مشاهدة النسخة كاملة : الكابوس


نظرة الحب
03-07-2011, 08:47 PM
~¤®*§ الجزء الأول §*®¤~

"الى اللقاء" .. ودع علي – كالعادة – زملاءه في الجامعة وهو خارج من سيارة هاني –التي

تقلهم جميعا- متجها نحو البيت .. علي كان شابا يافعا يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما.. انسان

خلوق.. خجول .. وطيب النفس يتميز بالمرح وروح الدعابة.. ويدرس في كلية الطب .. دخل

وعلامات التعب واضحة على محياه . "يا هلا بالطبيب الصغير " استقبلته أمه وكالعادة بعبارات

تحمل معها الدفء والحنان وتخفف الشعور بالارهاق والتعب وتضفي على محياه الابتسامة

رضى أم أبى ! قبل علي رأس والدته :"ماذا حضرت لي اليوم أمي الحنونة من غذاء !"

ابتسمت والدته ثم قالت :" حضرت لك اليوم وجبتك المفضلة (مكرونة بالبشميل) " . "حقا!! "

رد علي بفرح شديد " ماذا تنتظرين ؟ ..فبطني لا يتوقف عن الصياح !" .ضحكت أمه ثم قالت

وهي متجهة الى المطبخ " حسنا هيا اذهب وبدل ملابسك ولا تتأخر " ... " حسنا " صعد علي

الادراج متجها الى غرفته وهو رافع رأسه ويغني بمرح .. دخل غرفته البسيطة : سرير ومكتب

ودولاب للملابس وجهاز حاسب آلي وتلفون خاص بغرفته كانت لمسات علي واضحة على

غرفته.. صور و تحف فنية ومناظر خلابة وأعشاب وشجيرات و..و الخ ... " آآآه " تأوه وهو

مستلق على سريره ..يستريح قبل تبديل ملابسه ... فجأة.. رن تلفون الغرفة "تررررن ..

تررررن .." اعتدل علي وعليه علامات التعجب " من يريدني في هذا الوقت ؟!..ثم تابع .." لابد

أنه هاني يريد اخباري أني نسيت أحد أغراضي في سيارته كالعادة ".." أفففف " قالها وهو متجه

الى السماعة ..أجاب على الهاتف " ألو.. " لا أحد يجيب .."الو.. " أعادها ثانية .. ثم ثالثة بنبرة

أحد ! .. واذا به يسمع صوت احدهم يتنفس بصوت مسموع !! شهيق قصير وزفير أطول وأشد

.. " من معي؟ " سأله علي بنبرة منفعلة نوعا ما .. يرد المتصل " الووو... " صوت بنت !!

تغيرت ملامح علي بسرعة " نـ نـ نـ نعم ! " قالها بصعوبة! " آآآآه كنت أنتظر قدومك طويلا "

قالتها البنت المجهولة بصوت يحمل في طياته الخبث !.. " أستغفر الله العلي العظيم " ..قالها في

نفسه ..سكت قليلا ثم بلع ريقه ثم قال " أختي .. هل أخدمك بشيء ؟" .. ضحكت البنت ثم أخذت

نفسا عميقا و تأوهت ..ثم قالت "علي.. شاب محترم .. يقوم بواجباته على أكمل وجه .. وسيم جدا
.. لايقوم بأي من الاعمال الطفولية أو أعمال طيش الشباب .. على مستوى عال جدا من الاخلاق

..ويتمالك نفسه بسرعة .. خصوصا في موقف كهذا .. هو بالفعل فارس الاحلام !! " أغلق علي

الخط بسرعة ..فتح عينيه ووضع يده اليسرى على فمه واليمنى على قلبه الذي ينبض بشدة !!

..رمى بالهاتف بعيدا .." لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. انا لله وانا اليه راجعون " قالها

وهو يرتجف وقلبه ينبض بسرعة " علي .. علي .. ماذا تفعل لقد برد طعام الغذاء .. " أم علي

تصرخ منادية عليه .. "حاضر حاضر يا أماه ..أنا قادم" .. قالها وهو يبدل ملابسه بسرعة ..

ذهب علي الى صالة الطعام .. على السفرة كان هناك أخوه الصغير ذو الخمس سنوات حسن

وأخته التي تصغره بسنتين آيات ..آيات كانت بنت هادئة وجميلة على مستوى عال من الاخلاق

.. تدرس في كلية البنات ..

حالما جلس علي على المائدة سألته أمه : " لم تاخرت؟!" .. "أأأ نعم .." قالها وهو مرتبك ثم تمتم

" لا لاشيء كنت أكلم أحد أصدقائي في التلفون !" .. تناول علي طعامه ببطء شديد .. كان يأكل

لقيمات صغيرة !... لاحظت أمه شرود ذهنه الواضح أثناء الغذاء .. " علي .. مابك ؟ " تسأله أمه

.. " ها .. نعم ل ل لاشيء يا أماه ".."يااااه المكرونة لذيذة جدا يا أمي " قالها بتصنع محاولا

تغيير الموضوع .." علي ! .. " قاطعته أمه " كيف تكون المكرونة لذيذة ولم تأكل منها الا الشيء

القليل ؟! .. ما الذي يشغل بالك ؟ .. أهو صديقك الذي كلمته منذ قليل .. هل تخالفتما ؟!"..أغلق

علي عينه وهو يسمع كلمات أمه ثم نهض من المائدة وهو يقول " أنا آسف يا أمي .. ولكني أكلت

بعض الحلوى في طريقي الى البيت وقد أطفأت شهيتي الى حد كبير " مضى صاعدا الادراج الى

غرفته وأمه تنظر اليه غير مقتنعة بما يقول .. "حسنا سأدخر لك شيئا منه لعلك تأكله فيما بعد " ..

" لا داعي يا أماه " قالها وهو يغلق باب غرفته .. " دعيه عنك يا أمي .. " قالت آيات تهدئ من

روع أمها " لا بد أنه اختلف مع أحد أصدقائه ، فهو- كما تعلمين –لايمكن أن يهدأ له بال مادام

مختلفا مع أحد أصدقائه حتى يتصالحا " ..

في غرفته استعد علي للنوم والراحة عله ينسى أحداث هذا اليوم المخيف .. قبل أن ينام تذكر أن

هاتفه المحمول يحتاج الى الشحن .. نظر الى الهاتف المحمول واذا به مكالمتان فائتتان ورسالة

قصيرة .. " لاأعرف أحدا بهذا الرقم .." تمتم في نفسه " قد يكون أحد الاصدقاء الذين أنشؤوا

حديثا خطا جديدا للهاتف المحمول !" .. قالها وهو غير مقتنع بما يقول !!.. فتح الرسالة –

المرسلة من نفس صاحب الرقم الغريب - واذا بها " لقد جرحتني عندما قطعت الاتصال بهذه

الطريقة.. سأكلمك الليلة الساعة الثانية عشرة تماما!!" .."انا لله وانا اليه راجعون .. ماذا تريد

مني هذه البنت ؟!" .. قالها وقد بدأ قلبه ينبض بسرعة .. طق طق طق ..أحدهم يطرق الباب...

"علي .. " صوت أبيه يطرق الباب .. " يا ويلي .. لقد وصل أبي ولابد ان أمي شكت اليه ما

حدث " قال علي وهو يعض على شفته " فلأستعد للاستجواب الان "تمتم وهو ناهض لفتح الباب

.. "كيف حالك يا علي ؟ هل أيقظتك ؟ " سأله أبوه حالما فتح الباب ... " لالا لم أنم بعد" رد علي

بسرعة .. "خذ" أعطاه أبوه قلما جديدا رائعا .. كان من عادة أبي علي أن يحضر الهدايا لأبنائه

باستمرار ..." واو .. انه جميل بالفعل " قال علي .. رد أبوه : " أرجو أن لايكون مصيره كغيره

من الاقلام التي جلبتها لك .." ابتسم علي ثم قال : "لاتخف يا أبي .. سأحافظ عليه جيدا " .."

سنرى " قال أبوه وهو يغادر .. أدار علي ظهره وهو يغلق الباب فرحا لان الامور سارت كما

يريد بدون استجوابات!! .. " على فكرة .." قال أبوه قبل اغلاق الباب بثانية !! .. تغيرت ملامح

الفرح الى ملامح الحزن على محيا علي قبل أن يعدلها ويفتح الباب لأبيه .. " أمك تقول أنك غير

طبيعي اليوم .. ولم تتناول طعامك ..ما الأمر ؟" رد علي بثقة " لا عليك يا أبي .. أنت تعرف

أمي .. دائما تعطي الموضوع أكثر مما يستحق .. كل ما في الامر أن شهيتي للأكل ليست على ما

يرام " .. " هكذا اذا .." رد أبوه وهو مغادر .. أغلق علي الباب بسرعة وهويقول مبتسما " يا

ليت أمي تقتنع بسهولة مثل أبي "..عاد علي الى سريره ودخل عالم السرحان .. يفكر في

موضوع البنت المجهولة .. "ما ذا أفعل ؟ هل أخبر أمي بالموضوع ؟ ... هل أخبر آيات ؟... أم

أنهي الموضوع بنفسي؟..هل أرد عليها اذا اتصلت بي أم أتجاهلها؟ " .. هنا راوده شعور غريب

.. شيء ما يقول له " ماذا لو كانت البنت جميلة !!..انها معجبة بك .. ولا تريد بك سوءا " ..

