ونظرات امه الفخورة , كان وده يضحك , ايش المسخرة ذي , ينخطب له وهو ما يدري .
وعشان ما يزيد الوضع سوء ,ما كان شايف نظرة الشك بوجه ساره , قال بسرعه " وين امي ؟ "
" في دارها "
راح بسرعه يركب الدرج , درجتين , درجتين .
دخل لأمه , اللي من أول ما شافته قالت " مبــــــــروك يا ولدي , وافقت عليك "
قال بعصبيه مغلفه بهدوء " ميـــــــن ؟ "
" سمر , اتصدق ان من أول ما قلت لي انك موافق على الزواج , وانك موافق على سمر , وانا اتمنى انها توافق عليك "
موافق على الزواج !!!!
موافق على سمر !!!!!!
متى صار هالشي .
ابتسم بأكثر ما يقدر من طبيعيه وحاول يجرجر الكلام من امه " ايــــــه وانتي تقدمتي لها من أول ما قلت لك "
" لاااااا انا اول جسيت النبض , ان كانت ودها بالزواج ولا لأ, تدري هي تدرس وطب بعد, ثم بعدين حاولت اعرف ان كانت تبيك ولا لأ , وهي استخارت وان شاء الله خير "
خالد تنرفز مهو عارف متى عطى موافقته للزواج .
يحاول يتذكر متى تكلم مع امه على هالموضوع لكن مو عارف متى .
كان وده يكسر البيت تكسيـــــــر لكنه ظل متحكم بنفسه , خبرته بقاعات الأجتماعات خلته ماسك حاله .
وامه وفرت عليه العناء وقالت " والله يا خالد يوم اللي جيت فيه من شغلك مبكر كان هذا يوم السعد , لأنك قبلت فيه بالزواج من بنت عمك, والله ان قلبي فرح لك , سمر بنت ما تتطوف "
خالد ما كان مصدق اللي يسمعه .
حاول يتذكر ذاك اليوم ايش فيه عشان يكون بالوضع هذا , وتذكر وليته ما تذكر , كان هذا باليوم اللي جا فيه خبر رغبتها بالطلاق من جدها , ذاك اليوم ..
بس امه كانت تقول له عن العمره ما تكلمت عن الزواج .
حاول يطري هالشي وقال بصوره عاديه " يمه متى تبين العمره "
الطريقه اللي افرحت فيها دلته ان الكلمه مفاجأة لها , قالت " والله يا خالد ناوي تاخذنا للعمره ؟"
رد على امه وقال " ان شاء الله يمه , ان شاء الله "
عرف ألحين انه كان ذاهل عن الدنيا لدرجه ما يدري وش كانت امه تسوي , او تقول .
خذت عقلي مني .
ما كان يدري عن امه من ذاك اليوم , ما كان يدري وش يصير حوله من ذاك اليوم إلى ألحين , مهو مصدق .
ألحين كل شي صغير بدى يكون له معنى , تصرفات عمه , تصرفات امه , تصرفات خواته , وهو اللي كان يظن انهم يتصرفون بطبيعيه لكن نفسيته هي اللي مصورة له غرابة تصرفاتهم .
هو غبي ولا وش المشكـــــــــــــــله كيف انحط بموقف مثل هذااااااااااااااا , كيــــــــــــــــــــف ؟
كان غرقان بمشكلته ومهو شايف المشكله اللي كانت تتكون قباله .
كان بيضحك ما كان متوقع انها مهمه عنده لهالدرجه , كان يدري انه يشتاق لها من اللحظه اللي يتركها فيها , يدري انه ما يقدر يروح يعيش بالسعوديه من غير مايسمع صوتها , كان يدري انه يحبها.
يحبها !!
اي نعم يحبها لكن مو للدرجه هذي .
تذكر اللي عمله من خلافهم , وقال لنفسه ايه احبها .
إلا اعشقها .
والله ممتاز ما عرف هالشي لما كانت حوله ومعاه , كان يفقدها ويشتاق لها لكن عمره ما فسر هالشي بالحب , اصلا ما قط فكر بكلمة حب .
ألحين عرفها لما تركته .
وش هالمشكله اللي حط حاله فيها , حرمته اللي اكتشف انه يعشقها تبي تتركه .
وعنده خطيبه ما يدري كيف صارت عنده , ولا يذكر كيف وافق عليها .
كيف تقدمت لها امه , ما قالت له شي , ما قالت له انه اليوم بتروح لها .
اليوم !
يمكن تقدمت بس مو اليوم يمكن قبل هاليوم .
مو قادر يستمر بالجلوس ويضع على وجه علامه السرور للخطبه وهو لا مسرور ولا فرحان , بالعكس حاس انه بمصيبه .
قام من عند امه وقال " انا ألحين استأذن يما "
" لحظه يا خالد "
وقف ولف على امه , كان لازم يروح مكان يعرف كيف يتصرف بالخطبه .
" خالد ما راح تروح لعمك , عشان تحدد موعد الملكه "
لاااااااااااا يا الله , المسأله جالسه تتعقد .
" مو ألحين , مو ألحين "
طلع من غرفته , خاطب , وعاشق .
يالله الخطبه , وش معقول يسوي .
راح لسيارته وده بس يطلع مره ثانيه من البيت اللي يحس انه كاتم على انفاسه , يحاول يشغل مخه .
هالخطبه ما راح تتم , راح يروح لعمه وراح يخلص ويقول له انه فاهم غلط .
وش هالبلا اللي جاه , من وين جت هالمشاكل كلها .
كان على طرف لسانه يقول لأمه لأ انا ما قلت اني ابغى اخطب , لكن تصرفاتها طول الأسبوع وتصرفاتها اليوم بالذات مخليته متردد .
خذته سيارته لمجلس عمه وقررت عنه .
عقله الباطن قاده لهالمكان وعرف انه لازم يحط حد للخطبه وألحين قبل ما تتعقد المشاكل , فكر انه ينتظر المجلس لما يفضى من الناس , ويكلم عمه على انفراد , أكيد فيه طريقه يشرح فيها سوء التفاهم .
دخل المجلس وسلم على الحضور بصوته الجهوري , وراح يسلم على كبار السن بنفسه , وبعد ما خلص السلام .
خذاه عمه من ايده وقعده قربه بصدر المجلس ,خالد حس انه هذي اشاره سيئه , وانها علامه خاطئه , وجوده بصدر المجلس مع عمه معناه انه عمه يبي يعلن ..
وعند هالفكره قال خالد " عمي عند موضوع خاص اقوله لك "
لكن عمه ابتسم بفخر واعتزاز , وقال " أدري فيه يا خالد , مافي داعي تقوله , وانا ألحين راح اعلنه على الحضور "
قال بهمس " طال عمر..." لكن عمه ما كان سامعه من ضجه السوالف اللي حوله , وقام واقف وهذا خلا خالد يقف معاه وغمر المجلس السكون , حاول مرة ثانيه "عمي .."
لكن عمه بنفس الوقت كان يتكلم ويقول " اليوم بأعلن لكم خبر , يسعدني ويفرحني , اليوم تمت خطبة ولدي خالد على بنتي "
عمه اللي مو من طبعه التسرع , تسرع ألحين , سبحان الله كيـــــــف شخص يتصرف عكس طبيعته بظرف مهو مناسب .
ضج المجلس بالمباركات , والتحايا .
خالد قال ( هذا اللي كان ناقصني )
ابتسم خالد بمجامله , هو يفكر انه الوضع زاد صعوبه , وزاد تعقيــــــــــد .
رفع عمه ايده وعم المجلس السكوت للمرة الثانيه , وقال " وان شاء الله بعد يومين الكل معزوم على العشاء عندي على شرف هالمناسبه "
خالد اهني جته الضحكه من الموقف , وعرف معنى شر البليه ما يضحك , هذا بدال ما يكحل السالفه عماها , كان المفروض يجي لعمه بوقت يكون فيه لحاله , اختياره للوقت كان خاطئ واختياره للمكان كان خاطئ , ما عرف هالشي الا لما دخل وعقد المسائل .
اتصل على عمامه الباقي وخواله , لأجل يكون عندهم خبر , وحرص انه ما يكون فيه موعد للملكه لأنه تعذر بالشغل , وانه بالوقت الحالي ما يقدر يكون فاضي لزوجه , وان شاء الله متى ما فضى راح يكون كل شي بخير .
وأدرك انه الخطبه راح تستمر على الأقل بالوقت الحالي ,وبعدين ينهيها بطريقته .
مرت ثلاث ايام على هالموضوع وجاله اتصال من عمر وقال له " خالد انا بسألك سؤال واحد وبكل وضوح , انا واصلني خبر من واحد من الربع السعوديين انك خاطب بنت عمك , صح هالكلام و لا لأ ؟ "



يتبع ...




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}

نظرة الحب
03-28-2011, 05:41 PM
--------------------------------------------------------------------------------




سكت خالد , ما يقدر ينزل من قيمة بنت عمه وينكر خاصه انه الموضوع انتشر من كمية مسجات المباركه , والتليفونات اللي قاعد يتلقاها .
اصلا ما يقدر يقول لعمر (عمر امي اخطبت لي , وانا مالي ذنب ).
وفكر ان مها راح تسمع , وهي تستاهل اللي بيصير فيها من هالخبر , جزاءا على غرورها وتصرفات الدلع .
قال ببرود " ايه خطبت , وقول لبنت اختك هذي فايدة الزعل اللي ماله معنى "
وبكل غضب كلمه عمر وقال " انت اشلون تخطب , شنو يعني تبي تتزوج على بنت اختي ؟, وبنت اختي شنووووو وضعها؟.. هااااا.. قولي شنو وضعها ؟"
عصبيه صاحبه كانت مفهومه ولكذا هو حاول يكلمه بهدوء " عمر لو سمحت لا تتكلم معاي كذا "
" لا يا اخي لاتقول , ما اكلمك جذي , وانا قاعد اقول لأبوي رد المرأة لريلها , وقاعد احاول اقنع فيه , وانت اخر شي تخطب "
هووووووووووو ناقص اعصاب عمر , كافي عليه الوضع اللي هو فيه وقال بغضب "عمر الوضع مو مثل ما انت متصور "
" اشلون عيل الوضع ؟؟, يلااااا اشرح لي الوضع ؟؟"
" خلني انا المسؤول عن كل شي , وما أقدر اقول غير اترك السالفه لي , وبعدين لا تنسى ان مها هي اللي قررت انها تترك مو انا "
بغيظ منهم الأثنين , من خالد ومها " تدري شلون !!!!! كيفك انت وياها , تنيازون , انا ليش اتدخل بهالشي ماني فاهم ! , على العموم يا خالد انا ما راح ادافع عنك ان وصل هالموضوع لأبوي , تسمع , ما راح ادافع عنك , وقسم بالله ان كنت راح تتزوج عليها فأغسل ايديك تشوفها "
" هذا تهديد ؟ "
قال عمر بعصبيه أكبر " اعتبره مثل ما تعتبره "
تعوذ خالد من ابليس ,ايش يقصد عمر , وقال " عمر هي حرمتي, ما أحد يحرمني منها "
ضحك عمر بسخريه " ايه قول هالكلام لأبوي "
هدى عمر وخالد عصب اكثر من عصبيته " عمر وقسم بالله ..."
عمر قاطعه خوفا من انه خالد يقول كلام يندم عليه " اسمع انت لك مني اني ما اقول لأبوي , لكن مها لازم تعرف , وانا ما راح اجبرها انها تتم معاك ان كانت ما تبيك "
قال بنرفزة "خلها تدري احسن "
وفي باله انها اكيد راح تدري راح تدري , فإن كانت راح تدري من عمر (صاحبه ) فأحسن له من غيره , ويمكن بعدها ترجع له , وتحس بقيمته .
عمر قال " خالد انت تتكلم عن بنت اختي "
بنت اختك اللي تشيب راس الواحد .
رد وقال " انا اتكلم عن حرمتي , وقاعد اتكلم عن تصرفات حرمتي "
تنهد عمر لأنه يدري انه مها قاعده تتدلع وايد ,لكن المشكله انه ما يدري شنو الموضوع بالضبط فما حب يقول رايه بمها , وقال " بس خلاص ما نقدر نتفاهم واحنا بهالوضع , يلا مع السلامه"
سكر منه التليفون .
حاول يقسى , حاول يشد بالكلام , ويبين موقفه لعمر , ولما سكر من عمر , قلبه الغبي ناقض كل كلامه و ما مرت خمس دقايق إلا و مسج واصل لعمر يقول :


اتصل علي لما تقولها

وجاله اتصال عمر , عوره قلبه بهاللحظه بالذات كلمة عمر , وكرر طلبها وقال له انها تبي الطلاق ومصممه عليه , وهذا كان طعنه بالصميم , مهما كان غاضب منها ما كان وده بهالشي , خاصه انه توقع انها ترد له وتعرف قيمته بعد ما تسمع هالخبر , وكلمة عمر انه موافقها على هالشي يطعن اكثر وأكثر , كانت الأمور صعبه بينهم مره ما كان ناقص موضوع الخطبه اللي صعبت أموره معاها .

اصرارها على الطلاق وتمسكها فيه أجبره يروح للكويت للمره المليون من خلافهم , كان يبغى يوضح كل شي .
يشرح كل شي , حتى مسألة الخطبه .
داس على نفسه واعصابه وكرامته كثير عشان يكون معاها ويشرح لها كل شي , كمحاوله أخيره , والتقى فيها وصار اللي صار .
لكن رجع للسعوديه والوضع شديد عليه أكثر من قبل , كان مثل اللي عاش بجنه لساعات ورجع طلع منها مجبور .
وأول ما رجع تواعد مع ربعه على القنص , لأنه يحتاج لتغيير جو , يحتاج انه يذبح وبما انه ما يقدر يذبح ناس , ما عنده مانع يذبح حيوانات .
واهو بطريقه لربعه كان يقول لنفسه
ليه ما أتزوج غيرها وأرتاح .
هي ما تبي تستمر معاي و ودها بالطلاق.
وصل للموقع اللي المفروض يلتقون فيه عشان القنص ,و هو مع الناس وما هو مع الناس .
مع أصحابه وباله مهو معاهم .
كان يقنص , ويصيب , وبكل طلقه يرميها يفكر باللي سوته مها طول الأشهر اللي فاتت .
وقال لنفسه (حتى لو أكتشفت اني اعشقها هذا مو معناه اني افقد نفسي , افقد كرامتي , اجي لها أطلب رضاها بالأشهر وهي ولا هي هنا ).
شاف الطريده قباله بالضبط , تمركز وحط بندقيته بالوضع المناسب .
( مع السلامه مها ).
واطلق الرصاصه على طريدته , وارداها قتيله .
(مها انتي خارج حياتي ).
ربعه كانوا يهنونه على سرعة بديهته ودقته بالتصويب .
الأصوات كانت تقول " خالد ممتاز "
" احســــــنت "
" سلمت يمينك "
واهو يسمع كلامهم قرر قرار ثاني .
هذا مو معناه انه يتزوج غيرها .
هو يدري انه ان تزوج راح يظلم الحرمه اللي معاه , فما بالك ان كانت بنت عمه , لازم يحاول مرة ثانيه يروح لعمه .
وأول ما رجع من رحله القنص , اللي استمرت ايام طوال , رتب مسأله العمره وخذا امه لأنه حس بحاجته لهالشي , قعد اسبوع ورد للرياض لعالم الشغل اللي خذه بدوامته بحيث ما قدر يسوي شي بحياته الخاصه , من ناحية الطلاق او من ناحية الخطبه .
او بالأصح ماكان له نفس يشوف هالجانب من حياته او يلتفت له .
بالنسبه لقرارهم بالأنفصال ماله نفس يمضي فيه ألحين , وده يهدي ويركد بحياته عشان يتخذ هذا القرار وكل يوم يأجل الموضوع ليوم ثاني ,كل يوم يعطي نفسه عذر عشان ما يطلق.
اما خطبته فأمه كلما شافته حاولت تدفعه عشان يحدد موعد للملكه , وهو ما عنده سبب يمنعه من الزواج , وما يبي يرفض رغبة امه خاصه انها تبي تفرح فيه , فعشان كذا لا هو اللي رافض ولاهو اللي قابل , حاس انه الموضوع بالنسبه له مو ذاك الأهميه .
وصار من سفره لسفره ومن شي لشي , لدرجه مو قادر يحك راسه .
وهذا إلى ان ألتقى بمها مره ثانيه بالسعوديه وحسم المواضيع كلها في راسه.



مصر (الوقت الحالي ) مها , ريم (غرفه ريم) :



ريم هدت إلا من بعض الشهقات اللي تطلع من بعد بكاها القوي , وهذا كله من قراءة مها القرآن عليها , صدمتها بسبب كلامه انه فيه احد جديد بحياته , ومباركته لها على الزواج كان أكثر من احتمالها , كرهت نفسها وكرهت تعلقها فيه , ما تصورت انه راح يلتقى امرأة جديده ويتركها خاصه انه عرض عليها هي ريم الزواج .
كانت حاسه بأيد مها على شعرها تمسح عليها وتقرى القرآن , مو قادره تلتفت لها من الأحراج , لأنه خافت انه مها فهمت سبب انهيارها .
وقالت بهمس " مها , مها "
وقفت مها القراءه وقالت " ادري يا ريم , أدري "
ارتجف صوت ريم يهدد بمعاوده الأنهيار " لا ما تدرين , ما أحد يدري وش اللي أحس فيه , ما أحد " سكتت وكملت والدموع تسيل على خدها " احس بنار تنقاد بصدري , نار "
قالت مها " والله حاسه .."
قامت ريم من مكانها بحركه مفاجئه وقالت بغيظ لأنها ملت من هالكلمه من جوري , وألحين جايه مها تقولها نفس الكلمه " لا تقولين حاسه يا مها , لا تقولين , ما أحد يحس بألم النار إلا اللي يحترق "
هنا بس البركان اللي يهدد بالأنفجار , انفجر
بركان مها , البركان اللي كانت تحاول تكبته , وتمنعه من الخروج , وتقمعه انفجر في وجه ريم
مهي مصدقه انه ريم تقول لها ( انها ما تعرف النار ) لأنها اهي عايشه بنار صارلها فتره , وريم ألحين يايه تقول لها هالكلام , منو عطاها الحق تقول جذي , منووووو .
بدت دموع مها تنزل وقالت بصرخه تقطع كلام ريم " خالد خاطب "
ريم حست بقوتها تنسحب منها واقعدت مكانها , وقالت بصدمه " إيش تقــــــــــــــــــــولين "
ولما شافت انها حصلت على اهتمام ريم قالت بصوت منخفض شوي " اللي سمعتيه , خالد خاطب , وانا وياه راح نتطلق "
ريم حطت ايدها على فمها بصدمه , ما كانت بحياتها تتصور انها راح تسمع مها تقول هالكلام , او انها تتلقى هالخبر , كان خالد ومها بالنسبه لها الثنائي المثالي .
لما شافت صدمت ريم , ولما تذكرت وجه سمر , ووقوف خالد معاها , قامت مها من مكانها وقالت بعصبيه " فلاااااااااااا تقولين لي اني مو عارفه احساسج , مو فاهمه اللي انتي فيه , لأني فاهمه , لأني قاعده امر فيه صارلي جم شهر ."
ريم قالت بهمس " لا , لا " وبعدين قالت بمحاوله انها ترتب افكارها " لكن انا شفتك معاه للتو , كنتي معاه , كيــــــف ؟ , ليه ؟ ".
زاد البكى اللي طلع من قلب ملتاع " أأأأأأأأأأأأأأ لأني .....لأني حامل "
شهقت ريم , لكن شهقت بكى عميقه وصدمه , قامت بسرعه من مكانها , وضمت مها .
لو كانوا بوضع طبيعي ما كان هذا راح يكون وضعهم , كانوا راح يتكلمون برسميه اكثر لما تبدي الحواجز تطيح لكن بالوضع الحالي وانهيار ريم غير كافه المفاهيم , صار الوضع كنهم ما افترقوا .
"رييييييييييييييم , اه ه ه ه ه ه ه ه يا ريم , فيه بيبي راح يدش هالعالم وامه وابوه منفصلين , ماني عارفه شسوي , ما أقدر اعيش مع خالد واهو متزوج من وحده ثانيه وما أقدر اتركه "
تعلقت بريم بأقوى ما تقدر وقالت :
" كنت اشوفج يا ريم على انج الأمل ,لما سمعت انج قدرتي تتخطين عمر وتبدين حياة يديده , فرحت , قلت انا راح اقدر اسوي جذي بعد , ألحين لما شفت انهيارج ....ما ني فاهمه"
وما كملت , ما عرفت تتكلم ولا ريم اعرفت وش تقول , اثنينهم , الصديقات , الخوات , كانوا بنفس المرحله مع اختلاف المشكله .
صار دورها انها تواسي صديقتها , كل هالأشياء صارت لمها واهي ما تدري , كل هالمشاكل وانا ما أدري معقوله يا مها .
قالت ريم بغيظ " بس يا مها , بس , والله خالد ما يستاهلك , ما يستحق ورده مثلك "
رفعت راس مها ومسحت دموعها وقالت " ألحين راح نشرب شاي , ونتكلم "
وطلعت ونادت على الشغاله نعيمه وقالت لها " نعم يا ست هانم "
كان وجه ريم باين عليه البكي , وما كان وجهه مها احسن منه , قالت لها ريم " لو سمحتي اعملي لنا اثنين شاي "
وردت ادخلت على مها اللي افسخت لفتها , وكان ماسكه شعرها ذيل حصان , وكانت قاعده على الكرسي , منزله راسها بين كفوفها .
ولما حست انه ريم ادخلت ارفعت راسها وابتسمت من بين دموعها .
وهذا خلى ريم تقرب وتجلس قدامها وتمس الدموع للمره الثانيه " مها خلاص , لا تبكين , طلبتك لا تبكين "
هزت مها راسها بموافقه وقالت " ان شاء الله "
قالت ريم "قولي لي , اش صار لك ولخالد , ايش اللي حصل ؟ "
فكرت مها باللي حصل , وانقمت قلبها , فكرت بكل اللي حصل طول السنه اللي فاتت , ما تقدر تتكلم ألحين , تنهدت بتأثر وقالت " ريم ما أبي اتكلم عن الموضوع ألحين , خلينا نتكلم عن شي ثاني "
شافوا بعض , وبعدين قالت مها " ما توقعت اني اذا شفتج بعد هالسنين راح يصير جذي "
ابتسمت ريم بألم وقالت " ولا أنا , ما توقعت هالشي بعد, توقعت انه انا وانتي راح نكون سعيدين , ومبتسمين وما أدري .... لكن من الواضح انه هالشي ما راح يصير "
"ريم انتي المفروض تكونين سعيده ألحين , كان ودي ابارك لج على الخطبه , لكن ما ادري .."
شافتها ريم لمده طويله , كان ودها يكون عندها جواب مناسب , لكن للأسف , ما عندها .
انطق الباب , وقامت ريم بسرعه , وجابت الشاي .
واهي تصبه بكاسات , كانت منزله راسها , وقالت لمها " انا اللي ما أدري وش أقول "
كانت مركزه على عملها وقالت " فيصل (خطيبي ) على كلام ابوي شاب ممتاز , عقلي يقول لي اني راح اكون بوضع مريح معاه , لكن قلبي بحالة استنفار كامل "
رفعت راسها وخذت الكاس حقت مها وعطتها اياه , وقالت " أصلا جوري فاقده الأمل فيني "
حطت لها سكر , وخذت كاسها وجلست , وابتسمت وقالت " خلينا نغير الموضوع "
مها هزت راسها بالموافقه , وقالت بضحكه " احنا حالات ميؤوس منها "
ريم شخصيه قويه وايد , فلما شافتها بهالوضع ... هالشي صدمها بشكل غريب .
ضحكت وقالت " ايــــه مره (وايد)"
ان دخلت مها ألحين لعقل ريم كانت راح تشوف هدف واحد انها تشوف سمانثا .
يمكن الكل ينتقدها , خاصه انها مخطوبه , لكن اللي يدفعها شي اكبر من قدرتها على السيطره .
فلما غمر الظلام الدنيا , وصارت الساعه 7 تقريبا بوقت مصر , كانت مها بعدها مع الريم , ولكن بالمطعم اللي قرب مقهى أبو علي الموجود بالفندق اللي ساكنه فيه مها (هليتون النيل) .
كانوا يعيدون تعارفهم ببعض , مها كانت تحس بتعب خفيف , من السفره والإنهيارات العاطفيه وغيرها , لكن ما كانت تبي تروح لغرفتها , مالها نفس تكون مع احد أو تشوف احد .
وخاصه ساره اللي ما تدري شنو راح تكون ردة فعلها .
واللي يزيد الطين بله , انه اسلوبها اليوم مع خالد ما كان زين , يعني لازم تروح له , وتعتذر لأنها صبت جام غضبها عليه اهو , لكن مو ألحين ومو بنفس احساس التعب اللي فيها .
ريم ومها ما كانوا حاسين انه جمالهم الطبيعي كان جاذب لأنظار العرب والأجانب المارين من مكان جلوسهم , وضحكاتهم الرقيقه كانت ملفته للجو الأنثوي الرقيق اللي غامرهم .
كانوا طالبين بيتزا مارغريتا , عليها زيتون , متقاسمينها بينهم , ومها عصير مانجا وريم بيبسي.
كانت الفرقه تعزف , وتغني , كانوا بلحظات كثيرة يسكتون بس عشان يسمعون الأغاني , ويربطونها بواقعهم , وبعيدن يردون للسوالف .
كان موقعهم حلو , قريب من الفرقه , ومو في المقهى لكن ايشوفون كل اللي يدخل المقهى .
مها كانت رافعه راسها مندمجه مع الأغنيه لما شافت عمر يدخل مع خالد , وبنت شقراء ملح الدنيا كله فيها , وان سولفت تقرب حيل من عمر , بصوره مو طبيعيه , وشافت ريلها , كان يشوف الوضع وعلى وجهه ابتسامة استمتاع .
كانت راح تموت من الغيره انه خالد قاعد مع هذي , الزفته , وباين عليه الأستمتاع الكلي , صار لها فتره ما شافته بهالمزاج , وردت شافت الشقرا .
العاريه , الخايسه , قليلة الأدب .
طبعا مها قالت كل كلمه سيئه تعرفها بالقاموس ووصفت فيها الشقرا .
وفكرت لو انا كنت لابسه مثلها جان ذبحني , وألحين اهو عيونه مو قادره تخليها , وقاعد يضحك ويتبوسم (يبتسم) ومستمتع , اللي يشوفه يقول معجب .
معجــــــــــــــــــــــــــــــــــــب !!!!
جان أذبحه , أذبحه , انا مو ناقصه وحده ثانيه تدخل حياته .
لكن شافته يوقف ويكلم عمر .
وفجأة سمعت ريم تقول وهي تلف وجهها للمكان اللي كانت مها تناظره " ايش فيه , مين جالسه تناظرينه كذا ؟ "
مها ما علقت على كلمه ريم , وردت شافت عمر وخالد , ولاحظت انه خالد راح ومها لما شافته تنفست الصعداء , كانت راح تبكي من الراحه , لأنه هذي الزفته (لقب سام عند مها ) كانت حلوة , ومعاهم..

مها لما ارتاحت استوعبت كلمة ريم وانها معاها , وخافت على ريم , لأنه الشي الأكيد انه عقب موقف اليوم ,ريم تحس بشي تجاه عمر.
ريم كانت تدور على اللي مها كانت تشوفه , لأن ملامحها كانت عصبيه , فكانت تبي تشوف شنو اللي عصب مها !
وما عرفت إلا لما الفرقه بدت تغني ( ) , وسمانثا اصرخت لعمر .
(عمر انا اقدر ارقص على هذا ) "omaaaar I can dance to that ?"
اهني ريم التفتت بحده لما سمعت اسم عمر , مثل ردة فعلها دايما لما تسمع اسمه , وشافت , حست كنه النار اغمرتها من اقصاها لأقصاها
شكل البنت
وجود عمر معاها
اهتمامها كيف مركز عليه اهو بالذات
اصلا كلامها الوقح كله وصل لريم , اللي كانت بتقوم تنتف لها شعرها (شعره , شعره ) من الغيره .
هذي سمانثااااااااااااااااا .
هــــــــــــــذي اللي عمر يبي مها تتعرف عليها.
هذي اللي عاجبته .
شافت نظرات عمر وابتسامته .
انقهرت منه , ليـــــــــــــــــــــــــــه يشوفها , ليــــــــــــه .
كيف يناظرها كذااااااااا , كيـــــــــــــف .
ردت شافتها , كانت شقره وصغيره , وزوغه , ولابسه شورت قصيـــــــــــــــــــــــــــر لي فوق الركبه بشوي , وضيق .
وبلوزه حفرعلاليق (من غير اكمام) والدلعه واااااسعه , على شكل سبعه , عند الصدر ضيق , ويبدي يوسع , والبلوزه اقصر من الشورت بشوي .
ولابسه فوق البلوزة جاكيت كل خمس ثواني طايح عن كتفها وهي ترده بدلع وحركات ملفته .
واما شعرها فكانت تاركته على ظهرها ورابطه شال عليه من قدام بحيث يمسك مقدمه الشعر بس .
وسمعتها كيف اضحكت فجأة وقالت
(انا تعلمت الرقص الشرقي بأمريكا , انت ما عليك إلا انك تشوفني )
"I learned bellydance in U.S , you just have to look at me "
ريم كانت راح تقوم إلا اشعره وتروح تذبحها خلااااص .
عمر شافها ما استوعب اللي قالته , فقال "what ? " (شنو)
"bellydance , you know bellydance" (الرقص الشرقي , اتعرف الرقص الشرقي )
طلعت على ويهه علامات التسليه وقال "yes I know bellydance but no don't do it "
(ايه اعرف الرقص الشرقي , لكن لأ لا ترقصين )
"but I will dance , and you will have to live with it, and I will dance to you , and you will look at me "
(بس انا راح ارقص , وانت راح اتعيش مع هالواقع , وانا راح ارقص لك , وانت راح تشوفني )
"oh no sam , you will dance and I wont look " (لأ يا سام , انتي راح ترقصين , بس انا ما راح اشوف )
"we will see to that " (راح انشوف )
لما قامت قال للمرة الأخيره " Sam you don't have to do this ,because I will win " ( سام مافي داعي تسوين جذي , لأني انا اللي راح افوز )
سمانثا اصلا ما لقته بال وراحت للفرقه واشرت بيدها , ان عيدو الأغنيه .
وخذت الشال من شعرها ولفته على خصرها , وراحت جدام عمر وبدت ترقص ,اما عمر فكان مستمتع , يحب التحديات , يحب هاللعبه , كان مبتسم بضحك .
تجاهلها بالكامل .
الناس اللي في المقهى بدوا يصفقون لها , مستانسين عليها .
اما ريم وما ادراك ما ريم , ما كانت تشوف قبالها إلا احمر من الغيظ اللي ماليها , من عمر واللي معاه .
وقالت لنفسها , بس يا ريم انتي ما انتي مهتمه فيه , انتي عندك خطيب , رغبتك بأنك تشوفين اللي معاه , كانت مجرد فضول , وشفتيها وخلاص .
قومي ألحين وطلعي بره .
لكن هيهات , كل الكلام والأقناع الذاتي ما نجح بأنه يحركها من مكانها , خاصه انها تدري بانها تكذب على عمرها , لأنها تحب اللي جالس قبالها وباين عليه الأستمتاع بالعرض (بالواقع اهو كان مستمتع بالتحدي ) .
عمر ما كان يرفع راسه حتى لما كانت سام تقول "Omar look " (عمر شوف)
بالتحديات , ما راح تغلبه , ابدا , لأنه ماكو اعند من عمر ,كان اهتمامه متركز اما على القهوة , او على تليفونه .
وسام كانت مستمتعه أكثر بأول اللعبه , لأنها ماخذه السالفه ضحك , لكن اقلبت السالفه جد بالنسبه لها لأنه ضربه لغرورها وأنوثتها , يعني عمر اهو الفائز .
وزادت جرعه الحركات والدلع .
وريم زاد الضغط عندها .
أما خالد اللي استأذن من عمر لأنه كان حاس بالتعب بعد السفرة والمشاوير اللي راحها مع عمر , دخل يسلم على امه , لكن امه وساره ماكانوا موجودين , ومها ما كانت موجوده .
اتصل على أمه وسألها عن مكانها , وقالت له انها بالمقهى في الدور السابع , سأل ان كانت مها معاهم , قالت له لأ .
بعد ما سكره من امه .
شاف ساعته واكتشف انه قريب التسع بالليل , معقول اتكون مع ريم بشقتها للوقت هذا , عصب و اتصل عليها .
مها لما شافت تليفونها يدق برقم خالد , أشرت لريم بأنه عندها مكالمه وبترد عليها .
ريم ما كانت قادره تركز مع مها ,و مو قادره تسكت أو تقعد , الظاهر انه عندها هوايه تعذيب النفس .
لكن لما شافت الشقرا كيف تتدلع بصوره غير طبيعيه وتقرب من عمر أكثر وأكثر , طفح الكيل عندها , ومن غير ما تشعر قامت من مكانها وبأيدها البيبسي وفي بالها هدف واحد بس, انها تلقن الشقرا درس ما راح تنساه طول حياتها , الماي اللي كانت راح ترميه على عمر في الشركه صار بدل عنه بيبسي .
عمر ما كان منتبه لشي لا لريم , و لا لسامنثا , اللي لما شافت كيف انها مهي قادره تحصل على اهتمامه زادت الجرعه أكثر وأكثر ,لكن فجأة بدت ترقص للعموم مو لشخص واحد بعينه ,اما عمر فاللي استحوذ على اهتمامه الكلي كان مسج بتليفونه من السعوديه :


طال عمرك , الأستاذ فيصل ارسل لنا موافقته على المشروع .
وطلب مقابلتك .

بهالوقت بالذات , ريم قربت اكثر .

وأكثر .

وأكثر .




الكاتبه

black widow


انتظر تعليقاتكم الحلوه لاتحرموني منها

نظرة الحب
03-28-2011, 05:42 PM
البارت السابع عشر

*** ودي ابكــي لين ما يبقى دمــــوع … ودي اشكي لين ما يبقى كـــــــلام***





ساره :

ساره كانت بعدها تبكي لما حست بأيد حانيه تنحط على كتفها , وتقول لها " ساره ايش فيه ؟ "
قامت من مكانها ورمت حالها بحضن امها , وقالت " يما قسيت على مها , وقلت لها كلام ماله داعي, ما ادري ليه سويت كذا , ما ادري "
موضي كانت تدري وش تعني مها لساره , ولاحظت كيف علاقتهم قوت بالأيام اللي فاتت , ولكذا تفاجأت انه حصل بينهم خلاف , فبعدت بنتها وناظرت بوجهها وقالت بحزم لطيف " ما تدرين يا سارة ! , ما أظن , انا متأكده انك تدرين "
وكملت "و ألحين راح تقولين لي "
رجفت شفة سارة , وهددت ببدء مرحلة ثانيه من البكى .
موضي حطت ايدها على وجه بنتها الصغيره وقالت " تكلمي يا ساره "
" ليه انتي ما تحبينها يمه ؟"
" ساره هذا الشي خاص فيني , وفيها وفي خالد " وشافت تعابير بنتها وهذا خلاها تقول "ساره انا لما اتصرف معاها هالتصرف فلأني ام , واحساسي غير عن احساسك واحساس فاطمه , فيه شي داخلي غير عنكم ,شي انتي ما راح تفهمينه "
اللي ما راح يفهمونه بناتها , انها كلما شافت مها تتذكر انه خالد تصرف من غير شورها بموضوع غايه بالأهميه , هي ما كانت تبي غير انها تدري انه راح يتزوج ومين اختار خاصه انه بكرها و أول فرحتها واللي تعتمد عليه بعد وفاة ابوه .
كلما شافت مها تحس انه وراهم سالفه كبيره , ما تدري عنها , كلما شافتها تحس انه قدامها لغز , وانه اثنينهم يخبون عنها شي هي المفروض تدري عنه .
وكلما شافت مها يألمها قلبها وتتساءل كيف قدرت هالمرأة الصغيره انها تخلي خالد يتزوجها , أيش عملت , عدم معرفتها بالموضوع موترها كثير ومخلي الظنون تاخذها وتجيبها .
وكلما شافتها تتذكر الكذبه اللي عمرها 7 سنوات .
وكلما شافت مها تحس بتأنيب الضمير ناحية سمر, لأنها خطبتها لخالد وهو متزوج وبالتالي حطت البنت المسكينه بوضع حرج بين رفض ولد عمها وبين القبول فيه .
قطع الصمت كلمة بنتها اللي قالت .
"فاطمه قالت .."
قالت امها بحزم " ساره , فاطمه تقول اللي تقوله " تنهدت وكملت " ألحين قولي لي ليه تزاعلتي معاها "
نزلت ساره راسها وقالت " انا كنت أشوفهم هي وخالد يتصرفون تصرفات غريبه .."
موضي تفاجأت من كلمه بنتها وقالت بهدوء واهي تحاول تتمالك نفسها " تصرفات غريبه , كيف يعني ؟ "
هزت ساره راسها بتوتر " ما أدري يمه , احس انه تصرفاتهم مهي تصرفات أثنين يبون ينفصلون "
موضي حست بأعصابها تضرب مليـــــون , يعني خالد ما راح ينفصل عنها , ايش معنى هالكلام انه خالد ما راح يطلقها وانه ما كان يقول الحقيقه .
بس قالت بهدوء " يعني كيف ؟ ما فهمت ؟ "
" يمه ما أدري , يعني مثلا , لما كنا في الحديقه جلس خالد وشرب من كاسها ! , يعني اقصد حركات زي كذا , نظراته لها , نظراتها له , ما ادري .. ما أدري "
رفعت راسها وكملت " اليوم رحت لمها شفتهم جالسين مع بعض , وقراب مره , لو تأخرت خمس دقايق عن الدخول للبلكونه كنت شفتهم بوضع ..."
احمر وجهها وسكتت .
موضي سكتت وش تقول !!!
سمعت حس بنتها تكمل " ولما واجهت مها , انكرت وقالت انها تبي تتطلق , انها عند موقفها ... بس كيف يمه , كيف الوحده ترضي انه الرجال اللي تبي تنفصل عنه يتقرب منها كذا , كيف ؟ ..."
ارتاحت للي سمعته , كلام بنتها يدل على انه خالد يبي مها , لكن مها امرأه جميله , مبهرة بجمالها , واي رجال طبيعي يشوفها قدامه وهي حلاله , اكيد بيفكر فيها , كلام ساره ما يدل على انه خالد ما راح يطلق مها كانت تظن انها راح تسمع دليل اقوى من كذا .
لكن السؤال هو مها وش تبي ؟ ما فكرت وهي بالسعوديه انها تروح تواجهها او تكلمها لكن الوقت جا انهم يجلسون مع بعضهم جلسه امرأة لإمرأة .
هي ومها بينهم كلام كبير , وراح تحرص انه يكون بأقرب فرصه .
فكرت بساره , هي تدري انه ساره مرتاحه لمها مرة , وتحبها كثير.
ويشهد الله انها ما شافت من مها شي يعيب , بالعكس تتعامل بأحترام مع الكل , حتى مع فاطمه اللي تتحين الفرص لجرحها , هاديه ماقط علت صوتها , حريصه , وطيبة نفس , وباين عليها انها تحب ساره , وما كانت حابه انه ساره تتعامل مع شخص مرتاحه له وتحبه على خلفية خلافات وأمور ما تعرف شنو خباياها , وهذا خلاها تقول " ساره انتي تحبين مها ولا لأ ؟ "
هزت راسها بنعم وشفتها ترجف .
كملت " ترتاحين لها ولا لأ ؟ "
هزت راسها للمرة الثانيه بنعم .
فقالت لها أمها " اجل عامليها مثل ما يقولك قلبك انك تعامليها , مو مثل ما تقول لك فاطمه , أو غيرها ....ساره ... انتي ذكيه , وانا اثق بحكمك على الأمور , علاقتك مع مها مالها علاقه بعلاقتك معي , أو علاقتك مع فاطمه أو علاقتك مع سمر " وردت قالت " عامليها بقلبك "
"بس فاطمه تقول ..."
ابتسمت امها وقالت " فاطمه تقول كثير اشياء , هذا مو معناه انه كل كلام فاطمه صحيح "
عدلت ساره قعدتها وقالت عشان تتأكد أكثر " يمه انا ان عاملتها مثل ما يقول لي قلبي اني اعاملها , انتي راح تزعلين علي ولا .."
" لا يا سارة ما راح ازعل , وبعدين لا تنسين انها حامل بولدنا او بنتنا و احنا لازم انتعامل معاها "
" يمه وش بيكون الوضع ان خالد قرر انه يرد مها وما يطلقها .."
ساره ليه هالسؤال بالذات , ليــــــــه ؟
انا نفسي ما أدري كيف لازم تكون ردة فعلي ,وكيف المفروض اتعامل مع الموضوع .
قالت بهدوء " خليني انا أقلق على هالشي مو انتي , وان قرر خالد هالشي بيوم راح انعرف وش راح نسوي بوقتها "
ابتسمت ساره بسعاده وضمت امها , وقالت بحب " يما احبك , احبك أكثر مما تتصورين "
الراحه غمرت ساره بعد هالكلام , كانت دايم تخاف من نظرة امها لها , ان امها احتمال تكون غاضبه من علاقتها بمها , ومعرفتها انه الوضع عند امها مو مأثر كان مثل الحمل اللي انزاح عن ظهر ساره وعن مشاعرها .
امها بالوقت الحالي عطتها الضوء الأخضر انها تعامل مها من غير قيود , او تحفظات .


خالد , مها , عمر :

كانوا بشقه عمر , كانت اهي جالسه بأسترخاء على الكرسي , وساكته , كانوا ينطرون عمر اللي راح ياخذ له دش سريع ويغير ملابسه ويطلع
خالد ما كان قادر يتكلم مع احد , خالد كان متضايق من المكالمه , ويفكر فيها وبالمشاكل اللي راح تسببها له , يفكر بردة فعلها على الخبر .
اه يا مها وش معقول يكون ردة فعلك !
هه بس اللي هو متأكد منه :
جدها
جدها ان عرف بخطبته ,خالد متأكد انه هذا راح يكون اخر عهده بمها .
اما عمر كان ياخذ له دش بس عشان يغير مزاجه اللي اعتفس فجأة , من الفرح إلى شعور ما يقدر يوصفه .
كان متضايق مع اللي صار مع ابوه , والموقف كان مكدره للأخر , كان توه راد من الطلعه مع سام , وشاف خالد
كان مستانس وحس براحه انه عضيده موجود , لكن ابوه كان موجود , وقال كلام يكدر ويضيق الصدر.
صاير ما يقدر يقعد بمكان فيه ابوه , يدري ان ابوه صادق بموقفه , لكن بطريقه معينه يحس انه خانه , وقف معاها , ضده .
واهم شي بالموضوع انه اهي الجوهرة واهو الخسيس اللي ما عرف يقدرها .
مها , كانت سرحانه باللي قالته ساره , تدري انه كلامها صحيح لكن مو بهالطريقه , اهي فعلا تحبه وتموت عليه و تبيه , وتبي تكون زوجته , وتبيه يترك سمر , لكن اهي مو قاعده تسوي شي بهالموضوع , مو قاعده تحاول تجذبه لها , اهي قاعده تصده .
هل معقوله ساره راح توصل لهالنتيجه و بترد تعاملها زين و لا لأ ؟
هل قرارها انها تقعد مع خالد , إلى ان تولد صحيح !
بيئة بيتهم قاعده تضغط على اعصابها , امه من جهة , وفاطمه من جهة ,هذا غير ساره بالوقت الحالي , اشلون راح تستحمل تقعد معاهم وساره منظمه لهم بهالمعامله , ألحين صج ما صار عندها احد .
بس كلهم كوم وخالد كوم ثاني , تعبت من انها تدوس على نفسها , واهي تضغط وتسكت وتخلي عمرها عادي, واهو يحرقها بخطبته ,وبهدوءه , بمعاملته اللي مره زينه ومرة شينه , تعبت من كلامه عن انفصالهم , تعبت , تعبت .
تموت عليه وضعيفه جدامه , تحس بعمرها تبعده بأيد و تشده بأيدها الثانيه , مو قادره تتخذ قرارها .
وجهت عينها له , وشافت ملامحه الرجوليه , كان واضح عليه السرحان والتفكير , كان لابس تيشرت ازرق من ديزل مع جينز ازرق , شعره الأسود الغزير كان مبعده عن وجهه ودها تغمر ايدها فيه , وكانت لحيته بشكلها الديرتي معطيته شكل مثير, كان شكله قمه بالرجوله .
هذا كله راح يكون لسمر , كلــــــــــــه .
لأنها مو معقوله راح تكون معاه ان كان راح يتزوج غيرها , مو معقوله .
أ ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه جارحها , جارحها حيــــــــل بخطبته .
حطت ايدها على بطنها , يا الله يا رب تعيني وتعين البيبي اللي في بطني .
طلع عمر من الغرفه وقال " يلا توكلنا على الله "
شافوه اثنينهم , وقام خالد , وقرب من مها , ومد ايده بطريقه لا شعوريه يبي يعينها على القومه.
صرخ قلبها بهاللحظه احبــــــــــــــــــــــــــــــــه , والله احبـــــــه .
خذت ايده وأول ما قامت تركتها على طول .
كانوا ينزلون الدرج لأنه مها ما تحب المصعد , كانت تنزل قبلهم لأنهم كانوا يتكلمون بموضوع خاص بالأعمال ومندمجين فيه على الأخر , كانوا يتناقشون بشي متعلق بواحد من رجال الأعمال اللي مها ما تدري اهو منو ؟! , ويصفونه بالغبي اللي ضيع من ايده المحاسب اللي ما تدري شسمه ؟!
بعض المرات خالد وعمر ان اجتمعوا يكون ما في احلى من سوالفهم وبعض المرات الشخص اللي معاهم وده يصرخ بس , بهاللحظه ارفعت راسها بضجر , وما توقعت اللي شافته.
ما صدقت .
اليوم يوم المفاجأت .
اليوم شافت فيه ناس عزيزين على قلبها .
ناس ما كانت تتخيل ان يت (جت) لمصر راح تشوفهم.
ريــــــــم .
ريم صاحبتها , ريم صديقتها , ريم اللي من اللحظه الأولى عرفوا انهم بيكونون خوات , وأكثر من خوات .
ريم اللي من جت لحياتها واهي تحس انه الله كافئها وعوضها بأن عطاها اخت .
لكن الظروف فرقتهم .
الظروف كانت اقوى من مها واقوى من ريم .
من وقت الطلاق كانوا يحاولون يتواصلون لكن الوضع كان يتسم بالغرابه , كان اسلوبهم مع بعض غريب , كانوا يحاولون يكونون عادي لكن كون ريم في بلد ومها في بلد صعب هالشي أكثر وأكثر.
عمر اللي جمعهم بزواجه منها وعمر اللي فرقهم بطلاقه .
قالت بشوق , وبشك لأنها مو متأكده من ردة فعل صاحبتها ان شافتها " ريم "
ريم كانت تفتح الباب , سمعت صوت صديقتها , ما صدقت , كانت فعلا تحتاج لها , كانت فعلا مشتاقه لها , لكن ما تقدر تصدق انها موجوده , خافت تلف وجهها وتكتشف انها تتخيل .
هم اتفرقوا خاصه بعد زواجه , زواج طليقها.
كانت فاقدتها , فاقدتها من قلب ومشتاقه لها , مشتاقه لطريقتها بالكلام ,طريقتها بتخفيف الأمور , كانت ريم تدري انها اهي اللي صدت مها في بدايه الطلاق , ولما رد تزوج وبسرعه ,صار الوضع غريب بينهم .
ألتفتت ببطئ .
وكانت مها موجوده قبالها , حقيقه مو خيال , مها موجوده .
كانت تنزل بهدوء عن العتبه اللي رافعتها عنها على الدرج , بحيث ألحين صارت بنفس المستوى , وقفوا قبال بعض , يمكن لمده ثواني , لمده دقايق , لمده ساعات اهم نفسهم ما يدرون , كانت كل وحده اتشوف الثانيه كنها تتأكد انه كل شي فيها سليم وانها كامله ما انقصت عقب فراقهم .
ريم حست انه مها فيها شي غير , بس مهي عارفه تحط ايدها عليه ,لكنها متأكده من شي واحد انه مها صايره احلى .
ومن غير شعور نزلت الدموع من عيون ريم , كانت تنزل من عينها مثل السيول .
لأنها بفترة الفراق عرفت قيمة مها مثل ما اعرفت قيمة وايد امور.
ولأن ريم بهالوقت محتاجه لأحد يقولها الصح من الخطأ , أحد يقول وين تروح , ولمن تروح , و مها اعقل وحده تفكر للغير .
مها افتحت ايدها , ما تدري ليش , كانت تبي تضمها من الشوق , من الفرحه انها شافتها .
كان احساسهم مشترك , الشوق , والأحتياج للطرف الثاني , كل وحده فيهم تمر بمرحله تحتاج فيها للثانيه , والله كتب لهم انهم يلتقون , اخيرا يلتقون , وان شاء الله راح يعينون بعض , ويساعدون بعض في تخطي هالمرحله الصعبه من حياتهم .
سنيـــــــــــن مرت واحساس الصداقه والأخوه واحد ما تغير , فراقهم ما غير شي فيهم , كل وحده فيهم بأحساس داخلي نادت على الثانيه , انا فعلاااااااااااااااااا احتاجك ألحين في حياتي .
ريم شافت ذراع مها المفتوحه , هذا اللي تبغاه , هذا اللي تحتاجه , انها ترمي حالها على قلب حنون على صدر حنون وما في احن من قلب مها .
راحت لمها , راحت لذراع مها وتركت حالها , ما حطت قيود لنفسها , ما منعت نفسها , بدت تصيح , نفس الموقف اللي صار لمها فوق مع جدها , صار مع ريم .
نفس احساس مها فوق عند جدها كان عند ريم .
احساس انها محتاجه احد يحبها ويفهم اللي اهي تمر فيه , احساس انه فيه شخص ممكن انه تسند ظهرها عليه , كانت ريم بأختصار مثل اللي يغرق ولقى خشبه يتسند عليها .
ما فرق عندها انها ما شافت مها 3 سنوات , ما فرق عندها انه مها بنت اخت جارحها , ما فرق عندها غير انه مها اختها , الأخت اللي اهي اختارتها ما انفرضت عليها .
عمر اللي كان يسولف مع خالد بأندماج , لما سمع مها تقول ريم
رفع راسه وشافها , كانت لابسه فستان لي تحت الركبه بشوي , لونه اوف وايت ذكره بأول يوم شافها فيه , ذكره بالبراءه , بالحلم , ذكره بكل شي صار ذاك اليوم من 10 سنين , وألحين نفس ذاك اليوم تاركه شعرها الطويل والحلو على ظهرها بكل روعته وجماله لكن الفرق هالمره انه ما كان فيه باند يبعد شعرها عن وجهها , بالعكس متروك بكل روعته , حر .
ضحك بأستهزاء من حاله , هذا بس الفرق !!!!
الفرق أكبر من جذي بكثير .
الفرق انه ذاك اليوم كان مرتاح البال , ذاك الوقت كانت بعينه بريئه من كافه النواحي , لكن ألحين اهي مجرمه بنظره , اذبحته ذاك اليوم بمجلس بيتهم , اهي استاذه بالذبح لو كان بس اهو الضحيه كان هانت , لكن فيه طرف برئ تتضرر منها , طرف كان المفروض يقابل بالحب لكن قوبل بالذبح .
لكن للأسف مو قادر يتخلص منها , كانت مثل المرض اللي مسيطر عليه , مو قادر يلقى له علاج , سحــــــــر .
اي هذا اهو الموضوع , سحر يجذبني لها مو عارف شنو اهو , مو قادر أتخلص منه .
تذكر فجأة اهو وين !!!
اهو بالعماره وعلى الدرج ومعاه خالد !!!
خالد قاعد يشوفها , يشوف روعتها , المشكله انه وخالد صاروا واحد ألحين , صاروا بنفس المستوى بالنسبه لها , أثنينهم غرب عنها ,وصار ماله حق يناظر من كانت زوجته حلاله في يوم من الأيام .
واول شي خطر في باله بعد هالفكره انها لازم تتحجب.
وشافها كيف راحت لحضن مها و شاف دموعها .
كانت ضامه مها بقوه ومها ضامتها , كان يشوف اللي يصير , ولما هدى البكي , وسكتت , شاف عينها , عين الريم ترتفع وتشوفه .
ابتسم بسخريه مو منها , من نفسه اللي تعلقت بعينها , من مشاعره اللي اغمرته لما ناظر فيها , وشافها تنزل عينها بسرعه وتضم مها بقوة أكبر , اتسعت ابتسامته من ردة فعلها , وتسند على الحيطه يشوف المشهد اللي جدامه بسخريه وكره لنفسه ولها , كان واضح عدم راحتها لوجوده وتوترها من وجوده لأنها زادت من ضمها لمها أكثر وأكثر .
ريم اللي شافت ابتسامة عمر الساخره , حستها موجهه لها اهي بالذات , حست كنه يقول لها ادري وش اللي يجري بعقلك ألحين , وهذا اللي تركها تنزل عينها بسرعه وتبعدهم عن عيونه و ما كانت مرتاحه من وجوده , من نظراته اللي تحس فيها انها تخترق قلبها وروحها .
ما كانت قادره تستمر بالتعبير عن مشاعرها وضعفها واهو موجود , فتمالكت نفسها بسرعه وبعدت عن حضن مها واهي تضحك بتوتر , لأن ردت فعلها ومشاعرها اللي غمرتها ما كانت متوقعه بالنسبه لها , ومسحت خدها اللي عليه أثار الدموع .
اما مها فالدموع بعد انزلت بصمت من عيونها بعد ما ضمتها ريم , ما كنها بكت من نص ساعه لما قالت بس , وبدت اهي تمسح ادموعها بعد ما بعدت عنها .
ريم كانت حاسه بأستمرار نظراته الساخره , وحاولت قد ما تقدر انه ما تبين اهتمامها او تأثرها .
أما خالد فكانت عينه اولا على مها , سمع نبره صوتها اللي نادت فيها على ريم , وشاف الطريقه اللي افتحت فيها ذراعها لها , حسسته انها محتاجه لأحد وانها تعبانه , لهالدرجه يا مها وجودك معاي ومع اسرتي مضايقك وضاغط على اعصابك , ويخليك تتعلقين بأي احد خارج عن هالدائره , أولا جدك وبعدين ريم , كان وده يكون مكان ريم للحظه وحده , وده تفتح له ذراعها وتضمه وبقوة بعد , مهاااااااااا انا احتاجك اكثر ....
وللحظه استوعب شي ثاني , عمر ....
التفت لعمر بلحظه وحده , وحط عينه على صاحبه ,اللي نبهه للقا اللي صار بين مها وريم ردة فعل عمر , الطريقه اللي لف فيها لما سمع اسم طليقته كانت غريبه .
عمر وش عندك من اسرار بعد , خلافك مع ابوك , ووجود طليقتك بنفس البلد , وبعد ايش فيه ؟!
مها انتبهت للغلاف اللي بنته ريم على نفسها وبسرعه قصوى , وهذا خلاها تلفت على عمر لأنها لاحظت نظرات ريم المترتره اللي كانت توجهها للخلف , لكن لما شافت تعابير ويهه وشافت اشلون تعابيره متغيره اخترعت , ويه عمر كان عباره عن كره بارد , ساخر موجهه لشخص واحد

ريم







مها انتبهت للغلاف اللي بنته ريم على نفسها وبسرعه قصوى , وهذا خلاها تلفت على عمر لأنها لاحظت نظرات ريم المترتره اللي كانت توجهها للخلف , لكن لما شافت تعابير ويهه وشافت اشلون تعابيره متغيره اخترعت , ويه عمر كان عباره عن كره بارد , ساخر موجهه لشخص واحد

ريم

التفت لريم وشافتها , ريم قويه لكن بانت بهاللحظه ضعيفه , والجدار اللي تحاول تبنيه كان محاوله انها تتمالك نفسها , وكان واضح رغبتها بأنها تبان قويه , وسمعتها تقول بأبتسامه مرتجفه لمها " اشتقت لك مرة ..."
قبل لا تكمل كلامها , سمعت مها ضحكت السخريه اللي اقطعت الكلام بقسوة .
عمر ضحك من الكذب , كان شاك انه عندها قلب يحب ويشتاق , اهي ما عندها قلب , ما عندها غير غرورها .
ريم اللي لما سمعت الضحكه , اختفت الأبتسامه , ورفعت راسها بغرور لعمر وعطته نظره , ولفت وجهها عنه بكثر ما تقدر من احتقار .
خالد لاحظ تعبير عمر يقسى لأقصى درجه , لكن قوة عمر الداخليه مكنته انه يبتسم بسخريه .
قال خالد بهمس لعمر "يلااا عمر ننتظر مها بالسيارة "
ما التفت عليه عمر لكن قال " لحظه "
ألحين لازم يبلش بخطته اللي في باله , ما في وقت جدامه غير ألحين .
خالد لما شاف انه ما في فايده بصاحبه , وانه ما يقدر يضغط عليه خاصه بالأمر الخاص جدا , نزل وترك عمر ,و لأنه حس انه الوضع ما يتحمل وجوده , مثل ما حس لما كان عمر يتكلم مع ابوه .
لكن هالمره عمر ما وقفه , او مسك ايده ,وهذا خلاه ينزل الدرج بسرعه بعد ما قال برزانه " السلام عليكم "
راح ينتظرعمر يخلص اللي يبي يسويه , ويعرف الموضوع بالضبط .
ريم ردت بهمس على خالد " وعليكم السلام "
أما مها فتابعت زوجها بنظراتها واهو ينزل الدرج وبعدين لفت على ريم وشافت التعب اللي في وجهها ولاحظت السواد اللي تحت عينها , ملامح ريم كانت تحاكي ملامحها وهذا خلاها تحط ايدها على خد ريم بطريقه مواسيه , وقالت بحب " انا بعد اشتقت لج , شلونج ؟ شخبارج ؟ .. "
قبل لا تكمل كلامها , نزل عمر من الدرج وقال " أخبارها انها مخطوبه , لولد حبوب , وطيوب "
مها اللي شافت عمر يقرب , شافت عين الريم ترتفع لمصدر الصوت بطريقه اقل ما يقال عنها انها شوق جارف مثل ما طلع بثانيه , اختفى بالثانيه اللي وراها .
لكن مها انتبهت له , انتبهت للتعبير , ريم معقـــــــــــــــول , انتي لما ألحين مرتبطه بعمر , لما ألحين متعلقه فيه , لأ مستحيــــــــــل , انتي مخطوبه , مخطوبه , انتي كنتي الأمل اني اقدر ابدي حياتي من جديد مع شخص ثاني , الظاهر انج معاي بالهوا سوا .
ولفت على عمر اللي كان يقرب منهم , و احمدت ربها انه عمر ما كانت منتبه , لأنه عمر كان يشوفها اهي مها , ما كان يشوف ريم بهاللحظه , وخافت بنفس الوقت انه يجرح بالريم , لأنها تعرف انه لسان عمر مثل السوط متى ما قرر انه يستخدمه بهالأتجاه , قالت بخوف وبرجاء " عمر بليز بس , خلاص , خلها في حالها "
قال بهدوء وبأبتسامه " لا تخافين " وشاف طليقته اللي تعبيرها ألحين كان عباره عن غرور وتكبر وقال " بس ابي ابارك لها "
ريم ما صدقت , مو معقول , لأ مو معقول .
وش يقصد .
يبارك لها !!!
يبارك لها !!!
هو ما بارك لها بالأول ليه يبارك لها ألحين , وش معنى يبارك لها ألحين !
يقصد انه مو مهتم ألحين .
عادي عنده انها مخطوبه .
هذا قصده !!! .
يعني ما راح يتدخل !!!.
قال بهدوء " مبروك على الخطبه "
شافته وما انطقت .
ما تقدر تنطق , ما تقدر .
مها اخترعت من تعابير ريم اللي فجأة تجمدت و صار وجهها شاحب .
ومسكت ايدها .
ريم لما حست بأيد مها تغلف ايدها , استمدت قوتها منها و رفعت راسها للمرة المليون بوجه عمر بتكبر منقطع النظير .
لما شاف وجهها كيف ارتفع بوجهه بغرور , اشتهى يكسر راسها , لكنه لف على مها وقال ببرود " لما تخلصين " وأشر بويهه على ريم بعدم اهتمام , وما قال اسمها وكمل بلهجه حميمه " ابي اعرفج على بنت "
مها كانت بتطيح عينها من الصدمه , عمر وقح بصورة ما كانت متصورتها , من متى يقول ابي اعرفج على بنت .
وحست بأيد ريم تضغط على ايدها , ما حبت تلف عليها عشان ما ينتبه لها عمر , لأنه أكيد ويهها بيكون معبر .
وقال " انا متأكد انج بتحبينها , اسمها سمانثا "
وسكت وبعدين قال " على العموم , انا انتظرج بالسياره تحت "
ونزل .
ريم لما غاب عن نظرها , كانت راح اتموت .
فيه مره (أمرأه) بحياته .
فيه وحده بحياته .
فيه بحياته مره (امرأه) جديده , راح تتكرر السنه ونص اللي عاشتها بجحيم , راح تتكرر .
نفس النار اللي عاشتها , واللي هدت شوي بعد ما صار حر بترد تنقاد بنفس القوة السابقه , راح تحترق للمره الثانيه , راح تموت للمرة الثانيه .
تذكرت كيف كانت تموت باليوم ترليون مرة , بكل نفس تتنفسه تزيد النار داخلها أكثر وأكثر , لما ما عاد فيها تستحمل حياتها .
يبي يذبحها , هذا اللي يبيه , ما يبيها تعيش .
هذا إذا كان يدري عنها , هي ولا شي بالنسبه له , ولا شــــــــــــــــي
اقعدت على عتبه الدرج القريبه بتعب .
كانت حاسه انها راح تستفرغ , او راح يغمى عليها .
حست بأحد يقعد قربها , ويحط ايده حولها .
بس ما كانت قادره تركز .
وفجأة خطر في بالها شي معين , خلاها اتقوم من مكانها كنها ملدوغه , وتتدور بجنون عن مفتاحها الخاص بالشقه بشنطه ايدها , ولما ما لقته , راحت لباب الشقه , وبدت تضرب فيه بكل غيظها , وعجلتها , وهي تقول " نعيمـــــــــه افتحي الباب "
طااااااااخ طااااااااااااخ
" نعيـــــــــــــمه "
طااااااااخ طاااااااااااخ طاااااااااااااخ
وهي تقول بكل غيظ " وجع يا نعيمه "
طااااااااااااااااااااااخ
وانفتح الباب بسرعه من قبل الشغاله اللي باين عليها الفزع , وادخلت ريم اللي ما كانت مهتمه او منتبهه لوجه نعيمه الشغاله .
مها كانت اتشوف اللي يصير , واهي منصدمه , ريم توها كانت قاعده بقربها وفجأة فزت وراحت للباب بجنون .
لحقتها لأنها ما كانت تدري شنو راح تسوي بحالها , وخافت انها تسوي شي مينون .
ريم ادخلت بيتها وبدت اتدور على جوالها اللي ما قامت تاخذه معاها لأنه بدى يشكل لها مصدر ازعاج .
لما لقته بدت اتدور على اسم ابوها .
وهي تتنفس بصعوبه , لما لقته اتصلت على طول .
رد عليها على طول وقال بطريقته المعتاده " نعم "
ادخلت بالموضوع على طول " يبا , يبا , تذكر ....انت تذكر ان فيصل كان يعاني بالسوق بفتره من الفترات .." وسكتت " هااا يبا تذكر ؟!! "
" ايــــه يا ريم أذكر , ليه السؤال ؟ "
وقالت بعجله وبنفس مقطوع " يبا وألحين كيف حاله بالسوق ؟ "
ضحك ابوها وقال " لا يا ريم لا تحاتين , كل شي بالسوق تمام ,الخطر اللي كان يواجهه وقف , وألحين هو عنده مشروع ممتاز , وراح يدر عليه بالربح الوفير , تطمني , مثل ما عشتي عندي مرتاحه , راح تعيشين عنده مرتاحه "
ريم ما كانت تسمع وش يقول ابوها .
لأنها ألحين بأستنتاجها اللي اكتشفته .
يعني عمر وقف , ما عاد مهتم , ما قام يهاجم فيصل بالسوق , ما عاد مهتم ان تزوجت غيره و لأ , هو بس مهتم بالمرأه الجديده بحياته هذا اللي يهمه .
قالت الكلام المناسب لأبوها وسكرت التليفون .
لفت وجهها وشافت مها وقالت " وقف يا مها وقف "
مها ما فهمت قصد ريم بكلمة وقف , لكن تعابير ريم خلتها تقرب منها .
أما ريم فبـــــــــــدت تصيح , حست بالضيااااااااااااااااااع الكامل , وش تسوي ألحين , وين هو الطريق الصحيح .
خالد اللي كان ينطر عمر تحت عند الباب , شاف عمر ينزل وعلى وجهه علامة الرضا الكامل عن النفس .
لما شافه بهالوضع رفع حاجب , شتان بين عمر اللي كان فوق , واللي ألحين ينزل من الدرج .
عمر كان حاس ان الخطوة الأولى تمت , وبيشوف شنو أخرتها , هالفكره اخطرت في باله لما ترك سام بالفندق ذاك اليوم , يتمنى انها تنتج المفعول اللازم , لأنه ان ما نجح فيها فهذا يعني انه ريم بتكون لغيره .
رفع راسه , واكتشف انه خالد قاعد يشوفه بنظرات غريبه , بطأ بنزوله من الدرج , وعينه ملتقيه بعين صاحبه , وأثنينهم كانوا ساكتين , يدري انه خالد فاهمه , ونظراته اتدل على جذي ,وخر وجهه ومن غير اي نظره ثانيه لخالد , نزل الدرج بهروله (وشكله كان عادي ) .
وقال بسرعه " حياك السياره "
خالد راح وراه , عدم اخباره انه طليقته موجوده بمصر له مليووووووووون معنى , عمر من النوع اللي كلما زاد اهميه الشي عنده كلما خباه داخله اكثر , شافه بنظره , ومشى وراه للسياره , عمر دخل , وفجأة صارت كل تصرفاته باين عليها التوتر والعصبيه , اختفى الرضا عن النفس اللي كان ماليه لما نزل من الدرج ( لأنه بالوقت الحالي فكر بأحتماليه الفشل ).
قال خالد بعصبيه مغلفه ببرود " ممكن افهم السالفه ؟ "
وقف عمر حوسته اللي مالها معنى بالسياره , وتقليبه للأشياء بالسياره وقال كنه ما يدري شالموضوع " أي سالفه "
خالد يكره هالتصرف اللي يتخذه عمر .
عمر بأي شي لازم يتأكد انه الطرف اللي قباله فاهم عشان ينطلق ويتكلم لكن غير كذا يتصرف كنه غبي , وما يدري عن شي , قال خالد بأنفعال من تصرفات صاحبه " السالفه , السالفه , أظنك تعرف السالفه شنووو تعني , ريم السالفه ."
نطق خالد لأسمها بهالراحه شب في قلب عمر نار على نار , خاصه انه توه يفكر بأحتمال انه يفشل وبالتالي ريم راح تكون لغيره , لف عليه عمر وقال بعصبيه اتماثل عصبيه خالد " السالفه ماكو سالفه , ما كو شي "
خالد قال بأستهزاء " ما كو شي , وانت تتصرف هالتصرفات , أجل لو فيه شي , كان وش سويت "
عمر كان في باله (رديناااااااااااااااا على التعليق على تصرفاتي ) الكل يعلق على تصرفاتي وقال بطريقه عصبيه " اشفيها تصرفاتي , ما احد عاجبه تصرفاتي , لا انت , لا أبوي , لا اهي , لا مها بعد , اشفيكم ؟ ما احد قاعد يشوف تصرفاته , كلكم تشوفون تصرفاتي " سكت ياخذ نفسه وباعها , الأفكار اللي في باله كلها طلعها لخالد وقال بأنفجار " اوكي راح اقولك سبب تصرفاتي الخرى...... الله يسلمك لما قررت اردها ..."
شاف نظره خالد المتعجبه , المنصدمه .
قال بأستهزاء واضح من النفس " ايـــــــــه اردها , ما تدري صح , كنت راح اردها , كنت مثل الثور راح اردها , بروح اتقدم لها , واخليها حرمتي "
ضرب السكان (الدركسون) بأيده بقسوة وقال " لكن لااااااااااااااااا , اليوم الثاني من قراري , ناصر ...." لف على خالد وقال " تعرف ناصر , اللي كان صديقي "
لما شاف نظرة خالد قال " ايه ناصر قالي انها انخطبت ,قالها واهو يتشمت فيني "
رد ضرب السكان (الدركسون) بأيده مرة ومرتين وثلاث , وقال " تدخلت "
خالد ما كان فيه اي رد فعل , هذي اول مرة عمر يتكلم , يقول , كان بيرد طليقته , والأغرب انه تدخل لما انخطبت , هذا يدل على شي واحد بالنسبه لعمر , شي واحد .
انه ريم مهي صفحه وانطوت بالنسبه لعمر , بالعكس هي شي اكثر اهميه من كذااااا بكثيــــــــر
لكن خالد ما يبي ينطق بهالشي عشان عمر ما يفقد اعصابه .
سمع عمر يقول " وابوي تدخل عشان يمنعني , وبالنهايه ......... مهما سويت , انا تحت رحمتها , كل شي تحت رحمتها , اهي اللي تقرر , اللي بيدها تفل الخطبه "
حط راسه على السكان (الدركسون ) " أوووووووووووووف أكره هالأحساس , احساس العجز "
ألحين بس صار حوار عمه سعود وعمر كله له معنى :


" ما راح اتدخل لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر "
" هذا اللي يقوله لسانك , الله يستر من افعالك "


عمه سعود داخل بالسالفه وبوجه ولده , مانع ولده انه يتدخل بخطبتها ,لكن عمر وش يفكر فيه ألحين
قال خالد بتقرير للواقع " لكن انت لما ألحين قاعد تتدخل "
حط ايده على رقبه صاحبه وشد عليها بقوة .
رفع عمر راسه بعد ما حس انه قادر يتمالك نفسه , هو نزل راسه عشان يخبي تعابير وجهه عن خالد , كافي عليه انه خالد ألحين عارف احساسه , ما يبيه يشوف تعابير ويهه , وقعد عادي , وفكر بكلمه خالد انت قاعد تتدخل , وابتسم بأعتراف وقال "مو قاعد اتدخل بالخطبه , إذا هذا اللي تقصده !! "
خالد ضحك , مو قاعد يتدخل بالخطبه لكن اكيد قاعد يتدخل بطريقه ثانيه , شافه عمر وابتسم أكثرعلى ضحكه , وقال " غير جذي ما فيني شي , عادي "
كل هذا يا عمر وعادي , أراهن انك مو قادر تنام من التفكير , بعد خالد ايده وابتسم , قسم بالله يا عمر انت اخوي واعز , وقال تعقيبا على كلمة عمر " الحمدلله "
ابتسم عمر وقال " ايه الحمدلله " وبعدين قال بتفكير " تدري شنو اللي يقهر ؟ "
" شنو "
" انه بوقت من الأوقات يكون لك كلمه على شخص تقدر تقوله إذا ما أعجبك شي او ضايقك , و بكلمه وحده تقولها , ينتهي كل شي , ما يكون لك علاقه فيه , رايك مو مهم بحياته ,ويقدر يقولك مالك خص , و اشعليك , واشدخلك انت , يا أخي قمة القهر " لف على خالد ورفع حاجب وقال " راح تحس فيها لما تتطلقون , هذا إذا كنتوا ناووين تمشون بهالطريج "
ضحك خالد بسخريه هذا اللي خايف منه وقال " لما نتطلق !!!! , لا يا صاحبي , عندنا وعندك خير , انا من ألحين وانا مالي خص ,صحيح خففت من قولة هالكلمه بالوقت الحالي , لكن في البدايه كل ما قلت شي " وقال بقهر واهو يحاول انه يقلد مها " انت وش دخلك , احنا راح انتطلق "
شافه عمر ومات من الضحك على تعبير خالد , وعلى طريقته بالتقليد , خالد وبقمه رجولته يقلد مها القمه بالأنوثه , كان شكله يموت من الضحك .
وبعدين قال لخالد " شوف مها اشفيها تأخرت ؟! "
طلع تليفونه وأتصل على مها .
مها كانت مع ريم اللي كانت منهارة صياح , واهي والشغاله يحاولون معاها انها تشرب عصير برتقال , او ماي لكن ما في فايده .
كانت منقثه من الرياييل وخاصه عمر , مقهورة منه , يعني عمر عاجبه اللي سواه بالبنت , طلقها وقهرها بأن تزوج بعدها وبسرعه , اشيبي منها ألحين .
لما اسمعت التليفون وشافت خالد .
كانت اعصابها واصله حدها .
اطلعت من غرفه ريم .
وردت بنفسيه " نعم ! "
كانت تعامل خالد بغلطة عمر .
خالد اللي انصدم من الأسلوب قال " نعم الله عليكي , منتي جايه "
شافت ريم من الباب المفتوح على غرفتها وقال بنفس الأسلوب السئ " لأ , بقعد مع حبيبتي ريم , مشتاقه لها , بغير جو ابي استانس"
يعني بكلام ثاني , مع ريم تغير جو وتفرح ومعاهم تضيق صدرها , تغير اسلوبه من عادي لي قمة البرود الدال على تغير مزاجه " وباسكن روبنز ؟ "
تنهدت مها بتعب وحست بالبرود بأسلوبه واعرفت انها زودتها , خاصه انه ماله ذنب باللي صاير ألحين مع ريم , فقالت " خالد .."
قاطعها وقال " ولا أقولك مافي داعي تجين لباسكن روبنز , خليكي غيري جو "
سكر التليفون من غير ما يقول مع السلامه على اسلوبها الزفت .
قال له عمر " ها وينها ؟ "
قال ببرود دال على عصبيته " ما تبي تجي معانا , تبي تكون مع صديقتها ."
رفع عمر حاجب وقال " بشيــــــــــــــــــــه , بشيــــــــــه " (بشيه دلاله على الأستهزاء بالكلام ) وما علق بغير هالكلمه .
حرك سيارته وقال بعد تفكير لخالد " نسيت اقولك , سام موجوده بمصر "
طلع خالد من لفكاره وقال بصدمه بعد ما شاف عمر " تكذب !! "
ابتسم عمر وقال " لا والله العظيم "
خالد كان يدري عن اتصالات سمانثا بعمر , وكان يقول لعمر دايما ( مو كنها مزودتها ) وعمر يهز راسه بعدم اهتمام واضح .
قال ألحين " وما كنت تصدقني لما قلت لك انه وراها شي هالحرمه "
عمر ضحك لأنه كلمه حرمه على أجنبيه ما تركب وقال " ما يلوووووووووووق , حرمه و سام !!! , هذي تقول لها امرأة , انثى , لكن حرمه !!! "
ضحك خالد وبعدين فكر بالحرمه اللي راح تجي لمصر وتعقد الأمور وقال لعمر " ادامنا بيوم المصارحه العالمي , أجل بقولك انه عمي حامد واهله جايين لمصر "
اختفت ابتسامة عمر و قال بجديه " خالد , انت ماشي بموضوع زواجك ؟ "
خالد اللي ما يقدر يقول شي ألحين عن فسخه للخطبه , قال " الله كريم "
عمر كان يشوف جدامه وقال " شنو يعني الله كريم , راح تمشي بالموضوع ولا لأ ؟ "
" عمر ما أدري , يعني لو أدري كان قلت لك ! "
" تدري انه ابوي ما راح يسمح لمها بالبقاء معاك ان كنت ماخذ عليها مره ثانيه "
لف عليه خالد بعنف , لأنه حس كنه سكين انغرست بقلبه من الكلمه , هو كان يفكر بهالشي , لكن السمع له وقع ثاني , وبعدين شاف بره الدريشه وقال بهدوء " أدري "
كان السكوت غامر السياره , وقال عمر فجأة " والله يا خالد ما ادري شلون صار لك خطيبه , يعني المفروض تكون متعلم من اللي صار لي "
سكت خالد وكان في باله شي واحد (بلاك ما تدري يا عمر اني ما تقدمت )


السعوديه (خالد) , قبل خمس اشهر :

بعد فتره من خلافه مع مها خالد ما قام يروح الكويت مثل قبل , أو مثل بدايه الخلاف , بدايه الخلاف كان يروح كل يوم تقريبا للكويت يحاول يشوفها , لكن ألحين لأ .
لكن هذا ما منع انه اخبارها توصل له اول بأول من عمر , وعمر كان يدري انه فيه خلاف بين خالد ومها , لكن على شنو ما أحد يدري ( لأنه عمر كان بذاك الوقت خارج الكويت في رحلة عمل ) ورد واكتشف وجود الخلاف اللي مر عليه فتره , وكان خالد يجي الكويت من وقت لوقت , لأنه كرامته بدت تمنعه , وترده عن اراضيها .
بدى يقول لنفسه , اللي ما يبغانا ما نبغاه , وبدى يحس انه رمى حاله بزود عليها , هو عمل اللي عليه , والباقي عليها .
لكن نفسيته كانت تعكس الحاله اللي هو وصل لها .
كان تعبان من جد , تعبان وهلكان من الروحه والجيه , ومن عنادها , وغرورها .
في اليوم اللي وصل له طلبها للطلاق .
رجع للبيت بكير , وكانت امه جالسه تناظر التليفزيون .
كان مخنوق عل الأخر , كان راح يسكر الخط بوجه جدها لو ما الأصول , داق عليه يقوله (بنتنا ما تبيك , ودها بالطلاق , فلو سمحت طلق بهدوء ) طبعا اهو رفض , وقال لجدها انه هالشي مستحيل يكون .
بعد ما انهى المكالمه , كان حاس بحاله على طرف الجنون , ما كان طايق حاله وما كان طايق الملابس اللي عليه , طلع من الشركه بعد ما صرخ على احد المهندسين ونساه العافيه , وخلاه يخرج من عنده معصب , وقتها بس عرف انه لازم يطلع وبسرعه من الشركه , لأنه لو قعد مده اطول كان طرد كل اللي فيها , أو تركهم يستقيلون .
كان وده يروح لغرفته يجلس لحاله , يفكر ويستجمع افكاره , لأنه من وقت خلافه معاها وهو ما قعد في مكان واحد وفكر وش يسوي .
ما تصور انه موضوع بهالتفاهه بالنسبه له راح يوصل علاقته فيها للنهايه كذا .
سلم على امه وكان صاعد لغرفته , لما سمع امه تناديه " خاااااالد , خاااالد "
كان وده يخلي حاله ما سمع ويصعد غرفته , لأنه ما له نفس بتكلم ويتظاهر بالهدوء , والأسترخاء , لكن نزل ,وبهدوءه المعتاد قال " سمي يمه "
امه اللي شافته راد بهالوقت شكت بالوقت , لأنه خالد صار له فتره ما يرد البيت إلا نص الليل , وان سألته وينه فيه , يقول بالشغل , وهذا خلاها تسأله " خالد الساعه كم ألحين ؟ "
جاوب وهو واقف عشان يخلص بسرعه ويروح " 11,30 "
امه شافته من غير ما تصدق وقالت بخوف عليه , لا يكون حاس بشي , او مريض " خالد ليه راجع بهالوقت , تعبان , فيك شي ؟ "
ابتسم بتعب وقال " تعبان اشوي , الشغل كان كثير الأيام اللي فاتوا ,واليوم ما في شي فقررت استريح "
وامه بدت تتكلم عن كيف انه الشغل بهالطريقه مضر , وانه كذا راح يضيع عمره , وانه .. وانه ..
واهو راح فكره عن كلامها , ما غير يهز راسه كنه معاها , اهو عقله بالكويت .
بالمغرورة .
بالعنيده .
بالدلوعه .
باللي خانت العشرة , وتركته من غير سبب قوي .
يعني هذي قيمتي عندها !!.
تطلب الطلاق , ببساطه تطلب الطلاق , مهو متصور كيف عملت فيه كذا, كيف ببساطه تقول لجدها انه ودها تتطلق .
7 سنين , 7 سنين مالهم قيمه عندها .
تبغى تتطلق , هذي اخرتها , لكن ما راح يطلق , ما راح يطلقها .
واللي حارقه انه ما يبي ينفصل , ما يبي يطلق .
" ....خالد انت تسمعني ؟؟ "
رفع راسه , واهو يحاول يبين انه منتبه " ايه يمه أكيـــــــــد منتبه "
" طيب ليه ما جاوبتني , تبغى امشي بالموضوع ولا لأ ؟ , صدقني هو اللي بيريحك ؟ "
بوقتها راح فكره على انه امه تبيه ياخذ اجازة علشان يروحون للعمره , لأنه صار لها فتره ودها فيها , فقال على طول " أكيــــــــد يمه , انتي بس اعملي الترتيبات , وان شاء الله خير "
شاف الفرح يغمر امه وينور وجهها " من جدك يا خالد , من جدك ؟ "
ألمه قلبه انه امه تبغى العمره لي هالدرجه واهو ما كان منتبه لهالشي " أكيــد يمه من جدي , انتي توكلي على الله , وقولي وش يناسبك وانا حاضر "
واستأذن من أمه .
وليته كان منتبه لأنه بعدها بشهر بالضبط ,كان راد من المجلس حقته , سمع ساره تتكلم بالتليفون , وتقول " لا , لا تخافين من خالد , خالد مره طيوب , ينحط على الجرح يبرى "
.................
" لا انتي لما تتزوجينه كل شي بيكون اوكي , لا تخافين "
عصب وفقد اعصابه وقرب من التليفون وسكره .
وألتفت على ساره وقال لها بهدوءه المفزع " انتي جنيتي , فقدتي صوابك , مين هذي اللي جالسه تعشمينها بالزواج مني "
شاف ساره مخترعه , لأنه اول مرة تشوفه معصب كذا .
" قسم يا سارة انك ما تلومين إلا حالك على هالحركه ..."
قالت له بهمس " بس خالد ..هذي خطيبتك سمر "
انصدم خالد من كلام ساره ,اهو كان ملاحظ تكرر اسم سمر قدامه , ونظرات امه الفخورة , كان وده يضحك , ايش المسخرة ذي , ينخطب له وهو ما يدري .
وعشان ما يزيد الوضع سوء ,ما كان شايف نظرة الشك بوجه ساره , قال بسرعه " وين امي ؟ "
" في دارها "
راح بسرعه يركب الدرج , درجتين , درجتين .
دخل لأمه , اللي من أول ما شافته قالت " مبــــــــروك يا ولدي , وافقت عليك "
قال بعصبيه مغلفه بهدوء " ميـــــــن ؟ "
" سمر , اتصدق ان من أول ما قلت لي انك موافق على الزواج , وانك موافق على سمر , وانا اتمنى انها توافق عليك "
موافق على الزواج !!!!
موافق على سمر !!!!!!
متى صار هالشي .
ابتسم بأكثر ما يقدر من طبيعيه وحاول يجرجر الكلام من امه " ايــــــه وانتي تقدمتي لها من أول ما قلت لك "
" لاااااا انا اول جسيت النبض , ان كانت ودها بالزواج ولا لأ, تدري هي تدرس وطب بعد, ثم بعدين حاولت اعرف ان كانت تبيك ولا لأ , وهي استخارت وان شاء الله خير "
خالد تنرفز مهو عارف متى عطى موافقته للزواج .
يحاول يتذكر متى تكلم مع امه على هالموضوع لكن مو عارف متى .
كان وده يكسر البيت تكسيـــــــر لكنه ظل متحكم بنفسه , خبرته بقاعات الأجتماعات خلته ماسك حاله .
وامه وفرت عليه العناء وقالت " والله يا خالد يوم اللي جيت فيه من شغلك مبكر كان هذا يوم السعد , لأنك قبلت فيه بالزواج من بنت عمك, والله ان قلبي فرح لك , سمر بنت ما تتطوف "
خالد ما كان مصدق اللي يسمعه .
حاول يتذكر ذاك اليوم ايش فيه عشان يكون بالوضع هذا , وتذكر وليته ما تذكر , كان هذا باليوم اللي جا فيه خبر رغبتها بالطلاق من جدها , ذاك اليوم ..
بس امه كانت تقول له عن العمره ما تكلمت عن الزواج .
حاول يطري هالشي وقال بصوره عاديه " يمه متى تبين العمره "
الطريقه اللي افرحت فيها دلته ان الكلمه مفاجأة لها , قالت " والله يا خالد ناوي تاخذنا للعمره ؟"
رد على امه وقال " ان شاء الله يمه , ان شاء الله "
عرف ألحين انه كان ذاهل عن الدنيا لدرجه ما يدري وش كانت امه تسوي , او تقول .
خذت عقلي مني .
ما كان يدري عن امه من ذاك اليوم , ما كان يدري وش يصير حوله من ذاك اليوم إلى ألحين , مهو مصدق .
ألحين كل شي صغير بدى يكون له معنى , تصرفات عمه , تصرفات امه , تصرفات خواته , وهو اللي كان يظن انهم يتصرفون بطبيعيه لكن نفسيته هي اللي مصورة له غرابة تصرفاتهم .
هو غبي ولا وش المشكـــــــــــــــله كيف انحط بموقف مثل هذااااااااااااااا , كيــــــــــــــــــــف ؟
كان غرقان بمشكلته ومهو شايف المشكله اللي كانت تتكون قباله .
كان بيضحك ما كان متوقع انها مهمه عنده لهالدرجه , كان يدري انه يشتاق لها من اللحظه اللي يتركها فيها , يدري انه ما يقدر يروح يعيش بالسعوديه من غير مايسمع صوتها , كان يدري انه يحبها.
يحبها !!
اي نعم يحبها لكن مو للدرجه هذي .
تذكر اللي عمله من خلافهم , وقال لنفسه ايه احبها .
إلا اعشقها .
والله ممتاز ما عرف هالشي لما كانت حوله ومعاه , كان يفقدها ويشتاق لها لكن عمره ما فسر هالشي بالحب , اصلا ما قط فكر بكلمة حب .
ألحين عرفها لما تركته .
وش هالمشكله اللي حط حاله فيها , حرمته اللي اكتشف انه يعشقها تبي تتركه .
وعنده خطيبه ما يدري كيف صارت عنده , ولا يذكر كيف وافق عليها .
كيف تقدمت لها امه , ما قالت له شي , ما قالت له انه اليوم بتروح لها .
اليوم !
يمكن تقدمت بس مو اليوم يمكن قبل هاليوم .
مو قادر يستمر بالجلوس ويضع على وجه علامه السرور للخطبه وهو لا مسرور ولا فرحان , بالعكس حاس انه بمصيبه .
قام من عند امه وقال " انا ألحين استأذن يما "
" لحظه يا خالد "
وقف ولف على امه , كان لازم يروح مكان يعرف كيف يتصرف بالخطبه .
" خالد ما راح تروح لعمك , عشان تحدد موعد الملكه "
لاااااااااااا يا الله , المسأله جالسه تتعقد .
" مو ألحين , مو ألحين "
طلع من غرفته , خاطب , وعاشق .
يالله الخطبه , وش معقول يسوي .
راح لسيارته وده بس يطلع مره ثانيه من البيت اللي يحس انه كاتم على انفاسه , يحاول يشغل مخه .
هالخطبه ما راح تتم , راح يروح لعمه وراح يخلص ويقول له انه فاهم غلط .
وش هالبلا اللي جاه , من وين جت هالمشاكل كلها .
كان على طرف لسانه يقول لأمه لأ انا ما قلت اني ابغى اخطب , لكن تصرفاتها طول الأسبوع وتصرفاتها اليوم بالذات مخليته متردد .
خذته سيارته لمجلس عمه وقررت عنه .
عقله الباطن قاده لهالمكان وعرف انه لازم يحط حد للخطبه وألحين قبل ما تتعقد المشاكل , فكر انه ينتظر المجلس لما يفضى من الناس , ويكلم عمه على انفراد , أكيد فيه طريقه يشرح فيها سوء التفاهم .
دخل المجلس وسلم على الحضور بصوته الجهوري , وراح يسلم على كبار السن بنفسه , وبعد ما خلص السلام .
خذاه عمه من ايده وقعده قربه بصدر المجلس ,خالد حس انه هذي اشاره سيئه , وانها علامه خاطئه , وجوده بصدر المجلس مع عمه معناه انه عمه يبي يعلن ..
وعند هالفكره قال خالد " عمي عند موضوع خاص اقوله لك "
لكن عمه ابتسم بفخر واعتزاز , وقال " أدري فيه يا خالد , مافي داعي تقوله , وانا ألحين راح اعلنه على الحضور "
قال بهمس " طال عمر..." لكن عمه ما كان سامعه من ضجه السوالف اللي حوله , وقام واقف وهذا خلا خالد يقف معاه وغمر المجلس السكون , حاول مرة ثانيه "عمي .."
لكن عمه بنفس الوقت كان يتكلم ويقول " اليوم بأعلن لكم خبر , يسعدني ويفرحني , اليوم تمت خطبة ولدي خالد على بنتي "
عمه اللي مو من طبعه التسرع , تسرع ألحين , سبحان الله كيـــــــف شخص يتصرف عكس طبيعته بظرف مهو مناسب .
ضج المجلس بالمباركات , والتحايا .
خالد قال ( هذا اللي كان ناقصني )
ابتسم خالد بمجامله , هو يفكر انه الوضع زاد صعوبه , وزاد تعقيــــــــــد .
رفع عمه ايده وعم المجلس السكوت للمرة الثانيه , وقال " وان شاء الله بعد يومين الكل معزوم على العشاء عندي على شرف هالمناسبه "
خالد اهني جته الضحكه من الموقف , وعرف معنى شر البليه ما يضحك , هذا بدال ما يكحل السالفه عماها , كان المفروض يجي لعمه بوقت يكون فيه لحاله , اختياره للوقت كان خاطئ واختياره للمكان كان خاطئ , ما عرف هالشي الا لما دخل وعقد المسائل .
اتصل على عمامه الباقي وخواله , لأجل يكون عندهم خبر , وحرص انه ما يكون فيه موعد للملكه لأنه تعذر بالشغل , وانه بالوقت الحالي ما يقدر يكون فاضي لزوجه , وان شاء الله متى ما فضى راح يكون كل شي بخير .
وأدرك انه الخطبه راح تستمر على الأقل بالوقت الحالي ,وبعدين ينهيها بطريقته .
مرت ثلاث ايام على هالموضوع وجاله اتصال من عمر وقال له " خالد انا بسألك سؤال واحد وبكل وضوح , انا واصلني خبر من واحد من الربع السعوديين انك خاطب بنت عمك , صح هالكلام و لا لأ ؟ "



يتبع ...

نظرة الحب
03-28-2011, 05:46 PM
البارت الثامن عشر

*** حبك بقلبي مثل وشم (ن) على كف ... يموت راع الكف والوشم موجود ***










الريم لما شافت الشقرا كيف تتدلع بصوره غير طبيعيه وتقرب من عمر أكثر وأكثر , طفح الكيل عندها , ومن غير ما تشعر قامت من مكانها وبأيدها البيبسي وفي بالها هدف واحد بس, انها تلقن الشقرا درس ما راح تنساه طول حياتها , الماي اللي كانت راح ترميه على عمر في الشركه صار بدل عنه بيبسي .
عمر ما كان منتبه لشي لا لريم , و لا لسامنثا , اللي لما شافت كيف انها مهي قادره تحصل على اهتمامه زادت الجرعه أكثر وأكثر ,لكن فجأة بدت ترقص للعموم مو لشخص واحد بعينه ,اما عمر فاللي استحوذ على اهتمامه الكلي كان مسج بتليفونه من السعوديه :
طال عمرك , الأستاذ فيصل ارسل لنا موافقته على المشروع .
وطلب مقابلتك .
بهالوقت بالذات , ريم قربت اكثر .
وأكثر .
وأكثر .
ما كانت تشوف حولها أحد , ما كانت منتبهه لشي , كان في بالها بس انه هذي راح تاخذ حبيبها للمرة الثانيه منها , وراح تتعذب للمره الثانيه , وراح تموت للمره الثانيه , وكله من هالأنسانه اللي ما تدري من وين اظهرت لها .
الشقراااااااااا كانت النقطه اللي هي مركزه عليها .
ما كانت حاسه بالنظرات اللي اتابعها واتابع جمالها .
تعرفون لما يصير حولكم كله ظلام إلا نقطه وحده وكل هذا من شدة تركيزكم , هذا هو حال ريم .
تعرفون لما عينكم ما تشوف غير شي واحد , واذنكم ما تسمع وكل حواسكم مركزه تركيز قوي , هذا حال ريم .
نست انها بمكان عام , هي بالنسبه لنفسها كانت بعالم خاص , عالم فيه بس هي والدخيله , عالم تقدر فيه تنتقم منها .
واهي تمشي بأنفعال , وتركيـــــــــز على هدفها
صار غير المتوقع .
حست بشي يتعلق بريلها وبقوة , ويلتف حول رجلها , حاولت
بكل قدرتها حاولت تتوازن , او انها ما تسقط , أو انها تفلت منه لكن الأوان فات خلاص .
اختل توازنها بصورة بشعه , وبدت تتهاوى للأرض .
البيبسي اللي في الكاس طار وانكب قبل ما اتطيح .
وما بقى في ايدها إلا الكاس اللي اضغطت عليه بكل قوتها كل احراجها إلى ان تكسر بيدها لقطع , وانغلقت ايدها من نفسها على القطع المكسورة .
حست انها راح تموت لأنها فيه قطع حست فيها , شعرت بكل لحظه بدخولهم كفها .
هذا إضافه إلى هروب بعض القطع من ايدها للأرض وانتشارهم بالأرض , وعشان تحمي روحها , حطت ايدينها الثنتين على الأرض , عشان تحمي نفسها ونست انها قاعده تضر حالها كذا أكثر وأكثر , ناسيه معاها انه في ايدها حطام كاس البيبسي .
اللي تحطم واهي ماسكته , وانضغط بأيدها بشده أكثر , ان كانت شاكه انه داخل بالمره الأولى فألحين ما كان عندها أي شك انه جوا لحمها لأنها تسندت عليه .
قوة الطيحه وكون الأرض يابسه كان عذاب لها .
شهقت بألم "آآآآآآآآآآآآآآ "
حست بالسوااااااد يحيطها , لكنها قاومته , ما تدري ليش قاومته .
وحست بصعوبه خروج النفس من صدرها ورجوع دخوله مره ثانيه , من الألم ومن الأحراج , كانت ترجف من الخوف , وعينها بدت تحرقها من الألم .
كانت صورتها بالشكل الأتي , طايحه على ركبتها وايدها الثنتين , كنها تتشهد للصلاة إلا انه ايدها على الأرض قدامها .
الزجاج على الأرض وايدها مضغوطه عليه وريلها محيط فيها الواير حقت أجهزة الفرقه اللي ما كانت منتبها لها .
اهي ما بكت ما نزل من عينها إلا دموع من غير صوت .
ما اصرخت من الألم .
ما سوت اي ردة فعل غير شهقتها , ونفسها اللي كان عباره عن شهقات متتاليه .
ما ارفعت ايدها عن الزجاج من الخوف مماراح تلاقيه لأنه ايدها موووووووووووووووت تعورها , وكانت تشوف دمها يسيل من طرف ايديها .
كانت متأكده انه صوت طيحتها العالي جذب الأهتمام كله , وسقوطها بعد .
كانت حاسه بالسكون اللي غمر المكان للحظه , وقفت الموسيقى , وقفت الحركه , اوقفت الأصوات .
ما كانت تدري إذا هذا فعلا اللي صار او انه مخيلتها هي اللي صورت لها السكون اللي غمر المكان.
اصلا ما تدري ان كانت بكابوس , ألحين راح تصحى منه او كانت عايشه حقيقه .
عمر لما سمع الصوت العالي لسقوط شي وانكساره , رفع راسه بكسل وفضول عن المسج اللي شاغله .
وشاااااااااااااااااافها .
فز من مكانه ومن غير تفكير , من غير اي فكره ثانيه غير انه ينقذها , يحميها , يساعدها .
بسرعه بصوره غير شعوريه راح لها , واللهفه والخوف انه فيها شي سيطر على افكاره ومشاعره , لأنه صوت الطيحه كان عالي , عالـــــــــــــي كثير .
ما راح يستحمل ان صار فيها شي.
اصلا ما سأل نفسه اهي شنو تسوي اهني , خاصه انه ما كان منتبه لها من الأول , توه يشوفها , لكن وجهها اللي كان مقابله , وقربها منه علمه انه ما كان غلطان هذي اهي ريم .
يعني الصوت العالي اللي مساعه كان ناتج عن طيحتها !

نزل لمستواها على ركبته , اهو كان اول واحد يتحرك من كرسيه , لأنه الناس بعدها ما استوعبت اللي صار , شافوا الطيحه لكن ما كان فيه استيعاب .
هي حست فيه , واعرفته من غير ما ترفع عينها , من لون بلوزته اللي كانت منتبه لها , ومن ريحة عطره اللي ما يغيره ويعشقه .
كانت ودها تقول ابعد عني , لكن مهي ضامنه انها ما تبكي بهاللحظه بالذات , مهي ضامنه شي .
كافي عليها احراج الطيحه , واحراج الدموع اللي مهي راضيه توقف من عينها ما تبي تبكي, ما تبي تنوح وتصرخ.
لو بيدها كانت رمت حالها عليه , وصرخت خبني من العالم اللي يناظرون فيني , خبني من الشريره اللي تحاول تاخذك مني , احميني منك من قسوتك , احميني من الدنيا .
كنه سمعها لأنها حست بأيده ترفع ويهها من غيرشعور من لهفته عليها , وتم لحظات يشوف ويهها وينقل عينه بملامحها بخوف ولهفه .
عينها شافت عينه كرد فعل على حركته المفاجأة , لكن نزلتها بسرعه .
هو شاف دموعها زاد خوفه خوف .
سمعته يقول "ريم , تعورتي "
كمل بخوف "ريم طلبتج ردي علي, وين يعورج , هاااااا .... ردي , وين يعورج "
كانت منزله عينها , وحاولت تبعد وجهها عن ايده , لكنه ماسكها بحنيه قويه .
اهو اول ما حس بمقاومتها مسكها بأيد شديده , بلهفه "ريم ردي علي طلبتج , قولي لي تعورتي "
وفجأة ردت الضوضاء , واصوات الكراسي اللي تتحرك , واهي متأكد إلا تبصم بالعشره انه الناس جاينها , يدها كانت تألمها بصوره خيال , كانت حاسه بالزجاج اللي داخل لحمها , لكن ما تبي تتحرك تبي تموت من الأحراج وبس .
سمعت اصوات الناس تقول :
" اتعورتي "
"فيــه أيه ؟ حصل ايه "
"عاوزه حد يساعدك"
"سلااااااااااامااااااات "
وكانت تسمع صوت بعض الضحكات المكتومه , وتسمع صوت الهمسات , ما ارفعت راسها , ما تبي تشوف الناس , كان ودها تنشق الأرض وتبلعها .
ما عرفت ترد , لأنه الناس كلهم ما كانوا بأهميته هو بالنسبه لها , هو اللي هي منحرجه منه اكثر شي, ,وظلت ساكته بنفس مكانها من غير ما تحرك عن موقع الطيحه , ومن غير اي نفس .
وزادت دموع عينها ما تبيه يصير لغيرها , ما تبيه يتزوج من غيرها , هي بس المفروض تكون زوجته , المره اللي فاتت وكفايـــــــــه .
هو لها , لها لوحدها , مو لغيرها .
الشقرااا .
غيرتها عليه , وحقدها على اللي كانت معاه خلاها ترفع نظراتها وتعطيه نظره حاده , حاقده , كل هذا موجه له , اهو لوحده , تخيلوا قرب عينها من عيونه , اعيون ريم كانت تتكلم , كانت تقوله اشكثر هي حاقده عليه بالوقت الحالي , وتقوله اشكثر هي كارهته , وقرب العيون كان له اقوى تأثير في توصيل الرساله القاسيه .
عمر حس بنظراتها صفعه قويه , قاسيه على الوجه , صحته من اللي كان يعمله , عطته الوعي اللازم انه يستوعب انه لهفته كانت واضحه , خوفه عليها كان واضح .
نسى عقله وخلا قلبه يقوده .
بعد ايده عن وجهها بهدوء وبرود , نظرتها القاسيه هذي اكبر دليل على انها بخير , ابتسم بسخريه من نفسه الغبيه اللي راحت لها جري , وقال " ادام ما فيج شي , يلا قومي "
كان حاس بدقات قلبه اللي علت نبراتها وصوتها من خوفه عليها تهدى ألحين .
شوي شوي .
لما ردت لوضعها الطبيعي , تمشي بأنتظام .
خافت من كلمة يلا قومي , لأ مستحيل تقوم , ايدها تؤلمها وتذبحها , ما تبي تشوف ايدها ما تبي يزيد الألم ان شافتها
ردت بصوره هامسه " ما أبغى اقوم "
شنوو يعني ما أبغى اقوم , ينت هذي , عاجبتها القعده على الأرض
عمر حس بالتجمع حولهم , يعني صج مو وقته الطفوليه اللي قاعده تتصرف فيها , سبحان الله اهي ومها فيهم نفس الطبع , وقال لريم بعصبيه " قومي يلاااااا , عاجبتج القعده على الأرض "
ولما شاف انه ما فيه اي ردة فعل , وواضح ان مالها نيه للوقوف حط ايده على زندها على اساس يوقف و يوقفها معاه.

بدت تشهق من الخوف , وقالت وصوتها فيه بكيه " لأ اتركني , اتركني , يألم "
نزل عينه لأيدها , وانتبه بأنها حاطتها مكانها ما حركتها , ولاحظ الدم .
ما كان منتبه لهالشي , لوضعيتها وعدم حركتها , كان يظن انها معنده , وراكبه راسها .
ظن السوء فيها صار عاده عنده .
نزل ايده عنها , وقرب أكثر منها , عدم رغبتها بالحركه وخوفها أكبر دليل على الألم اللي حاسه فيها , إضافه إلى الدم اللي ينزل من تحت كفها .
وعقله بدى يشتغل من ناحيه وحده , واهو شلون يقنعها أولا انها تشيل ايدها من الأرض عشان يعرف شنو الموضوع , والشي الثاني شلون يخليها تقوم من مكانها للدكتور على طول .
حست ريم بوجود شخص ثاني يقرب منها بزياده .
ما كانت تبي تتعامل مع احد إلا عمر , ما تبي تتعامل مع غيره , ودها تنسى وجودهم , سبحان الله أول ما طاحت ما كانت تبيه قربها أما ألحين فكان هو بالنسبه لها الصخره اللي تحتمي فيها .
كان هذا الشخص سام , اللي بعد ما نست انها انثى وتذكرت انها ممرضه مارست على طول دورها وقربت من الأنسانه اللي طايحه .
وقالت حق ريم بحنيه الممرضه المتمرسه "hi honey I'm a nurse , let me see your hand I can help you " (هاي عزيزتي , انا ممرضه , خليني اشوف ايدج (ايدك) , اقدر اساعدج )
ريم رفعت عينها عن ايديها اللي الدم ينزل من تحتها للي تكلمها , ببطئ , شافت السيقان اللي طالعه والشورت .
وعرفت من هي , الشقراااااااااااا وحست انه نظراتها تشب نار .
رفعت عينها أكثر وشافت البلوزه , ابلوزة الشقرااااااااااا كانت مليانه بيبسي .
احساس الرضا عن النفس وصل لأقصى درجاته لما شافت انه البيبسي ماليها , وانه وصل لهدفه بدقه .
كملت طريقها للأعلى وشافت وجهها واحساس الرضا وصل لأقصاه لأنه شعرها ووجها فيه أثار البيبسي بعد .
على الأقل سقوطها , وألمها ما كان عالفاضي .
على الأقل الشقرا عانت من الأحراج بعد.
لو كانت المسأله بأيد ريم كانت قامت من مكانها ونتفتها تنتيــــــــــف .
لكن احساس الرضا بالنفس زال لما شافت كيف سام , انزلت وجلست قريبه منها وكيف انها تكلمها كنها طفله .
والغبيه والقبيحه كانت جالسه قرب عمر بعــــــد .
تكرههااااااااااااااااااااااااااااا .
وش تبي هـــــــــــــــــذي تقرب مني .
كانت فاهمه اللي تقوله لكن كميه المشاعر اللي في قلبها مخليتها ما تبي تكلمها .
لو على موتها ما راح توجه لعدوتها اللدوده اي كلمه أو حتى تعطيها أي اهتمام , هذي ما تستاهل انه حد يلقيها وجه , ما تستاهل إلا الضرب .
عمر تذكر وجود سام لما قربت منهم , لأنه من الحوســــــه اللي صارت كان ناسي انها موجوده اصلا وانها ممرضه ثانيا , ارتـــــــاح الحمدلله انه في احد فاهم كيف يتصرف معاهم , يقدر يساعده .
لكنه استغرب من عدم رد الريم عليها ,خاصه انه ريم تفهم انجليزي وتعرف اتعبر فيه بطريقه ممتازة .
وقال بالعربي "ريم , اشفيج ردي عليها ترى سام ممرضه , وراح ..."
لكن ريم ما خلته يكمل , هي وش يهمها ان كانت ممرضه , أو حتى رقاصه , تكون اللي تكونه , المهم انها ما تقرب منها , أو منه .
لفت على عمر وقالت بعصبيه وصوتها فيه بكيه " قول لها ما أبيها تلمسني , تسمع , لا تخليها تلمسني "
قرب سام من ريم وقربها من عمر , كان راح يجنن ريم وخاصه انه ايدها قاعده تذبحها .
رفع حواجبه الأثنين متفاجيء من نبرتها .
كتم عصبيته مو وقته يعصب ألحين على اسلوبها , بعض المرات تتصرف جنها ياهل مو عارف حق مصلحته .
واهو اللي كان يتأمل انه سام راح تساعده بتولى مسألة ايدها , لأنه حاس انه ايدها فيها شي قوي يحتاج اهتمام من أحد ! , طلع اهو بروحه المفروض يهتم بالمسأله بكبرها .
لفت عليه سام " what she is saying ??" (شنو قاعده تقول؟ )
ركز نظرته على ريم وقال " she doesn't like strangers to touch her " (اهي ما تحب الغرباء يلمسونها )
شافته ريم بعصبيه لأنه ما ترجم صح , كان ودها تقول للشقرا انه انتي بالأخص اللي ما أبغاك تلمسيني او تساعديني , ايدها بدت تنبض بقوة , بدى نفسها يقوى بشده .
قال لها بهدوء " انزين ريم , ما تبينها تلمسج , رفعي ايدج , خليني اشوف اشفيها "
تغيرت ملامحها ونست الشقرا واللي خلفوا الشقرا , وقالت " ما أبغى "
اوكي ما تبي ترفع ايدها , وما تبي احد يشوف ايدها , كيف يقنعها حاول مرة ثانيه بحلم , واناة نادر وجودهم " يعني تبين تقعدين عل الأرض طول اليوم "
تصورت نفسها قاعده طول عمرها (مبالغه التفكير وقت الشده ) , وقالت بهزه من راسها بسيطه " لأ ما أبغى "
قال لها بحنيه , وهدوء " عيـــــــل رفعي ايدج "
لفت سام على عمر وقالت "what's wrong , why she doesn't want to move "
(شنو شفيها ليش مو قاعده ترفع ايدها )
تنهد عمر لكن ما بعد نظره عن ريم وقال لسام " she is afraid " (اهي خايفه )
كان يبي سام تساعده بخبرتها على الأقل , لأنه أكيد انه سام مرت بموقف مثل هذا .
ريم لما سمعت هالكلمه , جالس يكلمها عنها , كيف يتجرأ , يتكلم معاها وقدامها بعد , اشتعلت عينها وقالت " لا تقول لها شي عني , لا تتكلم معاها "
شافها , وما كان يبي يأزم الوضع أكثر عليها وعلى نفسه , لأنه ان عاندها بتعاند هي بعد , فرد بكل صبر الدنيا " ان شاء الله "
ريم لما قال لها ان شاء الله , هدت نفسها , كنه كلامها كان مهم عنده
مداهنته وصبره عليها أرضاها , ميلت راسها وقالت "وابيك تقولها تقوم من مكانها " .
عمر شافها وبكل هدوء هز راسه " ان شاء الله "
حست بالشماته ماليتها تجاه الشقرا , راح تبتعد عنهم , راح تجلس بعيد .
وايدها تنبض وذابحتها .
وأما هو فلف على سام , وانصدم بشكلها .
كانت مليانه بيبسي , هدومها , وشوي من شعرها , كان شكلها مضحك .
كان بيعلق , بيقول شي , لكن حس انه مو وقته لأنه ريم بدت تتنفس بقوة , ففكر فيها اهي وقال "she is ok now , please sam can you set there "
(اهي بخير ألحين فلو سمحتي يا ريم روحي قعدي اهناك)
وأشر على مقعد قريب , لما راحت وقعدت عليه بطاعه , لف على ريم .
ريم بدى نفسها يزيد أكثر لما شافت عيونه على ريم وانه ثبت نظره عليها .
سام كانت تفكر باللي يحصل (كانت ساكته وقاعد بمقعد قريب منهم , البيبسي لما طاح عليها كانت راح تتهاوش مع الشخص اللي مسقطه لو كان متعمد , لكن لما شافت المسكينه طايحه على الأرض , على طول أحساس الممرضه سيطر عليها وراحت لها .
لكن كانت حاسه من نظرات البنت الحقد الموجه لها اهي بالذات وهذا الشي غريب , لأنها ما قط شافتها , والغريب أكثر انها رافضه مساعدتها .
وعمر لما اسقطت هالبنت قام لها بسرعه , وما انتبه لشي ثاني ,وخاصه هي بالذات , ما انتبه انها مغرقه بالبيبسي مثلا , مو منتبه إلا للبنت اللي طايحه , اللي اتشوفه بنظرات غريبه .
كان ودها تسأل عمر , من هذي البنت , وإذا يعرفها او لأ , لكن الموقع مو مناسب , والبنت تتصرف بدلع غير طبيعي , يعني اشفيها إذا ارفعت ايدها .)
لما لف عمر على ريم قال " انا سمعت كلامج , ألحين دورج تسمعين كلامي , صح "
وش يقصد !! بأسمع كلامه , من أي ناحيه اسمعها .
شافته وقال " ألحين رفعي ايدج "
فزعت اخترعت , وهزت راسها بالرفض " اخاف , اخاف يآلمني أكثر "
قال بلهجه اقناع ومسايسه " يعورج ألحين وبعدين خلاص ما راح يعورج " سكت ومد ايده لذراعها وحاول يبتسم , واهو ما يدري ان كانت محاولته ناجحه ولا لأ " شوفي انا ألحين راح احط ايدي على ذراعج " حط ايده على ذراعها وقال " راح اشيل ايدج شوي شوي " ومثل كلامه بالفعل .
وبدت ايدها ترتفع حبه , حبه .
بطلت حلجها من الألم وبدت اتطلع صوت شهقات من العوار اللي تحس فيه , واتطلع انين , والدموع ردت انزلت من جديد .
تخفيف الضغط عن ايدها سبب لها ألم لا يطاق , من بعد الضغط , جا الأرتخاء حست بالزجاج اللي حاسته مغروس بلحمها يتحرك .
لما ارتفعت ايدها , وتعودت على مكان الزجاج هدت , واسكتت إلا من بعض اصوات الألم , اللي حاولت تمنعها على قد ما تقدر بأن تضغط على فمها بالغلق , لكن عينها كانت مغورقه بالدموع اللي كانت تسيل على خدها .
على قد ما يقدر حاول يظهر الأبتسامه لكن تألم من تعبير وجهها وقال " شفتي اشلون ألحين ما تعورج صح "
شافته بنظراتها خوف ووجل , لأنها متوقعه انه راح يطلب شي جديد منها .
واهو كمل بصبر منقطع النظير " ألحين راح اقلب ايدج وراح اشوفها "
هزت راسها بالرفض , واهي تقول " لأ لأ لأ , خايفه "
كان مكمل بأسلوبه الصبور معاها " امبلا ريم , لازم , لا تخافين "
الناس حوله كانوا متعجبين من صبره مع المرأه المصابه , وكانوا عايشين معاه الوضع لحظه باللحظه واهم يثنون على صبره .
" اخاف , اخاف , وربي اخاف "
قال " لا تخافين وانا موجود "
سام كانت تشوف كل شي يصير , وكبر بعينها عمر أكثر وأكثر , صبره على البنت , هدوءه , ابتسامته , كان ودها تقوله ما ودك اتصير ممرض أو طبيب , حرام شخص مثلك تضيع مواهبه جذي .
لكن لما رفع ايد البنت , حست بنزعه الممرضه تتحرك من جديد , كان تبي تخفف عن البنت , ودها تقوم وتشوف ايدها وتخفف عليها .
لكن لما قال لها عمر انها تبعد , عرفت انه البنت رافضتها كليا
اما عمر بعد ما تلقى جواب من ريم لف ايدها , وشاف وضع كفوفها وليته ما شاف .


مها :

مها اللي قامت بعد ما جاها اتصال من خالد , راحت لمكان بعيد شوي عن الطاولات والمقهى , كانت فرحانه من تصرفه , وخاصه انه ما جلس مع الشقرا , واحمدت ربها انه ما شافها ترقص , لأنه الخايسه تعرف ترقص , وكانت فرصه لها انها تعتذر له بعد , هذا غير انها لما شافت اسمه على الشاشه فز قلبها من شوقها له وفرحتها منه , غيابه ساعتين كنه غايب سنتين .
بعد ما سمعت صوت عبدالمجيد الحلو :


أحبك ليه أنا مادري ليه أهواك أنا مادري
أحبك ليه أنا مادري ليه أهواك أنا مادري

لو مرت علي ذكراك يهتز النبض في صدري
لو مرت علي ذكراك يهتز النبض في صدري

كأن ما افترقنا يوم
ولا سهرنا مع الهجران....



ردت بسرعه , وقبل ما تقول شي , سمعت سؤاله الهادئ ظاهريا " وينك فيه ؟ "
صوته عذاااااااب , عميــــــــق .
خالد كان اهو ألحين بغرفتها بعد ما دخل من غرفه امه اللي عنده مفتاحها , ودخل من الباب المشترك اللي اغلق بابه بتلقائيه من غير ما يستوعب انه اغلقه بالفعل .
كانت مها سرحانه بصوته لكن استوعبت اهي وش جالسه تسوي , وقالت له بصوت منخفض شوي ردا على سؤاله " بالفندق "
كان خالد تعبان , وزيارته لغرفهم قبل غرفته , وعدم وجودها او وجود اهله ما كانت فكرته بقضاء ليله مريحه بفراشه .
وعوض عن الراحه كان جالس بغرفتها مو بغرفته وعلى فراشها مو فراشه , وعلى اعصابه .
كان ناوي يمر دقايق عليهم يتطمن على الأوضاع ويروح لغرفته , لكن الواضح ما كان هذا اللي راح يصير .
يحس انه عينه تبي تتسكر من نفسها من التعب , إضافه إلى انه راسه بدى يؤلمه شوي .
ما كان له نفس الطواله بالكلام ,و المزايده فيه , فقال بنبره خلصيني " ويــــــــنك فيه "
هممممم شكله معصب , بس صوته يا ترى من شنو متكون !!!
شنو يعني من شنو متكون ؟؟؟
متكون من خشونه مخلوطه بقوة , وبصرامه , وب....
لكن اهو معصب مو وقته تفكر هالأفكار الغبيه .
وقالت بدلع كنه يغازلها مو كنه يكلمها عادي من غير شعور " تحت بالفندق , مع ريم انتعشى "
تستهبــــــــــــــــل هذي , من صدقها يعني , مو قاعده تعطيه رد واضح , وهذا خلاه يقول بعصبيه " مها هو الكلام بالقطاره , اسحب منك الكلام يعني , اخلصي وينك فيه بالضبط "
اهي حست بعمرها , كانت قاعده تسمع صوته وومركزه فيه , وقاعده تجاوبه بالقليل القليل عشان ترد تسمعه , ما تدري شاللي جاها ودها تسمعه , وتسمعه وتسمعه .
فردت وهي فيها ضحكه من عبطها " بالمطعم الإيطالي اللي يم مقهى ابوعلي "
رمي نفسه على فراشها بتعب ,واهو مرتاح لما عرف مكانها حس بالهدوء الكامل , وجودها بمكان قرب عمر , انها موجوده بالفندق مهي بشقه ريم , كلهم ريحوووه , وأستسلم جزئيا لتعبه , اللي كان يحاول يقاومه وهذا بأستلقائه العرضي على فراشها .
كان يقول بنفسه ( هو بيقوم من فراشها وبأقرب فرصه ممكنه , بس يبي يمد اظهره شوي , لأنه حاس انه ماله قدره انه يتحرك بالوقت الحالي )
تنفس بهدوء وسكت , كانت تسمع انفاسه من الجهة الثانيه , ومستغربه ليش ما علق او تكلم , ليش ساكت .
واحتارت معاه , شنو تسوي ألحين تقول له مع السلامه , ولا تنطره يقول شي .
وتذكرت انها لازم تعتذر , لأنه ما يستاهل الطريقه اللي تكلمت فيها معاه على التليفون , فقالت بهمس "خالد , انا أسفه , والله ما كان قصدي "
كان مغمض عينه , وبدى يحس بالنعاس , لكن فتح عينه بصعوبه و رد " على ؟ "
كان حاس انه النوم بدى يغلبه , شغل امس اللي استمر معاه طول اليوم .
وقومته اليوم من صلاة الفجر وما نام .
وبعدين السفره .
ولاحقا الوصول إلى مصر والروحه مع مها ثم الخروج مع عمر .
ما وصل الفندق إلا وهو دايخ وتعبان .
جا بس يسلم على امه , ويشوف احوالها تفاجأ انها وأخته مو موجدين , وانه مها مو موجوده معاهم اصلا !!!
كل هذا كان له اثر عليه , وزاد على تعبه تعب.
وصل لمرحله من التعب انه كان يقول لنفسه بس اغمض عيني شوي , أريحها , ما راح انام , انا ادري اني ما راح انام , وهذا اللي سواه بعد ما قال ( على ؟ ).
انحرجت منه , وااااي يا خالد يعني على شنو , معقوله ما كان حاس بأسلوبها أو طريقتها الكريهه بالكلام , ولا شنو بالضبط , فقالت بخجل شديد منه " على اسلوبي اليوم معاك , ما كان قصدي "
دخل كلامه على الوعي واللا وعي اللي عايش فيه , فطلع صوت ساخر وقال " ليه تندمين على قولة الحقيقه "
استغربت اي حقيقه يقصد , اصلا هي ما تذكر شنو قالت بالضبط , بس تذكر طريقتها بالكلام فقالت "اش تقصد ؟ "
خالد كان بمرحله اللي مو مستوعب انه يتكلم من كثر ماهو نعسان , كان يقول اللي في قلبه من غير تفكير , او حاجز الوعي والعقل اللي لو كان معاه ما كان نطق هالكلام .
فقال بضحكه ناعسه " اقصد ....." غمض عينه وبعدين فتحها بصعوبه وكمل " انك فرحتي بشوفتها أكثر من فرحتك بشوفتي اول مرة , انك فتحتي لها ذراعك وما فتحتي لي إياها , انه وجودك معاها اهم من وجودك معي ......"
تفاجأت من كلامه , ما كانت مصدقه انه يفكر جذي , هذا شنو معناته !!!
تفكيره بهالطريقه شنو معناته , معقوله يغار من ريم !!!!
ريم مو ريال عشان تقول انه يغار عليها منه لأحساس التملك او غيرة الريال العربي على مرته ,
ولاحظت انه سكت وما كمل كلامه , فقالت اسمه عشان تحثه على التكمله " خاااالد "
ما كان فيه رد , معقوله ما كان قاصد يتكلم ولما تكلم ندم !!!
لأ مو معقول خالد مو من هالنوع , فقالت للمرة الثانيه " ألوووو , خالد "
كان حاط الموبايل (الجوال) قرب اذونه لكن اللاوعي سيطر عليه للحظه ,لكن صوتها المصر , اللي يردد اسمه بشكل متكرر خلاه يفتح عينه .
تأفف وقال " نعم ! "
ما كانت عارفه اشفيه !! , وقالت بتردد "آآآآآآآآآآ , أمممممم انت تغار علي من ريم ؟؟ "
ما تدري كيف جتها الجرأة انها تسأل مثل هالسؤال , او انها تطرح مثل هالأحتماليه , حست بحالها هبله خاصه انها تفتح مجال له انه يجرحها .
حاولت تتفادى انه يجرحها لكنه فاتت الفرصه لأنه ضحك بسخريه من نفسه وبكل صدق "هههه اغار من ريم !!! إلا ميت من الغيره "
شلووووون تصل فيه القسوه لهالدرجه انه يسخر منها بهالطريقه , لكن قالت لنفسها (انا اللي فتحت له المجال , يعني انا الغبيه اللي سألته سؤال غبي , وماله معنى ) فقالت بسرعه " ههههه خالد كنت اتغشمر معاك , على العموم اسفه مرة ثانيه على اسلوبي " وسكتت ثم قالت " انا أول ما أخلص العشا ان شاء الله راح ارجع للغرفه , واحنا خلصنا بس راح اطلب الفاتورة "
وسكرت التليفون بعجلتها بعد ما قالت مع السلامه , واهي تسب روحها على غبائها , شكوووووووو يغار من ريم , شكوووووووو.
وبعدين كلامه كان من باب السخريه , والضحك , انا خذيته جد وقلت له بكل الغباء (خالد انت تغار علي من ريم ) افففففف مليقه حدي .
اففففففف انا شلووون افكر !!
اللي ما تعرفه مها , انه خالد من بعد ما عرف هي وين و ما كان يدري عن اللي اهي اتقوله , يرد واهو موحاس , ويجاوب واهو مو واعي .
اما خالد فبعد ما ودعته واهو يظن انه حلمان , انه الكلام اصلا اهو ما قاله واهي ما جاوبته , وعدل سدحته على الفراش من غير وعي , وغمض عينه وعلى حسب كلامه (لخمس دقايق بس , خمس دقايق )
ردت للمطعم الإيطالي , واهي تتمنى انه خالد تقبل عذرها السخيف , قاعده اتغشمر , وااااااي شنو اغبى من هالترقيعه (التصريفه) , كان ودها تقول لريم الموقف وتشوف اشرايها , وتتأكد إذا الطريقه اللي سكرت فيها الموضوع كانت صحيحه ولا لأ ,لكن الغريبه انه ريم ما كانت موجوده , لكن موبايلها موجود , ومثل طول السهرة قاعد يعلن عن وصل مسج , مسجات ريم ازعجتهم طول القعده , يمكن وصلها على حسب الإضاءه اللي كانت تشتعل معلنه عن وصول مسج , 30 رساله تقريبا , اصلا اهي سألتها شالخدمه اللي اهي مشتركه فيها لأنها مزعجه من قلب , لكن ريم صرفت السالفه , وقالت لا تحطين في بالج .
لكن ريم مو موجوده ألحين مع موبايلها !!
وبدت اتدور عليها بعيونها , بالمطعم كانت بتسأل وين البنت اللي كانت موجوده اهني !!
لكن لفت راسها للمقهى , المقهى اصلا ما كان ذاك الأزدحام لكن الناس اللي فيه كانوا متجمعين ومندمجين بشي بالوسط كنهم يشوفون مسرحيه قدامهم على الأرض.
ما تدري ليش نقزها قلبها .
قالت للشاب اللي جدامها "شوي لو سمحت "
بعد اهو عن طريقها بذهن غايب واهو يشوف الأرض مكان المسرحيه !! .
قربت اشوي واهي تتمنى انه ما يكون اللي في بالها صحيح , لأنه ريم كانت متنرفزه ,واهي خايفه انها سوت شي بهالخصوص .
لكن للأسف طلع صحيح , وشافت ريم وعمر على الأرض , كانت تشوفهم على جنب .




يتبع....

نظرة الحب
03-28-2011, 05:47 PM
التابع ...





