روح الندى
06-08-2024, 05:06 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.
هي إحدى شعائر الله التي أمر بتعظيمها، وأقربها إلى المسجد الحرام، تقع في الجهة الشرقية منه، وتبعد عنه (4 كم)، وسُمِّيت بذلك: لكثرة ما يُمنى (أي: يُراق) فيها من الدماء، وقيل: لأنَّ الله تعالى مَنَّ فيها على نبيه وخليله إبراهيم - عليه السلام - بفداء ابنه.
وحدُّها: شرقاً وغرباً من جمرة العقبة إلى وادي محسِّر[1]، وشمالاً وجنوباً ما أقبل عليها من الجبال المحيطة بها، دون ما أدبر[2]. ويبلغ طولها: (5ر3 كم)، ومساحتها: (35ر6 كم2)[3].
يبيت فيها الحُجاج ليلة التاسع من شهر ذي الحجة قبل الذهاب إلى عرفة، وليلة الحادي عشر والثاني عشر منه لمن أراد التعجل، وليلة الثالث عشر لمن أراد التأخر، وأيامها أيام أكلٍ وشُرب، وذِكْرٍ لله تعالى، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم[4].
ومن الآيات التي أشارت إلى مِنًى:
أ- قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى ﴾ [البقرة:203]. قال القرطبي - رحمه الله: (ولا خلاف بين العلماء: أنَّ الأيام المعدودات في هذه الآية، هي: أيام مِنًى، وهي أيام التشريق)[5].
ب- قوله تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج:28]. والأيام المعلومات تدخل فيها أيامُ مِنًى أو بعضُها، على خلافٍ بين العلماء، قال الطبري - رحمه الله - في تفسير الآية: (وهُنَّ أيام التشريق في قول بعض أهل التأويل، وفي قول بعضهم: أيام العشر، وفي قول بعضهم: يوم النحر وأيام التشريق)[6].
وتضمُّ مِنًى عدداً من الشعائر المكانية العظيمة، منها:
أ- الجَمَرات: وقد سبق الحديث عنها في مقال بعنوان: الجمرات أصل مشروعيتها وفضائل رميها.
ب- مسجد الخَيْف[7]: ويقع قريباً من الجمرة الصُّغرى على سفح جبل الصَّابح، وهو مسجد تاريخي قديم، صلَّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام قَبْلَه[8]، عَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، منهم مُوسَى عليه السلام، كَأَنِّي انْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوانِيَّتانِ[9] وَهُوَ مُحْرِمٌ، عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءَةَ، مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ، له ضَفِيرَتَانِ)[10].
فضائل مِنًى:
من الشعائر المعظَّمة التي تقع بمنًى ما يلي:
1- رمي الجمار: وقد سبق الحديث عنها.
2- نحر الهَدْي: قال سبحانه: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج:36].
ونَحْر الهدي هو رمز إلى ترك كل منهج يخالف منهجَ الله تعالى، وفيه إعلاءٌ لأوامر الله سبحانه وتذكير بأبينا إبراهيم - عليه السلام - الذي بلَغَ من التضحية مَبْلغاً حتى قدَّم ولده وقُرَّة عينِه ووحيده إسماعيلَ - عليه السلام - تلبيةً لأمر ربِّه وطاعةً لمشيئة خالقه سبحانه وتعالى، مُخالفاً بذلك فِطرتَه وعاطفتَه وأُبوَّته وهواه ووساوسَ الشيطان، فكان انتصاراً للحق على الباطل، للإيمان على الهوى والنفس والشيطان، وفي كلِّ عامٍ يكون النحر في نفس المكان الذي نَحَرَ فيه إبراهيم إعلاءً لهذه القِيَمِ وتلك المُثُل؛ قيمةِ الإيمان والطاعة والانقياد والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، ومُخالفةِ كلِّ أمرٍ يُخالف أمر ربِّنا جل وعلا.
3- حِلاقة الرأس:
أ- عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (وَلِلْمُقَصِّرِينَ)[11].
ب- وعن أُمِّ الْحُصَيْنِ - رضي الله عنها؛ أنَّها سَمِعَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: (دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلاَثًا، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً)[12].
ج- وعن مَالِكِ بن رَبِيعَةَ - رضي الله عنه؛ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قال: يقولُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الثَّالِثَةِ أو في الرَّابِعَةِ: (وَالْمُقَصِّرِينَ). ثُمَّ قال: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَمَا يَسُرُّنِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمْرُ النَّعَمِ[13].
د- وعن ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا نَحْرُكَ؛ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ، وَأَمَّا حِلاَقُكَ رَأْسَكَ؛ فَلَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَلَقْتَهَا حَسَنَةٌ، وَتُمْحَى بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةٌ)[14].