قاطعه شعور آخر " لالالا .. أستغفر الله ..ماذا تقول أيها الاحمق هل جننت " .. استمر في

التفكير " لم تفسر الامور بشكل خاطئ ؟ من قال ان البنت تريد بك شرا .. عليك ان تكلمها وتفهم

منها ما تريده بالضبط !.... لالالا كيف لي أن أكلم أجنبية بدون سبب شرعي ؟!" استلقى على

ظهره وهو يحاول النوم ..هنا تذكر كلماتها :" شاب محترم .. يقوم بواجباته على أكمل وجه

...وسيم جدا .. على مستوى عال من الاخلاق ..انه بالفعل فارس الاحلام ..صوت دافئ يذيب

القلب .. وبدأ يعيش في عالم الاحلام .. لابد أنها بنت جميلة جدا .. ذات عاطفة جياشة ..و ..و..

وبدأ يتخيل أو يوهم نفسه بأنه ربما وجد بالفعل فتاة أحلامه .. قرر بعدها أن يكلم البنت المجهولة

في الموعد الذي حددته ثم خلد للنوم وهو يفكر فيما سيقوله الليلة ..

" علي .. علي.. هيا انهض لقد حان وقت العشاء " فتح علي عينيه بصعوبة ليرى أخاه الصغير

حسن يحاول ايقاظه .. أجابه بصوت خافت "حسنا ..حسنا " .. نهض علي ممددا جسمه و متثائبا

.. نظر الى هاتفه المحمول ليجد به رسالة قصيرة ..فتح عينيه مرتبكا وكأنه يعلم من هو المرسل

.. كان شكه في محله " لاتنسى الموعد الساعة الثانية عشر .. حبيبتك حنان !" .. "علي هل

نهضت ؟" فتحت آيات باب الغرفة لتجد علي يخفي عنها هاتفه المحمول بسرعة .." ما بك؟"

قالت آيات .. رد علي " لاشيء ها قد نهضت سأذهب الى الحمام " ردت آيات باستغراب " ولم

تأخذ هاتفك المحمول معك الى الحمام ؟! " .. رد بسرعة " لاني أنتظر مكالمة ضرورية ..

قاطعته " ولكن.. " قاطعها غضبا " كفى واذهبي فالجميع بانتظارك على العشاء " ظلت آيات

تنظر اليه وهو يغادر قائلة في نفسها " علي اليوم لا يتصرف بطبيعته .. يبدو عصبيا على غير

العادة !" ..دخل علي الحمام وهو يقول " لن تمر هذه الليلة بسلام !"

نظرة الحب
03-07-2011, 08:47 PM
~¤®*§ الجزء الثاني §*®¤~


على العشاء كانت العائلة كلها مجتمعة بعد ان انضم علي أخيرا اليهم .. حافظ علي على هدوئه

وبقي يتصرف بطبيعته نوعا ما .. بدأيسأله أبوه عن أحوال الدراسة و ما قدمه في امتحاناته .. كما

كانت أمه تشد من عزيمته في مواصلة المشوار الدراسي ..وبعد عشاء هادئ كانت آيات أول من

قام عن المائدة .. بعد برهة جاءت آيات وهي تحمل هاتف علي المحمول وتقول ببراءة "علي لقد

رن هاتفك " .. هنا نهض علي وهجم كالاسد على هاتفه المحمول وسحبه بقوة من يد أخته وهو

يقول غاضبا " من قال لك أن تلمسي أغراضي الخاصة ؟" خافت آيات وقالت وهي ضامة يدها

الى صدرها في براءة "لم أفعل به شيء" .. " هون عليك يا علي .. " قال أبو علي " لطالما كنت

تدعها تقرأ رسائل هاتفك .. ماذا حدث لك؟!" أجاب علي " أبي أرجوك .. لا أحب أن يتعدى أحد

على لوازمي الشخصية " قالها وهو يغادر الصالة بسرعة .. نظر ابو علي وأم علي الى بعضهما

في نفس الوقت وعلامات الدهشة على محييهما ..رفعت الام كتفيها معبرة عن جهلها لما يحدث

لعلي من تغييرمفاجئ ..

في غرفته .. نظر علي الى الجوال واذا بنفس صاحب أو ..صاحبة الرقم المتصلة له ظهيرة اليوم

.. قرر أن يضع حدا لاتصالاتها وأن يتصل بها بنفسه ..تردد في البداية لكنه استجمع قواه واتصل

.. رن الهاتف ..لكنها لم تجب .. جلس برهة يفكر .بعد دقيقتين .. رن هاتفه .. نظر الى الهاتف

..نعم انها هي .. أراد أن يجيب لكنه تردد أيضا .. بعدها استجمع قواه وأجاب " ألو .."

ردت " وأخيرا.." ...رد"ماذا تريدين " قاطعته " لقد فاجأتني عندما اتصلت قبل قليل ولم أستطع

أن أجب خصوصا أمام عائلتي .. عموما .. لقد أثبت لي أنك شجاع أخيرا "... رد علي " حسنا

وماذا الان ؟"... أجابت " موعدنا الساعة الثانية عشر على هاتف غرفتك .. وداعا " ..."ولكن

.." حاول أن يوقفها لكنها سبقته وأغلقت الخط .. " تبا .. انها تتلاعب بي !!" قال في نفسه غضبا

..ثم تمتم "لقد قلتها .. لن تمر هذه الليلة على خير " .. رتب كتبه ومكتبه واستعد للمذاكرة ..لكنه

لم يتمكن من قراءة كلمتين متتاليتين !.. كان الموعد شاغلا تفكيره كليا ..قام من مكتبه وخرج من

الغرفة لمح آيات تمر أمامه لكنها نظرت اليه نظرة غضب وأدارت له ظهرها .. ناداها "آيات

..هل أنت غاضبة؟ " لكنها تجاهلته ودخلت غرفتها .. دخل غرفته مجددا وهو يتأفف لما آلت اليه

الامور مع أخته ..تمتم في نفسه "افهميني أرجوك يا آيات !" .. جلس مدة على مكتبه يحاول

المذاكرة ..لكنه لم يستطع ..ذهب الى غرفة أخته ودق الباب .. فتحت الباب وحالما لمحت وجه

أخيها على الباب شرعت في اغلاق الباب في وجهه ،لكنه أوقفها قائلا "آيات .. أنا آسف .. لم

أقصد اهانتك ابدا.. أرجوك افهميني " قالت له " هل تكلمها ؟" شهق علي شهقة ثم قال "من هي

التي أكلمها ؟!" قالت وهي تطأطئ رأسها "حنان !!" تلعثم علي وكأنه بلع لسانه ..تمتمت" أنا

آسفة لقد قرأت الرسالة .. لقد اعتدت أن أقرأ جميع رسائلك ولم أتوقع أن أقع في هذا الموقف ..

كبت علي غضبه ثم قاطعها قائلا " آيات ..أرجوك.. أقسم لك ..حنان هذه لا أعرفها .. أقسم أني لم

أكلمها قط ..آيات أرجوك انسي الموضوع وكأن شيئا لم يكن ".. آيات "حسنا حسنا .. تصبح على

خير "

عاد علي الى غرفته ..مر الوقت ببطء شديد على علي حتى حان موعد الاتصال الموعود.. لم

يكن قد مضى على دق جرس الساعة الثانية عشر في غرفة علي أكثر من عشر ثوان حتى رن

الهاتف .. هذه المرة رد علي بشجاعة :"نعم " ردت" أخيرا .. يمكننا الكلام بهدوء وبدون عنف

!! "

- من أنت ؟ وكيف عرفتني ؟ ومن أين حصلت على رقم هاتف غرفتي ورقم هاتفي المحمول ؟!

* لا داعي لذلك ياعلي ..هذا لا يهم الآن ..فلغة الحب لاتعرف المستحيل ..سكتت قليلا ثم قالت

..أنا آسفة يا علي .. فالطريقة التي كلمتك بها كانت سخيفة جدا ..أحس أني غبية ..حمقاء ..تخليت

عن عفتي وحيائي ..ولكن .." ثم أجهشت بالبكاء ..تلعثم علي ولم ينطق بكلمة واحدة .. بعد برهة

أضافت :" أنت فتى أحلامي يا علي أرجوك لا تتخلى عني .. هنا رد علي "أتخلى عنك؟!..ولكني

لا أعرفك !! كل ما أعرفه أن اسمك حنان كما كتبت في رسالتك " .. ردت "لايهم من أكون الآن

.. أريدك أن تعلم أني لن أتخلى عنك.. وأتمنى أن لا تتخلى عني أنت أيضا ..عدني بذلك أرجوك

.."

علي بثقة " يا بنت ..يا بنت ..أنت تعيشين في وهم .. ما تفعلينه خطأ وظلم لنفسك .. قاطعته

"أعلم ذلك !..ولكن ما من وسيلة غير هذه أستخدمها كي لا أخسرك ..هل تريدني أن أكون

كغيري من الفتيات؟ .. أحب وأعشق في صمت ..!! .. هل هذا ما تريده ؟.. هذا ظلم !.. علي أنت

عشقي منذ زمن بعيد .. زمن طويل وأنا أحلم باليوم الذي نجتمع فيه .. حتى هذه اللحظة التي

أكلمك فيها كانت حلما وتحقق .. " واستمرت حنان في الكلام وبيان تأثيره عليها وعلى حياتها من

دون أن ينطق هو بحرف واحد !.. لكنها شيئا فشيئا استطاعت أن تستعطفه .. وأصبحت كلماتها

العذبة تدغدغ قلبه حتى فتحه لها من دون أن يعلم حتى من هي !!

بعد ثلاث ساعات من الكلام أغلق علي السماعة وخلد للنوم وهو يشعر أنه في غاية السعادة لانه

وجد بالفعل فتاة أحلامه التي تنتظره .. صوت جذاب .. كلام عذب .. يذهبان بك الى عالم آخر!!

في اليوم التالي.. جلس علي من نوم عميق ليسمع هاتفه المحمول يرن .. نظر اليه واذا هو زميله

هاني .. قام فزعا ورأى الساعة فأدرك أنه تأخر على زميله خمسة عشر دقيقة !..رد على الهاتف

" أهلا هاني " هاني بانفعال " ماذا تفعل ؟!.. لقد تأخرنا !!" رد علي " دقيقتان وسأكون جاهزا

"قام وهو يهز رأسه قائلا" كل ذلك بسببك يا حنان " ..

في الطريق الى الجامعة لاحظ زملاؤه شروده الذهني طوال الوقت ..هاني مازحا " علي اعترف

.. من هي البنت التي تفكر فيها ؟ " ابتسم علي وقال " انها بنت تدعى حنان .. سهرت معها

البارحة وتأخرت عن النوم !" انفجر زملاؤه ضاحكين ظانين بل متيقنين أنه يمزح معهم ! ..

ابتسم علي وهو يقول في نفسه : " لم الضحك.. أنا لاأكذب!" ..

أصبح علي كثير السرحان ..مشتت الذهن .. في البيت ..في الجامعة أثر ذلك على تحصيله العلمي

ومستواه الدراسي.. لاحظ ذلك زملاؤه الذين استغربوا كثيرا لتدني درجاته في الامتحانات ..

في مطعم الجامعة في فترة التوقف للغذاء كان علي جالسا مع هاني يتناولان وجبة الغذاء ..

هاني " علي .. ما سبب تدني درجاتك المفاجئ هذا !" علي " أوووه .. ألن تكفوا عن مضايقتي

بهذا الموضوع ؟..في البيت في الجامعة ..أينما أكون يسألني الجميع هذا السؤال ..اتركوني في

حال سبيلي أرجوكم "

هاني " أنظر الى نفسك يا علي لقد أصبحت غير مبال .. بالامس كنت تتضايق اذا لم تؤد امتحانك

بشكل جيد .. أما الآن .. فأنت غير مهتم " علي " دعني في حالي يا هاني أرجوك .. لوسمحت"

.. أخذ هاني نفسا عميقا وهز رأسه متأففا وتابع أكله ..

استمر علي في علاقته ( التلفونية ) مع المزعومة حنان لدرجة أنه يقضي معها في الحديث يوميا

ساعتين الى ثلاث ساعات ابتداء من الساعة الثانية عشر ليلا .. كان أغلب كلامهما عن الحب

والغرام والمضي قدما في هذه العلاقة حتى يتعرفا على بعضهما أكثر فأكثر .. في احدى الليالي

علي " ما فائدة العلاقة ما دام أحد الطرفين يجهل الآخر .. أريد أن أعرف من هي حنان فتاة

أحلامي "

وقررت حنان بعد الحاح شديد من علي الاعتراف وتحديد هويتها .. هي:" حسنا أولا اسمي ليس

حنان ..لقد كذبت عليك لاني كنت متخوفة كثيرا من فضح أمري .. اسمي الكامل خلود سلمان

الاحمد .. علي فاتحا عينيه من الدهشة " ماذا؟! ..خلود ابنة الجيران .. أجابت بعد برهة بصوت

خجول " نعم .. خلود التي تراقبك عند ذهابك و رجوعك من الجامعة كل يوم ".. علي " بـ

بصراحة لا أدري ماذا أقول ..لكنك فاجأتني "..

أصبحت العلاقة بين حنان سابقا أو خلود حاليا وعلي تتطور مع تطور الصراحة بينهما .. أصبحا

مقتنعين أكثر ببعضهما وسط جو من ذكريات الطفولة البريئة التي قضياها معا ..

في ليلة من الليالي "طق طق طق " أحدهم يطرق باب غرفة علي عشر دقائق قبل الموعد الليلي

مع خلود ..فتح الباب واذا هي آيات .."علي لدي بعض الدروس ... أريدك أن تساعدني في

دراستها".. علي باستغراب " الآن ؟! في هذا الوقت المتأخر ؟!" .. آيات "ولم لا؟ " .. علي

بارتباك "ءءأحس بالنعاس الآن ..آآآه " تثاؤب مصطنع " علي النوم الآن " ... ردت آيات " أما

زلت تكلمها ؟".. علي بانفعال " من هي التي أكلمها ؟!" .. آيات" حنان.." رد بسرعة وعلامات

العبوس في وجهه " آيات رجاء .. قلت لك أني لا أعرف هذه المعتوهة .. ولو سمحت غادري

غرفتي حالا" قالها واقفا عند الباب ومشيرا اليها بالخروج... ضحكت آيات ضحكة سخرية وهي

تغادر الغرفة وهي تقول "لا تنسى أن بامكاني فتح باب تحقيق في القضية مع والدي " ثم تمتمت

" ليلة سعيدة يا ... علي !" .. أغلقت الباب وعلي ينظر اليها بنظرات حقد و غضب .. " ماذا تريد

مني هذه الحمقاء! ".. قالها وهو قابض على يده بقوة .. لكنه لم يعرها اهتماما كبيرا ..

كان جل اهتمام علي في تلك الفترة خلود فقط وفقط خلود ! .. في تلك الليلة طلب علي المتحمس

الى درجة التهور من خلود طلبا هو الاول من نوعه .." خلود أريد منك طلبا ولكن أرجوك لا

ترديني بالخيبة يا خلود " خلود " لو تطلب عيني أرسلتهما اليك فورا " ضحك علي ثم قال :

"خلود ... أريد أن ألتقي بك " .. خلود تفاجأت في بادئ الامر و اعتبرت أن علي قد استعجل

بعض الشيء لكنها وافقت بعد الحاح شديد أخيرا على أن يراها واقفة عند نافذة غرفتها .. بالفعل

خرج علي الى فناء البيت في ساعة متأخرة يلتفت يمينا ويسارا يمشي على أطراف أصابعه ويفتح

الابواب بهدوء.. عندما وصل الى الفناء أطلت خلود من النافذة ..نظر اليها وهو يبتسم سعيدا

..كانت بالفعل بنت جميلة المظهر .. لكنه ما لبث أن ناداه والده من نافذة غرفته " علي .. ماذا

تفعل ....؟! "..

نظرة الحب
03-07-2011, 08:48 PM
~¤®*§ الجزء الثالث §*®¤~


ناداه والده من نافذة غرفته " علي .. ماذا تفعل في هذه الساعة المتأخرة ".. ارتبك علي كان صوت والده كالصاعقة أصابت قلبه!

"لا لاشيء يا أبي كنت فقط أروح عن نفسي وأغير جو المذاكرة" .. رد الاب " المذاكرة ؟! .. نحن

الآن في آخر الليل .. هل كنت تمشي وأنت نائم ؟!" .. علي " نعم بالضبط .. كنت أمشي وأنا نائم

!!" ..الاب " اها .. عد الى نومك اذا !" علي "حسنا تصبح على خير يا أبي .. هرب علي الى

غرفته مسرعا وهو يرتجف خوفا ويتنفس بسرعة .."كاد يفضح أمري " ..تابع " الحمدلله الذي

نجاني من هذا الموقف !"استلقى على سريره وبدأ يبكي " لماذا؟ .. لماذا سترت علي يا ربي وأنا

أعصيك لماذا ؟!.. آآآه أستغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم ".. ثم نظر الى المصحف الذي

أهداه اليه والده وقد تراكم عليه الغبار .. ونظر الى الصحيفة السجادية التي كان يداوم على

قراءتها ليليا ونظر الى كتب الادعية الاخرى التي لم تسلم هي الاخرى من الغبار .. وأجهش

بالبكاء ..."ماذا ..حدث لي ؟.. كيف تمكن الشيطان من اغوائي .. ياااه .." وتذكر قوله تعالى (...

لأغوينهم أجمعين * الا عبادك منهم الصالحين ) "كيف أخرجني الشيطان من درجة الصالحين

كيف؟ .. كيف مكنته من نفسي كيف كيف.." وظل يبكي بشدة .. ثم قام واغتسل وتوضأ وصلى

صلاة الليل وقام ليلته تلك حتى نام على سجادته .. في صباح اليوم التالي جاءت أم علي لتوقظه

فوجدته نائما على السجادة ..هزت رأسها وقالت في نفسها: " حبيبي علي ...ما بك؟.. لا بد أن

هناك أمرا ما يشغل بالك "..

في صباح ذلك اليوم هاني وعلي في طريقهما الى الجامعة

علي " هاني هنالك أمر أريد مناقشتك فيه "

هاني " تفضل "

علي " لا أدري .. انه أمر خاص بعض الشيء .. ولكنه ... لكنه يزعجني كثيرا .. أشعر أنه يسلب

مني حياتي شيئا فشيئا "

هاني " علي .. لقد تغيرت معي كثيرا .. لطالما كنا صريحين مع بعض .. مالشيء الذي يقلقك هذه

الايام ويقلب موازين حياتك كلها .. لماذا لم تعد تثق بي لماذا؟!.. "

علي " أنا آسف يا هاني لكنك ستعذرني حين تعلم قصتي من بدايتها .. حتى هذه اللحظة "

قص علي القصة على هاني كلها .. كان هاني مستودع أسرار علي كما كان علي مستودع أسرار

هاني ..