وقفت مكانها ما تحركت لا لقدام ولا لورى من المفاجأة , من صجها انصدمت اشفيهم قاعدين على الأرض جذي .
ولما استوعبت انه ريم وعمر , صج على الأرض وانه ريم واضح عليها الدموع والبكي , اخترعت و قربت من ريم مستعيله , واقعدت بقربها بعجله , وخوف على صاحبتها اللي ألتقت فيها اليوم واللي كانت اضعف مما هي متصوره , وقالت لها " ريم حبيبيتي , اشفيج ؟ اشفيج يا قلبي "
كانت جد خايفه عليها , وسبت روحها , يعني انا زوجي قام وتحرك , فأستانست وما اهتميت للي اهي تمر فيه , خاصه اني عرفت مشاعرها تجاه عمر , شلووووون اروح واخليها , جان كلمت خالد وانا قاعده معاها , ألحين ما أدري اشفيها , وليش اهي قاعده بالأرض .
لفت ريم على مها بلهفه , وقالت " مهاااااااا , طحت !! " وفجأة بدت تبجي وقالت " مها شوفي ايدي "
مها لمت ريم لما بدت تبكي .
شافت كف الريم , وليتها ما شافت الأيد , كانت كفوفها ممليه زجاج صغير بصورة خياليه , وداخل باللحم بطريقه قويه , وكان في احد الكفوف قطعه زجاج كبيره داخله بلحمها بصوره مايله مقززه وواضح انها مؤلمه.
وقعدت تشوف عمر من فوق راس ريم , اللي اهي ضامتها على صدرها , عمر كان بعده ماسك ايد ريم .
وكان يشوف ريم بنظرات غريبه , ولكن رد شاف ايدها , بنظرات عصبيه .
مها كان ودها تلفت انتباهه , وتقوله شالسالفه بالضبط .
عمر كان يشوف شلون تبجي بتعب , صار لها 5 دقايق يحاول يقنع فيها انها تتحرك من مكانها ويروحون للطبيب , أو انه ياخذها للمستشفى أو شي , جا دكتور الفندق اللي اهي رفضت رفض تام انه يقرب عليها , وبدت تصيح كنه راح يذبحها , وهذا اضطره انه يطلب من الدكتور انه يبعد على ما يقنعها , واهي اعند منها ماكو , كل شي يقوله تقابله برفض , واهو ما يقدر يسوي شي من غير رضاها لأنه ماله كلمه عليها , ارتاح لما شاف مها وعرف انه المسأله هانت .
ناظر بنت اخته ولاحظ الأسئله اللي في عيونها , وقال " فجأة طاحت , وكان بيدها كاس البيبسي فالظاهر انكسر بأيدها , ومثل ما انتي شايفه " ورد شاف الكف , وقال " وهذا احنا معاها نبي نقنعها بأنه نشيله "
لمت ريم أكثر , وأكثر وقالت " يا بعد قلبي , ما تستاهلين يا عمري "
شافها بنظره عصبيه , لأنه كان يبيها تكلمها وتقنعها .
زاد بكى ريم اللي قالت بنبره بكى " كله منهم يا مها , كله منهم "
عمر فكر كله منهم !!! منو اهم , تأمل ايد ريم , ما يدري ليش حاس انه اهو منهم !!!
حطت مها ايدها بشعر ريم ,واهي مستغربه منو كله منهم !!! , وبهاللحظه بس لاحظت مها وقوف الشقرا قريب منهم , وعلى ويهها لهفه ورغبه بالمساعده , لكن الغريب انه البيبسي ماليها لو كانوا بغير هاللحظه كان ضحكت على شكلها مسكينه شكلها يضحك و وصخ وشعرها ميبس من البيبسي غير عن شكلها المغري اللي امساعه .
واللي قالت فجأه "Omar please let me help her , her hand need immediate attention "
(عمر خلني اساعدها , ايدها تحتاج حق اهتمام عاجل )
لكن ريم قالت لمها لما سمعت الشقرا " مها قولي ما ابغاها , بعديها عني "
تنهد عمر بتعب من ريم ومن طفوليتها اللي مالها معنى, والله لو ما كانت ريم منصابه جان ذبحها اهني , (عمر ما كان يدري انه ريم شافت رقص سام ودلعها , وأصلا عمر نفسه ما كان يشوف سام نفسها )
" sam please let's not talk about that anymore , she doesn't want your help , so just tell me what to do and I will do it "
(سام خلينا ما انتكلم بهالشي , اهي مو راضيه بهالمساعده , فبس قولي لي شنو اسوي وانا راح اسويه )
كان واضح على سام العصبيه وانها تبي تتدخل ومهي عارفه شلون , لكن ارضخت لعمر , لأنه واضح ان اللي معاه عنيده , ارفضت احد يقرب منها ما عدا عمر !!!
وهذا الشي غريب , كم واحد حاولوا يساعدون عمر لكن كانت رافضه رفض بات .
"ok , take the glass out of her hand "
(أوكي , اخذ قطعه الزجاج من ايدها )
مها قالت لعمر بخوف بعد هالكلمه " عمر ليش ما تاخذونها لطبيب وتفكون عمركم "
عمر اهني قال بعصبيه " قولي لها هالكلام , لا تقولين لي , صار لي سنه أحاول معاها واهي تعاند روحها , كاهو الدكتور مال الفندق بس اهي مو راضيه "
شافت دكتور الفندق الواقف قريب منهم , ونقلت نظرها لصاحبتها ولاحظت دموع ريم , وشافت ويه عمر والصبر اللي فيه , نزلت عيونها وشافت ايد ريم .
سمعت عمر يقول حق ريم " ريم انا لازم اشيلها عن ايدج "
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ لأ , لأ ما أبغى , خلها "
" ريم والله مو زين حقج خلينين اشيلها و ..."
ردت عليه بعصبيه " انا عاجبني شكلها كذااااا , هي حلوة انا حرة !!!, هي عاجبتني كذااااااا "
قال الدكتور بطيبه وحنيه " فيها ايه يا بنتي خليــه يساعدك "
واهي تبكي " أأأأأأأأأأأأأأأأأأ ما أبغى "
فقالت مها بسرعه " ريم حبيبتي خليهم يطلعون الزجاج من ايدج , انا راح اكون معاج حبيبتي , اوكي "
شافتها ريم وقالت " بس...بس راح يآلمني "
قالت مها بهدوء "خلي عمر يسوي اللي في باله , يلاااا ريم يا قلبي , يلااا حبيبتي "
ريم كانت فعلا تعبانه من الضغط عليها , ولما شافت مها احمدت ربها خاصه انه مها تفهمها , وتحس فيها , لأنها حساسه مره , وقلبها طيب , وحنون , وقالت بشهقات من البكي " يعني اشيلها !!"
عمر بدى الأمل يرتفع بقلبه , الحمدلله انه ريم بدت تلين شويه , شاف ساعته بسرعه , وما صدق لما شاف انه الوقت هذا اللي قضوه كله كان ربع ساعه بس لا أكثر , كان مفكر انه الوقت اللي قضاه كان ساعه او اكثر .
مها ابتسمت لريم وقالت " ايه يا قلبي , احسن لج شيليها "
شافت ريم مها بتردد وبخوف وبعدين شافت عمر وشافت كفها , وامسكت شفايفها اللي ترجف بأسنانها وسكتت وما علقت .
وعمر خذى هذا على انه علامه موافقه , وسمى بالله .
وبدى يحط اصابعه بحنيه على الزجاجه الكبيره اللي في كفها .
لما مسكها حس بصوت من ريم مثل الأنين ,وحاولت تسحب يدها منه , لكن عمر كان ماسكها بقوه ,و تجاهلها وسحب الزجاجه بسرعه وقوه .
ريم جاهااااااا ألم قاتل , يذبح , لما سحب الزجاجه ,من قوة الألم كانت حاسه فيه محاوطها من كل جهة , كانت راح تصرخ , لكن الظلام اللي كانت تقاومه من الأول كان اسرع منها وغلفها من كل جانب
أغمى عليها .
عمر رفع راسه بفرح , لكن لما شاف عيونها تسكر بخدر , وشاف كيف غمضت عينها , ورمت راسها لورى , بقى يزر عقله (كان راح يجن )
قال بعجله " ريم , ريم "
لما ما ردت عليه , على طول حط ايده مثل ما يعرف بالأسعافات الأوليه على نبضها .
قرب الدكتور وقال " لازم ننقلها لغرفه من الغرف "
سام كانت قاعده يمه " what happened ? " (شنو حصل)
وقاست نبضها بسرعه , وقالت لعمر "let's take her to the hospital " (خلنا ناخذها للمستشفى)
تجاهلهم عمر ما رد عليهم شالها بسرعه , وبعجله .
مها قالت له بخوف " عمر اشفيها !!!!"
" ما أدري , راح اخذها المستشفى , منها يشوفون ايدها , ومنها يشوفون ليش مغمى عليها "
الدكتور قال " خليني اشوف فيها ايه ...."
عمر ما رد عليه , ما كان بأذنه ماي ( دليل على التصميم على القرار ) , كان راح ياخذها للمستشفى راح ياخذها , ما يبي يخاطر فيها واهو ما يدري شنو فيها بالضبط .
خاصه انه كان شاهد على اغماءتها اخر مرة , كان مخترع اكثرهم , يا ربي شفيـــــــــــــها , مو طبيعيه , بالمزرعه نفس الشي اغماء , هل فيها شي , هل معقول فيها شي , وبنت عمها جوري خشت علي السالفه .
تعوذ من ابليس من الظنون , وقال لنفسه لو كان فيها شي ما كانت راح تنخطب .
الكل حولهم كانوا يقولون "سلامتها ألف سلامه "
" ايه اللي حصل "
" فيهاااااا ايه "
وعمر ما كان ملقيهم ويه , كان قاعد يركض فيها ركض لسيارته اللي واقفه امام الفندق تقريبا .
ومها وراه باللي تقدر عليه وسام بعد .
ودخلوا للسياره , أثنينهم معاها ورى , وحاطين ايدهم عليها , وريم ما كانت صاحيه , ما كانت حاسه بأحد .
مها كانت ترجف , خايفه على ريم , خايفه انه فيها شي , ما كانت راح تسامح نفسها لأنه خلتها بروحها .
اما سام فكانت تسوي اللي تقدر عليه كممرضه عشان تتأكد انه ما فيها شي .
لما وصل فيها للمستشفى , وقف السياره عند باب الطوارئ , ونزل بسرعه , ينادي على الممرضين اللي جوا بسرعه بكرسي متحرك , ودخولها معاهم , لغرفه من الغرف وكانت مها معاها .
اهو كان راح يدخل وراهم لكن نظره من مها ذكرته اهو منو , وانه ماله صفه أبدا للدخول . وهذا خلاه يوقف مكانه .
ما بيده يسوي شي غير انه يوقف جنه غريب عنها اهني , بعيد , واهلها يكونون معاها , هذي ثاني مره يصير معاه هالموقف .
اشالفته اهو واهي والمستشفيات !!!
او اش سالفته اهو والمستشفيات !!!
حس بأيد احد على ذراعه , ولف ويهه وشاف سام اللي كانت واقفه قربه , وتعطيه نظره حنان , وتأشر له على الكرسي , شاف المكان اللي تأشر عليه لكن اهو ما كان قادر يقعد بهالمكان ريحة المستشفيات تلوع جبده .
المستشفى من الأماكن اللي ما يقدر لو شنو انه يقعد فيه براحه , فقال لسام
"I have to do a phone call, give me five minute" (مضطر اسوي مكالمه هاتفيه , عطيني خمس دقايق )
اهو فعلا كان لازم يسوي مكالمه هاتفيه (لأبوها ) , طلع بره المستشفى وشم هالهوا النقي وملا فيه صدره , شاف سيارته عند باب الطوارئ , دخل وخذاها للمواقف واهو اهناك اتصل بأبوها , لكن ما كو رد , اتصل بالشقه وقالت له الشغاله " البيه مش هنا , بأسكندريه "
طلع من سيارته بتثاقل , من الوضع ككل وراح للمستشفى مهما كان ما يقدر يخلي الحريم بالمستشفى ببلد مو بلدهم , دخل وراح للأستقبال وعمل كافه المعاملات بأسمه وبعد ما انتهى ودفع الفلوس اللازمه , توجه للمكان اللي فيه سام .
أفكاره السودا بدت تصورله أشياء تتعب نفسيته ,رفع راسه للسما قال بهمس "يا ربي أعني , يارب لا يكون فيها شي, يا رب لا يكون فيها شي , يا رب خلها بخير , رجيتك يا رب خلها بخير" .
رافع راسه لفوق ومغمض عينه يتنفس من فمه علا وعسى يخفف الريحه الكريهه المحيطه فيه , لأنه مو قادر على الريحه مالت المستشفى , ابدااا مو قادر .
سام كانت تشوف عمر , واهي مو مصدقه , منو هالبنت وليش مخليته جذي وبهالحاله اللي يرثى لها , لو كانت انسانه عاديه ما كان معقوله تكون هذي ردة فعله .
وحس بايدها على كتفه نزل راسه وشافها , كان شكلها يرثى له , ااصلا اهو ما يدري ليش يت معاه وشكلها بهالصوره , باهدومها المليانه بيبسي ,حاول يغطي اللي فيه فابتسم على شكلها وهي ارفعت حاجبها , كان يدري انه لازم يسأل عشان يشغل افكاره .
فأشر على اهدومها وقال "what happened ? " (شنو صار ؟ )
لهالدرجه يا عمر ما كنت منتبه !!
ما شفت قدامك إلا هي , هزت راسها ببساطه وقالت :
" when she fell some of her Pepsi flew to my cloths" (لما طاحت , شوي من بيبسيها طار على اهدومي )
اتسعت ابتسامته , هالريم ما خلت احد في حاله !!!! مسكينه سام .
"I'm sorry about that" (انا اسف لهالشي )
هزت راسها بنفي رقيق وقالت :
"Don’t think about it , my patient have done to me worse than that , I'm used to it " (لا تفكر بالموضوع , مرضاي سووا اللي أسوأ من جذي , تعودت على هالأشياء)
وكملت بجديه لأنه إجابته متعلق فيها مصيره معاها "Omar who is she to you ? " (منو اهي بالنسبه لك يا عمر )
شنو هالسؤال الغريب !!
ريم منو بالنسبه لك !!
بالماضي كانت روحه , حياته , عمره , قلبه , كانت فرحته , اهي الشخص اللي بعدها كان يحس بالرضا مو السعاده , اهي اللي لما تطلقوا حس انه الفرح الحقيقي راح معاها هي وطار .
هذا ما يعني انه ما كان مرتاح او قانع مع نورة , لكن كان فاقد جزء منه , ما كان اهو مع نوره , كان شخص ثاني مرتاح وراضي وبس , نقطه على السطر .
لكن ألحين ما يدري شنو يحس بالضبط , أو يدري بس ما يبي يعترف لنفسه ..
رفع راسه وقال بتغابي "who ? " (منو ؟ )
"The falling lady" (المره الطايحه)
يعني فعلا اهي تعني ريم , رفع حاجب وقال :
"Why do you think I know her?"(ليش حاسه اني اعرفها )
كان وده يعرف شنو اللي خلاها تقول هالكلام , شنو بالضبط اللي خلاها تستنتج هالشي , خاصه انها ما تتكلم عربي .
قالت بتفكير :
"I didn't think at first but then I believe you know her pretty well" (انا ما كنت اظن انك تعرفها بالأول , بس بعدين صرت واثقه انك تعرفها عدل )
ابتسم بسخريه وقال "how so ?! " (أشلون جذي )
بنفس اسلوب التفكير , قالت :
" I don't know , maybe the way you dealt with the situation , or the way you looked at her , or the way she looked at you " (ما أدري , يمكن من الطريقه اللي تعاملت فيها مع الموضوع , أو الطريقه اللي شفتها فيها , أو الطريقه اللي اهي شافتك فيها )
ضحك بسخريه لهدرجه انا واضح يا سام , لهدرجه تصرفاتي باينه (واضحه) !!
اهم شي لما قالت طريقة نظراتك لها , وتعاملك مع الموضوع .
اما اهي ونظرات الحقد اللي كانت قاعده تشوفه فيها جنه (كأنه) ذابح ابوها , أو جنه (كأنه) اهو اللي عرجبها وخلاها اتطيح (وضع رجله امامها لأسقاطها) !! فأكيد الناس راح يخمنون انها تعرفه .
هذا خلاه يقول لها الصراحه لأنه ماله معنى يخبي الموضوع سر فقال بهدوء "she is my ex" (اهي طليقتي )
شافته بصدمه , عمر كان متزوج هذي البنت , معقوله , كانت زوجته !!!!
وفجأة حست بالغيره , اهي جت من أمريكا لمصر عشانه , وله , لأنها تبيه يلتفت لها , وأخر شي هذي البنت الحلوة تكون طليقته !!
بس طليقته , يعني اهو متى تزوجها , بالضبط , ما كانت مصدقه انه علاقته بهالبنت علاقه زواج وطلاق وهذا خلاها تقول :
"your ex ?! , you were married !!! " (طليقتك ! , انت كنت متزوج !!!!!)
"yes I was before nora , it's been a long time " (ايه كنت متزوج قبل لا اتزوج نورة , من زمان الموضوع صاير )
جبده ما كانت مخليته مركز مع الكلام .
سكتت لما شافته مشغول باله , عمر كان متزوج هالبنت , هالبنت مع الألم اللي كان ظاهر على ملامحها , كان باين جمالها .
وهالكلام شرح لها سبب النظرات اللي كانت البنيه ترمقها فيها , معقوله هي إلى الأن تغار على زوجها السابق معقوله انها اتحب زوجها السابق !! .
لكن الواضح انه عمر يحس بشي اتجاها وهذا خلاها تقول بتقرير للواقع :
" you love her , don't you ? " (انت تحبها , صح ؟! )
حس جنها بهالسؤال ادخلت روحه واطلعت , نص ساعه اقعدت معاه ومع ريم وعرفت كل شي.
مشاعر اهو نفسه مو راضي يعترف فيها , مشاعر ما احد يتجرأ انه يواجهه فيها ,اهي قالتها له بكل بساطه , لف عليها وقال بضحكة متفاجئ :
" what !!!!!!"(شنووو !!! )
قالت اللي ما أحد تجرأ انه يقوله و كررته "you love her don't you ?" (انت تحبها صح ؟ "
عمر اللي كان يشوفها , شاف وراها اختفت ابتسامته , وقام عمر من مكانه , سام استغربت منه , لأنه قام بأنفعال وراح على طول من غير اي نظره لها الفكره الأولى اللي اخطرت لها انه زعل او عصب عليها .
لكن لفت ويهها وشافت انه الدكتور طلع من الغرفه اللي كانت فيها طليقته .
قربت لكن ما فهمت شي من الحوار , لأنه كل الكلام كان بالعربي .
قال للدكتور بلهجه سهله عشان يفهمه " دكتور , المريضه اللي طلعت من عندها للتو .."
قال له الدكتور بغرور " انته مين من آرايبها (قرائبها) ؟ "
شالسؤال الماصخ , والأسلوب الأمصخ , كان عارف ان ما ذكر صلة قرابه راح يروح عنه ويتركه .
سكت للحظه , وبعدين قال بجرأة "انا زوجها "
غرور عمر والطريقه الواثقه اللي رمى فيها صلة القرابه المو حقيقه بوجه الدكتور , خله الدكتور يراجع موقفه ويتكلم مع عمر بطريقه احسن .
وعمر قال في نفسه المغرورين ما ينفع معاهم إلا انك تتكلم معاهم بترفع اهني بس يحترمونك .
وسمع لشرح الدكتور اللي قال "اسمع يا استاز , اهتمينا بتنزيف (تنظيف) ايدها من الزجاج واخرجنا اللي دخل في لحمها منو , أما القرح (الجرح) الكبير فنزفناه (نظفناه) من الداخل وتأكدنا من خلوه من الزجاج الصغير وعقمنا كل حاجه إزافتا (إضافتا) إلى اننا قمنا بخياطة القروح (الجروح) "
سمع عمر الشرح بهدوء , الأرتياح يمتلي بقلبه مع كل كلمه , لكن ظل فكره مع الإغماءه .
قال عمر بلهفه " طيب يا دكتور , والإغماءه "
" هبوط في الزغط (الضغط)"
هبوووط في الضغط , هذا نفس السبب بالمرة اللي طافت , رد سأل " دكتور هذا السبب كان سبب في اغماءه سابقه , من شهرين أو اقل !! "
بان على الدكتور الأهتمام وقال " هوااا تكرر اكتر من المرتين دولت ؟؟ بس هيه ماقلتش (ماقالت) حاجه عن الموضوع ده "
ليش ما قالت لهم , ليش خشت السالفه .
سمع الدكتور يقول " طيب انت ما تعرفش كم تكرر الإغماء معاه أبل (قبل) كده "
ما أدري , والله ما أدري .
هذي المعلومه مو عنده , فقال للدكتور " ما أدري "
شافه الدكتور بأستغراب وقال " ان شاء الله ما فيش حاجه خطره , احنا عملناها تخطيط للقلب وماكنش يدل على حاجه خطره او مش كويسه , هبوط الزغط عندها كان حالة استثنائيه "
الحمدلله يا رب , الحمدلله .
" طيب اهي وين ؟؟ "
" لما يخلص الدرب تخرج ان شاء الله "
خذا نفس عميق , وريحة المستشفى دشت بخشمه وبقوه , لاعـــــــــــــــت جبده أكثر
كان طول الوقت يحاول ياخذ نفسه من حلجه ,لكن ألحين مو قادر يقعد اهني اكثر .
كان سام واقفه قربه وقالت "what's wrong ??" (شنو صاير؟)
"Umm nothing, please Sam I will wait outside, ok" (امم ولا شي , ارجوج سام انا راح انطر بالخارج اوكي)
قعد على الكرسي الخارجي اللي خارج المستشفى لكن قرب الباب , ولسانه يلهج بحمدالله وشكره .
ريم اللي كانت فاتحه عينها صار لها فتره و كانت تشوف ايدها الثنتين والشاش الأبيض بهدوء .
مها كانت تتأملها وبعدين قالت لها " اشلونج "
ارفعت نظرها " الحمدلله , أحسن شوي "
سكتوا أثنينهم مره ثانيه , وبعدين حطت مها ايدها بالمخباة الجانيبيه ببلزوتها البنفسجيه اللي كانت جايه فيها من السعوديه , وطلعت جوال ريم , اللي أزعجها بأهتزازه المتكرر وقالت لريم " هذا موبايلج "
لما شافت ريم جوالها بأيد مها خذته بأيدها اللي ما فيها الخياط و ومسكته بأيدها .
ورد يهتز ويضوي دليل على قدوم مسج يديد .
قالت لها مها " وااااااي ريم قطعي هالخدمه , مو طبيعيه , مزعجه , لهالساعه واهي تبعث مسجات مو معقول "
رفعت ريم نظرها عن جوالها , وش اقول , اقول هذا واحد مو راضي يتركني بحالي , مو نافع معه تجاهلي له , ما أدري وش اسوي معاه , خايفه ارد عليه واطلب منه التوقف وانا متأكده انه بيزيد بأزعاجه , ابتسمت بتوتر لمها .
وقالت بتصريفه للسالفه , خاصه انها تذكرت هالموضوع فجأه " دفعتي حساب المطعم ؟ "
وقفت مها فجأة من كرسيها وقالت " حســـــــــــــاب المطعم " شافت ريم اللي قالت " مها ما دفعنا حساب المطعم !!!!! "
صار ويه مها احمر من الأحراج جنها جدام عمال المطعم بالوقت الحالي وقالت " أبيـــــــــه ما دفعنا شي , أبيــه , ويـــــــــه يا حسرتناااااااااا فشله من الرياييل "
واهني ضحكت ريم بعد ما حست انه في الموقف جانب فكاهي , لأنه ألحين أكيد العمال بالمطعم يفكرون انه اهي ومها كانوا قاعدين ينصبون عليهم , مها ويهها كان عباره عن الإحراج الكامل كنها ألحين مقابله العاملين مو مقابله صاحبتها ريم , قالت ريم لها " ههههههه , ان شاء الله لما نرجع بيوم ثاني ندفع "
وردوا اسكتوا وريم على وجهها ابتسامه اتركت اثرها على ملامحها من الموقف , أما مها فلما فكرت بالموقف عــــــدل اضحكت وقالت " مساكيـــــــن اتخيل شكلهم , ابيـــه والله فشــــــله "
بس مع هذا ظلت على اعصابها تفكر انهم لازم يدفعون لهم بأسرع فرصه ممكنه .
وريم شافتها وقالت " بس يا مها , ان شاء الله ندفع لهم قريب ما في داعي تكونين على اعصابك "
" ايــه ادري وانتي الصاجه "
ريم عدلت جلستها وبدت تشوف الدرب اللي بيدها وعشان تغير السالفه قالت " وش قال الدكتور , ما كنت مركزه معاه !"
قالت لها مها بجديه " قال هبوط بالضغط "
هبوط بالضغط , للمره المليون , هبوووط بالضغط , ولنفس السبب .
قالت " أأأأأأأأأأه "
قالت مها فجأة لما طرى على بالها شكل الشقرااا وشكل البيبسي عليها وبأبتسامه "بذمتج منو مغرق الشقرا بالبيبسي ؟؟ "
وكملت تضحــــــك " ابيـــــــــه شفتي شكلها , كان مسخره , هههههههههه "
ريم لما مها جابت لها طاري الشقرا اكتأبت وتغير مزاجها , إلا انه موضوع البيبسي كان حلو لأنه عباره عن انتقام منها وخاصه انه طاح على هدفه بالضبط , ومها صادقه كان شكل الشقرا يضحك , وما عادت الحلوة والمثيره اللي لفتت نظر الكل .
وبكل غرور و فخر رفعت راسها ريم بنت حمد وقالت " أناااااااا "
وطريقتها بأعلان مسؤوليتها موتت مها من الضحك , وحطت ايدها على بطنها وقالت " ههههههههههه , انتي من صجج ؟ "
حاولت مها تمسك روحها لكن تعابير ريم كانت عباره عن رضا كامل عن النفس وغرور بشكل غير متصور فردت اضحكت "ههههههههه جذااااااااااااااابه (كذااابه) , شلون ؟؟؟"
بنفس البرود والغرور والكبر قالت ريم " لأنها قليله ادب , وهذا جزاها وأقل من جزاها "
اللي يشوفها يقول انها أميره ونفذت حكم بالأعدام على أحد الأشخاص اللي يستحقون العقوبه .
ومها مهي قادره تسكت عن الضحك من وجه ريم واسلوبها بالكلام "ههههههههههههه "
ريم اضحكت معاها فجأه , كنها كانت ماسكه ضحكها بالأول وألحين ما تقدر تقاومه وقالت بوسط ضحكاتها " ههههههههه...... انتي ..... هههههههه ...... ما شفتيها كيف قربت مني وهي بوجهها كل البيبسي وبعده ما نشف .... ههههههههه "
وكملت " ههههههه ....اصلا انا كنت حاسه بوجه عمر منصدم من شكلها.... ههههههه "
مها ردت عليها " ههههههههههه... حســـــــــافه لو كنت موجوده ...ههههههههه "
كان ضحكهم على هستيريا مو طبيعيه , فرغوا فيها شحنات من المشاعر المكبوته , واستمر لفتره طويله .
إلى ان انسدحت ريم على فراشها وهي تحاول تريح حالها .
وسكتوا إلا لما يتذكرون الموقف فيرجعون للضحك مره ثانيه , ويردون يسكتون كل هذا إلى ان قالت ريم " ما تصدقين يا مها كيف كانت مشاعري , الغيره كانت مجنونه بقلبي , من غير شعور قمت من مكاني وكنت برمي عليها البيبسي لكن طحت قبل , حسيت بالغيظ والحرج , لكن لما شفت اني صبت الهدف , ارتاحت نفسي , كان ودي اسوي أكثر من كذا , لكن الحمدلله انه الموضوع صفا على هالشي , لأنه عمر كان راح يعرف بذيك اللحظه سبب تصرفي !, وانا ما أبغى هالشي "
قالت لها مها بحميه " لا تغارين منها والله ما تسوى ظفر ريلج (رجلك) "
سكتت ريم , وما علقت على كلمة مها .
اما مها فحست انها لازم تنبه ريم وتقولها عن وجود الشقرا معاهم , قبل ما تنصدم فيها .
فقالت لريم " ريم ترى اهي معانا بالمستشفى "
لفت عليها ريم بعنف " اش تقوليـــــــــــــن !! "
موجوده هنا , معاهم بالمستشفى !
وش تسوي وش تبي لاحقتها لي هنا , مو حرام عليها , ما اكتفت باللي عملته بالمقهى , ناويه تحرق اعصابها أكثر .
فقالت لها مها بشرح للوضع "اهي كانت مصره انها تكون معانا , وترافقنا , وما كان فيه وقت لمناقشتها "
قبل ما تعلق ريم انطق باب الغرفه .

طق , طق , طق


عمر وريم , من 7 سنين تقريبا :

حفلة زفاف ريم , كانت من أحلى الحفلات , رائعه من كافه المقايـــــس , من أصغر شي فيها لأكبر شي , من البخور , والقهوه , والعصاير , حلو وكاكاو التقديم , إضافه إلى الكوشه الروعه , والأغاني الأجمل , والبوفيه اللي ماله مثــــــيل بروعته ووجود كافه أنواع الطعام فيه .
اما ريم فكانت حلم , فستانها كان راقي بكل المقــــــايــيــــس , كان كت , جاي على الجسم تمام , ومبين روعه وجمال جسمها الخيالي , ويبدي يوسع من الخصر .
اما شعرها فكان مرفوع لأعلى وعليه تاج ألماس (كتاج الأميرات) محيط بالشعر المرفوع على شكل كبه , ومتعلق من التاج الطرحه الطويله اللي كانت تتبعها بجمال وروعه ملكيه منقطعة النظير .
ريم كانت بمشيتها , بخطوتها , بكل شي فيها اميره , او بالأصح ملكه , كلها رقي وروعه .
مكياجها كان من وحده جت من الكويت خصيصا لها واهي منيره الفرج , بعد ما أثنت عليها مها , وعلى مكياجها الروعه , وأثبتت منيره انها قد المدح , المكياج كان قمه , جميـــــل وغريب , ومن اجمل ما يمكن .
أما عمر فكان يومها مريض , وتعبان , إلا انه هذا ما أثر على وسامته و رجولته الملفته للنظر , وما قلل من حضوره القوي , أو من هيبته ,وعلى الرغم من مرضه إلا انه ما رضى إلا انه يدخل لريم , ويصور معاها كأي عروس , وكان متماسك لدرجه اللي يشوفه ما يقول انه مريض او فيه شي , ما أحد كان يدري بمرضه إلا مها وخالد .
وقبل لا تركب ريم السياره لمتها مها بقوة , وقالت لها بهمس خوفا انه يسمعها عمر " ديري بالج على عمر , خليه ياكل , ترى درجة حرارته مرتفعه " وكملت عشان ما تخاف ريم " عادي ما فيه شي شديد وراح للدكتور , بس اهو إذا كانت حرارته عاليه , ما ياكل "




يتبع ....


نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله







أ

{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}

نظرة الحب
03-28-2011, 05:47 PM
--------------------------------------------------------------------------------




التابع...




ريم تفاجأت من كلمه مها , لأنه وجهه بالحفله وتصرفاته المعبره عن السرور , وطريقته بالمزح معاها أثناء التصوير ما دلت على شي !!
رق قلبها بحنان له , كان يراعيها , ويحاول يبين ويخلي اليوم هذا لها مميز على الرغم من تعبه ومرضه .
يا نااااااااس تعشقه .
ويا ما كررت له هالكلمه بمكالماتهم التليفونيه .
وإضحكت لأنه عمر ما قط سمع منها هالكلمه بوجهه , ما قط قالتها له بوجهه , يا ما طلبها منها إلا انها ما تسمع كلمته .
بالسياره بدت اتدقق بملامحه , وقالت بقلبها بألم (حبيبي) , للي يدقق يلاحظ شحوب ويهه , وعيونه الذابله , بس ان تم التدقيق , لكن غير كذا شكله عادي , يضحك ويبتسم , ويبين كل شي عادي .
بهاللحظه التفت عليها وشافها تناظره أبتسم لها , مسك ايدها بقوه , وبدى يسوق بأيد وحده .
ارتجفت ايدها من مسكة ايده , كانت تدري انه الوضع بينهم ألحين غير , هي مهي غبيه , تدري انه متوقع منها أشياء واهي متوتره من هالأشياء اللي معقول انه يطلبها , ومنحرجه ,خاصه انه عمتها جلست معاها جلسة مره (أمرأه) لمره (لأمرأه) , وقالت لها وش معقول تتوقع , انحرجت وكانت راح تموت من الأحراج وتمنت انه الأرض تنشق وتبلعها , لكن على حسب كلام عمتها انه هالشي لازم تعرفه كل بنت قبل زواجها !
كانت خايفه عليه وخايفه منه , مهما كانت تعرف عمر إلا انه الزواج كان شي ثاني , كان مرعب لأي بنت , خطوه يديده , عالم يديد .
وصلوا للفندق اللي راح يقيمو فيه بالرياض إلى ان يحين موعد سفرتهم لشهر العسل .
بالفندق لما ادخلت جناحهم كانت متوترة , خايفه , لما حاول يمسك ايدها (حسب ظنها) انقزت من مكانها , وراحت على ورى , خطر ما تطيح , وبدت تشوفه بنظرات الطير الخايف من الصياد اللي ناوي يمسكه.
قرب أكثر واهي ردت للطوفه , لوكان بأيدها كان ادخلت فيها , وقف مكانه وضحك بهدوء " ههههههههههه ريم ما راح اهجم عليج , ولا اكلج لا تخافين , بس أبي اقصر على المكيـف اللي جهاز التحكم موجود على الطوفه وراج (الحيطه خلفج ) "
صار وجهها تعبير عن الخجل التام والكامل , احمر , وحااااااااااار , كانت مستحيه من كلامه من الوضع من كل شي .
وبدت عينها تغورق وتلمع من الدموع اللي بدت تتشكل فيها .
قرب منها وقف اقبالها بالضبط وقال " ريمي , ليش تبجين ألحين , هذا انا نفسي عمر اللي عرفتيه كل هالسنين ما تغيرت " حط ايده على خدها بحنان وقال " روحي غيري اهدومج على ما ايي (يجي ) العشا "
وتركها لأنه واضح عليها الخوف منه واهو مو حاب يزيد الوضع عليها , وهي وقفت اتابعه بنظرها لما شافته يدخل الصاله التابعه لجناحهم ويقعد على الكنبه , فتح التليفزيون وخذا التليفون وأتصل على الروم سيرفس (خدمة الغرف) .
كان عمر يحاول يبين روحه مشغول بالتليفون وكنه يطلب شي عشان تتحرك من مكانها وما تنحرج منه أكثر مما اهي منحرجه .
اهي ادخلت بتردد .
وكملت طريجها للغرفه , لما ادخلت غرفتها , بدت تتنفس براحه أكثر , هي نفسها ما تدري ليه اهي خايفه , عمر حنون , وهي تعرفه من فتره طويله , اهو زوجها من عمرها 15 وألحين اهي 18.
المهم اغسلت شعرها , ونشفته وما قيدته بأي شي وتركته على ظهرها , وألبست قميصها النوم اللي شرته لها عمتها , اللي ما قصرت معاها ابدا , وعاملتها مثل امها , وقالت لها انه ضروره تلبسه أول يوم لها معاه .
قميص نومها كان عباره عن قميص أوف وايت , طويل ,الصدر كله دانتيل والدلعه على شكل مربع واسع يعني القميص يبتدي فوق الصدر بالضبط , من غير اكمام (حفر) والحفر من الدانتيل , وتحت الصدر تبدي خامه مدموجه بالدانتيل لكن شفاف , وواسع بشكل انيق , وفوقه روب يغطي القميص ويكون مربوط من عند الرقبه وما في ربطه ثانيه .
كان بأختصار برئ وانيق , كانت رائعه .
ما كانت خايفه , وتحس بخجل , كيف راح تطلع قدامه كذا .
وفجأة انطق الباب , كانت راح تقفز من مكانها من خوفها , وسمعت صوته يقول " ريم العشا جاهز , حياج "
بدى قلبها يدق أكثر من المعدل الطبيعي , يدق ويدق , خافت انه عمر يسمعها من قوة دقاته .
قالت لنفسها ( هذا عمر , عمر , عمر , حبيبك , ليش الخوف والخجل , روحي له )
تنفست بقوه , تشجعت واطلعت .
رفع راسه لما سمع فتح الباب , خاصه انه شك انها راح تطلع , ولكنها اطلعت , كان راح يمزح معها على تأخيرها , لكن لما شافها عجز عن الكلام .
كانت أيه من الجمال , البراءه والروعه , ريم كانت حلم بالنسبه له وصار حقيقه , حوريه من الحوريات , ابتسم لها بحب , سنين ملكتهم خلتهم عارفين بعض عدل , كانت السنه تمر عليه ببطئ اهو مو مصدق انه اليوم اللي تكون معاه في بيت واحد يه ( جا) أخيرا .
الغريب ان لما شافها لأول مرة دخلت قلبه على طول , كانت امرأة , وبنت بنفس الوقت , لما عرف عمرها استغرب من نفسه كيف شخص مثله عمره 26 يعجب بطفله توها خطت على اعتاب المراهقه .
صورتها ما فارقت خياله , ونطر إلى ان صارت 15 وقال لأبوه اللي كانت ردة فعله الأولى " انت ينيت " (انت جنيت ) .
لكن اهو كان عنيد مثل ابوه , وقدر يقنع والده بالفكره , اللي قبلها على مضض , وتقدموا للبنت , سوا جذي لأنه يدري انه بنت مثلها , راح تطير بسرعه , واهو كان يبي يحجزها له , ويتعرف عليها عن قرب , إلى ان يحين وقت الزواج .
ما كان اللي جاذبه لها جمالها , خاصه انه وقتها ما كان جمالها ناضج بعده , بالعكس اللي كان لافت انتباهه شي داخلها ناداه بقوة , ما يدري يمكن روحه ألتقت بروحها .
وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف)
سبحان اللي زرع احساس بروح كانت جافه , وسبحان اللي فتح قلب كان مغلق لمراهقه على عتبات الأنوثه , وسبحان اللي خلاها بنظره اجمل الكائنات , وسبحان اللي خلاه كلما ادخلت عليه غرد قلبه وصار كنه قلب مراهق , سبحان الله , سبحانه.
قال بهمس صادق من شعور سامي " سبحان اللي خلقج وصورج " طلع من القلب , وأصاب قلب فتي ما عرف الحب إلا من هالرجل .
رفرف قلبها كما الطير , ونزلت عينها , وبعدين رفعت عيونها برقه , لما دخل حياتها كانت حاسه بالوحده , ما كان لها احد غير جدها , اما بنات عمها فكلهم مشغولين مع اهلهم , وهي تكون معاهم , لكن مو بذيك الكثرة , اما أبوها فدايما مسافر , لما جا عمر لحياتها حست انها مميزه , حست انه في شخص يبيها , هي ريم , وده يكون معاها , قريب .
تحركت من مكانها كما الأميره , تحت مراقبه حنونه من نظرات عينه .
قعدت بمكان لا هو قريب ولا هو بعيد على الكنبه .
اما اهو فما حب يحرجها فما قرب , وانما ظل مكانه يباشر فتح الأغطيه عن الأكل , وقال لها " تفضلي , مدي ايدج "
تذكرت كلام مها فقالت بخجل " انت كل أول "
ما كان له نفس ياكل , واهو ما طلب الأكل إلا عشانها اهي , تسند على الصوفا بأرتياح وقال " لا يا ريمي , انا مو مشتهي , انتي اكلي , وانا اشوفج "
كان يشوفها بنظرات اعشقتها ,كان يناظرها بهدوء , وراحه , كنه يشوف قدامه شي رائع , وحلو , برقه مالها مثيل .
اهي ان اكتسبت ثقتها , فأهي اكتسبتها منه اهو ومن نظراته وابتساماته لها .
وبثقه خجوله " ما راح اكل إلا ان انت كليت "
ضحك بهدوء من طريقتها وقال " ههههه , حاضر راح أكل , انا جم (كم) ريم عندي "
لكن لاحظت انه حط لها بصحنها من كل نوع , فقالت له " عمر بس , كثيــــر كذا " وكملت " ما أقدر أكل هذا كله "
" انتي بس تامرين يا ريمي , قولي اللي تبينه وانا راح انفذه لج , اليوم يومج "
احرجتها طريقته وحست بالدم اللي ارتفع لوجهها .
واهو ضحك على ردة فعلها .
لما سمعت ضحكته عرفت انه متعمد يحرجها عشان يشوف ردة فعلها فقالت له " عمـــــــــر "
ضحك بصوت اعلى وبعدين قال " هههههههههه أسف والله ما أقدر اقاوم جمالج لما ويهج يصير احمر "
احمر وجهها أكثر وأكثر .
ورد اهو ضحك .
لما هدى لاحظت انه حط لنفسه قليل من الأكل , وبدى يلعب فيه , ويشتت انتباهها بأن يسولف معاها , أو يقول لها شي , لكنها كانت ملاحظه عدم أكله وخاصه انها تقريبا خلصت صحنها واهو بعده صحنه على حاله.
وفجأه اقطعت سالفه عليه ومثل عادتها بالقيام بالفعل وبعدين التفكير قالت " انا أبغى أوكلك !! "
حواجبه وصلت لمنابت شعره من المفاجأه , وهي استوعبت اللي قالته فأحمر وجهها .
احمر وجهها لأ بالأصح احمر جسمها كله من الأحراج .
وبدت تقول لنفسها ( انا وش فيني منزوع مني الحيا , عمر وش راح يفكر فيه )
(وحده تقول لرجلها بأول يوم لها أوكلك , انا ما أستحي , ما انتخي )
اما اهو فلما شاف وجهها , ضحك بصوت عالي , لأنه وجهها كان عباره عن مرآة لكل ما يخطر في بالها , يحس جنه (كأنه) جدام كتاب مفتوح , ويدري ان عادتها بالفعل قبل التفكير اهي اللي خلتها تنطق بهالكلام , وانها ألحين كارهه نفسها .
اما هي فأنحرجت أكثر وأكثر من ردة فعله , وقالت بسرعه بمحاوله منها انها ترقع السالفه " ما أقصد , انا أسفه , ما ..."
قاطعها وقال "أنا أبيج (أبغاكي) توكليني , راح اخذج على كلمتج , ما يصير ألحين تتراجعين عنها"
(انا الغبيه انا اللي جبتها لنفسي , انا الغبيه وربي , يعني مها قالت لي خليه ياكل , ما قالت لي وكليه !!)
حست انه النفس بدى يتقطع عندها من المستحى .
وقالت له بهمس " لأ انا ما كنت اقصد .."
ابتسم وقال واهو رافع حاجبه " أه ه ه ه يعني انتي مو قد الكلام اللي انتي تقولينه !! "
كلمته هذي اشعلت شي ثاني في داخلها , اهي اصلا قد كلامها وقالت بلهجة الحميه " إلا انا قده وقدووود "
اقطعت قطعه من الكباب بملعقه وكانت بتوكله فيها , اما اهو فظل بمكانه وقال " ما راح اكلها , المفروض توكليني اياها بأيدج "
الملعقه كانت بتطيح من ايدها وقالت " كيــــــــــــــــــف "
رفع حاجب وقال " اللي سمعتيه وكليني اياها بأيدج مو بالقفشه (الملعقه) ولا انتي خايفه مني !! "
وقالت له بسرعه " لأ ماني خايفه منك وراح تشوف "
كان راح يضحك من سرعة تفاعلها .
وخذت القطعه بأيدها ومسكتها بأصابعها مدتها له , ولما قرب وأكلها , حست هي بحميمية الحركه اللي ما كانت مستوعبتها بالأول .
تلخبطت , وتوترت .
ولما أكل جزء من القطعه كانت هي منحرجه منه بقوه .
حاولت تبعد ايدها عن فمه , لكنه مسك ايدها بقوه , وأكل قطعه الكباب كلها من ايدها , وعينه مرفوعه وملتقيه بعيونها .
ولما تركها بعد ما أكل اللي في ايدها كله , تسند على الكنبه .
اما اهي ما تحركت بعد حركتها هذي وقال لها بعد ما رفع حاجب وقال برقه " ما راح توكليني بعد "
قامت من مكانها فجأة وقالت " انا الحمدلله , شبعت "
لام نفسه لأنه خلاها تنحرج , وتقوم قبل ما تاكل كل أكلها وتابعها بنظره .
راحت للمغسله , كانت منحرجه من جراءة الحركه اللي عملتها .
(وش راح يفكر فيها ألحين , أكيد يظن انها متعمده هالحركه , انها قليله ادب )
كانت مستغرقه بأفكارها .
كانت تلوم حالها على تصرفاتها , كانت راح تبكي .
وبدت تغسل ايدها وحست فيه يدخل ,ما ألتفتت عليه ولا ارفعت نظرها للمنظره عشان تشوفه , وهو جا من وراها و وقف خلفها بالضبط وحاوط خصرها بأيده , تفاجأت من حركته وشهقت من الصدمه ومن قربه منها , اما اهو فتجاهل ردة فعلها ومسك كفوفها وبدى يغسلها هو , حاولت تبعد للأمام لأنه صدره كان لاصق بظهرها لكن كانت محجوزة عن الحركه .
كمل غساله لأيدها وهي بدت تتنفس بصعوبه من التوتر , ومن قربه الغريب عليها نوعا ما .
لما خلص قال لها بهمس بأذنها " انتي وصختي ايدج عشان توكليني , وانا علي انظف أيدج اللي توصخت "
باس خدها وتركها يجيب المنشفه , وهي واقفه متفاجئه من حركته الحنونه .
ووقف امامها ونشف ايدها .
وهذا خلاها تقول " احبك "
رجفت ايده اللي تنشف ايدها ورفع عينه لعينها , كانت هذي اول مره تقولها له وجها لوجه .
هالكلمه كانت لأول مرة تنطقها على لسانها له هو بالذات واهو مقابلها.
كررت كلمتها " احبك عمر "
عمر لما سمعها للمرة الثانيه حس بنشوه داخل صدره , حس بفرح ما له مثيل , كانت المره الثانيه تأكيد لكلمتها , رد عليها بقلبه وانا اعشقج , لكن بما انه طول عمره ما يعبر عن مشاعره بالأقوال وانما بالأفعال , ما تكلم و ضمها لصدره بقوة بطريقه تعبير عن المشاعر قويه
شالها وقال ووجهها لوجهه "يلا يا قمري نروح انام" .
حملها للسرير بغرفه النوم , ورجع لها التوتر والخوف , لكنه حطها اهناك ,لاحظ نظراتها الوجله إلا انه استلقى جمبها , واهي حاولت تبعد , لكنه شدها لصدره , بحيث كان ظهرها على صدره , وقال بهمس لأذنها " لا تخافين مني يا ريم , ما راح يصير شي من غير رضاج , نامي ألحين "
كانت كلمته مثل البلسم على صدرها , اعاد لها الهدوء والراحه , وتعبها من اليوم كله خلاها تتغلب على غرابة الوضع , خاصه انها لأول مره تنام بحضن احد , وهذي الوضعيه على غرابتها بالنسبه لها إلا انها حسستها بالأمان والحب وخلاها تنام .
عمر كان صبور معاها لأبعد حد , كان يعودها على وجوده على لمساته , على ضمته لها , على جرأته معاها ,ومرت ايام لما حس انها مستعده لهالخطوه , اتخذها , وعلمها بصبره وحبه كيف تعبر عن حبها له بغير الكلام و خلاها زوجته حقيقه مو بس على الورق .
بعد شهرين تقريبا من زواجهم , صار لهم أول خلاف قوي , كانوا رايحين للمزرعه عند جدها فهد , اللي عزمهم للمزرعه .
كان جد ريم جايب خيل جديد ومسميه (عناد) , كان الخيل روعه بكل المقاييس .
كان الخيل عربي جماله خيــال .
وجه الخيل كان صغير , ناعم الجلد , خالي من الوبر , مستقيم الأذن ( حيث انه اذنه منتصبه دليل على احتفاظه بقوته ونشاطه) , رحب الجبهه , فجبهته (عريضه , مسطحه واسعه , مستديره الأطراف ) , واسع الشدق , كبير العينين ( كبيرتين , صافيتين , كحلاويتين و شاخصتين , سليمتين من الأمراض , رقيقتي الجفنين ) , متناسق الأعضاء مع الجسم .
ناصيته (شعر الخيل المسترسل على جبهته ) كانت طويله , صافيه اللون .
اما جذعه فكان املس , ناعم , قوي العضلات, متناسق الأعضاء , جميل الشكل , واسع القفص الصدري .
بأختصار كان حلم للخيال اللي يعرف قيمة الخيل , من حيث الجمال والأصالة , وانتماءه العربي .
وريم كانت خياله وتعرف قيمه الخيل وتعرف له .
من أول ما شافته عجبها بقوه , وتشوقت تمتطيه .
كان عمر وجدها فهد يتكلمون على الغدا عن قوته وجماله وشنو المفروض يسوون عشان يروضونه ويبقونه على قوته .
قالت هي فجأه ومن غير اي علاقه بموضوع نقاشهم " ابي امتطيه "
سكتوا اثنينهم ,ولفوا عليها , كنهم تفاجأوا من وجودها , وتفاجأوا من طلبها .
جدها ما تكلم وظل يناظرها بأستغراب .
وعمر هو اللي تكلم " لا يا ريمي , مو ألحين اهو يعتبر خيل قوي وما يصلح حق بنيه , يحتاج بالوقت الحالي لأهتمام مختلف "
عصبت من قلب , لأنها على ظهر الخيل من طفولتها , وجدها وعمر مو مقدرين انها خياله ماهره , وتعرف للخيول مهي جاهله فيهم , وهذا الخيل لفت نظرها من بد جميع خيول جدها الجديده .
حست بالغبينه , لأنه الرجاجيل دايم يكون لهم الأفضل والأحسن حتى بالخيول وهذا خلاها تحاجج عمر بكلمته وتقول " بس يا عمر انا اعرف للخيل , واقدر امتطيه "
لكن عمر قال بصرامه " المسأله مو مسأله تعرفين ولا ما تعرفين , المسأله انه هالخيل عنيد , ويبيله قوة مع المهارة , إذا تبين تمتطينه ألحين فأمتطيه معاي ,ونكون أثنينه على ظهره "
حاولت تحاجج أكثر " عمر ..."
شافها وأغلق الموضوع بصرامه " ما راح انتناقش بالموضوع أكثر , الخيل خطر عليج "
ورد يكلم جدها , اللي ما تدخل بالموضوع , بس كان مستمع , أما هي فأستأذنت من الغدا , وراحت كتعبير على احتجاجها .
لكن هي ما كانت راح ترضى انها تعامل بهالطريقه , وبكذا راحت الفجر لما اعرفت انه عمر وجدها راحوا للصلاة بمسجد المزرعه للأسطبل , وجهزت الخيل بحرص , واللي افرحها انه الخيل كان هادي , مهو مثل ما كانوا مصورينه لها .
وامتطت الخيل , وقالت لنفسها انها ببساطه تقدر تسيطر عليه , وانها بكذا راح تثبت لعمر انها تقدر .
في البدايه كان (عناد) مطواع بأيدها , وهي حست بالغرور , لأنه عمر كان يمتطيه بعد ومتحكم فيه بقوه ,وهي ألحين تقدر تثبت لرجلها ولجدها , انها خياله ماهرة , وما تقل مهارة عن باقي الرجال .
لكن صار ما لم يكن بالحسبان .
فجأة ثار الخيل , وبدى يتحرك حركات عنيفه , ويصهل بقوة .
حاولت بكل قوتها تتحكم فيه , وتهديه لكنها عاجزه عن هالشي , مهي قادره عليه .
أما عمر اللي طلع من المسيد بعد الصلاه , وكان يتكلم مع احد العاملين بالمزرعه , سمع صوت صهيل الخيل اللي تردد بالفجر بصدى قوي , وبقوه مفزعه اتدل انه الخيل غاضب , وانه له نيه شينه , بدى يدور بنظره على الخيل ,و شافها ,و شاف ريم على ظهر عناد , وكيف انه عناد بدى يعفر فيها , ويوقف على حوافره الخلفيه رافض الخياله اللي على ظهره كليا , وكان واضح انه ريم مهي قادره تسيطر عليه .
وفجأه (عناد) انطلق لجهة البحيره البعيده .
أما عمر فراح جري للأسطبل القريب وطلع خيل زاهب .
وامتطاه وراح وراها واهو يدعي انه ما يكون صار فيها شي .
لكن بطريقه للبحيره شاف الخيل يرجع بروحه , وانها مو على ظهره , كان راح يموت من الخوف عليها , الثواني كانت تمر عليه بصعوبه , والشك اللي كان ماليه كان راح يغمره .
ريم الخيل كان راميها من على ظهره لكن الحمدلله انها طاحت على الماي وما طاحت على اليابس , وعلى الرغم من انها تعرف السباحه إلا انه عضلاتها كانت مرتخيه من الخوف اللي كان مالي قلبها من تصرفات الخيل .
وبهذا ما كانت عارفه تحرك ايدها , كانت حاسه انها راح تغرق , لأن مافي شي بجسمها قاعد يستجيب لها .
ولما وصل للبحيره , شافها بالماي , ارتاح , لأنها تعرف تسبح , لكن فجأة انها مو قاعده تسبح و بالعكس قاعده تغرق فنزل من خيله وراح لها جري ورمى نفسه بالبحيره بسرعه , و حاوطها من ظهرها بأيده وبدى يسحبها بره الماي , وسدحها على اليابس .
ريم ما كانت شاربه ماي وايد , كانت الحمدلله زينه , وعمر لحق عليها قبل ما يصير وضعها صعب , واهي عشان اتطمنه اقعدت بمكانها على الرغم من التعب اللي ماليها , وبدت تكح شوي بس .
لما شاف انها بخير , وانه ما فيها إلا العافيه , الراحه خلته يوقف وصرخ عليها " انتي مينونه , مو صاحيه , فقدتي عقلج , انا مو قايل لج لا تمتطينه , انا قلت ولا لأ "
شافته بأستغراب لأنه عمر ما يصرخ , وما قط علا صوته خاصه عليها اهي .
اول فكره جت في بالها انه راح يضربها ألحين , انه راح يموتها من الضرب , خافت , وفزعت لكن جا في بالها انه أبوها ضرب امها من قبل , وهذا الشي طبيعي .
رد صرخ " قلت لج ولا لأ "
ردت عليه بخوف " قلت , قلت "
قرب منها وبدى بهزها " ليش تعاندين عيل, ليش , شنووووو انتي تبين تموتين , تبين تموتيـــــــن "
وفجأه اهي بكت لأنها فزعها زااااد أكثر وأكثر .
وهو تركها وبعد عشان يتمالك نفسه , لأنه مو حاس نفسه صافيه تجاهها , كان راح يذبحها يقتلها .
قرب منها للمره الثانيه واهو متمالك نفسه , ولكن ريم كانت متوقعه انه لهدف ثاني ولكذا بدت تشوفه بنظرات خوف شديد .
لكن تفاجأت لما شافت ايده تمسكها من زندها وترفعها له عشان يضمها .
لأ اهي توقعت غير هالشي , ما توقعت انه يعمل كذاااااا
كيف هو زوجي , المفروض انه ...
المفروض يضربها كم (ن) كف يعلمها انها ما تعصي اوامره !!!
ابوها كان يضرب امها دايما ان عصته في شي !!!
من عيشتها مع ابوها وأمها , التجربه الزوجيه الوحيده اللي عايشتها , كان تتصور من منظورها الطفولي , انه علاقتها مع رجلها لازم يتخللها ضرب , وانه هذي العلاقه الطبيعيه بين الرجل وحرمته , وانه المره متى ما عصت رجلها فجزاها الضرب .
ما كانت فاهمه ليه زوجها ما يضرب , وكانت دايما تتساءل عن السبب خاصه انه رجل , والرجل من وجهة نظرها لازم يمد ايده على حرمته عشان يثبت رجولته
وعمر ما كان يسوي كذا , كان دايما يمسك اعصابه بكل خلافاتهم , ان حس انه ممكن يفقدها يطلع بره لفتره وبعدين يرد ويكون وقتها متمالك نفسه .
كان هذا بالنسبه لها شي مهو مفهوم .
وكانت تعتبره عيب فيه , لأنه ابوها رجال وكان يسوي كذا.
و هي ينطبق عليها المثل اللي يقول (كل بنت بأبيها معجبه )
هذا عيبه الوحيد بالنسبه لها , وكانت تعشقه , تتنفس هواه , لكن مثل اي زواج كان فيه ايام حلوة وايام أقل حلاوه , كانوا فعلا عايشين بسعاده .
ولما صار خلافهم الأخير كان (عدم ضربه لها) احد الأشياء اللي رمتها بوجه عمر بأتهام جارح بالمجلس بيوم مواجتهم الخطيره اللي صارت ردا على اتهاماته لها وأدت للطلاق .
واكتشفت متأخره , متأخره كثيـــــــــــر , وأثناء لقاءاتها مع الدكتورة النفسيه ان ( ليس الشديد بالصرعه إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب )



يتبع ....




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 05:47 PM
--------------------------------------------------------------------------------




التابع ....





مها وريم بالوقت الحالي :

شافت مها ريم , لكن ريم كان وجهها عباره عن وجه لشخص على وجه انهيار عصبي بعد ما درت انه الشقرا معاهم بالمستشفى !!
انتظرت مها من الريم الرد لكن لاحظت سكوتها ردت اهي وقالت " تفضل "
لكن ما أحد دخل .
وفجأة انفتح الباب وادخلت الشقرا !
ريم لاعت كبدها بقوة , من مجرد انها شافتها , وعلى طول صدت للجهة الثانيه , مو مستحمله تشوفها .
لأنها ان كملت فكانت راح تصرخ فيها , وتقول لها كلام المفروض ما تقوله .
سام ادخلت وقالت " hello "
مها نفسها كانت كارهتها , لكن بما انه ريم صاده للجهة الثانيه وباين عليها مو ناويه ترد , واضطرت اهي انها ترد عليها وقالت "hi "
قربت سام من السرير اللي قاعده فيه ريم وجلست على الكرسي الثاني الموجود .
وابتسمت لها برقه , وريم مو شايفتها , كانت حاسه انها فاهمه مشاعر ريم لأنه اللي شافته من عمر علمها انه رجل ما يتعوض , واللي تخسره اكيـــد راح تندم , إذا اهي حست بالغيره عليه فما بالك بأنسانه كانت يوم من الأيام حرمته .
وقالت لها " how are you now ?" (اشلونج ألحين؟)
ريم ما كلفت على حالها انها تلف لها , او انها ترد عليها .
بالعكس تشوف الجهة الثانيه .
وهذا ترك سام تلف على مها , لأنها من الفندق واهي متصوره انه ريم ما تفهم انجليزي ,وكانت ماتبي تفكر بنفس الوقت بتصرف ريم الوقح لها لأن ريم حسستها انها شي ما له قيمه , لو كانت اهي أقل ثقه بحالها كانت دمعت عينها , لكن وظيفتها ان علمتها شي , فأهو الصبر , ومعرفة قيمة النفس .
مها اللي كانت تشوف صاحبتها وكان ودها انه ريم تبين للشقرا انها مو هامتها بأنها ترد عليها عادي لكن واضح انه ريم مو طايقتها ولا طايقه انها ترد عليها .
فمها للمره الثالثه ترد بوقت المفروض انه ريم ترد فيه , فقالت
" she is fine now , thank you for asking " (اهي بخير ألحين , شكرا على السؤال )
اما سامنثا فأبتسمت لمها بشكر لأنها ردت عليها وقالت :
" omar is waiting for you two in the car ,so when you are ready we will be there "
(عمر ينتظركم بالسياره , فلما تخلصون راح نكون احنا اهناك)
ريم لو كان بيدها شي كان رمتها فيه للمره الثانيه , تقول اسم عمر براحه , ولا تدمج روحها فيه وتقول (احنا راح نكون اهناك ) كنها معاه شي واحد , الوقحه .
تكرههااااااااااااااااااااااااااااااااا .
اما سام فراحت عند الباب لأنها حست انها غير مرحب فيها لكن عند الباب قالت
" I'm sam by the way " ( على فكره انا سام )
طبعا ريم ولا كأنها سمعت شي , وجالسه تشوف الدرب متى يخلص , اما عقلها فكان يقول سم يسمك , ويذبحك وافتك منك .
أما مها ردت عليها بأبتسامه سطحيه
" nice to meet you sam , I'm maha and she is reem "
( من اللطيف الإلتقاء بك سام , انا مها , واهي ريم)
" nice to meet you too " (من اللطيف الإلتقاء بك ايضا) وعطتهم ابتسامه اخيره وطلعت .
مها لفت على ريم وقالت " ريم بدعتي , اشفيج ليش ما اتردين عليها "
" ما ني مجبوره اجاملها على حساب اعصابي , مها هذي انسانه راح تذبحني تعرفين وش يعني تذبحني , اكرهها , ما راح اجبر نفسي على الكلام معاها "
وشافت مها , ريم وادموعها اللي بدت تتجمع بعيونها .
فقامت من مكانها بسرعه وقالت " لااااااااااااااااا ريم , لااااااااااا خلاص لا تكلمينها , عساج ما كلمتيها بالطقاق يطقها , انتي لا تكدرين روحج "
ابتسمت ريم بهالوقت وقالت بتعب " ماني متكدره " .
لما انتهى الدرب , وادخلت عليهم الممرضه , وبدت تشيله من ايد ريم المتعبه , واهي تتكلم بلطف " جوزك (زوجك) يستنى برا , كان خايف عليكي أوي (كثير) "
ريم شافتها بنظره تعجب وقالت " عفوا "
قالت لها " ايوه انتي ما شفتيهوش (شفتيه) لما كلم الدكتور , باين عليه بيحبك , الله يوفئكو (يوفقكم) والله انتو لايئين (لايقين) لبعض أوي (كثير) "
قالت ريم بتوتر "أأأأ يمكن غلطانه "
قالت لها الممرضه بحيره " هو مش جوزك اللي جا معاكي , هو آل (قال) للدكتور , انا سمعته بيأول (يقول) كده "
قالت عشان تثبت للممرضه خطئها " كان لابس بلوزة خضره , ولا لأ "
اهني بحمـــــــاس قالت الممرضه " أيــــــــــــــــوه هو دااااا , اللي لابس بلوزه خضره "
ريم تفاجأت , عمـــــــــر قال انه زوجها
زوجي , ليه قال هالكلام , هل له سبب ,و لا لأ .
و ربــــــــــي يا عمر ما ني عارفتلك .
أ ه ه ه ه يا هي كلمتك انك زوجي حركت فيني الحنين , يا رب تتحقق امنيتي , وتكون لي وأكون لك .
عند هالفكره اعرفت شنو تبي بالضبط .
المهزله طالت .
اما مها فبعد كلام الممرضه بدت تشوف الريم اللي واضح عليها كانت مستغرقه بأفكار عديده .
اهي بعد بدت تفكر بكلمة الممرضه , عمر اعلن انه زوج ريم !!
لكن اكيــــد له سبب مقنع , يمكن ما كان ممكن يدخلها اهني لو ما كلمته هذي , أو شي جذي ..

واطلعوا بره المستشفى , وريم بعدها تفكر باللي اسمعته من الممرضه وتفكر بأثاره على قلبها .
مها كانت تبحث عن سياره عمر بعينها , لأنها بهالوقت خلااااااااص تحس انها هلكانه , وراح تموت من التعب , وتتمنى انها تلقى السياره بأسرع وقت ممكن .
اما عمر فكان يشوف الرايح والراد من السيارات بالجهه المعاكسه للمستشفى , وسمع سام تقول " here they are " (كا هم)
لف وجهه وشافهم عند باب المستشفى وواضح عليهم انهم يبحثون عن السياره .
فحرك السياره ودخل فيها لجهتهم لما صارت قبالهم بالضبط , وشافوه , بدوا يتحركون للباب الخلفي اللي هو نزل وافتحه لهم .
اما ريم فكانت مغتاظه لأنه سام كانت جالسه بكل راحه قدام عند عمر .
( وقاحه للدرجه ذي ما قط شافت , أو صادفت بحياتها كلها )
لما كلهم صاروا بالسياره قال عمر بهدوء " الحمدلله على السلامه "
ردت بهمس " الله يسلمك "
عمر اللي ما كان ابدا متوقع انها ترد عليه , بالعكس كان متوقع انها تتجاهله , تفاجأ من ردها .
ما كان متوقع يسمع صوتها .
كمل كلامه بأن قال واهو حاس براحه غريبه تغمر قلبه " انا حاولت اتصل بأبوج , لكن ما كان بالقاهره , كان بالأسكندريه "
ما كان فيه رد (اهي تدري ان ابوها مهو موجود بالقاهرة ) .
واهو اصلا ما توقع انها ترد , كان سرحان بأحداث اليوم كله , مو معقول هذا بس يوم واحد وصار فيه كل هذا , وتذكر المسج اللي جاه من عصام عن اللي ما يتسمى ,عدل قعدته , شلون غاب عن باله شي بهالأهميه , واهو يضغط على رقم عصام , دق تليفونه بنغمه الشغل الخاصه , سبحان الله القلوب عند بعضها , شاله على طول وقال "هلا عصام "
قال عصام بأحترام "هلا طال عمرك , ما رديت على المسج "
ابتسم عمر وقال " تصدق يا عصام كنت راح اتصل فيك على الموضوع توني ألحين "
" القلوب عند بعضها طال عمرك "
تنهد عمر , ياليت احد يقول لأبوه انه يخلي قلبه على قلب ولده و يخفف هالعقاب مافيه يستحمل هالعقوبه الشديده , عقوبة مقابلة غريمه راح تذبحه بهدوء , أ ه ه ه ه ه كرامته تمنعه انه يعترض ويقول لأبوه ما أقدر أقابله .
ريم اسمعت كيف تنهد , كانت حاسه انه تنهيدته من قلب محترق , استغربت , وش معقول يقوله عصام لأجل تكون ردة فعله بهالطريقه .
اما عمر فقال "على العموم اهو شنو قالك بالضبط "
اتخذ عصام موقف الجديه " هو وصل لنا أوراق فيها موافقه مبدئيه على المشروع , ويطلب انه يقابلك "
فكر بطريقه يخلص فيها من الموضوع فقال " عصام ما قلت له ان بومشاري عنده الصلاحيه بتولي مسأله العقد , يعني مافي داعي انه يقابلني , وبعدين انا بمصر , ليش يعقد المسائل جذي"
" قلت له طال عمرك , لكن اهو يقول انه عنده سفره لمصر ! , وبالطريق يقابلك انت , ويتعاقد معاك "
تأفف عمر , مو قادر يستوعب ليش هذا يبي يشوفه اهو بالذات , شيبي فيه , وبعديـــــــن ليش راح يجي مصر .
وجاله خاطره قلبت كيانه وخلته يرفع عينه للمنظره اللي تنقل له احداث المقعد الخلفي بسرعه معقوله ياي عشانها , معقوله راح ترتبط فيه اهني بمصر , ريم كانت حاطه راسها على كتف مها ومغمضه عينها , ومها حاطه راسها على الدريشه ومغمضه عينها بعد , والسياره كانت قمه بالهدوء .
إلا من صوته اهو , وهو قال بتوتر من الفكره اللي يت (جت ) في باله " يصير خير , انا باجر راح ادق عليك واعطيك الخبر اليقين "
سمع صوت عصام المتردد يقول " بس ..."
لما سكت قاله عمر بنفاذ صبر " شنو بس "
" الأستاذ فيصل راح يجي لمصر بكره ان شاء الله , المساء "
لما سمع اسمه حس انه تكهرب , ياهو كره هالأسم !
بعصبيه رد عليه عمر " وانت ليش توك تقولي ؟ "
" هو ما عطانا خبر إلا اليوم "
سكت عمر لحظه ورد شاف المنظره , وتأمل شكلها ورجع شاف الطريق قدامه , وقال " خير ان شاء الله , لما يوصل انا راح اعرف اوصل له الخبر "
سكر التليفون واستغرق بأفكاره .
وريم كانت متابعه المكالمه من الأول , ومندمجه مع تعابيره الكلاميه وردات فعله , حتى وهي حاطه راسها على كتف مها , ومغمضه عينها , وصلتها ذبذبات مشاعره المتوتره .
عمر وصل ريم أول لعمارتهم , اللي نزلت لها قبل ما يفتح الباب .
ريم ما كانت تبي تصير قريبه منه , خاصه ان مها و سم (سام) نايمين , ما تدري واهي بوضعها هذا من الضعف شنو معقول تقول , وراحت لفوق جري على الرغم من التعب , لأنها عارفه عمر ما يتحرك من مكانه إلا ان شاف اللي موصله داخل , حطت يدها بمخباتها وظهرت المفتاح وجوالها , اللي قطع وجهها بالمسجات اللي مهي راضيه توقف , وادخلت شقتها , ونورت الغرفه , عشان تبين له انها وصلت .
وراحت للمطبخ , جلست على الكرسي , وراجعت كل شي حصل اليوم ,قلبها قال لها للمره الثانيه اليوم خلاص المهزله طالت , هي ما تقدر تكذب على عمرها أكثر من كذا , وما تقدر تتعذب وتعذب فيصل معها لأنه قلبها يصرخ بأسم شخص ثاني .
كانت تعاند نفسها طول الفتره الماضيه , واحتاجب لدفعه بسيطه عشان تقرر هالقرار , وصارت الدفعه اللي ما كانت بسيطه كانت قويه ومؤلمه , خلاص :
(راح تنهي خطبتها !! )
ما تقدر تخلي عمر لسم (سام) , ما عاد فيها تسلك نفس الطريق للمره الثانيه , هي ضيعته من ايدها مره مو مستحمله تضيعه للمره الثانيه .
ولازم تخليه بطريقه ما يتمسك بكلمته اللي قالها لها لما عرف بالخطبه ( ان فسختي الخطبه راح اتزوجك ) بس كيف , كيــــف ؟؟
وفكرت, هي لعمر وهو لها , لها هي بروحها .

امامها عقبتين :

أبوها , وعمر نفسه !



مها :



مها اللي عمر صحاها من النوم لما وصلوا لفندقهم , اهي وسمانثا , توجهت لغرفتها على طول , لأنها من جد تعبانه , ووصت عمر واهي دايخه انه يدفع للمطعم الإيطالي لأنه ظهرها بس بينقسم نصين من التعب .
واهو وعدها انه ما يرد شقته إلا واهو دافع لهم .
والحمدلله انها وريم ما جابوا شنطهم معاهم , واكتفت كل وحده بأنها تحط فلوسها وموبايلها بمخباتها.
لما وصلت مها لغرفتها , راحت للحمام على طول , غسلت وجهها واسنانها, ولما اطلعت من الحمام بدلت اهدومها بتعب واهي خلاص اتحس انها بتنام واهي واقفه .
ولبست قميص أحمر علاليق لفوق الركبه , وعلى الجسم بالضبط وعليها صورة لbetty boop .
وعدت من الفاصل اللي يفصل غرفة النوم عن الحمام والمنظره والكبتات واهي مو قادره اتشوف جدامها من النعاس.
لكن النعاس والنومه طارت من عينها لما شافت غرفتها .
أو فراشها على الأصح .

خالد نايم بفراشها !!!!!





الكاتبه

black widow
http://www.gsaidlil.com/vb/images/3br2011/statusicon/user_offline.gif

نظرة الحب
03-28-2011, 05:48 PM
البارت التاسع عشر

****** أجامل وابتسم واضحك وانا في داخلي مقهور … احاول اكتم احزاني ورى صدري وأخبيها ***





عدت مها من الفاصل اللي يفصل غرفة النوم عن الحمام والمنظره والكبتات واهي مو قادره اتشوف جدامها من النعاس.
لكن النعاس والنومه طارت من عينها لما شافت غرفتها .
أو فراشها على الأصح .
خالد نايم بفراشها !!!!!
فز قلبها وتزايدت رقعات قلبها .
بوم
بوم
بوم
وبسرعه بردة فعل أوليه , وخوف انه احد يشوفه معاها وبفراشها , لفت ويهها للباب الفاصل اللي بين غرفتها وغرفة خالتها وساره , مو ضعف منها , خوف من انهم يفهمون طبيعه العلاقه غلط لما يشوفونه أو يدرون انه موجود وساره تتأكد ظنونها , وتتعقد المسائل أكثر مما اهي متعقده , واهي بصراحه مالها خلق توتر أكثر من اللي موجود ألحين .
لما شافت انه الباب مسكر , حطت ايدها على قلبها براحه , وطلعت النفــــس اللي كان مكبــــــوت داخله لفتره .
طلع برجفه , مو بأنضباط .
خافت تلتفت عليـــــــه .
لكن قلبها ما رضى إلا انه يشوف مالكه .
وردت نظرها لزوجها النايم بفراشها .
لزوجها القاسي .
لزوجها الي ملك قلبها
لزوجها القوي .
لزوجها وبــــــس.
تشـــــــوفه بجوع لملامحه اللي ماكانت تقدر تشوفها براحه إلا ان كان سرحان أم بغير هالوقت تخاف تلتفت له , خوفا من انه ملامحها تفضحها .
تلفتت , جنها خايفه انه احد يشوفها , جنه فيه احد معاها بالغرفه .
لما تأكدت من الواقع انه ما فيه احد يشوفها .
ردت نظرها لحبيبها .
وقربت بخطوه متردده ووقفت .
وقالت لنفسها ما أقدر اقرب , ما أقدر , اخاف اقرب , اخاف منه .
وبدأت تتأمل ويهه (وجهه) من مكانها .
من شعره , إلى حاجبه , إلى خشمه , إلى عيونه المغلقه , إلى فمه .
كان نايم وملامحه مسترخيه ببراءه , اللي يشوفه ما يصدق انه هالشخص قادر على الأذيه والتجريح .
رجعت خطوه لورى (لأ ما راح تقرب منه ) وردت لنفس مكانها السابق.
قلبها يجري له جري , ويدفعها دفع له , لكن عقلها يردها لأراضيها .
صراع عقلها وقلبها قاعد يزيد لدرجة انها كانت راح تصرخ .
بعدت شعرها الطويل والكثيف عن وجهها بعجز , ومسكته بأيدها من النص بتوتر
(شاسوي !!! شلون المفروض أتصرف )
نزلت ايدها برجفه ,و تركت شعرها اللي انسدل على ظهرها بنعومه , وقوت قلبها , وشدت من عزمها ومشت خطوتين للأمام , لكن للمره الثانيه توقف مكانها ثابته .
وقلبها زادت رجفته .
بدت تتأمله من مكانها , كان شكله مو مرتاح , ضام روحه , وعاقد حواجبه , واضح انه النومه غير مريحه , كان نايم بجينزه , اللي أكيد مضايقه , وبلوزته , وبجواربه ,وحذائه اللي أكيد قامت رجله , ومحسسه بالحر , كان نايم فوق اللحاف (بطانيه).
رق قلبها له أشد الرقه .
وحن قلبها له اشد الحنين .
واقفه مكانها , وقدامها حبيبها ونظر عينها , بروحها هي معاه .
بغرفه مغلقه
مشاعرها , اهي , هو
حست انه مشاعرها تخرج من جسدها بكل نفس وترد تدخل لجسدها بكل نفس , تملي الجو بحبها وعشقها ,لدرجة انها حست ان الجووو مضغوط بمشاعرها له , خــــــــالد شلون وصلنا للدرجه هذي , شـــــلون ؟ .
خايفه تقرب .
خايفه .
لمن مو قادره ترد قلبها عن رغبته أكثر من جذي .
قربت خطوه .
خطوه.
خطوه.
خطوه.
لما صارت عنده , كانت تشوفه من أعلى , قريب منها لدرجة انها بمجرد انها تحرك ايدها تقدر تلمســـه , معور قلبها شلون ضام نفسه بأيده (الظاهر انه حاس بالبرد) .
وبقربه موبايله (جواله) .
جدام (قدام) السرير بالضبط وجدامه (قدامه) كانت اهي واقفه , بهدوء , مشاعرها تقودها , مدت ايدها وقبل لا تلمس شعره , وقفت ايدها , لثانيه فقط .
لكن مدتها وحطتها بشعره وبعدته عن وجهه بحنان , عينها تشوف ويهه الرجولي الكامل .
نزلت على ركبتها , بحيث صار ويهها قبال ويه , وبحيث تتنفس انفاسه .
كانت تتأمل وجهه بشغف , بحب مجنون .
ما تبي تغمض عشان ما تخسر لحظه تقدر تشوف فيها وجهه .
خايفه من اليوم اللي راح تنفصل عنه , خايفه .
على هالطاري تنهدت بقوة , وبعدت ايدها عن شعره .
وقفت بهدوء .
وراحت عنه , ابعدت ,و أجلست على الكرسي قدام المنظره (المرايه ) , وحطت ايدها على راسها
(شسوي ألحين , شسوي, يا ربي , شسوي )
لفت عليه وبدت تشوفه من الفاصل الخشبي .
جانب منها يقول لها قومي صحيه مو من حقه يكون عندج , ونايم بفراشج , والجانب الثاني يقول مسكيـــــــــن باين عليه تعبان , خليـــــه يرتاح , ما فيها .
تحركت من مكانها , وقامت (مو عارفه تقعد مكانها , مو عارفه تسوي شي ) .
تكــــــــــره لما تتنازعها افكارها ومشاعرها بحيث تصير مو فاهمه شي من اللي حولها .
الجانب اللي انتصر كان قلبها للمره الثانيه الليـــــــــله .
و راحت لعنده , تبي تريحيه ,وتبي راحته , وفي بالها انه على الأقل واحد منهم يحس براحه .
عند خالد كان متضايق من النومه , الجينز مضايقه مره , مو قادر يتحرك فيه , وحاس بالحر من قماشه البايخ , مزعج .
أووووووف .
يحس ان ريله معرقه من الجينز , من فوق يحس بالبرد .
وبكل دقيقه يزيد احساسه بالأزعاج , والضيـــــــق .
اما عند مها فتوجهت له و انحنت عليه من جهة بطنه وبشكل مايل , ومدت ايدها لرجله وفصخته بهدوء حذائه الأول.
واهي مستغرقه بعملها , مو مفكره بشي غير راحته .
فجأه امسكتها ايده بقـــــــــوه , شهقـــــــــــت بخوف , وخرعه ما توقعت هالتصرف .
تلها (جرها او سحبها ) وما وعت بنفسها إلا وهي على صدره , وجهها قريب منه , قرب موتر .
خالد اللي كان متضابق , حس بوجود احد يرفع رجله و ينزع حذاءه , ما كان مستوعب بالأول وش اللي يصير .
ولما فتح عينه بكسل , واستغراب , انصدم .
ما كانت مستوعب الوضع ,اول ما فتح عينه , ظل يشوفها , خلصت نزعها لحذائه وهو لسه يشوفها , ويتساءل , هذي هي نفسها حقيقه ولا انا بعدي بالحلم !!!
كانت لابسه قميص احمر يناقض جمال بشرتها , فصايره بشرتها بيضا أكثر , وفوق الركبه بكثير , ومناقض للجراءه بالقميص , براءه وجود صورة كرتون على قميصها , لكنbetty boop أبعد ما تكون عن البراءه .
أما شعر مها .
أه ه ه ه ه من شعرها كان متروك على ظهرها .
وما قدر غير انه يمد ايده ويمسك ايدها فجأه قبل لا تنزع حذائه الثاني ويسحبها له .
سمع شهقتها , لكن ما كان مهتم وقتها إلا بقربها , اللي هو محروم منه .
لما صارت على صدره عيونهم ألتقت بنظره طويله , مالها نهايه .
جمالها الساحر وقربها منه كانوا مخلينه مو قادر يركز إلا عليها وعلى روعتها .
انفاسهم علت , صار النفس صعوبه بالنسبه لهم , كان نفسهم مشترك , ببساطه كانوا يتنفسون بعض ,عيونهم بدت تنقل أشواقهم , وتنقل اعجاب كل واحد فيهم للأخر .
عيونه شوق الرجل لحرمته .
وكان ينقل عيونها على ملامحها بشوق , من شعرها , بشرتها البيضا , عيونها الجميــــــله , خشمها سلة السيـــــف , شفايفها الورديه من غير مكياج , كل جزء فيها يسحر .
عيونها خجل المرأه من نظرات رجلها المعجبه اللي تلاحق ملامحها بأندماج غريب .
ولكن قربها منه دفعها انها تستغل هالفرصه و تنقل عيونها على ملامحه الرجوليه .
وبدت تتبع عيونه لوين تروح وتجي .
كانوا فعلا حاسين انهم خارج عن هالزمان والمكان لثواني إلى ان استوعبت مها ,اللي يصير , وعرفت نتائج بقاها بحضنه .
وبلحظه الأستيعاب , لأ مستحيـــــــل اخليه يلمسني , واهو عنده خطيــــــبه
حطت ايدها بعجله على صدره , وبخوف منه ومن نفسها بالشكل الأساسي , حاولت تبعد , خالد حس بمقاومتها , لأ ما لها حق تبعد , وتحرمه فمسكها بقوه لفتره يبي يشبع من قربها اللي هي حارمته منه , كان حاس انه ان تركها ألحين راح يموت من بعدها .
رجف قلبها وخافت من قوة مسكـتـه .
قســـــــى على نفسه لأقصى درجه.
و تركها .
لما تركها قامت بسرعه , بعدت عنه خطوه وخطوتين مستعجله , وبفوضويه , وهي تتنفس بصعوبه .
كان تبعد عنه ووجهها مقابله , جنها خايفه أنه بأي لحظه راح يمد ايدها ويسحبها .
كانت عينه عليها , يشوف تحركاتها الداله بقوه على خـــوفها الفظيع منه .
مها تذكرت اهدومها , وبخوف من عري قميصها حطت ايدها بتلقائيه على الفتحه اللي بصدرها , كنها بتحمي نفسها من نظراته اللي تتابعها من أول ما صحى ومن اول ما تركها , لأنه الدلعه , أو الفتحه اللي فوق كانت واسعه , ولو بيدها حطت ايدها على الفتحات اللي بجانب القميص بعد , وتحط قماش يستر سيقانها .
ما كانت مستوعبه اهدومها وشكلها , أشلون ما كانت مستوعبه شكلها من قبل , احساسها الأول كان انها تتستر , اندمت , وتمنت لو انها من أول لحظه شافته فيها نايم بغرفتها غيرت ملابسها .
أما اهو فغمض عينه .
بمحاوله منه انه يرجع سيطرته على نفسه
و رجع فتحهم , على أمل انها تختفي لكنها ظلت مكانها تشوفه بعيونها الحلوة الخايفـــــه .
لف وجهه يشوف السقف , نظرات الخوف اللي بعينها تستفزه لأقصى درجه , مهو قادر يستحمل هالنظرات , غمض عينه , ولثواني ظل على هالسكون .
مشاعره غامرته .
قدامه ويحس كنها مو من حقه .
مثل السراب اللي يوهم الضايع بالصحرا بالماي , وبالتالي يكتشف الشخص انه يلحق سراب وخيــــــال .
اففففف هالمشاعر كيف يقدر يسكتها .
وهو مغمض عيــــــنه كان حاس بمشاعره اعمق , صورة وجهها القريب منه كان يرجع بقوة .
وهذا اضطره انه يتحرك وبحركه وحده جلس على السرير , حط ايده على وجهه , وخذي موبايله وبدى يناظر فيه .
اما اهي فشافته يقعد على سريره فجأه وكان ردت فعلها الفزع , بعدت عنه بتلقائيه .
لاحظ حركتها , بس ما علق , إلا انه اعصابه هي اللي علقت بأن ارتفعت , وارتفعت , مو كافي عليه حرمانه منها و تجي تتصرف كنه الغول , اللي راح يذبحها .
شاف الساعه بجواله 11,30 .
واكتشف وجود 5 مسجات .
سمع صوتها وهي تقول بصرامه " ممكن أفهم شتسوي بغرفتي ؟ "
مها لا تكلميني ألحين
لا تكلمنيني ان ما كنتي تبين مشاكل لا تكلميني .
ما قال اللي في باله وبدى يشوف مسجات من عمر ,(لما كانت سام ترقص له , كان يطرش لخالد مسجات استهبال , عشان ما يرفع نظره ويشوفها ) وأول مسج :


خالد , اشرب بيبسي ولا قهوة !!


والمسج اللي بعده :


خالد تظن ليش نقول (ما لقوا بالورد عيب قالو يا احمر الخدين !!)
الورد ما عنده خد !!


خالد ما كان مستوعب اشفيه عمر , وشالمسجات الغريبه .
مها استجمعت كل قوتها بالمره الأولى وحاولت تظهر بأنها أقوى من الوضع , وهذا بأن نزلت أيدها وأسألته السؤال بصرامه , لأنها من غير الممكن تسمح له يظن انها تبيه معاها , أو انه وجوده بغرفتها شي عادي .
وسكوته وتجاهله لها خلاها تعصب و تكرر السؤال "خالد ,ممكن افهم ..."
مهي راضيه تسكــــــت .
ما يبي يتمشكل معاها , معصــــــب من المرحله اللي وصل لها .
وهو يشوف المسج اللي بيده (أو يتظاهر بالنظر إلى المسج ) قال بعدم مبالاة " ما في شي تفهمينه غير اني كنت أبغى أريح , ونمت من غير قصد "
بكل بساطه , يظن انه عادي ينام بفراشها , بكل بساطه يته (جته) النومه ,وقرر ان ينام , ما في اي احساس او تقدير لمشاعرها ولوضعها .
وهذا خلاها تجاوب بعصبيه " أه ه ه ه ه وما لقيت إلا انك تنام بفراشي "
استمر بإظهار عدم المبالاة " بالضبط "
ما يبي يقعد هنا , جو الغرفه مضيق صدره , وكاتم على انفاسه .
ترك جواله على السرير , وبدى يبحث بنظره عن حذائه , ولقاه , ارفعه , لبسه بهدوء , يعكس العواصف اللي داخله , وقام من مكانه وتوجه للباب من غير اي كلمه ثانيه , أصلا هو متنرفز منها من احساسه تجاها ,و وجودها معاه بهالوقت وبهالشكل .
مها ما كانت تبيه يطلع , ما تبيه يطلع ألحين على الأقل , عصبت من نفسها لأنها ما قعدته من الأول و عصبت منه , ومن اسلوبه , المفروض يعتذر , ولا اهي ما لها قيمه لهدرجه .
من قبل سنــــــه نفس التصرف , تجاهلها ولا اعتذر
وهي واقفه مكانها من غير لا تلف عليه , و قبل لا يطلع قالت بصوت عصبي معبـــــر عن اللي داخلها " ما راح تعتذر"





يتبع .....

نظرة الحب
03-28-2011, 05:48 PM
التابع ...



سمع كلمه ما راح تعتذر , وش تبيه يعتذر عنه ,هو ايــــش اللي سواه غلط , تركها لما ارفضت قربه وضغط على نفسه ومشاعره , وتبيــــــــه يعتـــــذر .
وقف مكانه ولف عليها من عند الباب واهو رافع حاجب قال بهدوء ظاهري " أعتذر !! ,ممكن اعرف على أيــــش ؟ "
مها يعني ما يدري , ما يدري ويســــــأل بعد
قالت بغرور " بالوقت الحالي دخولك غرفتي ونومتك بفراشي من غير أذني "
وصل حداااا بالنرفزه , هي مرتي , حرمتي , انا تاركها وعاتقها من أشياء كثيـــــــره وبكيفي مرعاتا لها , وتقــــــــــــول اعتذر على دخولك غرفتي ونومتك بفراشي من غير أذني .
انا أصلاااااا أقدر اسوي أكثر من اني انام بغرفتها من غير أذنها , أكثر و أكثر بكثيــــــــــــر .
ولا.. تكلمني بأسلوبها الزفت للمره الثانيه اليـــــــــوم
واهي بهالشكل !!
بهالشكل .
ولفت عليه وكملت بغرور قالت " اصلاااا انت غلطان بحقي وايد , فلك انك تختار على شنو تعتذر "
ولأنه أثنينهم ما تكلموا عن خلافهم الأساسي , والمشاكل المتعلقه فيه , كانوا بين جزر ومد , يحاولون يتعاملون عادي ,و وفقا للأتفاق لكن كل واحد فيهم كان ينتظر شي لأجل ينفجر , ويفجرالوضع بينهم بجنون .
واللي معقد المسأله مشاعرهم القويه تجاه بعض وكل واحد حاس بوجود الثاني معاه بقوة , ولكن بنفس الوقت مو قادر يطوله , أو يطلب من الطرف الثاني معاملته بحب , وبالتالي كل واحد فيهم حاس بالغيره من أدنى شخص يقرب للطرف الثاني , لأنه كل واحد فيه مو حاس انه محبوب , ومو حاس بالثقه بنفسه , كان سكوتهم واتفاقهم ومحاولتهم الضغط على مشاعرهم , جنــــــــون , مجرد محاوله لمنع بركان من الأنفجار .
وهو بدى يضحك واهو مو مصدق كلامها .
انا جيت مليـــــــــون مره لها , وهي رفضت مقابلتي , وتبغاني ألحين اعتذر منها !!
هي تحلم , هالشي ما راح يصير .
تتصرف تصرف المسكينه البريئه , اللي ما غلطت .
شافها بنظره استهزاء بعد ما وقف ضحك " تبغيني اعتذر , وانتي ليه ما تعتذرين عن اخطاءك الكثيره "
خالد احساسه كان متكون من عدة اشياء , كان حاس بضيقه , وحاس بالقهر , قام واهو حلمان انها اعتذرت وانه قال كلام فاضي ما كاني يبيها تعرفه .
إضافه إلى انه لما صحى وشافها كان فرحان بشوفتها وظن انه بحلم حلووووو وجميــــل , كان بيروح لها وياخذها ويعيش لحظات بفرح حتى لو بالحلم .
لكن بثواني أكتشف انه موجود بالواقع وانها بعيده , بعيده عنه كثير .
وغيــــــر كذا تطلب اعتذاره .
مها ألحين هي مزاجها صفر من ضحكته الأستهزائيه , من التعب , ومن الصدمه , ومن أسلوبه , خاصه انها معتذره منه , وما تدري شنو يبيها تعتذر عنه بعد , اهو الغلطان وقالب دنياها فوق حدر , عافسها عفاس , ويبيها تعتذر , اهي حامل , ومعلقه , واهو خاطب وغلطان ويبيها تعتذر.
وقالت بعصبيه " أخطاااااء , انا شنو اللي سويته بحقك عشان اعتذر , لا تنسى انك انت اللي خشيت عني اشياء المفروض ما تخشها مو أنا , انت اللي ..."
اللي يسمعها يقول أسرار الدوله اللي مخبيها , مسائل تقدر تتخطاها لو هي تبي , رد بعصبيه مماثله لعصبيتها
" والأشيااااااء ذي ما تستحق انك تطلعيـــــــــــــن من بيتي وتروحين لبيت جدك من غير أذني , لأنها ما تستاهل"
ينــــــــــــــــــــــــــت , الأشياء اللي خشها ما تستاهل , إذا هالأشياء ما تستاهل عيل شنوووو اللي يستاهل , وصلت الأعصاب عندها حدها وقالت " انك ما تعترف فيني عند اهلك شي عادي , وما يستاهل , هذا ما يستـــــــــــــاهل , انك تستحي مني ما يستاااااااااااااااااهل , وما تعترف بزواجك ما يستااااااااااهل "
رد بعد ما مسك اعصابه ورد ببرود غاضب " لا تقــــــــــــــولين اني ما اعترفت بزواجنا , لأنه الكل بالكويت يعرفون انك حرمتي , أحضر احتفالتكم وعروسكم وكل مناسباتكم الإجتماعيه والكل يعرفني على اني زوجك "
ايـــــه بس بالكويــــــت , القهر انه اعترافه فيها كان بس بالكويت , حست انه كل الناس كانت تدري هالشي , وانه كلهم يسخرون منها , الناس كلها تدري انه ما يبي يعلن زوجه بالسعوديه (حسب ظنها ) .
والسعـوديه فما احد يدري عنها , هذا غير انها تظن انه لوما الطفل ما كان اعترف بالزواج عند اهله , ماكان يبيها , كانت بالنسبه شي لفتره معينه وبس .
ما اعترف فيها بالكويت إلا عشان اهلها
" لأنك مجبووووووووووور تعترف فيه بالكويــــــــــت , لأني يدي (جدي) ما كان راح يرضى انه تخبيــــــه , ولأنه لي أهل وعزوه و لأن ...."
بتكبـــر الدنيا كلها , ابتسم وقال "مجبـــــــــــــور لا يا أميــــــــــره انا ما انجبر على شي , ولو ما كنت أبغى اعلن ما كنت راح اعلن بالكويــــــــــت, أو غيــــر الكويت "
كانوا أثنينهم مواجهيــــــن , بعض ,كل واح منهم يرمي بكلامه على الثاني بعصبيه , ما في واحد منهم يدري كيف وصل الموضوع لهالدرجه .
عصبت أكثر وأكثر , غروره وطريقته غير محتمله , اهو الغلطـــــــــــان عليها , اهووووو , جرحها من عدم اعلانه لزواجهم كان عميــــــــق لأنها ببدايه الزواج ما كانت منتبهه لهالشي , منشغله بدراستها ومرض ابوها , وبزواجها .
ونطقت افكارها بوضوح , احساس بالخيانه يقطر من كل حرف .
" لا واللي يحر أكثر اني بأول سنتيــــن من زواجنا ما كانت مستوعبه الشي , ولما حسيـــــت بالغرابه , وبديت اقولك واطلب منك زيارتهم , كنت تتعذر وانا بحسن نيه اصدقك , وأقبل أعذارك و أقول صاج , لكن لما أكتشــــــــــفت الوضع شلووووون صاير وعرفت , فهمت ليش انت مو معلن الزوااااج لأهلك , مو بس خجلك مني جدام اهلــــك , الأشيـــــــاء الثانيــــــه اللي عرفتها واللي اهمها.... "
وصولوا أثنينهم لدرجه من العصبيه ناتجه عن فتحهم للمواضيع المغلقه , واللي ما تطرقوا لها إلا ألحيـــــــن وبهاللحظه .
خالد نرفز , لأنه فكر بالأشياء الثانيه , هو كان مستعد انه يعتذر منها لأخفائه لهالأشياء لو هي رضت انها تقابله , لكنها رفضت , عدة مرات , سنه كامله ترفض شوفته , وهذا عطاه احساس انه دفع دينه لها , وبالتالي هي ما تقدر اتطالبه بأعتذار أو غيـــــــره , المسائل الثانيه , المهمه بالنسبــــــه لها ما تستاهل انها تتركه لأجلها ,ما تستاهل ...
قال ببرود مغيض " لا تحاوليـــــــن انك تظهريني بمظهر المجرم لأنك انتي اللي تركتي شي ما يستاهل يأثر على زواجك , انت الغلطانه بأنك ما جلستي تتفاهميـــــن معي , ونتكلم بالعقل "
قالت بصوت بصراخ " خــــــــــــالد انا واجهتك باللي سمعته , واجهتك , وانت ما اهتميت , اللي حارقني سالفتك مع أبوي محمد..."
كان راح يرد على النقطه الأولى لما قالت السبب الثاني لخلافهم , أش كانت تبيــــــــه يقول , أيش اللي معقول كان يقوله .
قال وهو ضاغط على اسنانه , ونطق بالكلام بين اسنانه "كنتي حرمتــــــــــــــــــي وش تبيني أقووووووووووول , كنت زوجــــــــــك "
بكل ذكريات ذلها لما اعرفت الحقيقه , وبغبــــــــاء , رمت قذيفه عليه , من غير شعور أو تقدير , قالت بتسرع " وأسوأ زوج !!"
كان مثل اللي انضرب على وجهه , ما قدر يعلق وش يقدر يقول , كيف معقول يعبر , كيف معقول يرد على كلامها الجارح !! .
اسوأ زوج عشان ما قال اللي قاله , ولا هذي مشاعرها تجاهه .
كانوا أثنينهم يناظرون بعض وهم متحفزين للهجوم , متحفزيـــــــن انه كل واحد فيهم يجرح بالثاني , يذبح الثاني لو تطلب الأمر .
قطع استغراقهم هجومهم الصامت على بعض , ضربه على الباب
طق
طق
طق .
أثنينهم لفوا على الباب بعصبيــــــــه لأنه الوقت ما كان مناسب أبدا , كانوا مستعدين انه هجومهم لبعض يتحول لشخص ثالث , يصبون جام غضبهم عليه .
انتبهوةا للباب اللي قطع عليهم الكلام .
الباب اللي قطع عليهم نقاشهم المهم , كان الباب اللي يصل غرفه مها بغرفه ساره وخالتها موضي .
بالطرف الثاني من الباب .
كانت موضي وساره اللي وصلوا صار لهم فتره , وبفرشهم , ينتظرون النوم يجيــــــــهم , كل وحده فيهم تفكر بمواضيـــع , غير عن الطرف الثاني .
موضي أم خالد , جالها اتصال من ام قتيبه , تركها على اعصابها وغيـــــــر احوالها , ومن خلص الأتصال وهي مهي قادره تفكر غير بصديقتها .
خبر شكهم بمرضها وتعبها , ضايقها مره , وضايقها أكثر انها بمصر هنا تفرح وما درت عن صديقتها وانها بضيقه .
وام قتبه قالت لها بالضبط انهم شاكين انها مريضه وبمرض شيــــن , وانهم بيجون مصر (بدريه , حامد , سمر , قتيبه) لأجل الفحوصات (تنفست موضي بعمق , الحمدلله انهم جايين مصر , لأجل تقدر تكون معاها و وتساندها )
كانت تتمنى من كل قلبها انه سبب جيتهم لمصر شي ثاني , وكانت تدعي ربها انه ام قتيبه تجي معاهم لمصر , لكن قدر الله وما شاء فعل .
والحمدلله انه جت على كذا مجرد شك , ويارب ما يطلع فيها شي , قلبها كان يحــــــاتي رفيقة عمرها .
قامت صلت لها ركعتيـــن تدعي لبدريه (ام قتيبه) بالصحه , القوة , والسلامه بكل خشوع .
أما ساره اللي راحت لفراشها وهي متضايقه من الباب المغلق , كان همها تعتذر من مها , وتقول لها انه ما كان قصدها وانها ما تعني شي , لكن الباب المغلق كان حاجز قدام هالشي .
كانت مدركه انها غلطانه بأسلوبها , وقلبها ألمها لما شافت الباب اللي كان مفتوح مغلق ألحيــــــن , وفهمت منه انه مها ما تبي قربها على الأقل بالوقت الحالي , وانه هذا رساله من مها توصل فيها زعلها القوي والشديد منها , خبت وجهها باللحاف ,راح تكلم مها بكره لما تكون أروق واهدى , وتحاول تراضيها , وتطيب خاطرها .
يا قلبي عليها مها , يا قلبي عليها ما تستاهل الطريقه اللي كلمتها فيها , وتذكرت وجه مها لما اختلفت معاها , وكيف كان منصدم , ورجع قلبها يوجعها .
تمنت انه مها ما تكون اغلقت قلبها من ناحيتها مثل ما أغلقت الباب.
شافت امها تقوم من سجادتها , للفراش , وتستلقي فيه , ما تدري وش فيها امها , هي بعد توترت بعد مكالمه جتها من خالتي بدريه (ام قتيبه) ولما سألتها وش فيها , قالت (ابد ولا شي ) لكنها كانت حاسه بتوترها وضيقها .
وبمحاولتهم للنوم .
سمعوا صوت خلاف بالغرفه الثانيه والصوت كان عالي شوي .
و واضح انه فيه موضوع يتم مناقشته بعصبيه من الطرفيــــــن .
ساره خافت على مها , ولفت على امها بخوف , من الصراخ والعصبيه , كان في صوت بارد قوي ومعروف لمن (خالد) , صوت عصبي يصرخ من الإنفعال ومعروف لمن (مها) .
موضي ,اللي استلقت بالفراش , من تعبها , ودها تنام إلا انه أفكارها كانت تمنعها , كانت تفكر بأم قتيبه (بدريه ) إضافه إلى انها كانت تفكر بولدها وحرمته , والوضع بينهم , وسمر , وعن رغبتها بالكلام مع مها وتوضيح كل حاجه .
تفاجأت بصوتهم العالي , كانت راح تقوم وتسكتهم , لكنها ترددت ,وقالت لنفسها بقوة انا وش يدخلني , اخرتها بيسكتون .
وردت تستلقي
لكن الصوت من الطرفين بدى يعلى ويعلى , بصورة ضايقتها .
وكنهم مو حاسيـــــن بوجود احد قربهم ومعقول انه يسمعهم من غير احساس.
عصبت منهم أثنينهم , خاصه انها متوتره سلفا من الأفكار السيئه اللي تجيها .
حاولت تتجاهل .
وتتجاهل .
لكن الصوت كل ماله ويعلى , وما في أي تقدير منهم , أو احترام لوجودهم بفندق مو في بيتهم .
هذا الشي ما ينسكت عنه , وش بيقولون الناس عنا , خاصه انها متأكده ان كمل الخلاف بينهم على كذا , صوتهم راح يعلى أكثر وجيرانهم راح يشتكون عليهم .
ألتفتت على ساره وشافت نظره الخوف والجزع .
وهذا اضطرها انها تقوم وتدق الباب .
طق
طق
طق
كانت الأصوات ساكته صارلها دقيقه ,وهذا فزعها أكثر لازم تشوف ان أذبحوا بعض ولا وش هو الموضوع , ما كان فيه رد بالأول , وهذا اضطرها تدق مرة ثانيه وبعنف أكبر .
طق
طق
طق
خذوا نفس ولفوا على بعض .
خالد شاف كيف اهدومها كاشفه أكثر مما هي ساتره , وتخيل يشوفونها كذا , شكلها ذابحه , فقال لها بلهجة أمر عنيفه " روحي تستري , يلااااا "
اهي كانت تبي تتستر من غير لا يقول لها , هذي كانت نيتها , تستحي تطلع جذي (كذا) جدام اهله , لكن كلمته نرفزتها وخلتها تعاند مو اهو اللي يقول لي هالكلام ,وعاندت مو لشي إلا انها تعانده .
وقالت بغرور " اعتقد انه اثنينهم حريـــــم و ...."
قرب منها خطوه وقال بصرامه " ألحيـــــــــــن تحركي "
خطوته كان لها المفعول اللازم , وخلتها تقول بكل ما تقدر عليه من صرامه اهي بعد منها " انا بروح ألبس بس مو لأنك قلت لأن....."
قطع كلامها بعنف مو وقته هالكلام الفاضي " أخلصي "
شافته بنظره طويلــــه وتحركت .
راحت افتحت شنطتها وطلعت روب لها , وألبسته كان احمر وعليه نفس الصورة , وقصير لكن للركبه , شدته بحيث غطت الجسم بطريقه ساتره .
وفكرت باللي يطق الباب , يعني وقته الزيارات , صج حدها تعبانه , هاليوم طويـــــــــل شكلها ما راح تنام ابدا .
اما اهو فلما نقل نظره على جسمها يتأكد انه ما في شي ظاهر غير ساقها , ولما تأكد , توجه للباب وافتحه , والفكره الأولى اللي كانت خاطره في باله انه هذي اكيــــد ساره.
شاف امه استغرب وش تبي امه !!
لكن ما طال استغرابه لأن أمه قالت بصوت صارم " صوتكم عالي "
مها انحرجت , انفعلت حيـــــل بالنقاش , واهي تدري بهالشي , الموضوع بالنسبه لها غايه الحساسيه , حست بدموعها تتكون , لكن ردتها , وحست بويها يصير احمر من الأنفعال ,وهذا خلاها تلف ويهها للنافذه عشان تخبي وجهها بشعرها اللي فعلا سترها وهي مكتفه ايدها لحمايه نفسها بتلقائيه (حركتها اللي دائما تعملها ).
خالد فكــــر بسبب علووو صوتهم والنتيــــجه اللي وصلوا لها , اخر شي ,طلع هو اسوأ زوج !!
انا اسوأ زوج !!
امه انقلت نظرها بينهم , وشافت وجه ولدها لأنه مها مخبيه ويهها و قالت " ممكن اعرف سبب الخلاف اللي تركم تنسون حالكم وتختلفون بالطريقه ذي !! "
خالد ترك الباب , كان وده يضحك , الخلاف عن اسباب رغبتنا بالطلاق , وانا أكتشفت غير السببين السابقين انه في سبب ثالث وهو اني اسوأ زوج .
اما إذا تبيـن تعرفين كيف وصلنا للخلاف ذا فالسبب اني مثل الغبي نمت وانا ما اقصد بفراشها .
بس طبعا اهو ما نطق بشي من هذا , بالعكس شاف حرمته اللي لافه وجهها للنافذه .
وقال لأمه ببرود واهو ماسك اعصابه بالقوه " أسأليها !!!!! "
وقرب من مرته اللي لفت وجهها تواجهه بعصبيه وكمل ببرود ظاهر وهالمره كان الكلام موجه لمها " يلاااا مها , قولي , وش هي المشكـــــــــله "
كان ينتظرها تقول انه المشكله كانت نومه بأفراشها , وهذا كله أدى لعلو صوتهم .
لفت مها على خالتها واهي تحاول تتماسك , كان الضغط مرتفع عندها من تصرفاته , لو شنووو ما راح تقول لخالتها سبب خلافها مع خالد .
اشلون يدخل خالتها بالموضوع , شلـــــــــون , واهي عشان تتلافى المشاكل والأحراج قالت بكثر ما تقدر من هدوء " خالتي ما عليـه , احنا اعصابنا متوتره , من عدة اشيــــاء وطلعناها على بعض, اسفيـــــــن ما راح يتكرر هالشي "
ضحك خـــــــــالد بهدوء وبعد عن حرمته وتوجه بالكلام والنظرات لأمه .
وقال " ايـــــه يمه , هذا الشي صحيح "
موضي عصبـــــــت , جد الوضع ما ينسكت عنه , يعني وش هو الموضوع , ليه كذا يتعاملون مع بعضهم , هي خبرها انه متى ما صار الأطراف مهم مهتمين ببعض , ما يختلفون مع بعض , اما خالد ومها أثنينهم يناظرون بعض بنظرات مجروحه .
قلبها يقول لها انه الطلاق بعيـــــــــد عن تفكيـــــــر ولدها بعد السما عن الأرض .
فكرت بمها , اللي شكلها بأي لحظه بتطيح على الأرض , وفكرت بخالد اللي على الرغم من تصرفاته إلا انه من الواضح عليه التوتر .
قالت لخالد بهدوء " خالد خلاص , لازم نرتاح وانت بعد لازم ترتاح" وانطرت خالد يتحرك .
بعد لحظات من السكوت.
تكلم وتحرك من مكانه للباب وقال " وانتي الصادقه يمه , خلاص الموضوع ما يسوى أصلا "
ما يسوى انه يتكلم بهالموضوع , في اشياء اهم , لازم يرمون هالشي ورى ظهرهم , يشوفون المستقبل اللي يجمعهم .
بس مهما كان كلمتها ضايقته , أسوأ زوج !
موضي تنهدت بعد ما ظهر ولدها والتفتت وقالت لمها " يلا مها روحي ارتاحي ألحين , تصبحيـــن على ألف خير "
ما ردت على خالتها ,وعقلها كان مع كلمة خالد ( الموضوع ما يسوى) , علاقتهم ما تسوى بنظره , حست انها مخدره , صوت خالتها دش لعقلها بضبابيه , لأنه الكلمه الرئيسيه قاعده تتردد , الموضوع خلاص ما يسوى .
الظاهر انها ردت على كلام خالتها , لأنه شافت خالتها تهز راسها وتروح , معقول هي ردت عليها .
موضي اطلعت بعد ما قالت لها مها بصوت مخنوق " حاضر "
اما مها فظلت واقفه مكانها , ما تقدر تتحرك , تخاف تتحرك , تتكســـر لأجزاء .
خالد اللي طلع من الغرفه واهو اعصابه بتفلت منه خلص , كان متأكد انه لو ما طلع كان راح لحرمته , وهزها لما يخليها تتكلم , وتقول تفاهة سبب الخلاف .
كلامها يدل انها ما تبغى تكمل معي , انا بالنسبه لها اسوأ زوج .
ان كنت انا اسوأ زوج فهي تبي تكون مع أحسن زوج خاصه انها صغيره وحلوة .
وقسم بالله ما راح يطلق , وأعلى ما بخيلها تركبه , قسم بالله ما راح تكون لغيره .
حس بدقات قلبــــــــه تزيد بمعدلها , رد بخطوات سريعه لي بابها , وكان وده يضرب الباب إلى ان تدخله , ويواجهها باللي عنده , يرمي ظنونه بوجهها ويرتاح .
هي والبيبي بيعيشون معاه هو إلى ان ياخذ الله امانته , تظن انه كلمتها راح تعني انه خلاص مجبور انه يتركها .
حتى ابوها سعود ما يقدر يسوي شي , أبوها سعود اللي هي شاده الظهر فيه , ماراح يقدر يمس شعره من شعرها راح تكون له وبس .
ترك سمر بنت عمه لأجلها , غامر بعلاقته مع عمه وامه , واهله لأجلها .
حط راسه على بابها لثواني , وبعدين ابتعد , وراح لغرفته بخطوات عصبيه , ومتثاقله .
صاير نفس الأسطوانه المشروخه تكرر نفس المقطع للمره المليـــــــــون
ثقتي بنفسي بما يتعلق فيها وبقلبها معدووووومه.
اي شخص بتنعدم ثقته بعد تصرفاتها .
هذا عيــــــــــب اللي يتزوج بزر , تلعب فيه على كيفها !!
لكن هو بيعلمها بالأيام الجايه كيف اللعب على اصوله , راح يعلمها كيف اسوأ زوج راح يتصرف , لما يكون مع اسوأ زوجه !
فتح غرفته , شاف بدر النايم بفراشه , مسكيــــــن بدر ما يدري عنه طول اليوم , كان المفروض ياخذه معاه ومع عمر .
غير ملابسه وهو يرمي ملابسه ويفصخها ( ينزعها ) بعصبيه .
وصور له عقله منظرها وهي بين احضانه , وتذكر نظراتها الممليه رعب , وكيف بعدت عنه , وبدت تشوفه بنظرات خوف , تظن ان جمالها بينسيـــــه نفسه , مو هي اللي تشوفه كذااااااا , مو هو اللي توجه له هالنظرات .
راح لفراشه واستلقى عليه .
راح تكون له , وربي راح تكون لي , وترجع زوجته بالحقيقه بالوقت المناسب , بالوقت المناسب كل شي بيمشي على اللي هو يبيه , بس دعى ربه يلهمه الصبر عليها , لأنه على هالمعدل بيفقد صبره معاها بسرعه.
الأتفاق أكيـــــد انه انتهى , انتهى بالنسبه له .
انه يداريها ويكبت اعصابه شي راح وانتهى .
وهذا معناه بدايه المشاكل .
الله يعيــــــــن .
هذا غيــــــر سمر اللي جايه بعد كم يوم , كان يبي يقول لمها الخبر بهدوء , أما ألحين فما في شي ابعد من باله من انه يقول لها هالخبر.
مشاعر الغضب ماليته بجنـــــــون كل ما تذكر نظراتها وأتهاماتها له , اسباب خلافهم التافهه اظهرت للمره الثانيه من زمن , مو قادر يتصور انها تاركته لذي الأسباب .
كان عنده عذر انه ما يبلغ اهله , ابوه كان في مرضه الأخير , وكان عنده مشاكل بالشركه , ما كان يقدر يقول شي , ومرت الأيام إلى انه صار الوقت هو اصعب حاجز .
كان مستصعب انه يبلغ اهله , لكن المشكله مو بس كذا .
موضوع سمر , وعدم ابلاغه لأهله بس , المشكله بالنسبه لي ولها أكبر من كذا .
وقعد بفراشه مو قادر يمد ظهره , وده ألحين يروح لها ويسوي شي , يحط كل شي عل المكشـــوف .
قام من مكانه وراح للبلكونه ما فتحها وبدى يناظر النيل والناس .
اما مها بعد ما طلع , ما قدرت تبكي , ما قدرت تبكي , لكن اعصابها , الضغط عليها كان كبير.
لأجل تنفس عن غضبها .
توجهت مثل المجنونه , للفراش اللي كان عليه , للمخده اللي حامله ريحته , للكنبل اللي نام عليه وحذفت كل شي من على السرير بغضب , سحبت اللحاف ورمت كل شي على الأرض بعنف , وغيــظ , تصب جام غضبها على هالأغراض بدل ما تصبهم على اللي كان نايم عليهم.
انااااااااااااااااااااااااااااا الغبيه , غبيـــــــــــــه , غبيــــــــــــــه
بعد ما اتعبت من المجهود اللي سوته
أقعدت على الأرض بتعب , وايدها تغطي وجهها .
أثبت لي اني ولا شي بالنسبه له , وانه حتى لو ما كان متأثر فيني , مو مسموح له يقول انه خلافهم ما يستاهل , لأنه هذا معناه انه علاقتهم أصلا ما تستاهل .
ليش يا خالد تقول جذي , ليش .
ما راح ابجي (أبكي) , ما راح ابجي (أبكي) , هذا اللي كانت مها تقوله لنفسها , كفايه بجيـــت (بكيت)بما فيه الكفايه .
انا ضعيفه , ضعيفه .
لأني أحبه , ما أقدر اتخلى عنه .
ضعيـــفه
ما أدري شنو أسوي .
ليش يقول انه ما تستاهل !!
ليش.
وقال قلبها بغيــظ , انتي ما تسـتــــــــــــــاهلين لأنه سمر اهي اللي تستــــــــــــاهل .
سمــــــــر الكريهه .
الغبيــــــــه
سمـــــــــر اهي العائق الوحيــــــد ولو كان عندهم مشــاكل ثانيه , إلا انه سمر كانت الحاجز.
بدت تضحك بسخريه العائق الوحيـــد .
لا العوائق كثيره بس كلها تهون عند سمر !!
بس اهي شلووون تستمر واهي متأكده انه ما يحبها
تحس عينها انشفت من الدموع , من الهم .
شافت الأغراض بالأرض , ما كان لها نفس تشيلها .
رمت روبها على الأرض , واستلقت بوسط العفيسه اللي اعملتها , حطت راسها على المخده اللي رمتها , وعلى الأغراض ورمت على نفسها الغطا المرمي على الأرض .
وقالت بهمس ( ما راح افكر , ما راح افكر بأحد , ولا راح افكر بشي , باجر , انا تعبانه باجر )
وفعلا بس جت راسها على المخده قبل لا تغمض عيونها طرت عليها أغرب فكره براسها بالوقت الحالي , امه حست فيني اليوم ,وغمضت عيونها ودمعه افلتت من اعماق روحها , وهربت من الحاجز اللي حطته مها لمنعها , حست فيني.
نامت , بكل تعبها النفسي والجسدي ببساطه نامت .
اما ام خالد فكانت أفكارها مشغوله باللي شاهدته للتو , وش معقول خالد يبي من مها , وش هو سبب خلافهم .
لكن شكلهم كان متوتر من بعض , لو ما كانوا مهتمين في بعض ما كان التوتر وصل لهدرجه , صح , ولا يتهيأ لي !!!
هم مهتمين ببعض .
لاااااااا هم متوترين لأنهم كارهين بعض .
يمكن خلافهم لأنهم مو طايقيــــــــن بعض .
وش المفروض هي تسوي ؟
كيــــــف تتصرف ؟
فكرت بالطفل البرئ الجاي بالطريق .
وراح يشيل اسم الغالي , راح ينذكر اسم جاسم فيه .
مو بس كذا ,هو ولد الغالي خالد , مهما سوا يظل الغالي , تذكرت وقت عزا ابوه , انهارت هي , اما خالد فكان سندها , ما بان انهياره على الرغم من انه متعلق بأبوه بحكم انه الكبير .
غلطة زواجه من غير علمهم , ما تضيع اللي عمله لهم كلهم .
من بدر اللي عمره كان 8 سنوات , مين اللي كان بمثابه أبوه , خالد .
ساره اللي كان عمرها 16 مين اللي عاونها على خسارة ابوها , خالد
فاطمه مين اللي حسساها بوجود سند , وان أبوها كنه موجود ما غاب , خالد .
أما هي , فالله أعلم كيــــــــــف انه خالد ردها للدنيا , بعد ما أغرقت بحزنها على رفيق دربها .
هي ما وقفت مع مها وحمتها للتو عشان الطفل القادم وبس .
فكرت بمها , كان واضح انها على وجه الإنهيار , الله يعينها .
يالله لو صار هالشي لبنتي فاطمه أو ساره , لا ان شاء الله ما يصير شي لهم .
خالد ممكن يكون قاسي , الله يعين هالبنت وسمر عليه .
بس على كلامهم ما راح يستمرون مع بعض , يا ترى ايش سبب الخلاف .
خلاص هي لازم تتكلم معاها على الفطور وبكذا راح يكون كل شي واضح , شافت الباب المغلق وتنهدت , لازم تفهم الموضوع , عشان راحت بالها .
ويعد هالقرار , نامت .
ساره كانت بعدها صاحيه ما نامت .
كان تسمع الأحداث من سريرها , سمعت امها وسمعت رد خالد الصارم , ولاحظت سكوت مها .
خافت انها هي سبب الخلاف .
هي تتمنى انه مها تكون مع خالد , كلامها السابق كان تهور منها , وتهور اندمت عليه مية مره .
لما شافت امها تنام , قامت من مكانها , وحطت أذنها على الباب وما سمعت لأحد , وما اسمعت شي .
احمدت ربها , لأنها مها ما كانت تبكي .

اشرقت شمس يوم جديد :

افتحت عينها , رفعت ايدها ترفع شعرها عن عينها .
وحست بخشونه الشاش على بشرتها , وتذكرت اللي صار .
كيف طاحت , اعادت لها ذاكرته الطيحه بالتصوير البطئ , وكيف دخل الزجاج بيدها , وكيف جا لها , وتصرف معاها بكل صبر .
غطت وجهها بأيدها من الإحراج وهي مهي مهتمه بخشونه الشاش على نعومه بشرتها.
عمر شافني وانا طايحه حســـــت بالحراره تملي وجهها .
لكن بعدين ابتسمت ونزلت ايدها ورفعتها لقدمها بحيث صارت قدامها (رب ضاره نافعه ).
لكن تذكرت تصرف عمر
عمر , أه ه ه ه ه ه ه ه ه يا عمر
نسبتنــــــــي لك .
الأحساس اللي غمرها لما اعرفت انه عمر هو اللي قال عنها زوجته , فز قلبها , حتى ولو انه ما كان قاصد , أو كان عنده غرض ثاني .
بس انها فكرت انه فيه ناس معينه تظن انها زوجته , كانت مفرحه لها , حتى لو ما كانت راح تلقتى فيهم مره ثانيه .
عمر قال اني زوجته ابتســــمت .
غمضت عينها بفرح , يا رب يتحقق هالشي , يا رب .
افرحت بعد من قرارها (فسخ الخطبه) اللي أول ما انعقد بعقلها حست بالسكون يغمرها , والراحه .
بتقول لأبوها اليـــــــوم ما تبي هالفيصل , مهما كان , نار عمر ولا جنة غيره .
قامت من فراشها ببسمه ماليه شفايفها .
خلاااص كل شي صار واضح .
ايدها تؤلمها إلى الأن بس الراحه النفسيه احساس حلوووو , الطيحه وعتها , من الغباء اللي كانت فيه .
وسم (سام) راح تنتهي من حياته .
وهي ريم راح تتأكد من هالشي .
مسكت شعرها بذيل حصان .
وراحت عشان تفطر , وشهيتها مفتوحه على الأخر , ودها تاكل كل شي .
لكن اوقفت عن الباب لما تفاجأت بوجود ابوها .
شافت ايدها الثنتين والشاش اللي مغطيها , مالها نفس تشرح له أو لأي أحد اللي صار لها , لأنه الإحراج لسه ماليها , لكن ادخلت بشكل طبيعي , وحبت راسه وقالت بهدوء "صباح الخير "
اقعدت , اما ابوها فما رفع راسه عن الجريده وقال " صباح النور "
ليه ما تبلغه قرارها وتنتهي , وتقوله انه ما ودها بفيــصل , ما في داعي التخطيط , والتفكيــر تقولها بكل بساطه وتنتهي , أبوها ما أصر عليها من قبل انها تتزوج , أو انها تظهر من بيته , خاصه بعد طلاقها بالعكس كان متفهم وتاركها على راحتها .
هو فعلا عصبي , لكن عصبيته تطلع بأوقات غير متوقعه , وأغلب الظن انه ما راح يعصب من هالشي , او هذا اللي تمنته .
كانت تتحضر انها تبلغه رغبتها بفسخ الخطبه , وكونت لها الجملة المناسبه , لكن قبل ما تظهر الحروف من فمها .
وقال لها وهو يشرب قهوته ويقرى الجريده " فيصل راح يجي لمصر بعزيمه شخصيه مني "
فيـــصل راح يجي مصـــــر !!
هناااااا عندهم في مصر !!!
انصدمـــــــــت من ابوها ومن كلمته , فيصل بيجي !!!!!
ليه عازمه ؟ , وش يبي فيه ؟ .
لأ , ياربي لا تتعقد السالفه , يا رب لا تتعقد السالفه .
قالت بهدوء " وش جا على بالك تعزمه يبا !! "
وهو يقرى قال " أبغاكي تشوفينه "
أشــــــــــــوفه !!!! , لأ ما أبي اشــــــوفه , وش ابي فيـــــه .
أبوها يتكلم جد ولا يمزح , هي قالت له انه ما ودها بالنظره الشرعيه , ولا ودها بشي , وهذا خلاها تقول " يبا , ليه اشوفه احنا مخطوبيـــن خلاص !!"
قال ابوها بصرامه , وعصبيه " هو لازم يشوفك (النظره الشرعيه ) اللي انتي رفضتيها , وهو له حق , وهذا من حقوقه "
حق , وهذا الفيصل ما فطن للحق إلا ألحين !!
ما راح تسمح له يشوفها , هذا هو الوقت المناسب انها تقول لأبوها انه ما تبغى فيصل .
فقالت " يبا انا ....."
رفع ابوها راسه , وهنا بس شاف ايدها فعقد حواجبه , ومد ايده لها ومسك كفوفها وقال بنبرة اهتمام وحرص " وش فيها ايدك ؟ "
يا ربي مهو وقته هالأيد والحرص والأهتمام .
شافت ايدها وبطريقه صرف النظر عن إصابتها " ولا شي بس طحت , وانكسر الكاس بيدي "
بان على ابوها الفزع , واعرفت انه طريقتها العاديه بألقاء القنبله افزعته أكثر .
قال ابوها " وش تقوليــــــــــن ؟؟ , وليه ما اتصلتي علي !! ليه "
متضايقه انه الحوار بينهم صار على ايدها , وهي اللي تبي تتكلم عن الخطبه .
ومتضايقه انه ابوها بان عليه القلق .
قال بنبرة استعطاف " يبا ما كان الموضوع مهم , إضافه إلى انك كنت بالأسكندريه "
اما أبوها بعد ماهدى شوي قال بصرامه " إلا مهم يا ريم ,وان كنت بالأسكندريه لازم أدري " سكت وقال بعدين " مين أخذك للمستشفى ؟ "
تخيلت حالها تقول لأبوها طليقـــــــي .
هو لما عرف انها راحت للشركه اللي فيها عمر كان راح يذبحها أجل لو طرى انه عمر شالها , ونقلها للسياره , وتم معاها للنهايه وش كان راح يسوي .
قالت بأبتسامه تحاول تبين معاها ان الوضع عادي " اللي شافوني طايحه !! " وكملت كلامها بسرعه بأن قالت " المهم يبا بموضوع الخطبه "
تغيرت نظره عينه , لغضب مخيــــف .
ما كان أبوها يبي يسمع طاري الخطبه أبدااااااا .
قال " وش فيها الخطبه ؟؟"
بطلت فمها بس نظرته افزعتها , كانت تبي تتكلم لكن ماتدري ليه اعجزت للحظات عن النطق .
بس قالت بعد ما ابلعت ريقها " يبا , انا فكرت ..."
قاطعها وقال " فكرتــــــــــي ...."
قالت بسرعه قرارها " وقررت اني ما أبغى اتزوجه ..."
فز ابوها بعنف من مكانه بغضب , وعيينه تنطق شرار , وغضب , هي تسندت على كرسيها بخوف من ردة فعل ابوها ما توقعته ابدا بيكون غاضب كذا .
بصراخ هادر " وش قلتــــــــــــــــــــي ؟ "













{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}

نظرة الحب
03-28-2011, 05:48 PM
--------------------------------------------------------------------------------




التابع ...



كان يشوفها بنظرة مخيفه , هي عارفه هالنظره , راح يضربها !!
اضعفت , اضعفت بقوه قالت بسرعه و بخوف وبكذب " ما أبغى اتزوجه هالسنه , ابغى استنى شوي "
شافها ابوها للحظات وبان عليه انه كل لحظه تمر يهدى فيها أكثر .
ولما هدت نفسه على الأخر بان هالشي من تغير ملامحه , ومن انطفاءالشرر اللي داخل عينه, وكان واضح انه نفسه هدت , رد قعد كنه ما فيه شي ..
لكنه قال بنبرة تهديد "قسم بالله يا ريم لو كان اللي في بالي , ما كان حد راح يفكك من ايدي "
اما هي فالرعب مخليها ما تقدر تحرك رجلها , أو تقوم , ظلت مكانها , تحاول ترفع الكاس مهي قادره من الرجفه .
وسمعت صوت ابوها الخشن يقول "و ما أحد قالك انك راح تتزوجينه ألحين , نشوف "
كانت لاتزال تحت تأثير الصدمه لما جا لأبوها اتصال و طلع , واهي بعدها مهي قادره تتحرك
كأن يوم طلاقها راح يتكرر .
مستحيـــــــــــل كانت راح تمر بنفس التجربه للمره الثانيه !!
نفس الضرب , نظرات عين ابوها دلتها عل هالشي .
عقلها بدى يشتغل بسرعه قويــــه
وش هي الطريقه اللي تقدر تتخلص فيها من فيصل ألحين و كيـــــــف .
لازم تلقى لها طريقه , ما تتصور حالها من غير عمر .
يا رب لا تعاقبني على تسرعي بقبولي الخطبه , لا تعاقبني .
ما تقدر تتصور انها راح تكون مع هالفيصل .
لازم تقوي حالها وتكون شديده .
فكـــــــــــرت تروح لأبوها وهو أروق من هالنفسيـــه , ما تقدر تغامر تفتح الموضوع ألحين , لازم تفكر بأسلوب ومكان مناسب لهالشي .
قلبها بدى يالمها , الخـــــــوف من أبوها ألمها ورجع لها ذكريات حبت تنساها


السعوديه قبل ثلاث سنوات بعد دقائق من الطلاق :

كان واقفه بعدها بنفس المكان , مهي مصدقه انه عمر بكل برود قال لها " انتي طالق !!"
الطلاق حصل بعد كلام قاسي متبادل من الطرفيــــن .
وهي واقفه استرجعت الأحداث اللي صارت قبل دقايق .
بعد ردها عليه بأتهام لأنه جرحها بأتهامه القاسي ,خرج من الغرفه لكن رد مره ثانيه بخمس دقايق , وألقى قنبلته .
لما رجع لها , كان قمه بالبرود حتى عينه كانت بارده , لأول مره تشوفها كذا .
هي لما شافت ويهه ظنت انه رد لها , حست بالفرح يغمر قلبها لكن وجهه كان قاسي , تركها توقف مكانها ما تتحرك .
وقف قبالها وقال بقسوة وبرود كنه يكلم شخص مهو مهم " انتي طالق"
كان واقفه مثل المذبوحه , مثل اللي اسحبوا روحه بهدوء بشويش , وشويش .
وقفت مكانها تشوف أثره اللي طلع , وبعد ما استوعبت وش اللي قاله , وراحت جري للباب وهي تناديــــــه "عمر لأ , لأ عمر لا تتركني "
وصرخت بكل ما تقدر عليه " وربي ما راح اعيدها , ما راح اعمل هالشي مرة ثانيه , ما راح اقول هالكلام "
ما توقعت اللي سوته بتكون هذي نتيجته , لو كانت تدري كانت بتكون حريصه أكثر , ما كانت سوته , كانت تظن انه ما راح يتخلى عنها أبدا .
قبل ما توصل للباب , حست بأيد تمسك ذراعها وتلفها بقوه .
وبصفعه تلسعها على وجهها بأقوى ما يمكن لدرجه حست انه وجهها راح ينقلع من مكانه .
ما طاحت لأنه الشخص اللي صفعها كان لسه ماسك ذراعها , كانت حاسه بالدوار من قوة الصفعه .
لما لفت وجهها , ألتقت عينها بعيـــــن ابوها .
لأ هذي ما كانت عين ابوها , هذي كانت عين وحش , مفزعه .
حست انه رقبتها انكسرت أو على وشك .
ما استوعبت ألم الصفعه الأولى , من المفاجأة جت الثانيه , وحست بأيد أبوها يتركها .
وهي طاحت على الأرض بكل قسوة من قوة الصفعه .
كان يصرخ فيها لكن ما كانت تسمع من الطنيــــــن اللي بأذنها من قوة الضربات .
من صوت ضرباته العالي , كمل يضربها , ويضربها وهي بالأرض.
لكن كلامه كان متعلق بالطلاق , عن أيش ما تدري .
بصفعات ما انتهت إلا وهي على الأرض , والدم يطلع من فمها , وخشمها .
كانت بالأول تقاوم لكن بعدين اعجزت عن الدفاع عن نفسها وتمت على الأرض .
والصراحه وقتها ما كانت تبي تقاوم .
كانت تبي تموت , عمر تركها , عمر تركها , عمر تركها .
تخلى عنها مثل الكل , تخلى .
والله ندمانه , عمر ,و الله ندمانه , لا تتركني .
حست بأبوها يبتعد ما تدري مين اللي بعده , ما تدري غير انه ابوها ابتعد , وهنا غمضت عينها للظلام .
ما وعت إلا بالمستشفى بعد اسبوع تقريبا , وكانت الممرضه هي اللي قربها " الحمدلله على سلامتك "
شافت وجهها , وانصدمت ما كانت تشوف نفسها , كانت تشوف انسانه الضرب ترك أثره في وجهها , الغريب انه انفها ما أنكسر .
إلا انه وجهها كان متورم , والكدمات اللي فيه كانت بكل مكان .
بعد الضرب والطلاق , اعرفت انها لازم تروح لطبيبه نفسيـــــه وهذا فعلا اللي حصل , لأنها ما كانت قادره تنام بالليل من الخوف والألم , الشوق لعمر .
وفعلا نفذت قرارها تروح لطبيبه نفسيـــــــه .
وكل هذا لأجل عمر , وقرب عمر .
كانت تبيه يرجع لها , ويعرف انها راح تحاول تتطور لأجله .
أبوها بعد اللي صار وبقاءها بالمستشفى لفتره طويله , صارت معاملته لها غيـــر, لطيفه , ما يضغط عليها , حاول يبين ندمه بالورود والهدايا , والفلوس .
بس هذا ما كان له أثر لأنها انصدمت بأبوها وبقسوته..
واللي اتعرفه انه اجتمع مع الطبيبه النفسيـــــــه وتناقش بحالتها .
رجفت لما تذكرت الألم اللي عانته بعد ضرب ابوها , بعد الضرر النفسي , كان الضرر الجسدي .
كانت تحس انها شبه ميته .
شبه ميته !!!
إلا ميــــــــــــته .
والأمل هو الشي الوحيد اللي تركها عايشه , امل وجودها مع عمر لمره الثانيه .
وانذبح هالأمل بسرعه , وتركها تغرق , بالأكتئاب للمره الثانيه , لكن الطبيبه النفسيـــــه وقفت معاها وعلمتها تتعامل مع الألم المؤلم المحطم للروح .
هي كانت قويه , لكن بعد الطلاق والضرب , صارت من أضعف الضعفاء .
تنهدت بتعب للحاضر اللي ما يقل عن ألم الماضي بشي , الحاضر الكئيــــــــب , خايـــــــفه من الوضع الحالي , خايـــــــــفه من أبوها , وخوفها الأكبر من عمر ,و السم (سام) الهاري اللي معاه
راح تنهي خطبتها بفيـــــصل بطريقتها , ما عندها غير هالحل , وراح تقدر على هالشي , لازم ترد ريم القويه .
وعمر لازم يعرف اني أقدر اكون زوجه للمستقبل بالنسبه له , لازم أذكره بصفاتي الحلوة .
قامت بأنفعال من مكانها , ما تقدر تقعد هنا , راحت تغير ملابسها لأجل تطلع وتغير جو .
هذي هي حالتها , من جت لمصر , ما غير تطلع تتسوق , وترجع للشقه .


عمر :

عمر بعد ما صحى الصبح وما لقى اي أثر لأبوه , عرف انه لازم يتوجه للشركه , وبسرعه فطر وتسبح ولبس اهدومه , وشاف ساعته واكتشف انه متأخر لأنه هالوقت عادة وقت اجتماعات بالشركه , كان ينزل الدرج بسرعه يبغى يروح لأبوه بالشركه قبل لا تبدي الإجتماعات ويعجز يعطيه الخبر .
كان وده يخلص من مسؤوليه البلاغ .
لما وصل البيت أمس كان ابوه نايم , واهو مسؤول انه يعطيه هالخبر .
وهو نازل مستعجل , كان يفكر انه اخيرا راح يرجع للشركه ويرحم حاله من التفكيـر في حياته الشخصيه , وفي ريـــــــــــم .
ما كان منتبه للجسد الجميـــــــل اللي واقف جدامه (قدامه) ,و لما انتبه وقف بسرعه , لكن كان راح يصدم فيها ويوقعها , وعلى طول تحرك للجمب بحيث صار ظهره على الحيطه , ومر من قربها ,من غير لا يلمسها كان فعلا راح يصدم فيها لو ما تدراك الوضع وانتبه .
كان راح يعرض هذا الشخص لخطر , ويتحمل الأصابات اللي معقوله يتعرض لها .
ولما نزل لف وجهه .
وعرف منو هالشخص لما صار جبالها (قبالها) , واشتعل الغضب فيه , كان راح يطيحها يعني فيه أحد يوقف جذي على العتبه الأخيره من الدرج .
اما هي فشهقت لما حست بقرب جسد أدمي من ظهرها وبعدين مروره بقربها لهالدرجه وغمضت عينها .
هالشخص كان ريم , اللي كانت تنتظر السواق عند العتبه الأخيره من الدرج داخل العماره .
لما ما صدمها شي , ولا أوقعها الأحساس بمرور الأنسان قريب منها على الجنب اليمين , فتحت عينها.
و شافت حبيبها و نظر عيونها وروحها .
وتتأمله , اعرفت انه معصب , وقفته ونظرته توحي بهالشي .
عمر كان يشوفها , ويشوف جمالها , كانت لابسه جينز وقميص أبيض , وبلوزة حمرا لفوق الركبه مفتوحه من الأمام وما فيها ازرارات بحيث انه القيمص مبين من تحتها , وكانت رافعه شعرها بذيل حصان .
لما شاف شكلها وحفظ تفاصيله اللي ما غابت ابدا عن باله.
تنرفز من نفســــــه اهو وين , وأفكاره وين .
بكل بساطه جذي شكلها ووجودها يشتت انتباهه .
قال لها عمر بعصبيه " انتي شفيج احد يوقف جذي بالطريج , كنت راح اطيحج (اطيحك)".
قالت " أسفه "
عمر مثل اللي انكب في وجهه ماي بارد , أسفه !!!!!!!!!!!!
ريــــــــــم أسفه !!!!!
ليش ما ردت عليه برد من ردودها القاسيه .
بس يمكن اعرفت انها غلطانه بوقفتها اهني !!
غضبه مثل ما اشتعل انطفى , من كلمتها اللي قالتها بكل رقه .
واهو كمل كلامه لما استوعب انها قاعده اهني بروحها , وتساءل منو قاعده تنطر , وعلى طول نطق بكلامه , وقال بخشونه "منو قاعده تنطرين ؟ "
ريم كانت تتساءل هل تقوله عن مشاكلها , وتقوله انها تبي تنفصل عن فيصل ولا تسكت , وما تعلق .
تقوله انه ابوه كان ناوي يضربها ولا تسكت .
تقوله انه يترك سم , ولا تسكت .
لكن ردة فعل ابوها كانت حاجز واضطرتها تسكـــــت لما سمعت سؤاله .
أولا لازم تكسبه بعدين تقوله عن مشاكلها .
قررت انها ألحين تبين له انها تغيرت, هذي انسب فرصه ,تبي تثبت له تغيرها عن فترة مشكلتهم واللي أدت للطلاق.
ردت بلطف " السواق ونعيمه "
اهو لما نطق السؤال عرف الهجوم اللي راح يحصله منها وتحضر له , لكن اللي ما توقعه هالرد .
استغرب , لكنه تمالك نفسه , وخبا ردة فعله .
لكن الأفكار بدت تدور في راسه .
ليــــــــش ما تهاوشت معاه ,شافها للحظه كنه يحاول يدخل لروحها , حاول يستوعب الرد , ويعرف شنو الموضوع بالضبط.
وقال فجأه يختبر ردة فعلها " لا توقفين بويه الدري (الدرج) اللي مو منتبه راح يدعمج " واهني توقع الهجوم للمره الثانيه لكن اصطدمته بأن بعدت عن الدرج بهدوء , ووقفت قربه وقالت " حاضر"
ما كانت تشوف ويه عمر , لو كانت تشوفه , كانت راح تشوف حاجبه المرتفع من المفاجأه .
شنو صاير فيها , مسخــــــــــنه , مريضه !!
من طلاقهم ولقاهم الثاني ومعاملتها له دايما تكون بأحتقار وتكبر , أشفيـــــــها .
شنو تخطط له .
مو معقــــــــــــول ردها بيكون جذي .
شالســــــــالفه .
كانت ملاحظه هدوءه وسكوته على كل رد تقوله , ما تدري بأيش يفكر , لكن الأكيـــد انه ألحين جالــــــس يفكر وبعمق .
مشــــى للباب ما حب يتعمق بتصرفاتها الغريبه , ما يبي يعور راسه , كافي عليه اللي في راسه ألحين .
وأما اهي فظلت تناظره , يا ترى بأيش يفكر !
تذكر إيدها قبل لا يطلع من الباب , والحادث اللي صار امس , وهذا خلاه يوقف ويلتفت عليها .
وهي شافته كيف انه فجأه وقف كنه تذكر شي .
لف وجهه لها ,وشاف ايدها , حس بقلبه يرق, تخيـــــــل شلون راح تكون ايدها تحت هذا الشاش اللي محيط بكفوفها الأثنين , عوره قلبه عليها , قال بحرص " شلون ايدج ؟؟"
لما سمعت سؤاله , كان مثل البلسم على قلبها المتألمه من معاملة ابوها , ومن ذكرياتها المتوتره , والسيئه .
حبتــــــه أكثر وأكثر .
حبت وفرحت بحرصه عليــــها وبسؤاله عنها حتى لو كان هذا الحرص والسؤال نابع من حب ما همها فيصل ولا غيره , هذا هو المهم وقالت " الحمدلله "
كان يشوفها , اشفيها جذيه تشوفه !!
ليش تكلمه بهالطريقه !!
قال بتوتر " اممم الحمدلله "
وكمل مشيـــــه .
خرااااااااااااااا شلون نسى هالشي .
تذكر فجأه كلمة الدكتور له , اللي نسى ينقله لريم , غرابة تصرفاتها مو راضيه تخليه يركز .
فرد وقف مره ثانيه , ولف وجهه لها مغصوب للمره الثانيه " الدكتور يقول لازم تمرين عليه بعد 3 أيام عشان بغير الشاش ويشوف الخياط , تدرين صح ؟ "
ما في اي تفاعل غير هزة راس بالموافقه وابتسامه لطيفه !!
قرارها انها تكون مؤدبه ومحترمه معاه , وبالأهم لطيـــــــفه كان يتكون بعقلها من أمس , وكل هذا لأجل تذكره بالفتره اللي كانت قبل مشكلتهم الأخيره اللي ادت للطلاق .
تبيه يرد يفكر فيها كزوجه وحبيبه , مو كامرأة مجروحه كرامتها ترد على اللي يهينها بكلام مثله لأجل تنقذ كرامتها .
اما عمر فشاف الأبتسامه وقال (هــــــــــذي اشفيها تبتسم لي ) .
شاف ردها واهو مو مصدق انه جدامه ريم , مو قاعده تقولي ما دخلك فيني أوانا أدري , او انت طليقي منت بزوجي , أو انا كبيره ماني بزر , ومن هالكلام اللي يغث القلب
ليش قاعده تتصرف معاه بوداعه من أمس بالليل , الله يستر بس .
شنو قاعده تفكر فيــــــه .
هذي شكلها وراها سالفه !!
لكن قال " أوكي" ولف ويهه .
ريم ابتسمت أكثر لما شافته يطلع , كان واضح انها اشغلت تفكيره .
وطول الطريج للشركه واهو يفكر بالموضوع , شنو معقوله قاعده تفكر فيه !!
ليش قاعده تبتسم , ليـــــــش ؟؟؟
وتتكلم بلطف .
قام يحاتي ويفكر بهالتصرفات .
لما وصل لمكتب أبوه , استأذن بالدخول وسُمح له .
كان يشوف ابوه واهو عاقد حواجبه من التفكيـر , أبوه ماكان منتبه له
كان سعود قاعد على الكرسي الرئيسي للمكتب ويتكلم بالتليفون , كالملك بجلوسه وبكل شي فيه , أشر لأبنه بالجلوس .
عمر اول ما قعد بالكرسي , راحت افكاره , لهــــــــا , وسرح باليوم واحداث أمس .
نسى يواجهها بقدوم فيــــصل !!!
طبعا قاعده تتصرف بغرابه أطوار , شلون كان معقوله يتذكر شي .
حتى انه تصرفاتها نسته ايدها .
يا ترى ايدها اشلونـــــــــها , إلى الأن تألمها ولا ...
انا كان المفروض استجوبها واعرف شنو احساسها بالضبط ,وإذا قدرت تنام ولا لأ , خاصه انها ما قالت غير الحمدلله .
أشفينــــــــــــي قاعد أفكر فيها تتصرف مثل ما تبي تتصرف بغرابه , ولا لأ , عورتها ايدها ولا لأ , انا شدخلني ..
اهي مو مهمه عندي , اهتمامي فيها بس من ناحيه انها ملك من املاكي ما أبي احد يقرب عليه .
اما قلبه فرد على قلبه بقسوه ( ايه وهذا السبب اللي تركك تجري لها مثل الأهبل امس)
عدل قعدته على الكرسي .
ورد عقله على قلبه ( هذا هو السبب , لأنه هو ما يبي أملاكه تنخدش )
جـــــــــــــرب حبها مرة وما يبيه ألحين , ما يبي حبها , اللي يبيه انها تكون له .
ما يبي يتحمل الأذيه منها للمره الثانيه , خلاص اهو انقرص منها مرة, ما راح يرد يعلق قلبه فيها للمره الثانيه.
تذكر المسج , والخبر اللي ناوي يبلغه لأبوه .
وردت افكاره لها بسرعه .
يا ترى تدري انه خطيبها ياي (جاي) لمصر !!
ان كانت تدري , شنو معناته هالكلام !!
هل يا ترى عشان جذي اتعامله بلطف وحرص عشان ما يفقد اعصابه , ويذبحها ويذبحه !!
نفــــــــس الأفكار من أمــــس , مهي راضيه تتركه بحاله , مو عارف اشلون يتخلص منها .
لا اهو عارف انه ما راح يتخلص من أفكاره إلا ان عرف اجابتها .
سعود بعد ما انهى التليفون , تأمل ولده الغارق بالأفكار للحظات , وانتبه لملامحه الغير مرتاحه , وانتبه للسواد اللي تحت عينه (الســواد موجود من زمن , من طلاقه من ريم و وفاة نوره , زاد من السواد ) , انتبه لأشياء كثيـــــره , تدل على ان ولده يعاني .
الغريـــب انه ولده بسرحانه مرخي دروعه اللي يتخبى وراها بالعاده .
عمر بالعاده ما يسمح للناس انها تشوف توتره اللي يخبيه بحرص , على الرغم انه فيه علامات توضح هالشي .
قطع افكاره وتسند وقال " نعم يا عمر , بغيت شي ! "







{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 05:49 PM
ما كان منتبه انه ابوه انتهى من مكالمته .
إلا لما سمع صوته .
لف على ابوه وركز وقال " انا .." سكت وهز راسه برفض " لأ ما أبي شي , انا بس ياي اعطيك خبر انه مشروع الشرقيه وافقوا عليه الجماعه "
سخر من نفسه , من الجمله اللي نطقها , وافقوا عليه الجماعه !!
ليش ما قلت اسمه , وافق عليه فيصـــل الزفت !!
لكن سمع ابوه يقول " انزين , وشنو ناوي تسوي "
تسند عمر على كرسيه بجديه قال " وليــــــــش يبا انا عندي خيار طال عمرك "
لو بيده كان ما قابل هالفيصل , ولا شافه بالوقت الحالي .
لكن احترامه لنفسه يفرض عليه انه يقابله , عشان ابوه وغير ابوه ما يظنون انه ما يقدر انه يقابل هالشخص .
بجديه قال له ابوه " لأ ما عندك يا عمر , للأسف انت حرمت نفسك من الخيار بهالموضوع من زمان , كنت تقدر تتحكم فيهم على كيفك لكن انت اللي قطعت الخيوط كلها "
هز عمر راسه برفض لكلام ابوه , وبتعب من الكلام اللي دايما يتكرر من ابوه من وقت الطلاق, ابوه كان متعلق بريم , ومتقبلها بشكل كبير, مو مثل نوره اللي كان يعاملها عادي جداجدا .
كان عمر ماسك قلم بأيده , ضغط عليـــــه , طاري الطلاق الزفت , ينرفزه .
اهو عارف شنو كان المفروض يسوي , كان المفروض يعلقها , لا يطلقها , ولا يكون زوجها , لما تتأدب !!
بس اهو ما سوى جذي لأنه خاف من ربه .
ابوه لو درى سبب الطلاق , ما كان راح يقول له هالكلام , كان راح يسكت وما يعلق على طلاق ولده
ابوه يظن انه اهو الغلطان .
ضغطه على القلم , كان واضح لسعود اللي ما علق , ضغط عمر على القلم ما استمر 5 ثواني ,وبسرعه تمكن انه يوقف الضغط هذا , وهذا خلا سعود يرفع نظره , وشاف ولده الهادي المتمالك لنفسه والرافع لدروعه موجود , وعلى ويهه اكبر ابتسامه سخريه .
وسمع ولده يقول " المهم هذا من الماضي , ما راح نرد نفتحه ."
وكمل "اهو بيي لمصر اليوم بالليل , وطالب يقابلني "
قال سعود " متى راح تقابله ؟ "
عمر كان راح يضحك , تخيل نفسه يقابله ألحين وبهالنفسيه , ويضربه لما يكره العافيه .
المشكــــله انه يبي يقابل هالفيصل لكن مو ألحين , مو ألحيــــــن , يبي يقابله لما يهدى .
أبوه ما في اقسى منه , يضغط بقوة على اعياله , وهذا الشي اللي خلاهم كلهم ممتازين من ناحيه الشغل , لكن بالتعبير عن المشاعر وغيره , كانوا من أضعف الناس .
وشاف ابوه بهدوء وتأمل , ابوه ما قال ها شنو راح تسوي بالطلب , قال متى راح تقابله , يعني انا مجبور اقابله , او بمعنى ثاني , انا مأمور اني أقابله ,يعني ابوه يبيه يقابله وبأصرار .
لكن ابوه لو يدري اللي بصدره كان قاله لا تقابله ولا تحط عينك بعينه .
قال بهدوء " ما أدري , انت شرايك ؟؟ "
سعود بصرامه قال له " روح له اليوم المطار , واستقبله , وبين له الأحترام المناسب "
و ابتسم عمر , ابتسامه مغتصبه وقال " يبا مو جنك قاعد تعطيه اهميه أكثر مما يستحقه , جمال اهو المسؤول عن استقبال الشركاء "
مو متأكد من سيطرته على نفسه , خايف يفقد اعصابه .
بعد ما خلص الجمله , ما شاف صدى الأبتسامه بوجه ابوه , سكت .
" مقابلتك له متعلقه بغلطك بحقه مو متعلقه بالشغل "
تسند عمر بمكانه وضحك "أه ه ه ألحين فهمت "
قال له ابوه بصرامه "انت ما تبي تقابله ؟؟ "
رفع نظره لأبوه وقال " أناااااااااا " ابتسم وقام من مكانه " لا يباا عادي , انا أبي اقابله بالعكس , بس استقباله بالمطار , شي ما كان متوقع !! "
قال له ابوه بصرامه " عمر انت غلطت بحقـــه ,انا ماني فاهم المفروض اصلا مشاعرك هذي ما تحس فيها , لأنك متخلي عن خطيبته من زمان "
خطيبــــــــــــته , ابــــــــــوه بيذبحه , شفيـــــــه عليه , يبي يجلطه , يعني بروحه يحاول وبكل قوته انه ما يبين مشاعره , وأبوه قاعد يضغط بقوة , جنه يبيه ينفجر .
ابتسامة سخريه اظهرت على وجهه , مشاعره قاعده تذبحه , لكن ما راح يسمح لأحد انه يشوفها .
ابوه قال هالكلام بصيغه غير قابله للنقاش , ابوه عباله انه مشاعره مثل الكهرباء , يشغلها متى ما يبي ويسكرها متى ما يبي .
ما راح يقول لأبوه انه ما يبي يقابل الريال , إلا لما يتعود على الفكره .
ما راح يقول شي , مشاعره ما راح تطلع , وتبان لأي احد .
شاف ابوه ينزل راسه ويتابع اورقه بأيده , علامه واضحه يقصد فيها انه يصرفه وانه خلص الكلام.
ما راح يناقشه بالموضوع , ما راح يبين لأحد انها مأثره عليه لهدرجه .
المشكـــــــله انه مو خايف على نفسه , خايف على الشخص اللي بيكون معاه (فيصل) , لأنه بعقله نيه الذبح موجوده .
وهذا اللي ابوه مو قادر يفهمه .
فيصل هاجسه بالفتره الأخيره , راح يشوفه واليـــــــوم .
مو متصور انه يشوفه اليــــــــــوم
ما كان متحضر لهالشي , ابدااااا ما كان متحضر .
اليوم راح يشوف منو هذا فيصل اللي وافقت عليه ريم , منو هذا فيصل اللي تجرأ وحاول يمد ايده على ملك لعمر بن سعود .
لكن اهو وعد نفسه انه هالفيصل ما راح ياخذ ريم مني , راح يشوف اهو أو فيصل اللي راح يفزون فيها بالنهايه .
ضغط على أسنانه , وايده بدت ترجف من العصبيه .
للحظات كان ناوي يقول شي , لكن تراجع خاف يتكلم ويقول شي يندم عليه .
وبالنهايه ما قال شي , راح للباب وطلع بهدوء وسكر الباب بعده بهدوء .
هذا اختبار لقوته , اهو راح يثبت للكل اهو شنووو .


مها :

صوت المنبه صحاها , مدت ايدها تبي اتطفيه , حركت بأيدها وهي مغمضه عينها , وما لقت شي .
بدت تتحلطم " اهئ , اممممم , أوووووف"
ولما ما رضى يسكت افتحت عينها , وشافت حولها للحظات وما استوعبت اهي وين , لكن صوت رنين المنبه ما وقف .
اقعدت على حيلها , وانتبهت انها على الأرض نايمه , وهذا يفسر تصلب جسمها .
أووووف .
حطت ايدها على ظهرها .
وتلفتت حولها وين المنبه الزفت اللي مهو راضي يسكت هذا .
ولما ما لقت اي منبه , وشافت انه موبايلها ساكت , استغربت من اللي قاعد يرن شنوو .
وردت تتلفت .
واعرفت انه اللي يرن مو المنبه , اللي يرن كان التليـــــــفون .
ترن
ترن
ترن
منوووو قاعد يتصل عليها .
لا يكووون خالــــــد .
ورجعت لها مواجهة امس وبقوه .
وتذكرت ليش اهي نايمه بالأرض .
طلع نفسها من داخلها حار , يحــــــــــرق كل شي بطريقه , كل جزء يمر عليه كان يتأثر من النفس هذا .
لما طلع من جسدها خلف بعده رماد
رمـــــــاد .
تركها تعبانه , تعــــــــــــب منقطع النظيــــر .
ما كانت تبي ترد , ليــــــــــش ما يخلونها بحالها , بس تبي تقعد بمكانها , وتنام , بــــــــــس
ما تبي تقـــــــــــوم , ليـــــــــــش يقعدونها , ليــش ما اتركوها بعالم الأحلام اللي اهي عايشه فيه , ليش يردونها للواقع المر.
انتظرت لدقايق عل وعسى انه التليفون يسكت لكنه ما سكت , بالعكس استمر بالرنين بأصرار .
تضايقت من التليــــفون وردت عليه بس عشان تسكته .
وقالت " نعـــــــم !! "
اللي رد عليها كان صوت خالتها تقــــــول " صباخ الخير مها "
أمه !!
أمه !!
اشتبي منها , ليش داقه , ما تبي تكلمها , ليش داقه عليها .
استغربت.
لكن حاولت تبيــن قوتها ,وما تبين ضعفها , وردت بعد ما حاولت تظهر صوتها بأحسن طريقه ممكنه , عشان ما تبان تعبانه أو حتى انها نايمه لهالوقت !
وقالت بقوة " هلا خالتي , صباح النور "
قالت خالتها بصيغه غير قابله للمناقشه , لكن مغلفه بلطف .
" مها انا عازمتك على الفطور , راح انتظرك فــــــوق بالمطعم الموجود بالطابق الأخير"
شنوووووووو !!!!!! هذا كان رد فعل مها الأولي لكن ما انطقته .
موضي اللي من أول ما صحت , (هذا إذا نامت اصلا وهي تفكر بوضع ولدها , ومسأله طلاقه أو زواجه ) حست انها لازم تنهي المسأله بمواجهه صاحبة الشان , يمكن ان كلمتها تفهم أشياء مهي فاهمتها .
المشكله انه قلبها للحظات يكره مها وساعه ما يكرها وساعه مشاعرها تكون حياديه , ماكنه مها شخص دخل حياتها وقلبها فوق تحت .
من أول ما صحت أصرت انها تتصل بمها , ما رضت تسكر التليفون إلا لما اسمعت الرد على الطرف الثاني .
هذا وقت مواجهتم , يمكن يفهمون بعض احسن .
الموضوع لازم يصل إلى منطقه تمكنها هي ومها من معرفة كيــــف يتعاملون مع بعضهم على الأقل يفهمون كيف يتصرفون مع الطفل اللي جاي بالطريق , هي ما عرفت خطط خالد بالمســــأله , وألحين لازم تعرف كل شي من مها .
مهو كل شي , اللي تقدر انها تعرفه .
الحديـــــــــث هذا هو وقته .
تركت بنتها ساره نايمه , ولبست , وتوجهت لفوق , تنتظر مها .
مها بعد ما سكرته من خالتها .
كان بعدها تحت تأثير المفاجأة , خالتها شنوو تبي منها بالضبط .
خافت ,ما لها خلق احد يزفها , أو يتهاوش معاها , أو يعطيها كلام بالعظم .
كفايه عليها امـــــــــس
تحس نفسها مستنزفه , مستهلكه , نفسيا وجسديا .
تعبت من جروحهم لها .
ردت انسدحت مكانها بعنــــــــــاد , وخبت ويهها بالمخده على الأرض وقالت ( ما ابي أقوم , ابي انام , وبس , ما ابي أشوف احد )
ما احد يقدر يجبرني اني اقابلها , انا أبي انام , اهي قعدتني من نومي المريـــح .
خليها تنطر ليه باجر الصبح , غطت ويهها على باللحاف , وبالمخده .
ما تدري ليش كانت حاسه بخوف مالي قلبها وغامرها من مواجهة أي شخص .
الخــــــوف
الخووووف
ليـــــــــش اهي شنو سوت عشان تحس بهالخوف , المفروض تكون قويه , اهي مو غلطانه بحق احد .
فأنفضت الخوف من قلبها .
وقامت , وانبذت الخوف اللي ما تدري من وين ياها (جاها)
راحت تسبحت , ونشفت شعرها ولبست بنطلون ادعم (بني) , وبلوزه بيضا للركبه واسعه بأناقه , فيها أزرارات من قدام لي فوق الصدر , وعند الأكمام بعد فيه زر واحد , ففوق الزر كان الكم واسع بعد , وحاطه بروش من قماش أدعم(بني) اللون (على شكل ورده) , ولابسه لفه دعمه (بنيه) نفس لون بنطلونها .
شافت شكلها بالمنظره , وجهها شاحب , بشكل فظيــــــع , ماكان لها نفس تحط كريمات بوجهها ولا ودها تحط مكياج أو أي شي يخفي شحوبها .
اطلعت من الغرفه واصعدت لفوق , ولبست على وجهها تعبير الكبرياء الحلو , واللطيف .
ادخلت , وشافت المرأه اللي على الباب , ابتسمت ووقالت رقم الغرفه ,عشان تسمح لها بالدخول والأكل من غير مقابل , ووقفت عند راس الدرج اللي يطل على قاعه الطعام وبدت تبحث عن خالتها بعيون حريصه إلى ان شافتها .
خذت نفس عميــق , قوت حالها ونزلت لخالتها , كان الساعه 10, والمكان مزحوم .
راحت لخالتها وقالت " صباح الخير خالتي "
ارفعت موضي راسها وابتسمت لمها للمرأة الأولى , وقالت " صباح النور , تفضلي يا مها "
مها قعدت على الكرسي بهدوء , وسمعت خالتها تكمل " وش تبين فطور يا مها ؟ "
شافت مها حولها الأكل المعروض , و ردت تشوف خالتها واهي مو قادره , تبي تنهي المناقشه و الحوار اللي شاغل عقلها , ما تتصور انها ممكن تاكل من غير لا تعرف اشتبي خالتها منها , قلبها قام يعورها من التوتر وقالت " خالتي , أمري , بغيتي شي مني !!"


عمر :

عمر لما طلع من أبوه جاله مسج من السعوديه من عصام بالذات :


طال عمرك لما وصلنا للشركه الشباب وصلتهم
رساله من سكرتير الأستاذ فيصل يقول فيها انه طيارته الساعه 8
بالصباح , أبكر مما كنا متوقعيـــن , بيكون عندكم الساعه 11
هو يقول ان حضرتك لازم يكون عندك خبر

ابجر من المتوقع .
شنوووووووووووووو هذا شيبي منه , ليــــــش سكرتيره يبلغ الشباب انه طيارته الساعه 11, ما يدري ليش يحس انه فيصــل يبي يقابله وجه لوجه , حركاته تثبت عالشي .
شاف ساعته , الساعه 10 .
ساعه بس ويقابل غريمه .
كان عند باب سيارته , الطريج للمطار طويل , واهو يفكر بالزحمه .
لازم يهئ نفســــه لمقابلة هالشخص .
كان بيشغل السياره , بس ارتجاف ايده مو عارف معاه يدخل المفتاح في مكانه , من الغل والحقد على الشخص هذا .
ليش قاعد يبعث له رسائل غير مباشره , فيصـــل أصرارك على مقابلتي , اتمنى انه يكون بشي متعلق بالشغل , لا قسم بالله يكون هذا أخر يوم بحياتك .
حط في باله انه لازم يقوي قلبه , ويتعامل مع هالدخيـل بعقله , مو معقول يبين ضعفه لهالشخص بالذات .
ابوه من صغره واهو حاطه قبل الكل , ويعتمد عليه بأشياء ما قط اعتمد فيها على أحد حتى على اخوانه اللي اكبر منه .
الصغير كبر , وابوه يعتمد عليـــه اكثر
والشخص اللي ابوه يعتمد عليه , معناته انه هالشخص قوي , واهو يدري بهالشي , انه اقوي من الجميــع .
وراح يثبت لفيصل اللي طالب المواجهه انه قدها وراح يواجهه , والأحسن منهم بياخذ الريم .
رمى راسه لورى بالمقعد , افكاره دايما صايره سيئه الظن , مو قادر يحسن الظن بأحد , كله فكرته الأولى انه الطرف الثاني راح يجرحه خاصه ان كان من طرفها أو بموضوع خاص فيها .
ألعن شكله , لا اهو من طرفها , ولا من صوبها ,ريم ما تنتمي لهالفيصل , اهي تنتمي له اهو .
شغل السياره من أفكاره , واتصل على ابوه , سمع صوت مصطفى وقال له " مصطفى حولني لطويل العمر"
أبوه ما يوافق انه اعياله ينادونه عند العمال الباقين بأبوي , عشان ما يصير في تميز بينهم وبين غيرهم .
اصلا كل عياله ما نالوا مراكزهم إلا بعد ما مررهم على المراكز كلها , من أصغرها لي أكبرها , ولما وثق فيهم عطاهم مراكز , وعشان جذي غانم ما عنده مركز بالشركات !
غانم مسأله معقده بالأسره ما احد يحب يتكلم فيها , وخاصه ابوه .
مصطفى تعود على هالألفاظ الخليجه الخاصه بالأحترام .
وحوله لأبوه اللي قال له " نعم يا عمر "
قاله " يبا انا رايح المطار عصام طرش مسج وبلغني انه " وقال بهدوء الأسم الكريه " فيصل "
وكمل " ياي بالطياره ألحين "
سمع صوت أبوه اللي يقول " توكل على الله "
سكره , وحط لنفســـــــه قرآن يهدي سره , ويصفى قلبه , ويريحه .


مها :

انطرت رد خالتها اللي قالت بأبتسامه هاديه " مها بعد الفطور , على القهوة راح انتكلم " وكملت بلطف " روحي جيبي لك حاجه تاكليها وجيبي لي شي معاكي "
كانت مها راح تناقش , وتحاجج , لكن هزت راسها بموافقه , لأنها تبي تستجمع افكارها , تبي شي تشغل فيه ايدها وقالت " حاضر "
وقامت وحطت لهم من كل شي , وجابت خبز , وعصير مانجا لنفسها لأنه خالتها كانت تشرب عصير برتقال , واقعدت .
كانوا قاعدين ياكلون وخالتها تتكلم كلام عام , ومها ترد بالرد المناسب .
كانت تحس بالأكل مثل الحجارة تمر بحلقها بصعوبه , كنه بلعومها ضاق مليـــــون مرة , تحس فيه مثل الثقل لما ينزل لبطنها .
لما خلصوا , كان احساسها , احساس الطالب بأول يوم مدرسه , ألم في بطنها , هذا غير ألم قلبها اللي ما برى من سنه , واللي زاد جرحه أمس على ايد زوجها , وحبيبها .
كان جدام مها عصير مانجا , وجدام خالتها كوب القهوة .
مها شالت العصير لفمها بس عشان تشغل نفسها بشي تسويه .
وسمعت خالتها تقول بهدوء " ودي اعرف الموضوع بينك وبين خالد , ودي افهم كل شي قبل لا تجي سمر لمصر ؟ "


عمر :

وصل للمطار بلحظه اعلان وصول الطائره , اهو في استقبال فيــــــصل !!
لو احد قاله قبل اسبوع انه هذا اللي راح يسويه جان قاله (انت مينون)
كان قلبه يضرب بسرعه , القرأن , والإقناع الذاتي كان له أثر بأنه يهدي روحه , لكن قلبه رد مره ثانيه يتحرك بجنون .
كان واقف مع المنتظرين بعد ما استعان باحد الأخوان المصرين اللي كان عنده أوراق كبيره , وكتب بأحد الأوراق اسم فيصل , وطلب من الشخص انه يمسك له الورقه :


الأستاذ فيصل بن فالح

أما عمر فكان واقف بمكان بعيد شوي عن هالشخص اللي شايل الورقه .
يبي يتحضر وينتبه له قبل لا يضطر انه يواجهه , عشان يقدر يتمالك نفسه , وما يسوي شي يندم علــيه .
انفتحت البوابه والناس بدوا يطلعون , واهو بدى يتلفت ويشوف الناس الطالعه من الباب , يبي يعرف منو غريمه , كأنه راح يعرفه من مجرد النظر .
كان يشوف كل ريال بحده وتدقيق .
كان قاعد يغار من كل واحد يطلع ويشك انه اهو المدعوو فيصل .
لكن النار قاعده تشتعل , تضوي داخل صدره , من أمس , من الوقت اللي عرف فيه انه بيكون بمصر .
وقفته اهني كانت تحرقه فمابالك النظر له .
كان خايف من ردة فعله , مو عارف شنو معقول يسوي .
تسند بأيديه الثنتين على الحاجز الحديدي اللي يمنع المنتظرين من الدخول , وبكل قوته ,كان شايف واحد وظن انه اهو فيصل
كان هالشخص عادي , وصغير , وباين عليه سعودي .
تعوذ من أبليـــــــس من أفكاره .
لأنه كان يفكر شلون راح يقطعه , وأي سكينه راح يستعمل .
ورد يتعوذ من أبليس .
لكن لما شافه يسلم على ناس بعاد تنفس الصعداء , وتم يراقبهم, لأنه بلحظه كان راح يترك الدنيا وما فيها ويهشم ويه الريال ويقطعه .
وهذا ما خلاه ينتبه , للي جا ومعاه شخص ثاني بيده الورقه .
إلا لما سمع صوت قوي " انا فيصل بن فالح "
دقات قلب عمر زادت , والعنف ملاااااا صدره , والدم بدى يفور بمخه مثل الماي المغلي , وبغضب بارد , وحقد منقطع النظيــــر لف وجهه بقمه البرود لمواجهة غريمه.



الكاتبه

black widow

((اللهم اني استغفرك واتوب اليك))

البارت العشريـــــن

*** ترى لو طــول غـيـابـك أحـس بــساعـتـه اعوام ... أحس البعد ما يرحم واقوم احسب ثوانيها

نظرة الحب
03-28-2011, 05:49 PM
مها شالت العصير لفمها بس عشان تشغل نفسها بشي تسويه .
وسمعت خالتها تقول بهدوء " ودي اعرف الموضوع بينك وبين خالد , ودي افهم كل شي قبل لا تجي سمر لمصر ؟ "
سمــــــــر
مها من الصدمه نزلت الكاس على الطاوله بقوة
طااااااخ .
وهذا ادى الى انه العصير يتكتت (يسقط جزء منه ) على الطاوله .
شافت العصيـر واهو يطيح للطاول ويمشي بسيلان سريع لطرف الطاوله , ولكن ما سوت شي غير انها شافته .
سمر
سمر راح تجي لمصر !!
خــــــــالد يدري انها راج تجي , يدري ؟!
هذا اهو السبب اللي خلاه يعزم , ويرغب بالجيه لمصر , انه سمر راح تجي لها , فقال اضرب عصفورين بحجر اغير جو , واشوف حبيبة قلبـــــــــــي
تماسكت , ما تقدر غير انها تسوي جذي , لازم تتماسك , المشكله ان من كثر ما اضغطت على اسنانها عشان تطبقهم وتمنع الصرخه , حست انه اسنانها راح تنكســــــــر
سمر راح تكون موجوده .
لما قرب العصير منها , رفعت القماش اللي فارشته على حضنها (لمنع فتاف الأكل من توسيخ ملابسها ) وحطته على العصير لوقف تقدم العصيــر , كل هذا كان بذهن غايب , ويفكر بقدوم التهديد الأول لها لمصر .
كان وجهه مها معبر بصورة مثاليه عن الصدمه , كانت عيونها جاحظه , وشحوبها زاد شحوب !
خالتها ما انتبهت لردة الفعل لأنها كانت تشرب القهوة .
رمت القنبله , وما اهتمت لآثارها .
لازم تستعمل عقلها وتغلبه على عواطفها , مها ( فهمي منها شنو تبي منج , وبعدين استأذني وطلعي مشاعرج واللي تبينه) .
ألحين ركزي ومثل ما تبي منج اشياء انتي سحبي منها اشياء .
خذت نفس عميــــق وشربت الباقي من العصير .
حست بالعصير يسري بجسمها من برودته على اجزاءها الساخنه والمحترقه من الغيره .
حست بكل مرور واستغقرت بالعمليــه بمحاولة منها للتماسك .
لكن الأفكار قاعده تخليها تغلي ,والعصير مو قاعد يفيد .
ليــش ما قال لي , ليـــش , يبي يحطني جدام الأمر الواقع و لا شنووو..
اقطعت افكارها بقســوه لأنها كلما استغرقت بالأفكار كلما زاد عليها الوضع .
رفعت ايدها وأشرت للنادل (القرسون) ولما جا طلبت منه عصيـــــر مانجا وبارد جدا جدا .
بهالمطعم بالذات الأكل محطوط على شكل بوفيه , يعني الزباين يخدمون نفسهم إلا من اشياء بسيطه , إلا انها ما تقدر تتحرك ألحين .
بس كافي عليها أمس , وألحين اللي عرفته حطمها .
لما راح النادل , ولفت على خالتها وشافت نظراتها عليها .
أول شي تبي اتعرفه اهو العقربه متى راح تجي .
وهذا خلاها تبتسم على قد ما تقدر , أو بالأصح اهي افتحت فمها بإيحاء ابتسامه .
وقالت لخالتها بلطف وذوق " اي صح سمر !! , يا حليلها , ذكريني خالتي , متى سمر راح تيي (تجي) مصر .... ان شاء الله "
قالت هالكلام واهي مستمره بالأبتسامه , اللي كانت عباره عن دعايه معجون للأسنان .
موضي اللي كانت تظن انه مها تعرف بقدوم سمر لمصر , بس خافت لما انطقت بالمعلومه , خافت ان مها ما تدري .
وتنفست الصعداء لما شافت ردت فعلها لأن هذا أكد لها ان مها تدري وانها ما قالت شي المفروض ما تقوله .
فتجاوبت مع مها براحه وقالت " ان شاء الله راح تجي مع امها بكره المسا "
العقربه وامها راح تيي (تجي) .
الله .
الله .
كان هذا بوصول النادل اللي جاب العصير .
ورحبت مها بهالمقاطعه اللي راح تخليها ترتب افكارها , وتعرف تستوعب الكلام اللي تقوله خالتها .
خذت العصير وبدت تشربه علها تطفي النار اللي في صدرها .
" امم يا حليلها !!" قالت الكلمه كنها تسب سمر , ما كنها تقول كلمه استلطاف , بس خالتها ما كانت مع الأسلوب كانت تبي الإجابه على سؤالها .
مها كملت تشرب العصير حاسه إذا وقفت شرب العصير راح تحترق .
فجأة اسمعت خالتها تقول بكل جديه " مها ما جاوبتي على سؤالي ؟ "
مها استغربت اي سؤال , اهي ما اسمعت إلا انه سمر العقربه راح تجي لمصر!
حاولت تركز على خالتها وكلام خالتها , وتبعد المشكله الأساسيه عن راسها , مو وقته التفكيـــر بالعقربه .
لازم تركز مع كلام خالتها , وبعدين تفكر بمواجهة خالد .
هزت راسها , جنها بهالطريقه راح تطلع الأفكار السلبيه منه , وقالت لخالتها " اسفه خالتي , كرري سؤالج ! "
" راح اصيغ سؤالي بطريقه ثانيه , راح تستمرون مع بعضكم ولا تنفصلون ؟ "
مها اسمعت هالكلمه وكررتها بقلبها .
الأنفصال .
كلما نطقت هالكلمه قدامها , تحس كنها تسمعها للمره الأولى , نفس الألم ويزيد كلما حست بالكلمه واسمعتها .
هذا ان دل على شي فهو يدل على انها غير مستعده للأنفصال .
و خالتها ترمي بكالمها بكل وضوح وواقعيه , وصراحه جارحه , تبين تستمرين مع ولدي ولا تبين تنفصلين عنه .
وكملت خالتها بعد ما لاقت السكوت من مها " مها ابغى اعرف كل شي بكل صراحه , لأني ام وانصدمت بواقع زواج ولدي , يمكن انتي مانتي فاهمه احساسي ألحين , راح تعرفيــن احساس الأم لما يجيك الولد , وخالد مهو اي ولد , خالد بكري , وفرحتي الأولى , يمكن هذا تطفل مني .."
مها اللي كانت بعالم الغضب والمراره , لما اسمعت كلمة أم انطلقت لعالم ثاني , دايما كانت تقدر هالكلمه بالذات .
يمكن لأنها ما تمتعت فيها , فصارت نقطه ضعفها الأولى اهي الأمومه .
يمكن , ويمكن لأ , اهي بالواقع ما تدري ليش رق قلبها لكلمة لأني أم .
كان ودها لو الله مد بعمر امها عشان تقدر تلجأ لها ألحين .
عورها قلبها اكثر ان المرأه الحديديه (ام خالد ) تبان بهالضعف الأنساني الرقيق .
لأني ام ..
اهي كانت تقول عن خالتها موضي ام خالد لكنها للتو تحس فعلا انها (ام خالد ) , امه , اهي ام ..
انا بعد راح اصير ام !
اه ه ه ه ه
قلبها حـــس بالألم و بقوة , اذا اهي وبعدها ما صارت ام بشكل رسمي , خايفه على جنينها , فما بالك بالأم الحقيقيه .
ليت امها حنان كانت موجوده معاها ألحين ..
انهرت نفسها , وامنعتها من قول هالكلام , والتمنى , اللي ما له نفع (وبعديــن معاي , لازم ما اقول هالكلام , متى راح اتعلم انه - لو- تفتح عمل الشيطان ).
حطت كاسها وقاطعت كلام خالتها بحزم وأدب " لا يا خالتي ماني حاسته تطفل "
خالتها شافتها بنظره صدمه تحولت لنظره امتنان .
خلت مها تبتسم وبعيونها دمعه .
" وإذا تبين الصراحه , انا حاسه ان من حقج تسأليــن لأنج ام , انا ما عرفت امي , لكن اظن انها لو كانت عايشه , كانت راح تحرص انها تعرف شنو الوضع بيني وبين خالد "
موضي ما توقعت ان مها راح تجاوب بالطريقه ذي , والرقه ذي .
غريـــــــــب .
جمالها يوحي للشخص انه اللي قدامه شخص قوي .
دايما التفكير بشكلها وبقوة جمالها يخلي الشخص ما يتعمق كثير للداخل .
والغريــــــــب انه اللي داخل اجمل , واجمل من اللي برا .
معقول انها تفهمت لدوافعها بهالسهوله وبهالبساطه .
موضي تأثرت من كلمة مها ,هي (موضي) نست بلحظة غضبها من خالد ان مها يتيمه , يتيمه اب وام , وغضبت من حالها كيف ما انتبهت لهالشي من الأول , كيف سمح لها قلبها تعامل انسانه بذي الطريقه بالذات .
مها كانت حاسه انها ودها تكشف بعض الأوراق لخالتها , ان هذا هو وقت المصارحه , وانه الوقت مناسب لأنهم يكونون واضحين مع بعض , لأجل يتعاملون احسن مع بعض .
فكملت وهي عينها ملتقيه بعين خالتها " انا راح اجاوبج يا خالتي ...إلا انه فيه اشياء راح احتفظ فيها لنفسي , ولزوجي "
بدت تلعب بالكاس اللي بيدها واللي فيه القليل من المانجا .
عقلها كان يردد (مها كوني واضحه بألأمور المتعلقه فيج انتي وبس , بأمورج انتي الخاصه ! , لا تتكلمين عن اسرار الزواج بالوقت الحالي لأي احد )
ألقي بعض من حملج (حملك) على ام خالد .
ورفعت عينها " خالتي انا تزوجت خالد وانا عمري 17 سنه ...يعني صغيرة , أو على قولتكم بزر , وقلبي تعلق بزوجي , ومثل اي بنت تفتح قلبي على ايد خالد " كان عين مها مركزة بقوه على عين خالتها " إذا تبين تسأليني وتقولين : انتي تحبين خالد إلى الأن ؟ , راح اجاوبج واقولج: اي انا احبــه بذاك الوقت وبهالوقت "
شافت اختلاف نظرات خالتها , إلا انها ما ترددت انها تكمل كلامها , جزء منها يعرف ان ام خالد ما راح تقول لخالد هالواقع , لأنها مو مرتاحه من زواج ولدها مني .
وكملت بثقه
" اهو زوجي ,و إذا الله تمم على خير بيكون ابو البيبي اللي ياي بالطريج , طول فترة خلافنا حاولت اكرهه ما قدرت , لكن زواجنا وصل لسد , و فيه العديد من العوائق الكبيره " وبحرقه قلب قالت " و اللي مو ناوين إنا انتخطاها " وتنهدت وقالت واهي تشوف عصيرها " ولا تخافيــن انا ما ارح اسوي شي , عشان اردم الحفرة "
موضي كانت تحس كنها تشوف شخص ثاني , مو مها اللي صار لها شهر وأكثر عندهم , هي توقعت بجلسه المصارحه ذي انها تفهم الوضع , لكن ما توقعت انه مها راح تصارحها بهالكلام .
وبالأخص انها تحب خالد , وكانت صريحه معي بهالشي .
كانت واضحه وصادقه .
عيونها (عيون المها ) تنطق بمشاعرها , كيــف ما انتبهت لهالشي , كيــف ؟
موضي كان تشوف مها بعين ثانيه ألحين , ما تصورت انه مها راح تفتح لها قلبها بالطريقه ذي , كان ودها تسمع كل كلمه تقولها مها , كل حرف تنطق فيه هالمرأة الجديده عليها .
وفجأة خطر في بالها ان كانت تحبه للدرجه ذي , وش هو سبب الخلاف .
وكنه مها قرأت عين خالتها قالت " ما راح اقول سبب الخلاف , لكن اللي اقدر اقوله انه زواجي منه انتهى , خالد مو ناوي يكمل زواجنا , ونفس الشي انا "
موضي فكرت انه في شي بينها وبين مها مشترك , انهم اثنينهم يحبون خالد .
غريب وهي اللي ما تصورت انه ما فيه شي مشترك بينهم .
والغريب انها تحمل بين حنايها طفل خالد , يعني جزء من موضي بعد .
وهذا شي مشترك ثاني .
سبحان الله كيف انه بينها وبين هالبنت اللي كانت تكرهها اشياء مشتركه .
رفعت نظرها , ما تقدر ما تستلطف امرأة تحب ولدها , ما تقدر .
قلبها تقبل واتسع وشمل مها بطريقه ما , مو حب فيها كثر ما هو حب للي يحب ولدها.
من اول ما اعلنت حبها لخالد .
لكن السؤال هو خالد , وشيبي , تصرفاته تدل انه يبيها , لكن انه ( يبيها ) شئ مختلف عن انه يحبها .
ارفعت راسها عن كوب القهوة وقالت بصوت لطيف " اقدر صراحتك معي يا مها ما توقعت هالشي "
مها نفسها ما توقعت انها تقول بيوم من الأيام لأم خالد انها تحبه .
لكنها قالتها ألحين , وفجأو ملأها الخوف انه خالتها تقول لخالد , وتخالف بذلك توقعاتها .
رفعت عينها وقالت لخالتها " خالتي ...كلامنها ألحين لا ........."
قاطعتها ام خالد وقالت " ما راح يوصل لخالد "
تنفست مها الصعداء بعد هالتطمين من خالتها , لأنها للحظه خافت ان خالتها تقول لخالد , وتبتلش (تسقط بمشكله) اهي .
وكملت بعد لحظه سكوت " انا محترمه انك ما قلتي لي سبب خلافكم , لأنه مثل ما قلتي هذا شي خاص فيكي وبخالد ....... ما راح أسأل عن شي "
( الحمدلله )هذ الكلمة , قالتها مها بقلبها تحمد فيها ربها .
وأشرت للنادل للمره الثانيه عشان يملا لها عصير مانجا .
خالتها شافتها وقالت لها "الله يقدم اللي فيه الخيـر "
قالت مها من كل قلبها " اميــــــــن "
مرت لحظه سكوت وبعدين قالت خالتها " انتي ألحين بأي شهر يا مها "
مها كان فكرها مشغول , من جلسه المصارحه هذي , وقالت " 4 اشهر "
" ان صار وافترقتوا وش راح يكون مصيــر الطفل بالضبط "
جا القرسون بإيده العصير , اللي خذته مها منه , واسكتت .
الطفل , الطفل شنو مصيره !
ما تدري , وخايــفه لأنها ما تدري شنو بعقل خالد .
تتمنى انه يكون معاها , تتمنى انه خالد ما يقسى عليها وياخذه منها , تتمنى وتتمنى وتتمنى ..
لكن خالد عالم خاص , ما تدري شنو يدور فيه .
شربت عصير ونزلت الكاس .
وقالت بكل صراحه " ما أدري " وكملت " خالد مو راضي يقول شي لكن الأكيد اني ما راح اخليه يحرمني منه "
هزت ام خالد راسها بموافقه .
مها كانت تضغط على عمرها بالكلام الطبيعي مع خالتها من الأول .
بس ما عاد فيها .
النار اللي داخل صدرها بدت تشب أكثر وأكثر , وما عاد فيها تطفيها بالعصير وبالسوالف .
يا كثر المواضيع اللي شاغلتها لكن اللي ألحيــن ذابحها اهو سمــــــر
لما اشربت عصيرها كله , ما عاد فيها تقعد اكثر من جذي , العصبيه اللي حاولت تكتمها من أول ما اسمعت اسم سمر , قاعده تظهر بتصرفاتها العصبيه , بحركتها للكاس
بعدم استقرارها .
بأخراجها للهواء بصورة زفير قوي.
بالنار اللي تتشتعل وتشتعل
مو كافى عليها اللي صار البارحه , عشان اليوم تنصدم و تعرف بقدوم العقربه !
لما حست انه الوقت صار مناسب انها تستأذن , أستأذنت .
لكن لما وقفت حست بأيد خالتها تغطي ايدها .
حست بدفئ خالتها على ايدها وهذا خلاها ترفع عينها لعيون خالتها .
قالت موضي " مها سامحي سارة , تراها ما تقصد اللي قالته البارحه "
ساره !
اشلون غابت عن بالها ساره بهالحظات .
نســـــت اللي سوته لها ساره , وكلامها القاسي البارحه .
معقوله اللي تقوله خالتي انه ساره ما تقصد كلامها , بس ..
واهني اسمعت خالتها " مها , ساره امس كانت تبكي على الكلام اللي قالته , هي عليها ضغوط من نواحي كثيـره , اتمنى انك تعدي المسأله لأنها تحبــك "
وانا بعد احبها .
عورها قلبها انه ساره قاعده تبجي , ألمها قلبها لأنها بالوقت الحالي خايفه من ساره .
كلمتها كانت قاسيه واهي خايفه ..
لكن هذا ما منعها تبتسم بتعب وتقول " مسمــوحه "
ابتسمت لها موضي , واعرفت انه جلستهم هذي مع بعضهم قدروا انهم يبنوا فيها اساس علاقه صحيه .
وقالت لمها " تأكدي يا مها اني راح اكون موجوده هنا لأجلك ولأجل البيبي اللي في بطنك , مثل ماني موجوده لأجل باقي بناتي ."
مها اسمعت الكلمه , ما توقعت ان خالتها راح تقول لها هالكلمه الرقيقه , ما توقعت ابدا .
راح اكون موجوده لأجلك ..
معقوله راح تكون موجوده عشانها ولأجلها .
لكن اهي متأكده انه هالشي للحفيد المنتظر , مو لمها شخصيا وهذا خلاها تبتسم ومع هذا حست بالأمتنان لخالتها
ابتسمت لخالتها موضي وقالت " مشكــــورة "
ردت لها موضي الأبتسامه , وتركت ايدها , هي ما تدري وش هي مشاعرها تجاه مها , لكن اللي تعرفه انها متقبلتها بالوقت الحالي لصراحتها معاها .
وهي تبغى تقوي علاقتها معاها لأجل الحفيد اللي جاي بالطريق.
موضي بالوقت الحالي موافقه على وجود مها بينهم , إلا انها لازلت مهي متقبله وجود علاقه بينها المها وبين خالد .
والسبب الأساسي هو وجود سمر , ما تبي سمر تتضرر , بسببها هي أم خالد .
مها واهي قدام المصعد كانت تفكر بقدوم العله لمصر .
كانت اعصابها راح تنفجر , مهي عارفه كيف تتصرف .
الكلام اللي كان مع خالتها توقعته يكون سئ , لكن نتيجته كان زينه , لما ألحين مو متصوره انها قالت لأم خالد انها تحب خالد !
شالجنــــون شلــــــــون تقول لأمه هالكلام .
اففففف خلاص قالته , قلت لها انا احب ولدج !
ألحين الموضوع عن هذي اللي جايه مصــــر.
اصلا مهي عارفه اشلون أقدرت تكمل الحوار مع خالتها من غير ما تنفجر , كانت تحاول تركز وانجحت , وبعدت تفكيرها عن سمر.
لكن ألحين مهي قادره تبعدها عن تفكيـــرها .
بدت تضغط على زر المصعد مرات متكرره .
ليـــش راح تيي (تجي) هالسمر , ليش.
قلبها قام يعورها .
لما وصل المصعد كان فيه أثنين واقفين معاها (شباب )اهي ما انتبهت لهم , كان ودها لو خالد موجود عشان تذبحه وتقطعه بأيدها وأسنانها .
ادخلت المصعد .
واهم ادخلوا معاها .
كانت بس تبي تروح لغرفتها وتفتك من الجو العام .
ولما وصلت لطابقها سمعت واحد من الشباب يغني " جميل جمال ! "
بجنونها الحالي كانت مستعده تتهاوش معاهم , لكن الأصول مهما كان , تمنع البنت انها ترد على الرجاجيل الغرب , او تتبادل الكلام .
وهذا اللي ردعها .
لكن جد كان ودها انها تذبحهم , مو مستحمله نفسها .
هذا الجمال اللي الكل يتكلم عنه ما جذب الناس لها , نفرهم منها , ما احد كان يتقرب منها , لتصورهم انها مغروره .
هذا الشي ما تركها تحتفظ بزوجها , اللي خاطب غيرها واللي خطيبته راح تجي لمصر لأجله .
اهتمت بس انها تروح حق غرفتها وتنام , وتفتك من العالم هذاا .
وخااااالد راح يشـــــــــوفها , راح يشوف هالعقربه .
اهي وغمازتها الطفوليه .
الشرار قام يطلع من عيونها , راح تجن خلاص .
بدر كان يمر بالممر نفسه اللي اهي كانت تمر فيه , وقف على اساس يسلم عليها لكنها ما اوقفت كملت تمشي , ما شافته من تفكيـرها ومن الغدر اللي حاسه فيه .
ناداها بدر " مهاااا "
" مها "
بالمره الثانيه بس انتبهت انه فيه احد يناديها , مو قادره توقف ولا راح تحترق .
لكن اضطرت انها توقف , وقالت بوجه غير مبتسم " نعم "
بدر انصدم من وجهها الصارم .
وقال " مها اش دعوه ما تسلمين !"
بدر ماله ذنب , مها ما له ذنب , عامليه عادي , لكن قلبها مو موافقها على هالكلام !
شبهه بخالد , مخليها بالوقت الحالي مو مشتهيته .
قالت له " السلام عليكم "
بدر كان يشوفها ومنصدم منها , وش فيها اليوم !!!.
لما شافت تعابير بدر المنصدمه , اندمت , ما يستاهل بدر هالمعامله .
قالت بهدوء , وبنبرة اعتذار واضحه " اسفه بدر , بس نفسيتي مو زينه , واطلعت عليك !"
شافها بهدوء وبعدين قال ببساطه " طيب , ما عليه ! "
كانت بتكمل مشيها , وفجأة خطر لها خاطر , وقفت وقالت لبدر " بدر اخوك موجود بالغرفه "
حتى ما قالت اسمه من كثر ما اهي متضايقه منه
عقد بدر حواجبه " ايه موجود ! اظن انه نايم ! "
قربت منه مها وقالت " عطني مفتاح غرفتكم "
بدر تفاجأ من طلبها ما توقعها راح تطلب هالطلب وسكت ..
فقالت مها بتبرير " ما ابي اقومه من النوم بأزعاج , عشان ما يعصب علي , وانا ابيه ضروري "
بدر جا في باله انها حرمته واكيد انها تبيه بشي ضروري , وإلا ما اطلبت مفتاح حجرته .
طلع المفتاح , وهو يقول "طيب انا لما ارجع كيف راح ادخل الغرفه !"
مها خذت المفتاح من ايد بدر بسرعه قبل لا يتراجع
قالت بعجله واهي تلف ويهها , وبعيونها ظهرت رغبة القتل " راح احطه لك في الرسبشن ( الأستقبال)"
وغيرت مسارها لغرفة زوجها , عشان تواجهه باللي عرفته , وعشان تقول له رايها فيه , وعشان تذبحه , وعشان تقوله انها ما راح تبقى بمصر دام ذيك جايه لمصر , لازم تواجهه وما تخلي شي بقلبها متعلق بخالد بدون ما تقوله له , عشان تتأكد انها مو قاعده تظلمه .
راحت لباب غرفته وادخلت مستعمله مفتاح بدر .
توجهت للقسم اللي فيه الفراش , واهي تمشي قالت بعنف " خالد"
سمعت صوته وراها " نعم ! "









{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]




black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:50 PM
عمر :

سمع صوت قوي " انا فيصل بن فالح "
دقات قلب عمر زادت , والعنف ملاااااا صدره , والدم بدى يفور بمخه مثل الماي المغلي , وبغضب بارد , وحقد منقطع النظيــــر لف وجهه بقمه البرود لمواجهة غريمه.
عدل وقفته وبان طوله , عمر اطول من معظم الرجال و اكيد انه اطول من فيصل على الرغم من ان فيصل مو قصير بس عمر اطول منه بأربع اصابع تقريبا .
طول عمر حلو , مناسب مع عرض كتوفه .
كان جسم عمر طويل ومتناسق , يعني بكل بساطه كان ينضح بالرجوله .
والطول معطيه هيبه .
عطاه نظره سريعه من تحت لي فوق .
بهدوء ظاهري متعمد .
كان يشوف فيصل بكل مشاعره اللي غامرته واللي مقيدته بقيود مو عارف يفلت منها .
وكل احساس يمر عليه يحس فيه بطعنه .
ما احد يحس بمشاعره اللي عايشها , ما احد يقدر يحس .
واللي ذابحه اكثر انه هالفيصل قاعد يشوفه , واهو مبتسم وواضح عليه الراحه .
كرر عمر الأسم , وقاله كنه يتذوقه " فيصل بن فالح " عينه كانت بعين هالفيصل وقال " الحمدلله على سلامتك , وانا عمر بن سعود "
شوفته لفيـــصل بدل ما تهديه وتخفف عنه , وتبين له انه ما يسوا يحاتيه (يقلق بسببه) , أو يحاتي تأثيره على ريم , جعلته بقمة المحاتاة والخشيه على ريم .
وهذا لأنه إذا في ريال (رجال) ينقال عنه وسيــــم , فهو فيــــــصل
احترق , احترق من التفكيـر انه ريم شافته واعجبت فيه .
اهو ما قط قال عن شاب انه حلو , اصلا ما ينتبه لهالشي , ودايما يقول عن الشباب والرجال اللي يغارون من شكل شاب ثاني انهم تافهين وسطحيــيـن .
هو دايما ان انتبه , ينتبه لتصرفاتهم , لرجولتهم بالمواقف , لكن اليوم هو أول يوم بحياته اللي يشوف فيها رجل ويقول عنه وسيـــــــم
وهذا اول يوم يحترق من وسامة رجل .
اهي بس يت (جت) على الغيره .
اهو حاس بالظلم والغبن , والجنـــون !
نظرته له , وضحت حقيقه ثانيه , انه هذا الفيصل عمره صغيـــــــر .
قريب من عمرها , يعطيه 28 سنه , ان كثر 29 سنه .
حـــــــس انه سيطرته على نفسه قاعده تفلت منه , هذا اللي هي تبيـــه يكون زوجها .
هي معجبه فيه , ميته عليه عشان جذي وافقت عليه , لفتتها وسامته .
وعشان جذي يت له بالشركه تطلب منه انه يتركه بحاله .
وعشان جذي قاعده تتصرف معاه اليوم بلطف , عشان يعتق لها حبيب القلب.
حـــــــس بنار مو عارف يطفيها .
مو عارف يطيفها من غير لا يهين نفسه واسرته .
ما يقدر يطفيها إلا بعقله , استعمال اليد لازم يكون ابعد شي عن تفكـــيره .
اهو دايما يفتخر بقدرته على التفكير , والسيطره على النفس مهما كانت المواقف ما راح ينهي احترامه لنفسه عشان هذا .
لكن يا فيصل , ريم راح تكون لي , حتى لو اضطريت اني اخطفها قبل الزواج !
النظرات طالت بينهم , بس عمر القوي اللي عاش طول عمره يتحكم بأعصابه نجح انه يتماسك , واهو اللي محترق من الداخل .
فيصل وعد مني , وسامتك هذي كلها ما راح تمنعني من اني ارجع الريم لي .
وراح ترجع , وتنغصب تعيش معاي .
فيصل اللي ما كان يدري باللي يدور بأفكار عمر , ابتسم وببساطه مد ايده لعمر وقال " تشرفنا , واخيرا التقيت فيك استاذ عمر "
مد عمر ايده ومسك ايد فيصل , ما تكلم كان يشوف فيصل , وفجأة تخيل ان هذا كان مع ريم وشافها بوقت الخطبه ( على حسب ادعاء ريم) هذا خلاه يشد بقوه على ايد فيصل .
فيصل حس بقوه ضغط عمر , لكن صوره على انه ترحيب , وما حب يسئ الظن .
ولكن لما حس انه الضغط كل ما له ويزيد , وحس بأيده راح تنكسر قال بهدوء " اظن انك راح تكسر كفي ! "
رفع عمر حاجب ما كان منتبه للي يسويه , لكن لما تكلم فيصل نزل عينه وشاف ايده وايد فيصل , وانتبه للضغط اللي كان يمارسه على ايد هالفيصل , وما قدر غير انه يخفف من الضغط .
لما عمر ترك ايد فيصل , من غير ولا كلمه , كان يدري ان تكلم , بيتهاوش , وحط ايده بمخباته عشان يمنع نفسه من ضرب هالغبي , اللي يحاول انه يستخف دمه !
ايده راح تنمد بيوم من الأيام إذا كمل الضغط اللي قاعد يمارسه على نفسه.. اهو عارف بهالشي.. وكان يأمل انها ما تنمد على هالفيصل او على ريم .
فيصل لاحظ نظرة عمر الغريبه , كان حاس انه بنظراته كلام , متأكد انه هالتصرفات لأجل خطبته لريم , ان ما كان متأكد فـ 99% من هالتصرفات والتحفظ متعلق بالموضوع .
ما يقدر يقول ان عمر كان واضح بتصرفاته , او صريح فيها , للناظر العادي كان راح يشوف انه الوضع عادي , وعادي جدا بعد , لكن هو لأ .
كان جزء منه عارف انه هالتصرفات مهي من طبيعة عمر !
ليه , لأنه يدري وبس , ما في سبب محدد , هو مجرد احساس .
شاف عمر وحاول يربط بين الشخص اللي قدامه وبين المعلومات اللي سمعها عنه .
اللي هو يعرفه عن عمر واللي قدر يجمعه عنه زياده على انه طليق خطيبته ريم , انه قوي ومعروف بهالشي
عمر بن سعود , دخل السوق السعوديه بعد اخوانه اللي أكبر منه .
وهو اصغرهم وتمكن من تحقيق اشياء ما حققوها قبله .
دخل سوق من اكبر أسواق المنطقه وصار بسنتين من أقوى المنافسين على القياده , وصار من أكثر الناس علاقات , ومن أقوى المحركات لهالسوق اللي شركته تعمل فيه.
اللي يشوفه ألحين يتفاجأ انه هذا هو عمر بن سعود , مهو كبير , لكن اللي يسمع بأنجازاته يظن انه عمر بالخمسينات أو أكثر !
رفع من مستوى شركة العايله .
حتى ان الكل قال عنه انه أصغر واذكى واحنك و أقوى اعيال سعود .
عمر اللي ان انذكر اسمه عند الرجاجيل والروؤوس الكبيره قالو (والنعم ) , وهو كان شاهد على هالشي .
الغريب بالموضوع انه عمر اول ما جا للسعوديه لأجل يمسك الشركه ويطبق أفكاره الثوريه عليها , الكل سخر منه (أو هذا اللي اسمعه فيصل ) لكنه اللي سخروا منه بالأمس هم أكثر الناس اللي يطلبون العمل معاه اليوم .
كان ابوه واثق فيه , وصحت نظرة ابوه , وخاب ظن الباقين .
الأغرب انه هو فيصل , ما كان يظن انه هذا الشخص راح يتصل فيه يوم ,ويطلب انه يعمل معه .
خاصه بعد الأوضاع المتدنيه لشركته .
والشي اللي لا يعقل والأهم انه عمر اهو طليق ريم , خطيبته هو !
ما قط تصور بيوم انه طليقها راح يتصل فيه بعمل .
يجي الرزق من حيث لا نحتسب .
اما عمر قال بأسلوب غريب " واخيرا التقينا "
فيصل انتبه لكلمة عمر , عمر كان غير اللي كان متصوره , ما تخيل انه شكله كذا , ولا تخيل انه اسلوبه غامض كذا , يحس ورى كل كلمه كلام كبيــر وكثيـــر , ما حب يدخل بمتاهات تفسيره .
وطالت النظرات , فيصل اللي حاول انه يتجنب تفسير نظرات عمر الغريبه , اما عمر فكان يشوفه وفي باله شي واحد , اتحداك تاخذها مني .
فيصل كان حاس بالتهديد من غموض ونظرات عمر , لكن ما يقدر يقول او يعلق على الموضوع .
اللي يشوف من بعيد كان راح يفهم من وقفة عمر القوة والتحدي , ومن وقفة فيصل القوة والتحفظ !
عمر كان اول من حس بقدوم شخص لجهتهم وهذا خلاه يلف وجهه وشاف عمه حمد !
عمه حمد ياي (جاي ) يستقبل فيصل .
قرب عمه وبكل فرح وانبساط قال بصوت عالــي " يا هلا بفيصل يا هلا بالنسيـــب , الحمدلله على السلامه "
عمر كان يشوف ألتقاء الحبايب !!
هه بسخريه من الوضع اللي اهو فيه , بدى يفكر انه الواضح على عمه الفرح بقدوم (النسيــــــــب)
ويقولها جدامــــــــــي .
أكيـــد فرحان , كل تصرفاته تدل على هالشي .
فرحان انه بنته راح تتزوج ! , راح تتزوج بعد طلاقها , وبعد سنين من رفضها للعرسان
راح تتزوج هالغبي !
راح تتزوج هذاااا وتييــــــب اعيال.....
حط ايده على قلبه , بعد ما حس انه ضرباته زادت بعد هالفكــــــــــره
تخسي اتيــــــــب منه اعيـــــــال .
اعيـــال .
اللي احرمتني منهم ما راح تعطيهم لغيري .
والله ما راح تعطيهم لغيري , ان كانت راح تصير ام , فأنا راح اكون ابو اعيالها .
اتيــــــــــب اعيال , هه
جني ما اعرفها .
اخر شي تفكر فيه ريم .. العيال !
عشان يشغل عمره عن الكلام الزايد اللي بينهم واللي قاعد يرفع ضغطه , اهو من غير مشاهدتهم مه بعض واهو مغتاظ ومحترق , فما بالك ان ركز .
لف على العامل اللي كان واقف ينطر ويأمل بالقشيش , عطاه مراده , و شكـــر له جهوده .
وسمع صوت عمه يقول " عمر , اخبارك ؟"
كان وده يضحك على السؤال , اللي يشوف عمه حمد يظن انه الأنسان الحريص على اخبار عمر , قالها بطريقه تمثل الحرص بشكل غبي .
عمه حمــد اللي لما عرف , بعد الطلاق , بزواجه , ما عاتبه , ولا كلمه .
ولا بين زعله بالعكس عامله عادي , واتبع سياسة الشغل شغل .
لا عمه حمد انسان متطور , تفكيره عصري , متقبل فكرة انه اثنين ما عرفوا يكملون حياتهم مع بعض معقول ينفصلون .
وهذا الشي خلاه , يعلمه كلما شافه , وكلما ألتقوا , بخطاب ريم !
واللي يقث اسلوب البراءه اللي ينطق فيها الخبر , جنه (كأنه) يبي يستشيره باللي متقدم , او جنه (كأنه) يبي يشكي له من كثرتهم .
ياله (جا له) مره وقال " تصدق يا عمر فلان الفلاني خاطب ريم , وانا ماني عارف يا أبوك وش اسوي , أقبل و لا لأ "
او يقول " تعبت من كثر الخطاب لهالبنت , يا ليتها تقبل وتفكني "
واحيانا يقولها كنه مو منتبه لعمر , واغلب الوقت أخبار خطابها توصل له من ابوه سعود .
اللي يذبح انه كان يرد للبيت وتفكيره منصب انه يتأكد من الخبر , والمشكله انه الخبر دائما صحيح .
كان يعجز عن النوم , لأسابيع إلا لما يتأكد انها رفضتهم .
وبعد ما تكرر الرفض لمرات عديده , حس بالأطمئنان انه الريم ما راح تكون لغيره , إلا انه هذا ما منعه انه يكون متوتر إلى ان يتأكد من الرفض.
إلا انه هالتصرف من عمه حمد وقف , بعد مرض نوره واضطراره انه يسافر معاها لأمريكا , وبع وفاتها ما سمع هالكلام , أو هالطاري من عمه حمد .
وهذا وتر علاقته مع ابو ريم بصورة خياليه .
رد عمر عليه بهدوء " الحمدلله بخير , وانت يا عمي بشرني عنك , وبشرني عن اخبار عمي فهد ؟"
" الحمدلله , إلا قولي اخبار ابوك من زمان عنه ؟ "
غريب , عمي حمد من زمان عن ابوي !!
هو كان ملاحظ تكرر المكالمات بين ابوه وعمه حمد , أما الزيارات بالشركه فحدث ولا حرج , سؤاله الغريـــب , نرفز عمر , وحس فيه مستفز لأقصى درجه .
رد عليه عمر ببرود " انا اللي اعرفه ان الأتصالات الشخصيه كاثره بينك وبين ابوي , المفروض انا اللي اسأل حضرتك ,اشلون ابوي ؟"
بدى عمه يضحك بهدوء , وبعدين قال " ومن بلغك بهالشي ؟ "
عمه حمد , ما راح يبطل اللف والدوران !
ابتسم عمر بهدوء وقال " شي مو صعب ملاحظته "
فيصل اللي كان يشوف تبادل الكلام , واهو متعجب , كان واضح انه الطرفين مو حاسين بوجوده معاهم , ومشغولين بتبادلهم للكلمات .
حمد غير الموضوع وتوجه لعمر بجانب ثاني , وكنه كان يهاجم لكن من طريق أخر , مع انه الكلمات ما فيها اي هجوم ,و فيصل كان مراقب للوضع .
" جاي تستقبل فيصل "
رد عمر بكل أليه " ايه "
حمد بدى يمثل انه يفكر , وانه مستغرق بالتفكيــر !
وكنه فجأة تذكر حاجه , قال
" اه , صحيح تذكرت بينكم عمل , لكن مو من عوايدكم تستقبلون شركاءكم بالمطار , المسؤول عن هالشي هو قسم ثاني بالشركه ؟!"
ال ....
وقف نفســـــه بسرعه , لا يغلط على الريال الكبيــر .
حتى في عقله ما يقبل على نفسه يغلط على شخص بعمر عمه حمد .
الأخلاق تمنع عمر من مواجهة الرجال الكبير , وتبادل الكلمات معاه , ولذلك كان يرد عليه ردود بسيطه وعامه .
عمر برد هادئ خاصه انه يتميز بسرعه بديهه " عوايدنا انه نكرم ضيوفنا "
عرف فيصل انه ان استمر الكلام بهالطريقه , راح يستمرون للصبح من غير شعور بأحد , اهني بس تنحنح فيصل , عشان يلفت نظرهم لوجوده .
احم احم
عمــــــــر سمع الصوت , وكان خلاص بس حاس انه صبره نفذ .
لازم يطلع من هالمكان , لازم !
وبعيون ثلجيه ونظرات بارده , لو كان فيصل يعرف عمر , كان راح يعرف انه عمر مو عاجبه تنحنح فيصل , وانه هالشي نرفزه .
رفع له عمر حاجب وقال له " شرقان بشي (عالق بحلقك شي) , اخ فيصل !! , تبي ماي مثلا ؟!"
ابتسم فيصل وقال " لا شكرا تسلم "
عمر بكل بساطه ما رد الأبتسامه , وقال بهدوء , واهو نفسه يطلع من هالخنقه والجو الكاتم " استاذ فيصل , حضرتك تقدر تشرفنا بأي وقت بالشركه , عشان انتكلم بالموضوع اللي بينا , راح اكون بأنتظار اتصالك , وألحين تقدر تتفضل معاي , أوصلك لمحل أقامتك "
رد حمد بهدوء " ما في داعي اتعب حالك يا عمر , فيصل راح يكون معي "
(أبركها من ساعه ) هذا اللي جا في بال عمر لما سمع صوت عمه حمد
و لف عمر على عمه بأبتسامه مصطنعه وقال " على راحتك يا عمي " ورجع يشوف فيصل وقال " فرصه سعيده استاذ فيصل , لا تنسى الأتصال "
ورد يشوف عمه وقال " مع السلامه عم حمد "
وتحرك وقبل لا يتحرك خطوتين سمع عمه يقول " ما في داعي يتصل عليك يا عمر "
( هذا اللي مو ناوي يرسيها على بر !) عمر وقف , وكان في باله هذا اللي ناقصه انه عمه حمد يتدخل بشغله .
لف بهدوء وقال بكل استغباء ممكن " عفوا عمي انت قاعد تكلمني "
هز عمه راسه وقال " اي نعم , وقاعد اقول ما في داعي يتصل , راح تشوفه ان شاء الله كل يوم "
عمر تفاجأ من الكلمه شيقصد هذا !!.
لكنه منع فضوله من السيطره عليه وقال " خلاص عيل لما أشوفك كل يوم استاذ فيصل راح نتكلم "
حمد اللي عصب من عمر , وتنرفز , لأنه كان يبغاه يسأل , ايش قصده ,و ما نال مراده .
وهذا الشي خلاه يقول " فيصل راح ياخذ الشقه اللي قبالنا بالعماره , انا قلت لأبوك انه في ضيف راح يجيني , وعطاني الأذن اني استعمل الشقه "
عمر شاف عمه لفتره .
وبنظره بارده جدا .
ما كان ضامن نفسه انه ان تكلم ما راح يفقد اعصابه , ابتسم بهدوء وقال " ممتاز "
ومشى وتركهم .
كان من المؤكد انه ان استمر دقيقه وحده بهالمكان راح يكون الوضع يا قاتل , يا مقتول .
اللي يهمه انه يطلع من هالمكان قبل لا يهشم ويه فيصل .
وما يخلى عمه حمد يتشمت فيه , ما راح يسمح لأي احد انه يشمت فيه , كان يتعمد يستفزه , هذا واضح من تصرفاته ومن ردوده , وكل شي , من أول ما جا وسلم , وكل كلمه ينطقها كان يتعمد فيها استفزازه .
راح للمواقف يبحث عن سيارته , اللي غابت عن عينه , ما يدري وينها , أو بالأصح نسى هي وين من طوفان مشاعره اللي ما خلاه يشوفها .
لما وجدها اخيرا , حس جنه (كأنه) وجد ملاذه .


مها :

مها ألتفتت بكل غضبها .
وشافته كان واقف بقرب الحمام , ومتسند على اطار الباب , بوقفه مايله بحيث كتفه كان على الباب , ومتكتف , ورجوله متعارضه .
وكان يشوفها , بنظره استهزاء .
كان لابس بنطلون بيجاما من غير قميص , وصدره عاري .
و وقف , وقال " وش ذا الجمال كله , وش ذا الحلااا "
اهي توترت من وسامته القويه , والصادمه , كان بقمة الرجوله بصدره العاري , وبشعره الرطب اللي طايح على جبينه .
وتوترت اكثر من كلامه .
نست اهي ليش يايه , ليش اهي معصبه من شافت شكله .
بدت تبلع ريقها بخوف !
اما اهو فقرب اكثر وقال " تصدقيـــن , انتي المفروض تنحبسين بغرفه وما تطلعين منها "
مها كانت تشوفه بنفس نظرات امس (نظرات الخوف) وهذا استفزه ونرفزه .
إلا انه بسرعه تمالكت نفسها و ما ردت عليه بالعكس , ارفعت حاجب بكل غرور الأنسان الواثق من جماله .
واهو كمل " تصدقين اني واقف مكاني , واشوفك , بديت اتذكر , الألوان اللي انا قايل لك , لا تلبسيها , وحاولت اتذكر ان كنت قايل البني منها او لأ , واكتشفت ان لأ "
وقرب أكثر وأكثر وقال " انا لازم علي , اني ألبسك عباة وغطوه , عشان ارحم الناس "
ما كانت راح تعطيه الرضا بأنها تتراجع بخوف .
اما اهي فجاوبت بغرور , " ما راح تمنعني , خاصه انه احنا راح انتطلق !"
كان جوابه ضحكه قويه .
وعقله ردد بدون ما ينطق لسانه (هذا الطلاق اللي تحلميـــن فيه يا مها , بعيــد , بعيــد عنك يا حــلوه !)
وهذي الضحكه زعزعت هدوءها .
شافته بغضب .
اما اهو فلما وقف ضحك , قال " اتركينا من هالموضوع , وش تبين ؟؟ ليه جايه لعندي ؟؟"
وهذا خلاها تتذكر اللي كانت ناسيته , واللي اهو سبب وجودها عنده , ومعاه .
شكله وكلامه نساها حتى نفسها .
سمـــــــــر .
والغيره اللي كانت حاستها واهي عند خالتها ... كانت مضاعفه لما شافته , وتخيلت انه اهو راح يكون لغيرها , وانه اهو راح يشوف العقربه , لأنها راح تكون موجوده بمصر .
رؤيتها لوسامته , وروعته , وتفكيرها بسمر , كان قاعد يجننها
وقالت بكل غضب , وعصبيه .
" حبيبة القلب يايه , صح , يايه حقـــــــك , صح "
خالد تسند على الحاجز الخشبي وبدى يشوفها وهو مكتف ايده .
"ليش ما قلت لي , ليش تخش علي الموضوع , ليــــــــــــش ما قلت لي , ليــــــــــــش "
بهدوء قال " انا امس دريت , متى كنتي تبيني اقولك ! لما قلتي لي اني اسوأ زوج !!"
اهي انحرجت من كلمتها اللي قالتها امس , وافتشلت .
لكن هذا ما منعها انها تكمل هجومها لكن بنبره اهدى .
"يعني تبي تقنعني انك ما كنت تدري بوقت ابكر , ما كنت تدري .."
خالد مل من هالموضوع وحس انه لازم يصير على المكشوف , على الأقل جزء منه , بس خلاص مهو ناوي يزيد نار خلافهم حطب .
رفع حاجب , وقال
"ماني محتاج اقنعك بشي , هذي الحقيقه , امها مريضه وقررت تسوي الفحوصات هنا , وهذا هو الموضوع .." ولما شاف تعابيرها , قال " وقبل لا تبدين موضوع جديد , عمي هو اللي مكلمني "
اهي هدت نوعا ما لأنه ما كان ياي للمصر واهو يدري انها راح تكون موجوده .
وهدت أكثر انه شرح لها , لأنه دايما يخلي الموضوع مفتوح من غير شرح وهذا يخليها دايما على اعصابها .
وقالت له " امنعها انها تيي (تجي ) مصر , يا مكثر البلدان اللي فيها طب "
اهني اهو رد ضحك , "ههههههه وش قالوا لك رئيس مصر انا , لأجل امنعها ,وبعدين وش هي صفتي لأجل أمنع , وش اقول لها , حرمتي تغار منك , لا تجيـــن ! "
الخايــــــــــــس ويقولها بويهي , انت تغاريــن علي , هذا اللي يقوله ..
التعبـــــــــــــان يدري اني ميته عليه من الغيره , وبكل وقاحه يقولها بويهي .
من غير شعور راحت للفراش القريب , وخذت المخده .
اما خالد فشافها وعدل وقفته , واتسعت ابتسامته .
حذفته بالمخده واهي تصرخ " يا عديم الأحساس , يا عديــــــم الأحساس "
خالد مسك المخده بأيده قبل لا توصل لوجهه .
واهو يضحك .
واهي مقهورة أكثر , وقالت له " لو تموت ما أغار عليك يا عديــم الأحساس والشعـــور "
وخذت المخده الثانيه اللي كانت بالفراش الثاني وحذفتها عليه .
اما اهو فترك المخده الأولى تفلت من ايده ومسك الثانيه , وهو ميت ضحك قال " بس خلاص "
مو قادر يوقف ضحك , هو رمى رميه من غير رامي , يعني كان يمزح والظاهر جابها على الوتر الحساس .
ما توقع ردة فعلها راح تكون كذا .
شافها انشغلت بالبحث عن شي ثاني لأجل ترميه عليه , قرب أكثر لها .
خلاص صبره نفذ , مو قادر يقاوم أكثر , مو قادر يمنع نفسه عنها , اهو بنظرها الوحش , وهي بنظره الجميله ,و على امل انه بالنهايه الجميله تكون للوحش وتعيش معاه بسعاده ابديه , قرب أكثر , لما كانت هي معطيته ظهرها تبحث عن شي ثاني .
مها كانت مغتاظه منه , محتره , الخايـــس , التعبان , وين ماكو سكين ؟ , ولا شي عشان اذبحه واشرب من دمه .
حست بأيده على ذراعها وتلفها على صدر صلب , وقوي .
شهقت .
هو بدل وضع ايده من ايدها لخصرها , وشدها اكثر , بحيث صار جسمها على جسمه .
وحطت ايدها على صدره , وبدت تحاول تبعد عنه بقوه , كانت قاعده تقوس جسدها للخلف بقوه , بقصد الأبتعاد عنه .
" ما أبيك وخر عني , وخر , ما أبيـــك "
ابتسم وكنه مستمتع بمقاومتها , وقال بهدوء " بس انا ابغاك "
مسك راسها , وقرب منها .
حاولت تبعد بأقصى قوتها , لكن ايده اللي ماسكه راسها مانعتها من الحركه .
والتقوا .
وبدى يروي عطشه اللي دام اشهر مرت عليه كنها ألاف السنين .
كان يعاملها برقه , منقطعه النظير .
كان يخضعها بأسلوبه الخاص .
كان يرتوي من نبع الرحيق , اللي بالفتره الأخيره كان نبع سم ترميه بوجهه , لكن ألحين رد لرحيقه .
اما هي فخفت مقاومتها إلا من بعض الضربات اللي كانت توجهها لصدره من حين إلى اخر تبين فيها احتجاجها .
وبعدين وقفت المقاومه وهو استمر برقته .
يمكن لو عاملها بعنف كانت كملت مقاومتها بس هذا الشي الوحيد اللي ما تقدر انها تقاومه , خالد لما يكون رقيق .
ولما حس بهدوءها و سكينتها على صدره وتجاوبها معاه , بعد عنها .
كيف يقدر يقاوم جمالها , كيف يقدر يقاوم شراستها , كيف يقدر يقاوم دلعها , كيف يقدر يقاوم رقتها , كيف يقدر يقاومها كلها على بعضها .
هو نفسه مو عارف كيف صمد الفتره ذي كلها , اصلا مو عارف كيف صمد ليلة امس , وكيف قدر يبعد عنها .
لكن اليوم ما في شي راح يبعده عنها .
اما هي فكانت تشوفه بنظرات واسعه , تايهه فيه ومنه .
ابتسم .
وبهدوء نزع حجابها عن شعرها .
وحملها كانت تشوفه مسحوره وخايفه .
وضعها على فراشه برقه , وصار الشي اللي كان يبيه من اول ما التقت عينها بعينه بعد فراقهم .
اخيرا ردت الفرس التايهه لخيالها .





{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}
black widow













عمر :

عمراخيرا وجد ملاذه , بدى يستهزأ من نفســه
ألحين ملاذه هي سيارته .
ركب السياره ,و فجأه اختفت كل مشاعره , كان حاس بخدر بمشاعره , من كثر ما كانت هالمشاعر ضاغطه عليه , ألحين ما يحس بشي .
عمر من قوة احاسيسه كان حاس بخدر فيها .
كميه تدفق الأحاسيس من قلبه وعقله ولكل جسمه مخليـــــــته مو قادر يترجمها , حاس كنه روحه بمكان وجسده بمكان ثاني.
كان حاس بروحه كنها خارج جسده تتابع الشخص اللي مضطر يواجه السارق اللي يحاول يسرق حياته منه .
كان حاس بتنميــل بأصابعه , مو حاس بولا شي , مو حاس بولا شي .
شغل سيارته بس لشي واحد , انه يطلع من هالمكان , يطلع قبل ما ينزل من سيارته ويذبحهم .
والسيارة تمشي :
(هلا بفيصل , هلا بالنسيــب )
(فيصل راح ياخذ الشقه اللي قبالنا بالعماره)
(هلا فيصل , هلا بالنسيب )
(فيصل راح ياخذ الشقه اللي قبالنا بالعماره )
ضرب السكان (الدركسون) مره, مرتين , ثالثه , رابعه .
وبالنهايه صرخ :
يكفـــــــــــــي .
يكفـــــــــــــي
يكفـــــــــــــي
بس , خلاااااااااااااااااااااااص , تعبـــــــــــــت .
الكلب راح يكون مجابلها اربع وعشرين ساعه , راح يشوفها .
وانا ..
وانا..
ما عاد فيه يستحمل , ارحموني , والله انا بشـــــــــــــــر
وقسم بالله بشــــــــــــر
ليــــــــــــش ما احد حاس فينــي , ليـــــــــــش.
والله العظيــــــــم تعبت , والله .
رد يضرب السكان (الدركسون) لما حس انه عجز انه يضرب أكثر من جذي .
وهذا كله واهو يسوق .
نفسه بدا يصير صعب , مو قادر يتنفس .
فتح الدريشـــه على امل يدخل الهواااااا .
لكن الظاهر انه الهوا مو راضي يدخل على مكان فيه كل هالمشاعر السلبيه المكتومه والمحبوسه بالداخل .
الهوااا ما له مكان بالداخل .
حاول يتنفس للمره الثانيه .
وثالثه .
ورابعه .
حس انه الأكسجين اللي يدخل لداخله مو كافي .
بمحاولته انه يتنفس ما انتبه للشارع , واختل توازن السيـــــــاره .
وهذا ادى إلى كارثه .
انعدام النفس , واختلال التوازان الخاص بالسياره , ما كانوا مساعدين عمر .
حاول يتجنب السيارات اللي صارت في طريقه , لكن ما قدر لأنه الوضع كان غير قابل للتعديل , خاصه بشوراع مصر , واصطدم بسياره جانبيه بمحاولته لتجنب السياره اللي كانت امامه .
وهذا ادى إلى دوران سيارته بقوة ثم انقلابها على الرصيف .
كل اللي شاف الحادث وقوته , راهن على انه اللي داخل السياره ...مات



الكاتبه

black widow
اتمنى لكم قرائه ممتعه

نظرة الحب
03-28-2011, 05:51 PM
البارت الحادي والعشرين

*** اصحــــاب انا والهــــــم واحباب ونمــــون ...لا ما هى صداقه يوم ذى عشره اعوام ***





السياره بعد ما انقلبت ردت اعتدلت وبالنهايه صارت مصطدمه بشجره على الرصيـــف , وهذا ادى إلى انها تكون مضغوطه من قدام ومتكسره بصوره خياليه , والزجاج الأمامي للسياره مكســـــــور .
الناس بسرعه راحوا للسايق , والكل فزع وخايف على المسكيــــــن اللي كان ضحيه لهذا الحادث القوي , والمخيــــف .
كونهم شهود على مراحل الأصطدام وتحرك السياره المخيف وغير المسيطر عليه , وعدم تحكم قائدها فيها , ثم انطلاقها وانقلابها ثم اعتدالها بشكل سريع واصطدامها بالشجره , والصوت المخيف الذي صدر عن السياره ,وعن الحادث , أثر في نفسياتهم , وجعل البعض يركن سيارته على امل انه يساعد الضحيه.
اما الضحيه فما كان واعي تماما , بعد ما ضرب وجهه بالسكان (الدركسون) , وانكسار الزجاج الأمامي بوجهه , كان يشوف حوله بضبابيه , وبتشويش .
كان يشوف الناس محيطين فيه بكل مكان .
كانت عينه تغلبه وتضعف , فتغلق ثم يفتحها , ثم ترجع للغلق .
كان يحس بضوضاء حوله , وفيه صوت قربه يصرخ بكل قوه , لكن الكلام كان لغه ثانيه , غريب !
الألم غامره ومحيــط فيه من كل جانب .
ألم بكل قطعه من جسمه .

رجلـــــــــــــــي

رجلـــــــــــــــي

ما كان يقدر يسيطر على شي بجسمه .

حاول يرفع ايده لكن

عجز ...

حاول يسيطر على رقبته لكن

عجز ..

حاول يسيطر على عينه لكن

عجز...

حاول يطلع صوته لكن

صوته كان يخرج بطريقة حشرجات غير مفهومه
كأنها غرغره تخرج .
الألم كان يقتله , بكل ثانيه وعي كانت الألم يذبحه , ألم كان يدعو ربه انه يرتاح منه بأي طريقه , كان يتمنى انه الظلام يغمره ويغيب عن الوعي ويرتاح , لكن هالشي ما حصل وظل يعاني من الوجع الشديد .
الشباب حاولوا يفتحون الباب لكن عجزوا لأن الباب كان مغلق بقوة من الحادث .
الناس شافوا الشاب اللي الدم مالي وجهه , واللي اختفت ملامحه من اللون الأحمر , مع يده الثنتين موجودتين بعجز بقربه , ورقبته التي تأتي للأمام ثم ترجع للخلف بعدم سيطره .
كان منظر بشع , ولا احد يتمنى رؤيته في حياته كلها .
الشهود كانوا بفزع واللي بكى , بكى , واللي انهار , انهار , اما الأغلبيه فحاولوا العمل من أجل انقاذه ولم يكتفوا بالبقاء مكتوفي اليدين, وعدة اشخاص اتصلوا على الأسعاف , أما العمل المشترك بينهم , فهي قلوبهم التي تلهج بالدعاء انه الله ينقذه , ويحفظه لأهله .
فكان الهمس الذي يملأ الجو
اللهم احفظه

اللهم احفظه

اللهم احفظه

اللهم اعده لأهله سالما

اللهم اعده لأهله سالما

اللهم اعده لأهله سالما

وتشكل فريق من عامة الناس , وتولى القياده شخص واحد منهم , يوجهه الأوامر للشباب المتطوع , على امل انهم ينقذون الرجل المحبوس .

ودقائق تمر

وتمر

وتمر ولا سبيل لفتح الأبواب , مرت دقائقهم كالساعات , من الخوف والفزع اللي كان الكل يعيش فيه , بدأت النساء الشاهدات على الحادث يعلوا صوتهم بالنحيــب
أصعب شعور هو رؤيه انسان اخر يتعذب وتعجز عن مساعدته .
مرت هذه الدقائق كالساعات على المتواجدين على جبهة الأنقاذ ,ثم بقدرة قادر تم فتح الباب الخاص بقائد المركبه .
عندها فقط استوعب الرجل اللي كان متولي القياده بعملية الأنقاذ خطورة الموقف , لا يستطيعون اخراج المصاب , فرجله مختفيه تحت الحديد .
حاول الرجل ان يكلم المصاب .
ان يحاول ان يجعله يركز , حتى لا يفقد الوعي .
ان يفهم منه مقدار اصابته .
لكن خرجت حشرجه قويه من المصاب وغرغره , وأغمض المصاب عينيه .
كان هذا على وقت وصول سيارة الأسعاف !


بمكان اخر بمصر :

دخل السكرتير من غير استئذان وبعجله وقاطع اجتماع معقود بين مدراء الشركه المهميــن .
وهذا ترك صاحب الشركه ينظر له بنظرات غضب .
لكن هذي النظرات خفت حدتها لما شاف نظرات الفزع بعيون السكرتير .
قرب السكرتير من أذن معزبه و قال بهمس " سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليــفون , عاوزك زروري " (سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليفون , يبغاك ضروري)
سعود رد بصرامه " قول له اني بأجتماع يا منصور "
التوتر بان اكثر والقلق على منصور وقال بأصرار وهمس " حضرتك زروري (ضروري) تاخذ الأتصال " لما شاف منصور رجوع الغضب لعيون سعود , قال بنفس الأصرار " الموزوع (الموضوع) بخصوص الأستاز(الأستاذ) عمر "
سعود فز قلبه فجأه , ما يدري ليش هذا الموقف ذكره بموقف ثاني صار من 19 سنه , نفس الموقف , لكن بمكان ثاني , ببلد ثاني .
لما تذكر ذاك الموقف , ودخول السكرتير بنفس الوضع والحاله اللي عليها منصور ألحين , خلاه هذا يقوم من مكانه بسرعه .
قال " اسمحوا لي يا جماعة الخيــر , مكالمه مهمه لازم ارد عليها"
تحرك من مكانه بهيبه , لكن من داخل الله العالم فيه , وتوجه لغرفه خاصه قريبه من غرفة الأجتماعات .
وشاف التليفون لفتره يستجمع قوته, وبعدين رفع السماعه , وقال " نعم "
الإجابه كانت " الأستاز سعود , والد عمر ؟ "
قال بقوه تخفي شعور الأب " اي نعم "
تنهد الرجل بالخط الجهة الأخرى وقال " ابنك عمل حادس (حادث) سياره "
المعلــــــــــومه طعنت قلبــــــــه بقوة مؤلمه .
واختل توازنه للحظه , ولده , عمل حــــــــادث , لكن استعاد التوازن بسرعه
عمــــــر..
وقال بصوت قوي , لكن أقل قوه من السابق "شلون ولدي ألحين ؟؟"
جاوب الرجل بعجله " ما أعرفش (ما أدري) حزرتك (حضرتك) , ما عنديش (ما عندي) اي خبر عن الموضوع "
رجف قلب الرجل الكبير , بوجل , بخوف على ابنه , على اصغر ابنائه , وعلى ابر ابناءه فيه وقال " وينه فيه ألحين ؟ "
جاوب الرجل بهدوء "بمستشفى ..... "
قال بنفس القوه " انا يايكم بالطريج " (انا جايكم بالطريق)
اغلق التليفون , وتسند على الطاول بأيده الثنتين .
شعر بدخول السكرتير عليه , ففرد ظهره , قوته الطبيعيه , وحكمة سنين , وثقته بالله مكنته من التماسك .
التماسك فقط , لا غيـــــــــر ,لكن الألم والخوف , ملا روحه .
ابنه الجعده , اصغر ابناءه ....
وقال لمنصور بصوت قوي وبذهن غايب لكن متعود على ترتيب الأمور قال " قول للجماعه انه الإجتماع تم تأجيله , واتصل على خالد صديق عمر وبلغه انه يحضر مستشفى من غير ذكر السبب..... وقوله ما في داعي مها تعرف "
وطلع من غير المرور على قاعه الإجتماع بأسرع مشيـــــــــه ممكن انه يمشيــها رجل كبير بالسن .


مها وخالد :

مها بعد ما صارت لخالد وصار لها
استـــوعبت اللي سوته .
انا اش سويــــــــــــت !!
اش ســـــــــــويت !!!
اكيـــد اني ينيــــت , اشلـــــون سلمت نفســـي له .
شلون تغاضيـــت عن كل اللي سواه شلـــــــــون ؟
شلون تغاضيت عن كل العوائق بزواجنا .
حســـــــــت بغصه بحلقها من تصرفها الغبي , من عدم تحكيم عقلها قبل التصرف .
اليــوم بان شي واحد , انها ضعيفه قبال خالد , ضعيفه ! .
زادت الغصه بحلقها , وهذا اكبر دليل على انه الدموع راح تنزل ألحيـــن .
غمضـــت عينها تمنعها من الخروج .
اللي صار غلطتها , اهي , الغلطه غلطتها .
خلاص بس ما عاد فيها تستحمل روحها .
تبي تطلع من هالغرفه , تبي تروح من هالمكان .
حاسه بأيد خالد اللي محاوطتها وشادتها له بقوة , كنه خايف يتركها , كان مستلقى قربها.
كانت ناويه تتحرك , لكن تفاجأت فيه يتركها ويتحرك من مكانه .
شافته .
لكن اللي فاجأها انه ما قام من مكانه مثل ما كانت متصوره وانما مال على بطنها , واهو بعده منسدح قربها .
كان يشوف بطنها برقه .
واهي تشوف تعابير ويهه.
رفع ايده وبدى يلمس بطنها !
شافته واهي منصدمه من حركته وغرابتها , ومن رقته بلمس بطنها .
تعابيــــــر ويهه كانت جميــــــــله , هه .
انه ينقال عن تعابيره جميله , غريب , فعلا غريب هاللفظ على تعابير بهالرجوله, بس بالفعل ما في صفه مناسبه لوجهه بالوقت الحالي إلا هالصفه .
لأنه الحنان اضفى عليها جمال غريب .
كان يشوف بطنها بغرابه .
استغرقت بتصرفاته لدرجة نست اهي بشنو كانت تفكر !
وفجأة حط راسه على بطنها بحيث صارت أذنه على بطنها , كنه يبي يسمع شي فيه .
خذت نفس قوي من تصرفه .
وقالت بهمس من الحرج , ومن الوضع الغريب " خالد ..."
رفع راسه و قال بتركيــز وبكل جديه " اشششششششششششش "
ورجع راسه لبطنها .
أوكي هذا الوضع غريـــــــــب ,لكن بنفس الوقت لطيــف .
قلبها حن من تصرفاته لجنينهم , لطفل المستقبل .
وفجأة رفع راسه وعينه على بطنها .
نظراته كانت رقيقه , لمساته رقيقه , كان مثال للرقه , والغريب انه كان مركز وكل هذا موجه لشنو ... لبطنها وللجنين .
وفجأة قال بكل طفاشـــــه مناقضه لرقته " انت يا البــــــــــزر "
ورجع يحط أذنه على بطنها كنه ألحين راح يسمع الجنين يرد عليه .
مها كانت تشوفه بأستغراب !
وبعدين رفع راسه كنه فيه شي صار ما ارضاه وهو عاقد حواجبه .
" انت يا البزر , ما تسمعنـــــــــي "
ورد راسه على بطنها , كان وده يحس بطفله , وده يحس بحركته ,وده يحس بأي شي يثبت وجوده.
مناقضه الحركات الرقيقه مع الطريقه الرجوليـه الخليجيه بالكلام اللي تتميز بالدفاشه والخشونه , كان مضحك .
حاولت تكتم ضحكتها .
لكن الضحكه بدت تظهر , وإللي اقدرت عليه انها تخليها من غير صوت .
إلا انه جسمها بدى يهتز من الضحك المكتوم .
وهذا خلاه يرفع راسه ويشوفها ببراءه , اهني بس ما اقدرت تكتم ضحكتها أكثــــــــــــــــــر وانفجرت بصوت عالــــي فيها .
" هههههههههههههههه "
ويهه لأول مره بحياتها تشوفه أحمر !
خالد منحــــــــــــرج !
وهذا خلاها تضحـــــــــك أكثــر " هههههههههههههههه "
وحاولت تخش ويهها بالمخده , ما تبي تحرجه أكثر .
اما اهو فكان ماسك خصرها فعجزت انها تخش ويهها .
وفجأة تغيرت تعبيراته من الأنحراج إلى رقه ورفع حاله إلى ان صار وجه بوجهها .
اما اهي فأغلقت فمها مع ان الضحكه لازلت متملكتها .
" اضحكي بعد ! "
اختفت ضحكتها فجأة واستغرقت بكلمته ورقته .
" اضحكي بعد , اشتقت لصوت ضحكتك ."
فجأة رجع لها الإحراج وبعدت ويهها عنه , ومدت ايدها لكتفه تحاول تبعده عنها .
من متى هالرقه بالكلام يا خالد ! , ليش ألحين قاعد تترقق بالكلام ؟
خالد حس بيدها تبعده عنها .
لكن اهو ما راح يسمح لها تبعده عنها , ما راح يسمح لها بالأبتعاد ألحين , بالوقت اللي قدروا فيه انهم يتخطون بعض الحواجز .
مسك وجهها وتركها تواجهه .
يبيها ترجع له خلاص , مافيه بعد ما رجع لدفى وجودها معاه , انه يرجع للبرد والوحشه من غيرها وقال بهدوء " مها رجوعنا لبعض بيدك انتي , خلينا نعيــش يومنا , نعيــش لحظتنا , لا نفكر ببكره وش بيصير فيه "
لما قال كلمته مها عورها قلبها لكن ما انطقت , وحاولت تبعده بتصميم اكبر ,شلوووووووون ترجع وكل اللي بينهم , ليلحين بينهم , ما تقدر تسوي جذي .
كان يلاحظ الرفض بعيونها , وبأيدها اللي تحاول تبعده عنها , وهذا خلاه يغمض عينه , ويحط جبهته على جبهتها .
" مها , فكري بس باليوم , بس باللحظه , بس بالثانيه , وبـــس , خلينا نفكر بكل يوم بيومه "
ابعد جبهته عن جبهتها و وصارت عينه بعيونها .
" قولي ايوه , قولي تم , قولي حاضر , قولي .."
قطع عليه الكلام , صوت تليـــفونه .
التفت على تليفونه , ورد شاف مها , اللي صدت بوجهها للجهه الثانيه .
وعرف ردها !
لكن هالرد غير مقبول !
تنهد وانسدح على ظهره , مد ايده لموبايله وشاف رقم غريب , ما اهتم انه يرد ورمى الموبايل مكانه .
اعتدل بجلســـته ونزل ريله (رجله) للأرض .
ما راح يقبل برفضها له .
وما يقدر يضغط عليها , هي لازم تتخذ قرار الأستمرار معاه ,لأنها هي اللي دايما تبي تنهي الزواج , وهو اللي متمسك فيه ,هي تركت منزل الزوجيه بالأول , واهو اللي طلب انها يقابلها ورفضت , ألحين هو راح يمد لها غصن الزيتون , ولازم ينتظر ان كانت راح تاخذه ولا لأ ؟ .
وقال بصوت هادي " راح اتركك تفكريــن بالموضوع , والقرار متروك لك "
المشكله انه ما يقدر يقول عن سمر , ما يبي ينزل من قيمة بنت عمه , خاصه انه هو اللي قال لعمه ولسمر انه ما يبغى الخطبه .
وهذا ضربه كبيره لعمه , ولبنت عمه , ما يقدر يزيد الوضع سوء بأنه يقول الموضوع لمها , للشخص اللي من اجله رفض بنت عمه !
هذا اهانه لكرامة سمر , واهانه كبيره .
اما مها فخبت وجهها بالمخده (الوساده) وهي ترجف , الوضع أكبر منها , أكبر من قدرتها على التصرف والتقديــر , مو عارفه شتسوي , شتقول .
كانت بالأصل منحرجه من اللي سوته ألحين , منحرجه من انها معاه , منحرجه انها استسلمت له , واهو قاعد يتصرف بطبيعيه مع الوضع , ما كنه صار شي المفروض ما يصير .
ويتكلم ويسولف , واهي الغبيه مشت معاه ونست نفسها للمره الثانيه ونست وضعها .
غبيه
غبيه
بدت ترجف من العرض اللي اعرضه , شنووو المفروض تسوي , ارفعت راسها ولفت عليه , كان ظهره لها .
رن التليفون للمره الثانيه , وهي لفت على التليفون .
خالد بنرفزه , خذا الموبايل وشاف نفس الرقم الغريب .
هذا شكله مُصر , رد عليه بجفاف " نعم ! "
" السلام عليكو "
خالد تكلم ببرود " وعليكم السلام , نعم ! "
مها كانت تسمعه , (لو انا كان يكلمني جذي , جان خفت)
اما خالد فكان مركز بالأتصال .
" استاز خالد , انا منصــور , سكرتير الأستاز سعود "
خالد عقد حواجبه , وزاد تركيزه مع الأتصال من أول ما انذكر اسم عمه سعود .
فقال بأختصار " هلا , أمر "
تنهد منصور , وقال بعدين بقلق " الأستاز سعود بيقوئلك (يقولك) تعاله (روح) للمستشفى ......, زروري (ضروري)"
خالــــــــد القلق وصل معاه لدرجه غير معقوله , المستشفى !!
ما حب يلتفت او يبين شي غير طبيعي , لأنه مها موجوده معاه , واكيد انها مركزه بكلامه , فقال على قد ما يقدر من طبيعيه " في سبب ؟ "
سكوت الطرف الثاني اثبت له انه في سبب قوي , وسمع صوت منصور يقول له " ايــوه حضرتك , فيه سبب , الأستاز سعود رفض اني أئوله (اقوله) لك بالتليــفون ,و بيئولك (ويقولك) ما فيش (في) داعي الست مها تعرف بطلبه دلوقتي (ألحين)"
ما في داعي مها تعرف بطلبه !
وافق خالد على الموضوع " طيب قول له انا جاي "
سكر التليــفون , وبقى ساكت بمكانه , والقلق غامره من اقصاه لأقصاه , والمشكله انه عنده مها هنا لازم يشرح لها الموضوع .
مافي وقت يشرح لازم يروح يشوف وش هو الوضع
قام من مكانه فجأه بتوتر وبسرعه وخذ اغراضه من الأرض بعجله , والتفت لها , وقال بهدوء وصراحه بهدوء " انا لازم اطلع ألحين "
مها ما قالت شي , بس استمرت بالنظر له ,وفجأه لفت وعطته ظهرها بصد مؤلم له , وبدت تشوف الحائط .
ما كانت مستحمله وضعها معاه , مو مستحمله .
دموعها بدت تنزل على خدودوها وهي ما تدري ليش حاسه بالغبن , وتأنيب الضمير , وحاسه انها مسويه شي غلط بحق نفسها وبحق خالتها موضي , وبحق ساره ...
تدري انها المفروض ما تحس جذي وانها كيفها , لكن اهي غلطت بحق نفسها ...
خالد شاف صدتها عنه , وشد على اغراضه بهدوء , مو وقته يتكلم معاها ألحين لأنه مستعجل لازم يطلع ويشوف عمه سعود .
دخل للحمام بسرعه , بعد ما اخذ اغراض من شنطته .
دايما يحس بنظراتها له فيها خوف !
الخوف !
كان عند ه امل ولو بسيــط انه الوضع بينهم بيتحسن , لكن من الواضح انه ما صار هالشي , والوضع زاد أكثر , ما انطقت بكلمة , ولا قالت شي له طول الوقت ,بعد ماصار بينهم اللي صار .
مو وقته يفكر بعلاقته فيها , هذا اخر شي المفروض يفكر فيه , اخر شي .
اما اهي فظلت مكانها وفجأه فكرت بكلامه اللي قاله قبل ما يدخل الحمام , ما طمنها هالكلام و شنو يعني ( انا لازم اطلع ألحين !!)
ليش لازم يطلع ألحين ,شمعنى .
اووووووووووووووووووووووووه يروح المكان اللي يروحه
بس يا مها , بس
كانت فعلا كارهه نفســــها بشكل اهي ما كانت متصورته .
اقعدت على السرير وبدت تشوف المكان اللي هو راح له واللي كان الحمام .
بعدت شعرها عن وجهها , وقلبها بدى يطق بقوه .
من الخجل من الشي اللي سوته .
من عرضه اللي قدمه لها .
من كل المكالمه التليفونيه الغريبه من توتره بعدها وعجلته , وعدم تركيزه .
كرهت الوضع اللي اهي فيه .
ما قدرت تقول رايها باللي صار بينهم .
ولا قدرت تبين احتجاجها يمكن بكل بساطه لأنها مو محتجه , وبالعكس موافقه .
رجفت لما تذكرت بالضبط اللي صار بينهم .
شلـــــــون اسمح بهالشي واهو عنده سمر ,وراح يتزوجها !!
الدموع اللي كانت تنزل بهدوء كملت نزولها .
شدت على شعرها بغضب وهي تسمع صوت الماي الصادر من الحمام .
خافت يرد يدخل ويشوفها بعدها بالفراش وتبكي .
وهذا خلاها تقوم , وتلبس اهدومها بسرعه , وتطلع من الغرفه قبل لا يطلع اهو , وراحت لغرفتها وبجري تقريبا .
خافت انها تصادف احد ويقرى بوجهها وعيونها اللي صار للتو مع زوجها .
دخلت كرتها الخاص بالباب , بأيد مرتجفه , وهذا تركها تكرر محاولتها مرات متعدده إلى ان استطاعت ان تدخل الكرت .
ولما دخل الكرت لمكانه حست بقلبها يرتجف وبراحه ( غريبه راحتها ) , لكنها فعلا حست بالراحه !
فتحت الباب بعجله وسرعه , كنه في وحش لاحقها .
سكرت الباب وتسندت عليه .
اتحس مشاعرها متناقضه , وبصوره غريــــــــــــبه ومتعبه
واللي عملته حسسها انها ما عندها كرامه .
استسلمت له , ببساطه استسلمت .
لكن ما تقدر انها تنكر انها حست بجزء منها كان يبي هالشي , لأنها اهي بعد كانت مشتاقه له ...
بس ما تقدر تمحي الأحساس الأكبر اللي ماليها , واهو انه عمل هالشي , لحاجه له , ورغبه عنده , مو حبا فيها .
كله كوم وتصرفه برقه كوم ثاني , لما صار تركيزه على الجنيــن ورقته , فقدت تركيزها على مشاعرها .
رقة خالد شي تعجز انها تقاومه !
ما تدري وش هي الدبره , كيف تتصرف !!
انزين عرضه , شلـــــــون ؟؟ تقبله ولا ترفضه ؟؟ .
تتغاضى عن المشاكل اللي بينهم ولا لأ .
انزين شنو يقصد من عرضه انهم يردون لبعض وينسون فكرة الزواج , ولا انه الفكره راح تضل قائمه
تعبت والله اتعبـــت .
مو عارفه شمالها من جنوبها !
تحركت بعد دقائق طويله عن الباب , وراحت للحمام , عملت لها بانيو , واستلقت فيه وغمضت عينها .
عل وعسى يجيها استرخاء وتفكر بعقل بالموضوع .
خالد اللي بعد ما طلع من الحمام , توقع يشوفها , لكن لما ما شافها ما تفاجأ , تعود انها تتهرب منه أول ما يغيــب عنها , هذا شي مو جديد عليها .
ما حاول يركز بالموضوع , وفكر بسبب اتصال سكرتيرعمه بتوتر , عمه سعود لو وش يصير مو معقول يلجأ له بشي وعمر موجود !
بسرعه طلع من الغرفه ,ومر على غرفتها , لو ما انه عمه سعود موصيه على جيــة المستشفى كان راح لها لغرفتها , وتكلم معاها بمواضيعهم المتعلقه !
شاف ساعته , المكالمه ما صار لها ربع ساعه من صارت , بس اهو القلق ماليــــــه .
ليه عمه ما تكلم معاه !
يعني هو فيه شي , لا ما فيه شي ان شاء الله
الغموض , مفزع أكثر , وخلاه يتحرك بسرعه !
عمر !
ليــــه ما يتصل بعمر , ويشوف الموضوع .
بدى يتصل ويتصل
لكن ما في رد .
توتر أكثر , وبدى يردد تفاءلوا بالخير تجدوه , وتفاءلوا بالخير تجدوه .


مها :

بعد ما انتهت من الحمام .
استلقت بفراشها حتى ما لبست اهدومها بس بقت بفوطه مالها قوه على شي , لكن بقاءها بروحها ما راح ينفعها , لأنها متوتره , وتعبانه .
النوم ابعد ما يكون عنها , تحتاج تستعين براي أحد ؟؟
بمنو ؟
بمنو ؟
ريم .
ايه هي ريم , اهي اللي تحتاجها.
تحركت من مكانها بسرعه , ما عاد فيها تفكر بروحها , بس خلاص تعبت , تحتاج عقل ثاني يفكر معاها , وخذت موبايلها واتصلت على صديقتها .
غريب وضعهم , ألتقوا وردت علاقتهم بنفس قوتها .
لازلت تعتمد على ريم , ولازالت تثق بريم .
مازالت هي صديقتها , واختها .
كان المفروض يتغير الوضع بينهم لأن غيبة ثلاث سنين ما كانت بسيطه .
لكن لأ , مشاعرهم تغلبت على هذا الواقع .
ارتاحت لوجود ريم , لأنها مرأه , وثانيا لأنها تمر تقريبا بنفس وضعها , وثالثا لأنها مو من اهل خالد , ورابعا لأنه علاقة الصداقه ومعرفتها بريم معلمتها انه ريم تعطي احسن نصيحه تتوصل لها , وانها دايما تتمنى الخير للغير .
اتصلت وتم الرد عليها من قبل ريم بسرعه قصوى , وبترحيـــب ترك مها تبتسم بتعب .
ريم كان مزاجها حلو , بعد لقائها بعمر , وشوفتها له اليوم .
عاملته معاملة زينه واهي متأكده انه تم يفكر بهالمعامله لفتره بعد انصرافه عنها .
بدت تتفاءل , وبداخل قلبها سعاده خاصه انها مقرره وش راح تسوي , وانها ان انجحت راح تكون لعمر .
بعد الترحيب والسلام , قالت مها لريم بتساؤل ولهفه واضحه " ريم , انت وينج ؟"
قالت ريم وابتسامه ماليه وجهها " انا قدام فندقكم بالضبط , لأجل ادفع للمطعم ؟"
مها قامت من الكرسي اللي قعدت عليه , وراحت لشنطتها , اتطلع لها اهدوم , لأنها ضروري تقابل ريم , قالت بسرعه " لا ريم اندفع الحســاب " وتوها مها بتكمل إلا ريم مقاطعتها
وقالت باعتراض واحتجاج قوي " لأ كيــف تدفعين , حنا اتفقنا انه بالنص بيني وبينك " سياره الريم , وقفت امام الفندق بالضبط , وريم انزلت منها
مها بصرف نظر عن المسأله " مو انا اللي دفعت , عمر اللي دفع , المهم ....."
ريم وقفت وقلبها نسى يدق دقه لما سمعت اسم حبيب قلبها , بس بعد ما تقدر توافق وقالت بأحتجاج " هذا المهم , كيــف تخليه يدفع لنا ؟ وشلون اقدر ارد له الديــن ألحين "
مها وقفت مكانها ورفعت حاجب وقالت " ايه قولي هالكلام لعمر , وقولي له دين ما دين ...عشان يقبرج (يقبرك) بمكانج "
كملت ريم مشيتها ودخلت من الباب الدوار وقالت " ما انا عارفه هالشي , تعلميني فيه , وعشان كذا انا راح ادفع لك , وانت دفعي له "
مها كانت تبي تقفل الموضوع عشان تدخل بالموضوع اللي شاغلها , وتقول اللي تاعبها .
اخيرا لقت لها احد تشكي له همها .
" لأ يا قلبي , اذا انتي تبيــن المشاكل انتي روحي لها لا تدخليني فيها , المهم ريم خلينا من هالموضوع , انا ابيج ضروري ..., صعدي للكافيه فوق بأكلمج بموضوع مهم "
حست ريم بأهمية الموضوع , وقالت بسرعه " طيب , انا رايحه ألحين "
بعد ربع ساعه كانوا أثنينهم جالسين بالمقهى العلوي .
قدامهم حلو وقهوة , وعصير , وقدامهم موبايلاتهم بعد .
شوي وريم قالت " مها وش الموضوع ؟"







نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله

نظرة الحب
03-28-2011, 05:51 PM
--------------------------------------------------------------------------------




التـــــــــــابع ....







مها اصلا مهي عارفه اشلون تبدي الموضوع وبعد لحظه سكوت احترمت فيها ريم هدوء مها .
قالت مها " خالد ....." خذت نفس وكملت "خالد يبينا نعيش كل يوم بيومه , يبينا ننسى فكرة الطلاق بالوقت الحالي "
مها كانت تتكلم , واهي تشوف النيــل بسرحان غريب !
وكملت بتعـــب "ماني عارفه شسوي , محتـــــــــاره " ضحكت بأستهزاء واضح من نفسها وقالت " هه , جزء مني يبي هالشي , ابي اعيش معاه مرتاحه على الأقل بالفتره الأخيره من علاقتنا , والقسم الثاني منتفض لكرامتي "
تنهدت بصوت عالي , ما كانت قادره تواجهه ريم باللي تقوله ,ما كانت متعوده تستشيــــــر احد بزواجها , لكن بهاللحظه ما تحس انها لها عقل يفكر , ويقرر " صعب هالشي علي ...ماني قادره استمر زوجته وانا ادري انه خاطب بنت عمه وناوي يتزوجها و ماني عارفه شنو اسوي ألحين , وما في احد حولي اقدر ألجأ له وأثق فيه " ولفت على ريم وقالت "ما في احد إلا انتي "
ريم بادلت مها النظرات , حست بتوتر , ما تقدر تنصح احد خاصه بمسائل زواج , كيف تقدر تنصح وهي اصلا ما انفعت زواجها , فقالت بهدوء " مها ما أدري وش أقولك , جايه تستشريني انا !!!! , انا زواجي فاشل يا مها , صدقيني لو عندي نصيحه كنت نصحت حالي "
مها كانت متوقعه انه ريم راح تساعدها , وانها اخيرا لقت لها اللي يعينها , فلما ردت ريم بهالرد خاب املها.
وانزلت دمعه يتيمه من عين مها , وبسرعه ارفعت ايدها ومسحتها , إلا انه ريم شافتها , وتأثرت معاها .
النصيــــــحه بالنسبه لريم علم صعب , اهي تخاف تنصح احد , وتطلع نصيحتها مو بمحلها , وتتمشكل صاحبتها وهي تكون السبب .
لكن قوت قلبها , وقالت انا اقول لها اللي انا تعلمته من تجربتي , وانصحها , وهي لها الخيــار
"سمعي يا مها , انا ما راح انصحك , انا بس راح اقولك اللي تعلمته من تجربتي مع خالك عمر ! "
بان على مها الأهتمام ,و ريم ركزت عليها , وخلت عينها بعين صاحبتها , وقالت بثقه " اللي تعلمته : انك تبقين مع اللي تحبينه افضل بكثير من غربة الأبتعاد عنه وخصوصا بالنسبه لك , لأنه بعده ما تزوج "
وكملت والذكريات ترجع لها بنفس قوتها وألمها , وهذا ادى إلى التغير بملامح وجهها " مها انا بعد طلاقي عشت ايام ما اتمنى العدو يعيشها , انا ما أقول ان هذا بيصير معاك لا سمح الله , لكن ان كنتي تحبيه فقاومي لا تتركيه لغيرك من غير قتال , وإلا راح تندمي .... وبعد ما تقاومي , سواءا فزتي فيه او خسرتي , ما راح تقولي لنفسك ( لو انا عملت كذا أو عملت كذا , كان احتمال صار الوضع احسن ) ...........مها انتي مرأة وحلوة , استغلي هالشي لصالحك , حاولي تجذبيه لك , وتبيني له مزايا انه يبقى معاك "
وبعد ما انهت ريم كلمتها ابتســـــــمت وقالت " وهذا وانا قايله ما راح انصحــــك ! "
مها كانت عاجزه عن الأبتسام , حطت ايدها على راسها , فعلا القرار صعب ومحيـــر , تحس انه ريم صادقه بكلامها , لكن بعد كرامتها ما تسمح لها .
هذا إضافه إلى امه واخته شنو راح يفكرون فيه ؟
قالت مها بضعف " انزين يا ريم انا خايفه , امه شراح تقول , اخته شراح يقولون ؟ "
شافتها ريم بعدم تصــــــديق وبعدين قالت " مها انتي من جدك ؟؟ , وش تبيــــــــن فيهم!! يقولوا اللي يقولونه "
توترت مها وقالت " بس انا قلت لأمه اليوم الصبح اني ما راح احاول اجذبه لي ....."
اهني ريم عصبـــــــت ,وما صدقت انه صديقتها معقوله تسوي شي مثل هذا وقالت " هذا وعد باطل , لأنه زوجك , وبعـــــدين انتي عندك طفل جاي بالطريق لازم تفكري فيه ! , اصلا خالد هو اللي عرض , يعني هو اللي يحاول يجذبك له , مهوب انتي , وبالتالي انتي ما اخلفتي بكلامك "
ردت مها نظراتها للنيـــــــــل وشافت المراكب الجميله اللي فيه وقالت لريم " راح استخيــــــــر بالسالفه , وأفكر برايج عدل " ابتسمت بضعف , وقالت " بس جد كنت محتاجه اسمع راي يأيد جانب فيني , بعد الأستخاره ان شاء الله ارتاح لشي , أو يصير شي يدلني على الطريق الصحيح وأغلب الظن راح امشي على شورج (شورك)" لفت لريم وقالت " خلينا نتكلم بموضوع ثاني , لأنه كل شي قاعده افكر فيه أو اتكلم فيه هالأيام هو خلافي مع خالد "
ريم جا ببالها انها هي بعد ما في بالها هالأيام غير عمر وغير كيف ترجع له.
لكن مها صادقه لازم يتكلموا في شي ثاني وبالتالي افتحت موضوع ثاني .
طول فترة حديثهم بمشكله مها كان الجوال حقت ريم يرن بأعلان مسج جديد .
كان هالشي منغص على مها ومضايقها ,لأنه مزعـــــــــج , خاصه انهم يناقشون بموضوع مهم , وجوال ريم كل ثاينه يعلن قدوم مسج جديد .
والأن بعد اغلاقهم للموضوع ودخولهم بسوالف عامه , كانت ريم دايما ترفع موبايلها لما يعلن مسج وتعقد حواجبها وتلعب بالموبايل وترده مكانه , لما طفح الكيـــــــل بمها
فقالت مها " ريم ترى موبايلج مزعج , مو معقوله هالخدمه جد مزعجه , انصحج ألغيها "
والصدمه اللي كانت لمها , ان ريم صار وجهها احمر , وتلعثمت بالكلام اللي كانت راح تقوله .
والأغرب انه ريم سكرت فمها , وزاد وجهها احمرار .
وبدت ريم تشوف مها بنظرات شخص يعلم انه غلطان .
مها لما شافت نظراتها وتصرفاتها ,خافت واخترعت انه ريم قاعده تسوي شي , غلط .
لأن مو معقوله وحده مو مسويه شي غلط جذي تكون ردة فعلها .
وعشان ما تسئ الظن , قالت مها بهدوء " ريم هذي خدمه صح !! "
قبل ما ترد ريم اعلن عن قدوم مسج .
تيت تيت
مها ارفعت حاجب .
وريم شافتها , ولاحظت الأستغراب الواضح على صاحبتها .
وهذا خلاها تنزل راسها للجوال وتناظره لفتره , محتاره , هل تقول لأحد مشكلتها , ولا تغلق الموضوع .
لما مها فاتحت ريم بمشكلتها حست ريم بالراحه بأن تقول لمها باللي تعاني منه , ومر عليه شهر تقريبا أو اقل .
لكنها تخجل تنطق بالمشكله , لأنها تدري انها غلطت وخلت المشكله تتمادى بسكوتها وعدم اخبارها لاحد لأجل يتعامل مع المسأله
ارفعت جوالها بأصابعها وهي كارهته , فالموبايل صارعقدتها بالفتره اللي فاتت , وبدت تكرهه ولو ما حاجتها له كانت رمته , عطته لمـــها بخوف من ردت فعل مها على اللي راح تشوفه , وخوف انه مها تظن فيها ظن السوء .
تمنت من كل قلبها انه مها تتفهم وجهة نظرها وسبب تصرفها .
ما تقدر تقول لمها الوضع بلسانها , تبي مها تشوف المسجات وتكون افكارها .
مها شافت ايد ريم الحامله للموبايل , استغربت التصرف , لكن لما التقت عينها بعين صاحبتها عرفت ريم شنو تبي بالضبط .
مدت ايدها وخذت الموبايل وأسألت لمزيد من التأكد " افتح المسجات ؟ "
هزت ريم راسها بموافقه , وازداد احمرار وجهها ,لأنها تدري وش فيها المسجات , واشتهت انها تتراجع عن قرارها بأن مها تشوف المسجات .
لكن ألحين ما تقدر تتراجع ...
مها افتحت قسم المسجات وتفاجأت ان كلها من رقم واحد من غير اسم .
افتحت المسج الجديد .
ومن اول كلمه صار وجهه مها احمر, وافتشلــــــت , فما بالك ريم اللي اهي مستلمه المسجات هذي , ارفعت عينها لريم .
وجه ريم كان احمر , ومنحرج , وعيونها مغورقه بالدموع .
ردت تكمل المسج , ولما خلصت منه نزلته على الطاوله بهدوء .
حركت راسها واهي تشوف ريم بطريقه (شنو هذا !!) , لأنها مو عارفه تنطق من الصدمه .
عدلت ريم جلستها بتوتر " المسجات ذي صار لها شهر , أو أقل , ما أدري بالضبط "
شهـــــــر !!
مها قالت لها بأستفسار " انزين ما قلتي حق احد "
هذا السؤال اللي ما كانت حابه انها تنسأل فيه
ريم , مسكت شعرها المتروك على ظهر وشدته وعملته على شكل كبه بأخر الرقبه من توترها .
وقالت " لأ ما قلت "
مها تغيرت نبرتها لعصبيه " ليـــــش ما قلتي يا ريم , ليش ؟؟"
ريم كانت خايفه من نبرة اللوم هذي لكنها ما تقدر تلوم مها عليها , لأنه المسجات قليـــــــــله ادب .
والشي المفزع انه كيف شخص يوصل للدرجه ذي من الوقاحه ويعرف اسمك !
وكل هذا وهي ما ردت عليه أو كلمته أو عطته الضوء الأخضر , يعني هو كل ما تجاهلته زاد في قلة الأدب .
خذت القهوه اللي قدامها وبعدها قالت " مها لا تلوميني بليـــز "
ريم من صجها اللي تقوله لا ألومها , أكيد راح الومها على سكوتها .
فقالت بنبرة استغراب "ريم .. " وبعدين فكرت انها لازم اتعرف الموضوع بدون انفعال , مهما ظنت انه اللي سوته ريم غلط , اول شي لازم تفهم الموضوع عدل , فاسكتت وبعدين قالت " قولي شنو الموضوع بالضبط"
خصلات شعر ريم الناعمه افتلتت من العقده اللي اعملتها عند اسفل رقبتها , وخصلتين طاحت لوجهها , وهذا خلا ريم تبعده لورى اذنها بذهن غايب , وقالت " مافي سالفه , كل الموضوع انه في شخص يرسل مسجات حب وغرام وبعدها تطور للي أنتي شايفته بالأول ظنيت اني ان تجاهلته بيوقف , إضافه ان ما عندي احد اقول له عن المشكله..." رفعت عيونها وقالت " لكن خاب املي بأن ما وقف بالعكس تماما زاد بمسجاته , وزاد معدل الوقاحه فيها , وبالتالي حتى لو كان عندي احد ما راح اقول .."
مها عرفت احساس ريم بالوقت الحالي مع هالمسجات الوقحه , يمكن لو بالبدايه قالت عن المشكله كان احسن , ألحين مع هالمسجات الوضع صعب وتخيلت روحها تعطي خالد مسجات مثل هذي وتقول هذي المسجات من واحد مزعجني .
بس اخطرت الفكره ببالها حاشتها قشعريره .
قالت لريم " انزين اشراح (شنو راح) تسويــــن ألحين "
" ما راح اسوي شي ألحين .."
قاطعتها مها "ريم طلبتج هذا شي خطر .."
اهني ريم اللي قاطعتها " لأ ما في خطر , ان شاء الله راح يمل "
وفجأة اخطرت لريم فكره انها تلجأ لعمر , وتقوله ان في واحد مزعجها بمسجات قليله ادب , وتخليـــه يحس بالحمايه تجاها .
وبالتالي تحرك شي من مشاعره تجاهه هي , وتخليــــــه ينسى سام واهل سام .
وفجأه ابتسمت ريم وقالت " لا تخافيــن علي يا مها , عارفه احل المسأله "

فيصل وحمد :

فيصل وهو بالسيـــاره مع عمه حمــــــد المستغرق بالأفكار والســــــرحان .
قال " عمي ما كنك زودتها مع عمر "
حمد طلع من عمق افكـــاره اللي كانت ماخذته لبعيـــــــد وقال " هو لو يحـــــــــس .. كان قلت لك اني فعلا زودتها ! "
ابتسم فيــصل بهدوء وقال " مهما كان يا عمي , ما اظن ان ابوه سعود لو عرف بهالشي بيرضى ! "
سكت حمد وقال "انت لا تقول وهو ما راح يدري , عمر ما يقول "


خالد :


وصل للمستشفى المذكــــــور له بالأتصال , واعصابه كان متوتره , وواصل حده بالتوتر .
طول الطريق أفكاره كانت تاخذه لطبقه جديده من الخـــــــــوف .
كل ظنونه كانت سيئه , كان حاس انه في احد مصاب , وكان يتمنى انه ظنه مو بمحله .
يا رب ما يكون في احد بخطر , يا رب عمه سعود ما فيه
طيب ليه ما اتصل على عمر , عمه سعود مو معقول يلجأ له هو ابدا , هالشي مستحيل .
لا اكيد ما فيهم شوي , انا ما يصير افكر بهالأسلوب , وبالطريقه ذي .
بكل ثانيه دقات قلبه تزيد بمعدلها .
أول ما دخل بدا يتلفت بالمدخل يبحث عن احد يعرفه .
أو بالأصح يبحث بعجله بعيونه عن عمه سعود , اللي من المفروض انه ينتظره بالمستشفى .
لكن شاف سايق عمه سعود , وراح له بأستعجال , ومسك كتفه لأجل يلفت نظره وقال " حمدي , وين عمي سعـــــود "
لما لف عليه حمدي , شاف بعيون السايق دموع .
خالد عــــــــرف انه في شي صاير , عرف انه ظنونه كانت بمحلها .
في احد مصــاب .
قلبه ان كان مستعجل بحركته وهو بالطريق فالأكيــد انه ألحين زاد بشكل غير طبيعي .
هز الرجال وقال بعبارة أمر غاضبه " تكلم يا حمدي , وين عمي سعود "
من غيــــــر كلام , أشر على مكان عمه سعود .
خالد رفع عينه للمكان اللي أشر عليه السائق .
انصدم .
هذا عمه سعود !!!!!!!!!
هذااااا
لو ما حمدي اشر له عليه , كان ما عرفه .
اللي صاير شي اكبر من اللي هو متوقعه , شكل عمه سعود يوحي بهالشي .
عمه سعود رجل قوي , وشكله يوحي بهالشي دائما , من قوته ما يقدر الشخص انه يخمن عمره .
لكن ألحين وهو يشوفه ..
يشوف رجال شايـــــــــــب , كبيــــــر بالســـن .
ظهره انحنى بجلسته وهو اللي دوم شاد ظهره .
ظهره المنحي كان ايحاء بالهم اللي يثقل على كتوفه .
بدى يتلفت يبحث عن عمر , لأنه ما كان معقول يترك ابوه بهالحاله , عمر ما راح يسمح لأبوه يعاني بروحه من غير وجوده .
لما خطرت بعقله هالفكره حس برجله ضعيفه تحته مو قادره تحمله .
راح يجري لعمه وقال بلهفه واستعجال " عمي سعود , عسى ما شر "
كان بهالوقت عمه حاط اذراعه الثنتين على فخذه , ومنحني ومغطي وجهه بأيده , عمه سعود ما رفع راسه ولا تكلم .
وهذا زاد من توتر خالد .
وخلاه بعجله وخشيه ينزل على ركبته قبال عمه ويمسك ذراع عمه ويقول بأصرار ولهفه " عمي سعود , عسى ما شــــــــــــر "
بعد عمه سعود ايده عن وجهه .
خالد ترك ذراع عمه بهالوقت لأنه بكل بساطه انصدم من عيون عمه .
عينه كانت ميـــته .
رد حط ايده على ريل (رجل) عمه وهو قباله " عمي ريح قلبي , وش الموضوع "
قال سعود بصوت مخنوق " عمر يا خالد , عمر "
لأ مو صديقه .
لأ مو اخوه .
ما فيه شي , لأ ....
كمل عمه بصوت ميت " سوا حادث , واهو ألحين بغرفة العمليـــات "
انزلت ايد خالد بعجز وصدمه عن ريل عمه سعود .
ما كان متوقع هالشي بالذات .
عمر !!
لأ إلا عمر , إلا صاحبه , إلا اخوه .
حـــــــــاول ياخذ نفس عميــق ودخل النفس برجفه لداخل جسمه .
قام من مكانه بهدوء من الأرض وقعد قرب عمه على الكرســــــي من غيــــــــر لايتكلم , كان عاجز عن الكلام .
امس كان شايفه .
بمزحه , وبجده , وبسخريته ...
وألحين ...
كان وده انه يسأل عمه سعود , وش هي اصابته بالضبط ...
لكن كان عاجز عن النطق لفتره ..
الفكره اللي تتردد بعقله انه صاحبه عمل حادث .
بدى يردد الأدعيــــــــه بقلبه , يدعي انه ربه يحمي عمر .
قرب منهم شخص بهدوء ووجه كلامه لسعود وقال " حضراتكو (حضرتكم) من اهل المصاب عمر بن سعود"
سعود ما رد , ولا كان ناوي يرد اصلااااا , كان مركز بالدعاء لولده من كل قلب الوالد , كان يقول (اللهم اني مسني الضر وانت أرحم الراحميـــــن ) .
حادث السياره كان له وقع كبيــــــر على سعود لأنه بنته كانت ضحيه حادث سياره .
الخبــر هز سعود .
ولده عمر ألحين ضحيه حادث سياره , ومحد يعرف وضعه واهو داخل غرفة العمليـــــات .
الحمدلله .
الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
الحمدلله على كل حال .
نعم الله عليــــــه كثيــــــره , والله سبحانه رحمن رحيـــــــــم , بيرد له ولده ان شاء الله .
لازم ما يفكر انه ولده بخطر , ولده ألحين بنعمه من نعم الله , الله قاعد يحط عنه سيئات , ويعطيه حسنات .
قلب المؤمن كان يدفعه للقوة , وقلب الأب يدفعه للضعف .
خالد رفع نظره لوجه عمه بعد ما لاحظ سكوته , وشاف اللي ما توقع انه يشوفه بيوم , الضعف بوجه سعود , الضعف والتعب.
نظرته لعمه صحته من صدمته , فيه امور عديده عليه هو خالد انه يتولاها , ويباشرها , عمه ما راح يقدر يتابع مسائل عديده , كافي عليه انه ولده اللي هو صاحبي بغرفة العملـــــــيات .
قام من مكانه وقال للرجل " اي نعم "
رد عليه الرجال " البوليــس عاوز يتكلم معاكو(معاكم) "
ما نال من عمه اي رد او تفاعل .
سعـــــــــود كان بعالم روحاني خاص .
عالم يدعو فيه ربه ان يرجع له ولده بخير وسلامه .
هز راسه بالموافقه وقال " طيب انا جاي فورا "
حط ايده على كتف عمه وقال بهدوء " عمي ان شاء الله عمر ما فيه إلا العافيــه , وأزمه وتعدي "
تنهد عمه سعود من حر ما في قلبه وقال " " ايه ان شاء الله , ان شاء الله "
انك اتشوف شخص معروف بالقوه بلحظه تعب او ضعف , شي يتعب وقال خالد" انا رايح اباشر بعض المواضيــع , وجاي على طول ان شاء الله "
خالد من قال هالكلمه واهو ما قعد بمكانه , ما غير يروح للأستعلامات , أو يروح يباشر أوراق المستشفى , أو يقابل الشرطه اللي يحققون , أو يجلس مع المصابين الثانيين .
وتعامل مع اللي ساعدوا عمر , وشكرهم , وخذ اسماءهم لأجل يكافئونهم.
وخذ اسماء المتضررين لأجل يعوضونهم
وقلبه طول الوقت يحترق على اخوه وصاحبه .
لما انتهى من مباشرة الأمور هذي كلها , راح شرا لنفسه ولعمه قهوة , وراح لعمه , وشافه بنفس مكانه ما تحرك منه , وبنفس وضعيته ما غيرها .
أول ما قرب وجلس قرب عمه , مد ايده بالقهوة , اللي شافها سعود وخذها من ايد خالد , كان السكون غامرهم إلى ان نطق عمه سعود بصوت هادي " كان من ساعات معاي , يتكلم ويتناقش , ويبتسم , وألحين........ وألحين ما ادري بحالته , ولا احد راضي يقول لي ."
عمه سعود نطق بنفس فكرته .
ما علق خالد على الكلام , ولا قال شي , شنو معقول يقول , حتى اهو ما تبلغ اي شي عن حالت عمر لما سأل , حتى لما أصر على معرفة الأخبار , الإجابه اللي كان يلاقيها اهي (ما نعرفش (ما ندري) , استنوا (انتظروا) الدكتور يئولكو(يقولكم) )
سعود كمل كلامه بأن قال بإيمان مطلق وواضح " سبحان مغيــــــــر الأحوال من حال إلى حال "
وبعدها سند عمه سعود راسه على الطوفه (الحيطه) اللي وراه , وغمض عينه .
اما خالد فوقف , وبدى يتحرك رايح , راد .
شاف ساعته الساعه 2 الظهر .
نزل ايده وكمل يمشي رايح راد .
مره يوقف ويسند حاله على حيطه .
مره على باب .
واحيان كثــــــيره يعجز فيها عن الوقوف ساكن ويبتدي يتحرك .
اما عمه سعود فظل مكانه .
القلق كلما مرت دقيقه يزيد عليه
أو بالأصح كلما مرت ثانيه .
أخــــــــــوه على طاوله العملــــيات ما يعرفون اصابته ولا يعرفون شي عنه .
كان حاس بحرقه بقلبــــــــه , مصدرها اللي داخل الغرفه متألم وما يدرون عنه .
لف على عمه سعود اللي وجهه كان باهت بشكل كامل .
لا هو ولا ابو عمر اشربوا القهوه , كان كل واحد فيهم ماسك القهوة ولا شي منها دخل لجوفهم .
انفتح باب غــرفة العمليـــــات .
والأثنيــــــــــن ألتفتوا
الجراح كان طالع من الغرفه .
سعــــــود التعب هده ما كان قادر يروح .
مهما كان الرجل قوي إلا ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا .
خاصه إذا كان ولدك هذا من أكثر الناس الباريـــين فيك .
أما خالد فلما شاف الطبيب , ما قدر غيــــــــــر انه يتوجه له على طول , بخوف , خشيـــــــــه الأخ على اخوه .
على طول راح للجراح اللي كان واضح عليه التعـــــب .
وقاله " بشــــــــر يا دكتور , المصاب عمر بن سعود اللي كنت عنده وش هي اخباره "
رفع الطبيب انظاره المتعبه وقال " انته تأرب للمصاب " (انت تقرب للمصاب؟)
" ايه نعم"
خالد فجأه انتبه لعدم قدوم عمه سعود وهذا خلاه يلتفت ويشوفه بمكانه ما تحرك ,لا قرب ولكذا قال للدكتور " وهذا هو ابوه "
الدكتور شاف ابو عمر , وقرب مع خالد له .
وقال بهدوء "عمليــة ابنك نجحت يا حج, هو دلوقتي (ألحين) تحت تأسير(تأثير) البنج "
خالد لما سمع الخبر بدى يتنفس عدل , وعرف انه طول هالفتره كانت انفاسه مكتومه
أما سعود , فقلبه كنه انغسل بماي بارد , ولده بخيــــــــــر , ما راح يفقد ابنه , وضناه الغالي سعود قال بهمس " الحمدلله الحمدلله , الحمدلله "
وبعدين قال " يعني ما كان عنده اصابات خطره ؟؟"
اما الدكتور فقال "لأه يا حج انا ما أولتش كده , ابنك دلوقتي يعتبر بحال كويسه , الحادس كان أوي جدا جدا , أصاباته متفرأه بكل انحاء جسمه ,و الحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كنتش خطيره أوي زي ما كنا متصورين , مجرد شق عمــيق عالجناه بالخيــاط بعد ما اتأكدنا انه ما فيش كسور بالجمجه , أو اي ورم متكون من الأصطدام, كزالك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإزن الله , اخطر اصابه ازطرينا نتعامل معاها بحزر جت لرجليــــــه , رجليــه بالوقت الحالـــي ما يقدرش يحركها "
(لا يا حج ما قلت جذي ,ابنك ألحين يعتبر بحاله زينه , الحادث كان قوي جدا جدا , اصاباته متفرقه بكل انحاء جسمه , والحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كانت خطيــره وايد مثل ما كنا متصورين , مجرد شق عميــق عالجناه بالخياط بعد ما تأكدنا انه ما في كسور بالجمجمه أو اي ورم متكون من الأصطدام ,وكذلك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإذن الله , و أخطر اصابه اضطرينا نتعامل معاها بحذر جت لرجليــه , رجليـــــه بالوقت الحالي ما يقدر يحركها )
سعود وقف من طــــــوله وقال بصوت صارم " شنو يعني ما يقدر يحركـــــــها ؟؟ "
خالد شاف عمه , وعرف انه خبر سلامة عمر , رجعت له قوته الطبيعيه اللي كانت متخلي عنها للتو .


