مشاهدة النسخة كاملة : رواية وجوده رماديه ,,,


نظرة الحب
10-28-2010, 02:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


رواية سعودية باللهجة السعودية .. كتبتها لكم وأتمنى أن تعجبكم .. رواية اجتماعية تتعدّد
شخصياتها .. صحيح أنّها قصيرة قليلاً وأقصر من باقي الروايات .. ولكنني واثق بأنها
سوف تعجبكم .. قسمتها الى قسمين اثنين

الكاتب : البدر الضاوي



رواية : "وجـوه رمـاديـة"


(الجزء الأول)



خرجت حصه من غرفتها متّجهةً إلى الصالة , كانت حصه في
السابعة والأربعين من عمرها , مميّزة بأنفها القصير وشعرها
القصيرالأسود , دخلت حصة الصالة ملتقية بضرّتها مشاعل ,
ومشاعل هي الزوجة الثانية لأبو حمد (عبد المحسن) , مشاعل
بشرتها سمراء قليلاً وعيناها فاتحتان وشعرها بنيّ مصبوغ ,
وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها وتعمل مدرّسةً في
مدرسة أهليّة

قالت حصه : ما اتصل عليتس أبوحمد .. تأخّر أشوفه مدري
وين هو فيه

قالت مشاعل : لأ ما اتصل .. قال بيجيب له دوا من الصيدليه
وبيرجع بس تأخر ..

سُمع صوت ارتطام الباب فخرجت مشاعل ومن خلفها حصة
متّجهتان إليه لتقابلان أبو حمد عند الباب

قال أبو حمد : السلام عليكم

حصه : عليكم السلام , خير ابو حمد تأخرت ؟

أبو حمد رجلٌ في الرّابعة والخمسين من عمره , حنطي البشرة ,
طويل القامة , تهدّل وجهه وشاربه المائل إلى البياض وقد بدا
أكبر من عمره

قال أبو حمد : أبد والله .. زحمه شوي .. و تبين لتس موقف
عند ذالصيدليه ما فيه , عماره بها أربع محلات بثلاث مواقف وين
صارت ذي ! , المهم حطّوا العشا

قالت مشاعل : ان شالله

وعلى سفرة العشاء المتواضعة التي تلائم بيت أبو حمد المتواضع ,
وكان بيت أبو حمد بيتاً شعبيّاً في أحد الأحياء القديمة في مدينة
الريّاض يشبه الطراز القديم إلى حدٍّ ما , أي أن (الحوش) في
الوسط ومن حوله الغرف ولا يوجد بالطابق الثاني سوى السطح ,
كان على السفرة أبو حمد في الوسط وحصه عن يمينه ومشاعل
إلى يساره أما ابنته الكبرى ساره ذات الأربعة والعشرين سنةً
بشعرها الأشقر الفاتح الذي كان مضحكاً بعض الشئ إذ أنّها لم
تكن شديدةَ البياض وكانت جالسةً قرب أمّها حصه , وندى الابنة
الثانية في السنة الأخيرة لها في الثانوية , ذات سمتٍ لطيف
ببيجامتها الزهريّة والباندانا الزرقاء على رأسها وهي أيضاً
ابنة حصه وكانت تجلس بجانب مشاعل , قال أبو حمد : أقول
ام حمد هالحين ولدنا حمد اختبارات جامعتهم متى بالضبط ؟؟

حصه : والله مدري يا ابو حمد صارلي مدّه ما كلّمت حمد بكره
بكلمه وبشوف , والله ياني ولهانه ومشتاقتن له الله يوفقه ويرجعه
لنا متخرّج وشايلن الشهاده ..

قالت ساره : مشاعل باخذ سشوار السيراميك حقتس ترا ..

أبو حمد : كنّتس تامرينها أمر موب تطلبين منها .. ما عندتس
اسلوب أزين !

قالت حصه : وش فيك يابو حمد وساره وش قالت ؟! ..

مشاعل : ماعليه يا ابو حمد , .. طيّب خذيه يا ساره ورجعيه
اذا خلصتي

أبو حمد : ماعليه .. ايه صدق مشاعل , وش أخبار أمتس
عساهي طيبه ؟

مشاعل : والله ذابحها ذالضغط مسيكينه ماغير يرتفع وينزل ,
الله يقوّيها

قال أبو حمد : ايه ماعليها باس ان شالله باتسر ان الله أحيانا
بنتعتّب عندها من زمان عنها وعيب هي اللي تجينا كل مرّه
تسأل وتسلّم .. باتسر لزوم نزورها , وانتي بعد يا حصه
تعالي معنا ..

قالت حصه باستغراب : هاو ! , من صدقك أبو حمد وأنا
وش يودّيني ؟! , بعدين توّها قبل أسبوعين الظاهر عندنا
وما عليها الا العافيه ..


***


كانت أم مساعد (الجدّة لولوه) جالسةً في صالتها الصغيرة تقرأ
الجريدة , وأم مساعد هي أمٌّ لابنتين الكبرى بشاير وهي زوجة
ناصر , والصغرى مشاعل وهي زوجة عبدالمحسن (أبو حمد) ,
وأم مساعد أرملةٌ في الرابعة والستّين من عمرها , لم تكن تشبه
ابنتيها مشاعل وبشاير اذ أنّها كانت بيضاء ذات وجهٍ مستديرٍ ,
وأثناء اندماجها بالخبر الذي كانت تقرؤه دقّ الجرس فأسرعت
الخادمة ريكيا للرد : مين ؟ طيّب طيّب طووط , ماما لولوه
هادا مدام مشائل يجي ..

قالت أم مساعد : ايه افتحي لها الباب ذا لأنّي قافلته ..

دخلت مشاعل وزوجها أبو حمد من خلفها , قالت : سلام عليكم ..
وشلونتس يا يمّه هذا أبو حمد معي ..

قالت أم مساعد : عليكم السلام هلا فيتس يابنيتي .. حيّاك يابو حمد ..
تفضّل تفضّلوا ..

أبو حمد : الله يحيّيتس ويبقيتس يا ام مساعد .. كيف حالتس وشلون
صحتس .. عساتس بخير

أم مساعد : حالي يسرّك ان شالله .. طيبه الله مير يسلمك ويبارك
فيك , انت وشلونك عساك طيّب

أبو حمد : بخير نحمد الله .. وشلون الضغط معتس هاليومين عسى
ما تكثرين ملح بالاكل

أم مساعد : ولاحلّفتني يا ابو حمد بس والله ان كل شي آكله ماصخ
مالغ ماله طعم بس وش أسوّي ..

قالت مشاعل : ايه يمّه تكفين عاد انتبهي لصحتس ..


***


كانت بشاير امرأة في الرّابعة والأربعين من عمرها وكانت هي
وأختها مشاعل متشابهاتان الى حدّ كبير ولكن مشاعل كانت أجمل
الى حدّ ما , أمّا ابنة بشاير وهي لولوه (على اسم جدّتها) ,كانت
هي أيضاً تشبه أمها وخالتها ولكن شعرها الأسود الطويل وسمْتها
الإيماني الواضح هما ما يميّزانها وكانت في الحادية والعشرين
من عمرها تدرس في جامعة الملك سعود تخصّص تاريخ , وكانتا
الاثنتان جالستان في الصالةِ تشاهدان برنامجاً في التلفاز

قالت لولوه : أقول يمّه , من زمان ما رحنا بيت جدتي .. حتّى خالتي
مشاعل مبطين عنها وش رايتس نجتمع بكره ..

قالت بشاير : والله بكيفتس يا بنيتي أنا ما عندي شي , اييه .. أمي
الله يهديها لو تجي تسكن عندنا بس .. يعني هالحين عاجبتها هالحال
جالسه في بيت وش كبره لحالها مع ذالشغاله وبيتي أنا مفتوح لها ,
لو يصير فيها شي يعني لا قدّر الله , الله لا يقوله بس ..

لولوه : يمّه انتي عارفه جدتي ما ترتاح الا ببيتها ..

سُمِع صوت ارتطام الباب وكان ناصر هو الداخل , كان في
الخامسة والأربعين من عمره , وكان وسيماً لدرجةٍ تُلفت النّظر ,
دخل مسرعاً بعد كلمة (سلام عليكم) التي ألقاها بسرعة متّجهاً
الى الغرفة ثم الى الحمّام , لحقت به بشاير الى الغرفه وانتظرته
حتى خرج من الحمام وقالت : وحنّا هذي حالتنا .. من الدوام
لذلأصدقا وما تجي البيت الا للنوم وبس ..

ناصر : يعني وبعدين وش تبيني أسوي بالله ؟ , اليوم قصير
والواحد يالله يالله يمديه يخلص من شغله ويروح عند أخوياه
ينبسط شوي ..

قالت بشاير : وليه ما تجي تنبسط بالبيت ؟

قال ناصر : يعني .. مهنا شيٍّ يبسط فيه !

بشاير : أها , طيّب .. أوكي بعرف أنا وش هو الشي اللي يبسطك
من جد ويخليك تستانس عشان أسوّيه ؟! يا ناصر حنّا صار لنا
فتره طويله على هالحاله وانت أحسّ انّك ما تطيق تقعد معي ..
دقيقتين على بعضهم !

ناصر : لاتصيرين حسّاسه , كل الناس كذا وبعدين أنا ما مقصّر
في شي

قالت بشاير : هه حسّاسه !؟ يمكن .. يمكن أنا حسّاسه ..

قال ناصر : أنا بريّح لي ساعه لحد يزعجني

بشاير : ان شالله ..


***


التقطت حصه سماعة الهاتف واتصلت بأخيها بدر : ألو هلا بدر وش
أخبارك انت وينك فيه غاطس ما تنشاف ؟ , المهم مشاعل ببيت أهلها
ويمكن تتعشا هناك عاد تعال انت من زمان ما شايفتك حتى ملامح
وجهك ناسيتها أبيك تتعشّى عندي .. حتى ابو حمد طالع رايح معها

وبدر هو أخو حصّه الأصغر والوحيد , أعزبٌ قصير القامة بعض
الشئ , ذا عينان واسعتان وهو في الخامسة والثلاثين من عمره

قال بدر : الله والملامح عاد ههههه المهم هذاني عند محل عصيرات
أشرب عصير بردقان يحبه قلبتس تبين كيوي أناناس شي ؟

قالت حصه : لا مابي شي بس تعال بسرعه أحتريك .. مع السلامه

وبعد ربع ساعةٍ كان بدر عند الباب فتحت له حصه , قالت : هلا
بالقاطع هلا باللي ما يسأل عن أخيّته الكبيره اللي ماله غيرها

قال بدر : أي قاطع الله يهديتس حصوص تدرين لاهي مع ذالدوام
وباقي الوقت يا نوم يا مع الشباب .. المهم انتم وش أخباركم ..

قالت حصه : يعني وقتك ضايع عشان كذا قاعده أقول لك اعرس
تزوّج شف لك بنت الحلال اللي ترتّب وقتك وترتب حياتك , ياخوي
يا بدر يعني الى متى بتبقى على هالحال .. لا مَرَه ولا ولد ولا تلد

بدر : يوه يا حصه كم مرّه تعيدين هالموضوع . ولا تكبّرين الأمور ,
خلاص قلت لك اذا حسّيت اني مستعد للزواج بتزوّج وبعدين لازم
يكتمل نضوجي يا أختي العزيزه عشان أعرس

حصه : أي نضوج انت بعد المهم وش كنت بقول لك , يا بدر
مدري يعني .. أنا ودّي أسوّي مشروع .. ودّي أحسّن من وضعنا
شوي وأساهم بشي

قال بدر : وش هالتطوّر ! , طيّب انتي عندتس راس مال زين ؟!

قالت حصه : يا خف دمّك .. تطنّز على أختك الكبيره مالت عليك ..
تدري أنا ما عندي شي .. خمس ولا ست آلاف .. من وين لي بعد ..

قال بدر : هههههه طيّب مهيب مشكله حتى لو ما عندتس .. أمممم
شوفي لازم تشوفين لتس مشروع بدال هالفضاوه اللي انتي فيها
ومناقر مشاعل

قالت حصه : طيّب .. علي يدّك ! , المشروع يبيله خبره وفهم
بالتجاره وذا .. وأنا تدري فيني ما أعرف شيّ أبد بهالأمور.

بدر : ماهيب مشكله أنا بساعدتس , واحد من أصدقاي عند
زوجته مشغل يقول يطلّع ذهب ماغير كم فلبينيه ومغربيتين
وكم فتحه في حدا هالعمارات وشوية ديكورات وتجهيزات
ويصير عندتس أزين مشغل وشوي شوي بيدر عليتس الربح ,
اسمعي اسمعي أنا هالحين قاعد أقول لتس كلام مشتّت ..بفكّر
لتس بالموضوع وأرد لتس خبر وانتي بعد فكري وقرّري

نظرة الحب
10-28-2010, 02:25 PM
***


تكلّمت ساره في سماعة الجوال بصوتٍ عالٍ : وشو انتي عند الباب ؟
يالله يالله هذاني جايّه ثوااني .. , يمممّه ..

قالت حصه : نعم نعم ؟!

ساره : هذي صديقتي غلا عند الباب بروح معها قبل ساعه استأذنت
منتس يعني لا تقولين

قالت حصه : طيّب وين بتروحون ؟

قالت ساره : السوق , يا خريص يا غرناطه يعني لا تخافين محنا
مقربين من العليا يللا سي يو , غلّوي تحتريني ..

وغلا هي صديقة ساره , بمثل عمرها , فتاةٌ جميله ذات شعرٍ أسود
طويل و وجهٍ كشكل القلب , تخرّجت ولم تدخل الجامعة ولم تكمل
دراستها

وفي السيارة : السلام , هاي غلّو كيفك

قالت غلا : هلا سارونه وينك يا دبّه ساعه أحتريك

ساره : توّك متصله علي حرام عليك

غلا : أنا واعدتك الساعه خمس وهذي هي خمس , يعني ما سوّيت
مثل أغنية عبدالمجيد اللي يقول أجيك قبل موعدك بساعه ... , المهم
ما قلتي لي كيفه روميو .. ههههه من جد انتي ويّاه بصراحه نككته

ساره : نكته فعينك عالأقل أنا راسيَه على واحد موب زيّك كل يومين
واحد جديد , اييه ما قلت لتس .. أنا بقول له يخطبني

غلا : وشو ؟!

ساره : بقول له يخطبني من أبوي .. سالفتنا طوّلت وعلى ما يقولون
الحب يتوّج بالزواج ..

قالت غلا : أي زواج انتي الثانيه .. قال زواج قال .. تدرين انّ أهلك
ماراح يوافقون وانتي عارفه ليه .. عايشه بنيويورك انتي ؟!

ساره : طيّب حتى لو , خلّينا نجرب ونشوف

قالت غلا : انتي وش مفطره اليوم الصبح ؟ وش تجربون ويجرّب لعبه
هي , أساساً مستحيل يوافق يتقدّم لتس واذا انتي خبله هو أكيد لأ


***


التقطت ندى كتابها واستأنفت مذاكرتها , كانت الساعة تشير الى العاشرة
مساءً , دخلت عليها أمّها حصه وقالت : هاه يا بنيتي وشلون الدراسه عاد
هالله هالله بالنسبه الزينه نبيتس تدخلين الجامعه وتتخرجين وترفعين روسنا
انتي وأخوتس حمد مهوب مثل ساروه خلصت الثانويه وقعدت ولاهيب حتى
راضيه تنخطب , المهم عاد اتصلي على مشاعل مابي أدق عليها أبوتس
ما يرد وللحين ما رجعوا تأخروا .. أكيد ذالعجيّز أم مساعد لزمت عليهم
يتعشّون عندها بس ما صار هذا عشا تأخرّوا ! , يللا دقي عليهم وشوفي
متى بيرجعون

ندى : طيّب ان شالله .. , .. ألو .. هلا مشاعل وش أخباركم متى بتجون ؟
أها أوكي مع السلامه هلا ..

قالت حصه : وش قالت ؟!

قالت ندى : تقول توّهم هالثّانيه طالعين من بيت خالتي أم مساعد

حصه : ايه زين المهم انتي لاخلصتي مذاكره نامي بكره وراك قومه
بكره الصبح ..

ندى : ان شالله


***


كانت ساره في غرفتها وبعد أن تأكدت من اقفال الباب أخذت جوالها
واتصلت بمازن , ومازن هو جارٌ لهم في السابعة والعشرين من عمره ,
يعيش في بيته الصغير مع أخيه الأصغر عبدالله في الثانوية العامّة
لوحدهم بعد وفاة والدتهم , ومازن شابٌّ وسيم ذا لونٍ أسمر وعينان
سوداوان وجسمٍ ممتلئ

ساره : ألو

مازن : هلا ساره

ساره : هلا مازن وش أخبارك

مازن : بخير انتي كيفك

ساره : أنا طيبه , وش فيك .. حاسّه صوتك حزين شوي ؟ خير

مازن : لالا أبد لا تشغلين بالك شويّة مشاكل فالشغل

ساره : أها

مازن : المهم ما قلتي لي .. فكّرتي بموضوع المعهد اللي قلت لك
تسجلين فيه ؟؟

ساره : بصراحه ايه وما جازت لي الفكره ..

مازن : بس يا ساره ما يصير , انتي صار لك سنين من تخرجتي من
الثانويه والجامعه خلاص اغسلي يدّك منها يعني ما لك الا هالدّورات
وهالمعاهد

ساره : أنا مالي الا بيت رجلي !

مازن : آ .. أها

ساره : أقول مازن ما تلاحظ ان قصتنا طوّلت .. ويبيلها نهايه ؟!

مازن : والله مدري وش أقول لك بس بصراحه ايه , صحيح انّي أحبك
وتحبّيني وقصدي شريف بس أحس اللي قاعدين نسويه يمكن .. يمكن
يكون غلط ..

ساره : لا غلط ولا شي , وحتى اذا غلط .. تقدّم لي واخطبني من أبوي
وصحّح هالغلط !

مازن : بس .. بس يا ساره

ساره : وش ؟

مازن : انتي عارفه العائق الكبير والوحيد تقريباً اللي قدامنا , انتوا
قبيليين وأنا خضيري وأبوك مستحيل يرضى مستحييل ! ..

ساره : طيّب انت جرّب يمكن يقبل

مازن : الله يهديك يا ساره اللي يسمعك يقول بنت أم عشر سنين
وما تعرف أي شي , وبعدين حنّا جيران وبعد ما أتقدم لك ويرفض
أبوك (وطبعاً أكيد بيرفض) بتصير العلاقه متوتره وما راح يكون
لي وجه أحط عيني بعينه بعد كذا

ساره : طيّب ؟

مازن : وبنفس الوقت أحس ضميري يأنبني , يعني .. يعني كأني
جالس أخون أبوك بمكالماتي لك ..

ساره : لا تخون ولا شي , وبعدين حنّا نحب بعض وقصدنا شريف
وهو الزواج

مازن : لأ يا ساره صدقيني صعبه , لالا مستحيل انتي وش تقولين !
يعني أروح وأخطبك من أبوك ؟! لالا ما أقدر

ساره : مازن ! وبعدين يعني , شف أنا أحبك وما راح أحب غيرك
ومستحيل أرتبط بواحد غيرك فهمت !

مازن : يا ساره افهميني ..

ساره : وبعدين تعال , اذا انت موب قصدك الزواج ومتأكد في نفسك
انه مستحيل يتم أجل ليه جالس تكلمني وتعشّمني ؟ , كل هذا لعب !

مازن : لا يا ساره والله موب كذا الموضوع وانتي عارفه , أنا ودّي
بالزواج اليوم قبل بكره بس .. بس

ساره : ويبس !

مازن : ساره !

ساره : وأنا صادقه ! , المهم هذا أبوي جا مع مرت أبوي أخاف أحد
يدخل علي بعد شوي .. خلاص أكلمك بكره

مازن : أوكي تصبحين على خير

ساره : وانت من أهله حبيبي

مازن : مع السلامه ..


***


دخلت مشاعل ومن خلفها أبو حمد وكانت حصه بانتظارهم : هاه
ابو حمد تأخرتوا كل هذا عشا

أبو حمد : السلام عليكم , والله أم مساعد الله يحفظها لزّمت ما نطلع
من عندها الا ومتعشين , ويا زين طبخ أم مساعد ! , مع ان عندها
خدّامه بس ما تاكل الا من يدها

قالت حصه : المهم .. ماعلينا , ايه الليله ليلتي ترا لا تنسى , ومشاعل
أكيد تعبانه بكره وراها دوام

قالت مشاعل : ايه صادقه , تصبحون على خير

قال أبو حمد : تعالي يا مشاعل هماتس تبيني بموضوع ؟

حصه : خلاص خلها على راحتها تبي تنام .. الموضوع يتأجّل ..

وبعد أن ذهبت مشاعل الى غرفتها

قالت حصه : تعال أنا اللي أبيك بموضوع ..

أبو حمد : خير ان شالله ..

حصه : خير , وش قلت عالموضوع اللي كلّمتك فيه ؟

-أنا قلت لتس , مستحيل آخذ فلوس من مرتي الثانيه عشان أصرف على
عيال مرتي الأولى !

حصه : يابو حمد وش دخّل العيال .. مشاعل بتصرف عالبيت كلّه ..

أبو حمد : يعني مصاريف بناتس وطلباتهن يا كثرها وولدتس بعد يبي
فلوس , وراتبي كلّه خمسة آلاف , ومشاعل صحيح انها تعطي من غير
ما أفتح اثمي بكلمه وتحلف علي آخذ منها بس والله أستحي من هالمَرَه ,
يعني آخذ منها فلوس عشان أصرف على عيال مرتي الثانيه وهي
ماهيب ملزومه تصرف على أحد .. وبعدين هي تصرف على أمّها
لا تنسين , ومن كثر راتبها هي بعد هالمسيكينه .. كلّه تصرفه وما
تخلّي لنفسها ولا شي

حصه : وليه تستحي ؟ هي مدرّسه راتبها بحدود الخمس آلاف , وحتى
لو كان عندها مصاريف أكيد مصاريفها قليله ومهيب كثر مصاريفك ,
وبعدين هي توفّر لوشو ؟! , بعد لا عيال ولاشي , بعدين أنا كلّمتها
وهي رضت ووافقت

قال أبو حمد : كلّمتيها بوشو ؟!

حصه : قلت لها .. قلت لها ان الأكل والشرب ومقاضي البيت وحاجيّات
المطبخ كلّها تصير عليها .. وهي وافقت وقالت ياليت ..

أبو حمد : انتي هالحين وشوله تكلمينها ؟! , شاكي لتس الحال أنا ..
هاه ؟!

حصه : يابو حمد .. والله ذي مهيب عيشه ترا ..

أبو حمد : هاه , رجعنا للخنبقه والخرابيط القديمه ؟!

حصه : يابو حمد وأنا صادقه , يعني وش فيها اذا مشاعل حطّت شوي
ترا راتبها كثر راتبك , وأمّها مصاريفها قليله وبعدين اللي أعرفه ان
هي وبشاير أختها بعد يصرفون على أمها , يعني موب هي لحالها بس ..

أبو حمد : كلمتي ما تثنّى ! , خلاص .. هذي حالتنا وهذي رزقتنا
واللي الله كاتبه لنا .. احمدي ربّتس عالسّتر والعافيه بس


***


كانت مشاعل جالسةً في الصاله تراجع بعض الأرقام في دفتر
درجات الطالبات بالمدرسة , دخَلت حصه عليها وقالت : أقول
مشاعل , وش صار على علاجك انتي ؟ أشوفكم سكته انتي
وأبو حمد

تنهّدت مشاعل وقالت : خلاص .. تركنا العلاج مرّه وحده وعطينا
المستشفى حسابهم

حصه : وشو ؟ من صدقك انتي ؟ والعيال طيّب , وبعدين هماكم
قايلين انّ النتيجه مضمونه بحيل الله ؟

مشاعل : أنا مهيب فارقه معي , أكيد ودّي بالعيال ومتشفقه عليهم
بس .. بس ميزانيتنا على قدنا وهالعلاج ينهب نهب وما شفنا منّه
فايده , بعدين أنا مقتنعه ومؤمنه ان الله كاتب لي أحمل بحمل

حصه : بيني وبينتس هالفلوس اللي كنتي تدفعينها عشان العلاج
والأدويه لو تحطّينها بشي ثاني أحسن , يعني يتراوالي ان فيه
أشياء كثيره أهم .. عموماً زين سوّيتي انتس تركتيه , مصاريف
عالفاضي , وانتي كمّلتي الخمسه وثلاثين ؟ ايه باقي لتس واجد ,
ان الله كاتب بيمديك ان شالله , واذا عالعيال أبو حمد مهيب
فارقه معه ولا همّه (أتوقع يعني) بس هو ما يبيك يعني تزعلين
أو ...

مشاعل : وليه ما يهمّه ؟ أكيد يهمّه وأكيد هو بعد ودّه

حصه : عنده ولد وبنتين الله يخليهم له , وش يبي بعد بالبزارين
والغثا ودوخة الرّاس

مشاعل : هه , يعني يمكن .. , وش يبي بالبزارين والغثا

حصه : أنا موب قصدي , بس هذا الصدق

مشاعل : عادي , متعوده عليك !

رنّ الهاتف فردّت مشاعل : ألو .. هلا .. هلا يمّه وش أخبارتس
وشلون صحتس , أبد والله بخير .. ايه اليوم ندى مسيكينه طاحت
وانكسرت رجلها .. ايه ودّيناها المستشفى .. لالا بخير تطمّني ..
الله يسلمتس من الشر .. وشو هههههه .. بعدين يمّه الله يهديتس
وش مصحيتس لهالوقت ...

قالت حصّه بينها وبين نفسها : "يا مال الوجعه , لو يطيح دبوس
في بيتنا راحت علّمت أمها !" , وخرجت من الصاله


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:25 PM
***


أتت بشاير بالمرقوق الى السفرة التي توسّطها زوجها ناصر وهي وابنتها
لولوه عن يمينه ويساره , قالت بشاير : لولوه انتي بتروحين اليوم التحفيظ ,
لأن أبيك توصلين هالظرف لأم نواف اذا رحتي

لولوه : لا يمّه منيب رايحه اليوم , حاسّه نفسي دايخه شوي ومانيب رايحه ,
أنا الحمدلله ما متأخره ولا مقطع واحد .. وبالعكس متقدمه عن البنات

بشاير : الله يوفقك يا بنيّتي ويبارك فيك

قال ناصر : ايه صدق بشاير .. الأسبوع الجاي عندي سفره لدبي شوية
شغل هناك وبخلصه

قالت لولوه : صدق يبه , انت لك شغل هناك ؟

قالت بشاير : وهي صادقه بنتك , انت من متى لك أشغال بدبي ؟!

ناصر : بروح مع واحد من أخوياي عندنا شوية تجاره هناك , سيارات
نجيبها من هناك ونبيعها هنا .. وزي كذا

بشاير : على خير ان شالله


***


وضعت ندى الكرسيّ قرب دولابها اذ أنها أضاعت شيئاً واعتقدت أنه فوق
الدولاب , وبينما هي تبحث عنه انزلقت رجلها من الكرسيّ وسقطت على
الأرض وبدأت بالصراخ , أسرع جميع من في البيت اليها بعدما سمعوا
صوت ندائها وحملوها واتجهوا الى المستشفى , وبعد أن تم الكشف عليها
وأخذ الأشعة اللازمة اتضح أنّه كسرٌ في عظم السّاق وتم تجبيرها وعمل
اللازم لها , قالت حصه : سلامات يا بنيتي خطاتس الشر .. هاه وشلونتس
هالحين , أردف أبو حمد : حمدلله على سلامتس ندى بس ثاني مرّه انتبهي
لا رقيتي فوق شي .. هالمرّه ربّك ستر

قالت ندى : الله يسلمكم من الشر , .. كنت مثبته الكرسي زين بس .. بس
مدري وشلون زلقت رجلي , الحمدلله الله ستر ..

قالت حصه : اي والله الله خير حافظ يا بنيتي , بس ماعليه كلّها فتره
بسيطه وبيفكّون الجبس ..

قالت ندى : طيّب يمه والمدرسه .. بتفوتني دروس كثيره كذا , أنا خايفه
يا يمّه خايفه كسرة هالرجل تعطّلني عن الدراسه وما أجيب مجموع زين ..

حصه : هاو ندى .. الله يهديتس بتدرسين وبتجيبين مجموع زين ان شالله
انتي لا تشيلين هم ..

وفي هذه الأثناء اتصلت مشاعل على أبو حمد : هلا ابو حمد كيف ندى؟
كسر بالسّاق ! ايه ايه زين أحتريكم أنا أجل .. سلامتها مع السلامه ..

قالت حصه : هذي مشاعل متصله ؟

أبو حمد : ايه , منغرف قلبها على ندى اتصلت تسأل عنها

وبعد أن عاد الجميع الى البيت اجتمعوا في غرفة ندى , عادت ساره الى
البيت اذ أنّها كانت مع صديقاتها , سمِعتْ همهماتٍ من غرفة ندى فدخلت
لتجد أمها وأبيها ومشاعل ملتفّين حولها وندى مستلقيةً على الفراش وقبل
أن تنبس ساره بكلمة قالت لها أمّها حصه : هلا ساره , تأخرتي .. أختك
طاحت وانكسرت رجلها بس الحمدلله هالحين بخير ..

قالت ساره : من جد ! .. سلامات ندّو ما تشوفين شر , وشلون طيّب
وشلّي صار ؟!

أردفت حصه : رقت فوق الكرسي وكانت تبي تنيوَط بتاخذلها شي من
فوق الدولاب .. وطاحت عالأرض

قال أبو حمد : سويّر الساعه تسع وربع هالحين .. وين كنتي فيه ؟!

قالت ساره : يبه أنا مستاذنه منكم وقلت يمكن أتأخّر .. كنت في بيت
صديقتي غلا .. جمعة بنات وأخذتنا السواليف , أساساً كانوا ناوين
يطلبون عشا من المطعم بس أنا و وحده من البنات استاذنّا وطلعنا
ورجعت مع صديقتي مرام .. مع سوّاقها يعني

لم يتكلّم أبو حمد , قالت مشاعل : طيّب بروح أحط لكم العشا , ندى
اذا ما تقدرين تقعدين معنا عالسفره بالصاله يجيك العشا هنا


***


اتصلت ساره بمازن وسرعان ما ردّ عليها وأتى صوته : ألو هلا

ساره : السلام عليكم

مازن : عليكم السلام .. هلا بهالصّوت

ساره : هلا فيك والله

مازن : وش أخبارك

ساره : تمام , انت كيفك طمّني عنّك .. وشلون الشغل

مازن : كللش تمام

ساره : زين , المهم , فكّرت بالموضوع اللي قلت لك عنّه وقررت ؟

مازن : وشو ؟

ساره : لا تسوّي نفسك ناسي , همانا متفقين انّك بتتقدّم لي ؟

مازن : آها , يا ساره .. يا ساره انتي من جدك ؟ , الموضوع أكبر
من اللي تتصورينه وبعدين أنا ما أدري ليه هالإلحاح

ساره : لا الحاح ولا شي , وبعدين ليه أكبر من اللي أتصوره ؟

مازن : يعني الموضوع صغير ؟

ساره : ايه صغير

مازن : ممكن يكون صغير لو افترضنا انّه بكل بساطه أبوك بيرفض
وبيكحتني وبطيح من عينه !

ساره : مازن وبعدين ! , قلت لك لا تستبق الأمور , وبعدين حنّا صدق
قبيليّين بس زي مانت شايف على قد حالنا وحالتنا الماديّه متواضعه ..
يعني قبيليّين بس على قد حالنا وأنا قلت لك هالكلام كثير .. يعني
يمكن يرضون !

مازن : مادري .. مادري شقولّك ساره

ساره : عط أبوي خبر انّك بتجي وتعال .. تعال صدق بتجي لحالك ؟

مازن : هذا اذا جيت , أكيد لحالي , لا أبو ولا خوال ولا عمام ..
يمكن عبدالله أجيبه معي ! , زي مانتي عارفه لي قرايب من بعيد
هذا اذا سمّيتيهم قرايب و وين هم فيه بقلايع وادرين , عايلتنا
صغيره مرّه وماعرف أحد ..

ساره : عادي ولا يهمّك , منت أوّل واحد يجي يخطب لحاله

مازن : قلت لك , اذا جيت !

ساره : مازن !

مازن : ساره !

ساره : يووه

مازن : هههههه من جد يا ساره شرّ البليّه ما يضحك !

ساره : وبعدين ؟

مازن : ولا قبلين , ساره .. عن اذنك لازم أقفّل بكره وراي دوام
والوقت تأخر

وبعد تنهيدةٍ من ساره قالت : أوكي ..

مازن : يعني تسمحيلي أقفّل ؟

ساره : ههههه .. ايه , باي حبيبي

مازن : مع سلامه , تصبحين على ألف خير


***


اقتربت سَفرة ناصر الى دبي كما قال , كان قد رتّب شنطته بنفسه
و رزمها و وضعها في زاوية الغرفه , لم تعتد بشاير التفتيش بين
أغراض ناصر ولكن لم تعلم ما الذي دفعها لفتح الشنطة , فتحتها
فوجدت بها ملابس ملوّنه "سبورات وأشياء كاجوَل" و لا تناسب
سفرة عملٍ الى دبي أبداً ! , وبينما هي تفتّش وجدت علبتي دواءٍ كان
واضحاً أنّ ناصر قد وضعها بشكلٍ وكأنّه قد خبّأهما , كانت الكتابة
عليها بالانجليزي وبشاير لا تتقن الانجليزيّة بتاتاً , أخذت تقلّبها
وكانت مصرّةً على معرفة ما هاتان العلبتان ؟ , فكّرت في نفسها
وتذكّرت أن أختها مشاعل آتيةٌ اليها بعد نصف ساعه ومشاعل
ممتازةٌ باللغة الانجليزيّة وسوف تريهما لمشاعل

أتت مشاعل في الوقت المحدّد , استقبلتها بشاير بابتسامةٍ : هلا
هلا مشاعل , وش أخبارك .. تفضلي

مشاعل : بخير عساك بخير .. مشكوره , انتوا شلونكم

بشاير : والله تمام , اتصلت عليك أمّي ؟؟

مشاعل : ايه اتصلت أمس

بشاير : وشلونها عساها أحسن ؟! , أنا اتصلت بس ما ردّت

مشاعل : تقول بخير لا تحاتون , الضغط والسكر صاعد نازل
عندها .. والمشكله انها ما تحب أحد يحاتيها وزي ما تقولين
يقلق عليها .. هي بطبعها ما تحب تشغل أحد

بشاير : اي والله صدقتي , أمي غريبه ساعات تحس اذا انشغلنا
فيها وخفنا عليها انّها مثقله علينا وماخذه من وقتنا !

مشاعل : هذي أمي وحنا عارفينها , المهم منتي ناويه تضيفيني ..
تشرّبيني شي ؟؟

بشاير : ايه هاو فشله نسيت ههههه دقيقه أجيب الشاهي ..
ومسوّيه لتس كيكة موس بيتيّه تاكلين أصابعك وراها

مشاعل : طيّب نشوف !

وبعد أن عادت بشاير : تفضلي .. سمّي

مشاعل : مشكوره ..

بشاير : ايه صدق مشاعل .. شوفي هالأدويه لقيت ناصر لافزهم
بالشنطه وأموت وأعرف أدوية وشو ؟؟ شكلهم غريب وأوّل مره
أشوفهم ؟!

مشاعل : عطيني أشوف .. أمممم ههههه , .. بشاير ؟!

بشاير : نعم ؟!

مشاعل : وهـ واخزياه , مادري بس الظاهر ناصر ما ودّه يقصر
عليتس بأي شكل من الأشكال ههههه

بشاير : وشلون يعني مافهمت ؟!

مشاعل : مدري وش أقول لتس .. ههههه الظاهر استحا يوريك
اياهم .. هذولي .. والله والله أستحي .. مقوّيات , مقويّات جنسيّه !

بشاير : وشو , مقويّات جنسيه !!

مشاعل : ايه .. بشاير , بشاير وش فيك ؟؟

بشاير : لالا .. ولا شي


***


أسرعت حصه الى الهاتف عندما سمعته يرن : ألو ؟

حمد : السلام عليكم , هلا يمّه

حصه : عليكم السلام هلا هلا بوليدي حمد

حمد : تسمعيني زين يمّه

حصه : ايه , وشلونك يا ولدي وشلون أمورك

حمد : كل شي تمام يمّه , انتم وش علومكم ؟؟

حصه : حنّا بخير دامك بخير تطمّن

حمد : الحمدلله , أبوي حولتس يمّه ؟

حصه : لا والله أبوك طالع , المهم .. انت وشلونك موب
ناقصك شي ؟

حمد : لا يمّه أبد ..

حصه : انتبه لنفسك انت بس ولا تنسى كل شي وصّيناك
عليه ما أبي أعيد الكلام يا ولدي وانت عارف ..

حمد : تطمّني يا يمّه , يللا أجل سلّمي ..

حصه : يبلغ ان شالله ..

حمد : مع السلامه

حصه : مع السلامه يمّه في حفظ الله ..

أخذت حصه تفكّر في حال ابنها حمد , وحمد عمره اثنان وعشرون
سنه ويدرس في جامعة الملك فهد للبترول في المنطقة الشرقيّة
ويعيش هناك بعيداً عن أهله

وبعد نصف ساعة , قال أبو حمد : حمد متّصل ؟ , وشلونه شخباره
وش يقول وش مايقول

حصه : أبد والله يقول كل شي تمام تطمّنوا أهم شي انتوا طيبين ..
و وجاب لي طاري الفلوس , يقول محتاج فلوس

أبو حمد : ايه .. فلوس , خير ان شالله برسل له مبلغ بأقرب وقت ..

وبعد قليلٍ دخل عبدالمحسن ومشاعل الغرفه , وبينما أبو حمد يغيّر
ملابسه ومشاعل جالسة عند طرف السرير , قالت مشاعل : أقول
عبدالمحسن , وش رايك نرسل الفلوس لحمد ونقول له هذي منّي ..
ممكن أرسل له مبلغ وبعدين انت عارف أنا وش قد أعز حمد ..
وبعدين .. بعدين أنا ودّي أرسل له مبلغ ..

أبو حمد : مشاعل أنا عارف وش قصدتس , أنا أبوه وأنا اللي
لازم اصرف عليه , وبعدين من قال لتس انّي محتاج , واذا احتجت
أكيد بطلب منتس ومنتي مقصره , بس ماعليه خلّي فلوستس وانتي
ترا منتب ملزومه

مشاعل : صدقني يابو حمد ودّي هالمرّه تجي الفلوس منّي عشان
يحس حمد ان كلّنا واقفين معاه .. وانت أكيد بترسل له بعدين

أبو حمد : لا هالمرّه ولا غيرها , ماتقصرين يا مشاعل وزي ما
قلت لتس اذا احتجت بطلب منتس وأكيد ما راح تقصرين


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:26 PM
***


طرقت حصه الباب على مشاعل التي كانت جالسةً أمام المرآة
تمسح مكياجها , حصه : أدخل ..؟

هزّت مشاعل رأسها بإيماءة , أقفلت حصه الباب وأردفت : ودّي
أتكلّم معتس شوي ..

مشاعل : خير , قولي

حصه : شوفي مشاعل .. أبو حمد كم راتبه ؟!

مشاعل :.. خمس آلاف تقريباً .. ليه ؟

حصه : وعنده مصدر دخل ثاني ؟

مشاعل : لأ , بس وش هالأسأله .. وش الطّاري يعني

حصه : اسمعيني , انتي تدرين ان أبو حمد دخله ضعيف وقاعد يصرف
على بيت كامل , وهالخمسة آلاف يالله تكفّي فواتير الكهرب والمويه
والتليفون والجوّال والمقاضي .. مقاضي البيت يعني .. أنا أقول ليه
ما تصير مقاضي البيت عليتس كلّلها ؟ , ماشالله رابتس زين والحين
انتي شايفه .. تدخلين السوبر ماركت تعبّين العربيّة يطلع حسابتس
سبعميّة ريال ولا ثمنميّة ريال ! , يعني بالشهر الواحد الأكل والشرب
لحاله بحدود ألفين ونص ريال يعني تقريباً نص راتبه ..

قالت مشاعل : يا حصه صدقيني أنا قلت له , خلّ لوازم المطبخ
ومقاضي البيت علي .. أنا أروح كل أسبوع السوبرماركت مع سوّاق
أمي وأتقضى وأشتري كل شي .. بس هو عيّا , يقول أنا رجال البيت
وأنا اللي لازم أصرف .. بعد أبو حمد وانتي عارفته .. عزيز نفس
وما يحب ان حرمه تصرف على بيته أيًّا كانت ..

حصه : أنا قلت له كذا بعد , أقصد قلت له من كم يوم بصراحه انّي
كلّمت مشاعل و وافقت ان أغراض المطبخ والأكل والشرب كلّه
يصير عليها هي .. عسى ما قال لتس بالموضوع ؟!

مشاعل : لأ ما قال لي .. طيّب , وش رد عليتس ؟؟

حصه : ايه أشوى ما قال لتس .. عشان ما أطلع في عينه كذّابه
لأنّي قلت له انّي مكلمتها وقاظيه .. موب راح أكلّمها , وش قال بعد
.. عيّا ! , يقول لأ ما أرضى , أبو حمد ساعات مدري كيف يفكّر .. ,
لا حول ولا قوة الا بالله .. يكسر خاطري ساعات , ما كمّل دراسته
واشتغل بوظيفه بسيطه وكان هاقي ان الأمور بتتحسّن .. أثاريها كل
مالها وتصير أسوء ..

مشاعل : ما كان يحب الدراسه وزي ما قلتي كان متوقع انّ وضعه
بيتعدّل بس المسيكين خانّه الحظ !

حصه : المهم هالحين وش قلتي بسالفتنا .. مشاعل لازم تسوّين شي !!

مشاعل : طيّب قولي لي وش أسوّي , هذا انتي كلمتيه وما وافق ..

قالت حصه بانفعال : يا ربّي وش هالحاله .. وش هالحاااله !!

قالت مشاعل : اهدي يا حصه .. لا يسمعتس

قالت حصه بعصبيّة : هذا انتي صار لتس فوق الأربع سنين
عايشه معنا وشايفه حالتنا .. النّاس تسافر تروح دبي .. تروح
مصر ولا تركيا ولا بيروت .. وحنّا الدمام كل خمس سنين
نروح لها مرّه ! , النّاس تلبس وتكشخ ماركات ومدري وشو ..
وحنّا بخلاقينّا تسن حنّا شغالات !

قالت مشاعل : يا حصه هذي حالتنا .. وانتي منتب غشيمه
وعارفه البير وغطاه .. حنّأ على قد حالنا

قالت حصه بعصبيّة وألم : ولو ! , أنا مهما كان انسانه ولي
مشاعري وأحاسيسي .. لا لبس زي النّاس لا بيت زي النّاس
لا عيشه زي البشر والعالم ! , شوفي بيتنا تسنّه عزبة هنود !! ,
أنا حتى عروس وعزايم بالسنين الأخيره ما صرت أروح ..
لأنّه لازم أشتري فستان وأحط مكياج وأسوّي شعري وألبس
صندل ولا جزمه كشخه .. وما أقدر أسوّي هالأشياء طبعاً
لأن ما عندنا فلوس ! , بنتي هاللي طايحه بتسبدي فوق الخمس
سنين من تخرّجت من الثانويه ولا أحد فكّر يخطبها .. موب
لازم أروح فيها العروس والعزايم عشان يشوفونها النّاس
ويخطبونها ؟!!

قالت مشاعل : اهدي يا حصه ولا تعصبين .. وبعدين
بنتس ساره بيجيها نصيبها ان شالله

قالت حصه : يا ربّي هذي مهيب عيشه .. كل شي
محسوب علينا بالحسره !!

ابتسمت مشاعل لحصه محاولةً تهدئتها والتّخفيف عنها ,
قالت حصه : أنا بعد .. أنا بعد ما عندي سالفه جالسه
أشكيلتس !

قالت مشاعل بابتسامة : شكيتي لضرّتس ما شكيتي
لغريب !

قالت حصه : تنكتين !

قالت مشاعل : لا والله موب قصدي ..

قالت حصه بعصبيّه : أووه أروح غرفتي أحسن ..

خرجت حصه وجلست مشاعل تفكّر بينها وبين نفسها :
"عزت أفهمك يا حصه .. عجزت !"

نظرة الحب
10-28-2010, 02:26 PM
***


كان أبو حمد وحصه في غرفتهم , قال أبو حمد : أكمّل لتس
السالفه , أنا من اليوم ورايح أبدخل لعالم هالأسهم وبقعد أربع
وعشرين ساعه مقابلن هالشاشه وعندتس جارنا أبو مطلق
خبره في ذالأسهم وهو بيعلّمني .. كود ربّتس يرزقني وتبطلّين
من التشكّي وذي مهيب عيشه وذي مهيب حاله !

حصه : انت من صدقك .. وانت وش عرّفك بالأسهم ؟

أبو حمد : يا بنت الحلال يعني هالناس اللي تشوفينهم كلّهم
خبره ويعرفون , وبعدين حنّا مع العالم .. ادعي لي بس

حصه : الله يوفقك يا رب .. ترا حتى أنا ..

أبو حمد : انتي وشو ؟

حصه : أخوي بدر شار علي بمشروعن زين ويقول انه يدر
ذهب ..

أبو حمد : وشو ؟ مشروع ؟! , أخوتس ذا لو يعرس ويفكّنا
من أفكاره بس ومشاريعه أزين

حصه : هو بيصير شريك معي ويقول عنده فلوس وأنا علي
ادارة المشروع والاشراف عليه

أبو حمد : يعني انتي ما تدفعين شي ..

حصه : وأنا من وين لي ! .. أكيد منيب دافعه شي

أبو حمد : والله فاجأتيني , بس أخاف يوهقنا أخوتس
ذا معه

حصه : وانت ليه دايم طايح من عينك بدر ؟

أبو حمد : لاهوب طايحن من عيني ولا شي , لكني أبخص
باخوتس ذا من يومه صغير , وأخاف يوهقنا

حصه : اللي يسمعك يقول فتحنا المشروع خلاص , حنّا
للحين في طور التفكير

أبو حمد : الله يستر منكم ومن طوركم بس هههههه


***


أتى موعد سفرة ناصر الى دبي , ودّع زوجته وابنته وداعاً يملؤه
البرود وكانت ابنتهم لولوه بعباراتها الجميله تلطّف الوداع البارد ,
بشاير ملأتها الشكوك والظنون ولم تكن مطمأنّة أبدا , اتصلت
بجارتها أم مشاري وطلبت منها أن تطلب من ابنها (الذي يعمل
في المطار) أن يأخذ اسم زوجها (ناصر أحمد ناصر) ويرى متى
ستكون رحلته وأين وجهتها , وتحجّجت بشاير عند أم مشاري بأن
السفرة كانت مفاجئه وناصر أقفل جوّاله وهي كانت نائمه لذا لم
تستطع محادثته قبل السفره , وبعد وقتٍ أتى صوت أم مشاري من
السماعةِ : ألو . هلا بشاير .. رجلتس رايح بانكوك تايلاند يعني ,
وطيّارته الساعه سبع ونص .. هذا على كلام ولدي مشاري

بشاير : متأكده يام مشاري طيارته لبانكوك والساعه سبع ونص ؟!

أم مشاري : ايه ..

بشاير : طيّب الله يعافيتس اسألي ولدتس .. الرحله تمر بمحطات
غير بانكوك ؟!

قالت أم مشاري : لحظه .... يقول لأ , الرحله لبانكوك رأساً مافيه
محطات توقف فيها الطياره , وهو شاف اسم رجلتس كامل .. الا
معقوله ما قالتس وين بيروح ؟!

بشاير : هاه ! .. قال لي رحلة عمل بس نسيت يعني .. , مشكوره
يا ام مشاري أشغلتس معي

أم مشاري : العفو يا وخيتي , لا وشدعوا ما سوّينا شي , يروح
ويرجع بالسلامه ان شالله

-الله يسلمتس مشكوره مع السلامه .. الله يسلمتس هلا

لم تجد بشاير تفسيراً للذي يحدث !! , قال لها بأنّه سيذهب الى
دبي وهو الآن متجه لبانكوك !! , ليس لها الا أن تنتظره حتى
يعود وتَرى ما هو الموضوع بالضبط ! , اذ أنّه لا يتّصل نهائياً
اذا سافر


***


خرجت ندى من غرفتها متكأةً على عكّاز بسبب رجلها المكسورة ,
كان سبب خروجها هي تلك الأصوات التي سمعتها , كانت الأصوات
آتيةٌ من غرفة سارة وبابها مفتوح , دخلت ندى غرفة سارة فوجدت
أباها واقفاً أمام سارة وهو يصرخ ويأشّر بسبّابته وحصه تحاول
تهدأته وساره شبه باكية , كان أبو حمد يقول : اسمعيني يا بنت ..
لا تخلّين الشياطين اللي في راسي تطلع ! , أنا ما أدري ان تسان
بينتس وبينه شي ولا لأ , بس هذا هو جا تقدّم لتس وأنا رفضه
وردّيته , شيليه من راستس أحسن لتس ولا ترا بتشوفين شي
ما عمرتس شفتيه !!

حصه : انت وش فيك يابو حمد , هالحين من قال ان بينها
وبينه شي !؟

قالت ساره : خلاص يا يبه خلااص ! ما بينه وبيني شي
استريح تطمّن !

أبو حمد : أجل وش فيتس زعلانه هاه ؟! , وليه هالدموع كلّها
وباين ان عندتس علم بجيّته ؟!!

ساره : أنا زعلانه ! , طيّب ليه ردّيته أنا ما أشوف فيه شي ؟!

أبو حمد : هذي اللي بتخلّيني أذبحها , اسمعي أنا باخذتس على
قد عقلتس وبحاول أهدّي نفسي , انتي أكيد شايفته بالحاره مرّه
بالصدفه , شفتيه مزيون واطخم وهذا اللي هامّتس ! صح ولا لأأ
ولوا يلوي رقبتس ؟؟!!

ساره : لأ , موب صح ..

أبو حمد : مازن ذا خضيري , لا نعرف له أصل ولا فصل
يعني ! , حتّى لو فيه كل شيٍ زين ومابه عذروبٍ واحد أكيد
بردّه !!

حصه : خلاص يابو حمد هي فهمت , مافيه داعي كل
هالعصبيه ..

أبو حمد : بعدين هالمازن ذا ما يستحي , ما ينتخي ! جاي
بكل قواة عين يخطب وهو يدري اننا قبيليّه !؟

حصه : ماعليه يابو حمد ترا بعده بزر وش فهّمه .. وبعدين يمكن
شافنا على قد حالنا قال هذولي أكيد بيوافقون !

أبو حمد : يبطي عظم أوافق !

وبعد خروج أبو حمد من الغرفه وندى التي لم تنبس بأيّ كلمةٍ ,
أقفلت حصه الباب لتصبح هي وساره في الغرفة لوحدهما
وقالت : ساره يا بنيتي .. أنا ما أدري ان كان صدق بينك وبينه
شي , عموماً هذا مهوب موضوعنا , يمكن انتي شفتيه مرّه
بالصدفه , حلو ومزيون وانجذبتي له .. بس هذا موب معناته
يتقدّم لك ويخطبك و و الخ ! , مازن ذا خضيري لا نعرف أصله
ولا فصله , وحنّا حتى لو كانت حالتنا الماديّه متواضعه نبقى
قبيليّين ولنا أصلنا , وبعدين السالفه ماهي مقتصره علي وعليك
وعلى ابوك وعلى مازن وبس ! , فيه ناس حولنا , حنّا موب
عايشين في كوكب لحالنا , وأبوك لو رضى قرايبه البعيدين ما
بيرضون وبيوقفون بوجهه لو دروا وأكيد راح يقاطعونه , ما
سألتي نفسك خالك وش بيقول , مشاعل وأهلها وش بيقولون عنّنا ,
الناس كلها وش بتقول ؟! , هالشي ما صار عند غيرنا عشان
يصير عندنا , زي ما قال أبوتس ان كان في خاطرتس شي
لمازن شيليه ترا صدقيني مهوب صاير , وانتي بكيفتس عاد
يا بنيتي ..

ساره : خلاص يمّه خلاص .. خلّوني بحالي ولحد يدخل علي ..

حصه : ان شالله ..


***


بِتردّدٍ كبير التقطت ساره الجوال واتصلت بمازن , أتى صوته
من الجهة الأخرى بعد انتظارٍ طويل قائلاً : ألو ..

ساره : ألو .. هلا مازن .. كيفك؟

مازن : يعني .. ماشي الحال

قالت ساره وهي تبكي : يا مازن .. اهئ اهئ ترا .. ترا من جد
ما كنت متوقعه هالشي يصير ! , وربّي .. وربّي أنا ندمانه اني
قلت لك تجي بس .. بس آسفه , بليز حاول تفهمني ..

مازن : اذا ما كنتي متوقعه هالشي يصير أنا متوقع ونص ! ,
خلاص حاسّ ان مالي وجه أحط عيني بعين أبوك ولا أخوك
حمد اذا رجع , فاهمك يا ساره فاهمك

ساره : طيّب والحين ؟

مازن : الحين , مادري .. ماني عارف وش بنسوّي هالحين ,
زواج مستحيل , وان كان فيه أمل من قبل هالحين راح !

ساره : وانت .. حاس ان اللي قاعد نسوّيه غلط , زي ما
قلت لي ؟!

مازن : ايه يا ساره , هالمكالمات أو بالأحرى هالحب ما
عاد يفيد , وزواجنا من بعض مستحيل

ساره : يعني ؟

مازن : يعني خلاص .. نترك

ساره : نترك ؟!

مازن : اي يا ساره نترك بعض لأن علاقتنا زي ما تقولين ما
منها جدوى و .. و غلط !

قالت ساره بخوف : يا مازن , يا مازن لانتسرّع .. بليز
لانتسرّع

مازن : أوكي .. أوكي أوكي ! ما نتسرّع , حتى أنا أقول
لا نتسرّع ونفكّر للمرّه الأخيره

ساره : المرّه الأخيره ؟ ما أحب هالكلمه .. أحسها ..

مازن : ولا أنا أحبها , بس شكلنا بننجبر عليها !


***


اقتنعت حصه بالمشروع الذي اقترحه عليها أخوها بدر , أخذت
قرضاً من البنك وأعطته كلّ ما لديها تقريباً وبعد بحثٍ منه ليختار
أحسن موقعٍ للمشغل تمّ اختيار الموقع , كان مشغلاً صغيراً نوعاً
ما في أحد الأحياء العاديّة , لم تدّخر حصه جهداً في استقدام
الكوافيرات وتوفير الأجهزة والأشياء التي تلزم المشغل وعمل
الدعايات اللازمة لمشغلها هي وأخاها بدر

دخل أبو حمد المقلّط ليجد حصه وبدر منكبّين على بعض
الأوراق وبدر يتحدّث ويشير بجواله وحصه تستمع , قال
أبو حمد : سلام عليكم .. النسيب عندنا اليوم يا حيّا الله
من جا

بدر : الله يحيّيك ويسلمك يابو حمد

أبو حمد : هاه أكيد انكم مندوشين من ذالمشغل هههه

قالت حصه : اي والله قلبت راس , وكلّه كوم والكوافيرات
والموظفات كوم ثاني , الفلبّينيّات مقدورٍ عليهم بس أبي
اللي تمسك لي الشغل كلّه .. وهاللبنانيّه رزان تبي راتب
عالي من البداية , عاد مدري يقولون المغربيّات أزين ؟

بدر : هالحين رخصة المحل وش بنسوّي بها ترا للحين
شغل البلديّه ماخلص , وبعدين تعالي .. وش بنسمّيه ؟
على اتّفاقنا (زهر الأقحوان) ..؟

قال أبو حمد : يالله أجل أخليكم أنا لا تقلبون راسي
معكم .. بدر حيّاك عندنا تعشّى معنا؟

بدر : لا تسلم يا أبو حمد شوي وبمشي مستعجل والله ..


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:27 PM
***


دخلت مشاعل غرفتها , غيّرت ملابسها ونظّفت وجهها
ورفعت شعرها الى الأعلى وأخذت تنظر الى وجهها
الشاحب في المرآة , نعم .. انّه شاحبٌ قليل الجمال ,
ولكنها منذ أن كانت صغيرةً لم تكن جميله , حتى
أبو حمد لم يتزوجها على حصه لأجل جمالها وحسنها
ودلالها , عاشت أيّاماً سوداء كثيره .. كانت حصه
تضايقها كثيراً وتتعمّد اغاظتها بالكلام والأفعال ,
وكانت مشاعل لا ترد عليها ولكنّها تتألّم من الداخل ,
ولكنّ كل هذا انتهى الآن وأصبحت الأمور طبيعيّه ..

فكّرت مشاعل في جميع هذه الأشياء وهذه الذكريات ,
وفكّرت أيضاً بحالها الآن , لم تُرزق بطفلٍ حتى الآن
ونسبة حملها ضئيلةٌ جدًّا وقد توقفت عن العلاج منذ فترةٍ
نظراً لتكاليفه الغالِيَة , من سيحملها ويهتمُّ بها غداً اذا
كبرت وأخذت منها السنين ؟! , كانت مؤمنةً بقضاء الله
وقدره , وكانت في كلّ سجدةٍ تدعو الله , تدعوه من كلّ
قلبها : "اللهم ارزقني بالذريّة الصالحة" , قطع عليها
هذه الأفكار دخول أبو حمد للغرفة قائلاً : هاه وش فيها
شعّولتي كنّ الوجه منقلب

مشاعل : هه , لا أبد , بكره وراي شغل كثر شعر راسي
بالمدرسه .. وبس

حمد : ايه .. , دريتي عن مشغل حصه وأخوها بدر ؟!

مشاعل : ايه , دريت , الله يوفقهم , وزين بتشغل نفسها
بهالمشغل , وتنشغل عنّي بعد

أبو حمد : ههههههه تنشغل عنّتس , مادري بس أنا أشوف
ان حصه خلاص .. عقب أكثر من أربع سنين على زواجي
منتس أحسّ انها تعوّدت وصار الوضع عندها عادي ..

مشاعل : يعني .. أكيد موب زي أوّل شهور زواجنا ..
تغيّرت كثير وعلى ما يقولون : السنين تنسّي اللي
ما ينسّي , وبرضو تغيّر اللي ما يتغيّر !


***


نظرت بشاير الى (الرّوزنامة) لتتأكّد من التاريخ , نعم انّه
يوم وصول ناصر من السفر , كان قد قال للولوه بأنّه عند
الساعة السادسة على أبعد تقدير سيكون في مطار الرياض ,
عائداً من دبي أم من غيرها ! , مرّت الساعات وقبل
السادسة بقليل دقّ هاتف البيت لترد بشاير : ألو

ناصر : ألو هلا بشاير .. الله يسلمتس ايه .. ايه توني
طالع من مطار الملك خالد .. خلاص ايه مع السلامه هلا ..

أقفلت بشاير السماعه وأخبرت لولوه أن والدها في طريقه
الى البيت , دخل ناصر البيت بالثوب والشماغ وفي يديه
شنطتان كبيرتان , لم يخلو سلامه على لولوه من الحراره
أمّا بشاير فقد كان بروداً متبادلاً , أحسّ أن في عينيها شيئاً
غريباً , أحسّ أنّها تعرف شيئاً .. لم تكُن بشاير نفسها ! ,
دخلا الغرفة معاً وأغلقت بشاير الباب وأقفلته , بدأ ناصر
بالحديث وهو يخلع ثوبه وشماغه ويضع الشنط : أوفف ,
سفره متعبه .. بس الحمدلله خلّصنا شغلنا , والله دبي ذي
تحسّين من جد ديره ! عمارات ومشاريع وتطوّر ما كأنّنا
في بلد عربي ..

بشاير : ايه , دبي حلوه ! , أهم شي انّك انبسطت وقضّيت
شغلك .. تبي تنام الحين صح ؟ أخلّي لك الغرفه أجل ..

ناصر : لحضه .. بشاير

بشاير : نعم ؟

ناصر : أ .. لالا خلاص .. عسى الفلوس اللي تركتها لكم
كفّت ؟ .. عسى ما اعتزتوا شي يعني ..

حصه : تطمّن , كفّت وما احتجنا شي , وكل شي كان تمام

خرجت بشاير من الغرفة والأفكار تتقلّب في رأسها


***


اغرورقت عينا ساره بالدموع وأخذت تجهش محتضنةً مخدّتها ,
لم تعتقد يوماً بأنّ نهايتها مع مازن ستنتهي بهذا الشكل , فبعد
اعتذاراتٍ كثيرةٍ منه أخبرها بأنّه سوف يتركها وسوف يغيّر
رقمه ومن الممكن بيته أيضاً ! , كان كلامه منطقيًّا وكانت تعلم
أنّ حبّهما لن يؤدي الى نتيجة , ولكنّها قرّرت أن تكون أقوى ,
نعم أقوى ! , مثلما استطاع هو أن ينسى ويتركها هي أيضاً
ستنسى وتتركه واقتنعت بأنّ الذي بينها وبينه لا يستحق كلّ
هذا البكاء والندم , فقد كان مجرّد اعجاب وبضع مكالمات !!

دخلت عليها ندى وقالت : وش فيك ساره .. تصيحين ؟!!

ساره : لا ما فيني شي

ندى : عيونك حمرا وباين كنتي تصيحين .. عشان مازن
صح ؟ ولا في شي ثاني ؟!

ساره : هه , مازن يا مازن ! , العاده البنت اللي تتهرّب من
الرجل وهو اللي يلاحقها ويذبح نفسه عليها وأنا بصراحه
ماني مستعدّه أقلب الآيه ! , اذا هو مستعد يتركني وينسى
أنا بعد مستعدّه وأكثر وما همّني ترا ..

ندى : من قلبك هالكلام ؟

ساره : موب مهم , المهم انّي بنساه وخلاص زي ما قال
هو علاقتنا ما منها جدوى وغلط ومستحيل نتزوّج !

ندى : خلاص لا تشغلين نفسك وبكره بتلقين اللي أحسن منّه

ساره : انتي وش أخبار دراستك ؟

ندى : أوكييشن كلش تمام

ساره : زين كل شي تمام , موب تصيرين خايبه مثل أختس ,
ادرسي وشدّي حيلك يا ندى ترا ما ينفعك الا شهادتك

ندى : وش عندها مواعظ ونصائح خخخخ الظاهر فراق مازن
بدا تأثيره ههههه , تخيّلي عاد بكره تقلبين علينا وتصيرين
مطوّعه زي لولوه ذي بنت بشاير أخت مشاعل ما غير
محاضرات ودروس وتطيّحين بدار تحفيظ القرآن معها
وتقعدين تقصّين عليهم قصة حبّتس ونهايتها البائسه قدّام
البنات عشان يعرفون ان الحب مهلكه خخخخ

ساره : بايخه ترا هاه , تعالي صدق لولوه ذي وش أخبارها ؟
للحين تمشي مع الدلخات ذوليك ؟

ندى : خخخخ دلخات وبس , انتي لو تشوفين قعدتهم بااايخه
وسوالفهم تبط الكبد وحده صديقتي أختها معهم بالدار الخيريّه
حقت تحفيظ القرآن ذي , رحاب تتذكرينها .. قلت لك عنها

-ايه ايه تذكرتها , اسكتي خلاص لا تسمعنا مشاعل نحش
ببنت أختها , في بيتنا حتى لو تسولفين بوسط الدولاب
بينسمع صوتك ! , قولي لي وش سالفة فتو اللي قلتي عنها ؟!

وأكملوا حديثهم "وسواليفهم"


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:28 PM
أخذ مازن يُفكّر في موضوعه مع ساره , صحيحٌ أنّه أحبّها
ولكن ليس بذلك القدر الكبير ! , وتذكّر أنّها هي التي ركضت
وراءه في البداية , عليه أن ينساها وبالتأكيد سوف ينساها
ويلتقي بغيرها , نعم سوف يلتقي بغيرها ويتزوّج غيرها ,
فتاةً من ثوبه فقد قارب الثلاثين وعليه أن يتزوّج , نعم يتزوّج
فتاةً وبالتأكيد ليست ساره ! , ولكن ماذا عن ساره ؟ بالتأكيد
سوف تحزن كثيراً اذا ما علمت بزواجه , ولكنّها هي الأخرى
سيأتيها نصيبها وتتزوّج , نعسم سوف تتزوّج شخصاً ,
وبالتأكيد ليس مازن !


***


كانت ساره وغلا جالستان في أحد الكافيهات , قالت غلا : أممم ..
يعني انتوا خلاص تركتوا بعض ؟

ساره : قلت لك تهاوشنا وتركنا بعض , أساساً أنا الغلطانه اللي
ضيّعت وقتي مع واحد زي ذا ..

غلا : أوبس أوبس ! وش ذا سبحان مغيّر الأحوال وين كلامك
عنّه قبل ووين راح الغرام كلّه خخخ

ساره : قلت لك كنت زي ما تقولين .. مخدوعه فيه !

غلا : ماعليك بس ولا يضيق خلقك من زينه أساساً يكفي الفرق
اللي بينك وبينه واحد لا أصل ولا فَصل ما يسوى ظفرك !


***


قرّرت بشاير أن تفاتح ناصر بالموضوع , لِتعرف ما هو موضوع
هذه السفرات , ومن دون مقدّماتٍ بادرتْ بالحديث قائلةً : أقول
ناصر هالحين انت بس رحت دبي ؟

ناصر : أنا !؟ .. ايه بس دبي

بشاير : طيّب .. طيّب ورني جوازك شوي , جوازك وينه ؟

ناصر : جوازي ؟! , ووش تبين فيه ؟

بشاير : لا أبد .. بس بشوفه شوي

ناصر : هاه !

بشاير : انت ما كنت في دبي صح ؟

ناصر : وشو ؟!

بشاير : ايه ما كنت في دبي انت كنت في تايلاند رحت لبانكوك
صح ؟! , ليه كذبت علي وقلت انّك بتروح دبي و وش مودّيك
لبانكوك أساساًَ !!

ناصر : انتي .. انتي وش تخربطين , أي بانكوك و وش جاب
طاري بانكوك ؟!

بشاير : انت كنت في تايلاند ما كنت في الامارات , مافيه
داعي تكذب ولو انّك صادق ورني جوازك هالحين !!

ناصر : انتي وش بلاتس اليوم ؟! , بعدين .. بعدين ايه أنا
كنت في بانكوك عندي شغل هناك وما .. ما رحت دبي !

بشاير : طيّب ليه ما قلت لي انّك بتروح بانكوك ؟!

ناصر : خفت .. خفت يعني تسوّين لي سالفه ووش عندك
في بانكوك ووش مودّيك لذالديره وقلت لك دبي وبعدين وش
فرقت معتس انتي ..

لم تعرف بشاير ماذا تقول و وجدت أن نقاشهما بلا جدوى ,
خرجت من الغرفة وتركتْه


***


تمّ افتتاح مشغل حصه وبدر (مشغل زهر الأقحوان) كان عاديًّا
من الخارج ولكنه رائعٌ جداً من الدّاخل اذ أنّ حصه اشتغلت
عليه كثيراً وحاولت أن تجعله بأحسن صوره , لم يكن هناك
حفل افتتاح أو شئٌ من هذا القبيل وكان من أكبر المستفيدين
ساره وندى اذ لم يبقَ شئٌ في المشغل الا واستخدموه واستفادوا
منه ! , وكان الكل سعيداً بافتتاح المشغل

دخل أبو حمد الصالة ليجد حصه وندى بقربها تدرس , قال
أبو حمد : هاه أم حمد وشلون المحل عسى شغلكم ماشي ..

حصه : وهـ بس يابو حمد ما صار لنا أسبوعين من فتحناه
ههههه بعدين هماك أمس سائلني نفس السؤال ؟

أبو حمد : ههههه ايه بعد حلال مرتي وبتطمن عليه ومابي بدر
هو اللي يمسك الشغل وانتي ما تدرين عن شي ..

حصه : هاو أبو حمد وش هالكلام ؟! , وبعدين أنا اللي ماسكه
كل شي , مشغل نسائي وسوالف حريم بدر وش عرّفه فيها ؟

أبو حمد : ايه زين .. هاه ندى وشلون المذاكره ؟

كانت حصه تفكّر بينها وبين نفسها كيف هي حالتهم الماديّة ,
وضعت هيَ "الكم ألف" كلّ ما لديها بلا استثناء في المشغل
ويبدو أنّ المشغل (ما راح يجيب همّه!) اذ أنّ الزبائن قليلون
جداً والربح أقل والتي كانت تتوقعه أفضل بكثير ولكنها أيضاً
كانت تُقنع نفسها وتقول : (الشغل في بدايته , ومردّه بيمشي !)


***


دخل ناصر الى المطعم الذي واعد صديقه عبدالمجيد فيه , كان
عبدالمجيد ينتظره على احدى الطاولات , أشّر لهُ من بعيدٍ فانتبه
ناصر وتوجّه الى الطاولة مباشرةً وجلس : سلام عليكم ..

عبدالمجيد : عليكم السلام .. هلا بناصر ! , ساعه أحتريك ..
ماشْ , ما عندك دقّه بالمواعيد أبد !

ناصر : معليش .. المهم , وش بغيت ؟

عبدالمجيد : وش بغيت ؟! , انت عارف أنا وش أبي بالضبط ,
من يوم صارت السالفه وأنا أطارد وراك !

ناصر : أي سالفه ؟

عبدالمجيد : أقول لك أي سالفه ! , انت يوم ربحت بحدود سبعة
آلاف ريال بالقمار ذاك اليوم لما كنّا فصالة القمار في تايلاند كان
حظّك مكسّر الصخر ذيك الليله ومدري كيف ربحت السبعة آلاف
وخلّوك تاخذها !! , المهم ما علينا أنا كنت معك وانت قامرت
بالبدايه بحدود خمسميّة ريال ونص الفلوس أو أكثر أنا عطيتك
اياها فالبدايه وأنا أبغى النّص وزياده وهالحين !

قال ناصر : النّص تقريباً , يعني الثلاثميّة ريال (تقريباً) اللي
عطيتني اياهم قبل ما أبدى اللعب عالطاوله ..

قال عبدالمجيد : لا يا فالح , الأربعة آلاف ريال .. نص اللي لهفته
يا ناصر , نص الربح !

ناصر : قلت لك , تبي الثلاثميّة ريال حاضر هالحين أعطيك اياهم ,
أما أربعة آلاف , لأ صعبه ! , هذي راتب شهر موظف !

عبدالمجيد : شف تراني مطفّر والفلوس اللي أخذتها من القمار ذيك
الليله أنا لي الحق بنصّها , بالعربي أبي أربع آلاف الحين !

ناصر : يووه ياخي وبعدين , خلاص فكّنا قلنا لك ما لك الا ثلاثميّة
ريال تبيها والا بكيفك ! , وحتى لو كنت اقدر أعطيك مانيب
معطيك خلاص !

عبدالمجيد : السالفه كذا أجل ؟ , انت عندك فلوس وما تبي تعطيني ,
شف عاد اسمع , اذا ما عطيتني الأربعة آلاف لا تلوم الا نفسك
انت فاهم !؟

ناصر : خوّفتني , وش بتسوّي أستاذ عبدالمجيد ؟!

عبدالمجيد : مهيب مشكله أنا بعلمك وش بسوّي وبخلّيك تتمنى
انّك معطيني السبعة آلاف كامله موب بس الأربعة آلاف !

لم يَخف ناصر من تهديد بندر وقال لنفسه : "كلّنا فالهوا سوا !"


***


ابتدأ أبو حمد عمله في مجال الأسهم اقترض مائَة ألفٍ من البنك
على أن يسدّدها في وقتٍ معيّن ولَم يُدرك أبو حمد خطورة اقتراضه
مثل هذا المبلغ الكبير ولكنه كان محتاجاً اليه ليبدأ في الأسهم
ويحسّن وضعه , بدأ يشتري ويبيع بمساعدة صديقه أبو مطلق ,
كان عالماً جديداً وغريباً بالنسبة له , وقد كان متحمساً للأسهم
ويريد الشراء بمبالغ كبيرة ولم يكن يُدرك خطورة هذا الشئ
نظراً لجهله في عالم الأسهم والأعمال

وفي غرفة النوم , قالت حصه : هاه يابو حمد وشلون الأسهم
وش شريت وش بعت ؟

أبو حمد : ههههه والله ياهي دوخه وقلبة راس ذالأسهم ,
شريت طال عمرتس من المواشي وجرير ومدري وش
هي الثالثه نسيت اسمها ..