فوجئ هاني بما سمع .. وأحس بالصدمة .. لم يتوقع أن يفعل صديق عمره شيئا كهذا أبدا .. لكنه

تقبل الامر الواقع واعتبر أن مصيبة علي هي مصيبة له .. ويجب أن تحل ..

هاني "وماذا قررت الآن يا علي ".. علي " قررت ... أن أضع حدا لهذه العلاقة ".. هاني "

تفكيرك صائب يا علي ..ولكن هل انت متأكد من أنك ستنسى أمرها بهذه السهولة ؟!" ..علي

متأوها " لاأدري يا هاني "...

أوقف علي علاقته بخلود ثلاث ليال كانت تتصل فيها خلود دون جدوى و بالرغم من الكم الهائل

من الرسائل القصيرة التي أرسلتها... تجاهلها علي جميعا !

في أحد الايام في المستشفى حيث يطبق علي دراسته ..

علي : ماذا لدينا اليوم يا هاني ؟ هاني: هناك مريض في الغرفة رقم خمسة اذهب واطمئن عليه .

دخل علي غرفة المريض..قام بالاطلاع على ملف المريض الطبي واذا بصوت يأتي من خلفه

" لماذا لم تجب على مكالماتي " صوت خلود .. استدار نحو الصوت مندهشا بسرعة ليرى بنتا

منقبة واقفة امامه .."خلود ماذا تفعلين هنا .. وكيف وصلت الى هذا المكان؟! " ردت خلود بنبرة

غضب وهي تقترب منه شيئا فشيئا " أجب على سؤالي أولا ! " تلفت علي يمينا ويسارا ثم قال بارتباك "خلود .. ليس هذا

بالمكان المناسب لمناقشة هذا الأمر اذهبي بسرعة وسنناقش هذا الامر فيما بعد ..هيا " ..خلود "

هل يعني هذا أنك ستجيب على مكالمتي الليلة ؟" علي مازال متلفتا " أقسم لك أني سأجيب على

مكالمتك اليوم .. فقط اذهبي أرجوك " خلود وهي ذاهبة " حسنا ولكن .. اياك ألا تفعل !!" ..

خرجت خلود ثم دخل هاني الى الغرفة قائلا :" اطمئن لقد راقبت المكان ولم أدع أحدا يقترب من

الغرفة !!" ... علي وقد هدأ باله :" لاأدري كيف أشكرك يا صديقي العزيز ".. رد هاني ضاحكا

:" بامكانك دعوتي على العشاء الليلة " .. ضرب علي بطن هاني وهو يقول مبتسما " أنت لا

يهمك الا بطنك !!.." ..ربت هاني على كتف علي : "عليك انهاء هذا الوضع ياعلي .. " طأطأ

علي رأسه قائلا " أعلم ذلك يا هاني .. أعلم ذلك " ..

في منتصف الليل قرر علي مواجهة خلود وانهاء الأمر .. لم ينتظر علي اتصالها وبادرها

بالاتصال ..

خلود "علي .. ما بك ؟ أين كنت طوال هذه المدة ؟!" .. علي ببرودة أعصاب " كنت في البيت "

.. خلود "ولماذا لم ترد على مكالماتي ؟.. ألم تعد تحبني يا علي " علي :"خلود اسمعيني وافهميني

أرجوك .. هذه العلاقة هي علاقة خاطئة ومبنية على أساس خاطئ ..لايجوزها الشرع ولا العرف

ولا العقل ..وأتمنى أن ينتهي كل شيء بيننا بهدوء "

شهقت خلود شهقة ثم قالت " ماذا ؟ بكل هذه البساطة ؟... بعد كل الاحلام التي عشناها معا ..

قاطعها علي "خلود..." لكنها أكملت " بعد كل ما قطعناه من هذه العلاقة تريدنا أن نتوقف .. من

قال أن هذه العلاقة خاطئة .. أنا.. أنا لم أكن أريد اغواءك أبدا ولم أفكر في ذلك أبدا لكي تقول ان

هذه العلاقة خاطئة ..كنت ..كنت آمل أن تتطور علاقتنا وتصبح شرعية .. نعم ،نتزوج ونعيش

مع بعض في حب وسلام " علي مصدوم " نتزوج !!.." ردت بسرعة " نعم نتزوج ..لم لا ؟ "

علي " حسنا لنؤجل الموضوع الى وقت آخر .." خلود " لماذا؟!.. ألم نتعلق ببعضنا بما فيه

الكفاية .... هل تريد رؤيتي مجددا ؟" قاطعها علي " خلود هدئي من روعك .." لكنها واصلت "

النظر الى المرأة بقصد الزواج بدون خلوة جائز شرعا .. بامكاني الترتيب لذلك .." علي بارتباك

" خلود انت مستعجلة قليلا" ..خلود" أبدا!!..غدا عصرا بعد قدومك من المستشفى مباشرة نلتقي

خلف بيتكم" ...على"خلود.." قاطعته " انتهى الامر .. غدا سنناقش الموضوع وجها لوجه ..

وبلقاء شرعي !!" واقفلت الخط !

علي لم يستطع النوم في تلك الليلة..ظلت كلماتها ترن في أذنيه .."بماذا تفكر يا ترى .. لعلها

ستتهور وتخبر والديها .. ماذا لو عارضا .. أنا قلق عليها كثيرا.. ماذا لو فضحت أمري لتضعني

أمام الامر الواقع! .. لالا خلود لاتفعل ذلك ..غدا سأكتشف الامر .. " ..

في اليوم التالي أخبر علي صديقه هاني بالموضوع في طريق العودة من الجامعة .. هاني :" بما

أنها قالت أن اللقاء شرعي ، لم أنت قلق ؟" علي " لا أدري ..أشك في كلامها " هاني " عليك أن

تذهب وتناقش الموضوع معها وجها لوجه وتضع حدا لتصرفاتها هذه " قالها وهما يقتربان من

الوصول لبيت علي .. علي " نعم أعتقد ذلك ".. نزل علي من السيارة ونظر الى هاني وهو يغادر

ويقول :"حظا سعيدا "... ذهب علي بخطوات يظهر عليها التردد خلف البيت .. واذا بامرأتين

منقبتين واقفتين .. توقف عن المشي برهة .." ماذا تفعل هذه ؟!.." تمتم في نفسه .. نادته خلود

وهي تبتسم " تعال يا علي لا تخف تقدم .." كشفت له خلود عن وجهها وكشفت له المرأة الاخرى

و... كانت المفاجأة " آيات!!! .. ماذا تفعلين هنا ؟!" خلود " كيف لي أن أعرف أرقام هواتفك

ومعلوماتك الشخصية بدون آيات ؟" علي مصدوما واضعا يديه على رأسه " ماذا ؟ ياللهول !..

مستحيل! آيات أنت .." قاطعته آيات " لم أكن أتمنى أن تسير اللامور بهذا الشكل لكن صدقني

يا أخي كنت أتمنى لك الخير والخير فقط .. وأريدك أن تتزوج أفضل صديقاتي خلود والقرار بقي

بيدك الآن .. علي " أنا .." قاطعته خلود" أعلم أنك متفاجئ الآن ولكن لم يكن بالامكان أحسن مما

كان لولا آيات لما وصلت اليك يا علي " علي "حسنا أمهليني مدة من الزمن لارتب أفكاري " ..

آيات "خذ وقتك يا علي .. فخلود بانتظارك " ..طأطأت خلود رأسها خجلا .. علي " حسنا أنا

أستأذنكما الآن !" ومضى متجها الى البيت وعيناه مفتوحتان من الدهشة وهو يقول في نفسه "

ترى متى سينتي هذا الحلم الغريب ؟ والام سينتهي ؟"

قرر علي أخيرا الزواج من خلود .. لكنه لم يكن يملك الجرأة لعرض الموضوع على والديه ..

كانت آيات تشجعه وتنصحه بالسرعة في انهاء الموضوع وستتكفل بالامر بنفسها لكنه كان

يفضل التمهل و منح نفسه فرصة للترتيب وتهيئة الوضع ..

أصبح علي يقابل خلود بحجة أنها زوجة المستقبل كل يوم خميس دون علم أحد الا آيات بالطبع

التي كانت تتولى ترتيب الامور في البيت أثناء غياب علي .. كانا يخرجان معا للغذاء ثم يجلسان

على شاطئ البحر لفترة .. يتبادلان فيها كلمات الحب والعشق .. ثم يعودان الى البيت وكأن شيئا

لم يكن !

في احدى جلسات الغذاء ..

خلود " علي .. متى سننهي الأمر ونعيش معا تحت سقف واحد ! " علي ممسكا يديها " قريبا

..قريبا جدا يا خلود" خلود مفلتة يديها " الى متى يا علي .. لم أعد أحتمل هذا الوضع" .. علي

مطأطئا رأسه " قضية عرض موضوع الزواج على والدي صعبة للغاية .. " خلود " ما الحل

اذا ؟! .. ننتظر الى أن يعرضا عليك فكرة الزواج ؟!.." علي " معك حق يا خلود أقسم أن معك

حق ".. أمسك بيديها ثانية وتمتم "أعدك .. اني سأتولى الامر بأسرع ما يمكن " خلود تنظر في

عيني علي بدفء " لا أريد أن أكون قاسية معك يا علي .. لكنك تعلم أني أفعل ذلك من أجلك .. لا

أريد أن أخسرك يا علي وأنت تعلم ذلك " .. كانت كلماتها دافعا قويا لعلي ليتشجع أو ليتهور- كما

يظن – بفتح الموضوع مع والديه .. في تلك الليلة كان علي جالسا مع آيات ..

علي " لا أدري ماذا أقول يا آيات ؟ ... هيا اذهبي وفاتحي أمي بالموضوع وأخبريني بما يحدث

.. ولكن اياك أن تتهوري بذكر شيء غبي !" آيات مبتسمة " وأخيرا يا علي ... اطمئن .. لن

أتفوه بأي كلمة لا تعجبك "

دعت آيات أمها للحديث في الحديقة .. وعلي يراقبهما من غرفته لكنه لم يكن قادرا على سماع

تفاصيل الحديث .. كان قلبه يخفق بشدة وكأن روحه هي التي تتكلم في جسد آيات .. ظل على هذه

الحال الى أن لاحظ اشتداد حدة النقاش بين آيات و أمها .. هنا أصبح قادرا على تمييز كلامهما ..

آيات " ولكن.. كل مشكلة لها حل" أم علي " عن أي حل وأي تفاهات تتحدثين ؟ قلت لك أن أبا

خلود لا يطيق أباك أبدا ولا يلقي عليه التحية اذا رآه في الشارع .. مع أننا جيران "..آيات " لكن

خلود بنت لا تعوض لا نريد أن نخسرها " أم علي " من قال أنها لا تعوض ؟ أنسيت أني أريد

خطبة نرجس ابنة سميرة لعلي " ..علي كان يرتجف ويشتد خفقان قلبه وهو يسمع محاورتهما

فاتحا عينيه وواضعا يديه على خديه ...!!

نظرة الحب
03-07-2011, 08:49 PM
~¤®*§ الجزء الرابع §*®¤~




آيات " ولكن.. كل مشكلة لها حل" أم علي " عن أي حل وأي تفاهات تتحدثين ؟ قلت لك أن أبا

خلود لا يطيق أباك أبدا ولا يلقي عليه التحية اذا رآه في الشارع .. مع أننا جيران "..آيات " لكن

خلود بنت لا تعوض لا نريد أن نخسرها " أم علي " من قال أنها لا تعوض ؟ أنسيت أني أريد

خطبة نرجس ابنة سميرة لعلي " ..علي كان يرتجف ويشتد خفقان قلبه وهو يسمع محاورتهما

فاتحا عينيه وواضعا يديه على خديه ... آيات " ولكن نرجس لا تناسب علي" أم علي " ولماذا لا

تناسبه ؟ انها بنت هادئة وخجولة على العكس من خلود فجرأتها الزائدة وتصرفاتها لا تعجبني في

الكثير من الاحيان " آيات محبطة " أمي أرجوك افهميني .. علي .." هنا ازداد خوف علي من

أن تفضحه آيات فصرخ من النافذة مقاطعا بسرعة .. " آيات ..يا آيات .. أين أنت أنا أبحث عنك

منذ مدة !" نظرت اليه آيات في دهشة ثم قالت " سآتي بعد قليل أنا مشغولة مع أمي الآن "

قاطعها علي " كلا ... تعالي بسرعة هيا !" تفاجأت آيات ثم قالت في نفسها " لابد أن هناك أمرا

ما "... أم علي " اذهبي له يا آيات لعله في عجلة من أمره " .. آيات " سنكمل حديثنا فيما بعد "

... أم علي " حسنا ولكن لمعلوماتك فقط .. لقد تحدثت مع سميرة أم نرجس وقد وافقت على أن

تكون نرجس محجوزة لعلي ! .. ولكن اياك أن تبوحي لعلي بذلك !!" غادرت آيات وهي

مصدومة ومحبطة وضعت يدها على فمها وهي متجهة الى غرفة علي .. ما ان وصلت حتى

وجدت علي واقفا بانتظارها على باب الغرفة وعلامات الغضب ظاهرة عليه .. أمسك علي

ذراعها بشدة ودفعها الى داخل الغرفة ... آيات " مابك ؟!" علي "كنت سستهورين أيتها الحمقاء

!.. أليس كذلك ؟".. آيات " أقسم أنني لم أكن أفكر في البوح بأي شيء ... علي أنت خواف بشدة

... الى متى ستظل هكذا ! " سكت علي وطأطأ رأسه ولم ينطق بكلمة .. آيات " هل سمعت

حديثنا ؟".. علي " ليتني لم أسمعه !" آيات " لا عليك.. سأتصرف " علي بضحكة سخرية "

وهل بقي هناك مجال للتصرف .. اتركيني لوحدي .. لم أعد أتحمل المزيد " ..هزت آيات رأسها

" كما تريد يا علي .. ولكن اهدأ وخذ الامور بتعقل " .. خرجت آيات فاستلقى علي على سريره

متأوها .. يفكر في نفسه .. "كانت هناك خلود الآن جاءت نرجس أيضا .. لاحول ولاقوة الا بالله

"...

في المقهى كان علي وهاني يحتسيان كوبين من القهوة تحت نغمات الموسيقى الهادئة ..

" هاهاها .. والله لقد أصبحت زير النساء يا علي ..هاها " هاني ساخرا .. علي : " لم أخبرك

بذلك لكي تسخر مني يا هاني ".. هاني " أنا لا أسخر .. علي ..القضية سهلة جدا بما أنه من

المستحيل أن تتزوج من خلود .. عليك أن ترضخ للأمر الواقع .. من هي خلود؟ .. هل هي البنت

الوحيدة في العالم ؟".. ثم تابع " بنت تريد أن تفرض نفسها عليك أين رجولتك يا رجل ... حبيبي

علي .. الزواج قسمة ونصيب يجب أن تفهم هذا جيدا ".. علي " يا سلام .. بهذه البساطة .. وكأن

شيئا لم يكن .. هاني أنا وخلود على علاقة حقيقية .. علاقة حب مستحيل أن تنفك بهذه السهولة "

هاني مستغربا" لم تخبرني من قبل أنك تحبها فعلا يا علي " سكت علي ولم ينطق بكلمة .. هاني

" ان حالتك معقدة فعلا يا علي .. وأنت من سيحدد مصيرك الآن.. بنفسك " .. علي " عموما

دعني عنك .. ماالامر الخطير الذي طلبتني من أجله ".. هاني بارتباك " أأأأ أي أمر؟ .. لا ..

لاشيء .. كنت أريد محادثتك فقط " ..علي " هاني تكلم أنا أعرفك جيدا .. بسرعة لو سمحت "

ابتسم هاني ثم قال بعد برهة " أأالموضوع محرج نوعا ما .. لكنني سأتشجع وأخبرك ..أني

....أني ... أطلب يد أختك آيات " فتح علي عينه مندهشا وظهرت الابتسامة أخيرا على شفتي

علي ..ابتسامة طالما غابت عن محياه وكأن وجهه أشرق وتفتح من جديد .. في حين احمر وجه

هاني وظل مطأطئا رأسه لبرهة .. علي " حقا ... " أمسك بكتفي هاني وهزهما بقوة قائلا :" أيها

الشقي ... منذ متى وأنت تخطط لهذا " هاني لا زال خجلا " عن أي تخطيط تتحدث ".. علي "

اعترف .. لقد لاحظت على آيات في الآونة الاخيرة أنها تسألني عنك دائما ... ما الأمر يا هاني

أخبرني " رفع هاني رأسه فاتحا عينيه مندهشا " حقا ؟! ... أكانت تسأل عني ؟! " علي " احم

احم ..هاني أرجوك لا تتظاهر بالغباء .. هل أنتما على علاقة ؟! .. لا تخف لن أغضب ..هيا

أخبرني " قالها وهو يدفع كتف هاني حاثا اياه على الاعتراف .. هاني وقد تغيرت ملامحه "

أقسم يا علي أني لم أفكر في ذلك أبدا هل تظن أني من هذا النوع .." جرحت هذه الكلمة علي

كثيرا فغيرت ابتسامته بسرعة .. حس هاني سريعا بالذنب وبزلة لسانه السخيفة " أنا آسف .. لم

أقصد ".. علي " لا عليك يا هاني .. أنت على حق .. من يقوم بهذا العمل المشين غير الفسقة!! "

ثم غير علي الموضوع بسرعة " حسنا لم الانتظار .. دعني أنطلق لأخبر آيات بالأمر ".. هاني "

ماذا ؟ هل جننت ؟.. ماذا ستقول لها؟ .." نهض علي وشد هاني من قميصه قائلا " هيا .. ليس

هناك أي داع للانتظار " ..

في البيت كان علي في عجلة من أمره .. دخل البيت مسرعا وراح يصرخ مناديا " آيات .. أين

أنت " .. في صالة الجلوس لمح أخاه حسن يلعب احدى الالعاب الالكترونية ..

