كتف ثالثه
09-14-2024, 02:35 AM
الشاعر: أَبُو حَزْرَةْ جَرِيرْ بْنْ عَطِيَّة اَلْكَلْبِي اَلْيَرْبُوعِي اَلتَّمِيمِي اَلْبَصَرِيَّ.
هو أبو حزرة جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الكلبي اليربوعي التميمي البصري.
كان له نسب كريم، مع أن والده كان على قدر كبير من الفقر، ولكن جده حذيفة بن بدر الملقب بالخطفي كان يملك قطيعا كبيراً من الإبل والغنم وكان ينظم الشعر وكذلك كانت أمه.
عندما ولد جرير وضعته أمه لسبعة أشهر من حملها، ورأت رؤيا مفزغة فذهبت إلى العراف حتى يفسر الرؤيا فعادت تقول:
قصصتُ رؤياي على ذاك الرّجل
فقال لي قولاً، وليت لم يقل
لـتَلِدنّ عـضلة مـن الــعضل
ذا منـطق جزلٍ إذا قال فصل
نشأ جرير في بادية نجد وعاش فيها، وتعلم الشعر مبكرًا على لسان جده حذيفة بن بدر، وقد نشأ في العصر الأموي الذي تعددت فيه الأحزاب فكان لكل حزب شعراؤه الذين يتحدثون باسمه ويذودون عنه. وكان على جرير أن يذود عن شرف وكرامة قبيلته فاضطر أن يفني عمره في مصارعة الشعراء وهجائهم حتى قيل أنه هجا وهزم ثمانين شاعرًا في عصره ولم يثبت منهم إلا الأخطل والفرزدق.
شاعت إذن الأخبار في شعر جرير وسيرته في الناس، وشاعت الأخبار التي تنزل جرير منزلة الناقد في تقدير مراتب الشعراء والحكم بينهم، وشبهت منزلته من شعراء الإسلام بمنزلة الأعشى من شعراء الجاهلية، فهو أستاذهم لذلك أقر الراعي النميري (خصم جرير) بأن: (الإنس والجن لو اجتمعت ما أغنوا فيه شيئا).
ولذلك أيضا قال أبو مهدي الباهلي وهو من علماء العرب: (لا يزال الشعراء موقوفين يوم القيامة حتى يجيء جرير فيحكم بينهم).
قال جرير يرثي زوجته:
لولا الحياء لهاجني استــعبارُ
ولزرت قبركِ والحـبيبُ يزارُ
ولقد نظرتُ وما تمتعُ نظــرةٍ
في اللحدِ حيث تمكنُ المحفارُ
فجزاكِ ربكِ في عشيركِ نظرةً
وسقي صداك مجلجل مدرارُ
خصائص أشعار جرير:
يتميز شعره بملامح فنية أبرزها أنه في شعره يجول في ساحات واسعة الأرجاء، متعددة الجوانب، فقد طرق أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجاد فيها، وأعانته على ذلك طبيعته الخاصة المواتية. وكانت معاني الشاعر جرير في شعره فطرية، كما أن الصور والأخيلة جاءت متصلة بالبادية التي ارتبطت بها حياته أشد الارتباط. ولجرير بعد ذلك قدرته على انتقاء اللفظ الجزل، ومتانة النسج، وحلاوة العبارة، والجرس الموسيقي المؤثر، وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق لين.
وفاته:
بعد رحلة طويلة من الشعر ذي الهجاء والمديح، وبعد انتشار إعلامي في أصقاع الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وغيرها، وفي عام 114هـ بالتحديد توفي الشاعر الفرزدق بعد عمر زاد على الثمانين، فلما بلغ جرير موته قال:
هلك الفرزدقُ بعدما جدّعتُه
ليتَ الفرزدق كان عاش قليلا
ثم أطرق طويلا وبكى، فقيل له: ما أبكاك؟ قال: بكيت لنفسي، إنه والله قل ما كان اثنان مثلنا أو مصطحبان أو زوجان إلا كان أمد ما بينهما قريبا، ثم أنشأ يقول مرثيا له:
فُجعنا بحمّال الدّيات ابن غالب
وحامي تميم عرضها والبراجم
ولم تمر على وفاة الفرزدق ستة أشهر إلا وتتحققت نبوءة جرير، فيعقب صاحبه الفرزدق إلى مثواه الأخير، ويموت الرجلان في ذات العام بعد حياة حافلة من الإبداع الشعري الذي غزا كافة جوانب الحياة، وأهمها على الإطلاق الهجاء والمديح، وقد بلغت شهرتهما الآفاق.