حصه : عاد عسى ربحهن مضمون ؟

أبو حمد : والله ما يندرى يا ام حمد السوق طالع نازل على
قولتهم .. بس نقول ان شالله والله يوفقنا

حصه : الله يوفقك يابو حمد ويفتحلك كل باب رزق قل آمين

أبو حمد : آمين


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:28 PM
***


توقّفت سيارة سائق غلا عند باب السوق ونزلت غلا وساره
وصديقتهم جواهر الى السوق , بدأت ساره تتجوّل وتقلّب
أعيُنها بين المحلات والبضائع وتذكّرت ما أوصتها ندى أن
تشتريه , كان طلب ندى صعباً الى حدٍّ ما (تنّوره قصيره
مخمل ويكون لونها بدرجات الأخضر وفيها شَك) , وبينما
ساره تمشي في السوق رأت شابًّا وسيمًا وأحسّت بأنّه
يلاحقها منذ أن دخلت الى السوق , استمر في ملاحقتها
بحركاته ونظراته ويبدو أنّ وسامته جذبت ساره الى حدٍّ ما ,
مرّت ساره بجانبه ورمقته بنظرةٍ منها فقال بصوتٍ خافت :
"عطنا وجه يا حلو !" , استمرّ في ملاحقتها ويبدو أنّ ساره
تستمتع بهذه الملاحقه , وفي هذا الأثناء كانت جواهر وغلا
قد ابتعدتا عن ساره , وبحركةٍ ذكيّةٍ من الشاب جعل نفسه
في طريق ساره عند أحد الممرات فنظرت اليه وقالت :
وبعدين معك يعني ؟!

قال : حرام عليك هدّيتي حيلي صار لي ساعه ألاحقك !

ساره : وشو ؟ وش هالبجاحه ذي ؟!

قال : أنا بجيح ؟ , طيّب ماعليه مقبوله منّك يا حلوه ,
تدرين من أوّل ما لمحتك شدّيتيني .. جذبتيني مدري ليه

ساره : يووه طيّب وبعدين ؟!

قال : خلّي عنك الثقل بس ..

ساره : مجنون انت !

قال : أقول , لا يكون مرتبطه ؟

ساره : لأ موب مرتبطه

قال : ههههه غريبه جاوبتي , ليه ما قلتي ايه أو مالك
شغل مثلاً ؟

ساره : طيّب وبعدين ؟ ..

قال : خذي , هذا رقمي أحتريك تدقّين يا حلوه .. أوكيه ؟

ساره : هاه !

قال : ههههه وش فيك ؟

ساره : شف أنا باخذه بس عشان أفتك منك .. وما تلاحقني ..

قال : تامرين أمر يا قمر .. دقّي هاه , سي يو يا حلو ..


***


كانَ عبدالمجيد جادًّا في تهديده لناصر , كان يكره ناصر منذ
زمنٍ طويل وحصلت بينهما مشاكلٌ كثيره ولكنهما مع هذا
بقيَا صديقان يجمعهما الفساد والمصالح المشتركه ! , ذهب
عبدالمجيد الى بيت ناصر وتأكّد من أنّ ناصر قد خرج الى
عمله وابنته لولوه ذهبت الى جامعتها ولم يبقَ في البيت سوى
بشاير , دقّ بندر جرس البيت ووضع في حسبانه جهل بشاير
وسذاجتها , ردّت بشاير من الجرس : مين ؟ , قال : السلام
عليكم , أنا موظّف شركة الكهربا .. حنّا أرسلنا لكم كم انذار
وما دفعتوا وهذا آخر انذار وأنا معي تعليمات بتسليمه للأخ
ناصر بن ماضي

بشاير : طيّب .. ناصر هالحين مهوب موجود ..

عبدالمجيد : موب موجود ؟!

بشاير : خلاص دخل الإنذار من تحت الباب انت ومشكور ..

عبدالمجيد : طيّب خلاص , أتمنى تقرين الإنذار أختي
وتشوفين المدّه المتاحه لكم , ولا ترا بنضطر لقطع
الكهربا عنكم

بشاير : ان شالله .. ان شالله ..

استغربت بشاير كثيراً اذ أنّ ناصر لا ينسى مثل هذه
الأشياء , وأيضاً استغربت من طريقة شركة الكهرباء
الغريبه ولكنّها قالت في نفسها : "يمكن , كل شي جايز !"

خرجت بشاير متّجهةً الى باب الشارع لتجد ورقةً بيضاء ملقاةٍ
على الأرض , التقطتها وبدأت بالقراءة : "السلام عليكم أخت
بشاير , أنا فاعل خير وعندي شي مهم لازم تعرفينه يا أخت
بشاير عن زوجك , أدري الحقيقه مرّه بس لازم تعرفين هالشي ,
وللمعلوميّه أنا صديق قديم لزوجك وكل همّي أريّح ضميري
لأنّي من جد حاس بتأنيب الضمير لو خلّيتك على عماك وأنا
عارف , اذا تبين تعرفين وش هو هالشي أرسلي لي رساله
على هالرقم وأنا برسل لك الشي اللي لازم تعرفينه على
جوالك بس تأكدي اذا عندك خدمة رسائل الوسائط أو لأ
وشوفي لك جوال يشغّل مقاطع الفيديو عشان مقطع الفيديو
اللي برسله لك , في انتظارك أخت بشاير" .

ارتفعت عينا بشاير المنذهلتان وكاد عقلها أن يتوقّف , موقفٌ
غريب ورسالةٌ غريبه , من هذا الشخص وما الذي يريده وما
الذي يريد أن يُريه بشاير بالضبط ؟ , أمِن الممكن أن تكون
خُدعه ؟! ولكن خدعة لماذا ؟ , دخلت بشاير البيت ولم يذهب
موضوع الرسالة عن ذهنها أبداً


***


لم تستطع ساره أن تُخفي عن نفسها اهتمامها بالشاب الذي
أعطاها رقمه في السوق , مشيَته , ملامحه , جُرأته .. أشياء
كثيرة مميّزة فيه , تردّدت كثيراً قبل أن تتخذ قرارها بالاتصال
به ! , نعم ولِمَ لا تتّصل به ؟ فقد أُعجبت به وهو ينتظر اتصالها
هذا , اتصلت على الرقم الذي أعطاه اياها وأتى صوتٌ رجاليٌّ
بنبرةٍ ناعمه : ألو ؟

ساره : ألو ..

لؤي : أهلين .. هلا والله , من معي بس ..؟

ساره : هلا .. معك .. معك ليان ! , انت اللي عطيتني رقمك
بالسوق قبل كم يوم .. صح ؟ ..

لؤي : هلا , هلا , هلا ! .. هلا وسهلا أهلين بليان , وينك يا
شيخه ثلاث ليالي تاركَتني من غير نوم !

ساره : وشو ؟

لؤي : زي ما سمعتي !

ساره : لا يا شيخ ههههه وأنا ضربتك على يدّك وقلت لك
اسهر يعني ؟

لؤي : لأ , بس المشكله من يوم شفت عيونك انذبحت وما
عاد جاني نوم .. تصدقين قدّمت على وظيفة سكيورتي
هناك عشان أجي كل يوم كود ألقاك .. من جد تعذبت لما
شفتك ما دقيتي .. بس أشوى دقّيتي ورجّعتي قلبي يدق !

ساره : ههههه طيّب يا .. ما قلت لي وش اسمك ؟

لؤي : معك لؤي .. لؤي وليان .. يجمعنا حرف اللام ولا ؟

ساره : يجمعنا حرف اللام !

لؤي : يتراوالي تجمعنا أشياء كثيره بعد غيره .. كلميني
عن نفسك أكثر يا ليان

ساره : أمممم وش أقول لك ..

لؤي : يعني .. انتي تدرسين ؟

ساره : أنا ؟ لأ .. لأ تخرجت من الثانويه وجلست فالبيت

لؤي : أها .. تحترين الفارس أبو حصان أبيض أجل ؟!

ساره : ههههه اي والله , ومن اللي ما تحتري هالفارس !

لؤي : أها .. فعلاً

ساره : وانت .. كلّمني عن نفسك ؟

لؤي : أوكي .. اسمي لؤي , نكّي نِيس ! , عمري سته
وعشرين سنه , أشتغل موظف في شركه ..

ساره : ومرتبط ؟

لؤي : هههههههه لأ .. ماني بمرتبط !

ساره : أها .. أسألك سؤال طيّب ؟

لؤي : ولو ليان خانم .. اسألي !

ساره : كم وحده كلّمتها من قبلي ؟ صدق يعني صدق ..

لؤي : خخخخ مدري .. ما عدّيتهم !

ساره : من جدّك !

لؤي : يا ليان يا بعد قلبي ..

ساره : وشو , بعد قلبك ؟!

لؤي : بعد قلبي وروحي وعمري كلّه , أقول لك أنا حبّيتك
خلاص يعني !

ساره : لا يا شيخ .. المهم ما جاوبتني ..

لؤي : ايه صدق , أقول لك أنا فعلاً ما عدّيتهم بس انتي
غير صدقيني غير

ساره : غير ؟

لؤي : وربّي غيير !!


***


التقطت بشاير هاتفها الجوّال بتردّد وأرسلت رسالةً الى رقم
صاحب الرسالة محتواها "أنا بشاير , ارسل المقطع" وخلال
دقائق معدودة استقبلت بشاير رسالة وسائط mms وعندما
فتحتها وجدت مقطع فيديو مدّته ثلاثون ثانية .. سقط الجوال
من يدي بشاير , أحسّت بأن رأسها يدور ولم تعرف ماذا تفعل
أو تقول ! , شغّلت المقطع مرّة ثانية وثالثة ورابعة !!


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:29 PM
***


حصه : حيّاك يا اخوي يا بدر تفضل ..

بدر : الله يحيّيتس ويبقيتس يا حصه ..

حصه : هاه وشخبارك .. البارحه اتصلت عليك ما ردّيت
ولا دقّيت .. خير ان شالله ؟

بدر : والله يا حصه ضايقن صدري .. هالمشغل حسبي الله
ونعم الوكيل اللي ما حنا عارفين وش نسوّي فيه ..

حصه : اي والله صادق , عجزنا نسوّي دعايات ورخّصنا
الأسعار ومهنا فايده !

بدر : الظاهر انّا تسرعنا يا حصه يوم خذيناه ..

حصه : أشوى مأجرينه من صاحبه تخيّل لو شارينا مشترى ! ,
المهم ما لنا غير ندفع الأجار اللي باقي وناخذ أغراضنا اللي
فيه وخلاص ..

بدر : من جدّك حصه ؟!

حصه : والله ماني عارفه .. بس وش نسوّي

بدر : بس يا حصه حنّا ما بعد طلّعنا قيمة أجار الشهر اللي
دفعناه مع قيمة أغراض وأجهزة المشغل .. وباقي لنا أجار
ثاني ما دفعناه بعد !

حصه : طيّب وش نسوّي ؟! , بنقعد كل شهر ندفع أجار
لراعي العماره وحنّا ما نطلّع نص قيمة الأجار من شغلنا

بدر : والله مشكله .. يعني تهقين ندفع له باقي الأجار ونطلع
من المحل ؟ .. طيّب والأغراض حقّت المشغل ؟ ..

حصه : ما لنا الا نبيعها .. انت تصرّف يا بدر وشف لك
أحد يشتري معدّات وأغراض المشغل .. بعد وش نبي فيها !


***


اتصلت بشاير على صاحب المقطع وهي ثائرةٌ وتبكي : ألو ألو !

عبدالمجيد : أهلاً أخت بشاير

قالت بشاير بعصبيّه : انت من انت ومن وين جبت هالمقطع ؟!!

عبدالمجيد : قلت لك أنا صديق قديم لزوجك ناصر , وجبت
هالمقطع من سفرتنا الأخيره لبانكوك

بشاير : اهئ اهئ يا اخوي قلّ الصدق تكفى الله يخلّييك قل لي
الصدق ..

عبدالمجيد : أي صدق ؟!

بشاير : طيّب اسمعني هو سؤال واحد بس .. ناصر وصّلها
لغرفة النوم ولا لأ ؟!!

عبدالمجيد : كيف يعني ..

قالت بشاير بانفعال : انت فااهم ؟!! , سؤالي واضح : ناصر
وصّلها لغرفة النوم ولا لأ ؟!!

عبدالمجيد : تبين الصدق أخت بشاير .. ايه وصّلها !

بشاير : وشو !! .. احلف .. احلف انّه وصلها لغرفة النوم

عبدالمجيد : اي والله وصلت لغرفة النوم وأنا شايفهم بعيوني
يدخلون سوا الغرفه !

قالت بشاير : يا أخوي لا تحلف كذب ! , هالسالفه فيها خراب
بيووت !!!

عبدالمجيد : ومن قال انّي أحلف كذب ؟!

بشاير : طيّب عندك مقطع غير هالمقطع ؟!

عبدالمجيد : للأسف لأ يا أخت بشاير .. ما عندي غيره , بس
ثقي ثقه تامه انّه وصّل الموضوع للسرير ! وأنا ما قلت لك
هالكلام الا عشان أبرّي ذمّتي وأريّح ضميري .. للأسف أخت
بشاير زوجك يخونك ! ..

طوط طوط طوط

أقفلت بشاير سماعة الهاتف وأخذت تنوح وتبكي على الفراش
ولم تعرف ماذا تفعل


***


أقفلت حصه باب غرفة النّوم وقالت : هذا اللي صار يابو حمد ..
وحنّا مضطرين نقفّل المشغل

أبو حمد : لا حول ولا قوة الا بالله .. وش هالعلْم ! , وش
ذالأخبار الشينه اليوم .. وش ذاللي صاير !!

حصه : ليه وش صاير بعد ؟

أبو حمد : هالحين أقول لتس وش صاير بس قولي لي انتي ..
دفعتوا الأجار اللي باقي عليكم ؟

حصه : ايه دفعناه

أبو حمد : والأغراض وعدّة المشغل بعتوها ؟

حصه : بنبيعها , وبتراب الفلوس !!

أبو حمد : حسبي الله ونعم الوكيل .. طيّب انتي كم عندتس
هالحين ؟! ..

حصه : فلوس يعني ..

أبو حمد : ايه

حصه : قليل مرّه .. أساساً المبلغ اللي كان معي من قبل ما أفتح
المشغل خمسة آلاف بس وانت تدري والباقي كلّه دفعه أخوي
وهالحين ما بقى عندي شي وأنا قايلتلك أنا حاطّه اللي وراي
وقدّامي في ذالمشغل .. أخوي المسيكين هو اللي خسرواجد
لأن هو اللي دفع أنا ما دفعت شي تقريباً

أبو حمد : لا حول ولا قوة الا بالله ..

حصه : ما كنت متوقعه المشغل بيفشل كذا ..

أبو حمد : ايه .. الله يعوّضنا خير بس

حصه : وانت ما قلت لي وش فيك ؟

أبو حمد : آخ وش أقول لتس بس .. الأسهم يا حصه ..
الاسهم اللي شريتها طايحه !

حصه : يعني مهنا ربح ؟

أبو حمد : والله مدري .. بس عساها ترتفع

حصه : خسران يعني ؟!

أبو حمد : كل الشركات اللي شريت منهن طاحت أسعارهن
فالأرض ..

حصه : يا الله ! , وش ذاللي جانا يابو حمد وش ذاللي صاير
لنا !! , هذي أكيد عين , بس عين على وش يا حسره !!

أبو حمد : اذكري ربّتس يا حصه هذا قضاء وقدر , والفلوس
تروح وتجي وكل شي يتعوّض ان شالله

حصه : يابو حمد ورانا ذالولد اللي يدرس ومصاريفه كثيره ,
وورانا بنتين يبون يلبسون ويعيشون زي العالم ! , أنا
ضيّعت الكَم ألف اللي عندي وانت عساك تسدّد دينك بس ,
لا حول ولا قوة الا بالله , وش ذالحاله !!


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:29 PM
***


مشاعل : وشو ؟! , ومن هو ذا ومن وين له المقطع ..؟!

بشاير : ما أدري يا مشاعل ما أدري ! , يقول انّه كان صديق
ناصر .. الظاهر بينهم مشكله وحب ينتقم منّه !

مشاعل : طيّب قولي لي يا بشاير .. طيّب المقطع وش فيه
بالضبط ..؟؟

بشاير وهي تبكي : اهئ اهئ وش أقول لتس بس .. وش أقول !

مشاعل : وش فيه ؟

بشاير : ناصر .. ناصر ومعه كم وحده من ذالتايلنديّات
المفغّصات .. وجالس يرقص معهن في مرقص !! ..

مشاعل : وشو .. معقول !!

بشاير : ...

مشاعل : لا حول ولا قوة الا بالله ! .. خلاص يا بشاير اهدي
انتي ولا تتعبين أعصابك ..

بشاير : اهئ اهئ وشلون تبيني أهدا ! .. يا مشاعل .. مشاعل
صديقه يحلف ان ناصر وصّلها لغرفة النوم !!

مشاعل : لالا !! أخاف .. أخاف انّه يكذب ..

بشاير وهي تبكي : وش اللي يكذب يا مشاعل .. الرجال حَلف
ويقول .. اهئ اهئ يقول انّه شايفهم يدخلون غرفة النوم سوا !!

مشاعل : حسبي الله ونعم الوكيل .. طيّب وناصر .. بتكلمينه ؟
.. أكيد ما راح تسكتين ..

بشاير : أسكت ؟! .. زوجي خانّي وتبيني أسكت .. أكيد لأ ,
بس منيب عارفه وش أسوّي

مشاعل : انتي متأكده انّه هو زوجك ناصر اللي فالمقطع ؟؟

بشاير بانفعال : ايه .. للأسف اييه !


***


ابتدأت امتحانات الثانوية العامّة وبدأ الطلاب والطالبات
بالاعتكاف في غرفهم للدراسة آملين أن يحصلواعلى مجموعٍ
جيّد يُدخلهم الجامعة أو الكليّة , ومن ضمن هؤلاء كانت ندى ,
قالت ندى : هاه ساره وش تبين ؟

ساره : لا أبد , جايّه أتطمن على أخيّتي .. عساك تدرسين بس

ندى : أكيد يعني .. كسرة رجلي والأيام اللي غبتها في البيت
أحسّ انّها أثّرت علي .. أنا خايفه

ساره : يا بنت الحلال خلّي عنّك بس .. كلها كم يوم اللي
غبتيهم وبعدين الكسر في رجلك موب في راسك !

ندى : ايه صح .. المهم ساره بليز خلّيني أذاكر تكفين

ساره : طيّب ما راح أصير بثره وبطلع .. يللا سي يو عند
العشا ههههه ..

ندى : ههههه .. انتي وش فيك هاليومين صايره مبسوطه
بزياده ؟

ساره : والله .. فيه أسباب كثيره تبسط الانسان !

ندى : لا يكون غرام جديد بس !؟

ساره : أقول .. حطّي راسك في ذالكتب وخلّي عنّك
التميلح .. قال ايش قال قصة غرام

ندى : والله ما يندرى عنّك يا ساره !


***


لم يفارق الموضوع ذهن بشاير أبداً , أمن الممكن فعلاً أن
يخونها ناصر مع امرأة أخرى وفي السّرير !! , لم تعرف
ماذا تصدّق وماذا تكذّب , صحيحٌ أن ناصر كان جافًّا معها
كثيراً وكانا بصفةٍ أخرى متزوّجان بالإسم فقط ! , ولكنها
لم تستوعب فكرة أن يخونها .. كانت الفكرة صعبة .. صعبة
جداً !! , قرّرت بشاير مفاتحتة ناصر ,مفاتحته بأيّ طريقةٍ
كانت ! , انتظرَتْهُ حتى أتى ودخلت من خلفه الغرفة
وأغلقت الباب وقالت : وينك فيه .. تأخّرت ؟!

ناصر : لا أبد .. انشغلت شوي .. حطّوا الغدا

بشاير بحزم : لحظه ..

ناصر : نعم ؟

بشاير : قبل ما نتغدا .. فيه موضوع ولازم نتكلّم فيه

ناصر : وشو .. وش موضوعه ؟!

بشاير : يعني .. المهم , أنا طبعاً فالبدايه شكّيت بس قلت
يا بنت الحلال تعوّذي من ابليس وشيلي هالشك من راسك ,
شلت هالشك من راسي .. وللأسف .. اليوم بس تأكدت
انّه كان صحيح وفي محله !

ناصر : شك ؟! , طيّب و وش هو هالشّك ؟!

بشاير : ناصر ممكن تجاوبني بصراحه ؟

ناصر : بشاير تكلّمي !

بشاير : انت .. انت كنت تخونّي في تايلاند صح ولا لأ ؟!!

تغيّر وجه ناصر واتّسعت عيناه ولم ينبس بكلمةٍ واحده , قالت
بشاير بعصبيّه : كنت تخونّي يا ناصر صح ولا لااأ ؟؟!!

ناصر : أنا .. انتي من قال لتس ؟ .. هاه

بشاير وهي تبكي : جاوبني انت بالأوّل , كنت تخونّي مع
وحده غيري وبالفراش !! صح ولا لااأ !! .. صح ولا لأ ..
اهئ .. آآه

ناصر : يا بشاير اهدي , تكفين اهدي , الله يهديك وش
اللي أخونك وما أخونك ومن هو اللي قال لتس ..؟!

بشاير : هالمقطع اللي قال لي .. هالمقطع يابو لولوه !!

رأى ناصر المقطع وكادت عيناه تخرجان من مكانهما , لم
يعرف مَن مِن الذين كانوا معه أوصل لها المقطع ولكنّه
بالتأكيد شكّ في عبدالمجيد لأنّه أقرب شخص وكان معه
طوال السفرة , خرج ناصر من الغرفة بخطواتٍ بطيئة
وبشاير ارتمت على الفراش تبكي


***


أبو مطلق : تفضّل يابو حمد استريح .. استريح

أبو حمد : مشكور يابو مطلق ..

أبو مطلق : هاه وش أخبارك كيف أمورك ؟ ..

أبو حمد : وش أقول لك بس يابو مطلق .. أخباري ما تسرّ
من بعد طيحة ذالأسهم

أبو مطلق : يابو حمد وش نسوّي كلّنا فالهوا سوا على قولتهم ,
أنا كلّ أسهمي طايحه ولانيب قادر أبيع شي وحتى لو بعت
ما راح أرجّع حتى نص راس المال !

أبو حمد : أنا أردى منك بعد .. حسبي الله ونعم الوكيل , اللي
باع موتره واللي باع بيته عشان ذالأسهم , وشف آخرتها

أبو مطلق : ايه .. رفعوا السوق والأسهم ووصلوها للسما ..
وآخرتها طاح السوق طيحةٍ قشرا ..

أبو حمد : وهيئة سوق المال ذي وش جالسه تسوّي ؟! ..

أبو مطلق : يابو حمد وسّع صدرك بس .. البلا كلّه من
ذالتجار الكبار وهوامير السوق مثل ما يقولون ومحد
استفاد الا هم ..

أبو حمد : طيّب والحكومه .. والدوله ما راح تتدخّل ؟! ..

أبو مطلق : الدوله يقول لك ما لها دخل .. يعني ما ظنتي
بيتخدلون بشي

أبو حمد : وهالحين وش السواة يابو مطلق .. البنك ذا
معطيني مهله واذا ما سدّدت الله يعلم وش بيسوّون

أبو مطلق : يعني قصدك ..

أبو حمد : ايه .. , لو ما سدّدت لهم المبلغ يشتكون علي
و ... , ابو مطلق أنا متوهّق !

أبو مطلق : ان شالله ماهوب صايرن الا الخير ..

أبو حمد : وراي حرمتين وعيال .. وراي مصاريف
والتزامات !!

أبو مطلق : يابو حمد هدّ أعصابك واذكر الله .. النّاس
كلّها مديونه ولاهيب داريه وش تسوّي , وحتى أنا تراي
منيب أحسن منك بواجد


***


دخل ناصر الغرفة على بشاير التي كانت تجلس على التسريحة
فالتفتت الى الجهة الأخرى , اقترب منها ناصر قليلاً وقال : بـ ..
بشاير .. أنا لازم .. لازم أتكلم معك ! ..

بشاير : ....

ناصر : بشاير ردّي علي .. خلّيني أفهمك

بشاير : ....

ناصر : طيّب .. طيّب اسمعيني , مستعدّه تسمعيني ..؟ , هاه
بشاير ..

بشاير : نعم !

ناصر : يا بشاير صدقيني .. طيّب اسمعي , حنّا كنّا يومها في
البار .. في الكازينو يعني .. و .. وكان فيه بنات وشباب
ويعني كنّا ...

بشاير : كمّل !

قال ناصر : بصراحه لعب علي ابليس ذيك الليله .. وشربت , شربت
وسكرت وما دريت عن نفسي وش أسوّي , صدقيني يا بشاير لعب علي
الشيطان وأصحاب السو والردى ما قصّروا ! .. ما تصدقين أنا وش
قد ندمان على اللي صار في ذيك الليله .. صدقيني يا بشاير كنت
سكران وما دريت عن عمري .. سامحيني يا بشاير تكفين سامحيني !

بشاير : أسامحك !

ناصر : آسف , يا بشاير ابليس شاطر .. تكفين سامحيني ..

بشاير : ....

ناصر : بشاير .. ردّي علي

بشاير : هو سؤال .. وصّلت السالفه لغرفة النوم ..؟

ناصر : يعني .. وش قصدك

بشاير : انت فاهم قصدي زيين !! , وصّلت السالفه للفراش ولا لااأ ؟!

ناصر : لالا !! , لا يروح ظنّك بعيد صدقيني ما وصلتها لغرفة النوم
ولا للسرير .. معقول تفكرين كذا , انتي انجنّيتي !

بشاير : اهئ اهئ .. خلاص .. خلاااص

ناصر : يا بشاير أحلف لك ما صار شي من اللي فبالك , أنا لمـ...

بشاير : خلاص ! , ما أبيك تحلف ولا تبرّر ..

ناصر : كيف يعني ..؟

بشاير : ....

ناصر : يعني خلاص , صدقتيني .. وسامحتيني ؟

بشاير : قلت لك خلااص !!


***


حصه : حيّاك يا اخوي يا بدر .. تفضل ..

بدر : الله يبقيتس .. هاه حصوص وشلونتس ووشلون البنات
وأبوهم ..

حصه : بخير جعلك به .. انت وش أخبارك

بدر : تمام

حصه : دقيقه أجيب الشاهي

-طيّب ..

وبعد أن أتت حصة بالشاي قالت : بس والله انّي للحين
منقهره يا بدر على ذالمشغل .. خسارتنا كايده !

بدر : ايه والله .. كايده وبس !

حصه : دفعنا الأجار قرش قرش .. والأغراض اللي
شريناها بعناها بتراب الفلوس .. هذي غير رواتب
البنات اللي نقّيناها نق .. وما ربحنا شي !

بدر : يا بنت الحلال ربّك كاتب ان هالمشغل ما يربح ..

حصه : أنا ما قلت لك على أبو حمد .. وطيحته بالأسهم ..

بدر : يا بنت الحلال ما بقى أحد ما خسر بذالأسهم .. أنا
خسران فيها بس الحمد لله موب واجد .. وأبو حمد عسى
خسارته مهيب كبيره ..؟!

حصه : ما أدري وش اقول .. مادري ...

بدر : حصه ؟

حصه : نعم

بدر : حصه وش فيك .. وش صاير

حصه : أسهمه طايحه .. ويمكن ما ترتفع

بدر : لهالدرجه ؟

حصه : ايه .. والبنك على حسب كلامك ما يرحم !

بدر : الله يهديه أبو حمد ما حسبها صح .. ولو انّه وشلون
يحسبها صح .. طيحة السوق بهالشكل ما كانت على بال
أحد نهائيًّا .. وفيه ألوف وألوف أمثال أبو حمد رجلك ! ..
ماعليه يا حصه هونيها وتهون , الا أقول هو بكم داخل
السوق .. قصدي كم ماخذ من البنك ؟!

حصه : هو .. بحدود مية ألف

بدر : وشو ؟! , من صدقتس مية ألف !


***


مشاعل : وش قال بالضبط يا بشاير ؟!

بشاير : مدري شقول لتس مشاعل .. قال انّه سِكر ذيك
الليله .. يقول ابليس لعب علي وأصدقاء السوء بعد
وخلّوني أسكر ذيك الليله !

مشاعل : وبعدين ؟

بشاير : يقول سكرت .. وجلست أرقص .. وكان المرقص
مليان ..

مشاعل : لا حول ولا قوة الا بالله .. ايه ..

بشاير : وجلس يرقص وهو مهوب داري عن نفسه لأنه
سكران ..

مشاعل : وبعد .. بعدها وش صار ؟!

بشاير : سألته .. سألته اذا كان وصّل الموضوع لغرفة النوم
أو لأ وقال لأ ..

مشاعل : قال لأ !

بشاير : ايه ..

مشاعل : وحلف ؟

بشاير : أنا قلت له لا يحلف .. حسّيت .. حسّيت انّه يكذب ,
وحتى لو حلف لي مية يمين ما راح أصدّق ..

مشاعل : طيّب ليه يا بشاير ؟

بشايروهي تبكي : حاسّه انّه جد خانّي مع وحده فالسرير زي
ما قال صديقه ذا .. يا مشاعل شي في داخلي .. شي في
داخلي يقول لي انّه خانّي صدق ! .. اهئ اهئ ..

مشاعل : بشاير لا تصيحين , خلّي عنك البكي وقولي لي ..
وش بتسوّين معه هالحين ؟؟ , طيّب ليه ما تخلّينه يحلف
لك على المصحف ..!!

بشاير : يا مشاعل بزارين حنّا ..

مشاعل : هاو ! , هالحين لاحلف لك عالمصحف يصير شغل
بزارين .. استغفر الله

بشاير : يا بنت الحلال موب قصدي , أنا قمت أخذرق وأخنبق ..
يا مشاعل راسي بيوقف , أحسّ للآن مصدومه مرّه !

مشاعل : خلاص بشاير .. اهدي , أنا بروح هالحين تأخرت
عالبيت وانتي ارتاحي ولا تفكرين كثير , لونك صاير أصفر
وعيونك ذبلانه .. ارتاحي واهدي , أنا ماشيه مع السلامه

بشاير : مع السلامه ..


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:30 PM
***


كانت ساره مع غلا في أحد الأسواق , قالت ساره : هذاني
جالسه أدق عليه ..

قالت غلا : قولي له هو وينه فيه بالضبط , السوق كبير مرّه

تكلّمت ساره في الجوال : ألو .. هلا لؤي , هاه وينك قلبو حنّا
عند محل نكست ..

قال لؤي : أهلين .. أوكي هذاني متّجه لكم

ساره : أوك .. باي

قالت غلا : هاه وش يقول ؟!

ساره : يقول متّجه لنا

غلا : وهو للحين يحسب ان اسمك ليان خخخخ ؟!

ساره : لالا قلت له اسمي ساره , بس هو من جد اسمه لؤي ..
هذا هو شوفيه .. البعيد هناك ..

غلا : ايه ايه شفته .. وش هالأطخم , والله ماعليه ..

ساره : اسكتي اسكتي بس , هذا هو دق : .. ألو .. هلا لؤي
ايه شفناك انت شايفنا ؟

لؤي : ايه شفتكم , أقرّب لكم طيّب ؟

ساره : هاه .. حنّا بنروح يمين شوي وانت الحقنا

لؤي : أووكي .. يللا

وبعدها اقترب منهن لؤي وقال : مسا الخير .. كيفك ليان ..
قصدي ساره !

قالت ساره : هلا بك , بخير .. أعرّفك صديقتي غلا

قال لؤي : أهلين غلا .. ساره كلّمتني عنك كذا مرّه

قالت غلا : هلا فيك .. حتى ساره صجّتني فيك

قالت ساره : غلا ! .. المهم خلاص روح أخاف أحد يشوفنا ..

قال لؤي : ما أمداني ! , طيّب خلّي الأخت غلا تروح
وتعالي معي .. ودّي أتعشى معك ..

قالت ساره : وشو ؟! .. لالا

قال لؤي : انتي متغطيه ومحد بيعرفك

وفي هذه الأثناء كان بدر مع أحد أصدقائه يمشيَان في نفس
السوق , رأى غلا وتعرّف اليها , فلم تكن غلا تغطّي وجهها ,
وشعرها قد ظهر نصفه , وبدر رآها عدّة مرّات عند بيت
أبو حمد بالصدفه اذا أتت الى ساره وقد أعجب بها وبجمالها ,
رأى غلا واقفةً ومعها شابٌّ وفتاة , لم يعلم ما الذي جعله يجزم
أنّ الفتاة التي معها هي ابنة أخته ساره , اقترب قليلاً من دون
أن يشعروا به وانتبه لنبرة صوت ساره المميزة , اتّصل على
جوال ساره ودقّ جوال الفتاة الواقفة , عندها قال بصوت
حاد : "ساره !" , التفتت اليه ساره وغلا ولؤي والدهشة تعلوا
وجوههم , أمّا ساره فأحسّت بأن ركبتيها لا تحملانها من
الخوف , قال بدر مرّةً أخرى : "ساره .." , اتّجهت اليه ساره
وقالت بصوتٍ يرتجف قليلاً : هلا .. هلا خالي بدر

بدر : انتي وش تسوّين ؟! , وبعدين من هو ذا اللي واقفن معكم ؟!!

ساره : هاه .. لالا هذا ..

بدر : تعالي .. تعالي معي أبيتس !!

ساره : هاه طيّب طيّب ..

أشرّت ساره لصديقتها غلا أنّها ستذهب مع خالها , واعتذر بدر
من صديقه وأخذ ساره معه , اتّجهوا الى بيت أبو حمد ودخل
ورائها وهو يدفعها من ظهرها ويقول : انتي ما تستحين واقفتن
مع رجال غريب تسولفين معه ما بينتس وبينه الا شبرين !!

قالت ساره : يا خالي قلت لك هذا ولد عمة غلا صديقتي .. شافها
وجا يلّم عليها

قال بدر بعصبيّه : وهذي صديقتس عادي تسلّم على ولد عمّتها
اذا شافته وتسولف وتضحك معه ؟!

عندها أتت اليهم حصه وقالت : هلا بدر .. وش فيكم صوتكم
طالع .. وش صاير ؟!

بدر بعصبيّه : اسألي بنتتس .. واقفه مع رجال فالسوق تسولف
معه !!

حصه : وشو !! , صدق سويّر ؟!

قالت ساره : يا خالي قلت لك السالفه .. وغلا عايلتهم كلّها
أوبن وفري .. يعني عادي عندهم

قال بدر : طيّب ويومنّه جا يسلّم عليها ليه ما رحتي , ما
وخّرتي عنهم شوي , هااه ؟؟!

قالت ساره : وش أسوّي هو فاجأنا .. خلاص

قال بدر : وش اللي خلاص ؟! , اسمعي عاد وانتي يا حصه ,
أبوتس أبو حمد لو درى عن هالسالفه يبي يذبحتس .. صديقتس
ذي لا عاد تطلعين معها , وانتي يا حصه المسؤوله فاهمين ,
ولا ترى والله لأقول لأبو حمد عن اللي شفته !!

قالت حصه : خلاص يا بدر ما صار شي .. ما راح يتكرّر
هالشي مره ثانيه أوعدك , تعال انت استريح بس ..

قال بدر : مانيب مستريح أنا ماشي .. يللا مع السلامه

قالت حصه : مع السلامه .. وانتي سويّر وش مسوّيه ؟!

ساره :يا يمّه سمعتي اللي صار .. بعدين قلت لتس أنا تفاجأت
ومالي ذنب

حصه : صديقتس غلا ذي دمار .. أنا مبطي مهيب عاجبتني ,
حسبي الله عليتس فشّلتينا مع خالتس

ساره : طيّب أنا وش ذنبي ؟!

حصه : أوص ولا كلمه .. روحي غرفتك يللا .. لو درى أبوك
خلاك تعرفين وش ذنبك !


***


وبعد جهد كبير من ناصر , قال مخاطباً بشاير : هاه .. صدقتيني
هالحين ..

نظرت اليه بشاير بحزنٍ ممزوجٍ بازدراء , كانت نظرتها ضعيفةً
ولكنها تُكابر , لا زالت مصدومةً منه ومن الذي رأته , قالت : هاه !
مادري .. طيّب صديقك ذا وش مصلحته يكذب ؟!

ناصر : قلت لك بيني وبينه مشكله .. السالفه سالفة فلوس يعني ,
أخذت منّه مبلغ ورجّعته زي ما هو وهو يبيني أرجّع له أكثر
من اللي خذيته ..

بشاير : طيّب انت وش ناقصك .. ليه تاخذ منه ؟؟

ناصر : أخذت منه هناك .. في تايلاند .. نقصتني فلوس وما
قدرت أصرف وأخذت منه

بشاير : معقوله عشان كم قرش يسوّي كذا ؟!

ناصر : هذا مريض .. مهوب صاحي , بس أنا أورّيك فيه

بشاير : المهم , من اليوم ورايح سفر برا ما فيه , شغل موب
شغل مافيه .. تمشّي أشغالك من هنا

ناصر : ولا يهمّتس , ما عادنيب طالع من الرياض أبد ..

بشاير : تغيّر أسلوبك وتصرّفاتك , ترا للحين حازّه هالسالفه
بخاطري يعني يبيلي وقت عشان أنسى

ناصر : ان شالله .. أهم شي انتي مصدقتني ؟!

بشاير : ...

ناصر : هاه ؟! , بشاير أنا شرحت لك كل شي وتكلّمنا كثير ..

بشاير : ايه .. مصدقتك ..


***


كانت ندى ومشاعل في المطبخ تعدّان العشاء , قالت مشاعل :
روحي ادرسي لك كم كلمه , خلاص تصبّري كلها كم يوم وتفتكّين

قالت ندى : خالتي والله زهقت .. بعدين درست زين والعشا بعد
شوي بتحطّونه .. بكمّل بعد العشا على طوول , أقول تبيني أنتسب
معتس ؟

مشاعل : هههههه ندّوي وش تنتسبين .. غوزي هو , شدّي حيلتس
عاد هالأيّام لو ضيّعتيها بتتحسفين عليها ...

دخلت عليهن حصه وقالت : ندى روحي ذاكري وش تزينين ..
مشاعل لاخلّصتي تعالي الغرفه أبيك شوي ..

خرجت ندى من المطبخ الى غرفتها , ومن بعدها مشاعل الى
غرفة حصه , دخلت مشاعل الغرفة وأغلقت الباب وقالت :
هاه .. خير

قالت حصه : دريتي .. المشغل خسر , قريب بنبيع الأغراض
وبنعطي راعي العماره أجاره ونطلع ..

مشاعل : ايه قال لي أبو حمد , ربّك ما كاتب .. وان شالله
انها خيره , بعدين انتي وأخوك استعجلتوا شوي يعني ..

حصه : يعني .. يمكن نكون استعجلنا , الأغراض بنبيعهم
بنص سعرهم .. والربح البسيط يالله يكفّي رواتب العاملات ,
أما الأجار بندفعه من جيبنا .. يعني ما بقى لنا شي ! , حتى
أخوي اللي كنت متأملَه أزوجَه هالحين صارت صعبه , يعني
يبيله وقت عشان يعوّض خسارته .. أمّا أنا .. سلامة عمركم
ما عندي ولاا ريال !

مشاعل : انتي كنتي طفشانه وودّك تسوّين أي شي , وأخوك
بدر يمكن سمع ان مشغل نجح وحط في باله ان أي مشغل
بينجح , احمدي ربّك ان ما عليكم ديون يعني خسارة أخوك
بفلوسه .. الله يعوّضكم ان شالله

حصه : على طاري الديون , أصلاً موب ذا موضوعنا وانتي
عارفه , أنا .. جيت أكلمك عن أبو حمد وخسارته في الأسهم ..

مشاعل : ايه .. المسيكين خسر كثير , انتي وهو بوقت واحد ..
لا حول ولا قوة الا بالله , الله يعوض ان شالله

حصه : اليوم جلست أنا وأخوي نتكلّم .. بموضوع أبو حمد ..

مشاعل : طيّب ؟

حصه : موعد سداد القرض أو الدّين للبنك مهوب بعيد ..
يعني لو جا الموعد أبو حمد وش بيزيّن ؟!

مشاعل : ايه .. أنا بعد فكّرت فيها ..

حصه : أبو حمد ماخذ مية ألف الله يهديه وصرف كم ألف
عالبيت وشرا كم شي ناقصنا , وباقي الفلوس كلّها شرا فيها
أسهم , مع انّي الى الآن ماني مستوعبه أبو حمد كيف ما
حسبها صح لهالدرجه .. ودّي ترتفع وياليت ترجع ترتفع
هالأسهم .. بس أخاف ..

مشاعل : كمّلي ؟

حصه : مشاعل السالفة تخوّف , اذا جا موعد تسديد الفلوس
أبو حمد ملزوم يبيع أسهمه وحتى لو باعها ما راح يقدر يرجّع
راس المال حتّى يمكن !!

مشاعل : أدري .. والله حتى أنا زملانه ..

حصه بانفعال : طيّب وبعدين .. من وين بيسدّد ؟؟

مشاعل : مدري عنه .. انتي كلميه وبكلمه .. والله يفرجها
عليه ..


***


كانت عبير صديقة بشاير منذ زمنٍ طويل وهي سوريّة الجنسيّة
وبعمر بشاير , لم ينقطعن أبداً رغم قلّة السؤال , اتصلت بشاير
بعبير وطلبت منها القدوم اليها لشرب "بيالة شاهي أو فنجال
قهوه" ولم تتردّد عبير ولبّت الدعوة

وفي مجلس بشاير , قالت بشاير : وش هالقطاعه يا كافي .. من
أوّل نجتمع نتزاور هالحين أبد ..

قالت عبير : والله ما بعرف شو بدّي أقول لك يا بشاير .. بس
بتعرفي الواحد بينشغل ..

بشاير : ايه الدنيا تلاهي على ما يقولون .. ههههه وبعدين من
زيني أنا هالحين , حتى أنا قاطعه ! , يعني فوق شيني قواة
عيني !

عبير : هههخهه قلتيها بنفسك ! , شو أخبارك كمان طمنيني
عنّك .. بنتك لولوه وينها ؟!

بشاير : لولوه بدار التحفيظ والله .. باقي كثير على رجعتها

عبير : ما شاء الله .. هيّ بثالثه جامعه صح ؟!

بشاير : ايه ثالثه جامعه .. بجامعة الملك سعود , تاريخ ..

عبير : ايه .. الله يوفّقها , وأختك مشاعل وأمّك كيفون ..

بشاير : بخير عساتس بخير .. وانتي وشلون عيالتس ..
كم أعمارهم هالحين ؟!

عبير : هاد الله يسلمك بنتي ليان صار عمرها أربع سنين
ونص .. وابني محمد عمرو سنتين بالضبط ..

حصه : ما شالله الله يحفظهم يا ربّي .. انتي بنتك توّها
ما دخلتيها الروضه ؟

عبير : لأ لسى .. لساتها صغيره ..

وبعد مجموعةٍ من الأحاديث المتفرّقة استأذنت عبير
من بشاير وخرجت , وعند الباب الرئيسي كانت حصه
تودّع صديقتها وتتبادل معها بعض العبارات وفي هذه
الأثناء فُتح باب الشارع الذي كان يبعد عن حصه وعبير
عدّة أمتار فقط وكان ناصر هو الذي دخل , التفتت عليه
الاثنتان وكان الموقف مُحرجاً بعض الشئ .. نزلت عبير
الدرج ومشت بمحاذاة ناصر رغماً عنها الذي كان واقفاً
بقرب الباب , لم يكن تصرّف ناصر لائقاً بوقوفه بهذا
الشكل , أما عبير التي التقت عيناها بعيني ناصر رغماً
عنها قالت في نفسها : "ما توقعتوا هيك أبداً .. ما شاء لله
كتير وسيم وحلو .. يووه صحيح أنا ما بستحي ! , زوج
رفيقتي وعم قول عليه هيك بيني وبين نفسي ! , بس عن جد
كتير وسيم مع انّو كبير بالعمر , الله يهنّيكي فيه يا بشاير !"


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:30 PM
***


كان أبو حمد وحصه ومشاعل في غرفة مشاعل وقد أقفلوا
عليهم الباب , قالت حصه وكانت واقفةً بجوار الباب : يعني
وشلون ؟ .. من وين لك فلوس ؟!

قال أبو حمد : يا حصه قلت لتس ربّتس بيفرجها .. مدري بس
ان شالله بتدبّر .. وان شالله ترجع الاسهم

قالت مشاعل : يابو حمد حنّا حريمك .. يعني لازم تصارحنا
وتشاركنا همومك , أي تدبّر الله يهدينا ويّاك !

قالت حصه : ما عندك شي أبد , ولو بتبيع أسهمك منتب جايب
حتى نص راس المال , أنا ما عندي شي أبد وانت عارف ,
ومشاعل وش عندها .. راتبها كلّه تصرفه , يعني لازم نفكّر
ونلقى لنا حل يابو حمد .. زي ما قالت مشاعل حنّا حريمك
وهمّك هو همّنا

بعد تنهيدةٍ من أبو حمد قال : النّاس كلها خسرانه , كلّها !

نظرت اليه حصه ومشاعل بارتياب بعد أن ظلّ فترة وهو
صامت , وبعدها قال : شوفي حصه وانتي يا مشاعل بعد ..
بكون معكم صريح .. أنا ما عندي شيٍّ أبد , والأسهم لو
ببيعها زي ما قلتوا يالله تجيب أقل من نص راس المال
اللي دخلت فيه , البنك ما يتساهل ومعطيني مهله محدّده ...

قالت حصه : كمّل يابو حمد , كم باقي من وقت طيّب ؟

قال أبو حمد : باقي كم أسبوع بس ..

قالت مشاعل : ماعليه يابو حمد .. بتنفرج ان شالله ولازم
نفكّر جميع ونتشارك ..


***


كانت ساره مستلقيّةً على فراشها والمنشفة حولها و"ماسك"
الوجه وقطعتا الخيار على وجهها , قالت وهي تتحدّث في
الجوال : لا ما سوّولي شي ..

غلا : من جدّك .. ما سوّوا لك شي عقب ما أخذك خالك
من السوق ؟!

ساره : يا غلا قلنالك ما سوّوا شي .. خالي قعد يهذر شوي
علي وعلى أمّي وهدّدنا شوي ثم راح , وأمي كلّمتني شوي
وبعد ساعه تقريباً رجعت كلّمتني مره ثانيه , بصراحه أنا
خفت بالبداية بس أشوى عدّت السالفه على خير

غلا : أهلك شديدين شوي .. و وش قلتي لأمك ؟!

ساره : بيني وبينك حطّيتها براسك انتي .. يعني تشوّهت
سمعتك عند أهلي بشكل كبير

غلا : حسبي الله عليك يابنت المنيب قايله .. تبين أدق على
أمك وأقول لها السالفه الصدقيّه ؟!

ساره : خلاص يا غلا .. أصلاً انتي من زمان طايحه من
عين أهلي وأمي ما تدانيك

غلا : لا يا شيخه .. يعني أنا اللي أدانيكم , مالت عليك
وعلى وجهك

ساره : خلاص غلّوي السالفه انتهت وخلصنا .. يللا بروح
أغسل الماسك ..

غلا : حاطّه ماسك على وجهك وشهو , ولا مسوّيته فالبيت ؟


***


قالت مشاعل : خلاص حاولي تنسين .. وكوّيس اذا تقولين انه
بدا يتغيّر ..

قالت بشاير : مشاعل الموضوع حاز في قلبي .. مدري بس الى
الآن .. ماني عارفه كيف أشرح

مشاعل : بنتك لولوه درت ؟!

بشاير : لالا ما حسّت بشي .. مدري يمكن حسّت بس أكيد ما
عرفت تفاصيل السالفه

مشاعل : وأمي .. أمي انتبهي , لا تجيبين لها طاري شي ..

بشاير: أكيد أكيد .. أمّي مهيب ناقصه , وبتشيل همّي وتغث
عمرها .. وهي صحتها على قدها , ما كمّلتي لي سالفة
رجلتس والأسهم .. كملي

مشاعل : وش أكمّل يا بشاير , قلت لتس .. لا حول ولا قوة
الا بالله , الله يفك ضيقتنا بس , والله ما يندرى بالأيّام الجايّه
وش بيصير .. الله يستر ما أقول غير الله يستر !

بشاير : الله يعينكم والله , بصراحه رجلتس أنا اسغربت عليه
بعد .. يعني هو على قد حاله وما عنده شي , يقوم الله يهديه
يقترض مية ألف ريال ويدخل فيها كلّها بالأسهم .. طيّب
وبعدين , وش مفكرين تسوّون ؟!

مشاعل : كل الأبواب متسدّده في وجيهنا , حصه خسرت وما
عندها ولا قرش , وأنا كلّها كم ألف اللي عندي فالبنك , أمّا
أبوحمد يقول سلااامة عمركم ما عندي ولا شي ! .. ما لنا
الا نحتري ونشوف وش بيصير !

بشاير : ومحد بيساعدكم ؟!

مشاعل : من بيساعدنا .. أبو حمد كل أصدقائه على قد حالهم ,
أبو مطلق وغيرهم .. وعيال عمّه من بعيد علاقته فيهم موب
ذاك الزود , يعني مهنا مشاكل بس بنفس الوقت العلاقه محدوده
وهم بعد تلقينهم خسرانين فالأسهم .. يعني ما ظنتي أحد
بيساعدنا , لأن مافيه أساساً أحد يساعدنا !


***


قالت لولوه مخاطبةً بشاير : يمه .. يمه بسألك سؤال ..
يعني , ممكن ؟!

بشاير : اسألي يا بنيتي , وش .. وشو عنّه تبين تسألين ؟!

لولوه : يمه .. انتي .. قصدي صايره مشكله بينك وبين أبوي ؟

بشاير : هاه ! .. لالا , ما صاير شي .. ليه تسألين ؟!

لولوه : لأ .. بس أنا لاحظتكم جتكم فترة كم يوم ما تكلمون
بعض بعدين ماشالله رجعتوا تكلمون بعض وأحسن من أوّل ..

بشاير : لا أبد , يتراوالك بس تتوهّمين , لا تشغلين بالك يا
لولوه .. اتصلتي على خالتك مشاعل ..؟!

لولوه : ايه اتصلت عليها .. بكره غدانا عند جدتي لولوه زي
ما اتفقنا ..

بشاير : خير ان شالله ..


***


بدر : هلا والله هلا بأختي حصه , .. من هنا .. استريحي
استريحي ..

حصه : مشكور , الله يهديك يا بدر وش هالوصخ وش هالطمال ..
ناظر ناظر وش هالأوراق وهالحوسه !

بدر : يا حصه يعني كل ما تجين بيتي تعيدين نفس السالفه ..
ماعليه خلاص بنظفه بنظفه

حصه : مدري عنك .. يعني قلنا عزّابي وما عندك أحد ينظف
بس موب لهالدرجه .. وبعدين أغلب غرف البيت فاضيه ومقفله ,
يعني ما عندك غير غرفتك والصاله والمطبخ ..

بدر : يا حصه صدقيني ما عندي وقت

حصه : أي ما عندك وقت يا بدر .. اللي يسمعك هالحين
مشغول بعيالك ومرتك ومسؤوليّاتك ..

بدر : صدقيني ما ألقى وقت , أبو حمد اللي جابك ؟

حصه : ايه .. يقول بعد نص ساعه بيمر علي ياخذني ..
عنده مشوار وبيرجع

بدر : ايه .. المهم , حصه انتي .. تبين فلوس ؟!

حصه : أنا ؟ .. لأ ليه ؟

بدر : جد حصه

حصه : لأ , بعدين انت الخسران موب أنا .. أنا وش دافعه
يا حسره , أنا ما دفعت شي بالمشغل ..

بدر : أدري يا حصه انّي أنا اللي خسران .. بس صدقيني
أنا عندي فلوس , يعني حتى بعد الخساره الحمدلله عندي
فلوس وانتي عارفه هالشي .. كراج السيّارات حقي يشتغل
ويطلّع ربح زين .. وراتبي ممتاز وما عندي ترا مصاريف
واجد ..

حصه : مع انّي مادري وش لزمة هالكلام .. بس مشكور
ما أبي شي

بدر : طيّب .. ورجلتس ؟!

حصه : وش فيه ؟! .. قصدك عشان القرض اللي لازم
يسدّده يعني ؟!

بدر : ايه

حصه : والله .. والله مادري عنّه .. صاير كلامه قليل
وطلعاته برى البيت واجده .. ومادري وش ناوي عليه

بدر : يا حصه قوليله انّي الحمدلله حالتي الماديّه كويسه
وعندي فلوس .. وكانه يبي أي شي لا يردّه الا لسانه , أنا
حاضر وخل يعتبره دين ومتى ما تعدّلت الأحوال يرجعه
لي .. ان شالله بعد عشرين سنه !

حصه : أنا ومشاعل لازم نجلس معه جلسه جديّه ونعرف
هو وش ناوي يسوّي .. الموضوع صعب ومهوب هيّن !

بدر : هذا اللي المفروض تسوّونه انتي وضرّتك , الله
يعين .. , ايه .. وبنتك سويّر وش قالت عقب ذاك اليوم ؟!

حصه : بعد وش بتقول .. بس صدقني اللي فهمته منها
ان مالها ذنب , وولد عمة غلا صديقتها طب عليهم فجأه
وسلّم وهي انحرجت وما عرفت وش تسوّي .. أدري انها
غلطانه بس هذا اللي صار ..

بدر : صديقتها ذي باين أخلاقها زفت .. انتي ما شفتي
عبايتها , أعوذ بالله ! .. وين أهلها عنها ؟!

حصه : خلاص يا بدر .. أنا كلّمت ساره ووعدتني ..
بيني وبينك أنا وأبوها ما حنّا حابّين نضغط ونشد عليها ,
البنت صار لها أكثر من خمس سنين من تخرجت من
الثانوي ولا تزوجت ولا قدرت تكمّل دراستها ..

بدر : ولو .. لازم تنتبهون لها , هذي بنت

حصه : ان شالله .. قول لي يا بدر , أبو حمد وشلون
أتصرف معه ؟ .. الرجال صايره ما أقظب له كلمه
وباين ان هو نفسه مهوب عارف من وين بيسدّد

بدر : أنا قلت لتس .. قوليله بدر عند وجهه وحاضر
باللي يآمر عليه

وبعد نصف ساعةٍ تقريباً اتصل أبو حمد على حصه
وقال لها أنّه عند الباب ويريد الدخول لكي يسلّم على بدر ,
وبعد أن سلّم عليه وتبادلا بعض الأحاديث السريعة
خرج أبو حمد وحصه متّجهين الى البيت اذ أنّ شريفه
أخبرت حصه بأنّها سوف تزورها عليها لبعض الوقت

***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:32 PM
***


دخلت حصه المجلس ومن خلفها ابنة خالتها شريفه ,
قالت حصه : حيّالله من جانا .. هلا ومسهلا .. استريحي ..

شريفه : الله يحيّيتس .. مشكوره

حصه : وشلونكم بعد وشلون رجلتس وعيالتس ..

شريفه : كلّهم بخير الله يسلمتس .. انتوا وشلونكم بشريني
عنّك وعن البنات , وش أخبار ندى مع الاختبارات ..

حصه : والله كل حنّا طيبين الله يسلمتس .. دقيقه أجيب
الشاهي ..

وبعد أن دخلت حصه وقدّمت لشريفه الشاهي والكيك قالت
حصه : سمّي , ايه .. وش كنّا نقول

شريفه : ههههه ما بعد قلنا شي يا حصه .. ايه صدق ,
والله انّي زعلت يوم قلتي لي عن سالفة مشغلكم انتي وبدر ,
ياختي هالمشاغل والكوافيرات بعضها تربح وتطلّع ذهب ,
وبعضها ...

حصه : يا بنت الحلال ربّتس ما كاتب .. وان شالله بيعوّضنا
خير .. ياوخيتي في الفلوس ولا فينا وفي عيالنا ..

شريفه : اي والله صدقتي .. أنا ما قلت لتس ...

حصه : خير .. وش صاير ؟!

شريفه : رجلي أبو سليمان ..

حصه : عسى ما شر .. وش فيه ؟!

شريفه : لا مافيه شي .. بس تهاوشنا .. وأنا هالحين عند
أخوي نواف

حصه : هاو ؟ .. طيّب ليه وش اللي صار ؟!

شريفه : ياختي .. وش أقول لتس بس ...

حصه : قولي يا شريفه .. أنا بنت خالتس وحسبة أختتس ..

شريفه : ايه , .. يا حصه أنا طفشت وملّيت , معيّشنا بفقر ونقر ..
كل شي علينا بالحسره , ملّيت من هالعيشه اللي عايشتها وكل
ما قلت له يقول : ما بيدي شي , وش تبيني أسوّي يعني ..

حصه : اللي أعرفه ان رجلتس أبو سليمان يحبتس ويعزتس ..
وش اللي صار لكم ؟!

شريفه : قلت لتس .. حالتنا الماديّه كل مالها أردى وأردى
وأنا ملّيت !

حصه : والله مدري وش أقول لتس .. يعني لهالدرجه ؟

شريفه : وأكثر يا حصه .. ما قد طلبت منّه طلب وجاب لي اياه ..
لا سفر ولا لبس زي النّاس .. طقم الصاله صار لي شهور أنا
ويّاه أبي أغيّره وما غيّره ..

حصه : لا حول ولا قوة الا بالله .. طيّب , كم صار لتس عند
أخوتس ؟! وعيالتس وينهم فيه ؟!

شريفه : صار لي أسبوع , وعيالي صغار معي أكيد ..

حصه : طيّب وبعدين يعني ؟!

شريفه : مدري يا حصه .. أخوي كلّمه ويقول .. يقول ان هذي
حدود معيشتنا وهو ما بيده يسوّي شي أكثر ..

حصه : وانتي .. وش تبينه يسوّي ؟!

شريفه : أنا .. أبيه يحسن وضعنا شوي .. أنا الرجال ولا هو ؟! ,
المفروض هو اللي يفكّر ويدبّر نفسه !

حصه : يا شريفه اللي أعرفه انّه يحبتس وشاريتس .. وبعدين
شوفيني أنا ترا منيب أحسن منتس .. وفكري بعيالتس بعد ..

شريفه : هو بعد لازم يحس فيني .. أنا ودّي أعيش زي النّاس !

حصه : تعوذي من ابليس وارجعي معه يا شريفه .. صدقيني
بتّحسفين بعدين , بتّحسفين !

شريفه : وش قصدتس ؟

حصه : دامّه متعنّي لتس وحريص على رجعتس .. ارجعي معه

نظرت اليها شريفه بارتيابٍ وقالت : يعني .. طيّب يا حصه ...

وضعت حصه يدها على كتف شريفه واقتربت منها وقالت : ارجعي
مع رجلتس يا شريفه .. خذيها نصيحه منّي واسمعي كلامي ..
ارجعي لرجلتس , صدقيني المَرَه ما لها الا بيت رجلها .. ويكفي انّه
يحبّتس وشاريتس , صدق ان الفلوس مهمّه .. بس فيه أشياء ثانيه
أهم , لا تشوفين اللي شفته ولا أبيتس تذوقين اللي ذقته , هذّاني
طلعت من بيتي وعاندت ودقّيت برجلي وقلت مانيب راجعتله ! ,
سبحان الله كأنّ السالفه تتكرّر .. نفس اللي صار لي قاعد يصير
لك !! , تعوّذي من الشيطان وارجعي لرجلتس وان شالله أموركم
بتتحسن .. ادعي ربتس انّه يفتحها بوجه رجلتس , بس أهم شي
ارجعي له يا شريفه ارجعي له !!

كانت هناك رجفةٌ في صوت حصه , شريفه ارتابت قليلاً ولكنها
ابتسمت وحصه ابتسمت , قالت شريفه : طيّب .. أوعدك يا
حصه انّي بفكر .. بيني وبينك أنا نفسي ماني مقتنعه باللي أسوّيه ,
بس .. بس حاسّه ان فيه شي يمنعني .. بس أوعدك انّي بفكر
وبستخير .. وانتي ادعي لي !

ابتسمت حصه ومسحت دمعتها التي كادت تسقط من عينها
ولم تعرف سببها بوضوح !


***


كانت الجدة لولوه (أم مساعد) ومشاعل وبشاير وابنتها لولوه
مجتمعين على سفرة الغداء في بيت أم مساعد , قالت
لولوه : بس بصراحه يا جدّتي الجريش لذيييذ .. أكثر شي
أحب آكله من يدك الجريش والحنيني ..

قالت أم مساعد : بالعافيه يا بنيتي .. ان بغيتي كل يوم أسوّي
لتس الجريش وأرسل لكم حافظ مع السواق , حنّا من عندنا
أغلى من لولوه ؟ .. وهـ يا بعد عمري ههههه

قالت بشاير : يمّه وشدعوا ههههه , صدق انّي أمّها .. بس
يقولون الدلال الزايد يخرّب ويفسّق ترا

قالت أم مساعد : يا بنيتي يا بشاير هي حفيده وحده , اذا ما
دلّلت لولوه ولا دلعتها .. أجل من بدلّل ..

قالت مشاعل مازحةً : يعني لو عندي بنت ولا ولد .. بتحبّين
لولوه بنت بشاير أكثر من عيالي ؟!

قالت أم مساعد : لا والله , كلّهم نفس الشي .. أنا ما فرّقت
بين بناتي ولاني مفرّقه بين أحفادي

قالت مشاعل : ههههه ايه أشوى ريّحتيني .. أقول يمّه
وشلون هالخدامه معتس .. عسى ما رجعت وفتحت لتس
موضوع زيادة راتبها ؟!

قالت أم مساعد : لالا أبد ما رجعت عادت السالفه ..

قالت بشاير : هالخدامات ما ينعطون وجه بصراحه ..
ومع تجربتي معهن أحس ما يبيّن بعينهم شي مهما سوّينا !

قالت مشاعل : أحس موب شرط يعني .. يعني موب كلّهم

قالت بشاير : موب كلّهم .. بس أغلبهم , أمّا انتوا يا مشاعل
اللي مدري كيف عايشين من غير شغّاله !

قالت مشاعل : أنا قلت لتس من قبل .. أبو حمد ما يداني الخدم ,
متعقّد من هالقصص اللي يسمعها عن الخدّامات , يقول انّ الخدم
ما وراهم الا المصايب ومستحيل أسمح ان مَرَه غريبه تعيش
في بيتي ! , بعدين ساره وحصه ما عندهم دوام .. ومن كبر
بيتنا عاد هالحين , يعني اذا كل واحد نظّف غرفته بس بيصير
البيت زي الفُل !

قالت بشاير : لأ بس ولو .. الخدامه مهمّه وخصوصاً بهالوقت ..

قالت مشاعل : بيني وبينتس حنّا بعد نشيل همّ الفلوس ومصاريف
الخدّامه .. وبعدين هي عالتعويد واذا تعوّد الواحد انّه يعيش من
غير خدم بيصير عادي عنده ..

قالت أم مساعد : اكلوا يا بنات ما أكلتوا شي .. الصحون ما تحرّكت ,
أخاف بعد مسوّين ريجيم وما ريجيم ؟!

ضحِك الجميع على كلمة أم مساعد , وبعد الغداء جلست مشاعل
وبشاير على انفراد وتحدّثت مشاعل عن موضوع أبو حمد والقرض
الذي عليه , أما بشاير فتحدّثت عن زوجها ناصر وتصرّفاته بعد
الذي حصل , أمّا أم مساعد وحفيدتها لولوه فأخذن يتحدثن في
مواضيعٍ متفرّقة


***

انتهت اختبارات الجامعة عند حمد ولكنّه اتّصل على أهله وأخبرهم
بأنّه سيذهب في جولةٍ مع أصدقائه الى راس تنّوره والبحرين
والأحساء , ولن يأتي الى الرياض الى بعد هذه السفرة لأنّهم اتفقوا
على موعد السفرة وحدّدوه , أخبرته حصه بأنّها وأبو حمد مشتاقون
الى حمد ولكنّ حمد قال لها "لاحقه يا يمّه وبتطفشين منّي !" , ولم
تُخبر حصه حمد عن موضوع الدّين الذي على والده وقد أوصى
أبو حمد الجميع بأن لا يعرف حمد بالموضوع الا بعد عودته الى
الرياض



,

نظرة الحب
10-28-2010, 02:32 PM
(الجزء الثاني)


انتهت اختبارات الثانويّة العامّة وطلعت النتائج , حصلت ندى على
نسبة 93 % , كانت ندى تُريدُ دخول الجامعةِ لكي لا يُصبح حالها
مثل حال أختها فالزواج قسمةٌ ونصيب أما دخول الجامعةِ فهو أمرٌ
بيدها وبمقدورها هي من بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى

دخلت ندى غرفة والدتها وقالت : هاه يمّه .. وش ناوين تعطوني
هديّة النجاح ؟!

حصه : والله مادري .. بس انتي شوفي شي معقول , يعني قدري
وضعنا شوي !

ندى : أكيد بقدّر وضعكم , وأنا يا حسره علي وش أطلب كل طلباتي
بسييطه !

كان مزاج حصه متعكّراً اذ أنّها كانت تفكر بدين أبو حمد وحالتهم
الماديّة الصعبه , قالت : خلاص يا ندى .. فكّري وش تبين هديّه
وقولي لي


***


ذهَب أبو حمد الى البنك لكي يستفسر , وجد أنّ الأسهم التي اشتراها
قد نزل سعرها كثيراً وأصبحت في الحضيض , والبنك اذا أتى موعد
التسديد سوف يجبرون أبو حمد على السداد واذا وصلت المسألة الى
المحكمة فسوف يُجبَر أبو حمد على بيع جميع أسهمه وتتم مصادرة
جميع أملاكه (اذا كان لديه أملاك) ويتم بها سداد المبلغ للبنك , كان
أبو حمد خائفاً جداً والأيّام تمرّ عليه بسرعةٍ وهو لا يعلم ماذا يفعل ,
يتابع أسهمه كلّ يومٍ وهي في نزولٍ مستمر ويدعو ربّه في كل
سجدةٍ : "يا رب افرجها علي"


***


ألحّت ندى على مشاعل بأن تعمل حفلة صغيرة في البيت , ذهبت
مشاعل وندى مع سائق الجدّة لولوه أم مشاعل , في البداية ذهبوا
لمحل حلويات اشتروا منه "كيكة النجاح" ومن ثم الى السوبر ماركت
لشراء باقي مستلزمات الحفلة الصغيرة , كانت مشاعل تفكّر بأنّ هذه
الحفلة الصغيرة سوف تخفّف من التوتر والجوّ المشحون في البيت
بسبب موضوع أبو حمد والقرض

وفي البيت "ادّهرت" مشاعل وندى بتجهيز العشاء , فطائر وبيتزا
وبيبسي وحلويّات الى جانب كيكة النجاح , اجتمع أبو حمد وح صه
و مشاعل و ساره في الصالة الصغيرة وقد تمّ تجهيز كُلّشئ , قالت
ساره : وحنّا الين متى بنجلس كذا يعني .. عروس ذي ساعه كامله
تتجهّز ! , وبعدين الله واكبر من كثر المعازيم هالحين !

قالت حصه : اسكتي بس يا ساره

قالت مشاعل : خلاص يا ساره .. خلّيها تستانس المسيكينه ..
يللاا ياا نــدى ..

أمّا أبو حمد فقد ظلّ صامتاً يتصنّع الابتسامة , وبعد قليل دخلت
ندى وقد لبست فستاناً بسيطاً مناسِباً للمناسبة الصغيرة , وقد بدت
مُحرجة رغم أنّها هي نفسها لم تعرف لماذا الحرج !

عندها بدأت مشاعل تصفق وتغنّي : "وحياة قلبي وأفراحو .. وهناه
بمساه وصباحو ..... زي الفرحان بنجاحوو" ..

وساره غنّت مع مشاعل بصوتٍ عالٍ , أمّا حصه وأبو حمد فقد
اكتفوا بالتصفيق أمّا ندى فقد بقيَت مُحرجه ! , وبعد الغناء والتصفيق
سلّمت ندى على الجميع وقبلت رأس أمّها وأبيها وبدأت الكلمات
المعروفة : "ألف مبروك" ... "الله يبلّغني فيتس ان شالله متخرجه
وماخذه الشهادة" ... "نشوفتس دكتوره ان شالله !" , وتلتها بعض
التعليقات من ساره التي أحرجت ندى بعض الشئ , ومن ثم تمّ قصّ
الكيكة وتناوُلُ العشاء وكان الجوّ جميلاً


***


اتّصَلت أم مساعد على ابنتها مشاعل , أم مساعد : ألو السلام عليكم ..

قالت مشاعل : عليكم السلام هلا يمّه ..

أم مساعد : وش أخبارتس يا بنيّتي ..

مشاعل : بخير الله يسلمتس .. انتي وشلونتس

أم مساعد : والله بخير .. هاه وشلون حفلتكم البارحه .. تقولين حفلة
ندى ومدري وشو ..

مشاعل : ههههه , هي نص حفله يعني موب حفله كامله ! , والله
وش أقول لتس .. أبد قصّينا الكيكه وغنّينا شوي وتعشّينا وقظت
الحفله ! , بيني وبنتس أنا قلت لتس .. قلت خلّينا ننبسط شوي
ونستانس .. بيتنا صاير كلّه حزن , أبو حمد حاله ما يسرّ .. بديت
أخاف يصير فيه شي من الاكتئاب اللي هو فيه ! , وأنا وحصه
شايلين همّه .. حتى ساره مدري وش فيها , ما فيه الا ندى هي
اللي مستانسه بنجاحها وتخرّجها وقلت أونّسها شوي ..

أم مساعد : ايه زين سوّيتوا .. وسّعتوا صدوركم شوي .. طيّب
وهالحين وش سوّيتوا على القرض ؟!

مشاعل : أبو حمد ما يتكلّم أبد .. ويقول ما أبي أحد يفاتحني
بالموضوع وان شالله بيتدبّر !

أم مساعد : لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يفرجها عليه ان شالله ..
مسيكين الله يعينه , يا بنيتي ما أوصّيتس فيه .. هذا رجلتس
وهالحين هو في ضيقه , واسيه وخلّتس بجنبه وحاولي انّتس
تخفّفين عليه وتخلّين همّه وهمّتس واحد ..

مشاعل : أكيد يا يمّه وهذا اللي جالسه أسوّيه , الله يعين ان شالله ,
أقول يمّه .. ذاك اليوم لمّا تغدّينا عندتس .. لولوه ما قعدت تخذرق
عليتس .. ما قالت لتس شي معيّن ؟!

أم مساعد : لولوه ؟! .. قعدت تقول لي عن الجامعه ومدري وشو ..
يعني سواليف عاديّه .. ليش ؟!

مشاعل : لا أبد , بس لأنّ ناصر عنده مشكله وحسبت انّها قايلتلتس ..

أم مساعد : مشكله ؟! .. مدري ما جابت لي طاري .. وش مشكلته ؟!

مشاعل : لا لا .. مشكله ماليّه يعني .. بس أكيد بتنحل , لا تشغلين
بالتس , مشكله بسيطه يعني بس خفت لولوه تكبّر الموضوع وتقول
لتس وتّروّعين

أم مساعد : لا ما قالت لي شي , بس ان كانها مشكله بسيطه أشوى ,
أنا خفت انّه شيّ كايد ..

كانت مشاعل مرغمة على الكذب على والدتها رغم أنّها لم تشأ
أن تكذب , ولكنها كانت تجسّ النبض فقط , خوفاً من أن تكون
لولوه قد قالت شيئاً قد لاحظته على والديها لجدّتها


***


كان لؤي طوال الأيّام الماضية يحاول الاتصال بساره ولكنها
لا تُجيب , أرسل اليها رسائل كثيرةً وطلب منها أن تردّ عليه
ولو برسالة صغيره ولكنّها لم ترد , اعتقد بأنّها لاقت مشكلةً
كبيرةً بعد أن رآها خالُها في السوق واقفة معه , ولكنّه بدأ
ييأس رغم أنّه تعلّق فيها كثيراً ولم يعرف السبب , بالرغم
من أنّه لم يرى وجهها كاملاً حتى !

أمّا غلا فهي أيضاً بدأت تستغرب من تصرفات صديقتها
ساره , اذ أنّ ساره أصبحت لا تردّ على غلا كثيراً ولا
تخرج معها كالسابق , ولكن غلا كانت لديها صديقاتٌ كُثر
رُغم تعلّقها بساره , وقد اعتقدت بأن مسألة والد ساره
والقرض الذي عليه قد أثّر على ساره ولهذا فإن مزاجها
متعكّر ونفسيّتها قد تغيّرت وربّما قد شدّدوا أهلها عليها
بعد أن رآهاخالها مع لؤي في السوق في ذلك اليوم


***


اتصلت ندى على صديقتها لمياء , قالت ندى : ألو ..

قالت لمياء : ألو .. هلااا ندى ..

قالت ندى : أهلين لموويَه .. كيفك

قالت لمياء : تمام .. هاه بشّري كم جبتي ؟!

قالت ندى : أمممم توقّعي !؟

قالت لمياء : مدري .. يللا قولي خلصينااا !

قالت ندى : جبت 93 % .. وانتي ؟!

قالت لمياء : ماشالله كويس .. أنا جبت 90 %

قالت ندى : يعني زين .. بعدين حنّا علمي موب أدبي ,
وأهلك وش قالوا ؟!

قالت لمياء : عادي , باركوا لي وقالوا لي عقبال الجامعه ..
المهم ترا رغد بتسوّي حفلة نجاحها .. حفلة لتخرّجها من
الثانويّه , أنا عزمتني وانتي أكيد بتعزمك .. بتروحين ؟!

قالت ندى : هي خل تعزمني بالأوّل ! , بصراحه مدري
يمكن أروح , الحفله وين فيه ؟!

قالت لمياء : باستراحه مأجرينها .. أنصحك تعالي أنا
أكيييد بروح , فلّه وهبال مع البنات ..

قالت ندى : تعالي صدق ههههه , أنا ما قلت لك ..
سوّينا حفلة نجاحي في البيت ..

قالت لمياء : والله ! , متى وليه ما عزمتيني ؟!

قالت ندى : خخخخ أي أعزمك بعد انتي .. حفله عائليه ,
أمي وأبوي ومَرت أبوي وأختي وبسسس !

قالت لمياء : طيّب وش سوّيتوا ؟!

قالت ندى : خرابيط .. كيكه وعشا .. وغنّينا "وحياة
قلبي وأفراحو" !

قالت لمياء : هههههه زين سوّيتوا .. أنا كلمة "مبروك"
وزين طلعت من أهلي , المهم انتي بتروحين لحفلة
رغد ولا لأ .. ترا الحفله يوم الأحد .. يعني بعد أربع أيّام ..

قالت ندى : قلت لك خل تعزمني هي بالأوّل .. بعدين
يصير خير


***


نظرَ مازن الى وجهه بالمرآة , أصلح "مرزام الشماغ"
بهدوء , دخل عليه أخوه الأصغر عبدالله وقال : يللا
مازن تأخّرنا .. امش بسرعه تأخرنا عالنّاس

كان اليوم هو يوم خطبة مازن , قرّر الزواج من أحد
قريبات زوجة عمّه , عمّه توفّيَ منذ زمنٍ طويل وله
ولدٌ واحد يدرس في بريطانيا , أما زوجة عمّه فهي
تعيش في بيت صغير لوحدها , لم يكن يعرفها جيّداً
وعلاقته بابنها (ابن عمّه) كانت محدوده , ولكنّه قرّر
الاتصال بها لكي يكلّمها عن موضوع زواجه لأنّها
المرأة الوحيدة التي يعرفها من أقاربه ! , طلب منها
أن تبحث له عن فتاة مناسية يتزوّجها ويكمل نصف
دينه وقد أخبرته عن ابنة أختها و"مدحتها له" وهو
بدورهوافق وآمن بذوق زوجة عمّه التي لا يعرفها ! ,
مهّدت له زوجة عمّه الأمر وهو سيذهب الآن لخطبة
الفتاة رسميًّا مع أخيه الأصغر عبدالله , كان يفكّر
في ساره بالطبع ولكنّه نسي حبّها , لم ينسها هي نفسها
ولكنّه نسي حبّها وهذا هو المهم ! , سيعيش حياةً جديدة
مع امرأةٍ جديدة , سوف ينسى ساره بالتأكيد مع مرور
الأيّام , وكان متيّقناً من أنّها هي أيضاً سوف تنساه حتى
ولو لم تتزوّج , نزل من الدرج متّجهاً الى الباب الخارجي
وكان أخوه في انتظاره وانطلقوا الى بيت أهل الفتاة
لخطبتها .. سأل نفسه : ما سمها ؟! .. آه .. نعم ,
أفنان .. اسمها أفنان


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:33 PM
***


دخلت ندى غرفة مشاعل وقالت : أقول خالتي .. ودّي
أروح حفلة صديقتي رغد ..

قالت مشاعل : حفلة نجاحها يعني ؟!

ندى : ايه .. اتصلت علي وعزمتني والحفله بكره ..
كل صديقاتي بيروحون

مشاعل : والله مدري يا ندى .. أنا لاني أمتس ولاني
أبوتس ! , طيّب استاذني من أمتس ..

ندى : أخاف تعصب علي .. بتقول لي حنّا وين وانتي
وين ..

مشاعل : ايه .. صادقه , أمتس حصه نفسيّتها مرّه متأثره
وشايله هم أكثر من أبو حمد نفسه ..

ندى : طيّب يا خالتي وش أسوّي .. أنا ودّي أروح

مشاعل : طيّب ماعليه حبيبتي .. بكلّم أمتس وأبوتس وان
شالله تروحين ..

ندى : مشكوره خالتي

مشاعل : العفو ..

ذهبت مشاعل الى حصه وأخبرتها بالموضوع ولم تمانع حصه
اذ قالت : "بكيفها تسوّي اللي تسوّيه مالي خلقها بس قولي لها
لا تتأخّر" , قالت مشاعل : "ان شالله بقول لها ما تتأخّر"

وقد فكّرت مشاعل في نفسها بأنّ ندى صغيرة وليس هناك داعٍ
بأن تعيش الهمّ والجّو المشحون مع أهلها , كانت مشاعل متفائلة
تحسّ بأنّ كل شئ سوف يسير على ما يرام ولم تعلم لماذا ! ,
أمّا حصه فكل يومٍ يزداد توتّرها وقلقها , أمّا أبو حمد فحالته
النفسيّة في سوء مستمر , كلامه قليل وشارد دائماً وفكره مشوّش ,
وأيقن بأنّه : "ما بعد الدّين هم" !


***


أمسكت ساره بقصّاصة الأظافر وأخذت تتأمّلها , ظلّت
لدقائق تنظر الى قصّاصة الأظافر وتتأمّلها ! , فتحت
القصّاصة وأمسكت باصبع يدها الصغير وقصّته ,
قصّته بشكلٍ مبالغ فيه , وأمسكت بالاصبع الثاني وقصّته
بنفس الطريقة , دخلت عليها ندى الغرفة في هذه الأثناء
وقالت باستغراب : انتي وش تسوّين ؟!

قالت ساره : .. أقص أظافري !

قالت ندى : أدري انّتس تقصّين أظافرتس .. بس ليه ؟! ,
انتي العاده تطوّلينا وتبردينها

ساره : ما تدرين ان الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن
تطويل الأظافر

ندى : وشو ؟!!

ساره : وش اللي وشو ؟!

قالت ندى : هاه .. لا ولا شي , خلصي قص أظافرتس
وتعالي .. حطّينا العشا ترا

خرجت ندى من غرفتها وهي تكتم ضحكتها , استغربت
كثيراً من تصرّف أختها .. اذ بعد علاقاتها الغراميّة بمازن
ولؤي .. تقصّ أظافرها لأنّ تطويل الأظافر حرام !! , فكّرت
ندى بأنّ أختها "يا تستهبل وتستعبط" بهذه الحركة , أو
أنّها جادّة بقص أظافرها لأنّها حرام !


***


خرجت عبير من شقّتها , نزلت الدّرج ببطئ اذ أنّ رجلها
كانت تؤلمها قليلاً ومصعد العمارة معطّل , وأثناء نزولها
رأت رجُلاً أمام بيت أبو دانيه , هي بيتها في الطابق الثالث
أما بيت أبو دانيه فهو في الطابقه الأوّل , استغربت من هذا
الرجل اذ أنّه كان سعودياً وأنيقاً ولم تَرَه من قبل , استنكرت
وقوفه أمام بيت أبو دانيه (وأبو دانيه عجوز في الستّين من
عمره من الجنسيّة السوريّة) , لم تعرف ما علاقة هذا الرجل
ببيت أبو دانيه , أحسّت بفضولٍ شديد ! , وعندما التقت عيناها
بعينيه أحسّت بأنّها تعرفه ؟! , نزلت على الدرجة الأخيرة من
الدرج وأصبحت المسافة بينها وبين الرجل مترين اثنين لا أكثر ,
نظرت اليه وتذكّرت ! , أمن المعقول أن يكون هو !! , .. لالا
ربّما يشبهه .. ولكن يبدو أنّه .. هو نفسه !!؟


***


قطعت ساره علاقتها بغلا , استغربت غلا ولم تعرف السبب
ولكنّها لم تهتمّ كثيراً , قالت ساره لغلا بأنّ أهلها قد حلّفوها
بأن لا تكلّم غلا مرةً أخرى بعد أن رآها خالها في السوق
في ذلك اليوم , أمّا ساره فكانت راضية بانهاء صداقتها مع
غلا , وغلا لم تهتمّ كثيراً , العلاقة قد قطعت وصداقة السنوات
الطويلة قد انتهت !

خرجت ساره من غرفتها حاملة "كرتون" مملوئاً بأغراض
وأوراق , استوقفتها ندى وقالت لها : ساره وش هالكرتون ؟!

قالت ساره : أشياء ما أبيها .. وبرميها

نظرت ندى الى داخل الكرتون فوجدت أشرطةً غنائيّة
لنوال وأفريل لافين وغيرهم ! , ومجلات فنيّة وغنائيّة
وبوسترات المغنّين والفنّانين التي كانت معلّقة على جدار
غرفة ساره , وأشياء أخرى أيضاً في هذا الكرتون , قالت
ندى بعد أن رفعت رأسها : يعني هالأغراض كلّها ما تبينها ؟
.. طيّب ليه ؟!

قالت ساره : خلاص .. ما أبيها , بحطها عند الباب عشان
اذا شافها أبوي يرميها في زبالة الشارع مع الزباله

استغربت ندى كثيراً ولكنّها لم تنبس بكلمة ومضت الاثنتان


***


كانت عبير قد نزلت عند شقّة أبو دانيّه لتشرب عندهم
"فنجان قهوة" , استقبلتها أمّ دانيه الست مفيده , والست
مفيدة بالخمسين من عمرها

قالت مفيده : أهلين بعبير .. كيفك وكيف الأولاد ..
وجوزك كيفو

قالت عبير : كلّياتنا بخير الله يخلّيكي .. وانتوا كيفكون ..
أبو دانيه ودانيه كيفون ..

قالت مفيده : الحمدلله بخير , ييي .. انتي ما دريتي ؟!

قالت عبير : عن شو بدّي ادرى ؟!

قالت مفيده : دانيه .. دانيه بنتي انخطبت !

قالت عبير : شو ؟!

قالت مفيده : اي متل ما عم قلّك .. انخطبت وعن قريب
كتب كتابا

قالت عبير : أها .. وايمتى انخطبت ؟!

قالت مفيده : أوّلت امبارح .. خطبها واحد سعودي ..
صحيح انّو أكبر منها بكتير بس هيّي كمان مو صغيره ..
هاد غير انّو عندو فلوس وحالتو الماديّه منيحه .. والخميس
الجاي يعني بعد خمس أيّام كتب الكتاب

قالت عبير : ما شاء الله سعودي ؟! .. طيّب دخلك قدّيش
عمرو ؟!

قالت مفيده : عمرو هيك بحدود خمسه وأربعين .. سته
وأربعين سنه

قالت عبير : أها .. وشو اسمو ؟!

قالت مفيده : اسمو ناصر .. ناصر أحمد ناصر !

اتّسعت عينا عبير ولم تنطق بكلمة , كانت متفاجئة جداً

قالت مفيده : شو عبير .. ما ملاحضه انّو حتى كلمة
مبروك ما طلعت منّك ..

قالت عبير وهي شاردة قليلاً : مبروك .. ألف مبروك ..
عن اذنك أنا ماشيه

خرجت عبير ولم تعرف مالذي يجب أن تفعله , كانت
متفاجئةً جداً , صعدت الى شقّتها واستلقت على فراشها


***


دخلت ندى غرفة ساره التي كان بابها مفتوحاً , قالت ندى
في نفسها "لالا أكيد أختي ساره فيها شي تغيّرت كثيير ! ,
أنا لازم أعلّم أمي وأبوي لازم !" , كانت ساره "بمْصلاها
بملفع الصلاة" تقرأ القرآن بكل خشوع وتفكّر وكانت أوّل
مرة ترى فيها ندى أختها تقرأ القرآن

ذهبت ندى الى الصالة لتجد مشاعل وحصه جالستان فيها ,
قرّرت أن تكلّم مشاعل أولاً , فمشاعل جامعيّة ومعلّمة ومثقفة
الى حدّ ما , ومن الممكن أن تفسّر حالة ساره وتصرفاتها
الغريبة ! , قالت ندى : خالتي ممكن تجين شوي .. فيه شي
طاح ورى السرير وماني عارفه أطلعه ..

قالت مشاعل : "يالله جايّه" , وذهبت الاثنتان الى غرفة ندى
الصغيرة , أقفلت ندى الباب وقالت : بيني وبينك لا شي طايح
ورى السرير ولا شي خخخخ

قالت بشاير : أجل وش فيه , أكيد موضوع مهم

قالت ندى : بصراحه يعني .. أنا بكلمك عن ساره

مشاعل : وش فيها ؟!

ندى : تدرين انها قطعت علاقتها بصديقتها غلا .. حتى
صديقاتها الثانيات انقطعت عنهم وما صارت تطلع برى
البيت وتروح مطاعم وأسواق زي ما كانت تسوّي أوّل

مشاعل : غريبه ؟! ..

ندى : حتى مكياج ما تحط ! , وقصّت أظافرها مرّره ..
تقول انّ تطويل الأظافر حرام !!

مشاعل : أنا ملاحظتها بعد ..

ندى : واليوم أخذت كرتون معبّيته أشرطة أغاني
ومجلات فنيّة وبوسترات مطربين وأشياء ثانيه بعد
.. ورمتَه بالزباله !

مشاعل : جد غريبه .. يمكن موضوع أبوك أثّر عليها

ندى : لالا مستحيل .. هي أصلاً ما تهتم , السالفه مهيب
سالفة أبوي وقرض أبوي .. هي متغيره عشان شي ثاني ..
فيه شي ثاني !

قالت مشاعل : أنا بكلّمها .. بشوف وش فيها .. بس
يمكن يعني .. الله هداها ؟!

ندى : الله هداها ؟! .. كيف يعني ؟!

ابتسمت مشاعل ونظرت الى ندى ولم تنطق بكلمة


***


كان أبو حمد جالساً مع حصه في الصالة , الاثنان متغيّران ..
حصه شاحبة وباردة وليست على عادتها , وأبو حمد السواد
قد كثر حول عيناه ووجهه تهدّل وبدا أكبر بعشر سنين ! , أمّا
ندى "منسدحة" تشاهد مسلسلها المفضّل "سنوات الضياع"

قالت حصه : والأسهم ارتفعت يعني ؟!

قال أبو حمد : ايه ارتفعت شوي .. بس الطّيحه كانت قويّه
لا تنسين !

قالت حصه : والقرض .. من وين بتسدّد .. وش رسيت عليه ؟!

قال أبو حمد : يا حصه سألتيني هالسؤال مليون مرّه !

قالت حصه بألم وحرقة : انت الله يهديك ما تقول شي ! ..
الواحد ما صار يعرف لك يابوحمد , يعني البنك قرّروا
يطوّلون المهله ؟!

قال أبو حمد : ان شالله يوافقون .. أعرف لي واحد أنا
وان شالله بيوافقون .. قلت لتس أنا ما أبي أشغلكم زود معي ..
بس لا تخافين أنا بدبّر أموري وعندي كم فكره في راسي

قالت حصه : وشلون ما أخاف الله يهديك .. المهم لا تنسى
ترا أخوي بدر حاضر باللي تامر فيه .. تدري هو ماشالله
ربّي منعم عليه ولاهوب حول زواج ولا شي أخوي وأعرفه !

قال أبو حمد : يصير خير .. , الا ما دريتي .. مازن جارنا ..
ماغيره اللي خطب سويّر ..

قالت حصه : ايه أكيد أعرفه , وش فيه ؟!

قال أبو حمد : خطب .. والخميس الجاي عرسه !

قالت حصه : من صدقك ! , وانت وش درّاك ؟!

قال ابو حمد : انا تدرين فيني ما أكلمه .. بس اخوه الصغير
عبدالله شفته بالمسجد وسلّمت عليه وقال لي السالفه , تقل
تسنّه متعمد يقول لي اياها .. يعني ترا ماوقفت على بنتكم !

قالت حصه : ومن بياخذ ؟!

أبو حمد : يقول وحده من جماعتهم .. تقرب لهم من جهة
مرت عمهم

حصه : ايه بعد وش نقول .. الله يوفقه ويهنّيه , طيّب
تهقى بيطلعون من الحاره ؟!

أبو حمد : لالا بيقعدون بهالبيت .. يمكن يجدّدونه ويرمّمونه
ما يندرى .. وعبدالله يقول قدّم على بعثه وان شالله بيدرس
برى .. برى المملكه يعني , والبيت أكيد لمازن ذا وحرمته

حصه : ايه الله يوفقه هو بعد .. هالأيّام كل من تسبَع
بعمره وراح يدرس برى !


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:34 PM
***


انتهت حلقة مسلسل سنوات الضياع وخرجت ندى من الصالة
متّجهةً الى غرفة ساره , دخلت الغرفة وأقفلت الباب وقد كانت
ساره تقرأ كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني بالرغم من
أنّها كانت تفضّل في السابق الروايات الرومانسيّه المترجمه
المليئة بقصص الحب والغرام المبالغ بها ! , لم تستغرب ندى
اذ أنّها تعوّدت على تصرّفات ساره المتغيّرة وقالت : أقول ساره ..
ما أقطع عليك قرائتك بس .. بقول لك شي

قالت ساره : قولي .. وش فيه ؟!

ندى : مدري بس أخاف تزعلين وتتضايقين .. طيّب قبل ما
أقول لتس الشي أبسألتس سؤال ولازم تجاوبين عليه ..؟!

ساره : اسألي ..

ندى : طيّب .. هالحين انتي .. انتي للحين تفكرين بمازن ؟!

غضبت ساره وقامت من مكانها وقالت بعصبيّة : استغفر
الله .. وش هالسؤال البايخ .. أكيد ما عدت أفكّر فيه ! ..
اخلصي وقولي اللي عندك !

ندى : طيّب طيّب بقول .. تو سمعت أبوي يقول لأمي ..
ان مازن خطب وقريب بيتزوج !

ظلّت ساره جامدة بمكانها وظهرة مسحة حزن على
وجهها وقالت بهدوء : ايه .. بيتزوج يعني .. الله يهنّيه
ويوفقه ..

استغربت ندى من ردّة فعل ساره , ابتسمت ساره
وقالت : يالله .. عقبالي أنا بعد !

قالت ندى : ان شالله .. بس انتي عادي ؟! .. أمانه
يعني .. ما تضايقتي من الخبر ؟!

ابتسمت ساره وقالت : صدقيني مهوب اللي تتوقعينه ..
مازن خطبني وأهلي رفضوه وما صار نصيب بينّا ..
وشي طبيعي انّه بيدوّر نصيبه مع وحده ثانيه , الله
يوفقهم ويهنّيهم وكل واحد نصيبه بيجيه .. هذا مشاعل
تزوجت أبوي وعمرها فوق الثلاثين سنه , يعني موب
شرط النصيب ما يجي الا والوحده صغيره .. النصيب
يجي بأي وقت !

ابتسمت ندى ونظرت الى عيني ساره وقالت : تغيّرتي
يا ساره .. تغيّرتي كثير !

ابتسمت ساره ولم تقل شيئاً , ولكن ندى قالت : ساره ممكن
نكون صريحين ؟! , انتي وش اللي صار لتس بالضبط ؟! ,
لالا جد يعني .. انتي التزمتي خلاص والله هداك ؟!

قالت ساره : ههههه , طيّب المفروض تفرحين ان أختك
الله هداها

ندى : أكيد فرحانه .. بس مستغربه , يعني ليه وش اللي
صار بالضبط ؟! ..

وفي هذه الأثناء طرقت مشاعل باب الغرفة وقالت : ممكن
أدخل ؟!

قالت ساره : تفضلي مشاعل ..

قال مشاعل : لا يكون قطعت عليكم سالفتكم ؟

قالت ندى : لا وشدعوا عادي .. يووه صدق نسيت مسلسل
نور بدا .. بروح أناظره مع انّي ما أطيقه وأحب سنوات
الضياع أكثر بس يالله .. صيفيّه وفضاوه الواحد وش
يسوّي بعد !

خرجت ندى من الغرفة وظلّت مشاعل وساره , قالت
مشاعل : هاه .. وش أخبارك يا ساره .. تصدقين من
زمان ما جلست أسولف معك لحالنا ..

قالت ساره : الحمد لله .. يعني على حطّة يدك !

قالت مشاعل : لا والله منتيب على حطة يدي ! , اللي
أشوفه انّك متغيره ومتغيره كثير بعد .. مظهراً وجوهراً !

قالت ساره : ايه .. عاد توها ندى تقول لي نفس الكلام

قالت مشاعل : كل حنّا ملاحظينك .. وش صار يا ساره ..
وش اللي غيّرك للأحسن والأفضل كذا ؟!

قالت ساره : تبين الصدق .. مدري .. مافيه سبب معيّن
بس الحمدلله ان الله هداني

مشاعل : ما راح أضغط عليتس .. الحمد لله .. الله يثبتك
ان شالله .. كل شي يتغيّر ومافيه شي يبقى على حاله ..
بس ياليت تحافظين على هذا التغيير للأفضل .. وانتي
فاهمه قصدي ؟!

ابتسمت ساره وهزّت رأسها


***


بشاير : أهلين عبير .. حيّا الله من جانا .. تفضلي

عبير : أهلين فيكي بشاير .. شكراً ..

بشاير : كنّ الغرفه ظلمه ؟ .. خلّيني أفتح باقي اللمبات

عبير : ايه .. وكيفكون شو أخباركون مع هالشوب ..
الصيف كتير حار هالسنه

بشاير : اي والله حر .. واذا طلعتي برا هوا حار
يلفحتس كنّتس مقابله تنّور اللهم يا كافي !

عبير : ههههه , بس انتوا المفروض متعودين ..

بشاير : تعالي صدق .. انتوا منتوب رايحين سوريا
هالعطله ؟!

عبير : أكيد بدنا نروح .. بس مو هلأ

بشاير : ايه تروحون وترجعون بالسلامه ..

عبير : الله يسلمك حبيبتي .. وكيك انتي وبنتك
كيفا .. تخرّجت ؟!

بشاير : لالا بنتي باقي لها سنه بعد .. يعني على
نهاية السنه الجايّه ان شالله

سكتت عبير قليلاً ثم قالت : بشاير بصراحه في
موضوع كتير مهم بدي أكلمك فيه .. بصراحه ما
بعرف شو بدّي قلّك .. بس انتي لازم تعرفي .. بالبدايه
خلّيني أتأكد لأنّو لازم نتأكد ميه بالميّه أوّل شي ..

قالت بشاير وعلامات الاستغراب والخوف بادية
عليها : تتأكدين من وشو ؟! , تراك خوّفتيني يا عبير ..
قولي تكلّمي وش هالموضوع ؟!

قالت عبير : جوزك .. جوزك اسمو ناصر صح ؟!

بشاير : ايه زوجي ناصر .. وش دخّل زوجي طيّب ؟!

عبير : طيّب شو اسمو الكامل ؟!

بشاير : اسمه ناصر أحمد ناصر .. بس ليه تسألين ؟!

قالت عبير بتردّد : لأنّو .. تأكد الكلام ياللي ببالي .. لا
حول ولا قوة الا بالله .. أنا ما كنت حابّه قلّك .. بس خفت
تزعلي منّي بعدين .. يعني .. كنت خايفه !

تكلّمت بشاير بحزم : عبير تكلّمي .. وش اللي صاير ؟!

قالت عبير : طيّب رح قول .. هاد امبارح كنت نازله
عالدرج .. بالبنايه اللي ساكنين فيها طبعاً .. وعند بيت
أبو دانيه لقيت رجّال واقف .. رجّال سعودي وشكلو هيك
أنيق ومرتّب .. استغربت وقفتوا قدام بيت ابو دانيه ...

قالت بشاير : كملي .. طيّب منهو أبو دانيه ذا ؟!

قالت عبير : أبو دانيه جارنا .. قصدي ساكن ببنايتنا
يعني .. واسمو جميل الحسني .. , المهم .. ولقيت
هالرجال السعودي واقف ولما قربت منّو قعدت اطلّع
فيه وفي شكلو وأنا مستغربه .. بعدين ما بعرف شو
ياللي خطر لي ..هالرجّال أنا شايفتو من قبل .. بس
وين ما بعرف ...

قالت بشاير : يا عبير تكفين كمّلي !

قالت عبير : طيّب .. بعدين اتزكرت وين شايفتو ..
أنا .. أنا بصراحه شفتوا عندك !!

سكتت بشاير قليلاً ثم قالت : عندي ؟!

عبير : ايه عندك .. هاد الرجّال بصراحه .. جوزك !

قالت بشاير وهي متفاجئه : زوجي ناصر ؟! .. ووش
مودّيه لعمارتكم ؟!

قالت عبير بتردّد : أنا طبعاً شكّيت لأني لما شفتوا
هداك اليوم ببيتك أكيد ما ركّزت فيه منيح .. يعني
عيب طبعاً , بس بتذكّر شكلو .. يعني بتعرفي
هيك حب فضوله و"لقافه" متل ما بتقولوا , يعني
بدي شوف شكل جوزك

قالت بشاير وقد شردت قليلاً وأصبحت هادئة
أكثر : ايه طبعاً .. عادي ما فيها شي .. كملي تكفين ..

قال عبير : وبعد هالكلام بيوم .. يعني أمس نزلت لعند
أم دانيه اشرب فنجان قهوه .. وسألتها وقالت لي ...

بشاير : وش قالت لتس ؟!

قالت عبير بخوف : قالت .. قالت بنتها دانيه انخطبت !

بشاير : انخطبت ؟! ...

قالت عبير : هاه .. ايه .. ايه انخطبت والخميس الجاي
كتب كتابا ..

بدت بشاير هادئة وظهرت مسحة حزن على وجهها
وقالت : طيّب من هي دانيه ذي ؟! .. وكتب كتابها
على من ؟! ..

قالت عبير : دانيه بنتون لرفيق ومفيده .. عمرها تسعه
وعشرين سنه ..

قالت بشاير بهدوء وحزم : ما جاوبتي , كتب كتابها
على من ؟!! , لا تقولين على ...؟!!!

قالت عبير وقد ازداد توتّرها : على .. على .. ايه

بشاير وكلماتها ترجف : على .. زوجي ؟!!

عبير : ايه .. على جوزك ناصر !!

سكتت بشاير قليلاً ثم اتّجهت مسرعة الى غرفتها
وأحضرت صوراً لزوجها ناصر وأرتهم عبير
وقالت : ناظري الصور زين .. هذا هو ؟!

قالت عبير : ايه هادا هو .. واسمو ناصر أحمد
ناصر .. وعمرو سته وأربعين سنه !!

التفتت بشاير الى الجهة الأخرى ونزلت دمعة
على خدّها وتلتها عدّة دموع أخرى .. عصرت الصور
بين يديها بقوّة وظهر حزن غريب على وجهها .. حزن
عميق وأسى لا يوصف , كانت عبير ترقبها من خلفها
بخوف وشفقه

قالت بشاير بعد فترة صمت بهدوء : خذي من بيت
أبو دانيه متى موعد جيّته لبيتهم بالضبط .. وعلميني
قبل بوقت وأنا بكون عندك , أبغى اشوفه بعمارتكم

قالت عبير : شو ؟! .. بدّك تشوفيه ببنايتنا ؟! , بس
يا بشاير ..

قالت بشاير بهدوء وحزم وقد بدأت تجف دموعها : ما
عليك .. سوّي اللي قلت لك عليه لو سمحتي يا عبير

قالت عبير : طيّب .. على راحتك , بصراحه ما كنت
حابّه انّي ضايقك بهالخبر , عن جد أنا آسفه .. وعلى
فكره .. بيت أبو دانيه مفكّرين انوا كان متزوّج وطلّق ..
قال هوّ قايلون هيك

لم تقل شيئاً بشاير وبدت شاردة جداً


***

زارت لولوه (ابنة بشاير) بيت خالتها مشاعل , كانت
الاثنتان جالستان في المجلس , قالت مشاعل : هذي
أوّل مرّه تطبّين بيتي يا لولوه .. ههههه صح ؟

قالت لولوه : هههههه لالا وشدعوا موب أوّل مرّه ..
أوّل ما أعرستي جيت بيتكم مرّه مع أمي ..

مشاعل : أوّل ما أعرست ! .. يعني قبل أكثر من أربع
سنين ! .. هههههه أمزح معتس .. أدري انّ أمتس ما
تبيتس تجين بيتي عشان حصه وبناتها .. بس مهيب
مشكله أحسن شي جمعتنا ببيت أمي ..

لولوه : اي والله .. بيت جدتي مدري كيف تحسّين له
طعم خاص ! , القعده فيه تونّس ..

مشاعل : المهم .. انتم شلونكم , وشلون أمتس وأبوتس ..

لولوه : الحمدلله , كل شي عادي يعني .. ما من جديد

وفي هذه الأثناء طرقت ساره باب المجلس ودخلت ,
قالت : السلام عليكم .. ممكن أجلس معكم

قالت مشاعل : تعالي يا حصه تفضلي .. هذي بنت
أختي لولوه طبعاً .. سلمي عليها .. يووه من متى
ما شايفين بعض انتوا !

سلّمت ساره على لولوه وجلست وقالت : بصراحه ..
بعزا أبوك يا مشاعل .. أذكر آخر مرّه شفتك فيها
يا لولوه بعزا أبو مساعد الله يرحمه من أربع سنين
تقريباً

قالت لولوه : ايه صح .. ما صارت فرصه أو مناسبه
غيرها , بس يالله ماعليه ..

قالت ساره : انتي بالجامعه هالحين ؟!

قالت لولوه : ايه أنا في ثالثه جامعه .. أدرس تاريخ

قالت ساره : ايه ماشالله .. قد قالت لي مشاعل عنّك ..

قالت مشاعل : دقيقه بشوف كيكة البرتقال لا تحترق !

وخرجت مشاعل من المجلس , قالت ساره : أقول لولوه ..
سمعت انّك في دار تحفيظ قرآن .. صح ؟!

قالت لولوه : ايه .. أنا مشاركه في الدار النسائيه لتحفيظ
القرآن

قالت ساره : ماشالله عليك .. طيّب وكيف يعني ..
مبسوطه معهم ؟!

لولوه : والله مبسوطه كثير الحمدلله , حفظت سبع أجزاء الى
الآن .. وحنّا موب كل نشاطنا تحفيظ قرآن .. يعني فيه
مسابقات وسوق خيري وندوات ومحاضرات وأشياء كثيره
غيرها , والبنات ماشالله كلهم بصراحه أخلاق ودين

قالت ساره بتردّد : طيّب .. بصراحه أنا .. أنا ودّي أسجّل
معكم يعني ..!

قالت لولوه : تسجلين معنا ؟! , ايه تعالي هذي الساعة
المباركة على ما يقولون ههههه .. وأكيد بتنبسطين
وتستفيدين ومنها أجر من الله ان شالله

قالت ساره : طيّب كيف يعني ؟! ..

قالت لولوه : ولا يهمّك انتي اذا بغيتي تجين قوللي لي
وأنا بمرّك مع السواق وباخذك معي وبتجربين وتشوفين ..
واذا جاز لك الوضع وارتحتي خلاص سجلي بالدار
وصدقيني بتكسبين ناس ومعارف وزي ما قلت لك أجر
وثواب عند ربّك ان شالله

قالت ساره : خلاص أجل بروح معك بأقرب وقت ..

قالت لولوه : أنا بعد بكره بروح .. عطيني رقم جوالك
بس لو سمحتي ..

وفي هذه الأثناء دخلت مشاعل وقالت : هاه .. أشوف
اندمجتوا بالسواليف مع بعض مع ان لكم أربع سنين
ما شايفين بعض ههههه !

قالت لولوه : ايه يا خالتي .. ساره تقول بتسجّل في
دار التحفيظ حقّتي ..

نظرت مشاعل الى ساره وابتسمت ابتسامةً واسعة
عرفت ساره مغزاها


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:34 PM
***

ذهبت بشاير الى شقة عبير بعد أن اتصلت عليها ,
كانت الاثنتان واقفتان قرب الشباك المطل على الشارع ,
قالت عبير : بعد شوي راح يجي ياخد دانيه من بيت
أهلها .. بتقول دانيه انهم رايحين يتعشّو سوا

قالت بشاير : زين ان علاقتك في دانيه وأهلها كويسه
وتقدرين تجيبين كل المعلومات والأخبار ..

قالت عبير : بصراحه أنا ما بدي أقهرك وأغيضك ..
بس بتقول دانيه انهم رايحين يتعشّو بالمطعم اللي
بالكره اللي فوق بعمارة الفيصليّه !

ابتسمت بشاير بحزن وهي تنظر من الشباك وقالت :
هالحين هذا الباب اللي جالسين نطل عليه هو الباب
الوحيد للعماره ؟!

قالت عبير : ايه هو الباب الوحيد , وأكيد رح نشوفو
أو نشوف سيارتوا من هون لأنّو الشباك هاد بيوريك
الداخل والطالع من العماره ..

قالت بشاير : ناظري .. هذا هو , هذي سيارته

قالت عبير : هي هي البيضا ؟!

قالت بشاير : ايه هذي البيضا سيارته .. شوفي وقّف ..

قال عبير : ايه ليكو نزل نزل من السياره ..

وفي هذه اللحضه أسرعت بشاير لتخرج من الشقه
ونادتها عبير : بشاير .. ليك وين رايحه !

قالت بشاير : ماعليك يا عبير يللا مع السلامه ..

نزلت بشاير من الدرج , وهي تنزل من الدرج واذا
بناصر يصعد الدرج ! , نزلت درجة وصعد درجة
وأصبحا بمحاذاة بعضها ولكنه لم يعرفها بالطبع
لأنّها كانت متغطّية وبالتأكيد لن يدقّق في كل امرأة
يراها في الشارع ! , وعندما مرّا بمحاذاة بعضها
أحسّت بشاير بغصّه , نزلت دمعة رغماً عنها , عندما
رأته وهي صاعدٌ الدرج متوجّه الى بيت أهل دانيه ..
رأت فرحة في عينيه , لهفه , شوق , سرور !! ,
لماذا يا ناصر ؟! , لماذا هو سعيد ؟! .. لم أرَ هذه
الفرحة واللهفة في عينيه منذ سنين ! , التفتت قليلاً
لتجده واقفاً أمام بيت أبو دانيه يعدّل مرزام الشماغ
ويحكم اقفال "الكَبَك" , مشت الى خارج العمارة
و ركبت السيارة وقالت للسواق بأن يعود الى البيت
بسرعه , كانت شاردة طول الطريق .. تنزل دموعها
رغماً عنها , فكّرت بأن تتصّل بأختها مشاعل اذ أنّ
مشاعل لا تعرف شيئاً عن الموضوع ولكن غيّرت
رأيها ولم تتصل بمشاعل , وقفت السيارة أمام البيت ,
نزلت واتّجهت الى غرفتها مباشرة ولم تكن لولوه
موجودة في البيت اذ أنّها كانت عند خالتها مشاعل ,
أقفلت بشاير باب الغرفة وبدأت تعمل ..


***


بعد أكثر من ساعة وصل ناصر الى البيت , وعندما دخل
الى الصالة رأى بشاير جالسة وقد لبست عبائتها وشنطتها
في يدها , قال ناصر : السلام عليكم ..

ردّت بشاير بصوت منخفض : عليكم السلام

قال ناصر : لابسه عباتك .. والسواق أشوفه راكب
السياره برى ...

قالت بشاير : ايه .. بعد بكره ان شالله أجل !

قال ناصر : وشو اللي بعد بكره ؟!

قالت بشاير بهدوء وقد ابتسمت ابتسامة حزينه : وشدعوا يا
ابو لولوه .. لا تعزّمنا ولا حتى تقول لنا !

لم يجِب ناصر , قالت بشاير : دانيه أجل .. هاه ؟!

قال ناصر : وش فيك يا بشاير .. وش دانيه ؟!!

قالت بشاير : ناصر خلاص خل عنّك هالتمثيل دامك عرفت
انّي عرفت كل شي ! , عادي صدّقني عادي , أنا كنت متوقعه
هالشي يصير , انت من زمان عايفني وكل يوم تبعد عنّي أكثر ,
وأدري انّ مشاعرك تغيّرت ناحيتي ...

قال ناصر : انتي وش تقولين ؟!!

قالت بشاير : هو سؤال واحد .. بعد بكره ملكتك ولا لأ ؟!

قال ناصر : هاه ...

قالت بشاير بحزم : جاوبني ! , بعد بكره ملكتك ولا لأ ؟!

قال ناصر : انتي .. انتي من وين دريتي ؟! , لحضه بشاير
أنا لازم أشرح لك ...

قالت بشاير : جاوب عالسؤال أوّل

قال ناصر : طيّب .. اسمعيني , خلاص باين ان كل شي
انكشف .. ايه بعد بكره ملكتي !

قالت بشاير : الحمدلله .. عشان ما أكون ظلمتك , الواحد
ما يدري بعد يمكن يكون كل هالشي تمثيليّه وصديقتي عبير
تكذب علي بس عشان تبي تخرّب بينّا ! , المهم .. دامك
اعترفت وطلعت الكلمه من لسانك أنا كذا ارتحت وما راح
أكون ظالمتك زي ما انت ظلمتني , خلاص يا ناصر
صدقني ما عاد فيه كلام أو تفاهم بينّا .. الله يهنّيك ويوفقك ,
مانيب داعيتن عليك والله .. أنا رايحه بيت أهلي , مع السلامه

بدا ناصر بائساً ولم يعرف مالذي يجب عليه قوله , اتّجه
الى غرفته بخطوات متثاقلة , وجد أن بشاير قد أخذت كلّ
ملابسها وأغراضها بلا استثناء ! , قال في نفسه : هذي
من صدقها ! , يعني ما عاد هيب راجعه ! , لا حول ولا قوة
الا بالله يا ربّي أنا شسوّيت ! , الغريبه كيف درت وشلون
عرفت ! , أنا ما كان ودّي أضايقها .. حرام , حرام علي ,
ليه ليييه !!


***


اتّجهت بشاير الى بيت والدتها , كان لديها المفتاح .. فتحت
الباب ودخلت الى الصالة لتجد أم مساعد جالسة تكلّم في الهاتف ,
نادت بشاير الخدامه : ريكيا .. ريكيا فيه أغراض برى دخليها
كلّها وصعديها فوق ..

أنهت أم مساعد المكالمة وقالت : هلا بشاير .. هلا يمّه

قالت بشاير : أهلين يمّه .. وشلونتي وش أخباركم

قالت أم مساعد : بخير الحمدلله .. هاه وش عندتس .. هاو ! ,
وش هالأغراض وهالشناط اللي مدخلتهم ريكيا ؟! , هذولي
لتس بشاير ؟!

قالت بشاير : ايه يمّه , لي

قالت أم مساعد : طيب ليش ؟!

قالت بشاير : يمّه .. صارت مشكله بيني وبين ناصر , وبقعد
عندكم كم يوم ..

قالت أم مساعد بخوف : أفا !! , ليش يا بنيتي وش صار
ما بينكم ؟!

قالت بشاير : يمّه سالفه .. سالفه يعني ...

قالت أم مساعد : طيب قولي .. تراتس روّعتيني !

قالت بشاير : يمّه .. ناصر يبي يسافر برى .. بيقعد شهور
برى .. وبيتركنا أنا و لولوه هنا لحالنا , وأنا ما رضيت ..
وهو عاند , وتهاوشنا .. وجيتكم !

قالت أم مساعد : لا حول ولا قوة الا بالله , يا بنيتي مهما
كان المفروض ما تتركين بيتتس أبد .. طيّب تسان حاولتي
فيه كود يرضى بكلامتس ..

قالت بشاير : يمّه صدقيني بنحل السالفه وكل شي بينتهي ..
هالحين بس لأن الموضوع حامي وتوّه صاير .. لا تشغلين
بالتس يا يمّه , ولا تكلّمين لا مشاعل ولا ناصر .. زي ما
قلت لتس لا تشغلين بالتس تكفين

قالت أم مساعد : وشلون ما أشغل بالي .. هذي أوّل مرّه ..
أوّل مرّه وحده منكم تطلع من بيت رجلها وتجيني !


***


وفي الصباح الباكر اتصلت لولوه على والدتها بشاير : ألو
السلام عليكم .. هلا يمّه

قالت بشاير : هلا بنيتي لولوه

قالت لولوه : يمّه خير عسى ما شر .. ليه ما ردّيتي علي
البارح ؟!

قالت بشاير : كنت نايمه

قالت لولوه : طيّب ليه نايمه عند جدتي .. صدق هي تعبانه
يقول أبوي ؟!

قالت بشاير : ايه كانت تعبانه البارحه واضطريت أنام عندها ..
بس هالحين أحسن

قالت لولوه : طيّب يمّه بجيكم

قالت بشاير : لأ لا تجين , جدتس صارت بخير والحمدلله ,
مافيه داعي تجين خلّتس بدراستتس وجامعتس ودار التحفيظ
ولا تشغلين نفستس فينا , وأنا بعد بجلس عند جدتس ومالتس
شغل فيني

قالت لولوه : يمّه وش فيك ؟! , ليه تكلميني كذا وما تبيني
أشوف جدتي

قالت بشاير : خلاص يا بنيتي .. خلاص , اسمعي اللي
أقولتس عليه

قالت لولوه : طيّب , على راحتك يمّه .. سلمي على جدتي ..
يللا مع السلامه

قالت بشاير : فحفظ الله يا بنيتي

كانت بشاير متوترةً وعلى أعصابها , ابنتها لولوه لا تعلم
بشئ .. و والدتها أم مساعد اضطرت أن تكذب عليها وتخبرها
عن سبب آخر مختلق , كانت بشاير متوترةً كثيراً وقرّرت
أن تتصل بأختها مشاعل لكي تأتي الى بيت والدتها حالاً


***


كانت الساعة التاسعة والنصف صباحاً , استيقظت مشاعل
على صوت الجوال اذ أنّها نسيت أن تضعه على الوضع الصامت
وقد خافت كثيراً عندما قالت بشاير تعالي اليّ الى بيت أمّي
لموضوع هام , غسلت وجهها مشاعل وغيّرت ملابسها ولبست
عبائتها وذهبت الى بيت والدتها مع سواق والدتها , وصلت
مشاعل بيت أم مساعد ودخلت لتجد أم مساعد تتناول فطورها ,
قالت مشاعل : السلام عليكم .. يصبحتس بالخير يمّه

قالت أم مساعد : عليكم السلام , هلا بنيتي

قالت مشاعل : يمّه بشاير وش فيها ووينها فيه ؟! , وش صاير ؟!

قالت أم مساعد : توقعت انّها بتتصل عليتس ..

قالت مشاعل : ايه .. متصله من الصبح تقول أبيتس بموضوع
مهم أنا حتى توني ما صحيت !

قالت أم مساعد : متهاوشه مع رجلها .. تقول هو بيسافر برى
وهي معيّه ومتزاعلين , ما فهمت منها السالفه زين , وهي
ما تبي تقول لي شي , تكفين ارقي لها يا مشاعل هي فوق
وكلميها وشوفي وش سالفتها

قالت مشاعل : طيّب .. بروح أشوفها

صعدت مشاعل الى فوق ووجدت باب الغرفة مفتوحاً وسمعت
منه أصواتاً , طرقت الباب ودخلت وأقفلت الباب , كانت بشاير
توضّب أغراضها في الدولاب , التفتت عليها بشاير وقالت :
أهلين ..

سلّمت عليها مشاعل وقالت : خير بشاير .. ليه نايمه هنا ,
وش صار بينتس وبينه ؟!

جلست بشاير على الفراش ولم تتكلّم , جلست مشاعل بقربها
وقالت : أمي قالت لي انّه صايره بينكم مشكله ومتهاوشين ..
بس ما عرفت بالضبط وش صاير بينتس وبينه ؟!

قالت بشاير : ما عاد بيصير شي !

قالت مشاعل : وشو ؟! , بشاير تكلّمي .. وش سوّى بعد ؟!

نظرت اليها بشاير بحزن ونزلت دمعتان , قال مشاعل :
بشاير وش صار ؟!

بدأت بشاير بالبكاء وضمّتها مشاعل وأخذت تهدّئها أمّا
بشاير فلم تتوقف عن البكاء

قالت مشاعل : اهدي حبيبتي .. اهدي وقولي لي وش
صاير تراتس طيّحتي قلبي !

قالت بشاير : بيتزوج !

قالت مشاعل : وشو ؟!!

قالت بشاير وهي تبكي : بيتزوج !! , شفتي كيف يا مشاعل ..
الرجال نوا يتزوج , خلاص يعني خلااص اهئ اهئ

قالت مشاعل : طيّب وش درّاتس ؟!

قالت بشاير : عرفت بالصدفه ولما سألته قال لي ..
ايه ! اهئ اهئ

قالت مشاعل : حسبي الله عليه , هذا من صدقه ! ,
معقول بيتزوج عليتس !! , خلاص بشاير لا تّضايقين ..
طيّب متى بيتزوج ؟!

قالت بشاير : بكره ! .. بكره كتب كتابا الست دانيه !

قالت مشاعل : أجنبيّه هي ؟!

قالت بشاير : ايه ..

لم تعرف ماذا تقول بشاير وفي هذه اللحضه دق جوالها
ردّت عليه : ألو .. هلا حصه .. خير .. وش صاير ! ..
طيّب طيّب .. أنا جايّه ..

قالت بشاير : خير .. وش فيكم ؟!

قال مشاعل : مدري , حصه تقول تعالي بسرعه موضوع
ضروري مرّه ! , صوتها متغيّر الله يستر بس !

قامت بشاير وعندما همّت بالخروج من باب الغرفة التفتت
الى بشاير وقالت : ماعليه بشاير , أنا برجع لتس بأقرب وقت ..
أدري فيه كلام كثير ودّتس تقولينه وحتى أنا فيه كلام كثير
لازم أقوله لتس , يللا مع السلامه

وعندما نزلت مشاعل وجدت أمّها بانتظارها , قالت أم
مساعد : هاه مشاعل كلّمتيها .. وش صاير بينها وبين رجلها ؟!

قالت مشاعل : يمّه زي ما قالت لتس هي .. وعدتني انها
بتكلمه وبيتفاهمون ان شالله , تطمّني يمّه ولا تشيلين هم

قالت أم مساعد : يا مشاعل هذي أوّل مرّه وحده فيكم تطلع
من بيتها زعلانه وتجي تجلس عندي .. وأنا هالكلام قلته
لبشاير أمس

قالت مشاعل : يمه قلت لتس تطمّني ولا تشيلين هم ..
خلاص كل شي بينحل , يللا أنا ماشيه مع السلامه
يالغاليه

قالت أم مساعد : مع السلامه ..


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:35 PM
***


عادت مشاعل الى البيت ووجدت حصه وساره بانتظارها ,
قالت حصه بانفعالٍ وهي تبكي : ناظري يا مشاعل .. شوفي !!

أخذت مشاعل ورقةً من حصه , وكتب فيها : "أنا بالسجن ..
انسجنوني , تطمّنوا أنا بخير , ابو حمد"

قالت حصه وهي تبكي : سجنوه يا مشاعل .. سجنووه !

قالت مشاعل وقد اتّسعت عيناها وكادت تبكي : سجنوه ! ,
وحنّا ما انتبهنا لهالشي .. ما عمرنا سألنا أنفسنا .. هو
اذا ما سدّد بالوقت المحدّد .. وش بيصير له ؟!

قالت ساره : حنّا ما كنّا متوقعين

قالت مشاعل بانفعال : بس كان المفروض ننتبه ونتوقّع ! ,
ما فكرنا أبد بسالفة السجن وكان المفروض نفكّر بهالشي ..
وأبو حمد كان يدري بس ما قال لنا , ليه ما قال لنا ليييه !!

قالت حصه : وش السواة هالحين ؟! , طيّب هو ما كان نايم
عندتس يا مشاعل ؟!

قالت مشاعل : أكيد كان عندي .. بس ما جاب لي طاري ,
أنا طلعت من الغرفه ورحت بيت أهلي الساعه عشره تقريباً ..
وانتوا متى قمتوا ولقيتوا هالورقه ؟!

قالت حصه : أنا اللي لقيتها , كانت على مراية الحمام ..
لقيتها أوّل ما قمت من النوم وكانت الساعه احدعش
الضحى تقريباً , مدري هم جو وأخذوه ولا هو اللي
راح لهم .. مادري مااادري !!

قالت مشاعل وقد بدا حزن شديد على زوجها وتذكّرت
أختها أيضاً : لا حول ولا قوة الا بالله , حسبي الله ونعم
الوكيل , طيّب لازم نعرف وش تفاصيل الموضوع ..
طيّب جربتوا تّتصلون عليه ؟!

قالت حصه : اتصلنا بس مقفّل ! , الظاهر سجنوه خلاص !!

قالت مشاعل : طيّب اتّصلي على أخوتس بدر .. خلّيه
يروح ويشوف وش الموضوع

قالت حصه : حتى بدر مقفل جواله , كل شوي جالسه أدق
عليه ومقفل

نظرت الثلاثة الى بعضهن بارتياب وحزن وخوف , لم
يعرفن ماذا يقلن


***


جلس بدر في المقلّط وجلست حصه وساره بجانبه أما مشاعل
فجلست في آخر المقلّط وقد تغطّت , قالت يا حصه : ريّحنا
يا بدر , تكلّم !

قال بدر : اسمعوني , أنا كلّمت الضابط وعرفت الموضوع ,
طبعاً زي مانتو عارفين هم سجنوه عشان سالفة الدّين ..
القرض اللي ما سدّده , و رصيده فيه ألف وخمسميّة
ريال بس !!

قالت حصه : طيّب أبو حمد شفته كلّّمته ؟!

قال بدر : ايه كلّمته , وهو بخير والحمدلله تطمّنوا , قلت
له عن الأسهم وقال لو بعناها ماهيب جايبه الا ثلاثين ألف
أو أقل بعد .. والمبلغ اللي عليه قيمته ميه وخمس آلاف
بالضبط , يعني حتى لو باع الأسهم بيبقى له بحدود سبعين
ألف ريال يسدّدها عشان يطلع من السجن !

قالت مشاعل : طيّب وش الحل .. البنك ما عطوه مهله زود ؟!

قال بدر : البنك شروطه واضحه وصارمه , وللأسف بيبقى
بالسجن الين يسدّد

قالت حصه وهي تكاد تبكي : يا حسرتي عليك يابو حمد ..
يا ويل قلبي عليك يابو حمد !

قالت ساره : مسيكين أبوي ما يستاهل , طيّب وش بنسوّي
حنّا ؟!

قالت مشاعل : بيطلع ان شالله , بيطلع


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:35 PM
***


دخلت أم مساعد على ابنتها بشاير وجلست بقربها , اذ أنّ بشاير
كانت جالسةً على طرف الفراش وهي شاردة وتفكّر , قال أم
مساعد بهدوء : بشاير .. معقول تفتحين قلبتس لأختس ولا تفتحينه
لأمتس ؟! , أنا ما راح ألزّم عليتس .. بس تكفين يا بنيتي .. قولي
الصدز , قولي لي وش صاير بينتس وبين ناصر ؟!

التفتت عليها بشاير وبدأت عيناها تدمع وانفجرت بالبكاء وضمّت
والدتها , خافت أم مساعد كثيراً اذ أنّها لم ترى بشاير تبكي هكذا
من قبل , حاولت تهدئتها أم مساعد وقالت : بشاير لا تصيحين قطّعتي
قلبي يا بنيتي .. طيّب اهدي , خلاص مافيه شي يسوى تصيحين
عليه .. قولي لي ليش هالصياح , وش صاير ؟!

قالت بشاير : يمه .. يمه السالفه مهيب اللي قلت لتس عليها ,
كنت أكذب عليتس !

قالت أم مساعد : كنت متوقعه بيني وبينتس .. طيّب قولي ..
وش هي السالفه الصدقيه ؟!

قالت بشاير وهي تبكي : تزوّج علي يا يمّه .. بيتزوّج علي !!

وانفجرت بالبكاء مرةً أخرى وضمّت والدتها بقوّه , عندها نزلت
دمعة من عين أم مساعد , كان شيئاً صعباً , شيئاً فوق طاقتها
أن ترى ابنتها ذالت الخمسة والأربعين عاماً تبكي بهذه الحرقه

قالت أم مساعد : اهدي يا يمّه .. طيّب انتي وشلون عرفتي ؟! ,
هو قال لتس ؟!

قالت بشاير : عرفت بالصدفه

قالت أم مساعد : طيّب متى أعرَس ؟!

قالت بشاير وهي تبكي : اليوم العقد .. الليله بيملكون يا يمه !
اهئ اهئ

قالت أم مساعد : هذا مْهبول ولا صاحي ! , اعنبو ابليسه فيه
أحد يسّوي اللي يسوّيه ! , مَرَه عاشت معك فوق العشرين سنه ..
تقوم تعرس عليها ! , طيّب ما قال لتس يا بشاير ليش .. يعني
ليش أعرس عليتس .. ما تكلّمتي معه ؟!

قالت بشاير وهي تجفّف دموعها : ما تكلّمت معه ولا أبي أتكلّم !


***


جلست حصه ومشاعل في الصاله وهما متوتّرتان جداً

قالت حصه : هالحين وش نزيّن يا مشاعل ؟!

قالت مشاعل : قاعده أفكر .. لازم نلقى حل جذري وسريع لهالسالفه

قالت حصه : دريتي أبو مطلق جا طقّ الباب .. يتطمّن علينا ويقول
انّه زار أبو حمد وهو بخير
وعافيه .. وسألني ان تسان ناقصنا شي ولا شي

قالت مشاعل : فيه الخير أبو مطلق .. ما قصّر

قالت حصه : طيّب أنا بزوره , لازم نشوفه

قالت مشاعل : حتى أنا والله .. كلمي أخوتس بدر خلّيه يودّينا

قالت حصه : خلاص , خلّيني أدق عليه .... ألو .. هلا بدر .. الحمدلله ,
ايه .. أبيك تودّينا السجن نزور أبو حمد , ايه ايه .. أكيد يا بدر لازم
نشوفه .. طيّب .. جزاك الله خير

قالت مشاعل : وش قال ؟

قالت حصه : يقول بيمرّنا بعد ساعتين وبنروح له , يا بعد عمري
يابو حمد .. قلبي بيتقطع عليك , هذي أوّل مره .. أوّل مره في
حياته يبات ليله بالسجن !

قالت مشاعل بأسى : الله يعينه , أحسّه شايل الدنيا على راسه
هالحين .. الله يفرج عنّه ان شالله , يالله ياحي يا كريم رجّعه
لنا سالم واسترها معه يا رب

قالت حصه بانفعال : أبو حمد لازم يطلع .. لازم يطلع !! ,
مشاعل أبو حمد عمره ما انسجن ..معاه الضغط والسكر ورجال
كبير وما يتحمّل ! , أخاف يصير فيه شي .. والله انّي خايفه يصير
فيه شي من قعدة السّجن .. يا مشاعل لازم نلقى حل .. لاااازم
يطلع !!

قالت مشاعل بحزن : كافي يا حصه , لا تعوّرين قلبي زود ..
بيطلع بحيل اللي ما تنام عينه , اسمعي .. أنا بطلع .. تجين معي ؟!

قالت حصه : وين هو له ؟!

قالت مشاعل : بتجين معي ؟!

قالت حصه : ايه .. مدري عنتس

قالت مشاعل : بدق على سواق أمي يجينا بسرعه , وانتي روحي
البسي عباتك وأنا بعد


***


جلست أم مساعد في صالتها وجلس ناصر مقابلها , كان ناصر
خجِلاً ومتوتّراً , أمّا أم مساعد فكانت غاضبةً منه وتنظر اليه
نظرات ببعض الازدراء , قالت أم مساعد : معقوله يا ناصر ..
هذا جزاها اللي عاشت معك هالسنين كلّها عالحلوه والمرّه ,
عالزين والشّين , حفظتك وصانتك وحفظت بيتك وربّت
بنتك أحسن تربيه .. تقوم تعرس عليها ؟!! ..

قال ناصر : تكفين يا عمّتي .. أنا جايّتس بكلمتس , ما
أبيتس تلوميني ..

قالت أم مساعد : ليش اللي سوّيته ما يستاهل أحد يلومك عليه ؟! ,
عمرها ما قصّرت معك بشي ,بنتي وأنا أعرفها زين .. يعني بس
عشانها كبرت وتغيّرت تقوم تشوف لك وحده صغيره تعرس
عليها وتّشبّب معها تسنّك من مراهق ؟! , أنا تعرفني مع الحق ..
ولو انّ الحق معك كان وقفت بصفّك ضد بنتي , بس أنا عارفه
انّ بنتي هي المظلومه .. ومانيب لايقتن لك أي عذر !

قال ناصر : يا عمّتي صدقيني أنا نفسي مدري وش اللي صار
لي .. حسّيت انّي محتاج لمرَه ثانيه , يمكن ابليس لعب براسي ..
يمكن عيني زايغه وأبي وحده حلوه وصغيره أرجّع أيام شبابي
معها زي ما قلتي .. بس يا عمتي أنا أبي أتفاهم مع بشاير ..
لازم أكلّمها وهي رافضه تكلمني نهائياً !

قالت أم مساعد : بنتي معذوره وما تنلام , وان كانها ما تبي
تكلمك هذا من حر ما فيها ! , أفا يا ناصر .. ما هقيتها منك
والله , لو فيه سبب أو عذر تسان يمكن عذرتك .. بس مانيب
شايفتلك أي عذر على اللي سوّيته , .. وبعدين تعال , انت
هماه الليله ملكتك ؟! , بشاير تقول الليله العقد ؟!

قال ناصر بخجل : أجّلته .. أجّلته خلاص , بس تكفين افهميني
يا عمتي , أنا مستعد أسوّي أي شي بس خلّيها ترجع وتسامحني ..
بنتنا هالمسيكينه وش ذنبها !

قالت أم مساعد : أجّلته ؟! , يعني ما ألغيته ! , لا حشا منتب
صاحي يا ناصر .. وبعدين بنتكم كبيره وخلّ عنّك التعذّر ببنتك ,
بنتك سنه ولا سنتين وتتزوج وتروح بيت رجلها .. خلّنا فيك
انت وبشاير

قال ناصر : طيّب كلميها , قولي لها مستعد أسوّي اللي تبيه
بس ترضى وتسامحني

قالت أم مساعد : والله مدري وش أقول لك .. بس ماعليه
أنا بكلّمها وبشوفها وش تقول

قال ناصر : طيّب عمتي كلميها .. وقولي لها انّي أبي أقول
لها كلمه أخيره , يعني بكلّمها لآخر مره وبعدها اذا ما تبي
تسمع صوتي ما راح تسمع صوتي نهائياً !

قالت أم مساعد : طيّب هم بعد بقول لها .. بس تراك ظلمتها
يا ناصر ظلمتها !

قال ناصر : أدري .. وصدقيني ندمان .. عمتي أنا ماشي ..
مع السلامه

قالت أم مساعد : مع السلامه


***


ذهبت مشاعل وحصه الى البنك في البدايه , قالوا لهم بأنّ البنك
لا يتساهل في هذه الأمور و من المستحيل أن يطيلوا المهله , وقد
وقّع أبو حمد على أوراق رسميّة وكلّها موجودة لدىالبنك وقوانين
البنك صارمةٌ جداً وعليه أن يدفع ماعليه بأي طريقه , وبعدها
ركبوا السيارة , قالت حصه : طيّب .. هالحين وبين بروح

قالت مشاعل : مكتب محاماة , أنا لازم أشوف محامي .. بسأله
كم سؤال

قالت حصه : يعني أبو حمد كان يكذب علينا يوم قال ان البنك
معطينه مهله زود ؟!

قالت مشاعل : ايه .. مسيكين ما يبي يضايقنا ويخوّفنا , يا الله
عليك يابو حمد .. للحين أحس انّي للآن ما أعرفك زين !

وصلوا عند مكتب المحاماة ودخلوا عند المحامي وجلسوا في
مكتبه , قال المحامي : تفضلوا .. وش القضيّه بالضبط ؟!

قالت مشاعل : يا أستاذ سالم زوجي أخذ قرض من البنك
وعطوه مهله معيّنه عشان يسدّد وما سدّد .. وهالحين هو
في التوقيف

قال المحامي : يعني ما ودّوه السجن ؟!

قالت مشاعل : لأ بعد .. ينتظرون حكم المحكمه

قال المحامي : طيّب كم المبلغ ؟!

قالت مشاعل : ميه وخمس آلاف بالضبط

قال المحامي : طبعاً اللي راح يصير واضح , القاضي راح
يجبره انّه يدفع ...

قالت حصه : طيّب هو ما عنده شي

قال المحامي : أها .. طيّب عنده سياره باسمه ؟!

قالت مشاعل : ايه .. عنده

قال المحامي : طيّب بيت ؟!

قالت حصه بخوف : بيت !

قالت مشاعل : ايه .. عنده بيت باسمه

قال المحامي : خلاص اذاً , راح يجبر على بيع أي شي
عنده عشان يسدّد فيه المبلغ

قالت حصه : طيّب حنّا كلنا في البيت .. حنّا حريمه ثنتين
وعندي بنات بعد ..

قال المحامي : أها , في هالحاله ما راح يقدرون يرغمونه
لأن ما عندكم مكان ثاني تعيشون فيه صح ؟!

قالت مشاعل : لأ ما عندنا

قال القاضي : راح يرغم على بيع أي شي عنده .. واذا
ما اكتمل المبلغ بينقلونه للسجن وبيقعد هناك فتره طويله
يمكن , حاولوا تدبرون المبلغ المطلوب قبل لا توصل
السالفه للمحكمه لأنها بتتعقد زياده هناك , يعني خلّوا
شغلكم مع البنك

قالت مشاعل : رحنا البنك وقالوا ما بيدينا شي هو لازم
يسدّد

قال المحامي : للأسف شروط البنك واضحه وصارمه
وما يتساهلون أبد ..

قالت مشاعل : طيّب , مشكور وما قصرت .. ماشين

قال المحامي : العفو , ما سوّينا شي .. وهذا كرتي ,
اذا كبرت القضيه لا سمح الله أو احتجتوا أي شي ,
تفضلوا

قالت مشاعل : مشكور .. تسلم , مع السلامه

قال المحامي : حياكم الله , مع السلامه


***

كانت مشاعل وأم مساعد وبشاير في الصالة , قالت
مشاعل : وتوني رحت للبنك وللمحامي ..

قالت أم مساعد : معقوله ؟!! , أبو حمد مسجون !

قالت بشاير : لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يعينه
ويفك كربته

قالت مشاعل : ما حنّا عارفين وش نسوي , لازم نسدّد
ولا بيبقى في السجن !

كانت أم مساعد حزينةً ومصدومه : حسبي الله ونعم
الوكيل .. طيّب وش ناوين تسوّون يا بنيتي لازم
تسوّون شي .. أبو حمد مهوب صغير ومافيه شدّه
عالسجن والحبس

قالت مشاعل : ما حنّا عارفين يا يمّه .. أنا وحصه
مختبصين ..

قالت بشاير : والله هالأسهم محد سلم منها .. بس
لازم تدبّرون المبلغ وتلطعونه

قالت مشاعل : أكيد .. اليوم بياخذنا بدر نزوره
ونشوفه , يا ويل قلبي عليك يابو حمد

سكت الجميع ولكن مشاعل قالت : بشاير .. وانتي
وش صار عليتس مع رجلتس ؟!

قالت بشاير : أمي درت بالسالفه خلاص .. وجا
وكلّمها

قالت مشاعل : ايه .. طيّب وش بتسوين ؟! , هو
أعرس خلاص

قالت أم مساعد : يقول أجّل زواجه , ويبي يتفاهم
مع بشاير

قالت بشاير : ما عندنا شي نتفاهم عليه .. خلاص
يمه قولي له زي ما قلت لتس .. لا يأجّل زواجه أكثر
من كذا , ولا يحتري منّي شي !

قالت أم مساعد : أدري انتس معصبه .. والله يلوم
اللي يلومتس و بس لازم تتكلّمون مع بعض يا بنيتي ..
مهيب معقوله يعني

لم تجب بشاير ولكن أم مساعد عادت لتقول : وش
هاللي يصير لنا يا رب .. اللهم انّي لا أسألك رد القضاء
ولكن اللطف فيه .. انتي تهاوشتي مع رجلتس وبيعرس
عليتس .. وانتي رجلتس مسجون وما يندرى متى بيطلع ,
حسبنا الله ونعم الوكيل

قالت مشاعل : دايم كذا .. يقولون المشاكل اذا جت تجي
مرّه وحده ! , يلله أنا بمشي .. يمكن بدر بيودّينا البيت ..
لازم أروح , بشاير فكري زين قبل لا تتخذين أي قرار ..
انتي هالحين مجروحه ومصدومه , عطي نفسك مهله
وحاولي تلتمسين له عذر .. أنا يبيلي قعده معتس .. يلله
عن اذنكم مع السلامه

قالت أم مساعد : مع السلامي يا بنيتي .. وطمنينا على
أبو حمد


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:36 PM
***


عادت مشاعل الى البيت وجلست مع حصه , قالت
مشاعل : متى بيجي أخوتس بدر ؟

قالت حصه : مدري .. يقول بدق عليكم

قالت مشاعل : الموضوع ما ينسكت عنه .. روحتنا
لأبو حمد اليوم بتحط النقاط على الحروف , لازم نقرّر
بالضبط وش نسوّي .. أبو حمد مستحيل يبات فالسجن
أكثر من كذا

وفي هذه الأثناء دق الهاتف وردّت حصه : ألو ؟

أتى الصوت من السماعة : ألو هلا يمّه .. حمد ولدتس ,
وش أخبارتس يالغاليه

قالت حصه : حمد ! , هلا .. هلا وليدي ..

قال حمد : يمه أنا فالطريق هالحين .. باقي لي ساعه
وأوصل الرياض !

قالت حصه : بعد ساعه بتوصل !

قال حمد : ايه يمه .. قلت ما راح أقول لكم الا قبل
وصولي بشوي .. بفاجئكم يعني ههههه

قالت حصه : ايه .. توصل بالسلامه يا وليدي ..
حنّا نحتريك

قال حمد : أوكي .. يللا أجل مع السلامه

قالت حصه : فمان الله يا وليدي .. انتبه للطريق

أقلت حصه السماعه وقالت : هذا حمد .. يقول هو
بالسياره وبعد ساعه بيوصل !

قالت مشاعل : يوصل بالسلامه .. هو ما يدري
عن أبوه طبعاً ؟!

قالت حصه : لأ .. ما قلنا له شي .. بينصدم كثير ,
أنا نسيته صراحه .. هو قال انّه بيروح يتمشى مع
ربعه بالبحرين وراس تنوره .. وما يقدر يأجل الرحله ..
وبعد ما يخلصون رحلتهم بيرجعون , بس أنا ما توقعته
بيرجع بهالسرعه ؟!

قالت مشاعل : لازم يعرف , هذا أبوه ..

لم تقل شيئاً حصه وبدت قلقةً ومرتابة


***


كانت ساره مع لولوه في سيارة سائق لولوه , قالت
لولوه : زي ما قلتك ساره .. زين انّك طلعتي
وغيّرتي جو ..

قالت ساره : بصراحه الجلسه في الدار النسائيّه مع
هالبنات الطّيبات تشرح الصدر

قالت لولوه : لا تّضايقين يا ساره .. والله كلّنا زعلنا
يوم درينا عن أبوتس , بس ماعليه ان شالله بيطلع
ويرجع لكم بالسلامه ..

قالت ساره : آمين يا رب

قالت لولوه : تصدقين ساره .. بقول لك شي ..

قالت ساره : قولي يا لولوه .. حنّا صرنا صديقات
وحنّا أهل أصلاً .. وش صاير قولي ؟!

قالت لولوه : أمي .. أمي صار لها كم يوم في بيت جدتي ..
تقول ان جدتي تعبانه ولازم أقعد عندها كم يوم لين تطيب

قالت ساره : الله يشافيها ان شالله .. ايه طيب ؟!

قالت لولوه : أنا رحت لهم وشفتهم .. أمي كانت حزينه ,
يعني ما ظنتي هالحزن عشان بس جدتي مريضه , وبيني
وبينك أنا شفت جدتي وصحتها زينه !

قالت ساره : يمكن مريضه .. بس خفت وصارت زينه ,
وأمك خايفه تترك جدتك وترجع تتعب

قالت لولوه : لأ يا ساره .. أحس ان أمي جالسه عند جدتي
لسبب ثاني , جدتي مهيب مريضه ولاهيب تعبانه !

قالت ساره : مدري .. بسأل مشاعل اليوم وبشوف ,
يمكن تعرف شي

وعندها وقف السائق أمام بيت ساره , قالت ساره :
مشكوره يا لولوه عالتوصيله

قالت لولوه : العفو

قال ساره : يالله مع السلامه

قالت لولوه : مع السلامه وسلمي على خالتي وطمنيني
على أبوك

قالت ساره : ان شالله ..

مشت سيارة سائق لولوه وظلت ساره أمام باب الشارع
تبحث في حقيبتها عن مفتاحها , وجدت المفتاح ورفعت رأسها ..
عندها لمحته واقفاً هناك , أمام باب بيته .. لم يكن بيته ملاصقاً
لبيتهم , اذ كانت تفصل بينهم عدّة بيوت ولكنها رأته بوضوح ,
كان ممسكاً بجواله بيد وواضعاً يده أخرى على جدار البيت ,
وقفت ساره تتأمله , لم تستطع التحرك من مكانها , أنهى مكالمته
وانتبه الى المرأة الواقفة أمام بيت أبو حمد وهي تنظر اليه ,
استمرا في التحديق الى بعضهما من بعيد , انتبهت ساره لنفسها
ودخلت الى البيت بسرعة , أما هو فقد عرفها و وقف في مكانه
شارداً يتذكر الماضي

دخلت ساره البيت واتّجهت الى غرفتها , أقفلت باب الغرفة
ورمت عبائتها وجلست على الفراش , كانت تعتقد بأن دموعها
ستسقط وستبدأ بالبكاء , ولكنها استغربت ! , لم تسقط ولا دمعة
ولم ينبض فيها أي عرق , قالت في نفسها : "معقوله ؟! , سبحان
الله .. ما عاد قلبي يفز له نهائياً ! .. كنت متوقعه انّي لو شفت
مازن قدامي ببكي وبنهار , بس سبحان اللي يغيّر ولا يتغيّر ,
شفته وكأنّي شايفه أي رجال واقف في الشارع , كان كاشخ
ومشخص .. ايه عريس جديد وأكيد بيكشخ , الله يهنّي زوجته
فيه ويخلّيهم لبعض"



***


أحسّت ساره بالسعادة العميقه اذ أنها تيقّنت بأنها لم تعد
تحمل لمازن أي مشاعر , وتسائلت في نفسها : "هل يكون
حب مازن وهماً أو أنّه لم يكن حبّا من الأساس ؟!!" , لم
ترِد أن تتعب رأسها بهذه الأفكار وتذكرت والدها المسكين ,
عندها خرجت من الغرفة واتّجهت للصاله لتجد الجميع
جالسين فيها , قالت ندى : ساره أخوي حمد بيجي !

