روح الندى
06-14-2024, 07:10 PM
ثمرات تعجيل الحج والمبادرة به، ومن ذلك:
1- أن في المبادرة امتثالٌ لأمر الشارع الحكيم، واستجابة لعموم ما جاء من النصوص التي فيها الحث على المبادرة إلى الخير والاستباق إليه، كقوله تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [سورة البقرة: 148]. وقوله سبحانه: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِي ﴾ [آل عمران: 133] وقوله جلَّ وعلا: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21] وغيرها من النصوص مما جاء في هذا المعنى، وهذا أعظمُ في الثواب وأجزلُ في العطاء من ربِّ الأرض والسماء جلَّ وعلا.
ومثل هذه الأعمال الصالحات ينبغي مجاهدة النفس على فعلها والمسابقة إليها، لأن النفس بجبلتها تركن إلى الراحة والدعة، وإذا لم توطن على الخير وفعله والمبادرة إليه فقد تند وتشرد عن الخير إلى ما تهواه، وقد يكون محرماً.
2- أن في المبادرة بالحج خروجاً من عهدة التأخير، وما يترتب عليه من الإثم والوزر، فإذا بادر المسلم وحج، كان أبعد عن الوعيد الوارد في حق من أجَّل وهو مستطيع.
وفي الناس اليوم كثيرٌ منهم ممن أخروا الحج عاماً بعد آخر وهم مستطيعون حيث الصحة والمال والأمن وأنواع النعم، ولم يزالوا مسوفين مؤجلين، حتى حيل بينهم وبين حج بيت ربهم إما بمنية مفاجئة، أو بعارض من عوارض الدنيا من الأمراض والإعاقات البدنية والمالية، نسأل الله العافية والسلامة للجميع.
3- أن في المبادرة بالحج استكثارَ الحسنات والتخلص من الأوزار والتبعات، وذلك لما جاء من النصوص المبينة لمضاعفة ثواب من حج وتكفير سيئاته، ولهذا إذا رجع بعد الحج كان أحرى من غيره ممن لم يحج في الترقي في درجات العبودية والتقرب من الله تعالى وزيادة الإيمان، بما ينعكس عليه في أمور حياته الأخرى خيراً وبِرَّاً وتقوى.
ومما يدل على هذا ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وثبت في جامع الترمذي وسنن النسائي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكِير خَبَثَ الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة".
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على هذا المعنى.
4- أن في المبادرة بالحج قطعاً للعوارض التي قد يتعرض لها العبد في حياته، فكم من إنسانٍ كان يستطيع الحج، ولكنه أخَّره عاماً بعد عام، حتى أصابته جائحةٌ من جوائح الدنيا منعته الوصول لبلد الله الحرام، فصار يعض أصابع الندم على ما أجَّل وأخَّر، وإلى هذا جاءت الإشارة في حديث ابني العباس المتقدم.
إلى غير ذلك من الثمرات والبركات التي ينالها العبد في الدنيا والآخرة.
ويحسن في هذا المقام التنبيه على تصورٍ راج وانتشر بين عددٍ من المسلمين! مفاده: أن الشاب لا يصلح له الحج، لأنه سيقترف بعده من السيئات ما يبطله، ولهذا لا يحجون إلا بعد أن يبلغوا من الكبر عتياً، حيث يحج الواحد منهم وهو كبيرٌ في سِنِّه ضعيفٌ في قواه، ويقولون: إنهم بذلك يجعلون آخر العمر مختوماً بالحج!!.
ولكن هذا التصور وذلك المسلك غير صحيح، لمخالفته ما جاء من النصوص الشرعية الآمرة بالمبادرة بالأعمال الصالحة، ومنها الحج لبيت الله الحرام، ثم إن هذا التصور فيه خطأ فادح، من جهة الإفراط في طول الأمل، بما يجعل العبد يتمادى في العصيان، فكأنه يقول: افعل ما شئت من السيئات، ثم تُب بعد ذلك، ولكن من الذي يضمن له الإمهال وطول العمر، والتمكن من الحج في آخر الحياة؟!.
وأيضاً فإن الذنوب وتتابعها تعمي القلب وتصرف النفس عن الخير، حتى يصير الشر سِمةً لها، ويختم على القلب ويُحال بينه وبين صاحبه، فلا يستطيع التوبة ولا فعل الخير، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].
كما أن هذا التصور يُفوت على الإنسان خيرات كثيرة كان سينالها من بركات الحج وفضائله، وهذا كله بسبب المخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرعه.
