كتف ثالثه
09-18-2024, 07:08 PM
" الدَاهِيَة العَـرَبي "
كانَ "أبو بَكر الباقلاني" مِن كبار علماء عَصره، فاختارهُ ملكُ العراق وأرسلهُ لمناظَرة النصارى في القسطنطينية، وَعندمَا سَمِع ملكُ الروم بقدوم أبي بَكر الباقلاني أمرَ حاشيته أن يُقَصِّروا من طولِ البَاب بحيث يضطر البَاقلاني عند الدخول إلى خفض رأسه وجَسدهُ كهيئة الركوع فَيُذلُّ أمامَ ملكِ الروم وَحاشِيتهُ،
لمَّا حَضرَ الباقلاني عَرَف الحِيلَة فأدارَ جِسمهُ إلى الخَلف وركعَ ثمَّ دَخلَ مِن الباب وهوَ يَمشي للوراء جاعلاً قِفاه لملكِ الروم بدلاً من وجهه، هُنا عَلِمَ المَلك أنَّـهُ أمام دَاهِية،
دَخلَ البَاقلاني فحياهُم ولم يُسلِّم عليهِم ثمَّ ألتفتَ إلى الراهِب الأكبر وَقالَ لَـهُ :
• «كَيفَ حَالكم وَكيفَ الأهلُ والأولاد؟» فَغَضب ملكُ الرومِ وَقَال :
• «ألم تَعلَم بأنَّ رُهبانَنا لا يتزوّجون ولا يُنجبون الأطفال.»
فقال أبو بكر :
• «اللّٰـهُ أكبر! تُنَزّهونَ رهبانَكم عن الزَواج والإنجاب ثم تَتهمونَ رَبكم بأنه تزوَّج مَريم وأنجبَ عيسى؟»
فَزادَ غضب المَلك ثمَّ قَال:
• «فَما قولكَ فيمَا فَعَلْت عَائشة؟»
فَقال أبو بكر :
• «إن كَانت عَائِشَة - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنها - قد أتُهِمتْ فإن مَريَّم - عَليها السَلام - قد أتهِمَتْ أيضاً، وكلاهُما طاهِرة، ولكن عائشة تزوَّجَتْ ولم تُنجب، أمَّـا مَريَّم فقد أنجَبت بلا زواج، فأيهما تكون أولى بالتُهمة البَاطلة وَحاشاهُمَا.»
فَجنَّ جُنون الملك وَقال :
• «هل كانَ نبيُّكم يَغزو؟!»
أجابَ أبو بكر : «نَعم.»
قَالَ المَلك :
• «فهَل كان يُقاتل في المُقدَّمة؟!»
قَالَ أبو بكر : «نَعم.»
قالَ الملك :
• «فهَل كانَ ينتصر؟!»
قالَ أبو بكر : «نعم.»
قال الملك :
• «فَهل كانَ يُهزَم؟!»
قَالَ أبو بكر : «نَعم.»
قَالَ المَلك :
• «عجيب! نبيٌّ ويُهزّم؟»
فقال أبو بكر قاصِدَاً عيسى عَليهِ السَلام :
• « عَجيب! إلهٌ ويُصلَب!»
فَبُهِتَ الذي كَفـر.
كانَ "أبو بَكر الباقلاني" مِن كبار علماء عَصره، فاختارهُ ملكُ العراق وأرسلهُ لمناظَرة النصارى في القسطنطينية، وَعندمَا سَمِع ملكُ الروم بقدوم أبي بَكر الباقلاني أمرَ حاشيته أن يُقَصِّروا من طولِ البَاب بحيث يضطر البَاقلاني عند الدخول إلى خفض رأسه وجَسدهُ كهيئة الركوع فَيُذلُّ أمامَ ملكِ الروم وَحاشِيتهُ،
لمَّا حَضرَ الباقلاني عَرَف الحِيلَة فأدارَ جِسمهُ إلى الخَلف وركعَ ثمَّ دَخلَ مِن الباب وهوَ يَمشي للوراء جاعلاً قِفاه لملكِ الروم بدلاً من وجهه، هُنا عَلِمَ المَلك أنَّـهُ أمام دَاهِية،
دَخلَ البَاقلاني فحياهُم ولم يُسلِّم عليهِم ثمَّ ألتفتَ إلى الراهِب الأكبر وَقالَ لَـهُ :
• «كَيفَ حَالكم وَكيفَ الأهلُ والأولاد؟» فَغَضب ملكُ الرومِ وَقَال :
• «ألم تَعلَم بأنَّ رُهبانَنا لا يتزوّجون ولا يُنجبون الأطفال.»
فقال أبو بكر :
• «اللّٰـهُ أكبر! تُنَزّهونَ رهبانَكم عن الزَواج والإنجاب ثم تَتهمونَ رَبكم بأنه تزوَّج مَريم وأنجبَ عيسى؟»
فَزادَ غضب المَلك ثمَّ قَال:
• «فَما قولكَ فيمَا فَعَلْت عَائشة؟»
فَقال أبو بكر :
• «إن كَانت عَائِشَة - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنها - قد أتُهِمتْ فإن مَريَّم - عَليها السَلام - قد أتهِمَتْ أيضاً، وكلاهُما طاهِرة، ولكن عائشة تزوَّجَتْ ولم تُنجب، أمَّـا مَريَّم فقد أنجَبت بلا زواج، فأيهما تكون أولى بالتُهمة البَاطلة وَحاشاهُمَا.»
فَجنَّ جُنون الملك وَقال :
• «هل كانَ نبيُّكم يَغزو؟!»
أجابَ أبو بكر : «نَعم.»
قَالَ المَلك :
• «فهَل كان يُقاتل في المُقدَّمة؟!»
قَالَ أبو بكر : «نَعم.»
قالَ الملك :
• «فهَل كانَ ينتصر؟!»
قالَ أبو بكر : «نعم.»
قال الملك :
• «فَهل كانَ يُهزَم؟!»
قَالَ أبو بكر : «نَعم.»
قَالَ المَلك :
• «عجيب! نبيٌّ ويُهزّم؟»
فقال أبو بكر قاصِدَاً عيسى عَليهِ السَلام :
• « عَجيب! إلهٌ ويُصلَب!»
فَبُهِتَ الذي كَفـر.