قالت ساره : حمد بيجي ! , صدق يمه ؟!

قالت حصه : ايه صدق .. يمكن يدخل علينا هالحين ! ,
يقول هو في الطريق

قالت ساره : وانتم ما قلتوا له عن موضوع أبوي ..
مسيكين بينصدم كثير

دقّ جرس الباب وردّت حصه : مين ؟ .. طيب تفضل

دخل حمد البيت وخرج الجميع لملاقاته في الحوش ,
رآى أمه مقبلة عليه ركض اليها وضمّها وقبّل رأسها : هلا
يمه وشلونتس وش أخبارتس .. اشتقت لتس يالغاليــه !

قالت حصه بحراره : وأنا أكثر يا ولدي .. وشلونك بشرني
عنّك .. الحمدلله اللي رجعت لنا
سالم يا بعد عيني

وسلّم حمد على أختيه وعلى زوجة أبيه , قالت ندى
بحماس : يعني خلااص نجحت !!

قال حمد : اييه ! , نجحت يا يمه وتخرجت صرت مهندس
يا يمّه مهنــدس !!

قالت حصه وقد اغرورقت عيناها بالدموع : ألف مبروك
يا وليدي ألف مبرووك اهئ اهئ

قالت مشاعل : ألف مبروك يا باش مهندس ! , خلاص
يا حصه لا تصيحين وتخربين فرحته

قالت حصه : غصب عني غصب عني ! , والله وجا
اليوم اللي أشوفك فيه متخرّج وشايل الشهاده ورافع
روسنا

قالت ساره : فاجأتنا ياخوي .. يعني خلاص مهنا
رجعه للشرقيّه ؟!

قال حمد : الحمدلله يا يمه الحمدلله , لا خلاص ماعادنيب
راجع .. حلا هو ! , وانتي يا ندى ارجعي غرفتك عند ساره
لأنّك احتلّيتي غرفتي واستحلّيتيها طول فترة غيابي ! , الا
أقول .. أبوي وينه ..

عندها أخذ الجميع ينظرون الى بعضهم بقلق , قالت
مشاعل : أبوك .. أبوك موجود ..

قال حمد : طيب متى بيجي .. يا اني مشتاقله

قالت ساره لتغيّر مسار الموضوع : ايه صدق حمد ..
دريت ان ندى جابت 93 % ؟!

قال حمد : ايه دريت .. مبروك ندّوي

قالت ندى : الله يبارك فيك , ايه طلعت ذكيه على أخوي ..
أشوى ما طلعت على أختي !

قالت ساره : انطمي يلله .. أنا قدراتي ومواهبي بأشياء ثانيه ,
موب بالدراسه

قالت حصه : حمد تعال معي شوي .. بسولف معك بجلس
معك .. تعال حبيبي ..

أخذت حصه حمد الى المقلط وقالت له : وشلونك يا ولدي
خبّرني عن أمورك وأحوالك بعد .. أحس انّي للحين ماني
مصدقه رجعتك لي وانت شايل الشهاده ومتخرج

قال حمد : صدقي يا يمّه صدقي .. يمّه أبوي وينه , بدق عليه ..

قالت حصه : لحظه .. بالبدايه بقول لك شي

قال حمد : سمّي

قالت حصه : يا حمد انت تدري ان أبوك أخذ قرض ودخل
بالأسهم

قال حمد : ايه .. قد قال لي بالتلفون

قالت حصه : وأبوك بصراحه .. ما توفّق بهالأسهم

قال حمد : مسيكين .. كثير ناس خسروا فيها

قالت حصه : وخسارته كانت تسايده .. وما قدر يسدّد

قال حمد : طيّب .. وبعدين ؟!

قالت حصه : فا .. فالبنك اشتكى عليه .. لأنّه لازم يسدّد
بوقت محدّد

قال حمد بارتياب : اشتكوا عليه ! , وبعدين ؟!

قالت حصه : مستحيل بنخبي عليك .. لازم تدري , يا حمد ...

قال حمد : تكلّمي يمه ! ..

قالت حصه : أبوك هالحين مهوب فيه , أبوك هالحين بالسجن

قام أحمد من مكانه وقد اتّسعت عيناه : وشو ؟! , مسجون !!

قالت حصه وقد بدأت عيناها تدمع : ايه .. مسجون

قال حمد : من متى ؟! , وليه ما علّمتوني ؟!!

قالت حصه : ما صار له كم يوم بالتوقيف .. وهذا انت دريت

قال حمد : آآخ يا يبه , ماني مصدق ! , معقول أبوي ينسجن ..
أبوي اللي عمره ما عتّب عتبة مركز شرطه , يسنجن مع
المجرمين والقتله !! , ليش ليييش ؟!

قالت حصه : لا تعوّر قلبي زود يا حمد

قال حمد : أنا لازم أشوفه .. لازم أشوفه !

قالت حصه : بعد شوي بيجي خالك وبيودّينا زياره له

قال حمد وقد بدى بائساً : ليتني مكانك يا يبه


***


أتى بدر وسلّم على ابن أخته حمد وبارك له , أخذ بدر الجميع
في سيارته , وأخذ حمد يسأل عن تفاصيل الموضوع , وأخذ
الجميع يتحدّثون في السيارة ويتشاورون , توقّفت السيارة ونزل
الجميع , قال بدر : اصبروا شوي .. خلكم بالسياره لا تنزلون
الين أأشّر لكم

وبعد دقائق أشّر لهم بدر ونزل الجميع ودخلوا الى غرفة الزيارة ,
جلسوا وأتى شرطي يمسك بشخصٍ مسن .. شخص بائس .. بدا
وكأن عمره في الثمانينات ! .. شخص استغرب الجميع من شكله !! ,
وقف هذا الشخص وأخذ ينظر اليهم , اقترب منه حمد وقال : وشلونك
يا يبه وش أخبارك .. يبه بارك لي أنا تخرّجت ! , صدقني يبه أنا
ما دريت عن شي الا توني لما وصلت .. ماعليه يا يبه بتطلع ان
شالله وبترجع لنا أنا فهمت الموضوع .. لا تضايق عمرك يالغالي

كان أبو حمد بائساً وحزيناً الى درجة لا توصف , قال أبو حمد : ألف
مبروك يا ولدي .. ألف مبروك , اعذرني خرّبت عليك فرحتك بسجني

قال حمد : لا يبه تكفى لا تقول هالكلام ! , هالشي غصبن عنك ..
ليتني مكانك يا يبه والله ليتني مكانك !

قالت حصه : وشلونك يالغالي .. عساك مرتاح

قال أبو حمد : الحمدلله .. له الحمد والشكر , انتم بشروني عنكم

قالت مشاعل : ما ناقصنا الا شوفتك يابو حمد .. ضعنا بدونك

قالت حصه : يابو حمد هذا حنّا مجتمعين كلّنا وطالبينك طلب واحد ..
طلب واحد ! , ارجع لنا يابو حمد !

قال أبو حمد : وهو بيدي ! .. الأسهم طاحت .. وما جابت شي

قالت حصه : الأسهم انباعت وجابت ثلاثين ألف يقول بدر .. يعني
باقي خمسه وسبعين ألف ..

قاطعها أبو حمد : خمسه وسبعين ! , ومن وين بتدبّر يا حصه ..
خمسه وسبعين ماهيب شوي !

قالت مشاعل : أبو حمد صدقني بتدبّر .. ليتك تطلع قبل لا توصل
السالفه للمحكمه وتتعقّد

قال بدر : صدقني يابو حمد أنا ربّي منعم علي ومانيب محتاج الفلوس
هالفتره .. اعتبرها سلف .. دين
في رقبتك لي .. ورجعه متى ما تحسّنت أحوالك

قال ِأبو حمد : عساك سالم يا بدر .. حتى لو تديّنت منك .. من وين
برجعها بعدين

قالت حصه : يابو حمد انت ليه تبي تعذّب نفسك وتعذّبنا معك ؟!!

قالت مشاعل : أبو حمد صدقني بتدبّر ولا تخاف .. انت هالحين اطلع
وبعدين يصير خير .. وان شالله
مهوب صاير الا الخير

سكت أبو حمد قليلاً وظلّ الصمت مخيّماً الى أن قال : "خلاص ..
سوّوا اللي تبونه !"


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:36 PM
***


جلست بشاير ومشاعل في غرفة بشاير في بيت أم مساعد ,
أقفلت بشاير الباب وجلست الاثنتان بقرب بعضهما , قالت
مشاعل : ها بشاير .. وش قرّرتي ؟!

قالت بشاير : قولي لي انتي بالأوّل .. وش أخبار رجلتس ؟! ,
وش قال يوم زرتوه

قالت مشاعل : أبد .. حاله يقطّع القلب , دمعت عيني يوم شفته ..
بس سلّمنا الخيط والمخيَط على ما يقولون وقال سوّوا اللي تبونه ..
وحنّا بنطلعه بأقرب وقت وبندفع الدين

قالت بشاير : الله يجعه لكم بالسلامه .. وولده المسيكين جا فرحان
بتخرّجه لقا أبوه مسجون !

قالت مشاعل : طيب انتي ما قلتي لي .. وش قرّرتي في موضوع
رجلتس ؟!

قالت بشاير : خلاص يا مشاعل .. انتهينا

قالت مشاعل : وش اللي انتهينا ؟!

قالت بشاير : بعد شوي هو بيجي يكلّم أمي عشان ياخذ منها الكلام
الأخير .. هو طبعاً كان ودّه
يكلمني أنا , بس ما أقدر أشوف وجهه

قالت مشاعل : طيب ووش تبي تقوله أمي ؟!

قالت بشاير : يطلّقني !!

قالت مشاعل : اعقلي يا بشاير ولا تّسرعين ! , من صدقتس انتي
تبينه يطلقتس !! , بشاير انتي هالحين مصدومه ومجروحه .. يعني
لازم ما تتخذين أي قرار هالفتره .. عطي نفستس وقت وفكري

بشاير : أنا متعمده .. ما أبي أعطي نفسي وقت ولا أبي أفكّر

مشاعل : يا خوفي .. يا خوفي تندمين

نظرت بشاير الى مشاعل نظرة ذات مغزى وقالت : ما تسوى .. ما تسوى أفكّر
وما يسوى أرجع له .. وهو نفسه ما يسوى !!

قالت مشاعل : صدقيني أنا حاسّه فيك

قالت بشاير بعصبيّة وهي تكاد تبكي : أجل وش تبيني أسوّي ,
خلاص أنا ملّيت زهقت ما عاد فيني أتحمّل !! , عذّبني وحسّربي ,
كان يسافر برى عشان يخونّي ! .. يخووونّي !! , مع بنات أشكال
وألوان يسافر برى ويكذب علي ويقول سفرة شغل وهو مسافر
عشان يخونّي !! , تذكرين يوم أسألتس عن المقويّات الجنسيّه
اللي بشنطته .. أنا وقتها شكّيت واستغربت , لأنّه صار لها شهور
هاجرني !!, وأنا جالسه هنا حافظه بيته وصاينته وربّيت بنته أحسن
وأفضل تربيه , عاملني بجفا وبرود وقسوه .. قعد شهور هاجرني !! ,
شهور ما يكلّمني وهاجرني بدون سبب !! , وكل ما قرّبت منّه يصد
عنّي .. تحمّلت وصبرت وقلت ماعليه تحمّلي ومهما سوّا المَرَه ما لها
الا بيت زوجها وبنتس لولوه ما لها ذنب .. بس خلاص أنا ملّيييت !!! ..
هذا كلّه ما يهم .. الى هنا هذا كلّه ما يهم , بس بعد هذا كلّه يقوم الأخ
ويخطب وبيتزوّج علي !! , يعني بدال ما كان يخونّي بالحرام هالحين
يخونّي بالحلال !! , يتزوّج ويقول لزوجته أنا كان عندي زوجه بس
طلّقتها !! , خلاص هماه قال لزوجته الجديده انّه طلّقني ؟! , خلّوه
يطلّقني !! أنا ما عدت أبيه .. كرهته كرهته .. خلّيه يروح الله لا يوفقه ..
الله لا يهنّيه لا دنيا ولا آخره .. الله لا يحلّلك يا ناصر ولا يبيحك !!
اهئ اهئ

أخذت بشاير تبكي بحرقه شديدةٍ , لم تستطع مشاعل منع دموعها
من السقوط هي الأخرى , تألّمت كثيراً لكلمات التي سمعتها من بشاير ,
حاولت مشاعل تهدئة أختها وقالت في نفسها : "آآخ ياختي يا بشاير ..
معقول كل هذا شايلته بقلبك وساكته !"


***


أتى ناصر لبيت أم مساعد , قالت له أم مساعد عن كلام ابنتها حرفياً ,
لم ترغب أم مساعد بالتأكيد بطلاق ابنتها , ولكن بشاير ثائرة جداً
ومصمّمة على الطلاق , كان ناصر يريد أن يعطيها فترةً لتفكّر فيها
وتراجع نفسها قليلاً ولكن بشاير كانت مصمّمة جداً , لم يستطع ناصر
تأجيل زواجه واستمرت دانيه وأهلها بمكالمته والتساؤل عن موضوع
هذا التّأجيل , كان ناصر راغباً بزواجه من دانيه كثيراً .. حدّد موعد
"الملكة" ولن يؤجّله هذه المرّة !


***


جلست مشاعل مع حصه في غرفة حصه : قالت حصه : قولي يا
مشاعل .. وش بنسوّي هالحين ؟!

قالت مشاعل : طيّب .. أنا فكّرت بكل شي , طبعاً أولاً لازم نجمّع
كل قطعة ذهب بالبيت !

قالت حصه : نبيع الذهب ؟! , بس أبو حمد بيزعل .. أذكر قبل
سنة كنت ببيع قطعة ذهب وهاوشني وقال يا ويلتس لو بعتيها ..

قالت مشاعل : طيب عادي ! , حنّا هالحين محتاجين .. أقول
بس خلّينا نجمع الذهب هالحين

جمّعت مشاعل حصه الذهب كلّه و وضعته مشاعل في صندوق
بنّي صغير , قالت مشاعل : سواق أمّي جاي بالطريق .. بنروح
سوق الذهب ونبيعه كلّه ! , ولو انّه خفيف وقليل وما ظنيت يجيب
سعر زين

أتى سواق أم مساعد وذهبت مشاعل وحصه الى محلات الذهب ,
كان الذهب قليلاً جداً وخفيفاً , أعلى سعر حصلوا عليه هو خمسة
وعشرون ألفاً فقط , تمّ بيع الذهب واستلمت مشاعل المال

قالت حصه : طيب بعنا الذهب .. وبعدين ؟! , باقي كثير عشان
نكمّل المبلغ

قالت مشاعل : احسبي معي خمسه وعشرين الذهب وثلاثين الأسهم ..
هذي خمسه وخمسين ألف , يعني باقي لنا خمسين ألف .. تسعه
وأربعين ألف بالضبط باقي لنا

قالت حصه : تسعه وأربعين ألف .. ومن وين بنجيبها ؟!

قالت مشاعل : أنا كلّمت حمد .. بيبيع سيارته , بس سيارة أبو حمد
ما راح يبيعها لأن صعبه نبيع الثنتين وبعدين سيارة أبو حمد قديمه
مرّه وما تجيب شي , يعني نبيع سيارة حمد أحسن .. وللحين ما
قال لي بكم بيبيعها .. بس يقول بتجيب تقريباً أربع طعش ألف ..

قالت حصه : طيّب .. يعني باقي .. باقي خمسه وثلاين ألف
وتكتمل الفلوس

قالت مشاعل : لو قلنا خمسه وثلاثين .. أنا عندي بالبنك بحدود
سبع آلاف

قالت حصه : يعني رصيدتس كلّه سبعة آلاف ؟!

قالت مشاعل : ايه .. يعني بقى ثمانيه وعشرين ألف بالضبط ..
مدري كيف بندبّرها ؟!


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:37 PM
***


أتت لولوه لزيارة والدتها في بيت جدتها , قالت لولوه مخاطبةً
والدتها : ليش يا يمّه ليش ؟! , معقوله يا يمّه بتطلّقون !

قالت بشاير : هو قال لتس ؟!

قالت لولوه : ايه يمه .. قال لي عن كل شي

قالت بشاير : بيعرس علي يا لولوه .. عادي يعرس علي !

قالت لولوه وقد بدأت بالبكاء : يمه أدري مهوب عادي ..
بس حاولي معه .. هو يقول انتس ما كلّمتيه أبد , يمكن لو
قلتي له يشيل فكرة الزواج بيشيلها .. يمكن تكفين لا تطلّقون ..
ما أبي تطلّقون اهئ اهئ

قالت بشاير : لا تصيحين يا لولوه وتعوّرين قلبي أكثر ..
أبوتس ما خلا لي خيار ثاني .. ماعليه يا بنيتي ماعليه ..
انتي ان شالله بتتزوجين وتروحين بيت رجلتس .. وأنا
ببقى أمتس .. وأبوتس بيبقى أبوتس !

قالت لولوه : يمه تكفين عشان خاطري .. حاولي تسامحينه
وترجعين له

قالت بشاير : ما أقدر يا بنيتي ما أقدر .. لو أقدر كان
رجعت ورضيت , بس خلاص .. طاب خاطري من
أبوتس .. طابت نفسي يا لولوه , حاولي تفهميني


***


كانت مشاعل وحصه وحمد في الصالة , قال حمد : حلو ..
هالحين بعنا الذهب كلّه .. وبعنا سيارتي .. وفلوستس بالبنك
خالتي مشاعل .. وصار عندنا بالضبط سته وسبعين ألف ..
يعني باقي لنا تسعه وعشرين ألف

قالت مشاعل : طيب .. كيف بنجيبها .. مافيه أحد يسلّفنا
وما عندنا شي .. وش تقترح يا حمد ؟!

قال حمد : ما لنا الا خالي بدر .. يكمّل المبلغ

قالت حصه : بدر مهوب مقصّر وودّه .. بس أخاف
أبو حمد بعدين بيزعل

قالت مشاعل : يعني بس بيزعل لو تسلّفنا من بدر .. أكيد
بعد بيزعل لو درى اننا بعنا ذهبنا كلّه وان حمد باع سيارته ..
حنّا مضطرّين وأبو حمد عارف كل شي .. وهو قالها سوّوا
اللي تبونه ..

قالت حصه : أجل خلاص .. خلّوني أكلّم أخوي بدر

قال حمد : وأنا باخذ المبلغ كامل للبنك .. وكويس ان السالفه
ما وصلت للمحكمه .. يعني ان شالله أوّل ما أسدّد للبنك
كامل بيطلّعون أبوي

قالت مشاعل : ان شالله .. الله يرجعك بالسلامه يابو حمد


***


قالت ندى لساره وقد كانوا في غرفة ساره : أقول ساره ..
أبوي يعني خلاص بيطلعونه على طول ؟!

قالت ساره : ايه ان شالله .. أوّل ما نسدّد بيطلع , والله
البيت بدونه ما يسوى شي

قالت ندى : طيب أقول ساره .. هالحين أنا وش أدخل ؟! ,
محتاره أي كلّيه

قالت ساره : لا تّفائلين .. ترى نسبتس موب ذاك الزود

قالت ندى : لكني جبت باختبار القدرات نسبه ممتازه ..
وحتى نسبة الثانوي حلوه

قالت ساره : والله مدري , شاوري أهلي وأبوي اذا
رجع لنا بالسلامه

قالت ندى : أهم شي أبوي يوافق على التخصّص اللي بدخله ..
ولا أقول لتس بخلّيه هو اللي يختار لي التّخصّص !

قالت ساره : لا يا شيخه , يعني بتونسينه وبتفرحينه بهالشي ..
أكيد بيقول لتس اختاري اللي تبينه واللي يناسب ميولتس

قالت ندى : والله انّي محتاره

قالت ساره : أقول .. تصدقين ندى .. قبل أيام شفت مازن

قالت ندى : مازن ! , رجعتوا لبعض خلاص يعني

قالت ساره بعصبيّه : صدق قليلة حيا , بس ما راح أرد عليتس

ضحكت ندى وقالت ساره : المهم .. تصدقين لما شفته مدري ,
ما حسّيت بشي .. كنت واقفه عند الباب وبعدين دخلت البيت
بسرعه وركضت لغرفتي وقفلت الباب .. كنت متوقعه انّي
برمي نفسي على السرير وبجلس أبكي وأصيح .. بس ما
صار شي !

قالت ندى : ايه عادي .. نسيتيه خلاص , وبعدين ربّتس
سبحانه يوم شافتس ناويه تتوبين وتنسينه خلاتس تنسينه
وربّتس قادر على كل شي

قالت ساره : ماشالله .. أوّل مرّه أشوفتس تتكلّمين بعقل !

قالت ندى : وهـ بس .. عسى ما أصير مطوّعه مثلتس ههههه

قالت ساره : استغفري ربّتس .. بالعكس , ما تصدقين وش
قد انشرح صدري وحسّيت بسعاده داخليه لما تديّنت أو تطوّعت
على قولتس , أحس الايمانيّات عندي كل مالها وتزيد .. حتى
الصلاة صرت أستلذ فيها أكثر , الله يثبّتني ويزيدني يا رب

قالت ندى : والله حتى أنا .. انبسطت لما دريت انتس صرتي
دَينه وتركتي خرابيطتس , صدق انّي ضحكت شوي لما صرتي
تروحين مع لولوه بنت أخت مشاعل للتحفيظ لأنتس كنتي تطنّزين
عليهم من أوّل ههههه .. بس الله يثبتس والله لا يغيّر عليتس


***


كانت مشاعل وبشاير جالستان في الصالة وأم مساعد في
المطبخ , قالت مشاعل : والله انّك تسرّعتي يا بشاير .. الطلاق
مهوب سهل , يا خوفي تندمين

قالت بشاير : لا تخافين .. آخر شي ممكن يصير انّي أندم , عفته
وعافته نفسي .. خلّيه يطلّقني وخل يعرس .. يمكن يلقى سعادته
بعيد عنّي وبلقى سعادتي بعيد عنه

قالت مشاعل : وأمي .. حسّيتيها تقبّلت الفكره ؟!

قالت بشاير : أمي أكيد ما ودّها أتطلّق .. بس جلست معها
وفهّمتها على كل شي .. المسيكينه بكت علي , ما كانت تدري
اني كنت متعذّبه وحزينه مع ناصر لهالدرجه .. يعني لا هي
اللي لامتني ولا عذرتني , بس احترمت قراري ورضت

قالت مشاعل : وبنتس ؟! , كلّمتني هي بس قلت لها ما باليد حيله ..
مالتس الا تدعين الله يهدي أمتس ,ابوتس ويرجعهم لبعض !

قالت بشاير : لولوه تضايقت كثير .. توها صغيره وصعبه
عليها أمها وأبوها يتطلّقون

قالت مشاعل : أكيد .. لولوه حسّاسه وبسرعه تتأثّر

قالت بشاير : ما قلتي لي .. أبو حمد بيطلع خلاص ؟!

قالت مشاعل : ايه ان شالله بيطلع .. بندفع للبنك وبعدها
على طول بيطلع ان شالله

أتت أم مساعد من المطبخ وجلست مع بناتها وقالت : خلاص
يا مشاعل .. أختس بتطلّق !

قالت مشاعل : يا يمّه وش تسوّين بعد .. الله ما كاتب يستمرّون
مع بعض

قالت بشاير : يمّه تكفين افهميني .. صدقيني يا يمّه , الوحده مهما
تصبر وتتحمّل .. لا بد يجيها يوم .. تجيها لحظه تكون فيها خلاص ..
ما تقدر تتحمّل أكثر من كذا كنّها بتنفجر ! , أنا صبرت معه كثير
ودست على نفسها .. وانتم ثنتينكم عارفات هالشي , ما راح أندم
ان شالله ومافيه شي أندم عليه أصلاً ! , واذا على كلام النّاس ..
عادي , أساساً ما عندنا قرايب كثير ولو بيتكلّمون النّاس اليوم
بكره بينسون , صدقوني أنا اتّخذت قرار الطلاق بعد طول تفكير
منّي .. الحمدلله استخرت وتأكّدت من مشاعري


***


كانت حصه و مشاعل في الصالة , قالت حصه : الحمدلله المبلغ
تدبّر كامل .. ماني مصدقه انّ أبو حمد بيطلع !

قالت مشاعل : الحمدلله على كل حال .. بس شكل نفسيّته كثير
تغيّرت عقب دخلته السجن .. الله يعينه مسيكين

قالت حصه : المهم يطلع .. بعدين كل حنّا بنساعده عشان
يتخطّى أزمته

قالت مشاعل : أكيد كل حنّا بنساعده ونحاول نفرّحه .. أقول
حصه , اتّصلي على حمد ولدتس .. شوفيه وش سوّى ؟!

اتّصلت حصه على ابنها وقال لها بأنّه دفع المبلغ كاملاً للبنك
وسيذهب مع خاله حمد لكي يخرجوا والده , ولكن يبدو أن هذه
الاجراءات قد تطول قليلاً .. اذ أنّهم لم يستطيعوا اخراجه
من السجن , وقال لهم الضابط بأنّه لا يستطيع اطلاق سراحه
الآن وعليهم مراجعته غداً , عاد حمد الى البيت وأخبر والدته
وزوجة أبيه بالخبر , تضايقوا قليلاً لعدم خروجه هذه الليله
ولكنّهم فرحوا لأنّ المبلغ قد تمّ سداده ولم يبقَ شئ على طلوع
أبو حمد من السجن بإذن الله


***


تزوّج ناصر من دانيه , كان زواجهما بسيطاً وقد أسكنها في
شقّة مؤجّرة حالياً , ولكنّه سوف يجهّز بيته (الذي كانت بشاير
تسكن فيه) ويرتّبه ويشتري غرفة نوم جديدة لزوجته الجديدة ,
أمّا بشاير فقد طلّقها مثل ما أرادت .. وأحسّ هو بطريقة ما بأنّه
سعيد بطلاقها ! , مشاعره قد بردَت اتّجاه بشاير ولم تعد تهمّه ,
ولكنه لم يرد أن يطلّقها في البداية خوفاً من كلام النّاس وخوفاً
على مشاعر ابنته التي ليس لها ذنب فيما حصل , ولكنّه لم يهتمّ
قط بمشاعر بشاير


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:37 PM
***


أتت مشاعل لزيارة والدتها وأختها , دخلت فوجد أم مساعد في
الصالة وقد بدت حزينة , سلّمت مشاعل واقتربت منها وقالت :
شكلتس متضايقه واجد يمّه ..

قالت أم مساعد : بنتي تطلّقت .. وشلون ما تبيني أتضايق

قالت مشاعل : يا يمّه يمكنها خيره .. هي استخارت وان شالله
يكون هالشي زين لها , وبعدين بشاير كبيره .. مهيب بزر تقولين
يعني ما تعرف مصلحتها ولا متسرّعه , ما تدرين وش كان
يصير بينهم بالضبط يا يمّه .. بس المَرَه مجروحه وشكلها عايفته
وكارهته مرّه .. مع انّها كانت تحبّه , ماعليه يا يمّه قدر ومكتوب
وربّتس ما كتب يستمرّون مع بعض

قالت أم مساعد : أنا بعد معوّره قلبي هالمسيكينه لولوه .. كلّمتني
وترجّتني .. تقول انت الكبيره كلمي أبوي وأمي وحاولي ترجّعينهم
لبعض .. قلت ما بيدي شي يا بنيتي ..

قالت مشاعل : حتى أنا كاسره خاطري لولوه .. أقول يمّه ..
بشاير فوق بغرفتها ؟!

قالت أم مساعد : ايه بعد بغرفتها .. من يوم طلعت من بيت رجلها
وهي صاكّه على عمرها بهالغرفه

قالت مشاعل : بصعد لها ..

صعدت مشاعل الى غرفة بشاير طرقت الباب ودخلت لتجد حصه
جالسةً على كرسي وجوّالها بيدها , سلّمت عليها وجلست مشاعل
وقالت : هاه .. وش أخبارك .. كيف حاسّه نفسك

نظرت اليها بشاير ونزلت دمعة على خدّها وقالت بهدوء : دريتي
انّه طلّقني .. أرسل لي الورقه وطلّقني بنفس اليوم اللي تزوّج فيه ! ,
اتّصلت على صديقتي عبير وقالت لي

قالت مشاعل : ماعليه حبيبتي .. انتم تطلّقتوا خلاص .. حاولي
تنسين ولا تضايقين عمرتس

قالت بشاير وقد بدأت بالبكاء : مشاعل صدقيني أنا ما كان
ودّي أتطلّق !! .. بس .. بس هو اللي أجبرني .. ناصر ما
خلا لي حل ثاني .. ما فيه وحده ودّها تطلّق يا مشاعل ..
خصوصاً وأنا بهالعمر .. صدقيني ما كان ودّي أتطلّق
ما كان اهئ اهئ ..

بكت بشاير وحاولت مشاعل تهدئتها والتّخفيف عنها , قالت
مشاعل : حسبي الله عليك يا ناصر .. أوّل مرّه بحياتي أدعي
عليه .. أدري .. أدري يا بشاير ان اللي صار لتس مهوب شوي ,
حاولي تهدين وتنسين .. انتبهي لصحتس شوي .. خلاص حبيبتي
خلاص ..

هدأت بشاير ومسحت دموعها وقالت : تذكرين مشاعل .. انتي
كنتي صغيره بس أكيد تذكرين .. أوّل ما تزوّجنا أنا وناصر ..
تذكرين كيف كان يحبّني ويموت علي .. تذكرين يوم بكى علي
لمّا ولدت لولوه بعمليّه قيصريّه وكانت العمليّه خطيره .. ما قدر
يمسك نفسه وبكى قدّامكم كلّكم يومها ! , مشاعل ناصر كان
يحبّني .. أنا متأكده كان يحبّني , حتى بعد ما ولدت لولوه
وقالوا لي الأطبّاء انّه فيه خطر علي لو حملت مرّه ثانيه ..
ناصر قال لي خلاص ما أبيتس تحملين , لولوه لحالها تكفيني
وأهم شي سلامتس انتي ! , أذكر قال لي حتى لو ما ولدتي
لولوه انتي لحالتس تكفيني !! , صدقيني مشاعل ناصر كان
يحبّني .. بس مدري وش اللي غيّره , يمكن عشاني كبرت
وماعدت حلوه زي أوّل .. وهو محافظ على جماله وشبابه ...

قالت مشاعل : لا يا بشاير , موب عشانتس كبرتي وتغيّر
شكلك وهو للحين وسيم وكأنّه أصغر منتس بعشر سنين ..
هالشي مهوب مبرّر انّه يتغيّر عليتس , انتي مالتس ذنب ..
وما أبيتس تحسّين بالذنب , الرجال اذا حب وحده يحبّها
بكل حالاتها مهما تغيّرت ومرّت سنين ! , انتم تطلّقتوا
خلاص .. وناصر ما عرف قدرتس .. خلّيه وصدقيني بيندم ,
أنا كنت أظن انتس انتي اللي بتندمين وتّحسفين لو تطلّقتي ..
بس هالحين , أحس هو اللي بيندم


***


ذهبت عبير لزيارة دانية في شقّتها الجديده , لم يكن ناصر
موجوداً وكانت أم دانيه عند دانيه , جلست عبير ودانيه
ومفيده في المجلس , قالت عبير : عن اذنك ست مفيده ..
بدّي دانيه بكلمتين

استغربت دانيه و والدتها , جلست دانيه مع عبير لوحدهما ,
و دانيه في التاسعة والعشرين من عمرها , فتاة جميلة , قالت
دانيه : دخلك عبير .. بما انّو نحنا لحالنا أنا كمان بدّي قلّك شي ..
انتي مانّك على بعضك من أوّل ما أنا انخطبت .. حاسستك
مو فرحانتيلي .. شو في ؟!

قالت عبير : طيّب , أنا رح قلّك .. بصراحه أنا رفيقة بشاير

قالت دانيه : مين بشاير ؟!

قالت عبير : مرت جوزك القديمه

قالت دانيه بخبث : أها .. هيك لكان , وبعدين لا تقولي مرت
جوزي .. قولي طليقت جوزي

قالت عبير : وهو ايمتى طلّقها ؟!

قالت دانيه : من شهور طويله ..

قالت عبير : بتعرفي انّو من كم يوم طلّقها ! , يعني مو من
شهور طويله ..

قالت دانيه : مو مهم ايمتى طلّقها .. المهم اطلّقها وخلاص !

قالت عبير : وانتي عادي خربتي بيتون ؟!

قالت دانيه بعصبيّه : أنا ما خربت بيت حدا .. الرّجال تقدّم
لي وأنا وافقت .. وبعدين أنا ما كنت بعرف انّو ما طلّقها ..
وحتى لو بعرف عادي !

قالت عبير : هيك لكان .. انتي الظّاهر الحكي معاكي ضايع ..
عن اذنك أنا ماشيه ..


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:38 PM
***

طرقت حصه الباب على غرفة مشاعل , كانت مشاعل جالسة
على الكرسيّ مقابل التسريحة , دخلت حصه وأغلقت الباب
من خلفها وقالت : مشاعل .. ممكن نتكلّم ؟!

ابتسمت مشاعل وقالت : تفضلي , هاه .. قولي وش عندك ؟!

قالت حصه بعدما جلست : ودّي أتكلّم معتس بموضوع

قالت مشاعل : خير .. وش فيه ؟!

قالت حصه : تصدقين .. كبرتي بعيني

قالت مشاعل : كبرت بعينتس ؟! , ليه .. بعدين لهالدرجه
أنا كنت طايحه من عينتس ههههه

قالت حصه : لأ موب قصدي , بس جد كبرتي بعيني .. يعني
لما انسجن أبو حمد .. أنا قلت هذي أكيد بتروح بيت أهلها
وبتقول خلّوه يطلّقني .. رجال مديون ومسجون وعنده مشاكل ..

ضحكت مشاعل وقالت : من صدقتس ؟! , من صدقتس حصه
كنتي متوقعه أسوّي كذا ههههه

قالت حصه : مدري .. يعني توقّعت , وبعدين استغربت يوم
بعتي ذهبتس كلّه وكل فلوستس بالبنك

قالت مشاعل : مير ما عرفتيني زين ! , مهوب أنا اللي أسوّيها ..
لو يصير وش ما يصير مستحيل أتخلّى عن أبو حمد , وبعدين
لو عندي مليون ريال صدقيني مستحيل أبخل بريال واحد منها
على أبو حمد ! , عبدالمحسن زوجي وحبيبي .. حفظني وصانّي
وما عمره ضايقني ولا شفت منّه شيّ شين ..

قالت حصه : طيّب ممكن نتكلّم بصراحه ؟! , أنا البارحه مدري
وش اللي جاني .. جلست طول الليل أفكّر .. بسألتس يا مشاعل
وكوني صريحه معي ..

قالت مشاعل : اسألي

قالت حصه : ارجعي بذاكرتك أكثر من أربع سنين ورى ..

قالت مشاعل : طيّب ؟!

قالت حصه : أبو حمد .. عبدالمحسن .. ليه تزوّجتيه ؟! , ليه
وافقتي عليه ؟!!

قالت مشاعل : هههههه معقوله عقب كل هالسنين جايّه تسأليني
هالسؤال ؟!