وفق الله الجميع لما فيه الخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ثمرات تعجيل الحج والمبادرة به، ومن ذلك:
1- أن في المبادرة امتثالٌ لأمر الشارع الحكيم، واستجابة لعموم ما جاء من النصوص التي فيها الحث على المبادرة إلى الخير والاستباق إليه، كقوله تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [سورة البقرة: 148]. وقوله سبحانه: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِي ﴾ [آل عمران: 133] وقوله جلَّ وعلا: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21] وغيرها من النصوص مما جاء في هذا المعنى، وهذا أعظمُ في الثواب وأجزلُ في العطاء من ربِّ الأرض والسماء جلَّ وعلا.
ومثل هذه الأعمال الصالحات ينبغي مجاهدة النفس على فعلها والمسابقة إليها، لأن النفس بجبلتها تركن إلى الراحة والدعة، وإذا لم توطن على الخير وفعله والمبادرة إليه فقد تند وتشرد عن الخير إلى ما تهواه، وقد يكون محرماً.
2- أن في المبادرة بالحج خروجاً من عهدة التأخير، وما يترتب عليه من الإثم والوزر، فإذا بادر المسلم وحج، كان أبعد عن الوعيد الوارد في حق من أجَّل وهو مستطيع.
وفي الناس اليوم كثيرٌ منهم ممن أخروا الحج عاماً بعد آخر وهم مستطيعون حيث الصحة والمال والأمن وأنواع النعم، ولم يزالوا مسوفين مؤجلين، حتى حيل بينهم وبين حج بيت ربهم إما بمنية مفاجئة، أو بعارض من عوارض الدنيا من الأمراض والإعاقات البدنية والمالية، نسأل الله العافية والسلامة للجميع.
3- أن في المبادرة بالحج استكثارَ الحسنات والتخلص من الأوزار والتبعات، وذلك لما جاء من النصوص المبينة لمضاعفة ثواب من حج وتكفير سيئاته، ولهذا إذا رجع بعد الحج كان أحرى من غيره ممن لم يحج في الترقي في درجات العبودية والتقرب من الله تعالى وزيادة الإيمان، بما ينعكس عليه في أمور حياته الأخرى خيراً وبِرَّاً وتقوى.
ومما يدل على هذا ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وثبت في جامع الترمذي وسنن النسائي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكِير خَبَثَ الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة".
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على هذا المعنى.
4- أن في المبادرة بالحج قطعاً للعوارض التي قد يتعرض لها العبد في حياته، فكم من إنسانٍ كان يستطيع الحج، ولكنه أخَّره عاماً بعد عام، حتى أصابته جائحةٌ من جوائح الدنيا منعته الوصول لبلد الله الحرام، فصار يعض أصابع الندم على ما أجَّل وأخَّر، وإلى هذا جاءت الإشارة في حديث ابني العباس المتقدم.
إلى غير ذلك من الثمرات والبركات التي ينالها العبد في الدنيا والآخرة.
ويحسن في هذا المقام التنبيه على تصورٍ راج وانتشر بين عددٍ من المسلمين! مفاده: أن الشاب لا يصلح له الحج، لأنه سيقترف بعده من السيئات ما يبطله، ولهذا لا يحجون إلا بعد أن يبلغوا من الكبر عتياً، حيث يحج الواحد منهم وهو كبيرٌ في سِنِّه ضعيفٌ في قواه، ويقولون: إنهم بذلك يجعلون آخر العمر مختوماً بالحج!!.
ولكن هذا التصور وذلك المسلك غير صحيح، لمخالفته ما جاء من النصوص الشرعية الآمرة بالمبادرة بالأعمال الصالحة، ومنها الحج لبيت الله الحرام، ثم إن هذا التصور فيه خطأ فادح، من جهة الإفراط في طول الأمل، بما يجعل العبد يتمادى في العصيان، فكأنه يقول: افعل ما شئت من السيئات، ثم تُب بعد ذلك، ولكن من الذي يضمن له الإمهال وطول العمر، والتمكن من الحج في آخر الحياة؟!.
وأيضاً فإن الذنوب وتتابعها تعمي القلب وتصرف النفس عن الخير، حتى يصير الشر سِمةً لها، ويختم على القلب ويُحال بينه وبين صاحبه، فلا يستطيع التوبة ولا فعل الخير، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].
كما أن هذا التصور يُفوت على الإنسان خيرات كثيرة كان سينالها من بركات الحج وفضائله، وهذا كله بسبب المخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرعه.
وفق الله الجميع لما فيه الخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد