مشاهدة النسخة كاملة : ما لم أصرُخ به


نظرة الحب
07-31-2025, 02:17 PM
بسم الله، وعلى بركة الحرف أبدأ.

هنا، حيث تتكئ الكلمات على وجعٍ لم ينكسر،
وتمتدّ من بين السطور ملامح امرأةٍ لم تُهزم.
هنا، أكتبني كما أنا… بلا تزويق، بلا أقنعة، بلا زيف.
أكتبني لأن الحرف وطن، ولأن ما لا يُقال… يثقل القلب.

في هذه المساحة،
لن أُجامل الحزن، ولن أعتذر عن ضعفي،
لأن في داخلي قوةٌ صامتة، لم تُروَ بعد،
وكل خيبة مرّت بي، صنعت منّي مرآةً لا تكسرها العتمة.

هذه ليست مجرد مدوّنة،
بل بدايةٌ لرحلة أُعيد فيها تعريف ذاتي،
وأستعيد صوتي…
الذي لم يخفت، بل كان ينتظر الوقت المناسب ليُسمع

نظرة الحب
07-31-2025, 04:19 PM
أسوأُ البيئاتِ ليست تلك التي تعجُّ بالضجيج،
ولا التي تتقاذف فيها الألسنةُ سهامها،
بل تلك التي تُخفي السهام في العيون،
وتُداري العداوةَ بابتسامةٍ باردةٍ لا دفءَ فيها.

بيئةٌ تمشي فيها على جمرٍ،
ولا تدري لمَ احترقت.
أن ترى الكُره في الملامح،
وتجهل سببه،
أن تشعر بالنفور يتسرّب من الجدران،
وتظلّ تسأل: ماذا فعلتُ؟
هو عذابٌ من نوعٍ آخر…
عذابُ الصمت المتواطئ، والشرّ المُقنَّع.

تُصبح الكلمةُ لغزًا،
والسكوتُ تلميحًا،
والوجودُ بأكمله… عبئًا.

تلك ليست بيئة،
بل ساحةُ ارتياب،
تموت فيها الثقة،
وتذبل فيها الأرواح،
ويُصبح البقاءُ فيها… نجاةً مُعلّقة.

ويغدو الصدقُ تهمة،
والوضوحُ جُرأةً لا تُغتفَر،
ويصير الحذرُ فِطرة،
لا لأنك تُبغض، بل لأنك تُبغَض.

في تلك البيئة، لا تُوزَن القلوب بما تحمل،
بل تُوزَن بما يُقال عنها،
لا يُؤخذ منك ما تُعطي،
بل يُؤخذ عليك ما تجهل أنك قلت.

كلُّ شيءٍ فيها معلّقٌ بين الظنّ والريبة،
وكلُّ نواياك تُقرأ مقلوبة،
فتخسر حتى براءتك لأنك لم تتقن فنّ التخفي.

هي بيئةٌ لا تنمو فيها الأرواح،
بل تذبل، وتُحاصر، وتُخنق.
بيئةٌ تُعلّمك الصمت، لا لأنه حكمة،
بل لأنه درع.

فتعيش فيها على الهامش،
تمشي على أطراف الكلمات،
وتتعلّم أن تُخفي وجهك الحقيقي،
لا لأنه قبيح،
بل لأنّ الجمال فيها يُشكُّ فيه.

وتمضي…
بك حنينٌ لصدقٍ لم يُفهم،
وعتابٌ لم يُسمع،
وأمانٍ… لم تعرفه تلك الجدران قط

نظرة الحب
08-02-2025, 12:38 AM
إنّ الذي يمحو أثر الطريق،
لا يضمن أن تنبت له السبل من تحت قدميه،
ولا أن تهديه الريح إلى حيث يشاء.
أظنّ الناس أن البداية خَلقٌ من عدم؟ كلا.
إنّ البداية نبتٌ في جوف الألم،
وسبكٌ في لهب التجربة،
لا تُولد من محوٍ ولا تأتي من فراغ.

وما كلُّ حذفٍ حياة، ولا كلُّ انسلاخٍ خلاص؛
بل المرء يبتدئ إذا صدَق،
ويُبعث إذا وعى،
ويُبعِدُه الزيفُ ولو زعم أنّه تطهّر.

فإن أردت أن تبدأ،
فابدأ من حيث انكسرْت، لا من حيث اختفيت.

أما ترى أن الفجر لا يُولد من ظلمةٍ ممحوة،
بل من ظلمةٍ صابرة؟
وأن الزرع لا ينبت في أرضٍ جُرفت،
بل في تُرابٍ عانق المطر واحتمل الشتاء؟
كذلك القلوب، لا تحيا إن هي أنكرت ما مرّت به،
ولا تُبصر الطريق إن هي كفرت بالخطى
التي ضلّت بها يوماً.

فلا تظننّ أنك إن أغلقت الأبواب، فُتحت لك السماء،
ولا إن أسقطت أوراقك، أينعت أغصانك.
إنما تُبعث الأرواح إذا ندمت،
وتُجبر القلوب إذا اعترفت،
وتُكتب البدايات حين يصدق العزم،
لا حين يُمحى الماضي.

فامضِ، لا كمَن يَهرب، بل كمَن يَشهَد.
وابدأ، لا على بياضٍ بارد،
بل على صفحةٍ أحرقتها التجارب،
ثم رقّقها الفهم،
وصقلها الصبر،
وسقاها الرجاء.

فذلك هو الابتداء الحق،
وما سواه محوٌ لا يعقبه مولد

نظرة الحب
08-02-2025, 03:02 AM
ليس لديّ وقتٌ للأشياء التي بلا روح،
ولا لِما يُشبه الحياة ولا يَنبض بها.
تعبتُ من الوقوف في طوابير المجاملات،
ومن ارتشاف الحديث الباهت
كقهوةٍ فُقد منها السكر والدفء.

أنا امرأةٌ لا تُجامل الفراغ،
ولا تُعير اهتمامًا لسطورٍ كُتبت بيدٍ مرتجفة،
بلا حرارة.
أُريد صوتًا يحمل صدق صاحبه،
ونظرةً تُفصح عمّا عجز عنه الكلام،
وحديثًا يُشبه العناق: بسيطًا، دافئًا، حقيقيًا.

ما عدتُ أُجالس الأرواح المؤجّلة،
ولا أستضيف الذكريات التي لا تحمل رائحة،
ولا أقرأ من الكتب ما لا يترك ظلًّا في قلبي.

كلّ ما لا يُشعل شيئًا في داخلي، لا يلزمني.
كلّ ما لا يحمل نبضًا، لا يستحق من وقتي ثانية.

روحي ليست ساحةً لتجارب العابرين،
ولا مرآةً لانعكاسات مصطنعة.
أنا أبحث عن الحياة كما هي:
خامًا، نقيّة، غير مُعلّبة،
تمامًا كما يولد الضوء من عين الشمس،
لا من مصباح سقيم.

فلا تعطوني كلمات ميتة في ثوبٍ جميل،
ولا تطرقوا بابي إذا لم تحملوا دفء حضوركم معكم.

وقتي حياة…
ولا حياة في الأشياء التي بلا روح

نظرة الحب
08-02-2025, 01:26 PM
لم أُخلق هشّة،
ولا كنتُ ممن تذروهم الريح إذا اشتدّت.
أنا ابنةُ العزم،
نشأتُ على أرضٍ لا تُنبتُ الانكسار،
وتربّيتُ في بيتٍ يعلّم الصبرَ قبل الكلام،
والكرامةَ قبل الملام.

لم أُدر وجهي للضعف،
ولا مددتُ يدي لتستجدي العطف.
جرحي… أخيطه بصمتي،
ودمعي… لا يراه سواي.

سألوني: من أين لكِ هذه الصلابة؟
قلتُ:
من ليالٍ لم يسألني فيها أحدٌ إن كنتُ بخير،
ومن أبوابٍ طرقتها،
فأُغلقت بوجهي دون رحمة.

طعنتُ من قلوبٍ ظننتُها مأمنًا،
ومن أيدٍ كنتُ أستودعها ضعفي،
فأدركتُ أن السلام أحيانًا… يحمل خنجرًا.

لكني ما انكسرت،
ما خفّت هامتي،
وما نسيتُ من أكون.
كلما ضاقت الدنيا عليّ،
فتحتُ في صدري متّسعًا من يقين،
وأخبرتُ نفسي: هذا سيمرّ…
وأنا سأبقى.

أنا التي إذا بكت، خبّأت دموعها عن الخلق،
وإذا سقطت، نهضت دون ضجيج.
أعرف جيدًا كيف أكون وحدي،
وكيف أرمم ما هدموه دون أن أعاتب.

أنا ابنةُ المواقف التي لا تُساوَم،
أمشي وحدي،
لكنني أمشي بثبات،
وخطوتي لا تستمدّ قوتها من أحد.

صمتي… سلاح،
وحلمي… طريق لا أحد يقطعه معي.
لا أصرخ، لا أرجو، لا أستجدي…
لأني تعلّمت أن الكرامة لا تُنتَزع،
والقوة لا تُهدى،
وأن الهشاشة ليست قدري، وإن كانت لحظتي.

أنا من إذا خذلها الناس،
اعتصمت بنفسها،
وإذا انطفأ الضوء حولها،
أشعلت من روحها نورًا يكفيها ويكفي العابرين.

لا تنتظروا مني انحناءً،
ولا تنازلًا،
فأنا ابنةُ العزّ،
ومن شجرةٍ لا تنحني للعاصفة.

أنا… ورثتُ الثبات