هـ- وعن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَعْرِكَ شَعْرَةٌ تَقَعُ عَلَى الأَرْضِ؛ إِلاَّ كَانَتْ لَكَ نُورَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[15]
هي إحدى شعائر الله التي أمر بتعظيمها، وأقربها إلى المسجد الحرام، تقع في الجهة الشرقية منه، وتبعد عنه (4 كم)، وسُمِّيت بذلك: لكثرة ما يُمنى (أي: يُراق) فيها من الدماء، وقيل: لأنَّ الله تعالى مَنَّ فيها على نبيه وخليله إبراهيم - عليه السلام - بفداء ابنه.
وحدُّها: شرقاً وغرباً من جمرة العقبة إلى وادي محسِّر[1]، وشمالاً وجنوباً ما أقبل عليها من الجبال المحيطة بها، دون ما أدبر[2]. ويبلغ طولها: (5ر3 كم)، ومساحتها: (35ر6 كم2)[3].
يبيت فيها الحُجاج ليلة التاسع من شهر ذي الحجة قبل الذهاب إلى عرفة، وليلة الحادي عشر والثاني عشر منه لمن أراد التعجل، وليلة الثالث عشر لمن أراد التأخر، وأيامها أيام أكلٍ وشُرب، وذِكْرٍ لله تعالى، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم[4].
ومن الآيات التي أشارت إلى مِنًى:
أ- قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى ﴾ [البقرة:203]. قال القرطبي - رحمه الله: (ولا خلاف بين العلماء: أنَّ الأيام المعدودات في هذه الآية، هي: أيام مِنًى، وهي أيام التشريق)[5].
ب- قوله تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج:28]. والأيام المعلومات تدخل فيها أيامُ مِنًى أو بعضُها، على خلافٍ بين العلماء، قال الطبري - رحمه الله - في تفسير الآية: (وهُنَّ أيام التشريق في قول بعض أهل التأويل، وفي قول بعضهم: أيام العشر، وفي قول بعضهم: يوم النحر وأيام التشريق)[6].
وتضمُّ مِنًى عدداً من الشعائر المكانية العظيمة، منها:
أ- الجَمَرات: وقد سبق الحديث عنها في مقال بعنوان: الجمرات أصل مشروعيتها وفضائل رميها.
ب- مسجد الخَيْف[7]: ويقع قريباً من الجمرة الصُّغرى على سفح جبل الصَّابح، وهو مسجد تاريخي قديم، صلَّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام قَبْلَه[8]، عَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، منهم مُوسَى عليه السلام، كَأَنِّي انْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوانِيَّتانِ[9] وَهُوَ مُحْرِمٌ، عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءَةَ، مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ، له ضَفِيرَتَانِ)[10].
فضائل مِنًى:
من الشعائر المعظَّمة التي تقع بمنًى ما يلي:
1- رمي الجمار: وقد سبق الحديث عنها.
2- نحر الهَدْي: قال سبحانه: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج:36].
ونَحْر الهدي هو رمز إلى ترك كل منهج يخالف منهجَ الله تعالى، وفيه إعلاءٌ لأوامر الله سبحانه وتذكير بأبينا إبراهيم - عليه السلام - الذي بلَغَ من التضحية مَبْلغاً حتى قدَّم ولده وقُرَّة عينِه ووحيده إسماعيلَ - عليه السلام - تلبيةً لأمر ربِّه وطاعةً لمشيئة خالقه سبحانه وتعالى، مُخالفاً بذلك فِطرتَه وعاطفتَه وأُبوَّته وهواه ووساوسَ الشيطان، فكان انتصاراً للحق على الباطل، للإيمان على الهوى والنفس والشيطان، وفي كلِّ عامٍ يكون النحر في نفس المكان الذي نَحَرَ فيه إبراهيم إعلاءً لهذه القِيَمِ وتلك المُثُل؛ قيمةِ الإيمان والطاعة والانقياد والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، ومُخالفةِ كلِّ أمرٍ يُخالف أمر ربِّنا جل وعلا.
3- حِلاقة الرأس:
أ- عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (وَلِلْمُقَصِّرِينَ)[11].
ب- وعن أُمِّ الْحُصَيْنِ - رضي الله عنها؛ أنَّها سَمِعَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: (دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلاَثًا، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً)[12].
ج- وعن مَالِكِ بن رَبِيعَةَ - رضي الله عنه؛ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قال: يقولُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الثَّالِثَةِ أو في الرَّابِعَةِ: (وَالْمُقَصِّرِينَ). ثُمَّ قال: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَمَا يَسُرُّنِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمْرُ النَّعَمِ[13].
د- وعن ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا نَحْرُكَ؛ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ، وَأَمَّا حِلاَقُكَ رَأْسَكَ؛ فَلَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَلَقْتَهَا حَسَنَةٌ، وَتُمْحَى بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةٌ)[14].
هـ- وعن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَعْرِكَ شَعْرَةٌ تَقَعُ عَلَى الأَرْضِ؛ إِلاَّ كَانَتْ لَكَ نُورَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[15]