مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي


a7med
03-01-2009, 05:27 PM
قصيدة ايها الحادري

أيها الحادي الذي يحدو القــــوافــــــــلْ
أنت مــاضٍ، وجـــــديرٌ أن تواصـــــلْ
أسمِعِْ الصــــحراء صــــوتاً أنْجشـــــيّاً
صــافــيــاً يُلهبُ أخفــافَ الرواحــــــلْ
وبـه تمنحــــــــنا الراحـــــة ظـــــــــلاً
وبه تُطــوى من الدـرب المـــراحـــــلْ
أيها الحـــــادي، أدر شَــدوكَ فـــينـــــا
نغـــــماً يوقــظ أحـــــــلامَ الغـوافـــــلْ
صــــوتــك العــذب يُريـنا كيف تهـــفو
مُــقـــلُ الرمـل، وأهــــدابُ المـنـــازلْ
صـــــوتك العــــــذب غــناءٌ يتلاشــى
عنده تغـــــريدُ أصـــــــواتِ البــلابـلْ
كلّما أنشــــدتُ لحــــناً، خِلـتُ أنـــــــي
أمســــح النـــــجمَ بأطـراف الأنامــــلْ
وأنــاجـي قـــمـر اللــــيـــل وأبــنـــــي
فــوقــه صــرحــاً، وأبـــراجَ فـــضائلْ
وأرى دائـــــرة الــــنـــور أمـــــامـــي
غُـرّةً بيــضــاء في جــبهـةِ صـــاهـــلْ
وأرى الأنــــجـــم عـــــقــداً لـؤلـؤيــــاً
ما له في عــالــم الـدِّر مُمــــــاثــــــــلْ
أيّـهـا الـحــــادي، تـألـقـتَ فـرفـــقــــــاً
بالـقــــواريــر وربَّـــات الـخـــلاخـــلْ
خفِّف اللـــحنَ الذي أصبح ســحــــــراً
يتســامى وَصــفُه عن سحر بابــــــــلْ
أيها الحــادي، على لحـنك ســـــــارتْ
خـيـلُنا الدُّهـمُ الكريـماتُ الأصــائـــــلْ
لمْ نـزل نُـركِضُــها في خـــــير أرضٍ
صانها الرحـمن من ضَربِ الــزلازلْ
لم نزل نسقي رمال البـيــــــــد غــــيثاً
من سحابٍ، عبّرت عنه الجــــــــداولْ
لمْ نزل في رحـــــلة الـحب ســــــــويّاً
نقــطـع البـيدَ ونـجتاز المــــجـاهــــــلْ
ربمـا يعــــــذُلــنا مــن ليــس مــنـّــــــا
والفــتى الواثقُ لايخشى العـــــــــواذلْ
نحـــن مــازلـنا علـى درب هُــدانــــــا
نرشـــد الـنـاس ونـدعـو ونـحـــــــاولْ
لا نـبــالـي بخــفــافـيـش ظــــــــــــلامٍ
بل ننـاديـها وغـيثُ الحــــبِّ هاطـــــلْ
يا خــــفافـيـشَ ظــلام اللـيــــــــل، إنّـا
قد عرفنا كلَّ ما تُخفي الحـــواصـــــلْ
عـجــبـاً، كـــيف وهـمـتم، أنسيـــــــتمْ
أنّ بــحـر الوهــم لا يلقاه ساحـــــــل
لــجّــــةٌ مـظـلـــمـةٌ يـــغـرق فـيهـــــا
كـل مـجــنـونٍ ومـخــدوعٍ وعــاطــلْ
يا خـفـافـيــش ظـلام اللــــيل إنّــــــــا
لمْ نزل نحملُ في الليل المشاعــــــــلْ
مـا وجـدنـا حَـيـرةً لـمـا انطـلـقـنـــــــا
بل عـرفـنـا كيـف نمـضـي ونـواصلْ
نـحـن لـم نـجـنـحْ عن الحق ولكــــــن
جنــحَ الـواهـم والـلِّــصُ المـخاتــــــلْ
دارت الــدنـيــا بـنـا حــتـى ثبـتـْنـــــــا
وورثــنـا بالــهـدى مـجــدَ الأوائــــــلْ
وعـــرفـنـا لـغـة التــجـديـد، لــكــــــن
دون أن نـفـقـد روحــاً أو نـجــامــــــلْ
أرضـنـا مـهـبـط وحـي الله، فـــيهــــــا
جمَّع الإسـلامُ أشـتـاتَ الـقــبـائـــــــــلْ
هــذه كــعبـتـُنـا مــهــوى قـــلــــــــوبٍ
شـوقُها يغلي كما تغلي المراجــــــــــلْ
ركـنُـهـا والـحـجــر الأســود فــيهــــــا
والـمـصلّى والـحـمامـاتُ الـزواجـــــلْ
صـورةٌ تخـتـصـر الـكــونَ وتــمــــحو
مـن قــلــوب الـنـاس آثـارَ الغـوائــــــلْ
يا خـفـافيـش ظـلامِ اللــيل، مـهــــــــلاً
سرجُكم في ساحة الميدان مائـــــــــــلْ
شـــرِّقـــوا أو غــــرِّبــوا إنّــا ورثنــــا
مـن تـعـالـيم الهدى خيرَ الشمائــــــــلْ
وورثــنـــا مـن كـتــــاب الله عـلــمــــاً
كـلُّ عـلـمٍ بـعـده تحـصـيلُ حـاصـــــلْ
ويـلـكــم، كـيـف نسـيتـم أن ديـنـــــــي
هـو نبـع الخـيـر والأرضُ خـــمائل
إنـمـا يحــــفـظ حــق النـاس ديــــــــنٌ
يـرِدُ النـاس بـه أصـــفى المنـــاهـــــلْ
وبـه يُــحـــفَـــــــظ حـــقٌّ لضـعـيـــفٍ
وبـه يُـطــــــعـم مسـكيـنٌ وعــائــــــلْ
وبـه تُــــرفــــع رايــــــــاتُ بـــــلادي
وبـه تُـعـــــــرف أحــكــام الــنـــوازلْ
إن مــن أعـظم مـا يرعــى حقــوقـــــاً
لبـنـي الإنســـان أن يُقــــــتل قاتــــــلْ
أن تــرى كـــفُّ الذي يســـرق حــــدّاً
صـــارماً يحمي من اللـص السنابــــلْ
ان يـرى المـــجــرم ســـيفاً حيدريــــاً
مشـرقاً يـلـمـع فـي قـبضــة عــــــادلْ
أن تــرى الأمــةُ مـا يحـمي حـماهـــا
من هــوى بــاغٍ ومن زلــة جــاهــــلْ
أن يـرى من يهـتك الأعـراض ظـلماً
كيف يحمي الرجمُ أعـراضَ الحلائـلْ
أن يــرى من يقـذف الناس بفُـحــــشٍ
أن حـدَّ القـذف يحمي عِـرض غافـــلْ
في القصاص الأمنُ من سطوة بــــاغٍ
وبــــه تـُـــطــــفأ نـــيرانُ القــلاقــــلْ
صــورة مــحــكمة النـســج، وديـــــن
واضــحٌ تســمو بــه الأرواح كـامـــلْ
عـجـبـاً ممن يـرى في التمر جـمــــراً
ويســاوي بيــن مــجــنـون وعـــــاقلْ
ويـرى أن الـعـصا مثــل حســــــــــام
ويســاوي بيـن سَـحـبَـانٍ وبـــــاقـــــلْ
كيف يرعى من حقوق الناس شيــــــئاً
مَـن يـنـاديـهـم إلـى وحـل الرذائـــــل
ويــرى حـــريـة النـــاس انــحــــلالاً
وانـحــرافــاً عــن مــوازيـن الفضائلْ
عــالَــم الـغــربِ الـذي يـطـلق فينـــا
كــلَّ يـومٍ صــرخــةً مـن فـم صـائلْ
لم يـزل يسـبح في بحر المـعاصــــي
وعــلــى شــطـآنه تجري المهـــازلْ
لم يزل ينهشــنا لــحــمــاً وعــظمـــاً
ويُــريــنــا كــيف يَحــتَزُّ المـفــاصلْ
عــالَـــم الغــرب اختــراعـاتُ عـقولٍ
أصبــحت في خـالق الكون تجــــادلْ
يـزنُ الأمــر بـمــيـزانـيــن، هــــــذا
راجـــحٌ في الـــوزن والآخـر شائــلْ
كيـف نرجـو من فتـى يأبى التزاــــماً
بفــروض الـديـــن تطبيقَ النوافــل
مـا قـــلوب الـنــاس إلا كــبـقـــــــاعٍ
بعضها معشوشبٌ والبعض قاحـــــلْ
كـم قـــلوبٍ كـــزهـــور الروض حبّاً
وصــفــاءً، وقـــلــوبٍ كـالـجـنــــادلْ
أيّها الماضـون في درب الدعـــــاوى
دربُنـا يُســقـى مــن الخــير بـوابــــلْ
نـحــن في مملكة أشــــرق فيـهـــــــا
فـجــرُ ديــن الله يـجـتــاز الحـــوائـلْ
نحن أدرى بحــقوق النـاس، هــــــذا
ديـنـنـا يـدفــع عــنهـا ويـنــــــاضـلْ
ديـنـنـا لـلـديـن والـدنـيــا نــظـــــــامٌ
جــامــعٌ مسـتوعبٌ للكون شـامـــــلْ
ديـنـنـا صـــرحٌ من الخـــير متـــينٌ
تـتـهاوى دونـه أعتـــى المـــعـــاولْ
ديـنـنـا أثـبـتُ من قُـنّــةِ رضــــــوى
كـلُّ ديــنٍ غـيره في الأرض بـاطـلْ
رايـــــةُ التـــوحــيـد إعـلانٌ صـريحٌ
وجــوابٌ عنــدمــا يســـأل ســـــائلْ

