معذبتــــہم بوجــــــوديـــے
12-21-2010, 10:59 PM
وَوَقَفَاتِهِ مَعَ (http://www.walah-m.com/vb)نِهَايَاتِ التَعَجُّبْ (http://www.walah-m.com/vb)...
اليَوْمُ الأوَّل
كَانَ يَوْمَاً تُغَطِيهُ حَرَارَةُ الشَمْسِ السَاطِعَة ..كُنْتُ حِينَها فِي الصَّفِ الأوَّل فِي مَدْرَسَة
ذَاتِ الَصَوَارِي الابْتِدَائِيَة فِي السُعُودِيَّة .. وَمَا أذْكُره اَنْ صَفَّي كَانَ
~ الأوَّلْ 1 ~
دَخْلْتُ المَدْرَسَةَ بِقَدَمٍ تَسْبِقُ قَدَمْ .. وَوَقَفْتُ مَع مَنْ صَادَقْتُ مِنْ التَلامِيذِ
فِي طَابُورِ الصَبَاحْ .. وَمِنْ ثَمْ الى الصُفُوفْ ..
حَتى جَاءتْ الحِصَّةُ الاخِيرَةُ مِن اليَوْمِ وَكَانَتْ مَادَةَ التَرْبِيِةِ الفَنِّيَّةَ وَالتِي أحِبُهَا كَثِيرَا
بَدَأْتُ بالرَسْمِ فِي كُرَاسِي والذي لَمْ يَتَّبَقَّى بِهِ سِوَى صَفْحَةً وَاحِدَة ...
فَأحَاطَتْنِي حِيرَةٌ بِمَاذَا ارْسُمُ فِي هَذِه اللوْحَةِ الصَغَيرَة . فَبَدَأتُ أتَذَكُر قِصَةً رَوَاهَا لِي وَالدِي عَنْ شَعْبٍي في بَلَدِي فَلَسْطِينَ الذَي أثْخَنَتْهُ الجِراحْ .. وَيَهُودٍ غُزَاةٍ
حَطَمُو الابْتسَامَة وَصَادُرُو الارْضَ وَقَتَلُو الحَمَامْ ,,
فَنَقَشتْ يُمْنَايَ لَوْحَةً تُعِيَّرُ عَنِ الانْتِفَاضَةِ وَأطْفَالٍ بِسِنِّي يَرْشُقُونَ الحِجَارَة ,,,
وَعِنْدَمَا انْتَهَيْتُ جَائِنِي المُعَلِمُ سَمِيرْ فَاَخَذَ كُراَسي وَبَدَأ يَنْظُر للوَحْةِ بِتَعَجُبٍ شَدِيدْ
وَبَدَأ يُقَلِّبُ صَفَحَاتَ الكُراسْ .. ثُمَّ أعَادَهُ لِي مِنْ جَدِيدْ .. وَأمَرَنِي بَالوُقوفِ أمَامَ لَوْحِ السَبُّورَة ,, بِغَضَبٍ شَدِيدٍ غَطَّى مَلامِحَه .. فاسْتَعْجَبْتُ أَمْرَه .. وَلِكِنِّي وَقَفْتْ .. فَوَقَعَتْ مِنْهُ وَرَقَةٌ بَيْضَاء فَانْحَنَيتُ لالتِقَاطِهَا وَاعْطَائِهَا لَه ..
وَمَا إن رَفْعُتُ رَأسِي حَتَى تَلَقَيْتُ صَفْعَةً قَوَيَّةً كَسَرَتْ في نَفْسِي أشْيَاءً كَثِيرَةً أحَاوِلُ اصْلاحَهَا حَتّى يَومِنَا هَذَا ..
هُوَ الصَمْتُ فَقَطْ وَالذَي زَرَعْتُهُ فِي فَمِي تِلْكَ اللحَظَاتِ وَمُحَاوَلاتِي الحَثِيثَة لإخفاء
دُمُوعِي البَرِيئَةِ والتَي كَادَتْ أنْ تَسْقُطَ مِنْ عَيْنِي .. فَلَمْ أعْرِف حَتَّى هَذِهِ اللحْظَةِ لِمَاذَا كَانَ عِقَابِي ألانِي عَبَّرْتُ عَنْ ظُلْمِ السَجَّانِ فِي بَلَدِي..أمْ لانَّ كُرَاسِي لَمْ يَبْقَ فِيهِ مُتَّسَعٌ للوْحَاتٍ أعْجَبَتْه ... !!!