علي في عجلة " حسن .. أين آيات " .. حسن كان مندمجا في لعبته ولم يرد .. علي بنبرة غضب

" حسن .. أنا أكلمك " .. " أووه لا أدري .. دعني وشأني !" رد حسن بانزعاج .. تركه علي

وتابع بحثه .. دخل غرفة آيات فوجدها جالسة تتحدث مع أمها .. شدها من يديها " آيات .. تعالي

بسرعة .. هناك موضوع هام أود التحدث فيه معك".. آيات " حسنا دعني أكمل حديثي مع أمي "

قاطعها " بامكانك اكماله فيما بعد هيا " .. " أستأذنك يا أمي " قالها وهو يغادر الغرفة شادا معه

آيات من يدها هنا استوقفته أمه " علي .. " .. عاد علي " نعم يا أماه " ..أم علي " ما هو

الموضوع الخاص الذي لا تريدني أن أسمعه ؟ " .. علي " لا .. ليس هناك موضوع خاص يا

أمي .. كل ما في الامر أني أود التحدث مع آيات في موضوع ..أأأأ ستعرفينه فيما بعد " قالها

علي بصعوبة وغادر مسرعا مع آيات .. أم علي " علي .." تحاول استيقافه مرة أخرى دون

جدوى ! ... دخل علي غرفته وأغلق الباب .. آيات " هدئ من روعك .. مابك ؟" علي " في

الحقيقة .. أحمل لك خبرا مفرحا بالنسبة لي .. وأتمنى أن يكون مفرحا بالنسبة لك " .. آيات بتبسم

" وما هو ؟ ...هل يتعلق بخلود ؟ ".. علي " أي خلود يا آيات .. الموضوع يتعلق بك أنت ! "

..."بي أنا .." ردت آيات مستغربة " ماهو ؟ " .. علي وهو يفرقع أصابعه " مممم .. دعيني

أدخل في الموضوع بدون مقدمات .. أحدهم طلب يدك مني !" ابتسمت آيات ابتسامة بريئة ثم

قالت بصوت ضعيف " ومن هو ؟ " رد علي " انه صديقي المفضل هاني .. الرجل الشهم..

الدكتور.. المؤدب .. الملتزم .."...هنا طأطأت آيات رأسها واستدارت خجلة مع ابتسامة بريئة

على محياها دون أن تنطق بكلمة .. أدارها علي ناحيته متابعا " الوسيم .. الذي تحلمين به منذ

زمن " ضحكت آيات ضحكة خجل مطأطئة رأسها لكنها لم تعلق على الموضوع .. علي "

سبحان الله .. ما أشبه ردات فعلكما ؟ أنتما بالفعل مناسبين لبعضكما البعض " .. هنا رفعت آيات

رأسها ونظرت الى عيني علي مبتسمة و في عينيها الاجابة بالموافقة ..

في تلك الليلة اتصلت خلود بعلي .. تأخر علي في الرد لكنه قرر الرد أخيرا وعلامات العبوس

ظاهرة على محياه ..

علي " أهلا بك خلود .." .." خلود فقط .. ألست زوجتك وحبيبتك " ردت خلود تستعطفه .. " أي

زوجة وأي حبيبة .. أتعلمين ماذا حدث اليوم ؟".. خلود بقلق " وماذا حدث .. ألم تتحدث آيات مع

أمك " .. قص لها علي ما حدث بشأن زواجهما..أصيبت خلود بخيبة أمل كبيرة بعد أن كانت

تتوق لسماع الخبر السار على أ حر من الجمر..

خلود بحزن شديد " والآن مالعمل يا علي ؟ .. " علي بيأس " بصراحة .. لا أدري مالعمل الآن

...ما باليد حيلة ياخلود .. أنت تعلمين كم أتوق لليوم الذي نجتمع فيه تحت سقف واحد .. ولكن ..

هذه هي الحياة .. " تابع علي " عموما ستحاول آيات اقناع أمي مرة أخرى كما أريد منك أن

تكلمي أباك عن سر خلافه مع أبي ..وأنا بدوري سأتحدث مع والدي " ..خلود بلا حول ولا قوة "

كما تريد .. سأبذل قصارى جهدي ..ولكن ماذا لو لم ننجح ؟" علي بسرعة " سننجح يا خلود أنا

واثق من ذلك... ستبذل آيات كل ما بوسعها .. بالمناسبة .. عليك أن تهنئي آيات ".. خلود " على

ماذا ؟ ".. علي " لقد تقدم هاني لطلب يدها مني وسيتقدم لخطبتها بشكل رسمي حالما تترتب

الامور ".. خلود "صديقك هاني ؟ .. ياه .. خبر مفرح بالفعل .. هل علمت بالأمر ؟" علي "

أخبرتها الليلة فور وصولي الى البيت " خلود " كم أنا سعيدة من أجلها .." علي " وأنا كذلك "

خلود أخذت نفسا عميقا ثم قالت :" أدعو الله أن يتم زواجهما على خير.. كما أتمنى أن نوفق

للزواج نحن كذلك " علي " آآآه .. يبدو الامر صعبا .. خصوصا وأن أمي تريد أن تخطب لي

نرجس ابنة سميرة صديقة والدتي ".. خلود منفجعة " ماذا ؟ نرجس .. انها ... انها .. بنت عادية

.. لا تناسبك أبدا .. لا يمكن أن توافق على الزواج منها أليس كذلك ؟" علي " في الحقيقة لا أدري

.." قاطعته خلود " ماذا ؟ ..لا تدري ؟ ... أهذا يعني أنك تفكر في الزواج منها ؟ .. علي " لم أقل

هذا " محاولا المقاطعة لكن خلود تابعت " أنسيت أن لديك حبيبة؟ .. كيف تستغني عني بهذه

السهولة ؟ " حاول علي المقاطعة ثانيا " لم أستغني عنـ.." لكنه فشل أيضا ..تابعت بعد أن ازدادت

نبرة غضبها" أنت انسان لا تعرف الاخلاص أتعلم ؟ .. لقد كنت مخطئة عندما اعتقدت أنك وفي

.. " ..علي " أرجوك افهميني " خلود بنبرة عالية أشبه بالصراخ " أفهم ماذا ؟ .. أنك خدعتني

وأوهمتني أنك تحبني ؟! .. وها أنت تتخلى عني بكل سهولة وكأن شيئا لم يكن ! .. أنت بالفعل

تافه ..تافه ..تافه .." وأغلقت الخط ! ..

نظرة الحب
03-07-2011, 08:50 PM
~¤®*§ الجزء الخامس والأخير §*®¤~

خلود منفجعة " ماذا ؟ نرجس .. انها ... انها .. بنت عادية

.. لا تناسبك أبدا .. لا يمكن أن توافق على الزواج منها أليس كذلك ؟" علي " في الحقيقة لا أدري

.." قاطعته خلود " ماذا ؟ ..لا تدري ؟ ... أهذا يعني أنك تفكر في الزواج منها ؟ .. علي " لم أقل

هذا " محاولا المقاطعة لكن خلود تابعت " أنسيت أن لديك حبيبة؟ .. كيف تستغني عني بهذه

السهولة ؟ " حاول علي المقاطعة ثانيا " لم أستغني عنـ.." لكنه فشل أيضا ..تابعت بعد أن ازدادت

نبرة غضبها" أنت انسان لا تعرف الاخلاص أتعلم ؟ .. لقد كنت مخطئة عندما اعتقدت أنك وفي

.. " ..علي " أرجوك افهميني " خلود بنبرة عالية أشبه بالصراخ " أفهم ماذا ؟ .. أنك خدعتني

وأوهمتني أنك تحبني ؟! .. وها أنت تتخلى عني بكل سهولة وكأن شيئا لم يكن ! .. أنت بالفعل

تافه ..تافه ..تافه .." وأغلقت الخط .. علي " خلود توقـ..." ألقت خلود بالهاتف بعيدا عنها وهي

تبكي بشدة بعد أن خاب أملها خيبة كبيرة في الانسان الذي كانت تعتقد أنه فارس أحلامها فقد

كانت تظن أنه لم ولن يفكر في الزواج من غيرها .. ظلت تبكي طويلا على سريرها وقلبها يكاد

يتقطع من الألم .. في المقابل حاول علي الاتصال بها وتوضيح الامر لكنها لم تجب على

اتصالاته ..أرسل لها العديد من الرسائل القصيرة يعتذر فيها عن زلة لسانه .. لكنها كانت تحذفها

فور وصولها .. لم يستطع علي و خلود النوم تلك الليلة بعد أن تعقدت الامور كثيرا بشأن

زواجهما ..

في اليوم التالي علي وهاني في الطريق الى المستشفى ..

كانت علامات التعب والارهاق والحزن واضحة في وجه علي وهو يركب سيارة هاني ..

هاني " مابك ؟ تبدو شاحبا " ..علي " لاشيء .. أصابني الأرق ولم أتمكن من النوم البارحة " ..