a7med
03-01-2009, 05:29 PM
بائعة الريحان


بائعة الريحان .....في قرية رابضة ...فى قمة الجبل
تعيش في امان تواجه الحياة بانتسامة الامل
وعندما تبيض ظلمة المساء بيضة السحر
وقبل ان تفتر مبسم الافق تكون قد اناخت الركاب
في قرية الغشامره مقر سوق السبت .
تبيع كل دور فيه الشيخ والريحان وربما قرن موز او قرنين .
وقبل ان يودع النهار وعند نزعه الاخير
تكون في منزلها تقق الحساب .
بائعة الريحان من ياترى بائعة الريحان
امراة تخمشها مخالب التسعين امراة عجوز فى وجهها المجعد الجبين
اشارة الى تعاقب السنين .
في وجهها متاعب الزمن وفي انحناء ظهراها حكاية قديمة جديدة .
اغنية ريفية فريدة ... بائعة الريحان
رواية لا تعرف المراء و لا تعرف التزلف المشين .
والرياء تقول ما تشاء وربما يلجمها الحياء فلتزم السكون .
وتنتهي حكاية الريحان او تموت
بائعة الريحان قذفت في مسمعها السؤال
ترنح السؤال واستطال وصال حول سمعها وجال
بائعة الريحان فى عينها شرود . في سمعها ثقل .
وربما راوده الخجل فاسدلت من صمتها حجابا .
لكنن برغم صمتها قذفت بالسؤال يتبع السؤال.
فالتفتت الي في ذهول وهمست تقول :
تريد ان احكي لك الحكايه
فقلت - في تلهف شديد نعم ....
وكيف لا اريد
بائعة الريحان .... رمت الي نظرةطويلة واردفت بآهة ثقيلة
وانطلقت تقول :
حكايتى حكاية ....اما ترى بأنني اصارع الهرم
كأنني تساؤل من عصرنا القديم.
عن كل ما اراه من جديد أو أنني علامة تخبرك بما مضى
من عيشنا الزهيد
حكايتى حكايه ...
قد عشت يا بني عالمين ولدت مرتين وربما اموت مرتين .
ما بين أمسي ايها الفتى وبين حاضري مسافة بعيدة الزمن
بدأتها وحيدة بالامس .
كانت الحياة هادئة وكانت النفوس هانئة .
واليوم كما ترى يا بني تقارب الزمن
فالنوم في وطن وقهوة الصباح في وطن
تقارب الزمان لكنني احس بالتباعد المخيف .
في انفس البشر ما عاد في القلوب نبضها القديم
وحبها العظيم .
تقارب الزمن والناس يلهثون وربما اتاهم اليقين
وهو على الطريق يلهثون .
حكايتي حكاية
في قريتي بدأت الطفوله في قريتي لعبت بالتراب والحصى
رعيت في طفولتي الغنم وفي الصبا رعيت بيتي الصغير
وأي بيت ايها الفتى
ما عرفت جدرانه الدهان وارضه لم تعرف المفارش الوثيرة
ما كان في منزلنا كنب ولم يكن في غرفتي سرير
واين غرفتي كشوكة في حلق بيتنا الصغير
ولم تكن اذا اتى الشتاء تحرمنا لذة المطر
لكن بيتنا بالرغم من مظهره الحقير لم يعرف الشقاء
وربما لانه لم يعرف الثراء
حكايتي حكاية
من بيتي الصغير كنت املك الحدود
احس أن طفلتي شريفه تقرب البعيد
ولا تسل عن رجل قصير يفاجىء من يراه بمظهره الحقير
يداه ما صافحتا نعومة الحياة
لكنه بطل فى وجهه ابتسامة الامل
منحته عنايتي وحبي الكبير
اغض طرفي ان قسا او ثار في غضب
وربما يضربني لااعرف السبب فالزم السكون
وانما السكون من ذهب
ما كان في قريتنا تلفاز ولم تكن تهمنا الاذاعة
وسكتت بائعة الريحان ولم يطل سكوتها .
بل اردفت تقول دعنى اقص هذه الحكاية العجيبة
في سفر الى ابنتي وايما سفر
في ذلك الزمان لم تعبد الطرق .
وصلت بعد رحلت طويلة الى ابنتي شريفة
دخلت بيتها .. رايت في مجلسها العجب
أرجل في بيتها غريب
هل فقدت الحياء والادب
رددت فوق وجهي الحجاب وعدت نحوها وصحت في غضب :
اغيرت طباعك المدينة وكيف .. تدخلينني على الرجل
ومن هو الرجل وهالني أني رايت زوجها يغالب الضحك
وكدت ان أثورا لكنها تلطفت وقالت : هذا هو التلفاز
تنهدت بائعة الريحان وذهبت تقول : ما كان في قريتنا تلفاز
ولم نكن نشاهد الفتاة يا بني تكاد تأكل الفتى .
ما كان في النساء هذه الوقاحة .
يا ضيعة الحياء ... احس يا بني أن سوسة الرذيلة ستاكل الفضيلة
وانكم في كاس هذه الحضارة ستشربون شديد المرارة.
وانكم كما هتفت سوف تهتفون :
يا ضيعت الحياء
وعادة بائعة الريحان حديثها الطويل
ولملمت ثيابها وانطلقت تقول :
في بيتي الصغير صرت اعرف الصدر الست تعرف الصدر
انها مزارع لزجي الحبيب في تهامه
كم صافحت ارجلنا طريقها الطويل فى اليوم مرتين .
ونحن نصعد الجبال وايما جبال
تناطح السحاب في شموخ لاتعرف الرضوخ .
في بيتي الصغير ذقت لذة الكفاح والتعب .
ومرت السنون ولا تساني كيف مرت السنون
واقبل الخريف ولا تسلنى كيف اقبل الخريف
عشية الخميس وكانت الشمس تعانق المغيب
وكنت في انتظار زوجي الحبيب
وزحفت مواكب الظلام نحونا ولم يعد.
وابتلع السكون قريتي ولم يعد .
وطال بي السهر واستاسد القلق وعربدت مخاوفي وشمر الارق .
وزجي الحبيب لم يعد واشتعلت في موقدي الظنون
وزوجي الحبيب لم يعد
عشية الخميس غامت السماء
فرعدها مخيف وبرقها يكاد يخطف البصر .
وزحف الظلام واستبد بالتلال .
وعندها خرجت والضياؤ والظلام في عراك .
وقريتي نائمة فما بها حراك .
وربما سمعت لو اصخت سمعك الرهيف ما يشبه الحفيف .
تحدثه شراشف النساء وربما سمعت تمتة وجملا منغمه .
وربما لو اصخت ثانية ... طقطقة الحطب . كانه يشكو اليك قسوة اللهب
وربما رايت لو امعنت ناظريك نساء قريتي يسبقن ضوء الفجر
عند منبع المياه ويا لهن من نساء على ظهورهن ترقص القرب
وما لهن في المجون من أرب
خرجت والسماء في وجوم والريح تزمع الهجوم
وجسدي تهزه ارتعاشة غريبة
وخطرت خاطرة رهيبة ووقف بي الطريق . او انني وقفت به
وجاءني الخبر ...... فزوجي الحبيب مات
ونال من تماسكي الدوار واسدل الستار وبعدها .
بدات رحلت العناء وصرت يابني كما ترى
بائعة الريحان بائعة الريحان

a7med
03-01-2009, 05:30 PM
يداس حمى الاقصى


لكلِّ فؤادٍ من مُحبِّيه شاغلُ
---------فكيف تَسُرُّ الهجرَ بي وتُماطلُ
وكيف تلاشى عندك الصبرُ وانتهى
--------- وواجهني منكَ الفتى المتطاوِلُ
عَهِدتُكَ تمشي واثقَ الخَطوِ رافعاً
--------- بعزمكَ ما لا يَرفع المتخاذلُ
فكيف يراك الحزمُ من دون بابه
--------- وكيف يُذيب الصَّمتُ ما أنتَ قائلُ
ألستَ ترى في ساحة القدس ظالماً
--------- ينافح عن إرهابه ويُجادلُ
أخا الِملَّةِ الغَرَّاء، عصرك يشتكي
--------- جفافاً وفي كفَّيك تجري الجداولُ
تشرَّبت الدنيا بسُمٍّ وعَلقمٍ
--------- سقاها به في الليل وَغدٌ مُخَاتِلُ
ودوَّرَ هذا العصرُ رأسَ يقينها
--------- فطافت بها بعد النَّقاء المهازلُ
وفي عصرنا للسالكينَ معالمٌ
--------- وفيه مَفازاتُ الرَّدَى والمَجَاهِلُ
وكم عالمٍ جازَ الفضاءَ بعلمه
--------- ولكنَّه في منطق الدين جاهلُ
يصدِّقني فيما أقول تَهافُتٌ
--------- لأخلاق عصرٍ، ضلَّلته الوسائلُ
يقولون: هذا العصرُ عَصرُ حضارةٍ
--------- فما بالُه تطغى عليه الرَّذائلُ
أخا الملّةِ الغرَّاء، عينُكَ لم تزل
--------- ترى ما ترى عيني، فما أنت فاعلُ
إذا ما رأيتَ النَّخلَ فينا بَواسقاً
--------- فلا تنسَ أنَّ الأصل منها الفَسائلُ
لكَ الرَّوضةُ الغَنَّاء، والمنبعُ الذي
--------- تَجِفُّ ولا يشكو الجفافَ المناهلُ
لك المجد، والتاريخ أكبر شاهدٍ
--------- بأنَّ حصان المجد حولك صاهلُ
لك الحقُّ، والوحيُ المبين اساسُه
--------- وفي سنَّةِ الهادي عليه دَلائلُ
لديكَ البراهين التي تهتدي بها
--------- عقولٌ، تغشَّاها ضلالٌ وباطلُ
فكيف ترى منك الفضائلُ ما ترى
--------- من الَّلهو، حتى أنكرتكَ الفضائلُ
إذا عرَّض الإنسانُ للذلِّ نفسَه
--------- فلا عَجَبٌ إن هزَّ عِطفَيه خاملُ
وما كلُّ سَعيٍ يُبلغُ المرءَ غايةً
--------- فيا رُبَّ ساعٍ أوقفته النَّوازلُ
وهل تستوي الأرضُ اليَبابُ تنكَّبَت
--------- خُطى الغَيمِ عن أَجوائها، والخمائلُ
أقول لمن شَدّوا رِحالَ أحبَّتي
--------- بقلبي مضت، لا بالحبيبِ، الرَّواحلُ
مقيمٌ بقلبي أيُّها الراحلُ الذي
--------- أحبُّ وإن مدَّت خطاها القوافلُ
مقيمٌ، وإن ارضى بكَ البُعدُ نفسَه
--------- وإن حقَّقَت معنى الفراقِ الحوائلُ
مقيمٌ وإن كنتَ البعيدَ مكانُه
--------- لأنك في عيني وفي القلب نازلُ
أحبكَ حُبَّاً يشهد الحبُّ أنَّه
--------- هو الحُبُّ لا تقضي عليه الغوائلُ
أَزفُّ معاناتي إليكَ لأنَّها
--------- لديكَ، وإن جارت علينا الشواغلُ
سلِ الرَّملَ عني والرياضَ ونخلَها
--------- وزَهرَ الخُزامى حين تَهمي الهَواملُ
سلِ الشمس لما يكشف الفجرُ ثغرَها
--------- ولما تُغطُّي وجنتيها الأصائلُ
ستعلم أني حيثما كنتُ لم أزل
--------- اقاسم مَن أهوى الهوى، وأُبادِلُ
وما الشوق إلاَّ البحر، لكنَّ موجَه
--------- دَمٌ، دَفَقُه في ُلجَّةِ القلب هائلُ
نواصل مَن نهوى بما نستطيعه
--------- كذلك مَن ذاق الحنينَ يُواصلُ
وما شغلتني عنكَ إلاَّ حوادثٌ
--------- جسامٌ ومقتولٌ تخطَّاه قاتلُ
تَلوحُ ليَ الشيشانُ إعصارَ حَسُرةٍ
--------- يطاردني والأرضُ حولي مَجاهلُ
يُهتَّك فيها عِرضُ كلِّ كريمةٍ
--------- وتُجهَضُ تحت القاذفاتِ الحواملُ
وتفتح لي كشميرُ صفحةَ قلبها
--------- وفي قلبها المكسور تغلي المرَاجلُ
على أرضها تجري دماءٌ بريئةٌ
--------- ومن قسوة الهندوس فيها زَلازلُ
لماذا سؤالٌ لا جوابَ لمثله
--------- سوى الهَدمِ دلَّتنا عليه المعاولُ
وفي القدسِ بيتٌ للأسى، عند بابهِ
--------- تلاقت يَتامى أمتي والأَراملُ
عباءتُها بيعت على حين غِرَّةٍ
--------- وأثوابُها في السوق، والجسمُ ناحلُ
لها مقلتا ثَكلَى يحدِّث دمعُها
--------- حديثاً صريحاً صُمَّ عنه المُماطلُ
وفي شفتيها صرخةٌ جمَّد الأسى
--------- صَداها، ولم يُسرع إليها المُناضلُ
هي القدسُ، باتت في ذهولٍ وحَيرةٍ
--------- وكيف يذوق الأمنَ مَن هو ذَاهلُ
تسائلُنا، أين الوعود التي سرى
--------- إليَّ بها مبعوثكم والمحافلُ
تحيَّرتُ فيكم، لم أَعُد أعرف الذي
--------- ينافح عني صادقاً أو يخاتلُ
ومَن يحمل الحبَّ النقيَّ ومَن يرى
--------- برأيي، ومَن يَبغي الهوى ويغازلُ
وكيف نرى نصراً على الغاصب الذي
--------- يُشارِ بنا في دارنا ويُؤاكلُ
يُدنِّس بالمستوطنات ترابَنا
--------- وتُرسَم في القدس الشريف الهياكلُ
يغيِّر أسماء البلاد ورَسمَها
--------- ويشتَطُّ في اقواله ويعاضلُ
يُداسُ حمى الأقصى وفي رَحَباته
--------- بكى أهلُ مقتولٍ وعربد قاتلُ
شبابٌ وَأَطفالٌ تُراقُ دماؤهم
--------- وقد أُخلِيَت ممَّن تُحبُّ المنازلُ
وكيف تعيش الأمنَ دارٌ، ورَبُّها
--------- يغادرُها بالعَسفِ، واللّصُّ داخلُ
أسائلكم عني وعنكم وما درى
--------- سؤالي بأنَّ العيبَ فيمن أُسائلُ
إذا عاث في الأرض الفسادُ وأهلُه
--------- فلا عَجَبٌ إنُ زًعزَعَتها القلاقلُ
تميلون عني فانظروا أين مَيلكم
--------- فكلُّ له مَيلٌ إلى مَن يشَاكلُ
ألستم ترونَ السَّحلَ والقتلَ لم يزل
--------- دليلاً على أنَّ اليهودَ الأَراذلُ
سَلامُهم الإرهابُ، صاغت بنودَه
--------- على ساحة الأقصى الشريفِ القنابلُ
أحبَّاءَنا لا تمنحوا الأمرَ غفلةً
--------- فما نال إلاَّ خيبةَ الظنِّ غافلُ

a7med
03-01-2009, 05:31 PM
كان يحميه جدار


اتصل بي عدد من الإخوة والأخوات بعد قراءتهم لقصيدتي رامي عن الطفل الفلسطيني الذي قتل في حضن أبيه الجريح، وأكَّدوا لي أنهم قرأوا وسمعوا اسم الطفل محمد وليس رامي ، علماً بأن وسائل الإعلام نشرت الاسم مختلفاً، فكانت هذه القصيدة :
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً مسلماً في ساحة الموتِ تمدَّد
أنَّ جنديَّاً يهودياً على الساحةِ عربَد
وتمادى وتوعَّد
ورمى الطفلَ وللقتلِ تعمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً وأباً كانا على وعدٍ من الموتِ محدَّد
مات رامي أو محمَّد
مات في حضن الأَب المسكينِ,.
والعالَمُ يشهد
مَشهدٌ أبصرَه الناسُ,.
وكم يخفى عن الأعيُنِ مشهَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ إرهابَ بني صهيونَ,.
في صورته الكبرى تجسَّد
أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد
أنَّ شيئاً إسمُه العطفُ على الأطفالِ,.
في القدس تجمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أن لصَّاً دخل الدَّارَ وهدَّد
ورأى الطفلَ على ناصيةِ الدَّرب فسدَّد
وتعالى في نواحي الشارع المشؤومِ صوت القصفِ حيناً,.
وتردَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ جيشاً من بني صهيونَ,.
للإرهابِ يُحشَد
أنَّ نارَ الظلم والطغيانِ تُوقَد
أنَّ آلافَ الخنازير,.
على المنبع تُورَد
هذه الطفلةُ سارَه
زهرةٌ فيها رُواءٌ ونضارَه
رَسَمَ الرشّاشُ في جبهتها,.
شَكلَ مَغارَه
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشمَ أزبَد
وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهَد:
أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد
أنَّ دَينَ المجد مازال علينا,.
لم يُسَدَّد
أنَّ باب المجدِ مازالَ,.
عن الأمَّةِ يُوصَد
صورة المأساة تشهد:
أنَّ أشجاراً من الزيتونِ تُجتَثُّ,.
وفي موقعها يُغرَسُ غرقَد
أنَّ تمثالاً من الوهمِ,.
على تَلٍّ من الإلحادِ يُعبَد
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ ما أدَلى به التاريخُ,.
من أخبار صهيونَ مؤكَّد
أنَّ ما نعرف من أحقادِ صهيونَ تجدَّد
ما بَنُو صهيونَ إلاَّ الحقدُ,.
في صورةِ إنسانٍ يُجسَّد
أمرُهم في نَسَق الناسِ معقَّد
يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم
ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم
وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم
قرَّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد
هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارَه
هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَه
هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارَه
هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارَه
هم جميعاً جيلنا الشامخُ,.
أطفالُ الحجارَه
لو سألناهم لقالوا:
ما الشهيدُ الحرُّ,,.
إلا جَذوَةٌ تُوقِدُ نارَ العزمِ,.
والرَّأيِ المسدَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
شَمعَةٌ تطرد ليلَ اليأسِ,.
والحسِّ المجمَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
رايةُ التوحيد في العصر المُعَمَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
وَثبَةُ الإيمانِ في العصر المهوَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
فارسٌ كبَّر للهِ ولمَّا حَضَرَ الموتُ تشهَّد
ما الشهيدُ الحُرُّ إلا,.
روح صدِّيقٍ إلى الرحمنِ تصعَد
أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا,.
إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد
نحن لم نُقتل,.
ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد
طلِّقوا أوهامكم,.
إنَّا نرى الغايةَ أبعَد
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد
ربَّما تختلف الأسماءُ لكن
هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد

اتصل بي عدد من الإخوة والأخوات بعد قراءتهم لقصيدتي رامي عن الطفل الفلسطيني الذي قتل في حضن أبيه الجريح، وأكَّدوا لي أنهم قرأوا وسمعوا اسم الطفل محمد وليس رامي ، علماً بأن وسائل الإعلام نشرت الاسم مختلفاً، فكانت هذه القصيدة :
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً مسلماً في ساحة الموتِ تمدَّد
أنَّ جنديَّاً يهودياً على الساحةِ عربَد
وتمادى وتوعَّد
ورمى الطفلَ وللقتلِ تعمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً وأباً كانا على وعدٍ من الموتِ محدَّد
مات رامي أو محمَّد
مات في حضن الأَب المسكينِ,.
والعالَمُ يشهد
مَشهدٌ أبصرَه الناسُ,.
وكم يخفى عن الأعيُنِ مشهَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ إرهابَ بني صهيونَ,.
في صورته الكبرى تجسَّد
أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد
أنَّ شيئاً إسمُه العطفُ على الأطفالِ,.
في القدس تجمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أن لصَّاً دخل الدَّارَ وهدَّد
ورأى الطفلَ على ناصيةِ الدَّرب فسدَّد
وتعالى في نواحي الشارع المشؤومِ صوت القصفِ حيناً,.
وتردَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ جيشاً من بني صهيونَ,.
للإرهابِ يُحشَد
أنَّ نارَ الظلم والطغيانِ تُوقَد
أنَّ آلافَ الخنازير,.
على المنبع تُورَد
هذه الطفلةُ سارَه
زهرةٌ فيها رُواءٌ ونضارَه
رَسَمَ الرشّاشُ في جبهتها,.
شَكلَ مَغارَه
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشمَ أزبَد
وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهَد:
أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد
أنَّ دَينَ المجد مازال علينا,.
لم يُسَدَّد
أنَّ باب المجدِ مازالَ,.
عن الأمَّةِ يُوصَد
صورة المأساة تشهد:
أنَّ أشجاراً من الزيتونِ تُجتَثُّ,.
وفي موقعها يُغرَسُ غرقَد
أنَّ تمثالاً من الوهمِ,.
على تَلٍّ من الإلحادِ يُعبَد
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ ما أدَلى به التاريخُ,.
من أخبار صهيونَ مؤكَّد
أنَّ ما نعرف من أحقادِ صهيونَ تجدَّد
ما بَنُو صهيونَ إلاَّ الحقدُ,.
في صورةِ إنسانٍ يُجسَّد
أمرُهم في نَسَق الناسِ معقَّد
يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم
ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم
وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم
قرَّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد
هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارَه
هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَه
هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارَه
هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارَه
هم جميعاً جيلنا الشامخُ,.
أطفالُ الحجارَه
لو سألناهم لقالوا:
ما الشهيدُ الحرُّ,,.
إلا جَذوَةٌ تُوقِدُ نارَ العزمِ,.
والرَّأيِ المسدَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
شَمعَةٌ تطرد ليلَ اليأسِ,.
والحسِّ المجمَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
رايةُ التوحيد في العصر المُعَمَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
وَثبَةُ الإيمانِ في العصر المهوَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
فارسٌ كبَّر للهِ ولمَّا حَضَرَ الموتُ تشهَّد
ما الشهيدُ الحُرُّ إلا,.
روح صدِّيقٍ إلى الرحمنِ تصعَد
أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا,.
إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد
نحن لم نُقتل,.
ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد
طلِّقوا أوهامكم,.
إنَّا نرى الغايةَ أبعَد
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد
ربَّما تختلف الأسماءُ لكن
هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد

a7med
03-01-2009, 05:32 PM
ياأبي



يا أبي
هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..
أدماها الضجرْ ..
هذه قريتنا تشكو ..
وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..
يا أبي ..
وجهك معروق ..
وهذا دمع عينيك انهمرْ ..
هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..
صفراء الشجرْ ..
ما الذي يجري هنا يا أبتي ..
هل نفضَ الموتَ التتَرْ
يا أبي ..
هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..
وفي طلعته لون الأسى ..
هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..
غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..
صوتَ الأذانْ ..
عجبًا ..
صوتُ الأذانْ
منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..
منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..
تروي من حكاياتِ الزمانْ :
( كان في الماضي وكان )
منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..
وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..
ينساب على هذي التِّلالْ ..
فلماذا سكت اليومَ ..
فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ
يا أبي ..
هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..
هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..
ساحت في الطرقْ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ
يا أبي ..
كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..
وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..
وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..
وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..
وبه عطر أمانينا يفوحُ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان
يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..
أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..
أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ
هذه القرية ما عادتْ لنا ..
هذه القرية كانت آمنهْ ..
هي بالأمس لنا ..
وهي اليوم لهم مستوطنَهْ ..

a7med
03-01-2009, 05:32 PM
أزهارُ الوادي,.


تَبعَثُ عِطرَ شذاها
ورحيق الطَّلِّ,.
يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها
أهدابُ الشمس,.
تُراقب خَيط رُؤاها
ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها
وهواها نارٌ,.
تحرق مَن خَلفِ البابِ,.
تُلَوِّحُ للشمس يَداها
وأمام البابِ عيونٌ,.
تُغمَضُ حين تَراها
قامتُها تسمع وَقع خطاها
وخطاها تسمع هَمسَ ثراها
وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,.
ويهتف حين يراها
من سرَّبَ في عينيها النومَ,.
ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,.
مَن غطاها
ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها
وأباح لجيش الرُّعبِ حماها
مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,.
ومن أغواها
ولماذا امتص رحيق براءتها,.
ووراء جدار الحسرة ألقاها
مَن أطفأ شمعة بسمتها,.
ولماذا انقلبت شفتاها
مَن مزَّق فضل عباءتها
وبثوب الاغراء كساها
من أحرق قمح بيادرها
وبحب الحنظل غذَّاها
ولماذا عكَّر منبعها
وبكأس الأوهام سقاها
ولماذا اغتال محاسنها
بالصمت وعد خطاياها
مَن تلك، وكيف تحدِّثنا
عن أنثى نجهل فحواها
ولماذا صِرتَ تلاحقنا
بحكايا نجهل مغزاها
عمن تسألنا، عن ليلى
فلماذا تبعث ذكراها
ولماذا لا تسأل قيسا
ليصور بعض سجاياها
وليقرع باب قبيلتها
بالحب ليطلب لقياها
عمن تسألنا، عن لُبنَى
أو سُعدى او مَن والاها
مهلا, فسؤالي عن أخرى
يخفق بالحب جناحاها
حيرني وصف ملامحها
والشعر بعالمها تاها
عيناها,, كيف أصورها
والأفق الحالم عيناها
ربطت بالسحر ضفائرها
وعليه تلاقى جفناها
فكأن البدر استنسخها
وكأن الحسن تبناها
أسألكم عن ذات وشاحٍ
صبحها الرعب ومساها
تشكو والليل يلاحقها
يدفن في الظلمة شكواها
وأبوها يفتل شاربه
يغمض عينيه ويتباهى
وأخوها الأكبر يتغنى
في بلد الغربة بسواها
وأخوها الأوسط يتلهى
بنوادي الليل ويغشاها
وأخوها الأصغر يتلقى
زيف القنوات وطغواها
أما أبناء عمومتها
فقلوب تطفو بهواها
أسألكم عن أجمل انثى
رُفِعَت للخالق كفاها
شجر الزيتون موائدها
والتين المثمر حلواها
تضحك للشمس مآذنها
والبدر يتوق لنجواها
اسألكم عن ذات وشاحٍ
تمسك بالجمرة يُمناها
أنتم أخلفتم موعدها
ونقضتم بالذل عُراها
اسأل عن أجمل فاتنة
صوبها الغدر وأدماها
تشهد بالجرح مآذنها
ويحدِّث عنها أقصاها
والمسرى يسمع صرختها
ويكاد إلينا ينعاها
لو كان لها عين تبكي
لاجتاحت بالدمع رباها
عاشقة أسرف عاشقها
في الهجر، فمن يتولاها

a7med
03-01-2009, 05:33 PM
(((((((((اني عذرتك ))))))))))
------------



مالي أراك تغلّـق الأبوابا
وتكاد تُوقف نهرنا المنسابا
مالي أراك صرفت وجهك ناسياً
أن المحب يقابل الأحبابا
أنسيت أن الناس لما أغلقوا
باب المودة أصبحوا أخشابا
لا تغمض العينين إنك لن ترى
إلا الحقيقة تبهر الأهدابا
لم ينته الأمر الذي أنهيته
مازال نبض قلوبنا وثابا
خذ من يدي اليمنى المصافحة التي
لا تعرف التدليس والإرهابا
واركب معي في زورق الود الذي
مازال يمخر بي إليك عبابا
إن الكريم هو الذي لا ينزوي
عن قاصديه، ويهجر الأصحابا
يامن تُعير السمع كل محدِّث
إني أرى عجباً لديك عجابا
أتصدق الدَّعوى ولم تعرف لها
أصلاً، وتمنح سمعك المغتابا
إني عذرتك، لا لأنك جاهلٌ
لكن لأنك ما قرأت كتابا
ولأن إدراك المعاني غائب
عن ذهن من لم يعرف الإعرابا
قد يُفتح الباب الذي أغلقته
فترى النهار وتعرف الأسبابا
يامن طوى عني صفاء مشاعري
أتعبت نفسك جيئة وذهابا
قد يفقد الإنسان حكمة عقله
فيرى المدى في عينه سردابا
ويرى الرُّبا الخضراء أرضاً جدبة
ويظن طائره الجميل غرابا
في عصرنا للشائعات مكانة
يغدو بها قشر الحياة لُبابا
يامن تحاول أن تصد ركابنا
ماذا جرى حتى تصدَّ ركابا
لم نقترف ذنباً لتجعل صدّنا
عما تميل له القلوبُ عقابا
انظر إلى الأفق البعيد لكي ترى
صوراً مغردة تفيض شباباً
وترى عيوناً أفعمت بحنانها
وتألقت نظراتها ترحابا
سترى هنالك صورتين عليهما
هالات نور تسلب الألبابا
ولسوف تبصرنا هناك ولن ترى
من حولنا إلا رُباً ورحابا
لو طوَّفت بشغاف قلبك لوعة
لرأيت ماقال المحبُّ صوابا
وسعيت في جمع الشتات ولم تُقم
سداً، وتجعل في الطريق هضابا
لو كنت تعلم ما تكنّ قلوبنا
لجعلت تذليل الصعاب ثوابا
ياأيها الرجل الذي في رأسه
عقل يضيف إلى الصواب صوابا
دعني من الألقاب واسمع قصتي
أنا لست ممن يعبد الألقابا
أنا لست ممن يخفضون رؤوسهم
طمعاً، ولا ممن يذلُّ رقابا
أنا ـ لو علمت بما أكنّ ـ مولّه
يبني من الشعر الأصيل قبابا
يغذو حروف الشعر حُرّ شعوره
وبه يثير الحب والإعجابا
وبه يقدّم للأحبة باقةً
وبه يوجّه للعدو حِرابا
أشرقت بالشعر الأصيل على المدى
وبه نشرت على الربوع سحابا
وصرفت عنه مذاهب الغرب التي
جعلت ظهور شبابنا أقتابا
وبه أعدت إلى الأصالة روحها
وبه سقيت الظامئين شرابا
وسقيت أحرفه رحيق مبادئي
وصرفت عن ساحاته الأوشابا
إني لأطوي تحت ضبن أصالتي
من ليس يحسب للوفاء حسابا
يامن يسائلني سؤالاً جامداً
متحجراً، هل تقصد استجوابا
أنا لست من أطراف قومي إنّ لي
نسباً يعلّم مثلك الأنسابا
فرع أصيل من أعز أرومة
عربية ترمي إليك شهابا
لولا التزامي بالشريعة منهجاً
لفتحت نحوك للتفاخر بابا
وجعلت عقلك تائهاً في عالمي
وكسوت أجساد العراة ثيابا
وجلت قحطان العروبة خيمة
تؤوي الأصيل وتطرد الأذنابا
فأبي هو الشيخ الجليل مكانة
سل، إن أردت، الرّكن والمحرابا
واسأل دروس العلم كم أحيا بها
عقلاً وكم نادى بها وأجابا
قد كان في البيت الحرام منارة
تهدي النفوس، وترشد الألبابا
سِر حافي القدمين بين خمائلي
حتى ترى أزْد السراة غضابا
ولكي ترى «عَشماً» تمدّ ظلالها
تهديك من كرم الأصول رضابا
أستغفر الله العظيم، فإنما
فخري بديني سنة وكتابا
ألقيت دعوى الجاهلية جانباً
ورأيت أصل العالمين ترابا
إني اقتديت بسيّد الخلق الذي
ماكان لعّاناً ولا صخّابا
هذا أبولهب تردّى هالكاً
لم يعطه النسب الأصيل حجابا
وبلال بشَّره الرسول بجنة
فغدا أعز من الطغاة جنابا
إني ليربأ بي حِجاي وحكمتي
عن أن أواجه بالسّباب سبابا
ميزاني الإيمان والتقوى التي
تجلو الغبار وتمسح الأتعابا
لولا وفاء الناس فيما بينهم
لغدوا على سوء الطباع ذئابا
أرأيت هذا النحل، لولا شهده
وجلال سيرته، لكان ذبابا
يُرجى من الإنسان خير وافر
مالم يكن متلوناً كذابا
يامن يسائلني وفي عينيه ما
جعلت مهابته الجواب مهابا
لا تبعث الشكوى عليّ فإنني
لأرى حياة المدنفين عذابا
يقضي المحبون الحياة توجساً
وترقباً وتلوماً، وعتابا
إن يشربوا كأس اللقاء سعادة
فلكم سقاهم بُعدهم أكوابا
كم يفقد الإنسان طعم حياته
لمّا تصير الذكريات يبابا
لا لا تسل عني ولا عمّا جرى
فأنا الذي لا أستطيع جوابا
أنا لن أجيبك عن سؤالك قاصداً
إن الذكيَّ اليوم من يتغابى
أغلقت ذهني واختزنت مواهبي
ومضيت أسأل ربي الوهّابا
وطرقت باب الله أطلب فضله
كم طالب برضا المهيمن آبا

a7med
03-01-2009, 05:35 PM
((الى ابني اسامة ))



كوميض البرق في ثغر الغمامه
مَرّت الأيام يا إبني أسامهْ
كانتشار العطر في يوم ربيعٍ
للندى فيه بهاءٌ ووسامهْ
كانبثاق الُحلُمِ العابرِ، لمّا
سلَّ منها طالعُ الفجر حُسَامهْ
كسحاب الصيف، ما كاد يُرينا
وجهه حتى طوى عنَّا جَهَامَهْ
كامتزاج الليل بالنور، إذاما
مسح البدر بكفيه ظلامَهْ
كالحكايات التي تُسْرَدُ، لمّا
تُنْعِشُ القمراءُ وجدان تهامَهْ
مرت الأيام تجري في مداها
كحصانٍ تُمْسِكُ الرِّيحُ زِمامَهْ
كخيول يَعْرُبيّاتٍ تجلَّى
ركضها بين حجازٍ ويمامهْ
مَرَّت الأيامُ، في وجهك منها
شاهدٌ عَدْلٌ وفي وجهي علامَهْ
موكبٌ يمضي بنا والعمر يمضي
كلُّ عامٍ فيه يستتبع عامَهْ
لم أزلْ أذكرني طفلاً صغيراً
ثابتَ الخُطْوةِ مشدودَ العُمامَهْ
أبصرتْني قريتي فيها غلاماً
شامخ اليُتْمِ تُربِّيه الشَّهامَهْ
يُبصر المسجدُ منِّي وجهَ طفلٍ
تصغر الدُّنيا وما فيها أمامَهْ
ترسم القريةُ في وجهي مداها
صورةً تشعل في القلب هُيامَهْ
كنتُ أستلهم من أمِّي شموخي
ومن الجدَّين أستوحي الكرامَهْ
وعلى ذكر الأبِ الغالي أناجي
موكبَ العلمِ الذي أعلى مقامَهْ
ومن الخالاتِ ألقى كلَّ عطفٍ
وحنانٍ ومن الخال اهتمامَهْ
وشقيقي، عمُّك المحبوبُ كُنَّا
لانرى من حُبِّنا إلاّ اسنامَهْ
وشقيقاتي، فكم كُنَّا نلاقي
شظف العيش بصبرٍ واستقامَهْ
أيها الغالي، لقد أحيَيْتَ عندي
ذكرياتٍ نشرت فوقي غمامَهْ
لم أزلْ أذكرُ جَدِّي، وهو يُلقي
نُصْحَه الغالي، ويُهديني ابتسامَهْ
قال لي، والشِّعْبُ يختال جمالاً
في صباحٍ رسم الطلُّ انسجامَهْ:
إنَّما يسمو إلى العلياء حُرٌّ
جعل القرآن في الدنيا إمامَهْ
إنَّما العزَّةُ في دينٍ وعقلٍ
ليس في فتل ذراعٍ وضخامَهْ
كم رأينا من عظيمٍ يتباهى
لايساوي عند ذي العرش«قُلامَهْ»
إنَّ من يبدأ بالخير ويمضي
في ثباتٍ، سيرى الخير ختامَهْ
ليس مَنْ لم يملكِ الحُسْنَ دميماً
إنما البعد عن الخير الدَّمامَهْ
لم أزل أذكر يوماً شاعريَّاً
ضاحكَ الساعاتِ مقتولَ السآمَهْ
حَمَلت فيه أيادينا زهوراً
بشذاها بلغ العطرُ تمامَهْ
لم أزلْ أذكرها لّما التقينا
لا نرى إلا تباشيرَ السلامَهْ
ما سلكنا فيه دَرْبَ الحبِّ إلا
ولدينا العزمُ أنْ نغشى زحامَهْ
ربما أضرم نار الشوق فينا
غير أنَّ القلبَ لايخشى ضِرامَهْ
ماعلينا- أيُّها الغالي-إذا ما
فاض بحر الشوق- في الحبِّ ملامَهْ
يومَها كُنّا عروسين، وكُنّا
نبتني العُشَّ ونستجلي نظامَهْ
نقرأ الأخبار عن حُبٍّ وعطفٍ
وحنانٍ ونرى «طَوْقَ الحمامَهْ»
ونرى الأنجم في صَحْوِ اللّيالي
كثقوب النور جَلَّتْها«الثُّمامَهْ»
مَرَّت الأيام- تترى والليالي
وشربنا عَسَلَ العمر، وجامَهْ
ورأينا النخل ينمو، وشهدنا
زَهْوَةَ الطلع، وأدركنا صِرَامَهْ
لم تجئْ في حينها، بل كنتَ غيباً
نتحرّى في مدى الحبِّ انضمامَهْ
ثم أقبلت، فأصبحنا نُكنَّى
باسمك الغالي الذي أصبح شامَهْ
كنتَ أحلاماً، فأصبحتَ جنيناً
ثم مولوداً، دعوناه«أسامَهْ»
ثم أصبحتَ رضيعاً، كم وجدنا
حُرْقةً، لما تعمَّدنا فِطامَهْ
ثم طفلاً، ركضُه في الدار عَزْفٌ
يُسْعِدُ القلبَ ويجلو ما أضامَهْ
ثم ماذا ثم أصبحتَ فتيّاً
باذلاً في طلب العلم اهتمامَهْ
مَرّت الأيام- ياإبني- وهذا
أنت تبني العُشَّ تستجلي نظامَهْ
يا رعاك الله كم يسعد أمَّاً
وأباً أن يجد الشملُ التئامَهْ
كم سيُرضي الأهلَ والأخوالَ بيتٌ
فيه حبٌّ ووفاءٌ واستقامَهْ
جدُّك الغالي«أبو بدرٍ» كأني
بالرضا في وجهه يُبدي اهتمامَهْ
والتي جادتْ علينا بشبابٍ
يوم كنا مثل أفراخ الحمامَهْ
أمُّنا، جدَّتُك الأعمقُ حُبَّاً
منحتْكَ الحبَّ أعطتك وسامَهْ
أنت تبني منزلاً، فانظرْ إلى ما
يطلب المنزلُ من شهمٍ أقامَهْ
قد حباك الله آلاءً فقدِّمْ
شكر ماأعطى لكي تلقى دوامَهْ
وأضِفْ للأمَّةِ الغراءِ بيتاً
طاهراً تستشرف الدنيا قيامَهْ
صانك الرحمن من عين حسودٍ
ورعاك الله، فاهنأ يا أسامَهْ

a7med
03-01-2009, 05:36 PM
صَبراً أبا فهدٍ
مع العزاء الصادق لسمو الأمير سلمان، والدعاء بالرحمة والمغفرة لابنه الفقيد «فهد»:
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي



---------------------------
تمضي الحياةُ ويرحل الإنسانُ
ورجاؤنا أنْ يُثمر الغفرانُ
تمضي الحياةُ بحلوها وبمُرِّها
كسفينةٍ يمضي بها الطوفانُ
كسحابةٍ صيفيَّةٍ مرَّتْ بنا
عَجْلَى، ولم تفرحْ بها الأغصانُ
كطيوف أحلامٍ تلاشتْ قبل أنْ
تسطيع رَسْمَ خطوطها الأَذهانُ
كدوائرِ الماءِ التي انداحتْ على
عَجَلٍ، فما لثباتها إمكانُ
كالبسمة الصَّفراء في الثَّغر الذي
من خَلْفِ بسمتِه أسىً ودُخانُ
كشذا الزهور، يُشَمُّ وهو مسافرٌ
عنَّا، وليس لما يُشَمُّ مكانُ
كخيال زائرةِ المنام، إذا صَحَا
طرفٌ، تلاشى حسنُه الفتَّان
تمضي الحياةُ، وإنما هي مركبٌ
في موجِ بحرٍ، طبعُه الهَيَجانُ
هو مركبٌ، للرّيح عنه حكايةٌ
تُروى، وخير رُواتِها الحَدَثانُ
تمضي الحياة، فأين مَنْ بذلوا لها
شغَفَ القلوبِ النابضاتِ ولانوا
رحلوا، نعم، وكأنهم ما قلَّبوا
نظراً، ولا أصغتْ لهم آذانُ
إني لأعلم كيف تُوقَدُ جَمْرةٌ
في القلب، كيف تُذيبه الأشجانُ
إني لأعرف كيف يعتصر الأسى
قلبَ المحبِّ، وتُشْعَلُ النيرانُ
وأُحسُّ بالأعماق حين يُذيبها
أَلَمٌ، ويكشف سرَّها الخَفَقانُ
قلبي يحُسُّ بقلبِ كلِّ مُوَلَّهٍ
تُطوى على حَسَرَاتِه الأزمانُ
فَقْدُ الأحبَّةِ عاصفٌ من خسرةٍ
بهبوبه تتزلزلُ الأَركانُ
لايعصم الإنسانَ من هَبَّاته
إلا يقينُ القلبِ والإيمانُ
فالموتُ سمَّاه الإلهُ مصيبةً
مشهودةً، يُتلى بها القرآنُ
يُدمي القلوبَ ويستثير أنينَها
وبه يحرِّك نارَه البركانُ
لولا اليقينُ، لما أفاد قلوبَنا
صَبْرٌ، على البَلْوَى ولا سُلْوَانُ
يا فاقدَ الأَحباب صَبْراًَ، إنّها
دنيا فناءٍ، طَبْعُها النُّقْصَانُ
لو دامت الدُّنيا، لما ذاق الرَّدى
حيٌّ، ولا لَمَسَ الثَّرى إنسانُ
ما الموتُ إلاَّ موردٌ لاينثني
عن حوضه شِيْبٌ ولا شُبّان
هي ساعةٌ كُتِبَتْ فإنْ حانتْ فما
يَحمي الفتى أهلٌ ولا إخوانُ
ما الجاهُ، ما الأموالُ، ما الطبُّ الذي
يَشفي، وماذا يصنع الأعوانُ
ستصير هذي الأرضُ قاعاً صَفْصَفاً
تفنى، ويبقى الواحدُ الديَّانُ
سيموت مَنْ في الأرض، لن يبقى بها
إنسٌ ولا جانٌ ولا حيوانُ
سيموت حتى الموتُ ، هذي سنّةٌ
في الدين منها شاهدٌ وبيانُ
صَبْراً أبا فهدٍ ، ففي الصَّبر الرِّضا
والصَّبْرُ في قَيْظ الأسى بُستانُ
عزَّاك من شعري وفاءُ حروفه
ومودَّةٌ، بُنيَتْ بها الأوزانُ
عزَّتْكَ قافيةٌ، على شُرُفاتها
صدح الوفاءُ، وغرَّد العرفانُ
عزَّتْكَ قافيةٌ لها من مُهجتي
نَبْعٌ، ومن حُسْنِ العَزاءِ لسانُ
هذي حروفُ الشعر صارتْ كلُّها
تدعو، تقول: الصَّبْرَ يا سَلْمانُ
في مَوْتِ خيرِ الأنبياءِ عزاؤنا
فلكم تَخِفُّ بذكره الأحزان
صَبْراً أبا فَهْدٍ فصبرك دوحةٌ
بظلالها يتفيَّأُ الوجدانُ
والصبر جسرٌ في محيط جراحنا
ونهاية الجسر الطويلِ جِنَانُ
والصبر بابُ الأَجر، يكفي أهلَه
أنَّ الذي يجزيهم الرحمنُ
صَبْراً أبا فهدٍ، فدنيانا على
جسر الرحيل، صروفُها ألوانُ
لولا الفناءُ لضاقت الدنيا بمن
فيها، ولم تَستوعبِ الأكوانُ
للهِ تصريفُ الأمورِ، وعنده
حكم القضاءِ، وعندنا الإذعانُ
ندعو فتشعر بالصفاء قلوبُنا
ويشيعُ في نبضاتها اطمئنانُ
مفتاحُ أبواب النّجاةِ جميعها
قلبٌ بأنوار الهُدى يزدانُ
يا فاقد الأحبابِ أبشرْ، إنَّما
يُرجى لهم من ربِّنا الغُفرانُ
فاللُّه أَرْحَمُ بالفتى من نفسهِ
وبعفوه يتعلَّق الإنسانُ

a7med
03-01-2009, 05:36 PM
أسرج شموخك يا بطل


يهوي شموخك يا جبل
ما بين آلامٍ مؤكدةٍ، وصبرٍ محتمل
ما بين عينٍ لا ترى إلا الأنين إذا اشتعل
وفمٍ يردد بعض أبيات الزجل
أسرج شموخك يا بطل
كن كالربيع اذا تألق بالبشاشة واحتفل
كالفجر حين يزفُّ للدنيا..
تباشير الأمل
مالي أراك كسرتَ سيفك يا بطل
وقتلتَ همّتك العظيمة بالوجل
وتركت ناصية اليمين..
وسرت في درب اليسار بلا خجل
ولثمتَ أقدام السُّفوح..
وكنت في أعلى الجبل
أوّاه منك ومن هواك
من رحلة العبث التي قتلت خطاك
من لوثة الوهم التي اختطفت رؤاك
من ألف أغنية نصيبك بالخدَر
من غفلة تسري بقلبك في سراديب الخطر
أسرج شموخك يا بطل
مالي أراك تسير سير السلحفاة إلى العمل
وأراك تركض..
حين يدعوك الكسل
مالي أراك كشمعةٍ
تذوي على باب الزلل
كقصيدة شمطاء فيها من تذبذبها خلل
تاهت معالمها..
فلا مَدْحٌ ولا وَصْفٌ ولا هي من ترانيم الغزل
كذراع لصَّ مدِّها في ليلةٍ ليلاء..
كوكبها أفل
مالي أراك وقفت كالشمس التي
وقفت على باب الطَّفَلْ
واستسلمت لليل حين طوى المعالم وانسدل
مالي أراك كسرت سيفك يا بطل
ووقفت مشدوهاً
كأنك لا تُحِسُّ بما حصل
وكأن ما اقترف اليهود حكايةٌ
تروى عن «الشِّعْرَى» البعيدةِ أو «زُحَلْ»
أسرج شموخك يا بطل
مالي أراك لبست ثوب الوهم..
في عصرٍ بمنطقه احتفل
وخلعت ثوب الوعي..
واستسلمتَ لليأس الذي يلد الملل
وغرقت في بحر الفضائيات..
واستهواك تكسير المُقَلْ
مالي أراك خرجت من بيت الإباء
وسلكت درب الموبقات بلا حياء
وسكنت دار الأشقياء
وغزوت سرداب الرَّذيلة ..
واستقيت من الغثاء
قل لي برِّبك :
أين مَنْ يغزو الرَّذائل..
من مواجهة الذي يغزو الفضاء
أسرج شموخك يا بطل
عجباً لرأيك كيف يغلبه الخَطَلْ
أو ما رأيت إضاءة الأشلاءِ..
حين تناثر الجسد المناضل
ليذكِّر الدنيا بظلم المعتدي الباغي المقاتل
ليذكِّر التاريخ..
أن الطفل في الأقصى تواجهه القنابل
ليذكر الغرب الذي ما زال في صَلَفٍ..
يجادل
أن الحقيقة لا تموت..
وإنْ تحركت المعاول
ليذكِّر الغرب الذي أسْمَى المؤامرةَ السَّلاما
أن الحقيقة فوق معنى مجلس الخوف الذي..
يخشى على شارون من دمع اليتامى
يخشى على الرشاش من زهر الخُزامى
أسرج شموخك يا بطل
أخرج إلى الميدان فالحقد اليهوديُّ اشتعل
وأعِدْ لنا سِيَرَ البطولات الأُول
أخرج على مثل الضحى هدفاً
فإنك لن تفرَّ من القَدَرْ
أخرج..
فأشلاء المجاهد قد أضاءت..
في ربوع المسجد الأقصى الحُفَرْ
سلِّم على الطفل الذي عَزَفَ الحَجَرْ
وعلى الفتى البطل الذي..
رفضت خُطاه المنحدَرْ
وعلى الذين تمنطقوا بالموت..
يرتقبونَ ميدان الفداء المنتظر
ليعلِّقوا في ساحة الأقصى..
بيانات الظَّفَرْ
سلِّم على الأم التي صارت بطولتها حكايَهْ
سلم على البيت الفلسطيني يُسْرَجُ بالهدايَهْ
ويعلم الصلف اليهودي الثبات الى النهايَهْ
سلم على الشعب الذي..
عبر السدود الى البطولَهْ
سلِّم عليه بنى قلاع الصبر في شَمَمٍ
وأسرج في حمايتها خيولَهْ
سلِّم على البيت الفلسطيني يسكنه الإباءْ
ويعلِّم الأبناء كيف يواجهون الأدعياء
ويعانقون الشمس في كبد السماء
ويكفِّنون «الهيكل المزعوم» في ثوب الفناء
ويعلِّمون الفجر كيف تسير قافلةُ الضياء
سلِّم على البيت الفلسطيني يحتضن الأشاوسْ
وُيمِدُّ ساحات الجهاد بفارسٍ من بعد فارسْ
ويقول للأرضِ: اطمئنّي..
إنني للقدس حارسْ
أسرج شموخك يا بطل
أو ما ترى غيث البطولة..
في رُبى الأقصى هَطَلْ
أو ما ترى الطفل الذي..
صَعَدَ الشموخ وما نزل
أو ما ترى أمَّ الشهيد
تصوغ ملحمة الأزلْ
أو ما سمعت حصان أطفال الحجارة..
قد صَهَلْ
أو ما ترى جيلاً يخوض البحر في ثقةٍ ويخرج منه مبتهج البلل
أسرج شموخك يا بطل
للحرب مركبةٌ تسير على عجل
للحرب زمجرةٌ فلا تقتل طموحك بالجدل
إني أشاهد ركب ملحمةٍ إلى الأقصى وصل
إني لأسمعها تحذِّر من غَفَلْ
أسرج شموخك يا بطل
لا تقترف إثم النكوص إلى الوراء..
فقد يفاجئك الأَجلْ
دع كل تحليلٍ عن الأخيار..
واقرأ وجه شارون الذي بدأ العملْ

