روح الندى
12-29-2023, 05:40 PM
الخطبة الثانية
أيها المؤمنون:
ثالث هذه الخصال المهلكة المذكورة في الحديث: "إعجاب المرء بنفسه"؛ قال القرطبي –رحمه الله-: وإعجاب المرء بنفسه هو ملاحظةٌ لها بعين الكمال مع النسيان لنعمة الله، قال تعالى في قصة قارون: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾ [القصص: 78]، قال الله تعالى: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾ [القصص: 81]، فثمرة العجب الهلاك، قال الغزالي-رحمه الله-: "ومن آفات العجب أنه يحجب عن التوفيق والتأييد من الله تعالى، فإن المعجب مخذول، فإذا انقطع عن العبد التأييد والتوفيق فما أسرع ما يَهلك، قال عيسى-عليه الصلاة والسلام-: "يا معشر الحواريين كم سراجٌ قد أطفأته الريح؟ وكم عابدٌ أفسده العُجب؟".
إخوة الإيمان، وإن من أشدّ أنواع العجب ما كان من منطلق العلم والفقه والتدين، قال مطرّف بن عبد الله: "لأن أبيت نائمًا وأُصبِح نادمًا، أحبّ إليّ من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "الهلاك في اثنتين: القنوط والعجب".
وجاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: (بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مُرَجِّلٌ رأسه، يختال في مشيته إذ خسف الله به، فهو يتجلجل – أي يغوص وينـزل- في الأرض إلى يوم القيامة)، وهذا ابن عمررضي الله عنه يرى رجلًا يختال في مشيته، فقال له: يا عبد الله، هذه مشية يبغضها الله، فالتفت إليه الرجل، وقال: ألا تعرفني؟! قال: بلى، أعرفك؛ أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل الخرأة.
فالبعد البعد - عباد الله - من هذه الثلاث المهلكات، واللهَ اللهَ في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، والتأدب بآداب الإسلام، والتخلق بأخلاقه الحميدة، والله نسأل أن يطهر قلوبنا من هذه الخصال المهلكة، وأن يعيننا على أنفسنا والشيطان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أيها المؤمنون:
ثالث هذه الخصال المهلكة المذكورة في الحديث: "إعجاب المرء بنفسه"؛ قال القرطبي –رحمه الله-: وإعجاب المرء بنفسه هو ملاحظةٌ لها بعين الكمال مع النسيان لنعمة الله، قال تعالى في قصة قارون: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾ [القصص: 78]، قال الله تعالى: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾ [القصص: 81]، فثمرة العجب الهلاك، قال الغزالي-رحمه الله-: "ومن آفات العجب أنه يحجب عن التوفيق والتأييد من الله تعالى، فإن المعجب مخذول، فإذا انقطع عن العبد التأييد والتوفيق فما أسرع ما يَهلك، قال عيسى-عليه الصلاة والسلام-: "يا معشر الحواريين كم سراجٌ قد أطفأته الريح؟ وكم عابدٌ أفسده العُجب؟".
إخوة الإيمان، وإن من أشدّ أنواع العجب ما كان من منطلق العلم والفقه والتدين، قال مطرّف بن عبد الله: "لأن أبيت نائمًا وأُصبِح نادمًا، أحبّ إليّ من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "الهلاك في اثنتين: القنوط والعجب".
وجاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: (بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مُرَجِّلٌ رأسه، يختال في مشيته إذ خسف الله به، فهو يتجلجل – أي يغوص وينـزل- في الأرض إلى يوم القيامة)، وهذا ابن عمررضي الله عنه يرى رجلًا يختال في مشيته، فقال له: يا عبد الله، هذه مشية يبغضها الله، فالتفت إليه الرجل، وقال: ألا تعرفني؟! قال: بلى، أعرفك؛ أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل الخرأة.
فالبعد البعد - عباد الله - من هذه الثلاث المهلكات، واللهَ اللهَ في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، والتأدب بآداب الإسلام، والتخلق بأخلاقه الحميدة، والله نسأل أن يطهر قلوبنا من هذه الخصال المهلكة، وأن يعيننا على أنفسنا والشيطان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم