طهر الغيم
05-12-2025, 08:05 PM
من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى
(الرحمن، والرحيم)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أسماء الله الحسنى: الرحمن، والرحيم، وللسلف رحمهم الله أقوال في هذين الاسمين، وبعض الفوائد المتعلقة بهما، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1] هما اسمان رقيقان أحدهما أرقُّ من الآخر.
قال الضحاك رحمه الله: قوله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصة.
قال الحسن رحمه الله: الرحمن اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه، تَسَمَّى به تبارك وتعالى.
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: رحمن الدنيا والآخرة رحيم بأهل الإيمان به.
قال الإمام محمد بن يحيى بن منده رحمه الله: من أسماء الله عز وجل: الرحمن الرحيم، قال أهل التأويل: هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر.
فقوله "الرحمن" يجمع كل معاني الرحمة من الرأفة والشفقة والحنان واللطف والعطف.
ومن أسمائه الرحيم، قال أهل التأويل: معناه البالغ في الرحمة، أرحم الراحمين، الرفيق الرقيق، ويقال: إنهما بمعنى رحيم ورحمن وراحم.
قال الإمام البغوي رحمه الله: قوله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ اختلفوا فيهما، منهم من قال: هما بمعنى واحد مثل ندمان ونديم، ومعناها ذو الرحمة، وذكر أحدهما بعد الآخر تطميعًا لقلوب الراغبين.
ومنهم من فرق بينهما فقال: للرحمن معنى العموم، وللرحيم معنى الخصوص، فالرحمن بمعنى الرازق في الدنيا، وهو على العموم لكافة الخلق، والرحيم بمعنى العافي في الآخرة، والعفو في الآخرة للمؤمنين على الخصوص.
قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: من أسماء الله تعالى: الرحمن الرحيم، فالرحمن يجمع كل معاني الرحمة.
قال ابن عباس رضي الله عنه، قوله: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]: ليس أحد يسمى الرحمن غيره.
وأما الرحيم: فقيل معناه: المبالغ في الرحمة، وهو من الأسماء المستعار لعبيده.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "الرحمن" الذي الرحمة وصفه و"الرحيم" الراحم لعباده؛ ولهذا يقول تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43] ﴿ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117]. ولم يجئ رحمان بعباده، ولا رحمان بالمؤمنين، مع ما في اسم الرحمن الذي على وزن فعلان من سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه للموصوف به.
الجمع بين "الرحمن الرحيم" ففيه معنى... وهو: أن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دالٌّ على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دالٌّ على أن الرحمة صفته، والثاني دالٌّ على أنه يرحم خلقه برحمته.
ومما ينبغي أن يُعلم أن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد، وإن كرهتها النفس، وشقت عليها، فهذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من شقَّ عليك في إيصال مصالحك، ودفع المضارِّ عنك.
ولهذا كان من إتمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنه أعلم بمصلحته، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أعراضه وشهواته من رحمته به، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربَّه، ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه.
يشهد عند ذكر "الرحمن" جل جلاله ربًّا محسنًا إلى خلقه بأنواع الإحسان، متحببًا إليهم بصنوف النعم، وسع كل شيء رحمةً وعلمًا، وأوسع كل مخلوق نعمةً وفضلًا، فوسعت رحمته كل شيء، وسعت نعمته إلى كل حيٍّ.
فبلغت رحمته حيث بلغ علمه، فاستوى على عرشه برحمته، وخلق خلقه برحمته، وأنزل كتبه برحمته، وأرسل رسله برحمته، وشرع شرائعه برحمته، وخلق الجنة برحمته، والنار أيضًا برحمته، فإنها سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين إلى جنته، ويطهر بها أدران الموحِّدين من أهل معصيته، وسجنه الذي يسجن فيه أعداءه من خليقته.
قال الحافظ ابن كثير والإمام الشوكاني رحمهما الله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1] اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشد مبالغة من رحيم، وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا، وفي تفسير بعض السلف ما يدل على ذلك.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: المراد أنه ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ اسمان مشتقان من الرحمة، أحدهما أبلغ من الآخر، مثل العلَّام والعليم.