هاني " لم أستطع النوم البارحة أنا كذلك .. أنت تعرف لماذا " ابتسم علي بصعوبة ثم قال " انها

معجبة بك يا هاني .. بادر بالتقدم لخطبتها بسرعة " .. هاني بسرعة مبتسما " حقا؟!.. ماذا قالت

؟! " .. علي ببرود " لم تقل شيئا .. قلت لك انها موافقة "

هاني " حسنا لم تقل كيف عرفت أنها موافقة ؟" رد علي بسرعة " لا يهم كيف عرفت .. انها

موافقة وانتهى الامر .. وأنصحك بالعجلة في ترتيب الامور " ..هاني " لقد فعلت .. فاتحت والدي

بالامر وأبديا موافقة سريعة و سعادة بالغة.. ولكن .. لم تبدو غير سعيد الآن؟! .. ألست سعيدا من

أجلنا أنا وأختك؟! " علي " على العكس يا هاني .. لن تجد أحدا أكثر سعادة بكما مني .. ليت

بامكاني الضحك " .. هاني " علي .. هل حدث شيء ما؟ ... أنا متأكد أنه يتعلق بخطيبتك خلود

..أليس كذلك ؟ " علي بامتعاض " خطيبتي ؟ ..هه .. ربما كنت تقصد من كانت صديقتي يوما ما

" .. هاني " كانت ؟! .. وماذا أصبحت ؟! .. أوه لا ..لاتقل لي أنك..." سكت علي ولم يرد .. هنا

أوقف هاني السيارة على جانب الطريق واستدار ناحية علي " علي ماذا حدث ؟ " رد علي وعليه

علامات الحزن " لم يحدث شيئا يا هاني .. لقد تشاجرت مع خلود ..أو هي تشاجرت معي

..وأغلقت الخط هذا كل ما في الامر " ..هاني " أوه لا .. علي أنتما تعلمان أن هذا ليس وقت

الشجار ".. علي بنبرة غضب " و ماذا تريدني أن أفعل .. حاولت الاعتذار لكنها لم تعطني أية

فرصة " هاني وهو يقود السيارة من جديد " عليك اصلاح الامور بسرعة .. ".. علي " بالمناسبة

.. أتدري أن والدتي تعارض زواجنا بشدة " هاني " حقا ؟" علي متابعا" تقول أننا على خلاف

مع أسرة خلود ..وقد لمحت لاحدى صديقاتها تدعى سميرة بأنها ستتقدم لخطبة ابنتها لي " ..

هاني بانكسار " ياه .. الآن فهمت لم أنت كئيب هكذا .. لا عليك يا علي .. كن قويا و لا تستسلم

بسهولة " .. علي " بالتأكيد ...سأحاول .."

فور عودته من المستشفى اتجه علي مسرعا الى غرفته يريد الاتصال بخلود آملا أن يستعطفها ..

في طريقه قابلته آيات .." علي .. ماذا فعلت بخلود ؟ ".. علي متفاجئا " لم أفعل شيئا .. هل

أخبرتك بما حدث ؟".. آيات " أتدري أنها لم تذهب الى الكلية اليوم ..كل هذا بسببك !".. علي "

حقا؟ ..حسنا سأشرح لك الامر فيما بعد " وأسرع متجها الى غرفته نادته أخته " علي توقف .."

رد علي وهو يركض " قلت لك فيما بعد " ...تمتمت آيات في نفسها " نفس الطباع ..علي وخلود

عنيدين جدا .. أتمنى لهما التوفيق " ..

فور وصوله الى الغرفة بادر علي بالاتصال بهاتف خلود الخلوي .. خلود كانت مستلقية على

سريرها بعد شجار صغير مع والدتها لغيابها عن الكلية اليوم .. رن هاتفها ..أسرعت باتجاهه

كانت أرقام هاتف علي هي الظاهرة على شاشة الهاتف بعد أن قامت بحذف اسمه من هاتفها

الخلوي ..نظرت اليه بحزن وهو يرن والدموع تملأ عينيها .. ترددت في الاجابة .. وبعد مدة

قررت الرد ..علي " ألو ..خلود" ..لم تجب عليه .. تابع علي " خلود أجيبيني أرجوك " ظلت

خلود صامتة ... " خلود .. أخبرتني آيات أنك لم تذهبي الى الكلية .. أرجوك يا خلود لا تعط

الامور أكثر مما تستحق " ..ظلت خلود بلا تعليق " لا حول ولا قوة الا بالله .. خلود هل أنت

غاضبة ؟.. أنا من يجب أن يغضب يا خلود .. تتهميني بالتخلي عنك وتغلقي الخط .. لم لا يدل هذا

على أنك أنت من يريد الاستغناء عني ؟! " ردت خلود ببرود و بصوت ضعيف ومنكسر " هل

قلت أني أفكر بالزواج من غيرك ؟! " هنا صدم علي ولم يعرف ماذا يقول.. ظل صامتا لبرهة

يحاول أن يرد بشيء لكنه أحس و كأنما ربط لسانه بشدة .. أما خلود فقد أحست أنها ردت بما قل

ودل .. استجمع علي قواه أخذ نفسا عميقا ثم أجاب " أأأأ أنت تفسرين الامور بشكل خاطئ يا

خلود .. كل ما في الامر أنني كنت منزعجا وعندما سألتني عن رأيي في الزواج من نرجس قلت

لاأدري دون قصد أي شيء " ..لم تجب خلود " خلود ..أعلم جيدا كم أنت حساسة ..لذلك أنا

أعترف بالخطأ واعتبريها زلة لسان أرجوك سامحيني " ردت خلود بعد برهة " أنت تعلم أنني

سأسامحك لان الامر خارج عن ارادتي .. كل ما في الامر أنني جرحت و سأحاول أن أنسى ما

حدث" ..علي مبتسما " كنت أعلم أن قلبك كبير يا خلود .. لكن مشكلتك أنك تصبحين شرسة

بعض الاحيان " ضحكت خلود بصوت خافت .. علي " نعم .. أسمعيني هذه الضحكة التي

افتقدتها كثيرا " .. ردت خلود " اياك أن تجرحني مرة أخرى لانني سألتهمك حينها " ضحك

الاثنان معا وعادت الامور الى نصابها ..

في اليوم التالي .. أخبر هاني صديقه علي بأنه سيتقدم لخطبة آيات في عطلة نهاية الاسبوع

وطلب منه ترتيب الامور مع والديه .. بالفعل.. أخبر علي والديه بالموضوع فأبديا سعادة بالغة

لسماع الخبر فهاني انسان خلوق لا يعوض و من أسرة محترمة لكنهما طلبا منه اخفاء الامر عن

آيات حتى موعد الخطبة الرسمي .. فوافق وسارع لاخبار آيات بأن تتظاهر قدر الامكان بأنها لا

تعلم شيئا عن الموضوع ..

قبل الموعد بليلة كان علي وآيات وأبويهما جالسين في الحديقة.. قررت أم علي أن تخبر آيات

بأن هناك من يريد خطبتها دون ذكر اسمه ..

أم علي " في الحقيقة هو رجل محترم ومن عائلة محترمة .. ولكن .." تدخل علي بسرعة "

ولكن ماذا يا أماه .."

أجاب الاب " لكنه لا زال يدرس .." ...علي " وماذا في ذلك ؟".. أضافت آيات " أهو عيب أن

يتزوج شخص أثناء الدراسة ؟ " ..

أجاب الاب" هل يستطيع النفقة على أختك ؟ .. أنت تعلم أن الطالب لا يكاد ينفق على نفسه ! "

رد علي " أنت تعلم أنه سيتخرج العام القادم .. فلم لا تتم الخطبة الآن ويعقد حفل الزواج حالما

يتخرج ويحصل على الوظيفة؟ " .. سكت الاب لبرهة فتدخلت الام " ولكن هل تعتقد أن هذا هو

الوقت المناسب للخطبة .. أعني أن الطالب مشغول بالدراسة ولن يهتم بخطيبته كما لو كان

متفرغا " أجاب علي " معك حق يا أمي ولكن .. هذا يعتمد على الشخص نفسه .. " تدخل الاب "

و ما أدرانا من أي نوع خطيب أختك ؟" أجابت آيات " حرام عليك يا أبي .. أنت تعرف هاني

جيدا !" هنا نظر الوالدان باستغراب الى آيات التي لم تستوعب الامر حتى سألتها أمها " و ما

أدراك أن خطيبك هو هاني ؟ " تغيرت ملامح آيات عندما أدركت أنها أوقعت علي في مأزق ..

نظرت اليه لترى عينيه تكاد تنفجر غضبا .. نظر الوالدان الى علي " علي .. أهو أنت ؟ " سألت

الام .. ابتسم علي ابتسامة احراج بالغ وأشار الى أخته " هه هه .. لقد أأأ لقد علمت هه هه " ..

هنا بلعت آيات ريقها وتمتمت في نفسها " يا ويلي .. سوف أشنق الليلة " ..

في تلك الليلة سمعت آيات صوت باب غرفتها يطرق فقامت مترددة لفتح الباب وكأنها تعلم بأن

العقاب يطرق الباب .. فتحت الباب لترى علي واقف بابتسامة عريضة " أهلا آيات " قال علي

ضاحكا .. ردت آيات بابتسامة أعرض " أهلا علي .. كيف حالك " مدت يدها لتصافحه ..فمد يده

ثم قام بالواء يديها وامساك عنقها من الخلف قائلا وهو يضحك " ماذا أفعل بك .. ها ؟ ماذا أفعل

؟ " ردت وهي متألمة وتضحك في نفس الوقت" آه .. أنا آسفة .. صدقني هذه آخر مرة... آه يدي

تؤلمني أرجوك ".. أفلتها علي ثم قال " سأسامحك هذه المرة فقط بمناسبة خطبتك " ..

في الليلة التالية تم التقدم الرسمي لخطبة آيات .. حضرأهل هاني فاستقبلهم أبا علي وأم علي

أحسن الاستقبال .. وأكرما ضيافتهم وتمت تلك الليلة مليئة بالضحك والفرح والسعادة .. أخبر أبا

علي هاني وأهله بأنه يتشرف بمصاهرة شخص كهاني وأن التصريح بالموافقة لا يقف أمامه الا

رأي البنت فقط ..