بعد ساعتيــن عند عمر بالغرفه :

كان خالد وعمه سعـــــود عند عمر بعد ما اعرفوا وضع عمر الصحي بالضبط وبعد ما اعرفوا وضع رجوله بالضبط
أثنينهم دخلوا لغرفة عمر بعد ما اسجدوا سجدة شكر لله على رجوع عمر لهم .
كان سعــــــود قاعد عند راس عمر , اللي كان محاط بالشــاش .
هو كل جسم عمر كان مغلف بشاش تقــريبا .
حتى وجهه ما كان وجهه من الكدمات والصدمات .
سعود كان يتأمل وجهه ولده اللي كاد انه يفقده اليــوم , كان خايــف يلمسه بأي مكان ويعوره .
بس رفع ايده بخفه ولمس ايده , وبكل بساطه نزل راسه وحب ايد ولده .
كل هذا وخالد يشوف .
هذا فعلا منظر ما توقع انه يشوف عمه سعود يسويه.
لأنه بوعمر مو من النوع اللي يعبر عن عواطفه إلا لناس معينه , وابناءه الشباب ما كانوا من هالناس المعينه .
عمه ما كان حاس بوجوده , كان بس يكلم عمر , ويقويه , ويقوله " اي يا عمر شد حيــلك "
" الحمدلله على سلامتك "
خالد شاف عمـــر , صاحبه واخوه .
اهو متأكد انه عمر ان قام بيكره حالة الضعف اللي اهو فيها , وهذا خلاه يبتسم بتعب .
الحمدلله ان ما دخل غيبوبه , وانه المسأله مجرد بنج ! .
تمنى للحظه ان عمر يفتح عينه ويتأكد انه الأنسان المستلقي بالوقت الحالي هو عمر .
لأنه مو مصدق انه هذا الشخص هو صاحبه عمر.
مرت ساعات طويله , وحل الظلام , وهم باقيـــــــن , مع انه الطبيب قال انه ما في داعي انهم يبقون , لكن هم مو عارفيـــن يتحركون من قربه .
يمكن لأنه التجربه اللي مروا فيها , وان احتماليه انهم يخسرونه أثرت فيهم , وخافوا انهم يتحركون من مكانهم ويصير فيه شي .
فجأة قال عمه سعود بتعب غير معتاد " الحمدلله اللي رجع لي هالولد , الحمدلله "
وكمل " للحظه ظنيــــــت اني راح افقده , مثل ما فقدت اخته من قبـــل , الحمدلله "
وادخلت الممرضه عليهم بتتأكد من شي .
ولما شافتهم لما ألحين قاعديــن قالت " انتو لسه هنا ؟ " (انتوا بعدكم اهني)
وكملت شغلها بسرعه وقالت " ما فيــش داعي تكونوا موجودين , هو مش حيصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكوا " (ما في داعي تكونون موجوديـــن , اهو ما راح يصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكم )
وكملت تسوي اشياء بالأجهزة , وتاخذ ارقام وغيــره واطلعت .
خالد ما كان ناوي يطلع , او يتحرك من قرب صاحـــبه , صاحبه اللي كان بحال خطـــر اليوم .
اما عمه المسكيــن فشكله كان تعبــان ولكذا قال له " يا عمي روح ارتاح , انا راح ابقى معاه "
عمه سعــود غمض عيــنه وبعديــن قام بعد ما باس راس ولده عمر وقال بقوته الطبيعيه " لأ , انا معاك راح انروح , الحمدلله هو ألحين بوضع زين بالنسبــه لقوة الحادث وان شاء الله نرجع باجر ؟"
خالد ابدا ما كان ناوي ينفذ طلب عمه .
وقال " لأ يا عمــي انا ناوي ابقى قرب صاحبي "
" لا يا خالد , انت راح تطلع وتروح للفندق "
خالد رفع نظره لعمه , وفجأة تذكر الفندق , اللي كان ناسيه طول اليوم , اهو كان مغلق تليــفونه طول اليوم عشان ما احد يزعجه او يسأله عن مكانه.
وخاف يفتحه ألحين ويشوف كل المكالمات التي لم يرد عليها .
وكمل عمه سعــود " لا تنسى انك لازم تقول لمها عن الوضع , وانت تدري صعوبه هالشي عليها "
خالد اهني فز من مكانه , فعلا مها !!
مها لازم تعرف الخبـــر !!
يا الله شلــــــــــون نساها , ونسى انها أكثر وحده منهم راح تتعب منه , لأنه امها توفت بحادث سياره .
انشغل بوضع صاحبــه , وبخوفه ومحاتاته ونسى انه عليــه واجب انه يبلغها باللي صار ....








الكاتبه

black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:52 PM
البارت الثاني والعشرين

***غفت عيونك ولا غفت عيون من حبك ***









خالد :

بعد ما طلع من عند عمر , وقف له تاكســي وفتح موبايله .
وشاف اربع مس كولات !
ومسجات !
كل المكالمات من امه .
شاف الساعه , واتصل على ساره , خوفا من ان امه تكون نايمه .
بعد السلام طلب انه يكلم امه , امه اللي كانت خايفه عليه ردت بسرعه وقالت " خــــالد , وين كنت , ليه ما ترد على التليــفون , ايش فيه ؟"
رد بهدوء وقال " يمه ما فيني شي , انا بخيــر "
امه موضي , بدى صوتها يرجف من الخوف , والقلق اللي عاشته طول اليوم , وحست بدموعها تتكون بعينها , خافت على ولدها , ومن كون جواله مغلق , وفكرت بأسوأ الأحتمالات .
وقالت و واضح اثار البكيـه بصوتها " اجل ليه ما ترد ؟! , ليه جوالك مغلــق ؟! "
خالد لما سمع حس صوتها , تعب اكثر مما هو تعبان , ما توقع انه امه بتنهار للدرجه ذي , كان مستهلك نفسيـــا من حادث صاحبــه , ومن المهمه الموكوله له بأنه يبلغ مها بخبر الحادث , فما كان له قوة بأن يسمع بكي , وخاص بكي امه الغاليـه .
وقال " يمه ..الله يخليك لا تبكيـــن طلبتك , والله ما فيـــني " تنهد وبعدين صارح امه باللي صاير عشان تخف عليه , ويتحول انتباهها إلى شئ اخر مختلف عن انه ما رد عليها , قال " عمر صاحبي عمل حادث سياره , وهو ألحين بالمستشفى , تعبان "
ام خالد لما تلقت الخبـر تألمت , لأنه عمر بنفس سن خالد بالضبط .
فتلقائيا لما تسمع خبـر مثل هذا تخاف على ولدها .
وخافت على صاحب ولدها , لأنها تدري قوة علاقة خالد بعمر , وتدري انه عمر نعم الصاحــب اللي يعتمد عليـه والدليل على هذا مواقف كثيـره , اكبرها واهمها وقت وفاة جاسم .
عرفت ان نفسية ولدها اكيد تعبانه
ومن باب خوفها على ولدها قالت بهدوء " وشلونه الحيــن "
شلونه !
اه ه ه
نبغاه يصحى , ونتأكد انه بخيـــر , كان حاس بنفسه وده يرد للمستشفى , ما وده يروح للفندق ويقول لمها الخبر .
قال " الدكتور يقول انه اصاباته الحمدلله زينه بالنسبه لقوة الحادث , هو ألحين تحت تأثير المخدر "
موضي لما سمعت هالكلام عورها قلبها , عمر توه شباب , لكن الحوادث ما تعرف شاب ومن شايب .
ابوه أكيد متأثر ومتألم كثيــر .
وتصورت حال اهله..
اهله !
مهااااااااا , كيـــف غابت عن بالها ذي .
عمر يصير خال مها !
وش حالتها ألحين .
اسألت خالد بعجله " ومها كيف حالها لما درت ؟ عساها ما تكدرت كثيــر , طمني ؟"
سكت خالد لفتره يحاول يستوعب الوضع ويعدين قال " يمه , مها ما تدري فلو سمحتي ما احد يبلغها بالموضوع , انا جاي وراح ابلغها بطريقتي "
موضي ارتاحت نسبيا من انه هالحمل ما كان عليها , وانها مهي مجبوره تبلغ مها بالخبــر السئ .
ما تحب تكون ناقله لأخبار من النوع ذا .
وخاصه ان علاقتها بمها مهي بذيك القوه .
خالد هو الشخص الوحيــد اللي يعرف حق حرمته , واكيد هو الوحيد اللي يعرف كيف يبلغها بالموضوع .
بعد ما سكــر خالد التليفون من امه , بدى يفكر بالطريقه اللي المفروض يبلغ فيها مها عن الحــادث .
بعد اللي صار بينهم اليوم وحساسيتها , وعدم كلامها معاه , خاف من طريقة تقبلها للخبر , خاصه إذا جا منه .
الحادث اللي جا لأمها ولها واللي أدي إلى وفاة امها حنان , كان سبب في عديد من الكوابيــس اللي كانت تجيها والمنقذ دايما في كوابيسها يكون عمر .
لأنه بالحقيقه عمر هو أول من عرف بالحادث وخذها من ايد المسعفيــن, وهي طفله عمرها 5 سنوات , وهو اللي كان حاضر وقت الحادث وشاهد عليه, كان مراهق وقتها وفعايله فعايل رجال , هذي القصه سمعها من مها نفســها , اما عمر فما كان يتكلم عن الحادثه ابدا .
وفكر بمها وتأثير الحادث عليها , اصلا ركوبها للسياره , وتعلمها القياده كان معجــزة ما احد كان متوقعها ..
اما بالوقت الحالي ..
كيــف ممكن انه يقول لها انه منقذك ألحين عمل حادث , لكن يعتبر بحاله ممتازه بالمقارنه مع قوة الحادث .
يا الله وش كثر هالمهمه صعبــه .
كان يتمنى انه الطريــق للفندق يطــول , ويطــول , وما يضطر انه يواجهها بالموضوع .
صعبه انك تقول خبــر زي هذا بطريقه جيــده .
لما وصل التاكسي لباب الفندق , تم فيــه فتــره , ما قدر يطلع او يتحرك .
كان بس جالس مكانه يفكر انه جا الوقت اللي يقول لمها عن الموضوع , وانه لازم يقوله بهدوء ولازم عليــه انه يطمنها .
يطمنها ...كيــف ما يدري وهو بهالتعب , والنفسيه المرهقه ؟؟
بس يأمل انه يقدر ينقل لها تفاءل الدكتور وحماسه ..
تنهد بقوة , الحمــدلله عمــر بخيــر .
نزل من السيــاره بعد ما حس بتذمر السائق .


مها :

مها بعد ما راحت ريم لشقتها .
صلـــت استخاره .
واقعدت فتــره تفكر بقرارها , واستقرت على انها ترجع لزوجها , على الأقل تبقى معاه إلى ان يتزوج وبعدها تتركه , بس.. ما عاد فيها تستحمل بعده خاصه بعد القرب اللي صار بينهم اليوم .
بعد ما قررت ارتاحت نفسيا , حست انها بالوقت الحالي مستقره لمعرفتها شنو تبي بالضبط , الخطوه القادمه انها تعيش معاه كل يوم بيومه .
حطت ايدها على بطنها , وكلمت البيبي بهمس " انا اموت على ابوك , انت لما تتعرف عليه اكيد راح تحبــه .. اتصدق اني اعشقه , اه ه ه ه ه "
شافت ساعتها , وقامت من مكانها , وقررت تتجهز في حالة ان قرر خالد انه يجي لغرفتها , لأنه أكيـد راج يجي عشان يسمع ردها على عرضه .
راحت لحقيبتها وبدت تدور على شي حلو مغري .
ولقتـــه .
قميـص نوم اسود قصيـر , وشفاف وعلاليق , كان قمه بالجمال والأغراء .
لبست القميص , واستشورت شعرها وتركته على ظهرها , وحطت لها حمره حمــره , ومكياج كامل .
ناظرت روحها بالمنظره , وعجبها شكلها , واهي متأكده انه خالد راح ينعجب فيـه , خاصه انه ما شافها جذي صار له فتره .
وراح يعرف قرارها من غيـر لا تنطق بالكلمات , وهذا اسهل لها .
ما صار لها خمس دقايق من انتهت إلا اسمعت صوت الباب .
طق
طق
طق
قامت من مكانها بعجله , وراحت للباب وقالت بهدوء يخفي وراه توتر شديد " منو ؟ "
سمعت صوت حبيبها , وزوجها " انا خالد "
بدى قلبها يضرب بقوة .
وبدت تحس بالتوتر اكثـر , وبدت تتساءل (هل اتخذت القرار الصح ولا لأ ؟ )
سمعت صوته يقول بصرامه " مها , افتحي الباب , ما راح اكلك "
مها ما انتبهت للتعب اللي غامر صوته , من فيضان المشاعر اللي فيها .
بس لما اسمعت كلامه زاد توترها من القرار .
خذت نفس عميـق , وعضت على شفتها السفليه بتوتر , وافتحت الباب .
كانت هي تقريبا واقفه ورى الباب , لأنها افتحته على وسعه .
خالد دخل الغرفه بهدوء من غير لا يشوفها ,كان معطيها ظهره , كان معصب من ترددها بفتح الباب , يعني مهما صار بينهم المفروض ما تكون للدرجه هذي خايفه منه , وما تفتح الباب إلا لما يعطيها تأكيـد بأنه ما راح يهجم عليها مثل المجنون .
حط ايده على عينه من التعب .
كان حاس بريحة عطرها ماليه الغرفه , وهذا الشي ما كان جيـد لأعصابه .
لما سمع صوت الباب يتسكر لف عليها وده يقول الخبــر بهدوء ويطمنها انه عمر بخير , ويطلع لأجل ما تظن انه راح ينقض عليها !!.
لكن لما لف وصارت عيونه عليها .

تجمد !

انبهر !

شاف ..

شاف الجمال كله .

ما قط بحياته كلها شاف انسانه بروعتها ..تبهره دايما بقوتها الجماليــه
للجمال هيبــه خاصه ان كان مقرون بثقه وهذا الشي هي تتميز فيه , يدري انها واثقه بجمالها , لكنها دايما تتصرف بخجل اتجاه هالجمال.
حس بقلبه ينبض بقسوة بصدره .
حرام انها تكون كذا , حرام انها تأثر فيه للدرجه ذي , حرام ..
فكر انه المفروض , اللي ما يعرف معنى كلمة جميله , رائعه , مذهله , مبهرة , شئ فوق الخيال .. يجي ويشوف هالكائنه الحيــه ويعــرف المعنى الصحيــح .
معقـــول في انسانه متجمع فيها هالجمال المبهر كله .
مساكين بنات جنسها وش ذنبهم ان كانت هي ماخذه الزين لها وحدها .
حس عمره خارج عن الزمن والوقت , ما توقع يشوفها بهالمنظر .
لامسها بنظراته .
نظراته اللي انزلت بهدوء وبدى يتأملها من رجولها الحافيـه , والخاليه من الحذاء .

وارتفع .

للساق .

ثم اعلى

واعلى

واعلى

إلى ان وصل لشفايفها الحمرا , وخذا نفس عميــق .
لدقايق ركز على الشفايف , على منبع الشهد .
وبعدها كمل طريقه لأعلى لخشمها المسلول .
ثم لعيونها اللي كانت تتأمله من غيـر خوف أو فزع , بخجل يمكن , لكن الخوف مهو موجود .
اللون الأسود عمل عمايله فيها .
بان بيضاها المبهر , وبان لون عيونها الزرقا بوضوح شديد , والكحل اللي حاطته بين كبر عيونها .
صرخ بداخله (مها ارحميني , حرام عليكي )
عينها بعيونه ما صدت ولا تحركت .
صد بقوة وعطاها ظهره , وخذى نفــس يهدي روحه , مو معقــول اللي قاعد يصير فيه , هو لازم يقول لها الخبر , الخبر اللي راح يقلب كيانها ألحين .
عدم توقعه انها تكون بهالشكل قلب كيانه وخلا عقله يطير منه .
قال بصوت خشن " مها ألبسي روبك , عندي كلام لازم اقوله لك "
مها اللي كانت متأكده انها اعجبته , واثارت اهتمامه , ونظراته دلت على هالشي , استغربت اشلون صد عنها .
واستغربت اكثر من طلبــه .
وعلى كثر استغرابها , رد التوتر لها , ليش يبيها تلبس الروب .
خافت ..
معقول قرر انه يتراجع عن عرضه .
ما ناقشته , راحت على طول ولبست روبها .
اما خالد فجلس على كرسي ومعطي مها ظهره , شاف مها تتوجه للفراش وتقعد عليه بهدوء , وبتوتر بحيث صارت مقابلته , وعينها بعينه .
تنهد بصوت عالي , كان واضح عليها الخوف ألحين ..
ما كان ناوي يخوفها منه ..
لكن ما كان متوقع انه بيشوفها بالوضع اللي شافها فيه ..
تحرك من مكانه وجلس قربها على السرير , ومسك ايدها بين ايده , وبدى يتأمل كفها بصمت .
مها لاحظت لما جلست قبال خالد , ولما قرب لها ملامح التعب ..
كان في وجهه خطوط اجهاد قمه بالوضوح ..
ما كانت منتبهه لها لأنها ببساطه ما كانت شايفته لما دخل .
كانت ساكته ودها يتكلم وتعرف اشفيه .
وفعلا أول ما اخطرت هالفكره بعقلها نطق ..
قال بصوته الفخم والعميق " مها .." سكت وعقله يحاول يلقى الطريقه الأمثل لأعطاء الخبر .
" مها تذكرين المكالمه اللي جتني اليوم "
ورفع عينه لعيونها ...كان باين عليها التركيز معاه .
مها تفاجأت المكالمه اليوم !
أكيــد تتذكر المكالمه اللي انقذتها من الإحراج !
اشفيها المكالمه اليوم , حاولت تتذكر كلامه بالمكالمه لكن مهما حاولت تركز ما تذكر غير ردوده المقتضبه وتوتره بعد ما انتهت المكالمه .
ليش يبيها تتذكر المكالمه , اشدخلها عشان تتذكرها .
هزت راسها بهدوء , ولمزيد من التأكيد قالت بهمس " ايه أذكر "
هز راسه بموافقه وقال " طيــب "
ورجع استغرق بأفكاره .
قلبها بدى يرقع بقوة , وقالت بعجله تخفي وراها خوف " خالد شالسالفه ؟ خوفتني "
فتح حلجه بيتكلم ورد سكت وبعدين ابتسم بلطف عشان يطمنها .
وقال " مها الخبــر اللي راح اقوله مهو زين , لكن ما في داعي تخافيـن لأنه كل شي بالوقت الحالي تمام والحمدلله "
حس بأيدها ترجف بأيده .
كره نفســه لأنه هو اللي راح يعطيـها الخبر هذا .
كان مضطر يعطيها هالمقدمه عشان ما تخاف أكثر من اللازم , الحمدلله ألحين عمر حالته مستقره .
مها لما قال لها انه راح يقولها خبـر سئ ما قدرت تقاوم الرجفه اللي ملتها , وما قدرت توقفها بالوقت الحالي .
وسمعت صوته يقول " اللي كان متصل علي كان سكرتير عمي سعود ! .."
حس بأيدها تضغط على ايده .
وشاف عينها توسع بخوف ..
شد على ايدها اهو بدوره عشان يطمنها , وكمل السالفه " قال لي السكرتير اني اتوجه للمستشفى بأمر من عمي سعـود , من غير لا أقول لأحد .."
ايدها خفت بضغطها ..
وكان قلبها يقول الحمدلله ابوي سعود ما فيــه شي .... الحمدلله .
مها ما خطر ببالها انه المصاب ممكن يكون عمر !
عمر دايما بالنسبه لها قوي , ومو معقول يصير فيه شي ..
وهذا الشي تركز فيها من طفولتها , خالها عمر البطل اللي قوته دايما معاه ,واللي ينقذ الكل ..
شد خالد على ايدها , وكمل السالفه " لما رحت للمستشفى شفت عمي سعود بخير ..وعرفت منه ...عرفت منه انه عمر.....انه عمر عمل حادث سياره , لكن ألحين الحمدلله ما فيه إلا العافيه .."
اهو قال الموضوع بكل هدوء وبساطه , وكل هذا عشان ما تخاف .
ولأجل لما تشوف هدوءه تعرف انه عمر ما فيه شي ..على الرغم من اصاباته إلا انه حالته مستقره وجيده على كلام الدكتور
مها أول ما سمعت الخبـر ما استوعبت .
تمت لحظات تشوفه مو مستوعبه شنو معناة (عمر سوا حادث )
ولما انغرزت المعلومه بعقلها , عمـر سوا حادث ..
حاولت تشد ايدها من خالــد , ولما اعجزت انها تفعل هالشي , حاولت تقوم , واهي تشد ايدها من خالد , تبي اتروح تبدل وتطلع لعمر .
لكن خالد كان متمسك فيها بقوه .
دموعها بدت ألحين تنزل فجأه وبقوه وبكل ثانيه يزيد معدل الدموع , النازله من غيـر صوت .
لأ إلا عمر , لأعمر لا يسوي حادث .
خالي عمر لا يسوي حادث ..
وفجأه عقلها رجع لها بكل قوه صورة الحادث اللي كانت فيه مع امها ..
وخفت مقاومتها و وقفت محاولتها لسحب ايدها من خالد .
كوابيسها تمثلت لها ألحين بالواقع , تفاصيل حادثها مع امها بكل دقه جت في بالها وتمثلت امامها .
خالد اللي شاف تغيــر ملامح وجهها , عرف بشنو قاعده تفكر .
بقلبه عرف .
وملاحظته لتوقف مقاومتها تأكيـد أكبر على اللي في بالها وانها مستغرقه بالذكريات المؤلمه أو بالأصح بكوابيسها .
وهذا خلاه يسحبها لحضنه بقوة ويضمها حيــل .
مها لما حست بحضنه لها , ودفا ضمته لها , انهارت كل مقاومتها وبدت تصيـح بصوت يقطع القلب .
طلعت من كابوسها على الواقع المر , عمــر عمل حادث ..
عمر ..
خالد كان يسمع صياحها وقلبه قاعد يتقطع عليها , كان صوت صياحها كنه حد ميــت لها .
وهذا خلاه يقول بهمس وحنان " مها , عمر ما فيه شي , يعني هو لو كان فيه شي كنتي شفتيني عندك ألحيـن الله يهداك بس "
حاوطت مها خالد بأيدها , وشدته لها بقوه , وهي تبكي ..
" مها , الرجال ما فيه شي يا بنت الحلال , ما فيـه "
كل كلامه ما جاب نتيجه إلا انه كمل يقوله بهدوء , عل وعسى هالشي يخفف عنها ..
مها كانت تسمع كلام خالد المهدئ لها , و ودها توقف صياح لكن مهي قادره , حاسه انه دموعها وبكاها شي خارج عن ارداتها .
ودها تتكلم لكن مهي قادره بعد ..
بعد وقت الله اعلم كم , اسكتت وخف بكاها إلا من بعض الشهقات اللي تطلع من اعماق روحها .
خالد كان يمرر ايده على شعرها , بحنان منقطع النظيـر .
من رجوعها لحياته ما قام يعرف نفسـه , يتصرف تصرفات خارجه عن المألوف .
بعد ما هدى بكاها , ما ابتعدت عن خالد بالعكس تعلقت فيه اكثر , وضمته بطريقه اقوى , ما تكلمت , واهو سكت ما تكلم .
وبصوت متحشرج من البكي ومن بين شهقاتها , قالت " خل..نا.. نرو...ح له يا خ...الد , الله يخ..ليــ..ك خلن..ا نروووووح " (خلنا نروح له يا خالد , الله يخليـك خلنا نروح )
كمل يمرر ايده بشعرها وقال " مو ألحين يا مها , انا قلت لك انه بخيــر ان شاء الله , لكن ما راح يحس بوجودنا , هو تحت تأثير البنج .."
سكتت وبعدين قالت " ب..س يا خال..د انا را..ح احس بوجوده مو ش..رط اهو يح..س فين..ي " (بس يا خالد انا راح احس بوجوده مو شرط اهو يحس فيني )
وخر وجهها عن صدره ورفعه له .
ومها ارفعت وجهها له لكن ما بعدت ايدها اللي محاوطه صدره فيها .
شاف وجهها اللي مليان بالدموع وأثار الكحل السايح .
وبدى يمسح الدموع عن وجهها بأصابعه وقال " صدقيني هو بخيــر , وبعدين الممرضه قالت لي ولعمي سعود انه ما في داعي لبقائنا .."
ما فكرت بشكلها , وما فكرت بشي غيــر انها تبي تشوف عمر , وتعرف اخباره , وتشوفه بعينها وانه بصحه وعافيه .
وهذا خلاها تقول بعجله " بس يا خ.."
قاطعها وقال " بلا بس ولا شي , انا اوعدك انه أول ما نصحى الصبح راح اخذك له لأجل تتطمنين اما ألحين فأبغاك ترتاحين , لأجل بكره تكونين بكامل قوتك وتماسكك قدامه " سكت اشوي وقال " تبينه يتعب , ان شاف حالتك , هذا اللي تبينه ! "
ردت الدموع تتجمع بعيونها ..
و ردت راسها لصدره .
وبقوا بهدوء وسكون لفتره إلى ان انطقت وقالت برجفه " احلف انه بخيــر "
غمض عينه وتنهد وبعدين قال " مها ما تثقيــن فيني ؟ "
خبت راسها بصدره اكثر وقالت " امبلا بس بعد ابيك تحلف .."
ابتسم بتعب وقال " هو شكله يخرع ألحين من الكدمات لكن ان شاء الله بتروح الكدمات وأثارها ,وكل شي تمام , الأصابه القويه جت برجله , لكن ان شاء الله خيــر "
عورها قلبها , شكله يخــرع !
رجفت , وتذكرت شكل امها قبل وفاتها , كانت تتذكره بصوره ضبابيه لأنه عمرها كان وقتها خمس سنوات , لكن قوة الحادث والكوابيس علقت الصوره بعقلها .
لكن خالد يقول انه بخيــر .
تنفست بهدوء , حست فيه يحط ايده على ذراعها اللي محاوطته ويحاول يبعدها .
رفعت عينها له بجزع , ما تبيه يبتعد , خايفه ..
خالد شاف نظرتها وقال بهدوء و صرامه " مها انا لازم اروح ارتاح ! "
بدت شفايفها ترجف وتمسكت فيه بقوة أكبر وقالت برجفه " لأ خالد , لأ , انا خايفــه , لأ , لا تروح "
وردت الدموع المحبوسه تنزل على خدها ..
خالد ما كان يبي يقعد معاها , البقاء معاها تعذيب له ..
تعبــان ما فيه يكون مع احد غيــر نفسـه ..
قال بنفس صرامته " مها .."
قاطعت كلامه بأن شدت اكثر وقالت " لأ , لا تروح , بس ابقى وانطرني لما انام وتأكد انه ما يتني كوابيــس بعدين روح ."
يعني بكلمه ثانيه , ابقى معاي للفجر !
ماله خلــق يتناقـش , يحس بنفسـه تعبان , مرهق ..
وبكل بساطه ما ناقش ..
قال " طيــب , بس اقولك من ألحين اني ان بقيت هنا فراح انام وما في شي بيحركني من مكاني "
ما ردت عليه , وجاوبته بأن ضمته اكثر .
تحرك اشوي واستلقى على السرير , واهي بعدها متعلقه فيه وهو محاوطها بأيده ...
مها كانت حاسه بالأمتنان لوجود خالد معاها , ولطريقته بنقل الخبــر ..
هالشيين كان لهم تأثيــر مهدي عليها .
الله لا يحرمني منك يا خالد ..
خالد حس بالدموع اللي كانت تنزل على صدره من عيونها ..








[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]
black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:52 PM
سعــود :

بعد ما تأكد سعود انه خالد راح , وطلع , رجع لغرفة ولده , مهما كان ما يقدر يخلي ولده بروحه بعد الحادث .
الضنا غالي .
مهما قسى على ابناءه فيضلون قطعة منه .
دخل بهدوء على الغرفه المظلمه .
وبدى يقرب بهدوء من سرير ابنه الغائب عن العالم .
منو يصدق ان هذا ولده عمـــر القوي , الساخر , اللي الكل يعتمد عليه .
قعد بقرب الولد , خبر الحادث ضربه بالصميـــم .
حس بدمعه مفاجئه تتجمع بعيــنه , وهو حابس هالدمعه من عرف بالحادثه , ومن تلقى خبر سلامته .
نزلت دمعته بهدوء على خده ومسحها بهدوء .
وجلس قرب ولده .
وحس بألم بصدره , من تأمل الوجه المصاب , اكيــــد تألم , أكيــد تعور كثيـــر ,ويمكن لازال يتألم ولكن ما احد يدري عنه .
" اه ه ه ه ه ه ه ه "
هذا الصوت لفت نظر سعــود اللي كان مستغرق بأفكاره , ما في بالغرفه إلا هو و ولده .
ابنه صحا .
معقــول , وهذا خلاه يقرب من ولده اكثـــر , يتأكد انه الصوت طلع منه , ومو مجرد خيال .
" أه ه ه ه ه ه ه ه "
وتأكد انه من ولده , وانه ابنه بالفعل تكلم , فقال بسرعه يطمنه " عمر , عمر , انت بخيــر يا ولدي انت بخيــر "
انفتحت عين ولده بضعف شديد .
وقال بضعف " يبا ...."
سعود كان وده يلمس ابنه , لكن خاف انه يألمه , فقرب وقال " سم , سم يا عمر , سم يا ولدي "
" ق..و..لهم ... " (قولهم)
وسكت ..
سعود عقد حواجبــه , وحاول يركز مع ابنه .
" ان ...ا ...ب...شر " (انا بشر)
سعود تفاجئ بكلمته , وعوره قلبــه , عــــوره كثيــــــــــر .
انا بشر , شنو المقصـود بهالكلمه , وفجأه توضح له المعنى ..
من هم اللي أذوك يا عمـــر... ان كنت انا اللي تبيني ادري انك بشر , فأنا ادري
سعود رد وقال " ان شاء الله , وانت لما ترد بعد قولهم "
لكن عمر ما كان معاه , عمر غمض عيــــنه بتعب , ومن الواضح انه رد للنوم .
سعــود رد لكرســيه بتعب .
اقولهم انه بشر .
عينه ما ذاقت النوم , مو قادر يغمض عينه خوفا انه ابنه يفتح عينه و يحتاج لشي , والأهم من هذا انه خايف انه ولده يختفي من امامه , احساس غريــب لكن مو قادر يقاومه .
بعد مــــــــــرور ساعات طوال , وسعود مع ولده .
ورد عمر يفتح عينه بتعب .
هالمره بأكثر قوه ولف وجهه وشاف ابوه .
عقد حواجبه وحس بألم كبيـــر براسه من هالحركه البسيطه .
كان حاس بألم بكل اطراف جسمـــه , وخاصه رجله .
ما كان يذكر اهو وين , وليش كل جسمه يؤلمه .
وين ريم ؟؟
ليش ابوه قاعد معاه ؟؟
أبوه كان يقرى قرآن وهو فاتح ابجوره بقربه .
قال له بصوت هامس خشن من النوم "يبا وين ريم , وين زوجتي ؟؟ "
ابوه رفع راسه من القران .
سعود لما سمع حس ولده , بنبره اقوى تحرك قلبه بفرح .
لكن استغرب من السؤال , وتماسك بسرعه , قبل لا يحس ولده بغرابه السؤال , لأنه يدري انه هالسؤال ما صدر من عمر إلا من تأثير المخدر
وتحرك من مكانه وقرب من ولده .
ريم ! , زوجتي !
عمر هذا هو اللي في بالك (ريم) , هذا اللي تبيــه (انها تكون زوجتك) , وطلعه البنج .
انت مخبي هالشي ورغبتك فيها من زمان ,لكني عارف...
وقال بهدوء واهو يجاوب ولده " بشقتها "
عمر ارتاح لما سمع رد ابوه
لكنه يبيها عنده , قربه .
عمر غمض عينه وبعدين رد فتحها بتعب " ليش ما يت لي ؟"
سعود كان وده يضم ولده بحنان وقوة , لكن اهو متعود انه ما يعبر عن مشاعره , ومعود ابناءه الشباب على هالطريقه .
فجاوب ولده بهدوء " لأنه الوقت متأخر , ما تقدر تكون موجوده عندك "
ابتسم عمر , لكن آلمه وجهه , فكشر بسرعه من الألم .
حبيبته , يدري انها عافسه الدنيا فوق تحت عشان تكون معاه .
النوم قاعد يغلبه مو قادر يفتح عينه اكثر .
يبي يسأل عنها , يحس انه مشتاق لها .
يحس انه غايب عنها لفتره طويــله .
قال بصوت هامس قبل لا التعب يتمكن منه " كنت ادري انه لها عذر ولا اهي ما تخليــني بروحي "
لما سعود شاف عيون ولده تغمــض , سكـــت وما علق
شنو اللي يقدر يقوله لولده بعد هالكلام , ما يقدر يقول شي .
وقعد قربه .
وكمل يقرى القرأن بصوت عالي نسبيا ,عشان يطغى صوت القرأن على صوت افكاره اللي قاعده تاخذه يميــن ويسار .
إلا انه قرر يكلم حمد , لازم يوقفون !


سام :

سمانثا كانت حاسه بالقلق , عمر كان واعدها انهم اليوم يطلعــون يتعشـون برا .
إلى الأن ما اتصل , أو جا , وهذا مو من عادة عمــر .
اتصلت عليه لعدة مرات , إلا ان الإجابه هي وحده ما تتغير (الجهاز مغلق)
كان المفروض تخرج معاه اليوم الصبح إلا انه ارسل لها رساله يطلب فيها تأجيـل موعدهم للمساء لوجود عمل طارئ لازم انه يسويه .
كانت تروح وترد بغرفتها بتوتر .
ما تعرف احد بمصـر تسأله عن عمـر ..
وفعلا خافت عليـه .
هي تدري انه بنت اخته وزوجها موجودين معاها بالفندق , لكن هل تتجرأ انها تقابلهم وتسألهم عنه بهالوقــت !
لأ طبعا ما تقــدر ولذلك قررت تمنحه فرصـه لبكره الصبـح ان ما جا منه اتصال او حتى مسج , فهي راح تضطر تسأل مها ..على الرغم من احساسها الداخلي ان مها ما تستلطفها , مع انه مها ما قامت بشي تبين فيه عدم حبها ..
القلق كان مخليــها ما تقدر تغفي إلا انها انبت روحها بقســوه , لتعلقها برجل اكتشفت انه متعلق بزوجته السابقه .


سمر :

سمر كانت متوتره .
من بكره خاصه انه يوم سفــر , ولوين لمصــر بالتحديد , المكان اللي فيــه خالد وحرمــته , لما سمعت نية امها بالسفـر لمصـر دون غيـرها من البلدان استنكرت , وارفضت , وحاولت تقنع امها بوجود دول اخرى ممكن انها تسوي هالتحاليـل .
إلا ان امها راسها وألف سيف انها تروح لمصر .
يمكن احد اسباب اصرار امها هو معرفتها بوجود رفيجتها ام خالد وانها ألحين مع خالد بمصر بأجازة .
ما كانت عارفه تنام , خافت انه امها تتصرف تصرف يحرجها وهم هناك بمصر , وخاصه قدام حرمة خالد .
وخافت اكثـر ان خالد يظن انها هي السبب بأقناع امها بالذهاب لمصر بالذات .
كرامتها ما راح تتحمل هالضربه القويه , ان ظن انها تجري وراه فهالشي ما راح تقبـله ابدا .
رفعت عيونها لأمها .
حاولت تركز على المهم :
المهم انهم بالأيام القادمه راح يشوفون وش هي المشكله مع امها وهذا هو المفروض تفكـر فيه ..
اما خالد والخطبه الفاشله بينهم , فلازم تكون أخر ما يشغل بالها .
خاصه بعد ملاحظتها اعجاب احد الدكاتره اللي تتدرب معاهم بالمستشفى فيـها .






ريم :

ريم كانت بغرفتها بعد لقاها بمها , ومستلقيه على فراشها وكانت بكامل الأسترخاء ببجامتها الطفوليه , وتكتب خواطرها ,و أفكارها .
اللي اغلبها عن عمر ..
يعني اللي ما يعرف ريم ويفتح دفتر الخواطر هذا , راح يعرف انه الكاتبه هي عاشقه لشخص اسمه عمــر .
بعد ما اكتبت خاطرتها الأخيــره , وحست بالرضا عنها , قامت من مكانها ..
بس ما عاد فيها تعيــش الكذبه , راح تواجه ابوها ألحين واليوم , قبل لا يجي اليوم اللي اتقابل فيه فيـصل .
ومهما عمل ابوها ما راح تخاف منه حتى لو ذبحها , مو معقول تظلم نفسها وتظلم فيصـل معاها .
طلعت من غرفتها وهي تأمل انها تشوف ابوها بالبيت ..
لكن وقفت بمكانها بعد ما اسمعت صوت ابوها المنفعل , والمتأثر .
خافت انه تقرب منه وهو بالوضع هذا ..
كانت بقرب باب الصاله .
وسمعت ابوها حمد يقول " لكن يا سعــود كيف ننهي المسأله كذا "
................
" بس ذا مهو اتفاقنا .. الأتفاق ما كان بالطريقه ذي "
.................
" ما توقعت يا سعود انك بتتراجع عن اتفاقنا , للدرجه ذي ما تقدر على زعل ابنك , وانا اللي كنت متصـور انك اقوى من كذا .."
ريم اللي كانت واقفه قرب الباب تفاجأت انه عمها سعود متصل على ابوها بهالوقت المتأخر , وش يبي منه .
شافت الساعه وتأكدت من الوقت , الوقت فعلا متأخر , خافـــت , عمها سعود مو العاده يتصل بهالأوقات ..
قطعت افكارها , هي وش دراها انه عمها سعود اللي متصل , يمكن ابوها هو اللي متصل ..
وبعدين يمكن ما يكون عمها سعود , يمكن واحد ثاني ..
لاحظت انه ابوها مركــز بالمكالمه وما كان منتبه لها ابدا .
ادخلت للصاله ..بعدم اهتمام
لكن سمعت اللي هز عالمها .
حست بالضغط ينزل بدمها , حست بطعنه لقلبها .
حست انها انذبحت من اللي اسمعته..
سمعت ابوها بصرخة صدمه يقول " عمر عــامل حــادث ....وليه ما قلت لي من زمان ...افاااااا عليك يا سعــود "
حـــست بالنفــس مو راضي يطلع منها .
عمـــر ..
عمر عمــل حادث ..
راح تموت .
راح تموت ان صار فيه شي , راح اتموت ان صار فيه شي ..
رجلها ما شالتها , وكأنها اعجزت عن حمل هَمّ الخبر القاسي .
رجلها عاجزه انها تشيــل الأنسانه المذبوحه , والمقتوله من الهم
حاولت تقوم ما اقدرت ..المصيبه اللي جتها قاعده تلزمها بالبقاء مكانها على الأرض .
سمعت ابوها يقول بأهتمام " كيــف حاله ألحيــن .."
حاولت تركز , تفهم اخباره لكن جواب ابوها ما كان شافي ..
كان جوابه عباره عن .
" اممممم ..لاااااااا ...امممم ...اهااااا "
ابوها كان يرد ويتكلم ومو حاس بالشخص اللي طايح على الأرض بعجز ..
خطر في بالها : شكل عمــر واهو مريــض , عاجـــز , ومكســور ....أو اسوأ
أو أسوأ
بهاللحظه حست بالدم ينبض فيها بقوة .
وقامت من مكانها لباب الشــقه بعزيـــمه وناسيه العالم كله ..
ما في بالها إلا عمـــر ..
وسلامة عمــر
بدت تجري للباب , من خيالها انه عمـر غارق بالدم ومتألم ما تقدر تقعد بمكانها ..
مو قادره تتصور انه متألم وهي مهي قربه .

حبيبها .

قلبها .

روحها .

زوجها !

طبعا ريم غابت عن الواقع , وعن شكل اهدومها , وعن ان مالها صفه تروح له , والأهم بأنها ما تدري هو بأي مستشفى.
لكن القلب له احكام , القلب ينطلق بتعبيــر خاص عن المشاعر .
ما كانت حاسه بالدموع اللي غرقت وجهها .
وما كانت حاسه بالشهقات وصوت البكا العالي اللي بدى يرتفع منها .
كان بكاها عباره عن صراخ وصوت عالي .
كل هذا وهي مهي حاسه بروحها .
وصلت للباب , حاولت تفتحه لكن الصدمه انه كان مقفول , جن جنونها , حاولت بكل جنون قلقها من الخبــر انها تفتح الباب ..
وعلا صوت بكاها اللي كان من غيــر شعور .
ابوها اللي شاف بنته تجري على الباب , بالأول خــاف عليها , واللي خوفه اكــثر صوت بكاها العالي وغيــــر المنطقي .
لكن لما استوعب هي وش لابسه , وانها ناويه تظهر من البيت بالساعه هذي وبهالملابس عصــب من تصرفاتها .
اغلق التليــفون من سعـود , بعد سلام مستعجل ..
راح لها بكل عصبيه ومسكها من ذراعها , هالجنون هذا ما يمشي عليه , ولا يوافق عليه , وقال بكل قســوة " وين رايحــه "
حاولت تفلت من ابوها بقســوه وقالت ببكي ومن غير تردد " آآآآآآآآآآآآ انا آآآآآآآآآآآ انا رايحـــه لزو...لزوجـــي آآآآآآآآ , اتركني "
الصوره اللي في خيالها مهي راضيــه تتركها .
عمر مغمور بالدم , متألم ...
صرخت بأبوها برجاء حار " يبا طلبتك آآآآآآآآآآآآ يبا اتركني ارووووووووووح يبااااااا "
عمر ..
عمر ..
" يبا ... يبا ..ارحمنـــي "
ابوها كان يشوفها ما توقع انها راح تتصرف كذا ..
يدري ان قلبها ما نسى عمــر , يــدري وهالشي مخليــه يقسى على عمــر ..
لكن انها تتصرف بهالطريقه المهينه لكرامتها شي مو مقبــول وما راح يسمح فيه ابدا .
قال بكل قســوة " روحي لغرفــتك يا ريم , ألحيـن "
ريم ما عاد فيها تستحمل من خيالاتها السيئه اللي تصور لها حالة عمــر .
وقالت وهي تحاول تسحب ايدها من ابوها بقوة " ما أبغاااااااااااا , ابعــــــد عني , ما ابغاك انت , ابغــى عمــر ...ابغى اشوف احواله .."
قاطعها بأحساسه بالأهانـه من انه بنته متعلقه بالرجال بالطريقه ذي , وتقولها بكل وقاحه بوجه ابوها وقال " ما لك دخل بأحــواله , ريـــم ....هو طليــقك مهو زوجــك "
صرخت فيــه من حر ما في قلبها " لكني احبــ ...."
ما كملت كلمتها لأنه سحبــها بكل قســوة لغرفتها وهي تحاول تسحب روحها من ابوها .
تتمسك بكل شي في طريقها ..

بالكرسي اللي في طريقها..

بالكنبه ..

بالباب..

لكن ولا شي قدر يوقف توجه ابوها لغرفتها
اللي أول ما وصلها رما بنته رمي على الأرض وقال لها بغضب جارف " طلعه من الغرفه أو الشــقه مافي , إلا ان وقفتي جنونك , مهي بنتي اللي تتصرف هالتصرفات "
وطلع وسكر الباب بقوه , سمعت صوت القفل ..
سكر باب حريتها اللي راح يوصلها لعمــر .
قامت من الأرض بسرعه وانطلقت للباب , حاولت تفتحه وتأكدت ان ابوها اغلقه بالمفتاح ..
بدت تضرب الباب بقوة وتصرخ وتبكي " يبا ...آآآآآآآآآ........يبا .... افتح الباب آآآآآآآآ يبا "
تضرب بأيدها المغطاة بالشاش من غير اهتمام بأصابتها ..
بس تبي تدري وش فيــه ..
تبي تعرف اش صار له..
وش هي اصاباته ..
بكل بساطه تبي تكون معاه ..
ردت تضرب , تضرب وتصرخ تنادي ابوها , تبي ابوها يعطــف عليــها .
بعد فتره طويـــــله جدا التعب هدها , وتركها تجلس على الأرض وظهرها على الباب .
ايدها بدت تؤلمها .
بس تبغى تعرف كيف حاله ..
بس ...
صياحها وبكاها العالي هدت نبرته , وتحول لأنين نابع من اعماق الروح ..
وابوها لا حياة لمن تنادي ..
كيــف حاله ..
يا ترى اصاباته شديده ولا لأ ..
يتألم ولا لأ ..
مر وقت على جلوسها عند الباب , نزلت عيونها وناظرت ايدها , واكتشفت انها ممليه دم ..
ارفعت عينها بعدم اهتمام بأصابتها ..
لمن تلجأ , لمن تروح , ابوها ورافض يعطف عليها , طيــب وش تســوي , ايش تعمــل ؟
لمن تلجأ !!
لله ..
ايـــــــــه تلجأ لرب العالميــن .
تحركت من مكانها بسرعه , أدت إلى سقوطها ..
قامت بسرعه وفرشت سجادتها ..

ولجأت للحي الذي لا يموت

مالك الملك

الرحيم

الرحمن

القادر

الشافي

المعافي

صلت , وصلت , وصلت ..
وقامت بالثلث الأخيــر من الليــل , بمناجاه لله سبحانه , عبراتها تنزل على خدها ..
"يا رب , يا رب رجعه سالم , يا رب رجعه لي سالم .. يا رب سألتك بكل اسم هو لك انك ترده لنا , يا رب لا تحرمني منه , يا رب لا تحرمني منه ..
يا رب انا دايما اخطي , ودايما اذنب , واعلم اني كلي ذنوب , لكن مالي رب سواك ألجأ له .. "
والدموع اهني غلبتها , ووقفت الدعاء ...
"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ ....آآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
لما تمالكت نفســها , أو حاولت تتمالك نفســها انطقت "يا رب اوعدك ان رجع لي سالم اني راح اتحجب ..."
واهني ردت للبكاء لمعرفتها بأن هالكلمه غلــط وانها المفروض تتحجب من زمان وغصب عنها بعد ..
" آآآآآآآآآآآآآآآآ "
لكن ردت للدعاء من بين شهقاتها اللي كانت تقاطع كلماتها " اه اه يارب و أوعدك آآآآآآآآ اني ما راح اروح له بالمستشفى لأني مالي علاقه شرعيــه فيه...وأوعدك بأن وايد اشياء راح تتغيــر فيني .."
زادت الشهقات لمناجتها خالق الخــلق ..
كان اصعب شي عليها انها تمنع نفسها من شوفته بالمستشفى لكن لأدراكها بأن هالشي غيــر جائز لها , اجبرت نفســها عليه ..
وصوت البكا زاد علــوه ..لأنها تعلم ان اراد الله شيئا فإنما يقول له (كن فيكون) , ولأنها تعلم إن الناس لو اجتمعت على أن ينفعوا عمر بشيء ما راح ينفعونه إلا بشيء انكتب له من الله سبحانه وتعالى .


حمد :

حمد كان يسمع صوت بنته , وبكاها , وضربها على الباب ..
وحس بالهدوء اللي غمر المكان بعد توقفها عن ضرب الباب بقسوه .
لازال صوت البكا واصل له , مع انين , وهمسات ينقلها هواء الليل من نافذة غرفتها المفتوحه للبلكونه .
سماعها تبكي بهالحرقــه أثر فيه بقوه .
ظن للحظه انها بتموت ان ما فتح الباب لها .. وكا هي عاشت ..
لكن لازم يسوي كذا , مو معقول يسمح لها تهين نفسها على شخص ...اي شخص .
حتى ولو كان عمر
غلـط انها تخرج للمستشفى وبهالوقت , وبالملابس اللي كانت عليها وما تتوقع منه ردة فعل قويـه .
ردة فعلها هي على الخبر كانت قويــه , وغيــر متوقعه ..
هو نفســه انصدم منها .
تنهد , مدرك انه الغلطه نوعا ما غلطته .. هو اللي سمح لها بالزواج المبكر اللي تركها متعلقه بطليقها للدرجه ذي ..
احساسه بالذنب ومعرفته بتعلق بنته الوحيـده بعمر , تركه يرمي بالكلام على عمــر بكل مناسبه لأجل يقنع نفسه أولا , وعمر ثانيا انه ريم ما تحب طليقها ولا هي مهتمه بالطلاق ولأجل يغيض عمر .
عمر عمل حادث !
الخبـر كان مفاجئ له هو نفســه !
عمر ألحين تحت تأثير البنج ومهو واعـي لشي ..
سبحان الله ..
بعد المطار بالضبط حصل له الحادث , وهالحادث من قوته على كلام سعود كان ممكن يؤدي إلى وفاة عمر لكن الله ستــر , ولطف بحاله .
الظاهر ان كلام سعود له صحيح , ألحيــن لازم يوقف اتفاقهم عند هذا الحـد , شخص واحد تضرر وهذا الشي كافي ..





الكاتبه

black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:53 PM
البارت الثالث والعشرين

***والهم سجـــــانى وانـــــا فيــــــه مسجـــــون ...وان قام حظى طاح وان طاح ما قام ***









حست بزوجها لما نام ..
كانت مستلقيــه على صدره..
حاولت تنام , بالفعل حاولت ..
لكن ذكريات الحادث , وخوفها من الكوابيــس منعها .
اللقطات الضبابيه للحادث , كانت تغمر عقلها بكل دمويتها , منظر امها , صوت الشرطه ..
كل شي , كل شي .
قامت من السرير بهدوء وخفه عشان ما تصحــي خالد .
وراحت للنافذه , لثواني بس ..
الألم مو مخليـها تركـز , تبي شي يشغلها عن افكارها , راحت للحمام , وشافت وجها .
مسحت اثار الكحل , وغسلت ويهها بقوه بالماي , وبعدين بعدت شعرها عن وجهها بقسوة , بدت تتأمل روحها بالمنظره .
تبي تشغـل حالها , تبي تغيـب عن الواقع .
ردت للغرفه , انزعت روبها .
وراحت للريال النايم , انسدحت قربه
وقالت بصوت هامس " خالد ...خالد "
لما حست بعيونه تفتح لها قالت بكل هدوء " احتاجك "
عقد حواجبه بعدم فهـم من تأثير النعاس.
قربت وجهها من وجهه وردت تقوله له بأصرار " احتاجك .."

وعبرت عن احتياجها بالأفعال اللي استقبلها خالد بكل رحابة صدر



سعـــود :

اشرقت شمس يوم جديــد عليهم وعمــر ما فتح عيــنه عقب اخـر مره .
الطبيــب كان ألحين بالغرفه يتأكد من انه كل شي تمام .
وسعـود قاعد ينتظر انه يقوله الطبيب شي , اي شي .
خاصه انه الدكتور كان يشتغل بصمت وهدوء ..
وفجأة تكلم الدكتور بكل هدوء وهو مايل على عمر " صباح الخيـر يا عمر "
لف سعود على عمـر وانتبه انه ولده فتح عيــنه .
عمر كان يشوف الدكتور وباين عليــه الأستغراب وعدم الفهـم , وبسرعه وقف سعـود وبنيته انه يوقف بقرب ولده عمـر , إلا انه الممرضه اشرت براسها بهدوء بمعنى (لا تقرب )
وقف مكانه وشاف ولده وهو بعيــد ..
عمر فتح عيـنه من الألم اللي حــس فيــه .
وما يدري وين مصدره , سمع صوت غريــب عليـه .
بدى يتأمل هالوجه وهالصــوت , يحاول يتذكر من هذا الشخــص !
أو اهو ويــن !
لكن مو قادر يذكــر !
غمــض عينـه ..لكن رد فتحهــا على صوت الرجل الغريــب يقوله " ازيــك يا عمــر ؟ "
حــاول يتحرك لكن مجرد تحريكـه لرجله أو ايده كان مؤلم وخلاه يشهــق ..
ويكتم الأنين بقوة ..
صر على اسنانه بقســوه .
لما خف الألم , رد يتنفــس بصعــوبه شوي .
وهذا خلا الغريب يقوله " ما علـش يا عمر , الألم شي طبيعي دولوقتي "
الألم شي طبيعي ...
عمـر تجاهل الكلام كله , وسأل وصوته رايـح وخشن ومنخفض جدا " انا ويــن ؟"
ذاكرته مهي قادره تسعفه , حـاول يتذكــر بس مو قادر يركـز , كلما حس انه بيوصل , الألم يقطع عليـه افكاره , ويرد لنقـطه البدايه .
ابتسـم له الغريب وقال له " بالمستشفى "
عقــد حواجبــه ..المستشفى ..
هذا تفسير الريــحه اللي تقلب الجبد ..
امممم و هذا يفــسر الألم ..
والوجوه الغريبه .
رد يركــز المستشفــى , بس ليش !
ليش اهو بالمستشفى ..
شنو صار !!
غمض عيــنه .
ورجـع كل شــي ..
أبوه
الطريج
المطار
فيصل
حمد
ضيق التنفس
فقدان السيطره
الأصطدام
الألم
الناس
الظـــلام .
اهني بس فتــح عيــنه بشــهقه ..
خطر في باله ابــوه .
ابوه يعاني من حادث حنان , لازم ما يدري عني , لازم ما احد يقوله عني .
وقال بسرعه بصوته الخشن والمتعب " ابوي , ابوي لازم ما يدري , ابوي راح يتعــب "
حاول يقوم من مكانه من غيــر وعي كان يبي يتحرك , يبي يقوم , خوفا من انه ابوه يشوفه متعور , و يتعب معاه .
لكن الألم ضربه وقيــده بمكانه وخلاه يئن " أأأأأأأأأأأأأ "
ما كان متعـود ينطق بألمه , بس هالمره غيـر .
الدكتور حط ايد مقيده على عمــر , وقال له "عمــر بالراحه على نفســك , الحادس كان أوي جدا , وابوك عارف يا ابني "
سعــود على رغم التأثر والغصه اللي في بلعومه , قرب من ابنه .
كان وجه سعود غيــر ناقل لمشاعره , كان ولازال بنفس قوته , وصرامته .
عمــر شافه ..
بهاللحظه بالذات كان كاره نفســه , كان دايما يحاول يجنب ابوه الألم بمعنى اصح يحاول يحمي ابوه , لأنه ابوه عانى وايد من وفاة حنان .
ابتسم بسخريه وقال واهو يدري انه ابوه ما راح يصدقه " ترى ما فيــني شي "
صوته وشكله , وصوت نفســه اللي يطلع بقسـوه من صدره , و تعابيـر وجهه المتغضنه من الألم كانت تقول عكس هالكلام
هز ابوه راسه بالموافقه من غيـر تعليـق .
عمـر حس بنفسيته تتحول لصفــر من الغيظ .
ابوه قاعد يماشيــه ..ياخذه على قد عقـله !
كان يتألم , راسه يعوره , ورجله يحس فيها تنبض بألم يسري بكل جسمه..
نفسيته زفـت , ما كان حاب انه ابوه يشوفه جذي ..
فكر بالناس الثانين اللي احتمال انهم يدرون عنه , خالد
ومها
اه الله يعيــن مها , لأ راح يكون السبب في قلب المواجع عليها ..
وفجأة طرت على باله
ريم , ريم راح يثير شفقتها .. أه .. كره نفسه لأنه فكر بردة فعلها ألحين , بالوقت اللي ألمه واصل فيه لدرجة الجنون
بيكسر خاطرها , بتقول مسكين عمل حادث لأنه ما كان قادر يسيطر على اعصابه..
هذا إذا اهتمت انه عمل حادث
للحظه الحادث تمثل بكل حذافيــره بعقله
فقدان السيطره , والصوت العالي , وصرير المعدن بالمعدن , ثم الأنقلاب والأصطدام , وريحة البنزيــن ..
ذاكرته كانت مركزه وبقوة هالمره على الحادث بالذات , على مشاعره وقت الحادث , على الضبابيه بعد الأصطدام , على الألم اللي يقتل ..
وما كان يدري انه وجهه كان ناقل لمعاناته
سمع حس الدكتور يقوله " عاوز مخدر للألم ..وبعدين نتكلم"
قاطعه عمــر بتعب " لأ , لأ ما ابي مخدر , ابي اتكلم ألحين عن اصاباتي "
عمر ما يبي ينام , ما يبي يرد للظلام , الفتره اللي غاب فيها عن الوعي يحس انها كثيــره مع انه التعب غامره , ويحس انه مجهد , والألم ينبض بكل جسمه وخاصه برجله , ومع ان المستشفى وريحتها , وشكل ابوه المتعب شي يلعب بالأعصاب .
وكمل من غيــر لا يشعر بالتعب الباين بصوته , وتصرفاته ,ومن غيـر لا يشعر بتغيــر صوته ..ما كان يقدر يتحرك من غيــر لا يحس بطعنه ألم .
وقال بتعب "شنو اصاباتي ؟ ابي اطلع من المستشفـى "
اهني ابوه قال بصرامه " تو الناس عليــك "
عمر ما لف على ابوه وقال للدكتور بنفس التعب " متى راح اطلع "
ابتسم له الدكتـور بلطف وقال بهدوء " معليـش يا عمـر , راح تكون ضيف عزيز عليـنا هنا بالمستشفى "
غمـض عيــونه هالمره من العصبيه ورد فتح عيونهم ..
وبدى يقنع نفسـه انه يهدى , ويرخي اعصابه , ما راح تفيــده العصبيه .
كرهه للمستشفى ما راح يفيد ..
وبدا الدكتور يسوي له فحوصات أوليــه , ويسأله اسأله معيــنه عن مكان الألم وشنو احساسه ..
وبعد ما انتهى الطبيـب من اسألته وفحوصاته
واللي اهو كان يجاوب عليـها بأقتضاب
سمع الدكتــور يقوله بجديه " ركز معايه شوي يا عمـر , انا حتكلم معاك عن اصاباتك .."
كان يبي ماي , من اول ما شاف الدكتور واهو يفكر بالماي..كان حاس بالعطــش , وحاس بالجفاف اللي ببلعومه ..لكن ما قال لأنشغاله بمعرفة اهو وين ..
وقال بأختصار وبلهفه " ماي...ابي ماي اول "
تحركت الممرضه بسرعه وكفاءه , وشربته الماي ..
اللي لما اشربه كان راح يشرق من جفاف حلقه .
الدكتور كان قاعد قرب عمر , وبعد ما انتهت الممرضه , قال " بص يا أستاز عمــر .. طبعا الحادس كان أوي جدا , وانت اكتر واحد حاس بأوته , الرزوز متفرأه بكل جسمك .."
عمر ركـز بأول شي بس حس انه التعب قاعد يدوخه .
وكمل الدكتور " اصاباتك الأساسيه , على جبهتك , والعمق كان كبيـر جدا , واستلزمت منا تمانيه غرز .."
سعــود كان قاعد يسمع التفاصيـل للمره الثانيــه ..
لكن هالمره مع رؤيه تعابيــر وجه عمـر , اللي كانت متعبــه , ومنهكــه , واللي كان واضح عليــه قاعد يغالب التعــب
" طبعا الحمدلله ما فيــش اي خدش بالجمجمه , اصابة الرأس والصدمه اللي جت منها كانت السبب في شعورك بالأغماءه وعدم التركيــز اللي جاك بالحادس "
كان الدكتــور مع كل شرح لأي إصابه يأشر على مكانها بجسم عمــر
" في الكتف والزراع اليمين رزه قويــه , وفي صدرك كمــان .."
عمر كانت ريله اهي مصدر الألم الأكبــر فقاطع الدكتــور " وريلي شفيــها ؟ "
سعــود على طول نقل نظره للدكتور , وردها لأبنه ..
الدكــتور قال بكل صراحه ووضوح " دي الإصابه الجامده يا عمر .."
قام الدكتور وأشر على ريل عمر اليمين وقال " في رجلك دي تلاتة كســور .." لف ويهه على وجه عمــر اللي شحــب لكن ما تغيـرت تعابيــر وكمل " الأول عند منطقه الفخذ والتاني بنفس المنطقه فوأ الركبه تمام , ثم بالساء "
هذا معناه ..
قطع افكاره صوت الدكتور اللي قال " اما بالنسبـه لرجلك اليسار , فيها كســر بمنطقه الفخذ ..طبعا ده معناه .."
عمــر كان ساكت ..
" انك مش حتأدر تتحرك , أو تحرك رجليــك , وبعد ما تتعالج الكســور , حتحتاج لإعادة تأهيل يعني لعلاج طبيــعي عشان تأدر تتحرك طبيعي مره تانيه "
ما في اي رد فعل من عمر غير انه غمض عينه , وما احد عارف ردة فعله وقال بهدوء " الحمدلله على كل حال "
وكمل بأن قال " انا ألحين ابي انام "
ما تناقش بالأدويه , ولا تكلم عن المده , ولا تحلطم ..
ما كان مهتم بالأصابه ولا بقوتها إلا بجزء بسيط من عقله
كان مغتاظ من روحــه , من تركه لمشاعره تسيطر عليـه وبالتالي سبب ضرر لأبوه , و لأهله .
بس ألحين ما يفيد الندم .
قال الدكتـور " اوكي " وتحرك الدكتور و أشر للممرضه اللي بدت تحط الدواء بالدرب , وقال " الدوا ده عباره عن علاج ومسكن للألم "
مافي اي تعليق من عمـر .
نفسيـــته كانت زفت , وصارت ازفت من الزفت .
طبعا اهو غمض عيـنه , ولكن النوم بعيـد عنه , افكـاره المشــغوله واللي تنتقل فيـه من وادي لوادي مو مخليته يسترخي .
يا ليــت بس على التفكيــر , الألم كان يذبح ..
ما راح اقعد بالمستشفى , ما راح أقعد ..
ما احد راح يجبره يقعد فيـها .
مرت دقايق , والتعب اللي يقاومه , والمخدر بدوا يعطون مفعولهم .
نام..
وفعلا عمر كان محتاج بهالوقت للنوم , لأنه لو ترك بروحه وافكاره وألمه اللي بدى من ألحين يكتمه , كان راح يجن .


ريــــم :

ما اقدرت اتنام من جاها الخبــر .
اعيونها صايره معين لا ينضب من الدموع .
كلما اسكتت لفتره , ردت تصيــح , لما هدها التعب واستلقت على السجاده .
ما حاولت اتغيـر مكانها , أو تتحرك منه , حاسه بأمان جزئي وهي على سجادة الصلاة .
على الرغم من الهواء البارد , اللي كان يدخل عليها طوال الليل من النافذه إلا انها ما سعت انها تغلق النافذه .
هي بس تبغى تعرف خبـر عنه ..
كيف هو ألحين ..
بس تبغى تعرف
الحيــره والشك , وعدم المعرفه يقتلونها .
كان ودها تحرر روحها من جسدها تشوف لها اخباره , وان كان نايم تمسح على راسه , وان كان تعبان تطمنه بحب ..
اطلعت منها شهقه بكا لما تذكرت روحتها وردتها على النافذه , واللي اعرفت منها انه لا عمها سعود ولا عمـر جو للعماره امس.
ردت للحاضر لما اسمعت صوت قفل الباب يندار ..
دليل على فتح الباب , ما تحركت من مكانها , تحس حالها مستنزفه , حتى راسها ما تقدر ترفعه .
سمعت صوت صينيه محموله .
وعرفت من القادم .
نعيـمه
وهذا اكبر دليل على عدم حنيـة ابوها عليها .
والشهقه تحولت لبكا مرير على قسوة ابوها عليها , تاركها طول الليل تفكـر وتبكي من غيـر اي اهتمام , ليه ما يطمنها .. ليه
حست بالصينه تنحط على الطاول بسرعه , واسمعت صوت اصطدام اواني الأكل ببعض , وحست بأيد تحاوطها وتقول بأنفعال , وخوف " الله ...الله .. يا ستي , هوا فيــه ايه "
السؤال والقلق بصوت نعيــمه كان عامل مؤثر بزياده انفعالها وبكاها .
جت نعيـمه بالوقت المناسب لأنه ريم كانت بهالوقت تحتاج وجود احد يخاف عليـها ويحاتيها , وتحتاج لوجود انسان اخر يخفف عليها همها .
وضمت نعيمه بكل خوفها , وحاجتها ويأسها , وهي تقول " نعيــمه ...أأأأأأأ .... نعيــمه.. "
الشغاله الكبيره بالسن رق قلبها اشد رقه للبنت الصغيره اللي المفروض ما تبجي بحرقه قلـب جذي .
وقالت وهي صوتها يرجف مهدد بالبكاء بعد " هو فيــه ايه يا ستــي "
" نعيــمه ...عمــر ..أأأأأأأأأأأأ ..عمــر "
نعيمه اللي تعرف عمــر , وتعرف انه كان زوج ريم ,لأنه عملها بشقه أبو ريم صار له فتـره طويـله , وكانت تصادفه دايما بالروحه والرده بالعماره .
انخلع قلبها على بكا ريم ونطقها بأسمه .
وقالت بخوف " عملك ايـه "
يا ليته عمـل , ياليته عمل ..
وقتها بأكون عارفه بحاله , ووضعه , مو ألحين بجن من القلق عليـه .
حركت ايدها من ظهر نعيمه إلى ذراعها , واسندت حالها عليها ..
ودموعها ماليــه وجهها .
تمالكت نفسـها
وشدت على ملابس نعيمه وقالت "أأأأأأأ عمل أأأأأأأأ حـ...ـادث , عمـ....ـل حادث أأأأأأأأأ "
نعيـمه انصدمت من الخبـــر ...السي عمر عمل حادس !؟
ده شاب صوغيــر ..
شافت وجه ريم .
اثار ليله من البكا كان واضح عليـها .
" ومـ..ـا ادري عن وضـ..ـعه "
وخبت وجهها بصدر نعيـمه .
حطت نعيـمه ايدها على راس ريم وضمتها , مهما كانت ريم ما تعبر عن مشاعرها تجاه عمـر بعد الطلاق إلا انه المشاعر كانت معروفه عند نعيـمه لأنها لحقت عليهم قبل طلاقهم , وشافت كيـف انه ريم تعشق عمـر .
وعمر عمـل حادس , ازاي ..
ما حبت نعيـمه تفكر بوضع عمـر , ان شاء الله يكون بخيـر .
الحين اهي جدامها ريم اللي راح تذبح عمرها من البكي .
لازم ريم تتقوى عشان تواجه اي خبـر كان , الحاله هذي ما راح تمكنها من التماسك ان كان الخبـر سئ .
قالت لها نعيـمه " ان شاء الله ما فيـش حاجه , تفاءلوا بالخيـر تجدوه " وضمت ريم بكل قوتها , وكملت " العياط مش حيفيد يا حبيبتي ...قومي.."
وقومت ريم من مكانها , وفصختها ثوب الصلاة , وصلتها للحمام .
وريم اللي ما كان فيها قوه تقاوم , او تمانع قامت ..
نعيمه بعد ما تأكدت انه ريم بالحمام .
شالت الصينيه وحطتها على الطاوله اللي بدار ريم .
وهي تحط الصينيه تفاجأت بأثار لون احمر على كم قميصها .
للحظات تساءلت شنو مصدره ..
وفجأة استوعبت هذا شنو , هذا دم ..
على طول انتقلت انظارها إلى الحمام .
اطلعت بسرعه من الغرفه , وتوجهت لحمد , وشافته على طاوله الفطور , وواضح عليه انه ياكل بذهن غايب .
وقالت بكل احترام , لكن بعجله " سيدي "
رفع حمد عيـونه وقال " نعم "
بأستعجال وخوف على ريم " الست ريم .. بتنزف دم..ما ..ما اعرفش من فيـن "
حمد لما سمع هالكلمه , فز من مكانه ..
تنزف دم !
خاف عليها , بعد قضائها ليلة امس بالبكاء , خاف انها عملت شي بحالها .
ريم كانت تحاول تتماسك بالحمام , شافت وجهها , اللي كان وارم اكبر دليل على قضاء ليله بالبكاء .
تحت عينها كان احمر
رفعت ايدها عن المغسله وشافت اثار الدم على السيراميك .
ما اهتمت كثير ..
اطلعت إلى غرفتها وهي تحس براسها يألمها بشده من البكاء امس .
حست باللي يدخل الغرفه .
رفعت راسها للباب وشافت ابوها .
وقفت للحظات بمكانها ..وبعدين انطلقت لأبوها وقالت بعجله " يبا , يبا "
حاولت تضم ابوها لكنه صدها .
حست بأحباط يغمرها وقالت " يبا اسـفه , يبا ما أقصد .."
ما رد عليـها ..اما هي فقوتها اللي حاولت تسترجعها بدت تضيع منها ..
كانت تدري بأنها كانت مجنونه لما اعترفت انها تحب طليقها ومجنونه فيه , وكانت بتخرج وتروح له بالليل , تصرفاتها الليله الماضيه كانت جنـون , بس المجنون ما يواخذونه .
حمد كان يحاول يشوف من وين مصدر الدم , وما اهتم بأعتذارها , امس عملت اشياء هو ما كان متوقعها وبكل صراحه خيبت امله , واحرجته قدام نفسه , وتخيل لو كان فيه احد وشهد على المنظر وش بيكون موقفه.
قالت بصوت استجداء "يبا ارجوك ما عاد اسوي كذا..وربي اني شلت الجنون من راسي ..ما أبغى اروح له خلاص ..انا ألحين بس ابغى اعرف وش هي اخـبـ.."
بصوت صارم قاطع كلامها " بس يا ريم .. انا اللي ما عاد ابغى اسمع صوتك .."
صرخته فيها , سكتتها .
اتحس بداخلها شي انكسر .
اهني بس انتبه حمد لكفوفها , عرف انه الجرح اللي بيدها يحتاج لعنايه .
اكيـد الخياط فيه شي , تقطع او حصل له حاجه .
ترك ايدها بهدوء " تحضري , نبغى نشوف جرحك وش حصل فيه "
ناظر بعيونها ووجهها اللي كان يقطع القلب .
ما كان لها اي ردة فعل سوا انه لما ترك ايدها طاحت بقربها بعجز .
كنه ما فيها قوه ترفعها .
كان ودها تقول لأبوها انها ما تبغى تشوف ايدها وش بلاها , لكن راجعت نفسـها وقررت انها تراضي ابوها , وما تعصبه اكثر منها .


مهــــا وخالد :

كان يناظرها تتحرك بالغرفه , تروح يميـن وشمال ..
تتجنب النظر لجهته ..
وش يفهم من تصرفاتها , هل هي موافقه على عرضه ولا لأ ؟
هل هي لجأت له عشان ضيقها فقط ولا لأجل تعبـر عن موافقتها على عرضه بعد ..
تنهد بصوت عالي , وواضح انه هالشي لفت انتباهها , لأنها لفت عليـه بصوره جانبيه , وبعدين كملت عملها .
اللي هو ما يدري وش هو بالضبط .
كان ملاحظ تهربها وتحركها من غيـر هدف بالغرفه .
فقال " مها "
تركت اللي بيدها بخرعه , وطاح بقوه على الطاوله ..
مصدر صوت عالي !
وهذا خلاه يرفع حاجب , وش دعوه كلامه لها كان بهالتأثيـر !
بتوتر تكلمت " اممممم , امممم نعـ..ـم "
اوكي ان كان شاك بالسابق انها متوتره فألحين هو متأكد ..
قال بكل هدوء لأجل ما يفزعها اكثـر " انقل اغراضي لهنا ؟؟ "
كانت طريقته غيـر مباشره في معرفة وش تفكـر فيه , في معرفة ان كانت تقصد بتصرفها انها بتكون معاه ولا لأ ؟
حطت ايدها على شعرها وقالت بهدوء متوتر " على راحتك "
ابتسم ...
لأول مره يبتسم براحه من فتره ..
على راحتك ..اخيـرا
رد استلقى على الفراش وغمض عيـنه براحه , الحمدلله على السلامه ..
مها بعد ما قالت كلمتها لفت ويهها , وراحت تحضر اغراضها , ما تدري ليش حاسه انها راح تندم , لفت تشوفه بنظرات خـوف وترقب ..كان مستلقي على الفراش ومغمض عينه وشبح ابتسامه على شفايفه .
جانب منها حاس انها بتكون بخيـر , لأنه اهو راح يعتني فيها , لكن الجانب الأكبـر حاس انها راح تتضرر من هالقرب , كلما قربت كلما زاد حبه بقلبها , كلما اشتاقت له اكثـر
خايفه منه , خايفه , ومهي قادره تمنع هالأحساس من السيطره عليها .
ما كانت خايفه انه يضرها جسديا , لأ ابدااااااااااا
كانت خايفه من القرب النفســي .
الظاهر صارت عندها عقده نفسيـــه !
صارت دايما تتوقع عقب ما يتقربون , أو تحس بداخلها الحب , والحنان اتجاهه لازم تتضرر بعدها على طول
لأنها عقب سبع سنوات زواج , كانت عايشتها بحب وعشق له , اكتشفت اشياء اهو مخبيها عنها وضرتها
و لما رد عقب خلافهم , وتقربوا واهي توقعت انه ترك خطيبته , طلع لا تارك خطيبــته ولاشي , وجرحها اكثــر , وأكثــر
و وايد اشيـاء ..و وايد مواقف دلتها على انه قربها مع خالد راح يليه ضرر لها
قامت تخاف من قربه , لأنها تلقائيا تتوقع انه راح يجرحها ..
اففففففففففففف تفكيــرها تافه ..
اهي كانت تبي تفتح اليوم صفحه يديده , غبيه , صج غبيه , وتافهه , يعني كان لازم تتوتر , أو تتوقع انه يضرها ! انا احتاجه على الأقل بهالفتره , إلى ان اولد وقبل لا اهو يتزوج .
حطت ايدها على قلبها لما طرت على بالها فكرة انه يتزوج ..يارب ساعدني
التزمت الصمت اهي .. واهو بعد التزم بالصمت
راحت للحمام , واسبحت وتجهزت ..
ولما ارجعت للغرفه ما لقته .. وبعد خمس دقايق انطق الباب
راحت وطلت من الثغره حقت الباب .. وشافت خالد ..شعره كان كله ماي , وبيده حقيبه صغيـره للشغل , وحقيبه فيها هدومه .
افتحت الباب .. ودخل بشنطته .. واهي بدى قلبها يطق اكثـر , توترت بالحيـل , وفكرت بخالتها , اكيد بدر راح يقول لهم ان اخوه نقــل
حط شنطته على جنب .
خالد ما تكلم واهي بعد ما تكلمت .
فطروا مع بعض بالغرفه !
بصمت ..
كانت ترفع نظراتها له خلسه .
وترد تنزلها .
يا ترى شنو في باله ألحيـن ؟
بشنو قاعد يفكر ؟
تنهدت بقوه .
طلعوا من الغرفه مع بعض .. وبالممر لف خالد بيغلق الباب ولقاها مغلقته قبله ومتسنده عليه , وهذا خلاه قريب منها بقوه ..مها اخجلت من القرب ..وعضت شفايفها .
حست بنظرة خالد عليها ..
كان بيبتعد لكنها مسكت كف ايده ..
كان خايفه و ودها تقوله عن الأشياء اللي تخوفها .
عن خوفها من هالقرب
عن خوفها من ردة فعل اهله
عن خوفها من قدوم خـ...خطيبته
عن خوفها من الطفل
عن خوفها من الولاده اللي بدا يتطور عندها من كم يوم
عن خوفها من بكره ..من الطلاق ..
عن خوفها الأكبر .. واهو خوفها على عمـر بالوقت الحالي وعن خطورة اصاباته
ورفعت نظرتها له وقالت بتردد" خالد.. انا ..." وسكتت بحيــره , مهي عارفه شتقول أو شلون تعبــر " انا ..." وردت اسكتت بعجز , مهي عارفه اشلون تشرح مشاعرها .
لما اسكتت للمره الثانيه , وسحب ايده من ايدها وحطها على خدها , وتوه بينطق ..
صوت باب فتح , قريب منهم .
خالد ما بعد عنها , شافها لفتره وبعدين بعد .
مها ما تجرأت ترفع راسها وتشوف مين اللي شهد على قربهم الحميمي من بعض .
موضي قامت بكيـر اليوم ..
كانت تنتظر ولدها اللي دخل لغرفه مها ..كانت تبغى تكلمه امس بالليل ..لكن انتظارها طال , واعرفت انها ان انتظرت ما راح ينفع .
ونامت .
واليوم لما صحت وصار عندها نيه الفطور بمطعم الفندق , تفاجأت بمنظر ولدها عند الباب بقرب حرمتـه بطريقه مخجله .
وش معقول الشخص يقول ان شاف هالمنظر .
تعبت من التفكير بولدها وحرمته , وسمر , والبيبي ..
اللي اعملته انها انقلت النظر بينهم بنظرة تأنيب خارجه عن ارادتها .
قرب ولدها منها وباس راسها وقال " صبحك الله بالخيـر يما "
امه اسكتت وابتسمت له بذهن غايب .
ونظراتها كانت على مها .
مها ما كانت عارفه تقرا شنو معنى هذي النظرات .
مها كان ودها ان الأرض تنشق وتبلعها .. كانت تتمنى اي شخص يطلع من هالغرفه , حتى لو كان الجني الأزرق , ويشهد على وقفتهم , ولا تكون الشاهده خالتها .
لكن بالنهايه موضي كلمت مها وقالت بلطف " مها الحمدلله على سلامة خالك "
لما سمعت كلمة خالتها على طول فز قلبها
ايــه الحمدلله على سلامتـه ..
عمـر رجع لهم بفضل من الله سبحانه وتعالى .
كانت خايفه لكن هدوء خالد , وعدم عجلته كانوا عاملين مطمنين ..
هذا غيـر كلامه امس..
بس بعد تبى تشوف بعينها وضع خالها , تبي تتأكد انه بخيـر ونعمه .
وقالت بصوت هامس " الله يسلمج "
مها رفعت نظرها والتقت بنظرات خالتها , وكانت حاسه بتركيز نظرات خالد عليها .
وبعد ثواني بعدت نظرتها عن خالتها بخجل .
موضي شافت ولدها , كان ينظر لمرته بنظره غريبه .
وبهاللحظه خالد شاف امه اللي كانت تناظره , حست امه بأن نظراته فيها كلام , كنه يبغاها تفهم حاجه .
وبعدين قال " احنا رايحين المستشفى ألحين , تامرين على حاجه .."
موضي عطت مها نظره عدم راحه لوجودها خاصه انها بتقول شي راح يضايق مها , وهي ما تبغى تقول اي شي يضايقها خاصه بعد حادثة خالها .
مها شافت هالنظره , وحست بداخلها بعناد , ما راح تتحرك إلا ان اعرفت شنو الموضوع , خاصه انها حاسه انه الموضوع متعلق فيها , وبخالد , وراح تكون مجنونه ان تحركت .
وقفت بكل براءه وعناد ..
موضي شافتها , ولاحظت انها مهي ناويه تتحرك , فسألت السؤال اللي كان في بالها من امس بالليل , وحاولت على قد ما تقدر انها تقدر وجود مها , فقالت بصرامه " طيب انت اللي بتروح لعمك اليوم بالليل للمطار "
خالد تفاجأ ..يا الله كيـــــف راح عن بالي موعد قدوم عمي !! , يا رب العالميــن كيف طار الموضوع كذا ! , بذي السرعه جا وقت قدوم عمي حامد واهله؟
اما مها فارفعت نظرها لما اسمعت كلمة خالتها ارفعت نظرتها لخالد , لكن تعابيره كانت جامده
سمــر هذا اللي تقصده خالتها من كلمة عمه , يعني سمــر
عشان جذي كانت تشوفني بعدم راحه ..
يعني عمه والزفت معاه ..
كانت تبي تعرف بشنو يفكر فيـه , لكن خالد غلف وجهه بجمود.
كانت راح تصيح من القهر .
وكانت تنتظر منه الرفض , كانت تبيه يرفض ,يقول لأ .. لكنه جاوب بكل هدوء "اي نعم , ان شاء الله "
خالد راح فكره مثل العاده على الأصول والواجب , ومتى ما كانت الأصول تتطلب انه هو الكبيــر يستقبل عمه , فأهو اللي راح يستقبله .
حس بضيقه انه راح يضطر يستقبل احد بالمطار , وهو ناوي يجلس مع خويه , الراقد بالمستشفى
حادث عمر , و وضعه مع مها نساه وقت قدوم عمه
الله يعين بس قدوم سمر وش بيسوي فيهم ! , الله يعدي الأيام الجايه على خيـر ..وتنتهي سالفة الخطبه اللي مهي راضيه تتحرك ..
مها حست برجفة شفايفها .
ما تقدر توقف احساسها بالغيره .
كانت تسمع كلام امه عن موعد وصول الطياره , وعن مكان اقامتهم , وعن غيره من الأشياء , لكن اهي حاولت انها تصمت وتكتم لأجل ما تصرخ عليه , وعلى خالتها , وتقلب الدنيا فوق تحت .
وبعد ما انتهوا من الحوار تحركوا اهي واهو .. لكنها ساكته , وما حبت تتكلم معاه عشان ما تتهاوش , واهم توهم قايلين يا هادي على اتفاقهم ..
مها صبري على هالريال , لا تتكلمين عن الوضع .. ارضي وسكتي ..
لأنج ان تكلمتي بتقولين شي وبتندمين عليه بسرعه
على الأقل مؤقتا .
واهو كان معتصم بالصمت , وساكت وزاد على هالشي النونه معقوده .










ريم :

ريم البست ملابسها بمساعده نعيـمه , لأنه ايدها صار الألم اللي فيها غيـر طبيعي .
نعيمه ظنت بعد ما ساعدتها باللبس انه خلاص بس ألحين تطلع ..
لكن ريم أوقفتها وقالت بأرهاق واضح من وقفتها , ومن ملامحها , وشحوب وجهها , و بهمس وخجل " نعيـمه , الحجاب اللي كنت جايبته معي من السعوديه .. اممم ..وين ؟"
وقالت بأستغراب " الحجاب "
قالت ريم بخجل " ايه , انا .. انا ناويه ألبسه "
نعيـمه وقفت , وحست بفرح داخلي يتغلغلها , الفرح اللي يحوش كل مسلم لما يعرف انه مسلم اخر قاعد يمتثل لأوامر الله .
وقالت بحب وعجله " يعني حتلبسيه للأبد ! "
ريم صار وجهها احمـر , وقالت " ايــه "
راحت ضمتها بقوه , وقالت " حاضر , حاضر يا حبيبة ألبي , راح يكون عندك بسانيه"
وتحركت بسرعه لخارج الغرفه .. و لما شافتها ريم تطلع , اقعدت على الكرسي بتعب .
عينها تؤلمها مــره , وراسها بعد , وتحس بتعب .
لكن لازم تصبـر
ابوها شكله ما يوحي بالكدر والضيق ..يمكن هذا معناه خيــر
ان شاء الله يكون معناه خيـر .
لأنه إذا غيـر هالشي راح تموت .
جابت نعيمه اللفه السودا اللي جايه فيها ريم من السعـوديه .
واللي لما ألبستها ريم حست براحه داخليـه , لأنها لأول مره تلبسها مع نية عدم قلعها ابدا قدام الرجاجيل .
قالت لها نعيـمه بعد ما شافتها " ما شاء الله " وكملت بأن قالت وعينها مغورقه بالدموع " ابوك يا ريم يستناكي بالسياره تحت , مع السواق "
لفت ريم عن المرايا .
وتوجهت ونعيمه لخارج الشقه ..
وهي واقفه عند المصعد تنتظر وصوله , لأنه ما عندها قوة تنزل الدرج .
سمعت صوت الشقه اللي مقابلتهم تفتح وتسكـر , استغربت لأنها تدري انه ما فيه احد ساكن بالشقه .
رفعت نظرها للشخص اللي طلع , ولما شافت انه رجال ويناظرها هي .. صدت وغضت بصرها بخجل وبعدم اهتمام فيه كشخص .
حست فيـه يقرب من المصعد , لكن فعلا ما اهتمت .
عدلت لفتها بتلقائيه .
قال لها بصوت عميـق وقوي " مرحبا ... ريم "
ارفعت نظرها له بوجل , ميــن هذا !
وكيـف يعرف اسمها ..
وصدت بسرعه وما ردت عليـه ..
كمل الرجل بأن قال " يمكن ما تعرفيـن ميــن انا !؟ ....انا فيصل "
فيصل كان يشوف تعابير وجهها , كان واضح انها باكيــه ..
اللي ما تعرفه ريم ان فيـصل كان شايفها بلندن واعجب فيها , وبأنشغاله مع بدء شركته , ومعاملاته , ومشاريعه ما قدر يتقدم بوقت اقرب ..
ولما قدر تقدم ..
وانقبــل ..وهذا الشي اللي ما كانت متوقعه عقب اللي سمعه من رفضها للعرسان
لكن وجهها ألحين كان مختلـف , كان لوحه من الحزن والتعـب , كان مختلف بقوه .
تحت عينها اسـود وجهها شاحب ..
ريم اسمعت اسمه ..انصدمت ..
فيصل , وش يسوي بالشقه اللي مقابلتهم !
لكن ما ارفعت راسها ..
وش ناوي عليه ابوها , ليه مخليه يسكن قبالهم
حست بالدموع بعينها تتجمع .. صار وجهها احمر .. وعبـر وجهها عن الرفض من غير احساس او شعور منها وبان الضيق عليها من سماع اسمه ..وشدت على ايدها بقوه.
بغلط وتهور منها ادخلت لسجن اسمه فيصل اللي ودها تفلت منه ومهي عارفه .
كانت راح تصيح ألحيــن وقدامه .
واللي ذبحها انها ما كانت تبي تشوفه ..ولا هو يشوفها ..وش عرفه انها هي ريم !؟
وهذا يهـم ! ..ما يهم ابـدا ..
ضحكت بداخلها بسخريه
هه هه ..هو فيـه كل المواصفات اللي يحلمون فيها البنات , وسيـم ..هه ..حتى وهي بعز حزنها ما تقدر تنكر هالواقع .. وسمعته الطيـبه واصله للكـل , لكن ..
لكن اهي قلبها مهو له , مهي سعيده فيـه .
كانت حاسـه بالتوتر , تدعي ربها انه المصعـد يوصل قبل لا يتكلم او يقول شي ثانـي .
فيصل لاحظ تغيـر ملامحها من نطق بأسمه , غورقت عينها , وحس بملامحها الخجل مخلوط بالحزن مو الفرح ..غير عن كل البنات اللي المفروض يكونون سعيدين بخطبتهم وزواجهم .
تـوتر , لأول مره بحياته يتـوتر كذا .
ما حـب يفكـر بالموضوع او يفسـر بكيـفه , لكن تعابير وجهها عطته احساس سئ .
تمنى انه كلامه واحساسه خاطئ .
ريم كان ودها تقول له ابعـد عني , روح , ارفضني قول لأبوي انك ما تبيني , طلبتك قول له .
لكن اسكتت ..
مرت الثواني وهو يتأمل وجهها وهي صاده من غيـر لا تتكلم ..ما اهتمت بردة فعله على سكوتها وتجاهلها له ..ما اهتمت ابــدا
وصل المصعد .
اصعدت وهو تم يشوفها .
من غيـر ولا كلمه .
نعيــمه كانت شاهده على الموقف ككل .
شافت فيـصل من باب الشـقه , ما شاء الله كانت وسامته قويه وتلفت نظر الكـل لكن تعابير وجه ريم كانت رافضه له بقوه ..
وجا في بالها انه اللي مو متأكد انه ريم تحب عمـر .. راح يتأكد من المشهد اللي للتو حصـل , لأنه عدم الأبتسام في وجه بالوسامـه هذي شي صعب إلا على المرأه العاشقـه .
خافت انه الرجل يفهم ريم غلط , خاصه انها ما شافته من قبـل , فظنت انه جارهم الجديد وحاب يسلم فقط ..
وهذا دفعها انه تقـرب منـه وتـقول " معليـش "
لف عليها الرجل , وناظرها بأستغراب ..
اما هي فكملت كلامها بأن قالت " معليـش يا استاز , اصل الست ريم تعبانه شوي , حد عزيز عليها عمل حادس , وهي دبحت حالها من العياط من امس بالليل وما ادرتش تنام من امبارح ... يا عيني عليـها "
نقل نظره للمصعد بتأمل , معقوله هذا هو سبب الحزن والضيق .
يعني مو خطبتها له .
لكن سمع اللي صدمه من نعيمه " السي عمـر لساته صوغيـر , الله يحميه , قلبنا وجعنا لما سمعنا بالحادس "
عمـر !!! , زعــلانه على طليقها , انهيارها على طليقها .
اللي اعرفه انه اثنين يتطلقون لما الحياة تكون بينهم مستحيـله
تصرفات عمـر .. تصرفات ريم ..
وهو الطرف الثالث اللي جا بالوسـط وافسـد الأمور ما بينهم .
لأ ما يبغى يفكـر بهالطريـقه ..
لكن ما في اي معنى لتصرفاتهم غيـركذا .
الحزن اللي بعيونها , ولما سمعت اسمه الضيق اللي بان عليها , وش معناه !
معـقوله انها مجبـوره عليه ..
لأ ..بس الظنون بدت تلعب فيه لعـب .
ما يصير ياخذ كلام الشغاله على انه جـد .
لازم ياخذ الكلمه منها هي ..


الريـــم :

بطريقها للطبيـب ما كان ابوها يكلمها , وما توقعت غيـرهالشي , اصلا حتى ما قال لها تحجبتي او مبروك عالحجاب ..
فكرت بمقابلتها لخطيبها ..
لخطيب الغفله
سندت راسها على النافذه تتأمل الناس .
لــيه ما قالت له انها ما تبغاه , كان لازم تقوله , كان قدامها فرصه ذهبيه وهي ضيعتها من ايدها , بس استحت ..
استحت , ما تقدر تقول لرجال ما ابغاك ..
غورقت اعيونها , وش الدبرا يا ربي , كيــف !
يا ربـــي كيـف ؟
ترسل له رساله مع نعيــمه ..
لأ ما تقدر , ما تقدر
ذا جنــون , جنــون
طيب تقول له كلمه يفهم منها انها ما تبيــه .
المشكله انها ما تقدر تلجأ لأبوها , ابدا , ابدا
رفعت نظرها لأبوها وشافت راسه من ورى .
ولفت تشوف النـاس .
وش ذي التفاهه اللي هي جالسه تفكـر فيها , حبيبها وروحها ما تدري وش جرا له , وش هي اخباره ..
الخطبه ألحين اخر همها ..
اخــر همها ..
كيـف ممكن تعرف حال عمـر بالوقت الحالي كيـف ؟
غمضت عينها بتعب
لكن ردت افتحت بسرعه وقوه .
مها !
فعلاااااا مها , مها ..
هي املها الوحيـد , وشلون ما فكرت فيها من اول .
انشغلت بهمها وتعاستها ونسـت انها تقدر تتصل بمها .
من لهفتها بدت تدور على الجوال بحقيبتها , يميــن ..يســار ..ما فكرت بوجود ابوها بالسياره معها .. انها تعرف كل شي بالنسبه لحالة عمر.. نعمه من الله .
لكن ما له بينه ..الجوال ماله بينه
يا ربـي مهو بوقته يختفي جوالها ألحيـن .
لما عرفت انه الجوال اصلا مهو بالشنـطه , وانها اكيـد نسته بالشـقه .
قلبها بدى يدق بقـوه من معرفتها بقدرتها على معرفة اخباره .. كان ودها تقول لأبوها يردها للشقه ألحين .
لأجل تكـلم مها .
يالله متـى , متــى تنتهـي من هالمشــوار .
يا رب اعني على هالرحله , وعلى الوقــت , يا رب اعني .
حمد كان ملاحظ انه بنته لابسه الحجاب لكن ما علق .. كان تفكيــره متعلق بأتفاقه مع سعود اللي تراجع عنه سعود بأخر لحظه ..
اتفاقهم متعلق بتزويج احد الطرفيــن , وبما انه عمــر رجال وصعب ينجبر على الزواج , التفتوا لريم
حمد حول نظراته للمرآه الجانبيه للسياره وشاف بنته اللي جالسه وراه .
كان راح يجبرها على الزواج , لأنه اللي توصلوا له هو وسعود , انه ابتعاد عمر عن ريم , وريم عن عمـر شي فيـه خيــر للأثنين .
وش العمل ألحيــن , هل يستمر فيه هو , او يتركه ..
ان استمر فالضرر اللي راح يصيب بنته أو غيــرها راح يكون مسؤوليته , لكن ان انسحب هو بعد فما راح يكون فيه اضرار .
المفروض بعد اللي عملته ريم امس واليوم , يتخذ خطوه لأكمال الزواج أو التراجع عن قراره ..
يا الله وش كثـر القرار صعــب , صعب مره


مهـــا :

وصلوا للمستشـفى واهو بعد كلمته بالفندق ما عاد كلمها .
ولاهي كلمته ..
تجاهلته بالوقت الحالي فقط , ما لها نيه تتكلم ..
كانت حاسـه بحريقه شابه داخلها منه ومن تصرفه , شلون ألحين , شلووووووون , ليش ما يخلي بدر يروح , ليش اهو , ليـــش
يعني بدر ريال , ليش ما يستقبلهم .
اهو المفروض ألحين مشغول معاها , ومع عمـر..
المفروض يكون معاهم , مو يفرفر بالمطار يستقبل فلان وعلان ..
أو يستقبل الزفتــه ..
الخايســـه , ما لقت إلا مصر تتعالج فيها امها .. يا مكثر البلدان .. لكن لااااااااااااااااااااااااااا تبي تكون موجود يم حبيب القلب
حبها برص ..
وصلوا للمستشفى .
واهي نزلت قبله من السياره , اما اهو فقعد يكلم السواق وبعدها نزل .
مشت بقربه .
وقلبها بدى يضرب بقوه ..
الثقه اللي صبرتها طول هالوقت تبخرت , كل الأفكار غيــر عمر طارت
كانت حاسه بالخوف والفزع من اللي راح تشـوفه .
الأطمئنان اللي كان بقلبها يطير , كلما قربوا من المكان اللي هم قاصدينه .
لما وصلوا للباب , وقف , وهي وقف قلبها .
لف عليها قبل ما يدخل
قال بكل بهدوء" ألحين بندخل يا مها , ما ابغى صياح ونواح , عمي سعود موجود بتضيقين صدره , عمـر شكله يخرع لكن هو ما فيه إلا العافيـه ,مفهـوم "
الخوف ملاها , ما تبي تدخل .
وقالت هالكلمه على طول " ما ابي ادخل , ابي ارد الفندق "
نزل ايده عن مسكة الباب .
بكل هدوء قال " مها خلاص , انا مكلم عمي سعود اليوم الصبـح , وعمـر كان صاحي وتكلم مع الدكتور "
شافته بنظراتها الدامعه ..
تأملها لفتره ..
وقال " يلا "
فتح لها الباب , أشر على الباب المفتـوح .
ما لمسها او مسكها , يبيها تعتمد على نفسـها ,يبيها تكون اقوى , وتتخطى الخوف لحالها , ما يضمن انه يكون موجود دايما قربها , ما يضمن انه جدها يكون دايما قربها , ما يضمن انه عمر يكون دايما قربها .
مشــت ببطئ للباب ولما مرت بقربه , سمعته يقول بصوت هامس " ثقي انه ما فيـه شي "
دخلت .
تجنبت النظر للفراش اللي متوسـط الغرفه .
وخلت عينها على جدها اللي كان يتكلم بالتليـفون وظهره للباب , ويشوف الدريشـه , و واضح انه ما كان منتبه لهم .
وبخوف وبقلب يرجف نقلت نظرها للفراش .
ما كان واضح شي منه .
وقربت خطـوه , وقلبها مع كل خطوه يزيد رجفته .
لما شافته شهقت ورفعت ايدها بسرعه على فمها .
تكتم الصوت اللي صدر , حست بجسد قريب منها من خلف لكن مو لامسها ..
سمعت صوت خالد الهادي من خلفها اللي قال " مها تماسكي "
طلعت منها شهـقه بكا , وردت تحاول تكتمها .
" تقدمي منه , شوي , شوي .."
لفت عليه , على خالد وقالت بهمـس باكي " ما أقدر "
" إلا تقدريـن .. هذا خالك .. ما فيـه شي "
وجهه كان عباره عن دفع لها للأمام , كان واثق فيها , و واثق من حالة صاحبـه .
ورد قال " هو بخيـر "
ما كان لامسها , وتقدمت شوي شوي .
لما صارت قباله .امسكت طرف السرير , تألمت من منظره , وتسألت إذا هي متألمه من المنظر وبس , اهو اللي قاعد يعاني من هالجروح شنو قاعد يحـس فيه .
جبهته كانت مغطاة بشاش ابيـض , الجزء غيـر المغطى بالشاش كان لونه أزرق و احمر .
خاصه جهة عيــنه اليميـن وخده اليمين , إلى رقبته , اما الجهه اليسار فكانت تقدر تشوف لون بشرته الأصلي .
حست بخالد يوقف قربها من السرير .
وجوده قربها واحساسها بحرارة جسمه كانت شي مطمن لها .
نقلت نظرها لجسم عمر , الدربات اللي بأيده كثيـره ,لكن اللي فزعها اهو منظر رجوله الثنتين اللي كانوا مغلفين بجبس , ومرفوعين بأله لأعلى .
كان شكل رجله يفزع , تنفست بقوة , ولفت على خالد , اللي كان شكله عادي ومتماسك , لكن ما احد يدري بالضيق والهم , الجمر اللي بصدره من حال صاحبه .
ردت تشوفه , حست بالدمعه اللي نزلت على خدها , ارفعت ايدها وامسحت دمعتها بعنف , عمـر ما فيه شي , خالد يقول بس شكله اهو اللي يخرع , لكن الواقع غيـر ..
خالد ما انتبه لدمعتها .
جدها اللي كان انهى اتصاله بالكويت بعد ما شاف حفيدته , وتابع مشهد ضيقها بصمت , لكن لما انزلت دمعتها قال بصوته الخشن " تعالي يا مها "
ارفعت عينها عن عمـر وشافت ابوها سعود فاتح ايده لها على وسعها .
قربت بهدوء من غيـر عجله من جدها .
تحاول بهالوقت انها تتماسك عشان ما تنفجر بالبكاء , لأنها ابوها سعـود ما يستاهل تزيد على ضيقه ضيـق .
لما قربت ضمها لها بقوة .
تنهدت بقوه وحست بامان منقطع النظير , لكن ما بكت , بالعكس كانت متمالكه حالها , يمكن لأنه خالد كان قربها وموجود اهو اللي ساهم بأنها تكون متمالكه نفسـها , حتى من غيـر لا يضمها ,احساسها بوجوده كان قوه .
خالد شافهم ..جدها هو الأمان لها .. الصدر الحنون !
هه عمه سعود الصدر الحنـون بس هذا الواقع بالنسبه لمها .
قعد على الكرسي , حتى عمه قام يغار منه ..
المفروض بعد اليوم يكون واثق من نفسـه ويوقف جنون الغيره اللي تملاه , لكن مو قادر يمنع نفسـه من انه يتضايق من اي شخص يحس انه اقرب لها منه .
ألحين هم تقدموا لخطوه للأمام وهالشي ممتاز ..
بس يتأمل انه علاقتهم ما تتوتر من قدوم خطيبته المزعومه , الحمدلله انه ما كان رد فعل مها عنيـف مثل ما كان متصور .
على الأقل هو ألحين قربها , بنفس غرفتها وهذي خطوه عظيمه راح تمكنه من التفاهم معاها , من البقاء معاها لأطول فتره ممكنه .
شاف عمه وحنانه على حفيدته وكلامه معاها بحنان , نادر ينسمع من عمه سعود .
اهو ما سلم أول ما دخل لأنه انشغل بمها وردة فعلها على شوفة خالها , وما كان مركز على شي ثاني .
بعد ما شاف انه الضمه اللي بين مها وجدها بتطول , قرب وقال بصوت قوي " السلام عليـكم عمي "
ومد ايده اللي تلاقها عمه .
بعد فتــره تركهم عمه سعـود اللي استاذن لأنه بيروح يرتاح .. طبعا خالد لما عرف انه عمه سعود ظل طول الليل ما قدر يقول شي او يشره عليـه لأنه اب , واكيـد انه كان ناوي يقعد مع ابنه لفتره .
لكن هذا ما منعه انه يقول لعمه بصرامه انه إذا فيه شخص بينام بالليل عند عمـر فهو خالد ..
كان هو ومها مع عمـر ..
مها بأيدها قرآن , وخالد سرحان ..بمها !


سمانثا :

قلبها بده يحرقها على عمر ..
ويــنه ..
وين اهله , وين مها , وين خالد .
كانت قاعده باللوبي من الصبح وما شافتهم .
حاولت تحصل على ارقام غرفهم لكن الأستقبال رفض انه يعطيها هالشي .
تمنت من كل قلبها انها تعرف ولو حتى اصغـر خبـر عن عمر .
سفرتها بتكون بعد اسبوع وثلاث ايام بالضبط !
خايفه تمر الأيام وما اشوفك ؟
عمـر وينك ؟


ريــم :

توها جت من عند الدكـتور اللي عطاها كلمتين بالعظم على اهمالها لصحتها ,وعلى اهمالها لأيدها بالذات .
وبحضور ابوها , اللي كل ما قال الدكتور كلمه عطاها نظره قاسيـه .
شافت كف ايدها للمره المليـون ,وتذكرت كيـف كان شكل ايدها يقزز .
الخياط تقطع الدم كان مالي كفها ..بعدت عينها باشمئزاز عن كفها لما تذكرت المنظر .
لما وصلت للعماره , ما صدقت
كانت تبغى تجري ..
تركض بأقصى سرعتها ..
تبغى توصل لجوالها ..
وألحين الجوال بأيدها , وترجف , خايـفه من عاقبة اتصالها .
كانت حاطته على اذنها ومن غيــر شعـور ادموعها تنزل على خدها , والخوف ماليها .
بعد ثلاث رنات سمعت صوت مها المتعب يقول " ألو .."
اهني بس بدت ترجف ..وقالت والرجفه مهي مخليه كلامها واضح " مـ..ـهـ..ـا "
اخيـرا راح تعرف اخباره , اخيـرا راح تسمـع وش فيــه ؟
حبيبها ..
اخيــــــرا
مها اللي بالطرف الثاني من الخط , كانت قاعده قرب عمـر , و بأيدها القرأن , خالد توه طالع يجيب لهم غداء , بعد ما اطمئنت على حالة عمـر , اللي جدها شرحها لها قبل لا يروح للشقه ويستريح ..
ما كانت ناويه تغادر مكانها قرب عمـر
ومشاعر خالد مماثله لمشاعرها .
وبالتالي اثنينهم اتفقوا على البقاء إلى مساء , وبالواقع كانوا اثنينهم يأملون ان عمـر يفتح عيــنه لهم ويكلمهم مثل ما كلم ابوه سعود
قالت بصوت متأثر " ريـــــــم "
ريم حاولت تتماسك وقالت على قد ما تقدر من تماسك " بس ابغى ...اعـ...ـرف ..؟؟"
اعرفت مها ريم شنو تبي تعرف ..
الثواني مرت على ريم ساعات , وهذا اللي خلاها تستعجل مها فقالت " طلبتـ...ـك ..طمنـ..ـي قلـ..ـبي ... "
وهذا خلا مها تقول بكل لهفه ورغبه بالتطميــن " اهو بخيـر , بخيــر يا ريم .."
اهني بكـــت ريم , بكــــت من كل قلبها ..
الحمــدلله , الحمدلله ..
صوت بكاها كان عالي واللي يسمعه يعرف انه قلب الباكي كان منفطر , متقطع
الراحـــه , الراحه ..
الحمدلله , الحمدلله ..
مها تأثرت من بكا ريم وحست انها راح تبكي وانه دموعها على طريف ..
اهي نفسيتها السيئه وحملها مخليـها حساسه , اصلا اهي ملت من كثر ما بكت بالفتره الأخيـره ..
ملت من نفسـها , بس ما تقدر تمنع رغبتها أو تمنع دموعها .
ريم اللي كانت واقفه اقعدت من قوة المشاعر والفرح اللي انطلق بصدرها ..
عمــر
بخـيــر .
وقالت لمها من بين شهقاتها الباكيـه " الحمـ..ـد لـ..له ....الـ...حـمـ...ـد لله "
قالت مها " ايه الحمدلله , طبعا شكله ما يسر عدو ولا صديق , بس شي اهون من شي .. لكن .."
ريم اللي قدرت أخيرا تتمالك نفسـها فز قلبها على كلمة لكـن وقالت " لكـ ..ـن .....وشووووو ؟! "
تنهدت مها تحاول تطلع الضيقه اللي بصدرها " أ ه ه ه ه ه ه ريله اليميـن متكسـره تكســر وتحتاج فتره للعلاج , وبعدين تحتاج اعادة تأهيـل , وحـوسه الله يعيــن بس "
حطت ريم ايدها على جبهتها وغطت عينها ..رجله اليميــن .
الله يعيــن ..
عمر على عناده بيذبحهم لأجل يطلع من المستشفى .
تعرفه زيــن يكـره القيـد ويكره المستشفى ..
هذا بيكون اكبـر اختبار لعمـر , عمر اللي يحب الحريه .
الأنطلاق ..
يكره انه يبقى بمكان واحـد .
اللي يعرف عمر زيـن , بيعرف صعوبة هالشي عليه .
يا رب عينه وساعده على تخطي هالوضع ..
بس عادي , اصابه اهون من اصابه , الحمدلله اللي احفظه لهم , الحمدلله اللي احفظه .
وقالت بهدوء " مهـا .. أبغى ..." واسكتت لكنها بعدين قوت قلبها وقالت " " ابغى اسـ ....ابغى اسمع صوته ..أبـ .."
وبعدين سكتت ..
وجا الرد من مها اللي تنهدت وحطت ايدها على بطنها و قالت " اهو ألحين نايم " ابتسمت مها بحنان وهي تشوفه ..وبدت توصفه لريم من غير شعور..
ما تدري ليش ..
بس بدت تقول بصوت حنون ..
" مستلقي على ظهره .. لأنه ما يقدر ينسدح بغيـر هالطريقه .. اللي يشوف هدوء ملامحه من جهة اليساره يظن انه نايم عادي .. لكن اللي .....لكن اللي يروح لجهة اليميـن ويشوف اللون الأحمر , والأسود اللي مغطي ومنتشر على جلده يعرف انه مخدر .. جبهته مغطيها شاش .. ذراعه مغروز فيها الدربات واحد للتغذيه , وواحد للدوا , وواحد ثاني لدوا بعد.."
بعد ما انتبهت لحالها وانها قاعده توصف حالة عمـر , سكتت .
الأنسانه بالجهه الثانيه من التليـفون واللي كانت صامته طول الفتره قالت برجفه " مها ....رجـ..ـيتك ..كملي , رجيتك كملي .."
غمضـت مها عينها , تمنع دمعه من النزول , وكملت لأنها حست بالحرقه اللي ماليه قلب ريم, ولأنها مقدره ظرف ريم اللي يمنعها من انها تكون معاه وقالت " ..اممممم ..كتفـه اليمين وذراعه فيهم رضه قويه , تطلب من الدكتور انه يلفها له بشاش , ريــله ......اممممم .." سكتت وبعدين لما اعرفت انها ما راح تبكي قالت " ريله اليسار فيها جبـس لكسـر فيها ..اما ريله اليـ ...اممم ريله اليـمين فيها جبس , واثنينهم مرفوعين لفوق ..وبـس "
اسمعت النفـس القوي اللي خذته ريم ..
وبعدين سمعت صوت ريم المخنوق يقول " الحمدلله انه رجع سالم , وهذا هو المهم ألحيــن .."
ريم من وصف مها له ,حست بضيق والم براسها شديد .
وكملت بأن قالت " مها انا مضطره اسكره ألحين , طلبتك يا مها ان صحا , او صار له اي شي جديد اتصلي علي وقولي , هذي امانه , تعرفيــن وش يعني امانه ؟! "
قالت لها مها بكل جديه " ان شاء الله , يا ريم "
قالت ريم " انا راح اتصل عليكي من وقت لوقت على حسب ظروفي ..استودعتك واستودعته الله "
ريم استلقت بفراشها .. وقالت من اعماق روحهــا ( يــــا رب ساعده )
بعد ما سكرت مها التليـفون , دخل خالد عليها , كان حامل معاه غدا لهم وحقيبة شغل ..
عطاها ساندويشاتها , وعصيرها وجلس بعيد ..
قالت له بهمس " مشكور "
رد عليها بهدوء " حياكي الله "
لما الحين مو عارفه تتعامل معاه واهي مغتاظه منه للدرجه هذي !
من اول ما غادر الغرفه واهي افكارها معاه , كانت القران بأيدها حاولت تقرى ..
لكن افكارها دايما تطيـر له , وتروح له هو .
هل يا ترى بيروح لسمـر ولا لأ , يعني معقول انه كان يمزح .
توترت من افكارها الغبيه , يعني شلون يمزح بشي مثل هذا !!
اكيد راح يروح..
ما كانت تبي تفتح موضوع مثل هذا بهالمكان , وبهالوقت بالخصوص .
كانت تشوفه مطلع أوراق , ويقرى فيهم ..
ردت اهي تقرى القرأن عسى الله يشرح لها صدرها .
مرت ساعات وهم على هالحال ..
وجا ابوها سعود بالليل , وعمـر ما صحا .
قعد ابوها سعود , وبدى يتكلم مع خالد , عن الشغل , وعن امور ثانيـه .
كانت تشوف خالد شلون مركز مع جدها وشلون متفاعل معاه ..
ولاحظت فجأه تغيــر ملامحه للبرود , لفت على جدها سعود , تبي تعرف عن شنو كانوا يتكلمون ..
وسمعت جدها يقول "......عاد انا قلت لأخوان عمر انه ما في داعي قدوم احد منهم ..لكن مثل ما انت تدري غانــم شوره بأيده , وقرر انه لازم ايي لمصــر "
كان واضح على جدها الأمتعاض , خالها غانم , انسان غريب الأطوار !! , هذا اقل ما يقال عنه .. صريح زياده عن اللزوم , ولا مبالي زياده عن اللزوم , ومهمل زياده عن اللزوم , ويرمي الكلام ولا همه احد ! وهذا سبب في توتر علاقته بجدها .
خالها غانــم راح ايي لمصــر ..
لفت على خالد مستغربه ليش ما اعجبه انه خالها غانم راح يجي لمصـر , اهي اللي تعرفه انه غانم وخالد علاقتهم عاديه جدا , ما تتطلب انه خالد يتضايق من قدومه .
خالد لما قال عمه سعـود طاري غانم .. تضايـق .. تضايق كثــير لأنه الوحيــد الشاهد على قدومه مليــون مره لمها ورفضها لمقابلته .. لأنه اهو اللي كان المرسال بينه وبينهما ..لأنه بفتره خلافهم الأساسيه عمه سعود , وعمر ما كانوا بالكويت والموجود اهو غانم .
عمر يدري انه جا لمها عدة مرات , لكن ما شهد بعينه على الوضع , على عكس غانم اللي كان شاهد على اذلاله من مها .
رفع راسه وشاف مها تشوفه ..
وتضايق اكثـر ..لكن ما بين بوجهه شي الحين .
مر الوقت وتكلم جدها سعود عن امور ثانيه .
ومها نست سالفة خالها غانم ..وراح بالها للأهم سمـر !
كانت ساكته متوتره , وكلما حست انه الوقت اظلم أو تأخر تتوتر أكثـر .
وبعد مرور بعض الوقت قام خالد من مكانه وقال الشي اللي خلا الدم يفور بكل جســم مها !
" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "






الكاتبه

black widow

اللهم اني استغفرك واتوب اليك


البارت الرابع والعشرين

*** مواجع القلب مفتوحه ... داريتها واحترق صدري ***

نظرة الحب
03-28-2011, 05:54 PM
" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "
قالها بطريقه عاديه جدا جدا .
كنه مو عارف تأثيرها عليها .
مها اسمعت هالكلمه وبغت تفقد عقلها ..
ردت من غيــر تفكـــير , وبسرعه " تو النـــاس , ما في داعي نروح ألحين "
شافها وقال بنبرة ضجـر " مها .."
عرفت من نبرته انه يقصد لا تطوليـن الموضوع ..
كانت بتقول كلام اكثر وتحتج اكثر لكن ...
تدري انها قاعده تمطط السالفه , بس ما تقدر تخليــه يروح كذا من غيــر نقاش ..
يعني شنو يبيها تسوي , تقوله روح , عادي ..
رايح يستقبــل خطيبته .
بدى قلبها يطق بقوه ...
بوم
بوم
بوم
بوم
بقوه لدرجة انها حست انهم سامعيــنه .
ردة فعلها ألحين راح تحدد مصيــرهم بوايد اشياء , وايد ..
كانت تشوف خالد رد يكلم جدها سعود عن ترتيبات المنامه عند عمــر وغيــره .
ما أحد معطيها انتباهه , وهذا خلاها تحاول تتمالك نفســها عشان ما تنفجر .
مها تعوذي من الشيطان
مها لا تخربين على روحج بهالوقت بالذات
مها ركزي على شي ثاني .
اهو لما ألحين ما تزوج بنت عمه يعني ما راح يصير بينهم شي .
وان استقبلها بالمطار اخرتها بيرد لج , صح ولا لأ ..
ويدج موجود ما تقدرين ترميـــن عليه كم كلمه ..لأنه ابوج سعود بكل بساطه راح يعصب , واحتمال يمنع رجوعج له , وانتي ما تقدرين تتخليـن عنه بالوقت الحالي .
كانت شاده على شنطتها بقوه ومن كثـر شدها حست انه ايدها راح تتكســر .
شافته يهز راسه لكلمه قالها له يدها سعود ..
وقالت في بالها ألحين , ألحين ردي بهدوء , واكسبي معركتج مع نفســج .. انتي جم مره تتهاوشيــن معاه على نفس الموضوع وما استفدتي شي , شوفي الهدوء وين راح يوديج , يمكن بيوصلج لمكان افضـل , يمكن ..
شافته يلف عليها للمره الثانيه بعد ما انتهى من كلامه مع ابوها سعود ..
كانت نظرته تقول (يلا خلصيني )
فكرت انه راح يردها للفندق , واهي مو مستحمله , ما تقدر ترجـع للفندق وافكارها السلبيـه تسيطرعليها , خاصه انه ما راح يكون معاها لأجل يطمنها , فقالت بهدوء " خالد ابي اقعد مع ابوي سعــود وعمـر شوي "
شافت نظرة خالد تتحول للضيق ..
و فتح حلجه بيتكلم .. لكن اسبقه ابوها سعود ..
وقال بصوت صارم " لا يا مها , انتي من الصبح تقريبا قاعده على الكرسي , وهالشي مو زين حق مره بوضعج , توكلي ألحين مع خالد , وان شاء الله باجر تعالي "
النار تاكل قلبها اكال .
ابوها سعـود مو فاهم شي , اهي مو هامها تعبـها , اهي تبي راحة البال بس ..
لكن وعدها لنفسها انها تكون قويه وانها تصبر يتطلب منها انها تسمع كلمة ابوها , وخلاص تقـوم وتطلع قبل لا تفقد السيطره موليه.
وبكل هدوء استطاعت انها تجمعه بهالثواني هزت راسها بالموافقه وقامت من كرسيها هدوء , هي متأكده انه اللي يشوفها , يشوف انسانه بقمة الهدوء ..
مشت خطوه , خطوه , تتمنى انها تقدر تحافظ على اعصابها إلى ان تطلع على الأقل
وباست عمر النايم على خده اليسار وسلمت على يدها وقالت " مع السلامه "
وتحركت لبرا الغــرفه من غيــر اي نظره لخالد .
خالد تابعها بنظره من غيـر اي كلمه ,هو تنرفز من خروجها من الغرفه من دون ما تنتظره , لكن قرر يقصر الشر..
شافها تفتح الباب بكل هدوء وتطلع من الغـرفه من غيـر اي اهتمام فيـه , أو نظره ثانيه له .
لف على عمه سعـود وقال له " خلاص يا عمـي , اجل اتفقنا , انا الليله راح اكون مع عمـر "
رد عليه عمه سعود بأن هز راسه وقال " ايـه ان شاء الله .."
تحرك خالد للباب , وسمع صوت عمـه من وراه يقـول " خالد "
لما لف عليه خالد قال له " ديـر بالك عليها "
هالكلمه دليل على عدم ثقة عمه سعـود فيـه ..
مهما تعدلت علاقته مع عمه سعود او تكلموا بتحضر يظل فيه غمامه عدم ثقه تحيط فيهم بما يتعلق بمها .
هز راسه بهدوء بالموافقه وطلع ..
مها كانت تغلي بس خلاص هذا اللي تقدر عليه بالوقت الحالي ..ما كانت تقدر تنطره داخل , وما تقدر تروح له او تجامله واهي بهالوضع الناري
كل كلامها المنطقي لنفسها مو قاعد يفيدها ابدا .. ابدا
قلبها مو قاعد يمشــي على تعاليم عقلــها .
شتسوي تشلع قلبها من صدرها وتفتك ولا شنوووو .
حست بخالد لما طلع , ما كلمها ولا اهي حاولت تكلمه ..
وتحركوا من غيـر اي كلام للسياره , كل واحد فيهم يتجنب الكلام مع الطرف الثاني , لأنهم عارفيـن انهم راح يتهاوشون ان وجهوا الكلام لبعـض , لكـن لما قربوا من الباب الرئيسي للمستشفـى .
مها وقفــت
كانت تشـوف مشــهد جدامها خلاها توقف وما تقدر تتحرك ..
وبدت ترجف .
مره قاعده على كرسي متحرك , وجالســـين ينقلــوها لمكان ثاني بسرعه ..
حامل ..
وتصــرخ من الألم !!
كان اغلب كلامها بهالصيغــه " أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ , ماما تعالي لي يا ماما "
ثم تسكت وترد تصرخ " ما أقدرش , والنبي ما أقدرش "
"أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه " صراخها كان صراخ ألم فظيـــع .
مها كانت تشوفها , وحست ان اسوأ كوابيسها تمثل قدامها ..
اهي لأول مره تشوف وحده تصرخ من الألم من الولاده جذي ..
يعني انا راح يصير فيـني جذي !؟
وماتت من الخوف .
خالد شاف المره اللي تصــرخ بضيق ووخر نظره , ازعجت الناس الله يهداها .
وش بلاها هالحرمه تصرخ كذا ,جد ازعجت العالم...
يا كثــر الحريم اللي اولدوا وما اعملو اللي هي تعملــه ..
كان هو واقف ينتظر السواق يجيب السياره لباب المستشفى .
الحمدلله انهم قاعدين ينقلونها لمكان ثاني
وفجأه حــس بشي يتعلق بذراعه !
لف بصدمه واكتشف انه الشي اللي تعلق فيه هي
مها !
مها انطلقت لصدر زوجها وقالت بخــوف " خالد شوفــها ...شوفها ..ابيه شكلها متألمه وايـــــــــد , ابيـه شفيـــــــها , شفيــها "
خالد فكــر بضيق من ناحيه شكلها متألمه فهي فعلا شكلها كذا , كانت تصرخ من اقصى قلبها , ما يقدر ينكر هالشي .
استوعـــب انه مها حــامل وهذي اكيـــد افزعتها
كملت مها كلمتها " خالد , ابيــه انا راح يصير فيــني جذي , صــح "
ما خلته يرد عليها
حس فيها تهستـــر واهي تقــول " خالد انا ما ابي اولد , خلاص بس ما ابي اولد , خلاااااااااص ابي اخلي البيبي في بطني "
طبعا خالد انصدم من هالفكــره و وما يدري كيــف اخطرت على بالها
جتـــه الضحــكه بس حاول يكتمها ..
حاول يركز على طريقه انه يهون عليها الموضوع ...هالحرمه كانوا ينقلوها بسرعه لمكان اخر وصراخها قاعد يخف كلما بعدت ..
بس مها كانت تشوف الباب اللي اختفت من وراه المرأة ..
وفجأه لفت على زوجها وقالت " خنقول للدكتــور يلاااا , خنقـــوله .."
خالد كل ثانيه تمر قاعد يحس انه كتم الضحكه يكون اصعــب , لكن حاول وقال على كثـر ما يقدر ..
أو بالأصح قال بكل اللي يقدر عليه من جديه " وش نقــوله !! "
هزت بذراعه وقالت " خالد شفيــــك مو قاعد تفهــــم , ما شفــــت المرااااااااا , انا ما ابي اولد , نقــوله اني ما ابي اولد "
لي حد هنا وما يقدر يكتم ..قاوم ضحكته ..لكن ما قدر يقاوم الأبتسامه .
اما هي فلما شافت ابتســامته ..غورقت عيــونها ..
اتركت ذراعه بقوه .
وقالت برجفه , وغيــظ " تضحك هاااااااا , ايضحك صح !! , مو انت اللي راح تولد , اكيــد ايضحكك ...انا اللي راح اتألم "
وكانت راح تعطيـه ظهرها وتروح ....وين !!! اهي نفســها ما تدري , بس قهرها انه ابتســـم , اهي خايــفه , المره اللي تولد كان اتصروع الواحد , واهي اول مره تحمـــل , وخايــفه , من كل قلبها خايــفه .
ما مشت خطوتيــن إلا حست بذراع تمسكها , وصوته واهو يضحك بهدوء ..
لما لفت عليــه وشافته يضحــك ..
انقهرت اكثــر , انزلت دمعتها " وااااااااي ليش تضحـــك "
هههههههههههههههههههههه .
الضحك صار ازيـــد , بدااااا الدلــع , ألحين لو شنو عمــل ما راح يرضيها .
اهو ما كان قادر يسكــت عن الضحــك , بس لما شاف دمعتها حاول يسكت.. واهو يقول " طيــب ..طيــب نروح للدكتــور ما في اي مشـكله "
اهي انقهرت اكثـــر وقالت " انت قاعد تاخذني على قد عقلي , تدري ان الدكتــور ما راح يسوي شي "
عورت قلبه , ما كان المفروض يضحــك ..حس بحنان بقلبه يتدفق لها .
كان المفروض يتفـهم موقفها ..
بس كيـف يقدر يقاوم الضحك وهي كذا
كتم الضحكه
وقال بكل جديـه " انا اســـف , معاكي حــق "
تفاجأت , ما توقعت انه راح يعتذر ..
وهذا سحب النرفزه منها ..
وردت لمشاعر الخوف اللي اختفى لفتره بسيطه من العصبيه اللي أصابتها من ضحكته .
وخلاها تقــول بهمـس " انا خايفه يا خالد "
سكت للحظه يفكـر بكلمتها بأستغراق وبعـدين قال بعقلية الرجل " لا تخافيـــن لو كان يألم للدرجه ذي , ما كانوا الحريم جابوا واحد واثنين وثلاث ....وهذي التجربه... هي جديده عليك , حكمي عليها بنفســك , لا تخلي احد يأثر على حكمك , استمتعي فيها للأخر "
استمتعي فيها للأخر !
نزلت عينها وتنهدت , فكــرت شلون استمتع بهالتجربه , اشلـــون ..
وانا ماني قادره اركـز عليها , دوم تفكيــري فيــك , عليك , ومنك .
نظراتها وتعابيرها انقلت لخالد مشاعر الضيق والخوف..
وكان وده يضمها لصدره , حاسها بهالوقت زي الطفـله , بشكل غريــب لكن كانوا بمكان عام .
التفت بسرعه بعد ما استوعب انهم فعلا بمكان عام , لكن حمد ربه انه ما احد انتبه على المسرحيـه اللي توها صارت بينهم .
لازم يحاول انه يهون عليها الوضـع , يدري ان كلامه قد لا يكون له اي أثر ..
وهذا خلاه يعزم ان ينفذ اللي في باله , ويخليها مثل ما شافت الجانب المفزع للعمليه تشوف الجانب الحلو فيها
مسك ايدها , وخذاها معاه بهدوء
شافته واهي مستغربه , خاصه انه أبعدها عن باب المستشفى الرئيسي ..
كان ودها تسأله لوين ناوي ياخذها ..
لكن اسكتت ..
دخلها من باب جانبي , ومشى بممر طويـل , واهي وراه ..
لما اوصلوا لزجاج كبيـــر موجود بالممر , اهني حط ايده على ظهرها , ومشاها جدامه كتوجيـه لها , وخلاها تواجه الزجاج .
اشهـــقت من المنظر , ما توقعت ابدا انه يجيبها لهالمكان
كانت هذي غرفه اطفال رضع ..
توهم مولديـــــن .
وقف قربها وتسند على الحاجز اللي يطل على الزجاج وقال بهدوء " انا بعد حادث عمـر , مشــيت بالمستشفى , لأجل اظهر الضغط ..و وصلت للمكان ذا......وقفت ...وبديت اتأمل هالمكان واتأمل الأطفال "
لفت عليه وشافته مستغرق بالزجاج ويتأمل الأطفال ..
كان وجهه عباره عن حنان متدفق ..
وردت تتأمل الأطفال
وسمعت صوته اللي كان يوصل لها ..
" بيجي طفل لنا , انا وانتي , هذي نعمـه , مهي نقمــه , لا تفكرين بالألم إذا كانت النتيــجه بالروعه ذي ....انا ما راح افهم مشاعرك بالضبط لكن ..احاول اقدرها على قد ما اقدر "
شافت الممرضه تحمل طفــل كان يبكي , شافت احمرار بشرته من تأثيــر البكا , شافت صــغر حجمه ..
ورق قلبــها ..
جذي بيكون طفــلي ..
انقلت نظرها لطفل ثاني , ولطفل ثالث ..
كلهم فيهم براءه وجمال غريــب .
قربت من زوجها وشبكت ذراعها بذراعه , وسندت راسها على كتفــه , وبقوا بمكانهم لدقايق معدوده..
وقطع عليهم لحظتهم الرائعه ذي , صوت تليــفونه .
خالد كان راح يتجاهل التليــفون ..
لكن لما استمر الرنين اضطر يرد
ابتعدت مها عنــه بضيق , اللحظه اللي بينهم انتهت , انقطعت بالواقع .
غابت عن الواقع للحظات مع كلامه ومع منظر الأطفال ..
هاللحظات كانت فعلا قيمه , ردت نظرها للرضع .
الأتصال كان من امه , اللي حبت تتأكد انه طلع للمطار او لأ .
بعد ما انهى الأتصال , قال لمها بصوت صارم " مها يلا نطلع من المستشفى تأخرنا .."


