مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة الأسماء الحسنى (1) معرفة الله جنة الدنيا


ضامية الشوق
05-22-2024, 10:42 AM
سلسلة الأسماء الحسنى (1)
معرفة الله جنة الدنيا

الله عز وجل له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهو تبارك وتعالى خَلَقَ الخَلْقَ كي يعرفوه ويحبوه، ويخافوه ويرجوه، خَلَقَ الخَلْقَ كي يعبدوه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾: إلا ليوحِّدون.

وهذا التوحيد الذي خلق الله تعالى الخَلْقَ لأجله نوعان: توحيد علمي؛ دل عليه قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].

وتوحيد عملي؛ دل عليه قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ فالله تعالى خلقنا للعلم والعمل؛ للعلم: بأن نعرفه سبحانه بمعرفة أسمائه وصفاته، وللعمل: بأن نوحِّده بالعبادة ونخلص الدين له.

تخيل لو أن إنسانًا عاش في هذه الحياة، وهو لا يعرف أصله، لا يعرف من هو أبوه، ومن هي أمُّه، ولا من هم أهله، كيف سيكون حال هذا الإنسان؟

سيعيش حالةً من الضياع والانهيار النفسي، حالة من التعاسة، فما بالك بمن يعيش في هذه الحياة وهو لا يعرف له ربًّا خلقه وأوجده؟

لا يعرف له إلهًا يتوجَّه إليه ويعبده، يدعوه عند الحاجة، ويلجأ إليه عند الشدة؛ قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]؛ فقيرًا محتاجًا إلى ربه؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، فما أتعس الإنسان حين يَهِيم على وجهه في هذه الحياة بعيدًا عن خالقه ومولاه!

قال أحد السلف: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها، وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة الله ومحبته، والأنس به، والشوق إلى لقائه".

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "ففي القلب شَعْثٌ لا يلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة، لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسُدُّها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أُعطِيَ الدنيا وما فيها لم تُسَدَّ تلك الفاقة منه أبدًا"[1].

• معرفة الله غذاء الروح، وحياة القلوب، فكما أن البدن يحتاج إلى الطعام والشراب، كذلك القلب يحتاج أن يتعبد لله، يحتاج أن يتصل بخالقه ومولاه؛ حتى يسكن ويطمئن، حتى يصمد أمام هذه الفتن والمنكرات، والشدائد والبلاءات.

• يحتاج القلب أن يستنير بنور الله، فيحيا وسط كل هذه الظلمات؛ قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122].

• من عرف الله عز وجل، وآمن به، واتبع شرعه، فقد اهتدى إلى الطريق المستقيم، ومن لم يعرف الله، تخطَّفَتْهُ الشياطين؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 71].

ومعرفة الله عز وجل تكون بمعرفة أسمائه وصفاته.
وأسماء الله تعالى وصفاته ليست محصورة بعدد؛ بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك))[2].

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة))[3].

ليس بمعنى أنه ليس لله إلا هذه الأسماء، بل بمعنى أن من أسمائه تسعةً وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة، وما معنى أحصاها؟
الإحصاء: ثلاث مراتب: حفظ ألفاظها، فهم معانيها، التعبُّد لله بها.

أول مرتبة من مراتب الإحصاء أن نحفظها لفظًا، ليس حفظ مجرد، ليس الحفظ غاية وإنما هو وسيلة.

ما هي الغاية؟
فهم معانيها، والنظر في آثارها في الأنفس والآفاق؛ لذلك فالإحصاء بمعنى أن تُحصَى المعاني بعد الألفاظ.

وبعد حفظ الألفاظ وفهم المعاني، تأتي المرتبة الثالثة من مراتب الإحصاء؛ وهي أن تتعبد لله بمقتضاها، فكل اسم من أسماء الله له عبودية خاصة.

فإذا علِم العبدُ أن الله هو الرب الذي تفرَّد بالضر والنفع، والعطاء والمنع، توكل عليه، وتعلَّق به.
وإذا علم أنه سميع بصير، راقَبَ أقواله وأفعاله، وحفِظ جوارحه ولسانه.
وإذا علم أنه الحكيم، سلَّم لقَدَرِهِ، ورضيَ بقضائه وحكمه.

وإذا علم أنه الرحمن الرحيم، الكريم الجميل، ازداد حبًّا له وشوقًا إليه... أنواع وأنواع من العبودية، عبودية باطنة، وعبودية ظاهرة، والعبد إذا تعبَّد لله بمقتضى أسمائه وصفاته أحبَّه الله؛ ((وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))[4]، لا يزال كل يوم يعرف عن الله، يتعلم ويتعبد بمقتضى هذه المعرفة، وهذا العلم، يفعل الواجب ويُتْبِعُه بالمستحب؛ ((فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعْطِيَنَّه، ولئن استعاذني لأعيذنه)).