وَيَبْقَى التَعَجُّبُ قَائِمَا
..
يُتْبَعْ ,,
اليوم الثاني
( جَدْوَلُ الضَرْبِ .. وَالعِقَابْ )
الصَفُ الثَالِثُ الابْتِدَائِي..
بَدَأ اليَوْمُ الدِرَاسِي.. وَكَانَتْ مَادَةَ الحِسَابْ
لَمْ نَكُنْ قَدْ حَفِظْنَا جَدْوَلَ الضَرْبِ لأنَّنَا أخَذْنَاهُ فِي اليَوْمِ السَابِقِ وَنَظَرَا لِـ طُولِه النِسْبِي مُقَارَنَةً بِأعْمَارِنَا فَلَمْ نَسْتَطِعْ إكْمَالَ الحِفْظِ ,,
صُرُاخٌ وَ وَعِيدٌ مِنْ قِبَلِ المُدَّرِسِ ( مَاهِرْ ) وَأنَا أنْظُرُ بِعَيْنٍ خَائِفَةٍ وَمُنْدَهِشَةٌ : مَا بِهِ ؟ وَلِمَاذَا يَصْرُخْ؟ بِالأمْسِ فَقَطْ أخَذْنَاهُ وَلَمْ نُكْمِلْهُ حَتَّى آخِرِه !!
بَعْدَ عَصَبِيَّةٍ تَمَلَكَتْهُ أقْسَمَ أنَ يَضْرِبَنَا كُلَّنَا.. وَلَكِنْ لَيْسَ أيَّ ضَرْبْ
( يَا إلهي حَتْمَا جُنَّ.. أرددهَا فِي دَاخِلِي الآنْ) قَرَّرَ أنْ يَضْرِبَنَا خَمْسَ ضَرَبَاتٍ بِبِيشَةٍ خَشَبِيَّةٍ عَلى بَاطِنِ كُلِّ قَدَمْ !!
عُوقِبَ كُلُّ الطُلابِ .. وَجَاءَ دَوْرِي.. كَانَ المُرْشِدُ التَرْبَوُيُّ يَقِفُ بِجَانِبِهِ.. وَطَلَبَ مِنْهُ أنْ يَضْرِبَنِي عَلَى قَدَمِي اليُمْنَى فَقَطْ خَمَسَ ضَرَبَاتْ .. فَوَافَقَ المُعَلِّمُ
وَأمْسَكَ طَالِبٌ بِأمْرِ المُعَلِمِ قَدَمِي اليُسْرَى وَلَيْسَتْ اليُمْنَى وَالتِي أعَانِي مِنْ
رُضُوضٍ وَالامٍ قَدِيمَةٍ فِيهَا وَضَرَبَنِي عَشْرَ مَرَّاتٍ مُتَوَاصِلَةٌ وَبِلا رَحْمَةٍ وَلا شَفَقَة
حَتَّى تَشَنَّجَتْ سَاقِي .. وَلَمْ أبْكِ كَالبَقِيَّةِ لا لِقُوَتِي وَتَحَمُّلِي .. بَلْ لأنِّي لَمْ أعُدْ أشْعُرُ بِشَيء ... وَتُلازُمُنِي حِيرَة ,,
كَيْفَ اسْتَطَاعَ فِعْلَ ذَلِكَ.. هَلْ تَحَجَّرَتْ مَشَاعِرُهُ ؟؟ أَمْ أنَّهُ لا قَلْبَ لَهُ فِي جَوْفِه ؟؟
وَلِمَاذَا لَمْ يَأخُذْ بِأمْرِ المُرْشِد؟؟ وَحَتَّى هَذِه اللحْظَةِ وَأنَا أتَألَّم .. سَامَحْتُهُ.. لأنِّي لَنْ أنَالَ شَيْئَا مِنْ كُرْهِي لَه.. فَالرَبُّ لا يَنْسَى أَحَدَا ,,وَيَبْقَى التَعَجُّبُ قَائِمَا ,,
منقول بقلم ع ـآشق القلـم
اليَوْمُ الأوَّل
كَانَ يَوْمَاً تُغَطِيهُ حَرَارَةُ الشَمْسِ السَاطِعَة ..كُنْتُ حِينَها فِي الصَّفِ الأوَّل فِي مَدْرَسَة
ذَاتِ الَصَوَارِي الابْتِدَائِيَة فِي السُعُودِيَّة .. وَمَا أذْكُره اَنْ صَفَّي كَانَ
~ الأوَّلْ 1 ~
دَخْلْتُ المَدْرَسَةَ بِقَدَمٍ تَسْبِقُ قَدَمْ .. وَوَقَفْتُ مَع مَنْ صَادَقْتُ مِنْ التَلامِيذِ
فِي طَابُورِ الصَبَاحْ .. وَمِنْ ثَمْ الى الصُفُوفْ ..