قال العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمان أشدُّ مبالغة من رحيم، وفي الأثر عن عيسى أنه قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة.
قال العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رحمه الله: (الرحمن): صفة ذات، دلَّت على أنه تعالى اتَّصف بغاية الرحمة ومنتهاها، ومن هذا صفته، وهذه رحمته، فقصد غيره وعبادة سواه ورجاه من أضل الضلال وأبطل الباطل، وأسفه السفه.
واسمه (الرحيم) معناه: الذي أوصل ويوصل إلى عباده غاية الرحمة ومنتهاها، وكل ما في الموجودات من أنواع النعيم، والهداية، والخيرات، فمن رحمته وفضله وإحسانه، فمن هذا فضله بعبيده، وهذه رحمتهم له، هو الذي يستحق، ويجب أن يعبد ويقصد، ويرجى ويُناب إليه، والعدول إلى غيره ضلال بعيد، وجهل عظيم، وشرك وخيم.
قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله: اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشد مبالغة من رحيم، فالرحمن يدل على الرحمة العامة...والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
قال الشيخ محمد خليل هرَّاس رحمه الله: الرحمن والرحيم اسمان كريمان من أسمائه الحسنى، دالان على اتصافه تعالى بصفة الرحمة، وهي صفة حقيقية له سبحانه على ما يليق بجلاله.
قال الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله: الرحمن اسمه وصفته، ودلَّ هذا الاسم على أن الرحمة وصفه القائم به سبحانه، وهي من صفات الكمال.
قال العلامة العثيمين رحمه الله: الرحمن...علم على الله عز وجل لا يُسمى به أحد غيره، فهو من أسماء الله الخاصة به، ولا يوصف به غيره...
والرحيم: اسم يطلق على الله عز وجل، وعلى غيره.
والرحمن... هو ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لا يدركها العقل، الشاملة لكل شيء.
والرحيم؛ أي: ذو الرحمة الواسعة الواصلة إلى من يشاء من عباده.
الرحمة صفة ذاتية لله عز وجل، ولكن لها آثار، مثل: نزول المطر، وسعة الرزق، وكثرة العلم، واتجاه الناس اتجاهًا سليمًا، وما أشبه ذلك.
قال الشيخ عبدالعزيز المحمد السلمان رحمه الله: الرحمن الرحيم اسمان دالَّان على أنه تعالى ذو رحمة واسعة عظيمة وسعت كل شيء، وعمَّت كلَّ حيٍّ.
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم. وهما اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالَّان على اتصافه تعالى بالرحمة على ما يليق بجلاله.
والرحمن ذو الرحمة العامة لجميع المخلوقات، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: الرحمن الرحيم اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالَّان على اتصافه بالرحمة على ما يليق بجلاله، فالرحمن ذو الرحمة العامة لجميع المخلوقات، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، الرحمن اسم من أسماء الله، والرحمة صفة من صفاته.
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: هذان الاسمان من أسماء الله الحسنى، فهو الرحمن، وهو الرحيم.
والمشهور في الفرق بينهما: أن الرحمن يدل على الرحمة العامة، والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
وقال بعضهم: الرحمن يعني في الدنيا والآخرة، والرحيم يعني في الآخرة، وهذا قريب من الذي قبله، والحق أنه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم في الدنيا والآخرة.
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾: هذه من أسماء الله جل وعلا، تدل على صفة الرحمة، وقد قيل بأن الرحمن يكون للمؤمنين وللكافرين، والرحيم يكون للمؤمنين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ من أسماء الله الحسنى المتضمنان صفة الرحمة لله عز وجل التي وسعت كل شيء.
الرحمن، هذا اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتمل على صفة الرحمة؛ لأن الرحمن فيه صفة الرحمة، ومبني على وجه المبالغة، فـــ "الرحمن" أبلغ في اشتماله على صفة الرحمة من اسم "الرحيم"؛ ولهذا لم يتسم به على الحقيقة إلا الله جل وعلا، فهو من أسمائه العظيمة التي لا يشركه فيها أحد. أما "الرحيم" فقد أطلق الله جل وعلا على بعض عباده بأنهم رحماء، وأن نبيه صلى الله عليه وسلم رحيم؛ كما قال: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].
