كتف ثالثه
10-20-2024, 04:07 AM
السلام عليكم، قصيدة كتبتها في رَجُلٍ مُهيب، وَصَديقٍ قَريب، والغرضُ منها أنه كتب خمس قصائد، وسمّاها: قصائد الإعدام، فاستنكرتُ عليه ذلك وعاتبتُه فيها على تشاؤمه، وإنّي والله خيرُ عاتبٍ لخيرِ مُستعتب، قلتُ:
شَجَتكَ طُلولٌ أم رَمتكَ كواعِبُ
بِلحظٍ تخالُ الوقع منهُ قواضبُ
رَمينَ بها شَركًا وصيّرنَ هاجسًا
وأسلبنَ ذا لبٍ فهنّ لواسِبُ
إلى مِثلِها لُبنى وَجَبتَ صَبابةً
وقد شملت مِسكًا يَدٌ وَمناكِبُ
تُريكَ الدُجى فَرعًا أبدَّ خِصالُه
إذا نُثرت مَثنًى وُرسلًا كواثبُ
وتبدي أسيلًا غيرَ جَلفٍ مُمَلَّدًا
وَثغرًا علتهُ وَردَةٌ وَرواطِبُ
وَخصرًا تَدلّى ناحلًا بيدَ أنّه
تُعطِّفُهُ أنسامُهُ وَتُجاذِبُ
مِنَ البيضِ مُحلوُّ الشّمائلِ ناضرٌ
تجرّحهُ في مُقلَتيهِ الهوادِبُ
عَلَوتُ بهِ ليلًا وللنّاسِ نَعسةٌ
وللنّوبِ عنّا غفلةٌ ومغائبُ
كأنّي وإيّاها على السّفحِ ظبيةٌ
يلازمها أَسدُ الفلا وَيُلاعبُ
سفائحُ أيّامِ الصّبا بتنَ جمرةً
على القلبِ منها زفرةٌ ووجائبُ
مَضينَ كأن لم أرعهنّ لمرّةٍ
وهنّ لصدئي ثرّةٌ وَسحائبُ
وكم عاذلٍ في حُبّهنّ مُناصِحٍ
بلى إنّني في حبّهنّ مُصاقِبُ
كأنّ ظعان الحيّ يا أمّ حارثٍ
وقد أزمعوا بينًا نجومٌ غَوارِبُ
خَلَا أهلُها فاستوحشت وَلطالما
لَزمتُ بها لُبنى أُصيلًا نُشاغِبُ
سَقى اللهُ لُبنى حَيثُ حَلَّتْ وَوَطَّأت
غَمائِمَ مُزنٍ، ما لَهُنُّ شَوائِبُ
فسلِّ الصّبا والهمّ عنكَ بجسرةٍ
تُطارِدُها طُلّابها فَتُغالِبُ
وَسِر للنّدى مِن أهلِ جَمدانَ واهتدي
كما هُدِيت من قبلُ فيهِ المَناقِبُ
وكلّ امرئٍ من صحبهِ زيدَ رفعةً
وقد صاحبتهُ أعزُلٌ وَكواكبُ
سَعى لِذرى الأمجادِ مِن راحِ كفّهِ
شمائلهُ تعطي النّدى والجوانِبُ
لَخيرُ يَدٍ مَدّت إلى الجودِ بسطَها
وخيرُ فَتًى سارت إليهِ الرّكائبُ
فتى علم ما رد حاجة سائل
لَهُ منهلٌ طابت عليه المشاربُ
ويا أيّها العادي عليهِ جهالةً
أمنّاكَ غيًّا قلبُكُ المُتَواجِبُ
لعمري لقد لاقيتَ حتفكَ وانجلى
لكَ الحقّ واستنّت عليكَ المكاربُ
على سيفِهِ حَدٌ وفي الرّمحِ سِنّةٌ
وفي الفَرَسِ الأعدى من الدمّ خاضبُ
يُعالجنَ من يَلقينَ دونَ نباءةٍ
فهنّ لذي الرأس اللجوجِ طبائبُ
وما كُنّ إلّا قاصِداتٍ بَواتِرًا
أتينَكَ حتّى أضيقتكَ المذاهبُ
ومن عَجَبٍ أن طالَ توقُ عدوّهِ
وهل تستوي شمسُ الضّحى والمذانبُ
رَعيتُ الزّمانَ الغّر حتّى عَرَفتُهُ
وخضتُ به مالم تخضهُ اللبائبُ
وَقَلَّبَني في الوجدِ والشّوقِ والنّوى
وفي اليأسِ حتّى وطَّنَتني النّوائبُ