مرت ساعتيـــن :

مها كانت وقتها بغرفتها بالفندق ..
رحلتهم للفنــدق كانت صامتـــه ..
ما احد تكلم فيهم عن مشاعره أو احاسيـــسه , أو الكلام اللي انقال ..
كانت مستلقيـــه بفراشها تحاول تحايل النوم ..
لكن هيهات النـــوم يزورها وخيالاتها الســـــــــــيئه واللي تذبح موجوده بقلبها وعقـــلها
انقلبت للمره المليـــون بفراشــها خلال الساعتيــن ..
كانت مثل النايم على الجمر ..
تذكـــر شكـــل سمـــر وغمازاتها وجمالها
وتقيـــد النار اكثــر واكثـــر
وتذكر انها خطيبـــته وتموت اكثــر واكثـــر
وااااااااااااااااااااا عذابـــي اللي ما يرحم ..
انا الغلطانه اللي حبيـــته هو ..هو بالذات ..
انا الغلطانه اللي تزوجته
انا الغلطانه ..
قامت من الفراش, لأنها حســـت انها قاعده تخدع روحها بالسدحه على الفراش ..
كانت تشــوف الأغراض المنتشره بغرفتها و ودها ترمي كل شي بغرفتها على الأرض , ودها تكســـر كل شي ..
كانت صوت الأغاني واصل لها من المراكــب القريبـــه اللي على النيـــل .. صوت فرح الناس يقهرها ..
لأنها تفكــر انه خالد وسمــر اكيد ألحين فرحانين باللقا ..
فرحانين بشوفة بعض
بس انا اللي منقثــه ومنقهره اهني ..
ارفعت اصابعها لفمها وبدت تعض بأظافرها بقهـر ..
كان ودها بشي يطلع اللي بصدرها كله , ودها تصرخ تصرخ بقوه !!
سمعت صوت باب غرفتها يطق ..
للحظات استغربت ..منـــو !!
...
...
...
ما فيه غيــره , اكيــد خالد !
خالد ..
فرحــــت ..
راحت على طول للباب عشان تفتحه , وفي بالها انه خالد , جا يهون عليها .. ويقول لها انه يحبها اخيــرا , جا يجبر بخاطرها ..
كان وجهها مبتســم
افتحته بكل قــوه من غيــر لا تشوف الفتحه , او اي شي ..
لكن الأبتسامه ابهتت عن وجهها لما شافــت اللي عند الباب ..
ساره
اكيد بتعطيها جم كلمه فوق راسها ..اكيد اعرفوا ان خالد انتقل لغرفتها , ويايه تضايقها بالكلام ..
هالمره ان تكلمت ما راح تسكت , راح ترد عليها , اهي مو مضطره تسمع كلام مثل هالكلام خاصه منهم .
ساره كانت متوتره عند الباب , كانت عارفه انها اغلطت بحق مها , وانها المفروض لأجل تراضيها انها تعتذر ..
واليوم جمعت قوتها بعد ما اعرفت من امها ان خال مها عمل حادث .
لما افتحت مها الباب والأبتسامه على وجهها تفاءلت لكن لما شافت خفوت الأبتسامه .. عرفت ان الأبتسامه ما كانت لها ..وهذا وترها اكثــر
وقالت بسرعه لتقطع الصمت المحرج " الحمدلله على سلامة خالك , كيـف حاله ألحين ؟ "
مها شافتها للحظات وبعدين ردت بطريقه رسميه " الله يسلمج , بخيـر , الحمدلله احسن ألحين "
ورد الصمت للمره الثانيــه
اللي اقطعته ساره بأن قالت بتوتر " انا قلت اني ما ابغى اجي من الباب الواصل ما بين غرفنا لأجل تشوفي اني انا اللي اضرب الباب , وبعدين تقرري ان كنتي تبغيــن تستقبليني او لأ .."
ساره كانت تدري انها تتكلم من التوتر كلام ما له اي معنى .
نقلت ثقلها من رجل للثانيه بضيق وقالت " مها ..اممم ممكن ادخــل "
مها ما كانت تبيها تدخــل !!
نفسيتها ما تستحمل احد , ولا كلام اكثـر ..
كانت مشتاقه لساره ..لكن مو مشتاقه انها تنجرح .
احتارت تسمح لها بالدخول ولا لأ ..
لكن بالأخيــر قررت , وبعدت عن الباب و مدت ايدها بأشاره ان ادخلي ..
ساره خذت خطوه واسعه وادخلت ..بصمت .
ما غاب عن عيـن ساره وجود حقيبة خالد بغرفه مها , تفاجأت ..
ولفت على مها بصدمه ..
مها شافت الصدمة بنظرة ساره , وهذا خلاها ترفع راسها بتحدي , وتكبـر !
ساره اسكتت وما تكلمت !
تألمت من ردة فعل مها التلقائي , وحست انها هي السبب اللي ادى بمها انها تناظرها بالطريقه ذي ..
وقالت بأستسلام " مها انا ماني جايه لهنا لأجل اختلف معك , جايه نتكلـم "
مها سكرت الباب بهدوء ..
ولفت واجهت ساره , وقالت بقوه " ساره , انا من الحين راح اقولج , اي كلام عن زواجي , وعن علاقتي بخالد , ما راح اتناقش فيه مع احد , فإذا هذا كان محور كلامج , فـ..."
ساره قاطعت مها بهزه من راسها بالرفض وقالت " لأ ما راح اتكلم عن هالموضوع " قربت من مها وقالت " انا ادري اني غلطانه بأني تدخلت بالأول بالموضوع وغلطانه بالكلام اللي قلته انا اسفــه "
انصدمت مها من كلام ساره , فأدخلت لا شعوريا للغرفه أكثــر وبعدت عن الباب ..
ساره اعتذرت !
ارتاحت مها , وفرحت , بس بعد خايفه .
ومتوتره .
هل اهي فعلا ندمانه ولا لأ ؟؟
كلامها كان جارح , ومؤلم خاصه انه صدر منها اهي بالذات , من صديقتها , واللي اعتبرتها مثل اختها .
قعدت على طرف الفراش .
كانت تعبانه ..فعلا تعبانه ومالها خلق
وقالت بهدوء " انا قلت لخالتي اني مسامحتج "
شافتها ساره وقالت " انا ما ابغاك تسامحيني وبس , انا ابغى نرد مثـل قبل ..صديقات , وخوات "
ارتجاف شفايف مها تنكر القوه اللي حاولت تتظاهر فيها للتو , وقالت " بس يا ساره ...انتي ...انتي قلتي كلام وايد ....وايد يجرح ..انا كنت راح اتقبل هالكلام لو صدر من شخص ثاني ..من شخص ما شهد اول لقاء بيني وبين خالد بالسعوديه ..و.."
راحت ساره لمها بسرعه وضمتها ..بقوه , وبطريقه اصدمت مها اللي ما كانت متوقعه هالرد فعل
ابدا ابدا
" مها انا احبـك وربي , ما ادري اشجاني ذاك اليـوم , لكن وربي ندمانه , انا مالي دخل
بعلاقتك مع خالد , وما كان لي حق اقول الكلام اللي قلتـه "
مها ارفعت ايدها اللي كانت بقربها بعد تردد ولفتها حول ساره ..
كانت مشتاقه لساره , مشتاقه لخفة دمها , ولكلامها الحلو , وسوالفها ..
علاقتهم وصداقتهم اكبـر من انها تنهار بسبب غلطه وحده , وكلام انقال بلحظة صدمه , وضيـق ..
ان ما طوفت الأشياء راح تتعب ..
اهي اصلا تعبانه ..وتحتاج لأحد معاها
ساره لما حست بأيد مها تحاوطها ارتاحت .. كانت خايفه انها ترفض صداقتها ..بسبب الكلام غيـر المسؤول اللي قالته قبل امس .
لفت عينها لشنطة خالد , وبدت تتساءل وش الوضع بين الأثنين ألحيــن بالضبط .
لكن شدت من ضم مها , هي ما لها دخل !
اثنين متزوجيـن حياتهم خاصه فيهم .
انقضى الليل , وساره كانت تتحف مها بسوالف حلوه وجميـله , اللي مها كانت تسمعها , وتبتسم لخفة دم صاحبتها لكن بالها كان يتوه منها للحظات ويروح لخالد .
فكرت مها واهي تسمع ضحكة ساره , ساره انسانه طيبه , وعفويــه , وهذا احلى شي فيها
بعد فتره استأذنت ساره من امها انها تنام مع مها ..
مها هي اللي طلبت من ساره هالشي .
لأنها محتاجه تكسـر الحاجز اللي بنته حولها تجاه ساره وما في شي راح ينفي غرابة المشاعر بعد المصالحه إلا وجودهم مع بعض .
والسبب الأهم لأنها كانت محتاجه شي يشغلها عن اللي في بالها من ضيق و ألم والأهم الغيره اللي قاعده تاكل فيها .
خالد ما اتصل عليها ..






نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله

نظرة الحب
03-28-2011, 05:54 PM
خالد :

خالد استقــبل عمه , واهله ..
وباله مشـغول ..
كان يتكلم معاهم متى ما كلموه ..
ويرد على كلامهم بالرد المناســب .
كان ملاحظ تعب مرة عمه .. وانها طول الوقت تحتاج احد يسندها ..
اي شخص يكون عنده شك بحالتها او مرضها راح يتأكد ان شافها بالوضع اللي هي فيه , انها فعلا مريضه.
عمه كان يكلمه عن تحضيرات دخول المستشفى وغيــره
وبعد ما وصلهم لفندقهــم وتأكد من استقرارهم بغرفهم .
رجع للمستشـفى وقضى الليل عند عمر , والتعب منهكه , بصوره اهو ما كان متوقعها
لكن النوم كان بعيــد عن عيــنه .. ما يدري ليـه هالليله بالذات جا في باله عمــه محمد , ابو مها..
مع كل الأحداث اللي حولهم .. واللي تحدث بينه وبين مهـا ..
تذكــر عمه محمد .. وتذكــر كيـف انه السبب في بدأ علاقته معاها كزوج و زوجه !!


الكويت قبل سبع سنوات بالضبـط قبل زواج خالد بمها :

كان خالد داخل للمستشــفى بالكويــت لزيارة عمه محمد الراقد فيها صار له اســبوع لجلطه بالقلب .
ناظر الساعه , كان متأخر عن الموعد المتفــق عليــه !
بالوقت الحالي من المؤكد ان ابواب الزياره مغلقه .
استعجـل بالمشــي , وهو يفكــر بسبب اتصال عمه محمد فيه بالوقت الحالي , وليه هو بالذات , وليه ما كان يبغاه يعلم احد وخاصه عمـر ..
الغرابه المحيـطه بالموضوع كانت تثيـر القلق !
لما وصل للباب اللي بعده غرف المرضى , وقف الرجل اللي عادةً يحرس الباب , معلن له انه وقت الزياره انتهى .
وما ان نطق البواب هالشي وقبل لا يحتج خالد , جا رجل اخر وسأله عن اسمه , ولما عرف انه اسمه خالد بن جاسم , طلب منه الدخــول وسط احتجاج الرجل الأول (البواب) .
كان مستغرب من الغموض المحيـط بالمسأله !
لما وصل لغرفة عمه محمد
دق الباب , وسمع صوت عمه محمد اللي قال بصوت خافت " ادخل يا خالد "
دخل ..
هذي المره المليـون اللي يزور فيها عمه محمد , لكن عجز عقله انه يتقبل الضعف والعجز اللي يبدو عليه هالأنسان القوي .
عمه محمد قبل الجلطه , وعمه محمد بعد الجلطه كانوا شخصين مختلفيــن
سلم على عمه اللي ابتسم له ,و قال محمد " اظن انه موعدنا كان ابجر من جذي ! "
رد خالد الأبتسامه , حاول يعتذر , لكن عمه محمد رفع ايده كنه يحاول يقول لا تعتذر ..
بعد ما قعد خالد ..تموا لفتره طويله بحالة سكوت مطبـق ..
كان يقطعه صوت التلفاز المفتوح على قناة الكويت !
وكلما زاد الوقت والصمت مستمر كلما زاد استغـراب خالد .
وفجأه قال عمـه محمد اللي كان باين عليـه السرحان بمكان اخر !
" خالد انت شنو تعـرف عن زواجـي من ام مها ؟ "
طبعا كان فيه صدمه كبيـره من هالسؤال , واستغراب اكبـر ..
هو وش دراه عن زواج عمه محمد بزوجته ؟!!!!!
اصلا وش يدخله بالموضوع ؟؟
ما يهمه ابد !
لكن لأنه عارف انه اكيـد عمه محمد يبغى يوصل لشي ثاني , جاوب بهدوء وقال " والله ما أدري عنه شي "
وهالإجابه الصريحه وطريقه خالد بطرحها ازرعت البسمه للمره الثانيه على شفايف محمد ..
اللي غمـض عيــنه وكمل كلامه بأن قال " ام مها .. ان كنت ما تعرف ..هي بنت عمــي ..اخو ابوي ..تزوجتها عقب معاناة , وعناء طويــل .."
سكت ..
وخالد كان يسمعه لكن مو عارف هو وش دخله بالموضوع ؟؟
رد كمـــل عمه محمد الكلام بأن قال " احنا كنا الفرع الفقير من الأسره , وعمي سعود الفرع الغني منها ..
وهذا سبب صعـوبه زواجـي منها ؟؟
كلما تقدمت لها ..كان عمي سعـود يرفضني , مره ..مرتين ..ثلاث ..اربع ..خمس ..
الرفض كان دايما على لسـانه ..طبعا اكيــد انت تتساءل وتقول ليــش تتقدم لها وابوها كل مره يرفضك ؟؟
راح اجاوبك وأقول .."
واهني عمه محمد فتح عيــنه ولف على خالد .
التقت عيـــونهم , وعين عمه محمد كانت تلمع لمعان غريـــب ..
وقال " لأني كنت اعشقها ..يا خالد .. كنت اعشقها عشق ما ظنيـــت اني اقدر عليــه .."
خالد حــس بصدق الكلمــات بصوره قويــه , وصلت له مشاعر عمه محمد بقوه , ما كان يظن انه رجل بقوة عمه محمد معقـول انه يقول انه بيوم من الأيام كان يعشق احد مره ..
وكمل محمد القصـه وعينه لازالت بعيـن خالد " طول الفتره هذي كنت اشتغــل , احاول ابني روحـي , وكلما حققت نجاح , أو ربح , رحت لعمي اتقدم , وانصدم بأني ألاقي الرفض مصيـري ..
كنت قاعد ابني روحــي , اتعب ...اشقى واحاول اجمع فلـوس بس عشان ارضي عمـي واخذها .."
تنهد بقوة ..
وكمل " عمي سعــود مو بس رفضني , رفض كثيرغيــري ..
كل الناس ما كانت تستاهل بنتـه ..كان يحب بنته حـب , يظن معاه انها ان اطلعت لغـير بيته راح تنضام ..
ببساطه كان يحب بنته بأنانيه .."
رد غمــض محمد عيــنه وقال " المهم اللي كان مصــبرني على الشـقا اهو املي انها بيوم من الأيام راح تكون لي ..
خالد ..لك انك تتصــور اني بنيـت ثروتي عشانها ..وبنيتها بسرعه قياسيــه عشانها .. لولا الله ثم اهي ما كنت راح اوصل..
على العمــوم بالمره السادسه بعد ما تقدمت , وانا متوقـع الرفض , جتني الموافقــه !! "
ابتسامه ضبابيه ارتسمت على وجه عمـه محمد ..
وارتسمت على شفايف خالد , اللي اندمج مع القـصه على الأخـر ..
" طبعا انا انصدمت , وبغت تجيـني جلطه من الموافــقه الغيــر متـوقعه ..وظنيــت اني اخيـرا نلت رضا عمــي , وان عمي خلاص آمن اني انا الوحيـد اللي استاهلها ..
لكن تصرفاته بعد الموافقه ما كانت توحي بهالشي , كان دايما غاضـب , دايما ينظر لي نظرات غريبه !
وبعد العرس عرفت سبب هالتصرافات !!! "
الأبتسامه اللي على شفايفه تحولت للتسليـه " عمي سعـود كان راح يرفضني للمره السادســه , لكن حنان , ومرة عمـي اوقفوا بوجهه واصروا على الموافقـه ..
عاد تصدق يا خالد , انا لما الحين ما ادري شلون اضغطوا على عمي !
وارغموه على الموافقـه .."
لف على خالد وقال " على العموم , هذي هي القصـه .. طبعا عمي سـعود استمرت معاملته الجافه والرسميـه معاي للأن ..وخاصه بعد وفاة حنان الله يرحمها .. احس جنه يحملني السبب لوفاتها , أو جزء منه يحملني السبب.. وعشان جذي تشوف ان علاقتنا متوتره .."
وكمل "هذي القصه بأختصار , طبعا انت تتساءل ليش قلت لك هالقـصه كلها من أولها لأخرها ..واكيـد تقول ان اشدخلك فيها .."
خالد جاوب بكل صراحه " انا حاس انك راح توصل لشي بالنهايه "
هز عمه محمد راسه وقال " ايــه , ايــه نعم , ظنك بمحله......خالد انت تعرف ان عندي بنت وحده , اهي مها , ثمرة زواجـي من بنت عمي ..
غلاتها من غلاة حنان عند عمــي سعــود , او اكثــر من غلاة حنان ..وانا لأني اعرف عمي سعود واعرف قسوته ..
ما ابيه يتحكم فيــها .. ما ابي عمي سعــود يحرمها من اشياء بحكم انه يحبها , ما ابيها تعاني ...من تسلطه خاصه ان امها ما راح تكون موجوده , ولا انا راح اكون موجود .."
اهني خالد قاطعــه وقال " بعد عمـر طويــل يا عمـي "
محمد تنهد وقال " خالد اسمعنــي , انا وراي عمـليه قويــه , أحتمال الحيـاة والوفاة فيها 50% , وانا محتاج اني اضمن مستـقبل بنيتي .."
خالد استغـرب , اهو اشدخله بمستقبل بنته !!
"مها غيــر عن امها .. ام مها انسانه قويـه وجريئـه بحكم عيشتها مع اخوان شباب , وكونها البنت الوحيـده بينهم..
اما مها فعيشتها كبنت وحيـده من غيـر اخوان او خوات , ومع اب مدللها ما راح تمكنها من المواجهه ..او معارضه ابوها سـعود اللي يحبها , ويدللها , خاصه ان وقتها بتحس بالأمتنان له , وهذا الأحساس راح يجبرها تمشي على راي عمي سعـود "
بان على عمه محمد التعــب من الكلام الكثــير وهذا اضطر خالد انه يقول " عمي , ارتاح ألحين , وبكره اجيك انا وانتكـلم " خاصه انه مو فاهم لوين الكلام راح يأدي , لكن حاول يخمن انه عمـه يبغى يفضفض وبس ! أو هذا اللي كان يأمله
رفع محمد ايده , وبمعني اقعد ..
ثم قال " ما في وقت , انا عن قريب مسافـر لألمانيا ..
خالد , انا ابي اضمن مسـتقبل بنتي , ابي انا اختار لها الزوج المناسـب من وجهة نظري ....انا , ابي افرح معاها , ابي امنع عمـي سعـود من السيطره عليـها , وعشان جذي انا طلبت حضـورك .."
خالد عرف نيـة عمه ..
حس بالألتزام تجاه عمه محمد , وحس انه راحة عمه محمد راح تكون اكبـر ان عرض اهو من نفســه المسـأله ووفر عليه احراج الطلب ..
إضافه إلى انه شي بداخله قوي جدا خلاه يسبقه قبل لا ينطق عمه محمد كلمته ويـقول " عمي تقبل تزوجني بنتك ؟ "
عمه محمد بان عليه التأثــر ..والراحــه ..
اللي ما كان احد عارفه ومحمد عارفه ,ان عمليتـه كانت نسـبة نجاحها اقل من 50% اقل بكثـير من هالنسبـه لكن ما قال لأحد ..
واهو قرر عمل العمليـه هذي لقلبه , لأنه بكل بساطه ان ما عملها , راح يضطر لترك عمـله , ولترك الحيـاه , والعيـش على السرير طول عمـره للضعف اللي في قلبه , واهو يكره القيـد والضعـف ..وعشان جذي قرر يعملها .
قال محمد بكل هدووء " وانا موافق "
خالد برر موافقته بعدة اسباب :
اولها ان مها بنت عمه محمد .. وتربيته..
ثانيها انه راح يصاهر ناس اجاويـد , ينذكرون بالطيـب بكل المجالس
ثالثها ان راح يكون بينه وبين عمـر صاحبه إضافه إلى العيـش والملح , المصاهره
رابعها ان اهو يحـس نفسـه مديون لعمه محمد بكثـير اشياء , ثقته فيـه , تعليـمه له اصول التجاره , اعتماده عليه , وهذي الطريقه الوحيده اللي يقدر يرد فيها هالديـن .
خامسـها ان مها فتاة جميــله , من المرات النادره اللي لمحها فيها كان جمالها يبهره , و فيها رقه عجيـبه عرفها من سنين قضاها مع عمر , ومن كثير مواقف اهو كان شاهد عليها ..وما تصور انه عمه محمد راح يزوج هالأنسانه الرقيقه لغيـره .. اللي قد ما يقدرها , وقد ينزل من قيمتها !!
بنت عمه محمد ما راح تتزوج واحد غيــره قد يسئ لها , اهو راح يصونها , ويداريها , بنت اخت عمــر ما راح تكون لغيـره !
واهو مو متزوج !
يعني كل شي سـهل ..
ابتسم له عمه محمد , وقال له " على بركة الله "
شافه خالد , وقال له " وان ما رضت بنتك يا عمـي "
كان عمه مغمض عينه وقال " خل البنت علي .. المهم ييب معاك الملاج باجر العصـر , انا طيارتي بعد صلاة العشاء "
خالد ما توقع هالسـرعه بالتصـرف , كان وده يجيت ابوه , يجيـب امه اي احد ..
لكن عمـه محمد كنه قرا افكاره وقال " خيـر البر عاجله يا خالد .. انا ادري اني قاعد احطك بوضع صعـب , لكن انا ما عندي وقت غيـر باجر .. وامك وابوك قولهم بعد الملجه , وان انجحت العمليـه ان شاء الله راح نسـوي كل اللي ودنا فيــه "
وبالفعل صار اليوم الثاني , العصـر , وصارت الملكه ..
قبل الملـكه اتصل على ابوه جاسم بعجــله , وقال له بأختصار " يبا , انا عندي شي ضروري اكلمك عنه , راح اتصل عليــك اليوم بالليـل "
خالد كان رافض يقول لأبوه قبل الملكه لأجل ما يمنعه من الزواح او يعارضه بقراره , ما كان راح يستحمل انه يعمل حاجه من غيــر رضا ابوه .
لما وصل للمستشفى على الموعد .. غريــبه ..لأول مره يشوف ملكه وفرح بمستشفى !
كان العديد من الرجال معزوميــن بغرفة عمه محمد , ومنهم عمـه سعــود اللي كان واضح عليه الغضب وعدم الرضا ..
واللي حاول يمنع الزواج , واللي اصر عليه عمه محمد بكل قوه ..
وبالنهايه عمه سعـود بعد ما شاف انه محمد ما بأذنه ماي , طلع غاضب من غرفة المستشـفى , وما احد لاحظ خروجه الغاضب إلا الأشخاص المعنيــين ..
وتزوج مها ..
انتقلت مها لبيته من غيـر عرس لمرض ابوها !
هو طبعا إلى الأن ما يدري كيـف وافقت , ولا وش قال لها ابوها لأجل توافق !
لكن اللي يعرفه انها وافقت , وتزوجته , وانتقلت لبيته من غيـر عرس ..
بعدها اتصل على ابوه , وقال السالفه بالتفصيــل الممل ..واللي سمعها ابوه بهدوء وسعــة بال من غيــر مقاطعــه , وبعد ما انتهى خالد من الموضوع , قال له ابــوه " يا خالد انا ما راح انقد عليك هالتصـرف...نعم النســب اللي اخترته , تصرفك يدل على اني ربيت رجال "
خالد كان حاس ان بالكلـمه (لكن) ..
وبالفعل كمل ابوه وقال " لكن يا خالد , امك ..امك ما راح تقبـل ان ولدها تزوج كذا ببساطه من غيـر شورها , وانت عارف انها من فتره تبغى تزوجك , تختار لك , انا معقـول افكـر بعقلي وخاصة انك متزوجها بناء على رغبة صديق عمري , لكن امك راح تفكـر بقلبها "
واهني قال خالد " يبا انا لأجل كذا اتصلت عليــك , ابغى مساعدتك من هالناحيــه , ابغاك تمهد الطريق لأمي "
سمع صوت تنهيـدة ابوه القويـه وقال " طيــب يا خالد , انا راح اساعدك بالموضوع , والله يعينا على امك "


غرفة عمـر بالوقت الحالي :

الله يرحمك يبا ...الله يرحمك يا عمي محمد ..
تذكر كلمته لأمه بالمواجهه اللي احصلت بعد ما قابل مها بالسعوديه لما قالها ( يما انا ما كنت راح اخليها تطير مني ,هي لي ,لي لحالي ,ما ابغى اي رجل يمتلكها ,هي لي من صغرها ...)
هذا الشـعور تولد عنده من اول لحظه ..أول لحظه زواج ..
من اول ما شافها من دون حجاب , و واقفه قباله بخجل وحياء ..
عرف وقتها انه ما كان راح يطيرها من ايده ..
وعرف انها له , له لحاله
وعرف ان ما يبغى احد يمتلكها
وعرف انها له من صغرها من اول ما سماها اميـره .
تذكر فستانها يوم الملكه..كان عباره عن فستان وردي طويل وساحر..رائع , حسسه كنه اللي قدامه جايه من عالم غيـر عالمه , من عالم الروعه , والرقه , والأناقه ...والأنوثـه ..
ويقولون الرجاجيـل ما يذكرون التفاصـيل ,او اشكال حريمهم يوم الزواج ..
ليه اجل هو يذكـر كل تفصيـل , كل حركه , كل همسـه ..
يذكـر كيـف راح لها في بيت ابوها ..
يذكـر خروجها له ..
يذكـر صمتها , ومحاولته جرجة الكلام منها
يذكـر كيـف اخذها لفندق حجز فيه بأخر لحظه ..
يذكـر كيف اكلوا على ضوء الشمع ..
يذكر ابتسامتها الخجوله ..
يذكـر كيف قص عليها قصة حياته لأجل يهون عليها عدم معرفتها به المعرفه الكافيه..
يذكـر كيـف تركها تنام لحالها بالفراش , ونومته على الكنبـه ..
سفرتهم مع ابوها لألمانيـا واللي اعتبروها اسبوع عسـل ومنها مرافقة ابوها المريض ,زادت من قربهم من بعض , تعرفوا على بعض كويس بالسفـره , بدوا يفهموا على بعض , بدوا يعرفون كيف يتعاملوا مع بعض , وصاروا ازواج بالمعنى الحقيقي للكلمه بألمانيـا .
عمه محمد بقى بألمانيا فتـره لأجل يجهزونه للعمليـه , استمر الوضع لأسبوع , لكن توفى ..بعد العمليـه بقليل .. العمليه اللي ما استعاد وعيه بعدها
ويذكـر لما توفى ابوها وانهيارها ..
الغريب انه بعد انتهاء العزاء بالكويـت اضطر يروح للسـعوديه لأنه ابوه صابته جلطه وبغيبوبه !!
اصدقاء .. ابوه وعمه محمد ,و اثنينهم صابتهم جلطه قلبيه ادت إلى موتهم ..
يكـره خالد يفكــر بموضوع ابوه ألحين !
اهو ما قال لأحد ان بـلغ ابوه ..لأجل امه ما تعصـب , وتاخذ المسأله بحساسيه وسلبيــه , ولأجل ما تغضب من ابوه الله يرحمه ..
دايما يفكـر انه لو ما كان قايل لأبوه كان احسن , دايما يحاتي انه ابلاغه لأبوه عن زواجه قد يكون زاد بالضغـط على ابوه بصوره ما ..
وكان يكره انه يقول لأحد , حتى لنفســه انه بلغ ابوه .. عشان ما يظن الجميــع انه قاعد يحمل ابوه الله يرحمه الغلط ..لأن الواقع انه خالد اهو الوحيـد الغلطان عن الوضع اللي وصل له .
عاش فتره طويله يحاول يقتل احساسه بتأنيب الضمـير ..اللي أصابه بعد الجلطه اللي أصابت ابوه .
وبالتالي النتيجــه وحده ..اهله ما يدرون عن شي ..واهو ما قالهم لمدة 7 سنوات ..
مرض ابوه وغيبوبته ..
وبعدين وفاته , وكون امه بالعده
وانشغاله هو باعمال الأسره خاصه بعد الخساره اللي أصابت ابوه بآخر صفقه ومسؤولية مباشرة اخوانه كانت على عاتقه
وبعدها تأخر الوقت واصبح البوح بالسر صعب كثير ..
بعدها بأختصار ما عاد يبغى يعلم احد عن مها.. لأنها صارت سره هو ..ملاذه هو ..المكان اللي يلجأ له وما يبغى احد يدري عنـه ..
أجل فكرة ابلاغ أهله لمده غير معلومه ..وكانت هذي اكبـر غلطه عملها ..كان اناني وفكـر بنفسه وبس ..



مرت على خالد ومها , ريم وعمـر , سمر , سام , وفيصل ثلاث ايام ..
ثلاث ايام مرت بغرابه ..
خالد .. كان يقضي هالأيام بالأنتقال بين غرفتين بالمستشفـى , غرفة عمـر , والغرفه اللي موجوده فيها مرت عمـه , يجلس مع عمـه , بعد ما اعتذر ولد عمه قتيبه عن الحضور لمصر لظروف عمله
الصبح يكون مع عمـر , يأذن العصـر يتوجه لعمـه , ويرجع لعمـر بعد أذان العشا ..
السفـره اللي كان وده انها تكون ترفيـه , صارت متعبـه كثـيـر بالنسـبه له , .
مها نفسيتها اتعبت , وقاعده تتعب كل يوم اكثـر من الثانـي , الغيــره قاعده تاكل قلبها , ومو قاعده تقول او تتكلم
التعــب النفســي , زاد وزادت حالته مع التعب الجسدي لبقائها طول اليوم من الصباح لليل على كرسي بالمستشفى بغرفة عمـر , ورفضها الرجوع للفندق للراحه ..
ما احد انتبه لذبولها لأنشغالهم بأشياء اخرى ..كانت هاديه على غيـر عادتها , بارده بتعاملها مع الكــل ..
ببساطه مستنزفـه من حيــث المشاعر و الجســد بصورة غيــر متصوره , اول ما تشوف عيون خالد تنام , تقوم من فراشها وتروح للحمام , تبكي من غيـر صوت لما ترتاح ..
وترد للفراش , تقرب من زوجها , وتاخذ ايده وتخليها تحاوط خصرها و تحاول تنام !
عمر بدى يقوى , التعـب والأنهاك اللي كان يغيـبه عن الوعي طول اليـوم بات بعيد عنه , وبالتالي صارت فتره صحــوته لطول اليوم ..
لكن واضح عليه النفسيــه الزفــت والضيـق , ما كان يتكلم , وما ياكل كثـير ..
الممرضات الكبار بالســن يحبونه وايد , لأنه مو من النوع اللي يشكي ويتحلطم وايد , بالعكـس دايم هادي , فكاسر خاطرهم , ومعتنين فيه زياده عن اللزوم كنه ابنهم ...
كانت افكاره تروح بأحيان كثــيره للخاينه اللي اكيـد ألحين تقابل خطيبها ..
وهذا يزيد من سوء نفسيــته .
كان قايل لأبوه انه ما له نفس يستقبل أحد بأول الأيام , وطلب انه يبدي بمقابلة الرجال اللي ودهم يزورنه بعد اسبوع ! واللي انقضى منه تقريبا 3 ايام بالضبط
اخوانه جاؤوا لزيارته على الرغم من رفض ابوهم سعــود للموضوع .. إلا انهم ما اقدروا يبتعدون عن اخوهم بفترة الأزمه , وحرصوا على التواجد كل واحد فيهم بيوم ثم يرجعـون للكويـت ..الغريب بالموضوع ان غانم الشخـص الوحيـد اللي اعلن رغبته بالقدوم ما جا خلال هالفـتـره ! وهذا الشي ما أثار استغراب سعـود , لمعرفته بشخصية ولده !
فيصل كان يباشر اعماله بمصــر , وباله مشغـــول بتصرف ريم ..
الأفكار تجيبه وتوديــه
الشـــك راح يذبحــه , كلام نعيــمه يعني كلام كبيــر وخطير لازم يتأكد من صحته !
ريم تحس بشــوق لعمــر , ودها تشــوفه وتطمــن عليــه , كل يوم تحصل على اخباره من مها لكن هالشي مو كافيـها , ودها تكون قربه مثل ما مها قربه , وتعتني فيــه بهالوقت اللي هو فيــه تعبان , خاصه بعد ما اعرفت ان نفسيته مو زينه ..اهي تدري انها قررت فسخ الخطبه , لكن بلحظات كثـيره تخاف وتقلق من عدم اتخاذها اي خطوات لأنهاءها وتحاتي انها بالأخيــر تنفرض عليها وتنهار .
طبعا لازال ابوها فارض عليها عدم الخروج من البيت , ورافض يكلمها بصوره جيده , لكنها بالوقت الحالي مو مهتمه .
سام بدت تزور الأماكن السياحيه قبل ما تنتهي الإجازه وترد لبلدها ..لكن بالها دايما مع عمـر , ودايما تتصل فيه عل وعسى يرد عليها ..وعينها دايما تلتفت بالفندق تدور على اهله ..
سمـر كانت مستغرقه بالتحاليل حقت امها , ومشغـوله فيها مرا ..وتقضى اوقاتها عند امها , ودايما مرت عمها موضي تكون زايرتهم , وجالسه معاهم .. والدتها وجهها شاحب وهذا الشي مخوفها , امها ادخلت للمستشـفى باليوم الثاني لوصولهم لمصر , خالد ما قصر مع ابوها , مباشر كافة مسائل المستشفى , ومسلي ابوها بهالغربه ..
هي خجلانه من خالد , خاصه انهم ما نفذوا طلبـه للأن ! مع انها تدري ان خالد متفهم وضعهم , لكن من المؤكد انه الأستمرار فيها مصدر توتر لعلاقته مع حرمته .
كان فعلا ساد مكان اخوها بصوره كبيره , اخوها اللي ما قدر يسافر معهم لأن شغله طلبه بصوره مستعجله ..واضطره يقطع اجازته .









{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]
black widow









--------------------------------------------------------------------------------

نظرة الحب
03-28-2011, 05:55 PM
فيصل :

فيصل افكاره متوتره من وقت لقاءه مع ريم
اللقاء اللي ما كان متصوره ولا كان متصور نتايجه , خلاه على اعصابه ..
الظنون والشــك مـــلاه
الرجل اصعب شي عليه انه يظن ان خطيبته , او زوجته تحلم بشخص ثاني , او قلبها ملك لأنسان ثاني
هذا اكبـر اهانه له , وما راح يقبلها ابد , مهما كان يحلم بهالريم .
اغلب الظن انه ابوها جبرها عليــه ..
طول الثلاث ايام , كانت فكره يلف ويدور على فكـره وحده انه لازم يحاكيها , لازم يفهم الموضوع , لكن من غيــر وجود ابوها .
لأنه ان كان ظنه صحيح فوجود ابوها راح ينهي اماله بمعرفة الوضع الصحيح .
الأيام اللي مضت من اول واخر لقاء بينهم كانت صعبه مره صعبــه
عاشها ما بين الظن والهم , وانهيار امل وحلم .
الثواني تمر عليه بصعوبه شديده , محمله بالشــك القاتل
جلس يفكر ..يفكــر بكل الأحداث اللي صارت من اول خطبته لها
ألحين اصبح كل شي في محله , ومكانه الصحيح :
عدم قبولها بالعرسان لمده طويله بعد طلاقها
عدم موافقتها على مقابلته
تصرف ابوها مع عمـر ذاك اليوم بالمطار اللي هو استغربه
واخيرا لقائهم اللي وضح له حاجات كثـيره .
كل دقيقه تمر يحس انها فعلا مجبوره .. وهذا الشي مهو زين لمستقبلهم مع بعض ..هذا طبعا ان كان في بينهم اي مستقبل
عصب من حاله وقام من مكانه ..
ما يقدر يعيش كذا لوقت أطول اكيد في حل , اكيـد يقدر يوصل لنتيجه بطريقه أو اخرى ..
اليـــوم ..
اي نعم اليوم لازم يوصل لشي يريح باله !
لازم يسمع الحقيقه من لسانها منها هي ..من ريم.
كان يناظر من النافذه , ويتأمل سواد الليل .
وشاف عمــه حمد يخرج من العماره للسياره ويبتعد بسيارته , تأمله بعدم اهتمام , او بالأصح بأستغراب من تواجد إلى الأن اشخاص يرغمون بناتهم على الزواج , وكره بسيط متغلل لصدره لأنه هالشخص اجعله بهالوضع الغيـر المفهوم ..
عقــله التحليلي ترك المشاعر بجانب , وحلل اهمية خروج حمد .
عمه خــرج ..
همممم
خرج .. يعني يقدر يوصل لريم ألحين
بس لازم اول يفكــر , ميـــن بالشقه معاها !!
حاول يتذكــر , يعصر مخه عن اي معلومه قد يكون سمعها عن وجود شخص اخر معاها ..لكن اكتشف انه ما يدري !
وبالواقع هو مو مهتم , وان كان فيه احد موجود , وش يهمه هو ..
لازم يواجهها اليوم , قبل لا يفوت الأوان
وفكـر بأن هذي هي فرصته للوصول لريم , لأجل يفهم الموضوع , يشوف الوضع مثل ما هو بهالحقيقه , مهو مثل ما ينقال له منهم
ما تعود يأجل اعماله للغد , وما راح يأجل عمله اليوم , هذا اللي تعلمه من عمله بمجال الشركات .
الشــــــــــــك ان استمر بقلبه وعقــله راح يسممه ..
راح ينهي الموضوع اليوم , بطريقه او بأخرى ..وان كان هذا يعني انتهاء حلم بالنسبــه له
انزل الستار من ايده وابتعد ..
كان راح يظهر من الشقه ويتوجه لشقة حمد ويطلب مقابلتها بكل جرأة , صدمة لقائهم ذاك اليوم لازالت قويه على احاسيسه.
لكن لما حط ايديه على الباب , عرف ان الفكره ذي متهوره , وصعبــه مره , مستحيل وش بيفكــرون فيــه ان عمل هالشي
رد لغرفته وقرب من التليــفون الموجود عنده , وظهر جواله , ونقل رقم شقة عمه حمد للهاتف الأرضي ..
الحقيقه راح تكون بثواني عنده ..هذا طبعا ان رضت انها تكلمه
سمع صوت التليفون
توت
توت
توت
غمــض عينه بأنتظار الحقيقه
الحقيقه
الحقيقه
اه ه ه ه ه ه ه وش كثــر الوقت من اول واخر مقابله بينهم كان صعب .
مع لقطة الخط .
تنفس بهدوء ..
ريم بعد ما اسمعت صوت التليـفون وتكرار رنينه , نادت على نعيـمه مره ومرتيــن لكن نعيــمه ما كانت ترد عليها ولا تجاوبها , وبعد ما طلت على المطبخ تأكدت انها مو موجوده بالشــقه .
اهملــــت التليـــفون لكن الأستمرار المزعج , وقفها في مكانها وخلاها تجاوب
اضطرت ترد , مع ان ما كان لها نفــس الإجابه ..وما عندها النفســيه لهالشي .
فيصل سمع صوت راقي وناعم يقول " ألوووو "
كان متأكد انه صوتها ..ما كان مصــدق انه في هذا الموقف , ولا كان مصدق انه اقدم على هالخطــوه , لكن خيــر البر عاجله ..ما وعى انه ظل ساكت ولا رد على كلمتها..
ريم بعد ما شالت التليفون وقالت الوو استغربت الهدوء على الطرف الثاني ..
وردت تقــول للمره الثانيه " ألووو "
" السلام عليكــم يا ريم "
ريم حاولت تركــز بالصــوت لكن حسته غريب..
وهذا الأحساس استمر للحظه فقط
لأن عقلها رجع لها ذكريات اللقاء ذاك اليوم ..كنه عقلها يوعيها لهالصوت , واعرفت بجزء منها من المتكلم لكن ما كانت متأكده إلا لما سمعت صوته يقول " انا فيصل يا ريم "
حطت ايدها على الطاوله تسند حالها .
ردت فعلها الأوليــه انها تغلــق التليــفون في وجهه .
وش يبي فيها , لاحقها لشقتها ..
ليه متصـــل ..
ابوها مهو موجود ..
كانت راح تتكلم , لكن ما تدري ليه ينعقد لسانها ..
غمضــت عينها بهدوء , هذي هي فرصتها انها تواجهه , وتنتهي من موضوع الخطبــه .
سمعت صوته يقول " ريم , انا متصل لأجل اكلمك "
توسعت عيونها بصدمــه , يعني ما كان يبي ابوها !!
وآخرتها معه , ليــــه يكلمها , ما يفهم !! ما تبي تكلمه
لكن ما علقت على كلمته .
فيصل كان يسمع صوت نفسـها القوي .
حمد ربه انها ما سكرت التليــفون او غيــره
لكن عدم وجود تفاعل كان يوتره , ومخليــه مو عارف وش هو موقفها بالضبـط .
وخلاه يقول بكل قوه " ريم انا راح ادخل بالموضوع على طول ..............انتي مجبــوره على هالخطبـــه "
ريم اللي كانت تحضر نفســها للمواجهه والكلام ..
انصدمت من سؤاله ..
وحست بالراحه تغمـــرها بغـــرابه ..اخيـــرا احد سألها بهالفتـــره ... هالســـؤال بالذات ..
كانت راح تصرخ : وتقــوله انا وافقت لكني ندمانه وربي ندمانه اني وافقت , انا ألحين ما ابغى احد إلا عمـــر
لكن ما تدري وش فيـــه لسانها ما ينطــق
عاجـــز
ســاكت
ليه صوتها مهو راضي يطــلع ..
بدت الدموع تجري على وجهها ..
دمعه ورى الثانيه .
على خدودها الغضــه الجميــله
حاولت تفتح فمها وتتكلم , لكن اعجزت من سرعه نفســها
لكن بعدين حاولت مره ومرتيـن لما بالأخيــر استطاعت تنطق وتقــــول بصوت هامس , وراجف " ايه "
هالكلمه البســيطه والصغيــره كانت طعــنه لفيـصل ..
جلس على الكرسي القريـــب
كان عنده امل ولو صغـــير انها تقول (ابغاك , واللي فيني خجل )
صوتها الراجف والهامس , كان اكبــر دليل على انها مجبـوره عليه
بدى يسب ابوها...عديم الأحساس اللي خلاه بهالموقف , وخلاها تضطر تكتم هالموضوع كله ..
يكره الأباء الدكتاتوريــيـن ..
عافها اول ما اعلنت انها مجبــوره , مثل اي رجال حــر , مثل اي رجال خليــجي أصيــل
يعاف اللي تعافه , لكن حاول يحافظ على هدوءه ورد قال " انتي تقدرين تنهي الخطبـه ولا تحتاجي لمسـاعده "
ابغى مساعده , ايــه ابغى مساعده , رجيــتك ابغاها
طلبــتك بأعز شي عليــك اعتقنـــي لوجه الله
عطني حريتي
لكن ولا كلمه من هالكلام انقال
سمع صــوت البكــي , وبعدين سمعها تقــول بشهقة بكي " ما أقدر , ما أقدر "
الموقف كان من ابيــخ المواقف اللي واجهها بحياته , أو اللي معقــول يواجهها لكذا حس بأنه عصــب أكثــر وأكثـــر , وهذا الغضب كان موجه لحمد بالذات , ما كان متصور ان في انسان يسكت على حالة بنته كذا .
قال بهدوء " اجل اتركي الموضوع لي "
ما تكلمت , ما عبــرت ..
لكن حســـت بأمتنان لهالغريب اللي اخرجها من هالمأزق ..
احمدت ربها اللي انقذها من هالوضـع اللي ما كانت عارفه له ..
سمعته يــقول لها بهدوء " اتركك ألحين ..مع الســـلامه "
وسكـــر التليــفون ..
سمعت صوت انقطاع الخط .
توت
توت
توت
مهي مصدقــه ..انتهت الخطــبه معقـــوله , انتهت
بكل بساطــه
بكـــل بساطه
هم وضـــيق شهـــور انتهى بلحظه ..
ما كانت متوقعه ..
هو وش قال ..الخطبه انتهت ..
ببساطه !!
طيـــب هي فهمت صح ولا لأ !!
هو يقصد كذا ولا لأ ؟؟
كيـــف !!
من ثلاث ايام شافتــه , واليوم انتهت
هل راح يساعدها أكيــد ولا مجرد كلام ..ولا وشهو الوضع !
هل تصدق انه راح يساعدها مثل ما وعدها ..
صــوته يوحي بالصـدق ..
لما تذكــرت كلمته (اجل اتركــي الموضوع لي )
ايــه , ايـــه قصده انه راح ينهي الخطـــبه
بدت تبكـــي
تبكي الأيام الأخيره اللي عاشت فيــها بقهر
تبكي اللحظات اللي ما لجأت فيها لله لأجل يفرج كربتها
تبكي اللحظات اللي شكت فيها انه دعائها معقول ينقـبل
تبكي اللحظات اللي كسـرها فيها ابوها
تبكي اللحظات اللي خافت انها تواجه ابوها
تبكي براحه انها انتهت من هالمحنه على خيــر
تبكي براحه انها حره ألحين تعـبر وتقول بقلبها انها تحب عمـر من غيـر احساس بتأنيب الضمـير
اخيـــرا هي حـره , حــره
تعلمت من هالدرس عدم المغامره بقراراتها ..
الحمدلله , الحمدلله
احمدت ربها ان فيصل ما خذى المسأله بغرور وعجرفه ورفض المساعده ..
ما راح تكون لغيــر عمر , ما راح تصيـر لغيــره
وفجأه تحول البكـــا , لضحـــك ..
ضحــك سعـــيد , وفرح ..
لاحظت انها لسه ماسكه السماعه بأذنها ..
تركتها , أو بالأصح رمتها ..
سمعت صوت الباب يفتح , الباب حقت الشــقه , وكانت نعيـــمه
اللي اول ما شافتها ريم , راحت لها جــري , وضمتها
فرح ريم , وسعادتها , من خبــر انه عمــر بخيــر من كم يوم وبعديـــن ان خطبتها انتهت , كان واضح بحركاتها ..
فرحها وسعادتها غمرت جو الشــقه ..
رنة ضحكتها ملت الغــرفه
انا حره !!
فيــصل بعد ما انهى المكالمــه بغضب , راح ينهي هالخطبــه ..
الغــدر ..
هذا اللي كان حاس فيــه كان قوي , قوي جدا
تصور وضعه لو هو متزوجها ..
لو انه ما قابلها وعرف اللي اعرفه..
وش كان وضعه بيصيــر !!
كان راح يتزوج وحده قلبها لغيــره
وحده تفكــر بغــيره
وحده مجبــوره عليــه
مجرد التفكيــر بالموضوع كان يصيبه بالغثيان ..
حلمه فيــها من ايام ما شافها بلندن ايام الشتاء , اصبح بالوقت الحالي كابوس
كابوس سئ
لا جمالها , ولا رقتها , ولا شي فيها ألحين يحرك شعره فيـــه !!
الشك اللي كان يذبحه طول الأيــــام اللي فاتت , اصبح يقيــــــــــن , راح يتخلص من الخطبه


مها :

مها بالوقت الحالي كانت بغرفه عمـر بالمستشفـى ..
تناظر الساعه كل خمـس دقايـق ..
ومشاعرها على شفيــر الأنهيــار ..
خالد راح مثل عادته من العصر طالع , اهم ألحين بعد العشا بوايد ..
كان خالد يطلع من غرفة عمـر من أذان العصـر إلى اذان العشا من غيـر لا يقول اهو وين رايح بالضبط , لكن اهي تدري ..
تحترق وتموت إلى ان يرد لها ..
رفعت راسها وشافت عمـر ..ساكت ..يشوف السقف بهدوء .
و واضح عليه الأستغراق بأفكار من نوع سئ ..
اما ابوها سعود فكان يقرى اوراق متعلقـه بالشغـل !
واهي ..
اهي قاعد تحسب الثواني على ما يرد ..
قلبها داخلها بأحتجاج (كفـــايه اللي تعمليــه بنفسج لي متى بتستمرين جذي ..لي متى )
اليــوم تأخـر ولا احد بالغرفه يدري بتأخيـره او حاس فيه غيـرها ..
من كثـر ما كانت منشغله بالساعه .. كانت تحس اذونها تسمع كل دقه ..تصدر منها ..معلنه مرور ثانيه جديده
يمكن قاعد يســولف مع الأنسه سمر ونسى الوقـــت ..هذا العذر الوحيــد !
فجأه اسمعت صوت عمـر يقول " مها ممكن توقفيــن أزعاج ! "
ارفعت راسها وشافته يشوفها بضيق .. و استغراق
ممكن توقفين ازعاج ..اي ازعاج ..لكن ما تكلمت
أشر براسه على رجلها وقال " قاعده اتطقيـــن ريولج بالأرض صار لج سنـه "
انتبهت على نفســها ..
وحاولت تبتسم وتقول بتصريفه " امم سوري ما كنت حاسه بروحي "
و وقفت طق برجلها , لكن عمـر ما بعد عينه عنها ..
وهذا خلاها تتوتر ..
ليش قاعد يشوفها جذي !
زم شفايفه للحظه وبعدين بعد وجهه عنها ورد يناظر بالسقف .
مها حست بروحها ترد تستغرق بالساعه ..اللي قاعده تعلن بمرور كل ثانيه انه متأخر , ومتأخر وايد .
ظهرها بدا يألمها ..
ارفعت ايدها بتلقائيه لتمسيـده ..لكن امنعت نفسها باللحظه الأخيره , ما كانت تبيهم ينتبهون لألم ظهرها , عشان ما يمنعونها من الشي الوحيـد اللي يملا وقت فراغها ويشغـل تفكيـرها واهو الجلوس عند عمـر !
عضت شفايفها بقســوه ..
لدرجه انها ما استبعدت ان بعد ثواني تحس بطعم الدم فيها ..
قطع عليها افكارها للمره الثانيه صـوت التليـفون ..
أرفعته بهدوء وشافت اسم (ريم )
كانت فعلا تحتاج تكلم ريم , تشغـل نفسـها .., تندمج بحياة ورغبات انسان اخر .
ريم اتصالاتها كانت يوميه , ولعدة مرات في اليوم .
وطبعا تبي تسمع اخبار عمـر ..وصحة عمـر ..
قامت مها من مكانها , واطلعت من الغـرفه , عشان تكلمها على راحتها من غيـر ما تحس بنظرات عمـر اللي توترها , وتحسسها انه جنه عارف اهي مع من تتكلـم .
ردت على التليــفون , واهي تتمشى بالمستشفى وعينها على الأرض بسرحان على الرغم من تركيـزها مع المكالمه ..
كانت تمشي لإفراغ طاقه , وللأبتعاد عن عمـر اكبر مسافه ممكنه .
كانت تحاول ترد بمرح ..على ريم اللي كانت نبرات صوتها متغــيره ..نبرات صوتها غرقانه بالسعاده ..وهذا خلاها تسـعد وتنبسط .
بعد ما تطمنت ريم على اقل التفاصيـل بحياة عمـر الصحيـه والنفسيـه ..
سألت سؤال غريب لأول مره تسأله من فتره , وقالته بكل جديه " طيب انتي , اخبارك ؟ "
تنهدت مها ..بصوت عالي .
وارفعت نظرها لفوق وكاد ان الموبايل يسقط من ايدها ..
اشهقت بصوت عـالي وغـيظ ..
وبدى تنفســها يعلاااااااا ..
خالد كان مع سمـر يتكلمون عند الأستقبال ..
حاولت تتمالك نفســها ..
سمعت صوت ريم بأذنها " مها....مها ..الوووو ..مها انتي بخــير .. الوو ايش فيه "
ريم اسمعت صوت شهقة مها , وسمعت صوت تنفسها غيـر السوي , وافزعت ..
كانت قاعده تكلمها لكن ما في اجابه وهذا اقلقها , وخلاها تصـر ان مها تركـز معاها وتحاول تتواصل معاها .
لكن مها كانت بعالم ثاني ..
بس خلاص لحد اهني وكفـايه , انها تعرف ان كل يوم يكون معاهم , شي
وانها تشوف انه معاها شي ثاني
ان يتأخر عليها اهي عشان قاعد يتكلم مع خطيـبته شي لا يطاق , لا يحتمل ..
من غيـر لا تشعر سكرت التليـفون بويه ريم .
وبكل قوتها اللي تمكنت منها حركت رجولها اللي كنها حديد من على الأرض , وبعدتها عنهم , وتوجهت للبوابه الرئيسيه للمستشفى .


سمـر :

سمر , كانت تبحـث عن خالد ..
ولقته ..
كان تبحث عنه ببساطه لأجل تعطيـه اوراق , ابوها وصاها انها تعطيـه اياه .
هو خذا الأوراق بهدوء وبساطه .
وشكرها بكل رسميـه ..
لكن اهي قالت كرد على كلامه " حنا اللي لازم نشكرك , ما قصرت معانا ابد "
خالد من غيـر لا يشوفها جاوب بألـيه " لا شكـر على واجب يا بنت العـم "
كان يناظر الأوراق اللي بيده ويتأكد من عددها , هذي الأوراق خاصه بالمستشفى .
حس خالد بسمـر ..
وانها لازالت واقفه مكانها .
ما تحركت !
وهذا خلاه يرفع راسه بهدوء , ويقول " امري يا بنت العم "
سمر اللي كانت واقفه تحاول تكون جمله , تعبـر فيها عن اسفها عن التأخيـر الحاصل بأعلان فسخ الخطبـه , اخجلت من كلمته , واعرفت انها طولت بالوقوف ..
وهذا خلاها تقـول " لا ابد ..بكل صراحه يا خالد انا حاسه بالخجل من عدم اعلان فسخ الخطبـ ..."
قاطعها بصرامه " ما راح انتكلم بالموضوع اكثـر , متى ما شفتوا الوقت مناسب اعلنو فسخ الخطبـه "
حاولت تكمل اعتذارها "بس يا خالـد انا متأكده ان هالشي اكيـد يأثر على زواجك وانـ .. "
تحولت عيونه للبرود المطـلق من تدخلها , أو من محاولتها تفسيـر الوضع بحياته الشخصيـه !
وقال ببرود "سمـر .. ما راح انتكلم بالموضوع .. استأذن "
تحرك خالد وتوجه لإكمال الإجراءات المفاجئه اللي طالبتها المستشفى .
اما سمر فظلت مكانها , واحساس الإحراج ماليها من اقصاها لأقصاها , هي وش دخلها بزواجـه وحالة زواجه ..
يا ربي وش راح يفكـر فيه ألحين ..
ردت لغرفة امها من غيـر لا تتكلم مع احد ..وهي كارهه عمـرها من الإحراج


خالد :

بعد ما انتهى من الأعمال اللي كلفه فيها عمه حامد ..واهو ناسي سمر واللي جاب سمـر
توجه لغرفة عمـر , كان يدري انه تأخر على مها ..
علاقته معاها بالفتره الأخيره غريبه .. ينامون بأحضان بعض , لكن في جدار غير مرئي وغريب مبني بينهم , وهذا الجدار مضايقه .
متى ؟ متى راح نترتاح .
دخل الغرفه وقال بصوته الجهوري " السلام عليكم "
ردوا عليه عمه سعود وعمـر السلام ..
لكن في صوت رقيق مختفي !!
بنظره سريعه للغرفه لاحظ انها مهي موجوده ..
وينها فيــه !!
عمه سعـود كنه قرا السؤال من نظرات خالد اللي انتقلت بالغرفه عدة مرات كنه يبغى يتأكد انه مها فعلا مهي موجوده , قال " مها ظهرها عورها ..واتصلت علي وبلغتني انها راح تروح مع السـواق للفندق عشان ترتاح "
راحت للفندق !!
الغضــب انطلق فيه بقوة ..
كان المفروض تتصل علي !
كان المفروض تستأذن مني !
وبعدين كيــف تروح مع السواق كذا , وبروحها ..
كان غاضب لدرجه غريبه ..
هو ما توقع انه يغضب كذا ..
لكن الظاهر انه هدوء الأيام اللي فاتت تمكن منه .. كان متوقع ان علاقته فيها راح تتطور للأحسن , راح يتقربون اكثـر , لكن اكتشف ان الحواجز ظلت , وبالعكس زادت قوه , ما يتكلمون مع بعض إلا عند الضروره , قربهم الجسدي ما ادى ابدا إلى قرب نفـسي ..وهذا ادى إلى خيبة امل كبيـره , كان على حافة الأنفجار ..
قال بكل ما يقدر عليه من برود " طيـب "
رفع راسه وشاف عمـر يتأمله ..
واهو ما سمح لعمر ان يشوف الغضب اللي بعيـنه , وحاول يغلف نظراته عن صاحبه .
قعد خالد مع عمـر وعمه سعـود واهو على اعصابه , بس يبغى يرد للفندق ويفهم ليه تصرفت كذا ..يعني ما كانت تقدر تنتظره ..
جره من افكاره ..تحرك عمر فجأه وقعدته بالسرير كنه فكـره خطيـره جت في باله ..
ولف على خالد وقال " خالد انت قلت لسام عن الحادث "
خالد كنه انضرب كف على وجهه سام !!
ولا اخطرت على باله اصلاااا !
ما كان يدري انها موجوده بمصر للأن ..
الواضح ان تعابير خالد انطقت بأفكاره لأنه عمر قال بعصبيه " خراااااااااا , اشلون غابت عن بالي ..اكيـد ألحين اهي خايفه ..خرااااااااااا "
حط ايده على عينه بتعب .. وكمل " خالد طلبتك , لما تروح لفندقكم قولها ..غرفتها اهي رقم ( ) , قول لها...اهي مسؤوليتي و انا نسيــتها "
خالد حمد ربه انه عمه سعـود كان رايح لدورة المياه ..ولا شاف اهتمام ولده بهالسام , ولا كان علووووم !
وقال لعمـر بهدوء " خلاص ..خلاص ابشـر , راح اقولها بس انت هد اعصابك "
رد عمـر لمكانه ..وقال " مشكــور "
وبعدها رد عمـه سعـود للغرفه وانتهى الموضوع ..
بعد فتـره وبالوقت المناسب اعتذر خالد وانصرف ..
خاصه ان عمـر بينام , وعمه سعـود بيرد للشـقه .
فكــر بالفندق ...وبمهـا ..
مجرد التفكـير فيها كان يغضبه بشده .


فيصل :

فيصل كان واقف عند غرفة عمـر بعد ما لاحظ انصراف الرجاجيـل اللي كانوا عنده ..
ما يدري ليه جا بهالوقت بالذات ..
لكن جانب منه ادفعه دفع للقدوم للمستشفى ..لعمـر بالذات ..
بيشوف وش راح ينتج عن المقابله ذي .






الكاتبــه

black widow
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم

نظرة الحب
03-28-2011, 05:55 PM
البارت الخامس والعشرين

***تعالي واعتقي ذاك الخفوق المولع المرتاب ... مهب لأجلي عشان الله يجازيك ويجازيـني ***










" يكــفي يا فاطمه !! "
سمعت ساره امها تتكلم بغضــب بالجوال ..
تنهدت بضـيق فاطمه صايره كلما كلمت امهم تعصبها ..
سمعت امها تكمل " انا ما قلت اللي صار لأجل تدعــي على البنت ..هي وش ذنبها ان كان خالد يبغاها .. ما اظن انها اضربته على ايده لأجل يبات عندها "
واغلقت الجوال بوجه بنتها الكبيــره ..وهي ما عمرها اعملت هالشي ..ورمت التليــفون على اقرب مكان بغضــب ..
وقالت بنبـره غاضبه , لكن منخفضـه " اعوذ بالله , اعوذ بالله "
عصبتها مراااااااا , فاطمه متى بتفكــر بعقــل متى ؟ , مهما كان ما يصــير تدعي على الحرمــه .
دافعـت عن مها لأجل ما تتمادى بنتها ما يجـوز الدعـوه على المسلمــين ما يجــوز , وهالبنت ما كنها ام لطفليــن الله يهداها تحس ان ساره بأحيـان كثـيره انضج منها .
مها بتكون ام طفل خالد , و هي بدت تحس ان مها باقيـه معاهم لمده طويـله , ولازم بناتها يتقبلون وجودها , وخاصه فاطمـه ..
بدر قال لها من اول ما نقـل خالد من غرفتــه , لكن هي اعرفت ان ولدها ادام انه نقـل فهذا يعني انهم ردوا لبعـض , صحيـح انها ضاق صدرها على سمـر , لكن ..
لكن ما تقـدر تقــول حاجه ..
وش معقـول تطلب من ولدها ..ما تقدر تطلب منه يطلق مها .. لأنها خايـفه على بناتها !
اي خايفه على فاطمه وساره .
كما تديــن تدان ..
ولأن البنت من عرفتها ما عملــت يضر خالد او يضرهم
ساره تابعــت امها بنظراتها , امها صايـره عصبيــه بالأيام اللي فاتت .
يمكن لأن صديـقة عمرها مريضه , أو لأنها مستحيه تحط عينها بعين سمـر و ام سمـر .
اهي تعرف امها وتعرف مشاعرها , وخالد كل يوم يبين انه مو ناوي يترك مها ..
السبب مجهول ..
هل لأنه يحبها ؟؟؟
او لأنه يبغى ولده يربى عنده , فجالس يحايل مها ؟؟
ما تدري نظراته لها لما تكون معاهم غامضـه !
بس الأكيـد ان المها تحس بالحب تجاهه اكيـد ..مجرد شعــور قوي تحس فيه .
ردت تناظر امها اللي راحت للبلكونه ..
موضي اطلعت للبلكونه , لأنها ما تبغى ساره تشوف دموعها .
هذي الأوقات هي الأوقات اللي تفقد فيــها جاسم اكثــر شي .
جاسم كان يعرف يتعامل مع المواقف الصعبـه اكثـر منها , هي مهي عارفه وش هو التصرف اللي المفروض تقوم فيه .
كانت تعتمد عليـه بكل شي .. كان هو القوه , وهي الضعف !.
وألحين هي لوحدها ..
اه ه ه ه ه ه يا جاسم مكانك وش كبــره .
الله يرحمــك , مسحت دمعتها بسرعه بعد ما حست بدخول ساره عليها .
معلنه انه فاطمه على الخط ..تبغى تعتذر


عمــر :

اخيــرا بروحـــي ..
أه ه ه ه ه ه ه
كان ضـوء الغرفه مطفـي ما عدا الأبجوره اللي بقربه ..
وهذا الجــو الغيــر واقعــي خذا عقــله لها , لريمـــه ..
لشعرها الأســود مثـل الليــل .
تخيلـــه يمر بين اصابيــعه بنعومتـــه الغريبه ..
عيــونها الســود الكبــار كنهم بيــر من غيــر قرار .
تشــوفه ..تناظره ...بحب
لبشرتها اللي بلــون العســل .
اللي تلامـس بشرته .
لشــفايفها ..
قطع على نفســه الأفكـــار بغــضب ..بغــضب شديد .
افكاره الغبيـــه .
شفايدة هالأفكــار ..
اكيــد انها ما تفكــر فيــه .
تفكــر بفيــصل الغبــي
لف نظــره على الغرفه اللي اهو محبــوس فيها .
حاس نفســه بقفص , بقفص بهالفراش , بقفص افكــاره .
وده يطلع يغيــر جو ..يتحرر من افكــاره اللي ما تروح ولا ترد إلا لهااااااا .
من متى ؟
من متى يفكـر فيها بهالطريقه ؟
من متى صارت له هـوس ؟
من متى !! الجواب الصريح من اول ما طلقها !
هه
بدا يسخــر من نفســه
كان يكتــم أفكاره فيها بأعماق اعماقـه , لكن كانت تجيـه على شكـل احلام .
تطيـر لها افكاره من الكويت للسعوديه بلحظات غيـر متوقعه وهالشي لما ما يكون متيقظ وحارس افكاره .
كان يظهر شوقه لها من تلقائية كتابته لرقمها على شاشة موبايله كلما سرح .
وهذا خلاه يحقــد عليها , المفروض يكرهها .
جا في باله الشخـص الوحيـد المظلوم بالمعادله هذي كلها .
نوره
انظلمتي يا نوره معاي ..انظلمتي وايـــد .
رفع ايده لجبهته بتعب ..وعجــز ..
وألمته جبهته المحطوط عليها الشاش .
وهذا خلاه ينــرفز , ويسب ويلعـــن نفســـه بغضب شديد وبحده باللهجه , وعنف .
وبصوت عالي ..
قطع عليه السب واللعن صــوت الباب ينفتــح من غيـر استئذان .
وهذا خلاه يرفع نظره , ويظهر البرود على ملامحه دليل الغضب الشديد .
الشخص اللي دخل ما كانت باينه ملامحه عدل ..
لكن لما جدم اكثـر ..
ولما عرف الشخـص تحولت ملامحه وصارت جليـــديه مفزعـه .
هذا إش يايبه ؟؟
ليــش ياي لي !!
يتشمـــت معقــول ياي يتشمت ..
بدا يشد بأيده على الغطا بالجهه اللي مو بايــنه لفيــصل .
الغيــره بدت تحرق صــدره , تذبحه ..
قاعد يتخيــل هالحــيـ ...., يشوفها كل يوم بالطالعه والنازله .
يبتســم لها ..
واهي تتصرف بخجل ...المشــهد بكل قســوته تمثل بعقله , وخلاه يصــر على اسنانه .
قوته الطبيعيه ردت له .. وسيطرته اللي يمارسها على نفســه ردت بقوه شديده ..
عمر ..هالأفكار ما راح تأدي لأي نتيجـه ..هذا ضيفـك , عامله عدل !
فيـصل دخل بسرعه من غيـر لا يطق على باب , لأنه سمع صوت غاضب من الداخل , ولأنه يدري انه ما في غيـر عمر , وخشى للحظه انه فيه شي !! , تصرف تلقائي
ولما كان عند الباب انصدم من قســوه السب واللعن اللي ينطق فيــه لسان عمــر لكن لما دخل وشاف جمود الملامح استغرب انه هالشخص هو اللي صدر منه هالكلام ؟ .
اصلا ما توقع من انسان بارد (هذا اللي سمعه عنه ) يصدر عنه هالكلام !
صاروا بوضـع غريــب كل واحد فيـهم مواجه الثاني خاصه لما عرف انه عمـر بخيـر .
عمر بخيــر !
بشكل عمـر الحالي , شكله مناقض لكلمة الخيــر !
كان شكله سئ , المنظر اقل ما يقال عنه سئ ..هذا اقل ما يقال عنـه ..
الله يعيــن اهله !
نقل نظره لرجول عمر ثم لصدره ثم لوجهه .
الإصابات منتشـره فيــه ..داله على قوة الحادث اللي تعرض له .
هذا اللي بكت عليه ريم , وقضت ليلها بعيــده عن عيونها النوم بسببه !
كان حاس بمشاعر عدم الأستلطاف اللي تنطلق من عمر , يمكن لأنه فسـر كافة تصرفات عمـر على انها حب لريم , واللي قد يكون تفسيـر خاطئ ..
فيـصل شاف عمر يبتسم ابتسامه جانبيه ساخره , و سمعه يقول بصوت منخفــض وبسرحان " استاذ فيصل ..استاذ فيصل " وكمل ببرود " يا حي الله من جا "
حس فيصل نفسـه على اعصابه من سماعه لحس هذا الأنسان ..يمكن لأنه للتو تلقى خبـر رفضها له !
سمع صـوت اللي اكبـر منه سنا يقول ببرود " تفـضل "
عمر حاول يقعد من سدحته , لكن حس انه تكهــرب من الألم اللي انطلق فجأه من ذراعه وصدره لراسه ..
بلع ريقه ..
وخذا نفــس ..
تغصـب الأبتسامه , وقال " اعذرني ما اقدر أقوم اضيـفك .." وأشر على رجوله الثنتيـــن , وقال بسخريه من وضعه " العيــن بصيـره والأيد قصيـره , لكن العصـير ..البرتقال والمانجا ..وما ادري شنو ..موجود بالثلاجـه "
مد فيـصل ايده برفض للعرض وقال " تسلم يا بوسعـود , ما أبغى.."
عيون عمر قست وقال بهدوء " استاذ فيصل ..ما يصيـر ما تشرب شي عندنا ..تفضل للعصيـر "
تنهد فيصل بأستسلام , عمر ما راح يتنازل , لكن هو ما كان جاي لأجل يتضيـف , ومهو معتبـر نفسـه ضيـف , لكن من الواضح ان عمر مصمم ..
تحرك وخذا العصـير الموجود بالثلاجـه ..
عمر ما كان يبي هذا الرجل بالذات يشوف ضعـفه , كان ملاحظ نظرته اللي انتقلت على اصاباته .
ونظرة الشفقه اللي مرت على عيـنه بسرعه واختفت لما ردت ألتقت بعيــونه .
كان كاره الوضــع ..هذا اشيبي , ليـــش ياي ؟
منو يظن نفسـه عشان يشوفه بالطريقه هذي ..
اهله اللي اهم اهله مو قاعد يستحملهم , أو بالأصح يتجنب يتكلم معاهم عشان ما يجرحهم , وهذا اكره الناس له , اثقلهم على قلبه بكل برود ياي لعنده , وبنظرات الشفقه !!
ويرد نفـس السؤال (ليــش ياي ) احساس داخلي علمه ان الموضوع مو اداء واجب ! , معقـول ياي للمشـروع !
فيصل وتلبيـه لدعــوه عمر بالجلوس ..قعد , لكن قبل ما يقعـد مد ايده لعمــر بتحيـه متعارف عليها .
قال فيـصل بكل هدوء " الحمدلله على سلامتك "
احساس عمر بأن الموضوع مو اداء واجـب زاد قـوه ..وصار وده يقـول وقف هالمقدمات وادخل بالموضوع .
نفســيته مو مستحمله هالأنسان ولا مستحمل انه يكلمه .
لكن قال ببرود " الله يسلمك "
فيصل من باب فتح حوار , سأل .. بهدوء " كيـف حصل الحادث ؟"
لما سمع عمـر السـؤال ..
بلحظه سكـت .
ورد السؤال لمخــه , كيـف ...حصل ...حادثـك ؟
ولما اسـتوعـب السؤال عــدل
انفجــر ضحـــك بسخريه ..
"هههههههههههههههههههههههه "
شر البليــه ما يضحــك ..
ومثل ما انفجرت الضحـكه فجأه , سكت فجأه ..وقال " هه ..أ ه ه ه ه ه ه "
شـيقول له !!
شيــقول حق هالأنسان ..
يا ترى عادي يـقول : مشـاعري لما شفتك اغلبتني وحسيـت بالغيـره وما عرفت اتنفـس , وخلتي افقد سيطرتي على السـكان !
لما لف على فيـصل لاحظ ان فيـصل عاقد النونه ..
وواضح عليـه بدايه غضــب , نتيجة عدم فهمه .
ما يلومه صـراحه !! , معاه حق يكون اكثـر من غاضـب ..لكن جد مو بيده لما ضحـك , سخرية الموضوع تضحك !
غمـض عيــنه عشان يتمالك اعصابه بس , وبعدين فتحها وشاف السـقف !
قال عمر بهدوء , ولما ألحين اثر الأبتسامه الساخره على فمه " انا اعتذر , الحادث كان مضحك , وسخيـف , لا تشـغل بالك فيــه "
لأن فيصل مو مهتم اصلا .. طوف الموضوع .
سمـع فيـصل يقول بهدوء "لا خذ راحتك "
عمر ظاهرته البارده بدت تتكسـر ..لأن التخيلات اللي بعقله زادت حدتها وكميـتها .
وقال للرجل اللي اصغر منه " امـر يا استاذ فيصل ! "
فيصل شاف عمر بهدوء , قاطعه بتلقائيـه " فيصل .." ولما شاف نظرة الأستغراب بويه عمـر قال " اسمي فيـصل "
ابتسم عمر ببرود , يكره احد يقاطع كلامه , وقال " اه ..المهم اعذرني على السؤال , بس ابي افهم سبب الزياره ؟ "
تسـند فيصل وقال بأبتسامه سخريـه بسيطه " وليه ما تقول اني جاي اداء واجـب "
ما رد الأبتسامه وقال ببرود " مو تقليل منك لكـن .. الساعه ألحيــن 10 ..احنا بمستشفى ..انا المفروض اني مصاب ..معرفتنا مهي بذيـج القوه .. ما شفتك إلا مره وحده بحياتي ..يعني بكل بساطه الوضع ما يتوافق لأداء الواجـب .. وأكبــر دليل ان وراك سالفه ..الموضوع متعلق بالعمل ؟؟ "
ما يقدر فيصل انه ينكر اعجابه بسرعة بديهة هالشخـص , على طول جمع واحد بواحد , واستنتج النتيـجه ..
قال ببساطه " معاك حـق , لكن المسـأله مهي متعلقه بالشغـل "
وشاف عمر بتصميـم !
عمر رفع حاجب , مو متعلق بالشغـل , ومعاه حـق ! ..هه عيـل ليــش ياي .
اشبيني وبيــن هذا.. غيـر الشغـل , والواجـب ..
فجأه نزل حاجبـه ..ما يبي يفكـر بالشي الثالث اللي بينهم .
لأن مو معقـول راح يتكلم عنها !
وهذا خلاه ينطق بكلمه جليـديه " اشتقصـد ؟ "
فيصل عرف انه عمر استوعب قصده ..
من غيـر اي كلام وعمر متابع لتصرفاته , اخذ التليــفون ودق ..
عمر عصــب من التجاهل , وعصب اكثـر من المسرحيــه , هذا اشلون يتجاهله جذي ؟؟
كان على طرف لسانه انه يطرده ..
لما سمع فيصل يقول " السلام عليكـم عمي حمد ؟ ......اخبارك ؟ "
عمر عقد حاجبـه بغضب ..وحيــره
يكره احساس الحيــره هذي .
" عمي انا ابغى افاتحك بموضوع , وخجلان منك ..."
.........
عمر لاحظ وجهه فـيصل اللي وجهه غايه في الجديه , ولكن بان عليه الراحه بعد ما سمع رد الطرف الثاني
" عمي انا .....انا امر بظروف تدفعني... " ومثل التردد , للأيحاء لعمــه ان الوضع اللي هو يمر فيــه سئ " اممم تدفعني اني انهي الخطــبه اللي بيني وبين بنتك "
عين فيصل كانت بعين عمـر
الصدمه ارتسمت على وجه عمر ..
مستحيــل
ما قدر يبعد عينه عن هالرجال.
معقول يعني , تركها ..
ولا اهو يبي يشوف ردة فعله وبس !
سمع فيصل يقول بقوه للتليـفون " عمي والله هو مهو رخـص فيكم , بالعكس انا يشرفني نسبكم , وقربكم , بس الظروف تحكم الأنسان "
عمر وفيصل ..عيونهم ملتقيــه ببعض .
ولا واحد منهم قدر يبعد عينه عن الثاني ..
فيصل لأنه يبغى يشوف ردة فعل عمـر
وعمر لأنه ببساطه ما يقدر يبعد عينه , يبي يعرف كل شي , كل تفصيـل صغيــر .
كان صوت حمد مرتفـع .
كان ينتقل للغرفه بقوه ..
خاصه ان عمر , وفيصل ساكتيــن .
كان صوت عمه بالطرف الثاني يقول بكل غرور ( انا كنت راح انهي الخطبـه )
( بنتي ألف من يتمناها )
وكان رد فيصل " اكيــد يا عمي , انا امتأكد من هالشي , وانا اسف اني انهيت المساله بمكالمه هاتفيـه , لكن وراي سفـره مهمه , وما حبيــت اني اسافـر قبل لا انهي المسأله "
الطرف الثاني وضح عليه الهدوء من انخفاض الصوت وعدم وصوله لأذن عمر .
رد فيصل " انا اســف مرة ثانيه يا عمي , ما كان ودي هالشي يصير لكن قدر الله , مع السلامه "
سكر الخط , واهو عينه على عمر .
عمــراللي قال بكل برود " شالمســرحيــه ؟ "
كان مسـتغرب شلون صوته طلع بهالبرود , واهو داخله فيضان , وبراكيــن , تــوتر ما يعلم فيه إلا رب العالميــن
قام فيصل من مكانه ..
وقال ببساطه " مســرحيــه , لأ مهي مسـرحيـه ..انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها ...مع السلامه "
وببساطه طلع من الغرفه ..
تارك عمر يشوف مكانه اللي كان واقف فيه من غيــر اي كلام ..لأول مره من زمن طويـل احد يقول كلمه عمر يعجز معاها عن الرد الساخر او البارد
انفصل عنها ...
انفصل عنها ..
انفصـل عنها ..
بس شيقصـد بكلمته انا بكون اول من يبارك لك فيـها ..
يعني ..يعني هو فاهم انه ..انه اهو عمر يحبها .
غضـــب من نفســـه , انا احبها , لأ انا ما احبها ..ما احبها .
هذا الغبــي ان كان يظن اني أحبها فأهو الغلطان .
اهو بس ..
بس ما يقدر يخليها لغيــره , هذي هي المسأله , بس .
حس بدقات قلبــه تزيــد , تزيــد ..
رفع ايده وحطها على صدره , من خشيـتـه ان قلبه يهرب من قفصه الصدري ..
اهي حره ألحيــن ..
يعني يقدر يتقدم لها ..
يقدر يخليها له ..
لازم ..لازم يتحرك .. وبسرعه قبل لا تضيــع من ايده .. قبل ما تفلت منه مثل ذيج المره .
طاحت عينه على ريلـه , بدا يتأملها للحظه .
وحس بالقهــر
ألقى راسه على المخده , وارفعه , ورد القاه ورد ارفعـــه بحركه متكرره ..
شسوي ألحيـــــن ؟
اهي قبل وانا بكامل صحتي ومو مشتهيتني , شلون ألحيــن وريلي بهالحاله ؟؟
هه كان وده يضحك , و وده يصرخ بنفـس الوقت ..
المشكـله انه ما يقدر يتركها ..
اكتشــف انه ما يقدر ..


الكويت قبل طلاق عمـر وريم بثلاث اشهر :

ذكـرى زواج ريم وعمـر ..
ريم عندها اعداد عشـاء بهالمناسبـه موضوع مهم .
كان عمر جاي من الشــركه ومرهق بصـوره كبيــره , واهو ما عنده اي ذاكره متعلقه بالمناسبات الزوجيــه الخاصه , ولا يعطي لها اي بال ..
وهذا الشي يعصــب ريم , لكن مو بأيده , دايما ينسى هالسوالف , ريم عندها مليــون مناسبه , كل مناسبـه اغرب من الثانيــه , وكلها متعلقه بزواجهم ..
مناسبــه اول مره شافوا بعـض
مناسبه يوم خطبتهم
مناسبـه ملكتهم
مناسبة زواجهم
وهكذا ..
هي ما تحتفل فيهم على كثـرهم اهي بس اتسوي بهاليوم شي مميز يذكرهم بمناسبته , تقديـرا منها لأرتباطهم ولذكرياتهم مع بعـض
وأول ما دخل البيــت كان الظلام محيـط فيــه , استـغرب , شم ريحة البخــور لكن هذا شي طبيعي !
لكن لما جدم بالبيــت اكثــر لاحظ وجود الشمــوع , وصوت الموسيقى الهادي , ولاحظ انها اعدت طاولة الطعام بصــوره اكثــر من رائعه ..
اما اهي فكانت اللوحه الفنيــه .
كانت لابسه فستان حفـله (سهره ) ابيـض على الجسم بالضبـط ويوسع من تحت الركبـه , وشعرها كان مرفـوع بصوره انيـقه وجمـيله .
كانت تشــوفه بابتسـامه على شفايفهـا ..
وبعديــن قربت منه بهدوء ..واهو كان يتابع كل حركه من حركاتها والتعب اللي فيـه طار فجأه ..
قربت منه وحاوطت خصـره بأيدها ورفعت راسها له بدلال , وقالت " كل عام وانت الحـب "
وهذا خلا ايده تلتف على خصـرها بتلقائيه .
كان يشوف اللي حوله , ولما قالت كلمتها نزل عيــنه لها ..
ابتســم لها ..لكن بذهـن غايــب ..وقال بعد ما حس انها تتوقع منه كلمه " كل عام وانتي بخـير ريمي "
شــنو المناســبه اليــوم عشان هالكــلمه ..ما يدري ..
ذهنه غايــب بعد قضاء يوم كامل بالشركه , لأنه عندهم اليوم عمليـه اندماج مع شركه صغـيره تملكوها من فتــره .
ريم لاحظت وجهه , وهي تعرف زوجـها ..وهذا خلاها تبعد شوي على الرغم من وجود ايده على خصـرها " عمر انت ذاكر وش هي المناسبـه صح ؟؟ "
وليــــن شالبلشـــــــه ..
بعد عنها بحجة انه يشــيل الغتــره والعقال عن راســه , ويحط حقيــبة العمل ..
وحاول يعطي تخميـــن ..
حاول يراجع كل المناسبـات , وبالنهايه قال " اكيــد اذكــر ريمي , وهذا شي ينسي "
ريم حطت ايدها على خصرها وقالت " طيــب وش هي المناسبــه ؟ "
يا رب تكون صح , يا رب تكون صح .." ذكرى زواجنا "
لاحظ اشراق الأبتسامه على شفايفها , وهذا خلاه يحمدربه على التخميــن الصحيح ..
قربت منه وحاوطت رقبته بذراعها وقالت " صح "
بعد العشــا , وهم جالسيــن على الكنبــه , وايده ورا ظهرها ..
وهي مســنده راسها على صدره ..
يستمعون لأغاني هاديــه ..
ريم كانت حاســه وقتها , انها مو معقــول تكون اسعد من كذا , مو معقــول انه في زوج زي زوجها ..
كانت حاسه بأطمئنان ما قط حست فيــه من قبــل , وجودها بهالمكان , مع عمــر , وبحضنه يغمرها بأحساس بالأمان فظيــع , صح بينهم خلافاتهم , لكن هذا ما يقلل من عشقها له .
عمر صار له فـتره , ورغبـته بأنه يصــير اب تختمـر بنفســه , بدت تجتاحـه رغبــه بالأبـوه .
يبي شي يحمل جزء منه , وجزء من ريم ..شي يجمعهم للأبد
في بداية عيـشتهم مع بعـض يعني تقريبا من ثلاث سنيــن , كان رافض فكـرة الأطفال مو لشي غيــر انه يبي يكون مع ريم بروحهم لفتـره , قبل ما يجي طفل , ويكونون ملتزميــن بأشخاص اخرين غيــر انفســهم ..
توقع انه يلاقي معارضه من ريم , لكن بالعكــس , ريم رحبــت بالفكــره , وافرحت فيــها ..
لكن الحين خلاص ..
اهو كبــر واهي كبــرت ..
ويبي يبدي يأسس للأســره ..
وقال بهمـس متوافق مع الموسيقى الحالمه اللي حاطينها " ريم .."
ما تحركت من مكانها وقالت " هممم حبيبي"
ريم كانت متعـوده على عدم قول عمر لها حبيبتي , او عمري , او غيـره من كلمات التحبب , أو انا احبك , لكنها لما شكت لمها , قالت لها (انها تعاني من نفـس الوضع ) وبالتالي تقبلت طبيعه ريلها .
" ابي نأسس اسـره "
حست بجسدها يتجمد ..
ما فهمت وش يعني نأسس اسـره !
ما رفعت راسها وقالت " انأسس اسـره ؟؟ "
سمعـت صـوته يقول بطريقه حالمه " ريم ابي طفــل .. ابي طفـل صغيــر .. يملي حياتنا .. "
سمعت صوت الأبتسامه بكلامه وهو يكمل بنفـس الطريقه الحالمه ..
" ابي نوقف ناخذ الأحتياطات ..اليــوم "
ريم لما قال لها عمـر هالكلام , بالواقع ما تأثرت ..
ما اهتمت ..
عادي جدا جدا .
حست كنه يتكلم عن الجـو , مهو عن مستقبلهم .
وبالتالي ردت فعلها كانت مرا عاديه !
وقالت ببساطه " طيــب "
وقامت ببساطه تعمـل له قهـوه تركيــه , اللي هو يعشقـها بعد نصف ساعه من العشـا ..











{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}

نظرة الحب
03-28-2011, 05:56 PM
ومـر على هالحادثه شهـرين كانت خلاله تفكـر بالحمل على انه شي واقـع , لكن ما بدت تتأثر أو تفـزع إلا لما اظهرت الأعراض عليها ...
تأخر الدوره , الأحساس بدوخـه من الوقوف الطويـل , بدت تعاف بعض انواع الطعام .
اشيـاء بسيطه ..
واهني بس بدت حقيقة الوضع تجي لعقلـها .
حمل ..حامل ..
اول ماقال لها عمر رغبتــه ما تأثرت ولا اهتمت ..
لكن لما صارت احتماليــه الموضوع حقيقيه , حســـت مو بس بالخوف , حست بالهلع .
حست بالذعــر يملاها ..
حست ببروده تمر على ظهرها ..
لكن اقنعت نفســها انها مهي خايفه ذاك الزود , ومهي متأثره , وان هالخوف هو خوف مبدئي حالها حال اي حرمـه , وبالتالي ما تكلمت عن الموضوع .
ولما زاد الموضوع عن شـك , من خلال تكرر هالأعراض كل يوم , لقت حالها ما تقـول لعمـر عن شكها , وراحت للصيديليه من غيــر اي كلام له عن الموضوع
و توجهت للصيدليــه , بعد ما طلع عمر للشركه..
لما دخلت و جا لها الصيدلي ..اخجلت للوهله الأولي من نطـق طلبــها .
وسمعت صوت الصيدلي يقول بهدوء " ايوه يا أنسـه , إزاي أأقدر اساعدك "
تغلبـت على خجلها ..
ونطقت برغبتها على الرغم من احساسها بالأحمرار اللي غازي وجهها ..
" اممم ابغى ..ابغى تحاليـل للحمل "
سلمها اللي هي تبغاه ..
وهو ثلاث انواع مختلفه من اختبار الحمــل ..عشان تضمن النتيـجه .
رجعـــت لبيتها ولما وصلت توجهت جري لغرفتهم ..
رمت الأغراض على الطاوله حقــت المنظره , وغيــرت ملابســها ..
وبدت تعمل اشياء بسيـطه وصغيــره , ومالها داعي كانت تبغى اتأجل وقت الحقيـقه
لكن الخوف ملاها وزاد اكثـر و أكـثر كلما حست ان مالها اي عمل تواجهه .
ولما تشجعت و واجهت
أكدوا لها ثلاثتهم عن حملها !
اهني بس انهارت .
لأ ما تقدر تكــون حامل , ما تبغى تكون ام .
حست ببرود من قوة الواقـع عليها ..
تذكـرت تصرفات امها معاها , تذكـرت وايد اشياء وخافت اكثـر ..
لكنها تماسكــت لأنه هذا هو الوقت اللي يجي فيـه عمر من الشـركه .
حضرت الغداء على الطاوله .. واجلست تستمع له بذهن غايــب .
وبعد لحظه سكــوت , ومن غيــر لا تقول له عن حملها , قالت بتوتر وبطريقه مفاجئه " عمر انا ما ابغى أحمـل "
رفع راســه عن الأكل , وبدا يشوفها ..من غيــر اي تعليــق , لكنها لاحظت ان وجهه اكتسى بالبرود وهذا يدل على ان الموضوع مو عاجبـه .
هي ما تدري وش قصدها من هالحركه بعد ما اكتشفـت انها حامل , لكن كانت تبي تقــوله , ما تدري يمكن يلقون لهم حـل بالمشـكله اللي هي فيها ..
تبي تقـوله ان هالشي ما تبغاه ابدا , ابدا ..
لكن ما توترت وقالت " انا ما أقصد اني ما ابغى أطفال للأبد لكني اقصـد اني ما ابغاه ألحين ."
ترك عمر الملعقــه اللي بيده وقال ببرود " وينج ما قلتي هالكلام من زمان , ليش ألحيــن ؟ "
تكره اسلوب البرود اللي اهو يتكلم فيه خاصه لما تكون هي على اعصابها ..
تبيــه يصرخ , ويعبــر , تعرف وش يحس فيــه بالوقت الحالي , بروده ما يعلمها وش يفكـر أو يحس فيــه .
وهذا الشي يجننها .
قالت بعصبيــه " لأني فكـرت ألحين بالموضوع وقررت اني ما ابغاه .."
كمل على نفـس اسلوبه البارد " امممم ومتى الوقت المناسـب اللي نيـيب فيه اطفال ونكون اسره من وجهة نظرج ؟ "
رجفــت من اسلـوبه لكن خذت طرحه للسؤال من باب انه موافق معاها على الفكـره , على الأقل موافقه مبدأيه ..
وقالت " ما ادري , ما ادري , يمكن عقب خمـس سنيـــن , عشــر سنين "
ببرود شديد " اهاااااا , واشمعنا عقب خمس سنيـن , او عشر سنيــن , ليش مو الحيــن ؟ "
بعصبيــه شديده قالت " لأني ما ابغى اطفال ألحيــن , هذا هو السبــب .."
تنرفز من صراخها وكلامها معاه بعدم احترام
طق الطاوله بقســوه , وقال ببرود من بين اسنانه " لا تعليـــن صوتج ..فاهمه .."
مع طقة الطاوله والصـوت القوي اللي صدر , نزت بمكانها ..
وبصوت اعلى قال بصرامه " فاهمه .. "
هزت راسها وعيـونها مغـورقه بالدموع .
وكررت كلامها بكل ما تحاول عليـه من هدوء بعد صرختــه المفاجأه " لأني ما ابغى .."
تسـند على الكرسـي وقال " انزيــن انا شنو يضمني انج بعد 5 سنيــن , أو عشـر سنيـن ما راح تفكـرين مره ثانيــه بالموضوع , وتقررين انج ما تبيــن اطفـال , طبعا هذا إذا وافقت انا احنا نأجل الفكـره "
شافـته بعجـز وقالت واهي ما تشـوف من الدموع اللي ماليــه عينها " ما ادري .. بذاك الوقت راح افكـر بالموضوع مره ومرتيــن , وراح اجبر نفسـي اني ابغاه .."
راح اجبــر نفســي ! هالكلمه اكثــر كلمه عصبـته , ونرفزته ..
ترك الأكل ..وقام واقف .
يمكن لو اعرضت الفكره أو مشكلتها بصوره احسن كان تفهم او تقبـل لكن اسلوبها كان سئ للغايه .
وقال ببرود " عيـل ردي فكـري ألحيــن مره ثانيــه , وقرري انج تبيــنه "
علاقتهم صارت متــوتره , لأنها صارت ما تخلي فرصه إلا وتختلف مع زوجها , وكلما صار السبب تافه كلما زادت هوشتها معاه .
لاحـظت ان عمر ما يقعد معاها , كان يجي من الشغــل بالليــل يرمي روحه على الفراش , وينام ..
ويطلع من الصبـح قبل ما تقعـد ..
كانت تدري انهم ألحين بالشـركه قاعديـن يحاولون يدخلـون سـوق مهم ..ويمكن هذا سبب انشغاله ..
واللي اعملته انها كملت ايامها بسكـوت بدون ما تخبر عمـر عن حملها ,شغله ماخذ وقته خاصه مع عملـية الدمج , ووجود مشاريع جديده , وهذا عذر خذته بأنها ما تقول لزوجها .
حتى ما راحت للطبيب لأجل تتأكد من حملها بصورة اكيـده .
لكنها بالتأكيــد خلت الفكـره تأثـر على استقرارها .
كل مخاوفها الطفـوليه ردت لها بقـوه , كل خوفها من الهجـر , ومن الحب , وبالأخص من الأطفال , وكل هذا طلع بقوه من اول ما سوت التحاليـل المنزليــه .
وبيوم رد عمـر بالليـل من الشغــل ,وراح للغرفه و اهو يفسـخ دشداشته , واهي قاعده على الفراش تبيــه يكلمها ..
لأنه من ايام مو قاعد يكلمها إلا ببرود , وجفا ..
قال واهو قاعد ياخذ دشداشة البـيت " انا راح اسافـر يوم الأربعا لمصـر "
قامت من مكانها بغـضب " تروح لمصــر , لأ , لأ .."
من غيــر اهتمام , طلع من الغرفــه , وقعد على الغنفه , وفتح التليــفزيون وبدا يشوف احد المباريات ..
قالت له " ما راح تروح لمـصر , ليــه , ليــه ألحيـن ؟ "
جاوبها بطريقه لا مباليه " راح افتتح الفرع المصري اهناك "
" قول لعمـي , قوله انك ما تبغى تروح "
لف عن المباراة وشافها وقال بأستهزاء " ومن قال ان ابوي اهو اللي بعثني , بالعكـس , انا اللي عرضت اني اروح "
بهمـس طلع من اعماق روحها " ليـه ؟ "
" ليش ؟؟ , ليــش , ما ادري انتي قولي لي ليــش "
" لازم تكون معاي ألحيــن , لازم .."
قام من مكانه وقرب منها حيــل , بس اهي ما تحركت , تبي قربه اللي اهو حرمها منه من ذاك اليوم , اللي اختلفت معاه , وقال بعصبيــه " لازم اكون معاج , ليــش , عشان ودج تختلفيـن معاي على الجو ,و لا على الأكل , ولا تبيــن تختلفيــن على الجوتي اللي انا لابسه , إذا انتي ودج , انا ما ودي , ما لي خلـق هالطفـوليه بالتصرفات , فكـري بتصرفاتج هالأسبـوع , وبعديـن نرد نجتمع واحنا اهدا واحسن "
تركها وراح لغرفة النـوم ..
اوقفت مكانها واهي تحاول تستوعـب كلامه , مو مصدقه انها فعلا سوت هالأشياء , كل كلمه قالها كانت صح .
ادخـلت بعد للغرفه , واقعدت قربه , واطلت عليـه من فوق , كانت متسنده على ايدها , شعرها طايح على جنـب , وقالت له " عمر انا اسـفه "
ما فتح عيــنه .
كملت " عمر وربي اسـفه "
قربت منه , وباست خده اليمين وقالت وهي قريبه منه وهمسها يلامس خده " اســفه "
" راح اروح لمصـر , وهذا الشي ما راح يغـير رايي "
قالت بغيـض لأنه فاهمها " عمــــر !! "
تنهد وفتح عيــنه كان وجهها قريب من وجهه وقال بهدوء " نعم يا ريم "
شافت وجهه وعرفت انه راح يعاند وطلباتها مهما كانت راح تلاقي الرفض ..
فقالت " ولا شي , ما ابغى شي "
استلقت قربــه , وما مد ايده لها , ولا تقرب منها , وهالشي اغاضها ..
قربت منه بشده وضمت ذراعه بشده لصدرها , تلتمس الأمان .
وحاولت تنام ..
لكنها بعد متضايقــه , وضايق صدرها , واهو مثل ما يحتاج للراحه , هي بعد تحتاجها .
اه مشتاقه (للجوهره ) , للجري معاها بالمزرعه ..
وعلى طول قالت بصوت عالي وفجأه " عمر ابغى اروح للسعـوديه "
حست فيـه يتصلب من ذراعه وكملت " بعد ما ترجع من مصـر , تعال لي هناك في مزرعة جدي , عمر انا مشتاقه للجوهره "
قال لها عمر ببرود " انا قلت لج انييب الجوهره للكويـت ..بس انتي رفضتي "
قالت له ريم باستعطاف " وابغى اشوف جدي فهد بعـد .."
قال بطريقه من وده ينهي السالفه بأسرع وقت وبسلام علشان يقدر يريح راسه ويرتاح " اوكي ..اوكي على راحتج "
قلقها اللي استمر لمدة اسابيـع , وخوفها هدت قوته , السـعوديه وجدها فهد ..
راح ترتاح من احساس التوتر اللي غامرها لأسابيـع .
توجـه عمر لمصــر بعد ما وصلها لمزرعة جدها بالسعوديه ..
ريم بعد ما مر يوميــن عليها بالسـعوديه , راحت للمستشفى من غيـر علم احد من اهلها , وبالتأكيـد من غيـر لا تبلغ زوجها اللي كان بمصـر , توجهها للمستشفى كان لأجل تحصل على التأكيـد النهائي من الصحه انها حامل .
كانت جالسـه قبال الدكتـوره اللي كانت مبتسمه بسعاده للمرأة الحامل اللي قبالها .
كانت ريم تسمـع نصايح الدكتـوره ..وهي خايفه اكثـر واكثـر .
وبسبب شوقها لخيلها قطعت كلام الدكــتوره وقالت بتوتر " دكتـوره , امممم اقدر امتطي الخيــل و .."
اضحكت الدكتـوره بنعومه وقالت " لأ طبعا يا ريم , امتطاء الخيـل , و حمل الأشياء الثقيله , الجري , الرياضات العنيـفه كلها ممنوعه يا قلبي , ان شاء الله بعد ولادتك"
ابتسمت ريم بتوتر من هالكلام ..
كيف تتصرف ألحين ..لازم تخبـر عمر بالموضوع ..
بس هذا شي ما تقدر تقوله لأحد ألحين , تبي تتقبل الموضوع أول ..
وبعدين تقوله لعمــر
ردت للمزرعـه , وتوجهت للغرفتها , ولأول مره من سمعت الخبـر بدت تبكـي ..
تبكي بخـــوف شديد
كل اللي فيها ألحين من هالطفل اللي في بطنها
حطت ايدها على اللي في بطنها على اللي راح يفســد حياتها , على اللي راح ينهي سعادتها ..
وتمنت لو ما كانت حامــل .
ما كانت حاسه بأي استلطاف لهالطفــل ..
هالطفل راح يقيدها .
راح يزعجها مثل ما هي ازعجت امها ..
معقــول عمر راح يتغيــر عليها ان عرف بأمر الطفل ,راح يفقد اهتمامه فيها مثل ما امها افقدت اهتمام ابوها بعد ولادتها .
مع هالأفكار السلبيـــه
نامت ..
صحت على دخــول الجوري لغرفتها بقوه , وكلامها بصيغــتها الطفــوليه " ريم , ريم , قومي , يلااااااا , قومي , البنات كلهم راح يعملون مسابقه , كلنا... مسابقه , يلااااااااااااا "
ريم ما مــيزت اي كلمه قالتها جــوري , حطت ايدها على عيــنها , وبعدت قذلتها عن عينها , وقالت " وش تقـولين ؟؟ "
بضيق طفولي قالت لها جوري " ريم وش فيكي , اقولك راح نعمل سباق بالخيــل , يلااا قومي , كلنا راح نتسابق , يلااااااا "
ريم ردة فعلها الأوليــه كانت الفرح .
الفرح الكبيــر ..
ابتسمت لجوري بكل سعاده وقالت " اوكي يلاااااا , قولي لهم اني بشترك "
جوري (مشجعة ريم الأولى) انطلقت لخارج الغرفــه بفــرح , لكن اول ما اغلقت الباب ..
تذكــرت ريم كلمة الدكتــوره " الخيــل ممنوع "
بعدت شعرها على وجهها , ومسكت اطرافه بقســوه ..
زادت ضيقتها من هالطفل ..
قامت من مكانها وراحت الحمام , واظهرت لأجل تقول لهم انها خلاص ما عاد فيها تلعـب ..
لكن رؤيتها (للجوهره ) نساها نفسـها , كانت من جد مشتاقه لخيلها , وفكرت انه مره وحده أو مرتين ما راح تأثر على هالطفل ..
وتسابقت مع البنات ..
وسباق ورى سباق ورى سباق ..ولعدة ايام متتاليـــه
ادى إلى النتيــجه المحتمه ..
بعد احد السباقات باليوم الخامس , ونزولها من الجــوهره مع بنات عمها ..
حست بألم فظيـــع ..
ألم لأول مره تعاني منــــه ..
كانت حاسه كنـه حشاياها تتقطع , كنه سكاكيــن داخلها .
الم ما اقدرت معاه انها توقف على رجولها .. وأدى إلى سقوطها على ركبتها ..ووضعها ايدها على الأرض وايد على بطنها , وصراخها بألم " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
عمر كان بمطـار السـعوديه ..
راد من رحلتـه من مصـر اللي استمرت لمدة خمسة ايام
راح لمـزرعه عمه فهـد واهو متحمـس ومشتـاق لها ..لزوجـته .
خلاص راح ينهي هالخلاف السخيــف اللي استمر اكثـر من اللازم .
اكيـد انها خايفـه من بدايه مرحله يديده بحياتهم .
أول ما صفـط السياره في مواقف المزرعه ..ونزل من السياره .. شـاف عمه فهـد طالع له من خيمته ..ويستـقبله .
كان واضح على وجه عمه الضيـق , والتعـب .
رحــب فيــه بزيـاده ..
لكن عمر قاله " عمي عسى ما شــر ..اشفيــك "
شافه عمه بتعــب وبعديــن قال " حيــاك , حيــاك "
وأشر على الخيـمه , اللي عمر شافها وشاف البيــت ..
لكن شوفة الريم شي ثانوي بالوقت الحالي
لأن واضح على عمه انه فيـه شي , وان عنده سالــفه , وهذا خلاه ما يهتم إلا بالموضوع اللي مضايق هالرجال الطيب .
لما قعد عمر على الأرض ..
شاف عمـه ..
واهو ينتظر انه يتكلم وبالفعـل قال عمه " عمر امس العصـر .. حصل حادث ..لريم "
عمر اول ما سمع الكلمه ..حاول يقـوم , لكن عمه فهد حط ايده على ذراعــه ..
وقال " انتظر يا عمـر "
رد عليــه عمر بقوه " شلـون انتظر وانت تقـول ان مرتي سوت حـادث "
" حرمتك ما فيــها شي ان شاء الله , صحتها تمام , حنا نقلناها لمستشـفى (......) , لكن الحادث ادى إلى .." هز فهد راسه بضيق وقال " ادى إلى سـقوط الطفــل , ريم كانت حامل , الحادث سقط الطفـل "
عمر قال بهمـس من الصدمه بأستغراب " حامل !"
عمر ما قدر يتحـرك , ما عرف يتحرك من الصدمـه ..
ريم كانت حامل وسقطت .
الخبــر كان جديد عليـه , هذا اللي صدمه ..
ما قدر يمنع نفســه من التفكــير ان هذا اللي كانت تبيـــه ريم .
ما كانت تبي طفـل ,وصار لها حادث وسقط طفل ..
حس بغضــب يملاااا قلبـــه : معقــول انها طيحــت الطفل متعمـده ..
هل كانت تدري عن انها حامل .
كان راح يضحك من تفاهة افكاره ..ريم مو معقــول تسوي هالشي .. مهما كانت تعارض الحمل بالوقت الحالي , ما كانت معقوله راح تسوي شي يأذي طفلهم ..
أو ...ممكن انها تسـوي ؟!!!.
فكــر فيها وبصحتها بعد الحادث , وحب يتأكد بصوره أكبــر وبهدوء " اشلونها اهي ؟؟ "
نظر له عمه فهد وقال " هي بخيــر , بغرفتها ألحيــن بعد ما رخصوها من المستشفى ومعاها بنات عمها "
هز راسه بموافقه ..
الحمدلله ..ادامها بخيــر ..فالحمدلله ..
كان تعبان من السفـر ثم الطريق للمزرعه , وألحيـــن هالخبــر !
غمض عينه وحط ايده على عينه بأرهاق ..
قال لعمه " إذا تسمح لي يا عمي , ابي اشوفها "
رد عليــه عمه بقوه " أكيـــد "
بعد عشـر دقايق كان عمر عند باب غرفتها بالمزرعه .
كان في بنت صغـيره واقفه قباله ..
جـوري ..
ابتسم لها بتعـب وقال " اشلونج يا جوري "
كان واضح على وجهها انها باكيـــه .
ولما سألها عن اخبارها تعبــرت بضيـق ..
وقالت بصوت منخفض " ماني بخيــر "
" أفاااااا ليش ؟؟ "
نزلــت دموعها " ريم سقطت امس, وكانت متألمه حيــل "
نزل على ركبــته قبالها , وقال " الحمدلله يا جوري انها بخيــر ألحين , لا تضايــقين روحج "
" عمر انت ما شفتها , هي ألحيـن نايمه ..بس كانت .."
ما كان يبي يسـمع , و ما كان يبي يحس بتأنيـــب الضميـر لأنه ما كان موجود بقربها واهي متألمه , وانها اضطرت تعيـش هالمحنه بروحها , وبتأنيـب الضميـر لشكه فيها ..
ألمها
واكتشافها انها حامل
واسقاطها للطفـل
قطع كلامها وقال " جـوري هذا شي صار وحصـل بالماضي , ان تضايقتي ألحين ..ما راح يغيــر من الماضي شي , بس راح تفسدين عليج الحاضر "
وبعدين ابتسم لها ابتسامه عريضه ..على الرغم من تعبه ..واهي ما اقدرت غيـر انها تتجاوب مع ابتسامته ..
وقال لها " روحي لتحت , وراح تشـوفيـن جيـس انا حاطه عند عمي فهـد , وراح تشــوفيــن شي يفرحج "
جـوري ببساطه بنت عمرها اثنى عشر سنه , قالت لعمــر " انت جايب لي هديــه ؟ "
ابتسم وقال " اي روحي شوفيها "
تركتــه بســرعه من غيــر لا تلتفت ونزلـت جري .
من اول ما غابت عن عيــنه غابت الأبتسامه عن فمه , وقام من على طوله ..
وفتــح باب غرفتها بهدوء .
كانت الغرفه مضاءه , وشافها مستلقيــه على الفراش ونايمه , وعوره قلبـــه , بمجرد التفكــير باللي عانت منه بالوقت اللي ما كان فيــه موجود قربها , وعصب من نفســه انه شـك بأنها معـقوله تتعمد تسوي جذي بالطفـل اللي بينهم .
هذا إضافه إلى الضيـق اللي حاسه بأنهم ما عرفوا بوجود طفلهم إلا لما افقدوه ..
فصخ جاكيـــت البدله اللي كان لابسها ..
وقرب من فراشها , قعد على طرف الفراش وبدا يتأملها , كان واضح على ويهها التعــب حتى وهي نايمه .
قعد لفتـــره معاها ..وما تجرأ يلمسها خوفا من انها تقعد ..واكتفى بالنظر فقط
احساسه بالضيـق زاد بصدره , واحساسه بتأنيــب الضميـر زاد اكثر .
وهذا ادفعه انه يطلع من الغرفه .
ويروح للأسطبلات بالمزرعه ويختار خيـل ويمتطيــه ..
أ ه ه ه ه ه ه
الخيــل والهوا كان لهم تأثيـــر ايجابي عليه , دائما لهم هالتأثيــر ..
فكــر بالريم ..
فكر بحادثها ..
حادثها ..ما سأل عن حادثها واشلون صار !
الله يعيــن بس ..
كانت حامل , كانت حامل بطفـلهم , طفــل راح يجمعهم , اهي واهو
وهذا الطفـل راح لحكمه عند الله سبحانه ..
بمحاولتهم الثانيــه للأنجاب لازم ياخذون حذرهم ويتجنبـون الحوادث ..
كان الخيــل اللي هو يمتطيــه قاعد يركض بأقصى سرعتــه وهذا الشي اللي كان يبيه عمــر ..
كان حاس انه يقدر بهالطريقه يطلع طاقته السلبيــه ويقدر يفكــر باللي صار بطريقه افضـل ..
وده يروح للطبيــبه اللي عالجت حادث ريم , ويعرف منها هل للحادث تأثيــر على ريم بالمستقبـل بالنسبـه للأنجاب , وده يعرف شلون يعرفون عوارض الحمل عشان يتلافون مثل هالحوادث بالمستقبل ..
لازم يروح بأقرب فرصه ممكنه ..
ليش بأقرب فرصه ..
ليش ما يروح ألحين ..
رد الخيــل اللي كانت يمتطيــه للأسطبل وركب سيارته , وانطلق للمستـشفى اللي قال عنها عمه فهد .
لما وصل للمستشفى وسأل عن كل الحوادث اللي صارت امس , بأستعماله لأسمه , ولأسم عائلته تمكن من الحصـول على اسم الدكتـوره اللي عالجت الريم , وعرف انها موجوده بالمستشفى .
وبعد خمس دقايق كان بمكتب رئيس المستشفى , والطبيبه قباله , لوحدهم ..
قالت له الدكتـوره بكل صرامه " نعم "
" انا اسـف اني احضرتج بهالوقت دكتـوره , لكني محتاج اعرف عن حاله معيــنه "
شافته بصرامه وعدم استلطاف كلي " نعم , حنا تمر علينا حالات كثــيره , فممكن تحدد لي الحاله اللي انت تبغاها "
عمر تجاهل تصرفاتها , وكمل كلامه " حالة ريم بنت حمد .. امس عملت حادث , وسقطت الطفل "
وقالت بهدوء " ايــوه , عرفتها "
شافها عمر وقال "انا كنت ابي اعرف ان كان الحادث ممكن يأثر على قدرتها على الأنجاب "
قالت له الدكـتوره " لأ ان شاء الله ما راح يأثر على قدرتها للأنجاب ان كانت فعلا تبغى الطفـل .."
وعلى الجمله الأخيـره , واضغطت على كل حرف قالته , بتعمد !
ابتسم , ابتسامه مفتعله من تصرفاتها , وقال من بين اسنانه " انا حاس انج تقصديــن شي من ورى هالجمله "
" الأخت ريم , جت لي هنا من كم يوم , اعلنت لها انها حـامل , وان عليها تجنب ركوب الخيــل , لأجل تحافظ على حملها , وكونها ركبت الخيــل طول الأيام اللي فاتوا على كلام المقربيـن منها , فهذا معناه انها ما كانت تبغى الطفــل , وبالتالي ان كانت تبغى طفل فعلا , فراح يكون لها اللي تبغاه....., هذا اخـر سؤال اخوي "
ما كان مصـدق اللي يسمعــه
مو معقــول .
حس انه انطعـــــن , بصدره ..
حس بكلماتها ارماح اسحبت روحه من جســـده
ألمــــــه قلبــــــــــــه ..كن احد ضربه بقلبــه ..
سمع صوت الدكــتوره يقــول بضجـر " اخوي هذا اخر سؤال ؟ "
هز راســـه بأن نعم ..
قامت بعدم اهتمام انها للتو قد اهدمت حياة انسان ..
فكــر عمر انها طبيــبه لكنها ما شافت انها اذبحت في داخله شي لما انطقــت كلامتها بلامبالاة .
مرر ايده على شعــره بعجــز ..
كان شاك ان ريم عملت هالعملـه , لكن انه يشك غيــر عن الواقع ..
كان يشك ...يا عالم.. بس شــك ..
ألحيـــن صار كل شي اكيــد , طيحـــت الطفل عامده متعمده ..
الأنانيه ..
القاتـــله ..
عديمة الأحساس ..
الحيــوان اللي اهو الحيــوان ما يذبح اعياله , وهذي..
قام من مكانه , على دخـول رئيـس المستشفى اللي اشكــره عمر بسرعــه وطلـع ..
دخــل سيارتـــه ..
واهو يلعــن الساعه , اللي قرر فيها يزور المسـتشفى , واهو يلعن الساعه اللي قرر فيها الأستعجال للرجوع لريم ..
ألم بقلبـــه , قاعد يذبحـــه ..
ليش جذي يا ريــم , ليـــش , انا شنو سويــت لج عشان تسـوين لي جذي , ليـــش
اه ه ه ه ه
الجرح مــــوت الجـــرح لا جا من احبــاب .
فتح الكرافتــه وفتح الزرار الأول من قميــصه .
حرك السياره لمجرد تحريكها , من غيـر اي هدف , ظل يمشي بالسياره .
موبايله كان يدق كل خمس دقايق معلن له ان ريم تتصل فيــه .
اسمها حتى اسمها كان يذبحـــه ..
كان حاس بالأحتقار والحقد مالي قلبــه تجاه هالأنسانه ...
كان يشوف رقمها وما كان يرد , عاجــز انه يرد قدرته على السيـطره على نفسـه .
اهي ادخلت المستشفى وسوت تحاليـل وانا ما ادري.. , واعرفت انها حامل , وما بلغتني , و ...
كان صوت الموبايل قاعد يزعجه .
مو مصدق انها اعملت اللي اعملته ببساطه , ونامــــت , كانت نايمه بعد ما اذبحت ولدهم .
وجوري تقول انها تألمت ..
قلعتها تتألم , عساها من هالشي واردى ..
ماني مصدق اني حسـيت بتأنيب الضميـر لأني ما كنت قربها , يالغبي ..
يا الغبي اقدرت انها تخش عليك انها حامل .
يالغبي ..
وقف السياره على جانب الطريق .. وقعد اهناك ..يكرهها بكل لحظه اكثـر من الثانيه .
بعد ثلاث ساعات بالضبط .
توجهه للمزرعه , يبي يسمــع الكلام منها , يبي يسمع الجريمه من لسان القاتل .
نزل واهو مو منتبـه لسيارة عمه حمد اللي واقفه عند الباب ..
دخل للمجلس الخاص ببيت المزرعه , ما كان فيــه احد .
اتصل على عمه فهد ..وقال بكل هدوء " عمي لا هنت , انا بالمجلس اللي بالمزرعه , إذا ممكن تيي انت وريم "
سمع صوت عمه اللي قال بأستغراب " عمر انت وين كنـــت ؟ حرمتك تمت تتصل فيك لساعات "
" عمي فهد لو سمحت انا راح اكون بأنتظاركم "
" طيب ليه ما تدخل لداخل بيت المزرعه .."
" عمي لو سمحت .."
كنه الرجال الكبيـر فهم ان بالموضوع عله قال " طيب يا ولدي طيــب "
عمر اغلق التليــفون ..
وحط ايده على راسـه , اهو طلب وجود عمه فهد لأنه مو متأكده من قدرته على التحكم بعمره , لأنه يبي احد يكون موجود إذا فقد اعصابه ..
الكره غامر قلبه اتجاهها ..
حس بدخــولهم , ووقف ..
الساعه كانت خمس العصــر , كان الوقت وقت غروب الشمــس بالأفق ..
والضوء الأحمــر كان يدخل من الدرايش اللي ماليــه الغرفه.. خالق جــو جمــيل , جماله مناقض لبشاعة الواقع .
اللي ادخـلوا كان عمه فهد , وعمه حمد , وريم ..
اللي اول ما شافته مشــت له بتعب , و وجهها واضح عليـه التعب الفظيـع , ورمت ذراعها حوله بخوف وحــب وشوق ..
وقالت " عمر فزعتنـي ,ليه ما ترد على الأتصالات حبيــ ...ـي "
انقطعت كلمتها لما بعد ايدها عنه بجفــا ..
الكذابــــه , القاتــله , عديــمه الأحساس , هذي من وين لها قلــب عشان تحب , وتحس وتقلق ..
ريم لما بعدها عنه انصدمت , من قساوة ايده , كان يبعدها بقسـاوه ..
حتى ما حط عينه عليها , ولاشافها او شاف وجهها .
ما كنه غاب عنها خمس ايام .
راح لأبوها وسلم عليـه .
وقال لهم بهدوء " تفضلـوا .."
كان حاس انه منأرف من ريم , مشمئز من فعلتها وما يقدر يشوفها ..
كان يشوف ريم ببرود " حمدلله على سلامتج "
كان بعدها واقفه مكانها من صدمة صدته القاسيــه لها قدام جدها وابوها .
ولما جاب طاري الجنيــن اللي طاح ..
توترت ..
واحمر وجهها لأحساسها بتأنيـــب الضميــر من ذكـرى كلمتها له , ومن اهمالها .
ردت عليه بهمـس " الله يسلمك "
لما شاف احمرار وجهها حس بقلبه يقسى جهتها ..
ودخل بالموضوع مباشره
لأنه السؤال راح يخنقه ان استمر اكثر داخل صدره
وقال بهدوء " انتي كنتي تدرين انج حامل ؟ قبل الحادث , كنتي تدرين ؟"
قال جدها اللي كان محافظ على سكـوته لغموض عمر " عمر وش هالكلام الفاضي , اكيـد انها ما تدري , لو كانت تدري ما كانت ركبـت الخيـل "
وجه عمر البارد تحول لوجه مستهزأ وقال لعمه فهد , واهو بعده ينظر لريم " هذا مو كلام الدكتــوره "
ريم لما سمعت هالكلـمه رجفت ساقها .. ورجعت لأقرب مقعد واجلســت عليــه ..
فهد و وحمد , وجوههم عكست مدى صدمتهم ..
اما عمر فظل يشوف مرته وقال بلهجة استهزاء بأول اربع كلمات وبعدين تحولت لهجته للهجة قاسيــه " يلا يا مرتي الحبيــبه قولي لي كنتي تدرين مثل ما قالت الدكــتوره , ولا ما كنتي تدرين انج حامل , كنتي تدرين ان ركوب الخيـل ممنوع ولا ما كنتي تدرين ؟ "
لهجته القاسيــه , وذهابه للدكتـوره من دون مواجهتها دفعتها انها ترفع راسها بوسيـله دفاعيـه , اهي مهي غلطانه بشي , ما كانت تقصد ان الطفل يسقط ..
انقلــت نظرها لأهلها وبعدين له , وقالت " ايــه ادري "
" يا الـحـقـ ... "
ومنع نفســه على اخر لحظه من نطق الكلمه .
اما اهي فأنصدمت من الكلمــه اللي كانت على وجه انها تنطق .
شالمشكلـه ان كانت تدري , يعني وش فيها ان درت انها حامل ..هي ما كان قصدها انها تسقط الطفـل .
عمر قام من مكانه من غيــر شعــور , ومن غيــر احساس وتوجه لها
اما اهي فكانت تشــوفه بصدمه ..
واهي متصلبه بمكانها .
سحبها من مكانها وبدى يهزها " وتقــولينها ..وتقوليـــنها بكل وقاحــه ..انتي شنــو انتي ..انتي من شنــو مخلــوقه .."
كان يهزها بقســـوه , ما كان يسمع صوت جدها اللي كان يقــول له " اذكــر الله يا عمــر , اذكــر الله "
كان يصرخ ويهزها من غيــر شعـور " حسي على دمج شــوي , وقولي ما كنت ادري , او ابجي , او سوي شي , الحيــوانات يحســـون اكثــر منج , تذبحيـــن طفلج , تتعمدين تذبحيــــنه , وانتي تدرين , ليـــش , قولي لي , ليـــــش ؟ "
ردت عليــه بصرخــه " انا قلت لك اني ما كنت ابغى طفــل , ما ابغا طفــل يقيدني "
تركها بقســـوه لأنه مو مصــدق اللي قاعد يسمعــه ..
طول هالفتــره اهو كان عايــش مع شنـــو ؟؟
مع وحـــش ؟
وهز راســه بعدم تصديــق " هه وانا اللي كنت ابي طفل يجمعني معاج , لكن الحمدلله ان هالشــي ما حصــل , وعسى ان تكوهوا شيئا وهو خيــر لكم , انتي من اسوأ انواع البــشر "
حمد كان يشوف المنظر قدامه وكان منصــدم .
من كلام عمــر , ومن فعــل ريم ..
ومن انه شهد هالمواجهه ,كان عاجز عن الكلام .
فهد كان يشهد على هالمواجهه واهو بعد عاجز انه يستوعب ان حفيـدته معقــول تعمل عمل بهالقســوه .
ريم انقلت عيــنها على الموجوديـن واللي كانوا يشهدون على الواقعه ..
وردت شافت زوجها ..
كانت حاســه بالجرح , والخجل , ما كانت تقصــد ..
اهي كانت منهاره امــس كله بعد اللي حصل من اهمالها , واندمت على عدم التزامها بكلام الدكتـوره لكن انه عمــر يقول كل هالكلام عنها .
ليــه يكلمها كذا , ليـــه يعاملها كذاا ما كانت تقصــد ..
وهالشي خلالها دفاعيــه وخلاها تحاول تجرحه مثل ما جرحها , وغفل عن عقلها انه مجروح من سقــوط الطفــل ..
كانت اصغــر من انها تتعامل بعقلها من دون مشاعرها , قالت له بصراخ " يمكــن لأني ما ابغى طفل يربط اسمي فيـك ..ما ابغى طفل من رجل ما يحس , ما يعبــر , بارد , بارد .. حتى الضرب ما يضرب , انت انسان بارد , ما عندك مشاعر , حجر .."
كانت مواجهها ومو مصدق اللي يسمعه .
كانت متــوقع انها تعتذر , تنكــر , لكن هالكلام ...
طعــــــــــــــــــون
كل كلمه , كل تصــرف ..
طعــــــــــــون .
فتح فمه يبغى يتكلم .
ورد اغلقه , عض شفته العليـا ..
ما قرب منها .
بس كان يشوفها بعدم تصديـق .
هز راســه
ولف وجهه وطلع ..
لما شافتـــه يطلع ما صدقت ..لأ انا وش قلـــت ..
لأ مستحيــل انا ما قلت هالكلام ..
انا احبـــه , انا اعشــقه , مستحيــل اقوله هالكلام , عمــر لا تصدق كلمتي ,لا تصدقني
عمر طلــع , كلامها يتردد بعقلـــه لدرجه انه حــس خلاص راح يجــن ..
حس بعمــه فهد يكلمه ويقول له " عمــر استهدي بالله , وارجع , هي بنت طايشــه ما تقصد كلامها , انت تعرف انها تتكلم قبل ما تفكــر , عمر امــس طول اليوم كانت تبكي , تبكي بأنهيار , عمــر .."
اهني بس عمــر وقف مكانه .
ورد للمجلس وفي باله شي واحد ..
عمه فهــد قال " الحمدلله يا عمــر , اي وانا ابوك , ارجع لها وعقلها بالكلام الطيــب "
ورجع للباب وشافها واقفه مكانها ..ما تحركت منه .
وقال لها بكل برود " انتي طالق "
حتى لما عرف باللي ســوته ما طرى على باله الطلاق , لكن ألحيــن بعد كلامها وردة فعلها , مو قادر حتى انه يشوفها .
وطلع من الغرفه , من غيــر اهتمام بصراخها , وصياحها ..
ولا كان يسمع شي غيــر دقات قلبــه .
هذي ما تستاهل حبــي ..
ما تستاهل مشاعري تجاها ..
خساره فيــها الحـــب , خساره فيــها السنوات اللي قضيتها اعشقها فيها, خساره فيها كل لحظه قضيتها بالتفكــير فيها .
خساره ..







{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 05:56 PM
الوقت الحالي مها :


عجـزت تدخل على جدها وخالها عمــر .
خالد ما اقدرت تشــوفه .
اعجـزت تواجههم لانها منهاره , ميــــته .
شوفتها معاه للمره الثانيـــه اقهرتها , حركت الجمــر اللي كان طافي , لظى ..يحــــرقها , يألمها , يصيبها بالغثيـــان .
خاصه بعد ما اهي مها استسلمـــت له , واغفلت عيـنها عن كل خلافاتهم وتنازلت عن كرامتها , لكن انه يكون بنفــس المستشفى يتكلم مع خطيــبته شي لا يحتمل , ولا يطاق .
سمــر فيها كل شي , مها مو موجود فيها , بنت عمه , اهله راضيـن عليها يعني ما راح يعورون راسـه , واهو مفتخـر فيها ومعلن خطبتهم ..
اه ه ه ه ه يا القهــر .
الدمعه ما انزلت من عيــنها ..واهي بالسيــاره .
قهرها واصل لدرجه تحس معاه ان نبــع الدموع جـــف .
مهي عارفه شلون تطفــي اللي في قلبها من غيـــره , ونار .
مها اللي يشــوف وجهها فكان راح يشوف وجه متعــب , اصفــر , وزنها نقص بهالأيام اللي فاتت , ما احد يحس انها حامل إلا ان دقق , تحت عيـنها اســود .
اول ما ادخلــت غرفتهم بالفنـدق من ساعتيــن تقريبا أو اكثـر , هفـــت عليها ريحتــه .
عطـــره .
اهني فقط .
طلعت صرخة غيـض من بلعـومها , اقرب للصـرخه .
قعدت تروح , وترد بالغرفــه , يميــن , يسار , فوق , تحت ..
وااااي تعبــانه , واااااااي يا ربي ..
يا ربي منـــو يطفـي جمــر الغظا اللي حارقنــي ..
وااااي قلبــي ذابحــني
وااااااااي
يماااااا تعالي لي , يما تعالي لي ..
وفجأة توجــهت بكل غضبــها وعصبيـتها وطلعـت شنتطته من الخـزانه , ما راح ينام عندي , ويقرب مني , واهو يكلمها , ويسولف معاها ..
رمت حقيـبته على الأرض ..
خل ينام عند اخـوه , انا ما ابيه , ما ابيــه
بدت تاخـذ اغراضـه من الخزانه اللي هي بنفسـها علقتهم , وقامت ترميــهم بشنطته .
من غيــر اي اهتمام , بالترتيــب او النظام .
تســحب بلوزه او تي شيرت وتلفحها ريحـته العطـره , تغتاظ اكثــر ..
وتسحبه بشـده اكثــر .
ظهرها كان الألم فيــه فظيـع لكنها تجاهلته مثل ما تجاهلته طول الأيام اللي فاتت .
واهي بغمــرة اندماجها بعملها من سحــب للملابس ما انتبهت للباب اللي فتـح إلا لما تسكـــر بقوه .
وهذا خلاها تقفز بمكانها وترمي البلوزه اللي بيدها , بخشـــيه , قوتها اللي كانت تتحلى فيــها اختفـت فجأه لما ألتقت عينــها بعيـــنه .
رجعت خطـوه بتلقائيــه , من الغضـب اللي كان باين بوجهه وبتعابيــره .
كان الشرر ينطلق من عيونه ..
لكن بعدين وقفت مكانها وشدت ظهرها اللي كان يألمها , اهي مو غلطانه .
اي اهي مو غلطانه اهو بروحــه الغلطان ..
خالد لما دخـــل الغــرفه كان غاضـــب , الطريق والزحمه ما هونت عليــه , ولا هدت له اعصـابه .
لكن لما دخــل وشاف اللي هي تعمــله .
وشاف شنطتـــه على الأرض واهدومه مرميــه بكل مكان .
اكتشـــف معنى ثاني للغضــب , ما كان عارفه من قبــل .
قال بكل ما يقدر عليـه من ضـبط للنفــس ..لكن صوته كان واضح عليــه الغضــب " اش جالســه تســوين ؟ "
قالت بقهـــر , واهي تتذكـــر شكله واهو يكلم سمــر " ما ابيـــك , بس خلاص ما ابيــــــك "
تقــول ما تبيـــه ..
هي ما تبيــه هو ..
هي تشيــل ملابســه , من الخزانه وترميــها لأنها ما تبيـــه ..
صـــر على اسنــانه بكل غضب الدنيــا , وقال واهو يرجف من الغضــب ومن بين اسنــانه , وانفاســه العاليــه " ما تبيـــــني ...ما تبيــــني .." تحول الصــوت لصرخه عاليـــه " ما تبيــــــني ..وهو بكيـــفك ؟؟؟ .."
قرب منها , واهي بعدت ..
اول مره تشــوفه جذي , عيــنها وســعت من الصدمه والخوف..
كمل بنفـس النبــره , واهو غاضــب بشده " وهالزواج كله تحت امرك , متى ما تبيـــن تكمليـــن فيــه كملـتي ؟ , ومتى ما ما بغيـــتي انهيـــتيــه ."
كلامه اللي كان بصراخ , وتقربه منها , خلا قلبــها ينبـض بصوره قــويه .
هــزت براســها برفض , اهي ما قـط سوت جذي , ما قط ارفضـ..
قطع افكارها , الهمــس القاســي والشديد الصادر منــه " تظنيني صبـي عندك , تجريـــني لك بأيد ومتى ما مليــتي تبعديـــني بالأيد الثانيــه , هاااااا يا اميــــره , متى ما بغيــتي تروحيــن لبيت ابوك رحتي , متى ما بغيتـي ترفضيـن تقابليني ترفضيــن , متى ما ودك تعتبــريني سئ فأنا سئ , ومتى ما ودك تقربيــن قربتي , ومتى ما ودك تبعديــن بعدتي من غيــر اي اعتبار لي , أو لوجهة نظري "
كان ملاحظ كيــف تبعـد عنه , كيــف ان كل خطوه يخطوها للأمام هي ترجع فيها مليــون خطوه للخـلف .
وبكل غضـــب , مســك ذراعها لمنعها من التراجـع , وشد جسمها له , بحيــث صار الجسديــن متلاصقيــن كليــا .
حطت ايدها على صدره تبــعده من غيـر اي كلام , منصدمه من اللي قاعد يقــوله ..
حســت بألم براسـها , وبجسدها كله من التعــب اللي استمر لأيام ..
اصلا ما كانت مصدقه ان خالد شايف ان زواجهم ماشي بكيــفها ..لأنها اهي عكـسه بالضبط .
" لكن هالمره , كل شي بيكون بأمري , هذا الزواج يا اميــره , مهو تحت امرتك , ولا هو بكيــفك , انا اللي راح احدد متى و وين راح ينتهي "
قالت له اللي في بالها .. لأنها مو قادره تركـز على الأمور الثانيــه , ولا على الكلام اللي قاعد يقـوله ..كتبرير للي قاعده تسويه لأنها مو فاهمه عن شنو قاعد يتكلم
" انا ..بس ...ان ...سمــر وبس "
ما تدري هل هذي جمله مفيـده ولا لأ ؟
بس كان في بالها تقــول له , انا بتركك ألحين عشان سمـر وبس
" سمــر , سمـــر , ههههههههه , وش هالنكـــته "
مسك شعرها بأيده ورفع راسها بشده ..
شهقــــت من الصدمه اللي سببتها رفعة راسها .
" سمــر هي اللي خلتك تتركيــني أول مره , هي اللي خلتك ترفضيـن مكالماتي , هي اللي خلتك ترفضيــن تقابليـــني لما كنت اجي لك , هي .. جاوبي هي ؟ "
شقاعد يقـول ؟؟
مستحيــــل .
اهو ما جا لها بالكويــت عقب خلافهم , ما اتصل عليـها
ما احد قال لها ..
لما ما ردت عليـــه , وشاف الحيــره والصدمه بعيــونها ,شد على شعرها بقــوه , وبعدين تركه وتركها , بعد عنها واهو غاضـــب ..
حاس بالغيــظ منها .
ما كان قادر يناظر فيها من غيــر ما يجيــــه شعــور بالخيانه , وشعــور ثاني يليــن له قلبـه تجاهها واهو ما كان يبغى هاللين .
كان رايـح ...راد بالغرفــه مثل الأسد المحبـوس .
اما اهي فحطت ايدها على شعـرها اللي حست بألم فيه من شدة ضغطه عليــه .
اقعدت على كرسي المنظـــره بصدمه , سبب طلبها للطلاق بالأساس كان عدم مراضاته لها , وعدم قدومه واعترافه بغلطـته .
بس كلامه يقــول انه جا لها ببيت ابوها , جا الكويت بعد ما راح للسعـوديه .
منــو معقــول يخش عنها قدومه ؟ وليـــش ؟
يعني ..يعني الأنفصال للمده الطويــله هذي كلها كان من غيــر اي سبب .
يعني اهي ما كان لها عذر بطلب الطلاق !
يعني اهي بتصرفاتها ..
قالت بهمــس " ليش ..اممم ..ليش كنت ياي لي بالكويــــت ؟ "
وقف مكانه .. وضحك واهو معطيـها ظهــره ..
كان يضحــك بمراره وسخريه .
وبعديـــن قال " فقدتي حقك بالمعرفــه لما رفضتي مقابلتي مليـــون مره "
ظهــرها بدا يألمها اكثـــر ..
جا لها وحاول يراضيــها وايد ..
واهي ما درت عن ولا مره , ولا مره قالوا لها عن جيــته .
لف عليــها ووجهه من اقســى ما يمكن ..
شافت تعابيــره , وقلبها عــورها , حســـت بالدموع .
انا غلطانه بعد ..
انا غلطانه , ويمكن غلطانه اكثــر منه .
قال وتعابيــره تنقل الغيــظ والغضــب " تركتيـــني لغلطه وحــده ارتكبتها , هجرتي عشــرة عمـــر , هجرتي بيتنا لغلطه ,وبعدها حملتيني اغلاط الدنيــا , وبعدتي عني , رفضتيني , خبيتي عني حملك , هه , كله لأسباب تافهه .. "
غمضــت عينها , ما تبي تشــوف ويهه ..
وقالت وصوتها فيـه بكيـه " ما كانت اسبـاب تافهه .."
بس اهي ألحيــن واهي تسمعــه , كانت حاسه ان الأسباب تافهه .
وكملــت بهمــس " انت ما كنت معلن زواجنا على اهلك حسستني اني غبيـه ..كنت متزوجني لأن ابوي طلب منك افقدتني الثقه بروحي خاصه اني كنت اعتقد ...." ما كملت جملتها ولدت جمله يديده " خالد ..انت خشيت علي "
جا في بال خالد الأحاسيــس ذي كلها ما كانت راح تحــس فيها لو هي سامعته لأنه كان مســتعد يقول ويشرح ..
وهذا عصبــه اكثــر واكثـــر ..
قال بكل غضــب " انا كنت مستعــد اشرح لك , كنت مستــعد اقــولك كل حاجه , كنت مســتعــد اعتذر لكن " وأشـــر عليـــها بأصبع اتهام " انتي اللي ما بغيـــتي "
كانت تبي تعـرف من اللي خش عنــها امر زياراته لها بالكــويت , منو اللي منع اتصالاته عنها ..
ما كانت تقدر تقــول له شي إلا لما تعـرف منو اللي خبى عنها وشنو اسبابه ؟
قالت بهمــس " بس انت طلعت من البيــت من غيــر اي شرح , و .."
صرخ فيها " هذا هو اسلــوبي , وانت تدرين فيـــــــه , انا دايم اتعامل مع المواضيــع كذااااااااا , 7 سنيــن ما علمتك هالشي "
اهي تعرف اسلوبه انه ان اختلفوا فأهو لازم يطلع من المكان لحظه أو لحظتيــن ويرجع وبعدين يتكلم ..
تعــرف هالشي ..
بس ذاك اليوم ما تدري شنو ياها , صدمه سماعها للي سمعتــه , وبعدين لما واجهته طلع وما انكـر , ذبحها وخلاها تشيــل شلايلها وتروح ..
قربت منه , واهو يناظرها بنظرات حراقــه , قربت حيــل , ورفعت ايدها ومررتها على صدره بحب وشوق واستعجال وبعدين مسكـــت ويهه , ودموعها بعيــنها " انا ألحيــن ابي اسمــع , قولي .. ابي اسمــع "
مسك ايدها بأيده " تأخرتي , وانا ألحيــن ماني مستعــد اشرح , أو أبرر "
بعد ايدها عن وجهه وأشر لها على شنطــته " تبيــني اشرح وانا شايف بعيــني كيــف كنتي ترميــن ملابســي , اشــرح وانتي ناطقــه بلسانك انك ما تبيــني "
ردت ايدها لوجهه بأنفعال , كانت تبيــه يناظرها , يحط عيــنه بعيــنها , وقالت بسرعــه " كنت غيــرانه , كنت ميــته من الغيـــره , شفتك تكلمــها ويــنيـــــت , انا ابيــك , والله ابيــك "
خذا ايدها وبعدها عنه بغيـــظ , يشوفـها بقهــر " يعني للمره الثانيــه تســوينها , تتركيــني , او تحاوليــن تتركيــني من غيــر لا تسمعيــن لوجهة نظري "
مها كانت بتجـــن , بتجــن مو راضــي يسمعها ..
" خــالد اشفيــك , انا ابيـــك خلاص , والله انا ما كنت ادري , ما كنت ادري "
كانت تقصـد انها ما كانت تدري انه جا للكويت , وسؤاله عنها وطلب مقابلتها .. لكن ما اعرفت تعبر عن نفسها
وكملــت " خالد خلاص هدها , اتركــها , اترك هالسمــر , انا مســتعده اني ما اتحرك من مكاني إلا بأمــرك , مســتعده صدقنــي , هدها , وراح نرد مثل قبل واحســن , البيبي يحتاجـك , يحتاج ان نكـون اسره "
بعد عنها وقال بـأستهزاء " يعني انت راح تتركيــني ان استمريت مع سمــر ؟ "
كانت تشـوفه بعيـونها الواسعه واهي منصدمه من السؤال , شنو يقصد منه ؟ هل يقصد انه راح يستمر مع سمـر .
لكن اهي ألحين اكتشفت انها ما تقدر على بعده وهذا خلاها تقـول " ما ادري ..ما ادري "
فعلا ما كانت راح تدري ان استمر مع سمر راح تتركه ولا راح تستمر معاه ..
تحبــه ..
تحبـه ..
اما خالد فكان يدري ان سؤاله مو عادل لكن اهو ما كان قادر يستحملها بالوقت الحالي ..
يبغى يبتعد عنها ..الكلام وقت الغضب ما منه فايده , لما يهدى شوي , راح يقرر وش يقول أو وش يسوي .
وفعلا ابتـعد عنها وقال " ألحيــن كلامنا مع بعض ما منه فايــده "
طـلع من الغرفه , يحتاج بعض الوقت مع نفســه .
اما اهي فأتبعته بنظراتها , كلامنــا ما منه فايده , شنو يعني اهو قرر انه يتركني للأبد .
يتركني بعد ما عرفت انه كان جاي للكويت يطلب رضاي .
حطت ايدها على ظهرها , اللي زاد ألمه عليــها من أول ما شافت زوجها مع سمـر .
سمر شريجتها ..