(الرحمن، والرحيم)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أسماء الله الحسنى: الرحمن، والرحيم، وللسلف رحمهم الله أقوال في هذين الاسمين، وبعض الفوائد المتعلقة بهما، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1] هما اسمان رقيقان أحدهما أرقُّ من الآخر.
قال الضحاك رحمه الله: قوله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصة.
قال الحسن رحمه الله: الرحمن اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه، تَسَمَّى به تبارك وتعالى.
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: رحمن الدنيا والآخرة رحيم بأهل الإيمان به.
قال الإمام محمد بن يحيى بن منده رحمه الله: من أسماء الله عز وجل: الرحمن الرحيم، قال أهل التأويل: هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر.
فقوله "الرحمن" يجمع كل معاني الرحمة من الرأفة والشفقة والحنان واللطف والعطف.
ومن أسمائه الرحيم، قال أهل التأويل: معناه البالغ في الرحمة، أرحم الراحمين، الرفيق الرقيق، ويقال: إنهما بمعنى رحيم ورحمن وراحم.
قال الإمام البغوي رحمه الله: قوله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ اختلفوا فيهما، منهم من قال: هما بمعنى واحد مثل ندمان ونديم، ومعناها ذو الرحمة، وذكر أحدهما بعد الآخر تطميعًا لقلوب الراغبين.
ومنهم من فرق بينهما فقال: للرحمن معنى العموم، وللرحيم معنى الخصوص، فالرحمن بمعنى الرازق في الدنيا، وهو على العموم لكافة الخلق، والرحيم بمعنى العافي في الآخرة، والعفو في الآخرة للمؤمنين على الخصوص.
قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: من أسماء الله تعالى: الرحمن الرحيم، فالرحمن يجمع كل معاني الرحمة.
قال ابن عباس رضي الله عنه، قوله: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]: ليس أحد يسمى الرحمن غيره.
وأما الرحيم: فقيل معناه: المبالغ في الرحمة، وهو من الأسماء المستعار لعبيده.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "الرحمن" الذي الرحمة وصفه و"الرحيم" الراحم لعباده؛ ولهذا يقول تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43] ﴿ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117]. ولم يجئ رحمان بعباده، ولا رحمان بالمؤمنين، مع ما في اسم الرحمن الذي على وزن فعلان من سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه للموصوف به.
الجمع بين "الرحمن الرحيم" ففيه معنى... وهو: أن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دالٌّ على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دالٌّ على أن الرحمة صفته، والثاني دالٌّ على أنه يرحم خلقه برحمته.
ومما ينبغي أن يُعلم أن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد، وإن كرهتها النفس، وشقت عليها، فهذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من شقَّ عليك في إيصال مصالحك، ودفع المضارِّ عنك.
ولهذا كان من إتمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنه أعلم بمصلحته، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أعراضه وشهواته من رحمته به، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربَّه، ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه.
يشهد عند ذكر "الرحمن" جل جلاله ربًّا محسنًا إلى خلقه بأنواع الإحسان، متحببًا إليهم بصنوف النعم، وسع كل شيء رحمةً وعلمًا، وأوسع كل مخلوق نعمةً وفضلًا، فوسعت رحمته كل شيء، وسعت نعمته إلى كل حيٍّ.
فبلغت رحمته حيث بلغ علمه، فاستوى على عرشه برحمته، وخلق خلقه برحمته، وأنزل كتبه برحمته، وأرسل رسله برحمته، وشرع شرائعه برحمته، وخلق الجنة برحمته، والنار أيضًا برحمته، فإنها سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين إلى جنته، ويطهر بها أدران الموحِّدين من أهل معصيته، وسجنه الذي يسجن فيه أعداءه من خليقته.
قال الحافظ ابن كثير والإمام الشوكاني رحمهما الله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1] اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشد مبالغة من رحيم، وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا، وفي تفسير بعض السلف ما يدل على ذلك.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: المراد أنه ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ اسمان مشتقان من الرحمة، أحدهما أبلغ من الآخر، مثل العلَّام والعليم.
قال العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمان أشدُّ مبالغة من رحيم، وفي الأثر عن عيسى أنه قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة.
