البرق النجدي
12-26-2010, 02:12 PM
كيف يكون الإنسان ظلوماً جهولاً..؟ وما هو مفهوم الأمانة..؟
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
(سورة الأحزاب)
ما هو الإنسان الظلوم الجهول الذى ضيع الأمانة..؟
أنَّ الإنسان هو المَخْلوق الأوَّل، لذلك أُمِرَالله الملائكة أن تسْجُدَ له، والإنسان كما قال الإمام عليّ كرَّمَ الله وجْهه رُكِّبَ مِن عَقْلٍ وشَهْوةٍ، بينما رُكِّبَ الحيوان
مِن شَهْوَةٍ ولا عقْل ورُكِّب الملَكُ مِن عقْل دون شَهْوة، أما الإنسان فَرُكِّب مِن كِلَيْهِما فإن سَما عَقْلُهُ على شَهْوَتِهِ أصبَحَ فوق الملائكة،
ومِن هنا يُعَدُّ المؤمن
أرْقى مِن الملائِكَة أما إذا خان الأمانة وضَيَّعَها يُعَدُّ أسْوَء مَخْلوقٍ على الإطلاق، فأيُّ حَيوان تَحْتَقِرُهُ، فالإنسان الكافر أسْوَءُ منه
والدليل قول الله عز وجل ::
?إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6
[سورة البينة]
أيْ شَرُّ ما برءَ الله، فأنت بين أن تكون خَيْرَ ما برءَ الله، وبين أن تكون شرَّ ما برءَ الله، فالإنسان يُتَذَبْذب من أعلى مرْتبة إلى أدْناها من مرتبة الملائكة إلى مرتبة دون الحَيوان
ما هو مفهوم الأمانة ..؟
الله تعالى خلَقَ الخَلْق لِيَرْحَمَهم، ولكن هناك رحْمة عالِيَةٌ جدًا عرضَها على المخلوقات، مَخْلوق تُوضَعُ فيه شَهوات ويُعطى عقْل وفِكْرة، ويُعْطى له منهَج، ويُكَلَّف بِأمْر ونَهْيٍ، فإذا
نجَحَ صار مُؤَهَّلاً لِسعادة تفوق أيَّةَ سعادة ! فالله عز وجل عرضَ على المخلوقات مرْتبةً مِن النَّعيم لا تفوقها مرْتبة، إلا أنَّ هذه المرتبة تحتاج إلى جُهْد
فالإنسان رضِيَ أن يتحمَّل الأمانة، فأنت لِكَوْنِكَ إنسان يجب أن تعلم عِلْمَ يقين أنَّ الله تعالى في عالم الذرّ عرض عليك أن تكون إنسانًا وقَبِلْتَ فجاءَ بِكَ إلى الدُّنيا.
ما هى مقومات الأمانة..؟
أولاً... الكَون، فالكَوْن مُسَخَّر للإنسان، قال تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(13)? [سورة الجاثية
ثانياً... أنَّك مُنِحْتَ نِعْمة العَقْل، فالعَقْل قُوَّة إدْراكيَّة يتمتَّعُ بها الإنسان وَحْدهُ، وأُعْطيتَ فِطْرةً تتوافق مع الدِّين فحينما تَحيد عن الدِّين تَحُسّ بالانْقِباض و الشُّعور بالنَّقْص
والشُّعور بالذَّنْب، والكآبة، هذه كُلُّها الفِطْرة السليمة التي فُطِرْتَ عليها
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {الشمس/7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {الشمس/8
ثالثاً الفطرة... الفطرة تكشف لك خطأك، قال تعالى: بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ " سورة القيامة
فالفطرة السليمة تتفق مع أوامر الشرع
رابعاً الشهوة... الشهوة هي القوة المُحرِّكة..فالشهوة هي الطريق إلى الله
و لو لم نَشْتهِ فلن نذنب فلا نُكرَّم عند الله عز وجل، وإذا لم نذنب كنا جمادا فكيف نرقى عند الله ؟
و ربُّنا عز وجل أودع فينا الشهوات لنتحرَّك من خلال منهج الله، فالإنسان لمَّا يُسايِر شَهْوتَهُ يسْقُط أما إذا خالفها يرْقى، وإنَّ اتِّباع الهَوى هوان
هل كان هذا الإنسان ظَلومًا وجَهولاً حينما حمَل الأمانة..؟
الجواب: لا فأنّ هذا الإنسان حينما قَبِلَ عرْض الأمانة لم يَكُن ظالمًا ولا جَهولاً، أما إذا قَبِلَ حمْلها، ولم يُؤَدِّها كان ظلومًا جهولاً
فالمُلَخَّص، لِكَونِك إنسان قَبِلْتَ حمْل الأمانة، وأنت المخلوق الأوَّل وما العقل والفِطْرة والشَّهوة وحُرِيَّة الاخْتِيار، وما الكون والشَّرْع إلا مُقَوِّمات حَمْل الأمانة، لذلك قالوا
مَن عرف نفْسَهُ عرف ربَّه ! يجب أن تعرف مَن أنت ؟ قالوا: مِن الناس مَن يدْري بأنَّه يدْري فهذا عالِمٌ فاتَّبِعوه، ومنهم لا يدْري بأنَّه لا يدْري فهذا شَيطانٌ فاحْذَروه،
أما أن تكون على هامِش الحياة، وتعيش لأجل الأكل والشرب و الشَّهوة فأنت أكبر من هذا أيُّها الإنسان،الذى قبل حمل الأمانة فلا تضيعها
مُلخص من درس الدكتور محمد راتب النابلسى
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
(سورة الأحزاب)
ما هو الإنسان الظلوم الجهول الذى ضيع الأمانة..؟
أنَّ الإنسان هو المَخْلوق الأوَّل، لذلك أُمِرَالله الملائكة أن تسْجُدَ له، والإنسان كما قال الإمام عليّ كرَّمَ الله وجْهه رُكِّبَ مِن عَقْلٍ وشَهْوةٍ، بينما رُكِّبَ الحيوان
مِن شَهْوَةٍ ولا عقْل ورُكِّب الملَكُ مِن عقْل دون شَهْوة، أما الإنسان فَرُكِّب مِن كِلَيْهِما فإن سَما عَقْلُهُ على شَهْوَتِهِ أصبَحَ فوق الملائكة،
ومِن هنا يُعَدُّ المؤمن
أرْقى مِن الملائِكَة أما إذا خان الأمانة وضَيَّعَها يُعَدُّ أسْوَء مَخْلوقٍ على الإطلاق، فأيُّ حَيوان تَحْتَقِرُهُ، فالإنسان الكافر أسْوَءُ منه
والدليل قول الله عز وجل ::
?إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6
[سورة البينة]
أيْ شَرُّ ما برءَ الله، فأنت بين أن تكون خَيْرَ ما برءَ الله، وبين أن تكون شرَّ ما برءَ الله، فالإنسان يُتَذَبْذب من أعلى مرْتبة إلى أدْناها من مرتبة الملائكة إلى مرتبة دون الحَيوان
ما هو مفهوم الأمانة ..؟
الله تعالى خلَقَ الخَلْق لِيَرْحَمَهم، ولكن هناك رحْمة عالِيَةٌ جدًا عرضَها على المخلوقات، مَخْلوق تُوضَعُ فيه شَهوات ويُعطى عقْل وفِكْرة، ويُعْطى له منهَج، ويُكَلَّف بِأمْر ونَهْيٍ، فإذا
نجَحَ صار مُؤَهَّلاً لِسعادة تفوق أيَّةَ سعادة ! فالله عز وجل عرضَ على المخلوقات مرْتبةً مِن النَّعيم لا تفوقها مرْتبة، إلا أنَّ هذه المرتبة تحتاج إلى جُهْد
فالإنسان رضِيَ أن يتحمَّل الأمانة، فأنت لِكَوْنِكَ إنسان يجب أن تعلم عِلْمَ يقين أنَّ الله تعالى في عالم الذرّ عرض عليك أن تكون إنسانًا وقَبِلْتَ فجاءَ بِكَ إلى الدُّنيا.
ما هى مقومات الأمانة..؟
أولاً... الكَون، فالكَوْن مُسَخَّر للإنسان، قال تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(13)? [سورة الجاثية
ثانياً... أنَّك مُنِحْتَ نِعْمة العَقْل، فالعَقْل قُوَّة إدْراكيَّة يتمتَّعُ بها الإنسان وَحْدهُ، وأُعْطيتَ فِطْرةً تتوافق مع الدِّين فحينما تَحيد عن الدِّين تَحُسّ بالانْقِباض و الشُّعور بالنَّقْص
والشُّعور بالذَّنْب، والكآبة، هذه كُلُّها الفِطْرة السليمة التي فُطِرْتَ عليها
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {الشمس/7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {الشمس/8
ثالثاً الفطرة... الفطرة تكشف لك خطأك، قال تعالى: بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ " سورة القيامة
فالفطرة السليمة تتفق مع أوامر الشرع
رابعاً الشهوة... الشهوة هي القوة المُحرِّكة..فالشهوة هي الطريق إلى الله
و لو لم نَشْتهِ فلن نذنب فلا نُكرَّم عند الله عز وجل، وإذا لم نذنب كنا جمادا فكيف نرقى عند الله ؟
و ربُّنا عز وجل أودع فينا الشهوات لنتحرَّك من خلال منهج الله، فالإنسان لمَّا يُسايِر شَهْوتَهُ يسْقُط أما إذا خالفها يرْقى، وإنَّ اتِّباع الهَوى هوان
هل كان هذا الإنسان ظَلومًا وجَهولاً حينما حمَل الأمانة..؟
الجواب: لا فأنّ هذا الإنسان حينما قَبِلَ عرْض الأمانة لم يَكُن ظالمًا ولا جَهولاً، أما إذا قَبِلَ حمْلها، ولم يُؤَدِّها كان ظلومًا جهولاً
فالمُلَخَّص، لِكَونِك إنسان قَبِلْتَ حمْل الأمانة، وأنت المخلوق الأوَّل وما العقل والفِطْرة والشَّهوة وحُرِيَّة الاخْتِيار، وما الكون والشَّرْع إلا مُقَوِّمات حَمْل الأمانة، لذلك قالوا
مَن عرف نفْسَهُ عرف ربَّه ! يجب أن تعرف مَن أنت ؟ قالوا: مِن الناس مَن يدْري بأنَّه يدْري فهذا عالِمٌ فاتَّبِعوه، ومنهم لا يدْري بأنَّه لا يدْري فهذا شَيطانٌ فاحْذَروه،
أما أن تكون على هامِش الحياة، وتعيش لأجل الأكل والشرب و الشَّهوة فأنت أكبر من هذا أيُّها الإنسان،الذى قبل حمل الأمانة فلا تضيعها
مُلخص من درس الدكتور محمد راتب النابلسى