حمد :

كان يتمنى لو فيصل قدامه لأجل يعطيه المقســوم ..
مهو مصدق انه في شخـص اي شخـص يرفض انه يكون نسيبه , ويرفض بنــته .
قال ايش ..قال ..
ظروف ..
ظروف تمنعه من الزواج ببنتي ..
اللي الكل يتمناها ..
وما كان عنده الكرامه انه يجــي ويقول هالكلام بوجهي , قاله لي بالجــوال .
بنتي انا ..انا
تنرفض بالجوال ..
ألف ..لأ.... مليــون من يتمنى بنت حمد بن فهـد .
وشلون ألحين يقول لبنتــه عن هالفيصل اللي رفضهـا ؟
وش راح تحـس فيــه ؟
الـ . ـكـ . ـلـ (...)
الـ . ـو.ا .طـ (...)
ما يستاهل بنتــه , اي نعـم هالفيصل ما يستاهل بنتـه .
انا أصلاااااا كنت راح ارفضـه من نفسـي .
بس كنت احتاج الوقـت ...اي ..انا كنت راح ارفضـه .
بعد كل اللي سويتــه له ..يرفض بنتي ..
ابن الـكلـ (..)
حاس بقهـر , هذا الرجل اللي وثق فيـه وعطاه بنته اخر شي يرفضها وبهالطريقه .
خذا جواله واتصل على صديقه , على سعـود .
نطـر لثواني ..
وتم الرد عليـه من قبل سعــود اللي قال " السلام عليـكم يا حمد "
حمد كان حاس بالغضــب الشديد فقال " سعــود ....ابن الكـلـ (..) ترك بنتـــي ,تركها , اتصل علي , وقال لي انه تركها , بكل وقاحه , حتى ما كان له وجه يجي لعندي ويقولي .. الـحـ (..) , الـوا (...) "
سعــود تفاجأ من كلام حمد ...فقال بصوته الصارم " حمد هد اعصابك , وقول الموضوع بهدوء ؟ "
صب حمد لنفســه كاس ماي , هو بالمكتب إلى الأن ..
شرب الماي وسمع سعــود يقول " حمد ... "
رد عليــه وقال " ايــوه يا سعـود "
قال سعــود بنفـس صرامته " ممكن ترد علي , وتقول لي شالسالفه بالضبـط "
تنهــد ووقال " فيصل اتصل علي وقال انه يبغى ينهي الخطبــه , ببساطه يا سعــود , وبمكالمه هاتفيــه انهى الموضوع "
ضرب على الطاوله حقت المكتب بكل قســوه وقال " كيــف تجرأ يا سعــود , كيــف يتجرأ انه يعمــل كذاااا , كيــف ؟؟؟ , انا بنتي تنرفض بالتليــفون يا ســعود , اناااااااا , يقولي ما اقدر اجيــك وراي سفـره مهمه "
سعــود بعد تفاجا من تصــرف فيـصل , مهما كان انهاء الخطبه ما يكوت بهالرعونه !!
كان المفروض يجي لحمد ويعلن المسأله , مو كذا ..
وبعديـــن شلون يسوي جذي حق ريم زينة البنات كلهم , احد يترك ريم .
ريم اعتبرها على طول مثل بنته , من اول ما تزوجت عمر , قوتها , رقتها المجتمعيــن مع بعـض اعجبــوه وايد , وخلوه يستلطفها .
وبعدين فكـــر بعمــر , عمر بعد سوى مثل ما سوى فيصل !
لكن عمر باسلوب ألعن , طلقها , وتزوج بعد ما طلقها على طول ..
وهذا خلاه يقول " حمد , فيصل ما قال السـبب "
رد عليه حمد بأستهزاء " ايه قال الســبب , السبب الله يسلمك هي الظروف ! , الظروف مانعتــه انه يتزوج بالوقت الحالي ! "
سكــت سعــود للحظه وبعديـن قال " همممم , ليـش لأ يمكن فعلا عنده ظروف يا حمد ..ليش ما تبي تصدقــه ؟ "
تنهد بصوت عالي " ما ادري يا سعــود , ما ادري , البنت , وش اقول لها "
رد سعــود ببساطه " قول لها الحقيقه , اللي يتركها ما يستاهلها , وبعدين بنتك على كلامك كانت رافضـه تقابله حتى .. يعني اهي اصلا مو مرتبطه فيـه ! "
وكمل سعـود بأن قال " ريم طول عمرها عارفه قمية نفســها , وطول عمرها قويــه , وانا متأكد انها ما راح تهتم فيـه , وادام فيـصل قال هالشي وانتوا على البر فهذا احســن لكم , تخيـل ان ريم تحمل لقب مطلقه للمره الثانيـه , هذا الشي ما راح يرضيـك ولا راح يرضيـها "
ريم طول عمرها قـويه !!! , اه يا سعـود لو تشــوف ريم ألحيــن , وتتعامل معاها , راح تعرف ان ريم القـويه اختفــت , ضاعت .
انا نفســي ما ادري وينها ..
لكن ما ينكر ان كلمة سعـود صحيحه , تخيــل لو فيصل تزوجها وبعديـن طلقها وش راح يكون موقفه هو ..
الله المستعان بــس ..
قال بذهــن غايـــب " لازم علي اني اقول لها "
قال سعــود بقوه " اكـــيد لازم تقــول لها , اكيــد , وقول الموضوع بأسلوب عادي جدا "
" اي , اي , راح اعمل كذا " وكمــل " المهم , كيــف حال عمر بعد الحادث ؟ "
سعود فكر ما ادري !! , هالعمر ما قال كلمتيــن على بعض من اول ما صحصح , ما يقول هالشي يعورني , ولا يقول انا تعبان , ولا يقــول شي .
لكن رد " ان شاء الله انه زيــــن "
" الحمدلله .." وكمـــل بالموضوع اللي شاغل باله " سعــود انا غلطت بأني وافقت على فيـصل , ما كان .."
قاطعه سعـود بصرامه " لا تقــول يا حمد , انت كنت تبي مصلحتـها , و وافقت على فيصل لأنها اهي وافقت عليــه "
قال والحــره كانت بايـــنه في صوته " يا سعــود حنا كنا ندري انها ما تبغى غيــر شخـص واحد , ولما وافقت استغربـــنا , تذكــر يا سعــود تذكــر ! "
سعــود ألمه قلبــه على ريم , اهو وحمد , بعد ما لاحظوا عناد عمـــر ورفضه بأنه يردها مهما لمحوا له أو حاولوا يحرقون قلبـه , قرورا ان يزوجونه او يزوجون ريم , عشان ريم تلتفت لنفســـها , تحاول تبدي من جديد , لأنه عمر ما يستاهلها (هذا من وجهة نظر سعـود ) و ان ريم ما تستاهل انها تنتظره طول العمـر , عورت قلبهم , برفضها للزواج من غيــره , والأستاذ عمر ولا هامه , ولا معبــر الموضوع , خاصه انه تزوج , واستمر بحياته وهي واقفه تبكي على الأطلال , وبجذي قرورا إذا ما وافقت على فيصل , فخلاص , راح يجبرونها عليــه , خاصه انه خــوش ريال , وينشــد الظهر فيــه .
ويفرقونهم عن بعــض , بالأصح يبعدون ريم عنه ..
ويخلونها تفكــر بغيــره .
لكن لما صار حادث عمر , اهو سعـود انصدم ان ولده يهذري فيها , توقع انه عمر يفكـر فيها , لكن توصل لدرجة انه يتكلم فيها ويعتبرها زوجته واهو مو واعي فهذا شي كبيــر , تركه يبتعد عن فكرة تزوجيها ويعلن انه بينسحــب من ارغامها على الزواج , خاصه انه حمد قال له انه حاس انه ريم بدت تندم على قرارها !
" اي اذكــر يا حمد , بس احنا توقعنا انها بتبدي حيـاتها من يده ويديد "
سكــتوا اثنيــنهم ..وبعدين قال حمد " والله لو ما كان بيني وبينه شغــل , كنت انهيـــته بالســوق ولد اللذيـــن "
قال سعــود بهدوء وضيــق " لا تصيــر متهور يا حمد , الكل راح يعـرف انه انت هاجمت الريال لأنه ترك بنتك , اش لك فيـــه , كيــفه ! , وبعديــن لا تنسى انه ذكي , ويطلع منه افكار ثوريه وقويــه , ما تبي تخســره , وياخذه واحد من المنافسيــن , صيــر ذكي .. قالك عنده ظروف فأهو عنده ظروف , وخلصنا ..."
" بس ميــن يطفي النار اللي بصدري "
رد سـعود بصرامه " اللي يطفيها انه بان معدنه ألحين قبل الزواج , مو بعد الزواج "
" ايـــه وانت الصادق بس .."
" بس يا حمد اذكــر الله "








{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 05:57 PM
عمر :


حاول ينام ..
بس كيــف ينام وعقله صاحي ..
ما يقدر ينام واهو يفكــر مليــون فكره , ويخطر له مليــون خاطر .
فيصل اللي انهى الخطبـه , فيصل ..
طيــب ليش ما انهتها اهي , لأنها تبيــه , وتفكــر فيــه ..
شالكلااااااام ؟؟
ما تعلقت فيــه , يخســي تتعلق فيــه .
اهي بس خطيــبته , وبس , مو زوجته ..
وبعدين
اهو قال بالحرف الواحد انا وبنت حمد انفصلنا !
ما قال انا انفصلت عن بنت حمد..
تنرفز من نفســـه لأنه يحاول يطلع لها اعذار واسباب , ويبين انها ما تبي خطيبها ..
ههه يعني فيه فرق بالأسلوبيـــن , ما في فرق !
اثنينهم يثبتون انه انهى الخطبــه , اهو فيصل انهى الخطبــه
لو على ريم جان استمرت فيها للنهايه ..
بس فيصل قال انه ياي يبارك لي بريم ..
شنــو قصده ..!!!
ليـــــــــش تركه بهالحيــره , ليــــــــــش !
تنهــد ..
وتأمل بريلــه ..واصاباته ..
مد ايده ..
وطق الجرس يطلب الممرضــه .
اللي بعد فتـره ادخلــت عليــه وابتسامه على وجهها " ايــوه يا استاز عمــر , عاوز حاجــه ؟ "
سكـــت واهو ما يدري إذا يقول لها ولا يشيــل الفكــره من راســـه , وخلاص ..
" لوسمحتي " شاف ويها اللي مستمر بالأبتسام " الدكتــور موجود ؟ "
عقدت حواجبها , وقالت " ميــن الدكتـور اللي انته عاوزه ؟ "
اهو حتى اسم دكتـوره ما كان عارفه , ما كان فعلا مهتم .
" أأأأأ دكتــوري , الدكــتور اللي مباشر حالتــي "
" أيــوه الدكـتور احمد موجود , عاوز تتكلم معاه دلوقتي ؟ "
حس بالحماس ينبض بصدره بطريقه غريبه وقال " ايــه , ابي اتكلم معاه , ألحيــن لو سمحتي , ألحيــــن "
لأول مره هالممرضه تشــوف هالمريـض متحمس لشي ..
كانوا ملقبيــنه الممرضات الصغار بأبو الهول !!
على الرغم من انه من اوسم المرضى الموجوديـــن , إلا انه دايم صامت , وصمته مرعب ..
ما يتكلم إلا مع الممرضات الكبار , لشكرهم فقط ..
شافها تناظره بأستغراب , وهذا خلاه يرفع حاجــب مستغرب اهو نفســه .
ويهها صار احمــر , واطلعت من الغرفــه , عشان تلبي له طلبــه .
اما اهو فقعد على اعصـابه ..
لازم يعرف الوضع , ويفهمه عشان ياخــذ قرار .
دخل الدكتـور احمد وقال " مساء الخيــر يا استاز عمر , الممرزه بتأول انك عاوز تتكلم معايا "
هز راســه بالموافقه وقال للدكتــور " تفضــل دكــتور اقعد .. "
الدكتـور استغرب من رغبة عمر بالكلام خاصه انه طول الأيام اللي فاتت كان يتجنب الكلام معاه بأي موضوع , ويجاوب عليــه بأختصار , لكن ما ينكر انه فرحان انه ناوي يتكلم اخيــرا , وهذا معناه تقدم , ان شاء الله , على الأقل من الناحيــة النفسيــه .
تحرك الدكتــور وقرب الكرســي من عمر وقال " وأهو أعدنا ..في أيه يا عمــر ؟ "
بدا عمــر يفرك ايده ببعــض , وبعدين لف على الطبيب بتوتر وسأل الدكتـور " حضرتك قايل ان ريولي الثنتيـــن .."
قاطعه الدكتــور " رجلك اليمين راح تحتاج لفتره علاج , رجلك اليسار ما فيهاش غيــر كســر حتتشافى منه قريبا جدا ان شاء الله "
" فتـره يعني جم ؟ "
" يعني اشهــر , لكن بعديـها بتكون طبــيعيه "
اشهر ..
عادي يعني مو سنيــن , مجرد اشهــر .
شاف عمــر ريوله وقال " في احتمال اي اصابه من اصاباتي تكون دائمه وما يفيــد معاها العلاج ؟ "
رد عليــه الدكتــور بكل صرامه وقوه وقال " لأه يا عمــر , ان شاء الله مع العلاج الطبيعي , كل حاجه بتكون ممتازه , ما فيـش اي اصابه عندك حتسيـب اسر ما عدا اللي بجبهتك ودا شي طبيعي لأنه عميــق وفيه غرز "
توتر وبعديــن قال " يعني اقدر اتزوج "
الدكتــور جاوبه بكل صراحه " اكيــد تأدر تتجوز يا عمــر " وكمل " الأصابات مؤقته ان شاء الله , ما هياش للأبد وفي رجليــك بس ما هياش بظهرك "
هذي عقــبه وراحت ..
ما في اصابه مؤبده , كل اصاباته مؤقتــه ..وراح تتعالج خلال اشهر ..
" يعني ان تزوجت ألحيــن ما راح تنظلم معاي بفترة العلاج الطويلــه و .. "
هز الدكتـور راسه وقال " لأ ابدااااا , ابداااا يا عمـــر "
حط عمر ايده على عيــنه ..
وفجأه قال له الدكتـور " انته عاوز تتجـوز يا عمــر ؟ "
طلع عمر صوت ساخر " هه ..ايه افكــر "
ويا ليــــتني ما افكـــر بالموضــوع , وياليـتني ما افكــر , بس ما ني قادر امنع نفســي ..
" اتجووووز يا شيـــخ , وانبسـط يا عم "
عمر شافه بأستغراب .. اهم شي يقوله تزوووج !
قام الدكتــور وقال " عاوز حاقه تانيــه يا عمـر ؟ "
هز راســه بالرفــض ..
وقال " بس لو سمحــت إذا ممكن تنادي الممرضـه مره ثانيــه "
" حاضر "


خالد :

طلع من الغرفــه ..
نزل للوبي بالفنــدق وافكاره من سئ لأسـوأ .
ماسكته من ايده اللي تعوره , ما يقدر يتخلى عنها , وعلى الطفل اللي يجمعهم .
حتى لو ما يقدر يتخلى على الأقل لازم تتعلم ان هو ما راح يكون دايما تحت امرها , ويسمع كلامها , مثل الصبي .
اللي قاهره انها ما تعلمت من المره الأولي , ومن فراقهم بالأول ..
راح للأستعلامات ..وتذكر كلمة عمر اليوم
لازم يتصل على هالسمانثا , يحس ان وصيــة عمر مثل الثقل على صدره .
اتصل على رقم الغرفه اللي معطيــه اياه عمر وسمع صوتها ..
" hello " (مرحبا )
" hi , umm sam " ( مرحبا , امم سام )
" yes ! how can I help you " ( نعم , شلون اقدر اساعدك ؟ )
" I'm Khalid " (انا خالد )
سام لما اسمعت الأسم ما حســت بنفسـها إلا واهي قاعده على السرير ..
حسة برجفه بصوتها لكن ما اهتمت انها تخفيــها
" Khalid ,Khalid .. Omar ? " ( خالد , خالد ..عمر ؟ )
سمع رجفة صوتها الواضحــه , عمر عرف انها راح تكون بهالوضع عشان جذي وصاه , ولا عمــر ما يطلب من احد شي إلا ان كان مهم ..
" he is ok …" (اهو بخيـر )
قاطعته وقالت "where was he ? " (وين كان ؟ )
هو ما خلص من ابلاغ مها , عشان يبلغ هالمرأه , الحريم صعــبه تبلغهم هالأخبار السيئه , بس هي المفروض تتقبل الموضوع خاصه انها ممرضه .
قال بهدوء " he had an accident three days ago " (اهو تعرض لحادث من ثلاثة ايام )
اصرخت " ooooh my God , oh my God "( اوووه يا ربي , اوه يا ربي )
وهو اللي توقع ان ممرضه بتكون ردة فعلها احســن من الحريم الباجي , اطلعت مثلهم
" he is ok now , just tow broken legs " ( اهو بخيـر الحيــن , بس عنده رجليـن مكسـورين )
" what happened ? " (شنو صار ؟ )
الجزع بصوتها كان كافي انه يوضح مشاعرها
" car accident " (حادث سياره )
" I want to go to him , right now , please Khalid right now " ( انا بروح له ألحيــن , ارجوك يا خالد , ألحيــن )
خالد انا وش اللي بلاني بهالموضوع , وشلون اقنع هذي ! .
"sam he is getting his rest right now ,and it's too late for a visit "
( سام اهو ألحيـن يرتاح , والوقت متأخر على الزيارات )
شافت ساعتها , ما تقدر غيــر انها تعترف انه معاه حـق , اهي كانت حاسه ان عمــر غيــر عن كل الرياييل , ان عمــر ما يخلف بوعده , وانه اكيــد فيـه شي ولأجل كذا ما اتصل او تكلم ..
سمعت صوت خالد يسألها " sam are you still there ?" ( سام انتي لما الحين معاي على الخط)
" yaa I'm , you are right ,but when can I visit him? " ( ايـه , معاك حـق ,لكن , متى اقدر ازوره ؟ )
) " tomorrow , would be fine "باجر , الوقت راح يكون ممتاز )
هزت راسها بالموافقه ..
وبعدين استوعبــت انه مو قبالها وبالتالي ما راح يشوف حركتها
" ok….. umm the hospitale please ? " ( اوكي .. اممم المستشفى لو سمحت ؟ )
رد عليها بأسم المستشفى .
واهي ردت عليــه بالشكــر ..
وانتهت المكالمه ..
خالد توجه لغرفته , اما سام فبدت تبجي واهي حاسه بالألم لمصاب عمــر ..


عمـــر :

كان قاعد وقباله التليــفون اللي جابته له الممرضـه .
كان يدق الرقم ولما يوصل لأخر رقم يغلق التليــفون .
يارب ان كنت تعلم ان قراري شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري , فأصرفني عنه واصرفه عني , واقدر لي الخيـر حيــث كان ثم رضني به ولا حـول ولا قوة إلا بالله .
بغــضب ..
دق الرقم للأخــير ..
ما له شغـــل اهي له , وما راح تكون لغيــره ..
بس يكفيـــه تفكيـــر ..
انا ما راح اقصـر عنها بشي .
شنــو يعني اخليها لغيــري , هالمغروره ما راح تكون لغيــري ..
انا مو مستعــد اعيــش اللي عشــته لما رضت بفيــصل , اهو راح يعلمها انها تعيــش معاه وتعشــقه وتتمنى رضاه , وتتمنى انها تجيـــب منه اطفال .
لأ ما يبي اطفال , ولا يبيها تحبــه , بس يبيها ملكــه , يأمرها بكيــفه .
" نــعم "
سمع صـوت أبوه الصارم يجيه من الطرف الثاني من الخط.
رد على ابوه بنفس الصرامه والجديه .. " السلام عليكم يبا , اخبارك ؟ "
كان يدري ان ابوه مو عارف الرقم !
ولما عرف صوته , سمع اللهفه " عمر اشفيــك , اشصايـر ؟ فيك شي ؟؟ "
توتر لما سمع الخــوف بلهجة ابوه , كان المفروض ينطر لي باجر الصبـح " احممم , احممم ما فيني شي يبا اشفيــك ما فينــي شي "
سعــود لما عرف صــوت ولده , فزع , لأنه ولده مو من النوع اللي يتصل بهالوقت من الليل , ومن رقم غريـــــــــــب , اهووووو مريــــض !!!!!!
وبمستشفى ..!!!
ابوه قال بجديه " عمر اشفيــــك ؟ "
رد على ابوه بلهجة دفاعيــه " ابي اتزوج "
سعـود توقع كل شي , إلا ان ولده يدق عليــه بهالوقت عشان يبي يخـطب .
فقال بلهجـة تساؤل وغضب مبطن , لأنه ريم كاسـره خاطره " تبي تتزوج ! ..منــــو ؟ "
عمر وبكل جديه " ريم " وكمـــل " انفصلت عن خطيــبها اليوم , وانا ابيها "
استغرب سعـود للحظه..
و ابتسم بعدها بأستهزاء من الوضع وقال " ما شاء الله توصل الأخبار بسرعه "
حس بنبـرة الأستهزاء بلهجة ابـوه لكن رد بلهجه طبيعيه " شفت اشلــون ! "
وكمل " يبا اخطبها لي "
تكلم سعـود " اخطبها لك مثل ما خطبتها لك اول مره ؟ "
تجاهل عمر لهجة السخـريه وجاوب ببرود " ايــه مثلها بالضبط "
" اهاااااا "
وما قال ابوه غيــر هالكلمه ..
تكلم عمر بلهجـة بارده , وقال " شنـو يعني (اهاااا) ؟ "
قال ابوه بكل كســل " اهااا يعني ما راح اطلب ايد بنت الناس , وانت ناوي تطلق "
ما صدق عمر اللي يسمعه , ابوه خذا كلمته حرفيـــا ..
عض على شفايــفه السفلى بقســـوه ..حاول يمســك روحــه ..
وبكل برود قال لأبوه " اقدر اخطبها بنفســي "
" وتهقى ابوها راح يرضـى عقب ما طلقت بنته , وتركتها لمدة ثلاث سنــوات , وتزوجـت غيـرها ! "
الصمت استمر , وفجأه قال عمـر بصوت مغصــوب " يبا .. يبا انا من زمان ما طلبتك شي ..ألحيــن انا اقـولك , طلبتك يبا , ابيــها "
سعـود بس كان يبي يسمع ولده يطلبها واهو حريص عليــها , ريم تستاهل الشخـص اللي يصمم ويحرص عليها .
وقال لولده " عطيــتك يا عمــر , وراح تكون لك , لكن يا عمر ان شكــت منك انا اللي راح اوقف بويهك "
رد على ابوه ببرود يخفي وراه غضب , خاصه انه امساعه كان ضاغط على نفســه بالطلب " يبا إذا صار شي بيني وبينها , فأنا واهي ننياز , واهي تعرف تاخذ حقها لا تخاف عليها "
ابتســـم سعــود ولده مو من النوع اللي تهدده , ولا يرضي بأحد يمشي عليـه كلمته , كان متأكد انه راح يوقف بويهه بكلمه من الكلمات .
وقال " على العموم انا راح اكلم حمــد , وان شاء الله خيــر "
سكــوت من الطرفيــن وبعديــن قال عمــر " يبا ابي تكون حرمـتي بأسرع وقت ممكن , انا واهي كنا زوجيــن من قبل , ما أبي شكليات حفـله وهالخرابيـط , باليـوم اللي يعطـون فيـه الموافقه اليوم الثاني انتزوج "
ابتسم سعـود , وقال " مو جنك مستعيــل "
شكله انقرص من خطبـة ريم لفيصل !
تنهد عمــر وقال " صدقني مو مستعيــل "
سعــود قال بكل جديه " بس انت بالمستشفى يا عمر اي زواج بيكون بالمستشفى وانت مكسـر "
" خالد ومها زواجهم كان بالمستشفـى يبا يعني ان الله كتب وتزوجنا ما راح اكون اول واحد يسوي جذي , وبعديــن انا قلت لك , انا واهي متزوجيــن من قبــل , وما راح نسوي زيطه و زمبليـطه , وخيـر البر عاجله "
سعـود فكـر فيها للحظه وبعديـن قال " على راحتك , انا راح اكلم حمد , وانشـوف , مع اني ما اظن ان حمد بيوافق "
قال عمــر بقوه " بيوافق يا يبا , ان انت تكلمت معاه واقنعتــه بيوافق "


مها :

مها ألم ظهرها بدا يذبحـــها ..
من أول ما طلع خالد , ويزيـد الألم بكل ثانيـــه ..
لدرجه انها اصابها الغثيــان من الألم ..
واااااي مهي عارفه كيــف تقلع ملابسها , لازم تلبــس بيجامتها , لكن الألم مو مخليــها تتحرك ..
اقعدت بعجـــز بفراشــها بعد ما افصخــت بلوزتها الخضرا الواصله للركبه وبقت بالبدي من غيــر لا تفصخ بنطلونها .
كانت لابسه بنطلــون بيــج ناعم , نزلـــت عيــنها للبنطلــون اللي لازم تفصخــه بتعــب , واشهــــقت ..
ارفعت راســها لما اسمعت صــوت الباب يفتـــــح ..
خالد كان داخل واهو عاقد النــونه ..
قالت له بصوت رايــح , وهامـــس " خـالد "
لما رفع عيــنه لها بضيــق ..
قالت له بخـــوف " دم "





الكاتبه

black widow

اللهم اني استغفرك واتوب اليك
للهم اني استغفرك واتوب اليك
للهم اني استغفرك واتوب اليك
للهم اني استغفرك واتوب اليك



البارت السادس والعشــرين

*** وكل غيمة بعدها تبي تشرق شموس,,,, محال طول الوقت يبقى جونا غايم***










خالد :

المسـتشفى ..
مو عارف كم صار لهم بالمستشفى ..
حاس ان الزمن توقف من قالت , خالد ...دم .
خذوها الممرضات والدكتـور , وادخلـوا فيها حجره !
لأول مره بحيــاته يحــس انه على طرف انهيار عصبــي .
يا رب ....يا رب..
مرر ايده بشعــره للمره الملـــيون ..
من الخــوف عليها وعلى الطفـــل .
يا رب , يا رب..
كان جالس على الكرسي رجله مو قادره تشــيله ..
مســـند كـوعه على ركبتــه , وشابك ايده اقبال وجهه , وعاض على ابهامه بقســـوه ..
ان صار فيها شي , راح يكون بسببه , اهو اللي راح يكون السبب ان اهي أو الطفل تعرضوا لشــي
انا الغبي ..
غبي ..
(خالد ..دم )
(خالد ..دم )
(خالد ..دم)
حس بوفوران المشــاعر يغمـــره ..
غطا ويهه بأيده ..
ومررها بشعره , ما راح يقدر يستحمل ان صار فيها شي .
كان المفروض يقدر وضعها , كان المفروض يستحمل جنـونها على الأقل بفتـرة حملها .
بس هو ما قدر , وما فهم ان وضعها حسـاس , وان نفسيتها راح تأثر عليها .
رد يعض على ابهامه بقوه ..
يارب لا يكون فيها شي , يارب احميها , يا رب ساعدها .


الكويت قبل الخلاف بين مها وخالد بثلاث ساعات :

مها كانت جايــه للبيـــت من الشغل ابكــر من المعتاد , عشان تفاجأ خالد .
خالد موجود بالكويــت , موجود معاها , تحس نفسها عاجـزه عن التركيــز على اي شي غيــره اهو , كانت متحمســه وايد والأبتسامه مو راضيه تتزحزح من شفايفها من الفرح اللي حاسه فيه , خالد صار له عندها اســـبوع , وهذا الشي ينقــلها لعالم ثانـــي , لعالم الفرح والسعاده .
أول ما وصلت للبيــت , تفاجأت بسيارة أبوها سعــود !!!
أبوها سعـود ما قط جا لهم , ما قط زارهم , إذا يبيهــم اهم اللي يروحون له !
حاولت تتجاهل الموضوع ..
ان جا ابوها سعــود فحياه الله ..
ان ما شالته الأرض تشــيله عيــونهم , الحمدلله انه جا عشان يسلمون عليــه قبــل لا يسافــر
اعز ناس عندها متيمعيـــن , ما بقى إلا عمر , وتكمل المجموعه , يا حبي لهم ..
واصفطت سيارتها بالكراج الخاص بالبيت ..
كملت طريقها مشي للبيت اللي يجمعها مع حبيب قلبها ..
خالد تحبـــــه ....حتى كلمة تحبــه قليله باللي يشعـــر فيه قلبـــها ..تعشــقه يمكن انســـب ..اممم حتى كلمة تعشــقه قليله , يمكن مشاعرها اكبــر من هالكلام بكثيــر , بكثـــير .
صحيح ان زواجهم كان سريع , لمرض ابوها بس الحمدلله ألحيــن بعد مرور سبع سنوات تقدر تقــول انه زواج سعيد وناجح .
تتمنى اليوم اللي خلاص تنتقل فيه للسعــوديه عشان يكونون كل يوم مع بعض .
كانت تتمنى يكون عندها اطفال , وان شاء الله ان استقروا اهناك راح يكون عندها , لأن خالد رافض فكـرة انجاب اطفال بالوقت الحالي ..
اكتأبت لما تذكرت رفضه للفكـره
وهذا من الأشياء الغريبه بزواجهم !
لما بدا عقلها يفكــر بغرابة وايد اشياء بزواجهــم ...حاولت تشتت نفســها !
ما تبي تفكــر بهالموضوع تبي تثق بزوجها وبس !
لكن عقلها أبى إلا ان يذكر غرابة العديد من الأشياء
الغريب ان ولا احد من اهله اتـصل عليها , أو كلمها طول هالفتـره , والأغرب عدم رغبتـه بوجودها بالسعـوديه , والأغرب وأغرب عدم رغبته بالأطفال ..
ما تقدر تفكـر بأسباب هالأشياء , خالد مو معقــول يسوي فيها شئ سئ , لازم ما تكون غبيه وتطبق سوالف البرامج ومشاكل البنات على نفســها , وتخرب زواجها , لازم تثق بحبيبها , لأنه يحبها وهذا كلام ابوها , وبعدين خالد صديق عمر !
بدت تتذكر الأشياء الجميــله بزواجهــم .
وعلى وجه الخصــوص ...
تذكرت الموقف اللي اعلن فيه ابوها عن خطبة خالد لها وهو بالمستشفى , وتذكـرت على وجه الخصوص كلمة ابوها قبل ما تقـبل الزواج

(( ( مها تقدم لج خالد ولد جاسم , صديق خالج عمر )
وسمعت ابوها يكمــل ( مها خالد يحـــبج )
وجهها صار احمـــر , وعضت على شفايفها , من الخجل , والحيــا ..
ابوها من صجـــه !!
ابتسمت رغما عنها .. معــقول خالد ..
وسمعت ابوها يقول
( طول عمره كان يحــبج ويتمنى قربج , لكن كان ينطرج تكبريـــن , وألحين انتي كبرتي , خلصتي الثانويه , وبتروحيــن الجامعه ............. ها موافقـــه ؟ )
حلم اي فتاة انه خطيبها يكون يحبها من قبل الزواج تحقق , انه مو متقدم لها عشان اسرتها مو عشان امه قالته , مو عشان اهو مرتاح وبس , لأ لأنه يحبــها !
وهالشي دغدغ مشاعرها البريئه , اللي ما قط احد لامسـها , يعني اهو يحبني و ما قط بين لي هالشي , ما حاول انه يتكلم معاي من قبل , ما حاول يجرني لطريق اغضب فيه ربي , وهذا دليــل على حرصه علي وعلى شرفي .
تخيــلت شكله , هذا راح يكون زوجـي , هذا كان يعشقني قـبل الزواج ..
ما قدرت ترد على ابوها , على الرغم من ان الموافقه على طرف لسانها .
سمعت ابوها يقـول ( مها , مثل ما انتي تدرين اني مريـض , وبسافـــر للعلاج )
ارفعت راسها لأبوها , وتغيــر مزاجها , من طاري هالموضوع .
( وابيــج تتزوجيـــنه بأقرب فرصــه ,خاصه اني موافق عليــه يا مها , اهو ريال كفـــو , ويعتمد عليــه وانتي ما راح تلاقين احســـن منه , ويحبــج ! )
وسكــت وبعدين كمــل ( شرايج بباجـــر ؟ )
( مها الريال يحبــــج وانطرج فتــره طويله , حرام تنطريــنه اكثـــر , هذا غيــر اني مسـافر , وابي افرح فيــج قبل الســفر )
طالعت ابوها للحظات , ولمحت نظرة الحيــاة , والحمــاس , وهذا خلاها من غيــر شعــور تهز راسها بالموافقــــه ..خاصه انها تعـرف خالد طول عمرها تقريبا , صحيح انه علاقتهم غيـر شخصيه , لكن دايما كانت تشـوفه مع عمر , دايما تشـوفه مع ابوها , تسمعهم يكلمونه , وشخص تعرفه احسن من اللي ما تعرفه ,وشخص يحبها احسن من اللي ما يحبها .
المشاعر داخلها تجاه خالد , زادت رقه , اهي من صغـرها معجبــه فيه , مجرد اعجاب برجل ما تسمع عنه إلا كل طيـب , وتدري انه ريال والنعـــم فيه .
أما ألحين فبعد ما اعرفت انه يحبــها ..يحبــــها من كانت صغيــره , وانه متقدم لها , حست برقــه عجيــبه تجاهه .
لكن اللي ما كانت تعرفه مها , سالفة ان خالد يحبها من صغرها كانت مجرد فكـره اخطرت لمحمد لأجل يقنع بنته ام 17 سنه , الرومانسيـه , بالزواج , وان هالشي غيــر صحيح ))


ابتسمت بعد هالذكـرى الحلـوه على قلبها ..
يعني بالله عليكم احد يشك بأحد بعد ما يكتشـف هالحب كله .
ادخلت من الباب الخلفي , لأجل ما يحســون فيها , كانت تبي تبدل ملابسها لهدوم حــلوه , وتحط مكياج ..وتنزل لهم
اطلعت من المطبــخ ومرت قرب الصاله , اللي المفروض يكون فيها خالد , وأبوها سعــود .
كان الباب مطرف (مفتوح قليلا) .. لكن اوقفت فجأه بعد ما اسمعت اسمها ..
أبوها سعـود وخالــد يتكلمون عنها !
تلفتت , وكانت راح تبتعـد , لكن فضول دفعــها للوقوف .
خالد كان يقول " أنا و مها ! "
خالد كان جالس بمواجهة عمه سعـود اللي فاجأه بهالزياره الصباحيــه ؟؟
علاقته مع عمه اصبحت عاديه لكن يكسـوها الجفا , مختلفه عن العلاقه اللي كانت تجمعهم قبل زواجـه من مها .
لكــن كلمة عمه سعـود , اللي قالها بعد ما جلـس فاجأته اكثـر من الزياره ( انا ياي اتكلم عن مصـيرك انت ومها !! )
سعـود الصارم " انا وصلتني اخبار وحاب اتأكد منها منك انت بالذات ؟ "
اسلوب عمه سعـود يأكد ان فيه شي خطيـر
وش يبي عمه سعـود , ايش يعني مصيرك انت ومها , وما ادري وشووو , خاصه انه يتكلم ببرود , وعنجهيــه , وهذا خله خالد يرد عليه بنفـس البرود " سم يا عمي ! "
شاف خالد وجه عمه سعـود كيف زاد البرود فيــه , و زاد عليه عدم الأستلطاف ..
" كان ودي لو محمد موجود , واثبت له اني كنت صح برفضي لزواجك من جوهرتنا "
خالد اهني شد على اسنانه , هذا استفزاز واضــح , لكن جاوب بأدب " عمي ما أظن اني قـصرت بحق بنتكم لأجل تقول هالكلام "
مها كانت تسـمع الخلاف اللي بينهم واهي منصدمه من معاني الكلام ..
شنــو يعني ؟؟
عن شنوووو قاعدين يتكلمون , ما اقدرت تتحرك من مكانها ..
وكمل خالد "ان كان عندك كلمه يا عمي بدها "
القســوه الكبيــره تجلت بملامح الرجل العود , وقال " خالد انت معلن زواجــك من مها ؟ "
صدمـــه ..شالســؤال من ابوها سعــود ..شالكلام ..
لكن توقعـــت من خالد الإجابه السريعـــه لكن الصمت كان اهو رد خالد .
اسنـــدت حالــها على الطــوفه اللي قربــها .
مستحيـــل ..
وحطت ايدها على فمهــا ..
سكــوت خالد كان صادمــها , ليش مو قاعد ينكــر ..
يلااااااا يا خالد , تكلــم , قول ..
انكــــر
قوله انك معلن الزواج ..
طلبتك قــول !
كلما مرت الثــواني وما تسمـع معاها رد خالد , كانت تحس ان قطعه من قلبها تموت ..
خالد سكــت , وبعدين رد بلهجه قـويه " أكيـد معلنــه , الكل بالكويت يعروفون "
ما كان ابدا متصـور ان هذا موضوع عمه سعــود !!
لأول مره يتواجه بهالموضوع ..
لأول مره احد يتكلم معاه فيـه , والصراحه ما كان عاجبــه ..انه ينحط بهالموقف
اكره المواقف لما تدري انك غلطان , ومتمادي بالغلط , وتحاول انك تتعامل عادي
رد عمه سعــود بنفس اسلوبه القاسي " لا تحاول تتذاكى , السعــوديه , اهلك يدرون ؟ "
سكــوت وبعدين رد خالد " انت ادرى بالجـواب "
خالد شاف النيــران اللي شبت بعيــون عمه سعـود ..
سعــود كان عارف كل شي ..
لكن محتاج انه يسمع هالكلام من خالد نفسـه , ومثـل ما علم اعياله البرود اتسم اهو فيــه , حتى بأصعــب لحظاته عليــه .
اي شخص متوقع صراخ ما راح يناله من سعــود ..
وقال بكل برود وقسـوه " كان المفروض محمد يتـوقع هالشي من ريال اهو خاطبــه لبنــته "
اهي شقاعد تسمــع , شالخرابيــــط , شالكلام ..
منــو خاطب حــق بنتـــه
ابوها محمد .. ابوها محمد ..خاطب خالد لها
إذا كان هالكلام صحيــح ..!
اكيــــد صحيح , أبوها سعــود ما كان معـقول يفتح هالموضوع إلا ان كان جاد
ما اقدرت تستحمـــل , انهار عالمــــها ..
حســـــــــت بأحرااااااااااااج .
حســــــت بجـــرح
حســــــــت بالمــــوت
اخر شي كانت متوقعـــته , اخر شي ..
كان عندها اعذار وايد في مخها له , لكن بالوقـــت الحالي عاجزه انها تجيــب اي شي منها .
لأ خالد يحبها , أبوها قال لها يحبها من كانت صغــيره .
مو بس يحبـها ...اهله يدرون ..
لازم يدرون ..
مها ما كانت تقدر تسمع اكثـــر ..
بس خلاص , ان اسمعت اكــثر راح تموت , راح تنهار
بعدت , بعدت ..وراحت للمطبخ القريب ..
عقلها يحاول يرتب الأفكار , شلون ألحين , شـلون ؟؟
اتحس بنفســها انرمت للقاع , ومنطقه اخفض من القاع تحــس انها منهاره ومنتهيه ..
احلامها انهارت
اما خالد فكان حاس انه يقصد يهينه بهالجمله , وما يقدر يلوم عمه سعـود !
لكن الموقف بينه وبين عمه محمد ما كان كذا ابدا , واهو مو مضطر انه يقول شي عن الموقف لكن هذا ما يمنع انه تفاجأ , إلا انصدم... من معرفة عمه سعــود بجزء من السالفه , هالموضوع ســر , بينه وبين عمه محمد , المفروض ما احد يدري فيــه ..
قال بصوت هادي جدا يخفي اللي داخله " عمي المطلــوب "
ألتقت عينه بعين عمه سعـود اللي زادت قســوه ..
قام عمه من مكانه وقال " انا ما راح اهدم بيـــت حفيــدتي , لكن لك اسبــوع , ان ما اعلنت الزواج , قول لها مع السلامه , بعد رجعتي من السـفر راح اتوقع ان المسأله محلوله "
سعــود كان عارف بمدى ارتباط مها بخالد , وهذا اللي كاسر ظهره واللي امنعه من عمل العديد من الأشياء , لكن خلال هالأسبـوع ان ما صلـح خالد الوضع حسـابه بيكون معاه عسيــر ..
اســبوع هذا اللي قدر انه يعطيه لخالد ..
ما قال لأحد من خوال مها , ولا قال لأحد لأجل ما تكبـر المسأله لكن تحمله للمسأله ككل , كانت معوره قلبه..
كان مستعد يذبــح خالد اول ما عرف الخبــر
لكن هالعمــر الطويل علمه شي واحد ان التسـرع أغبى تصـرف معقــول يتصرفه الأنسان ..
وبالتالي فكـر بأحســن حل , لأهمية مها عنده
خالد بدا يحس بقلبه ينبض بأسرع من المعدل الطبيــعي ..
مو معقــول يقصد انه راح ياخذ مها منه ..
مهو من حق احد ياخذها , هي تحبـــه , وزوجتــــه
وهذا خلاه يقول " هذا الشي خاص فيني وبمها , وما احد له دخــل فيه "
سعــود شاف شحوب ويه خالد
الظاهر انه حكم عليـه خطأ .
مها مهمه لخالد بطريقه يمكن خالد نفســه مو مستوعبها ..
لكن هالشي مو مهم , المهم ان مها تستحق الإحترام اللازم ..
ما سأل سعـود , خالد عن اسباب اخفائه للموضوع لأنه الأسباب مهي مهمه , المهم هو الإخفاء نفســـه .
ما يظن ان في اسباب كافيه أو مقنعه راح يقولها خالد له عن الموضوع .
بأسلوب غيـر قابل للمناقشــه " انا قلت كلمتي يا خالد... اسبوع واحد... بس واحد .. وبعده انا اللي بتصــرف "
وطلع ..
تارك خالد وراه .
خالد اللي اول مره يتعرض لتهديد مباشر متعلق بحياته بمها , ألحين يواجهها ..
اصلا كيــف غاب عمه سعــود عن باله , وعقله ..
كان معيــش نفســه بعالم احلام , يظن نفســه هو ومها لحالهم بهالديــنا !
لازم يقول لها عن الوضـع ..أو يوفر على نفســه المشـاكل معاها ويقول لأهله ..
كان يدري ان عمه سعــود يقصد كلمتــه ويعني كل حرف فيها
قام من مكانه ..للمطبـــخ ..يبغى مويه يبل فيها ريقه !
لكن وقف على اعقابه لما شاف الشخص اللي جالس , ومخفي وجهه بين ايديه ..
من متى هي هنا ؟؟
و ليــه مهي موجوده بالشغــل ؟؟
لأ يا ربي , لا يكـــون اسمعت , يا رب .. هي ما اسمعت ...
لكن هالشي ما بان عليه لما قال بكل هدوء " مها .." قطع جملته منظر وجهها لما ارفعته له , لكن كمل " من متى انتي هنا ؟ "
مها تأملت تعابيـــر ويهه , كانت تعابيره عاديه جدا , ما جنـــه اهو ويدها سعود كان يتكلمون عن موضوع متعلق بحياتها , بمستقبلهم مع بعض ..
حاولت تقـول بطريقه عاديه , ولا مبالايه " من بداية جلســه الحقيقه والصراحــه "
هز راسه بالموضوع من غيــر اي اهتمام , أو هذا اللي كان ظاهر ..
ما كان في اي رد منه ...
ما انكر حتى المسمى اللي اطلقته على الجلســه !
وهالشي خلاها تكمل ..بنفس الطريقه مع ان اللي داخلها يتقطع " صج كلامه ؟ "
تحرك من مكانه , وراح للثلاجه وطلع منها عصيـر ..
رد بهدوء " اي كلام بالضبـط ؟ "
ما اهتمت بسـؤاله لأنها عارفه انه عارف اهي اشتقصد وقالت بنبره رجــاء غير مقصوده " انت بس قول لأ مو صحيح الكلام , وانا راح اصدقك .... بس قول لأ "
خالد كان عارف انه يقدر ينجو ان كذب بهاللحظه , ويهدي الوضع إلى ان يرد يفتحه بيوم ثاني ويعلن صحته لكن على طريقته ..
لكنه سكت ..
قامت من مكانها و قالت له بنبره آمره هالمره " قـــول لأ .. قول لأ انا قايل لأهلي عنج , قول لأ انا متزوجج لأني حبيتج من كنتي صغيــره , قـــول .."
سكــوته نرفــزها
و بكل عصبيــه قالت " ليــــــش مو قاعد تقـــول انه يتغشمــر , قول اي شي .. "
لما شرب رشفــه من العصير .
لما شافت ان ما فيــه فايده , كان عندها امل ..
كان عندها امل بســيط ..
لكن الكارثه حلت عليها , وسقطت فوق راســها ..
كان ودها تنشق الأرض وتبلعها .
عطتـــه ظهرها , ما تقدر تتكلم , ما تقدر تشـــوفه ..
انا بكـــابوس , ويـــــــــــــع انا بكابوووووووووووس ..
يا رب اصحى منه
يا رب ..
نيــران داخل صدر مها ..
اهي زوجـه بالسـر !
زوجـه مو مهمه , مو مفتخر فيـها , زوجـه انجبـر فيها من باب عرفان الجميــل ..
اتحـــس كأن على راسها يافطه تعلــن للجميــع , للكل , انها غيــر مهمه ..
خالد شافها , ما كان عنده بالوقت الحالي اي كلام , اي عـــذر ..شكلها , وحركــة جسمــها كانت تعبير عن الإنهزام , وهذا حــرك فيــه شي , آلمه ..بطريقه غريبــه ..
مها كانت دايما مصدر راحتـه , ما يبغى يكون هو بأي لحظه مصدر زعلها ..
قال " مها ..."
ما تبي شفقــة احد , ما تبي عطف احد .
انا وحده مخدوعه وغبيه .
انا وحده من اللي تنقرا قصصهم بصفحة المشاكل بالمجلات ..
لفت عليه بعصبيــه وقالت " متى كنت ناوي تقــولي , لما انييب اول طفــل لنا ..."
شافها وما علق ..
ارفعت ايدها لفمهـا , وهزت راسها بنفي بهستيريه من الفكره اللي اخطرت لها , وقالت بهمـس " عشان جذي احنا ما عندنا اطفــال صـح , عشان انت ما تبي اطفــال مني .."
اهني قاطع كلامها الغيــر منطقــي " مها , يكفي .."
اما اهي ما اهتمت لمقاطعته , وقالت واهي مستغرقه بالتفكيــر " لأنك مجبــور علي , ما تبي نرتبــط ببعض ..بطفــل , وماتبي تعرفني على اهلك .."
لا الموضوع وصل لحد التفاهه , وش هالأفكار الغبيه .
وقال بصوته اللي كله صرامــه " مها لا تصعبين الوضع على حالك ! "
ناظرته , وكتفـــت ذراعها ..
قاعده تكتم دموعها ..ما راح تبجي جدامه ألحين , ما راح تبجي جدامه
قالت بقوه , بعد ما تماسكــت اهي ما راح تضعف وخاصه ألحيــن " ما ينجـبر قلب على قلب ! "
حط العصيــر على الطاوله , ما كان فاهم قصدها , لكن ما يقدر ينكر ان كلامها ترك اثر على نفسيــته , وعلى اعصابه , أثر سئ , سئ مراااااااا , لكن ما كان بايــن على وجهه ..
وقال بصرامه " وش القصد ؟ "
" مثل ما تقــول الكلمه , انا ألحين عقب ما دريت انك ما تحبني , صرت ما ابيك !! خاصه انك اكبــر مني "
مستحيــل تقــول هالكلمه , مها له , وتحبــــه , ماراح تتخلى عنـــه
شاف رجفت شفايفها ..
ونقل نظره لوجهها ...
كلامها وتعابيرها متناقضيــن لكن يمكن فعلا تقصد كلامها , وهذا خلاه يقــول بقوه " عن الكلام الفاضي , اللي ما له اي معنى "
مد ايده وخذا العصيــر وطلع من المطبــخ ..
لحقـــته , ومسكـــت ذراعه ..
كلام فاضــي , اهي كلامها فاضي ..
لف عليها بغضــب , بس اهي ما اهتمت , تركت ذراعه ومسكت قميـصه من جهة الصدر , ومسكته بقبضتها ..
" انت ويـــــــن احســاسك , ما تفــــــــهم انا شنــو صار فيني ما تفــهم , انا انهار عالمي للتو , وانت مو مهتم ..انـ ...ـا "
انقـطع كلامها بالصيــاح ..
" انـ..ـا .... ما اقـ ..ـدر ...حـ..ـرا..م .."
ايدها رخت من على قميـصه , وخبـــت وجهها بصدره ..
" ليـ....ـش ...آآآآآآآ لــيـش ...حـ..ـرام ...عليــك ..ليـ..ش ما تحبـنـ...ـي "
حط ايده على راســها بحنان ..
ما كان يبغى يكونون بهالموقـــف ..
ما كان متوقع هالردة الفعل ..
يالله , يا الله ..
قلبه فاض بالكره لنفســه لهالأنانيــه , لكن ما في داعي مها تتكدر للدرجه ذي ..
هو مستعد يصحح المسأله ..
مها لما حـــــــست بأيده على راسها , كرهت عمرها , ودفــته بكل قســوه ..
ما تبى شفقــه !
ما تبي تكســر خاطره ..
مسحت دموعها من خدها بقســوه , واهي تنقل كل كرهها للوضع على خدودها الرقيقه .
وبين شهقاتها ..
" انا ما احبـــك , اكتشـــفت اني ما احبـــك , انت اكبـــر مني , وانا ما ابيك ألحيــــن "
دفتها له , وابتعادها عنــه كانوا اكبر دليل على مدى توترها منه , أول مره تبتعد عن حضنه بالطريقه ذي !
لأول مره .
ما تصور بيوم ان ابتعادها عنه كذا راح يجرحه ..
نفسيتها ما راح تسمح لها بسماعه ..ابدا
هو ما يدري ليــه لما قالت انها ما تحبـــه , حس انها اجـرحتــه !! ..
لأ هي تحبـــه , لازم تحبـــــه , ولا عمه سعــود راح ياخذها منه ..
لكن أثنينهم متوترين ألحيـــن , وهذا راح يخليــهم ينطقــون كلام غبي ..
وهذا خلاه يقــول " مهو وقــته ألحيــن "
اضربت رجلها مثل الأطفال , وقالت " امبلاااااااااااا وقتــــه , ابي اعرف كل شي ألحيــن , ألحيـــن ...قــولي لأ هالشي ما حصــل ...."
اقطعـــت نفســها لما استوعبــت انها تبيــه لما ألحين ان ينكـــر , ادموعها انزلت , لكن كملت بقســوه واهي تجرح نفســها أكثر مما هي تجرحــه " .. أو قـول امبلا هالشي حصــل , انا ما كنت احبــج , وما كنت شايفج , وابوج اعرضج علي , وانا تزوجتج على اساس العشـره , والفشله من ابوج , ولا انتي ما تحركيــن فيني شعــره , واهلي ما يدرون عنج , ولا شي قــــــول .."
التفاهم بهالوضع ما راح يفيدهم ..
وخاصه انها ما راح تقدر تتفهــم دوافعه , أو حتى اعذاره , اعتذاره اصلا وهي بهالحاله ما راح يكون مقــبول .
واهو يحتاج انه يهدى بعــد , هالتجربه كانت فعلا ضاغطه عليه .
ما كان مفكـر بعواقب فعلته !! وهذا مخليــه حاسس بتأنيب الضميـر , تجاه عمه محمد , وبالتالي حاس بتأنيــب الضميــر معاها
وهذا ادفعــه انه يتحرك , وعطاها ظهره , وقال بهدوء " انا طالع ! "
كادت انها تطيـح من طولها بعد كلــمته ..
ما تصدق بعد كل اللي صار , ومن غيـــر انه يهتم بأنه يدافع عن نفســه او يعتذر , ببساطه يقـول ( انا طالــع )
لحقـــته بكل عزم للباب وقالت " ابوي سعــود احســـن منك , انت ولا شي , ولا شي , وانا ألحيــن ما احتاجــك , بعد ما عرفت حقيقتك "
لكن هو ما التفت عليها , ولا علق على الكلام وعشم نفســـه انها تقول هالكلام لأنها مجروحــه وطبعا المجروح دايما يقول كلام ما يقصده ..
اما اهي ..فكانت فعلا مقتنعـه بكلامها , اهو يستاهل , صحيح كلامها , ابوها سعــود احســن منه ..
ليش ما اعتذر ..
طلع من غيــر اي تبرير , أو تعليــق على ولا شي ..ذبحها بهالشي , ذبحــها
بس ما عاد فيها تستحمل , اهي انجرحت وترفعـــت عن جرحها , وتنازلت عشان تسمــعه على الرغم من هذا كله .
لكن اهو ما اهتم فيها ..
ليــــــش يهتم , مغصــوب عليها ليــش يهتم !!
تحركت من مكانها بسرعه بعد ما اخطرت لها هالفكــره , وطلعت جنطتها وحطت فيها كل أغراضها ..
أول مره تحس بطعنـــه بكبريائها جذي , أول مره تنهان هالطريقه ..
ما راح تقعـد معاه اكثـر ان كان حاس انه مجبـور عليها
اكــيد كل الناس تدري ..
روان , رزان , صديقاتها , ربعها , بنات خالتها ..
اهي دايما , قربه , وواضح عشقها له , وأكيد الكل يدري انه مو مهتم , و لا يحبها اصلا , ومستحي منها .
الله يسامحك يا يبا , الله يسامحك , ليش عرضتني عليـــه جذي ليــــــــش ..
لما تذكــــرت كل الكلام اللي انقال ..بين ابوها سعود وخالد .
وقفت عن وضع الأغراض بالشنــطه .
واقعدت على الأرض ..
مستحيــل تقدر تعيـــش واهي بهالوضــع
قامت من مكانها للمره الثانيـــه وخذت شنطتها وافكارها تدفعها اكثــر , انها تتركــه .
راحــــت لبيــــت ابوها سعـــود .
اللي ما كان فيــه اي احــد ما عدا خالها غانم , اللي شافها بأستغراب لكن لما رمت حالها عليــه ببكي , طلب منها انها تروح لغرفتها ..
خالد رجع للبــــيت وقت المغرب ..
طول الفتره اللي مضت كان يفكــر باللي ســواه .
والوضع اللي وصلوا له ...
فكــر بغلطته , لكن مها راح تفهــــم , مها تحبـــه
مها لأول مره تقــول كلام قاسي كذا , مهما اختلفوا كانت دايما حنــونه ..هذا اكبر دليل على جرحه لها .
لازم الحيــن يتفاهمون
لما وصل للبيـــت ..ودخـــل
لاحظ الهدوووء اللي غامر المكان .
راح لغرفتهم بعد ما لاحظ الظلام بالغرف اللي تحت ..
لما صعـد لفوق , ما كانت موجوده !
عقــد حواجبــــه , وبعد ما دور بكل مكان ..
اكتشــف انها مو موجوده ..واكتشــف اختفاء اغراضها
حـــس بغضـــــــــب , ما خطــر في باله ابدا ان المسأله راح توصــل انها تترك بيته , وتتركه كـــذا , المفروض يحكمــون العقــل , هي ما سمعــــتني بعد , ما سمعت وجهة نظري .
حس بقهـــر , واهانه
وتردد كلامها بعقـــله , الكلام اللي قالت له قبل ما يطلع ( ابوي سعــود احسـن منك ) .
راح لســيارته ..
هذي فرصة ابوها سعــود ان ياخذها منه ..
راح لبيتهم واهناك قابل غانم ..
اللي قال له مها ما تبي تقابلك ..










{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}
black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 05:58 PM
البارت السابع والعشرين

*** هلا باللي فقدته حيل وقلبي فيه شاغلني ... ذبحني صدق بغيابه وفيه الشوق جنني ***








مطار القاهره :

نزل من الطـائره ..
انســان وســــــــــيم بصــوره مذهـله .
لابس جيـنز ,وتيشريت , شكـله ابد ما يوحي ان عمره 37 ..
كان حـاس بنظرات البنـات عليــه , ولو كان بمزاج أفضل , كان تفاعل معاهم .
لكن بالوقت الحالي مزاجـه كان صـفر , راح يقابل أبوه وهذا الشي يحبط معنوياته !
اخذ جناطـــه ..
وبتجاهل للبنات , مشى من قربهم من غيـر اي نظـره ثانيــه .
وقعــوا امن المطار على جــوازه ..
وأول ما طلع من المطار , اخرج السيجاره ..
واخذ نفـــس عميـــق منها .
لما قرب صاحب التاكسـي منه ..ركب ..وتوجه للفندق ..
اليــوم بيرتاح بالفندق وباجــر يصير خيــر .


مها :

مها كانت مغتاظه انها بهالموقف , انه رفضها عيني عينك ..
كانت غاضبه ألحين اكثـر من قبـل , ومجروحه اكثـر من قبل .
على الرغم من التعب اللي غمرها باليوم كله , أول ما ادخلت لغرفتها توجهت لشنطتها , وافتحتها ..من غير لا ترمي عباتها أو لفتها اللي غطاها فيهم خالد بعجله قبل لا يطلعون من الفندق .
خالد دخل بعدها للغرفه .
وقف عند الباب للمره الثانيه اليوم يصيدها بنفس الفعل مع اختلاف الحقيبه
لما شاف اللي تعمله ماصدق اللي شافه , تصرفاتها مو معقوله ابدا ..
تأفف بغضـــب , وتعــب , وقرب منها بهدوء , وحملها من الأرض , هالأنسانه راحت تذبحه ,و تجلطه قريب ..
اشهقــــت , ولكن بعد ما استوعبت اللي كان قاعد يسويه , بدت تضربه على كتفيــه .
وقالت بصوت مليان تعب "هدني .."
ما رد عليها
كانت تحرك ايدها ورجولها عشان تفلت منه , ما كانت راضيه تستكيـن .
" هدني , هدني "
.....
" خالد هد ايدي , هدني "
وحطها على السرير , حاولت تقوم , عشان تبي تكمل شغلها , لكنه حط ايده على كتفها بصرامه , واهو يشد على فمه بتعــب وغضب مكبـوت , خلاها تقعد مكانها .
وبهدوء , لكن بصرامه , بدا يشيل اللفه , وينزع العباة بحركات سريعه , ودفشـه .
" وخـر عني , اي , اي , قاعد تعورني " خالد ما كان بالفعل يؤلمها , لكن اهي ألحين ما تبيه يقرب منها !
ما لقى لها بال ..
نزل عند ريولها وفصخها جوتيها , ودلاقها بدفاشـه مؤلمه..
واهي تحاول تبعد عنــه , وتقـول بتعب " خالد ..وخــر , هد ريلي , اي , اي "
لما نزعهم قام من مكانه وقال بهدوء وبجديه ما كنها كانت تكلمه " تبغيني اساعدك بباقي اهدومك , ولا تقدريـن تنزعينهم لحالك "
شافته من غيـر كلام , لكن بغضـب ..
لما شاف سكوتها على طول تصرف .
" انا بالخدمـه يا اميـره "
مد ايده عشان يشيل البلـوزه ..
لكنها بعدت وقالت بتعب " لأ اقدر , أقدر , خلاص "
أول ما قالت هالكلمه , تركها .
وراح جاب لها بيجاما ..
وعطاها اياها , واهي ساكتـه ..
كانت فعلا تعبانه , لكنها غاضبـه بعد , والغضـب قاعد يقـودها انها تعاند .
تحركت من مكانها واهي حاطه ايدها على ظهرها بطريقه غير شعوريه قالت " ابي أروح الحمام أول "
لكن هالحركه ما فاتت على خالد .
قال بهدوء وبكل صدق " انا راح اكون قريب من الحمام ان كنتي تبيغيـن شي قولي "
هه لو شنو ما راح اقول لك ..هذي كانت فكرتها بعد ما اسمعت عرضه .
مشت بقربه , وراحت للحمام .
كانت فعلا تعبانه ..
بعد ما اطلعت شافته واقف قبال الحمام , كان اهو مغير ملابسـه , ولابس بيجامته , كان شكله قمة بالرجوله .
وبعدين شافت اجناطهم على الأرض مثل ما اهي طلعتهم , كانت متنرفزه منه , مو اهو يبيها تروح , ليش ما رضى انها تحط اغراضها .
اما خالد فلحق نظرتها ..للعفيسه اللي عند الكبت .
وقال بهدوء " انا راح اقول لساره تحضر شنتطتك بكره , انتي بس ارتاحي ألحين "
لفت عليه بقسـوه , وقالت الشي اللي كانت حالفه انها ما راح تقوله " وتظن اني راح اكون سعيده انها تعرف انك طاردني "
انا غبيه ألحين راح يدري اني متعلقه فيـه , وبجنــون , مو كافي تصرفاتي قبل نزول الدم .
صر على اسنانه بقـوه ..
هو طاردها !؟ , هالحرمه كيـف تفكــر مو عارف !!!!!!
وقال بصرامه " انا ما طردتك ..."
ما قدرت غيـر انها تقاطعه " عيـل شنو تسمي .."
بأحباط من الوضــع وبنرفزه قال " يا ليــــــــــل ما اطولك " قرب منها , اما اهي فضيقت عيونها بتعجب من تصرفه ..
ان تركها لحالها فهو متأكد انها ما راح ترتاح , ولا راح تخليـه يرتاح ما عاد فيه يتناقش ..ألحين
وبسرعه شالها , من غير اي اعتبار لأي شي ثاني , اما اهي فكانت تضرب كتفه , وتقاومه " وخـــر عني .."
اهي , واهو يحتاجون راحه ..
من شكلها فإهي مو ناويه ترتاح فلازم يجبرها على الراحه ..
حطها بالسرير , وأستلقى معاها
حست اهي براحه , لأنها فعلا كانت تعبانه لكن هذا ما منعها انها تقـول بغضب " انت شلون جذي تتصرف "
قال بعد ما ضمها بقوه اكبر , وهمس بأذنها بشكل حاسم , ومتعب " بس ..اششششش ..ولا كلمه ..ولا حركه .." وبللهجة يأس قال " خلينا ننام "
وقفت مقاومتها ,جنه كلمته وعت فيها شي ....
صح فعلا اهي تبي تنام , تعبانه .
اول ما نطق الكلمه (ننام ) , حست جنه قال كلمه سحريه , عيونها بدت تنعس من غيـر شعور ..
وانسحب منها كل الغضب اللي كانت حاسه فيه .
شافت عيونه ..وقالت بهمس " ننام !! "
قال " ايــوه .. ننام .."
واهي ردت عليه بنعاس مفاجئ وبطفـوليه , وعيونها تسكـر من غير اراده , واهي تجاهد عشان تفتحها " انا ابي انام .."
مها يمكن كانت راح تقاوم النـوم لو ما رغبتها الأساسيه بأنها تنعم بدفى احضانه لمره أخيـره , باجر راح يوديها لبيت ابوها , اما اليـوم فإهي تبي قربه , والنوم عذر زين !
ابتسم بحنان لا شعوري بعد ما ضمها لصدره بصوره اقوي " وانا بعد ابغى انام "
بعد ما شافها تغمـض عيونها , تنهد ..
مو عارف كيـف يتصرف بالأيام الجايه , كل تصرف يقوم فيه لازم تفسره بطريقه سيئه , ما يدري متى راح تثق فيـه .
كان غاضب من نفســه ومنها بصـوره خيـاليه .
الخلاف اللي كان قبل خروجهم للمستشفى كان فاتح للجروح ومؤلم بقوه .
لف نظراته عليها , كانت نايمه بين ذراعيه بسكيـنه , يمكن هو بعد لازم ينام !
اهو نفسـه ما توقع انه اول ما غمض عينه , نام !!


عمر :

ما كان يغفي خمس دقايق إلا ويصحى من انشغال عقله باللي راح يصير باجر ..
ما يدري شنــو راح يصير عليهم بالمستقبل , وهذا مخليه غير مستقر بنومته .
بعد ما صحى اخر مره لصلاة الفجر , وساعدته الممرضه على الوضوء وصلى , عجز يرد , ينام .
بدا يشوف النافذه اللي على يساره .
كانت مفتوحه .
وبدا يدخل النور بهدوء للغرفه كلما مرت الدقايق , وكان اهو مستغرق بالمنظر , وبذكرياته الجميله , والتعيسه معاها .
كان مشتاق لها , وبنفــس الوقت يحتقــر نفسـه لشـوقه لها ..
اهو ما يحبها ..
مل من نفســه من كثــر ما كرر على نفســه هالكلمه ..
لما صارت الساعه 8 الصبح , وعى من ذكرياته على صوت فتح الباب بهدوء , كانت الممرضه يايبه معاها الفطور , ولما شافته صاحي , قالت له بأبتسامه " عمر , ما نمتش ؟! "
رد على ابتسامتها بأبتسامه رسميه وقال " اممممم"
بعد ما جابت له الطاوله وحطت له الفطور , وقفت تكتب شي على اللوحه اللي على فراشه .
وشافته وقالت " انا حاسه انو في حاجه متغيره فيك النهارده ."
كان قاعد يلعب بالأكل , يوديه يمين ,ويرده يسار من غيــر شعـور.
وقال بعدم اهتمام حقيقي " شلون ؟!!! "
كملت شغلها حوله , واهو ما اكل , حاس انه ما يقدر ياكل واهو يفكر بكل انواع التفكير .
" ما اعرفــش , لكن في حاجـه "
وقف لعبه بالأكل وتسند وشافها بنظرات قـويه يتابع شغلها بالغرفه .
وقال اللي راح يصير اليـوم , عشان يشوف ردة فعلها ..
" راح اتزوج اليوم "
ضحكت بصدمه و وقفت عملها اللي كان بيدها .
" حإيإي يا عمر ...مش معأول ..حتتجوز هنا , بالمستشفى "
لفت على الغرفه , اللي كانت من اكبر الغرف بالمستشفى , لكن مهما كان فإهي غرفة مستشفى !
هز راسه بتأكيــد .
اما اهي فأستغرقت بالتفكيـر ..
وبعدين قالت له " معرفش أأول ايـه لكن مبـروك "
ابتسم .
على شـنو تباركيـن لي على دخولي للمجهول ؟
وقال لها قبل ما تطلع " التليفون لو سمحتي " سكـــت وحط ايده على ذقنــه وبعديــن كمل الطلـب " والمنظــره وموس حلاقـه "
" اكيــد "
بعد خمس دقايق وصل له طلبــه .
شاف الساعه بتوتر وبعديـن اتصل على صاحبــه , ما يقدر يبقى بروحـه إلى وقت الملجه , لأن الأفكار قاعده تييبـه وتوديــه .


خالد ومها :

خالد قعد على صـوت تليفـــــونه .
ما كان له نفــس يتحرك , ضم مها اكثـر لجسمه وخبا وجهه بشعرها .
بعد ما قام لصلاة الفجـر جا له النوم بصعـوبه , وهو ألحيــن يبغى ينعم بوجودها بحضنه وبدفاها إلى ان يضطر انه يوصلها لجدها .
حاول يرد ينام ..وفعلا غفى شوي لكن الرنيــن استمر , وهذا ادفعه انه يرد على المكالمه .
وقال بصوت خشن من النوم , واهو مغمض عينه " ألو .."
" خالد , تقدر تيي ألحين للمستشفى "
اجي المستشفى ...ألحيــن !!
مين هذا اصلاااا !!
" مــن انت ؟ "
بنرفزه قال عمر " يعني منو انا !!!, صحصح معاي يا خالد , انا عمر "
صحيح هذا عمر !
وقال " كم الساعه ألحيــن ؟ "
غمض عمر عيونه , وحط ايده عليهم بتوتر وبعدين قال " اممم الساعه 8 ونص , قــوم تعال للمستشفى "
" ألحيــن , ضروري "
بكل سخريه قال عمر " اي ضروري , لأني بتــزوج "
عمر , ما قدر يمنع ابتسامه الأستهزاء من الذات اللي انرسمت على شفايفه .
خالد لما سمع الكلمه , كان مثل اللي انكت عليه ماي بارد ..
فتـح عيــنه بقـوه .
وعدل قعدته بهدوء , واهو مو مصدق اللي يسمعه .
" تتزوج ! "
عمر ما كان يبي يناقش احد بقراره , صعـب عليــه ألحين المناقشـه , يبي بس يسترخي من غيـر لا يشغل عقله بعواقب فعلته .
" خالد لا تناقشني بالموضوع , بعد اشوي , ابيك تكون معاي , وابيك تكون شاهدي "
خالد ما كان مصدق اللي مقبل عليه عمر , يعني معقـول , ما تعلم من المره اللي فاتت , وألحين يبغى يتزوج حي الله وحده .
" انت من صدقــك يا عمــر , تتزوووووج "
مها صحت على صـوت زوجها , يتكلم بأنفعال مع احد ..
افتحـــت عينها بنعاس , منــو راح يتزوج !!
قال بلهجه قـويه " اي اتــزوج خالد اشفيــك "
ما في احد راح يغير رايه بالنسـبه للزواج ..
ريم راح تكون له .
ما راح تكون لشخص مثل فيصل , أو غيره
خالد ,قال بلهجه قاسيـه " انا ما راح اشارك معاك في تدميـر حالك للمره الثانيـه "
مها كانت تسمع خالد ...منو قاعد يكلم ...منو اللي راح يتزوج , ومنو اللي راح يدمر حاله للمره الثانيه .
عمر قال ببرود " ما في تدميــر ولاشي يا خالد , تعال ابيك تكون شاهدي "
قال خالد بعصبيه
" ما راح اشارك بزواجـك من سمانثا "
اهني مها تحركت من مكانها , واقعدت , وشافت نظرات خالد تنتقل لها , لكن ما اهتمت إلا انها تفهــم
عمر راح يتزوج الشقرا !!!
راح يذبح ريم .
عمر اهني ضحــك " ههههههههههههههههه , سمانثـا !!! ومن قال اني راح اتزوج سام , اقـولك راح اتزوج تقـولي سام !! "
عقد خالد حواجبـه بأستغراب وقال " اجل ميـن ؟ "
كان مها فعلا خايفــه , على صاحبتها !
تصرف عمر راح ينهيها .
" ريم "
خالد عدل جلســته اكثـر " ريم ... راح تتزوج ريم !!! "
مها لما اسمعــت الخبـر على لسان زوجها , انصدمت , لكن بنفــس الوقت كانت سعيـده , كانت مبسـوطه .
بس شلـون يتزوجها واهي خاطبه !!!
عمر رد ببرود لأنه تذكر اللي صار امس " انفلت الخطبـه امس , وانا خطبتها , والزواج اليــوم "
خالد منع نفسـه من الأبتسام لأجل ما يحس فيه عمر .
عمر تحرك بسرعه هالمره , خطبها , وراح يضمن انها تكون له بتحديد موعد زواج قريب .
وجاهد خالد نفسه عشان يقول بجديه " إذا الموضووع كذا , راح اجي ان شاء الله "
خالد بعد ما انهى الأتصال , كانت الأبتسامه على وجهه وقام من مكانه ..
مها تابعت تحركاته , واهي الفضول بيذبحها , لكنها زعلانه منه , ونومها بين ذراعيـه امس كان من التعب , مو من رغبتها بهالشي ..
تابعتــه واهو يتحرك بالغرفه , يفصخ بلوزته , ويطلع اغراضه من الجنطه ..
واعرفت الجـواب على سؤاله امـــس بصوره مؤكده ألحيــن !!
( يعني انت راح تتركيــني ان استمريت مع سمــر )
ما تقدر تستمر ..ما تقدر ..
اهي تحبــه حب ما يسمح لها بمشاركته مع غيرها ..
صدمها جوابها لنفسها ..
لكن خلاص اعرفت قرارها ..


بعد ساعتيـن تقريبا :

كانوا مع بعض بالسياره , واهي ما كلمته طول اليـوم , ولو كلمه بسيطه , لكن كانت تكلم السـواق طول الطريق , تسأله عن البنايات اللي يعجبـونها , تسأله عن اشياء شايفتها بالأفلام المصريه هل لازالت موجوده ولا لأ .
كانت تحاول بهالطريقه انها تبعد تفكيرها عن القرار اللي اتخذته ..
اما خالد فكان صامت , وكان يطق رجله بأيده ..
لما وصلوا للعماره اللي فيها جدها , نزلت , وهو نزل معاها ..
وكان شايل الجنطه والهاند باق حقتها .
ما اركبت الدرج , توجهت للأصنصيـر على طول .
كانت متضايقه من خالد , ومقرره انها ما راح تكلمه ..
اما خالد فالنار راح تذبحـــه ..واهو ماسك حاله بالقــوه , لا يصرخ عليها من كلامها مع السواق ومجاملتها له .
ادخلوا للمصعد , واهي حاسه بنظرات خالد عليها .
لفت عليه و خلت عينها بعيــنه وقالت بجديه " تصدق , اظن ان معاك حـق , اريح لي اني اكون بعيـده عنك بالوقت الحالي "
وطلعت من المصعد , من دون ما تشـوف ردة فعله على كلمتها ..
خالد كان على شفا حفـره من انه يسحبها , وياخذها معاه للفندق ..
وبلاها الراحه اللي هي مو فاهمه انه يبغاها لها .
امس تقول انه طاردها , واليوم تقـول انها راح تكون مرتاحه من غيره , هذا غيــر سوالفها مع الســواق اللي كان مبسـوط من كلامها معاه ..
الله يقطع الساعه اللي قررت فيها نجي لمصــر
لفت عليه وقالت له " منت ياي ؟ "
كان واضح عليه الأستغراق بالتفكيــر , تتمنى انه يفهم قصدها من كلمتها
شال الجناط ..
وقال بقوه " إلاااا جاي "
حكم عقلك ياخالد ان كنت تبغى تفقدها للأبد خلها عندك بالفندق , أثنينكم على اعصابكم , وبتذبحون بعض , وأكبر مثال اللي عملته امس بعد ما ارجعــوا من الطبيــب .
لا اهتمت براحتها ولا حاجه ...
طقــوا الجرس على شقـة سعـود اللي افتحتها وحده من الشغالات اللي يشتغلون الصبح لتنظيف الشقه .
وبعد اشـوي طلع لهم ابوها سعـود من الغرفه ..
أول ما شافهم , وشاف الجناط , عقد حواجبـه ..
وقال بصـوت صارم " اشصايــر ؟؟ "
توجهوا له , اثنينهم , وسلموا عليه ..
لكن اهو واضح عليه الغضب .
والظاهر ان عمه سعـود لاحظ هالشي , لأن حواجبه انعقدوا بصـوره اكبـر .
مها تحركـت وراحت للغرفه الأضافيـه اللي بالشـقه ..
وقالت بلامبالاة " مو صاير شي , انا بس تعبانه , وبنام عندك "
كانت حاسه بالدموع تتكون بعيونها ..وما تبيهم يشوفونها
ادخلت الغرفه , من غير لا تسلم على خالد , اللي ما راح يشوفها طول اليوم .
لف سعــود على خالد , اللي كان قاعد ويناظر الباب اللي دخلت منه مها , بنظرات غريبه ..
ولما حس بنظرات عمه سعـود , لف وقال " اللي قالته صحيــح ..هي تحتاج للراحه ..وعندي مهي قادره ترتاح ..فقررنا انها تجي لهنا "
تسـند سعـود على القنفــه , وقال " ويهك يوحي انك ما كنت موافق على هالشي ! "
ابتسم خالد بأستهزاء " ماني موافق , إلا موافق انا اللي مقتـرح الفكـره "
ابتسم سعـود " وندمت عليها صـح ! "
غيـر خالد الموضوع وقال " عمي , متى راح نروح لعمر ؟؟ "
ما اصر سعـود على الموضوع , لأن واضح على خالد انه مو طايق الهدوم اللي عليه ..
وقال " ننتظر حمد ,يخلص ترتيباته , ونروح مع بعض "


مها :

عشان تتعامل معاه عادي , وجنها مو مهتمه , تطلب كل قدرتها على السيطره على نفسـها .
راح تموت ... تدري انه الفرقا راح تموتها ..
انسدحــت على ظهرها بالفراش براحـه ..
صارت تتعــب حتى لو المشي كان بســيط ..
فكـرت انها ودها تروح لريم ألحيــن بالشـقه وتعرف شلون صار الوضع , واشصار عليها , وغيره من الأسئله اللي ماليه عقلها ..
خاصه بعد ما انتبهت إلى وجود مكالمه لم يرد عليهاعلى شاشة موبايلها ..من ريم
إلا انها ما حبت تتصل عليها قبال خالد !
وفجأة سمعــت صوت الباب ينفتــح , ابتسمت احسن ابتسامه تقدر توفرها بهالظروف , توقعت ابوها سعـود , لكن لما شافت اللي دخـل , شالت الأبتسامه من شفايفها ..
وشافته بنظرة (نعم ..)
شاف تغيــر ملامحها , لما شافته ..
وحاول يقنع نفســه (ان هالشي مو مهم وعادي , وش فيها يعني ان عكرت وجهها لما شافتك ! )
وقال بهدوء " انا رايح ألحيــن مع ابـوك سعـود للمستشفى "
صدت بنظرتها عنه , وبدت تشوف الطوفه ,و ردت عليه بعدم اهتمام ظاهري " اوكي "
ما عاد فيها تشوفه ..تبيه بس يروح ..
لاحظ عدم اهتمامها ..
واغتاظ !
" تبغيــن شي قبل لا نطلع "
هزت راسها بالنفي ..
واهو راح مع ابـوها سعــود .
لكن فكــره كان معاها , وبقلة اهتمامها , وللمره المليـون يفكر بصحة قراراته .
اتصــلت على ريم ..
واتفقوا ان مها تجي لعند ريم تحت , خاصه ان ريم هي العروسـه !
لأنها تبي الرفقه تحركت وانزلت لعندها


سمر بالمستشفى :

اليوم هو اليوم اللي راح يتلقــون فيــه نتائج التحاليــل .
ملاحظــه على امها بدريه التـوتر .
خالتها موضي وساره معاها ألحين , واهي حاسـه بالأطمئنان لوجودهم .
اما هي وابوها فكانوا جالسين بمكتب الدكتـور
ينتظرونه ..
توترهم كان واصـل لدرجه انهم ما تكلموا مع بعض طول فترة جلوسهم .
ولما جا الدكــتور فعيـونهم ارتفعت له , وتابعت كل حركاته .
وانتظروا نطقه بالنتيجه..
كانوا يناظرونه بترقـــب ..
الخـــوف مالي القلــوب ..
جو الغرفه كان ثقيــل مرا
خاصه ان الدكتور ما كان مبتسم لهم , وكان باين عليه التركيز بالأوراق اللي بيده .
عدلت سمـر جلستها بخــوف .
يلااا يا دكتــور ...تكلم !
عدل الدكـتور نظارته ..
قلب الأوراق , يميــن ...يسار .. رجع لليميــن مره ثانيــه ..
وبعدها رفع وجهه لهم !
كانوا حابسيــن انفاسهم ..
جلس على الكرسي
قال بهدوء " التحاليــل اسبتت انو المدام عندها ورم ! "
هي شهــقت..
حامد شحــب لونـــه ..
الدكـتور لما شاف وجوهم , وعرف انه التعبير كان مخيــف , تدارك نفســه ..
" ما تخافــوش الورم حميــد "
تنفســوا اثنينهم الصعداء , لكن مو قبــل ما تنزل من عيـون سمر دمــوع متـوتره ..
حامد كان يشوف الدكــتور بنظرات غضــب ..
لكن ما تكلم ..
كان مشغــول بضم بنته اللي كانت تصيــح من الصدمه .
الدكتــور توتر وبعديــن قال " معليــش انا اســف ...مثل ما أولت المدام فيها ورم حميــد في منطقة الأمعاء , وده اللي بيسبب لها حالة عدم الشهيـه , وبالتالي التعــب ..والشحــوب "
كمل الدكـتور بعد ما تلقى اي ردة فعل " لازمها عمليـه , لكن العمليه حتكون بسيطـه , مش حتاخود مننا غيـر ساعتيــن بالكتيـر "
بعد خروجهــم من عند الدكــتور , كانوا أثنيــنهم صامتيـــن .
سمــر كانت سعيــده من ناحيــه امها .
لكن جانب منها كان متـوتر لأن ساعة الحقيقه وفسـخ الخطبـه قرب ..
خالد راح يكون حـر .
ما راح تكون زوجة الرجل اللي الكل يحلم فيـــه .
انتهى حلم امها هنا .
وبالتأكيــد انتهى الحلم اللي كانت تحلم فيــه لفتــره .
ادخــلوا لغــرفة امها .



يتــــــــــــبع .....




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]








--------------------------------------------------------------------------------




التـــــابــــع ...

نظرة الحب
03-28-2011, 05:59 PM
ريم ومها :

مها منسدحــه على الفراش بغرفة ريم , تسمعها تقــول لها بالتفصيــل الممل الحدث اللي صار مع فيـصل من وقت قابلته عند المصعــد , إليــــن الإتصال , ثم اخر شي ابوها امس و اللي قاله ..
اسكتوا للحظات ..
كل وحده تستوعــب غرابة وسرعة جريان الأحداث ..
وكل وحده فيهم فرحــانه ..مها فرحانه لأن ريم خلاص راح تكون مع عمر ..وريم نفــس الشي فرحانه انها راح تكون مع حبيبها ,واخوها , وابوها ,و كل شي بدنيتها ..
بعــدت ريم شعــرها عن وجهها وقالت بتردد " مها ..ابغى اسألك سـؤال ..اممم ..يعني ...ممكن "
مها كانت حاطه ايدها على بطنها , توتر ريم أثار استغرابها , وخلاها وقالت " اكيـد ممكن , سألي ! "
ريم هدت شعرها بحيث غطى وجهها وقالت بصوت مخنــوق " امممم ..نـ ..اه ه ه ه نـوره "
مها استغربت من عمرها اشلون ما توقعــت هالسؤال , اصلا كان المفروض تتوقعــه بفتره اقرب من جذي .
ابتسمت برقــه لريـــم ..
يا قلبي انتي يا ريم , اكيــد كان السؤال يذبحــج طول هالفتــره ! , وانتي كاتمه , ومتصبــره ..
حســت بالدمـوع تتكون بعيـــنها ..
غمضــتهم , بتلقائيه رغبه منها بأخفائهم , و منعهم من الخروج ..
وبعديــن افتحتهم للأنسانه اللي جالسه قدامها , واللي امنزله راسها وتناظر اللحاف , وتلعب فيــه
سمــعت صـوت ريم يقـول بتوتر " انـا ما ابـغى اعرف شكلها , أو صـوتها ..." وارفعت راسها , حركت براسها لأجل تبعــد شعــرها الطويـــل وقالت " انا طول الفتــره اللي مضــت كنت افكـر بهالشي , كيف هو شكلها , كيف جمالها , هي اجمل , ولا انا ......اما ألحيــن فاللي ابغى اعرفه هو عمر "
وغمضــت عينها كنها انطعـنت لما فكـرت بعمــر مع هالنـوره الشخص المجـهول ..
ونزلــت دمعــه من عيــونها لكن كملـــت " عمر اش شاف فيها , وشهو اللي اعجبــه , وشهـــو اللي لفت نظــره لها , هل يحبــها , يفكــر فيها بعــده , ولا ...ولا لأ ..."
وفجــأه قامت من مكانها , وعطت مها ظهــرها , وطلعت صــوت من حنجرتها تعبيــر عن غيظها , وغضبها من حالها ..
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
ولفت على مها بعديــن وقالت " ما ني عارفــه كيــف اتصــرف وهالأسئله ماليــه عقـلي , تذبحني يا مها , تشــب النار بصدري .."
بعديــن كنها استـوعبــت ان اليــوم ملكتها قالت بعد ما خذت نفس عميق " سوري مها اقلقتك معاي .. ما في داعي ترديــن .., انا المفروض اكون ألحيــن مبسـوطه بملكتـي "
مها جــنه ريم ما تكلمت , قالت " اسألتج ما اقدر اجاوب عليها "
ريم رفعــت راسـها , وابتسمت ابتسامه مصطنعــه من النار اللي ذابحتها ..
وقالت " انا قلت لك اني ما ابغى اجــوبه خلاااص "
هــزت مها راســها وقالت " لأ اسمعيني للأخــر .. ما اعرف لأن عمر بعد ما ...بعد ما انفصلتـوا ..تغيـــر .."
شافت ويه ريم اشـلون تغيــرت ملامحــه لحــزن عميق .
وكملــت " تغيــر وايــد ,ما قام يتواصل معانا ذاك الزوووود , شفتي شغلـه قبـل شلون كان كثـير قبل انـ ..انفصالكم .. بعده , صار اكثـر بكثـير , بعد عني , بعد عن خالد , ما قمنا نعـرفه , ببساطه ما قمنا نعرف مشاعره .....ريم لا تفكرين بهالموضوع فكري بحبج له وبس , الماضي راح يتعبج "
تأملتها ريــم ..وجنها قررت انها بالوقت الحالي تأجل التفكيـر التعيـس
انسدحــت قرب مها و قالت وصوت الأبتسامه واضح من كلامها "خلاص خليـنا نتكلم عن شي ثانـي ..عن الأشياء السعيــده ..عن ملكتي ...عن مشاعري تجاهه ..أه ه ه ه ه ه اعشــــقه يا مها ...حقيقي اعشـــقه ...احــس بقلبــي ينبـض بحبــه .."


عمر :

قباله الأوراق ..
جدامه العقــد ..
حـاس بالعيـــون كلها عليـــه ..
كلهم ينطرونه ..
الشهـود وقعــوا .
عمه حمد (وكيـل العروسـه ) وقع ..
وباقي اهو ..
هذي الورقه ما تعني شي , بالوقت الحالي ما تعني شي ..
لكن بعد ما يحط توقعيــه فريم راح تصيــر حلاله للمره الثانيـــه .
يبي يطــول بهاللحظات , يبي يحفـظ كل فعل ســواه بذاكــرته من هاللحظه لي لحظة وفاتــه ..
مشـاعره تجاهها قاعده تضربــه من الداخـــل بالمكان اللي اهو حابسها فيه ..
لمدة 3 سنوات ..
مو وقتــه تطلع هالمشــاعر ألحيـــن , ابد مو وقته ..
رفع ايده لأجل يشغـــل حـالـــه ..و وقـــع ..
رفـع راســه بعد التوقيــع وألتقت عيــنه بعيــن عمه حمد ..
كانت نظره من رجل لرجـل ..
كل واحد فيهم وجه كلمته للثاني من غيــر كلام ..
كانوا حاسيــن انهم لوحدهم بالـغرفه .
قطع تواصلهم سلام خالد عليه , مباركتـه له ..
وسلام سعــود على حمد , ومباركتـه له ..
كل واحد فيهم حمد وعمر عرف شنـو يبي الثاني منه ..
لكن هذا ما منع حمد انه يشدد على كلمتـه بأنه يقرب اكثـر من عمر , ويمسك ايده بمصاحفــه واهو يقول " بنتي امانه عندك , حافظ عليها "
اطلعــوا الكـــل وبقى عمر , وخالد ..
كل واحد فيهم مستغــرق بأفكاره ..
عمر بريم , اللي صارت له , اخيـــرا , صارت فعليــــا له , وده يحــتفل , وده يصرخ من الفرح ..
لكن ..جانب منه قاعد يذكــره باللي ســوته من ثلاث سنــوات ..
هذا الجانــب كان قاعد يذبح فرحــته
خالد , كان حاس بالفرح لصاحبــه , الحمدلله , انه اخذ اللي كانت في باله , اخذ حبيبته اللي فراقها غيره على الكل .
عقبال ما نجتمع انا والعنيده , على خيــر ..
اخر شي ابتسم خالد , وطلع منه صـوت كالضحـكه ..
عمر لف عليــه ..واهو رافع حاجب ..
" عمر نلـــت اللي تبغاه , ريم حرمتـك مره ثانيــه "


حمد :

ما اتصـل على بنتــه , ولا كلمها , انتظر إلى ان وصـل الشقـه ..
لما دخــل نادى على الشغاله نعيـمه وقال لها " روحي نادي على ريم ,وقولي لها اني انتظرها بالمكتب "
ريم كانت بعدها مع مها يتكلمون بكافة الأمور , ما عدا عمر , و خالد .
لما ادخلـت عليـهم نعيــمه , وقالت " سي حمد عاوز يتكلم معاكي دلوأتي "
عضت من غيـر شعـور على شفايفها , وحــست بالخـوف , معقـوله انلغى الموضوع ككل ..
اما مها فقامت من مكانها , وقالت " ابيــه فشـله , ابــوج ياااااا , وانا عندج "
ريم امسكــتها وقالت " لا مها , لا تروحيــن , لا تخليني "
لمتها مها وقالت " لأ جد انا مضطــره اروح , وبعد ما تخلصيــن من ابــوج كلميني , انا هالأيام بنام بشقة ابوي سعـود "
ريم شافتها بنظرة استغراب " ليــه ؟؟؟ , مها ..."
لفت مها ويهها وافتحــت باب الغرفه وقالت " بعديــن يا ريم , بعدين نتكلم "
مشــت ريم مع مها للباب , وصلتها لهناك , و ودعتها .
أحليــــن بعد ما صارت لحالها بالشقه مع ابــوها ما تقـدر تنكـر توترها وخوفها من سبب جيـته , وطلبـه لمقابلتها ..
ادخلت المكتب , وشافت ابوها جالـس , قربت , و وقفت عند الكرسي اللي جالس عليـه ابوها وقالت بهدوء " يبا طلبتني "
رفع راســه وقال لها " مبــروك "
حســـت بوجهها يصير احمـــر ..
حســت بالحراره بوجهها ...
صاروا لبعــض , ألحيـــن هو حلالها , زوجها ..
رفعـــت ايدها لخدودها , تحاول تبردهم .
وبعديــن قالت " الله ..الله يبارك فيــك يبا "
سكــتوا ..
كل واحد فيهم يحاول يتواصل مع الثاني ..
لكن ولا واحد فيهم عارف شيقول للثاني ..
وبعديــن تكلم ابوها " ريم مهرك , تحــول لحسابك "
هــزت راسـها , وكانت بتقـول ماتبي مهر , ما تبي شي غير انها تكون مع عمر , لكن اسكتت
بتوتر غيــر معهــود قرب منها ابوها وقال " ريما "
رفعت راسها للأسم اللي ابوها وقف عن نطقــه من فتــره طويله .
" تدرين انك تقدريــن تعتمدين علي دايما , انتي بنتي "
كانت تنتظر هالكلمه من زمـــان , من فــتره طويــله ..
الغريـــب انها ألحيــن لما اسمعتها ما كان لها نفــس التأثيــر اللي ظنــته ..
كان ودها تصـدق ابوها ..
خاصه انها كانت تنتظره ..
لكن بداخلها خافـــت تصدقــه .
بعدت عينها عن ابوها , بصد واضح , لكن غيــر مقــصود .
حمد لاحظ اثر كلمته عليها .
مشاعرها المتلاحقـه
الأستغراب
الصدمه .
خيبة امل .
الصــد .
نزل راسه بهزيــمه .
تنهد , بحراره , وتعـــب .
وهالشي نبـــه بنتــه , اللي رفعت عينها , و شافــت وقفته , وتعبه الواضح .
تحرك من قدامها وراسه للأسفـــل ..
شكله كان معبــر بشكل واضح على الهزيــمه ..
ابوها والهزيــمه شي متناقض .
معقــول ..
تحرك احساس بداخلها ودفعها بعــنف انها تقــول " يبا ... "
احساسها يقــول ان ابوها اتخـــذ الخطــوه الأولى ..لازم عليها اهي ألحيــن انها تاخــذ الخطـوه الثانيه ..لأنها ان ما عملت هالشي بكل بساطه راح تفقــد ابوها .
راح يظلون اهي و وابوها طول عمرهم بعاد ..
وهالشي يرفضــه قلبها بكل قوه ..
لفت عليه و واجهته .." انت تقــول اني اقدر اعتمد عليــك .."
شافها ابوها بلهفه غيــر مقــصوده وهذا قطع قلبها ..
نزلت عيــنها للأرض , مو متعـوده تشـوف ابوها جذي , وما تبي تتعود على هالشي ..
وقالت " في واحد ..." ما تدري ان كان تصرفها صح و لا لأ , لكن اللي تعرفه ان حدسها قاعد يقـودها انها تقــول اللي راح تقــوله .
" في واحد يضايقني برسايله صار له فتـره .."
" يضايقك !! , يضايقك كيــف ! "
احمر وجهها .
وابوها حــس بالغــضب , لكن تمالك نفســه لأنه لاحظ انها ترقب تعابيره بحذر .
عرف قصدها ..
لما اهي لاحظت انه ما قال شي , ولا تحرك من مكانه .
هاللحظــه هي اللي راح تحدد علاقتهم بالمستقبل ..
اثنينهم كانوا يناظرون بعـض .
وبلحظه قال " عطيــني رقمــه "
خذت ريم نفــــس عميــق , دخــل لصدرها برجفـــه ..
ابتســـمت برجـــفه ..
وبهدووووء تام قالت " حاضر يبا .."
هذي خطـوه للأمام ..


مها :

كلما مشـــت على ريولها , لازم ترد تنسدح على ظهرها لأجل ترتاح ..
خلاص بس تــوبه , ما راح تتحرك ابداااااااااااااا .
ريم , تعيش مع شبح بالماضي , واللي اهو نـوره .
اما اهي فتعيـش مع شبح لكن عايش
هل كانت تقدر تستمر معاه واهو مع سمــر .....لأ صعــب عليها .
لأنها تحبه ..وتموت عليه , فراقها عنه ارحم لها ..
ما تبي ترتبط معاه اكثــر , واكثــر
مشاعرها متعلقه فيه بصوره اهي ما كانت متخيله انها ممكنه ..
واهي متأكده انها ألحيـــن ان استمرت اكثـر راح تتعلق اكثر, واكثر
هالشي لمصلحتها , ومصلحة خالد , وعلاقتهم بطفلهم بالمستقبل , اي طفل ما راح يتمنى يعيش في بيئه كلها مشاكل , اللي راح تكون نتيجه مؤكده لوجود سمر بينهم
عدلت سدحتها , وفكرت بالكويـــت ..
منو اللي كان يخــش عليها قدومه , و زاد الخلاف ســوء منــوووووو..
المشكله انه من بداية روحتها لبيت ابوها سعـود وذاكرتها مشـوشه , ما تذكر غير انها كانت تبجي , وبغرفتها ..
منو له مصلحه بتفريقها عن خالد ؟
هل المسأله فيها مصلحه ,و لا شي ثاني ؟


عمر :

كان قاعد على الفراش يشــوف اللي حـوله , ينقــل نظره للكل ..واحد ..واحد
الكل حــوله .
أبــوه ..
خالد ..
الشباب اللي بمصـر , بلغهم خالد انه تزوج ..عبدالله , عبدالرحمــن ..
العامليــن بالشركه
رفع نـظره وشاف صبابيــن القهـوه , اللي ما يعرف ابوه من وين يايبهم , اشكالهم غريبه , إذا فكـرت انا احنا بمصــر , بس ابوه ما في شي صعـب عليــه ..
بعد زواجــه , الكل جا يتحمد له بالسلامه , ويبارك له على الزواج بنفـس الوقـــت ..
اخــوانه اللي على كلام ابــوه تلقوا الخبـر , ويايين على اقــرب طياره .
اما اهو فباله مو معاهم ..
يسمعهم يتكلمـــون ..
يبتسمون ..
يضحــكــون ..
لكنه هو مع الناس , وما هو مع النـاس , عقله اقل ما يقال عنه انه غايب ..
رفع راســه وسمع سالفه من عبدالرحمــن , وابتسم بعد ما انتهـــت بعدم تركيـز واضح , وشاف ايده بعدها ..
ابوه فتح له موبايل بنفس خطه السابق بعد ما افقده بالحادث, لأنه العديد من الناس ودهم يباركون له على زواجـه , ويتحمدون له بالسلامه ..
كان يقلب بالموبايل ..
وقف تقليـــب الموبايـــل ..
فتح قسـم الرسايل ..وكتــب رساله سريعـــه :


تعالي لي الليله

وأرسله على الرقم اللي حافظه عدل ..
رفع راسه على دخــول ناس جدد للغرفه .
رجل يعرفه زيــن
ومره !


ريم :

بعد ما سلمت ابوها الرقم , واقعدت بغرفتها بروحها ..
مع افكارها
مع مشاعرها
مع احداث اليـوم
مع كل سعادتها إلا انه في شي منغص عليها ..
ما كلف حاله يتصل , يبارك ..
مهما كان اللي بينهم , لازم عليه يكلمها ..
ما يقدر يضغط على حاله , ويجاملها على الأقل بكلمه ..
سمعت صوت الرساله ..
تضايقــــت ..
تأففت ..
تجاهلته بالأول , لكن بعدين خذته , ورفعــته ..
افتحت الرساله ..


تعالي لي الليله


لا اكثـــر و لا اقـــل ..
ارسل رساله لكن ما يقدر يقول فيها مبروك ريم ..
الأوامر الملكيـــه اصدرت ..
اش بيكون ردت فعله ان قالت له ( ما ابغى )
لكن الواقع وقلبها يرفضون انها ترســل هالرد ..
ابتسمت , على الرغم من الضيق بتصرفه ..
لما استوعبــت جمال الوضع , زوجها عمر , يطلب انها تجي له فكر فيها بهاللحظه هي مرت على باله ..
عمـــر اه ه ه يا عمر ..


ساره :

بعد ما تطمنوا على خالتها بدريه , وعلى صحتها غادروا لأن خالتها ألحين لازم ترتاح ..
اليوم مها راحت ما تدري لوين ؟؟
خالد قال لها تحضر شنطة مها , ما قدرت تشـوفها لأنها كانت بالحمام ..
وخالد ما كان يتكـلم , ما كان ينطـق !
وهي ما تتجرأ تتكلم معاه .
مع كل اللي يسويـه لهم فإهي تخجـل منه , تحسه ابوها اكثر منه اخوها
هل راح تتأثر هي باللي يصير ؟
علاقة مها وخالد ان ما انتهت , وش بيصيـــر فيها ؟
خالتها بدريه , وش بيكون ردة فعلها ؟
(هو) ...وش بيكون ردة فعله ؟
ان عرف ان خالد متـزوج ! وحرمتـه حامل !
خايفـــه , ومتــوتره , افكارها مو مستقره !
امها وخالد , ما احد فكر فيها ..
بقلبها , بمشاعرها , حتى لما ازعلت من مها , امها ما فهمتها !! , وهي اللي ظنت انها واضحـه .
يمكن لأن الكل انشغـل بالوضع الجديد ونسـوا الوضع القديم ..
لفت على بدر اللي جاها وقال " يلا يا ساره , قطعت التذاكر للفيلم "
ابتسمت له وقالت " يلا "


المستشفى :

لما دخــل الغرفــه شاف عيــون الكل تنتقل له , وللي معاه ..
زحمــــــه ...وليـــن ما توقــع هالزحمــه ؟؟
نقــل نظــره بسرعــه بالغرفــه ..
ووقفت عيـــنه على خالد ..من سمــع ان بنت حنان ارجعـــت له ..واهو مغتاظ .. ما كان يبيها ترد له .
التقــت عيــنه بعيــن خالد ..ولاحظ البرود اللي غمر عيــون خالد ..المشاعر متبادله .
لكنه ابتســـم ابتسامه مصطنعـــه , رفع راسه ونزله , بسلام من بعيــد .
تجــنب النـظر لأبوه .
وشــاف اخــوه ..اصغــر اخوانــــه .
بعــد عيــــنه بســــرعه بتوتر , قبل لا تبان مشاعره بعيــونه , ما يقدر يشـوفه اكثــر ..
حــس بالمره اللي يمه متوتره ..
وحس بالناس تشــوفه بأستغراب ..
ابتســم وقال بعدم مبالاة " تراها مو زوجتــي , ولا حبيبتي , هذي وحده كانت تسأل عن غرفة عمــر "
ودخــل لداخل الغرفه اكثر , وتوجـــه لأبوه بعد ما حط عيــنه بعيـون ابوه وقال " الســلام عليــكم يبا "
حب راس ابــوه ..
شاف المره تنقــل نظرها بالغــرفه بتــوتر , سمع صـوت اخـوه يقــول " sam come in " (سام ادخلي )
عمر كان مركـز علي سام اللي كانت تتلفت بتوتر ومو قاعده تشوفه..شكلها يكسر الخاطر , مثل الطفـله اللي ضايعه بحديقه , وما تدري وين اهلها
واهني قال غانم لعمــر " اوووه اوووه عمــر طلعــت اتعــرف هالويــوه السنـعه "
غانم حــس بنظرة ابــوه الغاضبــه الموجهه له اهو بالذات ..
لكن ما اهتم ..
و قــرب من عمــر , وحــب راســـه وقال بهمــس " الحمدلله على السلامـــه , مأجـــور يا أخــوي " وكمــل " انا أســف علـ ..."
قاطعــه عمر " الله يسلمـــك ..ما في داعي .."
عمر تعلم من زمان انه ما يعاتب غانم , ما يشره عليــه , ويتقبله مثل ما اهو , أو بالتغيــير اللي طرأ عليــه ..
لأنه عــرف ان ما تقبل اخـوه مثل ما اهو فراح يخسره ..
ابتــعد غانم ..
وعمر رد يركــز على البنـــت ..وقال " come in sam " (سام ادخلي )
عمر كان يدري انها متــوتره , واضح عليــها انها ما كانت متصـوره انها راح تدخـل على مكان كله رياييل .
واهو ما كان بمزاج يهتم فيـه بشنو يفكرون فيه هالرياييل ..
لما وقفت انشغالها باللي حـولها , وشافت اللي يكلمها قفزت الدمــوع لعيــونها ..
عضــت على شفايفـها , وبعديــن راحت له جـري
ورمـــت حالها عليــــه .
وبدت تصــيح ..
طبعا الرياييــل بدوا يتنحنــحــون ..
غانم كان يشــوف الموقف وفيــه ضحكــه
خالد كان يشوف الموقف واهو حاس انه عمر متوهــق
سعـــود كان غاضــب بشده .
عمر ما بعدها عنه على طول , لكن هي ثـواني وبعدين بعدها , وقال وهو قاعد يقاوم ابتسامه ساخـره على الوضع " it's ok sam " ( خلاص اوكي عادي سام)
ابتعــدت عنه لأنها تعــرف ان ما يقــبل الضم , والتقبيــل , مســحت دموعها , واهي فعلا غيــر مهتمه بغيــره , ما جنـه في رياييــل في الغرفــه
ابــوه كان صـوته بارد لكن متماسك ..
" منو هذي يا عمــر "
لف عليــه عمر , وقال بالأنجليزي لأبوه ( اللي يتقن هاللغه ) بكل برود , وهدوء , وعدم اهتمام ..
"Father this is sam one of the nurses who helped us in U.S"
(يبا هذي سام , وحده من الممرضات اللي ساعدونا بأمريكا)
سعـود شافها على طول , كانت نظرة عمر لها فيها امتنان , يعني هذي وحده من الممرضات اللي كانوا مع نـوره ..
انسحـب الغضـب منه بسرعه , لأنه هالمرحله مجهـوله بحياة عمر , وهذي احد الأشخاص اللي كانوا معاه بهالفتره
شاف ولده , شنــو وراك من اسرار يا عمـر , هذي شتســوي اهني بمصــر !!
هل ريم تدري عنها ؟!
عمر كان يشوف سام ألحيــن وقال "sam this is my father " (سام هذا ابوي)
قربت سام من سعــود واهي تسمح دموعها ..وسلمت عليه بأدب ..
وقالت "nice to meet you, how are you sir ?" (فرصه سعيده , شلونك سيدي ؟)
رد سعـود ببرود " I'm fine thank you and you ? " (انا بخير , شكرا , وانتي )
بعد هالكلام اقعدت بمكان قريب من عمــر , بدت تتكلم معاه , وتسأله عن احـواله , الرياييل بالأول كانوا متوترين من وجودها , بس بعدين عادي تقــبلوها بعد ما سعـود , وخالد افتحـوا الحـوار مره ثانيه بطبيعيه .
وخاصه انها مركزه اهتمامها على عمر ..
كان خالد ساكت ألحين ..
وغانم اللي قعــد قرب خالد قال بهمس واستهزاء " يقــولون ان بنت حنان رجعــت لك , وحامل بعد .. "
لف عليه خالد , ورفع حاجب " ليـه حاس بنبرتك اعتراض !! "
ابتسم غانم ابتسامه مصطنعه " اعتراضاتي بأخليها لي ..لكن مبــروك .."
هذا وش يبي فيــه , قال ايش , قال بأخلي اعتراضاتي لي ..
المفروض ان الأستاذ غانم ما يتعامل معاه بهالطريقه لأن المتضرر , والمنهانه كرامته ..انا .
مو هو.. لأجل يتصرف كذا .
يا هو يذكــره بفــتره كريهه بحيــاته , هو اكثــر واحد يذكـره هالشي ..
ولا... جاي يستهـزأ بعــد ..
بعد خالد نـظرته بعدم اهتمام " امم الله يبارك فيـك "
و وقف الحـوار عند هذا الحد !
عمر كان مـوزع اهتمامه بين الرياييل وبين سام , اللي ذابحته باهتمامها ..
كان حاس بنظرات الحيـره اللي كان ابوه يلقيها عليـه من الفتــره للثـانيـــه ..
كان ينقـل نظراته بين الجميـع , وحاس جنـه عارف بشــنو يفكرون , عارف زيــن !!
كان واضح عليهم الفضـول لمعرفة هالأنسانه اللي معاه من بالضبط ؟
وشنـو علاقتها فيــه ؟
لكنــه فعلا غيــر مهتم !
جتـــه الضحكـه من سخريه الوضـع ..توه متـزوج , والرياييل يشــوفونه مع غيـر مرته اللي ضمــته جدامهم بعدم اهتمام ..
تســند وسمع غانم يستهبــل على واحد من الشباب , وشاف نظرات ابــوه سعــود المستهجــنه ..
لازم ان اجتمع غانم , وابـوه بنفــس المكان لازم الجـو يتـوتر من سـوء علاقتهم .
فكــر , وسام قاعده تكلـمه ..
ابــوه مو قادر يتقـبل ان غانم غيــر ..
وغانم مو قادر يتقبـل او يتفهم رغبات ابوهم ..
و ولا واحد فيهم راضي يتنازل ..
ابتسم بسخــريه ..
المسـرحيــه بين هالأثنيــن , راح تبدي قريـــب ..
يطــلب من الله انها ما تبدي والرياييل موجوديــن ..كفايه على هالضيوف اللي شافوه بيوم واحد .
تنهد
ولف نـظره على الموبايــل , ما ردت عليــه , هذا شنــو معناه ..هل راح تيي ولا لأ !!
بدا يتكلم مع واحد من الشباب , لازم يتكلم مع سام , مشاعرها بدت تصيـر واضحه , لازم يحط حد عشان ما تتعمق , الظاهر ان التجاهل ما يفيـد , ولا المعامله الطبيعيه تفيد , لازم يوضح مشاعره بالضبط , ويقولها انه تزوج !
سام اللي بالوقت الحالي قاعده تشــوفه بنظرات هيام .



يتبـــــــــــع ..




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}








--------------------------------------------------------------------------------

نظرة الحب
03-28-2011, 05:59 PM
التـــــــــــــابع ...







بعد أذان الظهــر , وانصراف الضيـوف للصلاة :

سام ما تحركـت عن مكانها بقرب عمر , اللي صلى بالغرفه , وعلى فراشه اما الباقي خالد , أبوه سعـود ,و غانم فراحوا المسجد القريب ..
لما خلص ..من الصلاة لف عليها , وابتسم بطبيعيه .
قالت له بهدوء " so .." (إذا..)
شاف السقف وبعدين قال " so ..so " ( إذا...إذا)
ابتسمت له بحــب "" how did that happen ? (شلون حصل هالشي ؟)
مشاعرها بدت تستجيــب لعمر بقوه ..
لقوته , لجديته , حتى واهو مصاب الأصابات اللي تدري انها مؤلمه بقوه , كان هادي , ومجامل ..
لو كان شخص ثاني كان شكا على الأقل من وضعيـته , كان استغل هالفرصه بالتدلل
لكن اهو كلما شاف واحد ساكت أو ما احد يكلمه , كان اهو اللي يبادر بالكلام معاه , ويدخله بالجـو .
شافته يهز راسه بأستهزاء " car accident " (حادث سياره)
حطت ايدها على الفراش وسندت راسها على ايدها وقالت " I know about that " (كنت ادري بهالشي )
ابتسم بكسل .
وما جاوب على سؤالها , اللي الكل سأله عنه ..يعني حادث ...شلون صار ؟!!
وقال بتغيـر للحوار " how did you spend your days ? " ( شلون قضيتي ايامج ؟)
قالت له بدلال " missing you , and crying " ( قضيتها ولهانه عليك , وابجي )
شافها بعمق ..
وبعدين قال بجديه " don't do this " (لا تسوين جذي)
بللت شفايفها وبعدين رفعت حاجب وقالت له بنفس الدلال " do what ! " (اسوي شنو !)
بكل جديه قال " Sam you beautiful , intelligent , interesting lady but… "
(سام انتي جميله , ذكيه , و انسه مثيره للأهتمام , لكن ..)
قربت منه اكثـــر , واهو بعــد وجهه عنها ..بضيـق .
وقالت له بدلع
" there is always hope " ( هناك دايما في امل )
رد بقســوه غيــر مقصـوده " no there is not , I'm married now " ( لأ ما في , انا متوزج ألحين)
شافته بعد ما بعدت عن الفراش وقالت "ohhhh … "
ابتسمت واهي تتظاهر بالشجاعه .
تنهــد بندم على قسوته , خاصه انه شاف ان الدمعه المتعلقه بعيــونها , وقال" saaaaam "
وقالت , بأبتسامه تخفى الدموع "whaaat !!! , I'm ok " (شنــو !! انا بخير )
شكلها كان يناقض كلامها.
سام , كانت تحـــس بألم فظيــع ..
كان عندها امل فيـــه , على الرغم من انها شافته مع طليقـته , إلا ان المره كانت طليقــته فما تشكل خطر كبير ..يا ترى من تزوج ؟؟ ...
كانت حاســه بغضب من نفســها اللي سمحت لها بأنها تحب واحد , شافت بعينها انه مو مهتم فيها من هالناحيــه ..
غبيــه ...غبيــه
وبعدها قالت "so who is she ?? do I know her " (فا من اهي ؟ انا اعرفها ؟)
شافها وابتسم بسخريه من الذات "well … I don't have an ex anymore " (حسنا ..انا ما عندي طليقه بالوقت الحالي )
قامت من مكانها بعنــف ..
تزوووج طليــقته ...
تزوج ذيك المغروره , المتعجــرفه ..
الدلوعـــه ..
من مره وحــده شافتها حاولت تعطيها اعذار على تصرفاتها لكن ما في عذر ..
وحطت ايدها على شفايفها " oh my god ..oh my god ..you re-married her ..oh my God..how could you marry someone like her , she is …. "
(اوه يا ألهي ...يا ألهي ..رديت تزوجتها ...يا الهي ..شلون قدرت تتزوج وحده مثلها , اهي ..)
عمر تنرفــز حيـــل , هالشي ما لها علاقه فيه , يتزوج اللي يتزوجــه , واهي ما لها حــق انها تتدخــل ..
اهي ضيفته وبس ..
ضيفه يحس تجاها بالأمتنان ..
وما يظن انه اوحى لها بيـوم انه متعلق فيها !
قاطعها بصرامه وجديه , واحترام " sam , she is my wife now , please respect her "
( سام اهي زوجتي ألحين , ارجو انج تحترمينها )
شافتــه , وبدت تنزل دموعها من عينها ..
اهي كانت تدري من ذاك اليوم انه يحب طليقته , شاللي خلاها تتعلق فيه ما تدري
خذت جنطتها من مكانها وطلـعت ..
نادى عليها " sam …sam "
وكان هذا بدخلة غانم وخالد اللي شافــوها بأستغراب وشافوه بتعــجب ..
شاف الوضع بغضــب , ما كان يبي يجرحها , والظاهر ان هذا اللي سواه , ما صار الشي مثل ما يبي أو مثل ما كان متصور , شد على ايده بقســوه ..بخيبة امل ..وبغضـــب من نفســه .
اهو الغلطان .
صر على اسنانه ولف ويهه عنهم وشاف الدريشــه ..
خالد وغانم اقعـدوا ..
وبعد لحظات صمــت ..
غانم بدا يشــوف خالد ..لما خالد بصـوره تلقائيــه التفت عليــه ..
واهني بدا يضحـك بطريقه استفزازيـه "خخخخخخخخخخخخخخ "
وابعـد نظره لعمــر .
خالد شد على الفنجال اللي كان بيده .اعــوذ بالله ..اليــوم طويــل ..وشكله بيطول اكثـر ..
تصرفات غانم الغريبه , والغير مفهـومه ..مستفزه
سمعـــه يقـول لعمــر " تصــدق انا أول ما شفــتك اليــوم , وانا اقــول انك تذكرني بأحد , وأقـول يا ربي منـو !! منــو "
ابتسم بسخـريه " تبي تعرف منــو ؟ "
خالد صـب لحاله قـهوه , وقعد يسمــع !
عمر ما كان له مـزاج ..لكن روح الفكاهه الساخره ادفعته انه يرد ..
" لا ما ابي اعرف " سكــت وبعديـن كمل وابتسامه سخريه على ويهه " بس متأكد انك راح تقولي "
رد غانم يضحـــك بأستفزاز " خخخخخخخخخخخخ "
وكمــل " تذكــرني بتو فيــس .....عرفتــه تو فيــس اللي بباتمان ...الشــرير ...خخخخخخخخ حدك تشــبهه بهالوقــت "
شافــه عمر للحظات , وبعديــن ضحــك بطبيعيــه , وقال " يا معـــود شالأحبـــاط , عاد توني متـــزوج "
خالد ضحــك ..
اما غانم فأختفـــت البســمه عن ويهه " متزوج !!! "
اختفــت ابتسامة عمر , وتنــهد .
" اي تزوجــت اليوم ...ريم "
بعدم تصديــق قال " انت .....رديت تزوجــــت ريم !!! "
دخـــل سعــود , والكل سـكــت ..
قعد سعــود , وشاف غانم , وقال بكل قســوه " وين كـــنت طول الأيام اللي فاتت يا غانم ! "
بان على وجه غانم الضيــق ..
على طول اول ما اقعدوا على انفـراد من غيــر رياييل بدا الهجـوم ..
" كنت بالبحــرين "
بأستهزاء قال " بالبحريــن ..شنو اتســوي بالبحرين يا استاذ , واخوك بالمستشفى "
ضحــك غانم , وبعديــن قال " يبا اشفيــك نســيت اني مهمل , وما يعتمد علي "
بقســوه رد ابــوه " وهالشي فخــــر , مفتخـــر انك غير معتمد عليه "
توه غانم بيرد , بعد ما غاب عنه تعبيــر الفكاهه ..
قاطعهم عمر بكل برووووووود ..
" ريلي تعــورني , ابي الطبيـــب "
عمر بالفعل ما كان قاعد يتعــور أكثــر من كل مـــره ..
يعني الألم الطبيــعي ..اللي كل مره .
واسلوبه يوحي ان مو متألم بكثره .
لكن كانت هذي طريقته للمقاطعه من غيـر لا يقل ادبه على ابـوه , أو على اخـوه اللي اكبـر منه ..
الغرابه بالموضوع انه ما يحس انه غانم اخـوه الكبيــر ..
اما خالد فمن اول ما بدأت الحرب البارده بين غانم وعمه سعــود ..
راح يصــب لنفســـه قهــوه , وبعد ما قاطع عمر تبادل الكلام , حس تجاهه بأمتنان شديد , لأن الموقف كان محرج له اهو بالذات ..
بعدها بفتــره طويــله استأذن خالد , وراح ...اتصل على بدر , وعرف ان ساره معاه , سأل عن مكانهم , وتوجــه لهم ..
وده يستغــل الباقي من العطله لأجل يعمق علاقته بأخوه الصغيـــر ..
يحسهم ابتعدوا عن بعض بالسنــه اللي فاتت ..
اما مها ...فالشوق ذابحـــه عليها ..لكن لازم يصبر روحـــه .


سام :

كانت حاسه انها غبيــه بخروجها بهالطريقه من الغرفــه ..
لكن ما كانت تقدر تستمر فيها واهي تسمعه يمدح , ويثني على ذيــك الدلـوعه ..
ما تتصور كيــف شخص مثلها يلاقي اعجاب عمــر .
ما تنكر انها حلوه , كنها عارضه ازياء , لكن كلما تذكرت تصرفاتها تنقــهر .
اهي مره وحده شافتها وما حبتها ..
تذكر كيــف صدت عنها , وكيف تعاملت معاها بتكبــر ..
مســحت دموعها اللي بدت تنــزل ..
عمر ما قط اوحى لها انه يحبها , او مهتم فيها , لكن دايما كان عندها امل انه احتمال في يوم من الأيام يعجب فيها ..