يصير عبدًا موفَّقًا مسدَّدًا، مؤيَّدًا من قِبلِ الله، في كل وقت، في کل حركة، في كل قول وفعل، في كل ما يسمع وما يبصر، في كل ما تمشي إليه رجلاه، أو ما تفعله يداه، مؤيد من الله، قد استقام قلبه، واستقامت جوارحه، يعطيه الله ما سأل، ويُعيذه مما يخاف.

قال عتبة الغلام: "من عرَف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه، أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره، فطوباه وطوباه، وطوباه وطوباه"[5].

لو أردت أن تعيش حياة السعادة، وأن تذوق طعم الراحة، فعليك بمعرفة الله.

فالله عز وجل خلقنا لنعرفه ونعبده، أرسل الرسل، وأنزل الكتب ليعرفوا الناس به، بكماله وجماله، وجلاله ورحمته، ورأفته وحكمته، وكرمه وجوده، وإنعامه وإحسانه؛ قال مخاطبًا نبيَّه موسى عليه السلام: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 13، 14].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن اللذة والفرحة والسرور وطِيبَ الوقت، والنعيمَ الذي لا يمكن التعبير عنه - إنما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى، وتوحيده والإيمان به"[6].

إن في الدنيا جنةً من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.

[1] مدارج السالكين (3/ 156).
[2] صحيح مسلم (486).
[3] صحيح البخاري (7392).
[4] صحيح البخاري (6502).
[5] مجموع الفتاوى (28/31).
[6] مجموع الفتاوى (28/31).

ملكة الجوري
05-22-2024, 02:01 PM
جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان

روح الندى
05-22-2024, 02:10 PM
جزاك الله خير

فزولهآ
05-22-2024, 02:35 PM
طرح جميل

ضامية الشوق
05-23-2024, 01:27 PM
جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان



يسلمو على المرور

ضامية الشوق
05-23-2024, 01:27 PM
جزاك الله خير

يسلمو على المرور

ضامية الشوق
05-23-2024, 01:27 PM
طرح جميل

يسلمو على المرور

نظرة الحب
05-23-2024, 07:35 PM
روعه
يعطيك العافيه
.
.
مودتي

مديونه
05-24-2024, 02:10 AM
لجهودك باقات من الشكر والتقدير

على روعة الطرح


https://a3zz.net/upload/uploads/images/a3zz-7891e79eef.gif

ضوى الليل
05-24-2024, 04:45 AM
تسسلم يمينك على رووعه طرحك~
الله يعطيك الف عاآآآآآآفيه

ضامية الشوق
05-24-2024, 10:37 AM
روعه
يعطيك العافيه
.
.
مودتي

يسلمو على المرور

ضامية الشوق
05-24-2024, 10:40 AM
لجهودك باقات من الشكر والتقدير

على روعة الطرح


https://a3zz.net/upload/uploads/images/a3zz-7891e79eef.gif

يسلمو على المرور

ضامية الشوق
05-24-2024, 10:40 AM
تسسلم يمينك على رووعه طرحك~
الله يعطيك الف عاآآآآآآفيه

يسلمو على المرور

شموخ
05-24-2024, 04:44 PM
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

شموخ
05-24-2024, 04:45 PM
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

المهرة
05-25-2024, 06:21 AM
https://ramki-kartinki.ru/_ph/42/2/77647581.png


بااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب
وجزااك الله عناا كل خير واثابك الجنة
عرضهاا السموات والارض اشكرك
وسلمت الايااادي ويعطيك ربي الف عافية
تحيتي وتقديري وبانتظااار جديدك دمتي
وكوني بخير


https://ramki-kartinki.ru/_ph/42/2/77647581.png

ضامية الشوق
05-25-2024, 10:45 AM
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

يسلمو على المرور

ضامية الشوق
05-25-2024, 10:46 AM
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

يسلمووووعلى المرور

ضامية الشوق
05-25-2024, 10:46 AM
https://ramki-kartinki.ru/_ph/42/2/77647581.png


بااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب
وجزااك الله عناا كل خير واثابك الجنة
عرضهاا السموات والارض اشكرك
وسلمت الايااادي ويعطيك ربي الف عافية
تحيتي وتقديري وبانتظااار جديدك دمتي
وكوني بخير


https://ramki-kartinki.ru/_ph/42/2/77647581.png
































































يسلمو على المرور