هو أبو حزرة جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الكلبي اليربوعي التميمي البصري.
كان له نسب كريم، مع أن والده كان على قدر كبير من الفقر، ولكن جده حذيفة بن بدر الملقب بالخطفي كان يملك قطيعا كبيراً من الإبل والغنم وكان ينظم الشعر وكذلك كانت أمه.
عندما ولد جرير وضعته أمه لسبعة أشهر من حملها، ورأت رؤيا مفزغة فذهبت إلى العراف حتى يفسر الرؤيا فعادت تقول:
قصصتُ رؤياي على ذاك الرّجل
فقال لي قولاً، وليت لم يقل
لـتَلِدنّ عـضلة مـن الــعضل
ذا منـطق جزلٍ إذا قال فصل
نشأ جرير في بادية نجد وعاش فيها، وتعلم الشعر مبكرًا على لسان جده حذيفة بن بدر، وقد نشأ في العصر الأموي الذي تعددت فيه الأحزاب فكان لكل حزب شعراؤه الذين يتحدثون باسمه ويذودون عنه. وكان على جرير أن يذود عن شرف وكرامة قبيلته فاضطر أن يفني عمره في مصارعة الشعراء وهجائهم حتى قيل أنه هجا وهزم ثمانين شاعرًا في عصره ولم يثبت منهم إلا الأخطل والفرزدق.
شاعت إذن الأخبار في شعر جرير وسيرته في الناس، وشاعت الأخبار التي تنزل جرير منزلة الناقد في تقدير مراتب الشعراء والحكم بينهم، وشبهت منزلته من شعراء الإسلام بمنزلة الأعشى من شعراء الجاهلية، فهو أستاذهم لذلك أقر الراعي النميري (خصم جرير) بأن: (الإنس والجن لو اجتمعت ما أغنوا فيه شيئا).
ولذلك أيضا قال أبو مهدي الباهلي وهو من علماء العرب: (لا يزال الشعراء موقوفين يوم القيامة حتى يجيء جرير فيحكم بينهم).
قال جرير يرثي زوجته:
لولا الحياء لهاجني استــعبارُ
ولزرت قبركِ والحـبيبُ يزارُ
ولقد نظرتُ وما تمتعُ نظــرةٍ
في اللحدِ حيث تمكنُ المحفارُ
فجزاكِ ربكِ في عشيركِ نظرةً
وسقي صداك مجلجل مدرارُ
خصائص أشعار جرير:
يتميز شعره بملامح فنية أبرزها أنه في شعره يجول في ساحات واسعة الأرجاء، متعددة الجوانب، فقد طرق أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجاد فيها، وأعانته على ذلك طبيعته الخاصة المواتية. وكانت معاني الشاعر جرير في شعره فطرية، كما أن الصور والأخيلة جاءت متصلة بالبادية التي ارتبطت بها حياته أشد الارتباط. ولجرير بعد ذلك قدرته على انتقاء اللفظ الجزل، ومتانة النسج، وحلاوة العبارة، والجرس الموسيقي المؤثر، وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق لين.
وفاته:
بعد رحلة طويلة من الشعر ذي الهجاء والمديح، وبعد انتشار إعلامي في أصقاع الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وغيرها، وفي عام 114هـ بالتحديد توفي الشاعر الفرزدق بعد عمر زاد على الثمانين، فلما بلغ جرير موته قال:
هلك الفرزدقُ بعدما جدّعتُه
ليتَ الفرزدق كان عاش قليلا
ثم أطرق طويلا وبكى، فقيل له: ما أبكاك؟ قال: بكيت لنفسي، إنه والله قل ما كان اثنان مثلنا أو مصطحبان أو زوجان إلا كان أمد ما بينهما قريبا، ثم أنشأ يقول مرثيا له:
فُجعنا بحمّال الدّيات ابن غالب
وحامي تميم عرضها والبراجم
ولم تمر على وفاة الفرزدق ستة أشهر إلا وتتحققت نبوءة جرير، فيعقب صاحبه الفرزدق إلى مثواه الأخير، ويموت الرجلان في ذات العام بعد حياة حافلة من الإبداع الشعري الذي غزا كافة جوانب الحياة، وأهمها على الإطلاق الهجاء والمديح، وقد بلغت شهرتهما الآفاق.