حَتى جَاءتْ الحِصَّةُ الاخِيرَةُ مِن اليَوْمِ وَكَانَتْ مَادَةَ التَرْبِيِةِ الفَنِّيَّةَ وَالتِي أحِبُهَا كَثِيرَا
بَدَأْتُ بالرَسْمِ فِي كُرَاسِي والذي لَمْ يَتَّبَقَّى بِهِ سِوَى صَفْحَةً وَاحِدَة ...
فَأحَاطَتْنِي حِيرَةٌ بِمَاذَا ارْسُمُ فِي هَذِه اللوْحَةِ الصَغَيرَة . فَبَدَأتُ أتَذَكُر قِصَةً رَوَاهَا لِي وَالدِي عَنْ شَعْبٍي في بَلَدِي فَلَسْطِينَ الذَي أثْخَنَتْهُ الجِراحْ .. وَيَهُودٍ غُزَاةٍ
حَطَمُو الابْتسَامَة وَصَادُرُو الارْضَ وَقَتَلُو الحَمَامْ ,,
فَنَقَشتْ يُمْنَايَ لَوْحَةً تُعِيَّرُ عَنِ الانْتِفَاضَةِ وَأطْفَالٍ بِسِنِّي يَرْشُقُونَ الحِجَارَة ,,,
وَعِنْدَمَا انْتَهَيْتُ جَائِنِي المُعَلِمُ سَمِيرْ فَاَخَذَ كُراَسي وَبَدَأ يَنْظُر للوَحْةِ بِتَعَجُبٍ شَدِيدْ
وَبَدَأ يُقَلِّبُ صَفَحَاتَ الكُراسْ .. ثُمَّ أعَادَهُ لِي مِنْ جَدِيدْ .. وَأمَرَنِي بَالوُقوفِ أمَامَ لَوْحِ السَبُّورَة ,, بِغَضَبٍ شَدِيدٍ غَطَّى مَلامِحَه .. فاسْتَعْجَبْتُ أَمْرَه .. وَلِكِنِّي وَقَفْتْ .. فَوَقَعَتْ مِنْهُ وَرَقَةٌ بَيْضَاء فَانْحَنَيتُ لالتِقَاطِهَا وَاعْطَائِهَا لَه ..
وَمَا إن رَفْعُتُ رَأسِي حَتَى تَلَقَيْتُ صَفْعَةً قَوَيَّةً كَسَرَتْ في نَفْسِي أشْيَاءً كَثِيرَةً أحَاوِلُ اصْلاحَهَا حَتّى يَومِنَا هَذَا ..
هُوَ الصَمْتُ فَقَطْ وَالذَي زَرَعْتُهُ فِي فَمِي تِلْكَ اللحَظَاتِ وَمُحَاوَلاتِي الحَثِيثَة لإخفاء
دُمُوعِي البَرِيئَةِ والتَي كَادَتْ أنْ تَسْقُطَ مِنْ عَيْنِي .. فَلَمْ أعْرِف حَتَّى هَذِهِ اللحْظَةِ لِمَاذَا كَانَ عِقَابِي ألانِي عَبَّرْتُ عَنْ ظُلْمِ السَجَّانِ فِي بَلَدِي..أمْ لانَّ كُرَاسِي لَمْ يَبْقَ فِيهِ مُتَّسَعٌ للوْحَاتٍ أعْجَبَتْه ... !!!