وطفتُ بأرضِ اللهِ حينَ تغرَّبَت
وأشرَقَ منها جوًّها والغياهبُ
فلا وأبي أنتَ المُقدَّمُ في النّدى
إذا ذُكِرَت حَربٌ ومعدٌ وكاعبُ
وما ذاكَ إلّا من جدودٍ تَوَرَّثت
شمائلَ طيبٍ صاهرت فَتناسبوا
أبى الجودُ إلّا فيكَ أن تستقيدَه
فقدهُ فأنتَ المُشمِسُ المُتلاحِبُ
أتاني من الأنباءِ ويحكَ مخبرٌ
لهُ مِن جفوني مَسهدٌ وَنَواصِبُ
نظمتُ له أقلادَ درٍ وإنّما
تُجادِلُ أشعارُ الفتى وَتُجاوِبُ
أحاذِرُكَ الأمرَ الذي جدّ وقعه
وقد زلزلت منه الشّخاصُ الرّواسبُ
قصائدُ إعدامٍ جلبنَ لك الرّدى
وقولُك: إنّي مُعدمٌ وَمذاهِبُ
سَلَبنَ الكرى عنّي فلو شئتَ كُن لها
مفارقَ حتّى تبكِيَنّي النّوادبُ
أفي كلّ يومٍ أنت منهنّ قاصِدٌ
بنفسكَ أن تنعى عليكَ النّواعبُ
ودونَكَ أعصابٌ وأهلٌ وخلَّةٌ
بوادي رفاعٍ أبعدَتها الخواطِبُ
فَدَع ذِكرَهنّ الدّهرَ والتَزِمِ الهُدى
وأنتَ لعمري في الدّنى لَمُجانِبُ
لعمري أبا سيّاف مَن دونَ باسم
ودونَ نساءٍ دمعُهُنُّ مُساكِبُ
ومن دونَ مَسكينٍ إذا رام حاجةً
ومن يرتجي منكَ النّدى وَيُطالِبُ
إليكَ أبا سيّافَ قد قلتُ مدحةً
وأنت لها حتّى القيامةِ صاحبُ
إليكَ أبا سيّافَ شِعري نخلتُهُ
وقد هيبَ شِعري أنّني فيكَ خاطبُ
فلا ترجعنّي خائب الكفّ إنّني
بِكَ الدَّهرَ مأمولٌ عَلَتني المكاسِبُ
ولا يبدلنّ اللهُ قُربكَ بالنّوى
ولا يفجعنّي فيكَ دهرٌ مُقالِبُ
- الأكثم
شَجَتكَ طُلولٌ أم رَمتكَ كواعِبُ
بِلحظٍ تخالُ الوقع منهُ قواضبُ
رَمينَ بها شَركًا وصيّرنَ هاجسًا
وأسلبنَ ذا لبٍ فهنّ لواسِبُ
إلى مِثلِها لُبنى وَجَبتَ صَبابةً
وقد شملت مِسكًا يَدٌ وَمناكِبُ
تُريكَ الدُجى فَرعًا أبدَّ خِصالُه
إذا نُثرت مَثنًى وُرسلًا كواثبُ
وتبدي أسيلًا غيرَ جَلفٍ مُمَلَّدًا
وَثغرًا علتهُ وَردَةٌ وَرواطِبُ
وَخصرًا تَدلّى ناحلًا بيدَ أنّه
تُعطِّفُهُ أنسامُهُ وَتُجاذِبُ
مِنَ البيضِ مُحلوُّ الشّمائلِ ناضرٌ
تجرّحهُ في مُقلَتيهِ الهوادِبُ
عَلَوتُ بهِ ليلًا وللنّاسِ نَعسةٌ
وللنّوبِ عنّا غفلةٌ ومغائبُ
كأنّي وإيّاها على السّفحِ ظبيةٌ
يلازمها أَسدُ الفلا وَيُلاعبُ
سفائحُ أيّامِ الصّبا بتنَ جمرةً
على القلبِ منها زفرةٌ ووجائبُ
مَضينَ كأن لم أرعهنّ لمرّةٍ
وهنّ لصدئي ثرّةٌ وَسحائبُ
وكم عاذلٍ في حُبّهنّ مُناصِحٍ
بلى إنّني في حبّهنّ مُصاقِبُ
كأنّ ظعان الحيّ يا أمّ حارثٍ
وقد أزمعوا بينًا نجومٌ غَوارِبُ
خَلَا أهلُها فاستوحشت وَلطالما
لَزمتُ بها لُبنى أُصيلًا نُشاغِبُ
سَقى اللهُ لُبنى حَيثُ حَلَّتْ وَوَطَّأت