ريم :

كانت واقفه قبال خزانة الملابس ..صار لها فتـــــــره طويله ..تبغى تكون زاهيــه عشانه , تبغى تغيــب عقله , تبغاه ينبهر , تبغى تسحره , سحر حلال ..
تفكــر اش تلبــس !
لما قررت اخــيرا كان الوقت حان ..
طلعـــت بلـوزه ورديــه ناعمه مره ..للركبـــه , وحــزام على الخصــر .
وبنطلون ابيـض واسع ..
ولفه بيضه ..طرشت نعيمه بعد ما عطتها فلوس لمحل هي تعرفه ..
ولبــست كعب وردي نفس لون البلوزه ..
وحطت كحل وشدو وري ناعم ..وحمره ورديــه فااااااتحه , وناعمه .
شافت روحها بالمنظــره , كانت راضيــه على شكلها ..
شافت الساعه , واهي ترجـــف ..
جت لها نعيـــمه , و وقفت بأنبهار , وقالت لها " ما شااااااااااااااء الله يا ستي , قمــــــــر , والله قمــــــر " وقربت ودارت حولها , واهي تقــول " تف تف تف " لما قابلت وجهها وقالت " حرام عليكي , السي عمر حيتجـــنـن لما يشوفك "
لمتها ريم ..
كانت خايفــه من هالمقــابله ..
بعــدت نعيـمه وقالت " ستي , السـواق يستنانا تحـــت "
هــزت راسها ببسمه مرتجــفه .
طلعــت نعيــمه ..
وقعــدت ريم على الفراش , مو حاسه انها تقدر تواجهه ..
خلاص بلاها ..راح ترسل لعمــر رساله تقـول له انها ما تبغى ..
تحــس انها ترجـــف ..خايـــفه ..خذت نفــس عميــق , واحد , واثنيـــن , وثلاث ..
قامـــت من مكانها للباب ..
بالطريق كانت تفكــر , هل الوقت صحيح ولا لأ ؟
بس الشــوق راح يذبحها له ..؟
ما تقدر تمنع نفســها
وبأستغراق كامل ما انتبــهت إلى انهم وصلوا للمستشفى ..
إلا لما قال لها السواق " وصلنا .."
ركبتها بدت تتصافق من هيبــة الموقف , والسواق ونعيــمه , كانوا يشوفونها ...
كانت حاسه بنظراتهم , بس ما تقـــدر تتحــــرك ..
لفت على نعيــمه , وابتسمــت بخــوف ..ردت لها نعيــمه الأبتسامه بتشجيــع .
وحطت ايدها على باب السياره ..وسمـــت بالله ..
تحــركت ..كبدها بدت تحـوم من الخـوف ..
راحـــت للأستعلامات , وسألت عن عمر ..
دلوها على الغرفــه ..بدت تدور , وتحــوس لما شافت الغرفه اللي عند الباب اكثــر كميــه من الزهور ..وعرفت انها هذي اهي .
ما ادخلــت على طــول ..
وقفت لوقـــت طويـــل ...وفجأه انفتح الباب ..وريم ارجعـــــت لورى بعجله , وتوتــر ..
وحطت ايدها على لفتها بســرعه ..
كانت ممرضــه اللي قالت لها " عاوزه حد "
تماسكـــت بقــوه وقالت بصوت رايـح من التوتر " عمــر "
ابتسمــت لها الممرضه , وقالت " دي هيه أوطتوا ..اتفضلي ما فيــش حد "
هــزت راسها بموافقــه .
ولأن الممرضه كانت تشــوفها ..
ادخــلت بقـــوه , واهي متظاهره بالقــوه .
واي ..واي ..واي ..ليه دخــلت كذا ليـــه !
وقفت بطريقه مفاجأه ..تمت تشوف الأرض ..
ما ارفعت راسـها , بس مدت ايدها , وانزعـــت اللفـــه , وطلعــت شعرها اللي كانت محضــرته للحظه اللي راح تنزع فيها اللفــه .
وبعدها ..أرفعـــت راســها ..
كانت راح تشـهق , كتمـــت شهقتها , بأن اضغــطت على اسنانها من الداخل , وكادت انها تغــص بريقــها ..
شكله للي يشـوفه بالوهله الأولي يفــزع ..يجـــن ..خاصــه ان كان الشخـص يعــشق المصاب
مشـــاعـرها اغمرتـــها ..
تبغى تجري , تركــض , ترتمي بين ايديه ..
حست بأسنانها تتصافــق ..من الداخـــل ..
كان ودها تواسيــه , تراضيــــه , تعبــر عن مشاعرها ..
لكنها ألحيــن مجبــوره تكتم ..لأنها تعرفه ..راح يرفض تعبيرها عن مشاعرها .
حاولت انها تتصرف عادي , كأنه ماكو شي , لكن ما تدري ان انجـحت او لأ ..
كانت رجــوله مو مرفــوعيـــن مثل ما وصـفت لها مها ..
رجل وحده بس مرفـوعه ..ورجله الثانيه ممدوه ومغطاة بجبيره
وجهــه بنفــس وسامـــته ..بنفــس رجوليــته لكن الأصابه الزرقا اللي على اعيــونه وخده , والشاش كانوا معطيــنه مظهر خطــر ..
ابتسامته الجانبيــه اللي بدت تنزرع على وجهه ..
ونظرته البارده , خلتها ترفــع راسها , وتحاول انها تبيــن انها قــويه بصوره اكبــر .
عمر لما ادخــلت ..قلبــه نسى يدق دقــته ..
ادخــلت عليــه بقــوه , غـــزت عزلة غرفته وسكــونها بقــوه .
فرضت نفســها عليــــه ..وعلى قلبه , وعلى عقله بعـــنف .
حرام عليها ..تصدمه بقوة حضورها جذي .
مرر عيـــنه عليها واهو منصــدم ..هالحرمه كل ساعه تــزيد جمال ..
تســــــحر الواحــد .
غمض عيــنه لما شافها تشــوف رجـله , ورد فتح عيـونه ..
شاف نظراتها تمر عليــه بهدوووء .
وهذا خلاه يتماســك , اكيــد تقارن بين شكله المكسـر ألحيـن , وشكل فيـصل ...
وهذا خلااااه يعصــــب ..
كان فيــصل يشوف جمالها , وزيــنها ..كان يشوفها ..بنـــــــــت اللذيــــــن ..كانت راح تتزوج غيـــره ..
حس ان انفاســه اللي قاعده تطلع منه.. حـــاره ..الظاهر فعلا فيــه نار شابه داخله .
حــول عصبيــته لسخريه مثل العاده لما شاف عيـونها تنتقل لوجهه ..
وقال ببرود " عسى عجبتج !! "
شافتــه ..
وكمــل والأبتسامه الساخره ردت تنزرع على شفايفه " ترى ما راح تضطرين تعيــشين مع هالشكل للأبد ..سألت الدكتــور , وقال اني راح اتعافى بإذن الله "
يعني كان يفكـر بالموضوع ..يعني هي شاغله عقــله ..
رق قلبها له ..
لكن ما عبــرت , مو قادره تنــطق ..
عمــر بدى يغتاظ ..يعني اشفيــها ..ليش مو قاعده تكلمـــه .
بس فيصل اللي تتكلم معاه ..
يا الله على هالأفكــــــــــار !!!
اما هي فتحركـــت من مكانها وبدت تنقــل نظرها بالغــرفه , وتتحرك فيها ..
وعمر يتابعها بنــظره ..صارت له ..صارت حلاله .
مو مصــدق ...يحــس انه بحــلم ..رمى راســه على المخده ..
وبدى يتأملها ..
هذي كانت راح تكون زوجـة فيصل .
كانت راح تتركـه
راح لها ..وهددها , وتمـــت مصــره على فيــصل !!
حس بمشاعره مثل الجنــون داخله ..
ريم كانت تمرر ايدها على الطوفه ..يمكن تبي تستمد قوتها من هالأشياء الجامده .
لما قربت منـــه ومن طاولته اللي قربه ..
مد ايــده , بعنــف متوافـــق مع عنــف مشاعره , وسحبــها ..
اما اهي فأشهـــقت بخـــوف ..
مســك راسها , وقربها بعنــف ...فرض سيطرته عليها ..
عبـــر عن مشــاعره بالتملك , والغيـــره بأفعال ما كان يقدر يعبر عنها لو ما كان زوجها ..
كان يقولها بفعله انها له ..زوجتــه ..ملكــه ..
ريم ما قاومتـــه , ما بعدته , بالعكــس تمام
كانت ممتنه من هالقــرب ..هالقرب اللي كانت محــرومه منـــه ..
ألحيــن هو حلالها وهي حلاله .
كانت راح تعبــر عن حبها له بهاللحـظه , وتقوله احــبك لكنه بعدها عنه لأجل يتكلم واهو ماسك شعرها وقال بعنــف " كنتي بتتزوجيـــن صــح ..كنتي بتتزوجيـــن غيــري .."
سكـــت بغضــــب , ورد قربها منــه , واهو يمنعها من الكلام والدفاع عن حالها ..
وبعدين مثل ما مسكها فجــأه ....بعدها بقســـوه فجأه ..
لدرجه انها كادت تطيــح على الأرض..لكن تماسكت بقوه..وانفاسها تتقطع ..
واهو كان يتابعها بنظراته..
وقال ببرود ما كنهم للحظه كانوا قراب " كنتي بتتزوجيـــن فيصل ..ها ..بتتزوجيـــن فيصــل "
عدلـــت شعرها ...وهي منـزله راسها ..بحيــث يغطي شعرها وجهها المملي بالمشاعر..كانت تحـس بحــب.. لكــن بقهــــر من فعلته لما بعدها عنه وكلمته لها ..ولما تأكدت من تماسكها ..وقدرتها على مواجهته ..رفعــت راسها
قالت ببرود يماثل بروده " مثل ما انت تزوجـــت غيـري "






الكاتبه

black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 06:00 PM
البارت الثامن والعشرين

*** الحزن فى عينى وفى جسمى مدفـــــون ....تتحقق الاحزان وتخيب الاحــــــلام ***






قالت ببرود يماثل بروده " مثل ما انت تزوجـــت غيـري "
لما قالت كلمتها اندمت على طول ..
ما كانت تبغى تبدي حياتها معاه بخلاف ..
حســـت بدموعها اللي هي متحكمه فيها بقـوه , تتجمع ببلعومها ..خاصه لما اسمعـــته يضحــك بقوه ..
بيذبحها ببرود ..
اهي بقمة عصبيتها , ونيرانها من تصرفاته , وكانت تتوقع منه انه يعصـب ويتفاعل معاها , لكن لأ ..
الغيظ اللي كان بيذبحها من زوجته السابقه اليوم واهي مع مها رد لها بكل قـوه مع ضحكته ..
وبما ان صعـب عليها اصلا انها تتمسـك بأعصابها بالوقت الحالي , وتظهرها ببرود
قالت بعصبيــه " ليــه تضحـك ! "
وقـف الضحك الساخـر .
وشافها بنظرات بارده , ابدا ما توحي ان الشخص كان يضحك .
قال بسخريه " لا تقارنيـن نفسـج فيني يا ريم ...لأني انا وياج عارفين من اللي خسران بالمقارنه "
يقصد انها هي الخسرانه بالمقارنه .
لأنها من وجهة نظره هي قاتـ ..
عضــت على شفتها السفلى بقوه .
رفعت راسـها فـوق بغرور ..
حست بالسخريه تنضح من وجهه , وصار وجهه كنه على وشك الضحك .
تعمد يحرجها فقال بهدوء " مسحي شفايفج "
حطت ايدها بتلقائيــه على شفايفها , واعرفت ان قسـوته لطخت وجهها .
قربت بشك منه , وخذت كلينكس من قربه .
نقل نظـره ببرود على ملابسها وقال " كل هالتـزيين عشاني "
المغرور , كيــف اي شخص يتعامل مع غرور زي كذا !!
حســت كنها ألبســت بطريقه اكبر من المناسبـه , رغم انها عروس ..
بس هو لاحظ كيف شافت ملابسها بتوتر وبنظره سريعه .
حاول يرتاح اكثــر بقعدته , واهو يحط ايده على رجله , اليسري ..
وقال ببرود " لا تحاتيــن , جميــله مثل العاده "
ليه يتكلم كذا ؟!
يا ربي حنا تونا امتزوجيــن .
قالت بثقه " ادري "
قال بسخريه " هه تعجبني الثقــه "
خلاص بس صارت على حافت البكي ..
والظاهر هو عرف بهالشي , ولأجل كذا غير الموضوع , وقال " شلون ايدج ؟ "
تفاجأت من سؤاله الخارج عن الحوار ..
شافته وهي ما تدري ان كان فعلا مهتم .
لكن انتقلت عينها لأيدها , واجابته بجفاف " الحمـــدلله "
وهي ودها ترمي حالها بين ذراعيــه , وتقــول (احبــك , وأرجــوك يكفي جفا )
كمل بطريقه عاديه "رحتي موعد تغيير الشاش "
فز قلبها من السعاده لأهتمامه ..
هزت راسها " ايــه "
" شقال الدكتور "
" ما قال شي ...عادي "
كانت تدري انها ألحيـن تقدر تسأله عن حاله , لكنها امنعت نفسها عن هالشي , لأنه قاهرها بتصرفه .
قال بطريقه قاسيــه " مطــوله وانتي واقفه ؟ تعالي قعدي "
بكل غضــب , قالت " ما راح ابقى وانت بهالمـزاج "
بصرامه قال " تعالي قعدي "
البكا على طرف عينها ..
خلاص ..
خلاص ..
بدت الرجفه ..
وقالت وهي بهالوضع " مـ..ا أبـ..غى , شـوف كيـف تتكلم معي .. "
بنفس الصرامه قاطعها " قعدي "
ما عاد فيها تمثل القـوه .
صعـــب ..
مراااااااااا صعــب ..
ارفعــت ايدها بشعرها , تبعده عن وجهها , وايدها ترجــف بطريقه غير قابله للسيطره .
قربت واقعدت بالكرسي اللي قربه لأن تحتاج تقعــد أولا , ولأنها ما تبغاه يخرب عليها فرحتها بشوفته ..
و قالت بهمس " ليه تعاملني كذا ؟ , انا ما كنت ابغى نبدي حياتنا من جديد كذا ! "
كان رده بالأول اصدار صوت ساخر وبعدين , قال بسخريه " شنو توقعتي عقــب ما فضلتي فيصل علي "
شحــب ويهها ..
من كلمته ..
ومن طريقته بنطقها ..
وقالت بسرعه " انا ما فضلت احد .."
عمر تنرفز اكثر من قبل , تجــذب جذي عيني عيـــنك .
لما يشوف طريقتها السريعه بالدفاع ..الواحد يظن ان اللي قباله برئ مصـدوم .
والنار ذابحــته ..قاطعها بقســوه " فيصل . "
بأحباط منــه , ومن الوضع , ومن خيبـة الأمل اللي اصابتها ..
كانت تحاول تسيطر على دموعها لأجل ما تنزل " لأ ....لأ ما كان...."
كمل بكل برود اعرفت منه انه معصب " لما رحـت لج بالسعــوديه "
لما راح لها السعوديه قالت له انها تكرهه ..
انها ما راح ترد له
قالت له بأنفعال وبكي " كنت ابغى احرق قلبك , زي ما حرقت قلبي "
المجرمه , تعترف انها كانت ناويه تحرق قلبه ..
وتقولها بويهه
يعني كل اللي سوته نيــتها هي انها تحرق قلبه .
لو تدري لأي درجه انجحـــت
لو تدري ان الحادث هذا اصلا كان من حرقت القلب ..
لكن ابتسم بسخريه "هه ليش ماني مستغرب كلمتج ؟!!! ..ليش مو مستغـرب انج تنـويــــن هالشـ .."
كان راح يكمل يرد عليها بقســوه , لكن اهي كانت قريبه , وحطت ايدها اللي فيها الشاش على فمه ..
تفاجأ من تصرفها ..ما يدري ليش ما بعد ايدها , ما وخرها عنه ..بس الحقيقه انه ما سوا شي !!
يمكن لأنه عاجبه القرب .
كانت القسـوه اللي بعيــنه تكفي , ما تبغى تتحمل قسـوة لسانه " ما كنت راح اكمل بالخطبـه , وربي .." بعدت ايدها على فمــه , واقعدت قريب منه.
وخذت كفــه وحطته على خدها ..
طمنها انه ما سحـب ايده , وما بعد عنها , بالعكـس كان يشوفها بغرابه ..
ما همها وش يفكـر فيه ألحيـن , يهمها شي واحد بس ..
انه يصدقها ..
" كنت بس انتظر الوقـت المناســب لأجل انهيها "
رد بسخريه " هه "
" ما شفـته , ياعمر ..كذبت عليك ..ما شفـته غير مره , وعلى عجـل , هنا بمصــر , وبعدها انهينا الخطـبه ..سألني قال لي تبغين نكمل بالخطبه ....وانا قلت لأ ..قلت لأ .."
وقفت كلام ..
ما كانت تبيه يظن ان قلبها خان حبه , يكفي ظنه انها قاتـ ...وعشان كذا بررت حالها ..
بررت نفسـها تخلت عن قوتها , وتماسكها ..عشانه بس .
عشان يحبها ..مره ثانيـه
بعد سكـوتها لفت وجهها على كفـه اللي لازال على خدها , واطبعــت قبله على كف ايده .
كان يشوفها واهو منصــدم ..
حس نفسه كنــه تكهرب , لكن اخفى مشاعره بنجاح
حاول ما يبيـن احساسه على وجهه وقال بغموض " المفروض اصدقج يعني !! "
حس بعد كلامها انه استرخـى ..
اعصابه المشدوده هــدت ..
قالت بهمس ينبع منه الصدق " هذي الحقيـــقه "
هل هذي هي الحقيقه ؟ هل انقالت له بالكامل ...
ما يدري ليش يصدقها !!
بس كان مصدقها بالفعــل !
ما كانت تبي فيـصل ..
فيصل كان وسيله انها تؤلمه , وتجرحه ..
يدري انه المفروض يعصـب من هالشي ..لكن ما كان معــصب ..كان منصدم ..منصدم لأنه تفكيـرها كان منحصر فيه طول فتره الخطبه !
كلامها يتوافق مع كلام فيصل ..لما قال (انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها)
كان يشوفها ألحيـن واهي تقــبل كف ايده ..مره ثانيه ..مشاعرها قاعده تغمره وهي تقــول " صدقني "
كان يبي ينطق بشي ساخر , او شي بارد , بس كان عاجز ..
تفكــيره كان يلف على واقع انها كانت له طول هالفتره ..
طول هالفتره كانت تفكر تفسـخ الخطبـه ..فيصل حتى بعد ما شافته ما فكرت فيه !
اصلا ما خلت فيصل يشوفها بالنظره الشرعيـه !! هذا على حسب كلامها .
ليش جذي قاعده تقـول له , ليــــش !!
شنــو معنى كلامها !!
بس كان قلبه مثل اللي انغسل بماي بارد من الراحه .
لكن مع هذا ما يقدر يسامحها على اللي سوته قبل ثلاث سنوات ..
مستحيــل يسامحها على اللي عملـته بذاك الوقت..
قســـت نظرتــه ..من غيــر لا يشعــر ..
طلع من عمق افكاره بعد ما ألتقــت عينها بعيــنه
ارفعت عينها لوجهه والدموع بدت تنـزل على خدها " بس انت ما تقدر تقول هالشي لي ..انت تزوجــتها .." ضغطــت على ايده بكل قوتــها , بكل قهــرها ..
شاف ايدها على ايده ..
" تزوجتــها , وحرقتني ايام ..ايام ..تمنيـــــــت الموت ولا .."
كان راح يقـول (نوره شي ثاني عنك , مختلف تماما , لكن ما نطق )
اما اهي فشافت تعابيره مثل ما اهي , بارده , وقاسيــه ..
تحس انه مهو مهتم لها , ولا بمشاعرها , ولا انها جالسه تبكي , وتشكي له .
تركـــت ايده ,وقامت من مكانها وعطــته ظهرها .
ما كانت تبي يصير كذا .
كانت تبغى اليوم يكون بدايه هاديه لهم , لكن اكتشـفت , انها مستحيـل بعد ما شافته مستحيل ما تفكر فيه مع غيرها
عمر شافها تعطيـه ظهرها , قاعده تنخــش منه .
تخش تعابيرها .
ما يدري ليش يحس انه بيقسى عليها اكثـر ..واكثـر
يبي يذبحها بالكلام .
بيشوف اخر تظاهرها بالحساسيه !
قال بقسـوه متعمده " وانتي عندج قلب اصلا عشان تحسيــن "
ذبحها بكلمته ..عضت شفايفها ..لكــن تماسكــت ..
هو طبيعي كان راح يعاملك كذا يا ريم ..
وش كنتي متوقعه الأحضان ..
جد غبيــه .
لفت عليه وقالت بهدوء " وين الحمام ؟ "
كان يترقب ردة فعلها , لكن ما توقع هالردة الفعـل ابدا ..
رفع حاجب ..وقال " ما عندج رد على كلامي ...هه غريب ! "
ابتسمت ..كيف اطلعت الأبتسامه ما تدري ..
ثقته تحتاج لوقت طويل ..وهي ان شاء الله قدامها العمر كله ..
" لأ "
ابتسم ابتسامه جانبيه وقال " ما في غير باب واحد بالغرفه , وهذا اهو الحمام "
ابلعت ريقها بصعــوبه بهالمره ..
وقالت " صح ..انا الغبيه "
عطته ظهرها وراحت للحمام .
تابعها بنظره..
تستاهل .
اي احسن خلها تروح الحمام وتذبح روحها من البجي ما يهمني .
اهي تستاهل القسوه والمعامله الجافه .
ضميره قال له ( عمر بس اول يوم لك معاها جذي )
لكن حاول يسكت ضميـره , قلعتها ..خلها تولي هالزفت ..
بس كلامه هذا ما كان يهدي نفســه المتأنــبه ..
افففففففففففففففففف .
ريم ادخـلت الحمام , احتمت بالحمام من قسوته , كانت راح تبكي وتنوح لو ما خوفها انه يسمعها .
انزلت ادموعها بكثره .
اسمحت لهم بالنزول من غير صـوت .
لو ما كان عندي قلب ما كنت حبيتك كذا يا عمر , حرام عليك ارحم حالي .
شافت روحها بالمنظره .
هذا شكل وحده اول يوم متزوجـه ! ..مو بس متزوجه راده لحبيبها !
حطت بكفوفها الماي , وانقلته لخدودها , تبرد على حالها .
وردت ارفعت عيونها للمنظره .
شافت شفايفها ..
قسوته اعفســت حال حمرتها فوق تحت !! , الكلينكس ما فاد ..
اشوا انها حطت لها الكحل اللي ما يسيل بالماي , ولا كان الحال غير قابل للتعديل
طلعت حمرتها الورديـه , وحطتها ..
عدلت شعرها ..
وقالت لنفسـها اللي بالمنظره ( تشجعي , هذا حبيبك , وزوجك )
اطلعت من الحمام ..وشافته رامي راسه على المخده , مستلقى , لكن اول ما حس فيها داخله قعـد (كنه ما يبغاها تشوفه مرتاح )
شافها ببرود .
يا الله .. جميــــــله , جميــــــــــله , راح تذبحــه بجمالها ..
يا ليت الجمال الخارجي يتوافق مع الداخلي , جمالها بدل ما يلين قلبه قاعد يقسيه اكثر , اكثر .
بس ما يدري ليش هاديه !! المفروض تكون معصبه , وغاضبه ألحيـن .
قربت من الكرسي القريب منه ..
كانت عيونه اتابع تحركاتها .
و لأنه عارف انه راح يستمر بنفس القسوه , ولأنه عارف ان اللي جاها اليوم يكفيها ..
قال بهدوء " روحـي ألحيـــن لشقتج "
أرفعــت نظرها له , وو قفــت لمكانها ..
ما توقعت منه يقول لها كذا , وبهالطريقه .
قال فجأه , بعد ما شاف انها على طرف انها تبكي للمره الألف من أول دخولها عليه هالليله " ريم انا تعبان "
صار وجهها احمـر , لأنها ما استوعبـت هالشي من نفسها .
وهزت راسها بالموافقه .
وكمل جنــه ما لاحظ هالتعابير " ابيج تاخذين مفاتيح شقتنا القديمه من البواب , وخليه يهتم فيها "
قالت بهدوء " طيــب "
لاحظ انها تمالكت نفســها , لأنها تحركـت بسرعه للفتها , وحطتها على راسها
قال بهدوء " ومن راح ياخذج للشقه "
ردت عليه بنفس الهدوء " السواق ونعيــمه ينتظروني "
كان تعبان , ألحيــن وصل لحده من التعــب , وجود الرياييل ارهقه , والحقيقه اللي سمعها عن فيصل , والمشاعر اللي حسها خلته منهد حده .
كان يتأمل حركتها مع الحجاب , بشعور ارتياح داخلي .
وبعدين قال " مبروك "
شافت وجهه وهي شاكه ان في سخريه بالموضوع لكن لما شافت الجديه , ردت " على ؟ "
لأنها اعرفت انه ابد ما راح يبارك لها على الزواج ..لكن عندها امل .
وكان الجواب موافق لظنها .
" الحجاب "
بخيبة امل قالت " آه ه ه ه , شكرا "
كانت راح تطلع من غير لا تقول له حاجه أو تعمل حاجه .
لكن بأخر لحظه .
ردت له لما قربت من فراشه .
واهو كان يشوفها بتعــجب !!!
مالت عليه , وباست خده , واهمســت له " مبروك على الزواج ..اشوفك بكره بنفس الوقت "
وطلعــت قبل لا يعلق من المفاجأه .


غانم :

عمر رد تزوج ريم , الكل يدري إلا انا ..
مرر ايده على شعره .
يحس بعض المرات انه بعيد كثير عن اخوانه ما كان قريب إلا من حنان الله يرحمها.
حنان اللي حبها وتفهمها له ريحه اكثـر واكثـر .
اما اخوانه فيحسهم مثل ابوه ما راح يفهمونه ..
خطبه عمر من ريم = بعده عنهم , وبعدهم عنه
يعني اليوم من اكبر الأدله على هالشي .
بس اهو اللي اختار انه يبتعد عنهم .
من غير شعور , سحب سيجاره وشبها وخذا نفـس .
سمع صـوت ابوه يقول بصرامه " طفــها " , رفع راسه لأبوه اللي دخـل للصاله بعد ما لبس دشداشة النوم .
كان ياي حق الشقه بعد امر من ابوه ..
سحــب نفس ثاني ..
شاف نظرة ابوه له ..
دور عيونه , بتحلطم !
وطفى السجاير .
كان يحتاج انه يهدى بأستخدام السيجاره..وسيله خاطئه بتهدئة النفس !
لا يكون في محاضره يديده اليوم , مالي خلق .
محتاج حق السيجاره ألحين .
قام من مكانه وقال " ليش طالبني يبا ؟ "
" شنو كنت تسوي بالبحرين يا غانم "
يا ذي البحرين , وبعدين مع هالسالفه .
رد على ابوه " ما كنت قاعد اسوي شي يبا , ما كنت قاعد اسوي شي , كنت في زياره لبلد شقيق "
قرب من ولده المتمرد ..
" مثل المره اللي طافت يا غانم "
ما رد عليه ولده , وهذا خلاه يقول " يعني رايح للبحرين تتضارب مع اعيال الأوادم "
رد على ابوه ببرود " هذا اللي تبي تكلمني عنه ؟! " وكمل " لأنه ان كان هذا هو الموضوع , فأنا اسـف , ما راح انتاقش فيه "
هز ابوه راسه بموافقه ..وقعد على القنفه (الكنبه) , جالس جنه ضابط , و يتكلم بصرامه وقال " على راحتك ..لكن .. والله يا غانم ان انت دخلت السجن مره ثانيــه اني ما راح اسعى لك ...فاهم ؟ "
شحب ويهه لما تذكر سالفة السجن ..اللي صارت السنه اللي طافت , اقبضوا عليه بعد ما تهاوش مع واحد , حس بالخجل خاصه ان ابوه اللي طلعه منه .
اما ابوه فكمل ببرود " راح انسى ان لي ولد اسمه غانم ..عطيتك فرصه عشان تتخطى هالمرحله اللي انت فيها ..لكن الظاهر انك مو ناوي تتخاطاها ..وقد اعذر من انذر ياغانم "
راح من عقله السجـــن وسالفة السجن على كلمة ابوه ..
يتخطى اللي صار !
حنان الوحيده اللي كانت تفهمه , لكن ابوه ومو قادر يعذره على تصرفاته ولا يفهمه !
ليش ابوه مو قادر يفهم انه ما يقدر يعيش عادي .
سنيـــن قاعد يعاقب نفسـه لكن مو قادر يوصل للرضى النفسي , اللي يمكنه من الحياة ..
كان مانع نفسه من الزواج , من الأطفال عشان ما يحظى بحياة حرمها على غيره .
رد على ابوه بعصبيه مو معهوده منه اهو اللامبالي " لا تتكلم جنك اتعرف اللي انا امر فيه , انزيـييييـن , ما احد يدري عن احساسي , ما احد "
قال له أبوه بكل قسـوه يردد نفس الكلمه اللي قالها لولده اول ما عرف الخبر " مو انت اللي ذبحـتهم "
شحب ويه غانم بصوره اكبــر ..
قال بصرخه غاضبــه " امبلاااااا انااااااااا , انت ما كنت موجود , انا ذبحتهم "
" هذا يومهــــــــــم يا غانم , ما كنت راح ترد قضاء الله , يومهـــــــم "
نفس الحوار الأول ما تغيـر شي ..
سعود كان يأمل ان يصير فرق هالمره , شي غيـر .
خاصه انه غانم كان يشوفه بنظرات حزيــنه , بهاللحظات بس , يقدر يلقى غانم ولده الأولي ..اما غيرها يطلع غانم اللي ما يعرفه .
فجأة ضحك غانم وقال " اكيـد انت ألحيــن مستانس , اني ما راح اقدر انام اليوم " نظرته كانت مشتته .." مبروووك يبا , خليتني اتحسف اليوم للمره الألف على ييتي حق مصر "
وطلع من الشقه بعجله , جنه الشياطين لاحقته ..
غمض سعـود عيـونه , متأكد إلا يراهن انه ولده راح يسوي شي مينون ألحين ..
وباجر راح يطلع استهتاره اكثر من اليوم ..


مها :

كانت نايمه وصحت على صوت صراخ بالصاله ..فــزت من الخوف , وراحت افتحت الباب , وسمعت هـوشه بين صوت مؤلوف وغريب بنفس الوقت ..وبين ابوها سعود ..
وبعدين استوعبت انه خالها غانم .
خالها غانم يه لمصــر , من زمان ما شافته !!
كانت بتروح تسلم عليه بس بعدين استوعبت ان الأثنين بنقاش حاد ..كالعاده بين ابوها سعود وغانم .
أول ما اعرفت هالشي ردت لفراشها , ما راح تتدخل , ولا راح تتسمع ..
لأنه شي متعارف عليه ..
متى ما صار غانم بالسالفه مع ابوها سعود الأسلم الخروج منها .
لكن الكلام كان غريب (انا ذبحتهم )
منو اهم !!!!!
لا ورد جدها اغرب ( كان يومهم )
حســـت بالخوف .


خالد :

كان ملاحظ سعادة بدر لوجوده معاهم .
وملاحظ نظرات ساره المستغربه من وجوده .
كانوا توهـم واصليــن للفندق , المكان اللي ما كان يبغى يوصل له , حاس بالغرفه راح تكون فاضيه من غيرها .
راح يحس بغيابها بصوره كبيره ان دخل الغرفه.
مشى بهدوء , وساره قربه , كان ملاحظ هدوءها وعدم كلامها بطول الطلعه , أما بدرفسوالفه ما اخلصت .
اما ألحين فلأنه بدر سبقهم مسك ايدها , وقال لها " ودك بكوب قهوه "
ساره شافته بأستغراب وخجل " ألحيـــن يا خالد "
" ايــه , يلا تعالي "
كانوا جالسين على الطاوله وطالبيـن قهوه , وام علي ..
ساره كان واضح عليها التوتر , هذي مهي من عوايد خالد , خايفه ما تدري ليه ..
خالد تكلم بهدوء " كيف حالك يا ساره "
وش اقول يا خالد , محتاره , ما ادري وش هو موقفي بالوقت الحالي .
" الحمدلله بخيــر "
هز راسه برضى وبعدين قال " عمي حامد كلمني امس "
رفعت راسها بوجـل ..وبعدين خذت كوب القهوه ..
بتوتر من الكلام اللي راح يجيها ..
لكن الخجل غمر وجهها بلون احمر " طيــب "
ابتسم لها بود " قتيــبه أزعجه , يقول اول ما تتعالج مرة عمي , بإذن الله , وده يتمم كل شي ويملك "
ملاها الأرتياح , لكن التوتر رد وغمرها ..
بدت تاكل من ام علي بسكوت .
كان يدري ان اخته موافقه على قتيبه , ولكذا استغرب الحزن اللي فجأه غمرها ..
وقال بجديه " ساره , اش فيــه ؟ "
ما تبغى توافق ألحين ولما يكتشف قتيبه ان خالد متزوج وناوي يستمر مع حرمته يقوم يتركها !
خايفه , مراااا خايفه ..
قالت بهدوء " ابغى أأجل الموضوع "
كمل يشرب قهوته وأشر على النادل وطلب منه ان يجيب له قهوه ثانيه .
قال بكل صرامه " ساره اش فيــه ؟ "
يعرف اخته , ويعتقد انه يعرف مشاعرها ..
التأجيــل المفاجئ ألحيــن غريب عليها .
بعد ما خلصت قهوتها قالت " ما في شي , بس ابغى التأجيـل " قامت من مكانها وابتسمت له برقه " اكرمك الله يا خالد "
بصوت , وقفها مكانها " ساره ...انا بأنتظار التفسيــر لهالتغيير المفاجئ "
لفت وجهها عليه وقال لها بصوته الصارم " اقعدي "
" خالد .."
" اقعدي "
ردت لمكانها ..
وقال " فسري ألحين , ليه التأجيل المفاجئ "
حاولت تفكـر وتطلع لها عذر وقالت " الخاله بدريه , مريضه ! "
عقد حواجبــه " ساره , انا ما قلت لك تزوجي اليوم أو بكره !!!! , انا بس افتح موضوع معاكي , ان كان بيكون في زواج فأكيد ماراح يكون ألحين والخاله ام قتيبه مريضه "
ساره قالت برجفه بتوتر" ما ابغى اتزوجــه يا خالد "
حاس بأعصابه راح تفلت منه , جاي يرخي اعصابه مع اخته , بموضوع حلو , لكن الواضح ان الموضوع معقد .
مرر ايده على شعـره " ساره , انا راح اتظاهر اني ما سمعت هالكلام , روحي ألحين , وبنفتحه مره ثانيه "
قامت واهي على اعصابها ..
ما قالت هالكلام إلا لأنها على اعصابها ..
هي تبي تتزوج قتيبه ..
لكن مو ألحين , تبيه لما يتوضح كل حاجه , ويعلن وقتها عن رغبته بالزواج , بوقتها بس ..
راح تقـبل فيــه .
خايفه انها توافق , وهو بعدين ينسحب ..
ما تحس انه الوضع مستقر بعد ..وتحس ان خالد ألحين عصـب منها .
خالد ظل في مكانه ..
كان حاس بالضيقه من الوضع ككل .
قام من مكانه بعد مادفع الحساب.. لازم يمر على امه .. اليوم ما شافها .


موضي :

كانت بغرفتها , خالد قال لها انه كان وده يمر ياخذها ويطلعـون كلهم ..
لكن استغنت عن الطلعه وقررت انها تبقى مع نفسها , وتشكـر ربها على ان بدريه بخيـر ..
وان الورم طلع حميد .
حسـت بساره ادخلت للغرفه , لفت عليها موضي , لكنها كانت معطيه امها ظهرها .
وبعدين اطلعت للبلكونه .
كانت راح تروح بعدها , وتسألها ان كان فيها شي .
لكن باب الغرفه دق ..
وعرفت انه ولدها ..
افتحت الباب ..وقالت برقه " هلا خالد "
كان واضح عليه التعــب ..
قرب منها وحب راسها .
" اخبارك يما ؟ "
" بخيـر دامك بخيـر "
قعد على الكرسي , وتسند براحه وسند راسه على ايده " بشري عن تحاليل مرة عمي ؟ "
ما جاوبته , وردت عليه بسؤال " إلا صحيح يا خالد , وين كنت اليوم ؟! "
ابتسم خالد , هذا اسعد شي اليوم .
" عمر صاحبي , تزوج اليوم .."
شافته امه بصدمه , وبعدين اضحكت " صاحبك عمر !! , كيف ؟!, هو بالمستشفى صح ؟ "
ابتسم بكسل " اي بالمستشفى , , بس هو بيرد زوجتـه السابقه "
كانت لازالت مستغربه " اللي طلقها ؟ "
رد عليها بهدوء " ايـــه "
ما تدري ليه , حســت بسعاده , هذا الشعور ينتابها لما تحس بسعادة الناس ..." الله يوفقـــه "
وبقلبها دعت ان الله يوفق اعيالها بعد .
" أميــن المهم يما , بشري كيف حال مرة عمي ؟ "
ابتسمت له امه " ابشــر مرة عمك بخير , الورم حميــد , مهو بخبيث , وان شاء الله العلميه قريب "
حس براحـــه كبيره , فضل من رب العالميـن ..
هذي هي بداية الفرج .
" الحمدلله "
بعد ما سكت , فكــر بساره ..
تعكــرت ملامحه ..
" وين ساره يما ؟ "
اشرت براسها على النافذه المغلقه بالباب , وقالت " بالبلكونه "
مرر ايده على وجهه , وقال " انتي حاسه إن ساره متغيــره ؟ "
كانت امه قاعده تفصـخ ثوب الصلاة , وقالت بأستغراب " متغيـره ..كيــف يعني ؟ "
جواب عادي " ما ادري ما تحسـين فيها شي ؟ "
شافته بتفكيــر , استغربت من سؤاله , واصراره عليـه , شافت البلكونه , وبعدين قالت معـقول ان ساره إلى الأن مختلفه مع مها , لأ مو معـقول نامت عندها ذاك اليوم ..
وما تبغى تقـول لخالد عن هالشي ..خاصه انه واضح ان ما يدري عن هالموضوع .
وقالت " لأ ابد , بس يمكن امتضايقه شوي لأن خالتك بدريه مريضه "
خالد هز راسه بضيق ..
" امممممم طيــب ....طيـــب "
قام من مكانه بعد ما ادخلت ساره للغرفه , قالت له امه " صحيح يا خالد , وينها مها , لأجل ابارك لها بزواج خالها ؟ "
ساره ارفعت عينها تشوف خالد , لأنها بعد ما حضرت شنطة مها , كانت تتساءل طول اليوم وتفكر بنفس السؤال !
بأقتضاب شديد قال " عند جدها "
ساره ..خافت على صاحبتها , عند جدها ..
لا يكـون حيتركون بعض ..مهما كان ما تبغى هالشي
لكن امها اللي ردة فعلها اثارت استغراب الأثنين .
طقـــت صدرها بخــوف , وقالت " خالد ..وش حصـل بينكم ..ليه راحـت لجدها ؟ "
موضي ما قدرت تمنع نفسـها من الإحساس بالشفقـه تجاه المرأه اللي تحب ولدها ..
واللي اعترفت لها بهالشي .
المسكيــنه .
هذا غيـر انها ام حفيدها الجاي بالطريق .
" ما حصل إلا الخيـر يما "
لفت بكل صرامه لساره , وقالت " ساره روحي شوي , واتركيـني مع اخـوك "
ساره تحركـت بسرعه .
أشرت لولدها على الكرسي " ممكن افهم ألحيـن , وش هو الموضوع ؟ "
خالد ظل واقف وقال " ما في موضوع , بس هي تعبت امس شوي , وقررنا انها ترتاح عند جدها "
اجلست على الكرسي وقالت بكل جديه " خالد انت ملاحظ اني ما اسألك انت عن موضوع علاقتك بحرمتك..صح ؟ "
حط ايد على خصره بكل رجوليـه , وايده على رقبــته , وقال " اي نعم ملاحظ يا طويلة العمر "
بكل جديه قالت " بس انا ألحين ابغى افهم منك انت بالذات , تغيــر موقفك من الموضوع من اول مره تكلمنا فيها "
شافت نظرات ولدها ..
السؤال كان صريح , واهو ما كان يبغى يكذب على امه .
و قال بكل جديه " 180 درجــه "
ما تدري وش تسـوي ألحيــن.. تعصــب , ولا لأ ..
اللي كاسر ظهرها سمـر ..
ودها تفرح لهم ..بس مهي قادره ..
و ودها تعصب و مهي قادره .
قالت وهي تحاول تتصرف من غير تحكم بمشاعرها " وانت تظن ان بنت عمك راح تستمر ان عرفت بهالشي ؟ "
كان حاس فعلا بالتعــب ..
وده يقول كل شي , ويرتاح , لكن الوعد ..وعد .
ابتسم لأمه ..
وقال " الله المستعان "
حــب راس امه , وطلع ..
كان بمقدور امه تناديـه ألحيــن , وتكمل , لكن تدري انها ما راح تطلع معاه بشي .
فخلته على راحــته
يا رب سمـر كيف بتقبل فيـه عقب اللي بيصيــر ..
اكيـد حترفضــه .




يتبــــــــع ....
التـــــــــــابع ...







ريم :

وربي يا عمر , اني راح اعمل كل شي بيدي لأجل اكســب قلبك , وثقتــك ..
وانا وانت والزمن طـــويل ..
ان ما خليتك تحبيني مثل ما انا احبــك .
ان ما نسيــتك نوره
اليـــوم كان خيبــة امل , لكن راح اكون اقوى , وانا اللي راح اكســب بهالمعركه .


مها :

نومها لطول اليوم , ما عدا وقت الصلوات اللي كانت تصحيها لها الشغاله .
واللي اسمعــته بين يدها وخالها كان يخرع , خاصه انها سمعته بالليل , منعها من النوم للمره الثانيه .
كانت متلحفـــه , بيدها موبايلها , وتلعب فيــه (الثعبان)
حاسه بإحباط ..
كانت تشـوف الإيجابيات الخاصه بقرارها ..
الإيجابيات ما كانت قادره انها ترفع من معنوياتها ..
طلع اسمه على شاشتها ..يقطع عليها اللعبــه .
ضغطت على الموبايل .
كان عندها خيارين بين انها ترد , وبين انها ما ترد .
وبالأخيــر
ردت , بعذر انها مشتاقه , وان المدمن يحتاج لفتره لأجل يتخطى هالأدمان .
" ألو "
ذبذبات صوته وصلت لها
" السلام عليكم "
غمضـــت عيـنها ..
وردت " وعليكم السلام "
خالد كان على سريرهم البارد والفاضي بالفندق ..
مشتاق لها ..
" تأخرتي بالرد , عسى ما شر ؟ "
قال هالكلمه ببرود .
وردت عليه اهي ببرود اكبر " ما شر "
سكوت من الطرفيــن
وبعدين خالد قال " كيف قضيتي يومك ؟ "
عدلت سدحتها وصارت مستلقيـه على ظهرها .
(قضيته احلم فيك )
لكن قالت بهدوء "بعد ما رحت لريم شوي , قضيته بالنوم " وكمــلت " انت ؟ "
بخوف من ان يكون بالجنين شي " ليه حاسه بشي ؟"
ردت بهدوء " لأ ..لأ ..مافيني شي , بس الظاهر تعب الأيام اللي فاتت " اقطعــت كلمتها ..
واهو فكـر بتعــب الأيام اللي فاتت ..
وسمعها تقـول " ما قلت لي اشسويت اليوم ؟ "
وهو رامي راسه على المخده قال ببسمه كسـوله " رحــت لملكه عمر "
نست زعلها بهاللحظه و عدلت سدحتها واقعدت على فراشها وقالت " صح ..صح ...نســــيت هالشي ..شصار عليكم ..ابيــه خالد , ما دقيــت عليــه "
ضحك بكسـل " عمر ..ما اظن انه انتبه مين اتصل عليه ومين ما اتصل , كان ذهنه غايب طول اليوم "
ضحكــت معاه " اي صدم الكل بالقرار المفاجئ , يمكن حتى صدم نفسـه "
اسكتوا اثنينهم ..بعد فتره من الضحك .
كان الوضع غريب ..الضحك مع بعض كان نادر من اول ما ارجعوا لبعض .
تذكروا اثنينهم بنفـس اللحظه بداية زواجهـم .
بس مها اقطعــت الجو بكذبه بأن قالت " خالد.. يدي يناديني ..اممم ..أأأأ ..تصبح على خيــر "
غمض عيــنه وقال بسخريه غير واضحه " روحي لجدك يا اميـره ..ولا تهتمي ..مع السلامه "
استلقت على الفراش ..
جذي احســـن , احسـن .
الدموع انكرت كلامها لنفسـها .


مرت اربعة ايام على هالوضع الغريب ..
ريم ..الزيارات الليليه استمرت ..فرحتها كل يوم تكبـر ..من ناحية ان لها حق ألحين تشـوفه ..وتكلمه ..
لكن غير هالشي كانت متضايقه انه ما يتجاوب معاها .
مهما تحاول ما في تجاوب , تحس انها راح توصل لحد الجنون ان استمر هالوضع .
عمر ..كان يحاتي سام ..يحس انه المسؤول عنها ..واهي ما كانت ترد على اتصالاته ..
هذا غيـر الرياييل اللي طول اليوم ماليــن عليه الغرفه .. واللي هو يضطر يجاملهم .
اللي يهون عليه اهو زيارات ريم الليليه كل يوم واللي كان ينطرها على احر من الجمر ..يشتاق لسوالفها اللي تحاول معاها جذب انتباهه ..لما تطلع يحس نفسه غبي لأنها تقدر تأثر عليه بسوالفها وكلامها وضحكتها ..كان يتمنى ان الوقت ما يمضي واهو معاها .
لكن القسـوه اهي ردة فعله الوحيده ..عقله مو قادر ينسى سبب طلاقهم .
خالد ومها راح تنتهي عطلتهم , وراح يرجعون للسعوديه قريب , وهالشي مفرح خالد لأنه راح يرد معاها , وعلى العكس من مها اللي كانت متضايقه من انتهاء الرحله , الأتصالات استمرت , مها ما تقدر تقاوم اتصالاته , وتطور هالشي لزيارات مرفقه دايما مع ايسكريم باسكن روبنز , المكالمه والزياره كان مستحيل تقاومهم , لأن الفراق قرب كثير , لكنها دايما تكون متحفظه , تضحك , واهو يضحك لكن في شي متوتر بالجو , وكلما حست انها تضعف ,تنهي الجلسه معاه بعذر انها تعبانه .
حاولت تعرف من اللي منع خالد عن زيارتها بالكويت من سنه , لكن عقلها مو قادر يعرف الشخص اللي ممكن يفكر يلحق فيها هالنوع من الضرر .
الغريب ان علاقتها بخالد بهالفتره كانت اقوى من علاقتهم من اول ما يت للسعوديه
سمر وامها بدريه , العمليه ما احصلت للأن .
ساره على نفـس توترها , وخوفها , خاصه انها ما تقدر تنطق بأفكارها , وخالد ما فتح معاها الموضوع مره ثانيه , تبادلت اتصالات مع مها , وزارتها , لكن ما في شي اضيف لمعلوماتها بالنسبه لعلاقة اخوها بمها .
امها من بعد كلامها مع خالد تغيرت تحس انها تسرح أكثر , ومن ناحيه غريبه اتحس انها بدت تخجل من صاحبتها بدريه ..ليه ..الله الأعلم
ساره فعلا ما تدري تخاف على نفسها ولا على صاحبتها ولا على بنت عمها , ولا على امها أو على اخوها , تحس انها راح تنفجر !!
غانم مثل ما توقع ابوه بالنسبه للأستهتار لأنه غادر خلال هالفتره للأسكندريه , وفعلا بين اثناء وجوده انه اهو مستهتر ولا مبالي , لكن ما غادر مصر , وهذا الشي اثار استغراب ابوه سعود , وهاليوم راح يرجع للقاهره , مايقدر يرد للكويت خاصه ان في مسائل معلقه بعقله .


غانم :

صحى من النوم على شهقـه قويه .
اقطعت تنفسه .
وحط ايده على صدره .
كان حاس انه معرق , كل جسمه غارق بالبلل .
البحــــر ..كل حلمه عن البحر
قام من مكانه , وراح صــب لنفســه ماي .
هروبه من ابوه ما راح يوقف الكوابيس اللي ردت وبقـوه من اول ما تكلم مع ابوه .
اليوم بيرد للقاهره .
وبعدها للكويت ..ويرد لحياته الطبيعيه ..ما كان المفروض يزور عمر ..جاب الهم لنفسه .
وردت الذكريات البايـخه .
ويـــنج يا حنان ؟ وينج يا اختي ؟ انتي الوحيــده اللي فاهمتني , الله يرحمج ؟
ما احد فاهمني غيـــرج ؟
احس بغيابج جنــه ما في احد حي من اهلي !
تنهد وقال " بس عهد علي بنتج .."
وسكـــت مستغرق بأفكاره ..


عمر :

صاير يشوف ساعته عدة مرات من أول ما اطلعوا الرياييل .
اهو ملاحظ على نفسه انها لانت اتجاهها , يمكن من التعود .
امـس كان مخانقها لأنها تأخـرت , وكانت راح تبجـي , لو ما تمالك نفسـه , وغير الموضوع .
بس الظاهر راح يخانقها اليوم بعد..
تأخرت .
لما انطق الباب , عقد حواجبــه ..
وقســت ملامحه .
لكن رخـــت ملامحـه لما شاف اللي دخل .
دخلت , وهي خايفه , وعلى وجهها ملامح الخجـل .
وقالت بهدوء " I'm pretty sorry " (انا جدا اسفه )
كان ساكــت , وغاضـب بنفـس الوقت , لأيام كان يحاتي انها سوت شي بنفسها , وما كان له خلق يتحمل مسؤوليه شي .
قالت بخوف من سكوته :
"It's your life and I have no right to interfere" (هذي حياتك , وانا ما كان لي حق اتدخل )
كانت تشوف ويهه , وخافت .
بانت على ملامحها الضيق من نفسها , كانت حاسه انها غبيه بطلعتها من المكان ذاك اليوم
" I've done something awful " (انا سويت شي سئ )
ابتسم اخيرا بكسل ..ما يقدر يعاقبها أكثـر من جذي , لأنه يحس انها غلطته بعد ..ولأنه لما عرف انها بخيـر ما كان مهتم فعلا بالموضوع .
وقال بهدوء :
"It's ok ,forget about it" ( عادي , انسي الموضوع )
عضت على شفايفها ..
قالت له بفرح مكبـوت " can I sit dawn ?" (اقدر اقعد ؟ )
ما كان حاب يكسـر بخاطرها , خاصه ان موعد رحيلها قرب .
قال ببساطه " yaa sit , and tell me what have you been doing ?" (اي قعدي , وقولي لي شنو كنتي تسوين ؟ "


ريم :

كانت جـايه لعمر وهو متحمســـه مرااااا.
انتهـــت من ترتيــــب شقتهم , اللي قال لها البواب عنها ( ياااااااااااه الشئه دي ما حدش دخلها من تلات سنوات )
وبالفعـــل لما ادخـلت , اكتشــفت هالواقع ..
كانت ريحة الغبار ماليتها ..
لكن بالوقت الحالي , 4 ايام من التنظيف تركها تلمع .
دخـلت , واسمعت صوت مرة يرطن بالأنجليزي .
جـــن جنونها ..
اهي متجاهله ماضيه مع غيرها , لكن الحاضر ما تقدر تتجاهله .
ومن وحده تدري انها معجبـه بـ (عمرها ) هو لها وحدها .
خطـــت , وشافت كيف عمر كان مبتسم لهالسم .
كانت مهتمه بشكلها اليوم ..بشكل خاص .. احتفال من نفسها لنفسها على انها خلاص راح تنتقل لشقتهم , بعد ما انظفـــت .
تكلمت ببرود , واهي حاسه انهم مو منتبهيــن لها .
" I'm I interrupting something " (انا قاعده اقاطع شي !! )
(سم ) اخترعت , وانقزت بمكانها ..
اما عمر فكان عادي , ردة فعله طبيعيه .
قال لها بهدوء وبالعربي " عن الخرابيط , وقعدي "
لكن لما سام شافت منو اللي تتكلم معاهم , (ريم) , صار وجهها مغـرور .
واحقـدت اكثر عليها ..
كان شكلها روعه , وخاصه انها اليوم مو متألمه نفس ذاك اليوم اللي شافتها فيه .
واطلعت تتكلم انجليزي يعني المره اللي فاتت كانت تتعمد عدم الكلام معاها .
فقالت لريم بغرور" no you are not , omar were asking about my day " (لا مو قاعده تسوين جذي , عمر كان قاعد يسألني عن يومي )
ريم كانت راح تموت من الغيره .
انا ما يسألني عن يومي لو أموت ..
وهذي يسألها ويهتم بمعرفة اشلون يومها .
عطته نظره ناريه , تفهمه فيها مقدار غضبها منه .
وكانت معقول انها تخرع ريال ثاني !
لكن عمر تقبل هالنظره ببسمه ساخره .
وبعدين قال " I think you know each other " (اعتقد انكم تعرفون بعض )
تجاهلت ريم كلمته وقالت " وش تسوي عندك ؟ "
جاوب بأبتسامه مصطنعه " عندج شي قولي لي اياه بعدين ...ألحيـن قعدي , وجاملي ضيفتي "
شافت سام اللي كانت تشوف الوضع بتسليه ..مع نظرات غرور توجهها لريم .
" ما راح اجامل اي شخص ..."
سام بسخريه ..قامت من مكانها " I will come again omar , I think you have issues with your …ummm…w i f e "
( انا راح اجي مره ثانيه يا عمر , اعتقد ان عندك اشياء مع ...امممم .. حـ ـر مـ ـتـ ـك )
تقطيعها لكلمة حرمتك كانت تقصد فيها استفزاز ريم .
ومرت من قرب ريم , وقالت بسخريه " goodbye honey "
(مع السلامه عزيزتي )
واطلعت سام ..
عمر عصــب منهم , لكن تمكن من انه يزرع ابتسامة مجامله لسام .
كان يقدر يسكت ريم وسام بس حب يشوف شنو راح يصير ؟!
وألتفت و شاف ريم ببرود لكنها شافته بكل غضـــب , و غيــره ..
واطلعـــت ..
ريم راحت تلحق الكريهه (سم) اللي حاولت تستتفزها ..و توجهت لها من غيــر شعـور .
الغضــب , ورغبتها بعدم خسارة زوجها للمره الثانيــه تقودها .
وامسكت ذراع (السم ) وبعدين هدتها على طول , لأنها منقرفه من مجرد لمس انسانه كريهه لهالدرجه
قالت بكل عنـــف " you stay away from my husband " (انتي ابقي بعيــده عن زوجي )
انصدمت سام من عنف ريم .
ومن ردة فعلها .
لكن بعد ما تخطت الصدمه .
ابتسمت بسخريه وقالت " well ..well ..are you that unsecure..it seems you don’t trust your husband "
( حسنا ..حسنا ..هل انتي لهالدرجه ما تحسـين بالأمان ..من الواضح انح ما تثقيـن بزوجج )
سام ان ما كانت تقدر تحصل على عمر , فإهي تقــدر تحطم نفسية ريم !
ريم كانت راح تجــن , الكريـــــــــهه ..
بس اقدرت اتماسك بسرعه .
بقاءها مع شخص مثل عمر من صغرها يعلم ..
وقالت ببرود " I trust my husband , but I don't trust the behavior of a women who throw herself upon a married man "
(انا اثق بزوجي , لكن ما اثق بتصرفات مره ترمي حالها على رجل متزوج )
غضبت سام , وقالت بعصبيه " you …" (انتي ..)
قاطعتها ريم وقالت " " you behave yourself (انتي تأدبي )
سام تمكنت من السيطره على نفسـها ..
وعطت ريم نظره من فوق لتحت , وابتعدت .
لما غابت سام عن انظارها , ريم اقعدت على الكرسي القريب من غرفة عمر .
أول مره تتكلم مع انسانه غريبه عنها كليا بالطريقه ذي .
هي نفسها تفاجأت من حالها .
ما تدري من وين جابت هالقوه ..
بس وقفتها عند حدها .
ما راح تسمح لها أو لغيرها بالتدخل , وبتحطيم زواجها للمره الثانيه .
قامت من مكانها وادخلت بقوه على الغرفه .
كان ساكت , تابع دخـولها ببرود , وابتسامة سخريه ..
ما يدري بالأول كان غاضب من طريقتها بالكلام مع سام .
لكن ألحيــن بدى يشوف الجانب الفكاهي من الموضوع .
خاصه بعد ما ادخلت وبعيـونها نظرات اجراميه .
قالت له بغضــب " ممكن افهم وش تسـوي هالســم هنا ؟ "
عدل قعدته لأن ظهره أزعجه ..
وجاوب ببرود " وانا ممكن افهم اشلون تتصرفين جذي مع ضيفتي , هذا غير انج بكل وقاحه تلاحقينها لبرا وما ادري شتقـوليــن لها "
قربت حيــل منه وقالت بطريقه عنيــفه , كلام من غير لا تشعر " قاعد ادافع عن ملكي , انت ملكي , لي , وما راح اسمح لها تاخذك مني ..ما راح اسمح "
طريقتها بالكلام العنيــفه ..
وعيـونها اللي تلمع
أمتعته لأقصى درجه .
ما يدري ليش , انها تقـول انه ملكها شي ما كان متوقعه
بس جاوب بسخريه " ملكج يا ريم "
" اي ملكي , انت ملكي , مثل ما انا ملكك " وكملت برفعة حاجب " عندك مانع ؟ "
و لأول مره من أول ما جــت له , يضحــك من التسليـــه .
ضحكــه غير ساخره .
ما قدر يمنع نفســه .
بعد ما سكــت ..قال " اشقلتي لها ؟ "
توقعـــت يهاوشها , يهزأها على كلمتها .
يدافع عن (السم) , لأجل تطلع كل طاقتها السلبيــه عليــه .
عمر يتصرف احيانا تصرفات غير متوقعه .
ويهها لازال احمر من ضحكــته المفاجأه والي وترتها لأقصى درجه..
بس قالت بغرور " قلت لها تبعــد عنك ..انت زوجي انا " اقعدت قربه وقالت " وش تســوي عندك ؟ "
ابتسم ابتسامه جانبيه وقال " تعود المريض "
قالت بهمس " يعلها ما تعود "
شافها بجديه وقال بنزره "ريم "
لفت ويهها عنه بغيظ ..
واهو كمل بجديه " هذي اخر مره يا ريم تتعامليـن مع احد ياي لي بهالطريقه , مفهوم "
اسكتت بعنــاد , ما راح تتعامل مع هالسام بلطف ..لو اش حصـل ؟
بتصميم عمر قال " ريم .."
شافته ريم وشافت العناد المرســوم على وجهه ..
" بس هي ..."
قاطعها بصرامه " هي ضيفتي مهما سوت , واذا تجاوزت الحد انا اعرف اشلون اوقفها عند حدها "
هــزت راسها بأستسلام مؤقت, وقالت " امم طيب "
ورد اهو لجموده , وكملت تســولف له عن الشقه .


خالد :

كانت جالسه قباله تاكل الأيسكريم (باسكن روبنز) ..
كانت تاكله كنها أول مره تشــوفه .
شوفتها متــعه .
حط ايده على راسه وقعد يشوفها .
وبعدين ســرح بتصرفات ساره .
صحيح انه ما فاتحها بالموضوع , لكن عقله مو راضي يوقف .
من وين اظهرت له سالفة ساره .
لكن المشكله انها بنت , ومهو عارف كيف يوصل لها ويفهـم اشفيها .
وما يبغى يكلم امهم لأجل ما يشغل بالها .
حس ان المواضيع كلها متشربكه براسـه .
الحمدلله انهم بيرجعون السعوديه بعد بكره .
على الأقل في بلده اريح له .
وخاصه انها بتكون معه .
حس بنظرات مها عليــه , حط عينه بعينـها .
ما يدري ليه يشعر ان في بالها شي , ولأجل كذا وده يروح للسعوديه .
قالت له بعد ما حطت الأيسكريم " اشفيك خالد ؟ , بالك مشـغول "
حط ايده على راسه " واضـح علي "
قال ..اعترف ان فيه شي ..
قالت له " اشفيـــك ؟ "
غمض عيـنه , وده يرمي الحمل على احد ..
ومها مو اي احد , مها حرمتـــه .
ومره ويمكن تقدر تقول له اشفيها ساره , ويمكن تكون فاهمه الوضع .
وتقــول له يمكن يفهم وش تفكر فيه ساره , او تكلم ساره ..
قال لها بهدوء " ساره .."
اخترعت " ساره ..اشفيها ساره ؟"
تنهد وقال " لا تخافيـــن , الموضوع مو كــذا .."
ارتاحـــت نوعا ما لكن قالت بحرص " عيــــل !! "
" انتي تدرين ان ساره متكلميــن عليها , لخطبه .."
هزت راسها برفض , وبأستغراب ليش ساره ما قالت لها .
" المهم ساره متكلم عليها ولد عمي حامد من كم سنه .."
جسمها تصلب من طاري عمه حامد , بس خالد كان يفكـر وما انتبه .
" كانت متحمســه , وانا ادري فيها ان ما عندها مانع ...مها انا ما اغصب خواتي , وافقت عليه برضها , لكن من كمن يوم بدت تقـول انها ما تبغى تتزوج , وتبغى تأجل الفكــره "
وقال بعد لحظه بغضــب بسيط .
" كنت اظن اني اعرف مشاعرها تجاهه , بس بعد ما قالت انها ما تبغى تتزوج ... ضيعتني ..ما قلت لأمي اخاف اقلقها ..لكن سألت امي عن تصرفات ساره , لكن ما قالت حاجه"
شاف وجهها .
كان وجهها شاحب .
" مها اش فيـــه ؟ "
ألحيــن كل تصرفات ساره واضحــه .
اشلون ما فهم اشفيها ساره ..
يا ربي السالفه متعـــقده .
قالت واهي حاسه بغـصه " خالد ما فهمت اشفيها ؟ "
عقــد حواجبـــه ..وقال بنرفـزه لما شافها ساكته " مها ان كنتي تدرين وش فيها قولي ..لا تسكتيــن "
حســت بدموعها على طرف ..
اول ما قال خالد هالموضوع اللي كان مجهـول بالنسبــه لها ..حســت بقلبها يتقطع على ساره .
وعلى نفسها ..
" مها اخلصي علي .."
ابتسمت بتعـــب وقالت " خالد انت .." غمضت عينها وقالت بأشمئزاز " خاطب منو ؟ "
عقــد حواجبـه ..
وقالت له " بنت عمك حامد .."
مخه من التفكيــر كان مقــفل , فمهو قادر يتابع كلامها لوين بيوصــل
" طيـــب "
استغربت ان خالد ما لقط الموضوع
فقالت له بصبر " واهي مخـطوبه لمنــو ....لولد عمها حامد ..وانت متزوجني ...."
اوســعت عيــنه , ولما شافت فهمه للموضوع اسكتت .
ساره خايفه من هالتعقيــد .
السالفه صارت لها متعـقده .
خالد حــس بالغضــب لأنه ما فهم هالشي .
اختــــه ..
مرر ايده على شعره , وقال بتعــب
" يا الله ...يا الله ..كيـــف ما فكـــرت بهالشي ..كيـــف "
شافته مها , كان ودها تروح بقربه وتحط ايدها على راسه وتضمه , لكنها امنعت نفسها .
وبقت بمكانها .
خالد ما كان يقدر يقول لساره عن التطورات (ان سمر اهي اللي راح ترفضه )!
سكــتوا واهو قاعد يفكــر بساره , عشان كذا ما قالت له شي , لأنه هو اساس المشكله بالنسبه لها
وبعد لحظات سكـوت ..قام ..
وقال " انا الحيـــن بأستأذن ..وبكره راح اجيــك ..انا شايف نفسيتك صارت احســن ..تجيــن للفندق تنامين الليله , ومن هناك نروح للمطار "
لما شاف ويهها ..واهي تبلع ريقها ..
قال بصوت متنرفـز " مها في شي ؟ "
قامت من مكانها وقالت " اي في ...ما راح ارجع معاك "
هـز راسـه بالموافقه وبعدين قال " طيــب , وقت سفرنا راح اجي اخذك معي , حضري شنطتك "
" خالد .. ما.. راح ..ارجع ..معاك "
لو ما كانت تعرف ريلها , جان قالت انه اخترع ..
بس ريلها صارت تعابيره عاديه فشكــت ان اللي شافته صحيح .
كانت راح تضحك من فكرة ان ريلها مخترع , والله انها غريبه ..
" مها عن المزح البايخ , ما له معنى ألحين "
تحـرك من مكانه ..
واهو يفكر ان هالموضوع سخــيف والمزح اسـخف .
" مو قاعده امزح "
" و كلمتك لي ؟؟ "
هــزت راسها بالموافقه " ما اقدر , ما راح ارد معاك , ما اقدر ارجع لك"
ما كان مستوعب , مو مصدق انها قاعده تسوي فيه كذا ..
وقال بغضب " انتي الظاهر جنيتي "
ما فيها شي ألحيـــن .
هو ضحى بوجودها لأربع ايام لأجل يريحها .
ما توقع انها تبغى الهجر ..
جاوبت بأصرار " اكون مينونه اكثـر انت استمريت معاك واحنا بهالوضع "
ما يقدر يستمر اكثر من كذا ..
لحد هنا ..
وكرامته ما تقبـــل ..
خيارها الأول دايما يكون تركه وهجـره .
حس بالغضـــب شديد " وانا مجنــون اكثــر ان رديتك , وكررت اللي حصل معاي لما تركتيــني بالمره الأولى "
شافها شلون اجفلت .
تماسك ..
ابتسم بشكل يخرع ..
وقال " على راحتك ."
إجابته خرعتها ..
وكمل بهدوء مفـــزع " تركك لي بالأول لأن الغلطه مني .. لكن بهالمره فالغلط منك انتي .. و انا , وربي اللي رفع السموات , وبسط الأرض , ما راح اردك , ما راح اسعى لك ..ان بغيتي الوصل تعرفيــن وين مكاني ..وتعرفيــن جوالي , تعالي لي .. لكن انا ..انســي اجيــك ..مستحيـــــــــل ..اطلب قربك "
ومشى بسرعه قبل ما تتكلم
ماتت من الخرعه ..
كلمتـــــــه , كلمته خــوفتها ..
لكن قــوت قلبها ..ما راح تضعـــف .
ما تقدر تستمر معاه ..ما تقــدر , واهو مع سمــر .


خالد :

ما راح يخــلص ..
ما راح يرتاح ابد مع عنادها.
كلما قال هانـــت لقى انه بعده في البدايه .
يحس بنفســـه يلف بحلقه فاضــيه .
بدائره , متى ما انتهى ..رد بدى .
لكن خلاص , لحد هنا وكفايه .
تبيه ..تجيـــه
غير كذا ما عنده كلام




يتبــــــــــع ..


نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله

نظرة الحب
03-28-2011, 06:02 PM
البارت التاسع والعشرين

*** ترى لو طــول غـيـابـك أحـس بــساعـتـه اعوام…أحس البعد ما يرحم واقوم احسب ثوانيها ***







( كانت قاعده تتأمل خالد , وعمر بحمام السباحه الخاص ببيتهم اهي وخالد , قاعديــن يسولفون , خالد قاعد يشرب عصيـر برتقال , واهو متسـند على الحافــه , وعمر قاعد يكلمه ..
اثنيــنهم مسترخيــن بعد سباق شرس بينهم .
كان الفايز فيه خالد , دايما اللعبه سجال بينهم , مره خالد يفوز ومره عمر .
اما اهي فكانت مسترخيـه على احد الكراســي ..قاعده تقرى كتاب , وهذي عادتها متى ما خالد كان يسبح .
ألتقــت عينها بعيــنه ..
وابتســـم لها ..
وردت له نفـس الأبتسامه بحــب .
قال عمر بعد ما شاف النظرات " انا ألحيــن استأذن , مابي اصيـر العذول بين الأثنيــن "
مها ويهها صار احمــر اما خالد فضحــك بصوت عالي .
وبعدين قال " لا يا رجال , ابقى تعشى معانا "
عمر طلع من المسبــح " لا مرتي تنطرني ألحيــن , تأخرت عليها "
تابعــته مها بنظراتها , واهي حاسه بويهها احمـر , لكن قالت له " عمر سلم على ريم "
رفع ايده بسلام واهو معطيها ظهـره .." ان شاء الله يــوصل "
فجأه سمعت صـوت خالد " مها "
لفــت عليــه بتساؤل , اما اهو فمازالت على شفايفه أثار الإبتسامه ..
وقالت بتلقائيه " آمــر "
اشر على الباب براسـه والعصير بيده ..
" ما يامر عليك عدو يا امـيره , ألبسي ملابس السباحه , وتعالي "
ما تحب تتسبـح , تحــب تشـوفهم يتسبحـون , لكن اهي ما تحب هالشي .
"احم احم"
اثنينهم انتقلت انظارهم للباب , وخالد قال بأبتسامه على شفايفه "حياك .."
دخـل عمر مره ثانيه وقال " اســف على المقاطعـه , بس نسـيت موبايلي "
لما خذاه من الطاوله ..
سمع خالد يقول حق مها " يلا مها بلا دلع روحي ألبسي وتعالي للمسبح "
ضحـك عمر ...
اثنينهم انقلوا نظرهم له , بإستغراب ..
وقال لخالد " انت من صجــك تبيها تسبـح ..انا جم مره قلت لك انا وخوالها كلنا حاولنا معاها ..اهي مقفله ما تبي تتعلم "
مها شافت عمر بنرفــزه وغيظ لأنه تناقش بهالموضوع مع خالد , ولأنه ضحك عليها بكل بساطه !!
ابتسـم خالد , وقال " لأ هي راح تتعلم و تكون احســن منك بالسباحـه ,صح مها "
ضحــك عمر وقال " هههههههههه , يا اخي احلم , هذي مثل القطوه ان حطوها بالماي , اصــرخــت "
مها احــقدت على عمر ...وعشان تكســر راســه , ردت على خالد , وتجاهلته و قالت " ايــــــــه حداااااا راح اكون احسن منه " وعطت عمر نظره وقالت " ونشـوف منو القطوه !! "
قامت من مكانها وراحــت لغرفتها بعــزم..واهي لاحقتها صوت ضحكات عمر وخالد..اول ما وصـلت تندمــت على قرارها لكن ما في مجال للتراجع ألحيــن ..إلبســت لها مايوه اســود ..وفوقه روب ..وارفعــت شعرها الطويل .
لما وصلت للمسبح كان خالد تارك القلاص اللي فيه العصير على الطاوله .
وكان يسبح بالطول رايح ..راد .
افصخت روبها لما تأكدت انه عمر طلع من البيت .
راحت للجهــه الغيرعميــقه ..بـتردد ..
بس ما تبي تبيــن لخالد صدق كلام عمر
واهي واقفه , مدت ريلها وغطت اصبعها الكبير بالماي تقيس حرارتة ولما تأكدت من انه مو بارد وايد .
اقعدت على الأرض , وغمرت ريولها بالماي .
وانزلت شوي شوي للماي ..
وتعلقت بطرف المسبــح بخوف..مع انه كتفها وراسها طالعين برى الماي براحه ..!!
واللي نبهها ان خالد كان يشوفها اهو صوت ضحكته العاليــه ..
حــست بإحراج بسيــط ..وبعدين شافته بنظرات غاضبه .
بط جبدها ..اهو يدري انها مو وايد مع السباحه , وانها خوافه من هالناحيــه , يمكن لأنها اسمعت سوالف اتخرع عن الموضوع واهي ياهل ...
رفع ايده بأستسلام بعد ما شافها تناظره بغضب واهو يحاول يكتم ضحكته .
لما شافته امطــول بالضحك , حاولت تطلع برى المسبح .
لكن اهو مســك ايدها ..
وقال " خلاص ما عاد اضحك , لا تصيرين دلوعه "
وقال ببسمه " ما راح اقول ان شكلك كان مثل الجـرو الصغيـــر "
عينها اوسعـــت ..وقــالت بأستنكــار " خالد ...انا جروووووو !! "
وكمــلت بتغلي عليه " هدني بس خلاص بروح "
حــب خدها ..وقال " عن الدلـع " وبعد عنها .. حاول يطلع ملامحــه جديه " خلاص ..خلاص ألحين جا وقت الجد "
شد من مسكته على ايدها ..
وبهدوء واهو ماسك ايدها سحبها عن المكان الآمن من المسبــح ..خافـــت
بس حاولت ما تبيــن , لكن الخـوف كان واضح من تنفسها السريع المخترع .
لما حســت ان الماي غمر جتفها ..
اخترعت لدرجة انها اسحبـت ايدها منه وتعلقت فيه ..و حاوطت رقبــته بإيدها ..
" لأ خالد ...خلاص ..خلاص ..ما ابي "
حاول يفك ايدها من رقبتــه بهدوء , بس اهي شدت من قوة الضمه ..
ضم خصـرها له ..لما حس بمقدار خوفها
وقال بهمس لأذونها " اهدي يا اميـره ..ما في شي ..بتكونيــن بأمان وانا معاك "
واهو ضامها واهي ضامته وبين ذراعيــه تحرك ..
اشوي اشوي ..
للماي العميــق .
قالت له بخوف واهي تتعلق فيه اكثـر " وايد ناس ماتوا غرقانيــن "
قال لها بهمـس " وانا لأجل كذا ابغى اعلمك السباحه "
خففت من ضمها له , ولفت ويهها قباله وقالت بهمس " بس انا ما احب السباحه , احسها خطره , واحتمالات الضرر فيها كبيره "
قال بجديه " تكونيــن بذلتي الأسباب ..وبكذا تقلليــن من الإحتمالات "
ضمــته بقــوه ووحطت راسها على كتفه قالت " امممم , بــس ما راح ادخل المســبح إلا وانت موجود "
قال برقـه " وانا ما راح اسمح لك تسبحيــن لحالك إلا وانا متأكد انك متمكنـه من السباحه "
مشى فيها بكل المســبح واهي متعلقه فيــه مو راضيـه تهده ..
على الرغم من منطقيـة كلامه .
إلا انها سمـعت وايد سوالف عن الموت بالغرق ردّدوها على مسامعها اهلها لما كانت صغيره عشان يمنعونها من الدخـول لحمام السباحه العميق اللي في بيت يدها ..فتحتاج وقت عشان تتعود على الماي وفكـرة السباحـه
لما رجعها للجهه الأمنــه بالنســبه لها ..
رد حط ايده على ذراعها يبعدها عن رقبته وكتفــه .
هــدته بتردد ..
و وقفت على ريولها لكن قريب منه .
ابتسم لها وقال " تثقيــن فيني ؟ "
جاوبت بسرعه وتلقائيــه " اكيـــد "
جاوبها وابتسامه تلعب على شفايفه " متأكده "
" ايـــه "
" يلا اثبتي لي هالشي "
حط ايد على بطنها وايد على ظهرها وكمـل بكل هدوء " ادفشي الأرض برجلك "
شافته ..
وبعديــن ادفشــت بريلها الأرض ..
قال لها " أقوى "
لما ادفشــت , صارت فجأه طافيه على بطنها على الماي بمساعدة ايدين خالد الثنتين..
خالد ماسكها من بطنها من تحــت الماي ..
كانت ترفع راسها بقــوه عن الماي وبخــوف ..
واهي تتنفــس بسرعه ..
" لا تخافيــن , انا ماسكك "
بس هالكلمه ما طمنتها تمت رافعـه راسـه لفوق وتمت تتنفــس بقوه .
وهذا خلاه يقــول بجديه " مها ..ويـــن الثــقه ..استرخـــي "
بعد كلمتـه هذي..تنفســت بقــوه اكبــر و حاولت تسترخي وفعلا انجحـــت ..
سمعتــه يقــول " ممتاز "
نطــر عليها تتعــود على مكانها ..
وكمـــل يقــول " ألحيــن طبشي برجلــك "
عضــت على شفايفها بخـوف ..
لكن حركــت رجليها فوق وتحـــت ..
" احســنتي .....بعد .....ايـــوه كــذا ..أقـــوي شــــوي "
كانت قاعده تطبــش بريلها بصــوره اقــوي ألحيـــن خاصه انها واثــقه انه ماسكها .
قالها " ألحيــن حركي ايديك مع التطبيــش "
ونفـذت هالمره امره من غيــر تردد .
حركــت ريلها وايدها بنفــس الوقت , بعد ما اكسبــت شوي ثقــه بنفــسها , كانت مغمضــه عيـنها عن رذاذ الماي ..
وأفتحــت عيـنها بعد ما اسمعت صـوته " ممتاز "
و حسـت ان ايده ما عادت على بطنها ..
اختل توزنها واختــرعت ..
لكن اهو اقتـرب منها بسرعه ومسكها قبل لا تبلع ماي .
وضمها له .
وهدى خـوفها بأن قال "برافـو عليك , ممتاز شفتي كيـف سبحتي لحالك "
كانت ضامته حيــل ..
وفجأه ابتســمت لما استوعبــت انها فعلا طفـت من غيـر وجود ايده ..وصدرت منها ضحكه رضا
واسمعته يقـول " لا تخافيــن وانا موجود "......)
تنهـدت ..هذي وظيفتها من اول ما غادرها بس تسترجع ذكرياتها معاه ..
ما تصدق ان الشهــور مرت بهالبطئ , بس ثلاث شهــور اللي مروا , واهو بعيــد عني , واهي بمصـر !
اما اهو فبالسعــوديه .
القاسي , العنيــد .
اهي متأكده 100% انه ما عنده شعــور .
نفذ وعـده .
ما نقض الوعــــد , ما اتصل عليها ابدا , ولا كلمها , وحتى ما زارها قبل لا يسافر , القاســي ..
كانت كل يوم تبجي من شوقها له ..
بس ريم تقــول انها لما تكون مع عمر يدق مليـون مره يتطمن على البيبي ....هه على البيبي مو عليها .
اهي الغبيــه اللي سـوت هالشي بنفسـها , هذا اللي قالته لها ريم ..
بس ريم مو حاسه باللي اهي حاسته .
ما احد حاس شنو شعورها لما تشوف امه وفاطمه يتكلمون مع بعض عن جمال وكمال سمـر , و ألحيــن اكيـد راح تنظم لهم ساره .
لأ ساره مو مثلهم , ساره زارتها قبل السفـر , صج كان الحوار متوتر شوي لكن زارتها
ولازالت تتواصل معاها بالتليــفون .
حتى خالتها , دقــت عليها قبل السفر , وقالت لها بتردد ( " مها انتي متأكده من قرارك ؟ "
لما ردت بأنها واثقــه , جاوبتها خالتها " على راحتك يا بنتي " ..هالكلمه أثرت فيها , كانت
كانت راح تبكي من التأثـر , هالكلمه لها قيمه كبيره عندها , وخالتها موضي قالتها براحــه )
فكرت بخالدها ..
تحبــــــه وتغار عليــــه ..
مشتاقه لصوته , لإبتسامته , لعصبيته , لعناده , لكل شي فيــــه
ما يعدي اليــوم إلا وهي مشغله فيديو هي مصـورته له بموبايلها من غير لا يدري , بأحد روحاتهم للمستشفى عند عمر , وتنام على صورته , وصوته واهو يتكلم مع سواق التاكسي .
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه اللي مصبرها ان اللي قاعده تسـويه لمصلحتها ولمصلحة الجنين .
حســــــت بالبيبي يتحرك ببطنها جنين عمره سبع اشـهر ..حطــت ايدها بحــب على بطنها ..وغمضــت عينها بتركيــز على كافة حركات البيبي .
لما افتحــت عيــونها ..
شافت ريم تشــوفها بغرابه , وبعديــن ترد لعمل كيكتها ..
ومها كملت اللي في ايدها من غمس للبسكوت بالحليب لكيكة ريم.
ريم صايـره غريبـه ..
ريم اصلا عندها مشاكلها الخاصه , عمر باجر يطلع من المستشفى ...
ألحيــن بعد مرور ثلاث اشهـر ريل عمر اليسار تعالجت من الكسـر ! , و ويهه رد مثل قبـل , إلا انه رجله اليميـن مازالت تحتاج لوقــت
المشكله بين ريم وعمر , ان ريم موضحه لعمر عشقها له بتصرفاتها من غير كلام و اللي اهو يقابلها بطريقه عاديه واحيانا قاسيه..هذا اللي اهي مها شايفته والله اعلم اللي يصير في غيـر وجودها
جم مره تشوف على ريم نظرة حزن
ولما تقـولها وتسألها تقـول ببساطه (" بالعكـس انا سعيده اني معاه , عمر متقبل وجودي أكثـر من بداية زواجنا ")
ريم بالجهه الثانيــه من المطبخ , كان قاعده تحضر كيكه لعمر , كيكه من اللي هو يحبها ..
ناويه تاخذها له بالمستشفى ...
كانت تشتغل بأليه وافكارها مو معاها .
بالأيام الأخيره , ولأنها طول اليوم مع مها , لاحظت سعادة مها بالحمل , والجنين , على الرغم من خلافها مع خالد , إلا انه فرحتها بالجنين واضحه للكل .
كانت تلاحظ الحركات الرقيقه , ولمساتها لبطنها بحمايه ..
وهذا خلاها تندم اكثـر واكثـر على الفرصه اللي ضيعتها .
وألحين اهي تتمنى يكون عندها طفـل من الرجل اللي تحبه .
تصرفها دفـع حبيبها لأحضان غيرها .
ودها تحط ايدها على قلبها , وتنزعــه , من الحريق و الألم اللي قاعد يسببه لها هالشي .
تذكـرت اللي حصـل من ثلاث شهـور ..
(قالت له بتردد "عمر ..وش هي نــوره بالنســبه لك "
اسمعــت صـوت القلم اللي بيده ينكســـر .
شافت قسم القلم المكسـور كيف طاح على الأرض .
ما تدري ليش خافت , يمكن لأنه اكسره من أول ما انطقـت اسم نـوره , ولا لأنه اكسـره من غيـر وعي ..
أو يمكن لأنها متأكده أنه لو كان اللي بيده رقبتها ..جان كسرها مكان القلم
شافت القلم للحظه , وبعدين ارفعــت عينها لوجهه بوجل .
ابتسم ..لكن عيــنه كانت قاسيـه , وبارده وهذا الشي كان مفـزع زياده ..
قال ببرود " لو سمحتي غيري الموضوع , وياليت ما تفتحينه مره ثانيه"
خذا تليـفونه واتصل على واحد , لأجل الأوراق اللي بيده .
وبعد التليـفون عن فمه , وسكـر السماعه بيده وقال ببرود " ريم روحي حق الشقه , انا اليوم راح اظل مشـغول طول الليله "
كانت راح تجـــن من الغيــره وقتها ..
لكن هو فجأه تكلم للتليـفون وقال " هلا , اي الأوراق اللي يبتها , ييب اللي تساندها , ما نقدر نتصرف بناءا عليها ...صعب "
قامت من مكانها .
خذت لفتها , وغطــت راسها , واطلعت لأول مره من غرفته من غير لا تطبع قبله على خده .
....
وتسكـــر الموضوع اللي ذابحها )
بدت تخلط الصلصه بعنـــــف ..وبغضب ..
ما راح تبكي , خلاص , ما راح تبكي ..
هي بكت على الموضوع بما فيه الكفايه , واعترفت انه كل اللي حصل نتيجه لغلطتها ..
لازم تتخطى المسأله ألحيــــن .
وتكــسب زوجها , وتخليــه يحبها ويثق فيها.
المشكله ان زوجها ..الحبيب ..لازال يتصرف بسخريه خفيفه منها واحيانا بقسـوه , وببرود يذبح , ويغيظ ..كلما عاملته بحــب وشــوق !!
لكن هي حاسه بفرق المعامله ..بدى يضحك, يبتسم , يفتح مواضيع !! بس بشكل اكثر
بس مع وجود هالفرق لازالت مهي راضيه عن درجة تقبله لها .


ساره :

كانت عند الدريشــه تناظر الحديـقه .
ودها لو خالد يجي ..
سندت راسها على الدريشـــه !
خالد ما عادوا يشـوفونه من أول ما ارجعوا من مصـر ..
ما كان يكلم احد , يغيـــب بالأيام عن البيت , يسافر لأيام طويله .
ولما يرجع للسعوديه يروح للشركــه .
تمنت بهاللحظات لو ان مها معاهم , على الأقل لما كانت موجوده , كانوا يشوفون خالد !
كل شي تخربـط , حياتهم انقلبــت فــوق تحـــت .
الخاله بدريه اعملت العمليه , لكن ..
تنهدت بقــوه , واطلعت منها عال العال , لكن صار عندها مشكله إلوشو ما تدري , وادخـلت بالعنايه المركـزه .
عمليه كانت من ابسط ما يمكن , صارت نتائجها معقده مع دخـول خالتهم بدريه للعنايه المركـزه .
وألحيــن مر شهـرين وهي بحاله غير مستقره , صحيح بدت تتعافى , لكن كلهم خايفين عليها تنتكس !
أول ما ادخـلت خالتها بدريه العنايه , تقبلوا الخبـر بصدمه , بعدها , ببكي , وانهيار .
تذكــرت الأتصال اللي جا للبيــت لخالد ..
( ذاك اليوم كان من الأيام النادره اللي تواجد فيها خالد بالبيــت , كانوا كلهم بالصاله .
جات الشغاله بيدها التليفـون لخالد ..
بعد السلام ..
سمعـــت صـوت خالد يقــول بضيق " لا حـول ولا قـوة إلا بالله ! "
كلهم ركـزوا مع خالد ..لأنه كلمته وطريقته كانوا ملفتيــن للنظر .
كمل خالد " وشلون عمي يا قتيبــه ؟ "
قتيبه اللي هي ارفضت تتكلم عنه مع اي حد .
حتى مع اختها ..
خالد لما حاول يتكلم معاها عن الموضوع , اطلبت منه بحراره وبكا , عدم الكلام .
لكن بوقــت الشده , وألحيــن ..
ما تقدر تنكر انها قلقه عليــه
ساره ما اقدرت تستحمل الغمــوض بإجابات خالد..خاصه انها تدري ان قتيبه مرتبط بأمه كثـير ..
اعصابها اتلفت من عدم معرفتها الموضوع , خاصه ان قتيبه موجود بالموضوع ! , و وجه خالد ما يبشـر بالخيـر
كان ودها تنزع التليــفون من خالد وتسمع ..
اقتضاب خالد بالكلام ..وضيقه بالإجابه .
افزعها , لفت وجهها اتشــوف ان كان فيه احد غيرها , ملاحظ كيف توتر وجه خالد !
ولاحظت ان امها بعد مركـزه كثيـر مثلها .
يعني فعلا في شي .
سمعت خالد يقـول بحرص " طيــب ما قالوا ليه هالشي حصـل ؟ "
خالد تنهد وقال بهدوء " طيــب , يلا سلام "
رفع راسه وعيــنه على امه ..
كانت نظراته فيها تعـب وضيـق ..وبلغهم الخبـر )
بضيق تحركت ساره من الدريشه المطله على الحديقه .
الظاهر ما في امل لقـدوم خالد اليـوم .
كانت فعلا مشتاقة له .


خالد :

كان بالسياره , يمشي من غيــر هدف .
ما يقدر يقعد بمكان واحد لمده طويله ..
يحس بنيران وده يطفيها .
تركتــــه للمره الثانيـــه .
ثلاث اشهــر ..
ثلاث اشهــر ..
بكل ثانيـه قراره بعدم الأتصال فيها , أو رؤيتها يصعب عليه .
الكذابيــــن
الكذابيــن
يقولون البعيــد عن العيـن بعيــد عن القلب ..
هو اكتشــف ألحيــن ان البعيــد عن العيـن , مو بعيد عن القلب ابدا .
يحبها ومتعلق فيها لكن كرامته تمنعه.
المراهقه اللي كبرت معاه !
هو خالد ولد جاسم , اللي الكل يهنيه على قـوته , هي ..
مخليته مثل المجنـون , اللي مو عارف يدل طريقه .
رجال طول وعرض , مو عارف يروح لبيته , وينسدح على فراشه وينام من غيــر ما يتعذب بخيالها اللي يـزوره كل ليله .
كلما اشتاق لها ..يعاند اكثـر ويقسي قلبه اكثـــر .
ما تستاهل .
هي اللي دايما تسعى للفرقي , وحصـلت عليها ..
رد للبيـــت ..
اليوم اتصل على عمر وسأل عن الجنين , وهل راحت (اهي) لمواعيــد الطبيب او لأ ..
وما سأل عنها , كرامته ابت عليه انه يتكلم عنها أو حتى ينطق بأسمها .
وعمر ما قال شي له عنها .
حتى هو ما يدري ان كانت بعدها بمصر ولا رجعت الكويت مع خالها اللعيــن .
يا هو يكرهه هالغانم .
يحس بغيظ كلما تذكر هالشخص .
كلمته اللي قالها باللوبي قبل السفـره , لازالت تتردد بعقله بصوره قـويه .
( قبل لا يرد السعوديه ..بعد خلافه مع مها , بعد ما قطع الوعــد على نفســه قبل لا يكون لها .. بعدم الإقتراب منها ..
رد للفندق , راح لأمه وساره وابلغهم الخـبر ببرود ..
ورد لغرفته قبل لا يسمح لهم بالكلام , أو بالتفاعل ..
والغيظ يحرقه حراق .
يتذكر شلون كانت تقوله ما راح اجي معاك , ويجـن اكثـر واكــثر ..
هو اللي فتح لها المجال انها تهرب منه مثل أول .
هو اللي تركها تروح .
كان بقمة غضبه ..عاجـز عن النوم ..
يفكـر بأنها ســـوت فيه اللي ما احد قبلها سـواه .
اخذ له شاور بارد جدا بذيك الليله عل وعسى الغضب يهدى , ويخف ..
مشى الليل .
لما جا له اتـصال من الإستقبال , بصوت الموظف المتوتر يقول له " استاز خالد ؟"
اهو يذكر انه بلغ الموظفين ان كان في اي شي يطلبه فهو غير غرفته لرقم هالغرفه !!
لكن الأتصال بهالوقت غير مقـبول ..
وقال " نعـــم "
رد الموظف المتوتر " في راجل هنا , عازوك زروري !! "
راجل !!
قال " رجال ؟ "
جاوب الموظف " ايــوه , بيئول اسمو غانم !!! "
غانم , غانم ..
جاي يشهد على اذلاله للمره الثانيــه
وش يبي هذا ؟
لكن قال بهدوء واهو يخفي غضبه " نازل ألحيــن "
لبس اي شي موجود حوله .
ونزل ..
لما دخل اللوبي , مرر عيـونه على الحضـور.
فجأه طلع قدامه , الشخص اللي يبحث عنه ..
كان قريب منه بطريقه استفزازيه ..
خالد مسـك اعصـابه , لا يدفشه عنه , أو يطلع اعصابه على هالشخص الإستفزازي .
قال ببرود ظاهري " نعـــم !! "
غانم بقسوه " يعني ما تدري !! " حط ايده على خالد , يبي يدفشــه , بس خالد مسك ايده , وبعده عنه بقســـوه ..وقال لغانم بعصبيـه " وش مشكلتك انت ؟! "
هذا كان راح يؤدي إلى فتح باب العنــف , لأن اثنيــنهم مو قادرين يسيطرون على اعصابهم .
هالشي ماغاب على واحد من السيكيورتي , اللي قرب وقال " في مشكله يا حضرات ؟؟"
اثنيــنهم شافـوه ..
خالد اهو اللي تمالك نفســه , وابتسم للسيكيورتي .
وقال " لأ ابدا , ما في مشكله "
السكيـورتي نقل نظره بينهم , وقال " متأكديــن ؟! "
خالد اللي ما تعود على هالأسلوب , قال بصرامه " متأكديــن يا استاذ , شكــرا "
السيكورتي عرف من هالأسلوب ان الأعصاب , صارت تحت التحكم.
بعد ما راح , لف خالد على غانم , واهو متمالك نفســه بالعافيـه , بس ما كان يبي يسوي مشـهد قدام الناس .
غانم كان واضح عليه عدم الرضا والغضــب , خالد لأول مره يشـوفه جذي .
مو هذا اهو غانم , ومو هذي تصرفاته .
خالد قال له بغضب مكبـوت " ممكن افهـم سبب هالزياره ؟ "
اوقفـوا مواجهيــن بعض واخيــرا نطـق غانم وقال بغضــب " تدري اشصار اليـوم " وما نطـر خالد يرد وكمـل بعنــف " دخلت على بنت حنان وشفتها تبجي , وطلعــت من عندها من غير لا تحس فيني , من البجي...كانت تبجي واهي مو حاسه بأحد "
خالد كان قاعد يتمالك نفســه ..مو قادر يرد , لأنه عارف انه راح يذبــح احد .
تبكي , طبعا هي المظلومه المسكينه !!
ما كنها هي اللي ارفضـته , وقالت له انها ما تبغى تجي معاه .
صحيح , ضربني وبكا وسبقني واشتكى
قال " المطلوب مني ؟ "
ابتسم غانم بعنف وقرب من خالد ..
" انت خذيت فرصتين مع بنت حنان ودايما تبجيها وتنزل من كرامتها , وضيعتها من ايدك , وانا واثق انك ما تستحقها , وادامي موجود وراسي يشم الهوا , راح احرص ان فرصتك الثالثــه , تكون بعيده عنك , بعد السمـــا عن الأرض "
وطلع من الفندق ..قبل لا خالد يرد عليه ..
خالد كان حاس بغضبـه وصل لدرجه انه ما يقدر يتكلم ..
كان يدعي الله ان غانم يطلع قبل لا يمردغه على الأرض .
هذا اللي ناقصــه يهدده ..
كان وده لو يتهاوش مع احد , يكســر شي من الغضــب .
بس يطلع الغضـب اللي حســــه ..
وبلحـظه لما تردد التهديد بعقله , كان راح يلحق غانم ويتضارب معاه , لكن ضغط على نفســـه ..
وبغرابه جا في باله ..انه ان تهاوش وكبرت السالفه راح يدري بدر و بكذا ما راح يكون مثال حســن لبدر !!
غريب كيف انك بأشد اوقاتك عصبيـه , يجي في بالك شخـص ..ويخليك تمتنع عن عمل فعل مجنون ..
يراهن خالد ان بدر ما راح يطري على باله انه بيوم من الأيام منع اخوه الكبير العاقل من الدخول بمضاربه , كنه مراهق ..)
رجع للحاضر ..
قعد بسيارته , لفتــره لما ألحيــن عنده نفــس الإحساس , وده يتهاوش مع احد , و وده يكســر شي من الغضـب .
وش تبي يا غانم ..
انا اللي فيني كافيني , وش حاشرك بيني وبينها .


غانم :

بقى طول الأشهر اللي فاتت بمصـر !
ما احد يقدر يعتني ببنت حنان مثلي , لا عمر , ولا ابوي سعـود .
ما احد يدري انها تعاني , وتقاسي مع ذاك البليـد إلا انا .
الحمدلله ان بنت حنان قررت انها تبقى بمصـر .
لكن ابـوه ما كان موافق بالأول لكنه انجبر بالنهايه..
( قبل ثلاث شهور ..كانوا موجوديــن بالصاله , اهو كان متعمد التواجد الدائم حولهم , بعد يومين من مواجهته مع زوجها !!
اهو فعلا ارتاح لما عرف ان خالد سافـر , لكن ما يقدر يضمن انه راح يرجـع ..
ابوه قال لمها , واهو متجاهله كليا , وهالشي مو غريب عليه " مها انا راجع للكويت عقـب اسبوع , حضري جنطتج باخذج معاي ؟ "
غانم لاحظ ردة فعلها , شلون ارفعت راسها بعجله ..
وقالت " لأ يبا ..لأ انا ناويه ابقى بمصـر "
نقـل نظره لأبوه ..واهو مرتاح انه ابوه مو مهتم لوجوده ,لأنه يحـب يتأمل الوجوه والتعابيـر , ويفهم اللي جدامه خلال هالفتـره .
كان ابوه عاقد حواجبـه " تبقيــن بمصـر ؟!!..منو وياه , يا مها , ؟!!ما كو احد يقعد معاج ألحيـــن , كلنا بنرجع الكويت "
طبعا (كلنا ) لا تتضمن غانم !
نقل غانم نظره لبنت حنان .
اللي ابتسمت برجفــه , وقالت " يبا بس انا ابي ابقى ..وخالي عمر موجود و ..."
قاطعها ابوه سعود (واهو نقل نظره لأبوه سعود ) " مها اهو توه متزوج , اتهقيـن راح يكون فاضي لج ؟؟ , بيجابل مرته ولا يجابل علاجه ولا يجابلج؟؟ "
نقل غانم نظره لمها , اللي غزا الإحمرار وجهها , وانتقلت الرجفه من شفايفها لصوتها " يبا العماره كلهم نعرفهــم .." وقطعت كلامها بتوتر
نقل نظره لأبوه اللي قال بصبر غيـر معهود " مها ردي معاي الكويت !! , بلا كلام ما له معنى , ليش تبين تبقيــن بمصـر "
رد غانم نظره لمها ..
وشاف النظره اللي عذبـته , بنت حنان خايفه من مواجهة الناس !
استغرب من نفسـه كيف فهم معنى هالنظره !!
هذي النظره يعرفها , يتذكرها !!
بس من ويــــن ؟ , وين شاف نظره مثل هذي ؟
ومثل طعنه بالقلب عرف وين !!
شافها بالمنظره , لما يشوف روحه كل يوم ..
" يبا افهمني ما ابي اروح ...." وبعدين فجأه شع نور بعيــونها وقالت بدلع " يبا الله يخليك , انا دلوعتك , يبا طلبتك .. "
هالمره ما اقدرت عيـنه تنتقل لأبوه , قعد يتأمل عيـونها .., وتعابيرها ..
حس جنها فجأه تذكرت شي وارتاحــت لما تذكرته !!
ولما سمع كلمتها عرف انها معتمده على مكانتها عند يدها , وانها قاعده تستغل هالشي .
ابوه قال بصوت صارم " مها لا تجربيـن صبري ؟؟ انا قلت بترديــن معاي بترديـــن "
هـزت راسها بموافقــه , وكنه انطفى النور ..
لكن بعديـن قالت " خلاص يبا , نروح حق الطبيب , واخذ اذنه للسفر وبعدين اسافـر معاك ."
قام ابوه من غيـر اي كلمه ثانيــه ..
بعد مرور يوميــن نفس المشهد رد تكرر !!
ثلاثتهم قاعدين , واهو كنه شبح بالنسبـه لأبوه , يحس ان أبوه اصلا مو منتبه لوجوده !
وينقل اعيونه بينهم ..
ابوه كان ألحيـــن يقول بصرامه " ليش ما سمح لج بالسفـر يا مها ؟؟"
بعدت شعرها وقالت بتعـب " لأن ..لأني نزفــت دم , وهذي المره الثانيـه , خلال اسبـوع !! "
عيــــنه اوسـعــت ..
ولف على ابوه ..اللي ضغط على اسنانه ..
هذي فرصته انه يحرسها !!
كله من زوجها اهو اللي خلاها تنزف !!
ابوه قال " شلون نزيــف يعني ؟"
مها قامت بتعـــب من مكانها " يبا عادي اهو عطاني حبـوب وغزني ابره , بس ما يصير اتعــب عمري , والسفر من الممنوعات "
اهو اهني نطـق " انا راح ابقى معاج ..انا عندي شغل بمصـر واقدر ابقى معاج الوقـت اللي تبيــنه "
شاف نظرة ابوه الغاضبه الموجهه له ( ابوه ما يثق فيــه )
بس مها وحماسها وشلون رمت حالها بين ذراعه واهي تقــول " صج خالي ...صج ؟؟ "
ولفت على يدها " خلاص , يدي ما تقدر اتقــول شي , كاهو خالي راح يبقى معاي "
ابوه سعــود ابتسم لها بموافقــه متردده ..
وقال " على راحتج !!! "
لكن بعد ما راحت لغرفتها عشان ترتاح ..
لف عليــه ابوه وقال " انا وافقت لأنه ما عندي خيار ثاني , خاصه ان الشركه بالكويــت تحتاجني , لكن انا راح اراقــب الوضع , راح اراقبــه عدل ..اي اهمال منك , وراح تتحاســب مني انا "
كلمة ابوه القاسيــــه عورته
ما احد يقدر يشكك بوفائه لحنان ..اخــته العـزيزه ..
رد على ابوه بطريقه صارمه " بنت حنان ما راح اهملها , مثل ما انتوا اهملتوها "
وطلع بعد ماشاف نظرة الصدمه بعيـون ابوه
لكن ما اهتم .. )
وحتى الأن اهو مهتم فيها عدل , ياخذها لمواعيدها ..
ياخذها لعشى , غدى , واحيان كثيــره الريـوق .
كان يلاحظ نظرات الأستغراب منها .
من اخوه عمر لما يقـوله انه خذا بنت حنان .
وقال في قلبـــه بقــوه (حنان اتمنى بإهتمامي ببنتج اني اقدر اوفي ولو جزء من أفضالج علي ..)




يتبــــــــــــــــــــع ..


نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله

نظرة الحب
03-28-2011, 06:02 PM
التابـــــــــــــــــع ..








عمر :

كان واقف على رجله , اشتاق للوقـوف , رجله اليسار ردت لقـوتها جزيئا , بقى رجله اليمين على كلام الدكـتور تحتاج لوقـت اطول بكثيــر .
العكازات مساعده على الوقوف ..
كان حاس بالضجـر , ثلاث اشهـر بالمستشفـى لشخص يكره المستشفى كانت معاناة بحد ذاتها ..
لو بيــده كان طلع من المستشفى بأول اسبــوع , لو ما حلـف ابوه عليــه جان طلع ..
ابوه كســر خاطره , كان يقدر يعاند ابوه بكل بساطه , ويطلع ..
لكن طريقة ابوه بالكلام معاه , و رجاءه وطلبه الحار منعـــوه من العناد .
اللي هــون عليه ان الريحــه بالغرفه صايره خفيـفه خاصه مع البخـور اليـومي !!
لكن مشكلته الأكبـر بالوقت الحالي اهي ريم !
بدعـــت فيه , طول اليوم رسايل شـوق بالموبايل !! جنهم مثل اي زوجيــن مغرمين ببعضهم !!
تعامله بطريقة حــب كلما شافـته , لازال يصد هالتصرفات بقــسوه ..
وبقـــوه .
لكن بدى يحس بنفســه يضعف , بالأيام الأخيــره , وهذا خلاه يقسـو عليها بشده .
عشان ما يبين ضعفــه .
دخلت عليــه وحده من الممرضات .
وقالت له بأبتسامه " لسه على رجلك ؟ مش حترتاح ؟ "
لف عليها بتمكـن غريـب من العكاز اللي كان جديد عليه
رد لها الإبتسامه بتعـب " اممممم"
يابت له العشـا ..
وحطته على الطاوله ..
وقالت " المدام حتيجي النهارده ولا لأه "
عند طاريها حس بالجفاف .
رد بهدوء " اي اعتقد "
" مراتك جميله , ولطيـفه جدا "
رد بسخريه " اي نعــم " وقال بصوت غير مسموع " ما دام الموضوع غير متعلق بأطفال "
الممرضه اللي ما اسمعت قالت " عفــوا "
رد وقال " لا ابد ولا شي "
بهاللحظه ادخــلت مــرته وعلى ويهها ابتسامه مشرقه , صارت هالأبتسامه مكرره كلما شافته , ونزل راسه على الأكل , وبدى ياكل ....
كان بيدها كيـكه .
اول ما ادخلت وشافت الممرضه , صارت ابتسامتها بارده ..
حســت بالغيـــره !!
من اول ما سكـر موضوع مرته الأوليــه ..
ومن اول مواقفها مع (سم) اللي كانت تبيـن اعجابها بعمـر ..
من اول ما شافت نظرة اعجاب من وحده من الممرضات ..
تحس كل وحده تبي تاخذه منها .
ادخلت اهي واطلعت الممرضه , واهي تستأذن .
رفع راسه وشافها , واكتسى ويهه بالسخريه , بعد ما عرف انها غيرانه .
بدى يميـز هالتعبيـر اللي يطلع كل ما لقته يتكلم مع مره .
اقعدت قربه , بعد ما سلمت عليه ..
وقالت " وش تسـوي عندك ؟ "
افصخــت لفتها , وحطتها على كتفها !
شافها ببرود وقال بسخريه بسيطه " يابت لي العشـا بس مو مثـل عشا سام اللي من جم شهر"
شافته بغرور , لأنه هو المسؤول عن اللي حصـل ..
ضحــك بسخـريه من تعبيــر ويهها , هالأنسانه صايره متملكه بصوره خياليه , بالأول ما كانت جذي أو ما كانت بهالدرجه , وتذكر اللي صار .
( كان قاعد بعد خروج الرجـال ..
وهالوقــت اهو الوقت الوحيــد اللي يرتاح فيه ..
حاول يسترخي , وينام ..
لما تفاجـئ بدخــول سام , اللي كانت لابسه ملابس اقل ما يقال عنها فاضحـه ..
وعرف بمجـرد انه شافها انها ناويه على شي ..
قالت له " hello ,our patient !! " (مرحبا , يا مريضنا )
ابتسم بهدوء مو وقتها حداااااا " hi , how are u ? " (هلا , شلونج ؟ )
ردت الأبتسامه " I'm fine "
بدت تروح وتجـــي , وتدخــل اكيـاس معاها .
قال ببرود "sam !! hummm what's going on ?" (سام !! شنـو قاعد يصيـر )
ابتســمت بهدوء " nothing , i just thought about bringing my dinner and eat it with you "
( ولا شي , انا بس فكرت اني اييب عشاي واكله معاك )
الله ...الله ..
هذي يـــنت واقعدت ..
سكــــت لكن ما قدر يردها , خاصه انه باجـر سفـرتها .
يــــت في باله فكــره ..
ابتـــسم بذهـــن غايـــب .
راحت تحضــر الطاوله قباله .
خذا موبايله ..لما شافها تطلع برا الغرفه بتحضر شي من الأشياء اللي قاعده تنقلها .
ريم زعلانه عليـــه !!!!
صار لها جم يــوم , عقــب ما صدها عن سالفة نوره الله يرحمها ..
واهي ما تيي له !!
واهو ما راضاها , ولا اتـصل عليها .
إذا بتزعـل على سالفة نــوره .. كيفها تزعـــل .
لأن نــوره موضوع غيـر قابل للنقاش ..ابدا ..ابدا ..ابدا .
نوره شي خاص فيه , ومرحله غير قابله للنقاش .
وبما انها تغار من سام , فهذا عذر انه يشوفها.. حاس انه فاقد شوفتها ..تعود على شوفتها بشكل يومي متكرر.. وتغليها عليــه الحين بعدم ييتها له بالمستشفى كان مضايقه , ومخليه على اعصابه طول الأيام اللي فاتوا .
واهو ما راح يطوف شوفتها واهي غيرانه بالدنيــا ..
انك تشـوف انسانه آيــــــه بالجمال , أقل ما يقال عنها انها حلـوه , تغار عليـك , وتستعمل العنف الكلامي , والجسدي لأحساسها بالتملك ..يبسط
إضافه إلى انه يبي احد ايي يبعد سام عنه من غيـر لا يجرحها .
على وجهه ابتسامة تسليــه ..
كتمها اول ما اتصل عليها , ولما سمع صوتها البارد واهي تقـول " ألو .."
قال بصرامه " ألو , ويــن كنتي حضرتج ؟؟ "
سكــوت من الطرف الثاني .
وبعديــن قالت بصــوت يحمل شئ من الدلع المغلف بالعتاب " كنك مهتم "
ما كان يبي يسمع عتــب ..ما له خلق
قال بسخــريه " شنو تبين تحسسيني بتأنيــب الضميــر ؟؟"
سمع شهقتها ..
وقالت بغضـب " ليه انت قاسي ؟؟؟؟ ليــــه "
سمعها بعدم اهتمام .. اهي اقل ..وحده تتكلم عن القسوه .
قال " راح تيـين اليــوم ؟"
ردت عليــه وقالت بغضــب " لأ ,.. لأ ..ما راح اجي "
تنـرفز من عدم رغبتها بزيارته .
وقال ببرود " خلاص على راحتج , راح يطوفج العشا اللي يايبته سام ؟ "
قالت بعصبيــه اثارت تسليته "عشــــــــــا ....ليه ان شااء الله جايبتلك عشااا , اصلا وش تبــي هالسم تجيـــب لك عشــا ؟ "
ما ابتســم وقال " ليــش اشفيها ؟ "
بعصبيه قالت " اطردها ألحيــن اطردها "
قال ببرود مصطنع واهو وده يضحك " اطردها واهي يايبه لي عشا ؟؟!!"
ردت بنفس العصبيــه قالت " يعني ما راح تطردها "
عرف انه انتصر وانها راح تيي ..
"لا ما راح اطردها ..يلا مع السلامه , اخاف العشا يبرد "
سكــر التليــفون بإنتصار .
وبدى يتكلم مع سام بأمور عاديــه , وكان مرتاح انه سام ما حاولت اي شي قليل الأدب , بالعكس ارجعت سام اللي يعرفها بأمريكا .
اللي تعامله بصداقه فقط , مع عدم وجود اي نيه اخرى .
ادخــلت ريم بعنــف , خلاهم اثنيــنهم يلفون بإنزعاج ..
عمر لما شاف الداخــل .
حس بغرابه بإحساسه , شعــور بالفرح لشوفتها غمره ,وهذا خلاه يبعد عيـونه عنها عشان ما تشـوف احساسه .
ورد عيونه لها بعد ما تمالك نفســه .
اما اهي فما كانت تشـوفه ولا كانت ملقيـته ويه ..
كانت تشــوف سام بنظرات غاضبه لكن بعدين تمالكت نفسها ولفت على عمر .
وادخــلت , وقربت من عمر وباست خده , لأنها ما تتجرأ على اكثـر من جذي قدام احد .
وقالت لعمر بالأنجليـزي " hello baby ….. how are you honey ?" (هلا حبيبي , اشلونك عزيزي ؟)
هالجمله الأنجليـزيه اللي انطقتها.... قالتها عشان سام تسمعها
رد بهدوء " I'm fine thank you " (انا بخيـر , مشكوره )
وبعديــن لفت على سام وقالت ببرود " oh you are here " (اوه انتي اهني )
وخرت ويهها عنها بتجاهل ..
كان واضح على سام الضيق من قدوم ريم ..
وبعد ما اقعدت , واجهــت سام وقالت " when you will be back to u.s " (متى راح تردين لأمريكا ؟"
سام ما عجبها السؤال وقالت " soon enough " ( بوقت قريب )
قالت ريم " I hope you go soon " (انا اتأمل انك تروحين قريبا )
عمر , و سام شافوها بصدمه ..
بس عمر صارت فيه الضحكــه ..
بس تمالك نفسـه وقال بإعتراض " ريم ..."
سام لفت على عمر وقالت " no that's ok , she is acting like babies " (لا عادي , اهي قاعده تتصرف مثل الأطفال )
ريم كانت بترد لكن عمر عطاها نظرة غضب لأنها اهي اللي بدت السالفه .
واللي انطقــت بكلام غير مؤدب , وأدى إلى كلام غير مؤدب ..
لكن اهو لف على سام وقال" please sam " ( ارجوج سام )
قامت سام من مكانها وحطت العشا له ..
لكن ريم اللي كانت معصبــه , شافت العشا وقالت بطريقه استفزازيه
" omar doesn't like chiken , but you can give it to the poor people , it's not a waste "
( عمر ما يحب الدجاج , لكن تقدرين تعطينه الفقرا , ما راح يضيع جذي )
وكملت " I can help you remove it " ( انا اقدر اساعدك تشـيلينه )
سام صار ويهها احمر ..
انحرجـــت .
و واضح عليها انها كانت راح تبجي .
عمر قال بسرعه " no sam it's ok , I can eat chiken " ( لا سام عادي , انا اقدر اكل الدياي )
شافته ريم وقالت " no you don't " (لأ انته ما تاكله ) ولفت على سام قالت " ahaa you want to eat it for her sake "
(اهاااا انت تبي تاكله عشانها )
سام واضح عليها انها راح تبجي إلا شعـره ..
فحط ايده على الرغم من انه فعلا ما يحب الدجاج , لكنه بدا ياكل ..
مر الوقت وريم بكل ثانيه تفشل سام , وسام بعد ما قصرت معاها
واول ما لقت سام الفرصة المناسبه , استأذنت ..و ودعته , السهره الرومانسيـه اللي كانت ناويه عليها قبل سفرها , أو السهره اللي تشكر فيها عمر اهدمتها لها هالريم !!
بعد ما اطلعــت , و ودعــت عمر لأنها راح تسافر باجر نهائيا لأمريكا , ولوظيفتها ..
وطبعا غادرت الغرفه من غير اي اعتراف بوجود ريم , ولا اعتراف من ريم بوجودها ..
لف عمر على ريم وقال بسخريه " استانستي بتصرفاتج الطفوليه ؟؟ "
شافته بأستغراب " ما ســويت شي "
ضحك بسخريه " ما سويتي شي ..كل اللي سويتيه وما سويتي شي "
قالت بغضــب " ما شفت كيـف لابسه , واضح وش كانت تبي تســوي , لو انا ما كنت موجوده "
رفع حاجب " وانا ما عندي اراده علشان أرفض اللي اهي ناويه تســويه ؟!, وبالضبط شنو اهي ناويه تســوي من وجهة نظرج ؟ "
قالت بقوه " كانت تبيــك تشــوف انها حـلوه "
ضحـك ..
صعب يعصب عليها واهو مناديها عشان تتصرف هالتصرفات بالذات !
عدت الليله واهي راحــت امبجــر , لكن كان واضح عليها انها ارتاحــت ان سام راح تسافر باجـر ..
نام ذيك الليله ..لكن صحا لسبب مجهـول عنده ..
ولما فتــح عيــنه , انصدم ..
ريم كانت حاطه راسها على الفراش ونايمـــه ..
متى ردت ؟؟؟ ما يدري ..
وليش نايمه عنده ما يدري ..
لكن اللي يعرفه انه قلبه غمره احساس لطيــف ..
تذكر لما نام نفــس هالنومه عند نوره من جم سنــه !
كان يبي يصحيها , لكن عجــز عن هالشي , خاصه انها نايمه , وماسكه كفه بإيدها .
قلبه كان ينبض بقــوه من تصرف ريم .
لكن رجع ينام )
رجع من افكاره هذي !!
إلى الأن ما يدري ليش نامت عنده , لكن بالصباح ما كانت موجوده !
ريم بعد ما سمعت طاري ذاك اليــوم (يوم عشا سام ) تذكرت شلون لما اطلعت من غرفتـه , حســت بالخــوف يغمرها من انها تفقده للمره الثانيه .
خوف غمر قلبها , وخلاها تروح للكافتيــريا بالمستشفى ..
لكن خوفها ما غادرها , وخلاها ترجع لغرفته , تطمنــت لما شافته نايم ..
وما حســت بروحها إلا واهي نايمه عنده .
لكن اهم شي ان (سم ) اظهرت من حياتهم من غير رجعه ..
لفت على زوجها اللي كان ياكل الكيكه اللي هي عاملتها له , بإبتسامه , اخيــرا , هم لبعض ..
بس بكره الله يعيــن على بكره ..
بكره اهي راح تخطـو خطوه للأمام , راح تعترف بحبها , وتحضر عشى ممتاز لهم ..على امل انه يتقبل الموضوع .
بس خايفه , لأن عمر لما ألحيــن ما تخلى عن سخريتــه كليا , ويقـول فجأه كلمه تجرح وتدمي لأيام كنـه يعـوض عن الوقت اللي يعاملها فيه بهدوء .
خايفه منه .
بالأول كانت تحتمي من قسـوته بشقتهم اللي تحتوي ذكرياتهم الحـلوه .
لكن ألحيــن هو كله بكبره بيجي , بكل قـوته , بكل طوله , بكل عنفـه , بكل قسـوته بيفرض حاله على ملجأها .
كانت تبقى معاه لدقايق ويجرحها ببروده وبمعاملته الساخره , ألحيـن كيف بيكون وضعها واهي مقابلته 24/24 .


ساره :

امها ما تجلس معاهم كثــير ..دايما بغرفتها تسبح وتدعي الله
خايفه على صاحبتها .
اما هي ألحيـــن مع فاطمه ..
اللي قالت لها " ساره , متى بتتحضري لعرسـك ؟ "
ردت ساره اللي على اعصابها بتوتر " اي عرس ألحيــن وخالتي تعبانه ؟ "
هزت فاطمه راسها بعدم اهتمام وقالت " بتكون بخيـر ان شاء الله ....وانا سمعت ان قتيبه وده يعجل بالموضوع "
ساره كانت متوتره ..
وقالت " ما اعتقد ان قتيبــه مستعجـل وامه بهالحاله "
فاطمه قالت بصبر " ساره ..جد غريبه , انا ما قلت تزوجي ألحيــن , انا بس قلت تحضري ان تعجل الزواج ..."
ساره قالت بغضب من الإصرار " يمكن ما يكون فيه زواج "
فاطمه انصدمت .
وبطلت حلجها ..
وساره اندمت على تسرعها بالكلام !!
غيــرت الموضوع بسرعه وقالت " وشلون زوجـك واعيالك؟ "
فاطمه بعصبيـــه قالت " وش فيـكي انتي وخالد , الكل يسأل عن زوجـي اللي يبغاه يكلمه ...انتي ألحيــن جاوبي على سؤالي , ليه ما تبغيـن تتزوجيـن قتيبـه ؟ "
طبعا كان ردها الغريب وعصبيتها من السؤال الخاص بزوجها صدم ساره ..
لكن سؤالها عن قتيبه وترها اكثـر وقالت بتصريف " ما اقصد المعنى اللي انتي تقـوليـنه , انا اقول يمكن ما في زواج وخالتي ما ينعرف وش هو مصيرها "
اوسعـــت عيـن فاطمه اللي قالت " فالك ما قبلناه "
حســت ساره انها جابت العيـد بكلامها
وقالت بتعــب " أوووووه يا فاطمــه, خلاص اتركيــني , ماني عارفه اتكلم ألحيــن ....بروح انام "
فاطمه شافتها بصدمه وقالت " انا جايتكم وما احد يبغى يقعد معاي !! "
ساره ما اهتمت بالموضوع ..
وكملت طريقها لغرفتها


اليـــوم الثاني بالليل :

سمــر :


كانت تنتظــر.. ابوها واخــوها قتيـــبه عند الدكــتور ألحيــن ..
اما هي فعند الباب ..
قتيبــه رفـض انها تدخــل معهم , خاصه انها منهاره نفسيتها بالأيام الأخيــره مع حالة امهم المفاجئــه واللي مهي راضيــه تتطـــور ..
وسمعــت كلامه لأنه متى ما قال كلمه , فما يحــب يثنيها ..
على حنانه , وقلبه الكبيــر إلا انه كلمته لازم تطاع .
امها متى تكـون بخيــر ؟ متى تكون بصحتــها ؟


غانم ومها :

اهي وخالها غانم بالطريج لغــرفة عمر ..
ريم اطلــبت منها مرافقة عمر من المستشفى , لأنه عندها اشيــاء وايد تعملها وما مداها الوقت انها تقضيها ..
كانت مها تعطي غانم نظرات جانبيــه , صادمها اعتناءه واهتمامه فيها ..
ما كان يرضى انها تطلع إلا ورجله على رجلها ..
ما تدري ليش اهم عندهم ايحاء انه غيـر مسؤول ,و لامبالي .
بس دايما كانت تستغرب من وضعه , اشلون شخص بهالوسامه , وعلى حسب كلام الكل (ذكاء) , مومتزوج , ولا عنده وظيفه معروفه لهم ..
كان شخص غامض , وغريب ..
لكن تحســه دايما معاها بمشاكلها ..
صرفت نظرها عن خالها .
وشافت الطريق اللي جدامها بممرات المستشفى .
شافتــــها .
سمــــــــر
ما كانت سمر منتبهه لها .
حســـت بكل مشاعرها العصبيـــه تحرقها ..
وفجأه جنه سمــر حســت بالنظرات عليها , وجهت انظارها لعيــون مها ..
اثنيــنهم اوقفــوا .
للحظات ..
مها لو ما العيـــب جان اتفلت بويهها , أو صرخــت عليها , أو قالت لها اكرهــج هدمتي حياتي ..
اما سمــر فعلى الجهه الثانيـــه , كانت حاسه بألم ..
ما تصــدق مها لما ألحيـــن بمصــر ..معقـــول ...اش معنى هالكلام !!!
كانت تتصور انها باقيـه شوي عند جدها وراح ترجع للسعوديه ..
على الرغم من اللي قالته فاطمه لها لكن هي تعرف مبالغة فاطمه بالأمور !
يعني فاطمه صادقه ..احتمال خالد يطلق حرمته هذا إذا ما طلقها اصلا !
لأ لأ يا ربي , هي كافي عليها حالة امها !!
ألحيـــن تفكــر انها احتمال السبب في مشاكل خالد ومها ..
يا الله !!
غانم قال لمها واهو مو مركــز " يلا يا مها .."
بصعــوبه بعــدت مها عيـونها عن سمـر اللي كانت بأخــر الممر تقريبا !!
وقاومت البكي بصعــوبه ..
لكن بالنهايه تحركـــت ..
غانم قال لها فجأه " فيــج شي مها ؟ "
ابتســـمت مها بصعــوبه وقالت " لأ ابدا ما كو شي "
ادخــلوا على عمر , اللي كانت اغراضــه محضره , وأول ما شافهــم , نقـل عيـونه بينهم , وقال ببرود " وين المدام ؟؟؟ "
مها شافتــه , سبحان الله , وين كانوا , وين صاروا .
الحمدلله اللي رده لهم , الحمدلله .
كل ما شافته تذكر فضل الله عليهم .
ردت مها " ما قدرت تيي , بس هي بالشقــه "
هــز راســه بالموافقــــه ...
مها مررت له مفتاح الشقـه .
اللي اهو خذاه ببسمه وقال " شكـرا "


سمر :

تشتت انتباهها بخـــــروج اخــوها وابـــوها ..
والإبتسامه على شفايفــهم ..
جا لها اخــوها ..
وقال بفرحه " سمــر الحمدلله , الحمدلله , امي استقرت حالتها اخيرا.... يا سمر ....امي بخيــــــــر "
شافت اخــوها بصدمــــه ..
وبعديــن لفت ويهها على ابــوها ..
وتأكدت من ملامح ابــوها صحـــة هالكلام ..
اضحكـت بصوت عالي من الراحه ..


خالد :

جا له اتــصال من مصـــر ..
من قتيـــبه , قام من المجلــس ومن وســط الرجاجيـــل لأجل يركـــز ..
خاصه انه قتيــبه سكـر منه التليــفون , واهو يقــول انه دخــل المستشفى , والدكـتور طالبهم ألحيــن , قبل لا يروحـون لأمهم .
أول ما ظهــر قال " هلا يا قتيــبه , بشـــــر "
" اي يا خالد البشــاره , امي الحمدلله تحسنت حالتها , الدكتور يقول كم اسبوع وتظهر ان شاء الله "
حــس بالنــفس يطلع براحه من صدره , على الأقل في خبــر حلــو اليــوم لأمه ..
لأن امه مضيقه صدره بحالتها , وخوفها على صاحبتها ..
ولأنها كانت تبي تروح لمصر من اول ما ساءت حالتها لكن كان يتعذر بشغله , ألحين ما يقدر يمنعها ..
وقال ببساطه " وانا وامي جايينكم لمصر "


غانم :

بعد ما وصــلوا للعماره ..
وصعــد مع مها للشقــه ..
كان حاس بنفســه بدى يتعــب من الكوابيــس ..
زادت من اول ما امتنع عن أعماله المجنــونه ..
لازلت صــور البحــر ..
الغيــوم ..
المطــر ..
الصراخ ..
صـوت احد يتكلم من مكيـرفـون ..
شعـور اليأس .
شعـور الذنب .
شعـور الألم .
يتكرر بكوابيسه
تنهـــد , وينج يا حنان عشان اشكي لج !!




يتبـــــــــــــــــــــــع ...




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 06:02 PM
التــــــــــــــابع ....



ريم :

كانت على اعصــابها ..
كل خمـس دقايق تتأكد ان كل شي بخيــر ..
الأكل تمام..
الورقه بمكانها ..
البخــور موجود ..
مكياجها ممتاز ..
ملابسها مغريــه , اللي اهي اختارتها بحــرص شديد ..
سمعـــت صـوت القفــل يدخل الباب ..
ابتسمت بتـوتر ..
وخــذت نفــس عميــق .
عمر على الطرف الثاني ..
غانم ساعده على وضع حقيبته عند الباب وراح ..
حط المفتاح بالباب , وافتحــه ..استقبلته ريحة البخـور .
لما دخــل ..سند عكازته على الطـوفه وسحــب الجنــطه ..
وبعدين استقام ..
سكـر الباب ..
وخذا العكازه ..
ولف ويهه ..
انصدم .
كانت جدامه , بلع ريقــه ..
رووووووووووووعه .
الجمــــــــــــال كله .
اوقفـوا لفتــره قبال بعـض ..
وبعدين ابتسم ابتسامه جانبيــه وقال بهمــس ومن غير شعور" أروع من الخــيال "
عيــنه اللي التقــت بعيـونها , دلتها على انه ما يسخــر ..
فجـــــأه انطــلقت ريم لصدره ..
لما شاف اندفعها فكـر بسرعه , رفع رجله المصابه , شـويه اعلى عشان ما يتألم , وركـز ثقله على رجله اليسار , وترك العكازتين .
وضمــــته بقــــوه .
واهو رجع على الباب اللي وراه ..
ريم مشاعرها فجأه اندفـعت فيها بقـــوه لدرجه ما اقدرت خلالها تمنــع نفســها من رمي حالها عليـــه .
قــوتها بالضمــه ..وترته , ما كان متصـور مشاعرها بتكــون جذي ..
قالت بهمــس وصـوتها يرجــف " الحمدلله على سلامتك ..الحمدلله على سلامتك "
اشتاق لها ..
اشتاق لضمتها ..
غمــض عيــنه ..
وبعديــن فتحهم واهو يقـول " ريم ..ريلــي "
اسمعـــت كلمته ..
واستــوعبــت اللي ســوته ..
وابتعــدت بسرعــــه ..
شافته متسند على الباب ..
عضت شفايفها ..
اما اهو فخذا العكازات من عند الباب واهو يتجنب النظر لها ..
قالت له " محضــره العـشا اللي تحبه "
هــز راســه بهدوء وقال " ممتاز "
كان متوتر من شكلها , من ضمتها , من مشاعره الغبيــه اللي قاعده تجري لها , كنها كانت بقفص وألحيــن قاعده تنطلق ..
قعــد يتعشى معاها ..
مو قادر يدخــل شي لفمـه ..
كان يحــس بنظراتها عليـــه ..
كان يرفـع عيــنه ويلتقي بعيــنها , بحس بقــوه مشاعرها تنطلق له ..
لكن استغـــرب اي مشاعر يحملها شخــص ما عنده قلــب ..
بعــد وجهه عنها ,و كمل ياكــل ..
كانت تتكلم معاه بصــوتها الرقيــق ..
واهو يسمع الصـوت والنبــره لكن مو قادر يركـز على الكلمات ..
بعد ما خلص العشــا ..
قامت من مكانها وقالت بهمـس " انتظــر ...امممم القــهوه بالطريــق "
ريم كانت متــوتره , ألحيــن لازم تعطيــه الورقــه ..
بس ما تقــدر ..خـايفــــه ..خايفــه من ردة فعــله .
بس داســت على اعصـابها ..
ريم هو لازم يعرف بمشاعرك ..
لازم ..
وخذت ورقـه من مكان بعيـد على الطاوله .
وردت قربت منه
ولاحظت نظرة الأستغراب على وجهه .
بس نزلت عينها , مدت ايدها بالورقه من غيـر لا تشـوف ويهه وقالت بهمــس " هذي لك .."
عمر شاف الورقه , وبعديــن شافهها .
كان واضح على ويهها الخجل ..
والتـوتر من هالورقـــه .
حتى عينها مو قاعده تلتقي بعيـونه ..
اشفيــــها !!
كان راح يقــول كلمه ساخــره ..لكن ما طلع شي بعقله ..
خذا الورقـه منها ..
وقبل لا يتكلم ..اهي راحــت ركـض لخارج الغرفـه ..
شاف الورقـه اللي بيده ..بإستغراب !!
قلبها بإيده , وبعديــن فتحها .
ومشاعر التــوتر اللي فيها انتقــلت له .
لما قرى العنــوان ..بدى قلبـــه ينبــض ..
هذي شناويه عليـــــــــــــه !!
شاف باب المطبــخ بتوتر ..
ورد للورقه ..


..أفتقــــــدك حبيـــــبي..


غريب

إن أكــتشف بعد فراقـــك تلك المشــاعــر

التي أنتابتــني..بعد رحــيلك بــلحظات..

وكأنها كــــفوف من يد حاقــد يضربنــي لغايـــة في نفســـه

المدمرهـ...

ليقتلــع قلبـــي الطــاهر النــدي ويصبغــه بلون قلـــبه،

بالســواد.

وهكذا اصبح قلـــــبي منذ أفتـقدتـك

في سواد ومن سواد..

ولكن ؛؛

لماذا ؟؟ياحبيبي..

..نعم حبيبي

بأمكانك عدم تصديقي .. لانها المرهـ الاولى منذ فراقنا!!,,

ولكن اعدك ..

ستسمعها مني دائما".

في بعدكـ توضحت امور كــنت اتغاضى عنها

او غافله بحكم هيامي الصامت القابع في ظلمات

||قلبـــــــــــي||

ولم يتهادا إلى فكــري ان اكون انا ظالمهـ

بينما أنا بالفعل جانيهـ مدمرهـ ظالمهـ

لأحاسيسي الساكــنهـ في الظلام

ولم اخرجها لمن يستــحقها

لمن اهـــداها الى قلـــبي من فيــض مشاعرهـ الشفافه الرقيقهـ

كــرقة الندى على اورق الورد...

؛؛؛

هل تكون صفات الظــلم والاختباء في الظــلام..

حقــــــــا" !!!!!

منصوبــــه إلـــــــي

مازلت في مرحلة عــدم التصديـــق..

ام


يكون بعدك عني قد اصابني بهلوســه

؛؛؛

آ آ آ آ هـ هـ

يجتاحني شعور ممزق

احس بهـ يضرب قلبي بعنف مدمــر!!

كل هذه المشاعر لمجرد فراقـــك !!

لماذ لم اكتشف هذه المعلومه الــجديده...

؛؛؛

كنت دايم اجد فيك العــيوب وبســهوله

ولكن انا هــي التي تمــلؤها العــيوب

}}..يااللــــــه..{{

انني فعلا" حمقــاء وغبيــه عندمــا كــنت استــفزك بكل الطـــرق ..

انك ... لاتعلم مهيت الأحاسيـــس

الفياضــه التي تعــصف بي من كل الجوانــب انها.. انها..

تنتشلني من على مقعــدي المفضــل المجــــاور لمقعـــدك ..

وتطــيربي من ذكرياتي الجميـــله في حديقتـــنا الخــــلابه وترميــــني في وسـط

||| ~~ أعصـــــار~~||||

من الرياح المؤلمه تمزق قلــــــبي وروحـــي إلى أشلاء لا يستطــاع تجميعها ،،،

وتصــبح قلــــــبي وروحـــي

هائمه على وجهــــها

في انتظـــــــــــارك ,,

لتقوم بلملمتها اليك لانها فعلا" تنتمي منـــك وإلـــيك،،ياحبيـــــــبي،،

""عنـدمـــــا""

تذهب تلك النظــره الجديه من عينيك الساحـــرتان ..

وتفيض نظرة مغلفه بحــنان تحمل في داخلها حـــب هـــادر عنـــيف ينتشــلني

من براثن الوحـــده والفـــقد..

أو

عندما انظر الى ذلك الأنف الشامـــخ وكأنه حـــــارس

على تلك الشفتين الأسفنجيتـــين

يمـــنع المتطفلــين من سحب رحيــقها

..

اتــحرق شوقــــــــــــا" لملاقاتــك..

وبأمكانـــك في هذه المــــــره

اختــــيار المكان..

امــ على شاطىء حبــنــــا الذى ضـــــم أجمــل مقاطع جريـك خلفــي او جريي للهرب من حضنـــك الدافـــىء..

؛؛؛

أوعلى شرفة مـــنزلي لأسرق النظر الــيك وانت تضحك على الخليــوي لطرفة قالها الطرف الآخــــر لك ..

وعندها يصيبـــني الجــــنون لأن شخصا" غيري استمـــتع بسماع ضحكـتك الرنانهـ..

وليس لانه ينتابنــــي الشك فأنت بنسبهـ إلي

طاهــر وبــريء..
؛؛؛

أمــ تريــد رؤيـــتي على كرســي الاتهـــــام

وتمارس علي اساليبك لاعترف بذنبي الكبـــــير اتجاهك

في المدة الاخــــــيرهـ..

ولكن ينطبق علـــي قول

{{لايعرف قيمة الشى الا فاقده……}}

زوجتك ريم


احقاقا للحق هذي الخاطره للأخت (حبيبة زوجها) من منتديات غرام

الورقــه كانت مثــل السحــر
اللي جذبــته لأخــر سطــر فيها ..
لما خلصها ..
ظل يــشوفها لفــتره , يحاول يستــوعــب المعاني ..
لأ هذا فــوق طاقته على الإحتمال , ما يقـــدر ..
جذي وايد عليــــه , وايــــد .
مو كافي انها تقــول له انها ما كانت تبي فيـصـل ..
مو كافي ..
ألحيــن قاعده تقــوله انها تحبــه وانها غلطانه وندمانه
مرر ايده على شعــره بتعـــب ..
حس بالحـــر , حـــــــــر بالغــرفه .
قام من مكانه بســرعه بمساعده العكازه , مو قادر يقــعد اهني , ما كــو هوا اصلاااا ..
راح فتــح البــلكــونه , وطلع ..
ترك العكازه و وسند روحــه على الحاجــز الخاص بالبلكــونه , وتنفــس بقــوه , اهم اعلى شــقه بالعماره ..
يشــوفون البشــر اللي تحــت مثل النمل ..
لكن اهو مو قاعد يشــوف شي .
اهو مو قاعد يشــوف إلا نفســه , واللي اهو فيـــه ..
ريم مو هذا اللي كان في بالي لما تزوجتج , انتي شقاعده تســوين فيني ..
حرام عليـــج ..
لما تـزوجــتج مره ثانيه ما كان في بالي انه واحـد فينا يعتـرف بالحــب , أو حتى يقـول هالكلمه .
شيســوي ألحين..؟
يصدقــها ولا يجذبها ..؟
يعاملها زيــن ..او يصدها ..؟
عفــس الورقــه اللي بيده لما صارت كــوره .
شنــو يعني ؟؟
شنــو الوضع ألحيــن ..
ريم كانت تلتف حــول نفــسها بالمطبــخ ..
مو عارفــه وش تســوي , بس تبي تمنحـه فرصه لقراءة الورقــه ..
لما اعجــزت تنتظر اكثـر اطلعــت وبيدها القهـوه له ولها ..
ما شافـته قاعد على الطاوله , لكن شافت باب البلكونه مفـتوح ..
اطلعت له
كانت متسند على الحاجــز ..
شافت ورقتها معفـوسه بإيده , يعني قرأها ..
حطــت القهـوه على الطاوله ..
عرفت انه حس بوجودها من حركة جسمه , لكن ما لف عليها ..
قربت منه , وحاوطت جسمــه من الخـلف بهدوء وصارت ايدها على بطنه .
حســت فيه يتصلـــب ..
سندت جبهتها على ظهره ..
" وربي احــبك ..وربي ندمانه ..."


.

الكاتبـة

black widow

نظرة الحب
03-28-2011, 06:03 PM
البارت الثلاثين

*** أحسبه ضيع دروبي ولقى غيري وبدلني ... أثاري قلبه الطيب حنوووون وبوفاه يغلبني***












" وربي احبك ..وربي ندمانه "
ريم ان كانت متوقعه منه رد , فهي غلطانه .
السكـوت اهو اللي قابلها .
ضمته اكثـر , بحيـث صارت اذنها على ظهر , تسمع وتحس بأنفاسه اللي تطلع بهدوء غريب , تسمع دقات قلبـه من ظهره ..
جسمها كان متلامس مع جسـمه لأنها تدور على الدفا من برد جفاه ..
ليه مو قاعد يرد على اعترافها ؟
ليــــه ؟
كررت نفس الكلمات بقـوه اكبـر , بشوق اكبر " وربي احبك ...وربي ندمانه .."
ما تلقــــت الرد للمره الثانيــه .
كملت بحراره " اعشــقك , عمر ...احبك ..احبـــــك .. مو حاس بحبي , مو حاس برجفـة قلبي عليك, مو حاس بلهفـتي لك "
عمر كان يسمع اعترافها بالحب .
يسمع ..
حاس بقربها ..منــه بكل خليه من جسمه وعقله وقلبه .
كلامها كان يجننه ..
يحسها مثل العنكبوت اللي قاعده تنسج خيـوطها وتحاول تحكم سيطرتها على ضحيتها .
اول شي المعامله طول الفتره اللي فاتت .
الإعترافات المتكرره بأوقات اهو مو متوقعها
وألحيـن الأستقبال .
وبعدين الأكل .
وبعدين الرساله .
وبعدين صوتها واهو ينطق اللي بالرساله .
اهو مجرد ما قرى رسالتها وهو حاس بالتـوتر والضيق والحر .
شلون واهو يسمعها تقـول هالكلمه بصـوتها , المخلوط باللهفـه
وشلون واهي تقـول هالكلمه واهي محتضنته بكل قـوتها .
مو مصدق اللي قاعد يسمعه , مو قادر يصدق , ثلاث سنوات واهو مقتنع انها تكرهه صعب ألحيـن ان الفكره تنمسح , صعــب .
ريم ما قامت تحس بسكـوته لأنها استغرقت بأفكارها واعترافاتها اللي من أول ما انطلقت من لسانها واهي مو عارفه تمنعها .
ما حست ان صوتها بدى يتحول لحنان مخلوط بحـب ولهفـه اكبـر " احبــك من صـغر سني , وكل يوم قلبي يزيد حبه لك , حتى وانا اكرهك احبـك , حتى وانا محترقه من الغيره احبك , حتى وانا ابكي من هجرانك احبك ..."
غمض عيــونه .
وسمع صـوتها يكمل بغصه " احبــك من كان عمري 15 سنه , وألحيـن عمري 24 وبعدي احبك , انتظرت ثلاث سنيـن , 36 شهـر , 144 اسبوع , حسـبت كل واحد فيهم , وانا احترق , الأنتظار لوع قلبي يا عمـر , حن علي .."
كانت تبيــه يتكلم ..
تبيه يقـول اي شي..
لكن عدم كلامه ما أثر كثــير على اعلانها لمشاعرها ..
وقالت " تدري انا سعيده , سعيده بس لأني قربك , ومعاك "
رد سكــت , وما تكلم ..
جانب منه يبي يبعدها وينفضها عنه , ويقـول لها وخري عني , ينيتي انتي !!
اما الجانب الثاني قعد يقـول خلاص انتقمت ,طلقتها , وتزوجــت غيرها , وألحين اعترفت لك بحبها , اعترفت لك انها ما تفكر بغيرك صار لها ثلاث سنوات , اعترفت انها ما تقدر تعيش من غيرك , اعترفت انه العيشه مع البارد والحجر اهون عليها من العيشه مع غيره , كن سعيد , عطها الكلمه اللي راح تحرقها وكمل انتقامك .
اما الجانـب الأكبـر , الجانب اللي يعاني من الجفاف صار له ثلاث سنوات يقـول اسمع , اشوراك !! , ليش ما تسمعها تقـول لك الكلمه اللي انحرمت منها ثلاث سنوات , ليش ما تسمعها تعلن عن حبها , خلاص عيش حياتك , ارتاح من الصراعات والحروب واستهلاك المشاعر والإحاسيس.
سمع صوتها يقول " ليه ما نبدي صفحه جديده ,و ننسى "
ضغط بأيده على الحاجز الخاص بالبلكونه ..
بكل قــوه ..
تبيــــه ينسى !!!
جاوب بصوت هادي جدا " ننسى يا ريم ..ننسى شنو بالضبط "
لما سمعت صـوته حست بالسعاده ..
تجاوب معاها ..
ما اعتصم بالصمت , وتركها تتكلم للأبد
ردت حطت شفايفها على ظهره ..
وقالت بلهفـه " ننسى كل شي , نقدر... صدقني ....نقدر "
تحركت من مكانها , ووقفت قربه , وضمت ذراعه اللي متسند فيها على الحاجــز , وبحيث صارت تقدر تشوف جانب ويهه .
ما اقدرت تقرى تعابيره ..
لكنه لف ويهه عليها وبنفس التعابير الغامضه قال " صايره تتحجيـــن وايد اليـوم !! "
توها بتتكلم قال بصــوت قـوي " خلاص , لا تتكلميـــن "
سكــرت فمها لأجل ما تستفـزه , تعرفه رجلها !!
متى ما قال كلمته احسن وسيله لكسبه اهي قبـولها والسكوت , والمحاوله بوقــت اخـر .
لحظات مرت واهم واقفيــن ينفـس مكانهم .
لما اهو تحرك واضطرت هي انها تبتعد عنه لأجل يتحرك براحه اكثر .
خذا عكازته بهدوء وطلع من البلكونه من غير توجيه اي كلمه لها .
ومن غير لا يلمس القهـوه , اللي صارت بارده بصوره مؤكده
تركتها , وتركت كل شي , وسارت بعده ما تقدر تخليه , صارت مدمنه على شوفته قبالها , ودخلت لغرفتهم , كانت فعلا حاسه بالهزيمه ..
ما كان موجود بالغرفه , وخمنت انه بالحمام
كانت واقفه عند الباب حاسه بالضياع , ما تدري وش تسـوي ..
طلع هو من الحمام , وشافها كان يبي لما دخل الحمام مساحه يتنفس فيها مايبي احد يلاحقه بكل مكان ويرصد عليه حركاته وانفعالاته
يبي يفكر على راحته يبي يقيم كلامها يبي يوزنه بمخه يبي مشاعره تهدي يبي يكتشف حقيقة هالمشاعر يحتاج يكون متوازن علشان يقدر ايقدر الأمور عدل
تحركت من مكانها ومرت قـربه , ما تبغى تخليه يشوف ضياعها ..
مسك ذراعها , وقفت على طــول , كنها ما صدقت انه يمسكها , ولفت عليه , تشــوفه بنظرات حب ولهفــه .
اما اهو فأول ما شاف هالنـظره قال بهدوء " تحبيني ؟ "
حطت ايدها على صدره وقالت بكل لهفــه وحــب " ايــــه , ايــــه "
قربها منه , وحط ايده على شعرها , يلعب فيه " مشتاقة لي ؟؟ "
هالمره اعجـزت تعبر بالكلمات , فهــزت راسها بلهفــه " ايه ...ايه "
هالمره ابتسم لها وقال لها بهدوء " وريني يا ريم شكثـر اتحبيني , وشكثـر مشتاقه لي "
وكمل بهدوء " وريني بالفعل , لأني ما قمت اصدق الكلام "
كانت تشــوف عيــونه ..
وجهه الحبيب على قلبها ..
غموض نظراته ..
كان يختبرها , ايــــه حاسه انه يختبرها ..
ان كان الفعل هو اللي بيثبت له حبها , فالفعل اهو اللي راح تستعمله ..
رفعت ايدها من صدره و حاوطت رقبته .
تعشــقه , تعشـــقه ..
شدت على رقبته , وقربته لها بقــوه ..
وبدت تعبــر عن حبها له بالطريقه اللي هو يبيها .

غانم :

( أصـــوات ضحكهم شايله المكان ..
وسط البحـــر ,وفوق المــــوج القوي..الأصوات كانت واضحـه
كان الوضع لا يعلا عليــــه ..
وكان غانم يبيــن لهم مهارته بقيادة الطراد , واهم يصرخــون بتفاعل معاه , ويشجعـــونه , واهو كلما شجعوه كلما بين مهارته اكثـــر .
عبداللطيـف ويوسـف من اقرب اصدقائه , لكن ما لهم علاقه بالبحر , وما يحبـون السباحه مثله ..
جـــت موجــه عاليــــه ..
تحــــدوه يركبها ..
قـــبل التحدي ..
وصــارت الكارثــــــــه ..
انقــــلاب الطراد ..
بهاللحظــه , باللحظه اللي عرف فيها بوجود الخطأ , ادرك جــنونه , كان قاعد يجاريهم , بس اهو المفروض ما يجاري احد , المفروض اهو الفاهم ..
لأ الوضع خطــــير ألحيــــن ..
اهم بوضــع خطيــر ..
الانقــلاب ادى إلى طيران يــوسف من الطراد جدام عيـــونهم ..
اما اهو وعبداللطيــف فأنحبســوا تحت الطراد , وهذا مكنـــه من إخــراج عبداللطيــف معاه للسطــح المتقلب بالأمواج ..
وتعلقــوا اثنيـهم بالطــراد ..
بدى يتلــفت بيــنون حـــوله.. يوسف مفقــود ..ويـــنه .
لما سمع صــرخه من بعيـــد ..
لقى صاحـــبه .
" يـــوسف ....لأ ...يوســـف حاول " شاف صاحبـــه واهو يغرق , ويغيــــب تحت الماي , ويرد يطلع ..
كان قاعد يشوف يوسف يقاوم الماي واهو غانم متعلق بالطراد المقــلوب وبقربه عبداللطيــف , اللي كانت تعابيــــره عباره عن خــوف منقطع النـظيــر لأنه قاعد يشوف صاحبهم يموت ومو عارف ينقذه , لف على عبداللطيـف وقال بصراخ " لا تتحرك ....فاهم ..امســك الطراد عدل "
ترك الطراد , لكن الأمواج القويه كانت تمنعه من الوصول ليـــوسف ..يقرب والموج يبعده , يحاول والموج يفشل محاولاته ..
يوسف وعبداللطيــف مسؤوليـــته .
مسؤوليــته اهو ..
حاول يصرخ " يـــوسف ...يــوسف , ويـــنك "
غاب يـوسف عن نـظره ..
تلفت بمكانه.. يلف ويهه يميــن , يســار ..
لكن يــوسف مختفي ..
غاص تحت المـــاي , لكن يوســف مو موجــود , رد طــلع ..
بعد ما عجز يستمر تحت الماي لوقـــت أطــول .
بدت دموعه تنزل ...واهو يصرخ " يوســف وينك ...يوســــــــف ...."
بدى يسبح ويسبح ..
مو لاقي يوســف .
رد يغوص ..ويرد يطلع ..
جـــت موجــــه قــويه اسحبتــــه لتحــــت الماي , لكنه قاوم وطلع ..
لأ ..لأ يا ربي ..لأ.. لا يمـــوت يوســف ..
صـــرخ " يـــــوسف رد علي ..يــــوســـف "
الأمواج بدت تقـــوى , اما اهو فكانت تضعــف قــوته لف ويهه للطراد , لازم يرجع لعبداللطيــف , عبداللطيف ما يعرف يسبح بعد !..
عبداللطيــف مو موجــود ..
عبداللطيــف مو متعلق بالطراد ..
جـــت موجـــه قـــويه وسحـــبته للمره الثانيــــه للأسفــــل , ما عاد فيه يتنفس .
ألم بصدره .
ألم كبيـــر .
لكن قاوم , لازم يطلع , لازم عبداللطيــف , ويوســـف يحتاجــونه ..)
صحى من الكــابوس واهو يصــرخ والدمــوع على خده ..
" لأ ....يوســـف ...عبداللطيـــف ...لأ ...لأ "
لما تلفت حـــوله ..بطريقه سريعه ..وقـــويه ..
وقال بهمــس " يوسف ..عبداللطيــف "
استــوعـــب اهو ويــــن !!
اهو بالشقــه !
بمصــر !
بعد اللحاف عن جســمه , وقام بعدم توازن عن السرير ..ريله مو شايلته ..طاح على الأرض ..ورد قام بسرعه ..
يبي ينسى هالحادث , يبي يمحيـه من ذاكرته بس شلون والكوابيس تلاحقه , كان خايف من هالكابوس قبل لا ينام , وطلع خوفه بمحله ..
راح لجاكيــته القريب وطلع بأيد ترجـــف سيجارته , اللي تعرف عليها من اول الحادث ..
حطها بفــمه , وبدى ياخذ انفاسه بشراهه ..
سمع الباب يتبطل بقــوه..
ما كان قادر يلف , كان يسحب انفاسه من السيجاره , الكابوس كان حقيقي , كل شي حصل بذاك اليوم رجع بنفــس القوه , بالحلم , كان حاس نفســه قاعد يعيـش اللحظه .
مها اللي كانت عاجـزه عن النــوم اسمعــت صراخ من غرفة خالها غانم , صراخ قــوي , دفعها للحركه من سريرها بأسرع ما تسمح لها حالتها .
لما ادخـلت , اخترعت !!
خالها كان واقف على طوله يدخـــن , لكن بصوره مو طبيعيه !
قربت منه بصوره لا شعوريه , واخترعت اكثـر , كان معرق , وشعره معفس , وقاعد يرجف ..
ايده اللي ماسكه السيجاره كانت مو ثابته ..
غريزتها قالت لها انها تقرب بهدوء , وتتكلم بهدوء , وعلمتها انه يحتاج لأحد يكون معاه .
قالت بصــوت حنــون ورقيق " خالي ..عسى ما شــر "
حاول يبتسم بطريقته اللامباليه ..
لكن واضح عليه الرجفــه ..
لكن قدر يقول " كابـــوس "
وبدى يضحك ! لكن ضحكه باين فيها الخوف بصوره بشعه ..
وكمل كلامه بأن قال بأبتسامه مرتجفه " كابوس فضيع , عيشني أسوأ مرحله بحياتي "
وهز راسه كنه يطلع روحه من الحلم أو من الأفكار ..
وحط ايده على ويهه بتعــــب .
وبعديــن نزلها بأن حط السيجاره على فمه , وخذا نفــس عميق ..
مها كانت تشــوفه وحاسه بالشفقه عليه , واضح عليه التعب , غانم اشسالفتك ؟
اهي بعض المرات تعاني من الكوابيس لكن هالشي طبيعي بعد حادث امها , لكن اهو شنو اللي سبب هالكوابيس له ؟
هل للكوابيس علاقه بالحوار اللي سمعته بينه وبين ابوها سعود ؟؟
لف عليها , وقال بأبتسامه يحاول معاها انه يخفي اسراره " انتي شمقعدج ليلحــين "
شافته بهدوء وبعدين قالت "ما ادري.. ما قدرت انام " لأنها عارفه ان الأرق اللي حايشها , راح يحوشه اهو بعد , كملت " اشرايك اسوي لك هوت شوكليت , كنت ناويه اسوي لي كوب "
خـوفه انه يبقى بروحه بالغرفه , خوفه من رجوع الذكريات , خلاه يقــول " اي ..اي ..خوش فكــره "
بعد لحظات كانوا مجابلين بعض , كل واحد بيده كوب الهوت شوكليت ..
غانم طرت على باله اخته حنان , حنان دايما حلها لجميع المشاكل حليب كاكاو حار !!
هذي بنت حنان ما راحت لبعيـــد ..
حنان ..
قال بهدوء " ذكرتيني بأمج "
رفعت راسها عن كوبها ..وابتسمت بحنيه من الطاري وقالت بتعجب " امي ؟؟ "
ابتسم اهو بعد " كلما ييت لحنان بمشكله , ما ترضى تسمعني إلا وجدامها الهوت شكوليت , تقــول عشان حلاه يخفف من مرورة المشكله "
ضحــك جنه يشــوف المشهد جدامه وقال " خرابيـطها وايد "
اضحكت معاه ..
حط الكوب اللي بيده على الطاوله برجفـــه , كان حاس بعيــونه تغورق , ما يبي يفكــر بحنان بهالوقت ..
اسكتت اهي عن الضحك بعد ..أول ما حست بتغيـــر المزاج ..
كان ودها تتعرف على هالأنسانه اللي الكل يحبها ..حســت بالتأثــر ..
ما تذكرها عدل , كان عمرها خمس سنوات لما توفــت .
لكن ما كانت تدري انه خالها غانم علاقته قويه معاها , ما تدري ليش , دايما تحس انه خالها معزول !!
كان غانم ألحيــن يشرب من الكوب ,عشان يغطي عيـونه عن بنت اخته ..
وبعدين قال " امج لها فضل كبيـر علي "
نزل الكوب وصارت عيونه بعيــون مها .
وكمل " بوقت كنت فيه ضعيف ..كانت اهي موجوده ..." سكـــت لفتــره طويله , ونطق بحســره " ابوي ما يفهم الضعف أو الفشل , وهالشي كان مرافقني لفتـره ...ما قدر اهو يتفهمه , لكن حنان افهمتني , وساعدتني اتخطى هالمرحله لكن ...بعد ما غابت .."
ما يدري ليش قال هالشي لها , لبنت اخته , لكن اللي يعرفه انه باجر راح يندم !!
بس بالوقت الحالي , احساس حلو انه يتكلم ..
مها كانت قاعده تسمعه ..قلبها ذاب من شفقتها عليه ..خالها غانم ..اللي الكل يمتعض من صراحته ولا مبالاته المطلقه ..كان واضح انه يتألم , نبرة صوته تدل على هالشي ..
ذاب قلبها شفقه على خالها , و شوق لمعرفة امها
حطت ايدها على ايده , بحنيه ..
ابتسم لها وكمل " بعد ما غابت ..غابت محاولاتي "
شاف بنت حنان ..اللي تشبه امها بصوره قــويه .
كان وجهها حــزين , هالحزن اللي ما يغادره , والتعب اللي مهما ارتاحت ما يغيب عن عيــونها ..
قال بهدوء " شنو مسهــرج لي هالوقـــت ؟ "
ملــــت الدمـــوع عيــونها ..بسرعه قياسيه ..
ميــلت راسها يميــن , ويسار , وحاولت تبتسم بتعب , وقالت " الشـ ..ـوق " سكــرت حلجها ..
وبدت الدمــوع تنــزل من عيــنها ..
جلستهم الصريحه , والغريبه , بهالوقت اسمحـــت بهالصراحه ..
وردت كررت نفس الكلمه بتأكيــد " الشـــوق "
تركت ايده , وحطت شعرها ورى اذونها , تنهــدت بتعـــب ..
صار لها فتـره ما تكلمت عن هالموضوع , تتجنبه ,اما الليل فمثل كل ليله , عجـزت عن النوم , من تفكيرها فيه , من شوقها له ..
مثل كل يوم كانت تحايل النوم ..
ميـــته من الشوق , حبها له راح يذبحها ..
شوفتها لخطيبته اليوم بالمستشفى تعبتها .
كانت غارقه بأفكارها , لدرجه انها ما لاحظت التغيـر بملامح غانم ..
اللي قال بعنــف , وغضب مكبوت " ما يستاهلج "
مها اللي كانت تشــوف الكوب اللي بيدها ألحيـــن , ويهها كان تعبيــر عن التعاســه , خاصه بوجود الدموع ..
ابتسمت بحــزن " تصدق يا خالي ...بعض المرات احس اني انا اللي ما استاهله "
العصبيه المكبــوته اطلعت بقــوه وقال " انتي شتقــوليـــن , شلون تقــولين هالكلام عقب كل اللي سواه ؟ "
بتعـــب خاصه ان الثلاثة اشهر اللي عاشتهم بفراق , والمعلومات اليديده اللي حصلتها منه (عن كونه يزورها بالكويت لأجل يراضيها), والنضوج الغريب اللي تحســــه خلوها تشوف خلافهم الأول من زاويه ثانيه..
قالت " اهو سوا , وانا ســـويت "
غانم ما كان يصدق شتـــقول هذي ..
" اهو ما اعترف بزواجج جدام اهله , ما قال لأحد ..."
شاف نظرة الصدمه بعيــونها ..
كان واضح انها ما كانت متوقعه انه يدري ..
راح تنصدم اكثـر لما تدري انه اهو اللي قال لأبوه عن الموضوع بطريقه صريحه غير مباليه , ومن غير لا يبيــن اهتمامه العميـق بالمسأله ..
قال بقــوه " انا اللي قايل لأبوي عن الموضوع "
غمـضـــت عيـــنها , اللي يعرفــون عن هالموضوع أكثـر من المتــوقع ..
خالها غانم يدري !
مو بس يدري اهو اللي بلغ ابوها سعـود !
تنهــدت ..
وافتحتهم مره ثانيـــه ..
اما اهو فكمــل بغضــب " المفــروض ما تسامحيــنه على اللي ســواه , اهو غلطان بحقــج "
خالها مو فاهم !
صعب انه يفهم ..
قالت بيأس , والفكــره قاعده تترسخ بعقلها " اهو غلطان وانا غلطت لما طلعت من بيتي يا خالي , وما نطرته يدافع عن روحــه ....المشكله اني عند اول مشكله قــويه طلعــت من بيتي "
استغرابه منها ..
وصدمته من كلامها الغريب ادفعـــوه للسكوت والنظر بتعــجب لها ..
قال بهمـس " ليش جذي تقــولين ؟ انا مستغرب منج ؟ "
إذا اهي مستغربه من روحها , اكيد اهو راح يستغرب
لكن هالثلاثة اشهر فهمتها وايد اشياء , اكثر بكثيــر من اللي متخيلته ..
قالت بهدوء ونبــرة الحـزن واضحــه فيه " لأنه وضعي مو وضع ...متــزوجـه وماني متزوجـه ..ريلي بديره وانا بديره ..حامل ومحرومه من وجوده معاي .."
بدت تلف الكوب بإيدها , تستشعر حرارته
" تدري انه ياني لبيت يدي لما اختلفنا اول مره بالكويت..ياني " ارفعــت عينها , لكن ما استوعبـــت جمود خالها وكملت " يــه وانا ما ادري عنه !! , واهو ما يدري اني ميــته ابي اشــوفه .. ..تخيــــل سبع اشهـــر وانا عبالي انه ما يزورني , واهو عباله اني ما ابي اشـوفه , ..هه تدري اني توني عرفت.. لما قابلته مره ثانيــه .., صدمني بالخبـــر بأحد نقاشاتنا.. كنت ابيه يقـولي شنو كان ناوي يبلغني بزيارته لكنه رفـض ..هه اظن انه كرامته امنعته خاصه اني ما قلت له عن عدم معرفتي بزيارته لي ...ميــــته ابي اعرف شنو كان بيقـــولي "
سمعت خالها يقــول " يعني شنــو بيقــول ..كلام سخيـف تافـه , وماله معنى , عشان يردج له "
حطــت ايدها على شعــرها .
" على الأقل كنت راح اعرف شنـــو يبي ..ما اعيش بهالحيــره ..ما ادري منــو اللي خــش عني هالشي .."
غانم كانت سـاكت ..
يتأملها ويتأمل تصرفاتها ..
ارفعت راسها له وقالت " بالأيام الأخيــره قاعده افكــر ارجــع له ..قـ ..."
غانم اللي كان يحاول يتمالك نفســــه ..انفجـــر ..
قاطع كلامها رد خالها العنيــف والعصـــبي " ترجعيــــن له ...ترجعيـــــــن له !! "
شافته بأستغراب لكن قالت بقــوه " ايــه ارجع له , ارجع له , اهـــو زوجي يا خالي , وأبو الطفــل اللي في بطني " وكملــت " انا مستـغربه ليش انت معــصب !! "
بعد الكوب عنه بعصبيـــه " انا معصـــب لأنه ما يستاهل , من أول ما خذاج وانا عارف انه ما يستاهلج , ما راح يقدرج , ولما عرفت انه خاش زواجكم عن اهله عرفت انه ظني بمحله "
حطـــت ايدها على بطنها وقالت بيأس من عدم فهم خالها لموقفها ولمهاجمته لها " انحــلت هالمسأله , واهله يدرون ألحيــــن , انا ما أقدر اعيــش جذي , كل يوم اقنع نفسـي اللي قاعده اســويه عشان مصلحتي ومصلحة الطفل , بس ما عاد فيني اخدع نفســي , خلاص لي هالدرجــه وبــس "
" مها ..هذا اسمـــه ضعـــــف ..."
قاطعتـــه بتعـــــــب " انا ضعيــفه , ما اقدر اعيــش من غيــره , رحم الله امريء عرف قدر نفســـه "
قام من مكانه بعصبيـــه وضرب الطاوله بإيده وتكلم بصوت عالي..
" انتي بنت حنان ..وبنت عايله..ومو اي عايله ..كان لازم يكون فخــور فيـــج ..مو خاشج .......ليش قاعده تحطمين اللي انا سويته عشانج ..."سكـــــــت و بتصميم طالعها
فجأه قال بقــوه " تبيــن تعرفيــــن منو اللي قاله انج ما تبيــــنه , وماتبيـــن تقابليــــنه ......."
شافتـــه وقلبها يدق بسرعه غريبه ..
" انااااااا ...اي انا ...اللي قلت له...كنت ابيـــــه يشــــوف انج مو معتمده عليه بحياتج , كنت ابيـــه يعرف انه بنت حنان ما راح تقبـــل بأحد نــزل من كرامــتها ..انا .....انا قلت له بنت حنان ما تبي تشـــوفك , ما تبيــــــك ....خليــته ايي لج مليــون مره ...صبح ظهر عصر مغرب بلليـــل ..كان لازم يتـــعذب لأنه اللي سواه مو شـــويه.."
كانت مو مصــدقه اللي تسمـــعه ..
لكن ليــش ما تصــدق ..
بالفعـــــل ما احد كان معاها بأول الأيام إلا خالها غانم !!
اشلـون ما اعرفت بهالشي ..
كان خالها يكمــل كلامه بغـــضب "وهذا ...هذا الأعلان اللي انتي فرحانه فيـــه , اعلان الزواج ..ما كان راح يصير لو ما سويت اللي ســـويته ..لو كنتي عنده وراضيــه فيه جان ما فكــر يعلن ويقــول لأهله .. "
كان نطق الكلام بهالطريقه يجرحها حيــل .
بس اهي فاهمه كل هالكلام وراضيــه فيه ..اهي راضيــه باللي اكثــر منه ..اهي راضيه بأنها تكون معاه مهما كانت الظروف لأنها تعبت
يمكن ..صح ..كلامه ..
بعض المرات تفكر وتقول يمكن لو ما خلافهم كانت ما راح تحمل ..يمكن لو ما خلافهم ما كانت راح تصير بهالوضع .
ارفعــــت عيــنها لكن مو اكيــد , يمكن لو قابلته ذيج الأيام كانوا راح يتوصلون لشي احسن !!
بس ما تبي تفكــر باللي كان معقـول يصير لو ما كان فيـه خلاف لأجل ما تجــــن ..
اسمعـــته يكمل كلامه " لما عرفت انج تبيــن الطلاق ارتحـــت , مليــون اللي ينطرون انهم يتـزوجون بنت محمد , وحفيدة سعود ...قلت أكيــد راح تلقيــن اللي يقدرج ويحبــج ..لكن عرفت بعدين انج رديتي له ..قلت ما عليـــــه يمكن خيــره ..لكن انج تتركيــنه للمره الثانيــه , وايأذيج للمره الثانيـــه , وتبيـــن ترجعيــــن له ..هذا الشي ما راح اقبله .."
بلحظه غريبه ..
بلحظة صفاء ..
اعرفت شلون ترد عليــــه
قالت ببساطه " بس وقتها ..وقتها ..انا راح اكــون سعيــده "
كان نفــس اللي انضرب على وجهه ..رجع خطــوه لورى .
وقال واهو عاقد حواجبــــه " سعيــده !!!!!! سعيـــده مع خالد ..بعد كل اللي سواه..واشدراج انج راح تكونين سعيده بعد تجاربج بأذيته لج؟ "
شترد وشتجاوب اهي بروحها تحس بحيره وخوف وتردد
بعض المرات تقول خلي الوضع على ماهو عليه
بس بعض المرات واللي اكثرت بالفتره الأخيره تقول الأذيه معاه , ولا الأذيه من دونه
ما كانت تقدر تلوم خالها على اللي ســواه ..
ما كان عندها القــوه ..
ما كان عندها النيــه انها تلـــومه ..
من داخلها ياها احساس قـــوي ..وايد قوي يمنعها .
حتى لو لامته ألحيـــن ما كو فايده اصلااااااااا
احساس اليأس غمرها ..اللي صار صار ..
صراخها , وزعلها على غانم ما راح يفيدها
قربت منه وقالت ببساطه وقوه " ايــه سعيــــده ...خالي ....خالد اهو زوجي ..اكيـد بنختلف ..ومثل ما اهو يضايقني , ترى انا بعد قاعده اضايقه ..مو معقــول كل ايامنا بتكون سعيده ..احنا مو بعالم وردي ..خيالي كل شي بيكون فيه كامل .."
قال بهمـس غاضب " انا ابيـــج تكونيـــن سعيده ومستقره "
ما تدري اشلون اقدرت ترسم ابتسامه على شفايفها واهي ودها تبجي " ادري "
قال لها بغضـــب " راح تكونيـــن غبيه ان ظنيتي ان السعاده بتكون مع خالد , غبيه انج تكونيــن مع واحد ما اعترف فيج إلا تحت الضغط "
هالكلام مو اكيـــد ..
عضت على شفايفها " راح اكون اغبى ان تخليــت عنه وانا بهالوضع "
شافها بنظرة حســره , وعدم رضا ..
وطلع براااا المطبــخ وراح داره ,وسكر عليــــه ..
تركـــها تجمع شتات نفســـها المبعــثره من التفكيــــر المتعــــب ..
مو مصدقـــه , انها اكتشــفت اللي حاول يبعدها عن خالد !!..ولا..!! يطلع واحد من خوالها ..!!
وطلع قصده نبيــــل ..ورايته بيضه ..
كان قاعد يحاول يحميها ..
الحمايه من شخص غير متـوقع , صعــب عليها تغضب منه بعد سماع شرحـــه ..
يعني خالد يالها البيت وحاول يراضيها ..أو حاول يكلمها ..
عقلها قاعد يقلبها يميــن ويسار ..
وقلبها يدفعها واهي محتاره ..لويـــن ترسي ..
تبي ترجع لخالد ,وخايفه ؟؟
تبي تبعد وخايفه ؟؟
اهم قرار بحياتها ومو عارفه تقرره , وتثبـــت عليه ؟؟
يا رب ساعدني ؟؟
اليوم كان غيــر عن كل يوم ..اليوم الشوق غيــر ..التفكيــر فيه غيــر
يمكن بعد ما شافت ان عمر وريم ارجعوا لبعض , حســت بداخلها بالنقص لأنها بعيده عن حبيبها .

خالد :

لما دخل للبيت كان الوقت متأخر ..
شاف ساعته ..
كان يتمنى يقـول لأمه عن الخبـر الحلو , ويشوف الفرح على ملامحها ..
عنده ألحيـن حجـز لأثنين على طيارة بكره .. الساعه 2 الظهر ..وعنده حجز الفندق ..
واتصل على فاطمه وزوجها , وحصل تأكيد منهم انهم راح ينامون عند ساره , وبدر .
كان يمشي بالممر المؤدي لجنـاحه , ما كان منتبــه بالأول , لكن بعدين لاحظ بأستغراب جلـوس شخــص عند باب جناحه .
قال بهدوء " ساره "
لفـــت بسرعه عليـــه وقامت بطريقــه اسـرع ..
كمل واهو عاقد حاجبــه " ليه جالسه هنا !!!؟؟ "
ابتسمت وقالت " صعب احصلك بغير الطريقه ذي ؟ "
طلع مفتاح جناحه من مخباته وفتح الباب وقال بأبتسامه من مبالغتها " اش دعــوه ؟ مو للدرجه ذي ؟ "
دخـل الغرفه , ودخلــت وراه " إلا للدرجه ذي !! واكثـر يمكن , خالد انا حتى بالجـوال ماني قادره احصلك "
شال العقال والشماغ من راســه , ولف عليها " امري يا ساره " ابتسم لها ابتسامه جانبيه " اكيد في امر مهم , تبيغيــن تقـولينه "
فتح الثلاجه وطلع بطل ماي, وبدى يشرب منه وقال " لأني عندي شي ابغى اقـوله لـك بعد "
ساره اللي كانت تحتاج انها تشـوف اخوها الكبيــر ! لأنها تبغى تعرف اخباره , هي وامها شايليـــن همه ..
شافـــت اخوها لأجل تشـوف اي ردة فعل تطرأ على وجهه وملامحه من الطاري ..وقالت " اليوم كلمت مها ! "
للحظه ظنت انها شافت لهفـه على ملامحه ..لكنها تأكدت انها غلطانه لما تمعنت النظر بملامحه
اللي كانت تعبير عن القسوه والأمتعاض..
رمى بطل الماي بالزباله ..وقال ببرود " ما شاء الله , وانتوا بينكم اتصال !! "
اول ما سمع اسمها حس بشوق كبيـــر ..
حس بالغيره تذبحـــه ..
طبعا تتصل على اخته ولا تكلف نفسـها تتصل عليه .
تتكلم مع الكل , وتبغى الكل إلا هو .
سمع اخته ترد عليـــه " ايه ..بينا اتصال من أول ما غادرنا مصـر"
جاوب ببرود وعدم اكتراث " ممتاز "
وعطاها ظهــره !
لأجل ياخذ الريموت الخاص بالتليفزيون .
واما ساره فكملت كلامها " كانت تبغى تبلغني انها اعرفت عن جنـس الجنين "
اخـــذ نفـــس عميــق من قوة وقع الخبـر عليه ..
حـس بلهفــــه ..طفله وطفل مها ..جنينهم ..
بنت ولا ولد ؟؟
وعض على شفـــــته بقــسوه .
كان وده يحطم كل اللي موجود بالجناح ألحيـــن .
مغتاظ انه راح يدري عن جنـس طفله من اخته ؟
مغتاظ انه مو أول واحد يعرف اخبار طفله ؟
كنها حســت بغيـظه من سكـون جسده , قالت له " خالد ما قالت لي ..تقــول ســر , مفاجأه , اتصلت لأجل تغيظيني "
اصدر صوت ساخر " هه "
لكن ما يقدر ينكـر انه ارتاح , انه ما احد يدري قبله عن جنس الطفل ..
لف على التليفـزيون , وجلس على الكنبه وهو يغير القنوات , مزاجه تغير من اول ما جابت ساره طاري مها .
اجلست قربه ساره وهي تشــوف وجهه اللي تغيــر من أول ما جابت طاري مها .
توها بتتكلم عن مها , وعن الوضع بينه وبين حرمته .
سمعته يقـول " اتصل علي قتيــبه اليــوم "
فـز قلبها من الأسم , واسكتت بترقب , اما خالد فما شافها أو ألتفت عليها , وكمل كلمته " مرة عمي استقــرت حالتها "
حطت ايدها على خالد بعجله , وقالت " جد يا خالد ..الحمــدلله ...الحمدلله "
ابتســم خالد بتصنع ..
لأنه بالوقت الحالي ما يقدر يبتسم بطبيعيه .
وقال " ايــه الحمدلله " حط الريموت على الطاوله ولف على ساره " انا وامي حنسافـر ان شاء الله لهم بكــره يا ساره ..."
قاطعــته ساره بحماس " خذني معاكم يا خالد "
ساره فكرت على طول انها راح تشـوف قتيبه !!
وفكرت انه خالتها بخير وان الكل بيكون فرحان وسعيد وخاصه ولد عمها , وهي تبغى تكون قربه بهاللحظات ..
مهما كانت رافضه زواجها منه بالوقت الحالي , إلا انها مرتبطه فيه عاطفيا .
خالد هـز راسه بجديه " لا يا ساره انا أبغاك تديرين بالك على بدر والبيت هنا بالسعوديه , صحيح ان فاطمه راح تجي هي وزوجها واعيالها وينامون عندكم , لكن انا ابغاك انتي تكونين موجوده , انا راح اتطمن كذا اكثر "
" بس يا خالد ..." شافت ويه اخوها وقالت " طيــب "
ما اقدرت تخفي خيبه الأمل اللي اصابتها من عدم قدرتها الذهاب لمصر معاهم , بس ادام خالد يبغاها هنا فهي راح تبقى لأجله .
بتغيير للموضوع قال خالد " ساره بعدك على قرارك ؟ "
بالبدايه ما اعرفت ساره عن ايش خالد يتكلم لكن لما شافت تعابير وجه اخوها اعرفت ساره عن ايش يتكلم , واسكتت لأنه ما عندها جواب ! .
وكمل خالد " ساره , قتيبــه رجال ما يتعوض , ان خسـرتيه راح تندميـن "
ساره على طول انطقـت بإحتجاج " خالد !!!! "
قال بجديه " ساره , انا بسألك سؤال ..انتي ان ارفضتني سمر...أو ان حصل خلاف بيني وبين سمر راح ترفضيـن قتيــبه ؟ "
هــزت راسها بجديه وقالت " طبعا لأ ..انا ماني قليلة عقــل يا خالد لأجل ارفض شخص لأن اخته ارفضـت اخوي "
قال بقــوه لها " اجل ليــه تتهميــن قتيــبه بأنه قليل عقـل "
انصدمت من تحليل خالد ..
وانكرت بســرعه " لأ يا خالد انا ما قصدت كذا ..ابدا .."
قال خالد بجديه " ساره انا عارف قتيـبه , لا تنتظرين انه راح يتأثر بعلاقتي مع اخته , هو اكبر من كذا ..خلي عنك الطفـوليه والأفكار الفاضيـه , ان كنتي تبغيـن ولد عمك فلا ترديــنه "
" خالتي بعدها بالمستشفى .."
ابتسم بهدوء وقال " ادري يا ساره , بس ادامها بخيــر ألحيـن فقتيـبه بيرد يسأل ,وانا ابغى الجواب يا اختي "
صار وجهها احمـــر وقامــت وقالت " خيــر ان شاء الله "
" ساره , انا وامي بكره بنسافـر ان شاء الله "
حبــت راس اخوها وقالت " تروح وترجع بالسلامه "
لما قربت من الباب قالت " سلم لي على مها بمصــــر "
واطلعـــت بعد ألقاءها لهالمعلومه الجديده .
مها للأن بمصـــر ؟!, ما ردت الكويـــت ؟؟!!.
ما يبغى يشوفها ..
بس يبغى يعرف وشلون الجنيــن , وشلون شكلها وهي حامل بسبع اشهر , وش هو جنــسه .
هذا اللي يحاول يقنع نفســه فيه ..
وتتصل حضرتها على اخته , وتبلغها آخر الأخبار , وانا لأنها ما تبغاني بحيــاتها فما عندي اخبار ..
وهمس لنفــسه " واخرتها معاك يا مها "







يتبــــــــــــــــــــــع ...




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 06:03 PM
قتيبه :

كان يتمشى بخان الخليلي , بعد خبــر استقرار حالة امه ..
بلحظات حــس باليأس , وخاف على امه .
لكن ولله الحمد ألحيـــن يقدر يرتاح .
خان الخليلي كان من اجمل الأماكن بمصــر , ما يقدر يجي مصـر من غيــر لا يمر على هنا .
الزحمــه , والأصـوات العاليـه , والشعبيــه اللي في المكان تمتعه على الأخــر ..
ساره !!
الحلم اللي صعب يتخلى عنه !!
كان ينتظر اليوم اللي يجمعهم , وتصيـر حلاله , وله
جمال ساره البرئ والحلو كان يطارده من المراهقــه ..
ان شاء الله قرب موعد زواجنا .
هو اكبــر منها بثلاث سنوات بس ..
كلما سمع احد يتقدم لها غار لكن ما كان بيده شي , كان بعده صغير , لكن لما زادوا خطابها , طلبها من خالد قبل لا يخلص دراستـه وخالد اوعده خيــر .
يا ليــت بس تحدد المــوعد .

ريم :

صحــــت على اجمــل صـوت اسمعته بحياتها كلها ..
افتــحت عيــونها ..
الظلام غامر الغرفــه , ما عدا النــور البسيط اللي طالع من الدريشـــه ..
شافته ..
من اجمل المشاهد اللي شافتها بالماضي واللي راح تشوفها بالمستقبــل .
كان واقف , وكرسي وراه .
يصلي
ويتــلو القرأن بتجويـــد .
حطت ذراعها تحت راسها , وبدت تسمع القرأن ..


((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))

بدت دموعها تنـــزل , بتأثــر من صــوته اللي ينقــل الواحد لجو روحاني جميـل
هذي العاده من عوايده , يصحى قبل الفجــر ويصلي ..ما شاء له الله ان يصلي , ويتلو القرأن بطريقه جماليه رائعه ..في البدايه بهمـــس.. لا يسمع... لكن ان اندمــج يعلو صــوته من غيــر قصــد ..
ويصحيها ..
جم مره يعتذر منها لكنها تقــول له ( انها تستمتع بسماع صـوته )
شافتـــه , وهو يجلس على الكرسي لعجــزه عن الركوع ..
الحمدلله ...الحمدلله انها ردت له ..
حست انها راح تبكي بصوت عالي .
خبت وجهها بالمخده لأجل ما يسمع شهيقها ..
ما كانت تتصــور انها راح ترجع له , راح ترد تشــوف هالمشهــد .
بفتره من الفترات اصابها اليأس , كانت تعاني بكل يـوم , خلال الثلاث سنــوات , تعبـــت , وانقطع املها , وعانت ..
لكن ألحيــن ردت له , نامت بأحضانه , عبرت له عن حبها .
لما تمالكت نفســها ردت تشــوفه , كان قاعد يسلم اعلان عن انتهاءه من الصلاة ..
قالت بهمـس " تقــبل الله "
حرك راسه بطريقه بسيطه , وقال بهدوء " منا ومنج "
قام من مكانه , ولما شافتــه يرفع ايده للتكبيـــر ..
قالت له بعجله " حبيبي .."
عمر ما تعود يسمع هاللفظ منها ..ولازال يصدمه لما يسمعه .. وقف حركــته , وما رد !
شافته يوقف , وما يكمل التكبيــر فقالت له " متى يأذن الفجــر ؟ "
نــزل ايده وشاف الساعه وقال " نص ساعــه "
ورد يصلي .
قامت من مكانها , وراحــت للحمام تاخذ لها شاور سريع قبل لا يأذن ..
كانت حاسه بسعاده ..سعاده غامــره .
عمر بعد ما خلص الركعتيـن اللي صلاهم , لبس نعاله الخاصه برجله اليسار , وتسند على عكازتــه , وكان متــوجـه للباب .
لكن وقــف للحـظه .
كان قاعد يسمع صـوتها من الحمام .
حط ايده على مسـكه الباب عشان يطـلع , ورد رفــع ايده .
يقـولها ولا لأ ؟!
يمكن إذا ما لقتـه راح تحاتي , وتخاف عليه ؟
لأ ..شكـــــووووو ما راح تحس انه طلع
حـط ايده على الباب بنيــة الخروج ..
لكن في شي امنعــــه .
افففففففففففففففففففف
هد باب الغرفه وراح عند الحمام , طــــق الباب ..وقال " ريم "
ريم كانت تشــوف بطنها ..
ما خذوا لا اهي و عمر اي احتياطات اليــوم ..
عضت على شفايفها ..معقــوله تكـون ألحيـن حامل ؟
معقـول ألحيــن تكون تحمل جـزء من عمر ؟
معقـول ألحيـن تكون بدايه تكويــن طفـل بينهم ؟
لما سمعــت صــوته ..الحبيب على قلبها ..وقفــت الدوش .
وقالت بحـــب " امــر !! "
قال بصـوره مقتضبـه " انا رايح المسيد "
المسجد ..كيــف بيروح , ورجـــله ..
تحـركت من مكانها للباب بعجله , وافتحته بشــويش , وطلعت بس راسها ..
وقالت " بس حبيبي رجـلك ؟ كيــف ؟ "
كان وده يقـول لها وقفي عن هالكلمه ...
حبيبي ..حبيبي ..
اشفيـــها !!
قال بكل جديـه " ما فيها شي ريلي , انا رايح ألحيـن "
تـوه بيتحرك من مكانه بأستعمال العكاز .
قالت له بلهفــه " لأ لا تروح , عمر انت اليـوم طالع من المستشفى , خــف على حالك "
رد بقســوه مو متعمده " ومن قالج اني ابي رايج , انا بس قاعد اعطيـج خبـر "
شاف الجــرح بعيــونها , وكيــف نـزلت عيــنها , واغتصبت ابتسامه ..
وقالت " طيـــب "
حــس بتأنيـــب الضميـــر !!
لكن ما علق طلع من الشــقه .
اما ريم فردت للشاور , واهي تأنــب حالها , كان المفـروض تســكت , وتخليــه على راحـته , هي اللي جابت الكلمه لحالها ..
بس كانت خايفــه عليــه ..
انقبض قلبها بعد ما كانت فرحانه للتـو , حست بضيقـه , خافت انها ما ما راح تحــس بسعاده ابدا , انجــرحت منه مــرااااا انجرحــت ..

ساره :

ارسلت رساله لمها :


مها ..بلغت خالد مثل ما طلبتي مني
اظن انه تضايق !

وانتظرت مها ترد عليها ..
وبنفـس الوقت اجلست تفكر باللي قاله خالد !
هل هي غبيه , وجالسه تتهرب من فكره الزواج , هل هي جالسه تضيع قتيبه منها ؟
بس هي من حقها تكـون خايفه ..
خالد صدمها بترتيبه لأفكاره , ما فكـرت بالموضوع من هالناحيــه ابدا ..
سمعــت صـوت صادر من جوالها معلــن عن وصـول رساله جديده , افتحتها على طـول :


ساره , خالد قاعد ألحيـن ؟

تفاجـأت ما توقعت ان مها تبغى تتكلم مع خالد , خاصه بعد خلافهم !! , ساره خمنـت ان فيـه خلاف ..
ولاحظت ان مها بالمكالمات اللي بينهم ما تجيـب طاري خالد , ولما تجيـب طاريه , تسأل بطريقه تحاول تكون طبيعيه عنه , لكن لهفتها , وصـوتها يكون ابعد ما يكون عن الطبيعيه ..
لكن اليوم فاجئتها لما اتصلت المغرب و قالت لها بطريقه غريبه , وصـوت اغرب ( ساره ..انا رحــت للطبيب وعرفت جنس الطفـل , يا ليتج تبلغيـن خالد بهالشي ) ..
اصلا غريب على مها انها تطلب منها هي بالذات شي متعلق بخالد , بعد خلافها مع مها بمصر , حست بحاجـز ينبني بينهم حول هالموضوع !
فلما اطلبت مها هالشي اليوم , حسـت ساره ان الطلب فيه يأس غريب .
خاصه انه مها ألجأت لها هي بالذات ..
ردت بهدوء :


اظن انه ما نام.. ينتظر الصلاة

بعد ما ارسلت هالرساله , ما وصلها رد !!!

غانم :

كان بغرفته بعد ما رد من الصلاة ..
واهو خايف ينام ..
مو بس خايف ينام كان غاضــب , ومشاعره متـوتره .
كلما يتذكـر كلمة مها ( راح اكـون سعيــده )
يحس بالغضــب .
شلــــون تكـــون سعيـــده , مع واحد مثل خالد , ما سوى شي من خذاها إلا انه يبجيها , ولا .. مو بس جذي اهو اهان كرامتها !! وما فكـر وحط بعيــن الإعتبار انها بنت يتيمه , ولا انها بنت عايله معروفه ..
ولا انها بنت حنان ..
حنــان ..
الله يغفــر لج ويرحمج يا اختي !!
النوم تغلب عليـــه ..
( كان قاعد يقاوم الماي , الأمواج ..
قـوته تضعــف ..
لكن سمع صــوت , صـــوت عميــق ينادي , وينادي ..
اول شي شـك انه حلمان .
ان هالصـوت من الخيال ..
شاف قارب يقـرب منــه , ويقــرب ..
صــرخ ..أو يظن انه سوا هالشــي !! )
قام من الــــــــــنوم فجـأه ..
والنــفس رايح منـــه .
مستحيــل ..من يه لمصـــر , وهالكوابيس مو راضيــه تخليه .
هذي بس غفــوه ..وجذي ســوت فيه ..
قام من مكانه .خلاص ما راح ينام ..ولا راح يحاول ينام ..خذا كرسيه ..
وحطه قبال النافــذه ..
و واجــه الذكريات اللي كان يتهرب منها
(بعد ما صرخ ما يتذكـر إلا واهو على القارب الخاص بخفـر السواحل ..
و صراخه عليهم بأنهم يساعدون يوسف , وعبداللطيـف .
لكن عبداللطيــف ويوسف ما كانوا موجوديــن , ومالهم اي أثـر ..
يذكر ردة فعله وشلون بجي مثل الأطفال , يذكر شلون بدى يترجاهم انهم يلقـونهم ..
يذكـر لما وصل لليال كيف تلقاه ابــوه , شاف ابوه شلون ينقل نظره بين النازليـن من القارب , كان فيه قارب ثاني بالموقع يبحـث عن يوسف وعبداللطيـف , ولما رد نـظره لغانم , عرف انه يوسف وعبداللطيف مفقـودين , كان غانم بعد يصيح , وهذا خلا ابوه يصـرخ فيه لما شافه يبجي ( الريال ما يبجي يا غانم ...لا تصيـــر ضعيــف ..ولدي ما يبجي )
يذكـر سؤال اهل يوسف , واهل عبداللطيــف عن عيالهم .
صـرخة ابو يوسف ( وين ولدي يا غانم ..ولدي كان مسؤوليتك ..وين ولدي )
لما ما لقى جواب هجم على غانم وبدى يطقــه , لكن ابوه سعود تدخـل وانقــذه ..
كان يدري انه كلام بو يوسف صح ؟
اعيالهم ما يعرفون السباحه , اهو عزمهم على الشاليه , واهو اللي غامر بأرواحهم لما طلع للبحـر بهالجـو , اهم كانوا لابسين سترات النجاة , لكن بمرحله من المراحل افصخوها , واهو ما عارض ..
كان المفروض يعارض , اهو الخبيــر بالبحــر كان المفروض يمنعهم .
حضـوره للعزا , و التحقيقات اللي بعد الحادث غيـروه .
ببساطه بعد الحادث تغيـــر .
بدت مرحلة عدم تركيــز , سقــوط دراسي , اي طلب لأبوه أو غيـر ابوه ما يتنفذ , لأنه ببساطه ما يذكر شنو ينقال له من السرحان ..
ابـوه في البدايه كان يطــوف له هالأشياء , لكن مع الوقت نفــذ صبـره , وبدى الخلاف , ما بينهم ..
واهني يه دور حنان .
حنان اوقفت بويه ابوهم بأحد النقاشات الحاده اللي اهي اشهدتها من غيـر لا يدرون
خـذته معاها لبيتها , محمد استقبله بكل ضيافه ورحابة صدر ..
محمد ما كان يقدر يرد حنان , طلباتها اوامــر .
ساعدته بالدراســه , خلتــه يتكلم عن ضيقـــه , خلتــه يشكي من تصرفات ابـوه , خلته يعبــر ويطلع الكبت اللي داخله , بجى جدامها ببساطه ..
كان كاتم مشاعره لوقـت طويل .
لكن ما تكلم عن الحادث نفســه , ما قدر يتكلم عنه تأنيـب الضميـر كان ذابحه , الكوابيس كانت ذابحته .
حنان توفــت قبل لا يتكلم عن الحادثه لها , لكن اهو اخذ على نفسـه عهد انه ينجح بالجامعه عشانها ..
لكن غيـر الجامعه ما كان مهتم بشي .
لا بشركة ابوه , ولا بأخوانه , ولا بطلبات احد , ولا بأصدقائه اللي بقوا , انهى كل احلامه ..
بعد ما اخذ الشهاده ..
انتهى طموحـه , ما عاد له طموح .. وهذا ادى إلى زيادة الخلافات مع ابوه , و معاها زيادة حدة ردات فعله اهو .
ما له حـق يعيش واهم ميتيـــن ..
ما له حق اييب اعيال يحملون اسمه واهو اللي حرم اثنين من اعز اصدقائه من هالشي بأهماله .
ما له حق .. )
ما يقدر يستمر اهني اكثـر ..لازم يرد الكويت .
قعد لمده طويله بهدوء .
يحتاج يرد لحياته ..
لحياة الليل اللي كان يعيشها ..
ان استمر اكثـر على هالحاله احتمال انه يجـــــن ..
لأن الكوابيس ما راح تتركه بحاله ..
المشكله ان مها مسئوليته اللي اهو خذاها على عاتقــه ..
هه واللي صاحبتها رافضه انه يشيل مسئوليتها .
مل , حاس بالملل ..
بيرد الكويت خلاص , واللي فيها ...فيها , خل تقعد بروحها وخل تجرب اللي قاعده تخربط فيه .
اهو منو قاعد يقص عليه !!!!
اهي ماراح تطيعه وراح تمشي اللي براسها تربية ابوه وابوها محمد ايعرفها زين شافها بعيونها وطريقة كلامها لما تحجت بتصميم واصرار..
كان المفروض يتركها تدير حياتها بطريقتها ..اهي ما تحتاج للحمايه ..اهي تتظاهر بالضعف لكنها قويه ..يمكن اقوى منه بعد
لكن كل قوي له نقطة ضعف , واهي نقطة ضعفها ريلها !!
تنهــــد بصوت عالي
بيرد لربعـه اللي كونهم بعد الحادث , للناس اللي مثله ..
اللي مالهم طموح او هدف .
اهو رد دين حنان على قد ما يقدر , وبس يكفـي ..
ابتسم لأول مره من قدومه لمصــر , هذا القرار اللي راح يريحــه .

مها :

اهي عارفه بجنس الطفل صار لها اشهر تقريبا بس ما قالت لأحد ..
لكن اليوم المغرب قالت لساره , واطلبت منها انها تبلغ خالد .
ليش سـوت هالشي ما تدري ؟
تعجلت , تســرعت ..يمكن , بس شوقها كان ذابحها , وكانت تتأمل انه خالد لما يعرف هالشي فضوله يدفعه للأتصال فيها .
لكن ما اتصــل ..
لما اوصلتها الرساله للتـو من ساره , ذبحها الشـوق اكثـر واكثـر ..
خاصه لما قالت لها ان خالد معصــب , اشتاقت لكل شي فيه حتى اعصابه !!
على الرغم من جنون هالفكره إلا انها فعلا مشتاقه حتى لأعصابه .
كلامها مع خالها غانم , خلاها تبجي ..
بجـــت لفـــتره ..للوقت اللي عدى من غيـر لا تدري ان خالد كان يزورها .
وللوقت اللي مضى واهي حاقده عليه .
خالد بذاك الوقت كان مهتم فيها لدرجة انه كان يجي باليوم اكثـر من مره .
كارهه نفسها انها مازالت تحبـه وتحتاجه على الرغم من شـوفتها لسمر اليوم ..
لكنها عاجـزه تستمر من غيره , يمكن لازم تصبـر ..و تتعود على فكرة الشريجه !!
تدري ان هالشي صعب ..بس الأصعب اهي العيشه من غيره , خاصه ان بينهم طفل .
اتصــلت على رقم زوجهـا ..واهي ما تدري شلون بتكون ردة فعله ..

خالد :

كان عند امه يشوفها وهي تصلي الشفع و والوتر قبل يأذن الفجــر ..
لما سلمت ..
قعد بقربها ..باس راســها .
شافته وبعيــونها دمـوع وقالت بهدوء " وبعديــن مع حالتك اللي ما ترضي عدو ولا صديق ؟ "
ابتسم وقال بهدوء " وش فيها حالتي يمــه ؟ "
مدت ايدها , وحطـــت اصبعها تحت عيــنه وقالت " هذا , من وشــو يا خالد ؟ "
ضــم امه لحضــنه للحظه وتركها , وهي قالت بهمــس " خالد ما عدت اشــوفك يا ولدي "
احترق قلبه على امـــه .
ما كان متصــور ان الكل ملاحظ حالته ..
وقالت " ان كان وجودها يعني اني اشـوفك , ردهــا يا خالد .... وهي معاك كنت اشوفك , واحس براحتك , اما ألحين .."
هو يدري بروحــه , وعارف اللي يصير معاه .
لكن انه يسمعه كان شي مؤلم .
قاطع كلمتها وغيــر الموضوع على طول ..قال " ابغى ابشرك يمه , خالتي بدريه بخيـــر "
ألمعــت عينها بفــرح .
وقالت بفــرح , واستبشار كبير " الله يبشــرك بالخيـــر , خالد ابغى اروح لها .."
وقفت كلامها لما شافت الإبتسامه تنرسـم على شفايف ولدها , وقالت " اش فيه ؟ "
هــز راسـه ببساطه وقال بحـــب لأمه " اليوم ان شاء الله , انا وانتي بنكون بمصــر, وراح نبقى لأربعة ايام , وش رايك يا الغاليه ؟؟ "
امه كانت تشــوفه بكل حنان وحـــب ..
وقالت بصـــدق " الله يوفقك دنيا واخره , وينولك اللي في بالك , ويعطيـك اللي تبغاه يا ولدي "
نــزل عيــنه بتأثــر , وخذا ايديها , وباس كفــوفها وهو يبتسم واهو يقــول " اميــ...." انقــطعت كلمته لما سمع صـوت جواله , لكن كملها "...ـن "
طلع جــواله من مخباه باستغراب , وخشــيه ..ميــن يتصل بهالوقــت ..
لاحظ نـظرة امه والقلق اللي غمرها ..
رفع التليــفون .
وما قدر غيــر ان يفــز بمكانه , زاد القلق بنـظرة امه ..
لكن قال بعجــله " لا تهتميــن يمــه ..أأأأأأ...مو مهم "
فــزته ونبـرته ما كانوا يؤيدون كلمته لأمه بأنها ما تهتم ..
عطاها ظهــره , لكن ما طلع من الغرفه , من عجلته انه يرد خوفا من انه المتصل يسكــر التليفــون , وتكلم " ألوووو ..."
ما كان في رد على الطـرف الثاني , هو يدري من المتصــل , رقمها .
فاقد صــوتها , فاقدها مـــرا , ما يقدر يستحمل ..
يبغى يسمعها , يبغاها تتكلم ..كان صـوت انفاسها الرد , رجع يقــول " ألووو ...تكلمي .."
كلما مرت الدقايق ما تنطــق يحس انه خلاص بيختفي نفسه ..بهمس غاضب وخايف بنفس الوقت انها تسكره اذا صرخ عليها ولا ترجع اتكلمه " ما تبغيــــن تتكلميـــن ! "
مها متصله عليـــه !
ما كان متــوقع , لكن ما راح يسمح لها تتهرب منه .
هالأتصال كان ينتظره ثلاث اشهـــر , كل يوم فيه اطــول من الثاني .
وكمــل بيأس من غيـر لا يهتم بوجود امه " ما عندك جواب ..ما عندك صح..غياب ثلاثة اشهر يخلي الواحد عاجـز عن الرد ..طيــب ليــه متصله اجــل ؟؟؟ "
سمع صــوتها , صوتها الحلووو ينتقــل له بالذبذبات بلع ريقــه وهي تقــول برجفــه " إذا رديــت لك , شنو بيكون وضعي ؟ "
أشـر على امه بالوداع .
وطلع بسـرعه من الغرفــه ..
ما رد على سؤالها ..كان بعقله أسئله , وألم وجــنون .
وقال بهدوء " ما شاء الله ..ما شاء الله , تـوك تتذكرين انه عندك زوج "
تألمت من كلــمته , بدت تندم على قرارها بالإتصال عليــه ..
قالت بهمــس ورجاء " خالد ..خلاص وقف "
كيـف ما تبيــه يتكلم وهي تاركتــه مثل المجنـون لمدة ثلاثة اشهــر .
" تتكلميــن مع الكل , وناسيتني ثلااااثة اشهـر !!, وش تتوقعيــن ..؟؟!!" وكمــل بعصبيه " تكلميــن اختي يا مها ..تقــولين اخبار طفلنا , وانا احصل على الأخبار من عمر "
ردت برجفــه وتعـــب " انا ابي ارد لك , ما قمت اقدر على بعدك يا خالد "
الثلاثة اشهــر كانوا متعبيــن لأعصابه , ومخليــنه يفكــر , ويفكــر لفتره طويله ..
كان يبغى يقـولها انه جايها ألحيــن لمصـر ياخذها ادامها تبغاه .
لكن ما يقدر يثق فيها ..ما يقدر بعد الألم اللي عاناه بهالفتـره
قال ببرود "لكم شــهر , أو لكم اسبوع ؟؟؟ "
قالت بصدمه "خالد شتقــــول , أقـــول برد لك , تقــولي لجم شهـــر ؟ "
جاوب باستهزاء " اعذريني يا مدام , بس انا انهجرت منك مرتيــن , صدقيني مرتيــن تعقـد الرجال "
مها لما اسمعـــت كلمته اعجــزت ترد عليـــه , كانت راح تبجي ..
قالت بهمــس " للعمــر كله "
لما سمع هالكلمه حس برجفــه ..العمر كله .
لكن رد " العمر كله ..لما تمليـــن صح ..مرتيــن تركتيني ..كنت خلالهم يا مها ارتاح , واتطمــن , وأثـق انك بتكونين معاي (العمــر كله ) , واني برتاح , لكن تقررين فجـأه انك تتركيــني , وانا انصدم , ونرد انا وانتي من نقــطة البدايه "
عضت على شفايفها بألم , يقصد انه ما يبيها , ما وده فيها , وشـــدت ايدها على الجــوال .." خلاص ما تبيني ارد ؟؟ قــول.. انت مجــبور علي من الأول , وما تبيني أرجع لك "
هذا الأسطوانه المشروخه اللي دايما ترميـها بوجهه .
واللي مالها اي اساس من الصحــه .
نــزرها بقســوه " مجبــور عليكي !!!!! من متى انا انجبــر على حاجــــه , ابــوك ما قال لي اخطب بنتي , وما اعرضك علي , انا اللي تقدمـــت من نفســي , حتى ما ادري عمي وش كان بيقــول بعد ما حكى لي عن خوفه عليك , انا من نفسـي اللي عرضت فكرة الزواج منك عليه , انا اللي طلبتك..فهمتي ؟؟ أبوك ما نطـــق بكلمه....وحتى لو اعرضك علي..لو ما كنت ابغاك ما خذيتك ...اضيفي هالشي لمعلوماتك "
وبعد ما هدى شــويه .
قال " طبعا انتي دايما تحاوليــن انك اتقوليني كلام ما قلته , وهذا يخلينا دايما متوترين بطـــــــلي هالحــركه , لأجل نقدر نتفاهم "
سمع صــوتها وهي تأن كان واضح عليها انها تبكي .
قال لها بارهاق " اسمعي يا مها , انا تعبان , واظن انك تعبانه بعد , انا جاي لمصــر اليوم , أبغاكي ترجعيــن لي يا اميــره , لكن ما راح اقــبل رجوعك ان كنتي بتتركيـني بعدها ...مفــهوم "
الجواب كان انيــن وبكاء ..
حط ايده على راســه ...لا حول ولا قـوة إلا بالله .
وبعديــن طلع صـوتها وقالت " خالد ..ان رجعــت شنو بيكون مركـزي بالنسبــه لك ؟ "
قلبه نطـق حبيبتي ..
لكن جاوب " زوجتي وام ولدي "
بين شهقاتها قالت " ما ابـ..ـي ابقـ....ـى في ...بيت اهلك "
عقــد حواجبـــه وقال " ليـــه ؟! "
ردت بعصبيه " ما ...ر..اح ابــ...ـقى مع ضــره "
رد بتعـــب يا ذي الضره !! ... " نشوف وش نقرر بعدين , ان شاء الله "
سكتت ..
وبعديــن اهو قال بجديــه " انتي قد كلامك يا مها ؟ "
حطت ايدها على ويهها ما تدري شتســـوي
راح تموت ..من الحيــره من الألم ..
قالت له " ما ادري " وكملت بألم اكبـــــر " ما ادري "
تحرك من مكانه لما سمع أذان الفجر , و طلع من البيــت متوجه للصلاة بالمسجد.
قال بكل جديــه " لما تقررين , وتتأكديــن من قرارك , وانك ما راح ترجعيــن في كلمتك , انا مثل ما قلت لك جاي اليوم لمصــر ......خالتي ام قتيبه استقرت حالتها , وامي تبغى تكـون معاها , تعالي لي بالفندق اللي كنا فيـــه "
ملــتها الغيــــره من طاري اهل خطيبته..
لكن ما علقـــــت ..
وانتهى الأتصال .
وقربت تكتمل قطع الأحجيه بعقلها ..
اليوم اعرفت انه ما انجبـر عليها مثل ما اهي متصوره !!
وااااااااااااااي راح تمـــوت , أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ ظالمته , اطلعت ظالمته وايد
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأأأ
وبعديــــــــــن متى ترسي على بــــــــــر ؟؟
مو قادره ؟؟
مو قادره ؟؟ أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ
بجـــت لما قال لها انه اهو اللي تقدم من نفســه وانه ابوها ما عرضها عليه .
ما كانت تدري ..
وما كانت تعرف عن هالشي ..
خلاص بس بيــزر عقلها ؟
أول شي اعرفت انه كان يزورها بالكويت يحاول يراضيها .
وألحيــن اعرفت انه اهو اللي متقـدم لها .
شنــو بعد بتعــرف ..
اظلمتـــه وايد ..وأذته وااااااايد ..
بس اهو بعد غلطان ..خش عنها كل شي وعيشها بجهل
وفوق هذا خشها عن اهله وحرمها من انه يكون لها منه عيال طول هالفتره
كان مهتــــــــم يراضيها واهي بالكويت ..
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ كان مهتم ..
امسحـــت الدموع عن خدها .
اثنينهم غلطانيـــن !
ألحين اهي تبيــــــــــه وما تبي غيــره ..
بس بنفس الوقت ماتبي غيرها يشاركها فيه..
كانت تمسح دموعها وترد تنــزل الدموع بقـــوه وكثـــره ..
والأفكار اتييبها وتوديها..
ما تدري ان كان اتصالها عليه بمحله ولا لأ ..




يتبـــــــــــــــــع ...




{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 06:04 PM
التــــــــــــــابع ..








عمر :

قعـــد بعد الصلاة بالمســيد , يحتاج لهدوء , لسكيـــنه للتفكـــير , هذا غيــر انه قدومه للمسيــد مستعينا بالعكازه كان متعـــب له لأقصى درجــه يحتاج لوقت للراحــه خاصه بعد الصلاة ..
الليله اللي قضاها بأحضان ريم , كانت من اروع الليالي اللي قضاها من ثلاث سنيــن .
حس واهو بين ذراعيها مثل التايه اللي رجـع لبلاده اخيـــرا .
ألحيـــن واهو اهني , كان في فكـره وحده قاعده تخطـر في باله ( انه يرجع , وينعم بدفاها وحبها )
تحبني ..تعشقني على كلامها !!
ندمانه !!
طلع الرساله من مخباته ..
ورجع قراها بدا من العنوان


افتقدك حبيبي

تطلبت منه دقايق ..
يقرى ويرد يقرى ويرد يقرى ..
شــلون ألحيـــن ؟؟
تعـــب لمدة ثلاث سنـــوات , تعــــب من بعدها , ومن الفراق ..
اهو بصده لها وقسوته عليها قاعد يؤذي روحـــه , مو بس يأذيها , مو بس قاعد يجرحها ..
وده يكـون على راحتــه , على طبيعته معاها ..
رفع الرساله ..
ورجــع يقراها ..
اهي ندمانه ..
بس اللي ســوته مو شوي ..مو قليل ..
تخلصت من طفــل يجمعهم .
انــزين لي متى راح يعاقبها !!
طلقها .
وتزوج بعدها على طــول .
وجرحها من أول ما تزوجهـــا للمره الثانيه .
انــزين لي متى !!
طول العمـــر ..
لكن العمر قصيـــر , ان عشــت هاللحظه شيضمني اني اعيــش اللحظه اللي يايه ..
ان رمشـت ألحيــن ما ادري ان كنت راح اعيش بعد هالرمشــه .
ان خذيت نفس ما ادري ان كنت راح اطلعه .
انا المفروض اكثـر واحد ايعرف بهالشي
شفــت اختى واهي ميــته جدامي وبعــز شبابها .
السالفه القديمه عن اصدقاء غانم ..
كلهم توفوا شباب ..
ونوره بعد , شافها وشهـــد على ألمها , ومعاناتها ..
وفجـــاه جـــت في باله ذكـــرى كان غايبه عن باله , جـــت له هالذكرى مثل الضربه على الراس :
( بعد يوميـن من كورس الكيماوي ..
كانت نفسيتها حــلوه , خذاها لحديقــه المستشفى , واهي قاعده على الكرسي المتحــرك لأنها كانت تعبانه , الحديقه كانت روعـــه ..فيها نافـوره , وفيها ورود ..
وقعــد على كرسي قبال النافـوره واهي قاعده بالكرسي بقربــه ..
وجهها رقيق , وجميــل على الرغم من تعبــها إلا انها محتفظه برقتها .
قالت له بهدوء " تدري انا ندمانه على شنو اكثر شي ؟ "
خذا ايدها وباسها وقال " ان شاء الله ما في اي ندم يا قلبي "
ابتسمت له برقــه , وحطت ايدها على شعــره " لا والله عمر ..اسألني شنو ندمانه عليه "
ابتسم لها وقال " على شنو ندمانه اكثر شي ؟ "
اختــفت الإبتسامه عن ويهها وقالت بجديــه , وعيـونها بعيــنه " ندمانه على اني ما عرفت ان الحياة قصيـره .."
ابتعد عنها بعصبيه , وقال " نـــوره .."
حطت ايدها على شفايفـــه ,وقالت " عمر خلني اتكلم .."
غصـــب نفســه انه يهدى ويسمع ..
وقال بهدوء " اســف , قـــولي "
قالت والحــزن مغيم على عيـونها " ندمانه على اني ما قضيت ايامي بالعباده , متضايقه على اللحظات اللي زعلت فيها من خواتي , أو امي , أو ابوي , أو حتى اهلي ..و ندمانه على اني ما عرفتك لفتره اطول .."
تضايــق من كلامها وباس ايدها .
قالت له بشقاوه " ان الله عطاني عُمـــر , وعشـــت , ما راح اضيع وقتي بسخافات تضييع الوقت بشغلات مثل الزعل , ذكرني بهالوعــد انزيــن ؟؟ , ومو بس جذي انت بعد اوعدني انك ما تضيع وقتك بهالأشياء.."
ضحــك , وقال " الله يعطيـج طولة العمر ..."
كملت شقاوتها " اوعدني "
" هههههه اوعدج ما راح اضيع وقتي بالزعل من الناس والسخافــه "
قربت راسها وحطت جبهتها على جبهته , بحركــه حميميه .
وقالت له " حبيبي انته والله ")
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
نـــــــوره !
الغصـــه ببلعــومه زادت , وده يبكي عليها , على فقدها ..
لكن عيـونه ناشفه ما فيها دموع .
وده يبكي تأنيــب الضميــر انه ما حبها مثل ما اهي تستحـق , لكن هالشي مو متاح له ..دموعه صعـبه
لما شاف شلون الشمـس اشرقـــت عرف انه تأخــر على ريم ..
بس ما فيـــه يستمــر بالزعــل , أو بالقســاوه , هالشي قاعد يستنــزف قــوته , واعصــابه .
بالإستعانه بالعكازات , قام وقــــف ..
تحــرك , وشاف ناس محتاجيــن عند المسيــد ..
طلع المقسوم وعطاهم صدقـــه ..دفعة بلاء .
تــوجـه للشقـــه , وفي باله قرار واحد

خالد :

قــرب الفرج .
ردي لي يا مها ..والله بعدها ما راح اتركك لو ايش يصير .
انتي لي , وبتبقيـــن لي للأبد ..
من ثلاث اشهـــر , سمــع صــوتها ألحيــن ..
اخيـــرا اتصلــت عليه .
كان وده يكون قاسي اكثــر لكن خاف انها تهرب منـــه , يكفي هربها منــــه مرتيــن .
وكان وده يكــون حنـون معاها وخاف انه يبيــن ضعفـه لها خاصه انه ليلحين ما تأكد انها تبيـــه .
وفجأه ضحك على حاله .
كلمته ونســته انه يسأل على جنــس الجنيـــن
ممتاز ..
ممتاز ..
هاليوم الظاهر راح يجفاه النـــوم ..

ريم :

تأخــــر يا ربي ..
تــأخـــر مراااااااا ؟؟
هو بس قال انه بيروح للمسجــد ؟
ويـــنـــه ..؟
اشـــرقت الشمـــس ..
صار لها فتـــره تنتظر .
سمعــــت صـــوت باب الشقـــه ..
واخذت لها نفـــس عميــق ..
الحمدلله هو بخيــر .
استلقت على فراشـها بسرعه , وما تبيــه يشـــوف انها كانت بتموت من خوفها عليه , خاصه بعد ما كلمها بقســوه ..
دخــــل .
الغــرفه ..
وشافها مستلقيــه ومعطيـته ظهرها .
قعــد بتعــب على الفراش , وفصخ اهدومه , ولبس دشداشة نـوم ..
أه ه ه
ريله , التعــب راح يذبحـــه ..
استلقى ..
وطلع نفســـه " أه ه ه ه ه ه ه ه ه "
الراحـــه .
مرر ايده على ذراعها العاريه ..بعد ما لاحظ اهتزازها ببكي مكتــوم .
قرب على قد ما يقدر .
وباس كتفها برقه .
وقال بهمــس " لفي علي بشــوفج , بشوف ويهج ؟ "
عضت شفايفها ..
كانت تبغى تعانده , لكن ما اقدرت ..قلبها ما عاد يقدر على انه يعانده
لفــــت عليه , ما شافته ..نزلت عينها على صدره ..وما ارفعت عيـونها ..
حــب كتفـــها برقــه ..
وقال بجديه " ريم ..انا ادري ان هالشي صعب عليج ..خاصه بعد طريقتي معاج اليوم..بس ودي اسمع صـوتج وانتي تقـولين لي عن شكثـر تحبيني "
لما شافها متردده قال برقــه " عشاني ؟ "
قــربت منه اكثــر ..
هالأسلوب جديد عليها , من أول ما ألتقــــــت فيه للمره الثانيـــه ما تكلم برقــه معاها .
برود ..قسـوه ..تجاهل ..
الرقـه بعيده عنه ..
كانت تبغى توريه انه متى ما طلب منها برقــه , وحنان يقدر يحصل على اللي يبغاه , اي كان الشي اللي يبغاه .
فقالت له بحـــب " احبــك ..حبيبي ..اعشقــــك ..تدري متى شفتك أول مره "
بان الأهتمام على ملامحــه ..كانت تدري ان هالموضوع جديد عليه ..
" تذكـر لما جيت انت وعمي سعود لمزرعة جدي فهد لأول مره ..وكان في سباق خيـل , وانت كنت مشارك فيه ..انا ..كنت اناظرك من الدريشــه البعيــده فــوق .... فـــــــوق ..عيني ما كانت تطيـح منك ..ما كنت متصــوره ان فارس احلامي موجود بالحقيقه .."
سمعــت صـوت ضحكه هاديه صادره منه على لفظ فارس احلامي ..
خشــت وجهها بصدره لما انحــرجت وحســـت بأنه صار احمــر .
" حتى ان البنات لاحظوا لكني تعذرت بأني اناظر الخيـــل ..كان عمري 14 سنــه.. عمــر تخيل كنت اعشــقك وانا بهالســن "
قال بصـوت غريب " حتى وانا حجـر وما احــس "
تفاجأت انه يذكر كلمتها له بوقت الطلاق واللي قالتها له من جرحها والي ما كانت تقصدها حرفيا .
تذكره لهالكلمه معناه انه انجرح منها ..
وهذا دفعها انها تقــول بكل اخلاص وجديه " اعشــق كل حاجـه فيك "
وارفعــت راسها بعشــق له .
كان ويهه يناظرها بغموض وبعدها
وبعدها اكتسى وجهه بتعبيـــر رقيــــق ..
نــزل راســـــه , وفي باله شي واحد ..
انه يرتوي من النبع اللي كان محروم منه لفــتره طويله ..واللي يحس انه ما يقدر يرتوي منــه ..وما يظن ان العمر كله بيكفيــه
لما رفع راســـه قال " ريم خليني اثــق فيج يا ريم ..علميــني مره ثانيـــه اني اثــق فيــج "
حـــب راسها ..
وخدها ..
وكتفها ..
وقال " لا تفقدين الأمل فيني "

مها :

بعد ما تأكدت انها ما راح تنام ..
قامت حضــرت لها الريـــوق , عندها موعد اليــوم مع الدكــتوره , موعد الجيك اب الشهـري .
بدت تاكل لأجل طفلها .
كانت تبي غانم يصحى , ما تبي تروح تقعده بعد اللي صار امـس , ومعرفتها باللي سواه ..
تضايقت ان في احد من اهلها رافض زوجها كليا , وكان يسوي اللي يقدر عليه عشان يحرمها من زوجــها ..لكن نيته كانت سليمه يبي يدافع عنها ويحميها ..وهالشي ان صدر من خالها غانم فأهو يعني شي كبير
وفوق هذا تصـرفه كان له اثر ايجابي , خاصه بالنسـبه لها , لأنها تدري ان لولا اللي حصل ما كان جاها خالد ,و ألتقــوا ببيتهم , واحملت ..
حطــت ايدها على بطنها ..
يمكن عشان جذي مو قادره تـزعل عليه , أو تأنبــه .
لما شافت ساعتها توجهـــت ..لغرفتها لبســت اهدومها .
وحطت لفتها على راسها ..
راح تروح مع السايق اللي مخصصه جدها لها ولتنقلاتها ...واللي فيها ...فيها .

سمر :

كانت ملاحـظه تغيـر ملامح وجه امها للأحســــــــن ..
كانت تبتسم وتســتمع لكلامهم ..
وتضحك لكلام قتيبــــه .
من أول ما شافت مها ذاك اليوم بالمستشفى وهي مهي قادره تنزع وجهها من عقلها .
خالد ما قصــر معهم ..
لما قتيبه عجـز انه يحضر قام فيهم .
هذا غير انه ما قال لحرمتــه عن الأنفصــال ..
بس صعـــب عليها تعلم حرمـــه غريبــه عنها , جميـله , مغروره , انها انرفضت من ولد عمها ..
يا ربي وانا وش دراني ان كانت مغروره ولا لأ ؟؟
انا شكلي بكــون مثــل فاطمــه بس افكــر بالجانب السئ بالناس .
هي ما اعملت لي حاجه , طبيعي اي حرمه بتغار على زوجها .
وهي حامل مسكيــنه ..
يعني اكيـد خايفه مني , ومن تهديدي لحياتها ..
اسمعت صــوت ضحكــة امها .
ردت ركــزت على الكلام ..
سمعـــت قتيـبه يقــول " والله يمه , احـس قلبي من تجيبين طاريها يضرب , كنه فيه طبــول "
ردت عليه امها "هههههه الله يقطع ابليــسك يا قتيــبه "
قال قتيــبه بمــزح , وشقاوه " انتي اطلعي من المستشفى يما... بلا دلع , وعجليهم للزواج "
رمـــته امه بالكلينكس ..
وقالت لولدها بمــزح وعتاب " وهذا اللي يهمك ساره , وبس ....وانا وصحتي موب مهمــين " وكمــلت " الله يعيــن .. هذا وانت بعدك ما تزوجتها ...أجل لو صارت حليلتك وش بتســـوي ؟؟!!"
ضحـــك قتيـــبه , وقرب من امه , وبدى يبوسها ..
وامه تحاول تتغلى عليــــه , وتبعده عنها ..
وبدى يقــول بصــوت ضاحك ودرامي " لا والله يمـــه , انتي الأولى ...ما ينافسج احد بالغلااااا "
سمــر تحركــت من مكانها وعلى وجهها ابتسامه ..
خاصه لما اسمعت رد امها " وانا شريكتها ياللي ما تستحي "
طلعـــت سمـر من الغرفـــه على صــوت الضحكات ..
ان كانت مشغــوله بالأفكار ما تقدر تجلس بمجلس فيه كلام , ما تقدر تركـــز ..
بدت تتجــول بالمستشفى .
تمـــر على كافــة الأقسام ..بيوم من الأيام هي بتكون طبيبه , دكــتوره , تشــوف المرضى واحوالهم ..
اوقفـــت على قســم الأطفــال ..المواليــد ..
بدت تتأملهم , يا الله , هذي هي المعجـزه المتكرره ..
الولاده .
وش هي مشاعر اهلهم ..
الأم ..الأب .
ابتسمـــت برقــه .
لكن فجأة تذكــرت شكل مها , الحامل ..
وكيــف كانت تناظرها ؟؟
تحــركت من المكان , بتـــــوتر .
ولما وصلت لمكان قريب من العيادات شافـــتها !!!!
مها , كانت ظاهره من عيادة أحد الدكاتــره !!
كان واضح عليها التعـب لكن هالشي ما اخفــى ابدااااا جمالها المبهــــر ..
الحمل مضفي على جمالها جمال , سبحان الله .
وبدفـــعه غريبــه , نادت " مها ."
اوقفـــــــــت الحرمـــــه , لكن بعدها تحــركت من غيــر لا تلف وجهها كنها اعرفت من يناديها .
لكن تأنيـب الضميـر دفع سمر انها تستمر بالمناداة " مها "
لكن مها سرعـــت من مشيها ..
وسمــر سرعت بالمشــي ..واقدرت تلحــق على مها لأن حالة مها ما تسمح بالمشي اســرع من كذا ..
امســكت ذراع مها , ووقفتها ..
مها لفت ويهها وقالت بعصبيـــه " نعـــم ....انتي شتبيــــــن منــــي ؟؟؟؟؟ "
كان لسمر دافع انها توقف وما تتكلم , لكن قالت " انا ابغى اقــولك حاجـه "
مها اسحــبت ايدها بقــسوه من ايد سمــر , وعيــونها كانت مغمــوره بالدمــوع ..
" ما ابي اسمع شي منج .." سكــتت تاخــذ نفــس من انفعالها , وقالت " انتي بتشاركيني زوجــي وانا مجبوره, لكن انا مو مجبــوره اكلمج فاهمــــه "
ومشــــت , تاركه سمـــر مصدومه ..
لكن سمــر قالت كلمه , خلت مها تـوقف مكانها ..
قالت " انا وخالد انتهينا "
مها لفـــــت , والدموع اللي كانت بعينها تبخــرت , كان على ويهها تعابير الصدمه ..
وسمــر شافتها تحــط ايدها على بطنــها ..
وسمعتها تقول " انتي ......انتـ ...ـي ...شتـ ...شتـقــوليــن "
سمر قربت من مها وقالت بصراحه وقوه " خالد جا لنا من اول ما جيتي وانهى الخطبــه , قال انه عنده حرمـــه وطفـل , وما يبغى يظلم احد "
حطـــت مها ايدها على حلجــها ..
وكمــلت سمــر والحقيقه اول ما اطلعت ما عادت تقدر تردعها " انا اللي طلبت منــه ان يخبي الموضوع لأجل امي , وحالتها المرضيــه , وهو ما قدر يرفض الطلب , انا راح اعلن فسـخ الخطـبـ ......"
سكــتت سمــر وامسـكت ذراع مها , خاصـــه لما شافت الشحــوب اللي غمــر وجهها ..
وقالت " مها ...مها ..اش فيـــــه "
مها عقلها ما كان متــقبل بالبدايـــه ..
لكن لما اســتوعبــت بــــدت تصيــــــح ..
وبصــــوت عالي ..
ما كانت حاسه انها بالمستشفى , وبمكان عام ..
ظلمتـــــــــــــه ..
ابيـــــــــــه , ابيـــــــــــــه ظلمتــــه
بدت تصيــح بعجــــز ..
بجيـــــــها كان بجــي قهــــر
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
سمـــر اللي بدت تشــوف الأنهيـــار , خافـــــــت ..
وخذت بأيد مها وقعدتها على الكرسي .
انا الظالمه ..
ظالمه ..
لأني عقب كل هالسنين من الزواج ماعرفت زوجي عدل ولا اشلون يفكر..
كنت راح اهد زواجــــــــي بأيدي ..
وااااااااااااااااي قهــــــــــر ..
راح امـــــوت , حبيبي ظلمتــــــــــــه
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
وبــــــدت تقـــول لسمــــر من غيـــر شعــور بوسـط دموعها " ابيـ ..ـه ....انا ....انا ...انا ظلمتــ...ـه ...أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
سمـــر اللي ما كانت متـوقعــه هالردة فعل الكبيــره , حـــطت ايدها على ظهـــر مها وحاولت تهدي المرأه الحامل ..
مها واهي مو مستوعبـه , حطت راسها على صدر سمــر .
" اهــو ....ابيـــــه ......انـ...ـا أأأأأأأأأأأأأأأأ اشســـ...ـويـــت "
سمـر ما كان على لسانها غيــر كلمه وحــده " بس يا مــها ...بس يا مها "
مها ما كانت قادره تستوعـــب ..
ان الخطبــه منتهيــــه , كان معقــول تتقلبها بطريقــه عاديــه .
لكن انه اهو ينهيها هذا شي ثانـــي ..
اهو أول ما شافها مره ثانيـــه بالسعوديه , انهى علاقته مع بنت عمـــه ؟
انا الظالمه ..ليش ما نطــرت ..
حســـت بالغثيان قامـــت بسرعـــه , وراحـــت للحمام ..القريب من كراسيهم , وسمــر لحقتها ..
وبدت تجدف ..وترجع اللي بكبدها ..
ما كانت قادره تسيــطر على روحهــا .
ومو مستـوعبــه وجود بنت عمه ..
مو مهتمه ..
انهار عالمها ..
كل هالأشياء دليل على انــه ....
على انــه شــاريها ..
ردت تطلع اللي بكبدها ..
اهو شاري ومن الواضح انها هي البايعــه .
اهي اللي ما اقدرت تحكـم عقلها .
تحدى الكل عشانها , اهله والكل..واهي ما اقدرت تتحدى حتى نفســها عشان تكــون معاه ..
بعد ما انتهــــت ..
طلعــت من الحمام .
وشافت وقـــوف سمــر الخايفــــه عند الباب الخاص بالحمام الداخلي ..
اول ما شافت سمـر , حســت بالدموع تتجمع بعيــونها للمره الثانيـــه .
قالت لها سمــر بخوف " انا اســفه ما كنت اقـصد اني ..."
عضـــت مها شفايفها , وقالت بدموع تتجمــع " انــا ....انـ..ـا اللي اســفـ...ـه "
حــست بدوخــــه , وتسندت على الطـوفه .
سمــر اخترعت وقربت " تعالي اخذك معي ...تعالي .."
هــزت مها راسها برفـض .
تحـركت من مكانها وبعدت عن سمـر ..
وقالت بتعــب , تبي تكــون بروحها " مشكــوره ..مشكــوره ..لكــن انا بروح ألحيــن "
لفت على سمــر ..
وقالت وصـوتها يتحشرج , ومو راضي يطلع بصـوره طبيعيه .." ما راح انسى انج علمتيني هالشي ..خالد ما كان ممكن يقوله لي .. مشكوووره ما تتصورين ..أأ ما تتصورين .."
وخانها التعبير ..
الدموع انـزلت من عيـونها , وقالت بتعــب " راح يكون هالشي دين برقبتي ..خاصه انج ما كنتي مجبــوره تقـولين هالشي لي "
سمــر اللي كانت بالأول خايفــه انها تسرعـــت , لكن بعديــن لما شافت ردة فعل مها تأنــب ضميرها انها ما قالت من الأول ..
ردة فعــل مها كانت قــويه , دليل على المعاناة , والألم اللي كانت تعانيـــه .
اطلعت مها من جدام سمـــر ..من الحمام ..
واهي ما تبي شي ألحين , غيــر خالد ورضى خالد ..
بدت تحـس انها ما تستاهل خالد .
وايد عطاها , واهي ..
بدت تحــس بدوخــه .
تبي تــوصل للشقـــه , وبس .
سمـــر , ألحقــت مها من بعيد وبعد ما تأكدت دخــولها للسياره ..ارتاحــت , كانت من جد خايفه عليها ..
تنفســــت سمـــر براحـــــه .
اتخذت القرار الصحيح ..خالد ما كان بيوم من الأيام لها ..هو لمها , لحــرمتــه , وللطفــل اللي جاي بالطريق .

مها :

كانت قاعده تصيـــح ..
ما اهتمت بنظرات السواق اللي كان خايـــف ..
وتذكــرت شنـو قالت لها سمــر , وبدت مره ثانيـــه نوبــــة البجـــي والإنهيـــار .
طلعـــت تليفــونها ..
بعد ما حاولت تتمالك نفسها !!
واتصلت على حبيبها .
على زوجهــا .
ما تصــدق انها من جم ساعه متصله عليه , واهي مو متأكده ان كانت راح ترد له و لا لأ ..
وألحيـــن مو عارفه شنو تســوي له عشان تراضيــــه .
انــرفع التليــفون من الجهــه الثانيــه .
وسمعــت صــوته يقـول بجديه " نعم يا مها "
ردت تبجي بصوت عالي " أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أ "
هذا ريلها اللي هي ظالمته ..
واللي اهي عذبــته ..
الحـــب بالتصرفات , واهو اثبت حبــه بتصرفاته , واهي افشلت بالإمتحان ..
سمعــــت صــوته يقول بلهفــــه " مها اش فيــــه ؟ "
قالت بصيــــاح " تعــــال ...أأأأأأأأأأأأأأأأ تعال "
خالد لما سمع صياحها بهالصــوت كنه مفـطور قلبها , أو كنه مذبوح لها احد ..افــزعـــه .
اش فيـــه ..
نــزل كـوب القهــوه على الصحــن بقــوه ..
ادت إلى انسكاب القهوه من الكــوب من غيــر حتى لا ينتبــه خالد على هالشي .
ردت قال بقــــوه " اش فيــــه يا مها ؟ "
ما قدرت تتمالك نفســها ..
" ابيـــــك ...أأأأأأأأأأ أبيـــ.....ـك ....تعـ..أأأأأأأأأأ..ـال .....والله ..والله أأأأأأأأأأأأأ انا احــبك "
خالد لما سمعها تقــول هالكلمه , اللي من زمان ما قالتها ..
خاف عليها من جد ..
وقال بهدوء يبغى هدوءه يوصل لها لأجل تتمالك نفســها " مهــــا ..."
ما خلته يكمــل قالت ببجي " قـــول ..قــ...ـول انك أأأأأأأ مصـ..ـدقني .....أأأأأأأأأأأأأأأأأأأ..احبـــك "
رجــف قلبــه من الكلمه ..
ومن طريقتها اليائسه بالكلام ..
قال بجديــه بعد ما وقف , وهو مو قادر يبقى بمكانه وهي تبكي بهالطريقه " مصــدقك يا مها ..بس انتي ..."
سمــع صــوت بكاها العالي " انا ..انا اســفه ..انا احبــك "
قال بلهجــة ارضاء , كنــه يكلم طفــله " اش فيــه يا اميــره ..اش اللي حصـــل ؟ "
خــف صــوت بكاها ..
وبقى صـوت الشهقات ..
وبعديــن قالت " مـ..ـا أقـ..در اعيش من غيــرك ..احــبك "
تكرارها للكلمه خــوفته ..
وكملت برجـــاء " تعال ...تعال "
تنـــهد وقال " راح اجي ان شاء الله ...انا قلت لك اني جاي اليــوم "
بوسـط الشهقات قالت " تعال ألحيـــن "
ابتســم برقــه على طفـوليتها ورقتها ..
ما يقدر انه يرفض لها طلب ...خاصة ان اطلبته بهالطريقه .
ما يدري ايش اللي حصــل , وخلاها تتصـل عليه وهي بهالحاله .
سمع نفســه يرد " ما اقدر يا اميــره , انتظري كم ساعه "
قالت بطريقــة قـويه " امــوت عليك , وما راح أتخلى عنك ابدا , تسمـــع , انا مينونه لما ظنيــت اني اقدر اتخلى عنك , انته حياتي وعمري , كل شي بحياتي ..انا وانت بنربي البيبي مع بعض .." وكمــلت برجفــه " اسـ..ـفـه .."
ما كان مصدق ان بالواقع ..
ان مها حقيقي متصله عليه , وتقــول له هالكلام ..
ما يبغى يقــول شي , وبعديــن ينصـدم انه حلمان , او انها ما قالت له اي شي
قالت له " سمعــــت اللي قلتـــه .."
هــز راســه بموافقــــه ..
وكنها راح تشــوفه .
لكن بعديــن ابتسم من تصــرفه ..
وقال بصــوت متغيــــر ما يدري من ايش " ايــه سمعـــت "
تنحنح يمكن يرجع صـوته مثـل ما كان ..
وبعديــن كرر نفــس الكلمه " ايه سمعـــت "
قالت له بحــب , واهي ترجـف " احبك " , حاسه انها ما تقــدر تــوفيــه حقــه من هالكلمه على كل اللي سواه لها ..
ضحـــك واهو يحــس بنفســه بخــف الريشــه من الراحــه ..
لكن قال بجديه " شكــرا "
على الرغم من راحتــه , يبغى يكون قبالها , ومعاها , لأجل يتأكد ان الكلام فعلا كان صادر منها ..
بعده ما يحس بالأمان على الرغم من كلامها ..
هجرانها له ولمرتيــن اثــر على مدى تقبلــه لكلامها , وتصديــقه لها ..
مها ادخــلت الشقــه ..
ورأسا لغرفتها ..بجــــت لما تمكن النــوم منها ..

وقــت السـفر (موضي) :

متى ترجع مها لخالد ؟
ايـــه بدت تتمنى يرجعــون لبعض ؟
ولدها كان متغيــر مره , بطريقه آلمتها هي امـــه !!
شتان بين خالد اللي مع مها ؟
وخالد اللي ألحيــن ؟
يمكــن ان راحــوا لمصــر , تقــدر تقـنعه يروح لحرمتـه ويجيبها من الكويت او من مصر , او من المكان اللي هي فيــه .
حياة ولدها ان تدخلت فيها فراح تتعب , وتضايقــه هو ..
فأحســن لها انها تتقــبله , وتتقبل قرارته .
هل يا ترى سمـر راح تقــبل بخالد , وهو على ذمتـه مره , وعنده طفـل .
ان شاء الله ..ليش لأ ...خالد ما ينقصــه شي .
الله يســعده بأي شي يبغاه ..مثل ما هو مريحها , ومسعدها ..
ولدها ما في منه اثنيــــن الله لا يحرمها منه .

ساره :

وقفــت تودع امها عند الباب , وتبــوس راســها ..بحــب وتقـدير.
وامها ما وقفــت توصــيها وتوصي فاطمـه , وبدر على البيـــت , وعلى اللي لازم يصير واللي ما يصير ..
بعد ما اطلعت امها , مسكــت ايد خالد ..وباست خده , وراســه ..
ابتسم لها برقــــه ..
غريب خالد بهالوقــــت متغيــر , على تعابيره راحه غريبه .
ملامحه مرتاحه ..
متغير عن لما جتــه امس بالليل .
ردت له الإبتسامه وقالت " الله يخليك لنا يا خالد "
ضمــها بذراعــه اليميــن بطريقه سريعــه , خاصه انه ذراعـه اليسار حامل فيها شنطـه ..
وقال لها بهمـس " شقـول لقتيــبه ؟؟ "
ضمــته بقــوه , وبعديـــن ابتعــدت شــوي وقالت " شـورك وهداية الله يا خالد ..ما بعد رايك راي , ولا بعد قــولك قــول "
فاطمـــه بعد مااطلعـوا , امسكــت ايد ساره وقالت لها " وش قلتي لخالد ؟ "
ابتسمت ساره بسريه وقالت بهدوء " هالشي بيني وبين خالد "






يتبـــــــــــــع ....

نظرة الحب
03-28-2011, 06:04 PM
التابــــــــــــــــــع .....






بعد ساعــه من الوصول لمصــر (خالد ):

امه ارفضــت ترتاح بالفندق راسها وألف سيــف تروح للخاله بدريه ..
وصلها للمستشـفى ..
وهو وده يترك الكل ويروح للي كانت تبكي تطلبـــه .
لكن الواجــب هو الواجـــب ..
بعد ما استأذنــوا , وألبست خالته الحجاب , ولبست سمـر ..
دخـــل ..وسلم بصـوته القـوي الجهـوري ..
امه موضي أول ما شافــت صاحبتها ضمـــتها بحـــب ..
وبدت تقـــول " الحمدلله على سلامتك يا الغاليــه ..يعل اللي فيك يكون بعدوينك واللي يكرهونك ..يا بدريه "
خالد ابتسم ..لكن كان يعطي ساعته نظره سريعه .
يبغى يلتقي بمها ..يبغى يتأكد انها تقصد كلامها اللي قالـــته له .
يبغى يتأكد انها ما تراجعت عن كلمتها ..
سمــر لما شافــت خالد ..حســت انها ارتاحـــت ..ما تحس حالها مديـونه له .
ردت له ديــنه بالكامل .
بلغـــت مها بالوضـع , ومن انهيارها واضح انها كانت تعبانه من هالوضع ..
وتأمل انها تكـــون من اللي يشملهم الحديث الشريف ( ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة )
خالد جلـس بقــرب قتيــبه , وسأل بهدوء " وين عمي حامد ؟"
ابتسم قتيبه وقال " الوالد كان معانا الصبـح , لكن هالوقت لازم يرتاح "
هــز خالد راســه وقال " الله يعطيـه طولة العمــر "
لما خالد انتبه ان الضم بين امه والخاله بدريه انتهى, وانهم اسكتــوا ..
قال بصــوته الجهـوري " الحمدلله على السلامه يا خاله "
ردت مرة عمه " الله يسلمك يا خطيــب بنتي "
سمــر لفــــت على امها بإنحـراج ..
لكن خالد ما كان واضح عليه الإحراج بالعكس تصـرف طبيعي .
انحــرجت مرااااااااا
من كلمة امها .
ومن تصرف خالد الكبير .
فقالت بعجــله وتهـــور , وجهها حار من الإحراج " يمــه ودي ابلغك بحاجــه على انفراد "
قتيــبه رد بعدم رضا " سمـــر .."
لكن سمـر مو في بالها غيـر انها تبلغ امها ..
تغاضت عن النظر لخالد ..
وتغاضت عن نظرة قتيبه الغاضبه ..
كلمـــة امها احرجتها ..
خاصه ان خالد يدري انها هي (سمر) تدري من زمن عن فسخ الخطـبه .
امها ان استمرت تظن انها مخطــوبه لخالد , بتقـول كلام اصعب من كذا , وهالكلام بيخليها تخجل انها تحط عينها بعيــن ولد عمها .
بس تبغى تبلغ امها بحقيقة الوضع لأجل توقــف هاللحظات المحـرجه ..
امها ناظرتها ..
اما خالد فقال بهدوء " انا استــأذن "
لأن كلمة سمـر كانت واضحه القصــد ( اطلعوا واتركوني مع امي )! هذا اللي ينفهم من كلمتها ابغى اكلمك بأنفراد
وبما انها اطلبت هالطلب ألحيـــن فهو حاس ان الموضوع متعلق بالخطبه ..
وهو يبغى يعجل بفسخ الخطبــه ..
وطلع ..
وام قتيبه عطت ابنها نـظره تقصـد فيها ( اطلع )
قتيـــبه نفــذ كلام امــه واهو محرج من تصـرف اخــته ..
ومو راضي ابدا .
كان واضح ان اختـه تطرد الجميـع من الغرفه ..
ما احشـمت احد .
لو ما امه ونظرتها اللي وجهتها له , ما كان ظهر , ولا كان سمح بهالتصرف الطفـولي
ولما قامـــت خالتها موضي بتطلع بعد , قالت سمــــر بهدوء " لا يا خالتي , اقعدي , انتي ما انتي غريبـــه "
موضي اقعدت مع انها ما كانت حاسه بالراحــه ..
لكنها ما حبت ترد سمـر !
اما سمــر فردت تلــف على امها ..
وحســت انها خلاص , ودها ترمي حالها بحضن امها , وتبكــي , من الراحه انها راح تنهي الموضوع للأبد ..
قربت , واجلست قرب امها ..
ومقابلها .
امها رفعــت ايدها وحطتها على ايد سمــر , قالت بكل تـوتر " سمــر , اش فيـــه ؟! "
شافت سمـر امها وقالت " يما , خالد ....خالد متزوج ! "
موضي نزلـــت راسهـــا , بهاللحظه تمنت لو ما كانت موجوده بقرب صاحبتها !
الموقـــف كان مرااا محرج ..
خاصه انها هي اللي خاطبــه بنت بدريه ..
امها هدت ايدها وقالت " ايـــش !! , ايش تقــوليــن انتي ؟! "
ولفت بدريه على صاحبتها , تبغاها تنكــر هالشي , او تنكـر هالخـبر , لكن منظر صاحبتها كان اكبر دليل على حقيقة الوضـع .
سمـر كمـلت الخبــر " خالد متـزوج , وحرمتــه حامل ..وانا ..."
بكل عصبيه قالت بدريه " انتي ما راح تتزوجيــنه "
سمر ارفعت عيـونها من ايد امها اللي كانت تناظرها طول الوقت خلال كلامها ..
اما موضـي فإنصدمــت ..
ما كانت متوقعه ان بدريه راح ترفض خالد .
وقالت " لا يا بدريــه الله يهداك .."
لفت بدريه على ام خالد وقالت " بنتي ما راح تتزوج رجــال امتزوج يا موضي ! , ومو بس امتــزوج وينتظر طفــل بعد "
سمــر كانت تناظر امها بإستغراب , ما توقعت ان امها راح تتخذ هالقرار !! حتى قبل لا تسمع قرارها
توقعــت ان امها راح توقف مع خالد , خاصه انها متحمسـه وتبغاه يكون زوج بنتها .
قالت موضي " بدريه , اتركي بنتــك تقرر اللي تبغاه .."
سمر كانت تحـس كنها تشــوف امها بعيــن ثانيــه .
معقـوله هي ما تعرف امها , ما تعرف ان امها راح تدافع عنها ..
تدافع عن مصلحتها .
كانت تحــس كنها قدام اكتشـاف جديد عليها ..
واللي هو امها بدريه
هــزت بدريه راسـها وقالت " الحشيــمه لك يا موضــي , لكن ولدك , ما راح يتزوج بنتي ....بنتي يا موضي , مهي ناقصــه , ولا هي رخيـصه , لأجل نزوجها من رجل امتزوج , وحرمتــه حامل ..ولدك ما راح ياخذ بنتي الغاليـــه , لو يصير اللي يصيـر "
لفت ويهها لسمــر , اللي كانت تبــولع بريقــها من الصدمـــه , ومن الحـــب , ومن الأمتنان ..ان عندها ام مثــل هالأم .
كانت تبتسم لكن الرغبه بالبكى كانت تخليــها تسكــر فمها , وتحاول ترد تشـده على شكــل ابتسامه .
مسكــــت وجــه سمر بحنان وقالت " سمــر , انتي ما راح تتزوجي خالد , اوعديني انك ما راح تتزوجيــه "
وكملت برقـــه " سعــاده الإنسان يا سمــر , ما تنبني على تعاسه غيــره , ابدا , ابدا "
هــزت سمــر راسها بالموافقـــه , وهي تتنشــق ..
قالت لها امها " سمــر انتي غاليــه يا بنتي , ما انتي رخيــصه , راح تلقيــــن غيــر خالد , واللي احســن من خالد , اهم شي سعادتك "
موضي اسمعت اللي يكفيــها ليـــوم واحـــد !
قامت بهدوء من مكانها .
ما تقدر تدافع عن ولدها .
قامـــت موضي من مكانها , وهي بنيتها الخروج من الغرفــه ..
لكن وقفها صـوت بدريه اللي قالت بهدوء " موضي ابقي شـوي خلينا نتكلـم "
لما لاحظت ان موضي مو راضـيه اتحرك من مكانها اللي هي واقفــه فيه لفت على بنتها وقالت " سمـر اتركيني مع خالتك لحالنا "
تحركــت سمر واطلعت ..
اما بدريه فقالت بهدوء " انا اللي المفروض ازعل , مهو انتي !! "
وهذا خلا ام خالد تلف عليها بسرعـه ..
وكملت بدريه تقول " موضي... سمـر هي بنتي الوحيــده , اللي اخاف عليها من نسـمة الهوا , ما كنت راح اقبـل انها تتزوج من رجل امتزوج اي كان هالرجل , حتى لو كان خالد نفســه "
موضي ما كانت زعلانه من بدريه ..
كانت متضايقـه من الوضع ككل ..
تنهدت ام خالد وقالت " من اول ما عرفت ان خالد متزوج , عرفت ان هذا بيكون ردك , يمكن هذا اللي كان مضـيق صدري اكثــر شي , اما انتي فمستحيـل اتضايق منك "
ابتسمــت بدريه لها ..
وقالت بهدوء " تعالي اجلسي بقربي يا موضي "
قربت من صاحبــتها , صديقه العمـــر , اثنينهم تزوجــوا بنفس اليـوم .
بدريه من حامد , وهي من جاسم ..
كانوا بنفـس العمر , وهذا عمق العلاقه ..
كانوا دايما مع بعض بتكلمون عن احلامهم , عن رغباتهم , عن اطفالهم .
وكانت احد احلامهم هو ان اعيالهم يتزوجـون من بعـض .
لكن الظاهر ان الله ما كتب هالشي ..
قالت بدريه بأبتسامه " خالد وسمـر ما الله كاتب لهم انهم يتزوجـون بعض ..لكن ان شاء الله قتيبــه وساره بيحلون محلهم "
....
سمــر أطلعت وتجاهلت مكان جلوس خالد وقتيبه .
لأنها مرتاحه ..فهي ألقت بالحمل عن كاهلها .
اخيــرا انهت هالمرحله من حياتها على خيــر ..
....
خالد اللي كان قاعد مع قتيـبه بالكراسي القراب ..
كان مرتاح لأنه عرف من نظرة سمر وطريقتها انها بتعلن فسـخ الخطبـه .
قتيبه بقربه ..لازال يعتذر عن تصـرف اختــه ..
لكنه سكـــت بعد ما اطلعت ام خالد , وتوجهـــت لهم , وقالت بكل هدوء " سمـر افسخــت الخطبــه "
غمــض خالد عيــونه براحــه .
يحاول يحافظ على هاللحظه من الراحـه ..ألحيــن يقدر يقـول لمها انه ما راح تكون في شريكه عليها .
وما في شي راح يضيق عليهم حياتهم بإذن الله
موضي ببساطه..ما تقدر تلوم بدريه على قرارها وقــوتها بأتخاذه ..
هي نفســها راح تتخذ نفس القرار لو كان الموضوع متعلق في بناتها .
أما قتيــبه لما سمع الخبــر لف على خالد بعجله ..وخــوف
خاف ان اختــه انهت حلمه بأنه ساره تكون حرمتـه وزوجتــه .
ما فهم تعابير وجه خالد .
لكن كان متـوتر على الأخــر
ومصـدوم من قرار اختـه المفاجئ .
قام خالد من مكانه من غيـر اي كلمه ..
وهذا دفـع قتيبــه بأنه يقــوم بعده ..
ويقــول " خالد .." لف عليه خالد بإبتسامه .
لكن قتيبه خاف من هالإبتسامه ..
وقال " انا ما راح اتخلى عن ساره ..خالد ..انا أبغـ...."
حط خالد ايده على كتــف قتيبه وقال بهدوء وجديـه " ساره لك يا قتيـــبه ..ما راح تكون لغيرك بإذن الله , اعتبر ان هذا وعد مني ..وان شاء الله ما راح اخلف بوعدي "
وطلع هو وامه من المستشفى ..

موضي :

ما تكلمت مع ولدها طول الرحله للفندق ..مع انه حاول يكلمها عدة مرات ..
لما وقفــت السياره قدام الفندق ..كان واضح على ولدها الضيـق .
قبل لا تنزل قالت له "يا خالد ...انا ماني زعلانه عليك ..الله يوفقــك ..ويسعدك ..الله مهو كاتب لك سمـر ..والحمدلله على كل حال ..ابغاك تراضي مها ..ابغى اشوف ولدي سعيد ومتهني مع حرمته ..و اعياله ..منيتي يا خالد اني اشــوفك مرتاح "
وانزلت تاركه ولدها مصدوم ..ما توقع ان امه تقول هالكلام ..
الحمدلله ..الحمدلله .

غانم :

كان قاعد يتساءل شلون راح يقـول لمها انه خلاص لازم يرد الكويت ..
اصلا اهو حضر جنطته ومو ناقص إلا انه يبلغها ..
التذكره بيده ..
بيحطها عند عمر خاصه انه طلع من المستشفى...يمكن اللي منعه من التدخـل اكثـر اهي كلمة مها ( انا راح اكون سعيده مع زوجي )
يمكن ..
لما دخــل عليها كانت نايمــه ..
وما يبي يقعدها عشان يبلغها هالخبــر .
لازم ينطــر .
تحـــرك من مكانه للباب , بيطلع شــوي يغيــر جــو قبل موعد روحتـه للمطار , مل من البيت ..مل من نفســــه .
فتــح الباب ..
وتفاجــأ باللي واقف بالطرف الثاني ..
غانم كان منصدم ..لكن تمالك نفســه بســرعه ..وانطقــت ملامحه بعدم الإستلطاف الكلي .
وقال " خالد "
خالد قســت ملامحـــه وقال بنفس الطريقه البارده " غانم "
ظلوا للحظات يشـوفون بعض , لما قال خالد " وين حرمتي ؟ "
غانم وقف بويه الباب جنــه بهالطريقه بيمنع خالد من الدخـول وهالشي اغضـب خالد .
وقال بطريقه صريحه " ومن قالك اني راح اسمح لك بأنك تدخـل وتشـوف بنت اختي "
قرب خالد من الباب , لما شاف وجهه قريب من وجهه غانم .
وقال ببرود " انت فاهم غلط يا غانم ..حرمتي انت مالك كلمه عليها ..انا اللي اقرر ان كنت ابغى اشـوفها أو لأ "
جواب غانم كان ابتسامه استفزازيــه .
بعدها فتــح الباب لخالد .
خالد ناظره بتفاجئ , ما كان متوقع هالردة فعــل ابدا , لكن دخــل ..
وسمـع غانم يقـول " لو ما كان وراي طياره ألحقها , جان ما خليتك تدخــل , هذا إضافه إلى انها تبيــك , وتبي ترجع لك .......للأســـف "
شــافه خالد بنظـره غاضبــه وقال ببرود " وين حرمتي ؟ "
ابتسم غانم بطريقه استفزازيه وقال " دور عليها "
وطلع وسكــر الباب وراه .
خالد بدى يســـب ويلعـــن هالشخصيــه الإستفزازيــه اللي عكـرت له مزاجـــه .
وبعد ما هدى , بدا يبحـــث عن حرمتـــه , وبدا بغرفتها .
لما دخــل الغرفه بهدوء ..
اول ما طاحت عينه عليه كانت اهي ..
نايــــمه ..
تنفــــس بعمــــــق .
مو قادر يتصـور انه امس بس ما كان يدري هي وين ..او ان كانت تبغى تتخذ الخطـوه وتجيـــه .
وألحيــن هي وهو ..مع بعضهم .
كان ندمان على كل حماقه عملها وبعدته عن هالبراءه والجمال ..
طول علاقته معاها كان اناني ..
ما يفكـر إلا بنفسـه وراحتـه ..ولما عرف غلطه كان فات الأوان ..
وضيع من عمره سنــــه .
قرب من السرير ..
لكن كلما قرب من السرير ..بدى يلفت انتباه شي ثاني غير ويهها ..
بدى يلفت انتباهه بطنها ..
يا الله ..
كبـــر بطنها ..طفلهم في بطنها .
جلس عند فراشها مثل المسحـور , وحط ايده على بطنها وهو مو قادر غير انه يسوي كذا ..ومرر ايده عليه بهدوء .
يالله وش كثــر كبـــر الجنين .
معقـــول هنا في جنين ..في طفــــل صغيــر ..حيطلع بيوم من الأيام ويقــول له ( يبا )
رفع عيـــنه لوجهها ..
وشاف عيــونها الزرقا تتأمله .
حاس نفســـه كنــه يشــوف بالسما الصافيـــــه ..
غرق بعيــونها الزرقا ..
غريب كيف عيونها بهاللون الرائع ..
للحظات ولا واحد فيهم تكلم !
لما اهي انطقــت وقالت بصوت حالم " خالد ..انت حلم ولا حقيـــقه ؟"
قال بهدوء مماثل " انتي اللي حلم ولا حقيــقه ؟ "
ابتسمت له ..
وجهها صــوره رائعــه , تجسد عظمة الخالق في خلقه ..
كان يبغى يعطيها البشـــاره ..
يبغى ينهي الألم ..
قال لها بهــدوء " مها انتهت خطبتي من سمـر ..اليوم انتهت ..هي انهتها "
اختــــفت الإبتسامه .
ببساطه مثل ما اظهـرت .
لما تذكــرت اللي صار , واللي قالته سمـــر ..
لما تذكرت اللي سوته بخالد .
طلع لها الأستنتاج الوحيـد المنطقي ..خالد يحبها .
خالد ريال كبير بأفعاله , كان يقدر يقـول ألحيــن وبهاللحظه انه اهو اللي انهى الخطبه لكنه سكــت
مشاعر تأنيـب الضميـر اغمرتها ..
ارفعت ايدها ومررت اصابعها على شفايفه ..بحـــب
قالت بشجـــن ..وألم على اللي تظن انها سوته فيهم اثنينهم "احـــبك يا خالد .. انت تحبني صح ؟ "
يظن ان العالم كله يعرف وش هي مشاعره تجاهها ..
امه ..ساره ..عمر ..والكل ..
مو بعيد بدر بعـــد ..
ويظن انها هي تعرفها بعد
يمكن لأنه مرتاح من شـوفتها من اعترافها له وجها لوجهه ..لكن ضحـك بخفــه من صيغة السؤال اللي تنبأ بأن الشخص اللي يسأل واثق من الجواب .. وقال ببساطه " واضح انك تعرفيـن الجواب على هالسؤال يا اميـره "
رفرف الحــب بقلبها ..
وقالت بلهفـــه " قـولها يا خالد ..قــولها ..ريحني وقولها "
ما انطــرت جـوابه وقالت " تدري اني خذيــت عهــد على روحي اني ما اتركك ابدا ..انا .."
هذا اللي كان يحتاج انه يسمــــعه
هالعهــــد .
ما كان حلم , ما كان خدعه ..
مها تبيــــه ..
قطع كلامها وقال " احبـــك "
قالها ببساطه لأنه ما عاد فيه ينكرها , وما عاد فيه يحرمها , ويحرم نفســه من هالكلمه .
رجفـــــت شفايفها من روعـــة هاللحظه .
وحســـت انها ما تستاهـل ..
بعد كل اللي عملته في سبيل انهاء زواجهم , ما تستاهل انه يعترف لها بالحــب .
خالد كمل كلامه " مها ..انا اســف .."
ارفعت مها عينها بصدمه .
ما توقعــــت هالكلمه لأنها اهي اللي لازم تعتذر .
كانت تبي توقف كلامه لكن اعجـزت تنطق أو تتكلم لأنها ما كانت تدري على شنــو قاعد يعتذر .
كمل " اسف لأني كنت اناني , كنت ابغاك لنفـسي , كنت مضغــوط مـرا , وهالشي مو عذر ..الكل كان يبغى مني حاجــه , وانا كنت ابغى الهدوء والراحــه , اللي ما كنت ألقاهم إلا معاك ..لأجل كذا أجلت فكـره اعلان زواجنـــا ..لكن اقسم لك بالله اني كنت فخــور فيك , انا مستعــد اني اتقـدم لك من جديد , وتجي امي تخطبـك و .."
سكــت ..وقال بصـوت اقل انفعال " انا اسف لأني خبيت عنك حاجات اساسيه بزواجنا, ولأني حرمتك لفتره من الأطفال , لكن وربي كنت ابغى اجيــب اطفال منك , كنت راح اعلن زواجنا , لما اختلفنا كنت جاي لك لأجل اعتذر من تصرفي , لأجل ابلغك اني عرفت قيمتك لما تركتيني "
انزلت دموعها بصمــت .
مد ايده يمسـح دموعها " الواضح اني صرت خبير بأنزال دموعك ..ما ابغى اشــوف هالدموع يا مها ..ابغى نعيــش انا وانتي وبراحـه وسعاده .."
ابتسمت له من وسط دموعها ..
وقالت " هذي دموع السعاده يا خالد "
ضمته بكل قوتها .. وقالت " انا بعد اسفــه ..اسفه لأني ما سمعتك ..اسفه لأني تغليت عليك ..اسفه لأني ما فهمتك ..انا احبك ..يا خالد ..احبك وايد ..واوعدك اني ما راح اتركك ..ابدا يا خالد ابدا .. إن شاء الله ما راح يفرقنا إلا الموت .."
تحركت من مكانها على السرير , واشرت له قربها وقالت " تعال ابيـــك تقرب اكثر ..اشتقت لقربك , ابي انام على صدرك "
ابتسم لكلماتها
وتحــرك من مكانه ..واستلقى بقربها , واهو بعد يحتاج , ومشتاق لهالقرب .
كانت نايمه على ذراعه ..واهو يمرر ايده من غير لا يحس على بطنها .
اهي ألحيـــن بنعمـــه .
بفضل من الله .
شكــرت الله على كل شي ..وخاصه على وجود خالد معاها للمره الثانيــه .
حتى خالها غانم يستاهل انه ينشكــر ..
خالها غانم ..وتصرفه لما حرمهم من بعض كان تصرف حكيــم , علمهم قيمتهم الحقيقيه عند بعض ..واهم ينتظرون طفــل نتيـجه لفكرته الغريبه بتفريقهم .
لكنها ما راح تقـول لخالد عن هالسالفه ..
وما راح تقـول لخالد عن سمــر ..
يمكن تقــوله بالمستقبل لكن مو ألحيـــن
غريبه هالدنيــا ..شلون تغيرت حالتهم من فراق لوصــل ..
ومو اي وصــل ..
تذكـرت بيت من الشعــر كان ابوها محمد يكرره دوم :
دع الأيام تجري في اعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال ...
ما بين غمضت عيـن وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
صدق الشاعر ..
احساسها بالأمان غمرها ..وهدهدها لدرجـة انها كانت على وشك انها تغفي لما
سمعــته يقــول لها " وش جنس البيبي يا مها ؟ "
جاوبت عليه بضحـــكه ناعســه وهي عاجـزه حتى انها تفتح عينها " ســـر "

بعد مرور شهــرين ( عمر وريم ) :

ريم كانت قاعده تحضر الريـوق ..كانوا بعدهم بمصــر ..
الشركه تحتاج لأهتمام عمر المباشـر , عشان ترد لترتيبها ونظامها ..
وهو مهو قادر يستغني عن العمل ..
زوجها بعد ذاك اليوم ..وهو يحاول يتغيـر للأحــسن .
صحيح تغيـر كان يضحك معاها , يتصرف معاها بصبــر ما كان موجود سابقا , يمـزح بوجودها , لكن ما تخلى كليا عن قسـوته اللي تظهر في بعض الأحيان كنه مو قادر ينسى اللي حصل من ثلاث سنوات , وهالشي كان يعكـر لها مزاجها ..لكن اهي سعيده
اليوم مزاجــه صفـر ..
خاصه انه يبحث على ورقــه من المستشفى الخاصه بموعده القادم ..
أما هي فألحين متحمســه تبغاه يخرج من الشــقه لأجل تشتغل على الغرفه الإضافيه اللي هم ما يستخدموها .
ههههه اضحكت بشقاوه وهي تتصور وجهه لما يشوف وش اعملت بالغرفــه ..
هي قالت له انها تبغاها , وتبغى تعمل فيها اضافات , وهو سمح لها بهالشي ..
وصار لها اسبوعيــن تقريبا تشتغل فيها من غير ما تسمح له بالدخول ..
ابتسمت لما تذكرت فضوله الخاص بهالغرفه بالذات
قطع عليها افكارها
صــرخه جايه من غرفة النوم " ريــــــــــــــــم ...وين الورقـــه ماني لاقيها "
ردت عليه من المطبـخ " طيـــب شـوف يمكن بشنطتي الســوده , لما رحــت معك للمستشفى "
بدت تحط الفطور على الطاوله ..
واجلست على الكرسي تنتظره .
استيقاظها من الصباح معاه بدى يصير صعــب عليها مع الوقــت , لكنها كانت تقاوم النوم لأجل ما يكتشف مفاجأتها ..
مفاجأتها ..
قامـــت من مكانها بأنفعال بعد ما تذكــرت انه شنطتها السودا , حتنهي لها مفاجأتها ..
راحـــت للغرفـــه .
ولكن كان من الواضح انها تأخــرت , لكنها شافته من الباب المفتـوح , وهو ماسك ورقــه , ويقرى فيها ..
تباطأت بالمشي ..
لما حـس بوجودها قال بهدوء مصطنع " شنــو هذي الورقه ؟ "
قالت بهدوء وهي متضايقه انه عرف بهالخـــبر بهالطريقه .." واضح المعنى "
عمر كان مو مصدق انها للمره الثانيــه تخش عليه هالخبـــر
للمره الثانيــه قاعد تخش عليه خبـر حملها .
ردت له كل مشاعره المكبــوته خلال الثلاث سنوات ..
وحس جنــه عدم ثقــته كانت بمحلها .
كانت بطيح الجنين مثل أول مـــره
حرص انه ما يقــرب منها وقال بعصبيه عجــز انه يكبتها " يعني كنتي بتسوينها فيني مره ثانيــــه , كنتي بتخليني مثل الأطرش بالزفــــه , لما اتطيحيـــــن الياهل للمره الثانيــــه , تدريــن انتي مو كفــــو ..مو كفــــووو "
شافتـــه بصدمــــه .
ما كانت متصــوره انه راح يظن فيها هالظن ..
هـــزت راسها بنفـــي عنيـــف وشديد , لكنها اعجــزت عن الرد .
كان اللي قاعد يصير كابوس مهو حقيقـــه ..
قرب من غير شعــور منـــه , اهو رد تزوجها , وبدى يثق فيها شلووووون تســـوي فيه هالشي , مرا ثانيـــه شلون .. و مسكها من كتفها , وبدى يهــــزها " لو ما كنت عارف , وشايــف هالورقه , جان ما قلتي لي ..صــــــــح ؟؟..انتي شنـــــو ...متى بيكـــون عندج احساس ..متى ؟ "
ما كانت تدري انه ما وثق فيها ابدا ...ابداااااا ...
ما تصورت انه يشك فيها بأنها راح تعمل نفس اللي اعملته من ثلاث سنوات , هي حاولت تثبــت له بكل الطرق الممكنــه انها تغيــرت ..
لكن من الواضح انه ما راح يثــق فيها ابدا ..
حاولت ترد , تدافع عن حالها ..لكن كل اللي اقدرت عليه انها قالت " مو صحيح .....مو صحيـح "
عطاها نظـــرة غضـــب وقال " انا الغبي اللي حاولت اثـــق فيج "
لكن ما اقدرت ..لسانها انربــط ..غيــر عن كلمه " مو صحيح "
كانت بتتكلم اكثر عشان تعبر وتدافع عن نفسها بس دموعها اللي عبرت عن ألمها .
تركها بغضــــب .
وطلع من غرفتـــهم ..
واهي بعدها تردد " مو صحيح ..مو صحيح "
راحـــت بعده , لكنـــه طلع .
حطـــت ايدها على شعـرها ..بدت ترجــف شفايفها ..
انفجاره فيها ..
وكلامه القاسي ..
ما يدل إلا على شي واحد انه ما في ثقــه انها ما اكتسبت هالثقه ..
هالوقت اللي مر ما بينهم ما عدل شي بالعلاقه ..
تحركت مثل المحنـطه للغرفه ..اللي كانت تحضــرها للمفاجأه ..
ادخــلت وسكــرت الباب ..
نقــلت نظرها على كل حاجه موجوده ..
وحـــست بالجــرح الكبيــر ..
عدة مرات حاولت تتكلم معاه عن الموضوع اللي صار من ثلاث سنين لكنه رفض الكلام معاها ببرود .
ألحيــن وهي تشــوف الغرفه ..حســـت انها حتمــــوت ..
كان حاسه بخيبــة امل كبيــره
وبــــدت تصيح ..
من القهــــر !!
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ"
ما اهتمت انه اي حــد يسمعها بالوقــــت الحالي ..
كل احباطها بالفتره اللي فاتت طلع ألحيــــن ؟
كانت تبغى تفاجأه !
بس تبغى تفاجأه ..
داســت على نفسها , وحاولت على قد ما تقدر تخبي الغثيان الصباحي لأجل تفــرحه بمفاجأه حلــوه ..
اصلا من اول ما تزوجــته للمره الثانيــه , وهي تضغط على نفسها لأجل ترضيه , وتحاول تتجاهل تعليقاته الجارحه ..
ليـــه مو قادر يفهم انها تغيــرت ..
متى حيثــق فيها ..
جلست على الكرسي الهزاز لأنه الكرسي الوحيــد الموجود .
هي مهي قاتله ..
ما راح تقتل طفلها ..
عمر قعد عند الدرج القريب من الباب الخاص بشقتهم , كان غاضـــب لدرجــة انه كان في احتمال كبير يقتلها ويقطعها بأيده الثنتيـــــن ..احتاج حق فــتره عشان يقدر يتمالك نفســـه ان استمر بهالعصبيــه راح يذبحها وان استمر بنفــس الشـــقه راح يذبحها ..
كان حاس بالحقــد عليها , شلون ترد تحاول تذبح ولدهم ..
كان فرحان بالأول لما شاف الورقه لكن لما استوعب انها خشت عنــــه , واستوعب ان اللي صار من ثلاث سنين راح يتكرر , الألم انطلق فيه بصوره اشد مما كان متصورها ..
لكن مو وقــته هالأعصاب ..
كان لازم ياخذ الموضوع بهدوء ..لأنه راح ياخذ ولده أو بنته اللي في بطنها ..راح تحافظ ريم على البيبي لو كان هذا اخر شي يســويه بحياته ..
لازم يتفاهم معاها ..ويفهمها هالشي ..ان كانت تتصور انه راح يتخلى عن حقـــه بالأبوه عشانها فأهي غلطانه ..
تحــرك من مكانه .
ودخـــل الشقــــــه بعزم واصرار , بعد ما حس انه يقدر يتكلم ببرود وهدوء ..
ناداها بأشمئزاز حتى من اسـمها ..
" ريم "
"ريم "
لكن ما في رد ..
هذي ليش حاقرته !!
راح لغرفتهم , وللمطبخ ما لقاها ..
وقف عند باب الغرفه اللي اهو ممنوع عن دخولها بطلب منها .. طول الأيام اللي فاتوا..
لكن هالمره ما احد راح يمنــعه من الدخـــول
سمع صـوت بجيها ..وما تأثر أو اهتم ..
حط ايده على مسكـــة الباب
وفتحه بهدوء يناقض الغليان اللي داخله ..
لكن لما شاف الغرفــه انبهــــر ..وتسند على اطار الباب بصدمه
نقــل عيــنه بأرجاء الغرفه ..
وانرمى الماي على النار اللي تغلي بداخلــه .
ريم حســت بوجود احد معاها بالغرفه .
ارفعت راسها , من ذراعها ..ومن استلقائها على مسند الكرسي الهزاز , تفاجأت من دخــوله عليها
حضــوره كان قــوي
هيبته كانت مؤلمه وجارحه لها ..
لكن جرحها كان اقوى هالمره...ما له حق يدخل غرفتها ..الغرفه المفرحــه اللي مخصصتها لسعادتها ولطفلها..
ما له حق يدخل يفسد عليها غرفتها خاصه انها مانعته من دخــول هالغرفـــه .
راحت له من غيــر شعــور لعند الباب اللي هو واقف عنده , وبدت تدفـــه للخارج , لكنها ما اقدرت تحركه ..كان واقف مثل الجبــل ينقــل نظره بالغرفه , بنظره اقل ما يقال عنها انبهار ..وصدمــه...و قالت بعنـــف من وســط دموعها وبكاها " ما ابغاك ...ما ابغاك ..اطلع من غرفتي ..تسمـــع ما أبغاك ..اطلع "
فجأة صار فيه هجــوم على صدره من قبضتيها ..
تضرب وهي تحاول انها تألمـــه ..
لكنــه قدر يتحــكم بأيدها اللي كانت توجهه لجسـده هالقذائف , ووبنفس الحركــه اللي عملها معاها بالمــزرعه لما حاولت تضربه ..لفها بسهــوله , بحيــث صار ظهرها , لصدره ..
حس بمقاومتها , لكن احكامه لقبضته ..منعها من الحركـــه .
غمض عيـــنه ورد فتحهم ..
ظلمها !!
نقــل نـظره بالغــرفه .
كانت الغرفه ورق حائط طفــولي , يدل على ان الحجـره خاصه بالأطفال ..
كان يسمعها ..واهي تقــوله " اتركني ...اتركني ما ابغاك "
لكن عقله ما كان يتســوعــب الكلام , لأن عيــونه كانت تنتقــل بالغرفه وعقله يحاول يستوعبها ..
فيه فراش صغيــر بالغرفه ..
كرسي هزاز .
ألعاب ..حتى وهي ما اولدت الطفـل مفـكره بالألعاب
ريم جهــــزت هالغرفه ..
طول هالأيام اللي فاتت كانت تحاول تجهـز هالغرفه من غير علمه ..
لأجل طفلهم ..
التفسيــر الوحيد لهالتصـرف انها كانت تبي تفاجأه ..
يالله شكثــر اساء فهمها , واساء لها بظنـــونه .
اهي قالت له مليون مره انها تغيـــرت , ليش ما قدر يصدق كلمتها ؟
ليش نطــر لما يجرحها , ويذبحها بكلامه , عشان يصدق اللي تقــوله ..
بدت حركاتها تــزيد عنــف وهي تحاول تفلت منــــه
قال بهدوء لأذونها يحاول يهديها " اششششششششششششش , اشششششششششش حبيبتي ..خلاص "
فجأة هدى كل ما فيها ..
حبيبتي !!
هالكلمه ادخلت لعقلها المغلف بضباب الألم
حط جبهته على راسها من الخلف " انا اســـف ...حبيبتي ..ريمي ..اششششش ..هالمره اسأت الظن فيج ..اسف"
بدا نفســـها يطلع بصعوبه..
كمل كلامه بأصرار " انا غلطان ..ادري اني غلطان ألحيــن بحقــج "
سمعت كلامه ..
تحبـــــــــه وتبغى تقنعه ببرائتها , ودها لو يعرف انها تغيرت ..
قالت بهمـس يكـسر الخاطــر " انا تغيـــرت "
باس جتفها ..
وكلمت بنفـس الأسلوب المثيـر للشفقه " انا تغيرت ما عدت اخاف اصيـر ام , انا كنت خايفه اصيـر مثل امي , كنت خايفـه ان الطفـل يعاني مثل عانيــت انا بالطفــوله "
الدموع كانت تنــزل بعيــونها بسيلان عجيــــب ..
اما اهو فتصلب جسمه ..
كان لأول مره يسمعها تتكلم عن طفلهم اللي سقط أو عن طفولتها..
" انا ما كانت متعمده اسقطه ...وربي ندمــــــ....ـــت ...ما كنت ابـ...ـغى اسقط طفلنـا ..ندمـــت ...والله اني خبيـــ...ـت عنك هالمـ..ـره لأجــ..ـل افاجئك "
بجــت فجأه بطريقــه عـورت قلبه ..صياحها كان من قلب مفطور
وهذا خلاه يقــول " ريم ..أشششششششششش ....ريم ..خلاص يا قلبي ..خلاص "
قالت " متى حتــ....ـحبنـ...ـي يـ..ـا عمر ...متـ..ـى حتثـــ...ـق فيني ؟ "
غمض عيــنه ..
لحظه الحقيقه يت ..
لحظه الحقيقه له ولها ..
قال بصوت غريب عنه وعنها " بس انا طول عمري احبج يا ريم ..ما وقف قلبي ابد عن حبـــج "
حســت برجــولها ترتخي ..
من الصدمـــه ..
من الفرح المبهـــر اللي انطلق فيها ..
مستحيــــــــل ..ما تصــدق
يمكن هو مايدري لكنها هذي هي المره الأولي اللي ينطق فيها بهالكلمه ..
وكمــل بنفس الصـوت الغريب " والثقه انزرعت فيني من ألحين يا ريم "






يتبــــــــــــــــع ...


نار الغيرة تحرق رجل واطيها / رواية كامله








{[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]

نظرة الحب
03-28-2011, 06:05 PM
التـــــــــــــــابع ...








مرت سنه وخلال هالسنــه :

خالد ومها : مستقرين بالسعوديه ..كل خميس وجمعه لازم يزورون الكويت , عشان مها تشــوف اهلها .
صار عندهم ولد اسمــه جاسم ..ماخذ قلوب الكل بخفـة طينته .
مها لازالت على دلعها ..وخالد لازال غير قادر على مقاومة هالدلع .
حبـهم لبعض ما يمنع وجود خلافات بينهم تمنح حياتهم نكهـه ..وتخلي الصلح احلى واحلى .
لازالوا كل واحد فيهم يغار على الثاني بينون .
في بداية رجوع مها لخالد ..على الرغم من تأكده من حبـها له إلا انه بالأيام اللي يشتد فيها الخلاف بينهم ..يتوقع انه بيرجع ويشوفها تاركتــه , لكنه ما استسلم لعدم الأمان اللي هو حاس فيه , وتصرف معاها على طبيعته ..
ومع انقضاء ايام السنـه بدى إحساسه بالأمان يستوطـن

عمر وريم : رجعوا من مصر للأستقرار بالكويت , عندهم بنت سموها حنان تشــبه ريم بكل شي , مجننه ابوها عمر , اللي مدللها اخر دلال , اما ريم فمرتبطه في بنتها بصـوره اهي ما كانت متخيلتها .
ريم لازالت غيــوره ..وما ينافسها بغيرتها إلا عمر , اللي لازال يغار من فيصل على الرغم من كلام ريم لأنه كان عارف انه لو انترك الموضوع لعمه حمد جان زوجها غصب..
اما ريم فمازالت تغار من سام اللي مستمره بإتصالاتها المتباعده مع عمر , وهذا من اهم اسباب خلافاتهم مع بعض .
نوره مالها طاري ..لأن ريم ما تبي تذكر انه في وحده شاركتها بزوجها بيوم من الأيام .
بينهم خلافات طبيعيه مثل اي اثنين متزوجيـن , عمر يتعامل مع الخلافات ببرود , وريم بتفجـــر ..
وغالبا ما تكون مغتاظه من بروده ..
لكن عمر مو دايما بالخلافات بارد أو مستهـزأ , في احيان كثيــره ما يقدر يمسك اعصابه , وينفجـر , وبهالوقت ريم تحاول تمسك نفسها لأنها تخاف بوقــت غضبـه المتفجر هذا .
لكنها متأكده و واثقه انه يحبها وهالشي يفرحها

ساره وقتيـبه : تحت اصرار قتيبـه ..تم الزواج , واخيــرا صارت ساره له ..ساره سعيده بالوقت الحالي مع قتيبه اللي اثبت انه رجال والنعم فيه .

موضي :كل يوم عن يوم تحب مها اكثــر وتتقلبها اكثـر , اما جاسم سمي زوجها فأهو اغلى عليها من روحها ..وينطبق عليها المثل ما اعز من الولد إلا ولد الولد .

فاطمه : على حالها ما تحب مها , ولا ممكن تتقبلها .

سمر : في مشروع خطبـه ..لكن ما تم حتى الأن .

بدر : سعيـد انه صار عم .

غانم : بعده على حاله , لكن في تغيــر بسيط , انه تعلق ببنت عمر , لما كان عمر في مصـر , كان غانم يتعنى لحنان مخصـوص على الرغم من انه عمر كان يزور الكويت كل اسبوع , ولما رجعوا للكويت واستقروا , صار كل يوميـن ياي لحنان .

الجد سعود : راضي جـزيئا عن احوال الكل ..ما عدا غانم ..
وفاقد وجود حفيدته مها لكن التليفون اليومي والزيارات الأسبوعيه مهــونه عليه هالشـوق .

حمد (ابو ريم ) : علاقته مع ريم بعد ما ساعدها بموضوع الإتصالات قـوت بصوره بسيطه , لكن انشغاله بأعماله يمنعه من تكوين علاقه اقوي من جذي .

بعد انقضاء السنـــه ..الكــويت ( عمر وخالد ) :

كان عمر توه راد من مصــر بعد ما صارت الشركه بوضع ممتاز , وقــوي ..
ضبط وقت ردته لمصـر , مع وقـت زيارة خالد ومها للكويـــت ..
ومثــل العاده كلما تواجد بالكويت لازم يـزور قبـر نوره ..الله يرحمها ..
نوره كانت شخصيه مرت بحياته ..مثل عابرة سبيل ..لكن علمته وايد اشياء بالحياة ما يقدر يناسها أو يوقف عن زيارتها مهما كان ..
هالمره كان معاه خالد ..لكن خالد استأذن وراح لقـبر عمه محمد (ابو مها )...عمر كان قاعد قرب قبر مرته المرحومه .
بعد ما سلم عليها ..ودعا لها ..
بدى يتكلم معاها ..
احساس داخله ادفعــه للكلام لأول مره بزياراته لها ..
قال بصــوت هادي ومتـأثـر " نوره ..انا أبو ألحيـــن ..عندي بنت صغيره ..سميتها حنان .."
سكـــت للحظــه وبعديــن قال " وخالد ومها صار عندهم ولد .. جاسم .."
كمــل واهو مستـغرق بأفكاره " انا متزوج من مرتي الأوليــه ..ما تكلمنا عنج ..ابدا ..علاقتي انا وياج راح تظل للأبد بينا ..علاقه خاصــه .."
وكمــل بجمله وجهها لنفسه أكثر من انها موجهه لنوره .." تزوجتها لأني ما قمت اقدر استحمل وجود خطابها , لأني احبــها ......الغيــره نـار يا نوره "
خالد كان يشوف عمر ..
مــرت عليهم سنــه تقريبا , والحيــن استقرت امورهم تقريبا ..
قرب من صاحـــبه ..
وسمع اخر جمله قالها عمر (الغيره نار يا نوره )
عمر سمع صــوت خالد يقــول بنبره هاديه , ولكن واضح منها ان الشخص عارف معنى كلامه عدل " ونار الغيره تحرق رجل واطيها "
سمع عمر كلمة خالد ..
ما في اصــح من هالكلمه ..
ابتسم عمر بذهـــن غايب على كلمة صاحبــه " اي صــح ..نار الغيره تحرق رجل واطيها "
قام من مكانه وقبل لا يروح للمكان اللي خالد فيــه , قال " مشكوره يا نوره على كل اللي علمتيني اياه ...مع السلامه "



النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــايــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــه

تمت بحمدالله وفضـــله رواية نار الغيره تحرق رجل واطيها

اخـــراحساس
03-29-2011, 07:18 AM
الله يعطيك العافيه
اختيار راائع وموفق
ماننحرم من جديدك المميز
http://up.7cc.com/upfiles/KON92568.gif

جنــــون
03-29-2011, 12:19 PM
يسلمك ربي غلاتي
وعساك ع القوه

عـــودالليل
03-29-2011, 01:51 PM
300


من متابعيك وسآكون كذلك باذن الله
قد لا أوفيك حقك بالرد
فأتمنى قبوله

http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/965606661833153094.gif (http://forum.al-mzon.com/t44020.html)
يعطيك العافيه


دووم هالتميز ماشاء الله عليك
ربي يحفظك

http://s25.photobucket.com/albums/c88/fuyu_034/i%20like/th_200128708445076319.gif

نظرة الحب
03-29-2011, 09:10 PM
شاكره مروركم العطر