وَيَبْقَى التَعَجُّبُ قَائِمَا
..
يُتْبَعْ ,,
اليوم الثاني
( جَدْوَلُ الضَرْبِ .. وَالعِقَابْ )
الصَفُ الثَالِثُ الابْتِدَائِي..
بَدَأ اليَوْمُ الدِرَاسِي.. وَكَانَتْ مَادَةَ الحِسَابْ
لَمْ نَكُنْ قَدْ حَفِظْنَا جَدْوَلَ الضَرْبِ لأنَّنَا أخَذْنَاهُ فِي اليَوْمِ السَابِقِ وَنَظَرَا لِـ طُولِه النِسْبِي مُقَارَنَةً بِأعْمَارِنَا فَلَمْ نَسْتَطِعْ إكْمَالَ الحِفْظِ ,,
صُرُاخٌ وَ وَعِيدٌ مِنْ قِبَلِ المُدَّرِسِ ( مَاهِرْ ) وَأنَا أنْظُرُ بِعَيْنٍ خَائِفَةٍ وَمُنْدَهِشَةٌ : مَا بِهِ ؟ وَلِمَاذَا يَصْرُخْ؟ بِالأمْسِ فَقَطْ أخَذْنَاهُ وَلَمْ نُكْمِلْهُ حَتَّى آخِرِه !!
بَعْدَ عَصَبِيَّةٍ تَمَلَكَتْهُ أقْسَمَ أنَ يَضْرِبَنَا كُلَّنَا.. وَلَكِنْ لَيْسَ أيَّ ضَرْبْ
( يَا إلهي حَتْمَا جُنَّ.. أرددهَا فِي دَاخِلِي الآنْ) قَرَّرَ أنْ يَضْرِبَنَا خَمْسَ ضَرَبَاتٍ بِبِيشَةٍ خَشَبِيَّةٍ عَلى بَاطِنِ كُلِّ قَدَمْ !!
عُوقِبَ كُلُّ الطُلابِ .. وَجَاءَ دَوْرِي.. كَانَ المُرْشِدُ التَرْبَوُيُّ يَقِفُ بِجَانِبِهِ.. وَطَلَبَ مِنْهُ أنْ يَضْرِبَنِي عَلَى قَدَمِي اليُمْنَى فَقَطْ خَمَسَ ضَرَبَاتْ .. فَوَافَقَ المُعَلِّمُ
وَأمْسَكَ طَالِبٌ بِأمْرِ المُعَلِمِ قَدَمِي اليُسْرَى وَلَيْسَتْ اليُمْنَى وَالتِي أعَانِي مِنْ
رُضُوضٍ وَالامٍ قَدِيمَةٍ فِيهَا وَضَرَبَنِي عَشْرَ مَرَّاتٍ مُتَوَاصِلَةٌ وَبِلا رَحْمَةٍ وَلا شَفَقَة
حَتَّى تَشَنَّجَتْ سَاقِي .. وَلَمْ أبْكِ كَالبَقِيَّةِ لا لِقُوَتِي وَتَحَمُّلِي .. بَلْ لأنِّي لَمْ أعُدْ أشْعُرُ بِشَيء ... وَتُلازُمُنِي حِيرَة ,,
كَيْفَ اسْتَطَاعَ فِعْلَ ذَلِكَ.. هَلْ تَحَجَّرَتْ مَشَاعِرُهُ ؟؟ أَمْ أنَّهُ لا قَلْبَ لَهُ فِي جَوْفِه ؟؟
وَلِمَاذَا لَمْ يَأخُذْ بِأمْرِ المُرْشِد؟؟ وَحَتَّى هَذِه اللحْظَةِ وَأنَا أتَألَّم .. سَامَحْتُهُ.. لأنِّي لَنْ أنَالَ شَيْئَا مِنْ كُرْهِي لَه.. فَالرَبُّ لا يَنْسَى أَحَدَا ,,وَيَبْقَى التَعَجُّبُ قَائِمَا ,,
منقول بقلم ع ـآشق القلـم