قال العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رحمه الله: (الرحمن): صفة ذات، دلَّت على أنه تعالى اتَّصف بغاية الرحمة ومنتهاها، ومن هذا صفته، وهذه رحمته، فقصد غيره وعبادة سواه ورجاه من أضل الضلال وأبطل الباطل، وأسفه السفه.
واسمه (الرحيم) معناه: الذي أوصل ويوصل إلى عباده غاية الرحمة ومنتهاها، وكل ما في الموجودات من أنواع النعيم، والهداية، والخيرات، فمن رحمته وفضله وإحسانه، فمن هذا فضله بعبيده، وهذه رحمتهم له، هو الذي يستحق، ويجب أن يعبد ويقصد، ويرجى ويُناب إليه، والعدول إلى غيره ضلال بعيد، وجهل عظيم، وشرك وخيم.
قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله: اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشد مبالغة من رحيم، فالرحمن يدل على الرحمة العامة...والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
قال الشيخ محمد خليل هرَّاس رحمه الله: الرحمن والرحيم اسمان كريمان من أسمائه الحسنى، دالان على اتصافه تعالى بصفة الرحمة، وهي صفة حقيقية له سبحانه على ما يليق بجلاله.
قال الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله: الرحمن اسمه وصفته، ودلَّ هذا الاسم على أن الرحمة وصفه القائم به سبحانه، وهي من صفات الكمال.
قال العلامة العثيمين رحمه الله: الرحمن...علم على الله عز وجل لا يُسمى به أحد غيره، فهو من أسماء الله الخاصة به، ولا يوصف به غيره...
والرحيم: اسم يطلق على الله عز وجل، وعلى غيره.
والرحمن... هو ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لا يدركها العقل، الشاملة لكل شيء.
والرحيم؛ أي: ذو الرحمة الواسعة الواصلة إلى من يشاء من عباده.
الرحمة صفة ذاتية لله عز وجل، ولكن لها آثار، مثل: نزول المطر، وسعة الرزق، وكثرة العلم، واتجاه الناس اتجاهًا سليمًا، وما أشبه ذلك.
قال الشيخ عبدالعزيز المحمد السلمان رحمه الله: الرحمن الرحيم اسمان دالَّان على أنه تعالى ذو رحمة واسعة عظيمة وسعت كل شيء، وعمَّت كلَّ حيٍّ.
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم. وهما اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالَّان على اتصافه تعالى بالرحمة على ما يليق بجلاله.
والرحمن ذو الرحمة العامة لجميع المخلوقات، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: الرحمن الرحيم اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالَّان على اتصافه بالرحمة على ما يليق بجلاله، فالرحمن ذو الرحمة العامة لجميع المخلوقات، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، الرحمن اسم من أسماء الله، والرحمة صفة من صفاته.
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: هذان الاسمان من أسماء الله الحسنى، فهو الرحمن، وهو الرحيم.
والمشهور في الفرق بينهما: أن الرحمن يدل على الرحمة العامة، والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
وقال بعضهم: الرحمن يعني في الدنيا والآخرة، والرحيم يعني في الآخرة، وهذا قريب من الذي قبله، والحق أنه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم في الدنيا والآخرة.
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾: هذه من أسماء الله جل وعلا، تدل على صفة الرحمة، وقد قيل بأن الرحمن يكون للمؤمنين وللكافرين، والرحيم يكون للمؤمنين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ من أسماء الله الحسنى المتضمنان صفة الرحمة لله عز وجل التي وسعت كل شيء.
الرحمن، هذا اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتمل على صفة الرحمة؛ لأن الرحمن فيه صفة الرحمة، ومبني على وجه المبالغة، فـــ "الرحمن" أبلغ في اشتماله على صفة الرحمة من اسم "الرحيم"؛ ولهذا لم يتسم به على الحقيقة إلا الله جل وعلا، فهو من أسمائه العظيمة التي لا يشركه فيها أحد. أما "الرحيم" فقد أطلق الله جل وعلا على بعض عباده بأنهم رحماء، وأن نبيه صلى الله عليه وسلم رحيم؛ كما قال: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].