a7med
03-01-2009, 05:37 PM
حينما رأيت الدَّار التي كان يسكنها فقيدنا الكبير الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله تجدَّد الحزن، وكأن شيخنا رحل الآن، وكأنني لم أرَ دارَه الحزينة من قبل».


يا دارَهُ، أين منَّا الشيخُ يا دارُ
أَلَنْ يراه على ما كانَ زُوَّارُ
أَلَنْ يعودَ إلى الطُلاَّب مجلسُه
أَلَنْ تراه على الكرسيِّ أبصارُ
مالي أراكِ تزفّين الأنينَ إلى
قلبٍ له في دروب الحزن أَطوارُ
يا دارَهُ، أين مَنْ لانتْ لحكمته
صُمُّ المعاني، ولم تخذلْه أفكارُ
أين الحكيمُ الكريمُ الشَّهْمُ، كيف مضى
كما مضى كوكبٌ في الأُفْق سَيَّارُ
وكيف غابُ، وليلُ العصر محتدمٌ
كما تغيب عن الظلماءِ أقمارُ
وكيف موكبهُ الميمونُ مَرَّ، ولم
يَرْجِعْهُ سَدٌّ، ولم تمنعْه أسوارُ
وكيف لم نُمسكِ النَّعْشَ الذي حملوا
ولم نُقِمْ حاجزاً في دَرْب مَنْ ساروا
وكيف سُجِّر بَحْرُ الحزن واحترقتْ
زوارقُ الصَّبْر حتى جُنَّ بحَّارُ
وكيف أسفرتِ الأيَّامُ عن سَفَرٍ
طال الفراقُ به واستَوْحَشَ الجارُ
مسافرٌ، يا لَه مِن راحلٍ رحلتْ
به عن الأهل والأَحبابِ أسفارُ
مسافرٌ، غابَ حتى قال قائلُنا:
من أين للفجر بعد الشيخ إِسفارُ
من أين للشمس بعد الشيخ بهجتُها
من أين للبدر بعد الشيخ إِبدارُ
وهل سيُنتج نخلٌ بعد غَيْبتِه
وهل ستُزهِرُ في الواحاتِ أَزهارُ
نيرانُ أسئلةٍ شبَّتْ على عَجَلٍ
وليس للعقل تمييزٌ وإقرارُ
ما قالَها قائلٌ، إلاَّ وفي فمه
مِلْحٌ، وفي قلبه من حُزنه نارُ
ما زال يَهذي بلا وعيٍّ، ويَجرفُه
من شدَّة الحزن في الأعماقِ تَيَّارُ
يا دارَه، أين مَنْ طابتْ منابعُه
للواردين، وغيثُ العلمِ مِدْرَارُ
أين ابنُ بازٍ، خلايا العلم في يده
مْلأَى، ومنها عقولُ الناسِ تَشْتَارُ
أين التَّواضعُ في أَسمى مَراتبِه
تَواضُعٌ فيه للرَّحمنِ إِكبارُ
أين الذي طلَّق الدُّنيا، وفي يدها
بوقٌ من الجاهِ والأَموالِ غَرَّارُ
وفوقَ هامتها تاجٌ لَه أَلَقٌ
يُغري، وفي فمها للَّهو مِزْمَارُ
طافتْ به، ثم طافتْ، ثم أَعجزَها
مُرادُها فانثنتْ والعَزْمُ مُنهارُ
أين الذي ردَّها بالزَّهْدِ صاغرةً
ودرعُه آيُ قرآنٍ وأذكارُ
عَزوفُه كان إقداماً يُقِرُّ به
للمتّقي درهمٌ يُجْبَى ودينارُ
وكيف يركَنُ ذو عقلٍ لِفَانيةٍ
في ثَوْبِ إقبالها يَخْتَالُ إِدْبارُ
كانَّها لوحةٌ في الماءِ قد رُسِمَتْ
وكيف تَثبُتُ فوقَ الماءِ أَحْبَارُ
أو أنها نَفْثَهٌ من ثَغْرِ مُكتئبٍ
لم يَبْقَ منها على المِرْآةِ آثارُ
دُنيا وفي لفظها الأدنى حقيقتُها
لمن يكون له سَمْعٌ وإِبصارُ
يا دارُ، أين الحبيبُ اليومَ، كيف مضى
وكيف أَسْعَفَكِ السٌّلْوانُ يا دارُ
أين الذي يَزدهي شعري بِمِدْحَتِه
وإِنما تزدهي بالخير أَشعارُ
قالت ليَ الدارُ، والآلامُ واقفةٌ
على مَشارفها، والحزنُ مَوَّارُ
دارٌ دَهاها فراقُ الشيخ فانكفَأَتْ
على جراحٍ لها في القلبِ إِعصارُ
فِنَاؤها واجمٌ، والبابُ مكتئبٌ
ترتَدُّ عَنْه بحرِّ الدمع أَنظارُ
قالتْ لي الدار، والحيطانُ شاهدةٌ
ومثلُها شهدَتْ بالحقِّ أَشجارُ:
شيخي مضى في طريقٍ لا مَفَرَّ لنا
منها إذا آذنَتْ بالموتِ أَقدارُ
هنا، تَمَلَّكني صَمْتُ الحزينِ رأى
أنَّ الحقيقةَ ما أَدلَتْ به الدَّارُ
نعم، مضى شيخُنا والأَرضُ راحلةٌ
غذاؤها في طريقِ الموتِ أَعْمَارُ
مضى ابنُ بازٍ وفي الأذهانٍ صورتُه
وعلمُه مَنْبَعٌ ثَرٌّ وأَنهارُ
مضى وخلَّف بحراً من معارفه
للناسِ من حَوْلِه وردٌ وإِصدارُ

a7med
03-01-2009, 05:37 PM
العقد الثمين
الرياض الازدهار
«نقش على جدار الوطن»
==========


