جنــــون
01-24-2024, 12:26 AM
أقسام السنة النبوية
أولًا: السنة القولية:
والسنة القولية: كقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)[1].
ثانيًا: السنة الفعلية:
والسنة الفعلية: هي ما صدر عنه - صلى الله عليه وسلم - من أفعال، مثال ذلك: صلاته وحجه، والتي هي مبينة لما أُجملَ منها القرآن، ومثاله: قضاؤه -صلى الله عليه وسلم - بشاهد ويمين في الأموال.
وهو أنه يُقضى بيمين المدعي مع شاهده، ويُنسب هذا الرأي إلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلى - رضي الله عنهم أجمعين - وبه أخذ المالكية والشافعية والزيدية والظاهرية والحنابلة [2].
ومما يُستدل به في ذلك:
أ- روى عمرو بن دينار، عن ابن عباس (ت 68هـ)- رضي الله عنهما -: "أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد"[3].
ب- ما رُوِيَ عن علي بن أبي طالب (ت: 40هـ) - رضي الله عنه - "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشَهادة شاهد واحد، ويَمين صاحب الحق"[4].
ج- ما رُوي عن أبي هريرة (ت: 57هـ) - رضي الله عنه - قال: "قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باليمين مع الشاهد الواحد"[5]،[6].
ثالثًا: السنة التقريرية:
وأما السنة التقريرية: فهي ما صدر عن صحابي أو أكثر من أقوال أو أفعال علم بها - عليه الصلاة والسلام - فسكت عنها ولم ينكرها، أو وافقها وأظهر استحسانه لها.
مثالها: أكل الصحابة الضب على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر عليهم ذلك؛ فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس (ت: 68هـ) - رضي الله عنهما - عن خالد بن الوليد (ت: 21هـ) - رضي الله عنه - أنه دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة، فأُتي بضب محنوذ[7]، فأهوى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، فقال بعض النسوة: أخبِروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يريد أن يأكل، فقالوا: هو ضب يا رسول الله، فرفَع يده، فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: (لا، ولكن لم يكن بأرض قومي، فأجدني أَعافُه)، قال خالد: فاجتررتُه فأكلته ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر[8].
وأما مثال الوصف الخُلُقي: فما رواه البخاري عن أنس بن مالك (ت: 93هـ) -رضي الله عنه - قال:(لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - سبَّابًا ولا فحَّاشًا، ولا لعَّانًا، وكان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه)[9].
ومثال الوصف الخَلْقِي: ما رواه البخاري عن أنس بن مالك (ت: 93هـ)- رضي الله عنه - قال:(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)[10].
ورحم الله الإمام أحمد (ت: 241هـ) إذ يقول:
دين النبيِّ محمدٍ أخبارُ
نعمَ المطيةُ للفتى الآثارُ!
لا ترغبنَّ عن الحديث وأهله
فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربَّما جهِلَ الفتى أثرَ الهُدى
والشمسُ بازغة لها أنوارُ[11]
[1] أخرجه البخاري، كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ (1/ 6)، رقم: )1( من حديث عُمرَ بنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه-.
[2] ابن جزي الكلبي: القوانين الفقهية (ص: 204)، والشاشي القفال: حلية العلماء (8 / 280)، وابن قدامة: المغني (9 / 151)، وابن حزم: المحلى (9 / 403) وما بعدها، والشوكاني: نَيل الأوطار (9 / 193)، والشوكاني: السيل الجرار (4/ 187).
[3] ابن حجر العسقلاني: فتح الباري (5 / 136)، والنووي: شرح صحيح مسلم: (6/ 244).
[4] أبو داود: سنن أبي داود (2 / 119)، وابن ماجه: سنن ابن ماجه (2 / 792)، وابن العربي: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي (6 / 91)، والدار قطني: سنن الدار قطني (4 / 212)، والشوكاني: نَيل الأوطار (9 / 190).
[5] الدار قطني: سنن الدار قطني (4 / 214)، وابن العربي: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي: (6 / 89).
[6]وللاستزادة يُنظر: مقال-القضاء بشاهد ويمين: أ. د. علي أبو البصل- عن موقع الألوكة.
[7] محنوذ؛ أيْ: مشوي بالحجارة المُحماة (فتح الباري 9 / 664). فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379هـ - رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز - عدد الأجزاء: 13.
[8] البخاري: 5537، مسلم 1945.
[9] البخاري: (5684).
[10] البخاري:(3547)، مسلم (2347).
[11]جامع بيان العلم وفضله (2 / 35)، وفي شرف أصحاب الحديث (ص: 76) للخطيب: وقيل: إنها لعبدة بن زياد الأصبهاني، ونسبها بعضهم لغيرهما، والله أعلم
أولًا: السنة القولية:
والسنة القولية: كقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)[1].