قالت حصه : عادي .. تكفين جاوبيني مشاعل

قالت مشاعل : طيّب , بجاوبتس , انتي عارفه بعض الأشياء ..
بس مهيب مشكله أنا بقول لتس السالفه كلها .. طبعاً أنا ما تقدّم
لي أحد قبل أبو حمد الا شخص واحد لما كان عمري سته وعشرين
سنه تقريباً , كان هالشخص يدخّن وأبوي سأل عنّه ومحد مدحه
والكل ذمّه , أبوي قال لي مستحيل تاخذينه .. وما صار نصيب ,
مرّت الأيّام والسنين .. كمّلت ثلاثين سنه .. صار عمري فوق
الثلاثين يعني عانس , وقتها قلت خلاص قطار الزواج فاتني
على قولتهم وما ظنّتي بتزوّج , خصوصاً انّه ما عندنا قرايب
ومعارف كثير .. طبعاً أبوي الله يرحمه كان صديق أبو حمد ,
كان أكبر منّه بالعمر طبعاً بس كانوا أخويا وربع , أبوي كان
مريض وقتها .. وكان يتشكّى لأبو حمد من غير ما يقصد ,
كان يقول له أنا مريض وخايف انّ يومي قرّب و ودّي أتطمّن
على بنتي في بيت رجلها سعيده ومستوره قبل ما أموت ..
طبعاً أبو حمد كان يقول له لا تقول هالكلام وبعد عمرن طويل
ان شالله , طبعاً صادف بوقتها انّتس كنتي طالعه من البيت
ومتهاوشه مع أبو حمد وهو مهدّدتس , مدري وش فكّر فيه
أبو حمد .. تقدّم لي وخطبني من أبوي , طبعاً قال لي أبوي
هذا أكبر منتس بعشرين سنه تقريباً ومتزوّج وعنده عيال ..
بس صدقيني وقتها كنت أحس انتس خلاص بتطلّقين , ما كنت
متوقعه انتس بترجعين خصوصاً بعد ما يعرس عليتس ..
كنت خايفه وما ودّي أخرب بيت أحد , خطبني أبو حمد
وكلّمته قبل الملكه .. قبل العقد , كنت مصرّه أكلّمه لو .. لو
عالتلفون وبحضور أبوي .. قلت له أنا ما ودّي أخرب بيتك
وحياة زوجتك , بس هو قال لي انتس معانده وشكلكم بتطلّقون ..
استخرت وفكّرت وقبلت فيه , قلت هذا آخر نصيب .. ما ظنتي
بنخطب بعد .. ما عدت صغيره , تزوّجته وجيت هالبيت .. كان
حمد فالشرقيّه يدرس ما كان موجود .. كان الموجود ساره وندى
بس .. وكانوا يروحون ويرجعون عليتس ببيت أخوتس , ندى
ما جاني منها شي .. بس ساره حسّيت انها حاقده , كارهتني ..
كانت صغيره وكنت عاذرتها , أكيد بتكرهني لأنّي صرت
بمكان أمها .. بس كنت أحاول أكسبها , وبيوم من الأيّام
جت بنتس ساره وقالت لي : "أمّي برتجع .. أمّي برتجع !" ,
ما صدقت وقلت مستحيل .. بس فعلاً انتي رجعتي , كنت
خايفه , قلت الله يعينّي والله يستر من الأيّام الجايّه .. دخلتي
البيت وشفتس .. شفت بعيونتس نار ! , شفت الكره والشر كلّه ! ,
قلت الله يجيرني منها .. هذي ما راح تخلّيني في حالي وأنا
بطبعي طيّبه وما أحب أأذي أحد أو أرد على أحد , مرّت الأيّام
وبديتي تضايقيني وتغثّيني .. بس ما كنتي تقدرين تتمادين لأن
أبو حمد مهدّدتس , بعدها بفتره بسيطه توفّى أبوي الله يرحمه ..
حزنت كثير على أبوي , حسّيت انّتس رحمتيني وخفّيتي عنّي
شوي .. وبعدها برضو رجّعتي تضايقيني .. بس بعدين فقدتي
الأمل وزهقتي لأني ما كنت أرد عليتس ولا أبيّن أي شي ,
بعدين صار الوضع عادي ومرّت الأيّام والسنين ..

قالت حصه : ايه .. كذا يعني

قالت مشاعل : ههههه معقوله جايّه تسأليني هالسؤال
هالحين ؟! , طيّب أنا بسألتس وأبيتس تجاوبيني بصراحه
انتي بعد ؟!

قالت حصه : اسألي

قالت مشاعل : انتي .. ليه طلعتي من بيت أبو حمد ؟! ,
وليه رجعتي ؟!!

قالت حصه : ههههه , يعني سؤال بسؤال ! , طيّب بقول لتس ..
أنا كنت عايشه مع أبو حمد
عيشه عاديّه , بعدين مدري وش اللي صار لي .. مدري وش
هاللي جاني , صرت أناظر لفوق وكرهت عيشتنا .. ملّيت من
الفقر اللي حنّا فيه , صارت مشاكل كثيره بيني وبين أبو حمد ..
كنت أبي أسافر وهو ما يقدر لأن ما عنده فلوس , وأبي ساره
تدرس على حسابنا لأنها ما انقبلت بالجامعه وهو ما يقدر لأن
ما عنده فلوس , كنت أبي هالبيت القديم يترمّم ويتجدّد وهو ما
يقدر لأن ما عنده فلوس ! , زادت المشاكل والهواش بيننا ,
صارت مشاكل كثيره وأنا ملّيت من هالعيشه .. ابليس ركب
راسي وطلعت من البيت ورحت بيت أخوي .. لمّيت كل
أغراضي وجلست عند أخوي , كنت شايشه ومشتطّه وحايمه
كبدي من عيشتي .. أبو حمد كان كل يوم يجي عند أخوي
ويترجّاه يبي يكلّمني ويتفاهم معي بس أنا رافضه .. قلت
ما أرجع له الين ينفّذ كلّ شروطي وكل طلباتي ! , أبو حمد
حاول وذل نفسه بس مافيه فايده .. حالته الماديّه كانت صعبه
وحاول يراضيني بمبلغ بسيط بس أنا عيّيت , ابليس كان
راكب راسي وما رضيت بأي شي , بعدها صرت أشيّش
بناتي وأحرّضهم ضدّه وأبيهم يجون يسكنون معي في بيت
أخوي ! , أبو حمد زهق وطفش وقال لأخوي قل لها ان
ما عقلت وصارت مَرَه لا تشوف شي ما شافته ! , طنّشت
وعاندت أكثر , بعدها حلف أبو حمد .. حلف يمين ان ما
عقلت ورجعت انّه بيعرس علي !! , وقتها ما صدّقت ..
قلت تهديد وبس , الين اتّصلت علي ساره بيوم وقالت
لي : "يمّه أبوي تزوّج !" , حسّيت كن مويه بارده طاحت
علي .. ما صدّقت ! , وطبعاً هو كان حاطتس براسه عشان
خاطر أبوتس الله يرحمه .. تزوّجتس بفتره قصيره ودخّلتس
على بناتي , جتني ساره لبيت أخوي تبكي وقالت لي عاللي
صار وترجّتني انّي أرجع , وقتها كنت مصدومه كثير ..
ما صدّقت انّه سوّاها وأعرس علي ! , بعد فتره حسّيت
انّي صحيت وقمت لنفسي .. شلت أغراضي ولمّيت
ملابسي وخلّيت أخوي بدر يكلمه ويقول له انّي أرجع ..
رجعت لبيتي وشفتك انتي فيه , حسّيت قلبي يحترق ..
نار وشبّت في جوفي ! , تألّمت كثير وندمت .. كنت
أحاول أضايقتس وأطفشتس بس مافيه فايده .. انتي
كنتي ما تردّين علي وتقهريني أكثر لأن عمرتس ما
شكيتيني لأبو حمد ! , مرّت الأيّام والسنين وصار
الوضع عادي ونسيت حقدي وكرهي لتس ورضخت
للأمر الواقع على ما يقولون

قالت مشاعل : طيّب والحين .. تكرهيني ؟!

قالت حصه : لأ , وانتي ؟!

قالت مشاعل : عمري ما كرهتك !

قالت حصه : تصدقين .. أحسّ انتس صرتي قريبه
منّي أكثر !

قالت مشاعل : أكيد عقب سالفة أبو حمد .. صار همّنا
واحد ومصيبتنا وحده وهدفنا واحد .. انّ أبو حمد يطلع
من السجن , أبو حمد هو الشي المشترك بيننا ..

قالت حصه : تحبّينه ؟!

قالت مشاعل : هههههه انتي وش جايتس على هالأسأله
اليوم ؟! , ايه .. أحبّه ! , وانتي ؟!

قالت حصه : أكيد أحبّه .. أحبّه ! , أقول مشاعل ..
وش رايتس من اليوم ورايح نفتح صفحه جديده ؟! ,
صدق والله .. يعني نحسّن علاقتنا وتعاملنا مع
بعض .. أبو حمد أكيد بيفرح اذا شافنا متفاهمات
وعلاقتنا زينه ..

قالت مشاعل بابتسامة : أنا من زمان ودّي بهالشي ..
صدقيني يا حصه , اذا علي أنا ما أكرهتس وعمري
ما كرهتس أو شلت لتس في قلبي حقد أو غل .. بس
لو بنجرّح في بعض ونبعد عن بعض ما راح يصير
شي .. ولا راح يتغيّر .. أنا قاعده على قلبتس وانتي
قاعده على قلبي ! هههههه

قالت حصه : هههههه .. اي والله .. قاعدات على قلوب
بعض , عاد تصدقين كنت أفكّر أوّل ان أبو حمد لو ربح
بالأسهم والله رزقه أبيه يطلّعني ببيت لحالي ..

قالت مشاعل : يمكن ربّتس ما كاتب ان كل وحده تصير
في بيت لحالها .. وانّنا نبقى مع بعض !

قالت حصه : بكره لازم ننظّف البيت زين ونعدّله ونبخّره
ونزهّب أحلى عشا لأبو حمد

قالت مشاعل : أكيد .. أكيد


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:38 PM
***


أتى الغد , يوم طلوع أبو حمد من السجن , ذهب حمد لأخذه
من هناك , كان الكلّ ينتظره في الحوش على أحرّ من الجمر ,
سُمع صوت السيارة عند الباب ووقف الجميع عند الباب ,
فتح حمد الباب بمفتاحه بهدوء ودخل ومن خلفه أبو حمد
وأغلق الباب , كان حمد ممسكاً بشنطة والده بيد .. وبيد
والده باليد الأخرى , وقف أبو حمد في مكانه وأربعة نساءٍ
واقفات أمامه وينظرن اليه , كان وجهه بائساً والسواد حول
عينيه وخطوط الأسى على وجهه .. بدا أكبر عمراً , تقدّمت
اليه ساره وندى وسلّمتا عليه وقبّلتا رأسها , سلّمت عليه
مشاعل ومن ثم حصه , كان عيون أبو حمد في الأرض
ولم يرفعها أبداً , قالت حصه : الحمدلله على سلامتك ..

قال أبو حمد : الله يسلّمكم ..

قالت مشاعل : نوّرت بيتك يابو حمد ..

قالت ساره : البيت من غيرك ما يسوى شي يا يبه ..

قالت حصه : تعالوا ادخلوا جوّه .. ليه واقفين بالحوش

قال حمد : يلله يبه .. خل ندخل داخل

دخل الجميع داخل البيت , قالت حصه : بتروح غرفتك ترتاح
أبو حمد ؟!

قال أبو حمد : لا .. بجلس بالصاله شوي

دخل أبو حمد الصالة وكانت خطواته بطيئة , جلس وجلس الجميع
حوله , قالت حصه : والله تو ما نوّر البيت .. ما تّصوّر من غيرك
وشلون حالتنا ..

قالت مشاعل : العشا جاهز .. نحط العشا , أكيد جوعان

قال أبو حمد : حطّوا العشا

قامت مشاعل وندى لإحضار العشاء , فرشوا السّفرة على الأرض
و وضعوا عليها العشاء , جلس الجميع حول السّفرة وأبو حمد
لم يتكلّم وبدا بائساً وحزيناً وعيناه في الأرض , كان الكل ينظر
الى أبو حمد بخوف وفرح , كان الجميع يتحدّثون و يحاولون رسم
الابتسامة على وجه أبو حمد البائس الحزين , انتهى العشاء وغسّل
الجميع أيديهم ورفعوا السفرة والصحون , عادوا الى الصالة
واجتمعوا حول أبو حمد , قال أبو حمد بعد أن رأى الجميع حوله ي
نظرون اليه بابتسامة منتظرينه : أنا عندي شي ودّي أقول لكم ايّاه ..

قالت حصه : آمر يابو حمد .. قول

قال أبو حمد : تصدّقون .. هالشي اللي صار علّمني و وضّح لي
أشياء كثيره .. خلاني أعرف وش كثر حريمي ويعيالي يحبّوني ..
خلاني أعرف غلاتي عندهم وغلاهم عندي , عرفت وش قد
السجن صعب على نفس البرئ .. أو خلّونا نقول على نفس اللي
انجسن غصبن عنّه , سامحوني كلّكم .. حصه ومشاعل
سامحوني تكفون .. بيّعتكم ذهبكم كلّه وكل فلوسكم .. وانت
يا حمد بيّعتك سيارتك وخرّبت فرحتك بنجاحك , وانتي
يا ساره .. وانتي يا ندى , بس صدقوني أنا كل همّي كان
انّي أربح بالأسهم وأحسن معيشتنا وأرضيكم وأحسّن وضعنا
.. بس صار عكس اللي توقّعته , ربّكم ما كاتب انّي أربح ..
وخسرت خساره كبيره , سامحوني يا حريمي .. سامحوني
يا عيالي , أشغلتكم وبكّيتكم وعذّبتكم معي .. تكفون سامحوني ..

قالت حصه : يابو حمد انت اللي سامحنا .. انت سوّيت كل
هالشي على شانّا , كان كل همكم تسعدنا وترضينا وتحسّن
وضعنا .. حنّا اللي ما قدّرنا حالتك الماديّه , السموحه منك
يابو حمد موب منّنا ..

قالت مشاعل : يسلم راسك يابو حمد .. انت راس المال
وانت كل شي , وكل شي راح بيتعوّض ان شالله , أهم
شي انت يالغالي ..

قال أبو حمد : ما تتصوّرون جلستكم حولي كلّكم وانتم
وأنا بصحّه وعافيه .. متراضين ومتحابّين وقلوبنا على
بعض , هالشي يسوى عندي الدنيا وما فيها ..

قالت ساره : الله يخلّيك لنا يبه ولا يحرمنا منك ..

قال حمد : يبه أنا تخصّصي نادر ومطلوب ..
وأوعدك انّي بشتغل وبنحسن أوضاعنا

قالت ندى : حتى أنا يبه .. بدخل الجامعه وبدرس وبشد
حيلي ان شالله ..

قال أبو حمد : الله يوفّقكم يا عيالي .. وانتم يا حصه ويا
مشاعل .. انتوا بالذات سامحوني .. أحسّ انّي ظلمتكم
كثير معي ..

قالت حصه : حشا والله يابو حمد .. قلت لك حنّا اللي
آسفين موب انت ..

قالت مشاعل : حنّا اللي حمّلناك فوق طاقتك .. انت
اللي اعذرنا , الله يخلّيك لنا ولا يحرمنا منّك

ابتسم أبو حمد ابتسامةً عريضة تخفي ورائها بعض
الأسى , ولكن الجميع فرح بأبو حمد .. وبهذه الإبتسامة


***


اتّصلت بشاير على ابنتها لولوه : ألو ..

قالت لولوه : ألو .. هلا يمّه

قالت بشاير : هلا بنيّتي .. وش أخبارتس

قالت لولوه : أنا بخير يمّه .. انتي طنيني عليك , عساك
مرتاحه

قالت بشاير : الحمدلله على كل حال .. هاه جت مرت
أبوتس للبيت ؟!

قالت لولوه : بكره بتجي .. أبوي شرا أثاث جديد وجهّز
البيت ..

قالت بشاير : وغرفة النوم القديمه .. رماها ؟!

قالت لولوه : هاه .. ايه .. جو عمّال الجمعيّه الخيريّه
وأخذوها .. وشرا غرفه جديده لزوجته

قالت بشاير : المهم , قولي لأبوتس بروح أسكن مع
أمي ببيت جدتي !

قالت لولوه : أسكن عندكم ؟! , ودّي بصراحه .. بس ..
أخاف أبوي ما يوافق

قالت بشاير بحزم : موب على كيفه .. قولي له أمي تقول ,
أنا مستحيل أخلّيتس تعيشين مع مرت أبو , لو مهما يصير ..
بيت جدتس فيه غرفه فاضيه .. وانتي بتجلسين عند أمتس
وجدتس الين يجيتس نصيبتس وتروحين بيت رجلتس ..
قولي له ولمّي أغراضتس كلّها وتعالي .. وحطّي في بالتس
ان مالتس رجعه لذاك البيت طول ما أنا عايشه باذن الله !

قالت لولوه : طيّب يمه .. ابشري , بقول له وعساه يوافق


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:39 PM
***


نام أبو حمد هذه الليلة في غرفة حصه , قال أبو حمد : حصه ..
من وين جبتوا الفلوس بالضبط ؟!

قالت حصه بابتسامة : لا تشغل بالك يابو حمد .. زي ما قلنا
لك .. بعنا ذهبنا كلّه .. وحمد باع سيارته , ومشاعل عندها
كم ألف بالبنك .. وتسلّفنا من أخوي بدر , وطبعاً مع فلوس
الأسهم .. سعر الأسهم يعني ..

قال أبو حمد : مدري من وين أوّدي وجهي منكم .. أنا ...

قالت حصه : أفا يابو حمد .. الفلوس وش خانتها اذا ما
ساعدنا فيها بعض .. يرحم والديك لا تقول هالكلام مرّه
ثانيه , يسلم راسك والفلوس بكيفها .. تروح وتجي والله
يرزقنا ان شالله ..

قال أبو حمد : أنا لازم أعوّضكم .. و بدر لازم نرجّع له
فلوسه , بدر أخوتس ما قصّر الله لا يقصّر بعمره

قالت حصه : ان شالله .. بحيل الله , ادعي ربّك ان
أمورنا تتحسّن .. والحمدلله عالستر والعافيه بس ..

قال أبو حمد : اي والله الحمدلله على كل حال ..


***


قال غسان (زوج عبير) لزوجته عبير : خلاص يا عبير ..
عن جد انتي مو معقوله !

قالت عبير : بس يا غسان هي رفيقتي ..

قال غسان : طيّب واذا رفيقتك ؟! , وبعدين دانيه
بنت بلدك وجيراننا من سنين وبنعرفهم منيح , يعني
مو معقول ما تفرحي لها وتروحي لبيتها وتقوليلها
كلام بيضيّق الخلق ..

قالت عبير : شو قصدك ؟!

قال غسان : يعني مو لازم تخسري دانيه وأهلها
وأهل البنايه مشان رفيقتك .. رفيقتك بشاير تطلّقت
وانتهى موضوعها , هيّي ياللي ما عرفت تحافظ على
زوجها أكيد وطلّقها ..

قالت عبير : يعني قولتك .. أنا لازم افرح لدانيه ؟!

قال غسان : طبعاً لازم تفرحي لها .. مهما كان هي
بنت بلدك وأهلها بنعرفهم منيح وجيراننا من زمان ..

قال عبير بتردّد : صح .. أنا لازم اتّصل بدانيه وأكلّما ..
مهما يكون أنا لازم افرح لها واتمنى لها الخير .. وبشاير
.. بشاير تطلّقت والله يستر عليها !

قال غسان : هاد هوّ عين العقل .. وأنا بنصحك انّو
تقطعي علاقتك بهي بشاير .. لأنو علاقتك فيها
محدوده يعني مو صداقه من أيّام الصبا !

قالت عبير : اقطع علاقتي فيها ؟!

قال غسان : أنا هيك رأيي .. مشان ما تنتزع لاقتك مع
دانيه وأهلها وسكان البنايه .. خصوصاً انّو الكل
عرف انّك صديقة زوجة ناصر القديمه

قالت عبير بتردّد : ما بعرف .. بس بفكّر .. ويتهيّألي
انّو هاد ياللي راح يصير !


***


وافق ناصر على أن تسكن لولوه عند والدتها وجدّتها
بعدما وضع بعض الشروط , أتت لولوه لبيت جدّتها
وكانت سعيدة وحزينة في نفس الوقت , كانت لولوه
وبشاير وأم مساعد ومشاعل في صالة أم مساعد ,
قالت بشاير : زي ما قلت .. مستحيل أخلّي بنتي
تعيش مع زوجة أب !

قالت أم مساعد : العين أوسع من البيت لبنيّتي لولوه ,
ودام أبوها موافق وراضي خلاص

قالت بشاير : أبوها من أوّلأ كان مشغول وما يدري
عنها .. وشلون هالحين مع الزوجه الجديده ! , أحسن
شي تبقى عندي وقبال عيني ..

قالت أم مساعد : حيّاها الله لولوه والبيت بيتها ..
و وشلون رجلتس هالحين يا مشاعل .. عسى مهوب
متكدّر حيل ؟!

قالت مشاعل : يعني .. أكيد متضايق عقب سجنه ..
ويبيله وقت عشان يتعدّى هالأزمه ..

قالت أم مساعد : الله يعينه ويوسّع صدره وييّسر
أمره .. وانتم بعد حاولوا تخفّفون عنّه ..

قالت بشاير : أكيد يمّه .. أكيد


***


نام أبو حمد في الليلة التالية عند مشاعل , قال أبو حمد :
آسف يا مشاعل .. انتي بالذّات أكثر وحده المفروض
أعتذر لها ..

قالت مشاعل : خل عنّك يابو حمد .. أي زوجه تحب
زوجها ومخلصه له بتسوّي زي اللي سوّيته , بعدين
حتى انت جميالك علي كثيره .. ولازم أرد لك ولو
جزء منها !

قال أبو حمد : أي جمايل بس .. حتى كم قطعة الذهب
اللي عطيتس اياهم بعتيهم عشاني !

قالت مشاعل : يكفي حبّك لي .. عمرك ما ضايقتني بكلمه ,
عمري ما شفت الشينه عليك , حفظتني وصنتني وما قد
زعّلتني .. هالأيّام نادر الوحده تلقى زوج مثلك .. نادر ! ,
دريت .. أختي بشاير .. المسيكينه تطلّقت !

قال أبو حمد : أفا ! , وش هالعلم .. ليش عاد ؟!

قالت مشاعل : تزوّج عليها .. وفيه مشاكل كثيره صارت
ما بينهم .. وتطلّقت

قال أبو حمد : الله يعينها .. عقب هالعمر تّطلّق , انتي بعد
قد قلتي لي انّه ما يعاملها زين وما مرتاحه معه .. ايه ..
قدر ومكتوب .. وأمّتس أكيد تضايقت ؟!

قالت مشاعل : أكيد .. متضايقه عليك انت وعلى سجنك ..
وعلى بشاير وطلاقها ..

قال أبو حمد : الله يعين ..

قالت مشاعل : تصدّق عبدالمحسن , أحس بالأيّام الجايّه
كل أمورنا بتتعدّل .. ساره تديّنت ماشالله وتغيّرت كثير ,
وحمد تخرّج وقريب بيتوظف ان شالله , وندى بتدخل
الجامعه وتكمّل دراستها , حتى حصه .. حسّيتها تغيّرت
كثير وصارت طيّبه وقلبها وسيع .. من يوم طلعت من
السجن انت وجا حمد وهي فرحانه ومبسوطه والابتسامه
ما فارقتها , وانت بعد طلعت من السجن ورجعت لنا وان
شالله بتتيسّر أمورك يا رب وأنا حاسّه انّ في رزقه جايّتك
بالطريق .. وتبي الصدق أنا حلمانه موب حاسّه !

قال أبو حمد : ياليت .. الله يسمع منّتس , وانتي يا مشاعل ..
انتي وشلونتس .. من زمان عنّتس .. تصدقين أحس أكثر
شخص اشتقت له انتي !

قالت مشاعل : هههههه واذا رحت لحصه تقول لها نفس
الكلام هاه !

قال أبو حمد : هههههه .. حصه أنا عارفها زين .. بس
انتي عرفتس أكثر وتأكدت من حبتس لي عقب سجني ..
أقول لتس شي .. شي أوّل مرّه أقوله لتس ..

قالت مشاعل : قول

قال أبو حمد : تصدقين .. بعدما تزوّجتس ورجعت حصه
للبيت .. خفت انّي أندم !! , أندم لأنّي تزوّجتس خصوصاً
بعدما رجعت حصه ورضت ..

قالت مشاعل : تندم ؟!

قال أبو حمد : بس اكتشفت ان الشي الوحيد اللي مستحيل
أندم عليه هو زواجي منتس .. أحمد ربّي ليل نهار اللي
صرتي من نصيبي , الله لا يحرمنس منتس

قالت مشاعل : ولا منّك يا رب

نظر اليها أبو حمد وهو يتأمّلها

قالت مشاعل : دقيقه شوي .. بروح الحمام

وبعد أن عادت مشاعل من الحمام , قالت : تصدّق عبدالمحسن ..
حاسّه بدوخه تجيني هاليومين .. وماني على بعضي .. حتى
أكل ما أشتهي

قال أبو حمد : روحي للمستوصف .. لا تسكتين على عمرتس ,
شوفي الدكتوره وش تقول ..

قالت مشاعل : بكره بروح وبشوف ..


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:39 PM
***


ذهبت مشاعل الى المستشفى في اليوم التّالي وعملت بعض
الأشعّه والتحاليل وانتظرت حتى ظهور النتائج , أخذت
النتائج وعادت الى سيارة سائق والدتها وأمرته بالذهاب
الى بيت والدتها حالاً , نزلت مشاعل عند بيت أم مساعد
ودخلت البيت , سألت الخادمة عن والدتها وقالت أنّها في
غرفتها .. صعدت مشاعل الى والدتها , كان الباب مفتوحاً
وأم مساعد جالسة على الكرسي وفي يدها القرآن تقرأ سورة
النّور , دخلت الباب مشاعل ولم تنطق بكلمة واحدة , أنهت
أم مساعد الآية التي كانت تقرأها وأغلقت المصحف و وضعته
والتفتت الى مشاعل وقالت : هلا مشاعل .. وش هالزياره
المفاجأه .. مشاعل ؟! , مشاعل وش فيتس .. شصاير بنيّتي ؟!

تقدّمت منها مشاعل وقد نزلت دمعة على خدّها , خاف أم مساعد ,
أخرجت مشاعل أوراقاً من حقيبتها وأرتها والدتها , قالت
أم مساعد : وش هالأوراق ؟! , وش فيتس يا مشاعل تكلّمي !

قالت مشاعل وهي تبكي : يمّه .. يمّه ناظري , أنا توني
كنت بالمستشفى وسوّيت أشعه وتحاليل .. ناظري يمّه ..
أنا .. أنا حامل يمّه .. طلعت حامل !!

قالت أم مساعد : حـامــل !!!

قالت مشاعل ودموع الفرح على خدّيها : ايه يمّه .. ما
صدٌّت لما قالت لي الدكتوره , يمّه .. يمّه مساعد بيجي ..
مساعد اللي احتريتيه عمرتس كلّه بيجي , ان شالله يطلع
ولد والله يقوّمني بالسلامه .. وبسمّيه مساعد , الله ما
رزقتس بمساعد منّتس .. بس باذن الله بيرزقتس بمساعد
من بنتس !!

لم تستطع أم مساعد حبس دموعها , بكت وحضنت ابنتها
وقالت : صبرتي ونلتي يا بنيّتي .. ربّتس ما يضيّع صبر أحد ,
مبروك يا بنيّتي .. مبروك ! , كنت طول طول هالسنين اللي
راحت خايفه .. خايفه تحسّين بالنقص لأنتس ما تجيبين عيال ..
كنت في كل صلاة أدعي لتس الله يرزقتس بالذريّه الصالحه ..
صبرتي ونلتي يا بنيتي !

دخلت بشاير الغرفة وهي مستغربة وقالت : وش صاير ؟! ,
هاو ! وش فيكم تصيحون ؟!!

قالت أم مساعد : باركي لأختس يا بشاير .. مشاعل حامل !

قالت بشاير : والله !! , مبرووك .. ألف مبروك حبيبتي ..
والله ومن كان يصدّق ؟! , ربّتس ما يضيّ‘ صبر أحد ..
الله يتمّم لتس على خير ويقوّمتس بالسلامه , ماني
مصدقه والله ماني مصدقه !

قالت مشاعل : مشكوره يا بشاير .. تصدقون طلعت
حامل من شهر وما أدري عن عمري ! هههههه

قالت بشاير : هههههه عادي .. فيه حريم كثير ما
يكتشفون الحمل الا بعدين , رجلتس وش قال ؟!

قالت مشاعل : ما قلت له .. يلله أنا ماشيه , بروح
أعلمه .. مع السلامه

قالت بشاير : مع السلامه .. ماني مصدقه بصير
خالة هههههه

قالت مشاعل : ما تصدقين وش قد فرحت يا بشاير ..
وأبو حمد أكيد بيفرح كثير بهالخبر .. يلله .. فمان الله

قالت بشاير : فحفظ الله ..


***


دخلت مشاعل البيت لتجد الجميع في الصالة على
سفرة الغداء , تغدّوا جميعاً وبعد الغداء جلس الجميع
في الصالة , قالت مشاعل : أنا عندي خبر ودّي أقول
لكم ايّاه .. أبيكم كلّكم تعرفون ..

قالت ندى : قولي يا خالتي .. عساه خبر يفرّح بس ؟!

قالت مشاعل : ان شالله يفرّح ..

قال أبو حمد : قولي يا مشاعل .. وشهو الخبر ؟!

اغرورقت عينا مشاعل بالدموع وقالت : يابو حمد ..
يا جماعه .. أنا .. أنا طلعت حامل !

قالت ندى : والله ؟! , مبروووك يا خالتي ألف مبروك

تفاجأ أبو حمد كثيراً وقال : مبروك يا مشاعل .. مبروك ..
ماني مصدّق .. الله يتمّم على خير .. مبروك يا أم مساعد ,
كنتي تدعين ربّتس وسلّمتيله أمرتس .. وعوّض صبرتس
يا مشاعل .. الحمدلله والشكر لك يا رب

قالت ندى : بتسمّينه مساعد ؟! , أها عشان أمتس صح ..

قالت مشاعل : ايه .. أمي تحب هالاسم كثير ..

قالت ساره : الله يقوّمتس بالسلامه ان شالله .. ولد
ولا بنت , أكيد بيملي علينا البيت وبيوسّع صدورنا ..
من زمااان ما صار عندنا بزر بالبيت .. حتى ندى
يوم انّها صغيره ما كانت بزر .. ابليس يا كافي من
يوم عمرها سنتين !!

قالت ندى : رجاءً .. ما ودّي أرد عليتس أخاف تصكّيني
بدعوه هالحين وأتحرول ولا يصير فيني شي !

قال أبو حمد : عاد من اليوم ورايح لازم ترتاحين ولا
تسوّين أي شي ..

قالت حصه التي كانت صامتة طوال الوقت : مبروك ..
مبروك مشاعل , صدقيني فرحانتلك من كل قلبي .. ألف
مبروك حبيبتي

قالت مشاعل : الله يبارك فيكم كلّكم .. أكثر شي كنت
أتمنّاه وصار والحمدلله , الحمدلله والشكر لك يا رب
الحمد لله ..


***

نظرة الحب
10-28-2010, 02:40 PM
***


وبعد مرور سنة


***


مرّت سنة , اليوم هو يوم زواج لولوه و حمد ! , لم تجد حصه
زوجة لابنها أفضل من لولوة ابنة بشاير , حمد أصبح موظّفاً
في شركة أرامكو , و لولوه تخرّجت من الجامعة , كان الكل
سعيداً بزواج لولوه و حمد , بالنسبة لحصه فقد تغيّرت كثيراً
للأحسن وأصبحت شخصيّتها مرحة وطيّبة جداً , أما مشاعل
فقد أتمّ الله عليها و رُزقت بـ "مساعد" الصغير وفرحتها لا توصف
فيه , أما ساره فقد أنار الله قلبها بالإيمان و الهداية وتقدّم لها
شابٌّ متديّن يعمل مدرّس لغة عربيّة وقريباً سوف تكون ملكتُها ,
أما ندى فقد دخلت كليّة العلوم في جامعة الملك سعود وسوف
تواصل دراستها بإذن الله , أما بشاير فقد تحسّنت نفسيّتها
وأحسّت بالسعادة والاستقرار خصوصاً بزواج ابنتها لولوه ,
أما أم مساعد ففرحتها لا توصف بمساعد الصغير وبزواج
حفيدتها لولوه وسعادة ابنتها بشاير وظلّ قلبها الكبير يهب حبّا
وعطاء, أما بدر فقد قرّر التفكير جديًّا بالزواج والاستقرار
وفرحت حصه كثيراً لقراره , أما ناصر فلم يستقر كثيراً مع
دانيه .. فقد أرهقته كثيرا وتغيرت عليه واستنزفت أمواله لكي
تصرف على نفسها وأهلها ولكنّه صبر وتحمّل لأنّ هو الذي
أتى بهذا لنفسه , أمّا مازن فقد استقرّ مع زوجته أفنان وهي
الآن حامل في شهرها السّابع ولكنّه للأسف لم يستطع أن يحبّها
ولكنّه لن ييأس و لابد أن يأتي يوم ويحبّها فيه , أما عبير فقد
تركت بشاير نهائياً واختارت دانيه وأهلها على صداقة بشاير ,
أمّا غلا فهي غارقةٌ بين الحفلات والأعراس والتجوّل بين
الأسواق والمطاعم والصداقات والى الآن لم يتقدّم لها ولا
شخص , أمّا لؤي فقد وجد عملاً جيّداً في دبي وقد استقرّ
في دبي ويفكّر في الزواج قريباً وبالتأكيد نسيَ ساره , أمّا
شريفة فهي تعيش مع زوجها في سعادة واقتناع أكثر من
السّابق , وبالنسبة لأبو حمد .. أبو حمد ذو القلب الكبير
المحبّ للجميع الذي تحمّل وعانى كثيراً وكان جلّ همّه
إرضاء زوجاته وأبناءه وتحسين معيشته , اشترك أبو حمد
مع صديقه أبو مطلق في مشروع لبيع التّمر .. يأخذونه
من بعض المزارع ويبيعونه وتجارتهم وبيعهم في ازدهارٍ
ونمو , وهو سعيدٌ جداً بحاله وحال زوجاته وبناته وابنه
وجميع من حَوله ..


التُقطت الصّورة , مشاعل وأم مساعد وساره إلى اليسار ,
و حصه و بشاير وندى إلى اليمين , أمّا في الوسط فقد كان
حمد بالغترة والعقال والبِشْت الأسود , ولولوه بفستان العرس
الأبيض والطّرحه الجميلة .. كانت صورةً جميلة .. صورةً
لا تُوصف , صورةً رسمت أجمل نهاية




.. الــــنـّــــهـــــــايــــــة ..




الحمدلله الذي مكنني وقدرني على كتابة هذه الرواية التي أتمنى أن تكون
قد حازت على رضى ذائقتكم , انتظروني في رواية جديدة بإذن الله ,
تقبلوا تحياتي : .. البدر الضاوي





,

عـــودالليل
10-31-2010, 10:56 PM
100 مشاركه
ومجهود خيالي

تسلمين

نظرة الحب
11-01-2010, 01:02 AM
شاكره مرورك العطر

مالي شبيه
11-02-2010, 10:27 PM
:epda0:نظره
.............
تسلمي :36_3_12:

نظرة الحب
11-03-2010, 12:12 AM
شاكره مرورك العطر

اخـــراحساس
12-13-2010, 06:08 PM
الله يعطيك العافيه
اختيار راائع وموفق
ماننحرم من جديدك المميز
http://up.7cc.com/upfiles/KON92568.gif

نظرة الحب
12-14-2010, 12:20 AM
شاكره مرورك العطر

ღ أسيرة هواهـ ღ
12-19-2010, 12:28 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/mwaextraedit4/extra/97.gif

نظرة الحب
12-19-2010, 06:10 PM
شاكره مرورك العطر

فداك روحي
12-29-2010, 08:37 PM
يعطيـــــ100ــــــك

عــــافــــــــيــــه

طرح في قمه الروووعهـ

تسلم الايادي يارب

ااختكم

فداك روحي

http://www.syriaroses.com/forum/uploads/gallery/1178638780/gallery_1_4_23458.jpg

نظرة الحب
12-29-2010, 09:49 PM
شاكره مرورك العطر