غَمائِمَ مُزنٍ، ما لَهُنُّ شَوائِبُ
فسلِّ الصّبا والهمّ عنكَ بجسرةٍ
تُطارِدُها طُلّابها فَتُغالِبُ
وَسِر للنّدى مِن أهلِ جَمدانَ واهتدي
كما هُدِيت من قبلُ فيهِ المَناقِبُ
وكلّ امرئٍ من صحبهِ زيدَ رفعةً
وقد صاحبتهُ أعزُلٌ وَكواكبُ
سَعى لِذرى الأمجادِ مِن راحِ كفّهِ
شمائلهُ تعطي النّدى والجوانِبُ
لَخيرُ يَدٍ مَدّت إلى الجودِ بسطَها
وخيرُ فَتًى سارت إليهِ الرّكائبُ
فتى علم ما رد حاجة سائل
لَهُ منهلٌ طابت عليه المشاربُ
ويا أيّها العادي عليهِ جهالةً
أمنّاكَ غيًّا قلبُكُ المُتَواجِبُ
لعمري لقد لاقيتَ حتفكَ وانجلى
لكَ الحقّ واستنّت عليكَ المكاربُ
على سيفِهِ حَدٌ وفي الرّمحِ سِنّةٌ
وفي الفَرَسِ الأعدى من الدمّ خاضبُ
يُعالجنَ من يَلقينَ دونَ نباءةٍ
فهنّ لذي الرأس اللجوجِ طبائبُ
وما كُنّ إلّا قاصِداتٍ بَواتِرًا
أتينَكَ حتّى أضيقتكَ المذاهبُ
ومن عَجَبٍ أن طالَ توقُ عدوّهِ
وهل تستوي شمسُ الضّحى والمذانبُ
رَعيتُ الزّمانَ الغّر حتّى عَرَفتُهُ
وخضتُ به مالم تخضهُ اللبائبُ
وَقَلَّبَني في الوجدِ والشّوقِ والنّوى
وفي اليأسِ حتّى وطَّنَتني النّوائبُ
وطفتُ بأرضِ اللهِ حينَ تغرَّبَت
وأشرَقَ منها جوًّها والغياهبُ
فلا وأبي أنتَ المُقدَّمُ في النّدى
إذا ذُكِرَت حَربٌ ومعدٌ وكاعبُ
وما ذاكَ إلّا من جدودٍ تَوَرَّثت
شمائلَ طيبٍ صاهرت فَتناسبوا
أبى الجودُ إلّا فيكَ أن تستقيدَه
فقدهُ فأنتَ المُشمِسُ المُتلاحِبُ
أتاني من الأنباءِ ويحكَ مخبرٌ
لهُ مِن جفوني مَسهدٌ وَنَواصِبُ
نظمتُ له أقلادَ درٍ وإنّما
تُجادِلُ أشعارُ الفتى وَتُجاوِبُ
أحاذِرُكَ الأمرَ الذي جدّ وقعه
وقد زلزلت منه الشّخاصُ الرّواسبُ
قصائدُ إعدامٍ جلبنَ لك الرّدى
وقولُك: إنّي مُعدمٌ وَمذاهِبُ
سَلَبنَ الكرى عنّي فلو شئتَ كُن لها
مفارقَ حتّى تبكِيَنّي النّوادبُ
أفي كلّ يومٍ أنت منهنّ قاصِدٌ
بنفسكَ أن تنعى عليكَ النّواعبُ
ودونَكَ أعصابٌ وأهلٌ وخلَّةٌ
بوادي رفاعٍ أبعدَتها الخواطِبُ
فَدَع ذِكرَهنّ الدّهرَ والتَزِمِ الهُدى
وأنتَ لعمري في الدّنى لَمُجانِبُ
لعمري أبا سيّاف مَن دونَ باسم
ودونَ نساءٍ دمعُهُنُّ مُساكِبُ
ومن دونَ مَسكينٍ إذا رام حاجةً
ومن يرتجي منكَ النّدى وَيُطالِبُ
إليكَ أبا سيّافَ قد قلتُ مدحةً
وأنت لها حتّى القيامةِ صاحبُ
إليكَ أبا سيّافَ شِعري نخلتُهُ
وقد هيبَ شِعري أنّني فيكَ خاطبُ
فلا ترجعنّي خائب الكفّ إنّني
بِكَ الدَّهرَ مأمولٌ عَلَتني المكاسِبُ
ولا يبدلنّ اللهُ قُربكَ بالنّوى
ولا يفجعنّي فيكَ دهرٌ مُقالِبُ
- الأكثم