ثانيًا: السنة الفعلية:
والسنة الفعلية: هي ما صدر عنه - صلى الله عليه وسلم - من أفعال، مثال ذلك: صلاته وحجه، والتي هي مبينة لما أُجملَ منها القرآن، ومثاله: قضاؤه -صلى الله عليه وسلم - بشاهد ويمين في الأموال.
وهو أنه يُقضى بيمين المدعي مع شاهده، ويُنسب هذا الرأي إلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلى - رضي الله عنهم أجمعين - وبه أخذ المالكية والشافعية والزيدية والظاهرية والحنابلة [2].
ومما يُستدل به في ذلك:
أ- روى عمرو بن دينار، عن ابن عباس (ت 68هـ)- رضي الله عنهما -: "أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد"[3].
ب- ما رُوِيَ عن علي بن أبي طالب (ت: 40هـ) - رضي الله عنه - "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشَهادة شاهد واحد، ويَمين صاحب الحق"[4].
ج- ما رُوي عن أبي هريرة (ت: 57هـ) - رضي الله عنه - قال: "قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باليمين مع الشاهد الواحد"[5]،[6].
ثالثًا: السنة التقريرية:
وأما السنة التقريرية: فهي ما صدر عن صحابي أو أكثر من أقوال أو أفعال علم بها - عليه الصلاة والسلام - فسكت عنها ولم ينكرها، أو وافقها وأظهر استحسانه لها.
مثالها: أكل الصحابة الضب على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر عليهم ذلك؛ فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس (ت: 68هـ) - رضي الله عنهما - عن خالد بن الوليد (ت: 21هـ) - رضي الله عنه - أنه دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة، فأُتي بضب محنوذ[7]، فأهوى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، فقال بعض النسوة: أخبِروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يريد أن يأكل، فقالوا: هو ضب يا رسول الله، فرفَع يده، فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: (لا، ولكن لم يكن بأرض قومي، فأجدني أَعافُه)، قال خالد: فاجتررتُه فأكلته ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر[8].
وأما مثال الوصف الخُلُقي: فما رواه البخاري عن أنس بن مالك (ت: 93هـ) -رضي الله عنه - قال:(لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - سبَّابًا ولا فحَّاشًا، ولا لعَّانًا، وكان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه)[9].
ومثال الوصف الخَلْقِي: ما رواه البخاري عن أنس بن مالك (ت: 93هـ)- رضي الله عنه - قال:(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)[10].
ورحم الله الإمام أحمد (ت: 241هـ) إذ يقول:
دين النبيِّ محمدٍ أخبارُ
نعمَ المطيةُ للفتى الآثارُ!
لا ترغبنَّ عن الحديث وأهله
فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربَّما جهِلَ الفتى أثرَ الهُدى
والشمسُ بازغة لها أنوارُ[11]
[1] أخرجه البخاري، كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ (1/ 6)، رقم: )1( من حديث عُمرَ بنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه-.
[2] ابن جزي الكلبي: القوانين الفقهية (ص: 204)، والشاشي القفال: حلية العلماء (8 / 280)، وابن قدامة: المغني (9 / 151)، وابن حزم: المحلى (9 / 403) وما بعدها، والشوكاني: نَيل الأوطار (9 / 193)، والشوكاني: السيل الجرار (4/ 187).
[3] ابن حجر العسقلاني: فتح الباري (5 / 136)، والنووي: شرح صحيح مسلم: (6/ 244).
[4] أبو داود: سنن أبي داود (2 / 119)، وابن ماجه: سنن ابن ماجه (2 / 792)، وابن العربي: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي (6 / 91)، والدار قطني: سنن الدار قطني (4 / 212)، والشوكاني: نَيل الأوطار (9 / 190).
[5] الدار قطني: سنن الدار قطني (4 / 214)، وابن العربي: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي: (6 / 89).
[6]وللاستزادة يُنظر: مقال-القضاء بشاهد ويمين: أ. د. علي أبو البصل- عن موقع الألوكة.
[7] محنوذ؛ أيْ: مشوي بالحجارة المُحماة (فتح الباري 9 / 664). فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379هـ - رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز - عدد الأجزاء: 13.
[8] البخاري: 5537، مسلم 1945.
[9] البخاري: (5684).
[10] البخاري:(3547)، مسلم (2347).
[11]جامع بيان العلم وفضله (2 / 35)، وفي شرف أصحاب الحديث (ص: 76) للخطيب: وقيل: إنها لعبدة بن زياد الأصبهاني، ونسبها بعضهم لغيرهما، والله أعلم