وبعد أن أقرت آيات بالموافقة تم الاتفاق على موعد كتابة العقد و موعد حفلة الخطبة .. في جو

مليء بالفرح والسعادة خصوصا على الخطيبين ..

في حفلة خطبة هاني وآيات وفي جو صاخب وعامر بضجة الحضور .. كان هاني مشدود

الاعصاب وهو يصعد على المسرح حيث تجلس خطيبته آيات .. لمح بين الحضور علي فأشار

اليه علي بقبضة يده حاثا اياه على التشجع .. بالفعل تشجع هاني وقام بتقليد مخطوبته عقد الذهب

.. كما ألبسها خاتم الخطبة و ألبسته خاتم الخطبة هي أيضا .. كما أكلا الكعك وشربا العصير من

أيدي بعضهما في أجواء احتفالية صخبة.. وسط صيحات الفرح والتهنئة من الحضور.. كان

حفلا رائعا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. كانت آلات التصوير منصبة على المخطوبين .. أشار

هاني لعلي بأن يتقدم ويعلو المسرح ليشارك في التصوير .. لبى علي الطلب ووقف بين أخته

وهاني.. بعد بضع صور لمح علي من على المسرح وجه خلود بين الحضور .. كانت تنظر اليه

بعينين حزينتين .. تغيرت الابتسامة العريضة على وجه علي وطأطأ رأسه .. و سارع بالنزول

من المسرح .. نادته آيات " علي .. الى أين ؟" .. رد علي بابتسامة مصطنعة " لقد نلت كفايتي

من الصور .. " ..

بعد أن تمت خطبة هاني وآيات بنجاح .. قرر علي وأخته العمل على موضوع زواج علي وخلود

.. علي بدوره حاول التحدث مع أبيه على مائدة الغذاء ..

علي : أبي .. ما سر خلافك مع جارنا سلمان ؟.. ظل الأب صامتا لبرهة ثم قال:" انها قصة

طويلة يا بني .. ولا أعتقد أنك ستسر بسماعها .. رد علي بسرعة " على العكس يا أبي .. فأنا ..

مستاء كثيرا من خصامكما ..مع أننا جيران! ".. رد الاب " تقصد كنا جيران .. أرأيت جارا لا

يكلم جاره أبدا ولا يسلم عليه نهائيا ؟ " .. أصيب علي بالاحباط بعض الشيء لكنه تابع " حسنا ..

هل يمكن اصلاح الماضي ؟ " .. ضحك الاب وهو يقول " لنصلح الحاضر أولا .. ثم نفكر في

الماضي .. " علي "اذا.. أخبرني القصة أولا لكي أفهم حقيقة الامر وامكانية تعديل الوضع " ..

رد الاب " سأخبرك ما دمت مصرا ..." و أخبره بالقصة كاملة .." ومنذ ذلك اليوم وهو على

هذه الحال .. يمر بي .. فلا سلام ولا كلام "..

علي " ولكن .. " قاطعه الاب " حبيبي علي .. حتى لو نسيت أنا الماضي وقررت بدء صفحة

جديدة مع سلمان فلن يقبل هو بذلك صدقني ".. ثم قام الاب من المائدة تاركا علي في غاية

الاحباط ..

حزن شديد واكتئاب وملل .. تلك هي حالة علي وهو مستلق على سريره في تلك الليلة ...هدوء

قاتل يسمع من خلاله صوت زخات المطر بوضوح ..علي غارق في التفكير .. شيء ما يقول له

استسلم وشيء آخر يقول هناك بصيص أمل لا تيأس .. فجأة.. سمع طرق الباب ..فتح الباب واذا

هي آيات التي قامت بمحاولة اقناع الام تنظر اليه بحزن .. سألها بيأس " هل حدث شيء ؟"

أغمضت عينيها وهزت رأسها .. " أشكرك كثيرا يا آيات .. لقد قمت بالواجب وأكثر .. تصبحين

على خير " .. استوقفته آيات " خلود .. هل أخبرتك بشيء ؟ " رد علي بقلق " لا .. ماذا حدث ؟"

.. سكتت آيات قليلا ثم قالت " لقد حدثت والدها .. " قاطعها علي " لاتكملي ..فلن يكون أحسن

حالا من والدي .." آيات" انها ... في حال يرثى لها الآن " ...

بعد أن غادرت آيات بادر علي بالاتصال بخلود ..

علي " أنا آسف يا خلود يظهر أن هذا هو آخر اتصال بيننا " خلود ظلت تبكي بشدة فهي لا

تعرف ماذا تقول .. تابع علي " في الحقيقة لا أدري ماذا أقول .. ولكن كما التقينا بخير ...علينا

أن نفترق بخير... ولنعتبر أن ما مضى كان حلما وانتهى .." قالها وعيناه تفيض من الدموع "

ولكن .. لا يعني هذا أن نحقد على بعضنا ونحمل الضغينة على بعض .. ردت خلود وهي منهمكة

في البكاء " لا أدري كيف سأعيش حياتي وقد تبدد حلمي بالارتباط بك .. لاأدري كيف سأنساك يا

علي وأنت بالنسبة لي نصفي الآخر " .. رد علي " خلود أرجوك توقفي .. لا تعتقدي أني أفضل

حالا منك .. اذا كنت نصفك الآخر .. فأنت قلبي الذي نزع من صدري عنوة .. ولا أدري كيف

أبقى قيد الحياة بدونه .. " خلود باكية " أنا آسفة يا علي على كل أذى سببته لك .. " علي "

اسمعيني يا خلود .. في الحقيقة حتى ولو كنا نقصد بعلاقتنا خيرا فقد كانت مبنية على أساس

خاطئ يا خلود.... " هنا توقفت خلود عن البكاء .. تابع علي " خلود هل

تتمني أن يحدث لابنتك مثل ما حدث لك ؟ ...هل تريدينها أن تتعرف على فارس أحلامها بهذه الطريقة ؟!..

هل تريدينها أن تقع ضحية شخص لن يكون من نصيبها أبدا ؟! " أجابت " بالطبع لا "

أكمل علي " أمك لا تريد لابنتها ذلك .. الشرع لا يريد ذلك .. عذرا ..لقد بنينا هذه العلاقة بتهور

وقطعنا فيها أشواطا كبيرة دون أن نفكر بواقعية للمستقبل ودون أن نراعي مشاعرنا التي

جرحت وتأذت كثيرا .. لتغدو قصتنا ألما يظل في قلبينا الى الأبد .. عموما

لنحاول أن نطوي صفحة الماضي وليبدأ كل منا حياته من جديد...أنا آسف لكل ما بدر مني ..وأتمنى لك التوفيق في حياتك يا خلود "

خلود " وأنا كذلك آسفة يا علي .. تأكد أني لن أنساك ما حييت " .. علي " وأنا كذلك يا خلود ..

والآن... وداعا... وداعا يا خلود ..." وأقفل الخط...

بعد خمس سنوات علي و زوجته نرجس مع ابنهما الصغير هشام كانوا يتنزهون في الحديقة

العامة للمدينة .. بينما هم يمشون في الحديقة اذا بزهير وزوجته خلود مع ابنتهما حنان يمشون

بالاتجاه المعاكس .. كان علي يعلم أن زهير هو زوج خلود .. أحس علي بالصدمة كما أحست بها

خلود .. طأطأ علي رأسه وهو يمر بهما كما طأطأت خلود رأسها و كأنهما لم يعرفا بعض .. لوّح

هشام ابن علي لحنان ابنة خلود فحيته وبراءة الطفولة تظهر عليهما فابتسم علي وخلود لكنهما

تابعا السير .. بعد بضعة أمتار من مرورهما ببعض استدار علي الى الخلف وفي نفس الوقت

استدارت خلود لتقع عينه في عينها فسرعان ما أدارا وجهيهما الى الامام .. هز علي رأسه وهو

يقول " ما كان يجب أن يحدث ما حدث .. يا لذلك الحلم ! " سمعه ابنه هشام فقال له ببراءة " أبي

..أبي .. بماذا كنت تحلم يا أبي ؟ " .. ابتسم علي ورفع رأسه الى الامام .. أخذ نفسا عميقا ثم قال

" لم أكن أحلم يا بني .. لقد كان كابوسا !!! "

جنــــون
03-08-2011, 02:11 PM
يعطيييييييك العاااااااااااافيه

نظرة الحب
03-08-2011, 07:41 PM
شاكره مرورك العطر

عـــودالليل
03-08-2011, 09:20 PM
من متابعيك وسآكون كذلك باذن الله
قد لا أوفيك حقك بالرد
فأتمنى قبوله


يعطيك العافيه

دووم هالتميز ماشاء الله عليك
ربي يحفظك

نظرة الحب
03-09-2011, 02:32 AM
شاكره مرورك العطر

مالي شبيه
03-10-2011, 08:53 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/mwaextraedit4/extra/55.gif

نظرة الحب
03-10-2011, 11:07 PM
شاكره مرورك العطر

اخـــراحساس
03-29-2011, 07:15 AM
الله يعطيك العافيه
اختيار راائع وموفق
ماننحرم من جديدك المميز
http://up.7cc.com/upfiles/KON92568.gif

نظرة الحب
03-29-2011, 09:25 PM
شاكره مرورك العطر