مِنْ أين أبتدىء الحديثَ عن الوطنْ
ولمن أصوغ حكايةَ الذكرى، لمنْ
من أين، والأمجاد تُشرق في دمي
نوراً من الذكرى، وتختصر الزَّمن
من أين، والإيمانُ يجري نَهرُه
عذباً، ويغسل عن مشاعرنا الدَّرَنْ
من أين أبتدىءُ الحديثَ، وليلتي
تأبى على عينيْ مقاربةَ الوَسَنْ
من أين، والأشواق تحلف أنَّها
ستظلُّ تَسقيني التذكُّر والشَّجَنْ
من أين والزمن السريع يمرُّ بي
وجبينُه بدم الرَّحيل قد احتقَنْ
فمن اللُّفافةِ حين نُولَد بَدْؤُنا
في رحلة العمر القصير، إلى الكَفَنْ
قالوا ابتدىءْ من وصف مكَّةَ إنّها
صَدْرٌ حَوَى نورَ الهدايةِِ واطمأنْ
إبدأْ من البيتِ العتيقِ فإِنه
سَكَنٌ، لمن لم يَلْقَ في الدُّنيا سَكَنْ
وارحل بشعرك بعد هذا ناشراً
نور الهدايةِ بين سرِّك والعَلَنْ
فأجبتُهمْ شكراً سأبدأُ مِنْ هنا
من أرضنا المعطاءِ من هذا الوطنْ
من كعبةٍ رفع الإله مقامَها
وحمى حماها من طواغيتِ الفِتَنْ
أنا سوف أبدأُ من مطاف نبيِّها
أتلو كتاب الله، أتَّبع السَّنَنْ
أنا سوف أبدأُ من مقام خليلها
من حِجْرِ إسماعيلَ من ركن اليَمَنْ
قالت: تُراكَ بلغْتَ نجداً والحِمى
قلتُ ابشري إنّا تجاوزنا «حَضَنْ»
أَوَ ما وجدتِ من الخُزامى نَشْرَها
أَوَ ما رأيتِ مَلاحةَ الظبي الأغَنّْ
أَوَ ما رأيتِ بيارقَ المجد التي
خفقتْ، فحرَّرت النفوسَ من الوَهَنْ
مالي أراكِ تلمِّظين مشاعري
أنسيتِ أنَّ القلب عندكِ مَرْتَهَنْ
هذي بلادُكِ صانها الرحمنُ مِن
شركٍ ومن سوء التذلُّل للوثَنْ
هشّتْ إليك جبالُ مكَّتها فما
ذلَّ العزيزُ ولا تطامَنَتِ القُنَنْ
وشدتْ «مدينتُها» بلحن وفائها
للمصطفى، ولكلِّ مَنْ فيها قَطَنْ
وتألَّقتْ فوق الرِّمال «رياضُها»
في كفِّها من عزم فارسها مِجَنّْ
ورَنَتْ إليكِ «تَبوكُها» و«عسيرُها»
«والباحةُ» الخضراءُ صَيِّبُها هَتَنْ
وشدتْ «لحائلها» بلابلُ أُنسها
فاهتزَّ روضُ الحبِّ وانتفض الفَنَنْ
وتلفعَّتْ «أحساؤها» بنخيلها
حسناء تَروي الشعر عن قيسٍ وعَنْ
وأَرَتْكِ «جازانُ» الأَراكَ وحافظاً
يتلو معارجَه ويُتقن كلَّ فَنّْ
هذي بلادُكِ قلبُها متفتِّحٌ
فهي التي لا تشتكي ضِيقَ العَطَنْ
إني لأرسم وردةً فوَّاحةً
منها وأغرسها على شفةِ الزَّمَنْ
وأصوغ شعراً لو تمثَّل لفظُه
رجلاً، لقال أنا المحِبُّ المْفْتَتَنْ
ولظلَّ يرفع صوتَه متمثِّلاً
بالحكمة الغرَّاءِ والقولِ الحَسَنْ
هذي بلادُكِ، دينُها متأصِّلٌ
في قلبها، والمجدُ فيها مَخْتَزَنْ
في أَرضها المِعْطَاءِ يُحْتَضَنُ الهُدَى
إنَّ المبادىء كالبراعم تُحْتَضَنْ
هي مَهْبِطُ القرآنِ تحت لوائه
سارتْ بعون الله تجتاز المِحَنْ
نشأتْ على هَدْي الإله فروحُها
تسمو بها، وبروحها يسمو البَدَنْ
رَسَمَ «الإمامان» الطريقَ، فَعِلْمُها
يمحو الضلال، وسيفُها يمحو الفِتَنْ
ومضى بها «صَقْرُ الإباءِ»فلمَّها
بعد الشتاتِ، وردَّ منها ما شَطَنْ
وسَمَا بها الإسلامُ عن بِدَع الهوى
والشِّركِ، والقولِ الرخيصِ المُمْتَهَنْ
فيها الأَصالةُ نَخْلَةٌ ممشوقةٌ
لم يحتقرْها الناظرونَ ولم تُهَنْ
فغذاؤها التَّمْرُ المباركُ طَلْعُه
وشرابُها من ماءِ رَمْزَمَ واللَّبَنْ

a7med
03-01-2009, 05:38 PM
أيها العالم ما هذا السكوت

أيُّها العالمُ ما هذا السكوتُ أو ما يؤذيك هذا الجبروتُ
أو ما تُبصر في الشيشان ظلماً أو ما تُبصر أطفالاً تموتُ
أو ما يُوقظ فيك الحسَّ شعبٌ جمعُه من شدَّة الهول شَتِتُ
أرضه تُصلى بنيران رصاصٍ وشظايا هُدمت منها البيوتُ
أو ما تُبصر آلاف الضحايا ما لها اليوم مقيلٌ أو مبيتُ
شرَّدتها الحربُ في ليلٍ بهيمٍ ما لها في زحمة الأحداث قوتُ
تأكل الأخضر واليابس حربٌ كل ما فيها من الأمر مقيتُ
أين منها مجلس الأمن وماذا صنع الحلفُ وأين الكهنُوتُ
أيها العالمُ ما هذا التغاضي كيف وارى صوتك العالي الخفوتُ
أو ما صُنعت قوانين سلامٍ عجزت عن وصف معناها النُعـوتُ
قاذفات الروس إعلان انتهاكٍ لقوانينك ، واللَّص فَلُوتُ
فرصة أن تُعلن الحق ولكن فرص الحق على الباغي تفوت
ربما تعلن قول الحق لكن بعد ما يعلنه في البحر حوت
أيها الأحباب في الشيشان صبراً إن من ينصر حقاً يستميتُ
إن يكن للروس آلات قتالٍ فلنا في هجعة الليل القنوتُ

a7med
03-01-2009, 05:38 PM
اماه .. اماه


أمَّاه.. أمَّاه، غيث المقلةِ انسكبا
في يوم عيدي، وجمرُ الحسرةِ الْتهبا
قالوا: أتى العيد بالأفراحِ، قلتُ لهم:
بالعيد نفرح لكنَّ الأسى غَلَبَا
لمَّا أتى العيد، بشَّرْتُ الفؤادَ به
فاستبشر القلبُ لكنَّ الأنين أبى
يا ويحَ نفسي التي ما بين فرحتها
وبؤسها ترقب النور الذي احتجبا
نبادل الناسَ يا أمَّاه تهنئةً
بالعيد، والقلب من آلامه وَجَبا
نبادل الناسَ يا أمَّاه تَهْنِئَةً
وكلُّ معنىً للفظ الفرحةِ انقلبا
أهلاً وسهلاً، لمن يأتي نردِّدها
وماردُ الحزنِ في أعماقنا وَثَبا
وكيف تسلم لي في العيد تهنئة
ولم أكحِّلْ بنور البسمة الهُدُبَا
ولم أقابلْكِ يا أمَّاه في سَحَرٍ
قبل الصلاةِ لأنسى عندك النَّصَبا
ولم أجدْكِ على الكرسيِّ جالسةً
كالبدر ما غاب عن عيني ولا احتجبا
ولم أقبِّلْ جبيناً طاهراً وأرى
وجهاً حبيباً يُريني البَدْرَ والشُّهُبا
أَوَّاه أَوَّاه يا أمَّاه من ألمٍ
ما زلت أكتمه في خاطري لهبا
أوَّاه من حالنا في البيت حين بكى
ثَغْرُ الصَّباحِ ومعنى نورِه اضطربا
أوَّاه من فرحة القلب التي اتخذتْ
سبيلَها في محيطاتِ الأسى سَرَبا
لولا دعائي لَمَا عادتْ إليَّ ولا
جلَّى محيطُ الأسى طوفانَه اللَّجِبَا
أمَّاه، يا شمعةَ الحبِّ التي طردَتْ
ليل العناءِ ولم نُبْصِرْ لها لَهَبَا
يكاد يقتلني شوقي الكبيرُ إلى
سماع صوتِك، صوتاً لحنُه عَذُبَا
لمَّا تنادين باسمي يزدهي حُلُمٌ
به أرى كلَّ ما ينأى قد اقتربا
بين المصلَّى ومُسْتَشفاكِ كنتُ على
مشارفِ الأملِ الميمونِ مُرْتَقِبَا
تزاحمتْ صورُ الذكرى على خَلَدي
طفولةً وشباباً باذخاً وصِبَا
وتضحياتٍ رأيناها، رَسَمْتِ بها
طريقنا ومسحتِ الهمَّ والتَّعبَا
تدور في فَلَكِ الأيَّام ذاكرتي
تُعيد من صُوَر الأحلام ما ذَهَبا
رأيتُ أمِّي إلى الوادي مهرولةً
لتجلب التِّينَ للأطفالِ والعِنَبا
رأيتُها في طريق البئر غاديةً
تجرُّ بالحبل دَلْواً تملأُ القِرَبا
رأيتها في حِمى ظبيان باحثةً
عن يابسِ الطَّلْحِ حتى تَجْلِبَ الحَطَبا
رأيتُها، إنها أُمِّي التي حَمَلَتْ
عناءَنا فغدتْ أمَّاً لنا وأَبا
أمَّاه دونَكِ صار البيتُ مُلْتحفاً
بحزنه، وأَتانا العيدُ مُكْتَئِبَاً
يا شمسَ منزلنا، لا زلتِ ساطعةً
تمزِّقين دُجَى آلامنا إِرَبا
إنَّا طلبناكِ ممَّن ليس يُعجِزُه
شيءٌ، ونسألُه أن يُنجز الطَّلبا
ما استَجْلَبَ المرءُ شيئاً بالدُّعاءِ له
إلاِ وكان الرِّضا من بينِ ما جَلَبَا
لولا سكينةُ إيمانٍ بخالقنا
بها نسكِّنُ وجداناً إذا انتحبا
لأبصر الناس من آثارِ حسرتنا
شيئاً عظيماً ومن أحزاننا عَجبَا
يَقينُنا مكَّنَ الصَّبْرَ الجميلَ لنا
ومَدَّ للقلب نحو الخالقِ السَّبَبَا
فنحن نطمع في إنعام خالقنا
ونرتضي ما قضى فينا وما كَتَبا
أمَّاه، صبرُكِ في الدنيا غَدَا مَثَلاً
فما رأيناه في دربِ الجراح كَبَا
كذلك الأُمُّ يَلْقى قَلْبُها عَنَتاً
من الحياة، ولولا الصَّبْرُ لانشعبا
ما الأُمُّ إلاَّ ينابيعُ الحنانِ جرى
معينُ وجدانِها الصافي لمن شَرِبا
ببرِّها تَفْتَح الجنَّاتُ ساحتَها
وتمنَحُ اللؤلؤَ المكنونَ والذَّهَبا
بابٌ إلى جنَّةِ الفردوسِ يُدْخلنا
طُوبى لمن طرق الأبوابَ واحتسبا
يَزكو الثَّرى تحتَ رجليها، فلا تَرِبَتْ
يَدَا مُقبِّلِ رجليها، ولا تَرِبَا